Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

أهل السُنة في البحرين: مِحَن ومِنَح ..

المحن والمصائب ابتلاءات يبتلي الله تعالى بها عباده المؤمنين، ليزداد الصف المؤمن قوة ومتانة .. وأمة الإيمان والإسلام في البحرين قد ابتليت بكثير من المحن، ومن أرحام هذه المحن، جاءت العطايا والمنح الربانية .. والعاقل من استثمر هذه المنح والعطايا، ليقوّي بها صفوف المؤمنين، ويدكّ بها قلاع المنافقين.

أما المحن والابتلاءات، فنذكر منها ثلاث رئيسة:
الشيعة ..
و"القيادة الرشيدة" !
وصاحب الفضيلة الشيخ عبد اللطيف المحمود !
مِحَن ابتلينا بها
المحنة الأولى: الشيعة:
للشيعة في البحرين مشروعهم (اللاوطني) الخاص بهم، وهو مشروع قديم ولكن أخذ بعدا خطيرا جدا ابتداء من عام 1979م، حيث أصبح للشيعة سند إقليمي قوي يتمثل في النظام الكهنوتي الحاكم في إيران.
ثم أخذ مشروعهم الطائفي هذا زخما جديدا خلال أحداث فبراير الأخيرة، عبر تعانق أو تفاهم المشروعين الاستعماري الأمريكي والطائفي الشيعي!
إن المشكلة الأساسية التي يشكلها لنا الشيعة في البحرين، أن الوطن بالنسبة لهم هو الطائفة، والطائفة هي الوطن، والتاريخ والجغرافيا يشهدان على ذلك! فهذا هو حالهم في حقيقة الأمر حيثما وجدوا: في البحرين، في السعودية، في الكويت، في العراق، في لبنان .. وهذا هو حالهم على مدار التاريخ: من الكليني إلى الخميني !!
المحنة الثانية: "القيادة الرشيدة":
لـ "قيادتنا الرشيدة" حكاية عجيبة .. !
إذ أن لها تصرفات تجعل الحليم حيران .. !
وسياسات تجعل الموالي زعلان .. !
وقرارات تجعل المعادي فرحان !
1) فقيادتنا لا زالت تعيش في القرون الوسطى! حيث ينال الشعب بعض (العطايا) بشقّ الأنفس باعتبارها (مكرمات) لا (حقوق)! وحيث يجلس الحاكم في مجلسه ويتبارى المنافقون أمامه في إلقاء قصائد المدح والتأليه، ليخرج بعدها هذا المنافق وقد حاز على قطعة أرض أو سيارة فارهة أو (كاش)!.
2) وإذا كان المؤمن (لا يلدغ من جحر مرتين)، فإن "قيادتنا الرشيدة" قد لُدغت – حتى الآن – (13) مرة! هي عدد مرات العفو التي تكرّم بها على الخونة والمجرمين والمتآمرين من أتباع النظام الكهنوتي الإيراني.
3)  و"قيادتنا الرشيدة" حريصة كل الحرص على إضعاف المعارضة الشيعية ولكن بشرط ألاّ يؤدي ذلك إلى تقوية أهل السنة!! مع أن هناك إجماع عام بين صفوف السنة، أفرادا ومؤسسات وجماعات، على التأكيد على شرعية النظام القائم.
ولكن من سمات الاستبداد أن أصحابه يعيشون في هاجس دائم من أيّ قوة شعبية مؤثرة، كانت سنية أم شيعية، إسلامية أم مجوسية! وإلا كيف نفسر حرص "القيادة الرشيدة" على إضعاف التيار الإسلامي السني في كل مكان ومناسبة، مع أن هذا التيار يشكل رأس الحربة في مواجهة المشروع الصفوي الطائفي. ومن دلائل هذه الحرب على التيار الإسلامي السني:
● تحجيم تواجد الجمعيات السنية – المنبر والأصالة – في مجلس النواب، من خلال التدخل المباشر أو غير المباشر في بعض الدوائر لإسقاط مرشحي هذه الجمعيات.
● التدخل المباشر أو غير المباشر في الحراك السياسي الداخلي في مجلس النواب، والإيعاز بتشكيل كتل (السمع والطاعة)، على حساب النواب المخلصين الذين يحملون هموم الشعب في عقولهم وقلوبهم، وما دخلوا المجلس إلا لتحقيق مطالب الشعب المسكين.
● الحرب الإعلامية السافرة التي قادتها جريدة (الأيام) لمد عام كامل، ضد التيار الإسلامي السنّي بشكل عام، وجمعية المنبر الوطني الإسلامي بشكل خاص. وجريدة الأيام يملكها المستشار الإعلامي لدى "القيادة الرشيدة" !
