شاهد عيان على جرائم أمريكا في العراق.. الشيخ عباس العبيدي ..
صمت السيستاني علي عمليات الإبادة الجماعية في العراق بدا وكأنه مباركة لها
أجرت الحوار:سناء السعيد
ما الذي يمكن أن يحدث الآن في العراق؟ ما الذي يتم نسجه من قبل الاحتلال الذي بدا وكأنه يتغذي علي الطائفية ويؤلب العراقيين بعضهم ضد بعض ويثير الحساسيات الإثنية في المجتمع الواحد؟ هناك مخاوف من أن تندلع حرب أهلية في العراق بعد الانتخابات المزمعة في الثلاثين من يناير القادم. ورغم ذلك تصر أمريكا علي عقدها وتدعمها حكومة علاوي والسبب أن الانتخابات ستكون فرصة لإسكات الانتقاد الدولي لما يحدث في العراق، كما أنها تضفي الشرعية علي الخيارات الأمريكية في العراق من قتل وسحل واعتقال وتعذيب وإبادة بشرية، فالمطلوب اليوم ألا يقف أحد حجر عثرة أمام ما يحدث في العراق علي يد الاحتلال وحكومة علاوي العميلة.
حول الانتخابات والوضع في العراق يتحدث إلي 'الأسبوع' عباس العبيدي عضو مجلس شيوخ العراق.
مع إصرار أمريكا علي إجراء الانتخابات ودعم حكومة علاوي لها في ذلك ودعم المرجعية الشيعية العليا ممثلة في آية الله علي السيستاني الذي أصدر الفتاوي التي تحذر من مقاطعتها كيف تري الصورة؟
كنا نأمل من المرجعية الشيعية المتمثلة في السيد علي السيستاني أن يكون له موقف جدي وحدي تجاه الاعمال التي تقوم بها أمريكا في الفلوجة وغيرها من المدن العراقية مثل الرمادي وسامراء وهيت والموصل.. إلا أنه التزم الصمت في حين رأيناه يحشد الدعم من أجل المشاركة في الانتخابات. بل ويصدر فتوي شرعية تنص علي وجوب خوض الانتخابات. بالنسبة لي أري ضرورة أن يكون التركيز الآن علي المقاومة وعملياتها ضد الحكومة المؤقتة وقوات الاحتلال. كنا نأمل في أن يكون للسيد السيستاني موقف حازم وتاريخي بدلا من التزامه الصمت وكأنه يبارك بشكل غير مباشر عمليات الإبادة الجماعية التي تنفذها أمريكا في الفلوجة المدينة المحاصرة حتي الآن؟ من قبل قوات الاحتلال وآلته العسكرية. كنا نتوقع من السيد السيستاني أن يعلن علي الملأ مقاطعته للانتخابات وأنه لن يسمح لأحد بأن يتوجه للانتخابات إذا لم تتوقف عمليات القتل والتدمير في الفلوجة وغيرها.
علي العكس الرجل يتبني وجهة النظر الأمريكية وبدا متحمسا أكثر من أمريكا في إصراره علي إجراء الانتخابات بدليل الفتوي التي أصدرها وحذر كل من لا يشارك فيها بأن يكون مصيره جهنم؟؟!!
موضوع الانتخابات يعتبر لعبة جديدة تضاف إلي سلسلة الألاعيب التي قامت وتقوم بها أمريكا حتي الآن.
هل تعتقد أن أمريكا تريد تكرار نموذج افغانستان من حيث إجراء الانتخابات وتنصيب كرزاي جديد في العراق؟
بالضبط ..خاصة بعد أن استطاعت تمرير ما أرادت في افغانستان والتمويه علي العالم وخداعه.. لقد استمرأت لعبة استهداف دولة أخري بغير وجه حق واجتياحها وترتيب الأوضاع فيها بشكل يخدم أهداف أمريكا علي المدي البعيد.
