العراق... كتائب الشيعة الخطر المنسى ..
الحالة لن تكون وردية بعد القضاء على داعش، إن جرى ذلك فعلاً وإن كانت الولايات المتحدة جادة في تحركها، فقبل داعش هناك ميليشيات تقف عقبة في طريق تحقيق الأمن للعراق.
ميدل ايست أونلاين
مكافحة الميليشيات متحصنة لا تشملها قوانين الارهاب
لندن- يطرح الوضع الحالي، في إطار التحالف الدولي لحرب إرهاب داعش، الذي كشف عنه قادة دول حلف شمال الأطلسي عقب اجتماعهم الذي اختتم مؤخراً في ويلز تساؤلاً عن الموقف الدولي من الكتائب الشيعية، وغيرها من الكتائب المتشددة في العراق، ولماذا لم يجر إعلاناً بإدراج بعض هذه الميليشيات، التي تهدد أمن ومستقبل العراق، على قوائم المنظمات الإرهابية أسوة بتنظيم الدولة الإسلامية داعش، الذي بدأ تحركه على الأرض، في مواجهة الدولة داخل العراق بداية العام الجاري؟
إلا أنه بدأ إحراز مكاسب على الأرض في يونيو (حزيران) الماضي، حيث بدأ يحقق مكاسب في مواجهة الجيش العراقي الذي شهد انسحابات متتالية أمام التنظيم الذي لم يشكل وقتها أعضاؤه سوى بضعة آلاف من المقاتلين.
يفتح هذا التساؤل الباب أمام سيناريوهات عديدة، فهل نهاية داعش وإبادته عن أكمله يعني أن العراق سيصبح آمناً وتنتهي التهديدات الإرهابية التي به منذ بدء الاحتلال الأمريكي في 2003 وحتى الآن.
يعاني العراق أزمات كبرى في مواجهة الإرهاب منذ بدء العدوان الأمريكي على أراضيه، زادت وتيرته في عام 2006، والتي تأصلت فيها الأزمة الطائفية، وزادت بين السنة والشيعة، وميليشيات الطرفين المسلحة إلى وضعية أدت بالعراق إلى الدخول في منعطف الإرهاب في أوسع حالاته، فزادت وتيرة التفجيرات، وظهرت المفخخات التي تستهدف المواطنين والتجمعات الشعبية بصورة تشير إلى أن العراق أصبح يعاني أزمات يصعب الخروج منها.
وبالرغم من انتهاء الأزمة الطائفية عن السطح إلا أن العراق مازال يعاني من التفجيرات، والمفخخات التي لم تقف عند أي حد، بل وتزداد وتيرتها حال احتدام الخلاف بين الساسة العراقيين من أطراف مختلفة.
نعم داعش مشكلة ولكن
لا أحد في العراق آمن، حتى من قبل انتشار تهديدات داعش، فالعراقي يخرج من بيته ولا يعرف إن كان سيعود اليه من جديد أو سينتهي به المطاف في تفجير بأحد التجمعات السكنية، أو الأسواق الشعبية، وربما بالقرب من الأسواق الشعبية. فهل هذا التحالف الدولي المكون من 40 دولة سيحقق للعراقي البسيط حقه في العيش في وطن آمن؟
الحالة في العراق بالتأكيد لن تكون وردية بعد القضاء على داعش، إن جرى ذلك فعلاً وإن كانت الولايات المتحدة جادة في تحركها، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وحديثه عن القضاء على داعش وتدميره.
لكن على الأرض وفيما قبل داعش هناك ميليشيات شيعية، وحتى سنية تقف عقبة في طريق تحقيق الأمن للعراق.
العنف المقدس
لم تكن المطالبات التي خرجت هذه الأيام بتجريم ميليشيات شيعية عراقية، ووضعها ضمن قوائم الإرهاب، التحرك الأول بل سبقه مناشدات كبرى من جانب ثوار سوريا، خاصة الائتلاف الوطني ومنظمات حقوقية سورية، حيث طالبت بايقاف امتداد عدد من الميليشيات الشيعية العراقية، التي تقاتل إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، مع الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي تنظيم حزب الله اللبناني.
وبدأ الظهور القوى والجدي للميليشيات الشيعية في أعقاب العدوان الأمريكي على العراق، وإن كانت هناك بعض منها ظهر فيما قبل هذا التاريخ، خاصة في ظل الأوضاع المضطربة التي كان العراق يعيشه قبيل عدوان 2003.
لكن في العام 2006، وفي أعقاب حرب حزب الله مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بدأت ميليشيات أخرى تتشكل وتظهر في فضاء العراق، الأمر الذي تزامن مع الفتنة الطائفية في العراق، لتبدأ حالة التشاحن الطائفي الأبرز في العراق ولتبدأ حالة حرب بين متطرفين من الجانبين الشيعي والسني في العراق.