Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

مع الأحداث 31 ..

الكاتب : د. نوري المرادي

القابض على الهواء سستاني!

أما القابضون على الجمر فالمحتلون!

منذ فترة والأحداث تتوالى سراعا، إلا أن أهمها بلا جدال ذلك البطيخ الأحمر الذي شواه ليوث المقاومة الوطنية على آذان الأمريكان فجعلوهم يرون نحم سهيل في ظهيرة تموز الصحراء. وبإعتبار أن فتيان شنعار وعدونا سابقا بهذا، فسيمر علينا هذا الحدث مر الكرام. والملاحم لا يشعر بها صانعوها، بينما تشعرها الأجيال اللاحقة. ألا ترانا صرنا نتشكى تبرما إذا لم تحمل الأخبار إلينا إستشهادية تطحن المحتلين وأعوانهم الخونة طحنا.

إلا أن عدة أحداث تستأهل المراجعة، منها مثلا نتائج استفتاء ما قال أن عبدو حيكم صهيون سيفوز برئاسة العراق لو جرت الإنتخابات اليوم، وحبر غقالة طالباني وإختفاء 400 طن متفجرات من العراق وفتاوي سستاني التي صارت تسيل كاللعاب، ومقتل 49 مواطنا من الجنوب قيل أنهم عادوا بإجازة من تدريب. وهناك أحداث اخرى جانبية، سنعرض لها إن دخلت في سياق ما نحن بصدده.

وعليه:

اولا

تحتضر الخنازير كما تحتضر الكلاب، ليس لا أحد يرحمها فقط وإنما يتجنب نجاستها أيضا. وهكذا كتبة الإحتلال، وهكذا من وقف خلف مشروع الإحتلال، وهكذا الذين افترضوا أنفسهم أذكياء فخططوا مسبقا لأغتيالات وإغتيالات مضادة وعمليات إجرامية قصد تفتيت المجتمع العراقي عساه يلتهي بحرب فيخلو لهم الجو ليبيضوا ويصفرون. ناهيك عن أن أداة الإحتلال ذاتها جيش أمريكا بدأت تحتضر ولا من يرحم هذا الجيش أو يترحم عليه. وهذا ما تقوله الإحصائيات والأحداث ووقائع العمليات القتالية على أرض العراق وما يقوله كل العالم. وقبل أيام فقط، وبتزامن غريب مع شهر رمضان، صار عدد من قتلهم فتيان شنعار الأشاوس من الجيش الأمريكي والمتعاونين معه يفوق كل ما قتله الإمريكان من العراقيين خلال الغزو. وهذا مجرد أول الغيث. من هنا، فما عاد الغدر يحيط إلا بأهله، وما عادت التآمرات سوى لحظات أسف على ضحاياها وحسب. خصوصا وقد قال القدر كلمته وكشف أن فواجع جسام مرت بالعراق كالصحن الحيدري وعاشوراء في كربلاء والنجف والكاظم، كان وراؤها عراقيون مأمورون من الموساد، وهم حصرا حزب أحمد الكلب وجيش غدر ومافيا الطرزان. وهذا ما كشفته تقارير قاض عراقي وشرطة عراقية ومحامون عراقيون أيضا، وكشفوا معه المصيبة الكبرى التي حلت بشيعة آل بيت النبي العظيم، وهي أن مرجعهم الأعلى علي سستاني يعلم بالجناة ويغطي عليهم عبر محفله الذي يسمى زورا وبهتنا (البيت الشيعي). من هنا كما قلت فما عاد المكر سوى أن يحيق بأهله، وما عادت التآمرات إلا أن تكشف من دبرها. من هنا، فالمؤامرة التي قتل بها 49 شابا من جنوب العراق، وإدعى داع أن المنفذين زرقاويون، لا تنتظر سوى أيام لتنكشف. وسبق ونشرنا متابعة إلكترونية لمختصين من الجزيرة العربية تبين من خلالها أن كل الرسائل التي صدرت سابقا بإسم الزرقاوي تتهدد الشيعة وغيرهم بالقتل، إنما صدرت من مكتب عبدالرحمن الراشد في لندن. المهم إن مؤامرة قتل هؤلاء الصبيان الأبرياء الدموية لم يبق لها سوى أيام وتنكشف لينقلب سحرها على ساحرها ويتبين أن منفذها مجموعة من جيش غدر ومافيا الطرزان وبإقتراح من أذكياء(!!!) الموساد طبعا. أذكياء، لأنهم تركوا خطأ واحدا لا يتركه أي سفيه، حين نفذوا هذه الجريمة النكراء. فقد إدعوا أن المنفذين لهذه الجريمة صادروا سيارتين من السيارت الخمس التي كانت تقل الشبان بينما أحرقوا ثلاثة. والسيارات الخمس هي حافلات كبيرة وطول الواحدة يتجاوز 15 مترا، ولونها أخضر وشكلها خاص جدا ولا تستخدم إلا في الجامعات وبعض المعسكرات. وبالتالي فالعثور على السيارتين المصادرتين لا يتطلب إلا جهد ساعة أو إثنتين فقط، ليكشف إثره الجناة. الغريب أن أول ما جعلني أقتنع بأن الجريمة من تنفيذ اليد التي نفذت فواجع الصحن وعاشوراء، هو تلك الفزعة السريعة من كتبة الإحتلال لينادوا بالويل والثبور مكررين تقريبا الكلمات ذاتها فيما كتبوه وكأن، أو هي هكذا، أحدا ما لقنهم ما يقولوه.

