Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

الإيرانيون وصناعة النسخة العراقية للحرس الثوري

الإيرانيون وصناعة النسخة العراقية للحرس الثوري


وفقا لمعلومات إستخبارية خاصة، و إستنادا لحقائق وطبيعة أوضاع الصراع الداخلي القائم في العراق منذ تحلل الجيش الحكومي و تهاوي القيادات العسكرية وهروبها بالدشاديش أمام مجاميع مسلحة صغيرة العدد و قليلة التسليح و خفيفة الحركة في العاشر من حزيران/يونيو المنصرم، برز تطور ميداني هام يتمثل في بروز الدور المتنامي و المتصاعد للميليشيات الطائفية المسلحة و المجهزة بمعدات قتالية متوسطة وحتى ثقيلة، وخصوصا جماعة الشيخ قيس الخزعلي قائد عصائب أهل الحق و التشكيلات الأخرى التابعة لها و المنشق أصلا عن ( جيش المهدي ) الذي يقوده مقتدى الصدر و الذي خاض صفحات قتال مريرة ضد الجيش الأمريكي وحكومة إياد علاوي عام 2004، الحقائق الميدانية الراهنة في العراق تؤكد بأن الجيش الحكومي العراقي يعيش في حالة إنهيار تام و إن إمكانية إسترداده لزمام الموقف هو من سابع المستحيلات، خصوصا و أنه يفتقد لعقيدة قتالية و لمعنويات مناسبة و لقيادة كفوءة و محترفة، وبات من الصعب عليه خوض أي عملية دفاعية ضد الحصون الحكومية وهو ما أثار الرعب في أوساط السلطة العراقية مع ما تفعله أسواق الإشاعات في الشارع العراقي المتوتر من فعل نفسي سلبي في النفوس كالحديث مثلا عن إنقلاب عسكري لا توجد أدواته الميدانية فعلا!!   ومع تورط النظام الإيراني الحريص كل الحرص على سيطرة جماعته من الأحزاب و الشخصيات على العملية السياسية في العراق يبدو واضحا بأن منهجية التعامل مع المستقبل باتت تقلق تلكم الأطراف، لذلك فحينما تحدث نوري المالكي عن الجيش الرديف، فإن حديثه لم يكن عاما أو مجرد تسطير للكلمات في مهرجان الصخب العراقي القائم؟ بل أنه يعني ما يقوله و يقصد بذلك الجيش الرديف تشكيل قوة عسكرية عقائدية مختلفة عن الجيش الحكومي الذي فقدت الثقة بقياداته، يكون نسخة عراقية وطبق الأصل من جيش ( حرس الثورة الإسلامية في إيران ) أو ( الباسداران ) والذي هو عمليا اليوم أقوى حصن من حصون نظام رجال الدين الإيراني!   وطبعا فإن قيام ( الحرس الثوري العراقي ) هو مهمة إيرانية مقدسة و ملحة لا تحتمل التأجيل وقد عمل عليها النظام الإيراني طويلا ومنذ الأيام الأولى للإحتلال الأمريكي عام 2003 لابل أن نواة الحرس الثوري العراقي موجودة فعلا و بعلم و رقابة و معرفة المخابرات الأمريكية و إبنتها الإسرائيلية أيضا!! ( فكل شيء يجري على المكشوف في العراق )! المهم ان الإيرانيين قد بذلوا جهود جبارة في دعم جماعتهم في العراق لذلك فحينما تحدث المالكي قبل سنوات قليلة متحديا خصومه بأنه ( لن ينطيها ) أي السلطة فإنه لم يكن يمزح، بل كان يقصد ما يقوله بوضوح وشفافية!، اليوم معطيات الصراع في العراق باتت واضحة، فقوافل المستشارين العسكريين الإيرانيين منتشرة طوليا وعرضيا بل أنهم دخلوا المعركة وقدموا خسائر بشرية، كما أن عناصر الميليشيات الطائفية باتت هي المهيمنة على مشهد الدفاع عن بغداد وبما يؤسس لقيام و تأسيس جيش الحرس الثوري العراقي المسلح بأسلحة من موازنة مجلس الوزراء العراقي و من مكتب القائد العام ( المالكي )، و تلعب ميليشيا العصائب دورا مركزيا في صلب ذلك الجيش الحرسي الرديف، وحيث يقود تلك الكتائب ميدانيا شاب مغمور من البصرة إسمه ( جواد كاظم الساري ) هو اليوم في ثلاثينيات العمر وكان مقاتلا سابقا في جيش المهدي ثم إنشق عن ذلك الجيش ليكون لجانب قيس الخزعلي وليرسل للتدريب العسكري آلافا مجهزين بخبرات عسكرية، و جواد الساري هذا لم يكمل تعليمه ومعروف بتعصبه المذهبي ولايتردد عن فعل أي شيء في سبيل معتقداته المتعصبة، المعلومات المتسربة من مصادر ميليشاوية عراقية بأن الهدف النهائي للتحالف الطائفي العراقي المدعوم إيرانيا هو تشكيل جيش حرسي قوامه 3 ملايين عنصر للسيطرة النهائية و المطلقة على السلطة، وهو مشروع طموح وجاهز للتنفيذ بسبب حالة البطالة المقرفة في العراق وضياع الشباب العراقي التام وحالة الجهل و التعصب المتفشية بين صفوفهم، وضياع أموال النفط العراقي على مشاريع التسلح للجيوش الطائفية، مشروع الحرس الثوري العراقي قد دخل حيز التنفيذ فعلا، فأنتظروا مصائب إقليمية جديدة. إيلاف. داود البصري.