Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

انتفاضة النجف صفحة مشرقة للمقاومة العراقية الباسلة ..

الكاتب : د. محمد جواد فارس

كما هي الشرائع والقوانين الدولية أجازت حق الأمم في الدفاع عن أوطانها ضد الاحتلال ، فان  الشعب العراقي بكافة فصائله ومختلف شرائحه ، راح يناضل بعد الاحتلال الغاشم لبلده من اجل تطهير وادي الرافدين من رجس المحتلين الأمريكان وحلفائه ومن جاء معهم على ظهور دباباتهم .

والشيعة في العراق شريحة واسعة من الطيف العراقي لهم دورهم في النضال تاريخيا ضد الإحتلالات كما تحدثنا ثورة العشرين وثورة النجف خير شاهد على ذلك اليوم.

جاءت انتفاضة النجف الباسلة والتي قامت بفعل القوى الكادحة والمنضوية تحت لواء جيش المهدي مؤكدتا إن العرب بسنتهم  وشيعتهم رافضا للاحتلال ولعملائه .

جاء توقيت الهجوم على مدينة النجف المقدسة والتي تتمتع بقدسية عالية من قبل المسلمين في العالم ، هذا الهجوم المكرس من قبل قوات الاحتلال الأمريكي مدعومة بما يسمى بالحرس الوطني وقوات الشرطة والجيش العراقي .

بحجة هناك دعوة من قبل محافظ النجف للقضاء على المليشيات المسلحة لجيش المهدي ، ناسين ومتناسين إن هناك مليشيات المتعددة مسلحة عاثت في الوطن فسادا على اثر احتلال بغداد ضمنها المليشيات الكردية للحزبين وكذلك مليشية بدر ومليشية حزب الدعوة وكذلك مليشية حزب الوفاق الوطني الذي يتزعمه رئيس الوزراء علاوي .

والتتبع للأحداث يرى إن توقيت هذا الهجوم جاء بعد التأجيل للمؤتمر الوطني العراقي حيث هناك معلومات معارضات كثيرة من قبل قوى سياسية لعقد هذا المؤتمر في ظل الحراب الأمريكية ، ومن هذه القوى إضافة إلى التيار الصدري قوى التيار القومي وقوى قومية ديمقراطية ويسارية أعلنت عدم مشاركتها في هذا المؤتمر، مؤتمر الطبخة الجاهزة في مطابخ البنتاغون الأمريكي.

وهذا المخطط في الهجوم على النجف هو عبارة عن تحذير باستخدام القوى مجددا في مدن غرب  الفرات والموصل .

خطط للعدوان على المدينة الآمنة النجف بعد أن أفرغوها من المرجعيات الدينية الرئيسية تحت حجج غير واقعية وفهمها القاصي والداني لكي تتم تصفية هذا التيار الصدري والذي يدعون انه مؤلف من زمرة قطاع الطرق وذوي السوابق كما جاء في التصريح الثلاثي - الشعلان - النقيب - ووزير تدمير المحافظات قاسم داود - لكن الجميع يفهم إن هؤلاء الكادحين في التيار الصدري هم المدافعين عن مدينة النجف وكل العراق بالنسبة لهم مقدس  من شماله حتى جنوبه ، وهذا ما وجدناه في استمرارية الانتفاضة في البصرة والناصرية والعمارة و واسط و القادسية وبابل ، وضربات مدينة الصدر والفلوجة وسامراء والأنبار جاءت لتؤكد من جديد أن العراق شعب واحد بكرده وعربه بسنته وشيعته وصابئته وآشوريه يقفون وقفة واحدة مدافعين أشداء عن حضارة وادي الرافدين .

إن إصرار التيار الصدري على عدم الرضوخ للمطالب الأمريكية في نزع السلاح والخروج من النجف مستسلمين لإرادة ورغبة الحكومة المؤقتة والتي لن تحترم حتى وفدها الذي أرسل من قبل المؤتمر الوطني العراقي من اجل حقن الدماء وإيجاد صيغة سياسية تحفظ ماء وجههم .

لكننا في الوقت نفسه نجد أن التيار الصدري ذو الخبرة القصيرة يسلك سلوكا هو موضع اعتزاز كل العراقيين الوطنيين المعادين للاحتلال والمطالبين بخروجه ، وما موقف هذا التيار لتسليم مفاتيح الحضرة الحيدرية للحوزة وليس للحكومة ينم عن كامل الوعي على أن تأخذ هذه الحوزة مكانها في الدفاع عن المقدسات وتحمي شرف وكرامة كل العراقيين المنتفضين .

ومن خلال هذا الدرس نجد إن هذه الحكومة المؤقتة تقيم دكتاتوريتها على ضد من إرادة الشعب العراقي فماذا تقول لو حاججناها في أن حكم الحزب الواحد (التوليتارياتي) يقيم دكتاتوريته بحجة حماية الثورة فماذا يقولون هم وهم مع الاحتلال فهل هذه الدكتاتورية لحماية الاحتلال ؟؟

إن هذه السلطة الغارقة الآن في قمع شعبها هي غارقة حتى قمة رأسها في فضائح ومنها فضيحة الثمان مليار دولار التي وزعها بريمر على الوزارات إن ذاك في ظل مجلس الحكم حيث تبين إن الوزراء قدموا قوائم بأسماء وهمية وزعت لهم مرتبات .

أما الفضيحة الثانية والتي أعلنها الرجل المعمم في مجلس الحكم محمد بحر العلوم والذي سيكون من ضمن التسعة عشر (قائمة مجلس الحكم) المضافة إلى واحد وثمانين عضوا جرى انتخابهم في مهزلة أعلن عنها الكثير من المنسحبين من هذا المؤتمر .

والفضيحة هي إن بريمر حاكم مجلس الحكم آن ذاك سرق حسب ادعاء محمد بحر العلوم 250 مليار دولار ، إضافة لما يقال عنه أي بريمر انه كان دكتاتوريا سمجا في فرض آرائه وقراراته على هذا المجلس.

إن من خلف بريمر الآن هو السفير نغروبونتي الحاكم الحالي للعراق معروف بعدوانيته وحبه لسفك الدماء وتاريخه الأسود في أمريكا اللاتينية خير شاهد على قتله 631 شيوعيا من الثوار فهو الآن مغرق في التخطيط لحكومة علاوي في رسم هذه السياسة التي سوف تكلف العراق الكثير ومزيد من الدماء البريئة التي تسفك يوميا .

و الآن هناك قوى كانت منساقة وراء أحلام وردية زائفة منها الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنضمات المجتمع المدني تكشفت زيف هذه الدعوات كما حدث في مجزرة الفلوجة وفضائح سجن أبو غريب وكذلك العمليات التي تستهدف المدنيين والتي تسيء إلى سمعة المقاومة ، كل هذا حذا بقوى سياسية لهى وزنها السياسي في الشارع العراقي مثل الحزب الإسلامي إلى عدم المشاركة في المجلس الوطني العراقي .

إن قضية وقودها الكادحين من العمال والفلاحين ومن المثقفين الوطنيين سوف تنتصر بالتأكيد وسيخرج الاحتلال كما خرج من فيتنام يجر أذياله ولن تمر الدعاية الانتخابية لمجرم الحرب بوش ومجمعة الفاشي العسكري كما يريدون والنصر حليف الشعوب .

__________________________

د. محمد جواد فارس

عضو المؤتمر القومي - عربي

شبكة البصرة

الاثنين 7 رجب 1425 / 23 آب 2004