Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

دفع الكذب المبين المفترى من الرافضة على أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن أجمعين

دفع الكذب المبين المفترى من الرافضة على أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن أجمعين
عبدالقادر صوفي


قال الله تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33]


 
تمهيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي امتن على عباده بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً ليسكنوا إليها، وجعل بينهم مودّةً ورحمةً؛ فقال جلّ وعلا: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) [الروم:21].
وأخبر جلّ وعلا أنّ الطيبين للطيبات؛ فقال: ((وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)) [النور:26].
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له: خصّ نبيّه صلى الله عليه وسلم بأفضل الزوجات.
وأشهد أنّ نبيّنا محمّداً رسول الله صلى الله عليه وسلم: شرّفه ربّه بتحريم نكاح نسائه بعد الوفاة.
صلّى الله عليه وعلى أزواجه الطيّبات الطاهرات، وسلّم تسليماً كثيراً.
 أمّا بعد:
فإنّ منزلة أمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ، وفضلهنّ ممّا لا يخفى على مسلم؛
فيكفيهنّ فخراً وشرفاً أنّهنّ نِلْنَ تلك المكانة، وارتقين ذلك المقام السامي بزواجهنّ من سيّد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، وما خصهنّ الله به من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتهنّ.
وقد أنزل الله تبارك وتعالى في بيان منزلتهنّ قرآناً يُتلى في محاريب المسلمين منذ أربعة عشر قرناً، يسمعه المؤمن فيمتلئ قلبه حُبّاً وإجلالاً لمن شاركن رسول الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم في ضرّائه وسرّائه، وصبرن معه على شظف العيش، وتحملن معه صروف الأذى، وخفّفن عنه ما يجد من آلام في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل.
قال الله تعالى يمدح نساء النبي صلى الله عليه وسلم: ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)) [الأحزاب:6]، وقال سبحانه وتعالى مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم: ((وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لله وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً)) [الأحزاب:31]، وقال عز وجل: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ...)) [الأحزاب:32] إلى قوله: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33].... إلى غير ذلك من الآيات التي نوّهت بفضلهنّ رضي الله تعالى عنهنّ.
وقد كان من أعلامهنّ رضي الله عنهنّ: الصدّيقة بنت الصدّيق، والحبيبة بنت الحبيب أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها؟ فقد كانت عَلَمَاً بينهنّ بما امتازت به من عظيم الصحبة، ورفيع المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إضافةً إلى ما تمّ لها من المكانة الكبرى في العلم والأدب، حتى احتاج إلى علمها خاصّة الأمّة وعامّتهم، فرحلوا إليها من مختلف الأقطار والأمصار.
ولا تزال مكانة أُمّهات المؤمنين عظيمة في قلوب المسلمين، وستبقى إلى يوم الدين.
أمّا الشيعة الرافضة: فإنّ لهم موقفاً من أمّهات المؤمنين عموماً، ومن عائشة وحفصة رضي الله عنهما على وجه الخصوص؛ إذ هما ابنتا أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وبُغض الرافضة لأبويهما انتقل إليهما، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 ومن هنا جاء هذا الكتاب مبيِّناً معتقد الشيعة الرافضة في أُمّهات المؤمنين عموماً، وفي عائشة وحفصة على وجه الخصوص، منقولاً من كتب القوم أنفسهم -بلا واسطة-. وفي هذا إقامة للحجة عليهم، وإلزام لهم بما هو مسطورٌ في كتبهم التي مدحوها، ومدحوا مصنّفيها، وشهدوا لمن سطّر ما فيها من معتقدات بالاستقامة، وحسن المعتقد، ومن فيك أدينك بما فيك. (وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا).
ولبيان هذا الموقف قسّمت هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول تُلقي الضوء على المطاعن التي حاول الرافضة إلصاقها في أُمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ أجمعين.

الفصل الأول: موقف الشيعة الرافضة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم عموماً:
لمّا خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بين الله ورسوله والدار الآخرة، وبين الفراق والمتاع، واخترن الله ورسوله، أنزل الله على رسوله عليه الصلاة والسلام قوله جلّ شأنه: ((لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ)) [الأحزاب:52] الآية، مجازاةً لهنّ، ورضاً عنهنّ في حسن صنيعهنّ، في اختيارهنّ الله ورسوله والدار الآخرة.
وهذه من الآيات التي تُظهر مكانة أُمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ.
وقد تقدّمت جملة من الآيات التي نوّهت بذلك.
ولكنّ الشيعة تجرّءوا على هذه المكانة، وحاولوا الحطّ من هذه المنزلة، من خلال بعض الإهانات التي وجّهوها إلى أُمّهات المؤمنين.
ومن ذلك:
 المطعن الأول: إطلاق الشيعة الإثني عشرية على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب السراري والحشايا:
السراري: جمع سرية؛ وهى الأمة..
والحشايا: جمع حشية، وهي الفراش المحشو بغيره.([1])
والشيعة الرافضة قد أطلقوا هذين اللقبين على زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ أجمعين:
أورد الإطلاق الأول: مرتضى العسكري - وهو من المعاصرين-؛ حين وصف أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: بأنّها سرية من سراري رسول الله([2]) صلى الله عليه وسلم- ويقصد بهذا الإطلاق زوجاته عليه الصلاة والسلام-
 وورد الإطلاق الثاني: في القصة التي ذكرها الشيعة في كتبهم، وفيها مناظرة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لعائشة رضي الله عنها؛ وفيها أنّ ابن عباس -حاشاه من ذلك- قال يُخاطب عائشة:.. وما أنتِ إلا حشية من تسع حشايات خلفهنّ بعده، لست بأبيضهنّ لوناً، ولا بأحسنهنّ وجهاً، ولا بأرشحهنّ عرقاً، ولا بأنضرهنّ ورقاً، ولا بأطرئهنّ أصلاً.... إلخ([3]).
وهي قصة مكذوبة على ابن عباس رضي الله عنهما، عمدة أسانيدها رواة الشيعة أنفسهم، وعلى رأسهم أبو مخنف لوط بن يحيى، الأخباري التالف، والشيعيّ المحترق:
أجمع أئمة النقّاد على تضعيفه وتركه، ومن عباراتهم فيه:([4])
 قول أبي حاتم: (أبو مخنف متروك الحديث)([5])
وقول ابن معين: (ليس بثقة)، (ليس بشيء)([6])
وقول الدارقطني: (أبو مخنف أخباري ضعيف).([7])
وقول الذهبي: (لوط بن يحيى أبو مخنف متروك)([8])
وقول ابن حجر: (لوط بن يحيى أبو مخنف أخباري تالف لا يُوثق به، تركه أبو حاتم وغيره)([9])
وقول الكناني عنه: (كذاب تالف)([10])
وقول الزبيدي عنه: (أخباري شيعي تالف متروك)([11])
فهو إذاً مجمعٌ على تضعيفه، ولا يُوثق بكلامه.
أضف إلى ذلك أنّه شيعي رافضي باعتراف أبناء طائفته أنفسهم، فلم يعتد به، ويعتبر برواياته، ويعتمد عليها سوى الشيعة؛ فقد قال النجاشي والحلي: أبو مخنف شيخ أصحاب الكوفة ووجههم، وكان يُسكَن إلى ما يرويه([12])
وعلّق المامقاني على قولهما بأنّ هذا مدح معتدّ به يُثبتُ حسنه.([13])ثمّ ذكر أنّ لـأبي مخنف أحاديث حساناً في كتبهم، فقال: ولهذا عدّه في الوجيزة والبلغة والحاوي وغيرها من الحسان([14])
وقال عباس القمي: كان أبو مخنف من أعاظم مؤرّخي الشيعة([15]) ثمّ ذكر أنّ كتابه مقتل الحسين قد نقل منه أعاظم العلماء المتقدّمين واعتمدوا عليه.([16])
وقال الخوئي -شيعي معاصر-: ثقة مسكون إلى روايته([17])،([18]) فهو أيضاً شيعيّ محترق.
وأبو مخنف لوط بن يحيى هذا هو عمدة إسناد هذه القصة المفتراة التي أوردها الشيعة في كتبهم واعتمدوها- مع ما فيها من سوء أدبٍ مع أُمّهات المؤمنين-، وفيها قول ابن عباس لعائشة: ما أنتِ إلاّ حشيّة من تسع حشايا خلفهنّ بعده([19]))([20]).
ولا يشكّ من عنده أدنى فهم، أو له أدنى إلمام بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضي الله عنهم في كذب هذه الافتراءات وبُعدها عن الحقيقة.
وهذان الإطلاقان ينضحان بكراهية الشيعة لأمّهات المؤمنين؛ سيّما الصدّيقة بنت الصدّيق؛
وهما يبيّنان مكانة أُمّهات المؤمنين عندهم. بل قل: لا مكانة لهنّ عندهم، ولا قيمة لهنّ لديهم؛ فهنّ بمنزلة الإماء، والفرش المحشوة، فلا كرامة ولا احترام.
 المطعن الثاني: زعم الشيعة الإثني عشرية سوء أدب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم معه عليه الصلاة والسلام:
يدّعي الشيعة الرافضة أنّ نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم كُنّ يُسئن الأدب معه عليه الصلاة والسلام:
فقد روى علي بن إبراهيم القمي - وهو من كبار مفسّريهم-، والصدوق، والطوسي -وهما من كبار علماء الشيعة الإثني عشرية - في سبب نزول قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً)) [الأحزاب:28] قالوا -واللفظ للقمي -: إنّه كان سبب نزولها أنّه لما رجع رسول الله من غزاة خيبر، وأصاب كنز آل أبي الحقيق، قلن أزواجه: «أعطنا ما أصبتَ. فقال لهنّ رسول الله صلى الله عليه وآله: قسمتُه بين المسلمين على ما أمر الله. فغضبن من ذلك، وقلن: لعلّك ترى أنّك إن طلّقتنا أن لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوجونا».
فأنِفَ الله لرسوله، فأمره أن يعتزلهنّ، فاعتزلهنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم([21])
هكذا وردت هذه الرواية مطلقة في أزواجه صلى الله عليه وسلم كافّة.
بيد أنّ هنالك روايات أخرى أوردها الشيعة في كتبهم تُحدد القائل من أزواجه عليه الصلاة والسلام:
ففي رواية الكليني -صاحب الكافي -، ورواية الصدوق الأخرى المسندتين كذباً إلى جعفر الصادق رحمه الله: أنّ زينب بنت جحش قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعدل وأنت رسول الله. فقالت حفصة: إن طلّقنا وجدنا في قومنا أكفاءنا... إلخ)([22])
فهذه الرواية نصّت على أنّ قائلة المقالة الأولى من أزواجه عليه الصلاة والسلام هي زينب بنت جحش رضي الله عنها، وقائلة المقالة الثانية هي حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وفي رواية أخرى للكليني: ورد أنّ قائل المقالتين هي: زينب بنت جحش رضي الله عنها وحدها([23])
وفي رواية ثالثة: أنّها -يعنون: زينب رضي الله عنها- هي القائلة: يرى رسول الله إن خلّى سبيلنا أن لا نجد زوجاً غيره.([24])
وكلّ هذه الروايات محض افتراء من الشيعة الرافضة على أمّهات المؤمنين عموماً، وعلى من خُصّت بهذه التهمة من نسائه عليه الصلاة والسلام في بعض الروايات.
والصحيح: أنهنّ رضي الله عنهنّ سألن رسول الله صلى الله عليه وسلم التوسعة في النفقة، ولم يرد أنّهنّ قلن هذه المقالة أبداً، ولا تصحّ نسبتها إليهنّ البتة؛ إذ لا يتصوّر أن تصدر هذه المقالة عن نساء المؤمنين الصالحات، فكيف نساء النبي صلى الله عليه وسلم أمّهات المؤمنين اللواتي لسن كأحدٍ من النساء.
ولعلّك لاحظت أخي القارئ أنّ الشيعة نسبوا هذه التّهم جزافاً إلى أمّهات المؤمنين عموماً -كما في بعض رواياتهم- وإلى أمّ المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها على وجه الخصوص- كما في بعض رواياتهم الأخرى-.
ولا يخفى عليك أنّ زينب هي من هي في كرمها، وعبادتها، ومنزلتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهي ابنة عمته، ونالت شرف تزويج الله لها من فوق سبع سماوات؛ حتى إنّ الصديقة عائشة رضي الله عنها أخبرت عنها بعد موتها بقولها: يرحم الله زينب بنت جحش، لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه الشرف؛ إنّ الله زوّجها نبيّه في الدنيا، ونطق به القرآن، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن حوله: «أسرعكنّ بي لحوقاً أطولكنّ باعاً»، فبشّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرعة لحوقها به، وهي زوجته في الجنّة([25]).
وقول عائشة رضي الله عنها عن زينب: أنّها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة لا يصدر عن خواء، ولا تقوله إلا بعد سماع له من النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا شهادة لها بفضلها، وعظيم منزلتها رضي الله عنها.
فهي رضي الله عنها -كما تقدّم-:
1/ ابنة عمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإحدى نسائه، وقد نالت شرف حمل لقب أمّ المؤمنين.
2/ قد تشرّفت بتزويج الله لها من نبيّه صلى الله عليه وسلم كما في قوله سبحانه وتعالى: ((فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا)) [الأحزاب:37].
3/ قد بشّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّها أسرع أزواجه عليه الصلاة والسلام لحوقاً به.
هذا عن زينب بنت جحش رضي الله عنها.
أما باقي أزواجه عليه الصلاة والسلام: فهنّ أُمّهات المؤمنين، يحملن هذا اللقب العظيم الذي شرّفهنّ الله تعالى به إلى يوم الدين.
وقد بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحنو عليهنّ بعده بأنّه البارّ في قوله عليه الصلاة والسلام لأمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ في الحديث الذي روته أم سلمة رضي الله عنها: «إنّ الذي يحنو عليكنّ بعدي لهوَ الصادق البارّ»([26]).
 وإنّما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (البارّ): لكون زوجاته صلى الله عليه وسلم أُمّهاتٍ للمؤمنين، فكان البارّ بهنّ كالبارّ بأُمّه.
وقد أرشد عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث أمّته إلى برّهنّ والإحسان إليهنّ.
وليس البرّ بهنّ قاصراً على أيام حياتهنّ، بل من البرّ بهنّ ألاّ يُذكرن إلاّ بخير، وأن يُترحّم عليهنّ ويُترضّى عنهنّ؛ فهنّ أمّهات المؤمنين، وأزواج سيّد الأوّلين والآخرين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين.
 المطعن الثالث: دعوى الشيعة الإثني عشرية أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل بيته عليه الصلاة والسلام:
إنّ الشيعة الإثني عشرية يُفرّقون من حيث التعريف بين أهل البيت، وآل البيت، والعترة، وهم يختلفون اختلافاً كبيراً في المراد من كلّ:
أولاً: المراد بالعترة عند الشيعة الرافضة:
المفيد -كبير الطائفة الإثني عشرية وشيخهم-: يرى أنّ المراد بالعترة جميع بني هاشم، ويدّعي الإجماع على ذلك بين الشيعة([27])
ويُطلق الشيعة على بني هاشم أيضاً لقب: أُمّة محمّد فقد روى العياشي -شيخ المفسّرين عندهم- بسنده إلى أبي عمرو الزبيري أنّه سأل أبا عبد الله جعفر الصادق، فقال له: (أخبرني عن أُمّة محمّد صلى الله عليه وآله، من هم؟ قال: أمّة محمّد بنو هاشم خاصّة)([28])
فبنو هاشم هم أُمّة محمّد صلى الله عليه وسلم، وهم العترة أيضاً- كما ذهب إلى ذلك المفيد في أحد قوليه-
ونرى المفيد يُؤكّد هذا المعنى الذي ذهب إليه بقوله في موضع آخر:
لو كان المراد بالعترة: الذرية، دون الإخوة والعمومة وبني العمّ، لخرج أمير المؤمنين من العترة، لخروجه من جملة الذرية. وهذا باطل بالاتفاق([29])
فالعترة هم بنو هاشم، ولا يصحّ قصرهم على الذرية.
ثمّ نجد المفيد أيضاً يُضيّق التعريف في موضع ثالث، فيجعل المراد من العترة: كبار بني هاشم، وليس كلّهم، فيقول: عترة الرجل: كبار أهله، وأجلّهم، وخاصّتهم في الفضل، ولُبَابُهم...إلخ.([30])
هذا عن المفيد، وتعريف العترة عنده.
أمّا غيره من الشيعة:
فنجد البعض يقصر العترة على ولد السيدة فاطمة رضي الله عنها خاصّة.([31])
والبعض الآخر يقصر العترة على الحسن والحسين ابنا علي رضي الله عنه وحدهما؛ قال رجب البرسي -من علمائهم-: الحسن والحسين (ع) هم عترة النبي وأهل بيته.([32])
أمّا حديث الثقلين: فيُفيد أنّ المراد بالعترة: أصحاب الكساء، وقد أسند الشيعة إلى أئمّتهم ما يدلّ على ذلك.([33])
ثانياً: المراد بأهل البيت، وآل البيت عند الشيعة الرافضة:
يُفرّق جمهور الشيعة الإثني عشرية بين أهل البيت، وآل البيت من حيث التعريف، ويُصرّحرن: أنّ المراد بأهل البيت: أصحاب الكساء؛ وهم الخمسة الذين نزلت فيهم آية التطهير: ((إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] وهم: محمد صلى الله عليه وسلم، وعلي رضي الله عنه، وفاطمة، والحسن، والحسين([34]) رضي الله عنهم.
فأهل البيت هم الخمسة أصحاب الكساء فقط عند جمهور الشيعة.
وإن كان البعض منهم يذهب إلى إدخال غيرهم فيهم تجوّزاً، فالرواية المنقولة عن زيد بن علي بن الحسين تدلّ على أنّ لفظة (أهل البيت) يدخل فيها غيرهم من أولاد السيدة فاطمة رضي الله عنها؛فقد روى فرات الكوفي بسنده إلى زيد بن علي بن الحسين قال: (إنّما المعصومون منّا خمسة، لا والله ما لهم سادس، وهم الذين نزلت فيهم هذه الآية: ((إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] رسول الله، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين (ع)، وأمّا نحن: فأهل بيتٍ نرجو رحمته ونخاف عذابه، للمحسنين منّا أجران، وأخاف على المسيء منّا ضِعْفي العذاب...)([35])
فقد أدخل في أهل البيت غير أصحاب الكساء من ذريّة فاطمة رضي الله عنها.
وقد أدخل بعض الشيعة سلمان الفارسي رضي الله عنه في أهل البيت، مستدلّين بقوله صلى الله عليه وسلم: «سلمان منّا أهل البيت»([36])
وبعضهم اعتبر أولاد جعفر بن أبي طالب، وأولاد عقيل، بالإضافة إلى أولاد علي من أهل البيت.([37])
وبعضهم لم يرَ فرقاً بين الأهل والآل، وقالوا: إنّهما بمعنى واحد، والمراد بهم أصحاب الكساء.([38])
أما تعريف الآل -عند من ادّعى الفرق بينها وبين الأهل من الشيعة- فمتناقضٌ جداً؛ فبعضهم يرى أنّ المراد بالآل: ذرية محمّد صلى الله عليه وسلم، بينما الأهل هم الأئمة الاثنا عشر.([39])
وبعضهم يرى أنّ المراد بالآل: الأئمة الاثنا عشر، ويُعرّف الأهل بأنّهم الخمسة أصحاب الكساء.([40]). وجمهورهم يرى أنّ آل البيت هم: آل عليّ، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس، مستدلّين على ذلك بكونهم لا تحلّ لهم الصدقة.([41])
ورغم هذا الاختلاف الواضح، ورغم هذا التناقض الكبير في المراد من الآل، والأهل، والعترة عند الشيعة، نجدهم متفقين على أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لسن من أهل بيته.