ومن ثم تحاول تنفيذ نفس السيناريو في العراق ولكن يغيب عنها أن ما طبق في افغانستان لايمكن تطبيقه في العراق، فهناك فرق كبير بين الدولتين. لقد رأينا كيف أن العراقيين كانوا حذرين واذكياء وأبطالا عندما استطاعوا تعرية الحقيقة وكشف اللعبة وإسقاط الهالة الأمريكية بفضل مقاومتهم، وسترين أنها ستهوي قريبا.
أوساط تتحدث عن مؤامرة تخطط لها حكومة علاوي من أجل أن تكون الانتخابات في الأساس من أجل الشيعة ولكي يكون السنة خارج الملعب لاسيما وقد هددوا بمقاطعتها. ما هو السيناريو الذي تتخيله؟
للإنصاف أقول إن المقومات التي يمكن أن تسمح بعقد الانتخابات غير موجودة فلا يمكن اجراء الانتخابات والدبابة الأمريكية علي الأرض العراقية والسلاح مشرع ضد العراقيين وكتيبة الاعدام الأمريكية تجز الرقاب. ولا يمكن أن تجري انتخابات بمعية حكومة عميلة من رأسها حتي اخمص قدمها ولن استثني منها أحدا أبدا بدءا برئيس الوزراء والوزراء وانتهاء بكل من وضع يده معها وكل من كان له باع فيها لأنه لم يصل إلي هذا الباع إلا بعد أن اعلن الخضوع والخنوع لكل الاجراءات الامريكية والبريطانية. لهذا رأينا القوي الوطنية في الداخل التي تستحق أن يكون لها دور قد استبعدت.. ويكفي أن الحكومة ومن والاها لاتزيد نسبتهم علي 10 % وهؤلاء يمثلون الخارج ممن جاءوا علي الدبابة الأمريكية.
وماذا عن السيادة التي منحت لعلاوي في الثامن والعشرين من يونيو الماضي؟
سيادة صورية مبتورة، فهو في الاساس يخدم أهواء أمريكا التي تدعمه. غريب أن يتحكم في العراق هؤلاء ممن كانوا يرضعون من الثدي الأمريكي والثدي البريطاني.. ممن تسكعوا هنا وهناك وعملوا في مجال المخابرات الامريكية والبريطانية والموساد.. ممن جمعوا الأموال مقابل بيعهم لشرفهم ووطنهم. الآن يأتون لعلاج القضايا العراقية وأقول كيف وهم بعيدون أصلا عن العراق وعن الوطن والمواطنة؟
لماذا التشبث بالانتخابات والاصرار علي عقدها الشهر القادم.. تري هل يريدون الحفاظ علي علاوي ليكون كرزاي العراق في المرحلة القادمة؟
الحرج الذي تمر به أمريكا أمام الرأي العام لديها وأمام العالم يدفعها رغما عنها أن تجري الانتخابات كي يظهر علي الأقل أنها نفذت شيئا مما وعدت به، خاصة أنها لم تستطع أن تفي بما وعدت به من نشر للديمقراطية والحرية وبناء دولة جديدة واعدة، ومن ثم تصبح الانتخابات واجهة يؤكدون بواسطتها أن الوضع في العراق مستقر وأن الأمور تسير في مساراتها الطبيعية.
كيف يمكن هذا وما يحدث علي أرض الواقع هو النقيض، فلقد رأينا الصورة مليئة بالبثور .. رأينا أمريكا وقد مارست الإبادة الجماعية ودمرت البني التحتية وانتهكت المقدسات وداست علي الحرمات وعذبت وقهرت وأذلت ومثلت بالجثث، بل إنها قامت باغتيال واعتقال عدد من انصار هيئة علماء المسلمين؟
للأسف هذا هو الواقع الأليم الذي يسود اليوم في العراق، فما يريده المحتل هو الذي ينفذ، وما يخطط له هو الذي يفرض علي الجميع فالهدف تحقيق مصالحه ومصالح اسرائيل. وكل من جاء إلي العراق علي الدبابة الأمريكية من رجالات الحكومة واحزابها جاء بعد أن وقع وتعهد بأن يخدم موضوع المصالح الأمريكية البريطانية في العراق والشرق الأوسط وموضوع أمن إسرائيل وهم يعملون وفق سيناريوهات مختلفة.
