Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

خفايا استهداف الأماكن العراقية المقدسة ..

أخفق الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق في نشر الأمن والاستقرار والديمقراطية داخل البلاد ولم يتمكن من إقامة حكومة شرعية، وإنما تصاعدت عملياته التخريبية والمشاهد الدامية والمأساوية، فالصور الإجرامية والأليمة بلغت حداً لا يطاق وامتدت لتشمل سائر السكان الأبرياء وأماكن العبادة من جوامع ومساجد وكنائس تعرضت لعمليات عنصرية و إرهابية فمتى يتم وضع حد لمعاناة العراقيين وتفسح قوات الاحتلال المجال لهم ليقرروا مصيرهم بأنفسهم بعيداً عن سطوة المحتلين ومخططات المعتدين؟

إن المحتلين لا يرحمون أحداً ويستهدفون كل الحضارات وكل العرب مسلمين و مسيحيين وما يحصل اليوم بوجود الاحتلال الأميركي تعجز الكلمات عن وصفه أو تشخيصه وتوجد قوى عديدة تعمل على استغلال الوضع العراقي لدرجة أنها تقوم بعمليات التخريب والتقتيل لتحقيق مطامعها من خلال التفجيرات التي تستهدف مواقع دينية و يروح ضحيتها العراقيون بهدف إثارة الخلافات الطائفية وجعل بعض الفئات الاجتماعية في العراق موضع شبهات .

والمستفيد بالدرجة الأولى قوات الاحتلال التي تخطط وتنفذ وتساهم لتصفية الحسابات بين مختلف القوى بعقلية صهيونية وهناك عملاء إسرائيليون بينهم عناصر من الموساد يقدمون أنفسهم على أنهم رجال أعمال يقومون بتدريب فرق كوماندوس في شمال العراق لتنفيذ عمليات إجرامية في أنحاء المدن العراقية وهذه حقيقة لم تعد تخفى على أحد ، فالكاتب اليهودي ـ موريس صاموئيل يقول:

«نحن الصهاينة مخربون و سنظل دائماً مخربين بحيث لا تفعل ذلك الشعوب الأخرى وهذا لن يكون الجواب النهائي لا لحاجتنا ولا لمطالبنا، وصحيفة هآرتس الإسرائيلية أشارت إلى ما كتبه جدعون سامت قال: «إذا أغمضنا أعيننا يبدو لنا أن جنود مشاة البحرية الأميركية في كربلاء والفلوجة هم جنود لواء جولاني في طولكرم و جنين».

إن الشعب العراقي جزء من الأمة العربية وهو شعب عريق بحضارته وتاريخه وأصالته وله صلاته العميقة مع محيطه العربي، وإنه يتعرض لأبشع حالات الاضطهاد وانتهاك حقوق الإنسان التي تتم بشكل متكرر ومتواصل حيث لم تسلم منها امرأة و طفل صغير بالإضافة إلى المزروعات والمواقع السكنية الآهلة بالسكان والجوامع والكنائس وقد اقتحموا كل المساجد ودور العبادة دون اعتبار شرعي أو قانوني للمحرمات وضربوا وأهانوا الناس وهنالك يومياً عمليات اقتحام للمنازل واجتياح لها واستباحة للمواطنين واعتقالات بالجملة،.

إن الشعب العراقي جزء من الأمة العربية وهو شعب عريق بحضارته وتاريخه وأصالته وله صلاته العميقة مع محيطه العربي، وإنه يتعرض لأبشع حالات الاضطهاد وانتهاك حقوق الإنسان التي تتم بشكل متكرر ومتواصل حيث لم تسلم منها امرأة و طفل صغير بالإضافة إلى المزروعات والمواقع السكنية الآهلة بالسكان والجوامع والكنائس وقد اقتحموا كل المساجد ودور العبادة دون اعتبار شرعي أو قانوني

للمحرمات وضربوا وأهانوا الناس وهنالك يومياً عمليات اقتحام للمنازل واجتياح لها واستباحة للمواطنين واعتقالات بالجملة،.

ولادور يذكر لمنظمات الإغاثة الدولية حتى إن منظمة الصليب الأحمر أغلقت تحت ضغط التهديدات، وما يحصل من عمليات قتل وتهديم هو مفتعل ومتفق عليه وهجمات بغداد والكاظمية وكربلاء تعد من ضمن سلسلة العمليات المتطرفة وغير الإنسانية وتندرج في إطار مخططات وذرائع قوات الاحتلال لتثبيت وجوده في هذا البلد لنهب ثرواته وخيراته ولإشعال نيران الفتن والأحقاد، وهذه العمليات الإجرامية استهدفت المساجد والأماكن المقدسة ووقعت في مناسبة دينية لجر الأمة الإسلامية إلى مزيد من الفرقة والبغضاء لخدمة أعداء الإسلام.

إن الظروف الأمنية متدهورة جداً ولا تطاق لخطورتها ورعونة قوات الاحتلال التي ألزمت الأمن لعصابات المافيا والجريمة وشركات المرتزقة وقد تجاوز عدد الجرحى منذ احتلال بغداد الخمسين ألفاً وعدد المعتقلين يفوق العشرين ألف مواطن عراقي وعدد القتلى من المدنيين الأبرياء تجاوز أربعة عشر ألفاً، وبذلك تحولت العراق إلى تجمعات لشركات الأمن وميليشيات مرتزقة خاصة حيث ينتشر في بغداد أعضاء الفرقة الأجنبية الفرنسية وجنود حرب ورجال شرطة من جنوب أفريقيا من عهد الفصل العنصري مما يسمح لواشنطن بعدم إدراج قتلاها في عمليات المقاومة العراقية.

