الشيعة الإسماعيلية - [رؤية من الداخل]
الشيعة الإسماعيلية - [رؤية من الداخل]
علوي طه الجبل
دار الأمل
القاهرة
وثيقة رقم (16)
بسم الله الرحمن الرحيم
اذكروا، وافتكروا، يا إخواننا المسلمين وارشدونا إلى الحق اليقين
السلام عليكم:
نحن أفراد فرقة البهرة الداودية التي هي فرقة صغيرة من فرق الإسلام، وفي بمبي (الهند) مركزها.
نحن نعرض لديكم بعض تلك الأعمال التي يجبرنا عليها سيدنا محمد برهان الدين ونعتقد يقيناً أن هذه الأعمال ليست من الأعمال الإنسانية [بله] أن تكون من الأعمال الإسلامية، مع ذلك نعرضها لديكم لتفكروا، وتذكروا فيها، وترشدونا إلى الصواب:
1) صدر إلينا حكم سيدنا المذكور أن نعلق تصاويره وتصاوير والده المرحوم السيد طاهر سيف الدين في بيوتنا ودكاكيننا، ومجتمعاتنا الدينية والدنيوية حتى المساجد، وبأمر سيدنا يكون التفتيش لذلك، فأي دكان أو بيت أو محفل لا يكون فيه تصاويره يعذب أهله بالبراءة والمقاطعة الاجتماعية تعذيباً، يرتجف منه القلوب، ومن الأسف! أن تلك التصاوير تزين بالأزاهير، وتبخر، والنساء يطفن حولها ويعظمنها.
2) في محلة بندي بازار (بمبي) كان لنا مسجد يسمى "نور مسجد"، وبنى سيدنا في جنبه مزار والده المرحوم، ويشيد على قبره قبة شامخة ممردة بالذهب والجواهر الثمينة، فلأجل توسيع الفضاء حولها، هدم "نور مسجد" مظهراً أن قبة والدي أعظم حرمة من المسجد.
3) لقد أجرى أخوه خزيمة في المدارس لتعليم الصبيان قاعدة رتب فيها الحروف الهجائية ترتيباً خصوصياً، أظهر فيه شانات والده على هذا المنوال، مثلا:
أ: أب مشفق: طاهر سيف الدين، ك: كعبة المصلين: طاهر سيف الدين خ: خير الأنام: طاهر سيف الدين، ق: قاضي الحاجات: طاهر سيف الدين، على هذا.
ولا شك في أن مثل هذه الألقاب لا يخص بها إلا الله تعالى العظيم أو رسوله الكريم r.
4) يأمرنا سيدنا تأكيداً جزماً أن نسجد بين يديه، ونحضر لديه حبوا، ونقبل يديه ورجليه، ممرغين خدودنا لديه، حتى النساء المستورات يجبرن على هذا الفعل الشنيع فيسجدن لديه...، ويقبلن يديه ورجليه، ويمرغن خدودهن متبرجات بزينة ما أفحشنا..، مع علم اليقين أن السجدة، والتعفير لا يجوز إلا لله الواحد القهار.
5) لا يأذن لنا سيدنا لعقد النكاح إلا بعد جهد جهيد، وبذل مال وافر، عتيد، غير زهيد، ويقول: كل نكاح يعقد بغير إذني حرام وفاعله مرتكب زنى، وأي شخص منا عقد نكاحه قاضي المسلمين، فهو يعذب بأمر سيدنا بالبراءة، والمقاطعة الاجتماعية، ويخرج من المساجد والمجالس، والمجتمعات الدينية والدنيوية ولا يدفعن الميت في المقابر، وفي (أودي) (الهند) – الآن – منذ سنتين: ثلاث مائة من ذكور وإناث منتظرون لإذن سيدنا للزواج، ولكنه لا يأذن إطلاقاً قائلاً إنهم: كافرون!! والله يعلم أنهم مسلمون، مؤمنون بالله واليوم الآخر، وكفى بالله شهيداً.
6) ولأجل هذا كم من جثة ميتة أخرجت من قبرها، مثل جثة امرأة تسمى (أمة الله) زوجة (علي أدمجي بيربهائي) أخرجت من قبرها، وطرحت على شفيره عريانة...، والآن بتأريخ الرابع عشر من ديسمبر سنة 1974م، لم يأذن سيدنا لدفن بنت صغيرة، بنت ثلاث سنوات في مقبرته، وما كان ذنبها إلا أن نكاح والدها (عاشق حسين) كان عقده قاضي المسلمين.
7) سيدنا يجمع أموال الزكوات، والفطرة، والخمس، والصلة، والكفارات وغيرها، ويستأثر بها وينفقها على أهله وعشيرته، بل ينفق هذه الأموال المقدسة أموال المؤمنين في شراء الأُتيلات (الفنادق)، مثل (أمبيسدر اتيل) (بمبيء)، ويشرب فيها الخمور، ويكون فيها الرقص العرياني، وأقسام اللهو واللعب والمحرمات، وكل هذه الملاهي والمناهي يستجيزها سيدنا وأهل بيته "سلطان برادرس" ويزعمون أن خلفاء الإسلام والأئمة استباحوا مثلها (معاذ الله).
8) وبأمر سيدنا تجمع الأموال الضخمة ألوف ألوف للمصانع، والقباب الشامخة المبنية على القبور، والضرائح وفي مجالس ذكر الله في المحرم الحرام، وشهر رمضان تجيء تلك الأموال جبراً...
وتقام الخاتم على اسم والده المرحوم، يجبر المؤمنين على صلاة ركعتين على نيته في يوم عاشوراء وليلة القدر، ومن لم يفعل ذلك يعذب بالبراءة والمقاطعة.
9) لسيدنا عشرون مصنعاً كبيراً في الهند وفي غيرها من البلاد الباكستانية وغيرها مثلها، ولأجل جرائها هو يأخذ ألوف، وألوف ربائي من البنوك، مع أن الربا محرم.
10) ادعى والده "طاهر سيف الدين" في العدالة الهندية في منازعة" جاندة بهائي كله كيس" دعوى كاذبة وهي أن له حقاً في تبديل القرآن والحديث، وأنه إله في الأرض وأن له اختيارات مثل اختيارات الرسول النبي الكريم r (معاذ الله).
11) يعلمنا سيدنا أن الطواف ببيته الواقع في (بمبيء) وهو "سيفي محل" كالطواف بالكعبة الحرام، ويقول – أيضاً – أن تقبيل يده كتقبيل الحجر الأسود، وأن زيارته تساوي الحج وزيارة المسجد الحرام في المدينة المنورة.
12) يأخذ البيعة من أتباعه من كل ابن وبنت يبلغ خمس عشر من عمره، مستوثقاً منهم أنه هو الداعي المطلق، وقبول أوامره ونواهيه واجب، وهو مالك رقاب الجميع، ومالك أنفسهم وأموالهم كلياً، وعند معصيته في أي أمر تحرم على العاصي أزواجه وأمواله بل تستباح، وهو مستحق دخول النار.
13) يأخذ الموضع (المخصص للدفن ويأخذ..) إلى أربعين ألف ليأذن للدفن فيه، مع كون الأرض (مخصصة) من الحكومة الهندية مجاناً ومباحاً عمومياً.
14) هذا وليس لأي شخص منا أن يسأل سيدنا عن أسباب هذه الأعمال والأحكام المذكورة الشنيعة، بل يعمل عليها طائعاً أو مكرهاً، وإن سأل أحد منا عذب بالبراءة والمقاطعة الاجتماعية، ويؤذى بكل الإيذاء لعناً وطعناً وسباً وشتماً، وضرباً وطرداً، وسلباً لأمواله وهتكاً لحريمه وتطليقاً لزوجته، وتطليقاً لأزواج أولاده، وتفريقاً بينه وبين أحبابه وأقربائه، ومنعاً وإخراجاً من المجالس والمساجد والمقابر والمزارات، ومنعاً للدفن لجثته في مقابر البهرة الداودية، وإن دفنت أخرجت جثته من القبر.. ومنعاً عن النكاح حتى تضيق عليه الأرض بما رحبت، ولقد تفاقمت هذه الكارثة إلى مبلغ عظيم إلى أن طلباء الجامعة السيفية (سورت الهند)، فعلوا كل هذه الأفاعيل مع أساتذتهم العلماء الفضلاء الأربعة مع كونهم خدموا في نشر العلم والأدب إلى خمسين سنة حتى قتلوا أستاذ الأساتذة الشيخ (سجاد حسين شهيد) وهو ابن تسعين سنة، ضربوه، وشدخوه، وكسروا ضلعه، وفتقوا كبده حتى توفي في 13 ذي القعدة سنة 1394هـ في سورت رحمه الله وغفر له.
ولم يقتنع أتباع سيدنا على هذا حتى ضربوا أهله، وأولاده وأهل رفقائه الثلاثة، ونهبوا أموالهم، ونهبوا كتبهم، ونهبوا – أيضاً – كثير من الدكاكين، والبيوت في بمبيء وفي سورت، وفي أودي بور (الهند)، وبالخصوص في بلد كلياكوت، ضربوا النساء والصبيان، وهتكوا الحريم هتكاً فاحشاً، وبالأخص في أودي بور في اليوم السادس من المحرم الحرام سنة 1395هـ، دخلوا – أعني: أتباع سيدنا – في مسجد منتعلين، وقد أخفوا السكاكين والمدى في جيوبهم، فضربوا، وخدشوا، وشدخوا مئات من المؤمنين والمؤمنات، أطفالاً صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً، مع كونهم مشغولين في ذكر الله وذكر الحسين - u -، وهتكوا حرمة المسجد أيضاً حتى ابتلت الفرش بالدماء، وكسروا الأمتعة، والأنبوبات الكهربائية في المسجد، حتى قتلوا واحداً منهم – رحمه الله وغفر له – والمقتول ابن خمس وتسعين، وكل هذا جرى بمحضر من الشرطة المرتشين وإعانتهم، لأن الحكومة (الراجستانية) تذمرت سيدنا ومحاماة له، لبذله لها ألوف ألوف قتلاً للعدل والإنصاف، ظلماً وعدواناً، ومثل هذه التهتكات والظلم والعدوان جارٍ الآن، ولا ندري إلى متى يجري؟!
(فيا إخواننا في الإسلام، ويا زعماء المسلمين، ويا علماء المؤمنين (العاملين) بالعدل والإنصاف، والدافعين للظلم والعدوان (تفكروا) وتذمروا: ﴿وذكِّرْ فإنّ الذّكْرَى تنْفَعُ المؤمنين﴾ [الذاريات: 55]، واعلموا أن هذا قليل من كثير، غيض من فيض، واعلموا – أيضاً – أننا ملجم على أفواهنا كل إلجام، لا نستطيع أن نتكلم بمثل هذا ولو بحرف، لأنه أخذ علينا أشد الأخذ "أن كل قول وكل فعل من سيدنا هو الحق، وهو عين القرآن المجيد، والحديث الشريف، فلا يجوز أي شك فيه، ومحرم أن يسأل فيه أحد أي سؤال".
فالآن حضرنا لديكم مستغيثين استغاثة المظلومين المقهورين، موقنين أن تفتكروا في أمرنا هذا، وأن ترشدونا إلى عين الصواب.
هل نحن مصيبون في هذه الاستغاثة أم مخطئون؟
فإن نكن مخطئين – أعاذنا الله من الخطأ – فاعفوا عنا واصفحوا، وإن نكن مصيبين فارشدونا وأفيثونا وخذوا لنا من الذين يظلمونا أخذ المنصفين، فهذه هي نفثة المصدورين منا معشر المظلومين والمظلومات، من المؤمنين والمؤمنات، ونحن إخوانكم المظلومين: ست مائة ألف من فرقة البهرة الداودية في الهند، وغيرها من البلاد الأفريقية والسلونية، العربية والأوروبية، هذا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من برو كريسيو مسلم – بوته ليك – بمبيء الهند
في مطبعة علي بريس ماليكاؤن (الهند) 13/1/75هـ
حركة التمرد في اليمن:
بالرغم من الطاعة العمياء التي اشتهرت بها الإسماعيلية تجاه زعمائها، إلا أن شدة الوطأة وكثرة الضغط يؤدي إلى الانفجار في النهاية، ولم تكن الهند هي وحدها التي شهدت هذا النوع من التململ في أوساط الطائفة البهرية من زعمائها، فقد سجل أتباع طائفة البهرة في اليمن – أيضاً موقفاً خطيراً في عهد الإمام يحيى، كسروا فيه قاعدة (طاعة بدون حدود)، واخترقوا حائط الصمت الرهيب، وأعلنوا براءتهم من المذهب والخروج عن طاعة الزعامة الهندية، والدخول في المذهب الزيدي، دون أدنى ضغط من أحد، كما أشاروا في وثيقة (البراءة) التالية، والتي اعتقد اليمنيون أنها حكم من الإمام يحيى بتكفيرهم وإجبارهم على الدخول في دين الإسلام، والواقع أن إعلان البراءة من مذهبهم وممارسات سلطانهم كان اختيارياً، إذ لم يكن حال البهرة الداودية في اليمن بأحسن حالاً من إخوانهم في الهند من تعسف واضطهاد السلطان.