المهم، إن فاجعة قتل الشبان الجنوبيين من فعل الحكومة ومافياتها وبنصيحة من الموساد لإحداث فتنة. لكن فتنة لن تحدث فلحمة الشعب العراقي أقوى منها، ما بالك إنها لا ولن تقلل من زخم العمليات العسكرية ضد المحتلين ولو لواحد بالألف.

ثانيا

قبل غزو العراق بعام تساجلت وتشاتمت مع محمد باقر حكيم، ونبهته أيضا إلى مسلمة واحدة وهي أنه ليس أكثر من كبش فداء للمحتل، وأن مشروعه سينتهي برأسه. وفي أكثر من ثمانية مواضع على موقعي الحوار المتمدن وكتابات وأحيانا على صحيفة (القدس العربي) قلت ما معناه إن دور الحكيم ينتهي عند احتلال العراق. وفي مقال لي بعنوان (الرد على تشبيه المدلسين) على موقع الحوار المتمدن بتاريخ 020913 وبرد على محمد باقر الحكيم قلت: (( وفيما يخص المجلس الأعلى أيضا. فهو ليس يفتقر إلى البرنامج وحسب، بل هو أساسا مشروع طائفي ضيق ليس له هم سوى أن يجد قادته مكانا سياسيا. وحاشى الشيعة أن يكون طموحهم بهذا الشكل المقيت. وليس كل الشيعة معه بدليل الإعتداءات المؤسفة المتكررة التي تعرض لها شخص رئيسه من أبناء ملته المؤمنين. وليس كل الشعب العراقي معه أيضا. لهذا فمشروعه أولا وآخرا خارج عن طيف العقلانية السياسية التي نريدها أن تحكم العراق. )) وفي مقال (الفتنة وحكيم صهيون) آخر على موقع البصرة وبعد مقتل باقر كتبت أن ((المهمة التي أوكلها الأمريكان إلى باقر حكيم، هي التزويق لإحتلال العراق، عن طريق الفتيا والعمليات السرية والدعاية وما إليها. وقد إنتهت مهمته بنجاح الأنجلوصيونيا بإحتلال العراق. لذا صار كزائدة دودية تقطع في الظرف المناسب. وأنسب الظرف أن ينتج عن القطع فائدة. والفائدة المتوخاة كانت إثارة الفتنة بين السنة والشيعة. طبعا فات المحتلين، أننا قوم نكره الزائدة الدودية، حيّة أو ميتة. لذا ذهب باقر حكيم بما جنت يداه)) ومرة كتبت له قائلا: ((أخي الحكيم! تأتي الأمم وتذهب ويبقى الموقف! الدين والمذهبية خارج همومي. موضوعي معك سياسي، وأطالبك فيه بالكف عن التعاون مع أمريكا وبسحب فتواك بجواز التعاون معها، وحسب. ونحن الآن لسنا بمجلس فوازير لغوية بل في ساعة أقل ما في تبعاتها أن ينقسم العراق إلى دويلات ستتقاتل بها دولة شيعية مرجعها أنت مع دولة شيعية جارة مرجعها غيرك. ودمت!))(الحوار المتمدن 020818) وقلت له أيضا: ((فهل أفتى الحكيم وصرح الجلبي لأجل هذا أم أنهما سيوقعان على احتلال العراق ثم ترميهما أمريكا إلى المزابل)) (الوفاق 0204 وكتابات والحوار 030422 كل إناء بالذي فيه) و: ((وحبذا لو يدرك محمد باقر الحكيم بأنه بالأساس مشروع طائفي، لو حتمت الظروف على المحتلين اللجوء إلى المشاريع الطائفية، فلن ينل هو شيئا)) (ثأر السبي البابلي 030526) و: ((أما هؤلاء الخونة من أمثال باقر حكيم والكلبي وخوئي فمصيرهم محسوم، بـواسطة نيران صديقة أو بتقرير ما يرسلهم إلى غوانتانامو)) (030325 اليوم السابع) و: ((ودخول باقر وخوئي على دبابات الأمريكان مصيره محتوم وهو الموت؟! إنما هي مجرد مسألة وقت وحسب، والأيام ستشهد)) (030411 دخول ميمون). بل مرة وبعرافة لا إرادية قلت للراحل باقر: ((ستلحق يا باقر بالخائن خوئي وستقتل شر قتلة فلا يشبه جسدك هيئة البشر ولن يجد جسدك النـ،، مدفنا في أرض العراق الطاهرة)) (030628 فتوى حكيم صهيون الجديدة). وكانت النهاية مؤلمة حقا ومطابقة جدا فلم يوجد جسد لباقر كي يدفن في أرض شنعار! ناهيك عن أن باقر قتل بيد سيده ومنظمه ورئيسه - الموساد!

