Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

اعتقال الأمين العام للوفاق.. إيران تحول المعركة لحرب شيعية ضد البحرين ..

اعتقال الأمين العام للوفاق.. إيران تحول المعركة لحرب شيعية ضد البحرين

اعتقال الأمين العام

     فيما يبدو أن حرية الرأي أو التعبير أصبحت أهم أسباب التدخل في شئون الدول الأخرى، رغم أن الدول التي تنادي بحرية هذه المبادئ قد تكون منتهكة لها ولا تقيم لها وزنا، وهو مثال واضح على ما تقوم به الجمهورية الإسلامية في إيران من انتهاك واضح وقوي لحقوق الإنسان وحرية التعبير، ومطالبة البحرين بالإفراج عن المعارض الشيعي الأمين العام لجميعة الوفاق القومي علي سلمان، كما أن السياسة ولعبة المصالح تعتبران سببا للقاء الأعداء في مواجهة طرف ثالث وهو ما كشفته تصريحات الخارجية الأمريكية التي أدانت اعتقال السلطات البحرينية للمعارض علي سلمان، وهو ما يتوافق مع التصريحات الإيرانية، في ظل رفض من قبل حكومة البحرين.

ايران تقود حرب شيعية

ايران تقود حرب شيعية


فيما يبدو أن الإدانة الإيرانية لاعتقال السلطات البحرينية أمين الوفاق المعارض علي سلمان، لم تتوقف عندها بل حركة حكومة المرشد الأعلى  لإيران علي خامنئي وحلفائه في المنطقة لإدانة وتهديد حكومة البحرين إذا لم تفرج عن المعارض الشيعي، في صورة ابتزاز واضح من قبل طهران لحكومة المنامة.

فقد طالبت إيران بإطلاق سراح الأمين العام لجمعية الوفاق كبرى حركات المعارضة الشيعية في البحرين علي سلمان، المتهم بالتحريض على قلب النظام والموقوف على ذمة التحقيق لسبعة أيام.

أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتصالات مع عدد من نظرائه في دول المنطقة حول قضية اعتقال الأمين العام لجمعية "الوفاق" علي سلمان، طالباً منهم بذل الجهود لإطلاق سراحه، وأفادت وكالة مهر للأنباء أن "ظريف" طلب من نظرائه في دول المنطقة أن "يبذلوا مساعيهم في هذه الأوضاع الحساسة في المنطقة لدعم الاعتدال والنشاطات السياسية السلمية".

وأشار ظريف إلى أن استمرار اعتقال الأمين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان أثار استغراب وقلق الشخصيات الدينية والسياسية في المنطقة، مطالباً وزراء خارجية دول المنطقة ببذل الجهود "لإطلاق سراح هذه الشخصية الوطنية في البحرين، والتي كانت دوما من دعاة الحوار ونهج الاعتدال، على وجه السرعة".

ولم يتوقف الأمر عن التحرك الدبلوماسي، فقد بدأ رجال ومراجع الدين الشيعة في العراق وإيران إصدار البيانات الاستنكاريه، فيما يعتبر دعوة لشيعة العالم بالوقوف الي جانب المعارض المعتقل- فقد أصدر المرجع الديني آية الله ناصر مكارم شيرازي بياناً دان فيه بشدة اعتقال الأمين العام لجميعة "الوفاق"، معرباً عن أسفه حيال اعتقال القوات الأمنية للشيخ سلمان، مضيفا: "على السلطات البحرينية أن لا تقوم بخطوة تؤدي الى تعقيد الأوضاع أكثر مما هي عليه وتزيد من كراهية أتباع أهل البيت وأحرار العالم لها".

وشدد شيرازي على ضرورة إطلاق سراح سلمان فورا، واستعادة حقوق الشعب البحريني بشكل عادل.

وطالب المرجع الديني آیة‌ الله نوري‌ همداني بالإفراج عن الأمين العام لجمعية الوفاق البحرينية وسائر المعتقلين الأبرياء في السجون البحرينية.

وأشار آية الله همداني إلى القمع الوحشي لشعب البحرين، معتبراً هدم المساجد والحسينيات وحرق المصاحف وانتهاك حرمة آية الله عيسى قاسم من قبل النظام البحريني، وكذلك اعتقال سلمان- أنها كلها انتهاكات جسيمة لحقوق الشعب البحريني الذي يطالب بحرية الرأي والتعبير، مطالباً بالإفراج عن سلمان وجميع الأبرياء في سجون آل خليفة.

تحركات قوى شيعية في المنطقة

تحركات قوى شيعية


لم تتوقف الأمور عند السياسة الإيرانية أو مراجع الشيعة، بل وصلت إلى تهديد صريح بزعزعة استقرار البحرين، وعمل عمليات تخريبية من قبل ميليشيات شيعية عراقية، وعربية؛ فقد هددت منظمة بدر الشيعية في العراق، وإحدى المنظمات التي ترتبط بالحرس الثوري الإيراني، من أن المساس بعلي السلمان سيعرض أمن واستقرار البحرين للخطر.

ومنظمة بدر لديها جناح عسكري يشرف عليه الحرس الثوري الإيراني، ويعتبر أحد هم الأذرع التي تسخدمها حكومة علي خامنئي في سيطرته على بلاد الرافدين.