بل لقد شعر اليمنيون بالظلم من خلال التمييز العنصري، ونظرة الاحتقار والدونية التي يتلاقونها من زعماء الطائفة، والتي تجعلهم في درجة أقل من الهندي الداودي، كما أفصحوا في سياق حديثهم عن أسباب الانعزال عن الكثير من ممارسات القمع والاضطهاد من سلطان البهرة، وعلى نحو ما نلقاه في الوثيقة التالية:
توقيع محضر بدخول البهرة في المذهب الزيدي
وثيقة رقم (17)
بسم الله الرحمن الرحيم
نقول صح نحن الواضعين أسماءنا أدنى هذا الخط، بأنا دخلنا في مذهب إمام زماننا الإمام الأعظم المتوكل على الله رب العالمين يحيى بن أحمد حميد الدين حفظه الله آمين، وارتضينا بالمذهب الشريف المنزه عن الزيغ والتحريف، برضانا واختيارنا، بعد أن عرفنا أن الحق الظاهر، والصراط المستقيم، هو دين نبينا محمد r، وأولاده الأعلام أئمة الحق والهدى الطاهرين، الذي هو على السنن المرعي والطريق الواضح المرعى، والنهج النبوي الذي لا غبار عليه، ولا يأتيه الباطل من بين يديه، ودخلنا جميعاً كبيراً وصغيراً، ذكراً وأنثى، ورفضنا ما كنا عليه من المذهب الغوي، الذي رفضه غيرنا بسبب ما نالوه من الدعاة، فلسنا بأول من يرفض مذهب الداعي، فإنه قد رفضه قبلنا قوم آخرون، وهم بني "آدم علي" في بمبيء، خرجوا من مذهب الداعي، وهم ألوف، وتحاكموا هم وإياه في محكمة الإنكليز، وغرموا جملة ملايين، وأظهروا مخالفته لسيرة الدعاة السابقين، وكبره، وتجبره، مع أن آدم علي كان أصلح الناس مع الدعاة السابقين، وأعرف بقوانين المذهب وهو الذي جعل الأوقاف الجسيمة والتقايا العقيمة للمذهب في جميع المحلات، مثل: جدة، ومكة، والمدينة، والنجف، وكربلاء، وبمبيء، فلما قام هذا الداعي أخذ الأوقاف، ومنع أن تصرف في مقتظاها وخالف خلافاً كلياً، وأتلف بني آدم علي وغرمهم، وأضرّ بهم، وطردهم، وضايق عليهم، لحتى أخذ بيوتهم، وأملاكهم، وكلما راجعوه يجيب عليهم لوماً بقي في الدعوة إلا طاهر سيف، لتكبره، وتجبره، ولم يزل يعمل برأيه في المذهب كيفما أراد، وهذا هو السبب في الخروج عن المذهب، كذلك أن أهل كراتشي وغيرهم خرجوا من المذهب بأجمعهم، وهم ألوف لما رأوا من مخالفته واستبداعه للأمور المخالفة لكتب الدعوة، فكان سبب خروجهم، وكذلك لما استبدعه لثلاث السجدات له إلى الأرض، سلام له في الدخول والخروج، ولم ينظر إلى المسلم عليه إلا بعد ساعة زمانية(!)، فهذا سبب خروجنا، حيث أن هذا مخالف أمر الله ورسوله، وأنه لا ينبغي السجود إلا لله سبحانه، وكذلك منع الحج على العرب، وهي في أيدي غيره، وأن أهل زنجبار وغيرهم، عجزوا منه أن يأذن لهم بالرخصة يعطوا العرب الحج فلم يأذن، وكذلك أن من أراد أن يحج لأبيه أو لأمه، فلا يمكن إلا أن يصال بها إلى الداعي وإلا فلا، وهذا مخالف للشرع ولسيرة الدعاة السابقين، وأما نحن فقد جرى علينا منه أمور كثيرة، ومنها إرسال عباس الهندي، ومعه إسماعيل مران، لحصر أموالنا وبيوتنا، وجميع أملاكنا، وأيضاً تصوير بلادنا مع تصوير الرجال والنساء والأطفال(!)، وأخذ أسماء الرجال والحريم والأطفال، ثم ما كان من أخيه "صالح بهاء" بإهانته الحجاج العرب، في جدة ومكة من أصحابنا في موقف الحج الشريف، وإهانتهم، حتى صار الهندي لديه في أعز مكان، والعربي في أخس موضع مهتان، وأيضاً منعه الطعام عليهم لحتى تلفوا من الجوع(!)، وأنه أخذ الحج عليهم وأعطاها من يريد من الهنود، وأنه كان يأخذ الحجة بنحو خمسمائة ريال أو ستمائة ريال، ويعطيها للعربي بمائة ريال لا غير بعد كلية الرجاء، وفي الآخر منع الحج على العرب، وأيضاً أنه أخذ الأموال من جدة ومكة وغيرها باسم العرب ثم يسير يلعب بها قمار، لحتى غرم نحو مائة ألف، ولنا بينة شرعية، فهذه الأسباب التي أوجبت تكديرنا وتفسيقنا، وعرفنا أن هؤلاء أبناء دنيا يريدون يذهبوا ديننا بالذهب لهم، والكبر والتجبر علينا، فالحمد لله الذي عرفنا الحق وأرجعنا إليه، ونشهد الله – سبحانه – على هذا، بأنا من مولانا الإمام يحيى ابن محمد حفظه الله وإليه، وفي مذهبه، ودينه الشريف، ونبرأ إلى الله من كل ما خالفه باطناً وظاهراً، وظاهراً وباطناً، ومن عاد فينتقم الله منه، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله الطاهرين.
وحرر بتأريخ 3 شهر شعبان المعظم 1353هـ.
شهنا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.
أسماء الموقعين – (من ظهر منهم):
عبدالله عبدالله شبام، علي ثابت علي، حسين حاتم الهماسي، علي خليل المري، ناجي حسن فتح، يحيى صالح فتح الله، الحاج علي علي هبة الظهرة، علي علي حسن الظهرة، هبة بن أهبه، هبه عبدالله المري، علي غالب الأحلسي، حسن محمد عبده (بأمره) عبده حسين العميد، (هذا هو الواقع جميع ما رقم أعلاه) حسن علي، (صح ما رقم) وأنا غالب علي حسين محس الجبلي، عاقل محل الحطيب راشد علي الحطيب، أحمد هبه عاقل أكمة السوداء ﴿وما شهِدنا إلا بما علمنا وما كُنّا للغيب حافظين﴾ [يوسف: 81]، محمد إسماعيل الأميني، محمد إسماعيل مصلح المري (صح ما رقم) وأنا حسين علي هبه الظهرة، محمد شغدر (بأمره) صالح علي العروي، فتح الله نصر القبري، (صح ما رقم) أعلاه وأنا حسن يحيى مطهر، عباس أحمد شبام، الشيخ ناصر الأحلسي، حسن محمد عبدالحسين... (وغيرهم).
إلا أنه تحت القمع والسحق عاد جميع هؤلاء تحت سلطة السلطان مرغمين، لأن أحداً لم يستطع الوقوف معهم أو إنصافهم.
من مظاهر التحرر الفردي في اليمن:
كما ظهر في اليمن – أيضاً – حالات من التمرد الفردي، تمثلت بصورة أوضح من خلال شخصيتين خطيرتين من زعماء الطائفة ونوابها الكبار وهما الشيخان النائب: حسن النائب. والشيخ النائب: غالب علي محسن العزب.
ولئن كانت بداية تلك التمردات قد جاءت نتيجة فقدان الامتيازات، وتشابك المصالح القيادية، إلا أنها في النهاية قد كشفت لنا عن هشاشة هذا المعتقد، الذي يستند في القاعدة على مجرد العاطفة والجهل، ويعتمد في القمة على مجرد المنافع وتوزيع الغنائم، فإذا ما انتهى هذا العامل انتهى معه مبرر الانتماء، ويصبح الفرد عرضة لإعلان القطيعة عن هذا المذهب، والتوبة إلى الله من سوء مخازيه.
والنائبان المشار إليهما بلغ كل منهما درجة النائب المفوض للسلطان على طائفة البهرة في اليمن، وفي زمن متقارب، حيث تولى الشيخ / غالب هذه الدرجة التنظيمية بعد حسن النائب.
وكانا معاً على حظ من الذكاء والعلم، ويشبها بعضهما في الاعتزاز بالذات والنزعة الاستقلالية.
ورغم الزمن الطويل الذي أنفقاه في تمثيل هذه الطائفة، إلا أنه بقي تمثيلاً زائفاً، لا تسنده ذرة من قناعة بسلامة المعتقد، مثلهم مثل بقية زعماء الطائفة، فكل واحد منهم يظل أسير منفعته وحبيس منصبه، وإن حس بإفلاس المذهب إلا أن بريق المال الوفير، وهالة القداسة التي يلقونها من العوام، تجعل الواحد منهم لا يفكر بغير المحافظة على هذه المنزلة الرفيعة، والحظ الوفير.
من أجل ذلك تجد رجالات الطائفة في صراع محموم، وسباق لاهث من أجل الظفر بهذا المنصب، (أي منصب النائب) السلطة المباشرة، ولأن السلطان هو صاحب الحق المطلق في التعيين والعزل، فإن الآمال لا تزاول الشخصيات الكبيرة، في الحصول على ثقة الإمام لهذا المنصب.
فتجد الكل من هؤلاء الكبار، يتزلفون للسلطان ويتبارون في تقديم القربات والهبات وإظهار الولاء والطاعة له ولإفراد أسرته، ويبالغون في تصنع الحب والتفاني في الخدمة جرياً وراء رضي السلطان وانتزاع ثقته، وكلما اعتقد أحدهم أنه نجح في إرضاء الإمام، سار الآخر مغتاضاً للبحث عن عمل هو أرضى – في نظره – للإمام من عمل صاحبه، وهكذا.
وترجع قصة الشيخ / حسن النائب، والشيخ / غالب علي محسن العزب، في بدايتها إلى نفس هذه الأسباب (كما نرجح) وإن كانت الأمانة التاريخية تقتضي منا التأكيد على أنها قد انتهت إلى حال من الانسلاخ التام عن المذهب، والمقاطعة الشاملة لطائفة "البهرة" وكما هو الحال بالنسبة للشيخ / غالب – رحمه الله – الذي وجدناه في الأخير تائباً عابداً لله وحده نادماً على حياة الشرك ومناضلاً من أجل فضح هذه الفرقة، غير مبال بالسلطان وزمرته.
أ- الشيخ / حسن النائب:
"النائب" الشيخ / حسن "الظهرة" رحمه الله، الذي استفاد من دراسته في المعهد الديني في مناخة، قبل قيام الثورة والتي أعطته ما يشبه المناعة الفكرية من عقائد المذهب، الذي كان ينظر بنوع من التهكم إلى فلسفته التي يعارضها العقل وترفضها الفطرة، بدأت مواجهته مع زعامة الطائفة بعد أن اتهموه بالاستيلاء على أثاث خاص بالطائفة، وكان الهجوم ضده شرساً ومفاجئاً، بدأت بالتهديد والمضايقات النفسية والسطو على بعض أملاكه.
وفي شهر رمضان من عام (1391هـ) الموافق 1971م، جاءه نبأ عزله من السلطان "طاهر سيف الدين" بواسطة خلفه "فخر الدين" والحكم عليه بالإقامة الجبرية في منزله وعدم الصلاة في المسجد.
فكان لهذا النبأ وقع الصاعقة في نفسه، واستهوله وعظم عليه ذلك، لأن عزله لا يكون إلا نتيجة عدم رضى السلطان عنه، وعدم رضى السلطان يعني بالنسبة له بداية النهاية، وفتح باب المواجهة مع السلطان بجبروته والطائفة بإمكانياتها وعدتها، وعددها، فكان لا بد من أن يقف من سلطانه هذا موقف العبد الآبق، المعترف بالذنب، الخاضع لإرادة مولاه، الراكع المستغفر في محراب رجائه، والساجد في عتبات عفوه.
ومضى هذا "النائب" المخلوع يستجلب في التماسه عفو السلطان أدق عبارات الخضوع والتذلل، لعلها تبلغ من قلب مولاه مبلغاً يهون عليه – على الأقل – شرور هذا العزل وآثاره المترتبة، وبما يكفل له العيش بسلام مع أهله وأولاده فيما تبقى من عمره، فكانت هذه الرسالة الاعتذارية العجيبة.
وثيقة رقم (18) 786([1])
بعد أداء ما يجب من السجدات العبودية، والتسليمات الرقية، في الحضرة العالية الطاهرة، ذات الأنوار الزاهرة، حضرة "ملاك" [والناس بمعبد لها ملاك]، سيدنا ومولانا وباب حطتنا ومستجاب دعوتنا، ومحط ذنوبنا، ومكفر سيئاتنا، ومتجاوز عن هفواتنا، من جعله رحمة لنا، وقابل لتوبتنا، داعي الله الأمين، حجة أمير المؤمنين شمس الدعاة المطلقين أبى القائد جوهر محمد برهان" أطال الله عمره الشريف إلى يوم الدين، وأدام لنا أيام سعادته في الدنيا والدين، وأمدّ رحمته علينا وعلى كافة عبيده المؤمنين. آمين.
بعد شريف السلام مع لثم الأكف والأقدام الطاهرات، ورحمة الملك العلام. هذه الأحرف القاصرة، العاجزة من عبده، وأحقر خوله، المذنب التائب المقصر حسن النائب، من اليمن، سائلاً مولانا جعلنا الله – من كل سوء – فداه.
مما وجب رفع هذه العريضة إليكم، بأنه وصل السيد الأجل، المبجل، فخر الدين (بها صاحب) في اليوم الثالث من شهر الله المعظم، وبلغنا أمركم الشريف (ط.ع) بالتحلي مع جميع أمور الجزيرة اليمنية، والصلاة في المسجد، والتوقف في البيت، وأنه نائباً من مولانا المنعام (ط.ع) في الجزيرة اليمنية، فتلقينا البلاغ بالسمع والطاعة والقبول والامتنان، شاكراً لمولانا – جعلني من كل سوء فداه – حامداً له، داعياً ومتوسلاً عقب الصلاة باسمه الشريف على امتحانه لعبده وعبده المملوك، معترفاً بالذنب والتقصير والخطأ، طالباً للعفو والرضى والمغفرة، قارعاً باب التوبة والإنابة ليلاً ونهاراً، لأن أمركم من أمر الله [عام وقصد] فأنت باب الرحمة للمؤمنين، وباب حطة المذنبين والمستغفرين قائلاً: ﴿قالا ربّنا ظلمْنا أنفُسَنا وإنْ لَمْ تغفرْ لنا وترْحَمْنا فَنَكونَنّ مِنَ الخاسرين﴾ [الأعراف: 23] فإن تغفر وترحم وتعفو، فمن يغفر ويرحم(!) فأي باب نقرع غير بابك(!)، والمملوك قائم بالامتثال والطاعة تحت أوامر السيد الأجل فخر الدين (لها صاحب)، وبلغ إلى جميع محلات المؤمنين بالسمع والطاعة والقبول والامتثال، والمملوك قد رفع جميع الأخبار بجليها إلى الحضرة العالية ومنتظر قبول هذه الألفاظ الصادرة من لسان كليل، لا يقدر على شيء، فليس لنا سواك ملجأ ومنجأ في الدنيا والآخرة، متوسل إليك بأقرب الحدود وأفضلها لديك بالعفو والمغفرة، يا قابل التوبات ويا مجيب الدعوة يا أرحم الراحمين، ويا مجيب دعاء المستغفرين(!) هذا ما قدر المملوك على تعبيره، وأنت ولي الرحمة والعفو والستر.
وسلام الله عليك يا مولانا، وعلى آبائك الدعاة المطلقين (...) وأن يحشرنا معكم في الدنيا والآخرة آمين، آمين.
بعد السجدات والتعفيرات بالخدود ورحمة الله وبركاته من العبد الحقير المذنب المستجير لمولاه (ط.ع).
حرر نهار الخامس من شهر الله العظيم سنة 1391هـ.
حسن النائب
فهل نجح هذا الالتماس، الذي ينضح بعبارات الكفر والخضوع والتذللْ في ثني السلطان "طاهر سيف الدين" عما عزم عليه من إعلان الحرب ضد "حسن النائب" وأسرته، وإعلان القطيعة الشاملة ضدهم، وإصدار الحكم عليهم بالكفر والمروق من الدين.
بالطبع لم تكن تلك الرسالة بمحتواها لتغير من غريزة التأله والاستبداد والنهج الذي درج عليه هؤلاء السلاطين المتسلطين مع من صار شخصاً غير مرغوب فيه من عبيدهم الخاضعين أبناء الطائفة.
حيث سارت الأمور وفق النسق المرسوم للعصاة الذين لا قبول لتوبتهم في الفكر الإسماعيلي، فكان لا بد من مطاردة أسرة بيت النائب، هذه الأسرة التي نابت عن أئمة الهند الطلقاء مائة عام كاملة، وكان لا بد من اضطهادها بسبب جرم لم تقترفه.
وقوف بعض الأسر مع حسن النائب:
واستمرت المواجهة ضد أسرة آل النائب حتى بعد وفاة حسن النائب، وما لبثت أن شملت أسرة بيت نزار، وهي أسرة اشتهرت في شرق حراز بتوارث العلم الإسماعيلي، وتحظى بتقدير عوام الطائفة، واحترامهم، وذلك بسبب توافق الموقف مع بيت النائب، وهو ما أسخط السلطان، ثم طال سخطه – هذا – أنسابهم من بيت الأحلسي، وبقيت أوامر "طاهر سيف الدين"، وابنه "برهان الدين" تتوافد بختمه الخاص، حرباً على هذه الأسر على مدار خمسة عشر عاماً.
ولم تكن هذه الحرب الشعواء لتستمر بعد موت النائب من طرف واحد، فقد انبرى للسلطان "محمد حسن النائب".
