هل بدأ موسم (الطلاق) بين السواد الأعظم الشيعي والمرجعيّة!؟ ..
المتعارف عليه وفي تاريخ جميع الشعوب والأمم، أن أول من يتحسس للخطر هم طبقة المثقفين، والذين يمتلكون الوعي والتفكّر والتحليل وبعد النظر، وهذا ما بدأ فعلا بين أوساط المثقفين والمفكرين وأصحاب العقل الراجح في الوسط الشيعي العراقي، وليس (البسطاء والسّذج فهؤلاء رصيد دائم لتعزيز هالة القدسيّة وهالة سطوة المال والبدع والخزعبلات!).
إن (المرجعيّة) الشيعية على مفترق طرق خطير الآن!!، خصوصاً عندما داهنت الاحتلال في بادئ الأمر، ومن ثم واصلت نهج تسهيل مخططات الاحتلال، تحت رؤى استراتيجية غائمة وعائمة، وغير مفهومة، ومقتصرة على فئة معينة تتصرف بالملف الشيعي بمفردها دون إشراك للشرائح الشيعية الشعبية وغير الشعبية،،، خصوصاً وأن هناك اعتكاف وهروب من قبل المرجع الأعلى!!.
منذ الحرب على العراق في العشرين من مارس/ آذار 2003 ولحد هذه اللحظة لم نر هناك رد فعل يكون ملائما لتاريخ وقوة المرجعية الشيعية والتي لها الفخر في تأسيس الدولة العراقية، ولها الفخر في ثورة العشرين في القرن المنصرم، كذلك لم نر هناك ردود فعل معقولة ضد مخططات يختنق بها العراق والعراقيين ومنها (( البطالة التي وصلت إلى نسبة70%، المخدرات التي غزت العراق لأول مرة، غياب حدود وهيبة الدولة العراقية، عدم التحقيق ومتابعة من يقوم بالتفجيرات والاعتداءات من قبل قوات الاحتلال بصفتها السلطة العليا، التغلغل الإسرائيلي في كل صغيرة وكبيرة في العراق، نغمات وطروحات تقسيم العراق، نهب خيرات العراق من تراث وآثار ، النفط الذي يباع ومجهولية الكمية المباعة والأموال القادمة، الجريمة المنظمة والصفقات المشبوهة والتي تزكم الأنوف وغيرها من القضايا، الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق الناس والمساجد والأعراض والمزارع والأراضي، إعلانات بيع الأرضي والبساتين للوكالات اليهودية والأميركية، وجود قنصلية إسرائيلية في العراق، بيع النفط الإسرائيلي والكاز والزيوت والذي تقوم به شركة(سونول) الإسرائيلية و بالاتفاق مع شركة (سومو) العراقية،و تكليف مستشار يهودي ل (بول بريمر) بكتابة الدستور العراقي !!)).
كل هذا ولم يسمع السواد الشيعي من المرجعية غير تصريحات متباعدة وخجولة صادرة عن آية الله (السيستاني)، وخلف هذه التصريحات عشرات علامات الاستفهام كونها لم تُسمع من السيستاني بشكل مباشر، ولم تُشاهد الأختام المتعارف عليها عند التعليمات والفتاوى والتوصيات ((رغم إن علم التزوير قد وصل الآن في العراق لأقصى ذرواته وأصبح يزوّر الكوبونات النفطية وصناديق البيرة والعمالة والتجسس وكل شيء)).
كذلك لم يسمع الطيف العراقي عامة والشيعي خاصة إلا طلب (أجراء انتخابات) دعى لها آية الله (السيستاني) علماً أن هذا الطلب لم يُسمع بشكل مباشر من قبل السيستاني، بل هو تداول بين السياسيين ووكلاء السيستاني في (كربلاء وبيروت وغيرها) وتلا قفته وسائل الأعلام وأصبح يُرّدد بشكل يومي، حتى جاءت ولادة (الدستور المؤقت) قبل أيام قليلة لينحر هذه المبادرة، ومن ثم يُرمى من الشباك طلب وإصرار (المرجعية المتمثل بطلب السيستاني) ويُنفذ قول مسئول السلطة المدنية في العراق (بول بريمر) والذي أرجأ مسألة الانتخابات إلي عام 2005، فهل بقي للمرجعيّة قيمة، وهل بقيت لكلام آية الله السيستاني قيمة!؟.
