Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

شيعة بالسعودية يطالبون بمرجعية محلية ..

شيعة بالسعودية يطالبون بمرجعية محلية ..
الكاتب : ياسر باعامر

الحرز يرى أن الوقت حان لظهور مثل هذه المرجعيات

جدة (السعودية)- طالب الداعية الشيعي البارز محمد بن علي الحرز بمرجعية محلية للشيعة في المملكة العربية السعودية لتعالج المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لشيعة المنطقة بما يتناسب مع ظروفها.

ورأى الخبير في شئون الحركات الإسلامية مهنا الحبيل في تصريح لشبكة "إسلام أون لاين.نت" اليوم الإثنين أن موافقة السلطات السعودية على هذا المطلب "ليست مستبعدة، لكن بشرط أن تكون المرجعية المنشودة مستقلة في أطروحاتها وغير مرتبطة بولاء خارجي".

وقال الحرز في حوار مع شبكة "الراصد" الإخبارية المقربة من الشيعة: "إن الوقت قد حان ليكون لشيعة المنطقة مرجعية خاصة بهم؛ لمعالجة المشاكل الاجتماعية والتعاطي مع هموم الشيعة بما يتناسب مع طبيعة المنطقة والظروف المحيطة بها".

وتابع قائلا: "إن شيعة المنطقة بحاجة إلى استفتاءات تتناسب مع ظروفها، فالمرجعية المحلية تكون ملمة بخواص المنطقة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا، وفتاواها تكون مرتبطة بكل هذه الجوانب، بعكس المرجعية غير المحلية".

وأضاف أنه "توجد الآن شخصيات متميزة تلقت تعليمها في قم (حوزة الشيعة بإيران) والنجف (الحوزة بالعراق)، والمطلوب دعم هذه الشخصيات لتمسك زمام المرجعية على مدى عشر سنوات قادمة؛ ويصبح لها موقع مميز بين المرجعيات في الحوزات العلمية".

وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" أوضح الحرز أن "المرجعيات المعني قيامها هي تلك التي يمكنها التصرف بلا قيود في وجود مناخ وانفتاح يعطيها نوعا من الاستقلالية، وليس المقصود المرجعيات التقليدية المقيدة".

ورأى أن "المرجعية المحلية سيكون لها دور في تفعيل قضية الخمس"، موضحا أنه بدلا من أن تخرج أموال الخمس إلى الخارج، فسوف تنفق في المنطقة، ويقدم هذا الخمس الذي يؤخذ من دخول الشيعة وثرواتهم إلى أعلم مراجعهم.

ووفق تقديرات غير رسمية يمثل الشيعة نحو 10% من إجمالي سكان المملكة البالغ نحو 27.6 مليون نسمة، ويتمركزون في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والمحاذية للبحرين والكويت وجنوب العراق ذي الغالبية الشيعية.

الولاءات الخارجية

ومعلقا على مطلب الحرز اعتبر الخبير السعودي في شئون الحركات الإسلامية مهنا الحبيل أن "كيفية التعامل مع الفكرة مرهون بشكل المرجعيات المنشودة نفسها، فإذا كانت بعيدة عن الولاءات الخارجية ومستقلة في أطروحاتها فأعتقد أنه سيكون هناك تغيير في واقع التعامل معها".

وأردف قائلا: إن "فكرة قيام مرجعية شيعية سعودية طرحت أكثر من مرة، لكنها كانت دائما تواجه إشكالية الاصطدام بواقع عنيف من الاستحواذ الثقافي وسيطرة الإخوة في إيران على مساحة التفكير، ومحاولة استغلال الدين، أو عسكرة الطائفة لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وسياسية تخدم الأجندة الإيرانية".

في أثناء ذلك، شدد الكاتب والمفكر الشيعي محمد المحفوظ -رئيس تحرير مجلة "الكلمة"- على أن "تكوين مرجعية شيعية داخل السعودية يتطلب توفر بيئة علمية مناسبة".

وأوضح المحفوظ في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" أنه "يجب السماح للشيعة داخل السعودية ببناء جامعات وحوزات علمية معترف بها قادرة على تدريس الفقه الجعفري، وحينها سيكون قيام مرجعية محلية تتويجا لبناء علمي قائم داخل المجتمع".

وحول ما يقال من أن "هناك ممانعة إيرانية لإقامة مرجعية شيعية خارج السيطرة الإيرانية" استبعد المحفوظ ذلك، معتبرا أن "تجربة السيد آية الله علي السيستاني (المرجع الشيعي الأعلى بالعراق) خير دليل على ذلك".

وأضاف أنه "على الرغم من أن خيارات السيد السيستاني ليست منسجمة مع خيارات إيران السياسية فإن هذا لم يمنع طهران من الاعتراف بشرعية مرجعيته، ووجود احترام وتقدير متبادل بينهما".