ومن بيت الأحلسي الشيخ إسماعيل الأحلسي الموظف برئاسة الجمهورية، والشيخ / علي غالب الأحلسي، والأستاذ / حسن أحمد الأحلسي.
وقد تبنى هؤلاء وغيرهم مهمة تعرية هذه الطائفة، وفضح ألاعيب الهندي في اليمن وتحذير الحكومة منها، وكان من ضمن ذلك هذه الوثيقة التي وقعت في أيدينا، والمرفوعة من الشيخ / علي الأحلسي، ومحمد النائب إلى رئيس الوزراء آنذاك وهو القاضي / عبدالله الحجري في عام 1973م.
الرسالة الثانية المرسلة من الشيخ: غالب علي محسن إلى مجلس الشورى سابقاً وفيها يضرع تراكمات السنين الفكرية والوجدانية، ويكشف طائفته الباطنية ظهراً لبطن بعد أن خلعها وتخلى عنها.
وثيقة رقم (25)
19/1/1990م
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين في جميع الأمور كلها في اليوم الرابع والعشرين من شهر جماد الأكرم عام 24/1410هـ.
الأخوة الكرام الأوفياء العلماء أعضاء مجلس الشورى حفظكم الله وأبقاكم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
تحية التقدير والوفا مع الاحترام.
أرفع إلى حضرتكم أن حكومتنا الرشيدة عندما سمحت للهنود البهرة مع سلطانهم وأولاده ونوابه كان تقديراً منها لأهالي شرقي حراز، وبشرط حسن سلوكهم وسيرتهم، وعدم التدخل في شؤون الأهالي، أو السيطرة عليهم، أو بث النعرات الطائفية والمذهبية، وإدخال البدع المنافية لعقيدة وتقاليد شعبنا اليمني المجيد، ومخالفة أهداف ومبادئ ثورتنا الخالدة، الذي ضحّى شعبنا اليمني الكريم بآلاف الشهداء، من أجل التحرر من الظلم، والاستبداد، والعبودية، والتسلط الفردي ليعيش حراً شريفاً، في ظل حكم شوروي عادل.
والذي انكشف أن البهرة أثاروا المشاكل، فرقوا بين المرء وزوجه، والأخ وأخيه، والأب وولده، وأجازوا واحدهم بسب ولعن الخلفاء الراشدين الثلاثة رضوان الله عليهم وتكفير من سواهم من المسلمين، حسبما جاء في خطاب ابن الداعي المتجبر، والمتكبر على الله ورسوله، أنه من لم يكن موالياً لوالده "محمد برهان الدين" فإن صلاته، وزكاته، وصيامه، وحجه، وجميع أعمال الخير، ليس له من ذلك إلا التعب وهو ممن قال الله – عز وجل-: ﴿وقدِمْنا إلى ما عَمِلوا مِنْ عَمَلٍ فجعلناهُ هباءً منثورا﴾ [الفرقان: 23].
ناشدتكم الله! يأتي في أرضنا سائحاً وزائراً، ويكفر جميع المسلمين في العالم [...] أكثر من مليار مسلم في العالم، مدعياً أن المجالس التي يقيمها في الحطيب و[يتجاوز] فيها السب، واللعن، والتكفير، أنها العبادة الحقيقية، ومحط أداء الصلاة والخمس، ويدعي أن الحج الحقيقي ليس هو الحج إلى عرفات، والتعبد في حرم الله، وأداء المناسك جميعها، إنما هي عمل ظاهر، أي مجاملة للمسلمين، وأن الحج الحقيقي هو القصد إلى حرم والده "محمد برهان الدين" في الهند.
هكذا يبين ويرشد أبناء الطائفة، ويقوم هذا الطاغية بتهريب الأطفال من خمس، وست، وسبع، وعشر سنوات، إلى الهند على يد عملائهم، ويدربونهم ويعلمونهم هذه الأفكار المخالفة للإسلام، حيث يقوم بعد تعليمهم عشر سنوات، فيجعل البعض منهم أنهم هنود ومن أب وأم بنفس الاسم، ويجعلهم محتفظين بجنسيتهم اليمنية، ويستخدمونهم في الإرشاد وقبض ملايين الريالات وتهريبها إلى الخارج.
وعند حدوث أي منع بخروج البهرة إلى اليمن فيحج اليمني بجنسيته، ويأتي للعمالة، ونشر الأفكار الهدامة، وإذا جعل عليه أي شيء، التجأ إلى السفارة الهندية يدعي أنه هندي.
وهذا ما يقوم به / حاتم عبدالله الجبل، وحسن علي ناجي الأميني، وعبده على جرمه، وحسين صالح الجبل، وعبدالله ياسين المري، هؤلاء هم المترددون في شهر رمضان، وشوال يطوفون جميع المحلات.
والآخرون الطلبة يزوجونهم بهنديات ويستخدمونهم في العمالة، ويضمن تنفيذ ما يريد السلطان وأولاده [...].
وهؤلاء هم أشد ضراوة، وأخطر من الهنود أنفسهم، حتى أنهم يتنكرون لآبائهم وأمهاتهم، مدعين أنهم مسؤولون عن تربية أبناءهم في الدنيا وأما أبوهم، وأمهم، فهو الداعي وولده، مدعين هذا الحديث عن رسول الله صلوات الله عليه: «يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة، أبوهم النور وأمهم الرحمة» فالداعي يُعد الأب الروحاني والذي هو النور، وولده الأم الذي هو الرحمة.
هذه الأفكار والسموم الهدامة، ثم يستدلون يحرفونه عن الرسول أنه قال في حجة الوداع، وهو مولي وجهه إلى المشرق: "بارك الله في إخواني ثلاثاً، ثم قال: وأصحابي" فقالوا الصحابة: "أليسما نحن أخوانك يا رسول الله"؟ قال: "لا أنتم أصحابي وهم إخواني يظهرون آخر الزمان من المشرق كأنهم الملائكة، يؤمنون بي ولا يروني، ويحيون ذكري وشريعتي وباب أهل بيتي، فالسعيد السعيد من رآهم وتمسك بهم في سفينة النجاة، من تعلق بها وركبها نجا ومن تخلف عنها هلك"([2]).
والذي نسمع من الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "بارك الله بيمننا وشامنا، قالها ثلاثاً قيل: يا رسول الله! ومشرقها قال: "والله لولا أن الشمس تطلع من المشرق لما وليت وجهي إليها ومنها يطلع قرن الشيطان آخر الزمان يحرف الكلم عن مواضعه".
فهم هؤلاء قرن الشيطان بل رؤوس الشياطين، الذين جعلوا العبادة والسجود والركوع لهم من دون الله، وجاءوا يلعنون خلفاء الرسول، ويلعنون علماءنا المسلمين الصادقين في إيمانهم.
أجازوا شهادة الزور، قتل النفس المؤمن ظلماً، اغتصاب الممتلكات بيد القوة، تحت أسمائهم، وتحت أسماء مستعارة، من التجار العملاء الخونة، الذين لا ضمير، ولا دين ولا وطنية لهم، اتخذوا عدة متاجر تحت أسماء مستعارة لصالح الهنود.
هذه أرض الحطيب وحصن "الحطيب" المنيع، اغتصبوا الحصن وبنوا البنايات الضخمة بأسمائهم وأسماء مستعارة، استولوا على المساجد، والأرض كلها من أملاك الداعي "الحامدي"، وجعلوا قبة ضريح "الحامدي" موضع تعبد وتجارة، ويأخذون على كل زائر مائة دولار مقابل دخوله القبر، ومائة وخمسين دولار مقابل ثلاث ليالي غير ما يأخذون من الدولارات والكساء المطرز بالذهب، كل هذه لصالح ابن الداعي "مفضل"، وولد عمه "مضر داوود" ومستشاريهم، أشرار خلق الله وهم / شبير علي "هندي"، وحاتم عبدالله، وحسن علي باهي الأمين.
وأقاموا عليها الحزب الحاتمي، وهو أول حزب يقيمونه ويدربونه في الهند، ثم قارعناهم فأحالوا ذلك الاسم "الفيض الحاتمي" إلى جانب "حزب الشباب" الذي يرأسه المدعو "المفضل" سيد شباب أهل الجنة، حسب البلاغ من والده أنه سيد شباب أهل الجنة، وهو مالك هذه الجزيرة اليمنية نصاً وروحاً يعز فيها من يشاء ويذل من يشاء، وجعل حساب مصير الخلائق بيده، يدخل من يشاء الجنة، ويدخل من يشاء جهنم، وجعل أبناء الحزب المتهورين من الشباب طلبة وسواقين وموظفين في الحكومة والجيش ومن أبناء التجار وأعطاهم الصلاحية الكاملة، ولا يحق لأحد الاعتراض عليهم، فأمرهم من أمرهم، مما جعل الشباب يتدفقون ويكتبون أنهم فدائيين.
وهذا العمل لا يقل عما عمل "علي بن الفضل الحميري القرمطي" عندما أعلن للفلاحين والفقراء والصعاليك الأمر، وجعل المهم السلب والنهب، تجمع إليه من كل حدب، وهذا التاريخ المشؤوم، وكان المذكور يمني عربي قحطاني، أما هذا فهو مع والده هندوكي براهمة اهتدوا للإسلام على يد الدعاة اليمانيين أبي أحمد، وأبي عبدالله الصنعاني، والكوكباني في مطلع القرن السادس للهجرة، وكانوا عبدة (الفيل)، وكان أولهم من الملوك "تارمل" "كليلة ودمنة" استطاعوا في أربعمائة سنة الفتك باليمنيين، واستعانوا بالترك الشراكسة في القرن العاشر للهجرة، وأولهم "يوسف نجم الدين السيبوري" وقال في رده على "المطهر شرف الدين": "إذا ستحارب بجبل من رصاص فسوف أحاربك بجبل من ذهب وفضة".
وفعلاً كانت الغلبة له ابتداء من "زبيد" ثم حراز جبل مسار "وشبام حراز" و"سعدان" و"الحطيب" و"حصون كرار" حتى "همدان" بعد أن هدم الحصون والقلاع والذي لا تزال حتى يومنا هذا مهدمة، واستعان بالأمراء من الهند وسيطر على كل شيء واستطاعوا تهريب الكتب والسيوف والدروع وغير ذلك، وقيل: إنها تجاوزت ألف ظهر من الجمال، قام بتهريبها إلى الهند وهو مسيطر على حصون "همدان" ومقر "حصن طيبة"، ولما شعر اليمانيون الهمدانيون تحاربوا معه وحاكموه في صنعاء، وسجن خمس سنوات حتى قضى نحبه وعزل هذه الدعوة إلى الهند ونمت وترعرعت، ويتحكموا في اليمنيين، وأصبح اليمني عندهم في أذل مقام والهندي الحقير في أعز مكان.
وهكذا يستمرون في الظلم على اليمانيين حتى عام 1353هـ حتى كتبوا [أي اليمنيون] جميع العلماء والنواب [نواب السلطان] والمشايخ عن طوع إرادتهم وبدون إجبار عليهم وخلعوا طاعة "طاهر سيف الدين" والد المذكور "محمد برهان الدين" وشكوا ما يلاقون من الإهانة في الحج وعند دخولهم إلى مقام الداعي كيف يترك الشخص ساعة زمانية حتى ينظر فيه ثم يقدم ثلاث سجدات تعبداً له من دون الله حسبما تطلعون على تلك الصورة([3]) وفي عام 74، 75 رفع لهم أيام الإرياني والحمدي فاملوا إلى عامل حراز القاضي "أحمد الفضلي" وكاتبه "حسين القرضي" ولما أملى عليهم ما جاء في الشكوى أنكروا جميع ما جاء، واقسموا اليمين المغلظة([4]) أنهم لا يعترفون بنائب هندي ولا بلدي، وأنهم متمسكون بدينهم الحنيف، وأنهم على أمناء مؤمنين معينين من قبل الحكومة ووقعوا جميع المشايخ والعلماء والأمناء والأعيان.
ناشدتكم الله كيف خادعوا الدولة؟ يقسمون الأيمان المغلظة، وها هم اليوم منذ خمسة عشر سنة، متحكمين للهندي، متعصبين معه، مظهرين تفانيهم واستشهادهم، فهم ينطبق عليهم قول الله: ﴿إنّ الذين آمنوا ثُمّ كفروا ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثُمّ ازْدادوا كُفراً لَمْ يكنِ الله ليغفرَ لهمْ ولا ليَهْدِيَهُم سبيلا﴾ [النساء: 137].
كما أنهم قاموا وتعصبوا علينا عندما استنكرنا على الداعي في عام 1407هـ وعلى ولده بعدم سب الخلفاء الراشدين وتكفير من سواهم، حاربونا وسببوا لنا المشاكل، وطلبونا إلى "القاهرة" ثم "الهند"، ثم طلبوا أولادنا، جعلونا نطلبهم وهم "مرتضى" ست سنوات و"محمد" عشر سنوات في العام الماضي 89م، كان المراد أخذهم رهائن وبحمد الله بسعادة القنصل اليمني "أحمد الضبوي" أخرجنا، واغتصبوا متاعنا في عقر دارهم في "الهند" وفي "مكة المكرمة" ضماناً لعودتنا وتحملنا كل المتاعب لا لشيء ولكن لإكمال البحث، حتى انكشف لنا تاريخهم وأهدافهم، ولو ساعدناهم على العمالة لكان لدينا أموال عظيمة، وعدة متاجر، وبنايات مشتركة بيننا كغيرنا الذين ثروا في أربع وثلاث سنوات وكانوا مقوتين في بيع "القات"، والآخر سواق، والآخر يبيع خردوات أكوات وغيره، وأصبح لهم ممتلكات بملايين تحت أسمائهم بعد أن أخذوا عليهم العهود المغلظة.
وهكذا نواياهم الخبيثة، وهذا الحطيب أمام الجميع والبنايات والمساجد الذين استولوا عليها وجعلوها مستودعات ومخازن، ناشدتكم إله بيوت العبادة وتركتها جعلوها مستودعات أمام مسؤولي حراز، حيث أن كل من يصل إلى "الحطيب" يحط عنه فروض الصلاة، وأن "الحطيب" قبلة الراكعين والساجدين، ويدعون أنه خياركم [أمة] في مقام "الحامدي"، كل هذا دمروه لنا وجعلوا ذلك طريقة لأخذ الأموال.
وهذا "شبام" بدأ التخطيط فيه ونقل بعض المواد، ولكننا شكونا إلى الجهات المختصة، فأي كفر أ‘ظم من هذا، أصدر ابن الداعي أوامره منذ ثلاث سنوات بمنع جميع الطائفة في صنعاء والحديدة وتعز أداء الصلوات الخمس في المساجد الذي بنيت للعبادة وعلى أسس حديثة وأنه لا يجوز الصلاة فيها، وأن يقيم الصلاة في المنزل بـ"نقم" يسمى "بيت الدعوة"، أمام العالم يحجون خاصة يوم الجمعة ويضايقون المسلمين في "جامع الرماح"، ويسدون الشوارع بسياراتهم، وهذا أمام مرأى ومسمع المجاورين، ورغم ما حذرناهم عادت علينا النصيحة بالويل والدمار والتغيير لممتلكاتنا من القات.
وحفر القبور ورفع الأكفان والطلقات النارية، ورغم كل ما شكونا في "حراز" وفي "صنعاء" عاد الحبشي علينا في سجن الأمن العام، فالمال هو المتحكم فهذين الحزبين، أحزاب الشياطين ممون بالأموال ومستندة إلى دولة أجنبية وهي منظمة سرية منتشرة في جميع العالم لها جمعيات وشركات أقوى من إسرائيل وغيرها([5])!!.
