Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

المليشيات الإيرانية والاعتداء على المرجعية العراقية

المليشيات الإيرانية والاعتداء على المرجعية العراقية
نوار الربيعي 

كما هو واضح الآن, أصبح التكالب والصراع والقتال على أرض العراق بين الدول الإستكبارية ومن يعمل تحت وصايتها,هو من اجل الهيمنة والسيطرة على تلك الرقعة الجغرافية المهمة ولما تمتاز به من ثروات وخيرات طبيعية لا تنفذ, خصوصاً بعد أن أصبحت الساحة في العراق شبه خالية وخاوية من الأصوات الوطنية العراقية الأصيلة, وإن وجدت فإنها سوف تباد بشكل أو بأخر, من جهة, ومن جهة أخرى, زرع وإيجاد العملاء والمرتزقة ممن يخدم هذا المعسكر أو ذاك, الأمر الذي سهل عمل الاستخبارات العالمية في العراق حتى آل الأمر إلى ما هو عليه الآن.

ولعل أبرز المتصارعين الآن في الساحة العراقية هما الغريمين التقليديين إيران وأمريكا, والهدف من هذا الصراع هو السيطرة والاستحواذ على العراق سوف يضمن امتداد هذا المحور أو ذاك - الشرقي المتمثل بإيران أو الغربي المتمثل بأمريكا - في المنطقة وسيطرته على الخصم وتقييده, حتى أصبح العراق كخط نهاية في سباق بين تلك الدول الكل يريد ان يصل له أولاً وقبل خصمه, واستخدموا في ذلك كل الطرق الملتوية واللااخلاقية وغير الشرعية من أجل الهيمنة على أرض الرافدين المعطاء, فَسَخَروا عملائهم وأذنابهم من مفسدين وسراق ومرتزقة وقتلة بشكل يخدم هذه الدولة المحتلة أو تلك, فبات من يحكم العراق ويتحكم بقرارته من العملاء والخونة, وبهذا ضمنت تلك الدول نجاح مشاريعها وغاياتها في العراق.

أما بالنسبة إلى الأصوات الوطنية والعراقية التي رفضت الاحتلال الإيراني ومن قبله الاحتلال الأمريكي, فإن مصيرها هو أما القتل, أو التهميش, أو التعتيم والتغييب الإعلامي, وحرب الإشاعات والدعايات الكاذبة, التي يشنها الاحتلالين على هذا الصوت, فالحرب على كل جهة وطنية مخلصة تثمل حلقة الوصل ونقطة اللقاء والمصالح التي تجمع الخصماء, فهم يتفقون على تغييب هكذا أصوات ورموز وطنية لأنها تهدد مشاريعهم ومخططاتهم وتفضحهم, فالخلاص هو الحل.

وما حدث للمرجع الديني العراقي الصرخي ولأتباعه ومقلديه ومريديه على يد المليشيات الإيرانية في 1 / 7 / 2014م, المصادف 2/ رمضان / 1435هـ, من إعتداء وقتل وحرق وتمثيل بالجثث وهدم منازل وإعتقالات وتشريد وتطريد وحبس مؤبد وحملات إعلامية تسقيطية وكذب وافتراءات, ماهو إلا دليل واضح على مدى غطرسة وعنجهية وهمجية إيران ومليشياتها التي لا تريد لأي صوت عراقي حر أن يصدح بالرفض لمشاريعها التقسيمية الطائفية, فكان ما تعرضت له تلك المرجعية دليل على قباحة إجرام إيران ومليشياتها, ودليل على بغض الفرس للعرب, وإظهار حقدهم الدفين على العرب والعراقيين الرافضين لكل تواجد إيراني غايته استحلاب واستغلال ثروات وخيرات وطاقات بلدهم والهيمنة عليه, وهذا ما أكد عليه المرجع العراقي الصرخي خلال لقائه مع قناة التغيير الفضائية.

إذ بين المرجع الصرخي أسباب استهدافه بصورة مستمرة من عدة جهات سواء كانت دينية أم حكومية أو قوى خارجية تسيطر على العراق، فاستهدافه كان رد فعل طبيعي لمواقفه التي لا تتماشى مع مشاريع كل هذه الجهات الفاسدة المتسلطة، فمن هذه الأسباب أنه طرح الدليل العلمي الذي كشف جهل المقابل في المؤسسة الدينية وحطم صنمية كهنة الحوزة وفراعنتها وعمالتها لإيران، ولأنه رفض المحتل الأمريكي وجرائمه ومنها جرائم أبي غريب وإفرازاته من حاكم مدني ومجلس الحكم وقانون برايمر ودستور فاشل وانتخابات فاسدة، ولأنه رفض المحتل الإيراني وامبراطوريته التسلطية وجرائمه وميليشياته ودمجها في الجيش والشرطة العراقيين، ولأنه رفض حل الجيش العراقي والقوات الأمنية، ولأنه رفض التقسيم والأقاليم وفدراليات آبار النفط، ولأنه حرم انتخاب الفاسدين والقوائم الطائفية وأوجب انتخاب الشرفاء مهما كان انتماؤهم الديني والعرقي والمذهبي، ولأنه طالب بالافراج الفوري عن المعتقلين الأبرياء، ولأنه رفض الإستخفاف بالعراق والعراقي والعرب والعروبة ورفض فارسية المرجعية والحوزة ورجال الدين والتشيع الصفوي الفحّاش السبئي الذي يتعرض للخلفاء وأمهات المؤمنين، فقال بالمرجعية العربية وبالصرخي العربي وبالحسني العربي وبالتشيع الجعفري، أما المرجع المقابل، فسيكون مقبولاً وغير مستهدف لأنه يسير في ركب الاحتلال الأمريكي والإيراني والفاسدين المتسلطين. الوطن الجزائري.