كوبونات (بحر العلوم).. و (خُمس) إيران و سماحة بول بريمر!
كوبونات (بحر العلوم).. و (خُمس) إيران و سماحة بول بريمر!
أصبح واضحاً لمعظم المحللين والمتابعين والمختصين، أن بغداد أصبحت محطة لتجمّع معظم لصوص العالم، والمافيات الدولية( على شكل أفراد ووكالات وشركات!).. و كان كل هذا من ثمار الاحتلال الأميركي للعراق!.
إن الشعارات التي تقرّرت من أجلها الحرب على العراق والتي تجاوزت الشرعية الدولية المتمثلة بمجلس الأمن والأمم المتحدة، لم يتحقق منها شيئا بدليل أنهم لم يجدوا حتى الآن أسلحة الدمار الشامل العراقية، ومن ثم لم تُطبّق الديموقراطية الموعودة، ولا الحرية التي وعدوا بتطبيقها للعراقيين، بل أنزلق العراق في أتون تراجيديا الإرهاب، والبطالة، والمخدرات، وغياب الأمن، و انتشار الجريمة المنظمة، والطائفية السياسية، والسرقة بكل فروعها، وغياب هيبة الدولة، وحلّ الجيش العراقي والكثير من المصائب!.
لقد نُهب تراث، وخير، ومصانع، ومعامل، وسيولة العراق، وكل ما هو ثمين ونفيس في العراق، حتى وصل الأمر إلى نهب النفط العراقي والذي هو هدف رئيسي من أهداف الحرب على العراق.
أن عملية النهب بدأت عندما تم تأسيس (صندوق بيع النفط) والذي يرأس لجنة هذا الصندوق هو الحاكم المدني المعين من قبل قوات الاحتلال في العراق (بول بريمر) ومعه خبراء ليس من بينهم إلا (أربعة عراقيين) بصفة مراقبين ولا يسمح لهم بالإطلاع على عمليات البيع والمحاسبة والصرف!.
وان أول فضائح هذا الصندوق هي عملية اختفاء ( ثلاثة مليارات ) دولار من الصندوق، و هذا ما كشفته مجلة بريطانية متخصصة، وقدمت تقريرها إلى مؤتمر (مدريد) للدول المانحة والذي أنعقد في 23/10/2003 في العاصمة الأسبانية مدريد، وحينها رفض ( بول بريمر) التهمة، وتحدته في حينها المجلة أن يثبت عكس ذلك، و بعدها تم نسيان القضية.
إن للولايات المتحدة الأميركية هدفا آخر خصوصاً بعد أن أهانت وتجاوزت الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ألا وهو تفتيت وسحق منظمة ( أوبك) وهي المنظمة الخاصة بالدول المصدرة للنفط، والتي مهمتها تحديد الأسعار، وكمية النفط المطروحة في السوق، كي تتحدد أسعار النفط وتكون بشكل معقول وتضمن حركة نفطية متوازنة.
هذا يضر مصالح الولايات المتحدة الأميركية ولا يخدمها لأنها تسعى إلى إن تكون هي من يحدد أسعار النفط في المستقبل، وكانت ثمار هذه الحرب الإستراتيجية هي الهيمنة على( النفط العراقي)، و لازالت تسعى للوصول إلى النفط الإيراني أما بالحرب أو بالتراضي، كي تصل أميركا لهدف الحرب الثاني وهو السيطرة والتحكم بفم العالم الاقتصادي وهو ( مضيق هرمز + الخليج العربي)و بموقعهما الجغرافي والإستراتيجي، وبنفط المنطقة الوفير!.
ولقد أعطى وزير النفط (الجزائري) قبل أسابيع إشارة واضحة، عندما صرّح على هامش اجتماع وزراء النفط التابعين لمنظمة الأوبك، حيث قال // هناك كميات كبيرة من النفط العراقي تباع في الأسواق ولم يتم تسجيلها// وطالب بمتابعتها ومعرفة مصيرها والجهة التي تستفيد من قيمتها لأنها تؤثر على أسعار النفط وسياسة ( الأوبك)!.
وهي ليست السرقة الأولى أو (الفهلوة) الأولى، بل هناك سرقة رسمية وبقرار من وزير النفط العراقي المعين بصفقة ( الأبناء و الأصهار والأعمام) وهو نجل رئيس مجلس الحكم ( محمد بحر العلوم) هو الوزير( إبراهيم بحر العلوم)، عندما أصدر قرارا بتخفيض قيمة سعر برميل النفط العراقي المصدر للولايات المتحدة الأميركية بقيمة ( 40 سنتاً)، ولو حسبنا قيمة الكمية المصدرة من النفط، والقيمة المخفضة لظهرت ملايين الدولارات، وهي لا تختلف أبدا عن ما يسمى (بكوبونات) صدام حسين النفطية والتي وهبها حسب زعم الوثائق لجهات وشخصيات ومنظمات في جميع أنحاء العالم!.