كما وأن لهم علاقة بإسرائيل ويطلبون الكثير من أتباعهم من هنا ويدخلونهم عن طريق "السديس" و"سيناء" و"رفح"، وهم موضع تقدير واحترام في إسرائيل، وقد يتلقون التعليمات في نخر المسلمين، بينما هم موضع تقدير واحترام في جميع الدول العربية والإسلامية – قاتلهم الله – يحترمونهم وينزلون ضيوفاً على الدولة، وتكن لهم الدولة الاحترام وهم ينخرونها.
ويقول ابن الداعي المدعي: إنه الاسم الأعظم، وأنه العلي العظيم، وأن كل ما شاء هو ما شاء الله لهم، فالملوك والرؤساء يسمونهم بالجبابرة، فيقول: إنها مجبور أن تقدم لهم كل ما شاؤوا وهي مطأطئ رؤوسها له([6]).
ناشدتكم الله، هل عملنا هذا عمل وطني أم هو إثارة فتن؟ أفيدونا إذا كان عملنا ونصحنا ونحن غالطون في الحكم فنحن مستعدون نسلم لكم، ونقول: إن كل ما قاله الداعي وولده أنه واقع، وأن مشيئة الله بين أيديهم لا يغلبهم أحد، وأنهم المنتظرون.
ناشدتكم هذه "صنعاء" جعلوها على عشرة عمال: في باب السلام مسؤول عامل للإرشاد وأخذ الواجبات، وفي نقم في ماجل الدمة، وفي شارع خط الأربعين، وفي شارع حدة منزل التاجر محمد علي محسن الظهرة، وفي باب البلقة منزل محي الدين هندي، حلف الخزان الأحمر منزل على حسن ثابت المري، وفي الحصبة منزل الهندي فضل عباس في نقم خلف مستشفى الثورة منزل سر الدعوة: "إسماعيل حسين الصعوطي، وفي مركز التجمع ما يسمى بـ"بيت الدعوة" مهم شرق جامع "الرماح" مبالغ تجمع زكاة "صنعاء" عشرة مليون ريال، و"حراز" ثلاثة مليون ريال، و"الحديدة" و"تعز" مليون ريال سنوياً في شهر رمضان، أما محصول الزوار باسم "الحامدي" بـ"الحطيب" وبحسب الحساب الذي جرى مع ابن الداعي عندما وصل في شهر ربيع أول وأواخر شهر صفر (1989م) كان المبلغ المتبقي أربعة مليون دولار أمريكي، كانت في طريقها للخارج. ولكن كون ولد عمه "مضر داود" قبض وفر، وابن المدعي فر ليلاً عن طريق "الحديدة" مع مستشاريه بقيت وهي التي اتصل ابن الداعي تلفونياً من "القاهرة" يصرفها في تغريم الشيخ / غالب علي محسن الغزب والتخلص منه مع أولاده وإخوانه.
ناشدتكم الله يا ممثلين الشعب، جعلوا الطلاق بيد المرأة، إذا أحد اعترض عليهم فهي تتبرأ منه، منعوا تتبع جنائز المسلمين، مفترين بأحاديث: أن لو أحد اشترك في تشييع أي جنازة قد يحرم تعذيبه [أي تعذيب المسلم]، جعلوا صك بيد الميت، يوضع تحت إبطه الأيمن، لا كما يقول الآخرون أنهم يقطعون يد الميت اليسرى، هذا غير صحيح، جعلوا الرجال والنساء والأطفال إلى "الحطيب" ويرفع عنهم الصلاة، كلما قعد الداعي أو أولاده، فـ"الحطيب" يسمى المبارك أو "الحطيب" المقدس، و"الحطيب" المعظم، وهو منطلق أهدافهم ومبادئهم، درجوا الكثير من التجار على التهريب، وجعلوا لهم وكلاء بهرة في "الخليج" و"الهند" و"السعودية" وفي أي مكان، وأصبحوا هم عصابات التهريب، وأصبحوا يكونون أكبر رؤوس مال، واحتكروا الأرض تحت أسماء مستعارة للداعي وأولاده.
وما حدث لمنصور القانص الذي قتل ولده وقطعه، كون المذكور استنكر على السجود طرف الداعي، وكون والده منصور القانص، قد أصبح في المذهب([7]) قتل ولده إرضاءً لهم، وحباً ووفاء لولد الداعي، رحّلوا المذكور إلى "باكستان" زوّجوا بناته أربع، كون الداعي وولده هو المالك الشرعي والخامسة واسمها "ويزرة" جعلها ابن الداعي خادمة له اختارها من بين الخمس كونها موصوفة بالجمال والأدب، ومعالي الأخ / عضو اللجنة الدائمة الشيخ / أحمد بن علي المطري يعرفهن وأخذ معهن والدتهن وأخوهن التقرير الكامل عن أسباب الحادث، وكذلك عضو المجلس الاستشاري المناضل الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر الذي استعد لهن بكل واجب، إذ سافرن إلى صنعاء [...] ليكون مقام والدهن، ولكن الهنود قد ظللوا عليهن، وقمنا بدافع وطني بإخراج جوازات سفر لهن حتى مجيء صنعاء، لا يغادر أي جهة أخرى فكانت الجراءة أن زوجهن وأربع بنات مع والدتهن رحلوا بعد خمس سنوات إلى باكستان عند والدهن حيث وهو يحمل الجنسية الباكستانية، وحالوا اغتيالنا وأخذوا جوازي ونقودي، وكانوا يريدون قتلي كل هذا تحملنا وأنجانا الله من شرورهم وانظروا أنهم بقوة رأس مالهم يفرضون إرادتهم في كل مكان حتى أنهم في "القاهرة" استطاعوا عزل ثلاثة من وزراء الأوقاف الذين كانوا ضدهم، وبدأوا يبثون نفوذهم ويدعون أنهم "فاطميون" كما صرحت "الصحة" والسيد "أحمد حسين الباقوري" في وقته أنهم من أهل البيت.
وهنا في اليمن صرحوا لدى المسؤولين وفي الجرائد أنهم "صليحيون" وأنهم من ذرية "علي بن محمد الصليحي"، نزحوا من القرن العاشر؛ كل هذا افتراء وزندقة وكذب على الله وعلى خلقه، فليعلم الجميع أن كلما نكتبه هو الواقع، وأن هذا ثمرة كفاح وبحث استمر عشرات السنين نقلنا ذلك إليكم بالأمانة ما أبلغنا رئيس مجلس الشعب القاضي "عبدالكريم عبدالله العرشي"، ورئيس الوزراء، حتى [....] رئيس الجمهورية – حفظه الله – وكل الجهات المسؤولة وكل ذلك مطعم بالشواهد والوثائق الرسمية، كذلك رئيس المجلس المحلي بحراز* الذي هو المسؤول الأول ولديه اطلاع كامل وكل الشواهد والتسجيلات التي تثبت السب ولعن الخلفاء، وتكفير المسلمين، وعلاقاتهم بإسرائيل، وكل ما يثبت تدخلهم المباشر بالقوة مع اغتصاب الأراضي مع أملاك "الحامدي" التي هي وقفاً من سائر الأوقاف، إذ لا ملك للأجنبي الدخيل الغاصب المغتصب على أرضنا، الذي يدعي الربوبية، وأنه مالك النفوس وضامن نجاتها، يدعي اليوم أنه من قرية من شمال اليمن اسمها "بهرة" لهذا لقبت الطائفة بـ"البهرة" وهو يدعي ليخدع أهالي "الظهرة" الذي جعل اللعن والمقاطعة طيلة هذه السنين رغم تعبدهم وسجودهم بين يديه، ولما دفعوا مبلغ مليون دولار على جميع التجار تكفيراً لذنوبهم وعلى رأسهم التاجر/ محمد علي محسن الظهرة "المستثمر تجارته على يد الهنود "البهرة" في أفريقيا والخليج، كتب الداعي الذي يقول كلامه الحق مع ولده عظيم الشأن سيد شباب أهل الجنة، مالك الدنيا والدين، مَن حساب الخلائق على يديه، فهو قابل التوبات، غافر الذنوب، شديد العقاب، مما جعل أهالي "الظهرة" يتزعمهم "محمد علي محسن" و"ناجي عبدالله"، "ومحمد ناجي عبدالله"، و"علي ناجي عبدالله"، والحبشي الملقب بـ"القمادي"، والمولد الحبشي "صالح يحيى الظهره" ومن يجري مجراهم مثل "عبدالله علي الخدر"، الذي كان قبل عامين مقوت واليوم يشتري أراضي وبنايات بحوالي عشرين مليوم ريال، و"علي حسن ثابت المري" وغيرهم من حزب الشباب المقهورين، ومن المتطرفين الذي لا يعرفون من الدين إلا اسمه، وأعطي لهم الصلاحيات، ورفع عنهم جميع التكاليف المفروضة، وجعل (تفاديهم) وأخذ العهود عليهم مع آبائهم أنهم فدائيين، كما أبلغ العمال والمشايخ حتى كل المحلات والمدن وأبلغهم أن هؤلاء هم شباب أهل الجنة وأن كل من يخالف أمري وأمر والدي أو يعترض فعذبهم بيد الشباب تحت إشراف "الحزب الحاتمي" وعلى رأسهم الحبشي "محمد القمادي" و"صالح يحيى" المولد الحبشي وهو المعتمد، وقد جعلوه منذ سنتين وله عدة مسبقات رئيس المخابرات التابع للداعي وولده الرب المعبود والمكفر للمسلمين أخزاه الله في عذابه.
فيا إخواني أناشدكم بين يدي الله، هل هذا الكشف للمؤامرات وكلما رفعنا ناشدتكم الله عمل وطني، وواجب ديني، أم هو باطل وافتراء؟!
لأن "إسرائيل" بدعم الصهيونية العالمية، ومنظماتها السرية، وقوة رؤوس أموالهم، استطاعوا أن يجعلوا أمريكا والبرلمان الحاكم تحت أيديهم.
وقد يتغلب هذا الهندي الذي عبدناه وحملناه حسب أمره وأمر والده جبراً مع امرأته على أعناقنا، وهو منتعل متكبر، ومتجبر علينا، خادع لنا أن كل من حمل عرشه فهو في الدرجة العليا مع ما يسمى "أم المؤمنين" هندية لا تعرف اللغة العربية، وولده يلحن في القرآن فهم يستخدمون (ض) و(ظ) (ز) فهم يقولون: "غير المغزوب عليهم ولا الزالين" أو "الزحى" [يعني الضحى] هكذا قراءتهم محرفين الألفاظ، ومحرفين لمعانيه.
ناشدتكم الله، هل يجوز لكن يا أعضاء مجلس الشورى، ويا علماء اليمن الكرام، يا أهل الفتوحات في جميع الدنيا، بكم قام الدين، وبِكمُ انتشر الإسلام، ومنكم تعلم الإنسان فـ"الإيمان يمان" لا برهمي، ولا هندوكي، الكعبة يمانية والركن يماني، والحكمة يمانية، فكل أسس وقواعد متينة في الدين هي فيكم ومنكم تفرعت وبكن اهتدوا، واليوم يأتي، ويتحكم، ويدمر، ويقتل ويشنع ونحن نستغيث ونرفع إلى كل الجهات، ولا نجد معيناً إلا الله عز وجل، الذي "يحق الحق ويبطل الباطل".
الجميع يعلم أن عملاء ابن الداعي مع ولد عمه هم صدموني عام 86م وكسروا ساقي الأيسر، وجنبهم الذين حاولوا إطلاق النار عليّ خارج الصباحه من بني مطر ولا لا قدر الله وحرافة السواق محمد بن حسين الهمداني أنجانا الله، ورغم ما شكونا في حراز، وثبت لدى مدير الناحية وسجن أحد الشباب يدعى محمد حيدر الصيني، وثبت أن الدافع له عند إطلاقه بدون ظمين على يد التاجر محمد علي محسن الظهره الموهين للنيابة بقوة المال.
ناشدتكم الله وفي صنعاء وسط العاصمة في شارع عصر غرفه الصين وأنا في منزل نسبنا حسين الحرازي حفظه الله وأنجاه الذي بارد وقد قام فرد العملاء وهم الحزب الحاتمي يرأسهم الحبشي أصلاً والملقب بالقمادي.
واليوم مضى لنا في صراع معهم منذ عام 84، 85، 86، 87، 88، 89 حتى دخلنا عامنا الجديد 90م ناشدتكم الله، وأنا بمفردي بعت كل ما أملك، وأصبحت مديوناً، وأنا أطلب منكم بعد الاطلاع على كل ما كتبنا إقناعي إذا كان ما يقوله الداعي وولده، أن كل ما شاء الله لهم، وأن الأفلاط والبروج تخدمهم وتسير بأيديهم، إذا شاءوا يخفون بأي أرض، وهم يقولون: إن الزلازل، والحروب، والفيضانات وكل ما يحدث في العالم هو بأيديهم.
وأنا لا أطالب من الحكومة إلا إعطائي حقوقي وممتلكاتي، وأغادر من "حراز" حيثما تأمر الحكومة حتى ولو سجن مؤبد، لأنه قد ثبت أن الدنيا مسير بيد المهتدين للإسلام البراهمة "البهرة"([8])، فهذه أحزابهم يتحدون الدولة، ويتظاهرون بمقاطعة جميع المساجد، ويصلون في المنازل، يسبون، يلعنون، يعتقدون، كل هذا عبادة، ومعجزة ولن تقدر أي قوة في الأرض حبسهم، أو زجرهم لأن الداعي وولده هو الناصر لهم وأن النصر بأيديهم، وهو يدعو لهم بهذا الدعاء "اللهم انصرني على كل عربي مسلم، وآمر وناهي، وكافر ومجوسي".
بدأ بالعربي والسلم والآمر وهذا ما ذكر في صحيفة "الإرشاد"([9]) [الشهري]؟ والذي حاربها وهدد رئيس تحريرها.
أنا أفضح لكم كل الحقائق، ونحمل رئيس المجلس المحلي المسؤولية بأن يسلم لكم كل ما لديه من وثائق شرعيات، وفلم تصوير وتسجيل، وأوامر مختوم بختم الداعي ووزارته المسمى "الوزارة السيفية" [المكتوب عليها]: "أدام الله فيها" وما يسمى "الدعوة الطيبية" المكتوب عليها "أعلا الله منارها" واستغفار الداعي لعلماء المسلمين الغيورين على دينهم في الهند، والذين لقنوه درساً يعرفه (أي: المسلمون في الهند) وقتلوا وجرحوا من أتباعه المئات، وأعدموا مئات السيارات والدكاكين بسبب لعنة الخلفاء المسلمين حتى كتب واستغفر،واعترف بخطئه، وتعهد بعدم العودة، وغرم (27) مليون روبية.
وأتى هنا في موضع الإيمان، ومنبع الإسلام، يلعن ويكفر، ولم يجد إلا الشيخ / غالب علي محسن العزب، الذي استنكر ما حدث على الولد الجندي القردعي عندما اعتدى عليه الحبشي القمادي وأخرجه من مجلس ابن الداعي من مطلع هذا العام، وكاد يفجر المجلس بالقنابل، وكان هناك عساكر وكان هناك ولد القرضي عبدالله وآخرين، وهذا الحبشي وأعضاء الحزب الحاتمي، يتعاصرون مع المذكور وكان مدججاً بالسلاح وأربع قنابل وجلس بعد المصالحة في مجلسهم ومن بعده وكيل القائد مطهر الجريدي وأمر ابن الداعي بإعطائهم من الخازن عبدالله الخدر.