كان من الأفضل أن يبتعد هذا الرجل عن الملف السياسي تماماً، أو يدخله بقوة ويكون (كاشف الغطاء الجديد) الذي وقف بوجه الإنجليز أثناء ثورة العشرين وأعطى شروطه دون أن يسمح للإنجليز بالاعتداء على تاريخ المرجعية ولا على هيبة المرجع الأعلى،، أما اليوم فلم تصبح هناك( للمرجعيّة ولا للمرجع الأعلى) أية قيمة ألا بنظر البسطاء فقط، والسبب هو تصرفات المرجعيّة والمرجع والتي كانت بعيدة كل البعد عن أحلام العراقيين والعراق،، ربما الخوف هو كي لا يفقد الشيعة (حصة الحكم) كما فقدوها بعد نجاح ثورة العشرين خصوصا أمهم كانوا هم الثوار الأوائل ،وأن من يردّد هذه المقولة هو مداهن ومتخاذل، ولا يمكن مقارنة الوضع السابق بالوضع الحالي، فلا الزمان ولا المكان ولا الخصم هو نفسه ، ومن ثم فأن الطيف الشيعي يمتلك اليوم أحزابا وحركات وتجمعات منظمة، ويمتلك وعيا سياسيا وقادة سياسيين و ليس كما حصل في ثورة العشرين حيث لم يكن هناك إلا (رجال دين وشيوخ قبائل وبعض السياسيين)،، كل الطوائف والمذاهب في العراق تعترف اليوم بحقوق الشيعة، وتعترف بمظلومية الشيعة، فلماذا الخوف ولماذا الاعتقاد أن هذا الحق لا يأتي إلا من خلال الأميركان!؟..إن من يُنظـّر لذلك هو عميل للأميركان، وهو يعمل لصالح قوات الاحتلال و إطالة أمده ولم يعمل لصالح العراق وحرية العراقيين إطلاقا!!.
ما هو واجب المرجعيّة!؟
إن واجب المرجعيّة الشيعية هو المحافظة على المجتمع العراقي من الهزات، ومن الانهيارات الأخلاقية والدينية، والتنظير على ثبات الدين في قلوب الناس، ونشر مبادئ أهل البيت عليهم السلام بين المجتمع العراقي، والوقوف بوجه المحتل وذلك للمحافظة على وحدة الوطن، ومناصرة جميع المسلمين أينما وجدوا خصوصاً عندما يتعرضوا إلى ظلم وعدوان، كما إن من واجبها رعاية المتضررين والأيتام والمساكين، ونشر التسامح والعدل بين الناس،، لهذا من حقنا أن نسأل:
سؤال:
أين المرجعيّة الشيعية من هذا كله في الوقت الحالي!؟.
لن نجامل، ولن نتخاذل، ولن ترهبنا فتوى غير عادلة، أو رد فعل من منتفع، إن المرجعيّة الشيعيّة الحالية (مقصّرة من السماء حتى الأرض) ولحد هذه اللحظة فأنها تتغافل عن عملية ذبح العراق وتقسيمه، وتساعد على زيادة بؤس العراقيين يوما بعد آخر، وإنها أصبحت غير كفوءة بقيادة مركب المرجعية الشيعيّة، لذا فلابد من وضع النقاط على الحروف، ونطالب:
أولا:
نريد أن يخرج آية الله علي السيستاني ويتحدث للناس أو إلى فضائية عربية أو إلى أي تلفزيون وبشكل مباشر.
ثانيا:
نريد أن نوجه أسئلة مباشرة للسيد علي السيستاني عن الذي سمعناه من مكاتبه ووكلاءه كي نكون على يقين.
ثالثا:
نريد أن نعرف وبشكل واضح وجلي ما هي سياسة المرجعية في الوقت الحالي والمستقبل وكيف تُحفظ حقوق الشيعة العراقيين والشعب العراقي.
رابعا:
على العراقيين أن يرفضوا أي شخص يتكلم باسم آية الله السيستاني، ويطالبوا أن يتكلم السيد السيستاني لهم بشكل مباشر، فالمرحلة لا تتطلب الجلوس في الغرف المظلمة وتصريحات ( العنعنة)!!.
خامسا:
هناك مرجعيّة عراقية عربية أصدرت فتوى واضحة وجليّة ترفض التعامل مع قوات الاحتلال وهي مرجعية (الإمام الخالصي) والفتوى صدرت من الأمام الشيخ محمد مهدي الخالصي،، إن هذه المرجعية وهذا الشيخ الجليل ثبّت موقفا للتاريخ وللأجيال العراقية الشيعية خاصة والعراقية عامة.
