آلية مواجهة التخرصات الايرانية تجاه العرب
آلية مواجهة التخرصات الايرانية تجاه العرب
لقد بلغت التخرصات الإيرانية المصحوبة بالوقاحة والعنجهية شأوا خطيرا لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه. حتى الخوف والضعف العربي إتجاهها أمسى بلا مبرر مقبول على المستوى الحكومي على أقل تقدير. من المفروض ان لا يشكل الموقف الرسمي عائقا أمام صون الكرامة والأستقلال والسيادة الوطنية أو ما يسمى بحفظ ماء الوجه. فمنذ ان جرع الخميني كأس السمً الزعاف على أيدي العراقيين النشامى، تصاعد منحنى التهديدات الإيرانية والتدخلات في الشؤون الداخلية العربية بشكل تجاوز كل أسوار السيادة والإستقلال والإحترام في ظل عدم وجود نظام عربي قوي- كعراق ما قبل الغزو- يمكن أن يتصدى لهذه النزعة العدوانية، ويجبر الخامنئي على أن يجرع من نفس الكأس التي جرع منها سلفه الخميني. ويبدو أن العراق، والعراق فقط كان البوابة الشرقية الحديدية التي صدت الريح الصفراء القادمة من الشرق. وعندما حطم الغزو الأمريكي هذه البوابة عجز العرب عن تصليحها أو بناء بوابة جديدة تحفظ كيانهم المهزوز. لقد طغى الذل والمهانة والعار على الأمة العربية، بحيث أمست هناك ضرورة لإعادة النظر في تركيبة النظام العربي بجملته الذي يعاني من الوهن والشلل. بداية الأمر كانت جملة من التهديدات والإهانات الإيرانية للعرب تمر من خلال مصادر غير رسمية تحت حجة المناورة أو التقية السياسية أو من خلال شخصيات مستقلة أو متقاعدة من الوظيفة. بعدها أسفر النظام عن وجهه القبيح من خلال التهديدات المباشرة والتجاوزات الصريحة عبر شخصيات رسمية رفيعة المستوى وبعضها صانعة للقرار السياسي في إيران. لننظرمثلا إلى هذه النماذج من التصريحات العدائية، لندرك أي حضيض من الذل نعوم فيه بفضل أنظمتنا الحاكمة. ذكر موقع (تابناك) الإخباري المقرّب من محسن رضائي أمين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام" أنه في حال نشوب حرب بين السعودية وإيران فإن طهران قادرة على تدمير 80% من البنى التحتية في السعودية خلال أيام"، بمعنى أن نظام الملالي سيبقي للسعوديين 20% فقط من بناهم التحتية تمشيا مع مبدأ الاخاء الإسلامي الذي يتشدق به الخامنئي. وبصلافة لا مثيل لها محاولا إشراك عملائهم في العراق بالعدوان على المملكة العربية السعودية الشقيقة يصرح" يجب على إيران والعراق توجيه إنذار للرياض لسحب قواتها العاملة ضمن درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي من البحرين". بالطبع لم يعلق أي مسؤول عراقي سلبا أو إيجابا على هذه الشراكة الآثمة. وفي البيان الختامي لرفسنجاني خلال زيارته لدمشق في نيسان 1991 أكد بأن" أمن الخليج هي مسئولية دول الخليج فقط ولا يحق للعرب بما فيهم مصر وسوريا ان تحشرا أنفيهما في هذا الموضوع". تصوروا هذا المسخ الأسد في دمشق الذي وقف نظامه الدموي ضد العراق وشعبه بكل قوة أبان الحرب العراقية الايرانية، مع هذا يهين رفسنجاني النظام السوري بهذا الشكل الغريب، فهل هناك صلافة كهذه؟ بالطبع لم يعلق أي مسؤول سوري سلبا أو إيجابا على تلك الإهانة في عقر دارهم. ربما من منطلق الضيافة وحق الضيف، والله أعلم! المسخ الآخر كان رئيس أركان الجيش الإيراني (حسن فيروز آبادي) وهو عضو في المجلس الأعلى للامن القومي في ايران، فقد أطلق تسمية "جبهة الدكتاتوريات العربية" على دول الخليج العربي، متخيلا إن نظامه الدموي يتربع على عرش الديمقرطية! والشعب الإيراني يصحو وينام على أنغام ديمقرطية الملالي! ربما لا يعرف المختل بإن بلده أحتل عالميا المرتبة الثانية في إعدام مواطنيه بعد الصين وتلته ولاية العراق؟ وان ايران مصنفة الدولة الاولى في العالم الراعية للإرهاب. وتصل به الغطرسة الساسانية المتجذرة في عقولهم المتحجرة ليصرح بأن منطقة الخليج العربي"كانت دائما ملكا لايران، وإن الخليج الفارسي إنتمى وينتمي وسينتمي لأبد الآبدين إلى إيران". ثم يدين ما سماها "مؤامرة الدول الخليجية لتشكيل هوية لها على حساب الهوية الإيرانية". متناسيا بإن الهوية العربية عريقة كحضارة العرب. وأن بلده يتآمر على الهوية العربية منذ الفتح الإسلامي ولحد الآن، كرد فعل لهدايتهم الى رحاب الإيمان وتنظيف أردانهم من المجوسية. المسخان الآخران من وزارة الخارجية الإيرانية وهما (محمد رضائي) و(مهدي صفري) فقد أعلنا بكل عنجهية بأن" العرب همج بلا حضارة. ونحن نحلم بتحقيق هدف الثورة الخمينية بأن تصبح إيران قائدة العالم الإسلامي". علما ان ما يسمى بالحضارة الفارسية لا وجود لها، ان تأريخ حروب، والحروب لا تعني الحضارة، حضارة الفرس هي حضارة اسلامية، ولدت مع فتح بلاد فارس، جميع علمائهم عاشوا في كنف الإسلام، وليس عندهم علماء في العهد المجوسي. كما أن رئيس غرفة العمليات في الأرکان العامة للقوات المسلحة الإيرانية (العميد علي شامداني) هدد دول الخليج العربي بأن " أية دولة تقدم قواعد وإمكانيات للعمل العسكري ضد إيران نعتبرها عدوا لنا". لكنه يتجاهل حقيقة دعم نظامه لقوات الاستكبار العالمي اثناء غزوهم لافغانستان والعراق؟ اليس وفق منطقه إعتبار إيران أيضا عدوة للعراق وافغاستان لتعاونها مع الغزاة الأمريكان؟ أم يحق لإيران فقط ما لا يحق لغيرها؟ وهذه صحيفة (جمهوري إسلامي) الناطقة بإسم اليمين المعتدل التي تمثل تجمع هاشمي رافسنجاني هددت الكويت باسلوب مفرط من الإبتذال "إن في السلوك الحالي لدولة الكويت مؤشر إلى أنها لا تستحق كل هذه المسامحة، وربـما من الضروري أن تفهم عبر الأسلوب المناسب مقدار حجمها وحدودها، وإفهامها أنها تعيش في بيت العنكبوت وأن بعثرة الخيوط التي تحيط بها تعد أمرا يسيرا"، وأضافت بوقاحة أشد" لقد ذاقت الكويت سابقا طعم دودة القز الإيرانية (أي الصواريخ) كما أنها خبرت ضرباتنا الماحقة في أوج الحرب المفروضة علينا. واليوم بالإمكان تكرار تلك التجارب، لكننا نوصيها (أي الكويت) بعدم اختبار غضبنا، لأنها سوف لن تكون بمأمن من عواقبه السيئة". ولكن هذه الصحيفة لم تتذكر كيف كانت ردة فعل العراق على جريمتهم النكراء حيث أمضوا ليلة ليلاء، مما جعل دودة القز تفر مفزوعة إلى جحرها خشية من هجمة دبابيرالحسين والعباس. في تصريح غير مسبوق، كشف النائب في مجلس الشورى الإيراني (محمود نبويان) أن بلاده دربت عسكريا 150 ألف سوري على أراضيها و150 ألفا في سوريا إلى تدريب 50 ألفا من عناصر "حزب الله" اللبناني، مستشهدا بذلك كإثبات لـ"هزيمة أميركا" في سوريا، مؤكدا أن سوريا هي التي تدفع ثمن ما تريده إيران وليس العكس. وهذا ما أكده الجنرال حسين همداني أحد قادة الحرس الثوري وقائد سابق لفيلق محمـد رسول الله في 6/5/2014 عبر العربية نت بقوله" أن بشار اﻷسد يقاتل نيابة عن إيران، وأن ايران تقاتل اليوم في سورية دفاعاً عن مصلحة ثورتها"، صرح مندوب مدينة طهران في البرلمان اﻹيراني (علي رضا زاكاني)، المقرب من المرشد اﻹيراني علي خامئني" إن ثلاث عواصم عربية أصبحت بيد إيران، وتابعة للثورة اﻹسلامية، وإن صنعاء أصبحت العاصمة الرابعة التي باتت في طريقها للالتحاق بالثورة اﻹيرانية، ولم يمض يوم على تصريحات الرجل حتى التحقت صنعاء بشقيقاتها الثلاث. قال الفريق (محمد علي عزيز جعفري) القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني، إن بلاده أحيت ثورة البحرين، ونفخت روحاً جديدة في الثورة اليمنية ،وأن إيران استطاعت أن تظهر كقوة كبيرة مسيطرة في سوريا، والعراق، والبحرين، واليمن". (موقع سباه نيوز/ الموقع الرسمي للحرس الثوري الإيراني). كما صرح محمد كريم عابدي عضو اللجنة البرلمانية لشئون اﻷمن القومي والسياسة الخارجية" أن بإمكان إيران احتلال السعودية بكل يسر، لو أرادت ذلك". صرح العميد مرتضى قرباني، رئيس مؤسسة متاحف الثورة الإيرانية في 1/10/2015 بإن" ألفي صاروخ جاهزة لضرب السعودية إذا أصدر مرشد الثورة أوامره بالتنفيذ. وعلى الإيرانيين اليوم أن لا يخافوا من التهديدات التي تطلق من قبل الأعداء لأننا في الحرب مع العراق صمدنا بأقل التجهيزات العسكرية، ولكن اليوم إذا أصدر المرشد خامنئي الأوامر بضرب السعودية فلدينا 2000 صاروخ جاهزة لإطلاقها باتجاه السعودية من أصفهان، الحكومة الإسلامية في إيران ببركة الخامنئي وببركة دماء وتضحيات الإيرانيين أصبحت صامدة. كما صرح العميد مرتضى قرباني، رئيس مؤسسة متاحف الثورة الإيرانية بتأريخ 1/10/2015 بإن " خطوط دفاع الثورة الإيرانية باتت اليوم في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، ونحن على أهبة الاستعداد لتطبيق أوامر المرشد الإيراني خامنئي، للتحرك في أي مكان لأنه هو من يقود هذه البلاد والثورة. ولأنه ممثل الإمام المهدي المنتظر في العالم هذا عرض مبسط من التصريحات الأيرانية المعادية وما أكثرها! والتي تدخل ضمن مفهوم العدوان حسب ميثاق الأمم المتحدة (نأمل ان يقوم أحد مراكز البحوث بتوثيقها وأرشفتها لأهميتها) لذا نرى من الضروري أن يكون لهذه الوقاحة ردةً فعل مناسبة من قبل الأنظمة العربية، وخصوصا دول الخليج العربي بإعتبارها الوجبة الرئيسية التي يأمل نظام الملالي أن يتغدى بها بعد فطوره على العراق. ومن الغريب إن الأنطمة الحاكمة في الخليج العربي أبت إن تخلع عنها جلباب المهانة الذي يغطيها من الرأس حتى القدمين، إنها لا تخجل من نفسها ولا من شعوبها ولا من العالم أجمع، فالسكوت هو ديدنها الثابت وهذا ما يشجع بالتأكيد الطرف الإيراني على التمادي في غطرسته وإهانته لهم. فالكلام يمكن ان يجابه بالكلام، والباديء أظلم، وزعماء ايران يطلقون بالونات دعائية فقط، وهم غير قادرين على تحويل اقوالهم الى أفعال والدليل تصريحتهم ضد اسرائيل وازالتها من الخارطة خلال دقائق، مع هذا يتلقون منها صفعات اسبوعية في سوريا ولا يجرأون على الرد، لذا يمكن للإعلام الخليجي الرسمي وغير الرسمي ان يقابل تصريحات المسؤولين الايرانيين بتصريحات شرسة. لقد أثبت العلم بأنه لكل فعل ردة فعل في هذا الكون ما عدا انظمتنا العربية فلا ردة فعل لها مطلقا! كما إن للشجاع فلسفته فإن للجبان كما يبدو فلسفته وزبدة فلسفته، الهروب في المواقف التي تتطلب المواجهة والصمود، ونحن لا نعذر الجبان، ولكن نعذر الضعيف، لكن ليس الذي يستمر في ضعفه، ولا يطور نفسه وقابليته. فلكل إمكاناته وطاقاته ولا يكلف الله نفسا أكثر من طاقتها، ولكن على الشعوب ان تنهض وتسعى، والله تعالى لا يخيب من يسعى. يقول المنطق أن تكن غنيا جدا وضعيفا جدا