لا نقول هذا افتراء حصل رأي العين في شهر محرم مطلع هذا العام ثم في شهر صفر 5/و7 وفي شهر 10/1989م نفس الشيء وفي الآخر تعهد أن يكون منهم.
ناشدتكم الله والحرس مرتبين لقلعة الحطيب والحصن وجميع المنافذ كلهم من شباب أهل الجنة لا افتراء على أحد هذا أمام مسؤولي حراز والشرطة العسكرية، وكل من كان في الخدمة عزيز حمادي والعزي محب وأخيه، وكل من حضر من مناخه من هذا وذاك.
إذا كان إخواننا أهالي شرقي حراز خائفين، كما قال راشد الحطيب([10]) أننا عارفون وهددونا أهل الحطيب ومنعونا من السلام عليه وتقبيل أقدامه بركة، ولكن نحن خائفون (قول راشد الحطيب) من مولانا لا يدعو علينا ويخسف بنا، أعوذ بالله من سوء الخاتمة مع رجل متعلم يعتقد أن الحياة والموت، والخير والشر هو م الداعي والله – عز وجل – الخالق، الواحد، القهار يقول: فما أصابكم من خير فمن الله عز وجل وما أصابكم من شر فمن أنفسكم [كذا].
فالخير من الله، والشر من أنفسنا.
اطلبوا صورة التاريخ كيف غزا الهندي "حسين بن نوح" و"يوسف نجم الدين" ورده على الإمام "مطهر شرف الدين" إذا كان لديك جبل من رصاص لدينا جبل من ذهب وفضة، استعان بالترك الشراكة وأخرجهم لليمن، دمر البلاد من "زبيد" و"حراز" دمر حصونها، وقتل رجالها، واستباح الممتلكات حتى وصل "طيبة" و"همدان" وحكم عشرين سنة انكشف لهمدان سيطرته كالهنود وعملائه على خزائن "الصليحيين" وهربها هذا الهندوكي إلى "الهند"، حاربوه وسجن خمس سنوات "صنعاء"، هلك ودفن في "طيبة".
وفي عام 1321 هجرية استعانوا بالترك بـ"حراز" بواسطة الهندي "اسيتبوري" وخربوا حصون إخواننا أهالي "الثلث"([11]) الذين لقنوهم الدروس القاسية، وخربوا القبور التي كانوا يعبدونها، فاستغلوا الترك وأخذوا البلاد على غفلة لا زالت البيوت مدمرة في بلادنا "الثلث" حتى اليوم وحصن "الحطيب" و"الجبل" و"شبام" هي أصلاً من حدود بلادنا "الثلث" ليست "يعبرية" حسبما حكى تاريخ "إدريس عماد الدين".
هذا تاريخ مخطوط لا افتراء، وسيأتي اليوم الذي يتربصون مع "اليهود" ويهاجمون اليمن، يشهد الله ورسوله، وإذا غشينا أو خادعنا، أو افترينا، أننا مع الكثير مطلعين.
كم من التجار والشباب مع "الحزب الحاتمي"، ذهبوا إلى "إسرائيل" عن طريق "القاهرة" من طريق "السويس" و"رفح" على كروت(!) ولا تسجل ختم إسرائيل في الجوازات، فهذه إعدادهم أمام المسؤولين، وأمام كل مراجع مئات في "وزارة العدل" تحدي وخرقاً سافراً لأنظمة الدولة، معلنين ولاءهم واستشهادهم على داعيهم، وهناك مساعدة لهم لا يمانعهم أحد، الأمور كلها بيد المحامي "محمد غالب الجبل" هذا طالب من الجامعة بالهند دُرّب على الاحتيال وجس النبض في الحكومة، مدعوم من "الهند" بكل الوسائل المادية والمعنوية، طلب قبل عامين، ثم في شهر رمضان العام الماضي، ابحثوا ستجدون كلما رفعنا وقع العسكر وغيرهم بيده مندوب الداعي من الطلبة الذي تعلم في "الهند" ويخرج كل سنة لاستلام الزكاة وإرشاد النساء والشباب، وهو اسمه "أحمد علي محمد المعقابي" وهو متزوج من "الهند" وأولاده في "الهند" يخادع الله لا يزال في الدراسة، هل يتوقع أن رجلاً يدرس خمسة عشر سنة. هذه العمالة الذي ذكرنا مع زملائه (...) إن كلما رفعنا واقع ولا يهمنا السجن في سبيل الوطن.
وشكراً
غالب علي محسن العزب
منهج ابن تيمية في مسألة التكفير
حكمه على طوائف الباطنية، وبيانه أسباب تكفيرهم
وضعت البذرة الأولى لمذهب الباطنية في زمن عثمان بن عفان t على يد عبدالله بن سبأ اليهودي؛ الذي دخل بين أبناء الأمة الإسلامية لتفتيت وحدتها، فغلا في علي بن أبي طالب، وادعى الوصاية له وأن النصوص لها بواطن ونحو ذلك([12]).
ثم بعد ذلك بسنوات وإثر الفتوحات المتتالية التي حققها المسلمون على أ‘دائهم من سائر الديانات، رأى أصحاب الديانات الأخرى، وخصوصاً الفرس منهم أنهم لا قدرة لهم على مجابهة المسلمين بالسنان، فتدبروا في أمرهم، فوجدوا أن الطريقة التي يستطيعون إضعاف المسلمين بها، والدخول عليهم فيها هي إشاعة الفرقة بينهم، ونشر الانحلال والفساد بين أبنائهم. فدخل طوائف منهم بين المسلمين، فوجدوا أن أقرب الطوائف التي يستطيعون النفوذ منها إلى بقية المسلمين هم الرافضة؛ لأنهم أرك الناس عقولاً وأسخفهم رأياً، فدخلوا على الناس من باب التشيع والشيعة([13]).
* وبين شيخ الإسلام حقيقة مذهب هؤلاء الباطنية أنه الكفر المحض، والخروج من جميع الشرائع، فإنهم على مختلف أصنافهم، وتباين أسمائهم أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين.
* كما بين أن ضررهم على أمة محمد r أعظم من ضرر الكفار المحاربين؛ مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم، فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت؛ وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله، ولا برسوله، ولا بكتابه، ولا بأمر ولا نهي، ولا ثواب ولا عقاب، ولا جنة ولا نار، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد r، ولا بملة من الملل السالفة، ويحرفون كلام الله وكلام رسوله عن مواضعه؛ فيحملونه على غير محمله، ولهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع كثيرة مشهورة.
* وذكر أنهم دائماً مع كل عدو للمسلمين على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين وانتصارهم على أعدائهم من اليهود والنصارى والتتار وغيرهم، ومن أعظم أعيادهم إذا استولى النصارى أو أي عدو – والعياذ بالله – على ثغور المسلمين([14]). وأنهم يخفون كفرهم هذا وعداوتهم للإسلام عن غير مَنْ يثقون به، فلا يظهرونه كما يظهر أهل الكتاب كفرهم؛ لأنهم لو أظهروه لنفر عنهم جماهير أهل الأرض من المسلمين وغيرهم([15])، لذا فإنهم في الظاهر يدعون الإسلام، بل وإيصال النسب إلى العترة النبوية، وعلم الباطن الذي لا يوجد عند الأنبياء والأولياء، وأن إمامهم معصوم، فهم في الظاهر يدعون حقائق الإيمان، وفي الباطن من أكفر الناس بالرحمن([16]). لذا قال فيهم بعض العلماء: ظاهر مذهبهم الرفض، وباطنه الكفر المحض([17]).
* وذكر – رحمه الله – أن هؤلاء يدخلون على الناس من باب التشيع والرفض ويريدون أن يقنعوا الناس بكفرهم من هذا الباب، وأن من وصاياهم في «الناموس الأكبر والبلاغ الأعظم» أنهم يدخلون على المسلمين من باب التشيع وذلك لعلمهم بأن الشيعة من أجهل الطوائف، وأضعفها عقلاً وعلماً، وأبعدها عن دين الإسلام علما وعملاً، وأنهم يظهرون التشيّع لمن يدعونه، وإذا استجاب لهم نقلوه إلى الرفض والقدح في الصحابة، فإذا رأوه قابلاً نقلوه إلى الطعن في علي وغيره، ثم نقلوه إلى اقدح في نبينا وسائر الأنبياء، وقالوا: إن الأنبياء لهم بواطن وأسرار تخالف ما عليه أمتهم، فتوصلوا بذلك إلى ترك المأمورات واستباحة المحظورات وتعطيل الشرع([18]).
* وقد نقل شيخ الإسلام عن أبي بكر الباقلاني أنهم يعلّمون دعاتهم أن أفضل طريقة يستطيعون الدخول بها لتعليم الناس الكفر والإلحاد هي التشيع، فقال: «وقد اتفق جميع الباطنية، وكل مصنف لكتاب ورسالة منهم في ترتيب الدعوة المضلة؛ على أن من سبيل الداعي إلى دينهم ورجسهم، المجانب لجميع أديان الرسل والشرائع أن يجيب الداعي إليه الناس بما يبين وما يظهر له من أحوالهم ومذاهبهم، وقالوا لكل داع لهم إلى ضلالتهم ما أنا حاك لألفاظهم وصيغة قولهم، بغير زيادة ولا نقصان، ليعلم بذلك كفرهم وعنادهم لسائر الرسل والملل، فقالوا للداعي: يجب عليك إن وجدت من تدعوه مسلماً: أن تجعل التشيع عنده دينك وشعارك، واجعل المدخل عليه من جهة ظلم السلف وقتلهم الحسين، وسبيهم نساءه وذريته، والتبري من تيم وعدي، ومن بني أمية وبني العباس، وأن تكون قائلاً بالتشبيه والتجسيم والبداء والتناسخ والرجعة والغلو، وأن عليا إله يعلم الغيب، مفوض إليه خلق العالم، وما أشبه ذلك من أعاجيب الشيعة وجهلهم، فإنهم أسرع إلى إجابتك بهذا الناموس، حتى تتمكن منهم مما تحتاج إليه أنت ومن بعدك ممن تثق به من أصحابك، فترقيهم إلى حقائق الأشياء حالاً فحالاً، ولا تجعل كما جعل المسيح ناموسه في زور موسى القول بالتوراة وحفظ السبت، ثم عجل وخرج عن الحد، وكان له ما كان؛ يعني من قتلهم له بعد تكذيبهم إياه، وردهم عليه وتفرقهم عنه. فإن آنست من بعض الشيعة عند الدعوة إجابة ورشداً، أوقفته على مثالب علي وولده، وعرفته حقيقة الحق لمن هو، وفيمن هو، وباطل بطلان كل ما عليه أهل ملة محمد r وغيره من الرسل...»([19]).
وذكر أنه كان أول ظهورهم في عهد المأمون في الدولة العباسية([20]). وأنهم في غالب أمرهم لا يظهرون مذهبهم، وخصوصاً إذا كانوا في بلد المسلمين، والمسلمون في عزهم وتمكنهم، فإنهم إذا كانوا في بلد المسلمين، التي يكثر فيها أهل الإيمان يستخفون بحيث لا يعرف أمرهم من لا يعرفهم، أما إذا كانوا في بلد كفر، أو في بلد تضعف فيه آثار النبوة فإنهم يصرحون بمذهبهم حتى أن عامة الناس يعرفهم، فضلاً عن خاصتهم([21]).
وأنهم قد اشتهروا بألقاب معروفة عند المسلمين: فتارة يسمون الملاحدة، وتارة يسمون القرامطة، وتارة يسمون الباطنية، وتارة يسمون الإسماعيلية، وتارة يسمون النصيرية، وتارة يسمون الخرمية، وتارة يسمون المحمرة، وهذه الأسماء منها ما يعمهم، ومنها ما يخص بعض أصنافهم، إما لنسبة، وإما لاختصاصهم بمذهب أو شعار، أو نحو ذلك([22]).
وذكر أن هؤلاء الباطنية هم الملاحدة الذين أجمع المسلمون على أنهم أكفر من اليهود والنصارى([23])، فإن كفر هؤلاء وردتهم من أعظم الكفر والردة، بل هم أعظم كفراً وردة من كفر اتباع مسيلمة الكذاب ونحوه من الكذابين؛ فإن أولئك لم يقولوا في الإلهية والربوبية والشرائع ما قاله أئمة هؤلاء([24]).
وأنهم إذا أظهروا الإسلام فغايتهم أن يكونوا منافقين، كالمنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله r، وأولئك كانوا أقرب إلى الإسلام من هؤلاء؛ فإنهم كانوا يلتزمون شرائع الإسلام الظاهرة، وهؤلاء يقولون برفعها([25]).
وذكر أنه قد اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء لا تجوز مناكحتهم، ولا يجوز للرجل أن ينكح مولاته منهم، ولا يتزوج منهم امرأة، ولا تباح ذبائحهم وأما أوانيهم وملابسهم فكأواني المجوس وملابس المجوس على خلاف العلماء في ذلك([26]).
والذي رجحه شيخ الإسلام أن أوانيهم لا تستعمل إلا بعد غسلها؛ وذلك لأن ذبائحهم ميتة، فلا بد أن يصيب أوانيهم المستعلمة ما يطبخونه من ذبائحهم فتنجس بذلك، وأما الآنية التي يغلب على الظن عدم وصول النجاسة إليها فتستعمل من غير غسل؛ كآنية اللبن التي لا يضعون فيها طبيخهم، أو يغسلونها قبل وضع اللبن فيها، وقد توضأ عمر بن الخطاب t من جرة نصرانية([27]). وما شُك في نجاسته لم يحكم بنجاسته بالشك.
ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين، ولا يصلى على من مات منهم؛ فإن الله سبحانه وتعالى نهى نبيه r عن الصلاة على المنافقين: كعبدالله بن أبي ونحوه، مع أنهم كانوا يتظاهرون بالصلاة والزكاة والصيام والجهاد مع المسلمين، ولا يظهرون مقالة تخالف دين الإسلام، لكن يسرون ذلك، قال تعالى: ﴿ولا تُصلِّ على أحَدٍ منهُم ماتَ أبداً ولا تَقُمْ على قبره إنّهم كفروا بالله ورسولِهِ وماتوا وهُمْ فاسِقون﴾([28])، فكيف بهؤلاء الذين مع الزندقة والنفاق يظهرون الكفر والإلحاد؟.
وبيّن أن استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم من الكبائر، وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم، فهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم، وهم أحرص الناس على فساد المملكة والدولة، وهم أحرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين، وعلى إفساد الجند على ولي الأمر، وإخراجهم عن طاعته.
كما بين أن الواجب على ولاة الأمور قطعهم من دواوين المقاتلة فلا يتركون في ثغر، فإن ضررهم في الثغر أشد، وأن يستخدم بدلهم من يحتاج إلى استخدامه من الرجال المأمونين على دين الإسلام، وعلى النصح لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم. ولا يجوز له تأخير هذا الواجب مع القدرة عليه، بل أي وقت قدر على الاستبدال بهم وجب عليه ذلك([29]).