ولم أجد كتاباً واحداً من كتبهم أدخل أمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ في أهل البيت، أو آل البيت، أو العترة، أو غيرها من الإطلاقات التي يُطلقها الشيعة على آل محمد صلى الله عليه وسلم.
مناقشة هذه الأقوال:
إنّ آل البيت، وأهل البيت، والعترة ألفاظ مترادفة ذات معنى واحد، يدخل فيه أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّهم، وفي مقدمتهم أزواجه عليه الصلاة والسلام.
وادّعاء الشيعة الإثني عشرية أنّ الأزواج لسن من أهل البيت: أمر لا يُساعدهم عليه الشرع، ولا العرف، ولا اللغة.
فالمعروف في اللغة: أنّ لفظة الأهل تُطلق على الزوجة؛ يُقال: أهَلَ فُلان: أي: تزوّج. ويُقال: آهلك الله في الجنّة: أي أدخلك الجنّة وزوّجك فيها. والتأهّل: التزوّج... إلخ([42]).
و تعارف الناس على: إطلاق لفظ (الأهل) على الزوجة؛ كقول الرجل لصاحبه: كيف أهلك؟- أي: امرأتك، أو نساؤك-، فيقول: هم بخير.
وقد ورد إطلاق لفظ (الأهل) على الزوجة في مواضع عديدة من كتاب الله الكريم: وذلك كقوله سبحانه وتعالى حكاية عن خليله إبراهيم عليه السلام وامرأته: ((وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ...)) [هود:69]إلى قوله عز وجل: ((وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ)) [هود:71]* ((قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)) [هود:72]* ((قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله رَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)) [هود:73]. فالملائكة خاطبوا امرأة إبراهيم عليه السلام بلفظة (أهل البيت). ومفسِّروا الشيعة اعترفوا بذلك في تفاسيرهم([43]).
وكذلك في قصة موسى عليه السلام لمّا سار بأهله؛ كما حكى الله تعالى عنه بقوله: ((فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً...)) [القصص:29] ذكر الشيعة أن المراد بأهله: امرأته؛ وهي ابنة شعيب عليه السلام -على حدّ قولهم-([44])
أمّا الآيات الخاصّة بأهل بيت رسولنا صلى الله عليه وسلم، والواردة في سورة الأحزاب: فإنّ القارئ لها يظنّ لأوّل وهلة أنّ المراد بأهل البيت: أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ الآيات قبل قوله تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33]، وبعده خطاب لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وليس فيها ذكرٌ لغيرهنّ.
وهذا الذي جعل جماعة من المفسّرين، على رأسهم حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يجزم أنّ المراد بأهل البيت: أزواجه صلى الله عليه وسلم، وأنّ المراد من البيت: بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم([45])
والصحيح: أنّ لفظة (آل البيت)، أو (أهل البيت) ليست خاصّة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنّ جميع بني هاشم داخلون فيها؟ كـالعباس وولده، والحارث بن عبد المطلب وولده، وسائر بني أبي طالب، وغيرهم. وكبنات النبي؛ زوجَتَي عثمان رضي الله عنه: رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما، وابنته زينب، وكذا علي رضي الله عنه، والحسن، والحسين أصحاب الكساء من أهل البيت بلا ريب. وكذلك أزواجه صلى الله عليه وسلم داخلون في أهل بيته([46]) لإدخال الله لهنّ -كما تقدم-.
وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، لمّا سأله الصحابة رضي الله عنهم: يا رسول الله كيف نُصلّي عليك؟ فقال: «قولوا: اللهمّ صلِّ على محمد وأزواجه وذريته كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد».([47]). وفي رواية: «اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد».([48])
وكلتا الروايتين مخرّجتان في الصحيحين، وهما تدلاّن على أنّ أزواجه صلى الله عليه وسلم من أهله.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لـعائشة رضي الله عنها لمّا دخل حجرتها: «السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله. فقالت: وعليك السلام ورحمة الله...». ثمّ تتبع حجر نسائه كلّهنّ، فقال لهنّ مثل مقالته لـعائشة رضي الله تعالى عنهنّ أجمعين.([49])
وهذا الحديث دليل واضحٌ على أنّ أُمّهات المؤمنين رضي الله عنهنّ من أهل البيت.
وقد نُقِل عن بعض الصحابة قولهم: إنّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته([50]).
أمّا ما زعمه الشيعة الإثنا عشرية من كون التذكير في: (عنكم)، و(يُطهركم) في قوله سبحانه وتعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] يمنع من دخول أُمّهات المؤمنين في جملة أهل البيت: فباطلٌ، ويردّه أنّه إذا اجتمع المذكّر والمؤنث في جملة غُلِّب المذكّر. والآية عامّة في جميع أهل البيت كما تقدم، فناسب أن يُعبَّر عنهم بصيغة المذكّر.([51])
أمّا من حصروا المراد من أهل البيت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقصروه عليهم، فلهم أن يقولوا: إنّ قوله عز وجل: (عنكم)، و(يطهركم) خرج على لفظ (الأهل)، وقد تقدم أنّ الزوجة، أو الزوجات يُعبَّر عنهنّ بلفظ الأهل، وهذا اللفظ يُعبَّر عنه بالمذكّر -كما تقدَّم-.
وعلى هذا: فلا حجّة للشيعة في إخراجهم نساء النبي صلى الله عليه وسلم من آل بيته، بل هنّ من أهل بيته عليه الصلاة والسلام، وقد حملن لقب (أُمّهات المؤمنين)، وهذا الشرف باقٍ لهنّ إلى يوم القيامة.
 المطعن الرابع: دعوى الشيعة الإثني عشرية أن الاشتراط في مدح نساء النبي صلى الله عليه وسلم دليل على أن منهنّ من تتغيَّر عن الصلاح:
يدّعي الشيعة الرافضة الإثنا عشرية أنّ الاشتراط في مدح زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: (إن اتقيتن) يدلّ على أنّ منهنّ من تتغير بعد الحال عن الصلاح الذي تستحق عليه المدح والإكرام.
وقد تقدم أنّ الدافع لهم على هذا الزعم الباطل، هو الاشتراط الوارد في قول الله سبحانه وتعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ)) [الأحزاب:32] وقالوا: إنّ الاشتراط (إن اتقيتن) يدلّ على أنّ منهنّ من تتغيَّر وتتبدّل من حال الصلاح إلى حالٍ أخرى.([52])
ويردّ عليهم: بأنّ اشتراط التقوى في المدح لا يدلّ على وقوع ما ينافيها، بل هي تدلّ على أنّ هذه الفضيلة تكون ثابتة لهنّ بملازمتهنّ للتقوى، لا لمجرّد اتّصالهنّ بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وقد وقعت منهنّ -ولله الحمد- التقوى البيِّنة، والإيمان الخالص، والمشي على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته.
وفضلهنّ ظاهرٌ، وفضائلهنّ لا تخفى، ولم يُحاول طمسها سوى الشيعة الرافضة؛ ولكنّهم كناطح الصخرة.
وقد كان الأجدر بهم أن يحفظوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أزواجه، ولا يُؤذوا الله ورسوله بإيذاء أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ إذ إيذاؤهنّ إيذاءٌ لله عز وجل، وإيذاء للنبيّ عليه الصلاة والسلام.
قال الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً)) [الأحزاب:57].

الفصل الثاني: موقف الشيعة الرافضة من عائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر الفاروق معاً رضي الله عنهم:
لقد وجّه الشيعة الإثنا عشرية إلى عائشة بنت أبي بكر الصديق، وإلى حفصة بنت عمر الفاروق رضي الله عنهم العديد من المطاعن، وحاولوا إلصاق العديد من التّهم بهما.
ويبدو أنّ عداوة الشيعة الرافضة للصدّيق والفاروق رضي الله عنهما قد انتقلت إلى ابنتيهما عائشة وحفصة رضي الله عنهما.
وهذا ما يُدركه من يقرأ في كتب القوم؛ إذ يراها ناضحة ببغضهما، شاهدة على أنّ أصحابها قد غَلَوْا في سبِّهما وتوجيه المطاعن إليهما.
ومن هذه المطاعن:
 المطعن الأول: التبرؤ منهما ولعنهما:
أدخل الشيعة الإثنا عشرية عائشة وحفصة في جملة أعداء أهل البيت -على حدّ زعمهم- لذلك أجرَوْا عليهما ما يُجرونه على أعداء آل البيت من السبّ واللعن والتبرُّؤ.
فقد ذكر الكركي والمجلسيّ -شيخ الدولة الصفوية، ومرجع الشيعة المعاصرين- أنّ جعفر الصادق -رحمه الله، وحاشاه من ذلك- كان يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعةً من الرجال وأربعةً من النساء: التيمي أبا بكر والعدوي عمر وعثمان، ومعاوية -يُسمّيهم- وعائشة، وحفصة، وهنداً، وأم الحكم أُخت معاوية.([53])
وهذا القول منسوبٌ زوراً وبُهتاناً إلى الإمام جعفر الصادق رحمه الله وهو القائل- باعتراف الشيعة، وكما ذكروا في كتبهم-: (إنّا أهل بيتٍ صادقون لا نخلو من كذابٍ يكذب علينا، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند النّاس)([54])
هذا في لعنهما رضي الله عنهما.
أما في التبرؤ منهما: فقد نقل ابن بابويه القمي - الملقّب عند الشيعة بـالصدوق – والمجلسي: إجماع الشيعة على وجوب التبرؤ منهما، فقالا- واللفظ للمجلسي -: (وعقيدتنا في التبرؤ: أنّنا نتبرّأ من الأصنام([55]) الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، ومن النساء الأربع: عائشة، وحفصة، وهند، وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنّهم شرّ خلق الله على وجه الأرض،([56]) وأنّه لا يتمّ الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلاّ بعد التبرؤ من أعدائهم).([57])
فهم إذاً يلعنون أبا بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية رضي الله عنهم، ويتبرءون منهم، ولا يكتفون بذلك، بل يلعنون ابنة أبي بكر، عائشة، وابنة عمر؛ حفصة، وأم معاوية هند، وأخته؛ أم الحكم، ويتبرّءون منهم، ويزعمون أنّهم وأتباعهم وأشياعهم -ويقصدون أهل السنة - شرّ خلق الله على وجه الأرض.
ويعلم كلّ مسلم أنّ أبا بكر، وعمر، وعثمان خيرُ خلق الله على وجه الأرض بعد الأنبياء والمرسلين، وأنّ ابنة أبي بكر عائشة، وابنة عمر، حفصة من خير خلق الله، وزوجتا خير خلق الله، وسيِّد ولد آدم، وإمام الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وأنّ معاوية رضي الله عنه صحابيّ من الصحابة الذين هم من خير خلق الله عز وجل، وأنّ أهل السنة القائمين بكتاب الله، العاملين بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، السائرين على منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير خلق الله عز وجل..
فكيف نجعل المسلمين كالمجرمين؟!
بل وكيف نجعل المتّقين كالفجّار؟!
ومعلوم أنّ الشيعة بلعنهما عائشة وحفصة، والبراءة منهما: يلعنون ابنتَي صاحبَي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه، ويتبرّءون من زوجتيه صلى الله عليه وسلم، ويلعنون من فضّلها عليه الصلاة والسلام على سائر النساء بقوله صلى الله عليه وسلم:«فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».([58]).
وهذا يدلّ على أنّ عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة -عياذاً بالله تعالى من ذلك-.
 المطعن الثاني: ادّعاء الشيعة الإثني عشرية عداوة عائشة وحفصة لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
أدخل الشيعة الإثنا عشرية عائشة وحفصة رضي الله عنهما في جملة أعداء آل البيت.
ولمّا افتقروا إلى الأدلة التي تسند دعواهم المكذوبة هذه، شرعوا في اختراع القصص التي تُبرّر لهم -في زعمهم- إلصاق هذه التهمة -تهمة عداوة آل البيت- في زوجتَي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابنتَي صاحبيه ووزيريه.
لذلك نراهم يزعمون أنّ خروج عائشة رضي الله عنها إلى البصرة لم يكن بقصد الإصلاح، وإنّما حملها على ذلك بُغضها الشديد لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورغبتها في المشاركة في أية حركة مناوئة له -على حدّ زعمهم-.
 ويزعمون أيضاً أنّ حفصة بنت عمر رضي الله عنهما أرادت أن تخرج مع عائشة رضي الله عنها أيضاً لحرب علي رضي الله عنه، لولا منع أخيها عبد الله رضي الله عنه لها من ذلك.([59])
ولكنّها رغم عدم خروجها، كانت تتابع أخبار الحرب، وتتمنّى هزيمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أو موته -على حدّ زعم الشيعة -: فقد ذكر المفيد وهو من كبار علمائهم، والملقّب عندهم بشيخ الطائفة- أنّ عائشة لمّا بلغها نزول أمير المؤمنين (ع) بـذي قار،([60]) كتبت إلى حفصة بنت عمر: أمّا بعد: فلما نزلنا البصرة، ونزل علي بـذي قار، والله داقّ عنقه كدق البيضة على الصفا، إنّه بمنزلة الأشتر إن تقحّم نُحِر، وإن تأخّر عُقِر. فلما وصل الكتاب إلى حفصة استبشرت بذلك، ودعت صبيان بني تيم وعدي، وأعطت جواريها دفوفاً، وأمرتهنّ أن يضربن بالدفوف ويقلن: ما الخبر! علي كالأشتر بـذي قار، إن تقدم نحر وإن تأخّر عقر. وجعلت بنات الطلقاء يدخلن على حفصة ويجتمعن لسماع ذلك الغناء. فبلغ أم كلثوم بنت علي (ع) فلبست جلابيبها، ودخلت عليهنّ في نسوة متنكّرات، ثمّ أسفرت عن وجهها، فلما عرفتها حفصة خجلت واسترجعت، فقالت أم كلثوم: إن تظاهرت أنت وأختك على أمير المؤمنين (ع) فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله من قبل، فأنزل الله عز وجلّ فيكما ما أنزل، والله من وراء حربكما).([61]).
هكذا صاغ الشيعة هذه القصة المكذوبة، وحاكوها، وأدخلوا فيها شخصيّات عديدة؛ كصبيان بني تيم، وبني عدى؛ وكبنات الطلقاء، وغيرهم. وأرادوا أن يُكملوا المسرحية، فأدخلوا أم كلثوم رضي الله عنها في عناصر الرواية.
وقصدهم من ذلك إلصاق تهمة العداء لآل البيت بـعائشة وحفصة رضي الله عنهما.
ويرمون من وراء إلصاق هذه التهمة بهما أن يجدوا المبرّر لتكفيرهما، والقول بأنّهما قد بانتا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نتيجة عداوتهما لآل بيته، وفي مقدمتهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
 وهذا ما ذكروه فعلاً.([62])
ولكن:
لا يستر الله كذاباً ومؤتزراً                      بالوزر لا تستر الأوزار أوزارا
فهذه القصة عمدتُها أحد رواة أسانيدهم، وهو أبو مخنف لوط بن يحيى، وهو شيعيّ محترق، وأخباري تالفٌ، وقد تقدّم نقل إجماع العلماء على تجريحه وكذبه.([63])
أمّا عائشة وحفصة رضي الله عنهما: فلا يضرّهما ذلك، مع ما عُرف من صدق محبتّهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل بيته الأطهار.
ولا يضرّ السحاب نبح الكلاب.
 المطعن الثالث: ادّعاء الشيعة الإثني عشرية أن عائشة وحفصة تآمرتا مع أبويهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقتاه السم:
من الدعاوى الغريبة التي سوّد الشيعة الإثنا عشرية بها كتبهم: ادّعاؤهم أنّ زوجتَي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عائشة وحفصة رضي الله عنهما قد تآمرتا مع أبويهما. أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق رضي الله تعالى عنهما على رسول الله؛ فأذاعوا سرّه، وهتكوا ستره، وسقوه السمّ، فكان ذلك سبب موته عليه الصلاة والسلام.
وللشيعة طريقة غريبة أيضاً- كدعاويهم- في تأييد باطلهم، وهي أن يعمدوا إلى بعض الآيات القرآنية، فيخترعوا في تفسيرها قصصاً مختلقة تؤيد إفكهم، حتى يوهموا أبناء طائفتهم، ومن يسقطونه في حبائلهم أنّ هذا الإفك الذي زعموه قد نزلت في بيانه وتأكيده آيات القرآن الكريم.
 وهذا ما فعلوه في هذه الافتراءات التي أرادوا إلصاقها بخير عباد الله بعد الأنبياء والمرسلين؛ بـأبي بكر وعمر، وبابنتيهما رضي الله عنهم أجمعين.
فقد عمد الشيعة إلى بعض الآيات الواردة في سورة التحريم؛ وهي قول الله سبحانه وتعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [التحريم:1]* ((قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَالله مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)) [التحريم:2]* ((وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ الله عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)) [التحريم:3]* ((إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)) [التحريم:4] قال علي بن إبراهيم القمي - وهو من كبار المفسّرين عندهم، والمرجع في التفسير لمن أتى بعده- في سبب نزول هذه الآيات: كان سبب نزولها أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه، وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه، وكان ذات يوم في بيت حفصة، فذهبت حفصة في حاجة لها، فتناول رسول الله مارية، فعلمت حفصة بذلك فغضبت، وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت: يا رسول الله هذا في يومي وفي داري وعلى فراشي. فاستحيا رسول الله منها، فقال: كفى فقد حرّمتُ مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبداً، وأنا أُفضي إليك سرّاً فإن أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فقالت: ما هو؟ فقال: إنّ أبا بكر يلي الخلافة بعدي، ثمّ من بعده أبوك. فقالت: من أخبرك بهذا؟ قال: الله أخبرني. فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر، فقال له: إنّ عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة. فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك، قالت: ما قلت لها من ذلك شيئاً. فقال لها عمر: إن كان هذا حقاً فأخبرينا حتى نتقدم فيه. فقالت: نعم قد قال رسول الله ذلك. فاجتمعوا أربعة([64]) على أن يَسُمُّوا رسول الله. فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه السورة: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ....)) [التحريم:1] إلى قوله: ((تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ)) [التحريم:2] يعني: قد أباح الله لك أن تُكفِّر عن يمينك ((وَالله مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ)) [التحريم:2-3] أي: أخبرت به (وَأَظْهَرَهُ الله)؛ يعني: أظهر الله نبيه على ما أخبرت به وما همّوا به (عرَّف بعضه)؛ أي: أخبرها وقال: لِمَ أخبرتِ بما أخبرتُك، وقوله: (وأعرض عن بعض) قال: لم يُخبرهم بما علم ممّا همّوا به).([65])
وقد وقع اختلاف كبير بين الشيعة أنفسهم في ماهيّة الحديث المُسَرّ، وفي الذي أفشى السرّ:
فالأقوال السابقة تُبيِّن أنّ الحديث المُسَرَّ هو: أنّ أبا بكرٍ رضي الله عنه يلي الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، وأنّ التي أفشت السرّ هي حفصة رضي الله عنها.([66]).
 وذكر الطبرسي -وهو من كبار علماء الشيعة - في تفسير هذه الآيات أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر حفصة أنّ أباها وأبا بكر يليان الأمر من بعده، وأشار إلى رواية القمي المتقدمة التي صرّحت أنّهم- أي: الأربعة: أبا بكر، وعمر، وعائشة، وحفصة - تآمروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقوه السمّ، ولم يذكرها صراحة؛ لأنّه ألّف تفسيره على طريقة التقية والمداراة لـأهل السنة.([67]).
