إيران تمهد لمرحلة جديدة من التدخل بالعراق عبر "العتبات الشيعية"
إيران تمهد لمرحلة جديدة من التدخل بالعراق عبر "العتبات الشيعية"
مفكرة الإسلام : هدد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان في لقاء متلفز بتدخل إيراني بري وجوي في العراق دون أخذ الإذن من أي طرف، وذلك بعد أقل من شهر على كشف قيام طائرات مقاتلة إيرانية بتنفيذ عمليات قصف بالعراق، ضد أهداف قيل إنها تابعة لتنظيم "الدولة".
وقال دهقان في لقاء بثته فضائية العالم الإيرانية، أول من أمس السبت: إن إيران سوف "تتدخل براً وجواً إذا تعرضت داعش للمقدسات الشيعية في البلاد، ولن تنتظر أخذ إذن من أحد"، مضيفاً أن "العتبات المقدسة بالعراق خط أحمر".
وفيما نفذت الطائرات المقاتلة الإيرانية، هجماتها فعلياً ضد أهداف قالت إنها تابعة للتنظيم في محافظة ديالى أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، وفق تأكيدات من وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية، إلا أن تصريحات وزير الدفاع الإيراني كانت الأكثر وضوحاً وصراحة بهذا الخصوص، وبدا أنها تمهّد لمرحلة جديدة من التدخل الإيراني بالعراق، وما يتبع ذلك من تشابكات في خريطة العلاقة مع الولايات المتحدة.
ويجمع طيف واسع من المراقبين، على أن التحركات الإيرانية ما كانت لتتم دون حصولها على ضوء أخضر أمريكي، وصل في بعض الأحيان إلى حد التنسيق، فوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي رفض أن يؤكد أو ينفي قصف الطائرات الإيرانية في العمق العراقي، وبدا في موقع تقديم الغزل لطهران حين قال: إن "أي ضربة إيرانية ضد داعش ستكون إيجابية".
وجود يتعدى المقدسات
وكان نائب وزير الدفاع، رضا طلابي، قد كشف سابقا عن وجود تنسيق بين طهران وبغداد يسمح للقوات الإيرانية بالدخول إلى العراق لحماية المقدسات في كل من بغداد والنجف وكربلاء وسامراء.
وفي السياق ذاته، نقل تقرير لـ"نيويورك تايمز" الأمريكية، عن خبراء غربيين توجسهم من ملايين الزوار الإيرانيين الذين يعبرون سنوياً نحو العتبات المقدسة بالعراق، معتبرين وجودهم نموذجاً لتعاظم قوة إيران الناعمة في العراق.
وأضاف التقرير أن الحجاج المدنيين ليسوا هم العابرين الوحيدين عبر الحدود، إنما ترافقهم دفعات من قوات حرس "الباسيج" والحرس الثوري الإيراني، تنتشر على مدار السنة تحت ذريعة حماية زوار كربلاء والنجف.
ونقلت الصحيفة عن وكالة "فارس" الإيرانية، تأسيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، جيشاً من المليشيات يضم آلافاً من المتطوعين الشعبيين، بهدف مساندة الجيش العراقي في جنوب البلاد، أطلق عليه اسم "الحشد الشعبي".
ووفق تقارير عسكرية غربية، فإن إيران عمدت منذ انطلاق التحالف الدولي إلى نشر 5 آلاف مقاتل داخل الأراضي العراقية بينهم 500 جندي من قوة القدس، يقف على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، الذي وصفته صحيفة "نيويوركر" الأمريكية بأنه انتزع لقب "الرجل الأقوى بالشرق الأوسط" واعتبرت أنه "الحاكم الفعلي لبغداد".
ورغم تموضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب الأمريكية، إلا أن الطيران الأمريكي بقي يؤمّن الغطاء الجوي لزحوف الجيش العراقي الذي حارب "التنظيم" بقيادة ودعم من قبل القوات الإيرانية، والجنرال قاسم سليماني الذي يخوض المعارك بنفسه، والتقطت له مشاهد خلال مهام قتالية بالعراق، تعود إلى سبتمبر/ أيلول الماضي.