● الحرب الإعلامية التي شنتها جريدة (الوطن) التي تتبع الديوان الملكي، قبيل الانتخابات النيابية والبلدية الماضية، ضد الجمعيات السياسية بصفة عامة، والترويج الرخيص والفج للمستقلين، وإن شئتم (المستغلـّين) .. هذه الحرب التي أدت إلى تقلص حجم جمعيتي المنبر والأصالة من (15) نائبا إلى حوالي (5)! بينما زاد عدد نواب جمعية الوفاق الكهنوتية من (17) إلى (18) نائبا!! يا لها من سياسة سديدة لقيادتنا الرشيدة!!
إذن، هناك حقيقة مرّة لا بد من بسطها والاعتراف بها: أن "القيادة الرشيدة" لا تريد أن يؤدي تحجيمها للوجود الشيعي إلى تقوية الوجود السني! .. وإليكم المزيد:
4) من حق عموم أهل السنة والجماعة أن يطرحوا التساؤلات الآتية بكل شفافية، ومن واجب "القيادة الرشيدة" أن تجيب عليها، أيضا بكل شفافية، فـ (الطاعة لوليّ الأمر) في الفقه السياسي الإسلامي مقرونة بقيام وليّ الأمر بواجباته هو الآخر. هذه التساؤلات صريحة، مشروعة، وقانونية:
● س1: نشتكي من هيمنة الشيعة على الشركات الكبرى في البلد، مثل بابكو وبتلكو وألبا وطيران الخليج، فمن الذي مكن للشيعة في هذه المواضع طوال العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية؟
● س2: من الذي مكن لـ (صفية دويغر) طوال عقدين من الزمان أن تتلاعب بالبعثات التعليمية في وزارة التربية والتعليم لصالح الشيعة؟؟
● س3: لماذا هذه المكرمات المتتالية في العفو عن الخونة والمتآمرين، ومرتكبي جرائم القتل والإرهاب والتدمير، مع أن عمليات العفو هذه لا تزيدهم إلا قوة وطمعا؟
● س4: نتفهم مشاركة الشيعة في الوزارة، وضرورة وجود وزراء شيعة على رأس بعض الوزارات، ولكن لماذا ترك الحبل على الغارب لهذه الدرجة، والتمكين للوزراء الشيعة بتحويل وزاراتهم إلى حسينيات! وإلى بؤر طائفية تستخدم لمحاربة أهل السنة؟؟
● س5: لماذا تم اختيار شخصيات شيعية بالتحديد – من العرب والعجم – لشغل المناصب القيادية الخطيرة في المؤسسات (والبلاوي) الجديدة التي عرفتها البحرين مؤخرا، مثل (هيئة تنظيم سوق العمل) و(تمكين) وغيرها؟؟
● س6: لماذا تم توظيف الشيعة في بعض المواقع الأمنية والمعلوماتية الحساسة في الدولة مع أن "القيادة الرشيدة" تعلم أن ولاء هؤلاء ليس لها، بل لإيران؟؟
المحنة الثالثة: عبد اللطيف المحمود:
فصّلنا القول عن الشيخ الدكتور عبد اللطيف المحمود ومأساة (تجمع الوحدة الوطنية) في الرسالة الرابعة ضمن هذه السلسلة، وهي بعنوان: (آخر مآسي أهل السنّة: تجمع الوحدة الوطنية). ونضيف هنا:
لا يزال الشيخ مصرّا على التشبث بعقده النفسية! وخاصة عقدة تفوّق باقي الجماعات الإسلامية عليه، وبقائه هو في ذيل القائمة طوال ثلاثة عقود!!
في (منتدي وحدة الخليج والجزيرة العربية) المنعقد بالبحرين قبل أيام، قال الشيخ المحمود ضمن كلمته كلاما يعكس هذه العقدة. قال: "أن المشكلة لدينا هي محاولة بعض التيارات السيطرة على جميع الشباب مما يسبب في عدم تجمعهم، وفُرقتهم". ألقى الشيخ هذه الكلمات فأخذ الحضور ينظرون إلى بعضهم البعض، ويتهامسون: ما العلاقة ؟! ما دخل الوحدة الخليجية بهذه المشكلة؟! وهي طبعا ليست مشكلة إلاّ في مخيّلة صاحب الفضيلة ! الذي أبى إلاّ أن يُخرج أضغانه حتى في هذه التظاهرة الوحدوية العزيزة.
عندما زار الشيخ المحمود مصر إبان الأحداث الماضية، أجريت معه مقابلة على قناة النيل المصرية، وسأله المذيع عن السبب في دعوة مصر والأردن والمغرب للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، وترقب المذيع إجابة عبقرية من الشيخ ..