بيد أن هناك نفراً من الشيعة شكّك في صحّة هذه التأويلات؛ أعني ماهيّة الحديث المسرّ، ومن هو الذي أفشى السرّ، وإن اتفق معها في النتيجة؛ وهي أنّ الأربعة- أبا بكر، وعمر، وعائشة، وحفصة - وضعوا السمّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
فـالبياضي مثلاً: وإن كان قد نقل الأقوال السابقة، ووقف منها موقف المسَلِّم في موضع من كتابه،([68]) إلاّ أنّه نفاها وردها في موضع آخر منه بقوله: (قالوا- يقصد أهل السنة -: أجمع المفسِّرون أنّه أسرّ إلى حفصة: إنّ أباك وأبا بكر يليان الأمر من بعدي، قلنا: يقصد نفسه وأبناء طائفته الشيعيّة-: هذا غير صحيح، وإلاّ لاحتجّ به أبو بكر يوم السقيفة.([69])
ونسبة البياضي هذا التأويل -وهو زعمهم: أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لـحفصة: إنّ أباكِ وأبا بكر يليان الأمر من بعدي- إلى أهل السنة محلّ نظر، فـالمحب الطبري -مثلاً- ذكر أنّه قول جماعة من مفسري أهل السنة، بل وعزاه إلى الواحدي، وأبي الفرج، والملا في سيرته([70]). بَيْدَ أنّي لم أرَ أحداً من مفسِّرى أهل السنة أشار إليه، فضلاً عن اعتماد هذا التأويل في الكتب التي وقفتُ عليها.
فما دام هذا التأويل -وهو زعمهم: أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لـحفصة: إنّ أباك وأبا بكر يليان الأمر من بعدي- ليس معتبراً عند الشيعة، فما هو إذاً الحديث المسرّ؟ ومن هي التي أفشت السرّ؟
ذكر التستري، والكاشاني، والشيرازي -من علماء الشيعة الإثني عشرية - أنّ التي أفشت السرّ هي عائشة رضي الله عنها، وأنّ الحديث المسرّ هو قول النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة: «إنّ علياً هو الوصي». وقد ذكروا قصةً طويلة لإثبات هذا الزعم، ملخصها: أنّ الله أخبر رسوله وهو منصرف من مكة بعد أداء الحجّ بأنّه اختار علياً وصيّاً. فخلا رسول الله بـعلي يومه ذاك وليلته- وكانت ليلة عائشة-، واستودعه العلم والحكمة التي آتاه الله إيّاها، وعرّفه أنّه الوصي بعده. فعلمت عائشة بذلك من رسول الله بعد إلحاح منها كي يُطلعها على الأمر، ثمّ أخبرت به حفصة، التي أخبرت أباها، ومنه علم أبو بكر. فدعا أبو بكر وعمر جماعة من قريش فأطلعوهم على الأمر، فأجمعوا أمرهم على أن يُنفّروا ناقة رسول الله به عند عقبة يُقال لها: هرشا،([71]) واتفقوا على أمور يكيدوا بها رسول الله إن لم تنجح الخطة، من قتله، أو سقيه السمّ، وتعاقدوا على ذلك بالأيمان المؤكّدة، وكانوا أربعة عشر رجلاً. فنزل جبريل على رسول الله بهذه الآيات... إلخ).([72])

فالحديث المسرّ في هذه القصة- على حدّ زعم الشيعة - هو: قول النبيّ صلى الله عليه وسلم لـعائشة: «إنّ علياً هو الوصي». والتي أفشت السرّ هي عائشة رضي الله عنها -كما زعم الشيعة الرافضة -.
وقد ذكر البياضي -من علمائهم، وهو الذي تقدم إنكاره أن يكون الحديث المسرّ: أنّ أبا بكر وعمر يليان الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم- ذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا علياً، وفاطمة، والحسنيْن في الليلة التي قُبِض في صبيحتها، وأغلق عليهم الباب، ثمّ خرج علي والحسنان، فقالت عائشة لـعلي: لأمرٍ ما أخرجك وخلا بابنته دونك. فقال: عرفتُ الذي خلا بها له؛ وهو بعض الذي كنتِ فيه وأبوك وصاحباه. فوجَمَت أن تردّ عليه كلمة. فما لبثت أن نادته فاطمة، فدخل والنبي صلى الله عليه وآله يبكي ويقول: «بُكائي وغمّي عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي، فقد أجمع القوم على ظلمكم».([73])
وهذه الرواية التي أوردها البياضي تدلّ على أنّه وإن أنكر أن يكون الحديث المسرّ: أنّ أبا بكر وعمر يليان الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلاّ أنّه ممّن يقول بتواطؤ الشيخين -رضي الله عنهما، وحاشاهما ممّا رماهما به الشيعة من إفك- مع ابنتيهما رضي الله عنهم على وضع السمّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم. بل لقد جزم بذلك في موضع من كتابه، وأكّد أنّ قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ)) [التحريم:7]: قد نزل فيهم نتيجة فعلتهم هذه.([74])
وقصّة تآمر أبي بكر، وعمر، وعائشة، وحفصة رضي الله عنهم على وضع السمّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم معتبرة عند الشيعة، ويستدلّون على إثباتها ببعض الآيات التي نَحَوْا في تفسيرها منحى التأويل الباطني الذي لا يُعقل، بل لا يعقله عندهم -باعترافهم- إلاّ الملك المقرّب، أو النبيّ المرسل، أو العبد الذي امتحن الله قلبه للٍإيمان -على حدّ زعمهم-([75])
وقد أوّلوا الآيات تأويلاً باطنياً تأييداً لمعتقداتهم في الصحابة سيّما ساداتهم، مع أنّ القرآن الكريم أُنزل بلغة العرب، كما قال تعالى: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) [يوسف:2] ولكن تفسير الشيعة الباطني أبعد شيء عن عقول الرجال، كما اعترفوا هم أنفسهم بذلك ونسبوه إلى أئمّتهم.([76])
ومن هذه الآيات الكريمات: قوله تعالى: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ...)) [آل عمران:144].
فقد أسند العياشي -من كبار مفسّريهم- إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قال: (تدرون مات النبي صلى الله عليه وآله أو قتل؟ إنّ الله يقول: ((أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ...)) [آل عمران:144] فسُمَّ قبل الموت؛ إنّهما([77]) سقتاه قبل الموت، فقلنا: إنّهما وأبويهما شرّ من خلق الله).([78])
وقد نقل المجلسي -مرجع الشيعة المعاصرين- هذه الرواية، ووصف سندها بأنّه معتبر، وعلّق عليها بقوله: (إنّ العياشي روى بسندٍ معتبر عن الصادق (ع) أنّ عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسمّ دبرتاه)([79])
وقد نقل هذه الحادثة المكذوبة أيضاً عددٌ كبير من مصنّفي الشيعة، وذكروا اسم عائشة، وحفصة، وأبويهما صراحةً، وزعموا أنّهم وضعوا السمّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمات بسببه.([80])
وقد زعم الشيعة كفر عائشة وحفصة بسبب ذلك، واستدلوا على ما ذهبوا إليه بقوله تعالى: ((إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)) [التحريم:4] وزعموا أنّ معنى قوله تعالى: (صغت)؛ أي: زاغت، والزيغ هو الكفر.
 وقد رووا هذا التفسير عن أبي جعفر الباقر، وولده جعفر الصادق([81])
ولا شكّ في كذب نسبة ذلك إليهما، وهما رحمهما الله قد اشتكيا من كثرة الكذب عليهما.
وهكذا نجد أنّ الشيعة الرافضة يزعمون أنّ زوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عائشة وحفصة قد تآمرتا مع أبويهما؛ أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق رضي الله عنهم على رسول الله؛ فأذاعوا سرّه، وهتكوا ستره، وسقوه السمّ، فكان ذلك سبب موته عليه الصلاة والسلام.
ونراهم يلوون أعناق الأدلة، ويسوقون الأكاذيب القبيحة لتأييد إفكهم وباطلهم، والله من ورائهم محيط.
 مناقشة هذه المزاعم:
إنّ الشيعة الرافضة الإثني عشرية قد عمدوا إلى آيات نزلت في بيان ذنوب ومعاصٍ صدرت من بعض الصحابة وتابوا منها، وأقلعوا عنها، فأوّلوها بتأويلات لا تسعفها حجّة، ولا يُؤيّدها برهان، وحشدوا لها مستغرب القصص، وساقوا لها مستنكر الأسانيد.
ولهم طريقة في التأويل تُشبه طريقة مسترقي السمع من الجنّ مع أوليائهم من الإنس؛ حيث يمزجون كلمةً سمعوها مع مائة كذبة، فإذا ما استهجنها بعض النّاس أجابهم البعض الآخر: قد صدق في كلمته تلك.
وكذلك الشيعة يعمدون إلى كلمة حقّ، فيمزجون معها آلاف الأباطيل، حتى فاقوا مردة الجنّ في صنيعهم. نقول: نعم! إنّ المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم هما عائشة وحفصة رضي الله تعالى عنهما، وهذا أمر لا يخفيه أهل السنة ولا يحاولون طمسه، بل هو مُدوّن في أصح كتابٍ بعد كتاب الله تعالى، في صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري، وفيه شهادة من أمير المؤمنين عمر الفاروق على ابنته وعائشة بأنّهما اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 فقد روى البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (أردت أن أسأل عمر رضي الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين! من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما أتممتُ كلامي حتى قال: عائشة، وحفصة)([82])
ولكن: ما هو نوع هذا التظاهر؟ وما هو الحديث المسرّ؟ أهو ما زعمه الشيعة الرافضة، أم غير ذلك؟ وما مدى صحّة مزاعم الشيعة في زوجَتَي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
إنّ الحديث الذي أسرّه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض أزواجه هو: تحريمه لجاريته مارية القبطية على نفسه.
وقد أسرّ هذا الحديث إلى حفصة رضي الله عنها، وطلب منها أن لا تذكره لأحد، فأخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها. فأطلع الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم على أنّها -أي: حفصة - قد نبأت بذلك صاحبتها.
هذا هو سبب نزول تلك الآيات التي بنى عليها الشيعة من مزاعمهم ما بَنَوْا، وافتروا من الإفك والبهتان ما افترَوْا.
وسبب النزول هذا هو المشهور عند المفسِّرين.
وقد ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله عند تفسيره لهذه الآيات. وذكر معه سبباً آخر؛ وهو قصة المغافير.([83]).
وقصة المغافير أسندها البخاري في صحيحه إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفيها قولها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطأتُ أنا وحفصة عن أيتنا دخل عليها فلتقل: أكلتَ مغافير؟ إنّي أجد منك ريح مغافير. قال: لا، ولكنّي كنتُ أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفتُ، لا تُخبري بذلك أحداً».([84])
وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله هذين السببين، وعقب عليهما بسوق روايات تُعضّد الأول منهما، ثمّ قال: (فيُحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معاً).([85])
والسبب الثاني وإن كان أصح؛ لرواية البخاري له في صحيحه، إلاّ أنّ الأوّل أشهر عند جمهور المفسّرين -كما تقدّم-، ورجّحه الحافظ ابن كثير وغيره.([86])
فالحديث المُسرّ إذاً هو: تحريم رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاريته مارية القبطية على نفسه، أو امتناعه عن أكل العسل عند زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها.
أما ما زعم الشيعة أنّ الحديث المسرّ هو قوله صلى الله عليه وسلم لـحفصة: «إنّ أباكِ وأبا بكر يليان الخلافة بعدي» أو قوله لـعائشة: «إنّ اللهّ أطلعني أن علياً هو الوصي، وطلب مني أن أخبر الناس بذلك»، ثم تآمر الأربعة على ضع السمّ له صلى الله عليه وسلم: فزعم باطلٌ، وكلتا الروايتين باطلتان لم يقل بهما واحدٌ من المفسِّرين:
فالأولى أبطلها الشيعة أنفسهم- كما تقدّم قول البياضي في ذلك-.
والثانية تُخالف المشهور عندهم والمنسوب إلى أئمّتهم([87])، وفيها تناقضات كثيرة أيضاً؛ منها:
1/ إخبار الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنّ علياً هو الوصي. وهذه الرواية نصّت على أنّ الإخبار تمّ إثر حجة الوداع، بينما الروايات الكثيرة الأخرى التي سوّد الشيعة بها صحائف كتبهم، ونسبوها إلى أئمتهم تُفيد أنّ هذا الإخبار تمّ ووقع ليلة الإسراء.([88])
2/ قصة العقبة..
والشيعة متناقضون فيها تناقضاً عجيباً؛ في الزمان، والمكان، وفي السبب الدافع، وفي عدد المباشرين، وفي تحديدهم بأعيانهم، وفي الكيفية التي عُرف بها أسماء المنافقين، وفي مضمون الصحيفة، وغير ذلك.([89]).
وثمة تناقضات أخرى كثيرة.
أمّا دعوى الشيعة أنّ حفصة رضي اللهّ عنها قد كفرت لأنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنبأك هذا:([90])فغير مُسلم لهم؛ لأنّ قولها: مَنْ أنبأك هذا؟ ليس فيه طعن في نبوته صلى الله عليه وسلم، أو شكّ في أنّ الله أطلعه على ذلك؟ فهي قد أخبرت عائشة رضي الله عنها بالحديث الذي أسرّه لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألتُه: (من أنبأك هذا) لتعرف: هل عائشة هي التي أنبأته.
وهذا واضح لا يخفى على ذي لبّ.
 وكذلك دعواهم أن قوله تعالى: ((فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)) [التحريم:4] يدل على كفر عائشة وحفصة رضي الله عنهما؛ لأن قراءتهم: (فقد زاغت قلوبكما)، والزيغ: الكفر([91]): دعوى باطلة أيضاً؛ لأنّ الزيغ هو الميل. وعائشة وحفصة رضي الله عنهما قد مال قلبَيْهما إلى محبة اجتناب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريته، وتحريمها على نفسه، أو مالت قلوبهما إلى تحريم الرسول صلى الله عليه وسلم لما كان مباحاً له؛ كالعسل مثلاً. والله عز وجل قد دعاهما إلى التوبة بقوله: ((إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ)) [التحريم:4]، فلا يُظنّ بهما أنّهما لم يتوبا، مع ما ثبت من علوّ درجتهما، وأنّهما زوجتا نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في الجنّة).([92])؛
فقد أخرج الترمذي - وحسنّه- من حديث أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّ جبريل جاء بصورتها في خِرقة من حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنّ هذه زوجتك في الدنيا والآخرة».([93]).
 وأخرج أبو حاتم من حديث عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ قالت: بلى. قال: فأنتِ زوجتي في الدنيا والآخرة».([94])
وقد كان عمار بن ياسر رضي الله عنهما يحلف بالله أنّ عائشة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.([95]).
وروى أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ جبريل عليه السلام أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا طلّق حفصة، وقال له: «إنّ الله يُقرئك السلام، ويقول: إنّها لزوجتك في الدنيا والآخرة فراجعها».([96]).
فالمظنون بهما أنّهما قد تابتا رضي الله عنهما.
وعُلِم أنّ تظاهرهما كان على تحريم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان مباحاً له على نفسه.
وليس ما ادّعاه الشيعة الرافضة.
ويقال للشيعة أيضاً: إنّ دلالة قوله تعالى: ((إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)) [التحريم:4] على الذنب ليس بأقوى من دلالته على طلب التوبة وحصولها.
فلماذا وقفتم عند وقوع الذنب، ولم تتعدوا ذلك إلى طلب التوبة وحصولها؟!
فإن قلتم: يُحتمل عدم توبتهما. نقول: فقولوا في توبة علي رضي الله عنه من خطبة ابنة أبي جهل، والتي كانت سبباً في غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى إنّه رقى المنبر وأعلن أنّه لا يرضى عن ذلك، بقوله: «إنّ بني المغيرة استأذنوني أن ينكحوا علياً ابنتهم، وإني لا آذن، ثمّ لا آذن، ثمّ لا آذن، إلا أن يُريد ابن أبي طالب أن يُطلّق ابنتي ويتزوّج ابنتهم. إنّما فاطمة بضعة منّي يريبني ما رابها، ويُؤذيني ما آذاها».([97])
فيا أيها الشيعة: قولوا في هذه التوبة مثل ما قلتم في توبة عائشة وحفصة رضي الله عنهما.
وعلي رضي الله عنه قد ترك الخطبة، فلا يُظنّ به أنّه تركها في الظاهر فقط، بل نعتقد فيه رضي الله عنه أنّه تركها بقلبه، وتاب بقلبه رضي الله عنه عمّا كان طلبه وسعى فيه.
وكذلك الظنّ بأُمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ. والذنب يُغفر ويُعفى عنه بالتوبة، والندم توبة.
والغيرة من جبلّة النساء، ولا مؤاخذة على الأمور الجبليّة، وما وقع من أُمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ لا يقدح بهنّ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب من غيرتهنّ، وإنّما كان غضبه صلى الله عليه وسلم -وبأبي هو وأمي- من إفشاء سرّه.
فرويدكم يا أيها الشيعة، وخفّفوا من غلوائكم، وأطفئوا نيران قلوبكم، فهؤلاء اللواتي تتهجّمون عليهنّ أزواج النبي وأُمّهات المؤمنين اللواتي لسن كأحدٍ من النساء.
 وعائشة وحفصة رضي الله عنهما من أحبّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه عليه الصلاة والسلام، وأبواهما من أحبّ النّاس إليه صلى الله عليه وسلم ومن أقربهم إلى قلبه..
فلماذا هذا التحامل؟
ولم تسوقون الروايات المكذوبة فتفضحون أنفسكم بسوقها؟! حتى يقول من له أدنى إلمام بسيرة هؤلاء الأخيار الأبرار: سبحانك هذا بهتانٌ مبين.
 المطعن الرابع: ادعاء الشيعة الإثني عشرية أن الله سبحانه وتعالى ضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً لعائشة وحفصة:
يدّعي الشيعة الرافضة الإثنا عشرية أنّ الله عز وجل ضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً لـعائشة وحفصة رضي الله عنهما.
ويُفسّرون قوله تعالى: ((ضَرَبَ الله مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ الله شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)) [التحريم:10] بذلك.
فقد زعم الشيعة أنّ هذه الآية مثل ضربه الله لـعائشة وحفصة رضي الله عنهما- وهو مثلٌ للذين كفروا-.
وقد تقدم أنّ عائشة وحفصة رضي الله عنهما من الذين كفروا في رأي الشيعة.
 ونسبوا هذا الزعم إلى ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فقد حكوا في كتبهم أنّ عائشة وحفصة ذهبتا تطلبان ميراثهما من عثمان؛ قال الإربلي -من علمائهم-: (قالت له عائشة: أعطني ما كان يعطيني أبي وعمر. فقال: لا أجد له موضعاً في الكتاب ولا في السنة، ولكن كان أبوك وعمر يُعطيانك عن طيبة أنفسهما، وأنا لا أفعل. قالت: فأعطني ميراثي من رسول الله. قال: أليس جئت فشهدت أنت ومالك بن أوس النضري أنّ رسول الله لا يورث، فأبطلت حقّ فاطمة (ع)، وجئت تطلبينه، لا أفعله. فكان إذا خرج إلى الصلاة نادت وترفع القميص وتقول: إنه قد خالف صاحب هذا القميص. فلمّا آذته صعد المنبر فقال: إنّ هذه الزعراء عدوة الله ضرب الله مثلها ومثل صاحبتها حفصة في الكتاب:
((اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا)) [التحريم:10] إلى قوله: ((وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)) [التحريم:10] إلى آخر هذه القصة المكذوبة التي أوردها الشيعة في كتبهم،([98]) ولا توجد في كتاب معتبر من كتب أهل العلم.