في الوقت نفسه فهذا حمق وغباء. وأن تكون ضعيفا وغنيا وفي نفس الحين ذليلا فذلك هو قمة الجبن. أما أن تكون ضعيفا وغنيا وذليلا وعاجزا عن حماية نفسك ومعيتك فأنت لا تستحق الحياة، فموتك أثمن بكثير من حياتك، وملك الموت أحق بك من غيره. أما أن تكون ضعيفا وغنيا وذليلا وعاجزا عن حماية نفسك ومعيتك وشرفك فأنت تستحق بكل جدارة الدرك الأسفل من الجحيم. بالطبع ليس المقصد من كلامنا دعوة مفتوحة للحرب أو تحريض على الإيرانيين. فالشعب الإيراني شعب جار مسلم ولا نرغب بخسارة أي مسلم. ونحن على ثقة تامة بأن نظام الملالي لا يمكن أن يعبر عن حقيقة تطلعات الشعب الايراني. ونحن كعراقيين نعيش نفس مأساة الشعب الإيراني من هذه الزاوية فالحكام الحاليين لا يمثلون الشعب العراقي ولا شيعته وسنته وكرده وبقية الأقليات، وإنما يمثلون أنفسهم المريضة فقط! ونحن ندرك إن فاتورة الحروب يسددها المواطنون وليس الحكام. وغالبا ما يكون وقودها الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة. لكن هناك وسائل أخرى يمكن ان تسلكها الدول العربية لمواجة الأطماع والتهديدات والغطرسة الإيرانية وهي وسائل تتشابه إلى حد ما مع الوسائل التي يتبعها النظام الإيراني نفسه. طالما إنها- دول الخليج حصرا- تقف على حافة الهاوية التي سقط فيها العراق. وكما قيل "البادئ أظلم"، وإيران هي البادئة. لذلك يمكن أن نصف الإستعدادات بمحاولة خلق مناخ جبهوي لمواجهة التحديات الإيرانية عبر وسائل كثيرة. تفكيك الخلايا النائمة في دول المنطقة سيما دول الخليج العربي الخلايا النائمة رغم كونها مصطلح جديد دخل عالم الحروب السرية لكنها في الحقيقة ترتبط بمفهوم آخر اشمل منه وهو ما يسمى بالطابور الخامس او طابور العملاء، وهذه الخلايا أشد فتكا من القوات العسكرية وهي تخلف عنها في ان الأخيرة تمثل قوات منظورة في حين ان الخلايا هي قوات غير منظورة تتخفى بملابس مدنية، كما إن القوات العسكرية معروفة العدد والعدة ومميزة في تجهيزاتها العسكرية في حين ان هذه الخلايا من الصعب معرفة عددها وعدتها، والقوات العسكرية تجابه الأعداء في جبهات قتال خارجية معروفة في حين ان الخلايا تفتح عادة جبهات داخلية، وفي الوقت الذي ترتبط فيه القوات النظامية بوزارة الدفاع أو الحرب فأن الخلايا النائمة تربط بأجهزة مخابرات معادية وعدة واجهات منها السفارات وفروع الأحزاب الداخلية المرتبطة بأجندات خارجية. وعلى العكس من القوات النظامية لايوجد هيكل تنظيمي لهذه الخلايا فهي تشكل وحدات منفصلة عن بعضها وتوزع في عدة مناطق حيوية لذلك فأن التوصل الى خيط خلية ما، لا يفيد في كشف بقية الخلايا. وغالبا ما تتخذ الخلية شكل وحدة تنظيمية سرية صغيرة تضم عناصر بحدود عشرين شخصا كي يصعب كشفها وتؤمن الحرية الكافية لتحرك عناصرها دون مراقية الأجهزة الأمنية، وتتكون عناصر الخلية من مواطني الدولة الزارعة والمتجنسين بجنسياتها أو من مواطني الدولة الهدف ممن يرتبط بالدولة المجندة لهم بنوازع دينية او مذهبية او عنصرية أو تحت إغراءات مالية أو ووعود بالحصول على إمتيازات ومناصب لاحقة. بطبيعة الحال ان هذه الخلايا النائمة سرعان ما تستيقظ ناشطة، وتتحول الى ميليشيات ولائية عندما يمسك الولي الفقية بمقدرات البلد الذي يضم تلك الخلايا، وهذا ما حصل في لبنان والعراق واليمن، فقد تحولت الخلايا النائمة الى ميليشيات حزب الله والحشد الشعبي الحوثي. مما يستوجب القضاء عليها قبل أن يستفحل أمرها. ولم يعد وجود هذه الخلايا سرا، فقد كشف السفير الإيراني السابق (عادل الأسدي) أمر هذه الخلايا معترفاً بها ومقدما تفاصيل دقيقة بشأنها من حيث وجودها وتوزيعها وارتباطاتها ونشاطاتها وتمويلها والغرض منها، مؤكدا بأنها لا تقتصر على طائفة محددة، شغل الاسدي مناصب عدة منها سفير إيران في لشبونة ومستشارا لوزير الخارجية وقنصلا عاما في دبي، وهذا المنصب الأخير سمح له بالإطلاع بدقة على الخلايا الموجودة في الخليج العربي والتي ترتبط بخيوط مع السفارات الأيرانية. وجزم الأسدي بأن هذه الخلايا موجودة في كل دول الخليج العربي غير مستثنيا أحدا، موضحا بأنها ترتبط بالحرس الثوري الإيراني من خلال ما يسمى (قسم حركات التحرر) الذي أسسه المقبور (مهدي هاشمي). في الوطن العربي وبصورة خاصة في دول الخليج العربي المغلقة أبوابها أمام العرب والمفتوحة على مصراعيها أمام الإيرانيين والهنود والنغلادشيون وغيرهم من الجنسيات، ساعدت العمالة الكبيرة من الإيرانيين على نشر الخلايا النائمة في معظم مفاصل الدول الخليجية. وقدرت مصادر إستخبارية المانية بأن "عملاء إيران (الخلايا) في دول مجلس التعاون الخليجي ما بين (2000- 3000) معظمهم من الشيعة العرب سيما من حزب الله اللبناني" والحقيقة إن هذه العدد غير صحيح مطلقا. وسيكون من حسن حظ دول المجلس لو كان العدد كما قدرته المانيا. وأضافت المصادر بأن النظام الإيراني قد جند " 800 عميل إيراني معظمهم يعملون في السفارات والقنصليات الايرانية في الخليج تحت حصانات دبلوماسية. وهم يشرفون على تمويل الخلايا وتزويدها بالسلاح والمتفجرات والخطط المطلوب تنفيذها حسب توقيتات نظام الملالي". لنعود بالذاكرة الى الوراء قليلا ونستذكر انه في عام 2011 اكتشفت قوات الامن الكويتية خلية تجسس تعمل لصالح إيران، وكان (7) من الكويتيين على اتصال مع دبلوماسي ايراني يعمل في السفارة الايرانية وتبين ان الخلية سلمت معلومات مهمة عن الجيش الكويتي الى الدبلوماسي الايراني، وتم التموية عن نتائج التحقيق. وفي 13/8/2015 ألقي القبض على أعضاء خلية ارهابية في منطقة العبدلي، وتم العثور على أسلحة ومتفجرات، وتبين ان الخلية المتكونة من ايراني و(25) كويتي تم تدريبهم في لبنان وكانت تجمعاتهم السرية تتم في السفارة الايرانية في الكويت، وقد هرب (14) مجرما ـ بعد خروجهم من السجن بكفالة من المحكمة ـ بزوارق كانت تنتظرهم الى ايران، وعلى أثرها خفضت الكويت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران من (19) الى (4) دبلوماسيين. وكانت الخلية تمتلك (19) طن من الذخيرة و (144) كغم من المتفجرات، و(68) سلحا مختلفا و(240) قتبلة يدوية اضافة الى اسلاك وصواعق كهربائية. انها أسلحة ومتفجرات كافية لإبادة منطقة العبدلي عن بكرة أبيها، ويبدو ان إطلاق سراح المتمهين بالتجسس من قبل محكمة كويتية تثير العشرات من علامات الاستفهام، لأن الأمن القومية مسألة خطيرة ولا يجوز إطلاق سراح المتهمين الا بعد انتهاء التحقيق. كالعادة انكر نظام الملالي علاقته بالخلية وان لا أساس له من الصحة معتبران ان بعض النواب في مجلس الأمة الكويتي ووسائل اعلام محلية تأثرت بالدعايات المغرضة. ولكن نظام الملالي لم يوضح كيف هرب المتهمون بزوارق ايرانية الى إيران، ولماذا لم تسلمهم السلطات الايرانية الى الكويت؟ لاحظ ان جميع الإرهابيين والفاسدين في دول المنطقة يهربون الى ايران فقط عندما يلاحقهم القضاء، الا يحق لنا ان نسأل لماذا واجهتهم ايران؟ أهم نشاطات هذه الخلايا: ـ ضرب المصالح الإستراتيجية الحيوية في البلد الذي تتخفى فيه كالمشاريع الصناعية الكبرى والمطارات والموانيء ومحطات القطارات والمناطق السياحية، كما جرى في العراق بحرق المزارع في موسم الحصاد، وتسميم أحواض الأسماك، وتفكيك مصفى بيجي ومحطة كهرباء صلاح الدين وغيرها. ـ شنٌ هجمات إرهابية في مناطق مكتظة بالسكان لإثارة الفزع والهلع بين الناس. كما جرى في الكويت وما يسمى بخلية العبدلي التي تحدثنا عنها.. ـ تحريض الأقليات الأثنية والعنصرية والطائفية الموالية لدولة الخلايا ضد حكومتهم المركزية مما يساعد على فتح جبهة داخلية ترهق تلك الحكومة وتستنزف امكاناتها، كما حدث في البحرين. سبق ان إدعى الخامنئي" أن التدخّل في البحرين حقّ لإيران غير قابل للتصرف"، وطالب مسؤولون في النظام وقادة في الحرس الثوري بإسقاط الحكم في البحرين وضمّها ولاية إلى إيران. وفي تدخل سافر في الشأن الداخلي البحريني صرح (كريم عابدي) عضو اللجنة البرلمانيّة لشؤون الأمن القوميّ والسياسة حول دخول الجيش السعودي البحرين بموجب معاهدة دول التعاون الخليجي" إن حدث من دخول جيوش من دول الخليج إلى البحرين لن يتكرر، ولن نسمح بتكراره في الكويت، فظروف وموقع البحرين جغرافيًّا وعسكريًّا تختلف نهائيًّا عن الكويت، ومن حقّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الدخول إلى الكويت لحماية الشيعة هناك مثلما برّرَت دول من الخليج دخولها إلى البحرين بأنه لحماية أهل السمة". ـ القيام بحملة تصفيات وأغتيالات ضد أركان الدولة التي تعمل بها الخلايا وإستهداف كبار المسؤولين والعسكريين والأكاديمين والعلماء. فقد تم إغتيال ما يقارب (500) عالم وقائد عسكري وكبار المختصين في المجالات الطبية والهندسية والعلمية في العراق) عام 2003. ـ نشر الإشاعات والبلاغات الكاذبة لأرباك القوات الأمنية وزعزعة الأمن الداخلي. الغرض منه رسم صورة كاريكاتيرية للحكومة وبيان ضعفها، سيما ان وسائل الاتصال الحديثة سهلت هذا الأمر عبر الجيوش الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي. ـ تنظيم التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ضد السلطات المحلية ورفع شعارات لنصرة الدولة المجندة للخلايا كما جرى في البحرين (للمزيد مراجعة دراستنا حول هذا الموضوع بعنوان: أخلايا نائمة أم قنابل موقوتة؟). ـ نشر المعلومات المضللة عن دور النظام الايراني في تحرير القدس ودعم القضية الفلسطية، ومن المعروف ان القضية الفلسطنية أمست تجارة رائجة. زعم النظام الايراني في البداية ان تحرير القدس يتم عبر كربلاء، وحولها الى بيروت، ومن بعدها الى دمشق وانتهى اخيرا الى صنعاء. ان فيلق القدس الايراني وحزب الله والميليشيات العراقية والافغانية والباكستانية تركت الجولان المحتلة وتقاتل في حلب، انهم يقتلون السوريين وليس الصهاينة. ـ نشر المذهب الشيعي الصفوي، وحله محل التشيع العربي عبر الكتب والكراسات التي تدعم ولاية الفقيه، وسنتحدث عن ذلك بالتفصيل. لصعوبة معالجة موضوع الخلايا النائمة بسبب كثرة عدد الإيرانيين في دول الخليج وتعثر طرق تحديدها ومعرفة فيما إذا كانوا مجندين للمخابرات الإيرانية من عدمه، أو تقدير مدى ولائهم للنظام الإيراني. يمكن للدول العربية أن تواجه النظام الإيراني بنفس إسلوبه. أي من خلال زرع خلايا عربية في إيران بعدة طرق معروفة من قبل أجهزة المخابرات العربية، ولسنا بحاجة الى الخوض فيها فهم