قوى سنية عراقية تتراشق إتهامات بالإرهاب والكذب! ..
أثارت إتهامات وجهها مفتي أهل السنة والجماعة في العراق، الشيخ مهدي الصميدعي، إلى الحزب الاسلامي والنجيفي بالإرهاب واختطاف الصوت السني لمصالح سياسية والتسبب في كوارث العراق الحالية، انتقادات وصفته بالمفلس سياسيًا.
لندن: عبّر الحزب الإسلامي العراقي عن سخريته من التصريحات التي أدلى بها الشيخ الصميدعي واتهمه فيها بتمويل ساحات الاعتصام في المحافظات السنية بغرب وشمال العراق بين عامي 2012 و2014 ووصفها بأنها قد "امتلأت كذباً وباطلاً وعبرت عن حالة الإفلاس السياسي التي يعيشها الرجل بعد فشله واخفاقه"، كما قال الحزب في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نسخة منه.
والصميدعي هو احد رجال الحكومة من الشخصيات السنية وعادة ما يهاجم القوى والشخصيات السنية الاخرى المعارضة للسلطات .. وهناك في البلاد مفتٍ آخر هو الشيخ رافع طه الرفاعي الذي يجمل صفة "مفتي الديار العراقية والأمين العام للأمانة العليا للإفتاء"، والذي عادة ما يهاجم ممارسات الحكومة والمليشيات الشيعية ضد السنة، ولذلك فهو لا يحظى بدعم من السلطات.
واستغرب الحزب الاسلامي من اتهام الصميدعي له بإنفاق 350 مليار دينار (حوالي 320 مليون دولار) على ساحات الاعتصام التي تفجرت فيها احتجاجات المحافظات السنية: الانبار وصلاح الدين والموصل وكركوك وديالى ومناطق في بغداد أواخر عام 2012 ضد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش للمكون السني.
وتساءل الحزب قائلاً "ما المصدر الذي اعتمده الصميدعي في إيراد هذا المبلغ بالضبط؟ وكيف تمكن من معرفتها؟ وأين كان يوم افترش الملايين من أبناء المحافظات المنكوبة الأرض لأكثر من عام ؟".
واضاف أن "هذا الحديث المتهافت لا قيمة له، فابتداءً الحزب الإسلامي يتشرف أن أعضاءه شاركوا أهليهم مواقفهم وحراكهم السلمي المبارك، كما إنه لا علاقة له بديوان الوقف السنّي الذي يمثل مؤسسة رسمية محترمة لها استقلاليتها ويشكل حديثه الباطل طعناً فيه ونزاهته مما لا يمكن القبول به على الإطلاق".
كما اتهم الحزب الشيخ مهدي الصميدعي بـ"انتحال" صفته كمفتٍ، مؤكدًا عزمه مقاضاته بشأن تصريحاته هذه، وقال نائب الأمين العام للحزب بهاء الدين النقشبندي إن "الحزب الإسلامي له تاريخ عريق ومنذ تأسيسه عام 1960 ولغاية الآن وهو يدافع عن أهل السنة"، مشيراً إلى أن "الحزب يتشرف بساحات الحراك لأننا جزء أصيل من أهلنا الذين بقوا أكثر من سنة ونصف السنة تقريباً ليقدموا مطالب سلمية للحكومة السابقة والكل شهد بها وحتى رئيس الوزراء الحالي".
وأضاف النقشبندي قائلاً: "إذا كان مهدي الصميدعي لا يقبل جزءاً من هذا الحراك وينتقده فهذا شأنه لأنه لا يقف مع أهله في الصعاب" .. معتبراً أن "الصميدعي منتحل صفة المفتي العام لأهل العراق وعلى السلطات التنفيذية والقضائية تدقيق هذه الأمور".
وكان مفتي أهل السنة والجماعة الشيخ مهدي الصميدعي اتهم الاربعاء الماضي الحزب الإسلامي ورئاسة ديوان الوقف السني بإنفاق 350 مليار دينار على ساحات الاعتصام، معتبراً أن الحزب هو "السبب الرئيس" في الكارثة التي يمر بها سنة العراق.
وقال الصميدعي في مقابلة مع قناة "السومرية الفضائية" العراقية إن "الحزب الاسلامي والسياسيين السنة بشكل عام عمدوا لذلك بعد فشلهم بتأدية وظائفهم التي يقومون بها بالإضافة الى استغلال عواطف الناس والاعتقالات التي جرت بالإضافة الى التأخير بإطلاق سراح المعتقلين".
كما اتهم الصميدعي نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي بتأسيس ما سماه "داعش البرلمان" اثناء ترؤسه لمجلس النواب معتبراً أن "داعش البرلمان" أكبر مخرب للعراق. وقال إنه "لولا الحياء لخرجنا نلطم على الرؤوس عرايا للعار والدمار الذي الحقه بنا النجيفي"، متهماً اياه بـ"التنصل والتخبط بعد حين بعد ان كان يذهب للدول العربية ويتحدث عن اضطهاد اهل السنة وهو غير صادق بذلك".
يذكر أن محافظة الأنبار ومركزها الرمادي (110 كم غرب بغداد) تشهد منذ 21 كانون الأول (ديسمبر) عام 2013 عمليات عسكرية واسعة النطاق تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية .. ثم زادت حدة المواجهات بين القوات الأمنية والتنظيمات المسلحة في المحافظة عقب سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على مدينة الموصل الشمالية في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي وتقدمه نحو محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، ما أدى إلى نزوح آلاف الأسر من مناطق سكناها هرباً من ضراوة المعارك. إيلاف.