Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

مرة أخرى مقتدى ..

الكاتب : عزام أبو عزام

سألت يوما من خلال صفحة البصرة المجاهدة وفي مقالة تحت عنوان (هذا رأي وانا عنه المسؤول) عدة اسئلة لمقتدى الصدر وتمنيت عليه ان يجيب على تلك الأسئلة بالطريقة التي يرتأيها سواء كانت اجوبة مكتوبة او مسموعة او مرئية وانا لا تهمني الوسيلة التي يجيب بها , المهم عندي هو ان يجيب على اسئلتي , وليومنا هذا لم يرد مقتدى الصدر على الأسئلة , وانا لست بصدد امتحانه , كل ماطلبته هو ان يوضح موقفه من العراق وبأي مركب يسير , هل هو مع مركب العراق ؟ ام هو مع مركب المشروع الصهيوايراخليج مصراردامريكي ؟ , وليومنا لم يرد على ماطلبناه منه .

في الأفلام الأمريكية يعمدون الى اسلوب ال (سيسبينس) اي عنصر التشويق , بحيث تجعل المشاهد مشدودا الى الفيلم ومصدقا انها حقيقة بينما هي مجرد سينما (اكذوبة) , وتظل كمشاهد للفيلم متأثرا حتى بعد نهايته  بفترة ليست بالقصيرة , وقد تحدّث اهلك واصحابك بأحداث الفيلم اذا كنت قد اعجبت وتأثرت بهذا الفيلم , واحيانا قد تتطرف لفكرة الفيلم في مناقشة بريئة مع الأصحاب ولا اغالي ان وصلت المناقشة في بعض الأحيان الى الأحتدام وقد تصل الى استخدام لغة اليد والرجل في النقاش .

وهكذا الحال في الحياة الدنيا , احيانا نستخدم لغة التغريب في ايصال فكرة معينة في وقت معين , اما في الحياة السياسية فكثيرا ما تتشابه بالسينما, والشواهد كثيرة  منها مثلا  الفيلم الذي جرى بين امريكا وليبيا عندما وجهت امريكا خطابها الى دول محور الشر كما سمّته هي وفيه شئ من التلويح بالعصى الغليظة وبعد الذي جرى ما جرى في العراق وشاهدنا كيف ان ليبيا اسرعت في نزع كل ما تملك , وكان مجرد خطاب موجه من على شاشات التلفزة , اذا امريكا مارست مبدأ (اسمعج يابنتي واعنيج ياجنتي) ونجحت بهذا , ومثال آخر في الحياة السياسية هو ماجرى قبل مؤتمر القمة الذي عقد في مصر قبل الحرب العدوانية على العراق وكيف شاهدنا زعامات الأمة وهي ترفض العدوان على العراق وتندد به اذا ما وقع ورفضت هذه الزعامات ان تشن امريكا عدوانها من على اراضيها , وبعد ان تم العدوان شاهدنا جميعا الفضائح التي توالت ومن قبل امريكا وكشفها لأدوار هذه الزعامات العربية في الحرب العدوانية على العراق , وبمعنى ادق ان امريكا كانت قد اعطتهم بعض من فسحة بأن يظهروا عدم موافقتهم على شن الحرب ويبدون تعاطفهم مع الشأن العراقي , اي على مبدا (ويّا الحرامي بوك ويّا الجرخجي دير بالك) وبالنتيجة كانوا جميعا في صف الحرامي , والمسكين الشارع العربي البسيط كانت قد انطلت عليه الحيلة بأن زعامات الأمة هذه ستقف مع العراق اذا ما اعتدت عليه امريكا .

كثيرا ما نكتشف في حياتنا بعض الناس الذين كنا نحسبهم اعزّ الأصدقاء واذا بهم اشد الناس عداوة , وكثيرا ما يكون اكتشافنا للأمر متأخر , وهكذا الأمر في الحياة السياسية , والأمثلة كثيرة والحمد لله فعلى سبيل المثال ما جرى من خيانة بينو شية بعد ما عينه سلفادور الليندي قائدا للجيش في تشيلي وتواطئه مع المخابرات الأمريكية على الديمقراطية في بلده وقتله لسلفادور الليندي , ومثال قريب جدا لنا وهو كيفية تعامل دويلات الخليج مع العراق اثناء الحرب العراقية الأيرانية والجميع صدّق ان هذه الدويلات الخليجية قد وقعت في غرام العراق وقيادته ولاحت بوادر وحدة في الأفق , لكن ما ان زال المؤثر انكشفت هذه الدويلات , اي بعد ان تمت المؤامرة على العراق بأتقان كشّرت هذه الدويلات عن حقيقتها المليئة بالكره للعراق وشعب العراق وقيادة العراق لا بل اعلنوا عن كرههم لكل ما هو عربي .

