Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

والنصر للعراق

الكاتب : فريد أبي سلام

من يقف وراء محاولات تصفية أبناء السنة في جنوب العراق؟

2004/01/05

يعتبر الكثيرون أن الخوض في المسألة الطائفية في العراق يعني تأجيج الفتن وإثارة الأحقاد بين المذاهب والطوائف المتعددة التي تكون المجتمع العراقي، وتعتمد صحة هذا الاستنتاج علي كيفية عرض القضايا الطائفية وموقف كل طائفة منها، فمن الطبيعي أن الطائفة أو الطوائف التي كانت دوماً ضحية لنظام صدام وعانت الكثير من سياسة التمييز الطائفي التي مارسها، يختلف عن موقف الطائفة التي استفادت كثيراً من وجود حزب البعث في السلطة، فالطائفة الضحية لا تري في بحث قضية التمييز الطائفي أي بأس أو إثارة بل علي العكس تري أن تناول هذه المسألة يسلط الضوء علي مظلوميتها، ويكشف حجم معاناتها لأسباب ليس لها دخل فيها.
وإذا كانت طبقة السنة العرب قد استفادت من السلطة السابقة وحزب البعث فلا يعني ذلك عدم وجود أفراد وجماعات أخري مستفيدة من خارج هذه الفئة كبعض البعثيين الشيعة أمثال نعيم حداد وسعدون حمادي ومحمد سعيد الصحاف ومحمد حمزة الزبيدي وعزيز صالح نومان.. وعشرات بل مئات غيرهم من قادة حزب البعث، والمسيحيين مثل طارق عزيز والأكراد أمثال عبيد الله البارزاني وطه محي الدين معروف وطه جزراوي والأتروشي وزيباري وغيرهم، والصابئة أمثال شاعر صدام الأكبر عبد الرزاق عبد الواحد؛ أو ممن يقدمون له خدمات جليلة كجلادي دوائر الأمن والمخابرات أمثال المقبور ناظم كزار وفاضل البراك الزركاني وغيرهما، كما كانت نسبة الشيعة تفوق 90 بالمائة بين الشعراء والكتاب والصحافيين والمغنين ممن ساهموا في الدعاية للنظام.
في زيارتي الأخيرة إلي العراق قمت بالتجوال في جنوب العراق البصرة والناصرية والسماوة والمحافظات الجنوبية الأخري فوقفت علي نماذج متعددة من التهديدات التي وجهت إلي أبناء السنة من جهات غير مسؤولة نحن علي ثقة بأنها لا تمثل الرأي العام المعتدل داخل الوسط الشيعي.
ومن الصيغ التي استخدمت ضد أبناء السنة في الجنوب سياسة اعتقال رجال السنة وإخفائهم التي تقوم بها بعض العناصر المحسوبة علي هذا التجمع أو ذاك، وعدم إطلاق سراحهم إلا بعد دفع فدية تصل إلي خمسة وعشرين مليون دينار عراقي ومن ثم التوقيع علي تعهد بعدم البقاء في المنطقة وإلا واجهوا القتل.
ما أريد أن أقوله هنا: إن البصرة والعمارة والناصرية والمحافظات الجنوبية الأخري تعاني اليوم من الدخلاء ممن يأتون إليها من خارج حدود الوطن محاولين زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد من المواطنين العراقيين مستغلين الانتماءات المذهبية مؤججين روح الطائفية المقيتة الأمر الذي سيعمل علي إحداث شرخ كبير في العلاقة بين أبناء العراق، وإننا علي ثقة بأن هذه التصرفات الحمقاء غير المسؤولة لا تصدر عن الوطنيين والشرفاء من الشيعة، ولا يقبل بها العقلاء والوجهاء منهم، ومن هنا فإننا نوجه دعوة مخلصة إلي العراقيين علي اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وقومياتهم بأن يجعلوا مصلحة الوطن العليا فوق المصالح الشخصية الضيقة وأن يقدموا الوحدة الوطنية علي الأهداف المشبوهة والمغرضة التي تريد النيل من لحمة الشعب الواحد والوطن الواحد والمصير الواحد.

عادل البياتي
العراق