وذكر الفضل بن شاذان -أحد علماء الشيعة - أنّ التحريض على قتل عثمان كان من قِبَل عائشة وحفصة معاً.([99])
وبنحو قوله قال البياضي.([100])
وعلّق حيدر الآملي على هذه القصة بقوله: (يمكن أن يكون أزواج الأنبياء والأوصياء والصالحين حَمِقَات جاهلات خائنات)([101])
ولا شكّ أنّ هذه القصّة التي أوردها الشيعة مكذوبة على عثمان رضي الله عنه، ولم ينقلها أحدٌ إلاّ الشيعة، ونقلهم لها كان مريضاً؛ فقد نقلوها بصيغة التمريض (روي) التي لا تفيد اليقين عند النقّاد، بل هي من صيغ التضعيف.([102]).
ورغم ذلك، فقد اعتقد الشيعة فحواها، فلم يكتفوا بنقلها على سبيل الإخبار، بل أيدوا مضمونها ومحتواها في مواضع شتى من كتبهم؛ فـالقمي مثلاً -وهو شيخ المفسّرين عند الشيعة - أشار إلى أنّ المعنى بها عائشة وحفصة، وأقسم على ذلك فقال: (والله ما عنى بقوله: (فخانتاهما) إلا الفاحشة...).([103])
وقال البياضي: (قد أخبر الله عن امرأتَي نوح ولوط أنهما لم يغنيا عنهما من الله شيئاً، وكان ذلك تعريضاً من الله لـعائشة وحفصة من فعلهما، وشبيهاً على أنّهما لا يتكلان على رسوله، فإنّه لم يُغن شيئاً عنهما).([104])
وقال الكاشاني عند تفسيره لهذه الآية: (مَثَّلَ الله حال الكفار والمنافقين- في أنّهم يعاقبون بكفرهم ونفاقهم، ولا يحابَوْن بما بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله والمؤمنين من النسبة والمواصلة- بحال امرأة نوح وامرأة لوط. وفيه تعريض بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله صلى الله عليه وآله، بإفشاء سرّه، ونفاقهما إياه، وتظاهرهما عليه؟ كما فعلت امرأتا الرسولين فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً... إلخ).([105])
وبنحو قوله قال البحراني.([106])
وقال المجلسي: (لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض، بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما).([107]).
إلى غير ذلك من الأقوال التي لم يُراقب الشيعة الله سبحانه وتعالى في قولها، ولم يرقبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل بيته، ولم يرقبوا في أُمّهات المؤمنين مكانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مناقشة هذه المزاعم:
إنّ الله سبحانه وتعالى لم يضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً لـعائشة وحفصة رضي الله عنهما، بل ضربهما مثلاً للذين كفروا؟ قال سبحانه وتعالى: ((ضَرَبَ الله مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ)) [التحريم:10]، ولم يقل ضرب الله مثلاً لـعائشة وحفصة رضي الله عنهما.
فالمثل مضروب للذين كفروا من النّاس الذين يُخالطون المسلمين ويُعاشرونهم، بياناً منه تعالى أنّ هذه المخالطة لا تفيد إذا لم يصحبها إيمان بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا إجماع المفسِّرين([108])، ولم يقل أحد: إن الله ضرب هذا مثلاً لـعائشة وحفصة رضي الله عنهما إلاّ الشيعة.
وقد تقدم أنّ الشيعة يُؤولون الخيانة في هذه الآية: بالوقوع في الفاحشة، وكأنهم بذلك ينسبون الطاهرتين عائشة وحفصة رضي الله عنهما إلى الفاحشة- حاشاهما، وعامل الله بعدله من يبغضهما-.
وسيأتي قريباً عند الكلام على موقف الشيعة من الصدّيقة بنت الصدّيق أنّهم ينسبونها للزنا -حاشاها من ذلك- بل هي الطاهرة العفيفة المبرّأة من فوق سبع سماوات.
ولم يقل أحدٌ من المفسرين: إن الخيانة في قوله تعالى: (فخانتاهما) هي الوقوع في الفاحشة، بل الجميع أوّل الخيانة بأنّها: الخيانة في الدين.
 قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير (فخانتاهما): (ما زَنَتَا. أمّا خيانة امرأة نوح: فكانت تُخبر أنّه مجنون، وأمّا خيانة امرأة لوط: فكانت تدلّ قومها على أضيافه)([109])
ولم يقل أحدٌ من الشيعة أو غيرهم عن عائشة وحفصة رضي الله عنهما إنّهما كانتا تفعلان ذلك.
ولا ريب أنّ هذه الأقوال والمزاعم التي فاه بها الشيعة الرافضة طعن في النبي صلى الله عليه وآله وسلّم؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ((الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ)) [النور:26].
والشيعة الرافضة عمّت مطاعنهم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؛ وشملت الطيبات الطاهرات أُمّهات المؤمنين، والله مطّلع عليهم، وسوف يُجازيهم بسبب خوضهم في عرض نبيِّه صلى الله عليه وسلم، وجعلهم أمّهات المؤمنين هدفاً لسهام مطاعنهم- نعوذ بالله من الخسران المبين-.

الفصل الثالث: موقف الشيعة الرافضة من الصديقة بنت الصديّق أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها:
لا يخفى على المسلم فضلُ أُمّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنّ أجمعين، وما خصهنّ الله سبحانه وتعالى به من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتهنّ، وما تمتعن به من منزلة سامية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهنّ من أحبّ النّاس إليه، وأعزهنّ عنده، وأعرفهنّ بمطارح أنظاره، وأسرعهنّ إلى التعلّق بأسباب رضاه في كلّ ما تقرّ به عينه صلى الله عليه وسلم.
ولا ريب أنّ الصديقة بنت الصدّيق، والحبيبة بنت الحبيب، والطاهرة، العفيفة، المبرّأة من فوق سبع سماوات؛ عائشة رضي الله تعالى عنها أولاهنّ بهذه النعمة، وأحظاهنّ بهذه الغنيمة، وأخصهنّ من هذه الرحمة العميمة:
 فقد حازت قصب السبق إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين سائر أزواجه؛ فهي الحبيبة المدلّلة، ابنة حبيبه وصديقه؛ لم يتزوّج بكراً غيرها، ولم ينزل عليه الوحي في فراش امرأة سواها؛ كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله لزوجه أم سلمة رضي الله عنها: «يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنّه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنّ غيرها»([110]).
وكان لـعائشة رضي الله عنها شرف خدمة النبي صلى الله عليه وسلم وتمريضه في أيام حياته الأخيرة؛ فما إن نزل به مرضه الأخير الذي مات فيه صلى الله عليه وسلم حتى أخذ يسأل: «أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ يُريد أن يكون في بيت عائشة رضي الله عنها»([111]). ثم استأذن صلى الله عليه وسلم أزواجَه أن يكون في بيتها، فأذِنَّ له، فبقي عندها ترعاه وتخدمه، وتسهر عليه في مرضه، إلى أن قبضه الله سبحانه وتعالى إليه، وإنّ رأسه صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها، وحاقنتها وذاقنتها،([112]) وريقه قد خالط ريقها([113])
وهذا أمرٌ يُقرّ به بعض الشيعة؛ من أنّ ريقه صلى الله عليه وسلم خالط ريقها رضي الله عنها قبل أن يلتحق عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى:
فقد أسند الأشعث الكوفي في كتابه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما أنّ أبا ذر رضي الله عنه أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت دعا بالسواك، فأرسله إلى عائشة فقال: «لتبلينه لي بريقك. ففَعَلَتْ. ثمّ أُتي به فجعل يستاكُ به ويقول بذلك: ريقي على ريقك يا حميراء». ثمّ شخص يُحرّك شفتيه كالمخاطَب، ثمّ مات عليه الصلاة والسلام.([114])
وقُبض صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنها، وقُبِرَ في بيتها.
فموته صلى الله عليه وسلم على هذه الحال يدلّ على أنّه كان راضياً عنها؛ فقد تقدم ذكر رغبته في أن يكون في بيتها، وأن تقوم بتمريضه، تُشرف عليه وترعاه، ثمّ إقباله عليها عند موته، ومخالطة ريقه الشريف لريقها، كلّ ذلك من الدلائل على علوّ منزلتها، وسموّ مكانتها لديه صلى الله عليه وسلم.
وقد كان موته صلى الله عليه وسلم في بيت أحبّ النّاس إليه؛ كما ثبت عنه في الصحيح لمّا سُئل: «أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة»([115])
فهي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرب النّاس إلى قلبه، وأحبّهم إليه. والمؤمن يُحبّ ما يُحبّه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فهل يُحبّ الشيعة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟
وهل يحترمونها، ويُجلّونها، وينزلونها المنزلة التي أنزلها الله وأنزلها رسوله عليه الصلاة والسلام؟ المنزلة التي تستحقها لكونها زوجة سيِّد ولد آدم وخير الأولين والآخرين، ولكونها أحبّ النّاس وأقربهم إلى قلب هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم؟
والجواب: إنّ الشيعة يُبغضون عائشة رضي الله عنها أشدّ البغض. ويتجلّى ذلك في سبِّها، وإيذائها، ونسبتها إلى ما برَّأها الله منه، وطمس فضائلها، وتوجيه العديد من المطاعن إليها.
 وليس الأمر تحاملاً على الشيعة، أو تجنياً عليهم، فكتبهم هي الشاهد على صدق هذه الدعوى.
والمطاعن التي وجّهها الشيعة الرافضة إلى عائشة رضي الله عنها كثيرة جداً.
ومن ذلك:
 المطعن الأول: ادّعاء الشيعة الإثني عشرية كفر عائشة وعدم إيمانها وزعمهم أنّها من أهل النار:
يزعم الشيعة الرافضة الإثنا عشرية أن عائشة رضي الله عنها كانت كافرة، وأنها من أهل النار:
فقد أسند العياشي -وهو من كبار مفسرّي الشيعة - إلى أبي عبد الله جعفر الصادق -زوراً وبهتاناً- أنّه قال في تفسير قوله تعالى: ((وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً)) [النحل:92] (التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً: عائشة، هي نكثت إيمانها)([116]).
وتبدو النزعة الباطنية في هذا التفسير جليّة؛ فـالشيعة قد نَحَوْا منحى التأويل الباطني بتحريفهم معنى نقض الغزل إلى نقض الإيمان، وزعمهم أنّ التي نقضت غزلها -أي: إيمانها على حدّ قولهم- هي عائشة رضي الله عنها.
بينما إجماع المفسرين على عكس ذلك؛ فإنهم أجمعوا على أنّ المرأة التي نقضت غزلها امرأة خرقاء من أهل الجاهلية، تسمّى ريطة، كانت تغزل هي وجَوارٍ لها من الغداة إلى الظهر، ثمّ تأمرهنّ فينقضن ما غزلن. وكانت معروفة عندهم. فضربها الله سبحانه وتعالى مثلاً لهم لئلَّا يتشبّهوا بها فينقضوا العهود من بعد توكيدها. فشبّه نقض العهود بنقض الغزل.([117])
ولم يقل أحد منهم إنّ المرأة المعنيّة بهذه الآية هي الصدِّيقة عائشة رضي الله عنها، ولم يُؤوّل واحدٌ منهم نقض الغزل بنقض الإيمان، ولم يُشبّهه به.
إلاّ الشيعة الرافضة الذين يُبغضون الصدّيقة رضي الله عنها، ويسوقون الأكاذيب لتأييد معتقدهم الفاسد فيها.
فهم يزعمون أنّها قد نكثت إيمانها، سالكين المسلك الباطني في تأويلهم لآية كريمة من آيات الكتاب الحكيم.
 ولا يكتفون بذلك، بل يزعمون أنّ لـعائشة رضي الله عنها باباً من أبواب النّار تدخل منه:
فقد أسند العياشي أيضاً إلى جعفر الصادق -رحمه الله، وحاشاه ممّا نسب الشيعة إليه- أنّه قال في تفسير قوله تعالى حكاية عن النّار: ((لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ)) [الحجر:44] (يُؤتى بجهنّم لها سبعة أبواب.. والباب السادس لعسكر.....إلخ).([118])
وعسكر كناية عن عائشة رضي الله عنها، كما زعم المجلسي. ووجه الكناية عن اسمها بعسكر: كونها كانت تركب جملاً في موقعة الجمل يُقال له عسكر.([119])
فـعائشة على هذا كافرة في نظر الشيعة الرافضة، وهي من أهل النّار على حدّ زعمهم.
وقد استدلوا على كفرها: بما نسبوه -كذباً- إلى رسول الله من قوله: «لا يُبغض علي([120]) أحدٌ من أهلي ولا من أُمّتي إلاّ خرج من الإيمان»([121])، وما نسبوه من قوله: «يا علي حربك حربي».([122])
قالوا: وحرب النبي كفر.([123])
قال الطوسي الملقّب عند الشيعة بـشيخ الطائفة: (عائشة كانت مُصرّة على حربها لـعلي، ولم تتب. وهذا يدلّ على كفرها وبقائها عليه).([124])
وهذا القول من شيخ طائفتهم يُبِّين سبب حكمهم على الصدِّيقة بالكفر؛ وهو حربها لـعلي رضي الله عنه، وخروجها عليه -على حدّ زعمهم-([125])
وقال ابن طاوُس -من علماء الشيعة - عن عائشة رضي الله عنها: (كيف يبقى لها إيمان مع مخالفتها؟ أما نهاها كتابها أن تتبرّج؟... أما تبرّجت وخرجت لحرب البصرة، وقتل المسلمين، وسفك دماء الصحابة والتابعين؟ أما قاتلت من قد أجمعوا على خلافته.. إلخ؟).([126])
واتّهم البياضي عائشة رضي الله عنها بأنّها خارجة عن الإسلام؛ لكونها حاربت المجمع على إمامته.([127])
وقال الزنجاني -من الشيعة المعاصرين-: (عائشة لم يثبت لها الإيمان).([128])
فسبب حكمهم عليها بالكفر قد تبين إذاً، وهو حربها لـعلي، ومعاداتها له، وخروجها عليه -على حدّ زعمهم-.
وأما سبب حكمهم عليها بأنهّا من أهل النّار: فهو السبب نفسه الذي حكموا عليها لأجله بالكفر.
فقد استدلّوا على أنها من أهل النار: بما نسبوه -زوراً وبهتاناً- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لـعائشة: «أما تستحين أن تُحاربين لمن رضي الله عنه،([129]) إنّه عُهِد إليّ أنّه من خرج على علي فهو من أهل النّار».([130])
واستدلّوا أيضاً على أنّها -رضي الله عنها- من أهل النّار بقول أم أوفى العبدية لها: (ما تقولين فيمن قتلت ابناً لها؟ قالت: في النار. قالت: فمن قتلت عشرين ألفاً من أولادها؟ فقالت: خذوا بيد عدوّة الله).([131]).
وقد علّق البياضي على هذه القصة المكذوبة بقوله: (وهذا شأن المجبّرين إذا أعجزهم الخطاب أمروا بالعذاب؛ ((قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ)) [الأنبياء:68].. ((أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ)) [النمل:56] إلخ).([132])
 فأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذاً كافرة عند الشيعة، وليست من أهل الإيمان، وهي عندهم من أهل النّار.
وهي مستحقّة للعن والسبّ -في نظرهم- بسبب عداوتها لـعلي، وحربها له:
قال الكركي عن عائشة: (إنّها مستحقة للّعن)([133])
ويستدلّون بما نسبوه -كذباً- إلى رسول الله من قوله لـعلي: «يا علي من أحبّك ووالاك سبقت له الرحمة، ومن أبغضك وعاداك سبقت له اللعنة»، ثمّ أخبر عائشة أنّها ممّن يُبغض علياً ويُعاديه، فهي لذلك مستحقّة للّعن([134])
وهذا الحديث اختلقه الشيعة كعادتهم في الكذب المتعمّد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصل له، بل هو مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يُعرف عن عائشة رضي الله عنها أنّها أبغضت علياً حتى تُوصف من قبل الشيعة بالكفر، وبأنّها من أهل النّار، وبأنّها مستحقة للّعن.([135])
 ولست أدري! كيف يُوفّقون بين ما زعموه، وبين ما ثبت من محبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، وكان عليه الصلاة والسلام لا يُحبّ إلاّ طيِّباً. ومعلومٌ أنّ الكافر خبيث لا يُحَبّ!!
فقد تواتر حُبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها تواتراً معنوياً، وثبت من طرقٍ عدة أنّها رضي الله عنها زوجته في الدنيا والآخرة، ومنها:
(1) ما أخرجه الترمذي -وحسّنه- من حديث عائشة رضي الله عنها أنّ جبريل عليه السلام جاء بصورتها في خِرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّ هذه زوجتك في الدنيا والآخرة».([136])
فهذا يدلّ بمنطوقه على أنّها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فكيف يُحكم عليها بالكفر، وبأنّها من أهل النّار، ومستحقة للسبّ واللعن؟!!
(2) وما أخرجه أبو حاتم من حديث عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ قالت: بلى. قال: فأنتِ زوجتي في الدنيا والآخرة».([137])
وهذا مثل سابقه ينقض إفك الشيعة من أساسه.
(3) وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أحبُّ النّاس إليك؟ فقال: عائشة».([138])
فهل يُحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكافر؟!
وهل يُحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هو من أهل النّار؟!
(4) وقال عليه الصلاة والسلام مفضِّلاً لها على سائر النساء: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»([139])
فإذا كانت أفضل النساء كافرة، ومن أهل النّار، ومستحقة للعن والسبّ، فما بالك بمن هو دونها في الفضل؟!
 (5) وأخرج الإمام أحمد، وأبو حاتم، وغيرهما بأسانيدهم عن حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنّه دخل على عائشة رضي الله عنها وهي تموت، فقال لها: (كنتِ أحبّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يُحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا طيّباً).([140])
وهذا مثل سابقه، ناقضٌ لبهتان الشيعة وإفكهم.
(6) وسمع عمار بن ياسر رضي الله عنهما رجلاً ينال من عائشة رضي الله عنها، فقال: (اغرب مقبوحاً منبوحاً، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟).([141])
وقول عمار رضي الله عنه موجهٌ إلى الشيعة أيضاً؛ فيقال لهم: كيف تُؤذون حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزعمون -كذبتم- أنّها كافرة، ومن أهل النّار، ومستحقة للعن والسبّ؟!
(7) وأخرج الإمام البخاري في صحيحه، وغيره عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنّه قال على منبر الكوفة وهو بين يَدَي السيّد السبط الحسن بن علي رضي الله عنهما: (إنّ عائشة قد صارت إلى البصرة، وواللهِ إنّها لزوجة نبيِّكم في الدنيا والآخرة).([142])
وهذا مثل ما تقدمه.
وقد أقرّه السيِّد السبط الحسن بن علي رضي الله عنهما على هذا، ولم يعترض على حلفه وقسمه، وكان يُمكن له ذلك لو كان عمار رضي الله عنه مخطئاً.