وأما قبول توبتهم إذا أظهروها فذكر أن في قبولها منهم نزاعاً بين العلماء؛ وأنه قد اختلف العلماء هل تقبل توبة من تاب منهم فلا يقتل؟، أم يقتل؛ لأنه لا يعلم صدقه؛ فإنه ما زال يظهر ذلك؟. فذكر أنه أفتى طائفة من الفقهاء بأنه يستتاب فلا يقتل، وأفتى الأكثرون: بأنه يقتل وإن أظهر التوبة؛ فإن كان صادقاً في توبته نفعه ذلك عند الله، وقتل في الدنيا، وكان الحد تطهيراً له، كما لو تاب الزاني والسارق ونحوهما بعد أن يرفعوا إلى الإمام، فإنه لا بد من إقامة الحد عليهم؛ فإن كانوا صادقين كان قتلهم كفارة لهم، ومن كان كاذباً في التوبة كان قتله عقوبة له([30]).
وذكر أن هذا مذهب أكثر الفقهاء، كما هو مذهب مالك، وأحمد في أظهر الروايتين عنه، وهو أحد القولين في مذهب أبي حنيفة والشافعي([31]).
وأن من قبل توبتهم إذا التزموا شرائع الإسلام أقر أموالهم عليهم، ومن لم يقبلها لم تنقل إلى ورثتهم من جنسهم، بل يكون مالهم فيئاً لبيت المال، ونبه – رحمه الله – المسلمين إلى أمر مهم وهو أنه يجب – على القول بقبول توبتهم – أن يحتاط في أمرهم إذا أخذوا، لأنهم قد يظهرون التوبة تقية، فأصل مذهبهم التقية وكتمان أمرهم؛ فلا يتركون مجتمعين، ولا يمكنون من حمل السلاح، ولا أن يكونوا من المقاتلة، ويلزمون شرائع الإسلام، ويترك بينهم من يعلمهم دين الإسلام، ويحال بينهم وبين معلمهم.
واستدل على ذلك بأن أبا بكر الصديق وسائر الصحابة لما ظهروا على أهل الردة، وجاءوا إليه «قال لهم الصديق: اختاروا إما الحرب المجلية، وإما السلم المخزية. قالوا: يا خليفة رسول الله، هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما السلم المخزية، قال: تدون قتلاناً، ولا ندري قتلاكم، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، ونقسم ما أصبنا من أموالكم، وتردون ما أصبتم من أموالنا وتنزع منكم الحلقة والسلاح، وتمنعون من ركوب الخيل، وتتركون تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسوله والمؤمنين أمراً بعد ردتكم.
فوافقه الصحابة على ذلك؛ إلا تضمين قتلى المسلمين فإن عمر بن الخطاب t قال له: هؤلاء قتلوا في سبيل الله فأجورهم على الله، يعني أنهم شهداء فلا دية لهم، فاتفقوا على قول عمر في ذلك»([32]).
وذكر أن هذا الذي اتفق الصحابة عليه هو مذهب أئمة العلماء، والذي تنازعوا فيه تنازع فيه العلماء.
فهذا الذي فعله الصحابة بأولئك المرتدين بعد عودتهم([33]) إلى الإسلام يفعل بمن أظهر الإسلام والتهمة ظاهرة فيه، فيمنع([34]) من أن يكون من أهل الخيل والسلاح والدرع التي تلبسها المقاتلة، ويلزمون([35]) شرائع الإسلام حتى يظهر ما يفعلونه من خير أو شر. ومن كان من أئمة ضلالهم وأظهر التوبة أخرج عنهم، وسير إلى بلاد المسلمين التي ليس لهم فيها ظهور. فإما أن يهديه الله تعالى، وإما أن يموت على نفاقه من غير مضرة للمسلمين([36]).
هذا بالنسبة لمن كان منهم في قرى المسلمين يعيش بينهم، ويفعل به ذلك إذا أظهر التوبة، إذ أن مثل هؤلاء لا يجوز أن يقروا في بلاد المسلمين إذا لم يظهروا التوبة لا بجزية ولا ذمة، بل يقتل الواحد المقدور عليه منهم([37]).
أما إذا كانوا طائفة ممتنعة فذكر شيخ الإسلام أنه يجب قتالهم كما يقاتل المرتدون بإجماع المسلمين([38])، واستدل على ذلك بما يلي:
بما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة t قال: «لما توفي رسول الله r وكان أبو بكر t، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر t: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله r: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله. فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله r لقاتلتهم على منعها. قال عمر t: فوالله ما هو إلا أن شرح الله صدر أبي بكر t، فعرفت أنه الحق»([39]). فاتفق أصحاب رسول الله r على قتال أقوام يصلون ويصومون؛ إذا امتنعوا عن بعض ما أوجبه الله عليهم من زكاة أموالهم، فكيف بمن امتنع عن أداء جميع الواجبات؟([40]).
وبما رواه البخاري عن عكرمة قال: أتي علي t بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله r: «لا تعذبوا بعذاب الله» ولقتلتهم، لقول رسول الله r: «من بدل دينه فاقتلوه»([41]).
وذكر - رحمه الله تعالى - بعد الاستدلال بهذه الأدلة أن هذه سنة علي وغيره من الصحابة – رضوان الله عليهم-، وأن الغالية الذين يعتقدون الإلهية أو النبوة في علي أو يغره يقتلون بلا خلاف في ذلك، مثل النصيرية والإسماعيلية؛ ومن دخل فيهم من المعطلة الذين ينكرون وجود الصانع، أو ينكرون القيامة، أو ينكرون ظواهر الشريعة: كالصلوات الخمس وصيام رمضان ونحو ذلك([42]).
كما ذكر أنهم يدخلون في الأمر الذي أمر به النبي r المؤمنين في قتال الخوارج – والتي سبق ذكر أحاديثه في الفصل السابق-، بل قتال هؤلاء الباطنية أولى من قتال الخوارج.
قال شيخ الإسلام محرراً القول في ذلك، ومبينا سبب ورود الأمر في الخوارج دون غيرهم: «وهذه النصوص المتواترة عن النبي r في الخوارج قد أدخل فيها العلماء لفظاً أو معنى من كان في معناهم من أهل الأهواء الخارجين عن شريعة رسول الله r وجماعة المسلمين، بل بعض هؤلاء شر من الخوارج الحرورية؛ مثل الخرمية، والقرامطة، والنصيرية، وكل من اعتقد في بشر أنه إله، أو في غيز الأنبياء أنه نبي، وقاتل على ذلك المسلمين، فهو شر من الخوارج الحرورية. والنبي r إنما ذكر الخوارج الحرورية، لأنهم أول صنف من أهل البدع خرجوا بعده، بل أولهم خرج في حياته، فذكرهم لقربهم من زمانه، كما خص الله ورسوله أشياء بالذكر لوقوعها في ذلك الزمان، مثل قوله ﴿وَلا تقتُلوا أوْلادَكُم خَشيةَ إمْلاق﴾([43])...، ومثل تعيين النبي r قبائل من الأنصار، وتخصيصه أسلم وغفار وجهينة وتميم وأسد وغطفان وغيرهم بأحكام لمعان قامت بهم، وكل من وجدت فيه تلك المعاني ألحق بهم، لأن التخصيص بالذكر لم يكن لاختصاصهم بالحكم، بل لحاجة المخاطبين إذ ذاك إلى تعيينهم، هذا إذا لم تكن ألفاظه شاملة لهم»([44]).
وبيّن أن قتال هؤلاء وإقامة الحد عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب؛ فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين، والصديق وسائر الصحابة – رضوان الله عليهم – بدأوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب، كما أن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين، وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه، وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين. وحفظ رأس المال مقدم على الربح.
وذكر أيضاً أن ضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك، بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، وضررهم في الدين على كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب([45]).
وقد طبق ذلك شيخ الإسلام عملياً، وذلك أنه وجد في عصره بعض هؤلاء الذين أسقطوا لاشرائع وعطلوا الدين، فقاتلهم مع فئة من المتطوعة، وكسر شوكتهم، واستتابهم، ودعاهم إلى الصواب ودين الحق، وذلك فيما يذكره ابن كثير – رحمه الله – قال: «وفي يوم الجمعة العشرين منه – يقصد من شهر شوال – ركب نائب السلطنة جمال الدين آقوش الأفرم([46]) في جيش دمشق إلى جبال الجرد وكسروان، وخرج الشيخ تقي الدين ابن تيمية ومعه خلق كثير من المتطوعة والحورانية([47]) لقتال أهل تلك الناحية، بسبب فساد نيتهم وعقائدهم وكفرهم وضلالهم وما كانوا عاملوا به العساكر لما كسرهم التتر وهربوا حين اجتازوا ببلادهم، وثبوا عليهم ونهبوهم وأخذوا أسلحتهم وخيولهم، وقتلوا كثيراً منهم، فلما وصلوا إلى بلادهم جاء رؤساؤهم إلى الشيخ تقي الدين ابن تيمية، فاستتابهم، وبين للكثير منهم الصواب، وحصل بذلك خير كثير وانتصار كبير على أولئك المفسدين، والتزموا برد ما كانوا أخذوه من أموال الجيش، وقرر عليهم أموالاً كثيرة يحملونها إلى بيت المال، وأقطعت أراضيهم وضياعهم، ولم يكونوا قبل ذلك يدخلون في طاعة الجند، ولا يلتزمون أحكام الملة، ولا يدينون دين الحق، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله»([48]).
وقال أيضاً: «وفي مستهل ذي الحجة ركب الشيخ تقي الدين ابن تيمية ومعه جماعة من أصحابه إلى جبل الجرد والكسروانيين ومعه نقيب الأشراف زين الدين بن عدنان فاستتابوا خلقاً منهم، وألزموهم بشرائع الإسلام، ورجع مؤيداً منصوراً»([49]).
وأما سبي الذرية ففيه نزاع؛ لكن أكثر العلماء على أنه يُسبى الصغار من أولاد المرتدين، وهذا هو الذي دلت عليه سيرة الصديق في قتال المرتدين.
وكذلك قد تنازع العلماء في استرقاق المرتد: فطائفة تقول: إنها تسترق كقول أبي حنيفة، وطائفة تقول: لا تسترق كقول الشافعي وأحمد، والمعروف عن الصحابة هو الأول، وأن المرتدات نساء المرتدين يسترقن؛ فإن الحنفية التي تسري بها علي بن أبي طالب t هي أم محمد بن الحنفية([50])، وكانت من سبي بني حنيفة المرتدين؛ الذين قاتلهم أبو بكر الصديق t والصحابة لما بعث خالد بن الوليد في قتالهم([51]).
وبيّن أن منتهى قول هؤلاء الباطنية: تعطيل الحالق، وتكذيب رسله، والتكذيب باليوم الآخر، وإبطال دينه.
وبيّن هذه الأمور تفصيلاً فذكر ما يلي:
أولاً: جحدهم للخالق
القرامطة؛ أصحاب البلاغ الأكبر والناموس الأعظم، أنكروا الخالق، كما فعلت الهرية الطبيعية، وقول الاتحادية يؤول إلى قول هؤلاء([52]).
ثانياً: تعطيلهم شرع الله تعالى
أما تعطيل الشرع فقد تضمنه ادعاؤهم علم الباطن؛ وادعاء هذا العلم كفر باتفاق المسلمين؛ فإن مضمونه أن للكتب الإلهية، بواطن تخالف المعلوم عند المسلمين في الأوامر والنواهي والأخبار.
وهذا الأمر باطل ظاهره الفساد، وبين شيخ الإسلام فساده، فذكر أن الأوامر يعلم الناس كلهم بالاضطرار من دين الإسلام أن رسول الله r أمرهم بالصلوات المكتوبة والزكاة المفروضة، صيام شهر رمضان، وحج البيت العتيق.
أما النواهي فقد علم المسلمون أن الله حرم عليهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق، والشرك بالله وأن يقال على الله بغير علم، كما حرم الخمر، والزنا، والربا، والميسر، وغير ذلك.
فزعم هؤلاء أنه ليس المراد بهذا ما يعرفه المسلمون، ولكن لهذا باطن يعلمه أئمتهم، الذين يزعمون أنهم معصومون، وأنهم أصحاب العلم الباطن، فجعلوا الصلاة: معرفة أسرارهم، والصيام: كتمان أسرارهم، والحج: السفر إلى زيارة شيوخهم المقدسين([53]).
وبين أن هؤلاء المدعين للباطن لا يوجبون هذه العبادات، ولا يحرمون هذه المحرمات، بل يستحلون الفواحش ما ظهر منها وما بطن، بل ونكاح الأمهات والبنات، وغير ذلك من المنكرات([54]).
ثالثاً: تكذيبهم الأخبار والأمور الغيبية
أما الأخبار فإنهم لا يقرون بقيام الناس من قبورهم لرب العالمين، ولا بما وعد الله به عباده من الثواب والعقاب، ولا بما أخبرت به الرسل من الملائكة، بل ولا بما ذكرته من أسماء الله وصفاته([55])، فيقولون: إن الجنة للخاصة: وهي التمتع في الدنيا باللذات، والنار هي التزام الشرائع والدخول تحت أثقالها، ويقولون: إن البداية التي يخرجها الله للناس هي العالم الناطق بالعلم في أي وقت، وإن إسرافيل الذي ينفخ في الصور هو العالم الذي ينفخ بعلمه في القلوب حتى تحيا، وجبريل هو العقل الفعال الذي تفيض عنه الموجودات، وغير ذلك من كفرياتهم التي يقصدون بها تعطيل الشرع([56]).
وقد زعموا أن هذه طريقة النبي r وأنه أظهر خلاف ما أبطن، وأنه خاطب العامة بأمور أراد بها خلاف ما أفهمهم لأجل مصلحتهم؛ إذ أنه لا يمكنه صلاحهم إلا بهذا الطريق([57]).
وقول هؤلاء كما أنه من أكفر الأقوال، فكذلك هو قول متناقض لا يستقيم وبين شيخ الإسلام ذلك من عدة أوجه:
الوجه الأول:
إن الرسل إن كانوا يبطنون خلاف ما يظهرون فإما أن يكون العلم بهذا الاختلاف ممكناً لغيرهم وإما أن لا يكون، فإن لم يكن ممكناً كان مدعي ذلك مفترياً، فبطل قول هؤلاء الملاحدة الفلاسفة والقرامطة وأمثالهم، وإن كان العلم بذلك ممكناً علم بعض الناس مخالفة الباطن للظاهر، وليس لمن يعلم ذلك حد محدود، بل إذا علمه بعض الناس شاع وظهر، لأنه يمتنع في العادة التواطؤ على كتمان ما تتوافر الهمم والدواعي على بيانه وذكره؛ لا سيما مثل معرفة هذه الأمور العظيمة، التي معرفتها والتكلم بها من أعظم ما تتوافر الهمم والدواعي عليه، ألا ترى أن الباطنية ونحوهم أبطنوا خلاف ما أظهروه للناس، وسعوا في ذلك بكل طريق، وتواطؤا عليه ما شاء الله، حتى التبس أمرهم على كثير من أتباعهم، فلما اطلع على حقيقة أمرهم أذكياء الناس من موافقيهم ومخالفيهم صنفوا الكتاب في كشف أسرارهم ورفع أستارهم.
الوجه الثاني:
إن من سلك هذا السبيل لم يبق لمن علم أمره ثقة بما يخبر به، وبما يأمر به، وحينئذ فينتقض عليه جميع ما خاطب به الناس، فإنه ما من خطاب يخاطبهم به إلا ويجوزون عليه أن يكون أراد به غير ما أظهره لهم، فلا يثقون بأخباره وأوامره، فيختل عليه الأمر كله، فبدلاً من أن يصلحهم فإنه يعود عليهم بالفساد العظيم. وهذا خلاف ما عليه الرسل – صلوات الله عليهم-.