وبمناسبة ميلاد الجيش العراقي في العام الماضي وفي رسالة إلى الإمام جواد الخالصي كتبت: (( سيقتل عبدالعزيز الحكيم مقسوما جسده إلى نصفين، نصف تأكله الكلاب ونصف يتغامز دفانوه عليه )). لكن شتان! فما كتبه لباقر عن مصرعه كان لا إراديا، أما ما كتبته عن مصرع عبدالعزيز حكيم المحتوم، فتخالطه أمنية. لذا قد لن يقتل بهذا الشكل. ربما بأهون، أو بأسوأ منه ألف مرة، كأن تأكله الكلاب والخنازير طوعا، ليحشر ضمن أجسادها يوم القيامة.

ومشروع عبد العزيز حكيم طائفي بغيض حتى وإن حكم فسيموت عاجلا، بدليل حكم مافيا الطرزان. ناهيك عن أن الحليف الأول لحكيم صهيون هو مام جلال بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة. وجيش حكيم صهيون يتكون من مافيا ليس لها غير مصير تقليدي واحد كأي مافيا في العالم. أن يبيدها الجيش العراقي المظفر القادم، وهذا هو المحتوم، أو قبله حيث تبيد ذاتها بالإقتتال التقليدي على الحضوة أو المال. كما إن حكيم صهيون واحد من حفنة مماليك يتزاحمون على سلطة، ما أن يحصلها أحدهم حتى يفتك بأصحابه المماليك أولا. وخذ مثلا على كلبي وعلاوي وشهبوري ومستنقع العفن وآلوسي وهلم جرا. وحكيم صهيون عبدالعزيز أعطى مبررا لأن يكون قتله كأشد ما يكون حين قبّل الصهيوني الإسرائيلي الجنسية مارتن إنديك وبعده دوني فما لفم. وسيقتله مملوك آخر، ليس كرها بالصهيونية، إنماه مأخذ يبرر به ذمته أمام العامة، تماما كذلك المأخوذ الآن على مثال الآلوسي. وعبدالعزيز حكيم صهيون هذا، واحد من جملة بيادق يحركها المحتل ومن خلفه كيف شاء. ومن مسلمات المحتل، أن يعرض بيدقا كمحط للأنظار ومجلب للشتيمة حتى ساعة الصفر ليتضح أنه قد أعد شخصا آخر كليا، لا ولم يكن بالحسبان. فقد أعد باقر حكيم وسلمه أكثر من 65% من مقاعد مجلس المحضيات قبل الإحتلال حتى لقد قال العالم إن باقر هو رئيس العراق القادم، لكنه في لحظة الصفر منعه من دخول العراق بل أدخل أحمد الكلب بقبعة رعاة البقر وهيّأ له فشتمه الوطنيون ولحق به المتملقون، حتى ساعة الصفر الثانية، فإذا برجل أمريكا هو عليوي. عليوي الذي كان أحمد الكلب يستنكف ذكر إسمه كاملا خلال الخمسة عشر عاما الماضية. وحين دخل باقر وتجمع حوله من تجمع فهتفوا له بالروح والدم، قتله الأمريكان شر قتلة. كما، وحين إندفع الباججي وتصور أنه الرجل المناسب فشتمه من شتمه وإلتحق به من إلتحق من الخونة، حلت ساعة الصفر الثالثة وإذا بعضروط لم يكن على بال المحللين السياسيين لا بالعير ولا بالنفير، وهو غازي الياور، ينصب على العراق رئيسا ويهرب الباججي بجلده.