أعرف منا بها. ان من يمتلك المال يتمكن بسهولة من صناعة التجسس، فمن أهم انواع التجنيد هو التجنيد بالمال. ونظن أن من يمتلك الموارد المالية الهائلة كدول الخليج لا يصعب عليه شراء الذمم. وقد لفت مؤخرا الأستاذ عبد الله النفيسي انتباه دول الخليج العربية حول هذه النقطة بضرورة " منع دخول الوافدين الإيرانيين إلى بلدان الخليج العربي". وإستغرب النفيسي من عدم اتخاذ قرار خليجي بهذا الشأن حتى الآن! الحقيقة إن الأمر لا يتعلق فقط بمنع دخولهم، بل بتصفية الموجودين منهم، نقصد أولئك المشكوك في ولائهم لدول الخليج وهم برأينا ليسوا بقلة. تفكيك الأحزاب الموالية للنظام الإيراني أبرزها حزب الله اللبناني وحزب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية والتيار الصدري وحزب الفضيلة. ومنظمة العمل الإسلامي، وجمعية العمل الإسلامي وجمعية الوفاق الوطني البحريني والتحالف الإسلامي الوطني وحركة أنصار الحرية وبقية الأحزاب التي تمولها إيران داخل الوطن العربي. مع حظر الإنتساب إلى تلك الأحزاب لأنها تنفذ أجندة خارجية تدخل في نطاق الخيانة العظمى. فهذه الأحزاب تشكل طابورا خامسا وتزداد مخاطرها لإن عناصرها مدربون تدريبا عسكريا جيدا، ويمتلكون خرائط لجميع مفاصل الدولة التي يتواجدون فيها، علاوة على إمتلاكهم الأسلحة والذخيرة مما يمكنهم من القتال بضراوة ولمدة طويلة. من المعروف إن فصائل المعارضة الإيرانية كتنظيم حزم العربستاني ومنظمة مجاهدي خلق وبقية الأحزاب الكردية والبلوشية محظورة تماما في إيران. لذلك مبدأ المقابلة بالمثل مبدأ مقبول في التعامل الدولي. ولابد من التنويه إلى نقطة مثيرة للإهتمام بهذا الصدد وهي إن جميع الأحزب الموالية لإيران في المنطقة العربية مسلحة تسليحا كاملا ومدربة تدريبا عسكريا عالي المستوى؟ كفروع حزب الله وفيلق بدر وجيش المهدي وجيش فاطمة وثأر الله وعصائب أهل الحق والحوثيين وغيرها، ويمد النظام الايراني حلفائه من الميليشيات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة ومختلف انواع المتفجرات، كما حصل في تفحير مرفأ بيروت، وفي العراق توجد منطقة جرف الصخر التي تسيطر عليها كتائب حزب الله العراقي، وتمتلك صواريخ بالستية ومعمل لإنتاج المتفجرات وسجون سرية، وهذا ما يقال عن الحوثيين. يعنل النظام الايراني على إيجاد جيش رديف في المناطق التي يفرض سيطرته عليها، ويموله بأسلحة متطورة لا توجد عند جيوش تلك الدول، حيث ينقل تجربة الحرس الثوري الايراني الى هذه الدول، غالبا ما نسمع تصريحات من قادة الحرس الثوري الايراني، وإجراء مناورات حربية وغيرها من النشاطات والفعاليات، دون ان نسمع شيئا عن وزارة الدفاع الايرانية، بل ان وزير الدفاع الايراني مجرد ديكور لا معنى لوجوده، وسبق أن عبر الرئيس روحاني عن هذه الحقيقة، بل صار الحرس الثوري مسيطرا على الإقتصاد الإيراني، وقد نجح النظام الايراني في إيجاد رديف للحرس الثوري أقوى من الجيش، في لبنان متمثلا بحزب الله، والعراق متمثلا في الحشد الشعبي، واليمن متمثلا بأنصار الله او ميليشيا الحوثي, مما يتطلب تفكيك هذه الأحزاب واضفاء سمات الإرهاب عليها، وتطبيق تهمة الخيانة الكبرى على أعضائها. حظر زيارات المسؤولين الايرانيين لابد من حظر زيارات الزعماء والسياسيين الايرانيون الذين يطلقون تصريحات معادية للعرب من دخول الدول العربية مهما كان مستواهم ومسئوليتهم. أسوة بما تفعله الإدارة الامريكية، فهناك عدد من المسئولبن الإيرانيين الذين دأبو على إطلاق تهديدات لبعض الأنظمة العربية أو أعلنوا بصراحة عن مطامعهم التوسعية في منطقة الخليج العربي أو أثاروا الفتن الطائفية أو تدخلوا في الشأن العربي الداخلي. ومن تلك الشخصيات علي لاريجاني وفيروزآبادي ومحسن رضائي واللواء محمد علي جعفري والفريق يحيى رحيم صفوي وحسين همداني ومحمود نبويان والعميد غلام علي رشيد وعلي يونسي ومحمد كريم عابدي عضو اللجنة البرلمانية لشئون اﻷمن القومي والسياسة الخارجية وعلي رضا زاكاني مندوب مدينة طهران في البرلمان اﻹيراني وعلاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني والسياسة الخارجية في البرلمان والدبلوماسيين الأيرانيان محمد رضائي ومهدي صفري وغيرهم. وكذلك رجال الدين المعادين للعرب والمثيرون للفتن الطائفية مثل محمد محمدي كلبايكاني ومرتضى آقا طهراني وآية الله علي سعيدي ومهدي طائب وعلى جنتي ومير أحمد حاجتي هؤلاء وغيرهم يمكن إدخالهم في قائمة سوداء ومنعهم من دخول دول الخليج العربي تحديدا وإتخاذ هذا الإجراء كمنهج ثابت في التعامل مع كل من يسئ للعرب ويهدد أمنهم أو يتدخل في شأنهم الداخلي. ولا شك إن هذه الخطوة من شأنها ردع البعض من الإساءة للعرب خشية من مغبة النتائج. وكخطوة ثانية مناقشة تلك التخرصات في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي من ثم تبني مشاريع قرارات لإدانة التهديدات الإيرانية المستمرة وأطماعها التوسعية في المنطقة كذلك التدخل الإيراني السافر في الشئون الداخلية العربية كلبنان والعراق وفلسطين واليمن والسعودية وبقية الدول. التهديدات وخرق السيادة والتدخل في الشؤون الداخلية. جاء في المادة (2) من ميثاق الأمم المتحدة حول العدوان، بإن التهديد بالحرب دون إعلانها يعني أيضا عدوان، أي حتى لو لم يمارس بصيغة فعاليات حربية أو إرهابية. حيث تحاول بعض الدول القوية إبتزاز الدول الأضعف منها من خلال التهديد بالعدوان فيؤدي ذلك إلى نتائج قد تمثال نتائج العدوان العسكري. ونظرة خاطفة الى سلسة التهديدات التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون ضد بعض دول الخليج العربي كما بينا سابقا تدخل وفق هذا المادة ضمن مفهوم العدوان. ومن المؤسف أن الأنظمة الحاكمة لم تأخذ بعين الجد والإعتبار هذه التهديدات وتعتمدها كوثائق في مجلس الأمن. الأنكى منه لم يتطرق ممثلو الدول العربية إلى تلك التهديدات خلال كلماتهم على هذ المنبر الدولي فضيعوا على أنفسهم فرصا ثمينة لمواجهة وتحديد تخرصات ملالي طهران ووقاحتهم السافرة تجاه العرب، فملالي إيران لا يجرأوا على إبتزاز وتهديد الا العرب فقط. كما إن التدخل الإيراني السافر في الشؤون الدخلية العربية يعد إنتهاكا لسيادة هذه الدول، وهذا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. فهل خلت الدول العربية من خبراء في القانون لدولي؟ وإن كان الجواب كلا. فهذا يعني وجود توجيهات مباشرة من قبل الحكام العرب لممثليهم وخبرائهم في المحافل الدولية بعدم إثارة غضب النظام الإيراني! لكن لماذا نسمح لهم بإثارة غضبنا ولا نسمح لأنفسنا بإثارة غضبهم؟ ونحن أصحاب الحق وكما قيل الباديء أظلم؟ ربما يحاججنا البعض بأن الأمم المتحدة ليست نزيهة أو حيادية في مواقفها لا سيما إتجاه العرب. فالعراق وفلسطين والأحواز العربية المحتلة من أبرز النماذج على إنحراف الأمم المتحدة عن بوصلة مقاصدها. نقول هذا صحيح مئة بالمائة لكن اليس إثارة هذه المواضيع أفضل من السكوت عنها وذلك أضعف الإيمان؟ مراقبة معارض الكتب والأنشطة الثقافية الإيرانية. معظم الأنشطة الثقافية الإيرانية تسير بموجب خطط مخابراتية في غاية الدهاء والفطنة. فهذه الوسيلة من أنجع الطرق لزرع الافكار الإيرانية المسمومة بين العرب سيما الجهلة والسذج والطائفيين وهم مع الأسف يمثلون الغالبية العظمى في الدول العربية. وهناك بعض دور النشر الممتلئة منشوراتها بالسموم الطائفية أبرزها مكتبة الثقلين ودار التوحيد للنشر ومؤسسة المحبين. ومن الملاحظ إن إسعار كتبها تكاد أن تكون مجانية فهي لا تغطي كلفتها لقصد واضح، كما إن الأدعية والكراريس العقائدية غالبا ما توزع مجانا. وأن معظم منشورات هذه الدور مخصصة لأغراض التصدير وليس الإستهلاك الداخلي. ونستذكر جميعا الكتب والمجلات التي كانت توزعها مجانا المراكز الثقافية الروسية في الدول العربية في عهد (الإتحاد السوفيي السابق). إنها دعاية عقائدية ذات توجهات وأهداف محددة. ولدينا في العراق تجارب مريرة بهذا الصدد، فبعد الغزو مباشرة بدأت معارض الكتب الإيرانية تنهال على العراق من شماله إلى جنوبة برعاية مباشرة من المجلس الإعلى للثورة الإسلامية. وبأسعار رمزية خصوصا الكتب ذات التوجهات الشعوبية كالشاهنامة للفردوسي والمثنوي للمولوي ورباعيات الخيام بطبعات مصورة ومزينة بلوحات مثيرة، وكذلك دواين أبي نواس ومهيار الديلمي وإسماعيل بن يسار وبشار بن برد صاحب الأبيات التالية: إبليسُ أفضلُ مـتتتتن أبيكم آدمَ فتبينوا يا معشر الفجــــــــار النارُ عنصـــرهُ وآدم طينـتتتةٌ والطين لا يسمو سمو النــــار الأرضُ مظلمةٌ والنارُ مشرقةٌ والنارُ معبودةٌ منذ كانت النار غالبا ما يقوم عدد من المحاضرين الموالين للنظام الإيراني بإلقاء محاضرات أو عقد ندوات ثقافية خلال إقامة تلك المعارض المشبوهة. كما إن بعض الأنشطة الثقافية قد تأخذ شكل دعوات ثقافية أو سياحية تقوم بها منظمات إيرانية خيرية أو ثقافية لكنها في حقيقة الأمر واجهات للمخابرات الإيرانية كمنظمة هابيليان الإيرانية ومقرها مدينة مشهد قرب مرقد الرضا، فهي توجه دعوات للعديد من الوفود والشخصيات العربية والإسلامية لزيارة مشهد، وترتب زيارات دعائية لمرقد الرضا متحملة جميع التكاليف مع مصرف جيب. وتوزع المنظمة على زوارها حوالي (300000) نسخة (CD) وكراريس مصورة مجانا! والأمر الذي يثير الدهشة إن المنظمة تدعي كونها مستقلة وتعترف في الوقت نفسه بتعاونها مع وزارة الدفاع الإيرانية؟ ولو رجعت الى موقعها الالكتروني سوف تتفاجأ بعدم وجود اية مواضيع تتعلق بالثقافة والسياحة، وانما التهجم على منظمة مجاهدي خلق والمعارضة الايرانية عموما. من المفيد الإشارة إلى أن دور النشر الإيرانية أعادت طبع بعض الكتب العراقية دون الرجوع إلى المؤلفين او ورثتهم أصحاب حقوق الطبع منها مؤلفات الدكتور على الوردي كلها، وعبد الرزاق الحسني (تأريخ الوزارات العراقية) وعباس العزاوي (تريخ العراق بين إحتلالين) وغيرهم، وبعضها أضيفت له مادة أو حذفت منه بقصد معلوم، مثل كتاب (الثورة العراقية) للحسني حيث زورت الوقائع بما فيها عنوان الكتاب والصور فأضيف لأسماء الثوار من لم يكن لديه أي دور في الثورة، وحذف من كان له الدور البارز فيها. الأطرف منه إنه في الوقت الذي شكي الحسني من الدور الإيراني في الثورة! فإنهم عظموا دور إيران في الثورة. ومن الأهازيج الثورية حينها: بين العجم والروم بلوى ابتلينا*** ردنا الرفك وياه ما صح بدينا (الرفك: الرفقة الحسنة) أي طلبنا الصحبة منه ولم ننل مرادنا ولو تمحصنا قليلا وإجرينا مقارنة بين معارض الكتب الإيرانية في الدول العربية والمعارض العربية في إيران سنصاب بصعقة قاتلة. فالنسبة لا تعادل أكثر من 1% لصالح إيران وهذه مأساة ثقافية حقيقية. الأنكى منه إن هذه النسبة الهامشية تخضع بدورها إلى شروط قاسية مثلا جميع الكتب التي عناوينها أو يرد فيها مصطلح الخليج العربي ممنوعة العرض في إيران. مكافحة سموم الفضائيات الإيرانية أو العربية الموالية لأيران. السموم تحتاج عادة إلى واسطة لتصل إلى أجساد ضحاياها والفضائيات خير واسطة لنشر سموم نظام الملالي والفتك بالعقول. لذلك ركز النظام الإيراني على حث عملائه لإنشاء فضائيات مع تزويدهم بكل المساعدات الفنية والتقنية والمالية. ناهيك عن المحطات التي تبث من إيران باللغة العربية كالعالمية والهدهد والدعاء. بمعنى إنها موجهة للعرب. أنظروا إلى هذا الكم الفضائي المهول: - المحطات الفضائية ذات الجنسية العراقية عددها (12) فضائية هي (السلام والعدل لآية الله حسين إسماعيل الصدر. ومحطتا أهل البيت أحدهما تبث باللغة العربية من كربلاء والثانية باللغة الأنكليزية من كندا. وثلاث محطات للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية هي (الفرات والفيحاء والعراقية). وثلاث محطات لفروع حزب الدعوة هي (آفاق وبلادي والمسمار). وقناة (الغدير) للإتلاف الوطني. وقناة (الفرقان) وهذه المحطة أغرب من الخيال حيث تمولها أمريكا لصالح إيران عبر ما يسمى بشبكة الإعلام العراقي. ناهيك عن المحطات الأخرى. في الكويت مثلا توجد (7) محطات وهي تلي العراق مرتبة (العدالة الأولى والعدالة الثانية. والأنوار الأولى والثانية والكويت والمعارف والأوحد) ولا أعرف موقف هذه المحطات من التصريحات الإيرانية العدوانية الأخيرة إتجاه الكويت التي سبق أن اوردناها في الجزء الأول؟ ولا كيف نفسر مواقفها تجاه خلية العبدلي التي تحدثنا عنها فقد التزمت جميعها الصمت المطبق! ثم المحطات اللبنانية (الايمان والمنار وNBN) وكذلك في البحرين وغيرها. لكن أين الفضائيات العربية الموجهة ضد إيران؟ سيما إن لدينا شعب عربي شقيق في الأحواز المحتلة، وهناك محاولات دنيئة لمسخ هويته العربية والمذهبية مما يستدعي إفشال هذا المخطط من خلال التواصل الثقافي والمعنوي معهم بكل الطرق المتاحة السرية والعلنية، فقد بات اللعب على المكشوف. مراقبة حركة الأموال المتدفقة إلى إيران والمراجع الفرس. ـ القنوات غير الرسمية هناك الملايين من الدولارات تتدفق لإيران بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال وكلاء المراجع في الدول العربية كالسيستاني والخامنئي والحائري وغيرهم تحت مسميات الخمس والنذور وردً المظالم وموارد العتبات المقدسة في النجف، وكربلاء، وسامراء والكاظمية. والحقيقة إنه لا توجد إحصائيات مضبوطة حول حجم هذه الموارد الضخمة. ولا تسمح المرجعية لأحد خارج حاشية المرجع الأعلى بالتعرف عن مقدارها أو حتى الإشارة لها ولغايات معروفة. وهناك وجهان للصرف أحدهما معلوم وهو الصرف على المشاريع التي تقوم بها المرجعية في عدد من الدول ومن المثير أن حوالي 90% من هذه المشاريع أقيمت في إيران رغم أن معظم الواردات مصدرها العراق ودول الخليج العربي! ويمكن الإطلاع على هذه المأساة في موقع السيد السيستاني المقيم في العراق في حين موقعه الالكتروني في إيران! فقد صرح (حسين علي شهرياري النائب عن مدينة زاهدان في البرلمان الايراني) بأن" مكتب السيد السيستاني تبرع بحوالي مليار دولار لشراء تجهيزات مكافحة كورونا في ايران وانه ستشترى بهذا المبلغ معدات طبية لبعض المدن في محافظة سيستان وبلوچستان الايرانية. وكشفت مواقع اعلام ايرانية نقلا عن مسؤولين ايرانيين بأن المرجع الديني الاعلى في العراق السيد علي السيستاني تبرع بمبلغ مليار دولار لايران لمساعدتها في موااجهة فايروس كورونا المتفشي هناك خاصة في قم. وتداولت المواقع الايرانية هذا الخبر ونسبته الى وكالة ارنا الايرانية الرسمية. حاولت مرجعية السيستاني ان تنفي الخبر، ولكن وسائا الاعلام الايرانية لم تنفيه. وسبق لوكالة ارنا الايرانية الرسمية قد اعلنت من خلال العلاقات العامة في جامعة جندي شابور للعلوم الطبية بمدينة اهواز (مركز محافظة خوزستان)، اهداء مستشفى من (120) سريرا في مدينة باوي شمال اهواز من قبل مكتب المرجع الديني (اية الله السيد علي السيستاني)، موضحة" انه تم خلال الاجتماع الذي عقد (في السابع من شهر تموز) بين اعضاء مكتب آية الله السيستاني وممثلي وزارة الصحة الايرانية الى جانب رئيس الجامعة (فرهاد ابول نجاد)، تحديد موقع المستشفى في مدينة باوي للمباشرة في عمليات البناء. وان رئيس جامعة جندي شابور للعلوم الطبية اذ رحب بهذه الخطوة الانسانية الهادفة الى خدمة اهالي المنطقة؛ دعا الى مزيد من المساهمات والمبادرات الانسانية المماثلة لسد حاجة المحافظة في مجال المشافي والخدمات الصحية. وبحسب التقرير نفسه، من المتوقع ان توفر هذه المستشفى خدمات علااجية وصحية لما يربو عن (200000) شخص من اهالي مدينة باوي والمدن المحيطة بها. في هذا الإطار هناك تدفق مالي هائل الى عوائل المراجع في الخارج ولاسيما في الدول الأوربية واحياء لندن شهيد صحة كلامنا. وهذا الأمر يمثل إجحافا بحق شيعة العراق حيث يعيش مئات الألوف من الفقراء في محافظتي النجف وكربلاء ويسكن بعضهم في المقابر والمؤسسات الحكومية التي دمرها الغزاة. وهم أحق من غيرهم بهذه الثروة المنهوبة والمصدرة إلى إيران. ولكن الأشد خطورة منها هو أوجه الصرف السرية يؤكد ذلك كتمان أوجه الصرف وحجمها. فهناك أخبار تشير إلى أن بعض من هذه الأموال تستخدم لتمويل الخلايا النائمة في دول الخليج وكذلك تدريب وتسليح الميليشات الموالية لإيران. بمعنى أن مواطني الخليج يزودون إيران بالأموال اللازمة لتدمير أوطانهم وصناعة الفتن والشغب في دول الخليج نفسها. وهذه بحد ذاتها جريمة بحق الوطن والشعب. ـ القنوات الرسمية وتتمثل بالتجارة المهولة بين الدول العربية ونظام الملالي، على الرغم من الحصار الامريكي المفروض على النظام؟ وقد حافظت الإمارات على كونها الشريك التجاري العربي الأول مع إيران، رغم تراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى (11) مليار دولار عام 2017 (6.5 مليارات دولار صادرات إماراتية و4.5 مليارات صادرات إيرانية). وكان التبادل التجاري بين الطرفين بحدود (16) مليار دولار عام 2016 (12 مليارا صادرات إماراتية، و4 مليارات صادرات إيرانية، وتحتل إيران المرتبة الرابعة في قائمة الشركاء التجاريين للإمارات، في حين تعتبر الأخيرة الشريك التجاري الثاني لإيران بعد الصين. ووفق مصادر إيرانية، فإن عدد الشركات الإيرانية المسجلة رسميا في دبي وحدها يبلغ 7660 شركة، كما تتحدث مصادر أخرى عن وجود ما يقرب من 13 ألف رجل أعمال إيراني برؤوس أموال ضخمة يستثمرون في الإمارات. هذا مع احتلال إيران الجزر الاماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التي لم تؤثر على العلاقات الاقتصادية المتنامية والمتينة بين البلدين. والأمر الأسوأ هو العلاقات التجارية بين العراق والنظام الايراني التي تتجاوز (13) مليار سنويا، وخلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى إيران الأخيرة، عبر النظام الايراني عن رغبته بزيادة التبادل التجاري مع العراق وصولا الى (20) مليار دولار سنويا. الحقيقة لا يوجد ما يسمى بالتبادل التجاري، فالعراق يصدر الى ايران بضائع لا تتجاوز قيمتها بضعة ملايين من الدولارات، مقابل المليارات، علما ان المنافذ البرية والبحرية والجوية تسيطر عليها الميليشيات الولائية التابعة للنظام الايراني، ويجري التهريب على قدم وساق، سيما عبر اقليم كردستان والمنافذ الجنوبية، كما ان البنك المركزي العراقي يبيع مئات الملايين من الدولارات يوميا عبر ما يسمى بمزاد العملة الى شركات وهمية، ومعظم مبيعاته تمثل غسيل اموال ومآلها ايران، ولا أحد يجرأ على إيقاف مزاد العملة، بل الويل له ان فكر في الموضوع، اي مجرد تفكير. التشبث بعروبة الخليج ودحض محاولات تفريسه. يصر النظام الإيراني على تسمية الخليج العربي بالفارسي. وسبق أن رفضت إيران مقترح منظمة المؤتمر الإسلامي بتسميته بالخليج الإسلامي كتسوية مرضية لجميع الأطراف المطلة عليه. وليس من المنطق تسميته بالفارسي في ظل وجود دولة فارسية واحدة مقابل سبعة دول عربية تطل عليه. ومع هذا فإن لكل طرف الحق في أن يسمى الخليج كيفما يشاء محليا، وليس دوليا، لكن ليس من العدل أن تفرض التسمية الإيرانية قسرا على الدول العربية أو إتخاذ إجراءات تعسفية ضد كل من يسميه بالخليج العربي. هذه بعض من النماذج التعسفية " طرد مضيف جوّي يوناني من عمله في إحدى شركات الطيران الإيرانية وألغيت إقامته بسبب استخدامه عبارة الخليج العربي بدل الخليج الفارسي". وقال غلام رضا ريزايان رئيس شرطة الهجرة ودائرة الأجانب في إيران" تم استدعاء المضيف اليوناني على الرحلة 7081 لشركة خطوط كيش بين طهران وجزيرة كيش. وطرد بسبب تصرفه اللامسؤول وغير اللائق. وطلبنا من إدارة الطيران المدني الايراني توجيه توبيخ إلى المسؤولين في شركة خطوط كيش بسبب استخدامهم عبارة الخليج العربي". ووصلت الصلافة أحط مستوياتها بإعلان وزير النقل الإيراني السابق (حميد بهبهاني) بحظر رحلات الشركات القادمة من الدول العربية في حال استخدامها (عبارة الخليج العربي). وهذا نص ما تحدث به " نبهنا شركات الطيران في الدول الواقعة جنوب الخليج الفارسي والتي تطير الى إيران بضرورة استخدام (الخليج الفارسي) على لوحات العرض الالكترونية بها. إذا لم تتخذ هذا الإجراء سنمنعها من دخول المجال الجوي الإيراني لشهر في المرة الأولى كعقوبة رادعة، وفي حالة التكرار سنجبرها طائراتها على الهبوط في إيران وسنلغى تصاريح القيام برحلات الى إيران في المستقبل". أليس الأجدر بنا أن نعاملهم بنفس الطريقة؟ وهل يلومنا أحد؟ من المؤسف ان بعض الفضائيات العربية والمحللين السياسيين خلال المقابلات عندما يتحدثون عن (أزمة الخليج العربي) يتوقفون عند كلمة (أزمة الخليج) ويخشون إطلاق كلمة العربي. لقد وصلت الوقاحة بالنظام الايراني الى الإحتجاج على الحكومة العراقية بسبب تسميتها الخليج العربي في خطاباتها ومراسلاتها الرسمية وطالبت بتغييرها إلى تسمية (الخليج الفارسي)" وقد أبدى (صالح جوكار) عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني احتجاجه على كتاب من وزارة الداخلية العراقية يحمل توقيع (محمد حسين الخزرجي) إلى دائرة الإقامة العراقية ينص على منح التأشيرات لمواطني دول الخليج العربي. وقال جوكار في حوار مع وكالة سحام نيوز إنه على وزارة الخارجية الإيرانية أن تتابع الموضوع، ونقلت الوكالة عن سفير إيران السابق في بغداد (حسن كاظمي قمي)، تصريحه" إن استخدام تسمية الخليج العربي في المكاتبات الداخلية للحكومة العراقية أمر غير مقبول". (وكالة سحام نيوز الاخبارية) يذكر أن وكالة "سحام نيوز" المقربة من مهدي كروبي، أحد زعماء الانتفاضة الخضراء الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ 2011، احتجت أيضا على بيان لوزير الداخلية العراقي، محمد سالم الغبان حول مراسيم عاشوراء، ورد فيه تسمية (الخليج العربي) وفي الجانب العراقي نقلت شبكة (رووداو العراقية) عن النائبة عن ائتلاف العربية في البرلمان العراقي( أمل مرعي) رفضها للفظة الخليج الفارسي التي تصر إيران على إطلاقها على الخليج العربي داعية الحكومة العراقية ودول الخليج إلى الاعتراض على التسمية .وقالت مرعي إن "إيران وبسبب الحصار الدولي عليها، تحاول إثارة النزعة القومية لدى الشارع الإيراني، وإن العالم العربي يعترف باسم الخليج العربي، وهو ذراع مائي لبحر العرب يمتد من خليج عمان جنوبا حتى شط العرب شمالا بطول (965) كيلومترا إلى مضيق هرمز، وإن لم يعجب إيران اسم الخليج العربي فيمكننا أن نسميه الخليج الإسلامي". وكانت إيران قد انتقدت بشدة شركة غوغل عام 2012 لما وصفته بالتجاوز المسيء الذي مارسته في خدمة خرائطها الشهيرة "غوغل مابس" بسبب حذفها اسم ما تصفه بـ(الخليج الفارسي) من خريطة الممر المائي الذي يفصل الهضبة الإيرانية عن شبه الجزيرة العربية المعروف باسم الخليج العربي. فالمؤرخ الانجليزي (رودريك أوين) ذكر في كتابه الشهير (الفقاعة الذهبية) زار الخليج وشاهد معظم سكانه عرباً. كما ذكر الكاتب الفرنسي (جان جاك بيربي) في كتابه الذي ترجم الى العربية (عروبة الخليج). وذكر الرحالة الألماني (كارستين نيبور) خلال زيارته للمنطقة عام 1762" رأيت العشائر العربية حول الخليج ومن السخرية أن يصور جغرافيونا جزءا من بلاد العرب كأنه تابع وخاضع لحكم ملوك فارس". وقال (اجون بيير فينون) أستاذ الحضارات الشرقية في باريس" ان مزاعم مزاعم الإيرانيين بتسمية الخليج بالفارسي هي من بدع من الدول الاستعمارية". وقدم (جون بيير فينون) أستاذ المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس في كانون الثاني 1990 دراسة في مجلة اللوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميه الخليج بالعربي. على أثرها إحتجت السفارة الإيرانية في باريس. وردت على الدراسة. ففند بدوره إدعاءات السفارة بحجج العلمية لا يمكن إنكارها، يضاف الى ذلك عرض (خارطة لوكانور) التي تعود الى القرن السادس عشر والتي تحمل التسمية اللاتينية (سينوس ارابيكوس) وترجمتها (البحر العربي)، ذكر " عثرت على أكثر من وثيقة وخارطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية الخليج العربي، وجميعها تعارض الدعوى الإيرانية". مراقبة انشطة المساجد والحسينيات والمدارس الإيرانية حيث تنتشر في معظم الدول العربية والتي تتخذ أسماء معروفة كالتوحيد والمدارس الجعفرية والجمعيات الخيرية وفروع لجان الزكاة مثل الإصلاح وإحياء التراث. فهذه الأماكن غالبا ما تكون مستودعات للأسلحة والذخيرة. والتجربة المريرة في العراق أفضل دليل على صحة كلامنا. فقد إعترف عدد من العملاء بأنهم كانوا يخزنون الأسلحة والذخيرة في الحسينيات قبل الغزو الأمريكي للعراق. وما أن دخلت القوات الأمريكية حتى بدأوا بتوزيعها على عناصر الميليشات الاجرامية. العراقيون يستذكرون الأيام الصعبة قبل حرب الخليج الأولى عندما قام عملاء إيران بتفجير قنبلة قرب الصالة الرئيسة بالجامعة المستنصرية وإستشهد وجرح عدد من الطلاب كما أصيب السيد طارق عزيز بجروح جراء هذا العمل الإرهابي. وخرجت الجماهير الطلابية لتشييع زملائهم شهداء التفجير. وفي منطقة باب المعظم فإنهال عليهم الرصاص من (المدرسة الإيرانية) القريبة من ساحة التشييع في منطقة باب المعظم. فإستشهد عدد من الطلاب المشيعين والتحقوا بركب زملائهم الشهداء. لسنا بالطبع بصدد التعرض للعبادة في الحسينيات وليس هذا مقصد كلامنا بتاتا. فالتشيع مذهب شأنه شأن بقية المذاهب له نفس حقوق بقية المذاهب. مقصدنا ألا تتخذ أماكن العبادة سواء للسنة أو الشيعة كمستودعات لخزن الأسلحة والإعتدة فتكون قاعدة لإنطلاق أعمال الإرهاب. هذه نصائح نسديها لدول الخليج بشكل خاص عسى أن يستفيدوا منها ويتعضوا بها. إنها خلاصة مرعبة لأيام سوداء وتجارب مريرة وخسائر كبيرة عشناها كعراقيين ولا نزال نعيشها مع الأسف. نقدمها من منطلق الدين، العروبة، الأخاء، التأريخ والمصير المشترك، والحرص على أن لا يمر بها أشقائنا العرب. فكما قيل " التجربة أفضل برهان" و" إسأل مجرب ولا تسأل حكيم". ضرورة تحديد زيارات عملاء إيران من العرب يزور إيران سنويا عدد غير قليل من الزعماء العرب والشخصيات السياسية والدينية والثقافية كحسن نصر الله وخالد مشعل ونوري المالكي ومقتدى الصدر ومعظم قادة الأحزاب الشيعية في الوطن العربي. أما لإظهار ولائهم المطلق للولي الفقيه أو للتزود بآخر توجيهات الخامنئي لإثارة الفتن والبلابل في بلدانهم. وكانت آخر هذه الزيارات زيارة نوري المالكي الى إيران لتسلم خطة الإطاحة برئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي. وهذا الولاء يعلن أمام الملأ، فهم في الكثير من أحاديثهم يتبجحون بإنبهارهم بثورة الخميني وخلفه الخامنئي ويعلنون بصفاقة ولائهم لأيران ويحتفلون جهارا بذكرى الخميني. مما يقضي التعامل معهم كعملاء للنظام الإيراني ومنع أو على الأقل تحديد زياراتهم للدول العربية وعدم توجيه دعوات لهم للمشاركة في المؤتمرات والندوات، والمهرجانات الثقافية، والدينية، والفنية. بإعتبارهم أشخاص غير مرغوب بهم. كذلك تحديد الزيارات من وإلى إيران ولا سيما في المناسبات الدينية حيث يستغلها النظام الإيراني لتجنيد عناصره وترويج أفكاره الفاسدة. الردع النووي صرح اللواء رحيم صفوي من كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين للخامنئي"على القوى الأجنبية في المنطقة أن تقبل بقدرة نفوذ إيران في قضايا العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان والخليج الفارسي ومضيق هرمز". لابد من تحفيز الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي لإتخاذ عقوبات صارمة ضد إيران ومنعها من الحصول على الأسلحة النووية. لأنها تمثل تهديدا حقيقيا للمصالح العربية ودول الخليج بالدرجة الأولى. والمساهمة الجدية في منع وصول السلع المحظورة التي تمكن النظام الإستفادة منها في برنامجها النووي. ويخطأ من يظن إن هذا السلاح سيوجه إلى دول أخرى غير الدول العربية. فعلاقات إيران مع دول الجوار -غير العربية- جيدة ومبنية على الإحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية على العكس من علاقاتها مع العرب. وهي لا تجرأ على الإصطدام بتلك الدول سيما بعد إحتلالها العراق وسيطرتها على مفاصل حيوية في إفغانستان وتصدير الثورة إليها. كما إنها لم تهدد أو تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار الأخرى ولم تعلن عن أطماع توسعية فيها. وقد أشار (عدنان سلمان) رئيس المكتب السياسي لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي الى هذه النقطة بقوله" إن إيران تبحث عن مآربها وتحاول ركوب موجة التغييرات في العالم العربي، فلماذا لم تتدخل إيران في شؤون باكستان عندما تعرض الشيعة فيها للقمع؟ لكنها اليوم تحاول عبر البحرين التدخل في الخليج بأسره". الحقيقة إنه بدون السلاح النووي تهدد إيران العرب وتتدخل في شؤونهم الداخلية فما بالك وهي تمتلك هذا السلاح الفتاك الذي سيزيد غطرستها وعنجهيتها؟ كما إنها بدون السلاح النووي تتحدى الإرادة الدولية ولا تحترم قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية. فكيف سيكون الموقف وهي تمتلكه؟ من جهة أخرى رأينا القوة التفاوضية الإيرانية مع الأمريكان في العراق وإفغانستان حيث أثبتت بجدارة إن نفوذها في هذين البلدين يضاهي من نفوذ الأمريكان. وهذه حقيقة من ينكرها يجهل أبجدية ميزان القوى وطبيعة الأوضاع في العراق وافغانستان. لا شك إن هذه القوى التفاوضية ستتضاعف مع إمتلاكها السلاح النووي، وبالتالي سيتضاعف تهديدها للدول العربية. مما يحتم على الدول العربية تبني قرارات الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي في تشديد الحظر على الجانب الإيراني، وتقديم كل الدعم المالي والمعنوي لمنع إيران من الحصول على هذا السلاح الذي سيوجه حتما للدول العربية فلا عدو لإيران غير العرب. وتأريخ العلاقات العربية- الفارسية يؤكد تلك الحقيقة المًرة. أما موضوع إمكانية إستخدامه ضد الكيان الصهيوني فهو المحال بعينه! وقد أكدته وزيرة الخارجية الصهيونية تسيفي ليفني بقولها " إن بلادنا بأمكانها التعايش مع القنبلة النووية الإيرانية"! ولا تحتاج الجملة إلى شرح مفصل. (للمزيد حول العلاقات الإيرانية الصهيونية، مراجعة مقالاتنا - عمامة الملالي وطاقية اليهود 1-6 أجزاء). أما من يأمل من حصول إيران على- بالقنبلة النووية الشيعية- كما سماها البعض ممن يعيش الألفية الثالثة بعقلية العصر الحجري. فإنها مهزلة المهازل، لأن الأسلحة النووية تعمل بآلية المصالح الستراتيجية وليس المذاهب الفقهية. يرسمها علماء ومختصين وليس دجالين وسحرة. ونسأل أصحاب هذا الإعتقاد الساذج: هل القنبلة النووية الباكستانية هي سنية؟ حسنا! ماذا حققت للسنة؟ الم تقف دولة القنبلة النووية (الباكستان) مع قوات الغزو الأمريكي المساندة للشيعة ضد سنة أفغانسان؟ لنقرأ هذا التصريح المؤدلج لسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني ونرى كيف يلعب النظام على الحبلين ويستغفل العرب بإثارة مشاعرهم بالكلام فقط دون الفعل. يذكر لاريجاني بأن إيران توافق على وقف برنامج تخصيب اليورانيوم" مقابل حصول شيعة الخليج على حقوقهم"! لكن على النقيض منه، جاء في المذكرة السرية التي كشفتها هيئة الإذاعة البريطانية بأن إيران" وافقت على قطع مساعداتها" لحزب الله اللبناني وحركة حماس والميليشيات العراقية مقابل حصولها على إمتيازات خاصة بشأن ملفها النووي". إنها مناورة ومساومة رخيصة! فتارة مع الفلسطينينن وتارة مع شيعة الخليج! لكن الثابت أنها تعمل وفق مصلحتها الوطنية. وهذا حقها الخالص ولا عيب فيه، ولكن نعيب أنفنسنا في قصورنا عن فهم وتحليل الأحداث وفق منطق سليم. لابد من زيادة ضغط دول الخليج العربي على الإتحاد الأوربي لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي، والتضامن مع العقوبات الامريكية على ايران، فقد انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية، وكان من الأولى بالدول الأوربية أن تأخذ بنفس النهج الامريكي، فنظام الملالي لا يؤتمن جانبه، وهو لم يلتزم بالإتفاق النووي وفق تصريحات زعمائه أنفسهم. تحديد العمالة الإيرانية في دول الخليج من الأمور العجيبة في دول الخليج العربي تفضيل العمالة الأجنبية على العربية! رغم الشعارات الفارغة المضمون والمحتوى في التمسك بأواصر الأخوة والقومية والعروبة والإسلام التي تتشدق بها بعض الأنظمة. حيث أمست نسبة الأجانب تشكل خطورة مقارنة بنسبة المواطنيين الأصليين في اكثر من دولة خليجية. وهذا بحد ذاته إنحراف مهلك عن بوصلة المصلحة الوطنية ومستقبل البلاد. ولا يمكن تصديق الإدعاء بأن الدول المستوردة للعمالة الأجنبية تحكم السيطرة على هذه الخلايا الهجينة والغريبة عن جسد الوطن مهما تبجحت الأنظمة في القول والفعل. والأنكى منه إن الأجانب توغلوا في العديد من المؤسسات الحيوية. فقد أكد تقرير للمخابرات الألمانية وجود "رجال أعمال ايرانيين أو من أصول ايرانية يشرفون على إدارة عدد من المؤسسات الإقتصادية والتجارية والبنوك في دول الخليج ويجمعون معلومات سرية عن بعض المسئولين. والأخطر منه هو جمع معلومات عن ترسانات الأسلحة وأنواعها ومناشئها وتواريخ صنعها وكفائتها كالطائرات الحربية وطائرات الانذار المبكر والرادارات والصواريخ، علاوة على معلومات سرية للغاية عن تعداد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والقواعد العسكرية الأجنبية فيها". الأنكى منه إشارة التقرير إلى تمكن الإيرانيين عبر شبكات التجسس الواسعة من إختراق أشد المواقع الحكومية والعسكرية والأمنية حساسية في دول الخليج. علاوة على إنشاء شبكات بأغطية إقتصادية لمراقبة الأوضاع الاقتصادية وبصورة خاصة السوق النفطية وعمليات التصدير ومواقع المنشآت الحيوية. وفق تقديرات صادرة عن وزارة الخارجية الإيرانية، يعيش في الإمارات من 400 إلى 500 ألف إيراني، نسبة كبيرة منهم من التجار ورجال الأعمال، في حين نقلت وكالة أنباء فارس عن إحصاءات صادرة عن دائرة الأحوال الإيرانية أن عدد الإيرانيين المقيمين في الإمارات يبلغ 800 ألف نسمة. هناك أربع جامعات إيرانية في الإمارات، وما يزيد عن 30 ألف طالب إيراني يتلقون تعليمهم في الإمارات. تعتبر حركة الطيران بين البلدين نشطة جدا، إذ توجد 200 رحلة طيران أسبوعية بين الإمارات وإيران، منها 50 رحلة أسبوعية بين طهران ودبي وفق إحصاءات وزارة الخارجية الإيرانية. وحسب مجلس الأعمال الإيراني في دبي، فإن الاستثمارات الإيرانية في الإمارات تحتل المرتبة الثانية بعد الأميركية، إذ تتراوح بين 200 و300 مليار دولار، كما تمثل ثروة الجالية الإيرانية في الإمارات ما بين 20 و30% من حجم ثروة الأصول المادية في الإمارات، وفقا لإحصاءات عام 2012. وفقا لتصريح سابق لمجلس الأعمال الإيراني في دبي، فإن عدد الإيرانيين الذين يعيشون في هذه الإمارة يبلغ نحو 80 ألف إيراني، منهم 8200 تاجر يديرون شبكة ضخمة من الأعمال ويستثمرون بشكل رئيسي في قطاع المواد الغذائية والمواد الخام والحديد والفولاذ والإلكترونيات والإطارات والمعدات المنزلية وغيرها من المواد. من المعروف ان الشيعة تمثل جزءا أساسيا من المجتمع الكويتيّ، على الرغم من صعوبة تحديد أعدادهم الحقيقيّة، ولكن بعض المصادر قدّرت نسبتهم بـ 15-20% من إجمالي السكان، وينقسمون إلى أربع مدارس مذهبية: الشيخيّة، والأخباريّة، والأصوليّة، والخوئيّة. وعُزّز حضور الشيعة في الكويت في السياسة والاقتصاد بفاعلية كبيرة وحضور قويّ جعل لهم ثقلًا ومشاركة في التركيبة السكانيّة الكويتيّة، أو ما يسمى بالمواطنة الفعالة. فيمثل الثقل الاقتصاديّ للشيعة في الكويت أكثر من 50% من الاقتصاد الكويتيّ، وأبرز المجموعات الاقتصاديّة هي مجموعة (فدك)، وهي برأسمال يبلغ 35 مليون دينار، وفي السياسة أفسحت الكويت المجال للشيعة لتولّي أعلى المناصب السياسيّة والعسكريّة، بناء على الكفاءة وحدها دون موازين طائفيّة، وأصبحوا سفراء ووزراء، كما أنهم ممثلون حاليًّا في كل المجالس النيابيّة والتشريعيّة، ففي الانتخابات الأخيرة عام 2016 التي أفرزت نتائجها فوز الشيعة (6) مقاعد في مجلس الأمّة. كفلت الكويت للشيعة كثيرًا من الحقوق السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، كما ينعمون بحُرّية العقيدة، فلديهم المحاكم الخاصّة بهم، بالإضافة إلى حُرّية كبيرة في نشر المطبوعات الخاصّة بالمذهب الشيعيّ، وبناء المساجد والحسينيات، وتحويل أموال الخمس بسلاسة ويسر إلى المراجع الدينية في قم والنجف ولا يفوتنا في هذا المجال أن نشير إلى قيام عملاء كويتيين للنظام الإيراني 1989عام بتهريب متفجرات عبر السفارة الإيرانية في الكويت وتفجيرها في مكة المكرمة مما إدى الى قتل وجرح عدد من الحجاج. وبعد أربع سنوات من هذا العمل الإرهابي قام إيرانيون بتفجيرات الخبر في السعودية أيضا بالتعاون مع عملاء سعوديين لإيران. في عام 2008 كشفت فضيحة (بلعبرج) بعد أن اعتقلت قوى الأمن المغربية مصطفى صادق (أمين عام حزب البديل الحضاري) ومحمد المرواني (أمين عام حزب الأمة) وعدد آخر من القيادييين لتشكيلهم خلية إرهابية في المغرب بدعم وتمويل إيراني. وفي عام 2009 ألقت قوى الأمن المصرية القبض على خلية إرهابية مسلحة لحزب الله تضم (22) عنصرا لتعكير الأمن في مصر والقيام بعمليات إرهابية بإعتراف المتهمين الذي ألقي القبض عليهم. كما إعترف حسن نصر الله بلا حياء بعائدية الخلية لحزبه لكن بررها بسفسطة مدعيا" لتوفير الدعم اللوجستي والعسكري للفلسطينيين". كما إن حرب الحوثيين ضد الحكومة المركزية في اليمن عام 2009 أثبتت ضلوع إيران بتدريب وتمويل وتسليح التمرد الحوثي. إضافة الى كشف السلطات الكويتية لشبكة التجسس الإيرانية مؤخرا على أراضيها. مما أثار حساسية النظام الإيراني وبدأ يكيل لها الإهانات والتهديدات. وهناك المئات من الشواهد المخزية للنظام الإيراني وعملائه في المنطقة تصب في هذا المستنقع القذر. كل هذا وغيره بجانب، والدور الإيراني في العراق في جانب آخر. فقد أثبت العراقيون من التبعية الإيرانية ورجال الدين الفرس بأنه ليست لديهم ذرة من الغيرة على العراق وشعبه، والخميني والسيستاني من أبرز الأدلة على إنكار فضل العراق والتآمر على سيادته وأمنه رغم إنهم يعيشون في كنفه ويغتنون من أمواله ويوظفونها لمصلحة إيران. المتاجرة بالقضية الفلسطينية إن موضوع التعارض بين النظامين الإيراني والصهيوني خدعة ماكرة أسقطت مع غزو العراق بعد أن إنطلت مدة طويلة على بعض السذج والجهلة. فالعلاقات - خارج إطار الضجة الإعلامية المفتعلة- بين الطرفين على ما يرام. وتلك الثرثرة الغرض منها خداع العرب وبالذات الفلسطينيين حيث إنجرف مع هذه الأطاريح الوهمية عدد من القياديين والجماهير مع الأسف الشديد. فهذا الذيل خالد مشعل يصرح بأن " حماس هي الإبن الروحي للإمام الخميني". علما أن ما قدمته إيران للفلسطينيين من مال وبشر لا يعادل الواحد من الألف مما قدمه العرب للفلسطينيين من مليارات من الدولارات منذ عام 1948 ولحد اليوم وتضحيات بشرية ومالية ومادية لا أحد ينكرها. ولم يكتف مشعل بإطفاء شعلة العرب في فلسطين، بل تمادى إلى حد الصفاقة بإرساله تقريرا إلى الخامنئي حول معارك غزة الأخيرة مفتتحا أياه" الى الخامنئي ولي أمر المسلمين"! فقد أسبغ باللقب من لا يملك هذا الحق لمن لا يستحقه. ان كان الشيعة لا يمثلون أكثر من 10% من مجموع المسلمين فكيف يكون الخامنئي أمير 90% البقية؟ كان الأجدر بالذيل الفلسطيني ان يطلق لقب أمير المؤمنين الشيعة، ويحل الموضوع بنفسه مع شيعة أمير المؤمنيين الآخر علي السيستاني، وأمير مؤمنين تنظيم داعش!!! بهذه المناسبة نذكر عسى أن تنفع الذكرى! فربما تناسى البعض الشعارات التي رفعها الخميني وأركان نظامه مع بداية الثورة الإيرانية بأن" طريق تحرير القدس يمر عبر كربلاء"! وقد حررت قوى الإستكبار العالمي- وفق تسمية إيران- كربلاء بالنيابة عن نظام الملالي، وهيأوا طريق القدس لهم منذ غزو العراق عام 2003، والمثير في الأمر! ما تزال قواتهم جامدة في كربلاء ولم تبرحها لتحرير فلسطين بعد! فهل تبين للولي الفقيه وجود خطأ في جغرافية المنطقة؟ إم إنه الضحك على ذقون العرب من خلال تبني مواقف اعلامية لا قيمة لها، سيما ان الكيان الصهيوني يوجه ضربات موجعة اسبوعيا للحرس الثوري الايراني وذيوله من الميليشات العراقية والافغانية والباكستانية في دمشق، دون ان يقوم النظام بأي رد على تلك الهجمات اللهم الا من الناحية الإعلامية؟ علما ان الطريق الى الجولان المحتل مفتوح أمام فيلق القدس وذيوله من حزب الله والميليشيات الشيعية. ربما يحاججنا البعض بأن فلسطين عربية وليس فارسية. ومن الأولى أن يحررها العرب وليس الإيرانيين فما شأنهم بفلسطين؟ نجيبه هذا صحيح، لكن لماذا تتبجح إيران دائما بإلتزامها بالقضية الفلسطينية وتبالغ في تعظيم دورها؟ كما إنه لم يطلب أحدا من إيران أو يتوسلها لتحرير القدس وإنما هي التي رفعت هذا الشعار منذ بداية الثورة الخمينية، وتنصلت منه وشتان بين طريقي كربلاء والقدس. فالقدس ليست روما لتؤدي كل الطرق لها. ليتذكر البعض جرائم ميليشيا جيش المهدي ضد الفلسطينيين المقيمين في العراق، حيث قتل المئات منهم وشردوا بدون اي مبرر أو منطق. أشقاء عرب هُجروا من وطنهم الأصلي واحتضنهم العراق بكل حنان ودفء. كما إن إقامتهم في العراق سبقت تولى حزب البعث الحكم في العراق. وهم لا يتحملوا أية مسؤولية سياسية فيما حدث أو ما يحدث في العراق. إنها جريمة كبرى أن يحملوا وزر النظام السابق. كانت نداءات وتوسلات القيادة الفلسطينية لرئيس جمهورية العراق الراحل جلال الطالباني ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي لوقف تلك المجازر كزوبعة في فنجان. فأضطر بعض الفلسطينيين إلى الهروب مع عوائلهم قرب الحدود العراقية الأردنية وسكنوا خيما رثة بلا ماء ولا غذاء ولا خدمات صحية وتوفي بعضهم بسبب الأمراض. إلى أن قامت الأمم المتحدة بإعادة توطين بعضهم في الدول الأوربية المسيحية! بعد أن يأست من إستجابة الدول العربية الإسلامية لإسعاف هؤلاء المنكوبين وأطفالهم، أو وضع حد لمعاناتهم داخل العراق من قبل جيش المهدي الإرهابي. لا أحد يجهل إن جيش المهدي صنيعة إيران تأسيسا، وتدريبا، وتمويلا، وتسليحا. وقائده الخبل مقتدى الصدر. كما إن المخابرات الإيرانية هي التي تدير دفة هذه الميليشا الإرهابية في العراق مع سكوت مريب من قبل الأمريكان الذين بقوا منفرجين على جرائم جيش المهدي في العراق دون أن يحركوا ساكنا سيما خلال الحرب الأهلية 2006 ـ 2007 فمن يدعي دعم الفلسطينيين وقضيتهم المركزية من الأولى به أن يكفيهم شره اولا. لا أن يقتلهم ويشردهم كما جرى في العراق. وقد حذر الدكتور عبد الله النفيسي من نجاح إيران في شراء ولاء الأحزاب والتنظيمات العربية في جميع الاتجاهات، لذلك لا يضرها مثلا منح حركة حماس (23 مليون دولار شهرياً). فهي " تتكئ على القضايا العربية كالقضية الفلسطينية لتمرير أهدافها من خلال إظهار مساندتها والتعاطف معها وصولاً إلى هدفها الحقيقي وهو اإختراق العرب" وقد أخترقه فعلا من شرقه إلى غربه. أما تصريحات الخامنئي ونجادي وروحاني المعادية للكيان الصهيوني فهي فقاعات إعلامية ما أن ترتفع قليلا وتلامس الهواء إلا وإنفجرت دون أن تخلف أثرا. إذا تركنا فضيحة (إيران غيت) جانبا بسبب ضرورات الحرب مع العراق. بإعتبار الضرورات تكسر المحرمات. فإن التعاون بين الجانبين يشمل معظم القطاعات ولاسيما العسكرية والتجارية. ونستذكر تصريح وزير الداخلية الاسرائيلي (منير شطريت) بأن "بلاده لا تنوي مهاجمة إيران مهما إشتدت الأوضاع". وكذلك تصريح الرئيس السابق أحمدي نجاد بأن" إيران لا تشكل خطرا على الغرب ولا أيضا على إسرائيل" كما أدلى في أيلول عام 2008 بتصريح خطير لصحيفة (نيويورك ديلي نيوز) جاء فيه بأن إيران" مستعدة للإعتراف بإسرائيل". ونود الإشارة الى تصريح شركة شركة (عوفر برذرز غروب) الإسرائيلية للملاحة البحرية أن رسو سفنها في الموانئ الإيرانية لنقل النفط خلال السنوات الماضية كان بموجب مصادقة الجهات ذات العلاقة في الحكومة الإسرائيلية منذ العام 2002 وحتى العام 2010 رغم العقوبات المفروضة على إيران في محاولة لوقف تطوير برنامجها النووي". شركة (عوفر برذرز غروب) الإسرائيلية للملاحة البحرية أن رسو سفنها في الموانئ الإيرانية لنقل النفط خلال السنوات الماضية كان بموجب مصادقة الجهات ذات العلاقة في الحكومة الإسرائيلية منذ العام 2002 وحتى العام 2010 رغم العقوبات المفروضة على إيران في محاولة لوقف تطوير برنامجها النووي". والتي لم يفندها أي مسؤول إيراني! من جهته علق (يوسي ميلمان) محلل الشؤون الستراتيجية والاستخبارية في هآرتس بأن" القانون الإسرائيلي ليس واضحا فيما يتعلق بتعريف إيران كدولة عدو أم غير عدو! فكل وزارة تضع تعريفا خاصا بها". ربما يحاججنا البعض بوجود دول عربية تتعامل مع الكيان الصهيوني ولها علاقات دبلوماسية وتجارية! نجيب: هذا صحيح، ولكنهم يمارسونها فوق الطاولة وليس تحتها. كما إن هذه الدول لا تتبجح بإزالة الكيان الصهيوني من الخارطة خلال دقائق كسفسطة أحمدي نجاد وزعماء الحرس الثوري التي تدوي في آذاننا، ولكنها بلا صدى. لا فرق بين الإحتلال الأمريكي والصهيوني والإيراني. الإحتلال واحد مثله مثل الإرهاب مهما كان شكله، ودينه، وهويته، وجنسيته. فإحتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني، واحتلال امريكا للعراق وإحتلال إيران للأحواز والجزر العربية الثلاث كأضلاع المثلث المتساوية. وهذا يستدعي التعامل مع هذه القضايا المصيرية بمسطرة واحدة. ويستلزم هذا الأمر رفع مشاريع قرارات تدين هذه الإحتلالات في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وبقية المنظمات الأقليمية، من ثم العمل على نقل تلك المشاريع الى مجلس الأمن بغية المناقشة والتوثيق. مع ضرورة التوعية الجماهيرية لهذه المسائل من خلال توثيقها في الكتب المدرسية وتسليط أضواء وسائل الإعلام عليها. إنها رسالة بليغة لا بد أن تقرأها الأجيال القادمة. نود أن نشير بهذا الصدد إلى أهمية توثيق ما يجري في العراق حاليا من إنتهاكات إيرانية وتركية ضد الشعب العراقي. فإذا كان حكام العراق يرضعون من ثدي النظام الإيراني ويسكتون عن جرائمهم، فإن الشعب العراقي في ذمة الأنظمة العربية ولا يجوز السكوت عما يجري فيه. فلا يمر شهر دون أن تنتهك القوات الإيرانية والتركية سيادة العراق الملثومة من خلال الهجوم على القرى في شمال العراق بحجة ملاحقة قوى المعارضة. ومن المؤسف إن هذه الإنتهاكات تمر بلا ردود فعل عربية ولا نقول عراقية لأن العراق بلد محتل ويحكمه أزلام الخامنئي فليس من المعقول أن يشكو تلك الإنتهاكات الى الولي الفقيه في طهران! وما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست " بأن يتحول العراق إلى عاصمة إيرانية بعد رحيل القوات المحتلة الأمريكية من العراق نهاية عام 2011" هو واقع حال جاري فعلا على قدم وساق. وهذا مثال عما يجري في شمال العراق دون أن يأخذ طريقه إلى أبواب الشرعية الدولية. بين آونة وأخرى تتعرض عدد من القرى الحدودية شمال العراق لقصف مدفعي تركي إيراني دون أن يجرأ العراق على رفع مذكرة الى مجلس الأمن الدولي يوثق هذه الإنتهاكات، بل لا توجد أية رود فعل من قبل الحكومة المركزية أو حكومة كردستان حول المئات من تلك الإنتهاكات شبه اليومية. وهذا القيادي سامان فوزي من التحالف الكردستاني والنائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية عبر عن حقيقة الموقف تجاه العدوان بقوله" لا يوجود أي عمل جدي للحكومة الأتحادية لوقف القصف الايراني والتركي على حدود اقليم كردستان. ولا يوجد أي مبرر لقصف الأراضي العراقية من قبل الجيران، بحجة تواجد معارضين للبلدين في هذه المناطق الجبلية، فهذا المبرر ليس له مسوغ قانوني! وإن المتضرر الوحيد هم أهالي المناطق التي تتعرض للقصف". من حقنا أن نتساءل ماذا تعتبر هذا الأفعال حسب القانون الدولي؟ جاء تعريف العدوان في ميثاق الأمم المتحدة بأنه يعني من ضمن ما يعني: أولا. قيام القوات المسلحة لدولة ما بغزو إقليم دولة أخرى أو الهجوم عليه. أو أي احتلال عسكري، ولو مؤقتا، ينجم عن مثل هذا الغزو أو الهجوم، أو أي ضم لإقليم دولة أخرى أو لجزء منه باستعمال القوة. ثانيا. قيام القوات المسلحة لدولة ما بقذف إقليم دولة أخرى بالقنابل، أو استعمال دولة ما أية أسلحة ضد إقليم دولة أخرى. إذن هذه الإنتهاكات الإيرانية والتركية تعد نوعا من العدوان؟ فلماذا السكوت عنها؟ وهل هناك حكومة تحترم شعبها وهي تراه يتعرض للعدوان الخارجي بشكل مستمر دون أن تحرك ساكنا؟ من جهة أخرى فإن الإنتهاكات التي تمارسها الميليشيات الإرهابية صنيعة إيران أو الموالية لها ضد الشعب العراقي، تدخل أيضا ضمن مفهوم العدوان. فقد جاء في نفس المادة بأنه من أشكال العدوان" إرسال عصابات، أو جماعات مسلحة، أو قوات غير نظامية، أو مرتزقة من قبل دولة ما أو بإسمها تقوم ضد دولة أخرى بأعمال من أعمال القوة المسلحة تكون من الخطورة بحيث تعادل الأعمال المعددة أعلاه، أو اشتراك الدولة بدور ملموس في ذلك". ودور الحكومة العراقية في دعم تلك الميليشيات الإرهابية او التناغم معها او التغطية على جرائمها يتم تحت ضوء الشمس وليس في الظلام. فالإستعراضات العسكرية لميليشيات الحشد الشيعي تتم تحت حماية الجيش والقوى الأمنية. دعم حركات المعارضة الإيرانية. هناك العديد من حركات المعارضة الإيرانية داخل وخارج إيران تستلزم الدعم العربي، ومن يتعذر بأن ذلك الدعم يدخل في إطار التدخل في الشئون الداخلية الإيرانية مما يتعارض مع القانون الدولي. نجيب: وهل النظام الإيراني ملتزم بهذا المبدأ؟ أليست إيران أحد أطراف الإحتلال في العراق؟ ألم تحتل قبله الأحواز والجزر العربية الثلاث؟ الا تتدخل إيران في كافة شئون الدول العربية من شماله إلى جنوبه سواء بالتدخل المباشر أو من خلال الأحزب المنطوية تحت أبطها النتن، أو من خلال المراجع الدينية الفارسية الموجودة في الدول العربية؟ هل هنك فتنة طائفية أو تعكير لصفو الأمن في المنطقة العربية إلا وكانت وراؤه أما إيران أو الكيان الصهيوني أو امريكا! كما يحدث حاليا في العراق وسوريا (مع روسيا) ولبنان واليمن وغيرها. إن من يرمي الناس بحجر ماذا يتوقع منهم؟ ولنفترض جدلا إننا نحترم سيادة إيران من طرف إحادي فقط ولا نتعرض لشأنها الداخلى كطرف ذليل وضعيف. فما يمنعنا من تأييد ودعم حركات المعارضة الإيرانية سرا أو الموجودين منهم خارج إيران؟1 اولا: دعم القضية الأحوازية. الا يستحق أخواننا عرب الأحواز شيئا من الدعم العربي والإعتراف بمنظمة حزم كممثل حقيقي للشعب العربي في الأحواز؟ فهم يخوضون حرب شرسة ضد النظام الفارسي المتغطرس معتمدين على بركة الله غير المحدودة وإمكاناتهم المحدودة. ومع هذا يحققون إنتصارات تلو الإنتصارات. أليست الأنظمة العربية بلا حياء وهي تسمع إستغاثات النساء والأطفال والشيوخ في الأحواز دون أن تحرك ساكنا؟ ما الفرق بين العراق والأحواز وفلسطين؟ أليست جميعها أراضي عربية محتلة من قبل قوى أجنبية غاشمة؟ ما الذي قدمه العرب للأحوازيين والعراقيين سوى اللامبالاة والتخلي عن نصرة مقاوماتهم الباسلة ضد قوى الشر؟ الا يمثل هذا بحد ذاته خدمة كبيرة للنظام الإيراني للإنفراد بعرب العراق والأحواز ومسخ هويتهم القومية والمذهبية؟ الذين لا يدركوا بأن الدور القادم بعد العراق سيكون عليهم، فإنهم في وهم كبير. وسيأتي اليوم الذي نذكرهم به" ولات ساعة ندم" وهو ليس بعيد كما يخيل لهم. من يتذرع بالخوف من إيران ويعلن إفلاسه قاموسه من مفهوم الشجاعة فليس ذلك من حرج كبير له إذا ساعد عرب الأحواز خفية أو سرا. فالجبن والضعف والخوف صفات مذمومة لكنها صفات بشرية لا يمكن إنكارها على المستوى الفردي والجمعي. التحالف والتعاون السري نشاط تمارسه معظم الدول بما فيها القوية لكن هذه ليس خوفا إنما حرجا او تعارضا مع القانون الدولي. في كل الأحوال انه أسلوب مألوف في العلاقات الدولية ونتائجه غالبا ما تكون جيدة. إن فصائل المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز(حزم) لا تستجدِ العطف من أحد! فالتأييد المعنوي بحد ذاته يكفيها وهو أضعف الإيمان. وصاحب القضية المصيرية يدرك جيدا إنه على حق، وسيكون النصر حليفه مهما طالت المسافات. لكننا ننطلق من منطلق عروبي وقومي يحتم علينا نصرة أخواننا المجاهدين (العرب المنسيون). فقضيتهم هي قضية عربية خالصة شئنا أم أبينا، ونصرتهم، واجب عربي، وقومي، وشرعي. علاوة على أهمية تحفيز الإعلام العربي لتسليط الضوء على عروبتهم ونضالهم البطولي، وليس في ذلك حرجا لأي نظام عربي. من المؤسف إنه لم يجرأ أي مسؤول عربي على الحديث بصراحة عن موضوع عربستان في الآونة الأخيرة، بإستثناء ما ذكره النائب الكويتي (محمد هايف) بقوله "آن الأوان لدول مجلس التعاون الخليجي بدعم جميع الحركات الاستقلالية لعرب فارس للانفصال عن طهران والعودة إلى محيطها وأصولها العربية، ومنها دعم حق شعب الأحواز العربي في إستقلال إقليمهم المحتل منذ عام 1925 والانفصال عن إيران وذلك عن طريق تدويل هذه القضية وطرحها للاستفتاء الذي يتيح لأهلها حق تقرير المصير كما حدث في الجنوب السوداني". ثانيا: دعم منظمة مجاهدي خلق. هذه القوى المعارضة تؤرق دائما وأبدا النظام الإيراني لما لها من تأريخ جهادي مميز ومسيرة نضالية بطولية كبدت النظام الكثير من الخسائر المعلنة وغير المعلنة. والمنظمة شأنها شأن بقية قوى المعارضة الايرانية لاقت من الظلم والتجني والإجحاف الدولي والعربي الشيء الكثير! بما فيه نكران كفاحها المسلح ضد قوى الشر والطغيان. وفي الوقت الذي بدأت فيه ملامح فجر جديد لمجاهدي خلق من خلال رفع صفة الارهاب عنها والإعتراف بها كممثل شرعي للشعب الإيراني. فإن عرب الأحواز لم يبزغ فجر قضيتهم بعد على الساحة العربية والدولية. كما إن هناك تجمعات أخرى للمعارضة الإيرانية يمكن دعمها إضافة إلى منظمتي حزم ومجاهدي خلق منها (مؤتمر الديمقراطيون الخضر الإيرانيون) الذي يضم بقية الحركات المعارضة، وقد عقدوا مؤخرا مؤتمرا مهما في باريس أيضا. طالبوا خلاله إجراء إنتخابات حرة في البلاد بإشراف الأمم المتحدة لضمان نزاهتها، بعد عمليات التزييف التي مارسها النظام خلال الإنتخابات السابقة وحركت الشارع الإيراني بأسرة في تظاهرات حاشدة وإصطدامات قوية مع الأجهزة الأمنية. ارادة الجماهير لا يمكن أن تقهر مهما استبد النظام ومارس العنف والقمع ضد الشعب. الجولة الأخيرة ستكون للشعب حتما هكذا يقول التأريخ وما أكثر الشواهد. الجوانب الاقتصادية ان العلاقات التجارية الثنائية هي المرآة العاكسة للعلاقات السياسية بين بلدين كما يفترض في السياسة الدولية وتصنف طرديا، فكلما تطورت العلاقات السياسية إنعكس ذلك على العلاقات الإقتصادية والعكس صحيح. لكن في العلاقات العربية- الإيرانية تنقلب هذه المعادلة رأسا على عقب فهي تعكس وضعا شاذا في العلاقات الثنائية لا يمكن تصوره. العلاقات العربية - الإيرانية في الجانب السياسي تقع في الحضيض بعد ان تولى ملالي طهران سدة الحكم، وأخذوا بنظرية تصدير ثورتهم البائسة والمنحرفة الى دول الجوار، وتدخلوا في الشؤون الداخلية للدول العربية وامتد نفوذهم الى بعض الدول في افريقيا، وقاموا بإحتلال الجزر العربية الثلاث، وتصرفوا كالقوارض في ابتلاع شط العرب، وتنصلوا من اتفاقيتهم مع العراق في إعادة الأجزاء المحتلة منه. صحيح انهم نجحوا في أربعة دول هي العراق ولبنان وسوريا واليمن، لكنهم أخفقوا في بقية الدول العربية. لكن العلاقات الايرانية ـ العربية في الجانب الإقتصادي تتربع على القمة! والأنكى منه إن أرقى العلاقات التجارية تحتضن أسوأ العلاقات السياسية. فالدول التي تعاديها إيران هي التي ترتقي معها بعلاقات تجارية مميزة كدول الخليج العربي والإمارات وقطر بشكل خاص. حتى أن الحصار الدولي على بعض السلع المحظور تصديرها لايران فأن دول الخليج هي من تكسره لصالح إيران! في الوقت الذي كانت فيه قبضتها أشد من قبضة الأجانب على رقاب اشقائهم العراقيين خلال فترة الحصار الإقتصادي الظالم في التسعينيات من القرن الماضي والذي راح ضحيته أكثر من نصف مليون فرد معظمهم من الشيوخ والأطفال. هذه بعض المؤشرات التجارية بين إيران والإتحاد الأوربي ومقارنتها فيما بعد مع بعض الدول العربية لأخذ صورة عن حجم تلك التناقضات. تشير (يوروستات) أي الدائرة الإحصائية للإتحاد الأوربي بأن دول الإتحاد ( 27 دولة )، فقد صدرت لإيران ما قيمته ( 13 ) مليار دولار عام 2005 وتصاعد المبلغ إلى ( 11 ) مليار يورو العام الماضي، وبفعل الحصار الإقتصادي بسبب تعنت إيران لإمتلاك الأسلحة النووية بدأ العد التنازلي لقيمة الصادرات الأوربية لإيران. في حين تعتبر دول الخليج العربي أفضل شريك تجاري للنظام الإيراني. فقد بلغ حجم التبادل التجاري عام 2003 حوالي (180) مليون دولار مع الكويت. و (2) بليون ريال مع السعودية. و (86) مليون دولار مع البحرين. أما الكارثة الكبرى فهي مع الإمارات العربية التي تعتبر الشريك التجاري الثالث لإيران وخامس دولة مصدرة لها رغم إحتلالها الجزرالإماراتية الثلاث! فقد بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين عام 2003 ما قيمته (16) مليار دولارا! أي أكثر من قيمة التبادل التجاري بين إيران وجميع دول الإتحاد الأوربي. الطريف أن سوريا بإعتبارها المعبر الإيراني للفتن والإضطراب والتآمر في المنطقة العربية لم يزد حجم تبادلها التجاري مع إيران عام 2010 عن (400) مليون دولارا. وكفة الميزان بالطبع لصالح إيران وهذ ما عبر عنه (حسام اليوسف) مدير هيئة تنمية وترويج الصادرات في وزارة الاقتصاد" بأن حجم التبادل التجاري الإيراني السوري يفوق بعشرة أضعاف التبادل السوري". المصيبة الأخرى مع العراق المحتل امريكيا وصهيونيا وإيرانيا. حيث يزيد حجم التبادل التجاري عن (12) مليار دولار كما جاء في تصريح رئيس لجنة التنمية الاقتصادية العراقية الإيرانية حسن كاظمي قمي- سفير إيران السابق لدى العراق- مضيفا بأن الطرفين يتطلعان لزيادتها إلى (10) مليارات دولار وإلى (20) مليار دولار في الأعوام الخمسة القادمة. وهذا ما صرح به الرئيس الايراني روحاني خلال زيارى رئيس الوزراء العراقي الأخيرة الى طهران، علما ان هذه الأرقام لا تعبر عن واقع الحال، لأن مزاد العملة ما زال يضخ ملايين الدولارات يوميا الى ايران دون حسيب أو رقيب، بل في بداية شهر تشرين الاول 2020 زار السفير الايراني البنك المركزي العراقي في حالة لا تتوافق مع السياقات البروتوكولية المتعارف عليها، للتنسيق في هذا المجال، وتأمين ضخ الدولارات الى ايران، وهذا ما اعترف به اللواء (يحيى رحيم صفوي) المساعد والمستشار العسكري للمرشد الإيراني، علي خامنئي، في 27/9/2020 بأن تدخلات إيران في دول المنطقة لم تكن مجانية، بل تمت مقابل الحصول على أموال العراق وسوريا. ووفقا لوكالة "مهر" الإيرانية، فقد أكد صفوي في كلمة له في 27/9/2020 أنه "في كل مرة كنا نساعد فيها العراقيين، حصلنا على المال بالدولارات". كما أضاف: "وقّعنا عقودا مع السوريين وسنحصل على أشياء بالمقابل"، صرحت النائبة ماجدة التميمي عضو اللجنة المالية النيابية في 1/6/2020 في حديث متلفز" اكتشفت ان مزاد العملة في البنك المركزي تذهب الى أربع جهات هي: بعض موظفي البنك المركزي، الأحزاب، التجار، والربع الاخير فيذهب الى تمويل الارهاب، فتمويل الارهاب كان عن طريق مزاد العملة". علما ان المزاد باع (300) مليار دولار. بالطبع التجار والشركات وتمويل الارهاب المقصود بهم اقزام ايران في البنك المركزي. ان السلع الإيرانية التي تصل العراق هي في الغالب إستهلاكية كالأدوية والمواد الغذائية والمشتقات النفطية وهي من أسوأ السلع، وغالبا ما تكون الأغذية المستوردة فاسدة بحكم إن التجارة العراقية بقبضة عملاء إيران، علاوة على الفساد المالي والإداري المتفشي في كل مؤسسات الحكومة العراقية وهذا الفساد يخدم الإقتصاد الأيراني. فأكثر الوزارات فسادا في العراق تحكمها إيران من خلال عملائها الوزراء وكبار المسئولين فيها كالداخلية والنفط، والتجارة، والصحة والنقل. وهؤلاء الأوباش يجهضون أية جهود تنموية في القطاعات التقنية والنفطية والصناعية والزراعية والغذائية لخدمة المصالح الإيرانية، فقد اعترف وزير الصناعة العراقي خلال وزارة عادل عبد المهدي بأن الاحزاب الشيعية الحاكمة لا تسمح له بتصنيع اي شيء. فالزراعة على سبيل المثال في العراق تدمرت بسبب البزل الإيراني وضخ الأملاح للأراضي العراقية، بالإضافة إلى قطع المياه وتحوير مجاري الإنهار كنهر الكارون وهي مخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تحكم الدول المتشاطئة. وآخرها قطع نهر الوند الذي يغذي الزراعة في محافظة ديالى وهي أكبر محافظة منتجة للمحاصيل الزراعية والفواكه في العراق. لم نسمع من الحكومة العراقية أي تصريح حول تلك التجاوزات الإيرانية أو رفعها إلى الجامعة العربية أو مجلس الأمن. وهذا أمر بديهي لأن العملاء في خدمة السادة ولا يجوز لهم الشكوى! هذه هي الحقيقة المرًة فالإيرانيون يتاجرون معنا بإرهابهم ونحن نتاجر معهم بثرواتنا! على سبيل المثال يستورد العراق من إيران ما قيمه (5) مليار دولار سنويا من المشتقات النفطية وأهمها الغاز الطبيعي. في حين إن الغاز العراقي يحرق دون الإستفادة منه، ومجموع ما إستورده العراق منذ الغزو لحد الآن من الغاز الطبيعي الإيراني بلغت كلفته حوالي (25) مليار دولار. وهو مبلغ يمكن العراق من شراء أفضل المصانع لإنتاج الغاز تقنية وتطورا، بل يمكنه من تصديره إلى دول العالم! والأسعار الايرانية للوقود المصدر للعراق تزيد عن الأسعار الدولية للغاز، وعلى الرغم من عرض السعودية تزويد العراق بالمشتقات بأسعار أقل، لكن الحكومة العراقية ترفض هذه العروض بسبب الضعط الايراني. الخلاصة: إن مفعول السلاح الإقتصادي يكون أحيانا أشد من السلاح الحربي لو أحسن إستخدامه. فالحصار الأمريكي على النظام الايراني دمر الإقتصاد الايراني، وقد اعترف الرئيس الايراني روحاني بأن نظامه خسر ما يقارب (150) مليار دولار منذ ان فرض الحصار على بلاده، لذا يمكن للدول العربية سيما المتضررة من نظام الملالي أن تقلم براثن النظام من خلال التعاون مع الولايات المتحدة في تشديد الخناق على رقبة النظام الايراني، وايقاف الصفقات السرية معه والتي غالبا ما تكشفها الولايات المتحدة، وهي صفقات تثير العشرات من علامات الاستفهام. هناك بالطبع وسائل فاعلة أيضا يمكن إعتمادها، تشمل جوانب إقتصادية وسياسية أخرى لم نتطرق إليها، كذلك جوانب عسكرية ونفسية ودينية وحتى رياضية، نتركها لغيرنا ليكمل هذا المشوار الطويل.