ولكن ما الذي يمكن أن يحدث إذا أجريت الانتخابات بالفعل في الثلاثين من الشهر القادم وتحقق لأمريكا وعلاوي والسيستاني المراد؟
سيبقي الوضع الأمني متدهورا وستزداد الأمور تعقيدا. سيظل علاوي خائنا يعمل لخدمة سيده الأمريكي. ولن يستقيم الوضع في العراق إلا إذا أقيمت حكومة وطنية عراقية يرضي عنها الشعب ويقتنع بها. عندئذ سيمنحها الثقة ويفوضها رعاية مصلحة العراق ومستقبله وإعادته إلي الحظيرة الدولية بعد إعادة هويته كبلد محرر. خلافا لهذا فإن كل ما يجري الآن ليس إلا معالجة خائبة من قبل الاحتلال وأعوانه لن تؤتي ثمارها ولن يصح في النهاية إلا الصحيح.
مع التطورات الحادثة هل تعتقد أن الانتخابات قد تعقد أم سيتم تأجيلها؟
توقعاتي أن يتم تأجيلها ولكني أقول سواء تأجلت أو لم تؤجل فستظل انتخابات غير شرعية.
في المقابل هل ستظل المقاومة مستمرة لاسيما مع استمرار المداهمات التي تقوم بها فرق الموت الأمريكية ضد العراقيين؟
لا يخشي علي العراق أبو الأمجاد والتاريخ والحضارات.. لن يخبو أو يفتر أو يهمش أو يضعف .. صحيح الدبابة الأمريكية قوية والتكنولوجيا حديثة ولكن كلها تطوف علي سفينة اسمها الباطل. اما المقاتلون العراقيون فيقاتلون عبر سفينة النجاة واسمها الحق.. والله مع الحق، ويد الله فوق أيدي الكفرة وأعداء الدين. العراق به رجال خيرون منهم من شارك في مقاومة الاحتلال ومنهم من ينتظر دوره ولن يسكت العراق الشريف علي هذا الضيم.
ذكر الأبطال يستدعي الفلوجة المدينة التي تركت بمفردها تجابه أقوي دولة في العالم والتي تقف اليوم شاهد عيان علي الإبادة الجماعية التي مارستها أمريكا عبر التنكيل بالجرحي والتمثيل بالجثث ولقد كنت في الفلوجة.. فما هي انطباعاتك؟
رأيت الفلوجة قبل أن تجتاحها كتائب الإعدام الأمريكية.. صبت عليها النيران، قصفت بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا. ولكن العراقيين أبطال يؤمنون بالله وبالشرف وبالوطن ويضحون بأرواحهم فداء لهذا الوطن.
هل يمكن أن يقع التقسيم وقد بدت معالمه تظهر إلي حيز الوجود مع الاستفزاز المتعمد للسنة في العراق من أجل أن تكون الانتخابات مكرسة للشيعة ولكي يكون السنة خارج الحلبة؟
إن شاء الله هذا لن يحدث لأن العراقيين واعون جدا لما يحاك لهم ولما ينصب من فخاخ ضدهم.
رغم موقف الشيعة ويمثلهم السيستاني الذي كان صمته علي ما يحدث من إبادة للعراقيين السنة بمثابة الفتوي علي مشروعيتها؟
بغض النظر عن موقف الشيعة، فنحن نعمل وفق ما أوصي به الرسول عليه السلام في قوله 'أوجد الحجة لأخيك' حتي لا نفسح الطريق لأي ثغرة أو فقاعة لإفساد العلاقة بين العراقي وأخيه. بالنسبة لنا سنة وشيعة وأكرادا وعربا وتركمانا نعيش تحت راية العراق ونرفض أية تسميات أخري، وسنظل نسعي إلي أن نعيش عراقيين أحرارا تحت راية العراق الواحد الموحد.رغم ما تزرعه أمريكا من حساسيات في محاولة لبث روح الفرقة والتقسيم بين الطوائف والإثنيات؟
مريكا تحاول تكريس هذا الوضع وتؤلب العراقيين بعضهم ضد بعض.. تطلق علي من استمالتهم قوات متحالفة وتطلق علي المقاومة إرهابا.. ولكن رغم ذلك سيظل العراق واحدا ولن يقسم أو يجزأ وسيخيب فألها.
