Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

إرهاب المجلس العلمائي في البحرين ..

الكاتب : علي الشرقاوي

الدين يسر النهر المتحوّل إلى جداول تروي الجفاف والدين معاملة الشمس بنورها الدائم للأرض والدين محبة النحلة للزهرة التي تخلق لنا العسل المصفى والدين عطاء لا حدود له و لا سدود . ولكن بعض العلماء لا يريدون أن يتحوّل دين الله المفتوح إلى الإنسانية جمعاء ،إلى محبة يومية تسير على قدمين، بين الشوارع و المساجد و المأتم و تروي العطاشى للسلام الداخلي والأمان في ظل اللقمة الكريمة و في إطار المجتمع المفتح على نور السماء قبل نور الأرض .

هذا الكلام هو في الواقع مقدمة لجلسة قصيرة ضمتني مع مجموعة شيوخ الدين الشيعة و الذين طرحوا معاناتهم اليومية مع المجلس العلمائي بعد صدور كادر الأئمة و الذي يعني أن يحصل إمام المسجد على مبلغ زهيد من المال ، كراتب يساعده في شراء لقمة العيش ، و لكن كما عرفت من كلامهم أنهم يعانون الأمرين من المجلس العلمائي الذي تحوّل إلى بعبع ينشر إرهابه على هؤلاء الشيوخ الباحثين كغيرهم من أبناء المجتمع على الأمان في لقمة العيشة  تحت إطار انه ليس من حق شيخ الدين أن يحصل على راتب من الحكومة لإمامته لمسجد ما.
وإلا تحوّل إلى مرتشي ، أو سوف يقوم بتنفيذ ما تريده الحكومة منه / كأنما الحكومة عدوة للدين ، وكأنما الذين يعارضون الحكومة في مواقفها السياسية ليسوا ، في الأغلب ، موظفين في وزراتها أو مؤسساتها التابعة لها .
إذن من أين يحصل شيخ الدين هذا على لقمة عيشه و لقمة عياله ؟. هل المجلس العلمائي سيقوم بدفع الرواتب لهؤلاء الذين لا يملكون أية وظيفة أخرى ، وبالأحرى لا يعرفون من العمل غير النصح و الإرشاد لأبناء المجتمع الذي له ينتمون و على ترابه يعيشون .
إن الإنسان الذي لا يملك وظيفة ، من الطبيعي لن يحصل على راتب ، و من لا يحصل على ما يقيم حاجاته الضرورية اليومية ، سوف يموت جوعا ، هل المجلس العلمائي يرغب في قتل شيوخ الدين لا نهم لا يسيرون حسب توجهاته و حسب التصورات السياسية التي تحركه لاتخاذ هذا الموقف أو ذاك ؟
هل المجلس العلمائي يريد إقصاء وإبعاد أي فكر يختلف معه و لا يسير في ركابه وأطروحاته  إلى عالم الدمار ؟ من خلال الحديث عرفت كم حجم المعاناة التي يعانيها هؤلاء ، شيوخ الدين الذين قبلوا باستلام الراتب الأقل من القليل  ، ليس هو معاناتهم فحسب ، بقدر ما هو الإرهاب المدروس  يقوم به نفر يتبع المجلس العلمائي،  لإبعادهم عن التأثير على الآخرين وتخويفهم من العمل الفاحش الذي قاموا به (استلام راتب إمامة المسجد)، وطرحوا مجموعة من القصص التي عاشها بعض رجال الدين الشيعة ،  من   ضرب بعضهم ،  وطرد البعض الثاني من المسجد ، عبر تحريض المصلين ضد الإمام و المضايقة  بأشكال عديدة للبعض الثالث .
السؤال الذي يطرح نفسه على المجلس العلمائي هو: أاين الدين من هذه التصرفات الإرهابية . أين المحبة التي يجب أن تربط بين أبناء الطائفة الواحدة ومن ثم أبناء الطوائف الأخرى .
على المجلس العلمائي أن يعيد النظر في مواقفه التي لا تبني أرضا ولا تزرع نخلا ولا تساهم في تطوير الحياة و المجتمع.
________________________
الوطن البحرينية -  14/5/2006