“حزب الله” يتحضر لإرسال 30 ألف مقاتل إلى العراق!! ..
كشفت مصادر سياسية لبنانية لصحيفة "دايلي ستار" أنّ إمساك مسلّحين من "الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش" بمفتاح مدن سنية في العراق، والذي رافقه إنهيار سريع للجيش العراقي، الأسبوع الماضي، دفع "حزب الله" إلى إنشاء غرفة عمليات عسكرية من أجل مواجهة التطوّرات المأساوية السريعة في العراق.
وبما أنّ لبنان ليس بمنأى عمّا يحدث في المنطقة، تتابع الصحيفة "فقد اعتُبرت المكاسب العسكرية لداعش في العراق كأنّها زلزال وضع المنطقة المضطربة في استرتيجية جديدة"، وأبلغت مصادر الصحيفة أنّ "حزب الله أنشأ غرفة عسكرية بعد تلقّيه معلومات خطيرة حول تحالف سني واسع يسيطر الآن على المحافظات العراقية ديالى، صلاح الدين ومعظم كركوك".
وأفادت مصادر رفيعة المستوى للصحيفة أنّ التحالف السني، المؤلّف من "جيش إسلامي عراقي" بزعامة عزة ابراهيم الدوري، نائب الرئيس السابق صدام حسين ورابطة العلماء المسلمين، إضافةً الى تشكيلات من "داعش"، يُحاول مواصلة المداهمات العسكرية تجاه العاصمة بغداد.
وكشفت المصادر في التقرير الذي أعدّه الصحافي مصباح العلي أنّ الجهود جارية من أجل إحياء "مجلس شورى المجاهدين في العراق" والذي يضم رابطة العلماء المسلمين وتنظيم "القاعدة" في العراق، إلى جانب الجيش الإسلامي العراقي الذي يضمّ ما تبقى من ضباط صدام حسين، بمواجهة رئيس الحكومة نوري المالكي وكتل شيعية أخرى.
وكما هو معروف، فـ"حزب الله" يتمتع بالسرية في عمله، وهو يقوم الآن بدراسة وتقويم الوضع العسكري في العراق قبل اتخاذ أي قرارات. وكشفت مصادر للصحيفة أنّ الجهاز الأمني في الحزب وقيادته التي تشرف على الوضع في سوريا يعملون في غرف سرية، كما فعلوا خلال عدوان تموز 2006.
وفي الوقت الذي رفض فيه السياسيون والحقوقيون والإعلام الرسمي في الحزب التعليق على التطورات العسكرية الجارية في العراق والتزموا الصمت حيال الوضع، ذكرت تقارير أنّ الحزب حشد حوالى 30 ألف مقاتل على إستعداد تام لأي تحرّك عسكري.
وذكرت الصحيفة أنّ المكاسب السياسية لـ"داعش" كسرت حلقة في سلسلة بظلّ شكوك حول التفاهم الإيراني الأميركي الذي يضمن موطئ قدم لإيران في الشرق الأوسط، لافتةً إلى أنّ الأحداث المأساوية في العراق أتت بعدما شعر "حزب الله" بالإرتياح لفوز المالكي في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة وإعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد لولاية ثالثة.
ومن يجاري تفكير الحزب يفهم أنّ مخاوفه وقلقه إزاء الأحداث في العراق، ليست مرتبطة فقط بالوضع الأمني الخارج عن نطاق السيطرة بقدر ما أن الوضع يقترب من الخطوط الحمراء التي يعتبرها الحزب تهديدًا وجوديًا. وتتابع الصحيفة: "حزب الله قلق إزاء إحياء داعش أو المؤسسات التكفيرية والتي لبنان ليس آمنًا عنها. وحزب الله دفع ثمنًا باهظًا من أجل إلحاق الهزيمة بالقاعدة في سوريا. ولكن هذه الجماعات ستحاول الرد على التدخل العسكري للحزب في سوريا من خلال طرقها الخاصة، من دون إستبعاد عودة شبح التفجيرات الإنتحارية الى المناطق التي يتمتع فيها الحزب بتأييد واسع النطاق".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ التقدم العسكري لـ"داعش" أثار المخاوف من إندلاع صراع سني - شيعي في العراق. والجميع يعلم أنّ "حزب الله" قدّم تنازلات على المستوى المحلّي لتفادي هذا الصراع في لبنان. ولفتت إلى أنّ أهم التداعيات للأحداث في العراق على الحزب هي خلط الأحداث العسكرية بين سوريا والعراق، خصوصًا بعد سيطرة "داعش" وحلفائه على مناطق واسعة تحتوي على موارد طبيعية وثروة نفطية، كما أنّ النفط يمكن أن يساعد "داعش" على أن تصبح أهدافه سهلة المنال.
وذكرت الصحيفة أنّ الأحداث في العراق تأتي في ظلّ تكهنات تشير إلى إنهيار مفاجئ للتفاهم الأميركي - الإيراني في العراق. ويعود السبب، بحسب الصحيفة إلى سياسة نوري المالكي الطائفية التي أثارت استياء السنّة وإعلان إنتفاضة في وقت لاحق، مضيفةً أنّ سببًا إقليميًا آخر لإنهيار التفاهم يستند الى افتراض قيام التحالف السني في العالم العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بمواجهة التحالف الشيعي الذي تقوده إيران.
من جهته، إعتبر ديبلوماسي أجنبي متابع للوضعين اللبناني السوري، أنّ كلّ هذه الإفتراضات خاطئة وليست مستندة الى تحليلات منطقية وعلمية. ويضيف إنّ جماعات "القاعدة" المسيطرة الآن على عدد من محافظات في العراق كان لديها عداء تاريخي وعقائدي مع السعودية ويمكن أن تسعى الى ضرب مصالح السعودية لدى استطاعتها. وبحسب الديبلوماسي، الذي رفض الكشف عن إسمه، فإنّ الولاية الثالثة للأسد أصبحت مسألة أمر واقع ويمكن أن تشهد تغييرات كبيرة، في ظلّ تكهنات أنّ تأثير رئيس الأمن الوطني السوري اللواء علي المملوك يتصاعد في سوريا، وإمكانية تسميته رئيسًا للوزارء لم تسحب من التداول بعد. وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده أنّ تدهور الوضع في العراق إلى جانب الحرب الدائرة في سوريا من شأنه أن يزيد من التنسيق الأميركي الإيراني في الشرق الأوسط.
وتحدّث الديبلوماسي عن تطوّر يتعلّق بالإنتخابات الرئاسية اللبنانية، مشيرًا الى أنّه لم يصل إلى مرحلة تسمية الرئيس المقبل، بقدر الإتفاق على ملء الشغور الرئاسي، وسط مخاوف من إندلاع حريق كبير في منطقة الشرق الأوسط.
المصدر: Dailystar
الترجمة عن موقع لبنان 24