Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

إيران من إخفاء تدخلها في العراق إلى الدعاية لإنجازات ميليشياتها ..

إيران من إخفاء تدخلها في العراق إلى الدعاية لإنجازات ميليشياتها

حملة دعائية للدور الإيراني في العراق بمشاركة ساسة عرب في محاولة لتبييض صفحة الحشد الشعبي.

العرب  [نُشر في 19/02/2015، العدد: 9833، ص(3)]

العراقيون يسددون فاتورة الحرب الدائرة على أرضهم وقوى أجنبية تتنافس على الفوز بمغانمها

سامراء (العراق) ـ تحوّل إيران من العمل على إخفاء تدخلها في العراق إلى إبرازه والدعاية له، ذو علاقة بدخول الحرب على داعش حلبة المزايدة السياسية واقترابها من مرحلة قطف الثمار والفوز بالغنائم.

أعلنت إيران مجدّدا مقتل أحد أفراد الحرس الثوري التابع لها، في المعارك الدائرة على الأراضي العراقية ضدّ تنظيم داعش.

وبحسب وكالة “أهل البيت للأنباء” الإيرانية شبه الرسمية، فإنّ أحد أعضاء الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، ويدعى محمد هادي ذو الفقاري لقي مصرعه أثناء قيامه بتصوير العمليات التي تشن ضد تنظيم داعش في مدينة سامراء وسط العراق.

ولم تشرح الوكالة الغرض من القيام بتوثيق المعارك عبر تصويرها، إلاّ أن الهدف الدعائي يبدو واضحا من وراء ذلك، في خضم تحوّل الحرب على أرض العراق إلى موضوع للمزايدة السياسية، خصوصا من الجانب الإيراني الذي أصبح معنيا بإبراز دوره فيها سواء بشكل مباشر أو عن طريق الميليشيات التي يدعمها بالمال والسلاح والعاملة ضمن ما يعرف بالحشد الشعبي.

وتنخرط في تلك الدعاية وسائل إعلام إيرانية وأخرى عربية موالية لإيران، إلى جانب رجال سياسة عرب موالين لطهران على غرار نوري المالكي نائب الرئيس العراقي، وحسن نصراللّه أمين عام حزب الله في لبنان.

وكانت طهران في ما سبق تحاول إخفاء مقدار تورطها المباشر في الحرب في العراق، وأيضا سوريا، إلى درجة إنكار سقوط قتلى لها هناك، إلاّ أنّ تطور الأحداث وتحقيق الحرب على داعش بعض المكاسب على الأرض جعلت طهران تغير سلوكها إلى النقيض، من محاولة الإخفاء إلى ضرب من إبراز الدور بشكل مبالغ فيه يصفه البعض بـ“التبجّح”.

ويقول متابعون للشأن العراقي إنّ ضربا من المنافسة بين إيران والولايات المتّحدة حول الدور في العراق والأحقية بإنهاء الحرب على داعش هناك، وبالتالي من جني ثمارها، يمثل دافعا رئيسيا خلف انخراط طهران في عمل دعائي لدورها، وأيضا لدور الميليشيات الشيعية الموالية لها. كما تبدو إيران أيضا معنية بتبييض صفحة ميليشيات الحشد الشعبي من تراكم جرائمها وتجاوزاتها ضد المدنيين خلال الحرب التي تخوضها، الأمر الذي أدّى إلى بروز جبهة رفض واسعة من قبل أبناء عدّة مناطق عراقية لدخول تلك الميليشيات مناطقها بذريعة الحرب على تنظيم داعش.

نوري المالكي: لولا الدعم الإيراني لسقطت بغداد وأربيل بيد تنظيم داعش

وجاء مقتل ذو الفقاري عقب سلسلة من الأنباء التي أشارت إلى مقتل عدد من الضباط والعناصر؛ يتبعون للحرس الثوري الإيراني، في مناطق مختلفة من العراق وسوريا، حيث سبق وأفادت الأنباء بمقتل الجنرال في الحرس الثوري الإيراني حميد تقوي في العراق على يد مسلحي تنظيم داعش في ديسمبر 2014، وكذلك مقتل محمد رضا حسيني المسؤول في جهاز الاستخبارات الإيرانية أثناء معارك مع تنظيم داعش في سامراء في 9 فبراير الجاري.

وهؤلاء القتلى وغيرهم دليل على حجم التدخل الإيراني المباشر في العراق والذي يثير حفيظة عدد هام من العراقيين ويعترض عليه قادة رأي ونشطاء سياسيون ويطالبون بإنهائه، ما يضطر إيران لشن حملة مضادة لتزيين دورها ودور الميليشيات التابعة لها في العراق، بمشاركة قيادات عراقية وشخصيات عربية.

وأكد نوري المالكي نائب الرئيس العراقي إنه لولا الدعم الإيراني للعراق في التصدي لتنظيم داعش لكانت العاصمة بغداد ومركز إقليم كردستان أربيل قد سقطتا بيد التنظيم. وقال المالكي في تصريح للصحفيين عقب لقائه النائب الأول للرئیس الإیراني إسحاق جهانغیري، إن إيران قدمت الدعم للحكومة والشعب العراقي في مواجهة داعش في الوقت المناسب ومن دون شروط مسبقة، داعيا إلی استمرار التعاون وتوسیع العلاقات بین البلدین في مجال مكافحة داعش.

وكان حسن نصرالله أمين عام حزب الله في لبنان ذهب أبعد من ذلك في تضخيم الدور الإيراني وتلميعه حين قال في خطاب له منذ أيام إن “ميليشيات الحشد الشعبي منعت وصول داعش إلى الكويت والسعودية”، معترفا في ذات الوقت أن ميليشيا حزبه تشارك بشكل محدود في العراق، علما أنّ حزب الله مدعوم بالكامل من إيران بالمال والسلاح، وتعتبره من أقوى أذرعها في المنطقة.

وكثيرا ما تتّخذ الحملة الدعائية الإيرانية المتعلّقة بالحرب على داعش في العراق وجهة شن الهجمات المضادّة على المنافسين والخصوم وشيطنتهم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي تتراوح التهم الإيرانية لها بين المخادعة والتقاعس في الحرب على التنظيم، وصولا إلى الاتهام بدعمه.

واتهم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أمس الولايات المتحدة مجدّدا بمساعدة تنظيم داعش بالأسلحة والأعتدة، معلنا أن صور تلك المساعدات موثقة وموجودة بأيدي من سماهم «المجاهدين الثوار» في إشارة إلى مقاتلي الحشد الشعبي في العراق.

وقال خامنئي في كلمة له خلال لقائه مع جمع من الإيرانيين «إن المسؤولين في الإدارة الأميركية قاموا بإرسال رسالة إلی الخارجیة الإیرانیة بشأن التحالف المزیف ضد داعش». وأضاف أنهم «ادعوا خلال تلك الرسالة أنهم لایدعمون هذا التنظیم»، مشيرا إلى أن «صور المساعدات التسلیحیة الأمیركیة لداعش وقعت بید المجاهدین الثوار».