وطالبت منظمة بدر، الحكومة البحرينية بـ"إجراء إصلاحات سياسية بدلًا من اعتقال المعارضين"، بحسب قوله، مضيفًا أنه "على منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية التدخل لإطلاق سراح الشيخ علي السلمان".

كما أدان مجلس العلماء الشيعة في أوروبا، اعتقال الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، أكبر حزب سياسي معارض في البحرين.

وشدد المجلس في بيانٍ له، على مطالبته "المجتمع الإسلامي بأسره ومنظمات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، إلى لعب دور في خلق الوعي واستخدام القنوات الرسمية لتسجيل احتجاجهم"، مطالبا "الأمم المتحدة أن تلعب دورا قويا ومؤثراً على السلطات البحرينة لضمان إطلاق سراح الشيخ علي سلمان فوراً وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه".

كما أدان حزب الله اللبنانى فى بيان له "اعتقال" السلطات البحرينية لأمين عام جمعية الوفاق فى البحرين الشيخ علي سلمان، وطالب بالإفراج الفورى عنه، وقال البيان: إن الحزب يدين "الخطوة الخطيرة التى قامت بها السلطات البحرينية والتي تمثّلت باعتقال العالم المجاهد والمناضل في مسيرة شعب البحرين نحو الحرية، أمين عام جمعية الوفاق، سماحة الشيخ على سلمان". وطالب الحزب فى بيانه "حكومة النظام البحرينى بالإفراج الفوري عنه ودون أي تأخير"، ورأى حزب الله في هذا الإجراء "التعسفي إساءة حقيقية وصارخة للشعب البحريني.. الذي أصر على المطالبة بحقوقه المشروعة عبر مسار سياسي سلمي لم يحِد عنه، وبما هو مقبول ومكفول من قبل كل القوانين الدولية".

أمريكا تنضم لإيران

أمريكا تنضم لإيران


يأتي الموقف الأمريكي ليشكل دعما قويا للموقف الإيراني ، وفيما يشبه التنسيق بين الإدارة الأمريكية والحكومة الايرانية، وهو التوافق الأبرز في قضية المعتقل علي سلمان، وقالت الخارجية الأمريكية في بيان "أحزاب المعارضة التي تنتقد الحكومة بطريقة سلمية تلعب دورا مهما في الدول والمجتمعات التعددية التي لا تقصي أحداً"، مضيفا: "نشعر بقلق من أن هذا الإجراء ضد زعيم بارز للمعارضة لن يؤدي إلا إلى إشعال التوترات".

وفي وقت سابق، عبر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف عن قلقه لاحتمال الحكم على الشيخ سلمان بفترة سجن طويلة.

البحرين والخليج يرد

البحرين والخليج يرد


يبدو أن معركة "سلمان" هي معركة إيرانية ضد البحرين للتأكيد على النفوذ الإيراني في المنطقة، وضمن حلقة الصراع بين دول الخليج وحكومة آيات الله في طهران، فقد أعرب الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني عن استنكاره لردود الأفعال والتصريحات التي صدرت عن وزارة الخارجية الإيرانية بشأن المطالبة بالإفراج عن سلمان، ووصفها بأنها تدخل مرفوض في الشئون الداخلية لمملكة البحرين.

وأكد الزياني، أن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في البحرين مع سلمان تستند إلى القوانين والأنظمة المطبقة على جميع المواطنين دون استثناء, كما اعتبرت البحرين طلب إيران الإفراج عن سلمان أمرا "غير مقبول" وذلك بعد توقيفه بتهم عدة أبرزها الحض على تغيير النظام بالقوة.

ودانت وزارة الخارجية في بيان لها، "بشدة التدخلات المتكررة" لإيران في الشئون الداخلية للمملكة، معتبرة أنها "تدخل مرفوض وغير مقبول وتصرف غير مسئول في إطار العلاقات الإقليمية والدولية".

ورأت الخارجية البحرينية أن "تكرار هذه التصريحات غير اللائقة والتحريض السياسي والديني والإعلامي المستمر، سيكون له نتائج خطيرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي".

المشهد الآن

المشهد الآن


فيما يبدو أن إيران تحاول الضغوط على البحرين ودول الخليج، مع اعتقال علي سلمان، وهو ما يشير إلى أن الأوضاع بين دول الخليج وإيران هي معركة لها موروث تاريخي، وفي ظل تصريحات القادة العسكريين بالحرس الثوري الإيراني والسياسة ورجال الدين على قوة نفوذ إيران في المنطقة، وأنها تمتلك ميليشيات قوية تفوق أضعاف حزب الله اللبناني عشرات المرات، تسعى طهران من خلالها لتوجيه رسائل إنذار إلى حكومات الخليج، إذا لم تتوافق مع السياسية الإيرانية وهو ما يرفضه حكام الخليج، ويعتبرون أن تهديدات إيران مرفوضة تماما.. ويبقى السؤال على أي شكل ستنتهي أزمة اعتقال المعارض البحريني وهل ستهدأ الأمور بالمملكة الصغيرة أم أن الأوضاع ستشتعل بها؟ بوابة الحركات الإسلامية.