وهكذا، وموضوع إبدال الأشخاص على أشده في أمريكا. لنتذكر أن بوش الأب هو الذي وحد العالم تحت ذيل أمريكا ومع ذلك أقالوه أو منعوه من الفوز. وكذلك شوارتزكوف ومايرز وروز وقبله. طبعا هم يستخدمون الشخص وخوف أن تخلق إنتصاراته كاريزما تحول دون تلقينه، كما حدث مع آيزنهاور، يقيلوه في المهد ليصنعوا شخصا آخر بعده وهكذا. من هنا، فتسريب كذبة إستفتاءات قالت أن عبدالعزيز حكيم سيفوز لو جرت الإنتخابات اليوم، هذه الكذبة عن هذا الإستفتاء الذي لم يحدث على أية حال، لا تعني سوى أن مقتل عبد العزيز الحكيم أو إقصاءه هو حزبه عن السياسة كأحمد الكلب قد بات قاب قوسين أو أدنى. لذا أنصح عبدو حكيم صهيون، أن لا يندفع في خدمة المحتلين ردا لجميل تعيينه رئيسا قادما. لن يعينوه، وإنماهم يقدموه الآن كبش فداء لرئيس سينصبونه في إنتخابات صورية،،،، لو حدث المستحيل الثامن! والمستحيل الثامن هو أن يصمد المحتلون حتى نهاية العام تحت وطأة هذه المجزرة التي ينفذها بحقهم وعليهم فتيان شنعار الأبطال!

فيا عبدالعزيز حكيم، إمسح بوزك! لا شكلك شكل رئيس، ولا روحك التي لقحها لعاب ريتشارد دوني روح مواطن، ولا أنت مرضي عليك شعبيا وقد منحت أهلك الفرس مئة مليارد دولار من لقمة عيش العراقيين، ولا أنت مرضي عليك وعلى آلك شيعيا وقد أجهضت إنتفاضة صفر التي يمجدون. ناهيك عن أنك أجمل هدف مشروع لكاتيوشا المقاومة!

ولقد نصحتك، ليس حبا، وإنما نصح عدو لعدوه!

ثالثا

ربما ردا على تعليق من الكادر إفترض أن السستاني الشبيه هو الذي يفتي كاللعاب للمحتلين ويتجاوز على القرآن فيتخذ الكفار أولياء، أو يفتي بعدم قتال محتلي أرض المسلمين، ربما لهذا، أو ربما لأمر آخر، جمعت حكومة المخنثين قبل يومين وفدا قالت إنه من طلبة الجامعة زار سستاني في بيته. وسستاني، أو هكذا قيل، أخبر الطلبة عن نضالاته وأنه كان قيد الإقامة الجبرية أيام حكم مقتدى الصدر في النجف،، وانه وأنه ،،الخ من الترهات؟! وقبل 3 أشهر بالتقريب قال باول وفي مقابلة له بمطار القاهرة كما أظن، أن أفضل من يفيدنا في العراق هو السيد سستاني. وحكومة المخنثين الحالية تعلم أن أفضل من يفيدها هو سستاني، ونحن أيضا علمنا إن من خلال فتاويه للمحتلين أو من خلال وعملية القصطرة التي قيل أنه خضع لها، سلم الصحن الحيدري إلى علماء الأرخيولوجيا اليهود لينهبوه. دور السستاني صار معلوما لنا وللجميع ولكل ذي عقل ما عدى سستاني نفسه،،، أو أنه عبد مأمور مجبور على ما يقول. فتعالوا نحاج سستاني هذا، وبأحلى اللعب إليه – الإنتخابات!

