Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

المخطط الفارسي على أرض العراق ..

الكاتب : د. غالب الفريجات

يظهر للعلن ان قوات التحالف الامبريالي الامريكي الانجليزي في تواجدها على ارض الرافدين، وفي صدور قرارمن مجلس الامن بالاعتراف لامريكا بالوجود في العراق كدولة الاحتلال ، وهو مايظنه الكثير من المراقبين ان العراق واقع تحت الاحتلال لقوات التحالف المشار اليها ، وعلى الرغم من مصداقيته هذا الواقع بحكم التواجد المادي لقوى التحالف على الارض ، الا ان الصورة الحقيقية ان قوى التحالف بعد ان سيطرت عسكريا على ارض العراق ، وانهيار الدولة العراقية في مؤسساتها الرسمية قد سمحت لقوى فارسية خفية بالتسلل من الحدود العراقية الفارسية ، هذه القوة اما فارسية الاصل باصولها العرقية او فارسية الهوى باهدافه واتجاهاتها مثل جماعات الحكيم وحزب الدعوة.                                                                  

 تمكنت القوى الفارسية بالاصل او الهوى من السيطرة على جنوب العراق بشكل خاص ، حيث التواجد الشيعي في الجنوب ساعد في نجاح مهمتها ، ولان لهذه القوى تنظيم سري وسط الشيعة ايام الحكم الوطني في العراق ، فهم على دراية تامة بكوادر وقيادات حزب البعث والدولة والمؤسسات العسكرية والامنية ، وهذه كانت هدفها في عمليات الاغتيال الكبيرة ، التي قامت هذه القوى الدنيئة بها وبسرية تامة ، ولكنها على مراى ومسمع من قوات التحالف ، التي تتبع دولا طالما تشدقت بالديمقراطية وحقوق الانسان على ارض العراق ، وعلى كل ارض اي وطن مستهدف لتحقيق غاياتها واهدافها الامبريالية.               

ايران الفارسية المجوسية كانت قد عقدت صفقة سرية في جنيف مع  المخابرات الامريكية المركزية لتؤددي دورا  منوطا بها في عملية احتلال العراق ، والدور كان سريا ، كما هو ذات الدور الذي قامت به في ثوب الغوغائيين اثناء العدوان الثلاثين في عام 1991، ولان هذا الدور قد فشل على ايدي قوات الجيش والشعب والحزب في ذلك الوقت ،  ولان امريكا لم تتمكن من اداء دور الدعم والاسناد لهؤلاء الغوغائيين ، فقد قام قادة الشيعة في جنوب العراق ، ممن كانت جذورهم فارسية واهوائهم مجوسية لابتداع  مناسبة للطم والبكاء ، ولكن هذه المرة ليست على سيدنا علي وولديه الحسن والحسين ، فقد كانت على وعد المخابرات الامريكية المركزية في عدم مساعدتهم لنجاح هذا الدور ، لانها لم تمد لهم يد العون ، ولهذا بداوا يحيون ما اسموه بانتفاضة الجنوب باللطم والنواح على الاهداف التي لم تتحقق في السيطرة على الجنوب ، واقامة الحكم الشيعي المرتبط بالحوزة اللاعلمية في قم الفارسية المجوسية ، وجاءت ما اطلق عليه بالمقابر الجماعية ، وهي انتاج الاعمال العراقية التي قام بها ، الغوغائيون في كل محافظات العراق الجنوبية ، ولو كانت من افعال النظام كما تدعي امريكا وحلفاءها من العملاء والخونة ، فاين مثل هذه المقابر الجماعية في سائر انحاء العراق ؟ يضاف الى ذلك شهداء الجيش العراقي اثناء انسحابه من الكويت ، والذي تعرض لعمليات قصف شديدة جدا من قوى التحالف الثلاثيني ، واوقع به الاف الاصابات ، ادت الى دفن هؤلاء الشهداء في قبور جماعية ، فالجنوب كان مسرحا لاعمال القتل والتدمير من فعل الغوغائيين الفرس المجوس ، ومن تحالف معهم من ابناء الطائفة الشيعية في جنوب العراق ، ومن عمليات  قصف شديدة من قوى التحالف الثلاثيني في بداية التسعينات من القرن المنصرم .                                                                                 