وكلنا رأينا فرنسا محاولة انقاذ امريكا من ورطتها في العراق وكيف كان يفكر شيراك بأرسال قوة عسكرية تعدادها 15000 جندي فرنسي للعدوان على العراق وكل العالم كان قد صدّق ان فرنسا لها مواقف ايجابية مع العرب وكيف انها عارضت الحرب واعتقدنا جميعا انها ستدخل الحرب من اجل سواد عيون العراق ضد امريكا , وهكذا تقاسم الأدوار لتبقى شعرة معاوية , اي هناك الكثير ممن يعمل مع امريكا واهداف امريكا في المنطقة بالسر, وفي العلن يلعن ابو امريكا والهواء الذي يمرّ بأمريكا والشواهد كثيرة , واذا لم تر الدم في افلام (الأكشن) الحركة والمغامرات والعنف الأمريكية لا تقتنع بالفيلم رغم ان الفيلم من اوله الى آخره عبارة عن خيال كاتب القصة اي بمعنى ادق كذبة, وانت تعرف حق المعرفة انه فيلم وليس حقيقة , اي بمعنى ادق ان دماء ابناء النجف ومدينة صدام اما كانت :-

(سسبينس) عنصر تشويق لنقتنع بالفيلم على انه حقيقة .

او كانت عبارة عن نذر او (فجران دم) لبداية مشروع تسليم الأسلحة والدخول في لعبة ال (حية ودرج) بوش والسستاني .

وهكذا مرّة اخرى نجد انفسنا في طلّسم آخر من الصعب على الناس فك رموزه , اي اننا دخلنا مرّة ثانية في لعبة المفتاح والعروس والصندوق والحدّاد و(صنيديكي ما بي مفتاح).

هكذا , هم يصوّره لنا كأنه الطلّسم معتقدين بأننا مازلنا نقرأ البلبل الفتان  غنّى على الأغصان , ولا ادري هل هم يفكرون بهكذا سذاجة على اننا اغبياء ؟ ام انهم فعلا مؤمنين على اننا اغبياء؟

ولكن الحالتين تدل على جمود عقولهم وتحجّرها وبقائها في مستوى التفكير ايام الداينوصورات المنقرضة وبعيدة جدا عن المجتمع العراقي الديناميكي المتحرك جدا و  ال(مفتّح باللبن) , وهذا ان دل على شئ انما يدل على بعدهم الكبير عن الشارع العراقي وعدم احتكاكهم بهذا الشارع , اي هناك هوّة كبيرة وسحيقة بينهم وبين العراقيين , وعندما توجد الهوّة توجد عدم المعرفة وعدم الدراية , وعندما توجد عدم الدراية يعني تسقط شرعية تمثيل (المّوندخ ) الغير داري بما يجري في الشارع العراقي للشارع العراقي . اي ان من لا يدري ما هو هذا المجتمع لا يستطيع ان يجد الحلول الملائمة لهذا المجتمع وهنا تسقط شرعية تمثيله لهذا المجتمع .(عدل لو لا ؟) .

السستاني هو المربية لمقتدى الصدر او الحاضنة له , وكلنا شاهد وعلى الهواء مباشرة كيف كان السستاني محرّكا لمقتدى الصدر , وهذا الأمر لا يحتاج للبرهان فهو مازال جاري  .

اليوم السلاح وغدا (اللبسان) وبعد غد ماذا ياترى ؟ اخاف ان ابوح بما يجري في عقلي وخلّيها على الله (بعد ماكو شي يخوّف) (اللي يريد ينزع خل ينزع) (هيّه مطولة ؟) (باجر يجي الشتا , قابل يظلّون مصاليخ ؟ بكل الأحوال لازم ايغطّي) (بس اللي ايغطّي متأخر الا ماياخذ برد , يرضة ما يرضة).

وكلنا شاهد وسمع وصدّق وآمن ان السستاني يعمل لصالح ما خارج العراق سواء كانت ايران ام امريكا او اي سنهدرين لايهم فهم جميعا في خانة واحدة (خانة ال يك) . ومقتدى يقتدي بمقتداه السستاني , اذا مقتدى يصب في نفس الخانة أي خانة ال (يك) بالأستعاضة , سواء علم ام لم يعلم , (واذا دا احجي غلط لطّوني على حلكي) , واذا اقنعنا مقتدى بأن ماجري ليس من التشويق بشئ ولا من النذر او من (فجران دم ) اذهب اليه صاغرا  ل (يلطّني على حلكي واذا اراد على الهواء مباشرة ماعندي مانع) (وآني الممنون) .

( اروحلك فدوة انطقهه للدرة وجاوب على اسئلتي ولتعذبني بصمتك الرهيب يا ابو قلب القاسي , عابتلك , اشكد لئيم ؟ ليش هالشكل تعذبنا ؟) (الله يخلّيك جاوب على الأسئلة وتره ماكو ولا سؤال ترك) .

______________________________

شبكة البصرة

االخميس 30 شعبان 1425 / 14 تشرين الاول 2004