استنكار المخالف وجود رواية ( إن ربكم ليس بأعور ) في كتب أهل السنة والجماعة ..
استنكار المخالف وجود رواية ( إن ربكم ليس بأعور ) في كتب أهل السنة والجماعة
1- وجود الرواية في كتب الشيعة الإثني عشرية..
2- الزام المخالف بما يريد ان يلزم به مخالفه.
النقطة الأولى :
وجود الرواية في كتب الشيعة الإثني عشرية..
كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 525 – 528
( باب ) * ( حديث الدجال وما يتصل به من أمر القائم عليه السلام ) *
1 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا عبد العزيز ابن يحيى الجلودي بالبصرة قال : حدثنا الحسين بن معاذ قال : حدثنا قيس بن حفص قال : حدثنا يونس بن أرقم ، عن أبي سيار الشيباني ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة قال : خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وصلى على محمد وآله ، ثم قال : سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني - ثلاثا - فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال : يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال ؟ فقال له علي عليه السلام : اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت ، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل ، وإن شئت أنبأتك بها ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين. فقال عليه السلام : احفظ فان علامة ذلك : إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب ، وأكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيدوا البنيان ، وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الأرحام ، واتبعوا الأهواء واستخفوا بالدماء ، وكان الحلم ضعفا ، والظلم فخرا ، وكانت الامراء فجرة ، والوزراء ظلمة ، والعرفاء خونة ، والقراء فسقة ، وظهرت شهادت الزور ، واستعلن الفجور ، وقول البهتان ، والاثم والطغيان ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وطولت المنارات ، وأكرمت الأشرار ، وازدحمت الصفوف ، واختلفت القلوب ، ونقضت العهود ، واقترب الموعود ، وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا ، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتقي الفاجر مخافة شره ، وصدق الكاذب ، وائتمن الخائن. واتخذت القيان والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، وركب ذوات الفروج السروج ، وتشبه النساء بالرجال ، والرجال بالنساء ، وشهد الشاهد من غير أن يستشهد ، وشهد الاخر قضاء لذمام بغير حق عرفه وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر ، فعند ذلك الوحا الوحا ، ثم العجل العجل ، خير المساكن يومئذ بيت المقدس ، وليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه. فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال : يا أمير المؤمنين من الدجال ؟ فقال : ألا إن الدجال صائد بن الصيد ، فالشقي من صدقه. والسعيد من كذبه ، يخرج من بلدة يقال لها إصفهان ، من قرية تعرف باليهودية ، عينه اليمنى ممسوحة ، والعين الأخرى في جبهته تضئ كأنها كوكب الصبح ، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم ، بين عينيه مكتوب كافر ، يقرؤه كل كاتب وأمي ، يخوض البحار وتسير معه الشمس ، بين يديه جبل من دخان ، وخلفه جبل أبيض يري الناس أنه طعام ، يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر ، خطوة حماره ميل ، تطوي له الأرض منهلا منهلا ، لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة ، ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول : إلي أوليائي " أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى ، أنا ربكم الأعلى ". وكذب عدو الله ، إنه أعور يطعم الطعام ، ويمشي في الأسواق ، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ، ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ألا وإن أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا ، وأصحاب الطيالسة الخضر ، يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلي المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام خلفه ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى. قلنا : وما ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : خروج دابة ( من ) الأرض من عند الصفا ، معها خاتم سليمان بن داود ، وعصى موسى عليهم السلام ، يضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه : هذا مؤمن حقا ، ويضعه على وجه كل كافر فينكتب هذا كافر حقا ، حتى أن المؤمن لينادي : الويل لك يا كافر ، وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن ، وددت أني اليوم كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما. ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة ، فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع " ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ". ثم قال عليه السلام " لا تسألوني عما يكون بعد هذا فإنه عهد عهده إلي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا أخبر به غير عترتي. قال النزال بن سبرة : فقلت لصعصعة بن صوحان : يا صعصعة ما عنى أمير المؤمنين عليه السلام بهذا ؟ فقال صعصعة : يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام هو الثاني عشر من العترة ، التاسع من ولد الحسين بن علي عليهما السلام ، وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام فيطهر الأرض ، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا. فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام أن حبيبه رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين. وحدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيلي الفقيه قال : حدثنا أبو عمر ( و ) محمد بن جعفر بن المظفر ، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي ، وأبو سعيد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب الصيداني ، وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن صبيح الجوهري قالوا : حدثنا أبو يعلى بن أحمد بن المثنى الموصلي ، عن عبد الأعلى بن حماد النرسي ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الحديث مثله سواء.