الوجه الثالث:
إن من كان هذا حاله لا بد أن يكون خواص أتباعه أعلم الناس بباطنه، والعلم بذلك يوجب الانحلال في الباطن، ومن علم حال خاصة النبي r كأبي بكر وعمر وغيرهما من السابقين علم أنهم كانوا أعظم الناس تصديقاً لباطن أمره وخبره وظاهره، وطاعتهم له في سرهم وعلانيتهم، ولم يكن أحد منهم يعتقد في خبر وأمره ما يناقض ظاهر ما بينه لهم ودلهم عليه، وأرشدهم إليه، ولما لم يكن أحد من الصحابة من تأول شيئاً من نصوصه على خلاف ما دلت عليه، لا فيما أخبر به من أسماء الله وصفاته، ولا فيما أخبر به مما يقع بعد الموت، بل لم يظهر من هذا ما ظهر إلا ممن هو عند الأمة من أهل النفاق والإلحاد([58]).
وبهذا أسقط هؤلاء الملاحدة عن خواص أصحابهم الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر العبادات، وأباحوا لهم المحرمات من الفواحش والظلم والمنكر وغير ذلك([59]).
رابعاً: تطيل النبوة
ذكر أن هؤلاء عطلوا النبوة، فجعلوا لها ثلاث خصائص من قامت به فهو نبي والنبوة – عندهم – لا تنقطع بل يبعث الله بعد كل نبي نبياً دائماً، وكثير منهم يطلب أن يصير نبياً.
والخصائص هي:
الخاصة الأولى: أن تكون له قوة قدسية، وهي قوة الحدس، بحيث يحصل له من العلم بسهولة ما لا يحصل لغيره إلا بكلفة شديدة، وحاصل الأمر أن يكون أذكى من غيره، وأن العلم عليه أيسر منه على غيره.
الخاصة الثانية: قوة التخييل والحس الباطن بحيث يتمثل له ما يعلمه في نفسه فيراه ويسمعه، فيرى في نفسه صوراً نورانية هي عندهم ملائكة الله، من جنس ما يحصل للنائم في منامه.
الخاصة الثالثة: أن تكون له قوة نفسانية يتصرف بها في هيولي([60]) العالم، كما أن العائن له قوة نفسانية يؤثر بها في المعين. ويزعمون أن خوارق العادات التي للأنبياء والأولياء هي من هذا النمط([61]).
كما عطلوا أقوال الأنبياء فأنكروا ما أخبرت به الرسل عن المعاد، وأحوال اليوم الآخر، وقالوا: إن هذه أمثال ضربت لنفهم المعاد الروحاني، فجعلوا ما أخبرت به الرسل من ذلك مجرد خيالات يتخيلها الرسول ليس لها حقيقة في الواقع([62]).
وذكر أنهم قالوا: إن الخيالات التي جاء بها الرسل لا يقصد بها تبيين الحق، ولا هدى الناس، ولا إيضاح الحقائق، ولا شيئاً من ذلك، وإنما جاء بها الرسل لمصلحة الخلق([63]).
وذكر – رحمه الله – أن هؤلاء الباطنية ينقسمون إلى قسمين:
1- باطنية الشيعة. 2- وباطنية الصوفية: ونسبة كل منهما بحسب ما تستر به([64]).
فباطنية المتصوفة: هم أصحاب وحدة الوجود.
وباطنية الشيعة: كالقرامطة، والإسماعيلية من العبيديين، والدروز، وغيرهم، والنصيرية، وأشباههم([65]). وسيأتي تفصيل هذه الطوائف في المطلب الآتي.
الخلاصة
يتلخص من المطلب السابق ما يأتي:
1- وجود الفرق الباطنية كان من أ‘داء الإسلام والمسلمين، بقصد تفتيت وحدة الأمة وحدة الأمة الإسلامية، والكيد لها.
2- الباطنية يخفون كفرهم وعداوتهم للإسلام والمسلمين، ولا يظهرونها إلا لمن يثقون به، وخصوصاً إذا كانوا في بلد المسلمين، والمسلمون في عزهم وتمكنهم. ويتسترون بستار التشيع حتى يتمكنوا من الدخول على المسلمين، واستدراجهم إلى أن ينسلخوا من كل دين.
3- من ألقاب هذه الباطنية: القرامطة، والإسماعيلية، والنصيرية، والخرمية، والمحمرة. وبعض هذه الألقاب تخص بعض طوائفهم، وبعضها تعمهم كلهم.
4- الباطنية كفار، كفرهم أشد من كفر اليهود والنصارى، بإجماع المسلمين؛ لا تجوز مناكحتهم، ولا تباح ذبائحهم، ولا يدفنون في مقابر المسلمين، ولا يصلى عليهم، ولا يجوز استخدامهم في ثغور المسلمين ولا في حصونهم، ولا يكونون ضمن جندهم.
5- قبول توبة الباطنية في حكم الدنيا اختلف العلماء فيه، ومال شيخ الإسلام إلى القول بقتله، ونبه إلى أنه على القول بقبول توبتهم لا يبقون مجتمعين، بل يفرقون في الأمصار، ولا يمكنون من حمل السلاح.
6- بالنسبة للطائفة الممتنعة منهم يجب قتالهم، كما قاتل أبو بكر الصديق المرتدين وهذا الذي طبقه شيخ الإسلام عملياً، فقاتل طائفة منهم وجدت في عصره.
7- تكفير هذه الطائفة هو الواجب، وذلك للأسباب التالية:
أ- جحدهم الصانع. ب- تعطيلهم الشرع. ج- تكذيبهم الأخبار الواردة عن الأمور الغيبية. د- تعطيلهم النبوة.
8- الباطنية تنقسم إلى قسمين باعتبار ما يتسترون به، وهما: باطنية الشيعة وباطنية المتصوفة.
المسألة الأولى
كفريات الإسماعيلية
ذكر شيخ الإسلام أن الإسماعيلية هم المنتسبون إلى محمد بن إسماعيل ابن جعفر([66])، وهم القائلون: إن الإمامة بعد جعفر في محمد بن إسماعيل، خلافاً للإمامية الذين جعلوها في موسى بن جعفر([67]).
وأن هؤلاء يدعون أنهم ينتسبون إلى علي بن أبي طالب وأبنائه، لذا فهم لفقوا الأكاذيب ونسبوها إليهم، وخصوصاً إلى علي بن أبي طالب t وجعفر الصادق.
وبين أن الحق أن هؤلاء الإسماعيلية أخذوا مذهبهم من مذاهب الفرس، وقولهم بالأصلين: النور والظلمة، وغير ذلك، وأخذوا من مذاهب الروم من النصرانية، وما كانوا عليه قبل النصرانية من مذاهب اليونان، وقولهم: بالنفس والعقل، وغير ذلك، ومزجوا هذا بهذا، وسموا ذلك باصطلاحهم: السابق والتالي([68])، وجعلوه هو القلم واللوح، وأن القلم هو العقل؛ وجعلوه أول المخلوقات، وهذا العقل – عندهم – هو رب العالم كله، وهو المبدع له كله، مبدع الجواهر العلوية والسفلية والحسية والعقلية([69]).
وأنهم يقولون: إن العالم معلول علة قديمة أزلية واجبة الوجود، وإن العالم لازم لها، ولكن حقيقة قولهم: إن العالم علة غائية([70])، وإن الأفلاك تتحرك حركة إرادية شوقية للتشبه به، وهو محرك لها كما يتحرك المحبوب المتشبه به لمحبة الذي يتشبه به.
وبين أن حاصل قول هؤلاء وغايته، الإقرار بربوية الأفلاك، وأنه ليس وراء الأفلاك صانع لها ولا خالق، ويجعلون هذا هو باطن دين الإسلام الذي بعث به الرسل، وأن هذا هو تأويله، وأن هذا التأويل ألقاه عليّ إلى الخواص، حتى اتصل بمحمد بن إسماعيل بن جعفر، وهو – عندهم – القائم، ودولته هي القائمة عندهم، وأنه ينسخ ملة محمد بن عبدالله r، ويظهر التأويلات الباطنة التي يكتمها التي أسرها إلى علي.
وذكر أنهم بهذا الادعاء صاروا يسقطون عن خواص أصحابهم الواجبات كالصلاة والزكاة ونحو ذلك، ويبيحون لهم المحرمات من الفواحش والظلم وسائر المنكرات([71]).
وبين أن من هؤلاء العبيديين، الذين أنشأوا الدولة العبيدية، التي تسمى الدولة الفاطمية، واستولوا على مصر وبنوا القاهرة، وهم يدعون أن نسبهم يصل إلى علي بن أبي طالب، وأنهم من أبناء محمد بن إسماعيل بن جعفر. وهذا كذب، وقد بين جماهير علماء الأمة من جميع الطوائف كذب هذا الادعاء، وبينوا أن هذا النسب المزعوم باطل، وأنهم في الحقيقة أبناء عبيدالله القداح([72])، وأن جدهم يهودي في الظاهر والباطن، وقد تزوج امرأة هذا اليهودي ديصاني([73]) من المجوس، وكان ابنه ربيبا لمجوسي، فانتسب إلى زوج أمه المجوسي، وكانوا ينتسبون إلى باهلة، على أنهم من مواليهم، ثم ادعى هذا الابن أنه من ذرية محمد بن إسماعيل بن جعفر، وإليه انتسبت الإسماعيلية([74]).
كما بين أن من الإسماعيلية أيضاً الدروز أتباع نشتكين الدرزي([75])، وكان من موالي الحاكم، أرسله إلى وادي تيم الله بن ثعلبة([76])، فدعا الناس إلى عبادة الحاكم، وقاتل أهل مصر على ذلك، ثم ذهب إلى الشام، ودعا أهل وادي تيم الله بن ثعلبة إلى عبادة الحاكم فأضلهم، فصاروا يسمون الحاكم الباري، العلام، ويحلفون به([77]).
وبين أنه كان من أقطاب الدعوة الإسماعيلية الدرزية ابن سينا الفيلسوف المعروف، فقد ذكر أنه كان هو وأهل بيته من أتباع الحاكم القرمطي العبيدي ومن أجل ذلك تعلم الفلسفة([78]).
ووضح مذهبهم فذكر أن مذهب الإسماعيلية يقوم على تعطيل الخالق، أما أصحاب الناموس الأكبر والبلاغ الأعظم – الذي هو آخر المراتب عندهم – فهم من الدهرية القائلين: بأن العالم لا فاعل له؛ لا علة ولا خالق، ويقولون: ليس بيننا وبين الفلاسفة خلاف، إلا في واجب الوجود، فإنهم يثبتونه، وهو شيء لا حقيقة له. ويستهزئون بأسماء الله عز وجل، ولا سيما هذا الاسم الذي هو الله، فإن منهم من يكتبه على أسفل قدميه ويطؤه.
أما من هو دون هذه المرتبة فيقول بالسابق واللاحق على ما مر ذكره([79]).
وذكر أنهم قالوا أيضاً بعلم الباطن وبسقوط التكاليف عنهم على نحو ما ذكرناه في الكلام على الباطنية عموماً([80]).
وأنهم يتخذون التشيع ستاراً لهم، فيتسترون باسم التشيع ويبدأون دعوتهم بالدعوة إلى التشيع، وذلك لعلمهم أن الشيعة من أجهل الطوائف، وأضعفها عقلاً وعلماً، وأبعدها عن دين الإسلام علماً وعملاً([81]).
وذكر أنه قد اتفق علماء الأمة وأئمتها وجماهيرها أن هؤلاء منافقون زنادقة كفار مرتدون عن أصل الدين، وكفرهم ظاهر لا يخفى على عالم بدين الإسلام فمن المعلوم من دين الإسلام أن من اعتقد في مخلوق الإلهية، أو نفى الإلهية عن الله، أو اعتقد أن بعد محمد r نبياً فهو كافر([82]). هذا بالنسبة لمن كان عالماً بحقيقة دعوتهم الباطنية سواء كان من أئمتهم الكبار أم من غيرهم، أما عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكون منهم مسلمون([83]).
الخلاصة
ويتلخص من كلام شيخ الإسلام ما يلي:
1- الإسماعيلية هم المنتسبون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر، القائلون بإمامته بعد جعفر.
2- إن مذهب هؤلاء مذهب ممزوج من مذاهب الأمم السابقة؛ كالفرس والنصارى والفلاسفة وغيرهم.
3- مذهب هؤلاء مكون مما يلي:
أ- أن العقل هو مبدع العالم كله، وأن العقل هو القلم.
ب- الإقرار بربوبية الأفلاك، وإنكار وجود الله تعالى.
ج- ادعاء علم الباطن، وادعاء أن التفسيرات الباطنية أسرها النبي r لعلي.
د- إسقاط التكاليف.
4- يدخل ضمن الإسماعيلية العبيديون؛ الذين أنشأوا الدولة العبيدية، التي سموها الدولة الفاطمية، والدروز؛ الذين قالوا بألوهية الحاكم بأمر الحاكم بأمر الله الفاطمي.
5- العبيديون يرجع نسبهم إلى عبيدالله القداح، وجدهم يهودي.
6- اتخذ الباطنية التشيع ستاراً لهم، حتى يتمكنوا من نشر عقائدهم المنحلّة.
([1]) هذا الرقم يأتي بدل البسملة عند المسلمين، والظاهر أنها مجموع أحرف اسم أحد أئمتهم.
([2]) حديث محرّف، وهذا الحديث يكرره مفضل في خطاباته بين أتباعه.
([3]) يقصد الفيلم التصويري الذي يظهر فيه أتباع السلطان وهم يسجدون له وهو جالس أمامهم.
([4]) وهذه الأيمان والعهود تقال تقية.
([5]) المتتبع للنشاط الاقتصادي وحتى الفكري للباطنية في الوطن العربي ستجد أنهم رواد التطبيع مع إسرائيل، وأنهم أصبحوا وكلاءهم في مجالات متعددة.
([6]) يحرصون على توزيع صور للرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات الذين قابلهم السلطان، وتظهر في هذه الصور هؤلاء الزعماء وهم مطوقون بثوب يلفه حولهم محمد برهان الدين، وذلك عندما يطلب منهم صورة تذكارية قائلاً لهؤلاء الزعماء أن هذا الثوب علامة محبة المسلمين، لكنه لدى أتباعه يقول أن جميع الملوك والرؤساء مطوقون بيده، مكبلون بإرادته ويسيرون وفق مشيئته.
([7]) كان منصور القانص زيدي المذهب إلى الرفض من بيت القانص وهي إحدى القرى المعروفة في حراز، وقد اتصل به البهرة في السعودية التي استمر اغترابه فيها، ووجدوا فيه دواعي الاستجابة لمذهبهن، فاستطاعوا بأساليبهم الخبيثة اقتناصه إلى مذهبهم، وغادر السعودية إلى الهند، ومن هناك استدعى أفراد أسرته ومنهم ابنه علي بن منصور القانص، الذي كان على قدر من الثقافة ويمارس مهنة الصحافة في اليمن حيث أغروه بمنحه إلى هناك، وبعد وصوله رفض الانخراط في المذهب الإسماعيلي، فاعتبرها البهرة فرصة أخيرة لامتحان صدق ولاء والده تجاه مذهبهم من خلال ابنه، فحدث ما حدث حيث تم تقطيع جثته ورميها في برميل القمامة إلى أن عثر عليها البولي الهندي، وتم التعرف على هوية القتيل وملابسات الحادث، وقد أصبح منصور القانص اليوم أحد أقطابهم في اليمن.