ويوجد حالياً في العراق مرتزقة من عدة جهات مثل الميليشيا الصربيةالنسورالبيض ومقاتلون سابقون هندوس في الجيش البريطاني ومتطوعون من فيدجى أو من شرطة مكافحة الشغب في ساوباولو، ووصل عدد هؤلاء المرتزقة إلى حوالي عشرة آلاف رجل يساهمون في قوات الاحتلال وإنهم يتقدمون على القوات البريطانية، وبلغت الأجور الشهرية لهؤلاء المرتزقة الذين يتنافسون فيما بينهم ما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف دولار .

وقال أروين السارجنت السابق في الجيش الأميركي الذي ينظم قوافل للمتعهدين الذين يعملون لحساب سلطات الاحتلال في العراق «إن العمل هنا مثل من يعمل في منجم للذهب» وتصل أجرة اليوم للفرد الواحد ألف دولار، ولهؤلاء المرتزقة مستويات أمنية حددتها القوات الأميركية واستناداً إليها ترتفع مكانتهم وأجورهم .

حيث بلغت في إحدى العمليات السرية التي طلبت القوات الأميركية تنفيذها خمسة عشر ألف دولار والسرية هنا تقتضي التعامل أولاً مع المرتزقة الأميركيين الذين يتفهمون حاجة تلك القوات إلى التنفيذ المتقن والأمن لعمليات اغتيال من نوع خاص دون ترك أي أثر للأيدي التي تنفذ، عدا عن دور كوماندوز إسرائيلي ينتشر في العراق ومخصص لاغتيال العلماء.

ويوماً بعد يوم يتكشف الدور الصهيوني في إشعال الحرب على العراق وفي مجرياتها أيضاً، ففيما أعلنت تل أبيب أنها ستزود القوات الأميركية بدفعة جديدة من صواريخ التضليل المتطورة في قصف بغداد كشف جنرال فرنسي متقاعد عن وجود مائة وخمسين من وحدات الكوماندوز الإسرائيلية داخل العراق لاغتيال العلماء الذين وردت أسماؤهم في قوائم مفتشي الأسلحة الدوليين.

وكذلك فإن الصناعات العسكرية ستزود البحرية الأميركية بصواريخ مضللة جديدة من طراز ـ ايتالد ـ وسبق للبحرية الأميركية أن استخدمت هذا النوع من الصواريخ أثناء الحرب في العراق وقيمة هذا العقد تبلغ 12,5 ملايين دولار ويمتاز هذا الصاروخ الذي يطلق من طائرة حربية بتحليق ذاتي لمدة 35 دقيقة مخصص لتضليل المضادات الأرضية.

وإن صقور البنتاغون ورجال الإدارة الأميركية يعملون في العراق بعقلية صهيونية، وفي بغداد يوجد عدد كبير من جنرالات ومستشارين عسكريين إسرائيليين يرافقون القوات الأميركية كما أقام الموساد الصهيوني مواقع أمنية لرصد تحركات المقاومة والتخطيط لقتل وترويع المواطنين العراقيين.

إن العداء لأميركا أخذ يغير بعض الشيء حتى ألوانه، إذ بدأ ينتقل من المستوى السياسي العقلاني إلى المستوى الشعبي في الشارع الأوربي و أضحى يتخيل أميركا شيطاناً يريد أن يسرق السلام وقوى الخير، وثمة من يقول إن عدوان الولايات المتحدة على العراق جعلها تقف في الوقت نفسه ضد فرنسا الكاثوليكية والصين البوذية والجزء الأكبر من العالم الإسلامي وروسيا الأرثوذكسية مما أدى إلى انقسام الرأي داخل الولايات المتحدة نفسها وذلك إلى نصفين والمدهش أكثر .

والذي يفوق حالياً كل التصورات ألا وهو حدة التناقضات الحالية في المجتمع الأميركي واصطدام الأمزجة المعادية للحرب التي تدهش المراقبين الذين لم يروا شبيهاً لها منذ حرب فيتنام، فبعد أن شارفت الحرب الفيتنامية على الانتهاء بدأت تصل من فيتنام بالمئات توابيت الجنود الأميركيين القتلى إلى الولايات المتحدة.

واليوم حينما وصلت جثامين القتلى والجرحى الأميركيين إلى مشافي واشنطن ونيويورك عبّر الشعب الأميركي بكامله عن غضبه بمئات المظاهرات وبشجب المثقفين الليبراليين والعلماء والفنانين لهذه الحرب، فرفضها بناء على مبررات مزيفة، وهناك العديد من جنود وضباط أميركيين رفضوا المشاركة في الحرب بعد انتهاء إجازاتهم ويرغب بعضهم بمغادرة العراق لأن الأمور أصبحت لا تطاق،.

وينطلق هؤلاء من أساسيات لا تراجع عنها وهي إن أميركا التي فرضت الحرب الهوجائية بناء على مبررات مزيفة لصلفها وجشعها مرفوضة وغير مقبولة وفي ذلك فإن قضية الضابط الأميركي جيري هينزمان الذي رفض المشاركة في العدوان على العراق ستشعل موجات واسعة من الاحتجاجات والمداخلات القانونية من قبل ذوي الجنود الأميركيين الذين يرفضون الخدمة العسكرية في العراق وإن مراكز الاستشارات القانونية والتنظيمات الأميركية المناهضة للحروب تتلقى ثلاثة آلاف وخمسمائة طلب شهرياً لترك الخدمة في صفوف قوات الاحتلال الأميركي في العراق بعد تعاظم خسائرها البشرية فيه، وتصاعد حدة التفجيرات المفتعلة ضد الأبرياء!.

___________________________

ـ كاتب سوري

البيان=7=8=2004 

شبكة البصرة

الاحد 6 رجب 1425 / 22 آب 2004