2 - حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيلي الفقيه بهذا الاسناد عن مشايخه ، عن أبي يعلى الموصلي ، عن عبد الأعلى بن حماد النرسي ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى ذات يوم بأصحابه الفجر ، ثم قام مع أصحابه حتى أتى باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت : ما تريد يا أبا القاسم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أم عبد الله استأذني لي على عبد الله ، فقالت يا أبا القاسم وما تصنع بعبد الله فوالله إنه لمجهود في عقله يحدث في ثوبه وإنه ليراودني على الامر العظيم ، فقال : استأذني عليه ، فقالت : أعلى ذمتك ، قال : نعم ، فقالت : ادخل ، فدخل فإذا هو في قطيفة له يهينم فيها ( 1 ) ، فقالت أمه : اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك فسكت وجلس فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما لها لعنها الله لو تركتني لأخبرتكم أهو هو ، ثم قال له النبي صلى الله عليه وآله : ما تري ؟ قال : أرى حقا وباطلا ، وأرى عرشا على الماء ، فقال : اشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فما جعلك الله بذلك أحق مني. فلما كان اليوم الثاني صلى صلى الله عليه وآله بأصحابه الفجر ، ثم نهض فنهضوا معه حتى ‹ صفحة 529 › طرق الباب فقالت أمه : ادخل ، فدخل فإذا هو في نخلة يغرد فيها ( 1 ) ، فقالت له أمه : اسكت وانزل هذا محمد قد أتاك فسكت ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما لها لعنها الله لو تركتني لأخبرتكم أهو هو. فلما كان في اليوم الثالث صلى النبي صلى الله عليه وآله بأصحابه الفجر ، ثم نهض ونهض القوم معه حتى أتى ذلك المكان فإذا هو في غنم له ينعق بها ، فقالت له أمه : اسكت و اجلس هذا محمد قد أتاك ، فسكت وجلس وقد كانت نزلت في ذلك اليوم آيات من سورة الدخان فقرأها بهم النبي صلى الله عليه وآله في صلاة الغداة ، ثم قال : أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحق مني. فقال النبي صلى الله عليه وآله : إني قد خبأت لك خبيئا فما هو ؟ فقال : الدخ الدخ ( 2 ) فقال النبي صلى الله عليه وآله : إخسأ فإنك لن تعدو أجلك ، ولن تبلغ أملك ولن تنال إلا ما قدر لك. ثم قال لأصحابه : أيها الناس ما بعث الله عز وجل نبيا إلا وقد أنذر قومه الدجال ، وإن الله عز وجل قد أخره إلى يومكم هذا فمهما تشابه عليكم من أمره فإن ربكم ليس بأعور ، إنه يخرج على حمار عرض ما بين أذنيه ميل ، يخرج ومعه جنة ونار وجبل من خبز ونهر من ماء ، أكثر أتباعه اليهود والنساء والا عراب ، يدخل آفاق الأرض كلها إلا مكة ولا بتيها ، والمدينة ولا بتيها ( 3 ). أهــ
# اعتراض : الرواية ضعيفة السند..
والجواب : سيأتي في آخر المبحث بتفصيل لا حاجة إلى تكراره.. فتابع.
