استثمارات هائلة للعتبات الشيعية العراقية تقليداً للإيرانية
استثمارات هائلة للعتبات الشيعية العراقية تقليداً للإيرانية
بغداد ـ «القدس العربي»: تتسابق العتبات الشيعية المتعددة في العراق هذه الأيام فيما بينها لتوظيف أموال هائلة في تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية، إضافة إلى المشاريع الخدمية التي تدر أرباحا ضخمة عليها.
وذكر مصدر مقرب من العتبة الكاظمية أن هناك موارد مالية هائلة تتجمع لدى العتبات الشيعية في العراق المسؤولة عن إدارة المراقد المقدسة في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء وغيرها، وهو ما شجعها على استثمار تلك الأموال في انشاء مشاريع يعود الكثير منها بعائد إضافي.
وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن الأوقاف الشيعية العراقية تعمل منذ فترة احتلال العراق عام 2003 على تقليد طريقة العتبات الشيعية الإيرانية في استثمار أموال العتبات والأماكن الدينية في إنشاء مشاريع ضخمة تدر بدورها موارد مالية إضافية، مشيرا إلى ميزانية الأوقاف الإيرانية الهائلة التي أنشأت مصانع ومستشفيات ومدارس ومشاريع تجارية مختلفة داخل وخارج إيران، وتقوم المرجعية الشيعية الإيرانية أحيانا بتسليف الحكومة. وأوضح المصدر وهو من شيوخ العتبة الكاظمية، أن هناك العديد من العتبات في العراق منها العتبات الحسينية والعباسية والعلوية والكاظمية وغيرها التي تضمها هيئة الوقف الشيعي، ولكل واحدة منها موارد ضخمة ترد اليها عبر «الخُمس» المشابه للزكاة الذي يقدمه كل الشيعة لمراجعهم والتبرعات التي يقدمها الزائرون القادمون من دول العالم إلى المراقد والأماكن الشيعية المقدسة، إضافة إلى الدعم الحكومي في تقديم الأموال كرواتب لموظفي الأوقاف ولتنفيذ مشاريع خدمة وصيانة الأماكن المقدسة، كما تحصل الأوقاف على تبرعات من منظمات غير حكومية مختلفة.
وتحدث الشيخ المصدر عن حركة هائلة تشهدها الساحة العراقية حاليا من تنفيذ المشاريع الاستثمارية التي تنفذها العتبات الشيعية والتي تدر عائدات مالية ضخمة مثل انشاء المستشفيات الخاصة والجامعات والمدارس الأهلية والمجمعات السكنية والمكتبات والمزارع الكبيرة وأسواق كبيرة ( مولات) ومصانع أدوية ومواد انشائية وغيرها الكثير، وذلك إضافة إلى مشاريع التوسعة في الأماكن المقدسة وإنشاء مدن لخدمة الزوار القادمين إلى تلك الأماكن. وتشير مصادر مطلعة على الشأن الديني في العراق، أن الرقابة على موارد العتبات وأموال الاستثمار الهائلة لا تخضع لرقابة الحكومة بل تتابعها هيئة الوقف الشيعي، وهي ليست رقابة دقيقة وفيها الكثير من الثغرات نظرا لاتساع مساحة نشاطها وتفرعها وصعوبة حصرها، وهو ما يؤدي إلى استغلالها من قبل بعض ضعاف النفوس لتحقيق فوائد مالية شخصية وخاصة في هذه المرحلة التي يمر بها العراق من انتشار مظاهر الفساد كالعمولات والرشى والتحايل على القوانين.
وكان العديد من وسائل الاعلام والسياسيين قد كشفوا أن بعض الأحزاب الدينية والشخصيات والميليشيات في العراق، تستغل الغطاء الديني والطائفي لتحقيق منافع خاصة نظرا لعدم قدرة أجهزة الدولة في متابعة شؤونها المالية ومحاسبتها على تجاوزات مثل الاستيلاء على أراضي الدولة او امتيازات مالية بحجة توزيعها على المحتاجين أو إنشاء جامعات ومستشفيات دون موافقات أصولية أو تبييض الأموال وغيرها من الإجراءات.
ويتفق جميع العراقيون على أن ميزانية العتبات الشيعية في العراق تتضخم وتتوسع باستمرار جراء الموارد والاستثمار وستصبح قريبا مثل العتبات الإيرانية التي لديها ميزانية أضخم من ميزانية الدولة، وتفرض تأثيرها على العديد من شؤون الحياة في البلد.