إن التاريخ يسجّل، والتاريخ لا ينسى مواقف الرجال، والتاريخ يفتح ذراعيه لمن يريد أن يسجل الحروف والمواقف بأحرف من نور، والتاريخ متلهف أن يخرج صوتاً مرجعياً شيعياً ليصحّح الأمور، لأن ما يحدث لا يمكن السكوت عليه إطلاقا، ولا يمكن قبول استمراره،، لذا نطالب بموقف واضح من (قوات الاحتلال) ولا يمكن أن نقبل بتصريحات خجولة ، وكلمات مبتورة ، ولا نعرف من هو قائلها ،بل كل ما نسمعه هو ( فلان عن فلان عن فلان عن السيستاني!!).
هل يُعقل أن يتعرض مرقد الأمام موسى بن جعفر عليه السلام لقذائف الدبابات الأميركية، ومن ثم يتعرض مرة أخرى لأبشع جريمة نكراء بحق الزائرين المساكين، وبنفس اليوم يتعرض مرقد الأمام الحسين بن علي وأخيه العباس عليهم السلام لتفجيرات مجرمة وحاقدة وجبانة لتحصد مئات القتلى والجرحى من المساكين الأبرياء،،،، أيعقل كل هذا و(المرجعيّة) لا تتحرك ، ويصدر منها تصريح خجول (نحمّل قوات الاحتلال ذلك)،،،، صارت زحمة يا سادة يا كرام،، وكم من مرةٍ اتصلتم بقوات الاحتلال قبل هذا التصريح كي لا تغضبون سلطتها!؟؟.
القضية لا تُعالج بهكذا تصريح مخجل، وبهكذا رد فعل بارد..لِما الخوف، ولِما التردّد،، هل أنكم متورطون في شيء تخافون كشفه!؟..إن كان هكذا الأمر فصارحوا الشعب كي يسامحكم ويلتف حولكم.
قد يسأل قارئ ويقول:
هل تريد الحرب على قوات الاحتلال، وهل تريد الجهاد ضد قوات الاحتلال؟.
الجواب:
إني أريد أن تكون هناك كرامة للعراقيين عامة وللشيعة خاصة، أريد أن يكون هناك احترام لقرار المرجعيّة كما حصل من قبل في ثورة العشرين، ويكون هناك احترام لإرادة العراقيين جميعا،،، أنا لا طالب باستخدام البندقية بل أضعها في آخر احتمال، ولكن هناك وسائل عديدة ومنها الأعتصامات، والتظاهرات السلميّة، وتحريم التعامل مع الحلفاء من بيع وشراء ومحروقات وغيرها ، وهناك فعاليات مخاطبة العالم حكومات وشعوب وبرلمانات ومرجعيات دينية عالمية مثل ( البابا + زعيم البوذية (الديلاما)) وغيرهما ، والضغط على الولايات المتحدة من خلال مخاطبة جميع المنظمات الأميركية وخصوصا التي رفضت الحرب على العراق،، كما يجب أتباع خطة ( الشعب الفيتنامي) عندما أخذوا دليل هاتف الولايات المتحدة الأميركية(كل ولاية على حده) ووجهوا رسائل قصيرة لجميع العائلات الأميركية مصحوبة بصور بشعة يظهر فيها الأميركي وهو يرتكب الجرائم!،، لماذا لا يقوم الشعب العراقي بذلك// هل المرجعيّة لا تمتلك رصيد شراء الطوابع،، و رغم أن ميزانيتها تبلغ 7 مليار دولار سنوياً،،، أن كانت لا تمتلك هذا المبلغ فعليها التنسيق مع منظمات دولية ورجال أعمال عرب وعراقيين يرفضون الاحتلال//..ولكن القضية هي قضية عزوف عن طريق الحق!!.
فلاش****
لا تنسوا أن آية الله علي السيستاني تحت الحماية الأميركية، وهذا بتصريح من قوات الاحتلال عندما قالوا،، أن السيستاني نُقل إلى مكان ما، وأنه تحت حمايتنا بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال ( ربما مسرحية أميركية)،، لهذا لا نقول إلا ،/// بدون تعليق وقرة عيون أهلنا الشيعة!!!!!///.
أي زمن هذا يا ألهى،، وأي زمن هذا يا حسين!!.
____________________________
كاتب عراقي