بحر العلوم وفنتازيا النهب!
وكما أسلفنا أعلاه.. أن هذا الوزير جاء بالقوة بعد أن زعل والده( محمد بحر العلوم) أثناء تنسيب الوزراء، وأعتكف في داره عندما عين السيد ( غضبان) وزيرا للنفط، ولكن بعد أن زعل الوالد على (بريمر) تم تنسيب نجله ( إبراهيم بحر العلوم) ليكون وزيرا للنفط.
و(محمد بحر العلوم الأب) والمعروف بتقلباته والركض وراء مصالحه الشخصية جيّر خصامه مع (بريمر) واعتكافه في بيته من أجل استيزار ولده، لكي يعلن أنه فعل ذلك بسبب مقتل آية الله (محمد باقر الحكيم) في مدينة النجف في العراق ومعه أكثر من ثمانين عراقيا في 29/8/2003 عندما تم تفجير سيارات موكب الحكيم التي كانت تنتظره حال خروجه من أداء صلاة الجمعة في صحن الأمام علي بن أبي طالب(ع) في النجف.
أن الوزير (بحر العلوم) كان يعمل مهندساً للنفط في الكويت، وله علاقات وطيدة مع المؤسسة الكويتية، والمؤسسات النفطية هناك، وهذا سبب غض نظره عن عمليات نهب النفط العراقي من حقول ( الرميلة) الجنوبية و التي تقوم بها ( الكويت) منذ شهر مايو 2003 ولحد الآن ودون حساب أو مراقبة، وهناك معلومات من مصادر خاصة( لا نعلم مدى مصداقيتها) تؤكد أن هناك حساباً مصرفيا سجلّه الكويتيون باسم ( بحر العلوم و بريمر) في قبرص!.
وأخيرا صرّح وزير النفط ( إبراهيم بحر العلوم) أن العراق سيبدأ تصدير النفط عبر خط أنابيب جديد يمتد إلى إيران بنهاية هذا العام.
أنها المفاجأة... حيث لم يُعلن عن هذا الأنبوب من قبل، ولم يعرف العراقيون الشركة المساهمة به، ولم تُعرف كلفة إنشاءه، وكذلك لا تعرف المنطقة الجغرافية التي سيمر بها هذا الأنبوب، ولا حتى سعته التصديرية،، وهنا تترشح عشرات علامات الاستفهام ( لأنه مشروع مريب وعائم).
يا ترى هل هو أنبوب ( للرشاوى) أم هو أنبوب ( الخُمس السائل) أم أنبوب حق ( العمائم) التي خدمت الأميركان لحد هذه اللحظة في العراق!..؟
أم هو أنبوب لتعويض إيران عن خسائرها في الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 ـ 1988) والتي قدرّها السيد ( عبد العزيز الحكيم) بمائة مليار دولار، وطالب بدفعها إلى إيران وذلك أثناء مؤتمر صحفي في لندن جمعه بوزير الخارجية البريطاني ( سترو) عندما زار الحكيم لندن قبل شهرين!.
السؤال المهم:
هل يجوز دفع (الخُمس) نفطا سائلا… ومن أفتى بذلك؟.
ويستمر وزير النفط العراقي ( بحرالعلوم) بتنفيذ كل ما تريده الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً عندما صرّح // لا نتوقع عودة العراق إلى نظام حصص الإنتاج في إطار أوبك//، وهذا ما تريده الولايات المتحدة الأميركية تماما، وهو إخراج العراق من أوبك رويدا رويدا، والاستحواذ على نفط العراق النقي والقريب من سطح الأرض والذي هو رخيص الكلفة في عملية الإنتاج لو تمت مقارنته مع النفط النرويجي، والروسي وغيره.
وعملية عدم المثول لمنظمة ( أوبك) هي عملية قرصنة، ونهب واستيلاء غير مشروع يشترك بها ( بحر العلوم) وسلطة التحالف وأطراف أخرى داخل العراق وخارجه، لأن( أوبك) هي الجهة الوحيدة التي من حقها رصد النفط في السوق ومعرفة مصدره وكمية زيادته!!.
ولكن هل هناك من تفسير لتدخل ( إيران) حتى بعملية تصديرالنفط العراقي.. وهل كانت الولايات المتحدة غائبة عن هكذا مخططات.. أم أن هناك حلفاً إستراتيجيا بدأ ويبدأ بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران من وراء الكواليس وعبر الأبواب الخلفية!!؟.
نحن من جانبنا لم نفاجيء بإعلان هذا الحلف.. ونراه يطفو ويطفو وسيضطرون للإعلان عنه قريبا..وربما قُبيل الانتخابات الأميركية!!.
فلاش***
من سيدفع( الخُمس) لفقراء العراق.. ومن سيتابع خير العراق المنهوب!!؟. - كاتب عراقي