# إعتراض : الرواية عامية بدليل أن الراوي لها إبن عمر..
والجواب : أيضا سيأتي ويندرج تحت الإعتراض الأول , وقد جاء خبر معتبر في كتاب ( المحاسن ) فيه : [: لا تكذبوا الحديث إذا أتاكم به مرجئ ولا قدري ولا حروري ينسبه إلينا ] وسيأتي..
وبالنسبة لإبن عمر خاصة :
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 93 - ص 319
1 - قرب الإسناد : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام أنه كانت له أم ولد فأصابها عطاش في شهر رمضان وهي حامل فسئل ابن عمر عن ذلك فقال : مروها فلتفطر وتصدق مكان كل يوم بمد من طعام.
ملاحظة : هذه الرواية إستفدتها من الأخ [ ابو قصي ] حفظه الله..
وأقول : الخبر معتبر ظاهرا فـ
1- الحسين بن ظريف ( ثقة ) أنظر ( المفيد من معجم رجال الحديث للجواهري ص 143 )
2- الحسين بن علوان ( ثقة ) انظر المصدر السابق ص 768
ووجه الإستدلال هو : إستفتاء الفقيه إبن عمر من قبل الباقر ع... هذا على فرض إنفراد إبن عمر وعدم وجود شاهد للرواية من رواية غيره..
# اعتراض : قد قال الصدوق بعد هذا الخبر أن اهل العناد يصدقون بهذا الخبر , وهذا ان دل فانما يدل على...
والجواب : ليس في ما ذكر أي مستمسك , وذلك أن هذا الكلام من جنس قولكم : أهل العناد يؤمنون ببقاء المسيح فترة طويلة ويجحدون ببقاء صاحب العصر والزمان , فقولكم هذا استنكار مع موافقتم للمنكرين عليهم بالإيمان ببقاء المسيح.. وليس في هذا القول انكم منكرون لبقائه..
ثم حتى لو فرض كونه صحيحا , فالصدوق له آراء في سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزيادة الآذان و... الخ
والقوم للإسف الشديد : قد يرمون بكل هذا عرض الحائط بينما قد يتشبثون بعطسته إن كانت موافقة لهواهم !
والآن :
يلزم القوم ما ألزموا به غيرهم ممن روى هذا الخبر..
فقد قال معترضهم : [ فإن قيل : إن هذه الرواية لم تقل إن الله سليم العين ، حتى تكون دالة على ثبوت عين له تعالى ، بل إنها تنفي أن يكون الله تعالى أعورا ، وعلى هذا فالقضية الواردة فيها سالبة ، والسالبة تصدق مع انتفاء الموضوع. فيصح أن يقال إن الله ليس بأعور ، على تقدير عدم وجود عين حسية له تعالى ، كما يصح أن يقال إنه ليس بأعور ، على تقدير أن يكون له عين حسية سليمة ، فوصفه تعالى في الرواية بأنه : ليس بأعور ، لا يدل على ثبوت عين حسية له.
فكيف جعلت هذه الرواية من روايات التجسيم ؟
فالجواب : إنا لم نجعل هذه الرواية من روايات التجسيم لأجل أنها أثبتت لله تعالى عينا حسية سليمة عن العيب.
وإنما جعلناها من روايات التجسيم لأجل ظهورها في أن العلامة الفارقة والتي تكرم النبي (ص) بإخبار الأمة المرحومة بها ، والتي لا تخفى على من يرى الدجال ، ومن خلالها يستطيع أن يميز بينه وبين الله سبحانه : هي عور عين الدجال.
وجعل المائز هو عور العين ظاهر في إثبات الجسمية لله سبحانه وتعالى ، وإلا لما كان أبرز الفوارق ، والعلامة المميزة له عن الدجال هي العور. فالرواية تدل على إن هناك قاسما مشتركا وصفات متوافقة ليحتاج المسلم بسبب هذا التشابه الى البحث بعد ذلك عن الصفة المميزة , وأما إذا لم تكن هناك صفات مشتركة فلا يبحث عن العلامة المميزة ] انتهى كلام المعترض..
فإن كان كلام معترضهم لا يلزمهم لفساد إلزامه فقد ردوا على أنفسهم بأنفسهم..