الطيب: الأزهر قادر أن يتصدى لكل المحاولات البائسة للمد الشيعي ..
كتب- أحمد حجي:
استقبل الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، علي فضل الله، رئيس مؤسسة المبرات الخيرية ببيروت و نجل المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله.
وانحصر اللقاء في طرح الإشكالات التي تعوق مسيرة التفاهم بين السنة والشيعة، وأوضح خلاله الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف باعتباره القلعة الحصينة لأهل السنة، والمحافظ على ثوابت الأمة من التحريف والتغيير، فإنه لا يكلّ ولا يملّ من تذكير ودعوة المسلمين في كل العالم الإسلامي إلى التمسك بصحيح الاعتقاد في القول والعمل، والمأثور عن أئمة أهل السنة والجماعة على مر العصور والأجيال.
وأضاف الطيب قائلًا: ''نحن الآن أحوج ما نكون إلى إشاعة ثقافة التسامح، ومكافحة ثقافة الحقد والطعن وسبّ خيار هذه الأمة، وقد آلمني وأحزنني كثيرًا ما نراه في بعض الفضائيات الشيعية المشبوهة التي أُنشئَت من أجل بث الفرقة والنزاع، وإيجاد حالة من البلبلة الفكرية لدى جماهير الأمة، مما يزيد من حالة البلبلة إيغالًا وضراوة، والأزهر قادر بإذن الله أن يتصدى لكل هذه المحاولات البائسة، بنشر الوعي الإسلامي الصحيح، الذي يحفظ للأمة الثقة بعقائدها المبرأة من الحقد والحيف والشطط.''
وأكد الإمام الأكبر على أنه لا يمل من تكرار مطالب الأزهر التي هي مطالب أهل السنة، ويرجو من علي فضل الله أن يبلغها إلى المراجع والدينية في العراق وإيران، والتي تتلخص في وجوب إصدار فتاوى صريحة وواضحة تحرِّم وتُجرِّم سبّ أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها، وكذلك الخلفاء ''الصديق والفاروق وسيدنا عثمان رضي الله عنهم أجمعين''.
وأكد أن الأمر الجلَل الذي يجب التركيز عليه هو مسألة الاختراق الشيعي للبلاد السنية؛ فمصر مثلاً كانت ولازالت معقلاً لأهل السنة والجماعة، والأزهر يرفض رفضًا قاطعًا هذا الاختراق من الشيعة، ولا نحب لشباب مصر وأهلها أن يتشيَّعوا، وهذا ينطبق على باقي العالم العربي والإسلامي. هذا يهدد وحدة النسيج الوطني والثقافي والاجتماعي في المجتمعات السُّنِّيَّة، فتصدير المذهبيات من مجتمع إلى آخر، جهود وأنشطة عَبَثِيَّة ينبغي علينا جميعا أن ندينها ونوقِفَها.
وأشار الطيب إلي أن الأمر الثالث فهو موضوع وضعيَّة أهل السنة والجماعة في إيران؛ فكثيرٌ من أهل السنة في إيران شكوا إلينا أوضاعَهم وحقوقَهم كمواطنين إيرانيين لهم حقوق وعليهم واجبات، فالمواطنة لا ينبغي أنْ تُجزَّأ، وهذا أمر متَّفق عليه في النظم الحديثة والشريعة الإسلامية، والمطلوب من المراجع أن تحث أصحاب القرار أن يسنوا القوانين التي تكفل لهم الحقوق الكاملة.
أما الأمر الرابع فقال شيخ الأزهر إنه ضرورة حث أصحاب القرار على حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وعلى رأسها البحرين وسائر دول الخليج، فحسن الجوار هو القاعدة التي يجب أن تسود علاقاتنا جميعا وبخاصة في منطقة الخليج الحساسة التي يتخذها البعض تكأة للتدخل في الشؤون الدول الإسلامية، وإثارة الإحن فيما بينها، ونحن في غنى هذه المشكلات كلها، لنفرغ لمشكلاتنا الحقيقية.