إيران - أمريكا .. الشيعة والعروبة
إيران - أمريكا .. الشيعة والعروبة
من التطورات الاخيرة في العراق, خروج الحوزات الشيعية من حكومة علاوي وترحيب الرئيس بوش بدور سياسي لمقتدى الصدر, واعلان الاخير عن استعداده للتحول الى حزب سياسي يعارض الحكومة من موقع الاعتراف بها.
في ضوء ذلك ,من السذاجة بمكان رؤية هذه التطورات من زاوية الخسائر العسكرية لجيش المهدي او الخسائر المعنوية لجيش الاحتلال في العتبات المقدسة , او من زاوية ورغبة علاوي في بناء حكومة علمانية, فالقانون المؤقت لادارة الدولة العراقية الذي خرجت هذه الحكومة من عباءته, قانون طائفي في جوهره.
ان العامل الحاسم الذي ينبغي الاعتراف به والبحث من خلاله عن تفسير لهذه التطورات, هو اصطدام المصالح الامريكية - الايرانية وتحولها من التواطؤ ضد نظام الرئيس صدام حسين الى التنافس على مستقبل العراق والذي بدأ عمليا بتصفية رئيس مجلس بريمر السابق, عز الدين سليم المقرب من ايران.
ومما له دلالة, كذلك تركيز الاعلام الامريكي على الخط العروبي الذي يمثله الصدر مقابل السيستاني وبقية الحوزات المحسوبة على طهران وما يعرف بمرجعية قم.
ربما من المبكر ان نشهد تحولات دراماتيكية نرى فيها الصدر في الموقع الامريكي للحوزات التي ستكون غير مرغوبة من قبل الاحتلال, ولكن من الواقعي جدا ان يحدث ذلك في المستقبل في ضوء تصاعد التوتر في العلاقات الامريكية - الايرانية.
واكثر من ذلك وكما سبق وقلنا اكثر من مرة, ان التوظيف الامريكي للحساسيات المذهبية فيما يخص الشيعة تحديدا في العراق وغير العراق لا يمكن ان يتجاوز ذلك الى شراكة من اي نوع بالنظر الى المصادفات التاريخية التي جعلت النفط يسيل حيث يسيل الشيعة ويسكنون ولا سيما مع انتصار الثورة الاسلامية في ايران التي دخلت بدورها على هذه المصادفات لانتزاع المركز الاقليمي واين .. حول بحري النفط الكبيرين »الخليج وقزوين«.
ومن الواضح ان امريكا في هذه الحالة لا تراهن على الانقسام المذهبي الكبير وحسب, بل وعلى تطويق ايران بالعروبيين الشيعة والطورانيين الشيعة كذلك في اسيا الوسطى.
___________________________
شبكة البصرة - الاثنين 3 جماد الاول 1425 / 21 حزيران 2004