وقد تكرّر الأمر في محضر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد نهاية فتنة الجمل:
(8) فقد روى أحمد والترمذي -وحسّنه- والحاكم -وصحّحه- بأسانيدهم أنّ رجلاً تكلّم على أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعابها، فقال له عمار بن ياسر رضي الله عنهما: (ويحك ما تُريد من حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ما تُريد من أُمِّ المؤمنين؟ فأنا أشهد أنّها زوجته في الجنّة)؛ قاله بين يدي علي رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه ساكت.([143])
(9) وليس الأمر قاصراً على عمار رضي الله عنه، بل إنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه قال عن عائشة رضي الله عنها أيضاً مخاطباً من كان في جيشه: (إنّها لزوجة نبيّكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة).([144])
فهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهادة علي رضي الله عنه، وشهادته مقبولة عند الشيعة، فلماذا لا يعتدون بها؟!
ويتناقض ما زعمه الشيعة في عائشة من كونها من أهل النّار، مع ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بشارته لها رضي الله عنها بالجنّة في قوله: «لقد رأيت عائشة في الجنّة كأنّي أنظر إلى بياض كفيْها ليهون بذلك علي عند موتي».([145])
ثمّ الشيعة بعد هذه الأدلة الواضحة الصريحة قد خالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخالفوا من زعموا أنّه إمام لهم؟ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فزعموا أنّ عائشة رضي الله عنها كافرة، وأنّها من أهل النّار، وأنّها مستحقة للسبّ واللّعن.
ولا شكّ أنّ ادّعاء الشيعة كفر عائشة رضي الله عنها، وأنّها من أهل النّار إيذاءٌ لها، بل هو أشدّ أنواع الإيذاء، ممّا يعلم الله عز وجل، ويعلم عباده المؤمنون أنّها منه بريئة، وأنّها طاهرة مطهّرة من أهل الفردوس الأعلى في الجنّة مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أمّا مزاعم الشيعة في عداوتها لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وحربها له، وخروجها عليه: فكلّها مزاعم لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وسيأتي تفنيدها بالتفصيل قريباً إن شاء الله تعالى.
 المطعن الثاني: طعن الشيعة الإثني عشرية في لقب عائشة:
لا يوافق الشيعة الإثنا عشرية على إطلاق لقب (أم المؤمنين) على الصدِّيقة عائشة رضي الله عنها، ويرون أن أهل السنة هم الذين أطلقوا عليها هذا اللقب دون غيرها، وأنها ليست أهلاً له.
قال ابن المطهر الحلي -وهو من كبار علمائهم- عن عائشة رضي الله عنها: (وسمّوها أمّ المؤمنين، ولم يُسمّوا غيرها بذلك الاسم).([146])
ولم يكتفوا بذلك، بل وصل حقدهم عليها رضي الله عنها أن أبدلوا لقبّها (أمّ المؤمنين)، بلقب: (أمّ الشرور).
فهذا البياضي -من علمائهم- يُلقّب عائشة رضي الله عنها في كتابه بـ(أمّ الشرور)،([147])، وبـ(الشيطانة)([148])
 وفي هذا معاندة لله سبحانه وتعالى الذي أكرم نساء نبيّه صلى الله عليه وسلم بلقب أُمّهات المؤمنين، فحازت كلّ واحدة منهنّ هذا الشرف الرفيع، وحملت هذا اللقب العظيم.
فلقب (أم المؤمنين) شرف حملته عائشة رضي الله عنها، وحملته كلّ واحدة من نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم:
قال ابن تيمية رحمه الله رادّاً على هذيان ابن المطهر الحلي، وزعمه أنّ أهل السنة سموا عائشة بأم المؤمنين، ولم يسمّوا غيرها بذلك: (من المعلوم أنّ كلّ واحدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يُقال لها أمّ المؤمنين: عائشة، وحفصة، وزينب بنت جحش، وأم سلمة، وسودة بنت زمعة، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وجويرية بنت الحارث المصطلقية، وصفية بنت حيي بن أخطب الهارونية رضي الله عنهنّ، وقد قال الله تعالى: ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)) [الأحزاب:6]. وهذا أمر معلوم للأمة علماً عاماً. وقد أجمع المسلمون على تحريم نكاح هؤلاء بعد موته صلى الله عليه وسلم على غيره، وعلى وجوب احترامهنّ، فهنّ أمهات المؤمنين في الحرمة والتحريم).([149])
فـعائشة رضي الله تعالى عنها هي أمّ المؤمنين كما سماها الله عز وجل.
أما إبدال الشيعة لهذه التسمية بـ(أم الشرور)، فهو من المعاندة لله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكتابه.

والشيعة الإثنا عشرية لا يكتفون بردّ هذا اللقب الشريف الذي سماها به الله عز وجل، بل يردون لقب حميراء الذي سماها به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويزعمون أنّه من الألقاب التي يُبغضها الله عز وجل:
فقد أسند الكليني -وهو من كبار علمائهم، وصاحب أحد الأربعة الأصول عندهم- إلى يعقوب السراج([150]) قال: (دخلت على أبي عبد الله([151]) عليه السلام وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى([152])، وهو في المهد، فجعل يسارّه طويلاً، فجلستُ حتى فرغ، فقمتُ 96 إليه، فقال لي: ادن من مولاك فسلّم. فدنوتُ فسلمت عليه، فردّ عليَّ السلام بلسان فصيح، ثمّ قال لي: اذهب فغيِّر اسم ابنتك التي سميتها أمس، فإنّه اسم يُبغضه الله. وكان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء. فقال لي أبو عبد الله: انتهِ إلى أمره ترشد. فغيّرتُ اسمها).([153])
والحميراء لقب أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها، وكان يُناديها به.
والشيعة يعترفون بهذا.([154])
فهل يُلقّب رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته، أو يُناديها بلقبٍ يُبغضه الله سبحانه وتعالى؟!
 المطعن الثالث: زعم الشيعة أن رواية عائشة فاسدة وغير مقبولة:
يزعم الشيعة الإثنا عشرية أنّ ما روته أم المؤمنين رضي اللهّ عنها من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مقبول؛ لأن روايتها فاسدة؛ ولأنّها كانت تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد أسند ابن بابويه القمي الملقّب عند الشيعة بـالصدوق إلى جعفر الصادق قوله: (ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو هريرة، وأنس بن مالك، وامرأة).([155])
ومن المعلوم أنّ أبا هريرة رضي الله عنه، وأنس بن مالك رضي الله عنه، وعائشة رضي الله عنها: أكثر الصحابة حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثاً. وروى أنس بن مالك ألفين ومائتين وستة وثمانين حديثاً. وروت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ألفين ومائتين وعشرة أحاديث.([156])
لهذا كان الطعن في روايتهم مسقطاً لكثير من الشريعة التي نقلوها.
قال أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنّه زنديق، وذلك أنّ الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنّما أدّى ذلك كلّه إلينا الصحابة. وهؤلاء يُريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة).([157])
وقال الهروي رحمه الله: (وأمّا الذين قالوا في السلف الصالح بالقول السيئ فأرادوا القدح في الناقل؛ لأنّ القدح في الناقل إبطالٌ للمنقول، فأرادوا إبطال الشرع الذي نقلوه).([158])
فمن طعن في رواية الصحابة، فإنما قصده إبطال الكتاب والسنّة اللذين نقلهما إلينا الصحابة رضي الله عنهم.
أمّا المرأة التي ذكرها الشيعة في روايتهم، وزعموا أنّها كانت تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعنون بها عائشة؛ لورود ما يُعضّد ذلك في كتب القوم أنفسهم:
فـابن طاوُس مثلاً -وهو من كبار علمائهم- شكّك أن تكون عائشة رضي الله عنها قد روت كلّ هذه الأحاديث، بينما غيرها من أزواجه لم يُعرف عنهنّ أنّهنّ روين أكثر من نيِّف وثلاثين حديثاً. ثمّ أخذ يطعن في الأحاديث التي روتها والتي أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما، وتطرّق إلى أنّ هذه الأحاديث إنّما روتها عائشة لتدعيم موقفها السياسيّ، وزعم أنّها محض افتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.([159])
وقد حذا حذوه عبد الحسين الموسوي في كتابه المراجعات،([160]) ومرتضى العسكري في كتابه أحاديث أم المؤمنين عائشة، بل لقد أفرد القسم الثاني من كتابه لنقض أحاديثها؛ سيّما المخرّج منها في الصحيحين.([161])
 وأورد التستري إحدى روايات عائشة المخرّجة في الصحيحين، وعلّق عليها بقوله: (وأقول: رواية عائشة كخلافة أبيها فاسدة).([162])
وهذه النقولات عن الشيعة توضّح مرادهم، وتُؤيّد قول من ادّعى أنّ غرضهم هو الطعن في الدين؛ فالطعن في روايتها رضي الله عنها طعن في الألفين والنيف من الأحاديث التي روتها، ومدار أكثرها على الأحكام، والحلال والحرام. 1
 المطعن الرابع: دعوى الشيعة الإثني عشرية أن عائشة يُقام عليها الحدّ في الرجعة:
يزعم الشيعة الإثنا عشرية أنّ قائمهم- مهديّهم المزعوم- يُقيم الحدّ على أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الرجعة:
فقد أسند ابن رستم الطبري، والبرقي، والصدوق، وغيرهم -واللفظ لـابن رستم - إلى عبد الرحمن القصير قال: قال لي أبو جعفر الباقر: (أما لو قام القائم: لقد رُدَّت إليه الحميراء حتى يجلدها الحدّ، وينتقم لأمّه فاطمة منها. قلتُ: جعلت فداك، ولِمَ يجلدها؟ قال: لفريتها على أم إبراهيم. قلتُ: فكيف أخّره الله عزّ وجلّ للقائم؟ فقال: لأنّ الله تبارك وتعالى بعث محمّداً رحمة، ويبعث القائم نقمة).([163])
والحميراء من ألقاب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وقد تقدم نقل إقرار الشيعة بذلك.([164])
إذاً: فـالقائم عند الشيعة -وهو المهدي المنتظر الغائب عندهم- يرجع إلى الدنيا قبل يوم القيامة، ويُقيم الحدّ على عائشة رضي الله عنها لفريتها على مارية القبطية، كما يُوضّح هذا الروايات المستفيضة في كتبهم:
 فهذا المفيد -وهو من كبار علمائهم- يُؤكّد أنّ هذه الروايات صحيحة ومسلَّمة عند الشيعة، فيقول: (خبر افتراء عائشة على مارية القبطية خبر صحيح مسلَّمٌ عند الشيعة).([165])
فالخبر إذاً صحيح مسلّم.
والشيعة يزعمون أنّ الله قد أنزل في عائشة رضي الله عنها آيات بسبب فريتها على مارية القبطية؛ منها قوله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ..)) [النور:11] وقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ...)) [الحجرات:6].
وقد روى الشيعة في سبب نزول هذه الآيات عدداً من الروايات المسندة إلى عددٍ من أئمّتهم؛ منها ما أسنده القمي وغيره إلى أبي عبد الله جعفر الصادق في تفسير هذه الآيات أنّه قال: (لمّا مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه حزناً شديداً. فقالت عائشة: ما الذي يحزنك عليه، فما هو إلاّ ابن جريح؟ فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وأمره بقتله. فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف، وكان جريح القبطي في حائط، وضرب علي عليه السلام باب البستان، فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب، فوثب علي عليه السلام على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه، وولّى جريح مدبراً. فلمّا خشي أن يرهقه صعد نخلة وصعد علي في أثره. فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته، فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء. فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمّي في الوتر، أم أثبت؟ قال: فقال: بل أثبت. فقال: والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال ولا ما للنساء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمد لله الذي يصرف عنّا السوء أهل البيت)([166])
 فهذه الرواية المكذوبة على أبي عبد الله جعفر الصادق -إمام الشيعة السادس- فيها أنّ التي اتّهمت مارية هي أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
بينما في رواية أخرى منسوبة إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا -إمام الشيعة الثامن- أسندها إليه ابن رستم الطبري، وفيها أنّ المفتري على مارية هما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وحاشاهما ممّا نسبه الشيعة إليهما. وهذه الرواية طويلة، ملخّصها: أنّ عائشة وحفصة ساءهما أن تنزل مارية المكانة التي نزلتها في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغدتا إلى أبويهما، وشكتا إليهما. فذهب أبو بكر وعمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالا له: «يا رسول الله ما يحلّ لنا ولا يسعنا أن نكتمك ما ظهرنا عليه من خيانة واقعة بك. قال: وماذا تقولان؟ قالا: يا رسول الله إنّ جريحاً يأتي من مارية الفاحشة العظمى، وإنّ حَمْلها من جريح، ليس هو منك يا رسول الله. فارْبَدَّ وجه رسول الله، وعرضت له سهوة لعظم ما تلقّياه به، ثمّ قال: ويحكما ما تقولان؟ فقالا: يا رسول الله إنّنا خلّفنا جريحاً ومارية في مشربةٍ وهو يُفاكهها ويُلاعبها ويروم منها ما تروم الرجال من النساء.... -فأرسل رسول الله 106 علياً، فوجد جريحاً ممسوحاً ليس له ما للرجال ولا ما للنساء كما تقدم في الرواية السابقة، فأخذه إلى رسول الله- فأوقفه بين يديه وقال له: يا رسول الله إنّ جريحاً خادماً ممسوحاً،([167]) فولّى النبي وجهه إلى الجدار وقال: حلّ لهما، لعنهما الله، يا جريح اكشف عن نفسك حتى يتبيَّن كذبهما، ويحهما ما أجرأهما على الله وعلى رسوله. فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف. فسقطا بين يَدَي رسول الله وقالا: يا رسول الله التوبة، استغفر لنا فلن نعود. فقال رسول الله: لا تاب الله عليكما، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله. قالا: يا رسول الله فإن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربّنا. فأنزل الله الآية: ((إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ الله لَهُمْ...)) [التوبة:80]»([168])إلى آخر هذه القصة المختلقة الموضوعة التي سيتبوّأ واضعوها مقعدهم من النّار.
 وهذه القصة رغم أنّهم نسبوها إلى أحد أئمّتهم، إلاّ أنّها تُخالف المشهور عندهم، والمنسوب إلى إمامين كبيرين من أئمتهم؛ هما: جعفر الصادق، وأبوه محمد الباقر -وقد تقدم بيانها-.
وقد تقدَّم أنّ المفيد الملقّب عندهم بشيخ الطائفة أكد أنّ عائشة هي المفترية على مارية، وأنّ هذا هو الصحيح المسلّم عند الشيعة.
وقد علّل الشيعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً بقتل جريح القبطي دون أن يتثبّت من جرمه، بما أسنده القمي إلى جعفر الصادق، وفيه: أنّ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم علياً بقتل القبطي لم يكن عن عزيمة، بدليل مراجعة علي له في أمر القتل، (وإنّما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك لترجع عن ذنبها، فما رجعت، ولا اشتدّ عليها قتل رجلٍ مسلمٍ بكذبها)([169])-على حدّ زعمهم الذي نسبوه إلى جعفر الصادق زوراً-.
 إذاً: هذا هو أحد أسباب إقامة الحدّ على أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها -كما زعم الشيعة -
ولقائل أن يقول: لماذا لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها الحدّ وقد عرف افتراءها -كما زعموا- وهو القائل لَمّا سألوه إسقاط الحدّ عن المرأة المخزوميّة التي سرقت: «لو كانت فاطمة لقطعت يدها».([170])
وكان لا يقبل الشفاعة في حدّ من حدود الله..
فكيف لا يُقيم صلى الله عليه وسلم حداً ثَبَتَ أمامه، فيه رمي لمحصنة غافلة؟
ولماذا لم يُقِم علي بن أبي طالب رضي الله عنه عليها الحدّ في أيام خلافته؟
وكذا ابنه الحسن؟
أجاب الشيعة على هذا بما أسنده الكليني، والصدوق إلى جعفر الصادق، وبما أسنده ابن رستم الطبري، والبرقي إلى أبي جعفر الباقر أنّهما قالا- واللفظ للكليني -: (إذا تمنّى أحدكم القائم فليتمنّه في عافية؛ فإنّ الله بعث محمّداً رحمة، ويبعث القائم نقمة).([171])
وقد فهموا من كونه صلى الله عليه وسلم بعث رحمةً: أنّه يُسقط الحدود، ولا يُقيمها. مع أنّ المتواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنّه كان يُقيم الحدود، ولا يُسقطها عن أحدٍ، ولو كانت ابنته، وأنّه لا يقبل الشفاعة فيها.
وليس إقامة الحدود نقمة حتى يبعث الله عز وجل القائم بها -كما زعموا- بل فيها الرحمة والحياة؛ كما قال سبحانه وتعالى: ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)) [البقرة:179].
ولا ريب أنّ في هذا الكلام اتّهاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفريط في إمضاء الحدود على أهله وغيرهم، وهو الذي كانت لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يتوانى في إمضاء حدوده.
 فـالقائم - أو المهدي المزعوم المنتظر عندهم- هو الذي يُميت الجور والظلم الذي لم يستطع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا علي، ولا الحسن رضي الله عنه، ولا بقيّة الأئمة أن يُميتوه، بل تركوه لدولة القائم الذي يقوم بالحقّ والعدل- كما زعم الشيعة الرافضة-.
بل لقد زعم الشيعة في القائم أكثر من ذلك:
فقد روى الكليني والصدوق بسنديهما عن جعفر الصادق أنّه قال: (دمان في الإسلام حلالٌ من الله تبارك وتعالى لا يقضي فيهما أحدٌ حتى يبعث الله عزّ وجلّ قائمنا أهل البيت، فإذا بعث الله قائمنا أهل البيت حكم فيهما بحكم الله عزّ وجلّ لا يُريد فيه بيِّنة: الزاني المحصن يرجمه، ومانع الزكاة يضرب عنقه).([172])
بل وزعموا أكثر من ذلك أيضاً؛ زعموا أنّ الدين لا يظهر إلاّ في زمن القائم، وأوّلوا قوله تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) [التوبة:33].
 ليعضدوا هذا الزعم بما أسنده العياشي إلى أبي جعفر الباقر قال: (ليظهره الله في الرجعة)([173])
وفي رواية عن أبي عبد الله الصادق قال: (إذا خرج القائم لم يبق مشرك بالله العظيم، ولا كافر إلاّ كره خروجه)([174])
فالدِّين لا يظهر إلا في زمن القائم، والحدود لا تُمضى إلاّ في زمنه، والجور والظلم لا يموت إلاّ في زمنه، والعدل والحقّ لا يظهر إلاّ في زمنه.
أمّا عن امتناع علي رضي الله عنه عن إمضاء هذا الحد في خلافته:
1/ فيُعلّله بعض الشيعة بأنّ يده كانت مكفوفة، وكان لا يملك حولاً أو طولاً. وكذلك الحال بالنسبة للحسن رضي الله عنه، والأئمة التسعة الباقين. أمّا القائم: فإنّه يقوم بالحق والعدل، ويُميت الجور والظلم، لذلك تأخّر إمضاء الحدّ على عائشة إلى زمان رجعته.([175])
2/ ويُعلّله البعض الآخر بخوفه على شيعته من ظلم من سيأتي بعده: فقد أسند الملقّب عندهم بـالصدوق إلى أبي عبد الله جعفر الصادق أنّه قال: (إنّ علياً (ع) سار فيهم بالمنّ والكفّ؛ لأنّه علم أنّ شيعته سيظهر عليهم عدوّهم من بعده. وإنّ القائم (ع) إذا قام سار فيهم بالبسط والسبي، وذلك أنّه يعلم أنّ شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً).([176])
ولا يخفى ما في هذا التعليل والذي قبله من الإساءة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي زعم الشيعة أنّه يمتنع عن إمضاء ما أوجبه الله لخوفه على نفسه، أو لخوفه على شيعته، وهو الذي لا يُبالي إذا كان على الحقّ ولو اجتمع عليه أهل الأرض من إمضائه؛ كما روى الشيعة أنفسهم ذلك عنه، وذكروا أنّه قال: (إنّي والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلّها ما باليت ولا استوحشت).([177])
مناقشة مفتريات الشيعة:
من العجب أنّ الآيات التي زعم الشيعة الإثنا عشرية أنّها نزلت باتّهام عائشة رضي الله عنها، هي بعينها الآيات التي نزلت ببراءتها رضي الله عنها بإجماع المفسِّرين.
فالآيات التي في سورة النور، وهي قوله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ..)) [النور:11].. إلى آخر الآيات: نزلت في براءة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بإجماع مفسّري أهل السنة.
وقد أنكر جمعٌ من الشيعة ذلك زاعمين أنّ هذا من قول العامّة؛ يعنون أهل السنة.
إذ رواية أهل السنة عندهم مردودة بالإجماع.
 بل إنّهم يرون أيضاً أن الخبر إذا جاء متناقضاً عن واحدٍ من أئمّتهم من طريقين، وافق أحدهما مذهب أهل السنة: يُترك الخبر الموافق لمذهب أهل السنة لاحتمال خروجه على التقية.([178]).
وعلى هذا: فقد أنكر جمعٌ من الشيعة -كما تقدم- نزول آيات سورة النّور في تبرئة عائشة؛ لأنّ ذلك من قول أهل السنة.
أما هم: فيرون أنّ هذه الآيات نزلت في براءة مارية القبطية ممّا رمتها به عائشة رضي الله عنها؟ كما تقدمت مزاعمهم في هذا. وقد حاول بعض الشيعة المعاصرين التشكيك في قصّة الإفك- رغم اجتماع صحاح أهل السنة على إثباتها-.
منهم: جعفر مرتضى الحسيني صاحب كتاب حديث الإفك، والذي ألّف كتابه هذا بغرض نقض حديث الإفك؛ فقد حاول من أوّل صفحات هذا الكتاب، إلى آخر صفحاته البالغ عددها سبع وستون ومائتا صفحة، ردّ حديث الإفك بشتى الوسائل والحجج، من طعنٍ في رواة أهل السنة، إلى زعمٍ بتناقض هذا الحديث واضطرابه، أو دعوى ضعف السند دون بيان سبب الضعف، أو غير ذلك من الافتراءات.([179])
وممّن أنكر قصّة الإفك أيضاً: هاشم معروف الحسيني في كتابه سيرة الأئمة الاثني عشر.([180])
وغيرهما.
ولكنّ إنكارهم لها يتعارض مع إقرار جمع كبير من علمائهم، واعترافهم بأنّ الله سبحانه وتعالى قد برَّأَ عائشة رضي الله عنها ممّا نُسب إليها من الإفك، وبأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلد من جاء به. واستشهدوا بقصّة الإفك على وجود العداوة بين علي رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها، وبأنّها -أي: العداوة- ظهرت منذ ذلك الحين.([181]).
 وذهب بعضهم إلى أنّ إنكارها يُعتبر إنكاراً لشيء متواتر في الدّين؛ فهذا ابن أبي الحديد يقول: (وقوم من الشيعة زعموا أنّ الآيات التي في سورة النور لم تنزل فيها -يعني: في عائشة -، وإنّما نزلت في مارية القبطية وما قُذفت به مع الأسود القبطي....- إلى أن قال: وجحدهم لإنزال ذلك في عائشة جحد لما يُعلم ضرورة من الأخبار المتواترة).([182])
أمّا زعم بعض الشيعة أنّ قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ...)) [الحجرات:6] نزل في عائشة نتيجة هذا الافتراء: فباطلٌ يردُّه ما حكاه جمهورهم من كون هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة.([183])
أما قصة مارية القبطية: فقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها أخبرت عنها بأنّها كانت تُتهم من أهل الإفك والزور بابن عمّ لها. وذكرت أنّ أهل الإفك ادّعوا أنّ إبراهيم ليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر علياً بضرب عنق ابن عمّ مارية حيث وجده. فانطلق فإذا هو على نخلة يخترف رطباً، فلمّا نظر إلى علي ومعه السيف استقبلته رعدة، فسقطت الخرقة، فإذا هو لم يخلق الله عزّ وجلّ له ما للرجال.([184])
وهكذا أخذ الشيعة هذه الرواية التي روتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وذكرت فيها أنّ أهل الإفك اتّهموا مارية، فقلبوها، وجعلوا أمّ المؤمنين التي أخبرت عن أهل الإفك هي التي جاءت بالإفك.
وثمّة رواية أخرى شبيهة بهذه الرواية التي روتها أمّ المؤمنين، مرويّة عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيها قوله: «إنّ رجلاً كان يُتّهم بأمّ ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـعلي: اذهب فاضرب عنقه، فأتاه علي فإذا هو في رَكِيّ([185]) يتبرّد فيها، فقال له علي: اخرج. فناوله يده فأخرجه، فإذا هو مجبوب ليس له ذكر. فكفّ علي عنه. ثمّ أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنّه لمجبوب ما له ذكر».([186])
وليس في هاتين الروايتين ما يقدح في عائشة رضي الله عنها؛ فهي من نقلة هذا الخبر، وقد وصفته بأنّه إفك، ووصفت الذين طعنوا في مارية بأنّهم أهل إفك وزور.
ولكن العقول المعكوسة، والقلوب المنكوسة تعكس الحقائق، وتقلب الموازين، وتُحاول أن تجعل المتّقين كالفجّار، وكأنّهم نَسوا أو تناسوا مراقبة الله الواحد القهّار..
أمّا ادّعاء الشيعة الإثني عشرية أنّ قائمهم يجلد عائشة انتقاماً لأمّه فاطمة:
فهو ادّعاء تُمليه عليهم عقيدتهم.
فـالشيعة يزعمون أنّ عائشة رضي الله عنها كانت تُبغض فاطمة رضي الله عنها وتذكر أمّها خديجة رضي الله عنها بالسوء، وغير ذلك:
 دعوى الشيعة وجود العداوة بين عائشة وفاطمة رضي اللهّ عنهما:
فقد أسند ابن بابويه القمي الملقب عند الشيعة بـالصدوق إلى أبي عبد الله جعفر الصادق أنّه قال: «دخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول: والله يا ابنة خديجة ما ترين أنّ لأمّك علينا فضلاً، وأي فضل كان لها علينا، ما هي إلاّ كبعضنا. فسمع مقالتها لـفاطمة، فلما رأت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وآله بكت، فقال لها: ما يُبكيك يا ابنة محمّد؟ قالت: ذكرت أمّي فتنقّصتها، فبكيت. فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله ثمّ قال: مَه يا حميراء، فإنّ الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود، وإنّ خديجة رحمها الله ولدت منّي طاهراً وهو عبد الله وهو المطهر، وولدت منّي القاسم، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم، وزينب، وأنتِ ممّن أعقم الله رحمه، فلم تلدي شيئاً».([187])
وذكر البياضي -من الشيعة - أنّ (فاطمة لمّا زفت إلى علي عليه السلام قالت نسوة الأنصار: أبوها سيّد النّاس. فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: قلن: وبعلها ذو الشدة والبأس. فلم يذكرن علياً. فقال في ذلك، فقلن: منعتنا عائشة. فقال: ما تدع عائشة عداوتنا أهل البيت).([188])
ويزعمون -كذبوا- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف عائشة بأنّها عدوّة لأهل البيت جميعاً، وأوّل من يدخل فيهم عند الشيعة أصحاب الكساء؛ فاطمة، وعلي، والحسن، والحسين..
وقال نعمة الله الجزائري: (أوّل عداوة خرّبت الدنيا وبُنِيَ عليها جميع الكفر والنفاق إلى يوم القيامة: هي عداوة عائشة لمولاتها الزهراء).([189])
وزعم ابن أبي الحديد أنّ بداية الضغناء بين عائشة وفاطمة كانت منذ تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة عقب موت خديجة، فأقامها مقامها، وممّا قاله: (وفاطمة هي ابنة خديجة، ومن المعلوم أنّ ابنة الرجل إذا ماتت أمّها وتزوّج أبوها أخرى كان بين الابنة وبين المرأة كدر وشنآن. وهذا لا بُدّ منه؛ لأنّ الزوجة تنفس عليها ميل الأب، والبنت تكره ميل أبيها إلى امرأة غريبة؛ كالضرّة لأمّها، بل هي ضرّة على الحقيقة وإن كانت الأم ميتة، ولأنّا لو قدرنا الأمّ حيّة لكانت العداوة مضطرمة متسعّرة، فإذا كانت قد ورّثت ابنتها تلك العداوة....).([190])
وقول ابن أبي الحديد هذا فيه مطعن بـفاطمة وحدها، ولا أرى فيه قدحاً بـعائشة رضي الله عنهما.
وهذا دأب الشيعة مع من يزعمون أنّهم أئمة لهم. وليست عائشة رضي الله عنها وحدها زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ثمّة زوجات أخريات له عليه الصلاة والسلام..
فلماذا لم تنتقل العداوة إليهنّ؟
ولماذا يُركّز الشيعة على وجود عداوة بين عائشة وفاطمة رضي الله عنهما؟
ولماذا يسوقون الأقوال الكاذبة، والقصص المفتراة لإثبات هذه العداوة؟
لا ريب أنّ هذه الأقوال التي ساقوها كُلّها كاذبة. فالثابت عن عائشة وفاطمة رضي الله عنهما أنّهما كانتا متحابّتين. وما ورد في الصحاح يُؤكّد هذا:
 فقد روى مسلم في صحيحه بسنده قصّة مجيء فاطمة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستئذانها عليه وهو في بيت عائشة، وإخبارها له صلى الله عليه وسلم أنّ أزواجه أرسلنها يسألْنَه العدل في عائشة - وذلك أنّ النّاس كانوا إذا أرادوا تقديم هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحرّوا يوم عائشة فقدّموها له في بيتها لعلمهم بمنزلتها لديه صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: «أي بُنَيَّة! ألستِ تُحبِّين ما أُحِبّ؟ فقالت: بلى. قال: فأحِبِّي هذه».([191]) -يعني: عائشة رضي الله عنها-.
والذي نعتقده في السيِّدة فاطمة رضي الله عنها موافقتها لأبيها، ومن مقتضيات هذه الموافقة أن تُحبّ من أمرها بحبّها؛ فتحب عائشة لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها بحبّها بقوله لها: «فأحِبي هذه». وهذا الذي نعتقد أنّه قد وقع وحصل.
وقد ذكر بعض الشيعة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُظهر محبّته لـعائشة رضي الله عنها أمام ابنته فاطمة رضي الله عنها:
 فقد روى الحميري بسنده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لمّا تغدّى عند فاطمة قال لها أوّل ما قال: اغرِفي لـعائشة».([192])
فأمرها قبل أن يتناول طعامها أن تغرف لها منه وتُرسله إليها. وهذا من إظهار محبّته لها رضي الله عنها.
وذكر ابن رستم الطبري -الشيعي- أنّ فاطمة رضي الله عنها ماتت وهي راضية عن عائشة رضي الله عنها، وأوصت لها باثنتي عشرة أوقيّة، ولكلّ زوجةٍ من زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بمثل ذلك.([193])
فأين هذه العداوة المزعومة التي أجهد الشيعة أنفسهم لإثباتها، دون طائل؟
ولماذا يسوقون هذه الأكاذيب، ويملئون كتبهم بأمثال هذه الترّهات لإثبات شيء لا أصل له.
نعم! لقد كانت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها من شدّة محبّتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم تغار أحياناً من كثرة ذكره لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، ولكن لا يعني ذلك أنّها كانت تُبغض أهل البيت كما يزعم الشيعة الرافضة:
فقد روى البخاري بسنده عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: (ما غرت على أحدٍ من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتُها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر ذكرها، وربّما ذبح الشاة ثمّ يُقطّعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة. فربّما قلتُ له: كأنّه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: إنّها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد).([194])
فقد ذكرت عائشة رضي الله عنها أنّها كانت تغار من أمّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها.
والغيرة جِبِلّة في النساء، ولا مؤاخذة عليها.
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوبّخ أو يُعاتب على الغيرة؛ فقد كسرت إحدى أُمّهات المؤمنين قصعة طعامٍ أرسلته إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه وهو في بيت تلك الزوجة، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أن قام بجمع الطعام، ولم يُعاتب أو يُوبّخ، بل قال: «غارت أمّكم» وأمرها أن تُبدلها إناءً بدل إنائها.([195]).
فلم يقل لها: أنت عدوّة لتلك المرأة ولكلّ أهل بيتها، لمجرّد غيرتها!!
فهل نحكم على عائشة رضي الله عنها بسبب غيرتها من خديجة رضي الله عنها بأنّها تُبغضها وتُبغض أولادها؟!
اللهمّ لا.
 المطعن الخامس: الشيعة الإثنا عشرية ينسبون عائشة رضي الله عنها إلى الفاحشة ويزعمون أن مهديّهم المزعوم يُقيم عليها حدّاً آخر في الرجعة:
لمّا رمى رأس النّفاق عبد الله بن أبي بن سلول الصديقةَ الطاهرةَ عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه، غضب الله جل وعلا لانتهاك حرمة نبيه، فنفى التّهمة عن الصدّيقة، وأنزل تبرئتها من فوق سبع سماوات. آيات حوت الوعيد الشديد في الدنيا، والتوعّد بالعذاب العظيم في الآخرة. ولو فتّشتَ في آيات القرآن، وتأمّلت الآيات التي أوعد الله فيها العصاة، لما رأيته غلّظ في عقوبة شيءٍ تغليظه في عقوبة من رمى الصدّيقة عائشة رضي الله عنها بالإفك. فالآيات القوارع مشحونة بالوعيد الشديد، والزجر العنيف، واستعظام ما جاء به رأس النفاق ومن ردّدوا قوله من الإفك، واستفظاع ما أقدموا عليه من التلقّي بالألسنة والقول بالأفواه، يحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم؛ فجعل القَذَفَةَ ملعونين في الدنيا والآخرة، وتوعّدهم بالعذاب الشديد في الآخرة، وأخبر أن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم، ستشهد عليهم بإفكهم وبهتانهم، وهذا ليس ظلماً لهم، بل هو جزاؤهم الحق الذي هم أهله بسبب خوضهم في عرض نبيه، وتكلّمهم على زوجة رسوله صلى الله عليه وسلم، تنبيهاً لهم على علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنافة محلّه صلوات الله وسلامه عليه.
وقد انتهى ذاك الإفك بجلد الخائضين فيه، وتوبتهم، واعتذارهم إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم وزوجه الطاهرة العفيفة.
وبعد ذلك بقرون أحدث الشيعة إفكاً آخر اتهموا به العفيفة الطاهرة في عرضها مرة أخرى، ولم يحاسبهم أحد، إلا الله، فإنه مطّلع عليهم، وهو يُدافع عن رسوله وحبيبه، ويذبّ عن عرض خليله صلى الله عليه وسلم.
فقد زعم الشيعة أن قول الله سبحانه وتعالى: ((ضَرَبَ الله مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ الله شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)) [التحريم:10] مثل ضربه الله لـعائشة وحفصة رضي الله عنهما.
وقد فسَّر بعضهم الخيانة في قوله: (فخانتاهما): بارتكاب الفاحشة -والعياذ بالله تعالى-:
قال القمي -من كبار مفسّري الشيعة - في تفسير هذه الآية: (والله ما عنى بقوله: (فخانتاهما) إلا الفاحشة،([196]) وليقيمنّ الحدّ على عائشة([197]) فيما أتت في طريق البصرة،([198]) وكان طلحة([199]) يُحبِّها، فلمّا أرادت أن تخرج إلى البصرة([200]) قال لها فلان: لا يحلّ لك أن تخرجي من غير محرم، فزوّجت نفسها من طلحة)([201])..([202])
ووجه إقامة الحد عليها -على حدّ زعم الشيعة -: كونها زوجت نفسها من آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع حرمة ذلك؟ فالله تعالى قد حرم نكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعده أبداً.
فمن هي التي ارتكبت الفاحشة، وتزوجت طلحة من بين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في طريقها إلى البصرة- كما زعم الشيعة-؟
* المثل مضروب لـعائشة وحفصة معاً -على حد قول الشيعة المتقدم-.
وحفصة لم تخرج إلى البصرة، والتي خرجت هي عائشة رضي الله عنها بإجماع الشيعة، فهي إذاً التي يقام عليها الحد -كما زعم الشيعة- لتزويجها نفسها من طلحة، مع حرمة ذلك عليها.
-ولا بد أن يقام هذا الحدّ عند رجعة الأئمة وأعدائهم، حسب معتقد الشيعة الباطل في ذلك-.
 وممّا يوكد أن الشيعة الذين لم يذكروا اسم عائشة صراحة، عَنَوْا بـ(فلانة): عائشة رضي الله عنها -مع أن الآخرين ذكروا اسمها صريحاً كما تقدم-:
ما رواه الشيعة في كتبهم من المزاعم المكذوبة، التي جاء فيها: (أنّه لما نزل قول الله تعالى: ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)) [الأحزاب:6] وحرَّم الله نساء النبي صلى الله عليه وآله على المسلمين، غضب طلحة، فقال: يُحرّم محمّدٌ علينا نساءه، ويتزوّج هو بنسائنا، لئن أمات الله محمّداً لنركضنّ بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا -وفي رواية أخرى ذكروها: لأتزوجنّ عائشة -([203])
- وفي رواية ثالثة: (وكان طلحة يريد عائشة).([204])
فأنزل الله تعالى: ((وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ الله وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ الله عَظِيماً)) [الأحزاب:53].
ولم يكتف الشيعة بهذا، بل نسبوا إليها -رضي الله عنها، وحاشاها ممّا رمَوْها به- أقوالاً في غاية الخسّة، والبذاءة. وقد تردّدت في ذكرها، وهممت ألا أكتبها، لولا ما ألزمت به نفسي من إعطاء صورة واضحة مختصرة عن نظرة الشيعة إلى الصحابة رضي الله عنهم، لذا فإني أذكر بعضها، وأُعرض عن بعضها الآخر:
فلقد ذكر رجب البرسي-وهو من علمائهم- أن (عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة، وفرّقتها على مبغضي علي).([205])
وذكر أحمد بن علي الطبرسي -وهو من علمائهم أيضاً- أن عائشة (زيَّنت يوماً جاريةً كانت عندها، وقالت: لعلّنا نصطاد بها شاباً من شباب قريش بأن يكون مشغوفاً بها).([206])
فقاتلهم الله عز وجل كيف حفظوا النبي صلى الله عليه وسلم في زوجته وأحبّ الناس إليه، لقد رموها بأشدّ ممّا رماها به رأس المنافقين وأتباعه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مناقشة هذه المفتريات:
لا يشكّ عاقل في أنّ هذه المزاعم الشيعية من البهتان المبين والإفك المفترى؛ فالله سبحانه وتعالى لم يضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً لـعائشة وحفصة رضي الله عنهما، بل هو مثل مضروب للذين كفروا مطلقاً، كما قال الله عز وجل في رأس الآية: ((ضَرَبَ الله مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ)) [التحريم:10].
والشيعة لما كانوا يحقدون على عائشة وحفصة رضي الله عنهما، ويعتقدون كفرهما حصروا المثل المضروب بهما، وخصوهما به.