سستاني أفتى بارسال من يسجل إسمه للإنتخابات إلى الجنة ومن لا يسجل إلى النار، فجعلنا نحن العلمانيين نتشمت بإخوتنا المتدينين وأي تشمت؟! فلنا منذ اليوم أن نفعل ما نشاء مما يسميها إخواننا المتدينون موبقات، ونطلق لشهواتنا العنان، ثم وحين يأتي يوم الإنتخابات نسجل إسمنا بالقائمة فندخل الجنة. ولا داعي للصوم والصلاة والحج والزكاة وإيتاء ذي القربى حقه وما إليه من أمور يراها الدنيوي ثقيلة على حياته. ولله أن يحاسب السستاني، أما نحن فمقلدون وحسب. هذا من جانبنا. لكن ماذا لو حدثت الإنتخابات حقا فمن سيفوز؟! لنحسبها بالإصابع؟!

يدعي إخواننا السستانيون أن الشيعة 50% من العراق. وهذا القول لا تدعمه معطيات سوى ما برأس سستاني أو ما حشاه المحفليون برأسه. لكن حتى إذا أخذناه كما هو، ففيه يكذب سستاني نفسه أيما تكذيب. لأن الدين أقوى من القومية، وعند الحسبة على الأساس الطائفي فسيعود الكرد وباقي القوميات لينقسموا على أساس الدين، لنرى حسبة أخرى تماما. لا يهم فلنأخذ معطيات ما يجول بخواطر أبونا سستاني كما هي. فحيث له قالب معين عن الشيعية والسنية، فقد نسي مولانا أن الشيعة الذين يقول أنهم 50% من الشعب العراقي، هم حقيقة نسيج من: بعثيين، علمانيين يساريين، مستقلين، أتباع الصدر، أتباع الخالصي، ثم التشكيلة التي تتكون من أتباعه وأتباع حكيم صهيون وحزب الدعوة. وحزب البعث في أغلب محافظات العراق أعاد تنظيماته كاملة. والعلمانيون اليساريون تنفسوا الصعداء بعد أن ذهب فاشيو البعث السابقون مع المحتلين وبقي حزب البعث الوطني المشرق الوجه الذي يقود المقاومة. والمستقلون من الشيعة لهم ما لإخوانهم اليساريين. وأتباع الصدر رأيناهم بأم أعيينا وهم حقيقة يشكلون الجسد الأكبر من الشيعة المتدينون. وأتباع المدرسة الخالصية لا يستهان بتعدادهم وهم حقيقة يمثلون التيار الثاني بالعدد بعد التيار الصدري. فإذا شطرنا الـ 50% التي تدور برأس أبونا سستاني، سنجد أن أتباع سستاني لن يزيدوا عن 5% منها، أو 10% عن مجمل الشعب العراقي على أعلى تقدير.

لا والله! السستاني يعلم بهذا ويدري الحقيقة. وهو إنما يصر على الإنتخابات، ويفتي الفتاوي لها وللإحتلال، فتماشيا مع مؤامرة كبرى، نسجت خيوطها في العشرينات من القرن الماضي، وهو أن يبقى المذهب الشيعي ملحقا بإيران، وأن يكون مضطهدا ليس له من الأمور إلا البكاء والنعي واللطم، طالما في العراق خير للطامعين.

تسألني كيف؟!

بسيطة جدا؟! وأنت أيها القارئ ستفعلها لو طمعت بخيرات العراق! فأي شيء أحسن من أن تخدر ثلث الشعب العراقي (الشيعة) وتعزله عن الموقف الوطني بأن تحشو أفكاره بالمضطهدية وأنه ليس من العرب ولا الإسلام وإنما هو شيعي مظلموم محروم من اللطم والبكاء. وقد قرأت مرة على كتابات مقالا ذكر فيه كاتب شيعي (( إننا يجب أن نطمح لا لدولة إسلامية شيعية وإنما لدولة شيعية فقط )). وقد كتبنا عن قبول السستانيين بشارون حاكما طالماه يحكم بالعدل في إسرائيل. المهم، إن سستاني يخدر ثلث الشعب العراقي ليعزله عن الموقف الوطني كإحتياطي لأي طامع أو محتل، كما حدث مع هذا الغزو الأخير. وحيث هذا الغزو منته والمحتل مطرود وعلى يد أغلبها ليس شيعيا، فسيبقى هذا الثلث إحتياطيا كامنا حتى الغزو الآخر. إحتياطي، سيكون في الوقت ذاته معزولا منظورا إليه بعين الريبة وقد ساعد المحتلين بالسلاح والتشريع والتنفيذ معا. ما بالك، وقد حارب سستاني التيار الشيعي الوطني بقيادة مقتدى الصدر بقصد إبادته، ويكن أشد العداء للتيار الشيعي الخالصي الوطني أيضا. والخائن خائن، ولن يعصمه إنتساب حتى إلى آل البيت. ولنا بعبد العزى (أبو لهب) عبرة.

إن لعبة سستاني الإنتخابية، وعزل الشيعة عن مقاومة الإحتلال، يقصد منها عزل الشيعة عن حكم العراق القادم، الذي حتما ستحكمه القوى الوطنية التي طردت الإحتلال. والإحتلال مطرود لا محالة، والتحرير قادم لا محالة، وستسود وجوه وتبيض أخر لا محالة أيضا!

فيا شيعة العراق إنتبهوا! إن سستاني متآمر هو وحكيم صهيون عليكم ولعزلكم!

رابعا

قرأت قبل يومين على موقع البصرة مقالا لقائد من لجنة التصنيع العسكري للجيش العراق المقاتل الآن تحدث عن إستخدامات جديدة لبعض الغازات في الصواريخ من نوع رعد وطارق وكراد التي بدأت ورشات الجيش والمقاومة بتصنيعها وإستعمالها. وقد ذكر المقال حرفيا أن: ((وفي محاولة جادة من قبل القيادة العامة للجيش العراقي للجم هذا الجنون التدميري الذي تتبعه أمريكا ضد الشعب العراقي عمدنا إلى استخدام رؤوس تدميرية مهولة التأثير وخبيثة بلازمية الحالة أيضاً محملة بواسطة صواريخ الصمود والغضب استخدم أحدها ضد المنطقة الخضراء وأسفر عن خسائر كارثية نقلت ضحاياه بأكثر 50 سمتية. كما استخدمت رؤوس عنقودية خبيثة من الزئبق الأحمر التي حملت بصاروخ الرعد والليث بواقع 300 قنبلة 2 كغم في الرأس الواحد، استخدمت ضد بعض القواعد الهامة مثل مطار صدام الدولي وأحدثت بفضل الله خسائر كبيرة بشرية ومادية على السواء. وقد قامت عدة وحدات صاروخية تابعة للحرس الجمهوري وبأوامر من القيادة العامة وتوقيتاً مع زيارة وزير دفاع العدو رامسفيلد بتوجيه ضربة صاروخية ضخمة بواسطة 24 صاروخ صمود المحملة برؤوس خانقة غازية من fae وإنشطارية زنة 1000 كغ للراس الواحد أطلقت من أربع محاور يتولى كل محور ستة منصات إطلاق متحركة من نوع النداء ومن مسافات تصل إلى 200 كم، وقد نتج عن هذا الضربة الضخمة إخلاء طبي ضخم جوي وأرضي استمر ساعات عديدة ووفقاً للمعلومات الأولية فقد تم التدمير على الأرض لأكثر من 6 طائرات نقل كبيرة وعدد كبير من السمتيات ويعتقد أن عدد كبير من الأطقم الجوية لقي حتفه نتيجة استهداف مراكز تجمعاتهم وثكناتهم بثلاثة صواريخ أحدثت دماراً كبيراً ولله الحمد والمنة وقد كانت هذه الضربات الجديدة النوعية بمثابة رسالة تحذير للعدو بأنه بمقبض اليد وترسم له خطا أحمر يحد من طغيانه وتجبره)) وهذا التصريح ذو المعلومات الخطيرة نشر قبل أسبوعبين فقط. والله وحده يعلم إن كان تصحيحا لما ذكرته أنا بمقابلة قبله بأسبوع مع الصحافة اليابانية من إنكار إستعمال المقاومة للغاز السام، أو هو جاء عرضا وضمن سياق معلوم لدى قيادة الجيش العراقي المظفر.

المهم إن الجيش العراقي توقف طوعا عن إنتاج الأسلحة الفتاكة ومنذ 1991 والعالم كله علم ومفتشو الأمم المتحدة علموا. وكم من مرة وبإشارة واضحة المعالم قال العراق إنه لا يمتلك أسلحة ولا يطورها مع إن علماء العراق قادرون على صنعها. العراق إلتزم طوعا بعدم صنعها تجنيبا لشعبنا تلك الكوارث التي مرت، وتجنيبا له ذلك المخطط الرهيب الذي أعد لغزوه. لكن العدو لم يرعو، وواصل مخططه فاحتل العراق. وليتحمل مسؤولية ما جنت يداه! والعدو على أية حال وكما تشير المعلومات اعلاه، لم يوفر سلاحا فتاكا ولم يوفر حتى ضرب الحرس الجمهوري بالقنبلة النيوترونية بمعركة المطار. والحال إذن دين بدين والبادي أظلم! ما يهمنا أن التصريح أعلاه ورد قبل 3 أسابيع، فهل نحتاج إلى ضرب أخماس بأسداس لندرك سر التصريح الذي خرج به علينا مسؤولو وكالة الطاقة الدولية عن إختفاء 400 طن من المواد المتفجرة من مصانع القعقاع بعد عشرة أيام من سقوط بغداد؟! أو هل سيعقل عاقل أن أمريكا تركت هذه المواد بلا حراسة بحيث سرقها سارق وباعاها أو أخفاها بهذه السهولة؟! أو ألا نضحك من قرارة قلوبنا عن أن وكالة الطاقة بقيت ساكتة لعام ونصف على سرقة المواد ثم تعود لتعلن عنها الآن؟!

لا حتما!

هذه المواد إذا كانت موجودة فعلا فقد سرقها الأمريكان وباعوها وهم كانوا قد رصدوها وعلموا كمياتها وخصائصها. وقد إختفت مواد نووية ظهرت بعد أيام في تل أبيب وإختفى علماء عراقيون وأغتيلوا أو أخفوا في مكان ما من الأرض. ولدينا مثل دارج نستعمله نحن العراقيين، يقول: (( من حَلْ ضراطه !!)). ومن العسير جدا ترجمة هذا المثل. وربما نستطيع تقريبه من معنى يفيد بأن هذا الشخص ما اعترف أو تمسكن إلا حين شعر بالخسران! وأمريكا دفعت وكالة الطاقة الدولية لتصرح بعد عام ونصف أن موادا خطرة إنسرقت (وستتسرب إلى المقاومة) وبالتالي فهناك خطر من إستعمال هذه المواد على العالم (والعالم هو إسرائيل طبعا) فيا أمم تعالي وانقذينا من ورطتنا وساعدينا على العراقيين!

وهيهات!

فلا الأمم ستأتي، لتذبح أبناءها على يد المقاومين في جهنم العراق. ولاها إن أتت ستفل من عضد ليوث شنعار فتقل العمليات العسكرية وتتأخر ساعة التحرير! ومن هنا فهذا التصريح الأمريكي المنطوق على لسان وكالة الطاقة، صدر من حَلْ ضراطهم!

بقي أن نعيد البصر كرّة، وكرّتين، وثلاثا، ونقرأ ما بين سطور التقرير أعلاه جيدا!

فكم هو عظيم هذا العراق، وكم هو عظيم جيشه المقدام الذي وتحت كل هذه الضغوط والخيانات وفتاوي محافل السساتنة والصهاينة والدعاوجة والأبورغاليين، وتحت سمع وبصر نصف مليون جندي ومخابرات أمريكي ومرتزق، إستطاع وخلال أيام تصنيع هذه الأسلحة وإستعمالها وتحريكها على أرض المعركة كما تتحرك السكين في الزبدة؟!

ألم أقل لكم إن الملاحم لا يشعر بها صانعوها، بل تشعر بها الإجيال القادمة وحين تبدأ التفكير؟!

فسلمت يا جيش العراق، وسلم ليوث شنعار!

وأيامكم سود أيها الخونة!

هذان مقالان سابقان نعيدهما عسى الإعادة تنفع سستاني

الذي أفتى بعدم جواز قتال الأمريكان قبل شهرين

وهو الآن يفتي بالإنتخابات لأجلهم

علما بأن المقال الأول نشر قبل 60 يوما بالتمام من مقتل باقر حكيم

____________________________

شبكة البصرة

الثلاثاء 12 رمضان 1425 / 26 تشرين الاول 2004