هل اختطف "حزب الله" الجنود المصريين؟! ..
لم يلتفت أحد إلى خبر عاجل نشرته وكالة "واع" العراقية، ونقلته عنها بعض المواقع الإلكترونية يوم 13 مايو الجاري، بأن السلطات المصرية ضبطت خلية لـ"حزب الله" الشيعي في سيناءالوكالة.. نشرت معلومات دقيقة من حيث العدد "15" عضوا وجنسيتهم (6 لبنانيين، و3 سوريين"..
والخبر تحدث أيضا عن الأسلحة المضبوطة مع الخلية : أسلحة أتوماتيكية وقذائف آر بي جيه، وقذائف هاون عيار 107 الدولية، بجانب صواريخ غراد الروسية وعدد من سيارات رباعية الدفع مزودة بمنصات إطلاق الصواريخ.
تقول الوكالة العراقية.. إن التحقيقات الأولية أظهرت أن السوريين الثلاثة قد دخلوا مصر قبل عام بصفتهم لاجئين سوريين، واعترفوا بعلاقتهم بالمخابرات السورية التابعة لـ"بشار"، وأنهم قد وُكل إليهم بدء فتح جبهة عسكرية ضد إسرائيل على حدود سيناء، وذلك بمساعدة لبناني من حزب الله يطلق عليه "أبو جعفر"، وهو أحد أفراد الخلية التي تم توقيفها.
وكشفت التحقيقات ـ بحسب الوكالة أيضا ـ إن هذه الإجراءات قد اتخذت لإحراج الموقف المصري خاصة بعد انتقاد حكومة مرسي لعمليات القتل التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه.المدهش أن ضبط الخلية، جاء بالتزامن مع عملية اختطاف الجنود المصريين السبعة، فيما لم يصدر بيان رسمي ـ حتى الآن ـ من الجانب المصري لا بالتأكيد ولا بالنفي!!
عام 2009 كشفت السلطات المصرية أيضاً عن تغلغل "حزب الله" لسيناء وألقت القبض على عدد من مقاتليه وفي عام 2010 صدرت ضدهم أحكام بالسجن لمدة تصل إلى خمس عشرة سنة.
غير أن معظم هؤلاء المقاتلين قد تمكنوا من الهرب من سجونهم أثناء الثورة المصرية حيث استقبل قائد الخلية الشيعي اللبناني "سامي شهاب" استقبال الأبطال من قبل حسن نصر الله وذلك لدى عودته إلى بيروت في فبراير 2011.
في 16 يناير عام 2011، أي قبل الثورة بأيام، اعترف محمد الدريني، أحد أبرز قادة الشيعة المصريين، في حوار له مع موقع "اليوم السابع"، بان الكثير من أهل سيناء يعتنقون المذهب الشيعي، وكشف عن اجتماع تنظيمي سنوي في شهر سبتمبر من كل عام للشيعة، تحت مسمى الاحتفال بالإمام على بن أبي طالب.
تعمدت سرد هذه المقدمة الطويلة، لأن تركيز الإعلام المصري "المعارض" على وجه التحديد، على "السلفية الجهادية" ربما يكون ممارسة مضللة.. وربما يساعد أيضا جماعة الإخوان المسلمين على لفت الأنظار بعيدا عن حلفائها بالمنطقة: إيران وحزب الله وسوريا، وإلصاق جريمة اختطاف الجنود السبعة، بخصومها العقائديين من السلفيين والجهاديين وما شابه.
لم يدرج تنظيم "حزب الله" اللبناني، وهو يمتلك فصائل مسلحة له بسيناء، على لائحة الجهات المشتبه بها، سواء في الخطاب السياسي الرسمي أو الإعلامي المدني المعارض.. وهي ممارسة تستند إلى قدر كبير من "الانتهازية السياسية" للخدمة على الأجندات الحزبية الضيقة على حساب الحقائق على الأرض وعلى حساب الأمن القومي المصري الذي بات مستباحا حتى من المليشيات الشيعية اللبنانية والإيرانية المسلحة.
محمود سلطان
محيط.