 ولم يقل أحد من مفسِّري أهل السنة أنّ الخيانة من امرأة نوح وامرأة لوط هي الوقوع في الفاحشة، وإنّما أوّلوها بأنها الخيانة في الدين،([207]) وقد أوّلها بعض الشيعة بذلك.([208])
وفي ذلك يقول حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (ما زَنَتَا. أمّا خيانة امرأة نوح: فكانت تُخبر أنّه مجنون، وأمّا خيانة امرأة لوط: فكانت تدلّ قومها على أضيافه). وتبعه على ذلك جميع المفسرين.([209])
والقصّة التي افتراها الشيعة لا شك في كذبها، وقد وقع واضعوها في أخطاء تدلّ على كذبها؛ منها ادّعاؤهم أن عائشة خرجت بدون محرم، ولما أُخبرت أنّه لا يجوز الخروج بغير محرم، زوّجت نفسها من طلحة -على حد زعمهم-.
ودعوى أنها خرجت بغير محرم يُبطلها ما أجمع عليه أهل السنة وجمهور الشيعة من أنّ ابن أختها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كان معها، وفي عسكرها، وسفر المرأة مع ذي محرمها جائز بالكتاب والسنّة والإجماع، وأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم تُسافر إلاّ مع محرمها عبد الله بن الزبير ابن أختها.
ويُؤيِّد هذا ما رراه الشيعة من أنّه- أي: ابن أختها عبد الله -هو الذي حرضها على المسير إلى البصرة، وحرض أباه على محاربة علي رضي الله عنه، وعندما عزم أبوه على الإقلاع عن حربه لما التقيا في البصرة، أخذ يلحّ عليه حتى عاد إلى حربه-. وهذه كلها مزاعم ذكرها الشيعة في كتبهم([210])
فكيف يُقال: إنّها خرجت من غير محرم، وعبد الله بن الزبير ابن أختها هو محرمها؟!.
 لا شكّ أنّ قول الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً)) [الأحزاب:57] وقوله عز وجل: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)) [الأحزاب:58] منطبقٌ على من قَذَفَهَا؛ لأنّ في قذفها من كونها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إيذاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقذفها من حيث كونها مؤمنة غافلة إيذاء لها، ولمن اتّهموه بها رضي الله عنها.
وينبغي أن يُعلم أنّ سب عائشة رضي الله عنها بما برّأها الله منه يعتبر مروقاً من الدين، -حسبما تقرّر في القواعد الشرعيّة-، وسابّها كافر، وعلى هذا إجماع علماء المسلمين، مستدلّين بقوله سبحانه وتعالى: ((يَعِظُكُمْ الله أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)) [النور:17] وبغيرها من آيات الكتاب الحكيم.
 قال القاضي أبو يعلى: (مَنْ قَذَفَ عائشة رضي الله عنها بما برَّأَها الله منه كفر بلا خلاف).([211])
ورُوِي عن محمد بن زيد بن علي بن الحسين، أخي الحسن بن زيد (أنّه لمّا قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء، فقام إليه بعمود فضرب به دماغه فقتله. فقيل له: هذا من شيعتنا ومن بني الآباء! فقال: هذا سمّى جدّي([212]) قرنان، ومن سمّى جدي قرنان استحق القتل).([213])
ورُوِيَ عن أخيه الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (أنّه كان بحضرته رجلٌ فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فقال: يا غلام اضرب عنقه. فقال له العلويّون: هذا رجلٌ من شيعتنا. فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم، قال الله تعالى: ((الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ....)) [النور:26]، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم خبيث. فهو كافر فاضربوا عنقه. فضربوا عنقه وأنا حاضر)([214])-على حدّ قول الراوي-.
وقال ابن تيمية رحمه الله: (ومَنْ رمى عائشة رضي الله عنها بما برَّأَها الله منه فقد مرق من الدّين...).([215]).
وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله بعد ما ذكر حديث الإفك: (عُلِمَ من حديث الإفك المشار إليه أنّ من نسب عائشة إلى الزنا كان كافراً. وقد صرّح بذلك أئمّتنا وغيرهم؛ لأنّ في ذلك تكذيب النصوص القرآنية، ومكذّبها كافر بإجماع المسلمين، وبه يُعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الروافض؛ لأنّهم ينسبونها إلى ذلك، قاتلهم الله أنّى يُؤفكون).([216])
وقال الشيخ محمد بن سليمان التميمي رحمه الله تعالى حاكياً عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: (والحاصل أنّ قذفها كيفما كان يُوجب تكذيب الله تعالى في إخباره عن تبرئتها عمَّا يقول القاذف فيها).([217])
ويقول في موضع آخر: (ومن كذّب الله فقد كفر).([218])
ونقل قول بعض أهل البيت في ذلك: (وأمّا قذفها الآن فهو كفر وارتداد، ولا يكفي فيه الجلد؛ لأنّه تكذيب لسبع عشرة آية من كتاب الله كما مرّ، فيُقتل ردّةً... ومن يقذف الطاهرة الطيبة أمّ المؤمنين زوجة رسول ربّ العالمين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة كما صحّ ذلك عنه، فهو من ضرب عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين...).([219])
وأقوال علماء المسلمين كثيرة في هذا الباب، وكُلها متضافرة في كفر من رمى الصدّيقة بما برَّأَها الله منه، أو نسبها إلى الفاحشة -عياذاً بالله- وهم في ذلك متّبعون لكتاب ربّهم الذى قرّر أنّ الطيبين للطيبات والخبيثين للخبيثات، وسنّة نبيِّهم صلى الله عليه وسلم التي دلّت دلالة قطعيّة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُحبّ الصدّيقة الطيبة عائشة رضي الله عنها حُبّاً لم يُساو بها فيه أحداً من النّاس، وكان صلى الله عليه وسلم لا يُحِبُّ إلاّ طيِّباً.
 المطعن السادس: الشيعة يزعمون أن عائشة منعت من دفن الحسن بن علي عند جدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يزعم الشيعة الرافضة الإثنا عشرية أنّ عائشة رضي اللهّ عنها منعت من دفن الحسن بن علي رضي اللهّ عنهما عند جدهّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها ركبت على بغلة، وخرجت إلى النّاس، لتمنع من ذلك:
فقد أسند الكليني إلى أبي جعفر الباقر قصة طويلة مكذوبة، وذكر فيها أن الباقر قال: (لما حضر الحسن بن علي عليهما السلام الوفاةَ قال للحسين عليه السلام: يا أخي إني أوصيك بوصيّة فاحفظها: إذا أنا مِتّ فهيئني ثمّ وجّهني إلى رسول الله لأُحدِث به عهداً، ثمّ اصرفني إلى أُمّي عليها السلام، ثمّ ردّني فادفنّي بـالبقيع، واعلم أنّه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله والنّاس صنيعها وعداوتها لله ورسوله وعداوتها لنا أهل البيت. فلمّا قُبض الحسن عليه السلام ووُضِع على السرير ثمّ انطلقوا به إلى مصلّى رسول الله الذي كان يصلى فيه على الجنائز. فصلّى عليه الحسين عليه السلام، وحُمِل وأُدخِل إلى المسجد. فلمّا أُوقف على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله، ذهب ذو العوينَيْن إلى عائشة فقال لها: إنّهم قد أقبلوا بـالحسن ليدفنوه مع النبي صلى الله عليه وآله. فخرجت مبادرة على بغل سرج، فكانت أوّل امرأة ركبت في الإسلام سرجاً، فقالت: نحّوا ابنكم عن بيتي، فإنّه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله صلى الله عليه وآله حجابه. فقال لها الحسين عليه السلام: قديماً هتكتِ أنت وأبوك حجاب رسول الله، وأدخلتِ عليه في بيته من لا يُحبّ قربه، وإنّ الله سائلك عن ذلك يا عائشة).([220]).
وهذه الرواية المختلقة تنضح ببُغض الشيعة للصدّيقة رضي الله عنها، وكلّ حرف فيها شاهد على سموم تُنفَث من قلوب قد أضرم الحقد نارها.
وثمّة رواية أخرى مختلقة أوردها الشيعة، وفيها أنّ محمد بن الحنفية قال لـعائشة: (يا عائشة يوماً على بغل، ويوماً على جمل، فما تملكين نفسك، ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم).([221])
 وأسند ابن رستم الطبري، وابن الراوندي إلى أبي عبد الله جعفر الصادق -زوراً وكذباً- نحواً من رواية الكليني الأولى، مع وجود بعض الاختلافات بينهما:
1/ منها: قول الحسن للحسين في وصيّته: (... واحملني إلى قبر جدّي حتى تلحدني إلى جانبه...).
2/ ومنها: أنّ مروان بن الحكم هو الذي أخبر عائشة أنّ الحسن سيُدفن، وحرّضها على عدم السماح بدفنه، وممّا قاله لها -كما زعموا-: (يا أم المؤمنين إنّ الحسين يُريد أن يدفن أخاه الحسن عند جدّه، وواللهِ لئن دفنه ليذهبنّ فخر أبيك وصاحبه عمر إلى يوم القيامة).
3/ وفيها: أنّه أعطاها بغلته لتركبها.
4/ وفيها: أنّ عائشة -على حدّ زعمهم الكاذب- رمت نفسها بين القبر والقوم وقالت: (واللهِ لا يُدفن الحسن هاهنا أو تُحلق هذه. وأخرجت ناصيتها بيدها... وقالت: واللهِ لا أُدخل داري من أكرهه).
5/ ومن الاختلافات أيضاً: أنّ ابن عباس هو الذي قال لها -على حدّ إفكهم-: (يا حميراء كم لنا منك؟ يوم على جمل، ويوم على بغل...!إلخ).([222])
وهناك رواية ثالثة تدور مع الروايتين السابقتين حول المعنى نفسه، مع اختلاف يسير عنهما:
- من ذلك: قول الحسن للحسين في وصيته: (... واحملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله لأجدد به عهداً، ثمّ رُدّني إلى جدّتي فاطمة بنت أسد رضي الله عنها فادفني هناك...).
- وفيها: أنّ عائشة لحقتهم على بغل-على حدّ زعمهم-، وقالت لهم: (ما لي ولكم، تُريدون أن تُدخلوا بيتي من لا أُحِب؟).
- وفيها: أنّ ابن عباس قال لـعائشة: (واسوأتاه! يوماً على بغل، ويوماً على جمل! تُريدين أن تُطفئي نور الله وتُقاتلي أولياء الله؟ ارجعي فقد كُفيت الذي تخافين، وبلغت ما تُحبّين، والله منتصرٌ لأهل هذا البيت ولو بعد حين).([223])
- وفي رواية أنّه قال لها شعراً:([224])
تجملتِ تبغلتِ                         ولو عشتِ تفيلتِ
لك التسع مع الثمن                             وبالكل تطمعتِ
وفي رواية عند اليعقوبي: أنّ (عائشة ركبت بغلة شهباء، وقالت: بيتي ولا آذن فيه لأحد. فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر فقال: يا عمّة ما غسلنا رءوسنا من يوم الجمل الأحمر، أتُريدين أن يُقال: يوم البغلة الشهباء. فرجعت).([225]).
وقد ذكر الشيعة أنّ بني هاشم كانت لهم قوة في ذلك الوقت، وأرادوا أن يدفنوا الحسن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أدّى ذلك إلى إراقة الدماء، لولا نهي الحسين رضي الله عنه لهم.
وقد علّلوا سبب نهيه عن ذلك: بوصيّة أخيه له أن لا يُراق بسببه محجمة دمّ.
وعلى هذا أكثر الروايات التي ذكرت هذه الوصيّة.
وانفرد الصدوق برواية أسندها إلى جعفر الصادق تدلّ على أنّ وصيّة الحسن التي شافه بها أخاه عند موته لم يكن فيها ذكر للنهي عن إراقة الدماء، وأنّ الحسين جمع قومه ليدفن الحسن بالقوّة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولا أن قام رجلٌ من شيعته، وقال له: إنّه سمع الحسن يقول: (قولوا للحسين ألا يهرق فِيَّ دماً).([226])
وقد أجمعت روايات الشيعة الإثني عشرية كلّها على أنّ عائشة ركبت بغلاً لتمنع الحسن من أن يُدفن عند قبر جدّه، ونقلوا عن أئمّتهم قولهم: (أوّل امرأة ركبت السروج عائشة).([227]).
وهكذا لا يتورّع الشيعة عن توجيه هذه المطاعن إلى الصدّيقة الطاهرة الطيبة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله مطّلع عليهم، وسينتقم لعرض رسوله، ويذبّ عن زوجة خليله صلى الله عليه وسلم.
مناقشة هذه المزاعم:
من عادة الشيعة حين اختراعهم للأكاذيب، واختلاقهم للإفك أن يجعلوا مع الكلمات الكاذبة الكثيرة كلمةً واحدةً صادقة، كي يُوهموا السذّج بأنّ ما اخترعوه ثابت، وما اختلقوه صادق.
وتراهم أيضاً حينما يُريدون توجيه أحد المطاعن إلى شخصٍ يُبغضونه، يعمدون إلى رواية ثابتة ذُكر فيها هذا الشخص بخير، فيقلبونها عليه، ويذكرونه فيها بشرّ.
 وهذه طريقة مردة الجنّ من مسترقي السمع، وأوليائهم من شياطين الإنس، يجعلون مع الكلمة الصادقة الوحيدة مائة كذبة، حتى يقول الساذج عنهم: قد صدقوا في تلك الكلمة.
فقصّة موت الحسن رضي الله عنه، واستئذان أخيه الحسين من عائشة بأن يُدفن عند جدّه ثابتة في كتب أهل السنة.
أمّا ممانعة الصدّيقة، وركوبها على بغل، وخروجها إلى النّاس، وغير ذلك من الترهات: فكلّه إفك غير مقبول، يأباه ويرفضه ذوو العقول.
فلم تكن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها تُمانع من دفن الحسن بن علي رضي الله عنهما عند جدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بل لقد وافقت على ذلك، وقالت لأخيه الحسين رضي الله عنه لمّا استأذنها في دفن الحسن: نعم وكرامة، كما روى ذلك ابن عبد البر من طرق متعددة.
ولكن الذي منع من دفن الحسن رضي الله عنه عند جدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو: مروان بن الحكم الذي أقبل لمّا بلغه ذلك، وقال: كَذَبَ، وكَذَبَتْ، واللهِ لا يُدفن هناك أبداً.
 منعوا عثمان من دفنه في المقبرة، ويريدون دفن الحسن في بيت عائشة؟!..).([228])
فعلى هذا لم تكن الممانعة من قبل أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بل لقد وافقت، وسمحت، ولم تُمانع. والذي مانع هو مروان الذي كان والياً لبني أمية على المدينة، فقال: كذب -يعني: الحسن- وكذبت -يعني: عائشة - فلا يُمكن إمضاء هذا الأمر إلاّ بموافقته، ولو حاولوا دفن الحسن عند جده بالقوّة لحدثت مواجهة قد تُراق فيها دماء أوصى الحسن بألاّ تُراق.
فليس الرفض من أمّ المؤمنين، وليست الممانعة منها كما زعم الشيعة الرافضة.
أما الروايات التي أوردها الشيعة: فإنّها كلّها على اختلافها لم يروها إلاّ الشيعة.
ورغم تضافرهم على روايتها، إلاّ أنّه حصل فيها تناقض شديد يدلّ على كونها مكذوبة من أصلها:
-ففي وصيّة الحسن لأخيه الحسين: حصل تناقض في المكان الذي طلب الحسن من الحسين أن يدفنه فيه:
-فبعض الروايات ذُكر فيها أنّ الحسن رضي الله عنه طلب من الحسين رضي الله عنه أن يدفنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-وذُكر في بعضها الآخر أنّه طلب منه أن يدفنه عند جدّته فاطمة بنت أسد، بعد أن يُحدث به عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ورواية ذكرت أنّه طلب منه أن يدفنه بـالبقيع عند أمّه فاطمة.
- وهكذا هلمّ جرّا..
- ومن التناقضات في الوصيّة أيضاً:
- ما سبق الكلام عنه؛ من قول الحسن للحسين: (لا ترق فِيَّ دماً) -في رواية-..
- أو قوله رضي الله عنه ذلك لرجلٍ من شيعته ليُبلّغ أخاه -كما ورد في رواية أخرى-.
أضف إلى هذا: التناقضات الكثيرة في كيفيّة خروج عائشة رضي الله عنها، وما قالته، ومن كلَّمها، وغير ذلك ممّا تقدّم الكلام عنه.
* أما ادعاؤهم أن عائشة رضي الله عنها هي أول من ركب السروج: فدعوة كاذبة..
ورغم كذبها من أصلها، فإنّه يُوجد ما ينقضها في كتب القوم أنفسهم؛ فقد رووا أنّ فاطمة رضي الله عنها ركبت بغلةً في يوم عرسها.([229])وأنّ علياً أركبها على حمارٍ ودار بها على بيوت المهاجرين والأنصار يدعوهم إلى نصرته لمّا بويع لـأبي بكر بالخلافة.([230])-على حدّ زعم الشيعة -.
فكيف يقول الشيعة بعد هذا: إنّ عائشة رضي الله عنها هي أوّل من ركب بغلاً، أو أوّل من ركبت السروج؟!
 المطعن السابع: الشيعة الإثنا عشرية يزعمون أن عائشة رضي الله عنها مصدر الفتنة وسببها:
يزعم الشيعة الرافضة الإثنا عشرية أن عائشة رضي الله عنها مصدر الفتنة وسببها.
وقد استدلّوا على زعمهم هذا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره: «ألا إنّ الفتنة هاهنا -يُشير إلى المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان -أو قال: قرن الشمس-».([231])
 قال الشيعة: وكان يُشير إلى مسكن عائشة.([232])
وبوّبوا لهذا الحديث في أغلب كتبهم بقولهم: (باب في إخبار النبي أنّ الفتنة ورأس الكفر من بيت عائشة).([233])
وزعموا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك تحذيراً للنّاس منها ومن أبيها.([234]).
مناقشة هذه المزاعم:
إنّ روايات هذا الحديث كلّها متفقة على أنّ جهة الفتنة هي جهة المشرق بالنسبة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم بـالمدينة، ولا عبرة لذكر المكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه هذا الحديث؛ سواء كان قاله على منبره، أو أمام بيت زوجه حفصة، أو عند خروجه من بيت زوجه عائشة، أو وهو مشرف على أطم من آطام المدينة، أو غير ذلك؛ كما ذكرت ذلك الروايات الصحيحة.
ووجود بيت عائشة رضي الله عنها بينه وبين المشرق في بعض الروايات لا يعني أنّها رضي الله عنها المقصودة بقوله عليه الصلاة والسلام: «ها هنا الفتنة».
وذكر المكان أو الزمان لا يُؤثر على فهم الحديث، ولا يُوجِدُ فيه تعارضاً أو تضارباً؛ لأنّه ليس هو المقصود بيانه في الحديث، وإنّما المقصود بيان أنّ جهة الفتنة إنّما هي جهة المشرق. وعلى هذا اتّفاق كافّة أهل العلم بالحديث.
ويشهد لهذا الفهم أحاديث كثيرة صحيحة صريحة، منها:
1/ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أومأ بيده إلى المشرق: «إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا، فقد أفطر الصائم».([235])
فالمقصود إقبال الليل من جهة المغرب، وبإقباله يفطر الصائم.
2/ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقد أشار بيده نحو اليمن -: «الإيمان هاهنا-مرّتين- ألا وإنّ القسوة وغلظ القلوب في الفدادين؛([236]) حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر».([237])
فالمقصود أن الإيمان في أهل اليمن؛ كما فسّرته الأحاديث الأخرى.
3/ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عنه ابن عمر رضي الله عنهما: «ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: اللهمّ بارك لنا في شامنا، اللهمّ بارك لنا في يمننا. قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا؟([238]) قال: اللهمّ بارك لنا في شامنا، اللهمّ بارك لنا في يمننا. قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا؟([239]) فأظنّه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان»([240]).
