Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

أسرار اتفاق استخباراتي أمريكي إيراني برعاية عمانية لتقسيم العراق وسوريا لصالح الأكراد والشيعة ..

برغم الأخبار والتحليلات التي تخرج من الصحافة الغربية بين الحين والآخر تؤكد رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الانسحاب من الشرق الأوسط نتيجة لما يعانيه اقتصادها من تدهور جراء التدخلات العسكرية في المنطقة لإلا أنه يظهر بين الحين والاخر مخططات سرية تؤكد بقاء واشطنطن لعقود في المنقطة لإنجاز أهداف استراتيجية أبرزها تنفيذ مخطط تقسيم البلاد السنية إلى دويلات مستقلة ضعيفة.

وفي هذا الإطار كشف المحلل السياسي التركي بكير أتاجان أمس الأول أن سلطنة عمان رعت اتفاقا بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في العاصمة العمانية مسقط، منذ عدة أسابيع، يقضي بتقسيم العراق وتكوين دولة كردية في شماله تمتد عبر الشمال السوري وحتى اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط.

وأوضح أتاجان، خلال لقاء تلفزيوني على قناة الحدث، أن هذا الاتقاق جاء نتيجة تخوف الولايات المتحدة من الدور التركي في المنطقة، مما جعل الإدارة الأمريكية تفضل التحالف مع إيران وتحقيق مصالحها في المنطقة.

وأشار إلى أن الاتفاق جاء لرعاية المصالح الخاصة للدولتين، والحفاظ على مصالح النفط في المنطقة، بالإضافة إلى تكوين الدولة الكردية في الشمال العراقي والسوري.

وشدد أتاجان على أن معلوماته – التي وصفها بالوثيقة – تقول: إن الاتفاقية مكونة من سبع بنود، وتم عقدها برعاية شخصية من السلطان قابوس، وبحضور مسؤولين من المخابرات الأمريكية والإيرانية، بالإضافة إلى مسؤولين من حزب العمل الكردستاني.

كما بين أن العلاقات الأمريكية التركية تمر بمرحلة من البرود والفتور سببت انقساما في الإدارة الأمريكية، حيث اتهم وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيين الرئيس الأمريكي بعدم وجود استراتيجية واضحة بالنسبة للوضع في سوريا، كما أنه مذبذب بين التحالف مع تركيا العضو في الحلف الأطلسي، وبين الحلف مع إيران بسبب ضغوط إنجليزية على الرئيس الأمريكي، بحسب تصريحات أتاجان.

ونشرت مجلة التايمز البريطانية في يونيو الماضي تقريرا مطولا تحت عنوان نهاية واضعة خريطة دولة الراق مشتعلة على غلاف المجلة، موضحة فيه خريطة تقسيم العراق إلى ثلاث دول هي دولة كردستان التي تقتطع جزءا من شمال العراق والتي تتضمن مدينة كركوك ودولة سنة تمتد جنوبا وغربا حتى الشمال بمحاذاة كردستان تتضمن بغداد، ودولة ثالثة شيعية جنوب شرق العراق بمحاذاة إيران والتي تستولي على جزء من الكويت وشمال السعودية بداخلها.

وتوضح الخريطة المنشورة في التايمز أن الدولة الشيعية المفترضة ستفرض سلطانها لى الساحل الكويتي على الخليج العربي كما تضم معظم حقول النفط، بالإضافة إلى جزء من شمال المملكة العربية السعودية الذي يحتوي على عدة حقول أخرى غنية بالنفط.

كما نشرت التايمز خريطة أخرى توضح حقيقة المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش العراقي - في وقتها - في شمال العراق، كما توضح المناطق الجاهزة للانفصال في كل من العراق وسوريا والتي تشمل معظم مساحات الدولتين بحيث لم يبق إلا الجزء الغربي من سوريا والجزء الجنوبي من العراق تحت سيطرة الدولة فعليا، حسبما تفترض خريطة التايمز.

يذكر أن العاصمة العمانية تستضيف منذ أمس لقاء بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والإيراني جواد ظريف بحضور ممثلة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، لبحث مستقبل المفاوضات النووية الإيرانية خاصة مع قرب انتهاء المهلة الدولية لوضع اتفاق نهائي مع إيران بخصوص برنامجها النووي في 24 نوفمبر الحالي.

وبينما تستمر المحادثات غدا الثلاثاء في مسقط أيضا بانضمام ممثلي دول (5+1)، أوضح جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني أن المباحثات بين الجانبين لا تزال بعيدة، خاصة بخصوص حجم تخصيب اليورانيوم وكيفية إزالة العقوبات.

ودعا ظريف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية إلى عدم خضوع المفاوضات لما سماه "خطوط حمراء مصطنعة"، مبينا أن إظهار الجانب السلمي من البرنامج النووي الإيراني سيساعد في تحقيق الهدف بالتوصل لاتفاق شامل.

وفي لقائه مع وزير الدولة للشئون الخارجية العماني، يوسف بن علوي، أكد أن عمان بإمكانها أن تسهم في تقدم مسار المباحثات وتحقيقها النتيجة المرجوة بعد دورها الفاعل في انطلاق المباحثات الإيرانية، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.

وتريد إيران أن تزيد عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، بينما تصر الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على تخفيضها للحد الأدنى الذي لا يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.

تأتي المباحثات بعد رسالة وجهها الرئيس الأمريكي باراك اوباما للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي يطالبه فيها بالمساعدة للتوصل لاتفاق حول الملف النووي قبل الرابع والعشرين من نوفمبر الحالي، خاصة أن للبلدين مصالح مشتركة في المنطقة، منها الحرب على الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وتعرف مسقط وطهران علاقات قديمة متميزة في أغلب الأحوال، خاصة بعد وصول السلطان قابوس للسلطة في عام 1970حيث ساعدته إيران على قمع الثورة التي قامت ضده في ظفار، كما حافظ السلطان قابوس على علاقاته مع طهران بعد قيام الثورة الإسلامية فيها وتكوين الجمهورية، بل ساعد على تواصل غير مباشر بين مصر وإيران لحل أزمة الصيادين المعتقلين في إيران بعد الثورة.

كما كانت عمان عاملا مهما في إنهاء الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت قرابة العشر سنوات، حيث استضافت مسقط المفاوضات التمهيدية بين الجانبية والتي أدت إلى إنهاء الحرب.

وتوجد علاقات اقتصادية قوية بين الدولتين - التي تطلان على مضيق هرمز – حيث تمثل عمان بعض المصالح الإيرانية الاقتصادية والسياسية في الدول التي لا يوجد فيها تمثيل دبلوماسي لإيران، مثل كندا، كما وقعت الدولتان مؤخرا صفقة لتوريد النفط الإيران لعمان بقيمة 60 مليار دولار، تتضمن إنشاء خط لنقل الغاز الطبيعي الإيراني عبر مضيق هرمز إلى الموانئ العمانية لتصديره للهند.

المصدر : متابعات - شؤوزن خليجية.