ما يجري على ارض العراق احتلال فارسي سري وبما يخدم مصالح قوات التحالف الامريكي الانجليزي ، بحيث يتمكن الاحتلال الفارسي من تعطيل دور الطائفة الشيعية في المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال مقابل النفوذ الفارسي  في اواسط الشيعة ، ونسي هؤلاء العملاء من قادة الاحزاب والجماعات المرتبطة ان الطائفة الشيعية في العراق لها تاريخ مشرف في مقاومة الاحتلال ، وهي في غالبيتها ذات جذور عربية تنتمي لقبائل عربية ، ولا تقبل ان تكون مطية لتنفيذ الاهداف الفارسية المجوسية ، او الخضوع تحت آمرة القوات الاستعمارية ، وما نراه اليوم في عدم امتداد اعمال المقاومة ضد قوات التحالف يعود لهيمنة العناصر الفارسية المجوسية على تحركات ابناء الطائفة الشيعية من جهة ، وعلى تصفية كوادر وقيادات الدولة والحزب على ايدي هذه العناصر الدنيئة التي لبست لبوس الدين ، والدين منها براء وهي مجموعات انتهازية رديئة منتفعة من ارتباطاتها المشبوهة مع المخابرات الفارسية ، و مما يؤكد على ما ذهبنا اليه في هذا التحليل ، هو ان الدين لا يقبل الاحتلال فكيف بمن يتصدرون توجيه الناس دينيا لو كان لديهم الحد الادنى من المصداقية في ان يتحالفوا مع اعداء الدين ، يضاف الى ذلك ان هذه القيادات السياسية منها والدينية ، ممن يتحدثون باسم الشيعة ، لا يملكون الحدود الدنيا في الانتماء لهذه الطائفة من جهة ، ولا الوطنية العراقية من جهة اخرى ، لانهم لو كانوا غير ذلك فهل يقبلوا ان  توصم الطائفة الشيعية بوصم خدمة الاحتلال ؟ ثم هل يعقل ان من ينتمي للعراق يطالب العراق ، وهو المفترض ان يكون في ذلك الوقت حاكما للعراق بالتعويض مائة مليار دولار من ثروة العراق لايران ، التي شنت حربا عدوانية لمدة ثماني سنوات على العراق ؟ ورفضت كل نداءات وقف اطلاق النار التي طالب به العراق في ذلك الوقت.                                                        

ان النفوذ الفارسي في جنوب العراق ، والذي بدا قبل اول طلقة اطلقها التحالف على العراق من خلال عملائه من احزاب وجماعات مجوسية عراقية الاصل فارسية الهوى ، او من رجالات المخابرات الفارسية هي في تحالف مع قوى التحالف ، بحيث تطلق لها قوى التحالف اليد في امتداد النفوذ، ، وتقوم هي بتعطيل دور الطائفة الشيعية في مقاومة المحتليين ، قد يمهد لتحالف فارسي امريكي صهيوني له نتائج وخيمة على المنطقة وبشكل خاص على دول مجلس التعاون الخليجي ، هذا النفوذ الفارسي المدعوم امريكيا لن يكون بمعزل عن التحالف الصهيوني ، الذي يهدف الى ذات الاهداف الفارسية في الهيمنة على المنطقة و نهب خيراتها .
اذا كان العراق يملك على ارضه من القوى الحية القادرة على حمل السلاح في صفوف قوى التحرير والمقاومة وهي كفيلة بتكنيس كل انواع الاحتلالات عن ارضه ، فهل تملك الكويت راس الحربة في العدوان على العراق ايا من العناصر التي يمكن لها الوقوف في وجه هيمنة النفوذ الفارسي ؟ خاصة وهي مخترقة من عناصر شيعية تاتمر بأمرة حكام  قم   لا بأمرة  ال صباح، ام ان مرتزقة امريكا على ارضها ستمتشق سيوفها في الذود عن حياض الكويت  في الوقت الذي يتحالف فيه هؤلاء المرتزقة مع الفرس في جنوب العراق لديمومة احتلالهم ، وعلينا ان نفهم جيدا ان الامريكان هم اصحاب مصالح لا اصحاب مبادئ  ، وقس على ذلك ما يمكن ان يجري على ارض كل دولة من دول مجلس التعاون  وبدون استثناء .                                            ان النفوذ الفارسي الذي بدات خيوطه تتكشف على ارض جنوب العراق قد يمتد ، وهو قادم خاصة وهو في تحالف سري مع الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني ، وعلينا ان لا نغتر كثيرا بالشعارات الاسلامية الر نانة ، ذات الغلاف الجوي الثوري الخالية من اي معنى او مضمون ، التي تصدر عن حكومات ايران  وتلاميذ الخميني الفارسي المجوسي ، لانه وجد بوابته الرئيسية ليلج منها وهي البوابة العراقية ، ولكنه على الرغم من وهمه هذا ، فانه سيجد درسا قاسيا  اشد من كاس السم الذي تجرعه الخميني عندما اضطر للموافقة على وقف اطلاق النار في حربه ضد العراق ، ولا ن  راسه  تصطدم بالحجر العراقي الصلب ،والذي سيدميه اكثر من هزيمته في القادسية الثانية ، فقد يقوم بتحويل اتجاهاته نحو الجدران الهشة في كل دولة من دول مجلس التعاون ليعيث فيها فسادا على فساد وليخلق له قاعدة يرتكز عليها في تعزيز نفوذه في الكثير من هذه الدول،ولتكون له حزب الله في المنطقة الشرقية من اراضي السعودية .                                                     

هذا السيناريو الفارسي والمتحالف في ضوء المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني لا يتطلب من دول مجلس التعاون الا شيء واحد ليس الا، وهو في عدم التآمر على المقاومة العراقية ، وعدم التدخل بشؤون العراق لصالح دعم قوى التحالف الامبريالي الامريكي الانجليزي، لان الجدار الوحيد الذي يمكن ان تستند عليه مثل هذه الكيانات الهشة في الوقوف بوجه المخطط الفارسي هو ضرب هذا المخطط وبقوة ، حتى تدمي الراس الفارسي المجوسي العفن الذي يلعب بالدين لخدمة مصالح اعداء الدين وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، وفي حالة انتصار المقاومة العراقية المؤكد باذن الله ، فان العراق سيكون ثانية وفي اقل من ربع قرن حارس البوابة الشرقية رغم التآمر القذر من الايادي القذرة في النظام العربي الرسمي عامة ومن دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص .