تسلم أخيراً الملك عبد الله بن عبد العزيز بصورة سرية (نقلاً عن انتلليجانس أون لاين)، تقريراً مفصّلاً طلب إعداده حول وظائف شركة أرامكو في مهمة إدارة الموارد النفطية في المملكة.
على أثر تظاهرات عدة أخمدت بعنف، جرت خلال هذا الصيف في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، فوجئ الملك عبد الله عندما اكتشف أن مئات من الموظفين الشيعة في شركة أرامكو السعودية، مسؤولين فنيين وعمالاً،جرى الاستغناء عن خدماتهم خلال تموز (يوليو) وآب (أغسطس) واستبدلوا بموظفين أميركيين وآسيويين.. أكد تحقيق تم حول هذا الموضوع، أن الأمر بتنفيذ هذه الموجة من الإعفاءات صدر عن مسؤولين كبار في المديرية العامة للاستخبارات ، أو بكلمات أخرى عن الرئيس السابق لمديرية الاستخبارات في السعودية الأمير سعود بن فهد.
أسباب أمنية
ظاهرياً، اتخذ الأمير سعود بن فهد القرار لأسباب أمنية بالاتفاق مع شقيقه الأمير محمد بن فهد، أمير المنطقة الشرقية، حيث يوجد المركز الرئيسي لشركة أرامكو ومرافقها الرئيسية.
تحدث تقرير ورد من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية،مدعوم بتحذيرات وردت من مصر والأردن، عن تهديدات بالقيام بأعمال إرهابية ضد المنشآت النفطية المهمة في رأس تنورة، التي تستطيع أن تخزّن حتى 21 مليون برميل من النفط. علاوة على ذلك، خشيت مديرية الاستخبارات السعودية من انبعاث النشاط السري للمنظمات الشيعية في الظهران والقطيف، مثل جمعية علماء الحجاز ومنظمة الثورة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية. وقد جرى تفكيك هذه الحركات الشيعية وسجن بعض زعمائها، مثل علي بن علي الغانم، ولكن من المحتمل جداً أن تحفزها إيران للعمل من جديد.
فمنذ أن اعتلى الملك عبد الله العرش في العربية السعودية في شهر آب (أغسطس) الماضي، عقد اجتماعين مع وفدين من الشيعة البارزين، ضم أحدهما جعفر الشايب الذي طالب بإعادة الموظفين الشيعة المطرودين بصورة اعتباطية من شركة أرامكو إلى وظائفهم. في الوقت الحاضر، وافق الملك عبد الله على المبادرات التي عرضها الأمير وليد بن طلال والأمير بندر بن سلمان أحد أبناء أمير الرياض، تجاه الطائفة الشيعية في البلاد.
وبغية عدم حصول مواجهة مباشرة مع الأمراء الذين يعارضونه ويرفضون قبول أي تنازل للشيعة، يحاول الملك عبد الله أن يخطو بحذر، فتخلّى بصورة مؤقتة عن أي فكرة تنص على إدخال تغييرات كاسحة في أرامكو بعد أن استلم تقريراً مفصّلا عن إدارة شركة النفط وأسلوب عملها وأموالها.
السيطرة على النفط
لكنه يسعى في الوقت ذاته، إلى كسب الجولة مع المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن، الذي يضم 25 عضواً، ويسيطر على صناعة النفط في البلاد، ويرأس الملك هذا المجلس استناداً إلى حقه الشرعي، ويمثل وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل حليفه الرئيسي فيه.
ويمثل خصمه الرئيسي بين أعضاء المجلس الأمير عبد العزيز بن سلمان (47سنة) وكيل وزارة النفط، المرشح في أحد الأيام لتولّي مهام وزارة النفط من علي بن إبراهيم النعيمي ( 70سنة ) الذي شغل هذا المنصب منذ عام 1995.
_________________________
المصدر: المشاهد 30/10/2005