Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

التقارب السعودي العراقي المتسارع هل يؤدي الى تقارب مماثل مع ايران ..

التقارب السعودي العراقي المتسارع هل يؤدي الى تقارب مماثل مع ايران


التقارب السعودي العراقي المتسارع هل يؤدي الى تقارب مماثل مع ايران وتشكيل تحالف لمواجهة خطر “الدولة الاسلامية” وانخراط السنة في “الصحوات” التي يشكلها العبادي تحت اسم الحرس الوطني؟ ..

قليلون هم الذين توقفوا عند اهمية الزيارة التي قام بها الرئيس العراقي فؤاد معصوم الى الرياض   على رأس وفد كبير والاستقبال الحافل الذي حظي به من مضيفه الملك عبد الله بن عبد العزيز، ليس لانها الزيارة الاولى على هذا المستوى منذ حوالي عشر سنوات، وانما لانها ادت الى انفراجة كبيرة في العلاقات تمثلت في اعلان الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن قرب فتح السفارة السعودية في بغداد.

الطرفان السعودي والعراقي باتا في حاجة ماسة الى وضع خلافاتهما جانبا والتنسيق في المجالات الامنية والعسكرية لمواجهة خطر كبير يواجهما يتمثل في تصاعد قوة ونفوذ “الدولة الاسلامية”.

العقدة الرئيسية التي ادت الى القطيعة بين البلدين لاكثر من ثماني سنوات من المفترض انها ازيلت باخراج السيد نوري المالكي رئيس الوزراء السابق الذي كان يحكم البلاد من منظور طائفي بحت، واستعدى بسبب طائفيته واضطهاده لابناء الطائفة السنية العراقية الكثير من دول الجوار العراقي، ناهيك عن توفير الحاضنة الملائمة لنمو وتوسع “الدولة الاسلامية” وباقي الميليشيات والحركات المتشددة في الجانبين السني والشيعي.

الدكتور حيدر العبادي الذي تولى رئاسة الوزراء خلفا للسيد المالكي بعد ضغوط امريكية وايرانية على الاخير يعد بحكم مختلف وغير طائفي واستيعاب ابناء الطائفة السنية في الدولة، واجتثاث الضباط الفاسدين في الجيش والمناصب الاخرى، وجرى تحقيق بعض وعوده هذه من خلال تشكيلة وزارته وطرد 36 قائدا من كبار قادة القوات المسلحة، لكن مشروعه الاساسي بتأسيس قوات حرس وطني من ابناء العشائر في محافظة الانبار السنية ما زال متعثرا بسبب عدم الثقة في نواياه، والتجربة السابقة والخيبة للآمال مع سلفه والقيادة العسكرية الامريكية السابقة، فقد صدق هؤلاء الوعود الامريكية والعراقية الرسمية، وانخرطوا في العملية السلمية، وانضموا الى قوات الصحوات لمحاربة الجماعات الاسلامية السنية المتشددة (القاعدة) ثم جرى رميهم في سلة المهملات بمجرد انتهاء مهمتهم.

السلطات السعودية بدأت تتحلى بالكثير من البراغماتية في تعاطيها مع العراق، رغم انها تشعر بخيبة الامل لان من زارها هو الرئيس فؤاد معصوم (السني) الذي لا يملك اي صلاحيات فعلية، وليس الدكتور العبادي رئيس الوزراء الحاكم الفعلي للعراق (الشيعي) الذي فضل ان تكون زيارته الاولى بعد تشكيل وزارته الى العاصمة الايرانية طهران الامر الذي يعكس في نظر بعض المراقبين استمرار العهد الجديد في النهج الطائفي، وان بدرجة مخففة بالمقارنة مع حقبة السيد المالكي.

فقد كان لافتا ان المسؤولين السعوديين حرصوا على التعاون الامني اثناء لقاءاتهم مع نظرائهم العراقيين، وهذا ما يفسر اللقاءات المكثفة التي عقدها الرئيس العراقي مع الامير خالد بن بندر بن عبد العزيز رئيس جهاز الاستخبارات السعودي.

السيد ابو بكر البغدادي زعيم “الدولة الاسلامية” ضاعف مخاوف الطرفين العراقي والسعودي عندما اطلق يوم الخميس شريطا مسجلا شن فيه حملة شرسة على النظام السعودي ووصفه بأنه “رأس الافعى” وطالب الشعب السعودي بالثورة ضده واطاحته، مثلما حرض بشكل صريح على قتل ابناء الطائفة الشيعية الذين وصفهم بـ”الرافضة”.

السلطات السعودية ارسلت طائرات حربية للمشاركة مع نظيراتها الامريكية لقصف تجمعات قوات “الدولة الاسلامية” في كل من سورية والعراق، الامر الذي وضعها وجها لوجه امام هذه الدولة ومواجهة اي خطوة انتقامية يمكن ان تلجأ الاخيرة اليها في المستقبل، خاصة انها تحظى بشعبية لا بأس بها في اوساط بعض الشباب السعودي المتشدد.

استراتيجية الدولة السعودية في التعاطي مع “الدولة الاسلامية” وكيفية مواجهة خطرها تتمثل في شقين اساسيين:

ـ الاول: تكثيف انشطتها العسكرية في اطار التحالف الامريكي، وتطبيع علاقاتها الامنية والسياسية والاقتصادية مع الجار العراقي.

ـ الثاني: تحسين معاملتها لابناء الاقلية الشيعية فيها، وانعكس هذا التحسن في التعاطف الكبير الذي ظهر بعد الهجوم الذي تعرضت له حسينية في منطقة الاحساء وقتل فيه عشرة اشخاص، واشارت اصابع الاتهام الى “الدولة الاسلامية” بالوقوف خلفه بهدف تأجيج الصراع الطائفي في المنطقة.

السؤال الذي لا يمكن تجاهله حول فرص هذه الاستراتيجية من النجاح؟ الاجابة صعبة للغاية، ليس لان التغيير في المواقف السعودية جاء متأخرا بعض الشيء، وانما لان خطر الدولة وقوتها اكثر بكثير مما توقعته الدول الاقليمية المهددة، والقوى الدولية القلقة وابرزها الولايات المتحدة الامريكية.

لا نعتقد ان هذا التقارب السعودي العراقي يمكن ان يتم دون مباركة ايرانية، فهل نرى تقاربا ايرانيا سعوديا موازيا في الاسابيع والاشهر المقبلة على ارضية محاربة “الدولة الاسلامية” التي تهدد البلدين؟

نترك الاجابة للاسابيع والاشهر المقبلة.

“راي اليوم”