علاوي يتبع أمريكا في كل شيء.. ولهذا عندما تحدث عن نزع سلاح الميليشيات استثني البشمرجة من أجل الأكراد الذين ظفروا برضا أمريكا، وعندما أعلن حالة الطوارئ في السابع من الشهر الماضي عشية مداهمة الفلوجة استثني مناطق الأكراد.. وظهرت مواقفه منحازة إلي الشيعة أما السنة فناصبهم العداء؟
علاوي موظف بسيط وضعيف وضعفه ناجم عن أنه باع نفسه ووطنه.. ولم يعد أمامه إلا شعرة بسيطة وينتهي فهو مهزوز مهزوم مع نفسه قبل أن يكون مهزوما مع الآخرين. ينفذ ما يملي عليه سيده الأمريكي.. يبقي موضوع الجنوب، وأنا هنا لا أقول الشيعة لأنني لا أحب أن أصنف العراقيين إلي سنة واكراد وشيعة. ذلك أن العراقيين ستبقي فيهم النخوة الدينية والعشائرية والمواطنة ولكن بدرجات متفاوتة. لقد عاني جنوب العراق الكثير في زمن صدام وظلموا في مسائل كثيرة ونتيجة لهذا الظلم يسود نوع من الفتور في هذه المنطقة ولكنه فتور مؤقت. ورغم ذلك سيظل العراق عراق الجنوب والشمال والوسط وسيلتقي الخيرون. وكل من في الجنوب هم رجال العراق وامجاده ولكنهم ينتظرون الصحوة .. فقط يعطون لأنفسهم مهلة لرؤية النتائج. ولكن في النهاية ستلتف السواعد العراقية من شمال العراق إلي جنوبه من الوطنيين الأحرار الذين سيزحفون ضد كل من باع الوطن والشرف والضمير. وإن شاء الله ستنتصر إرادة العراقيين بتحالف جميع الأطياف.
هناك من يتخوف من أن السنة إذا قاطعت الانتخابات ستصبح خارج الحلبة وهو ما تريده حكومة علاوي التي ضيقت الخناق علي السنة وداهمتهم في كل مكان ودفعت بحرب شعوبية ضدهم؟
كل ما بني علي باطل فهو باطل. وسواء شاركت السنة في الانتخابات أو لم تشارك فإن الوضع لن يتغير، لأن العراق مقدم علي ثورة مقبلة وعندها لن يصح إلا الصحيح.
تحاول إيران أن تلعب دورا في العراق وتظهر حريصة علي إرساء الأمن والاستقرار فيه ولا أدل علي ذلك من استضافتها مؤتمر وزراء داخلية دول الجوار العراقي الذي اختتم في الأول من الشهر الحالي.
إيران لها دور سيئ في العراق وتتدخل في شئونه، والكويت تفعل المثل، وإسرائيل تلعب دورا كبيرا في تخريب البنية التحتية وتحاول القضاء علي المقاومة وتشويهها، فيسمونها إرهابا أو يطلقون عليها اسم الزرقاوي الوهم الذي اختلقوه، ولكن أقول شيئا واحدا وهو أن كل ما تقوم به المقاومة العراقية هو العمل الصحيح النظيف الذي تقتل من خلاله الجندي الأمريكي وتدمر آلياته ومواقع قواته، وكل ما يجري خلافا لذلك من قصف للمستشفيات والمدارس ومراكز الشرطة وقتل للمدنيين العراقيين لا يد لها فيه لأنه من عمل جهات أخري محسوبة علي أمريكا وإسرائيل بما في ذلك الكويت وإيران والدول التي تتوقع أن تكون الضحية القادمة لأمريكا فتفعل ما تفعله لكي تبعد شبح الحرب عن أراضيها.
