مصادر مصرية وإيرانية تعترف بصعوبات تعترض تطوير العلاقات بين البلدين
على الرغم من ارتفاع وتيرة اللقاءات التي يعقدها وزيرا الخارجية المصري والإيراني بصورة دورية والرسائل المتبادلة بينهما لتبادل وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية بالإضافة إلى التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية, فإنّه ما زال من المبكر كما تقول مصادر ديبلوماسية مصرية وإيرانية متطابقة ل "الشرق الأوسط" الحديث عن احتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين القاهرة وطهران منذ عام 1979 وبدا من حديث المصادر أمس أن المسؤولين المصريين والإيرانيين متفقون على أهمية عودة العلاقات إلى طبيعتها التي كانت عليها قبل نحو ربع قرن بين الطرفين, غير أنّهم في المقابل اعترفوا بوجود صعوبات عديدة تعترض تطوير الجانب الديبلوماسي من العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين مصر وإيران.
وقال مسؤول مصري إن بلاده تتطلع إلى مرحلة جديدة في علاقاتها الإقليمية مع إيران, معتبراً أن طهران لاعب أساسي في العديد من الأوراق الإقليمية لا يجب تجاهله, كما أن هناك مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة معها, وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه أن القاهرة حريصة على التشاور مع إيران والتعرف على مواقفها حيال الوضع الراهن في العراق وعلاقتها بمختلف الأطراف العراقية بالإضافة إلى بحث مستقبل هذا البلد المجاور لإيران والذي يدخل في إطار المصالح الحيوية المصرية, وأوضح أن هناك شبه اتفاق بين القاهرة وطهران على ضرورة تسليم السلطة للشعب العراقي ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية والبريطانية من العراق, مشيراً إلى أنّ الطرفين أكدا حرصهما على استقرار العراق وسلامته الإقليمية.
ونقل السفير شوقي إسماعيل رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران أول من أمس رسالة خطية من أحمد ماهر وزير الخارجية المصري إلى نظيره الإيراني كمال خرازي تتعلق بالعلاقات الثنائية والعراق.
ويرى خسرو شاهي رئيس شعبة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة ل "الشرق الأوسط" أن التشاور المستمر بين القاهرة وطهران أمر طبيعي في ضوء التطورات الإقليمية المتلاحقة والحرص المشترك على تبادل وجهات النظر بين الجانبين في مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
القاهرة: خالد محمود
الشرق الأوسط 1/11/2003