Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

جرائم مليشيات "الحشد الشعبي" تسبب كارثة إنسانية في العراق ..

 لم يكن حال العراقيين في ظل حكومة حيدر العبادي أفضل حالا مما كانوا عليه في حكومة سابقه نوري المالكي، حيث استمرار عمليات الفساد المالي والإداري، واستمرار الانتهاكات لحقوق الإنسان، فضلا عن تمدد نفوذ مليشيات الحشد الشعبي التي ارتكبت من الجرائم ما يفوق جرائم تنظيم داعش، إلا أن الإعلام العراقي يغض الطرف عن جرائم تلك المليشيات الشيعية الموالية لإيران والتي توفر لها الحكومة العراقية غطاء شرعيا بحجة محاربة تنظيم الدولة، تلك المواجهات التي خلفت كارثة إنسانية وتسببت في نزوح الملايين من المحافظات السنية.

جرائم الحشد الشعبي

ومن أمثلة تلك الجرائم التي تجاهلتها وسائل الإعلام إلا قليلا، تلك الجريمة البشعة التي نفذها عناصر من قوات الحشد الشعبي في العراق بحق مواطن عراقي، حيث قاموا بتقييده وعلقوه ثم قاموا بحرقه حياً، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية والمنظمات الإنسانية.

واعتبرها البعض جرائم تفوق جرائم تنظيم داعش من مخالفات وانتهاكات إنسانية، بل ذهب البعض إلى أنها أكثر بشاعة، حيث تمثل هذه القوات إحدى الدروع العسكرية المعترف بها من قبل الحكومة العراقية، والتي تعتبر قوات حماية للمواطنين العراقيين وليست قوات بطش وتعذيب لهم. كما تدعي الحكومة العراقية، في محاولة بائسة لتحسين صورة مليشيات الحشد الطائفية.

هذه الحادثة التي قام بها الحشد الشعبي هي واحدة من حوادث عدة باتت تملأ سجله العسكري بشاعة، أمام تبرير حكومي مستمر.

وطوال أشهر مضت، رصدت مخالفات ضخمة على مسيرة الحشد الشعبي، مثل اغتيالات مفتوحة وحرق منازل في تكريت واعتقالات وخطف وتفخيخ منازل.

وحاول رئيس الحكومة في بداية الأمر التنديد بجرائم الحشد الشعبي، تحدث عن التجاوزات، ولم يفِ بوعد المحاسبة، فلم يوقف أي عنصر، ولم يحاكم أي مسؤول، واستمر الحشد في جرائمه داخل العراق.

تنديد عراقي

وفي سياق ردود الأفعال والتنديد بتلك الجرائم، حذر محمد الكربولي، النائب عن اتحاد القوى العراقية، رئيس الوزراء حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، من الأعمال الانتقامية التي يقوم بها عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي في الأنبار.

واستنكر الكربولي ما وصفه بجريمة حرق أحد المدنيين في محيط مدينة الفلوجة من قبل عناصر في الحشد الشعبي.

وأضاف الكربولي أن هذه الممارسات تعيد إلى الأذهان الانتهاكات الخطيرة التي قام بها عناصر في الحشد الشعبي خلال عملية تحرير تكريت من أيدي داعش، خاصة أن تلك الميليشيات سيئة الصيت تسببت في أزمة إنسانية بالتوازي مع تمدد داعش، ونزوح الملايين من جحيم المواجهات وممارسات تلك المليشيات الطائفية.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

وترى منظمة الأمم المتحدة للطفولة، "اليونيسيف"، أن الوضع الإنساني في العراق قريب من الكارثة.

وأكدت اليونيسيف أن المنظمات الإنسانية العاملة في العراق، ستقوم ابتداء من يوم الخميس المقبل، بجمع 500 مليون دولار لسد احتياجات العراقيين خلال الستة الأشهر المقبلة.

وجاء ذلك في بيان للمنظمة نقله ممثلها في العراق، فيليب هيفينيك، خلال اجتماع دولي في باريس، لفت فيه إلى وجود عوامل ساهمت في تدهور الوضع الإنساني، حيث إن المعارك الدائرة في العراق تعيق من وصول المساعدات الإنسانية.

كما أن تدهور أسعار النفط وتقدم تنظيم "داعش" تسببا بتضاؤل موارد الحكومة العراقية، التي أصبحت عاجزة عن مواجهة تزايد حاجات النازحين.

ومن المتوقع أن يكون هناك ما لا يقل عن مليون نازح إضافي بحلول نهاية العام، بحسب المنظمة، خاصة أنه مع تمدد المتطرفين في المدن العراقية ازداد أعداد النازحين حيث يبقى نحو 8 ملايين عراقي بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، بينهم ثلاثة ملايين فروا من ديارهم منذ يونيو 2014 حين شن التنظيم هجومه. رسالة الإسلام