أي أن ما يجري في العراق أشبه ما يكون بتصفية الحسابات؟
نعم .. تحول إلي ساحة صراع، فكل من له عداء مع أمريكا يساهم فيها، والحادث تتحمله أمريكا التي دمرت وهدمت جيش العراق وهددت حدوده حتي بات مرتعا لكل من يسرح ويمرح.
وزير ما سمي بالأمن القومي في الحكومة العراقية المؤقتة خرج مؤخرا ليتحدث عن العثور علي مختبر كيميائي ولكن سارع هانز بليكس رئيس لجنة الانموفيك ونفي أن يكون لهذا أي أهمية أو جدوي؟
أقول ردا علي هذا الوزير وأمثاله إن لم تستح فاصنع ما شئت، فهؤلاء لا يستحقون حتي مجرد التعقيب علي ما يسوقونه من أكاذيب وتضليل، إن تعليمات دوائرهم تطالبهم بذلك كي يقنعوا الرأي العام العالمي بأن أمريكا علي حق، وبالتالي تمنح الشرعية لضرب المدن العراقية.
بماذا يمكننا وصف علاوي الذي دفع أمريكا لضرب الفلوجة ومدن عراقية أخري في حرب شعوبية ضد التيار السني وفي محاولة متعمدة لاستئصاله؟
هذا العلاوي ومن علي شاكلته لا يحملون صفة الوطنية ولا ينتمون إلي العراق، فالعراق منهم براء، وتأتي أمريكا لتقول إن علاوي قد أذن بالحرب علي الفلوجة وأقول: ما الذي بيده حتي يستطيع فعل ذلك؟! ألم يكفه أنه لبس ثوب العمالة وجاء بالدمار والخراب للعراق؟ واليوم يأتي ويحمل نفسه مسئولية دفع القوات الأجنبية لقتل مواطنيه، إن هذه لعنة من الباري عز وجل 'ويمدهم في طغيانهم يعمهون' .. إنها جرائم يرتكبها لتحل عليه لعنة الله والتاريخ والشعب.
لن ينسي التاريخ أنه هو الذي رسٌîخ أقدام الاحتلال في العراق عندما بعث برسالة إلي مجلس الأمن خلال مناقشة مشروع القرار 1546 في أوائل يونيو الماضي ليؤكد حاجة العراق إلي بقاء الاحتلال للسيطرة علي الوضع الأمني؟
هذا رجل لا يستحي، والعالم كله يفهم اللعبة، يفهم أن علاوي وأمثاله باعوا أنفسهم ووطنهم وعوائلهم وكل شيء مقابل العمالة .. لقد أفشل علاوي المفاوضات عمدا ولجأ إلي الحسم العسكري، ولو أنه كان وطنيا وعراقيا لسار علي أقدامه ودخل الفلوجة ودعا أبناءها للجلوس والحوار معه لمعرفة ما يريدون، ولكن علاوي ركبه الجبن، ورغم أنه جاء إلي العراق ويعيش فيه اليوم إلا أنه مازال يشعر بعدم الأمان وسط العراقيين، وبالتالي يستمد حمايته من الأمريكيين، ويكفي أنه يعيش هو وأمثاله تحت رحمة البندقية الأمريكية، وأتحدي أن يأتي علاوي بعائلته كي تسكن في العراق، إنه مطارد وخائف وجبان وأقول إن يوم الحساب قادم بإذن الله.
رأينا الساحة العربية والإسلامية خواء لم يصدر عنها أي ردود فعل حيال فرق الموت الأمريكية وعمليات الإبادة الجماعية ضد المدن العراقية؟!!