أجاب المحمود: "علينا أن نسال هل هم قدّموا الطلب أم أنّ المجلس هو الذي قدّم الطلب" !!
احتار المذيع وقال: هل هناك فرق ؟
أجاب المحمود: "نعم هناك فرق" !!
حاول المذيع إنقاذ الموقف، فسأل: طيب، افترض أن هذه الدول هي التي قدمت طلب الانضمام !
أجاب المحمود: "هنا، نسأل: لماذا قدموا الطلب" !!
ولم يحصل المذيع المسكين على جواب من فضيلة الشيخ !!
نقول: بدلا من أن يعمل الشيخ على تثقيف نفسه سياسيا حتى يكون على مستوى المسئولية التي يتحملها، شغل نفسه بالانتقام من منافسيه القدامى من الإخوان والسلف، فجعل من نفسه (مسخرة) في المقابلة، وشفا صدور المنافقين الذين استغلوا ضعف إجاباته أسوا استغلال.
انظر الرابط: اضغط هنا
ومِنَح أنعم الله بها علينا
بالرغم من كل ما سبق، أنعم المولى عزّ وجلّ على أهل السنة بمنح عظيمة، فقد أدّت أحداث الفتنة التي عشناها ابتداء من 14 فبراير 2011م، وبتوفيق ربّاني، إلى حدوث ردة فعل غير متوقعة، وأحداث مفرحة تمثلت في أمور منها:
1) كان دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين بمثابة البلسم الذي شفا صدور قومٍ مؤمنين، وأغاظ قلوب المنافقين. لقد أدّت الأحداث التي عشناها إلى تسليط الأضواء على قضية غاية في الأهمية، أهملناها أو أخّرناها في الماضي، ونقصد موضوع الوحدة الخليجية وأهميتها المصيرية لأهل الخليج العربي في مواجهة الأطماع الشوفينية الإيرانية.
2) انتشار الوعي بين أهل السنّة، شيبا وشبابا، رجالا ونساء حول خطورة الوضع الطائفي الذي نعيشه، وضرورة الوحدة والتكاتف لمواجهة أتباع إيران من الخونة والمنافقين. هذا الوعي، وإن شابه بعض الدَخَن، إلاّ أن تحققه بعد عقود من الإهمال واللامبالاة لهو مكسب عظيم، ومن مسئولية الجمعيات والتجمعات السنية – طالما أن "القيادة الرشيدة" لا تبالي – أن تقوي وترشد هذا الوعي الحاصل بكل الوسائل.
3) روح المواجهة، والاستجابة للتحدي، والنزول إلى الميدان من قِبل شباب السنة، كان مكسبا عظيما طالما تمنينا حدوثه. كان منظر الشباب وهم يشكلون دوريات للحراسة، ونقاطا للتفتيش في مناطق السنة منظرا يستحق الإحساس بالزهو والفخر. ولله الفضل والمنّة.
4) التلاحم الذي شهدناه بين جموع الشعب وقوات الأمن والجيش، وما أدى إليه ذلك من التأكيد على ضرورة بقاء هذه المؤسسات العسكرية بيد المخلصين والجادّين من أهل السنة.
5) حركة المتطوعين والمتطوعات المذهلة لسدّ الثغرات الناتجة عن إضراب المدرسين والمدرسات من أهل الفتنة. هذه الحركة التي أفقدت الشيعة صوابهم، وجعلتهم يخسرون سلاحا من أسلحة الضغط على الحكومة وأهل السنة.
6) سلاح المقاطعة ضد التجار المتآمرين، الذي أثبت فعاليته، ومكننا من إدخال سلاح جديد إلى ساحة المعركة ضدّ قوم يعبدون المال أيّما عبادة!.
7) استجابة جموع الشعب لنداء الوحدة والتجمع، والمعجزة التي تحققت من خلال التجمع المذهل في الفاتح، والذي شكّل أكبر حشد بشري في تاريخ البحرين.
8) بروز زعامات دينية وسياسية، وقدرات قيادية وإعلامية، وطاقات بشرية مخلصة استجابت لمطالب المرحلة الحرجة.
هذه بعض المنح.. من العطايا الربانية، لا المكرمات الملكية! التي حصلنا عليها ممن لا تنفد خزائنه، ولا تُحصى نعمه .. والمطلوب منا أن نواصل العمل، ويستمر التصدي، وتظل الصحوة، حتى تكون صحوة لا غفوة بعدها .. فوالله الذي لا إله إلاّ هو، لو كان الشيعة يعلمون بحصول هذه المنح الربانية لنا لما قاموا بثورتهم البائسة! ولله الحمد في الأولى والآخرة.