([8]) ولك أن تصدق أن كل هذه النداءات والاستغاثات لهذا المواطن المسحوق قد ذهبت في الهواء، وأنه مات مقهوراً مدفوعاً بالأبواب يخاطب مسؤولين بلا مسؤولية، وحكام محكومين بالمال، لا قيمة لشيء عندهم إلا شيء واحد اسمه المال.
([9]) يريد مجلة (الإرشاد) التي كانت تصدر من الأوقاف وكان يرأس تحريرها الأستاذ: علي الواسعي.
([10]) ليس من أهداف الكتاب ذكر الشخوص، والأسماء ولكن مداخلة الرسالة بالأفراد جعلت من الصعب الفصل وحذف الأسماء عن المضمون وللتذكير فقد سبقت للشيخ راشد وثيقة عبارة عن رسالة شكوى ضد السلطان ولكن الخوف هو الذي يجعلهم دائماً يتوقفون عن مواجهته.
([11]) بلاد الثلث في حراز منطقة مشهورة في التاريخ بحروبها وعدائها ضد القرامطة في حراز،ولا يزال العداء مستحكماً حتى اليوم بين الطرفين.
([12]) انظر الفرق بين الفرق 223.
([13]) انظر الفصل في الملل والأهواء والنحل 2/273- 274، الفرق بين الفرق 266، فضائح الباطنية 18- 20 وذكر عبدالقاهر الجرجاني أن تأسيسها كان على يد ميمون بن ديصان القداح ومحمد بن الحسين الملقب بذيدان وغيرهم، وأنهم اتفقوا في سجن والي العراق على الأسس العامة لمذهب الباطنية.
([14]) انظر مجموع الفتاوى 35/149 – 151. وانظر في عدواتهم مثلا: كتاب مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصفهاني.
([15]) انظر مجموع الفتاوى 35/141.
([16]) انظر المصدر نفسه 35/143.
([17]) انظر المصدر نفسه 35/152. وهو قول الغزالي انظر فضائح الباطنية 37.
([18]) انظر مجموع الفتاوى 35/136.
([19]) منهاج السنة 8/479 – 486.
([20]) انظر مجموع الفتاوى 4/21، 28/491، وكان يسمون في ذلك العهد بالخرمية، ويدل على ذلك ما رواه الخلال عن أبي طالب أن أبا عبدالله (سئل عن الخرمية كان لهم سهم في قرية، فخرجوا يقاتلون المسلمين، فقاتلهم المسلمون، كيف تصنع في أرضهم؟..) السنة (128).
([21]) انظر مجموع الفتاوى 35/154.
([22]) انظر المصدر السابق 35/152. وذكر الغزالي أسباب إطلاق هذه الأسماء عليهم، فذكر أنهم لقبوا بالقرامطة نسبة إلى أحد دعاتهم في ابتداء أمرهم يسمى حمدان قرمط، أما تسميتهم بالباطنية لادعائهم أن للقرآن والأخبار معاني باطنية هي رموز وإشارات عندهم إلى حقائق معينة، وسموا بالخرمية نسبة إلى خرّم، وهو لفظ أعجمي ينبئ عن الشيء المستلذ المستطاب، وقد كان لقبا للمزدكية؛ وهم أهل الإباحة من المجوس الذي أحلوا كل محظور فلقب هؤلاء بهذا الاسم لمشابهتهم بهم في آخر الأمر، وسموا بالمحمرة لأنهم صبغوا الثياب بالحمرة أيام بابك، ولبسوها، وكانت شعاراً لهم. أما بقية الألقاب فستأتي – إن شاء الله – في موضعها. انظر فضائح الباطنية 11 – 17.
([23]) انظر مجموع الفتاوى 3/30، منهاج السنة 4/576 – 577.
([24]) انظر مجموع الفتاوى 35/139. وذكر حكمهم أيضاً الدارمي في الرد على الجهمية 173، 181 – 182، والإمام مالك في البيان والتحصيل 16/391، والمارودي في حكم المرتد 36.
([25]) انظر مجموع الفتاوى 17/447.
([26]) انظر حكاية الخلاف في المغني 1/111.
([27]) رواه الشافعي في الأم 1/21.
([28]) الآية (84) من سورة التوبة.
([29]) انظر مجموع الفتاوى 35/154 – 156.
([30]) انظر المصدر السابق 35/110.
([31]) انظر المصدر نفسه 28/555. والظاهر أن المشهور عن الإمام أحمد هو الاستتابة، فإن تاب وإلا قتل، أما الرواية الثانية عن الإمام الشافعي التي ذكرها شيخ الإسلام فلم أقف عليها. وانظر بسط الخلاف في هذه المسألة، وأدلة كل منهما في: الرد على الجهمية 181- 185، البيان والتحصيل 16/391، 444، حكم المرتد 36- 46، المغني 12/297، المنتقى للباجي 5/218، وانظر روايات الإمام أحمد في أحكام أهل الملل 204- 206.
([32]) رواه البيهقي 8/178، 183- 184 (كتاب قتال أهل البغي)، 8/335 (كتاب الأشربة والحد فيها)، ورواه ابن أبي شيبة (37054) بلفظ مختلف.
([33]) دعوتهم إلى الإسلام.
([34]) يمنع من أن تكون من أهل السلاح والخيل.
([35]) يلزمون شرائع الإسلام.
([36]) انظر مجموع الفتاوى 35/154- 158.
([37]) انظر المصدر السابق 28/475.
([38]) انظر المصدر السابق نفسه 28/474- 475.
([39]) رواه البخاري 2/216 (كتاب الزكاة) واللفظ له، 9/27 (كتاب استتابة المرتدين)، ومسلم 1/38 (كتاب الإيمان).
([40]) انظر مجموع الفتاوى 28/472.
([41]) صحيح البخاري 9/26 (كتاب استتابة المرتدين).
([42]) انظر مجموع الفتاوى 28/474.
([43]) الآية 31 من سورة الإسراء.
([44]) مجموع الفتاوى 28/476- 477.
([45]) انظر المصدر نفسه 35/158- 159.
([46]) هو الأمير جمال الدين آقوش الشريفي، والي الولاة ببعض البلدان القبلية، توفي في شوال سنة سبعمائة، وقد كانت له هيبة، وسطوة وحرمة، البداية والنهاية 14/18.
([47]) نسبة إلى موضع بالشام، كان مشتهراً بكثرة الجند، لذا كان يطلق عليه حوران الجنود. انظر لسان العرب 4/222، ومعجم البلدان (3989).
([48]) البداية والنهاية 14/13. وذكرها أيضا ابن عبدالهادي وذكر أنهم من الرافضة والنصيرية، كما ذكر طلب شيخ الإسلام من الحاكم أن يؤخذ رؤوس هؤلاء، وتقام شرائع الإسلام في تلك البلاد، ويوضع من يعلمهم من المسلمين. انظر العقود الدرية 182، 192- 193.
([49]) البداية والنهاية 14/37.
([50]) هو محمد بن علي بن أبي طالب، الهاشمي القرشي، ولد سنة إحدى وعشرين، وتوفي سنة إحدى وثمانين، وينتسب إلى أمه تميزاً له عن أخويه الحسن والحسين، وأمه خولة بنت جعفر الحنفية من سبي بني حنيفة. تهذيب الأسماء واللغات 1/88.
([51]) انظر مجموع الفتاوى 28/553- 554، 35/149، 161، منهاج السنة 4/521، 5/8، 7/221، درء التعارض 5/8. وانظر في الخلاف في هذه المسألة المغني 12/282- 283.
([52]) انظر درء تعارض العقل والنقل 5/9.
([53]) انظر مجموع الفتاوى 35/132- 133، 150، 3/29، 13/236.
يبدو أن لكل طائفة من الباطنية تأويلات باطنية تختلف عن تأويلات الأخرى، وقد يتفقون في بعضها، فهؤلاء فسروا الصلاة والصيام والحج على نحو ما ذكر شيخ الإسلام عنهم، وذكر نحوه ابن حزم في الفصل 2/272 وذكر الغزالي أن الباطنية الذين كانوا في عصره فسروا الصلاة بأنها الخمس أدلة على الأصول الأربعة وعلى الإمام، وذكر محمد بن مالك اليماني أن الباطنية الذين وجدوا في عصره، والذين دخل معهم ليقف على باطنيتهم بنفسه يفسرون الصلاة والزكاة سبعة أحرف دليل على محمد وعلي، أما في كتاب أربع رسائل إسماعيلية، فذكر أحمد بن يعقوب الطيبي – أحد دعاة الباطنية – أن الصلاة هي: (صلة الداعي إلى دار السلام بصلة الأبوة في الأديان إلى الإمام)، ويقصد به اتصال الداعي الإسماعيلي بالإمام، وأما الزكاة فهي عندهم: (إيصال الحكمة إلى المستحق)، وأما الحج فهي كما يقولون: (القصد إلى صحبة السادة الأئمة من أهل البيت) انظر فضائح الباطنية 56، كشف أسرار الباطنية 193، أربع رسائل إسماعيلية 96- 97.
([54]) انظر مجموع الفتاوى 35/133.
وبقولهم بإسقاط التكاليف انظر: فضائح الباطنية 46- 47، وأربع رسائل إسماعيلية 96، 98 ويقول شاعرهم في ذلك قبحهم الله:
خـذي الـدف يـا هـذه واضـربي وغني هزاريك ثم اطربي
تـولـى نبـي بنـي بنـي هـاشـم وهذا نبي بني يعرب
لـكـل نـبـي مـضـى شـرعـة وهذي شرائع هذا النبي
فـقد حـط عـنـا فـروض الصلاة وحط الصيام ولم يتعب
إذا الـنـاس صـلـوا فـلا تـنهض وإن صوموا فكل واشرب
ولا تـطلـب السعـي عـند الصـفا ولا زورة القبر في يثرب
ولا تمـنـع نـفـسـك المعـرسين من أقربي ومن أجنبي
فـكـيف تحـل لـهـذا الـغـريب وصرت محرمة للأب
انظر كشف الباطنية 209- 210.
([55]) انظر مجموع الفتاوى 35/133.
المعاد عند الباطنية هو الوصول إلى مرحلة تستطيع فيها قبول فيض العقل، وأن النعيم هو تنعم الأرواح بما يفيض عليها من العقل. انظر أربع رسائل إسماعيلية 53، 93- 96.
([56]) انظر مجموع الفتاوى 13/236. أما وصفهم لله بصفات ممتنع الوجود فانظر تاج العقائد 26- 28، وقد نسبوا الخلق إلى العقل الأول، فجعلوه خالق كل ما دونه انظر أربع رسائل إسماعيلية 36، 62، وجعلوا الوحي مجرد فيض يفيض على الرسل انظر تاج العقائد 47، وانظر أيضاً فضائح الباطنية 40- 41.
([57]) وذكر ذلك عنهم أيضاً الغزالي في فضائح الباطنية 11- 12.
([58]) انظر مجموع الفتاوى 13/249- 252.
([59]) انظر منهاج السنة 8/14، مجموع الفتاوى 3/29- 30.
([60]) الهيولي: لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة، وفي الاصطلاح: هي جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال محل للصورتين الجسمية والنوعية. التعريفات 257.
([61]) انظر الصفدية 1/6-7 وأصل هذه الخصائص مأخوذ عن الفلاسفة انظر تعافت الفلاسفة 272- 274.
([62]) انظر مجموع الفتاوى 4/314، ودرء التعارض 2/123.
([63]) انظر مجموع الفتاوى 5/31. وانظر قولهم في ذلك في أربع رسائل إسماعيلية 93.
([64]) انظر مجموع الفتاوى 5/32، 13/237- 238.
([65]) انظر الصفدية 1/1- 5.
([66]) هو محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، يلقب بالمكتوم، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائة، ومات نحو سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات ولم يعقب. الفرق بين الفرق 266، فرق الشيعة 89 الأعلام 6/34.
([67]) انظر منهاج السنة 2/452، وقد ذكر ذلك مصطفى غالب في الحركات الباطنية 71. وهو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد بالمدينة، سنة ثمان وعشرين ومائة، ويعده الرافضة سابع الأئمة الإثني عشر عندهم، توفي سنة 183. تاريخ بغداد 13/27.
([68]) قسم الإسماعيلية السلسلة التي تصل من خلالها التعاليم إلى خمسة أرضية وخمسة علوية، فالخمسة العلوية هي: السابق والتالي والجد والفتح والخيال، وهي القلم واللوح وإسرافيل وميكائيل وجبرائيل. على الترتيب. انظر الحركات الباطنية 118- 119.
([69]) قد توسع عبدالقاهر الجرجاني في بيان هذا الأمر. راجع الفرق بين الفرق 269- 271. وانظر أيضاً ما ذكره مصطفى غالب – أحد كتابهم – عن ذلك في الحركات الباطنية 108، 110.
([70]) يقصدون به أن جميع العلل بها تصير علة، وعلى هذا إذا وجدت العلة الغائية في جملة العلل تكون هي علة العلل. مقاصد الفلاسفة 190.
([71]) انظر منهاج السنة 8/12- 18.
([72]) وذكر البغدادي أنه كان مجوسياً من سبي الأهواز، ودعا ابنه عبدالله بن ميمون الناس إلى دين أبيه وهو الذي أظهر مذهب الباطنية. انظر الفرق بين الفرق 16، 227.
([73]) نسبة إلى الديصانية أحد فرق الثنوية، وهم أصحاب ديصان، الذين أثبتوا أصلين يصدر عنهما هذا العالم وما يحدث فيه، والأصلان هما: النور والظلام، فالنور يفعل الخير قصداً واختياراً، والظلام يفعل الشر طبعاً واضطرارا. انظر الملل والنحل 1/250.
([74]) انظر مجموع الفتاوى 35/128- 131، ومنهاج السنة 8/11- 12، 59، ودرء التعارض 5/8. وقد ذكر ذلك أيضاً ابن النديم في الفهرست 264- 266، والبغدادي في الفرق بين الفرق 266. علماً بأن محمد بن إسماعيل هذا مات ولم يولد له. انظر الفرق بين الفرق 266.
([75]) هو محمد بن إسماعيل الدرزي، أبو عبدالله، أحد أصحاب الدعوة لتأليه الحاكم بأمر الله العبيدي الفاطمي في حياة الحاكم، وإليه تنسب طائفة الدروز، وقد انقلب على الحاكم وعاداه في آخر حياته، ونشتكين قيل: إنه لقب له، وقيل: إن نشتكين رجل آخر، وليس لقباً لصاحب الترجمة، توفي سنة أربعمائة وإحدى عشرة. انظر أضواء على مسلك التوحيد (الدرزية) 141 والأعلام 6/35.
([76]) تيم الله بن ثعلبة: قبيلة من بكر وائل، من العدنانية، تنسب إلى تيم بن ثعلبة بن عكابة. معجم قبائل العرب 1/139.
([77]) انظر مجموع الفتاوى 35/161- 162، 135، الجواب الصحيح 1/18.
([78]) انظر مجموع الفتاوى 35/186، 13/177، 249، درء التعارض 5/10.
([79]) انظر منهاج السنة 3/452- 453، مجموع الفتاوى 35/137.
([80]) انظر لذلك أيضاً: مجموع الفتاوى 35/132- 141.
([81]) انظر المصدر نفسه 35/136. وقد مر تحقيق الأمور السابقة كلها في المبحث الأول من الفصل.
([82]) انظر: منهاج السنة 5/8- 9، 7/221، مجموع الفتاوى 35/128، درء تعارض العقل والنقل 5/8.
([83]) انظر منهاج السنة 2/452-453. راجع فصل التفريق بين الحكم المطلق والحكم على المعين.