بالنسبة لنا نعزل الشعوب عن الحكومات، فالشعب العربي في أنفسنا وفي ضمائرنا ووجداننا ومشاعر الشعوب لها لدينا معاني كبيرة ودلالات توحي بالكثير، أما الحكومات فالأمر يختلف معها .. لقد شعرنا بالأسف والأسي علي خضوع وخنوع الحكومات العربية والإسلامية حيال ما قامت به أمريكا في المدن العراقية، رغم أن هذا العراق البطل هو الذي يقاتل حتي الآن نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية، لقد كان موقف الحكومات جبانا ولم نكن نتوقعه أبدا ولم نكن نتصور أن تكون الحكومات علي هذه الشاكلة والشعوب تختلف عن حكامها، لذا نحن وإياهم دم واحد ويد واحدة وقوة واحدة ولن يمنعنا خنوع الحكومات من التواصل مع الشعوب وأيا كان يظل الحكام مجرد موظفين والتغيير قادم، أحزننا أنه لم تستطع دولة عربية أن تقوم بمجرد الاستنكار لعمليات القتل الأمريكية في العراق، امتنع العرب حتي عن الشجب والإدانة والاستنكار .. غيبوا أنفسهم عمدا عما يحدث.
ماذا عن مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في 23 من الشهر الماضي والذي ظهر وكأنه مؤتمر مشبوه عقد ليكون مخرجا لأمريكا من مأزقها في العراق ومخرجا لعلاوي ويفتح المجال لإجراء الانتخابات؟
المؤتمر لم يكن إلا حلقة من بين الحلقات الأخري التي خططت لها أمريكا، فما الذي قدٌîمه؟ وما الذي أخره؟ وما الذي فعله؟ المؤتمر عقد بناء علي دعوة أمريكية أعلنها إياد علاوي وصارت مجرد جعجعة سياسية وانتهي الأمر.
جعجعة بلا طحن، فكل مشارك ألقي كلمته ورفعت الجلسة لتناول الغداء وانفض السامر، لم يعودوا لمناقشة بنود البيان الذي صيغ ووضع وأقر قبل عقد المؤتمر بستة أسابيع!
انتهي المؤتمر للأسف الذي عقد خصيصا من أجل عقد الانتخابات العراقية، كان غريبا أن يقبل الوزراء الذين حضروا المؤتمر هذا الوضع المزري، إذ كيف يأتي من دولته لحضور مؤتمر لمجرد أن يلقي كلمة وينتهي الأمر بخروجه من الجلسة المغلقة؟ ولا أدري علام سïميت بجلسة مغلقة رغم أنه لم يتم تداول أي موضوعات فيها. ولو أن هناك كرامة لتعيٌîن علي هؤلاء عدم الذهاب أصلا إلي هذا المؤتمر المشبوه.
عود إلي مؤتمر وزراء داخلية دول الجوار الذي استضافته إيران وقيل إنه كان من أجل عودة الاستقرار إلي أرض العراق؟
عودة الاستقرار إلي العراق لن تكون إلا عندما يحكم العراق نفسه بنفسه، المؤتمر المذكور لم يفعل شيئا .. اجتمعت نفس الحكومات التي تصوغ القرارات التي تتواءم وأمريكا ولهذا لم يقتربوا من وضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال، ثم منذ متي تسعي إيران لخدمة العراق وهي تؤلب فئات في الداخل ضده؟ وهل يمكن أن نتصور أن إيران تجتمع وتحشد المؤتمرين وتعمل من أجل العراق وهي التي كانت في كل لحظة تنفث الحقد علي العراق، أنا وأنت نعرف ما قيل عن بلاد فارس من قبل الأنبياء والصحابة، ولا يمكن بين ليلة وضحاها أن تنتابها صحوة ضمير تنظم من أجلها مؤتمرا من أجل العراق تجمع فيه وزراء داخلية الجوار كي تساعد في عملية استقرار الأمن في العراق وهي المرشحة غدا لضربة أمريكية، إنني علي يقين من أن إيران خطت هذه الخطوة وعينها علي أمريكا.
وكأنك تقول إنها تستخدم كورقة مساومة اليوم من قبل أمريكا في العراق؟
نعم .. هناك من يظهر حسن النوايا وهناك من يقدم برنامجا جديدا من أجل العمالة باسم العراق وغير العراق .. وهناك من ينتمي إلي منظمات كالموساد وغيرها باسم العراق والحلقات كثيرة والمسلسلات متتابعة وإيران ليست منزهة عن ذلك كله.