واهمٌ مَن يقول إن الحكومة (البحرين) تفرق بين الشيعة والسنة ..
واهمٌ مَن يقول إن الحكومة (البحرين) تفرق بين الشيعة والسنة
بقلم: الشيخ د.عبدالله المقابي
لغة العموم تسود خطابات التأزيم في البحرين، هي لغة التطرف بعينها، في الوقت الذي تتودد لغة المؤزمين لكل ما يمس قياداتهم من أفعال إرهابية وعمليات إقصائية وأفعال مشينة لا يقبلها الدين ولا عرف الإنسانية، بينما اللغة المستمرة ضد الحكومة الموقرة هي اللغة البائسة اليائسة المنحرفة.
الاتزان محلٌ وموقعُ للإنسان نابع من مقام الإحسان، أن يحسن المرء إلى نفسه ويحسن في الوقت ذاته إلى غيره، فمتى تحقق الاتزان تحقق الإنصاف الذي يُعد وجه الحقيقة وإن لم تُعرف، إذ إن المواقف التي تبنى ويُعمل بها والنواميس البشرية تعتمد على الإنصاف، البشرية اتسمت وعبر التاريخ بالفطرة السوية والميل إلى العدلية «الإنصاف»، النموذج البشري مدة 2000 عام هو نموذج متجدد في الحضارة والعراقة الحضارية، ولقد حافظ الإنسان على مر الأزمنة في تسجيل وحفظ الحضارات القديمة بتقسيماتها وتنوعاتها وشمولها لما احتاج إليه البشر وقتها، واليوم البشر متنور متنذر للمستقبل بدراسة الحضارات العريقة وتوافق ما فيها مع حضارة الحاضر والآن.
البحرين بحضارتها العريقة حفظت حق أهاليها منذ 400 عام وأكثر، كل الحضارات والأعراف والقيم وهي لاتزال محفوظة، ولما جاء الفاتح ليفتح البحرين الجديدة أكد هذا النسق الحضاري وكان هذا نهج أصلابه صلباً بعد صلب من عائلة آل خليفة الكرام.
البحرين ومنذ 230 عاما وفي عهد حكام آل خليفة العرب بعروبتهم لم ينكروا حق الأجيال، واليوم يتأكد هذا الكلام الذي لا نسترجل فيه بل هو من بحث بسديد المواقف الملكية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، في حفظ الجناح الذي به تطير البحرين «بشقيه السني والشيعي»، برحابة صدر ملكية عربية أصيلة، ماذا قال جلالته: «هؤلاء أبنائي»، المواقف التي جرت على البحرين ومن أبنائها لم تجعل من جلالته إلا وسيع الرؤية والحكمة في التعامل مع كل من خرج ضد استقرار الوطن.
هل يمكن أن ينكر أحد أن الأزمة التي خلفت 4 مليارات دينار بحريني من الخسائر المدونة في عامين، منها مليون دينار استنزفت لحرق الإطارات في الشوارع، ناهيك عن الإرهاب، وهي للآن تأخذ المزيد، هي حركة شيعية بامتياز؛ نعم هي كذلك، من قام بالاحتجاج هم الشيعة بإيعاز من مرجعياتهم الداخلية والخارجية، ومع ذلك استقبال الحكم الخليفي لهذه الأفعال كاستقبال الأذى من الأبناء لآبائهم.
أمين عام الوفاق وفي أكثر من تصريح، وبتصريح الأسبوع الماضي يقول: نظام البحرين لا يحترم الشيعة!
أعطني أي نظام في العالم يحترم الطائفة الشيعية كنظام البحرين؟ نظام البحرين هو النظام الوحيد في العالم لم يفرق بين السنة والشيعة أبداً، وإن كنت تتكلم عن التمييز فالتمييز في كل دول العالم بالعلاقات والمعارف وبعض الظواهر يحصل بلا فرق، أما في البحرين فلا يوجد تمييز، وكلامك يُرد عليك، لأنه كلام عام وكيدي ويتواطأ مع لغة الطائفية التي هي صلب خطاباتكم التأزيمية.
نظرة إلى مكتب صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان سند الوطن ومجده، ويمثل الشيعة العاملون في مكتب سموه 60% شيعة، ويمثل الصف الأول لسموه 80% شيعة، وهذا إن أردت أن تتكلم بلغة الطائفة التي طرحتها، ولتلقِ نظرة على الديوان الملكي ولتجد نتيجة مماثلة من تمثيل الشيعة فيه، وجلّ الوزارات، فما الحديث الارتجالي إلا جزاف وكذب على غير حق، لم يكن يوماً لآل خليفة أن تميز بين الشيعة والسنة، واليوم تحضرون لتقسموا الشعب إلى شيعي وسني، وفي الطرقات والمظاهرات تنادون لا شيعية ولا سنية!
إن لغة العجز في خطابكم التأزيمي هي اللغة المعمولة، واتهام الحكم بالطائفية هو الطائفية بعينها، لأني شخصياً لم أر في القيادة ما تتكلمون عنه، ولم أجد هذا في أوساط أحد من الوجهاء والأسرة الحاكمة؛ فمن أين تأتون بهذه الترهات المسمومة؟
شعب البحرين سيبقى وفياً لقيادته ولن تطول السموم التي تبثها قوى التأزيم ساحة الوحدة والاتحاد والتعايش فيما بين الشعب الواحد المتحد مع قيادته صفاً ضد أي شراك واعتداء.
أما عن المساجد التي ادعى من ادعى بهدمها فنقول: الحكومة لم تعجز عن بناء المساجد فكيف لها بهدمها؛ من هدم المساجد أنتم بأفعالكم وأقوالكم؛ ألم يُطرد أئمة المساجد منها لأنهم يتسلمون من الحكومة «كادر الأئمة»؟ ألم يُضرب العلماء؟ ألم يُهَن العلماء في المساجد؟ والبناء على الأراضي المملوكة للدولة هو في حد ذاته انتهاك لحرمة المساجد التي تدعون أنها بُنيت من مئات السنين.
جلالة الملك حفظه الله بنى أكثر من 33 مسجداً من حسابه الخاص، وبنى جلالته 18 مأتما وحسينية، والأمير خليفة حفظه الله يساهم في دعم المآتم والمساجد من ماله الخاص، وتوجيهات مستمرة لهذا الدعم حتى يومنا هذا، فماذا تحكمون؟ وأي عدل تقولون؟
إننا نفخر بوجود قيادة حكيمة رشيدة ملكية خليفية عربية هي مفخرة عز الأوطان بين بلدان العالم، إنها لا تفرق بين الشعب، ولا تعرف حس الطائفية التي يراها المؤزمون.
حفظ الله مملكة البحرين شعباً وقيادة.