تجاوزات الميليشيات الشيعية تقود رئيس البرلمان العراقي إلى طهران ..
الجبوري يناقش مع المسؤولين الإيرانيين كيفية ردع الميليشيات الموالية لطهران في العراق وتطوير 'مشاركتها' في الحرب على تنظيم داعش. | |||||
العرب [نُشر في 14/12/2014، العدد: 9768، ص(3)] | |||||
بغداد - أعلنت مستشارة رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، أمس السبت، أن رئيس البرلمان سيناقش خلال زيارته المرتقبة إلى إيران الأسبوع المقبل ملفات سياسية وأمنية، متعلقة بإيقاف دعم “الميليشيات” الشيعية، وتوحيد المواقف في مواجهة تنظيم “داعش”. وأوضحت وحدة الجميلي، مستشارة الجبوري، أن “زيارة رئيس البرلمان إلى طهران، ستبدأ السبت القادم، وهي استكمال للزيارات التي أجراها مؤخراً وشملت المملكة العربية السعودية والأردن وقطر”. وأشارت إلى أن رئيس البرلمان العراقي، سيبحث مع الجانب الإيراني، “تفعيل البروتوكول الخاص بتوأمة البرلمان العراقي مع نظيره الإيراني لتوحيد القوانين التي تخدم البلدين ومنها قانون تبادل السجناء والمودعين، إضافة إلى الملف الأبرز والمتعلق بالميليشيات الشيعية العاملة في العراق”. ولفتت مستشارة الجبوري، إلى أن “هناك العديد من الميليشيات الشيعية التي تعمل في العراق وتموّل من إيران بالمال والسلاح، والجبوري سيبحث مع الإيرانيين ردع تلك الميليشيات، مع تطوير العلاقة مع الجانب الإيراني لمكافحة داعش”. واعتمدت الحكومة العراقية الحالية والسابقة بصورة متزايدة، على ميليشيات شيعية مسلحة مدعومة من طهران، بعد انهيار الجيش أمام زحف تنظيم “داعش” في يونيو الماضي وسيطرته على مناطق واسعة شمالي وشرقي وغربي البلاد. ومن بين تلك الميليشيات “الحشد الشعبي” و”عصائب أهل الحق” و”حزب الله العراقي” وسرايا السلام”. وعلى الرغم من أن هذه الميليشيات، ساهمت في وقف زحف عناصر “داعش” وعدم وصولهم إلى العاصمة بغداد، إلا أن العراقيين باتوا يخشون من تزايد نفوذها وهي المتهمة بارتكاب انتهاكات خاصة في صفوف أهل السنة ترقى إلى جرائم حرب بتعلة محاربة داعش. ويرى العديد من العراقيين أن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية منحت هذه الميليشيات الشيعية فرصة ذهبية لتصبح جيـشا رديفا يحظى بدعم “سخي” من إيران تمويلا وتسليحا وتدريبا. وللإشارة فإن ظهور الميليشيات في العراق كان قبل الاحتلال الأميركي للعراق بسنوات، وتحديدا خلال الحرب العراقية الإيرانية، وقد نشأ بعضها خارج العراق وتحديدا في إيران. وسرعان ما تقوت شوكة هذه الميليشيات مع اعتلاء حليف طهران نوري المالكي سدة رئاسة الحكومة، وبات حضورهم يتجاوز سلطة الدولة. وفي مقابل تزايد نفوذ الميليشيات الشيعية، بفضل الدعم المسلح المطلق الذي تمده بهم إيران والحكومة على حد سواء، تواجه العشائر السنية على غرار عشيرة البونمر مصيرا مخيفا في ظل نفاد العتاد منها لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وقد أعلن، أمس السبت، نعيم الكعود، شيخ عشيرة البونمر في محافظة الأنبار غربي العراق، نفاد السلاح والعتاد عند مقاتلي عشيرته التي تقاتل تنظيم داعش، مشيرا إلى أن قوات الجيش جهزت مقاتلين من أبناء العشيرة ببنادق قديمة لا تصلح للاستخدام في قتال التنظيم المتطرف. وقال الكعود ، إن “عشيرة البونمر في محافظة الأنبار تعلن نفاد الأسلحة والأعتدة التي لديها؛ وذلك بسبب استمرار المواجهات مع عناصر تنظيم داعش في العمليات العسكرية التي تهدف إلى تحرير مناطقنا من سيطرة تنظيم داعش في قضاء هيت 70 كم غرب الرمادي (مركز المحافظة)”. وأضاف أن “عشيرة البونمر ناشدت الحكومة المركزية لعشرات المرات بضرورة تجهيز وتوفير جميع احتياجات مقاتلي العشيرة من السلاح والعتاد؛ لاستمرار القتال ضد التنظيم المتطرف، لكن الحكومة لم تستجب لنا لغاية الآن”. ومنذ ديسمبر الماضي وعشيرة البونمر تقاتل عناصر داعش بعد دخولهم إلى الأنبار وسيطرتهم على مناطق واسعة من المحافظة. |