Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

تورط عراقي أوسع في سورية يشير إلى تقهقر الأسد و"حزب الله" ..

واشنطن - من حسين.ع - العصر

تعتقد أوساط أميركية أن 4 سنوات من القتال في سورية أنهكت قوات بشار الأسد وحليفه "حزب الله" اللبناني، ما أجبر السلطات الإيرانية، التي تشرف على تمويل وتدريب وتسليح الميليشيات الشيعية في العراق وسورية ولبنان، على اللجوء إلى العراق بحثاً عن تجنيد مقاتلين جدد وإرسالهم إلى خطوط القتال السورية.

ويقول خبراء أميركيون إن طهران اعتقدت في بادئ الأمر أنه يمكن لقوات حسنة التدريب والتسليح، مثل ميلشيات "حزب الله"، حسم المعركة في مواجهة ثوار سورية الأقل خبرة في القتال والأقل تسليحاً، لكن المعارك تحوّلت إلى حروب استنزاف طويلة.

في لبنان، يمكن للإيرانيين تجنيد مقاتلين للدفاع عن نظام الأسد، يشكّل الشيعة ربع السكان. وفي سورية، يشكّل العلويون والشيعة والأقليّات من المسيحيين أقل من ربع السكان. أما في العراق، فيبلغ تعداد الشيعة نصف السكان، غالبيّتهم الساحقة في عمر الشباب، ما يجعل العراق أرضاً خصبة لتجنيد المقاتلين، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية وارتفاع معدلات البطالة.

ويقول الباحث في جامعة ميريلاند، فيليب سمايث، إنه بدءا من العام 2013: "أصبحنا نرى قوات عراقية في أماكن يفترض أن (حزب الله) يُحكم السيطرة عليها، مثل مثلّث القلمون على الحدود السورية مع لبنان".

وجود مقاتلين عراقيين هناك، حسب سمايث، يشي بأن كلاً من الأسد و"حزب الله" يعانيان من نقص في عديد المقاتلين يؤثر سلبا في أدائهما العسكري، ما يجبرهما على الاستعانة بالعراقيين.

ويقول "سمايث" إنه في يونيو 2014، إثر انهيار القوات النظامية في الموصل أمام "تنظيم الدولة"، انسحبت أعداد كبيرة من العراقيين الموجودين في سورية لتشكيل ما صار يعرف بـ"الحشد الشعبي" في محاولة للدفاع عن بغداد ومواقع أخرى أمام هجوم محتمل للتنظيم. لكن اليوم "رغم استمرار المعارك في تكريت والرمادي، عاد عدد كبير من مقاتلي الميليشيات العراقية إلى سورية للقيام بمهماتهم القديمة، وليتسلّموا مهاما جديدة كذلك".

وقد أدى تقهقر قوات الأسد إلى انتشار الميليشيات العراقية على رقعة أوسع من الأراضي السورية، ما أضعف إمكانات العراقيين وأجبرهم على تكثيف عملية التجنيد داخل العراق.

ويضيف "سمايث" قائلا إنه بين فبراير ومارس الماضيين، قامت مجموعة "لواء ذوالفقار" -التابعة للميليشيا الأكثر نشاطاً "لواء أبو الفضل العباس"، التنظيم العراقي الرئيس المقاتل في سورية- بالانتشار في مناطق تعتبر من معاقل الأسد ومؤيديه في محافظة اللاذقية في شمال غربي البلاد.

ولطالما ساهم "لواء ذوالفقار" في القتال جنوب العاصمة دمشق منذ العام 2013، لكن نقله إلى اللاذقية أظهر أن قوات الأسد أصبحت بحاجة ماسّة لمقاتلين متمرّسين لصد هجمات الثوار السوريين التي تنطلق من محافظة إدلب المجاورة، وقد أعلنوا سيطرتهم الكاملة عليها قبل أسبوع.

وفي منتصف ابريل الماضي، ساهم "لواء ذوالفقار" في القتال الذي يخوضه "حزب الله" ضد ثوار سوريين في الزبداني وجديْدة يابوس، على الحدود مع لبنان غرب دمشق. وظهر في الأسبوع الماضي اللواء المذكور بقيادة ابو شهد الجبوري في ادلب، في محاولة فاشلة لإنقاذ قوات الأسد التي كانت تحاصرها المعارضة في جسر الشغور.

وكان "لواء أسد الله الغالب" قد قام بعلميات في بانياس، وهي الحدود الفاصلة بين الثوار ومناطق الأسد في وسط البلاد الغربي. وفي ابريل، رصد "سمايث" نفذت هذه المجموعة عمليات قتالية في ريف دمشق. وفي السياق نفسه، شارك "لواء الإمام الحسين" بقيادة الشيخ ابي كرار، في معارك تدور في ريف اللاذقية.

ويعتقد "سمايث" أنه كلما طال أمد المعارك التي تشارك فيها هذه الميليشيات العراقية في سورية، تحولت أكثر فأكثر إلى شبكات منظمة تقوم بعمليات تجنيد وجمع أموال وتدريب وتسليح.

في غضون ذلك، توافق مصادر مقرّبة من الإدارة الأميركية على تشخيص "سمايث" للوضع العسكري في سورية، وترى أن "المزيد من المشاركة العراقية يشير إلى تزايد الضعف في صفوف نظام الأسد و(حزب الله)، مع ما يعني ذلك من انتقال القرار من أيد سورية - لبنانية إلى أيد عراقية، حتى لو بقي القرار الأهم في أيدي الإيرانيين".

وتتابع المصادر الأميركية قولها: "يبدو أن القيادة الإيرانية كانت تستعد منذ الأيام الأولى للمواجهة لاحتمالات حرب طويلة، لذا رأيناها تدفع بحلفائها العراقيين إلى تجنيدهم وتجهيزهم للقتال".

كما تعتقد المصادر أن ما يُعرف بميليشيات "الحشد الشعبي" هي "مجموعة أكثر تنظيما مما يعتقد البعض، وإيران تعمل على تدريبها وتجهيزها قتاليا وعقائديا، ومن شأن هذه الميليشيات أن تتحول إلى قوة قتالية وسياسية مع مرور الوقت، وربما تصبح الحليف الأول لطهران، لا في العراق وحده، وإنما في سورية ولبنان كذلك".