فمكان الفتنة إذاً هو نجد.
 و(نَجْدٌ) في اللغة يُطلق على كلّ مكان مرتفع،([241]) وهو ليس اسماً لبلد أو بلدة بعينها، بل يُقال لكلّ قطعة أرضٍ مرتفعة عمّا حواليها نجداً.
والنجود كثيرة في أرض العرب؛ منها نجد الحجاز، ونجد اليمامة، ونجد العراق، وغيرها.([242])
والأرض التي تحدّ المدينة من جهة الشرق هي نجد العراق:
قال الخطابي (نجد من جهة المشرق، ومن كان بـالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق المدينة).([243])
وبنحو قوله قال الكرماني.([244])
ويُعضّد ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن سالم بن عبد الله بن عمر أنّه قال لأهل العراق: «يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة، سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ الفتنة تجيء من هاهنا -وأومأ بيده نحو المشرق- من حيث يطلع قرنا الشيطان».([245])
والصحابة رضي الله عنهم قد علموا أنّ الفتن تأتي من قبل العراق،([246])، وفهموا أنّ المراد بقوله عليه الصلاة والسلام: «الفتنة هاهنا» تحذير من مجيء الفتن من قبل المشرق، لا كما فهم الروافض.([247])وهذا ما علّموه أبناءهم.
ومعلومٌ أنّ الفتن كثرت في جهة المشرق؛ سيّما بعد تعريب كتب الأعاجم؛ من المجوس الفرس، والصابئين الروم، والمشركين الهند، وظهور كثير من أهل البدع.
قال ابن تيمية: (.. وتجد الإسلام والإيمان كلّما ظهر وقوي كانت السنة وأهلها أظهر وأقوى، وإن ظهر شيء من الكفر والنفاق ظهرت البدع بحسب ذلك... -إلى أن قال: وذلك أنّه لمّا انتشرت الدولة العباسية، وكان في أنصارها من أهل المشرق والأعاجم طوائف من الذين نعتهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: «الفتنة هاهنا»؛ ظهر حينئذ كثيرٌ من البدع، وعُرِّبت أيضاً إذ ذاك طائفة من كتب الأعاجم؛ من المجوس الفرس، والصابئين الروم، والمشركين الهند....([248])
فالمقصود أنّ جهة الفتنة هي جهة المشرق، لا كما زعم الشيعة الرافضة أنّها بيت عائشة رضي الله عنها. أما استدلال الشيعة بإشارته صلى الله عليه وسلم جهة بيت عائشة رضي الله عنها، مع قوله: «الفتنة هاهنا»: على أنّ عائشة رضي الله عنها مصدر الفتنة: فاستدلال باطلٌ يردّه أنّه صلى الله عليه وسلم كان واقفاً على منبره الذى يقع غرب بيوت أزواجه رضي الله عنهنّ، وغرب بيت ابنته فاطمة رضي الله عنها؛ حيث كانت البيوت كلّها عن يمين المنبر في جهة الشرق، وهو أمرٌ لا يقبل جدالاً أو مراءاً.
فكما سوّغ الرافضة لأنفسهم أن يفسّروا جهة المشرق ببيت عائشة رضي الله عنها، قد يُسوّغ النواصب أن يُفسّروا الجهة ببيت فاطمة رضي الله عنها. وهذا حَمَق من الطائفتين.
 المطعن الثامن: ادعاء الشيعة أن عائشة رضي الله عنها حرضت الناس على قتل عثمان رضي الله عنه:
يزعم الشيعة الرافضة الإثنا عشرية أن عائشة حرضّت الناس على قتل عثمان رضي الله عنه، ولعنته، وسمته (نعثلاً)، وادعّت أنّه غيَّر سنةّ رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم.
ويزعمون أيضاً أنها رضي الله عنها -وحاشاها ممّا نسب الشيعة إليها- كانت تُخرج للناس قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو نعليه، وتقول لهم: (هذا قميص رسول الله -أو هذان نعلا رسول الله لم يبل -أو لم يبليا-، وقد أبلى عثمان سنّته، اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً -أو لعن الله نعثلاً-).
ويزعمون أنهّا كانت تقول: (إن عثمان جيفة على الصراط غداً). وادّعوا أنّه لمّا قُتِل فرحت بقتله، فلمّا سمعت بمبايعة علي بعده أظهرت الجزع على عثمان، وادّعت أنّه قُتِل مظلوماً، وخرجت تُطالب بدمه.([249])
وقد حاول الشيعة تأييد مزاعمهم هذه بكثيرٍ من القصص الكاذبة والأشعار الموضوعة.([250])
 وقد ادّعى الشيعة أنّ العداوة بدأت بين عائشة وعثمان رضي الله عنهما بعد امتناع عثمان عن إعطاء عائشة ما كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يُعطيانها لمّا جاءته تسأله ذلك، فلمّا منعها العطية، سألته ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى عليها، واحتجّ بأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يورث([251]). فغضبت عليه، وصارت كلما خرج إلى الصلاة تأخذ قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم على قصبة، وترفعه عليها، وتقول: إنّ عثمان قد خالف صاحب هذا القميص وترك سنّته... إلخ.([252])
ويدّعي الشيعة كذلك أنّ عائشة رضي الله عنها استمرّت على عداوتها لـعثمان رضي الله عنه، وكانت تتمنّى موته، وتُحرّض عليه إلى أن قُتِل:
 فقد روى الحميري بسنده عن أبي جعفر الباقر قال: (لَمَّا حصر النّاس عثمان، جاء مروان بن الحكم إلى عائشة وقد تجهّزت للحجّ، فقال: يا أمّ المؤمنين! إنّ عثمان قد حصره النّاس، فلو تركت الحجّ وأصلحت أمره كان النّاس يسمعون منك. فقالت: قد أوجبت الحجّ وشددت غرائري. فولّى مروان وهو يقول:
حَرَّقَ قيس عليَّ البلادَ                          حتّى إذا اضطرَمت أجذما
فسمعته عائشة، فقالت: لعلّك تظنّ أنّك في شكّ من صاحبك؟ فوالله لوددتُ أنّك وهو في غرارتين من غرائري مخيط عليكما تغطّان في البحر حتى تموتا).([253])
وهذه الرواية زعم المرتضى الشيعي أنها منقولة من كتاب الدار للواقدي([254])، وهو مفقود.
ولو سلّمنا بصحّة النقل، فلا بُدّ من دراسة السند.
 وعمدة هذا الخبر -كما زعم الشيعة - هو الواقدي، وهو متروكٌ لا تُقبل روايته.([255])
ويزعم الشيعة أيضاً أن عائشة امتنعت عن نصرة عثمان لما حُصِر، وذهبت للحجّ، فلمّا قُتل عثمان، (وجاء النّاعي إلى مكة فنعاه، بكى لقتله قومٌ من أهل ظنه. فأمرت منادياً يُنادي: ما بُكاؤكم على نعثل؟ أراد أن يُطفئ نور الله فأطفأه الله تعالى، وأن يُضيِّع سنّة رسوله فقتله ثمّ أرجف بـمكة أنّ طلحة قد بويع له، فركبت مبادرةً بغلتها، وتوجّهت نحو المدينة وهي مسرورة، وهي لا تشكّ أنّ طلحة هو صاحب الأمر، وكانت تقول: بُعداً لنعثل وسحقاً، إيه ذا الإصبع، إيه أبا شبل، إيه ابن عمّ، لله أبوك، أما إنهم وجدوا طلحة لها كفؤاً، لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع، حثّوا الإبل ودعدعوها).([256])
 ويزعم الشيعة أنّها انقلبت إلى المدينة مسرورة بقتل عثمان، وتولية طلحة -كما توهّمت بادئ ذي بدء-، حتّى انتهت إلى سرف([257]) فاستقبلها عبد بن أبي سلمة، فقالت له: ما عندك من الخبر؟ قال: قُتِل عثمان. قالت: فمن ذا ولّوه؟ قال: بايعوا علياً ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله. فقالت: والله لوددتُ أنّ هذه تُطبق على هذه إن تمّت لصاحبك. فقال لها عبد بن أبي سلمة: ولِمَ؟ فوالله ما على هذه الغبراء نسمة أكرم منه على الله، فلماذا تكرهين قوله؟ فقالت: إنّا عِبنا على عثمان في أمور سمّيناها له، ولُمناه عليها، فتاب منها، واستغفر الله فقبل منه المسلمون، ولم يجدوا من ذلك بداً، فوثب عليه صاحبك فقتله، والله لإصبع من أصابع عثمان خير منه، وقد مضى كما يمضي الرخيص. ثمّ رجعت إلى مكة تنعي عثمان وتقول هذه المقالة للنّاس).([258])
 - وفي رواية- (قال لها عبد بن أبي سلمة: أول من طمع الناس فيه أنتِ، فقلتِ: اقتلوا نعثلاً فقد كفر. قالت: قلتُه وقاله النّاس. فقال لها:
منكِ البداء ومنك الغِيَر                          ومنك الرياح ومنك المطر
وأنتِ أمرتِ بقتل الإمام                        وقلتِ لنا إنّه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله                             وقاتله عندنا من أَمَر
...! إلخ).([259])
ورغم كون هذه القصة مكذوبة، إلاّ أنّها مذكورة في بعض كتب أهل السنة؛ فقد نقلها بعض مؤرّخي أهل السنة في كتبهم؛ منهم ابن سعد([260])، وابن جرير([261]) وابن الأثير،([262]) وابن أعثم،([263])
 ولكن كما قيل: من أسند فقد أحال؛ فقد وُجِد بعد تتبّع السند أنّ آفته نصر بن مزاحم المنقري، وهو رافضيّ جلد تركوه:
قال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك.
وقال أبو خيثمة: كان كذّاباً.
وقال العجلي: كان رافضيّاً غالياً، ليس بثقة ولا مأمون.([264])
ومن كانت هذه حاله، فحريٌ أن لا يُروى عنه، ولا يجوز الاستدلال بروايته وخبره، ولا كرامة.
ولم يكتف الشيعة بهذه الأكاذيب المتقدمة؛ من زعمهم أنّ عائشة كانت من المؤلّبين على عثمان والمحرّضين على قتله، بل نسبوا إلى عمار بن ياسر رضي الله عنهما -زوراً وكذباً- قوله عن عائشة رضي الله عنها: (إنّها كانت من قتلة عثمان).([265])
 مناقشة هذه المزاعم: إنّ هذا الذي أورده الشيعة الرافضة من اختلاقهم، وأكاذيبهم، وافتراءاتهم على أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
فكلمة (نعثل) التي زعم الرافضة أنّ أمّ المؤمنين كانت تردّدها محرّضة النّاس على قتل عثمان رضي الله عنه بقولها: (اقتلوا نعثلاً): لم تَرِد إلا على ألسنة من قتل عثمان رضي الله عنه.
فقد كان أعداء عثمان رضي الله عنه يسمونه نعثلاً تشبيهاً برجل من مصر كان طويل اللحية اسمه نعثل.([266])
وأوّل من تفوه بهذه الكلمة منهم: جبلة بن عمرو الساعدي، الذي جاء بغلّ في يده، وقال مخاطباً عثمان رضي الله عنه: (يا نعثل والله لأقتلنّك، ولأحملنّك على قلوص، ولأُخرجنّك إلى حرّة النّار).([267])
 ولمّا تفوّه جبلة هذا يوم الدّار بكلمته الخبيثة هذه (نعثل)، والذي يُعدّ أوّل من تفوّه بها كما قدمنا، كانت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها في مكة تؤدي مناسك الحجّ.
ولم يثبت عنها رضي الله عنها أنّها نطقت بهذه الكلمة، ولم يروِ ذلك عنها إلا الشيعة الرافضة الذين اتخذوا الكذب شعاراً، والتقية والنفاق دثاراً.
ولقد أدمنوا الكذب، واتّخذوه ديناً، فصارت أحاديثهم كذباً كلّها. حتى قال فيهم الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى: (عاشرتُ النّاس، وكلّمتُ أهل الكلام، فما رأيتُ قوماً أوسخ وسخاً، ولا أقذر قذراً، ولا أضعف حجّة، ولا أحمق من الرافضة).([268])
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: (لم أرَ أحداً أشهد بالزور من الرافضة).([269])
وأقوال الأئمة في بيان كذبهم كثيرة، لا يتسع المقام لذكرها.
 والمقصود أنّ دعوى الشيعة أنّ عائشة رضي الله عنها كانت تُحرّض النّاس على قتل عثمان رضي الله عنه، وتقول لهم: (اقتلوا نعثلاً.. إلخ): دعوى كاذبة تفتقر إلى دليل.
والأدلة التي استدلّوا بها غير صحيحة، ويُوجد في النقل الصحيح الثابت ما يُفنّدها:
فالمنقول عن عائشة رضي الله عنها أنّها أنكرت قتل عثمان رضي الله عنه، بل وذمّت من قَتَلَه، وبرئت إلى الله سبحانه وتعالى من قتله، وممّن قتله([270]) بل وطلبت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقتل قَتَلَتَه باعتراف الشيعة أنفسهم([271])
فكيف تُحرّض على قتله، أو تُشارك في قتله كما زعم الشيعة في إحدى رواياتهم، ثمّ تطلب من علي رضي الله عنه أن يقتل من قتله؟!!
 ولو فُرِضَ جدلاً صحّة ما نُقِل عن عائشة من القدح في عثمان رضي الله عنهما -مع أنّه إفكٌ بلا شكّ- فإنّه لا مطعن فيه بـعائشة رضي الله عنها، ولا بـعثمان رضي الله عنه.
قال ابن تيمية رحمه الله يردّ على مزاعم الحلي: (إنّ هذا المنقول عن عائشة من القدح في عثمان، إن كان صحيحاً فإمّا أن يكون صواباً أو خطأً فإن كان صواباً لم يُذكر في مساوئ عائشة. وإن كان خطأً لم يُذكر في مساوئ عثمان. والجمع بين نقص عائشة وعثمان باطل قطعاً. وأيضاً: فـعائشة ظهر منها من التألم لقتل عثمان والذمّ لقتلته، وطلب الانتقام منهم، ما يقتضي الندم على ما يُنافي ذلك، كما ظهر منها النّدم على مسيرها إلى الجمل. فإن كان ندمها على ذلك يدلّ على فضيلة علي واعترافها له بالحقّ، فكذلك هذا يدلّ على فضيلة عثمان واعترافها له بالحقّ، وإلاّ فلا).([272])
هذا مع تأكيدنا على أنّ ما افتراه الشيعة عليها لم يصدر عنها، ولكن قلنا ذلك على سبيل الجدل لا غير.
 والثابت عنها رضي الله عنها خلاف ما ادّعاه الشيعة الرافضة؟
فقد كانت من أعرف النّاس بفضائل عثمان رضي الله عنه ومناقبه، وقد انفردت برواية عدة أحاديث في فضائله..
فكيف يُقال: إنّها كانت من المؤلّبين عليه، والمحرّضين على قتله؟!
بل لقد ثبت عنها رضي الله عنها أنّها قالت لمّا سمعت بعض النّاس ينالون من عثمان رضي الله عنه: «لعن الله من لعنه، لعن الله من لعنه؛ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسندٌ فخذه إلى عثمان وإنّ الوحي ينزل عليه -ولقد زوّجه ابنتيه إحداهما بعد الأخرى-، وإنّه ليقول: اكتُب عُثَيْم. قالت: ما كان الله ليُنزل عبداً من نبيِّه بتلك المنزلة إلاّ عبد كريم عليه».([273])
فهذا الخبر من إشادتها بفضائله، فكيف يُزعم أنّها كانت تُحرّض عليه؟
أما دعواهم أنها فرحت بقتل عثمان، فلما بلغها خبر مبايعة علي أظهرت الجزع عليه، وخرجت تطالب بدمه: فدعوى كاذبة أيضاً، ليس لديهم ما يُثبتها.
وقد نُقل عن بعض الشيعة خلاف هذا؛ فقد ذكر المفيد -الملقّب من الشيعة بشيخ الطائفة- أن الأحنف بن قيس قدم على عائشة وهي في مكة -وكان عثمان محاصراً- فقال لها: (إنّي لأحسب هذا الرجل مقتولاً، فمن تأمرينني أن أُبايع؟ فقالت: بايع علياً).([274])
وحين بلغها مقتل عثمان رضي الله عنه قالت: (إن الغوغاء من أهل الأمصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة اجتمعوا أن عاب الغوغاء على هذا المقتول بالأمس الإرب، واستعمال من حدثت سنّه،- وقد استعمل أسنانهم قبله-، ومواضع من مواضع الحمى حماها لهم، وهي أمور قد سُبق بها لا يصلح غيرها. فتابعهم ونزع لهم عنها استصلاحاً لهم. فلمّا لم يجدوا حجّة ولا عذراً، فلجّوا وبادوا بالعدوان، ونبا فعلهم عن قولهم؛ فسفكوا الدم الحرام، واستحلّوا البلد الحرام، وأخذوا المال الحرام، واستحلّوا الشهر الحرام. واللهِ لإصبع عثمان خير من طباق الأرض أمثالهم. ووالله لو أنّ الذي اعتدوا به عليه كان ذنباً لخُلِّص منه كما يُخلّص الذهب من خبثه، أو الثوب من درنه؛ إذ ماصّوه كما يُماصّ الثوب بالماء).([275])
فتأمّلوا هذا الكلام الذي قالته أمّ المؤمنين رضي الله عنها، فهو شاهد على كذب مزاعم الرافضة:
1- لقد وصفت قتلة عثمان بأنّهم غوغاء.
2- برّأت عثمان من التّهم التي حاول أولئك الغوغاء إلصاقها به.
3- ذكرت أنّه رضي الله عنه ترك الأمور التي عابوه بها رغبة في الإصلاح، مع أنّه سُبق إلى تلك الأمور.
4- أخبرت رضي الله عنها أنّ الغوغاء سفكوا الدم الحرام، وأخذوا المال الحرام، واستحلوا البلد الحرام والشهر الحرام؛ بقتلهم لـعثمان رضي الله عنه.
5- ذكرت أنّه لقي ربّه طاهراً نقيّاً.
وهذا الكلام من أمّ المؤمنين رضي الله عنها يدلّ على تقديرها لـعثمان رضي الله عنه، وعلى براءتها ممّا نُسب إليها من تُهَمِ تأليب النّاس عليه.
أمّا ما ادّعاه الشيعة من كراهية عائشة لاستخلاف علي رضي الله عنه: فهذا محلّ تفنيده في المطعن الآتي بعون الله تعالى.
 المطعن التاسع: ادّعاء الشيعة عداوة عائشة رضي الله عنها لعلي رضي الله عنه، وشدة بُغضها له:
يزعم الشيعة الرافضة أن عداوة عائشة رضي الله عنها لـعلي رضي الله عنه وبغضها له أمر ثابت، لا جدال فيه.
بل هم متأكّدون تماماً -على حدّ قول المفيد الملقب عند الشيعة بشيخ الطائفة- أنّ عائشة كانت تُبغض علياً، وكانت معاندة له([276]).
أمّا أسباب عداوة عائشة لـعلي وبُغضها له: فيُعدّدها علي رضي الله عنه -كما نسب الشيعة ذلك إليه زوراً- بأنها:([277])
(1) الحسد: ويذكر من أسباب حسدها له: تقديم الرسول صلى الله عليه وسلم له على أبيها في مواطن عديدة، منها: مؤاخاة الرسول له، وسدّ الأبواب المطّلة على المسجد إلاّ بابه، وإعطائه الراية يوم خيبر، وإنفاذه بسورة براءة.
(2) بُغض عائشة لـخديجة، وتعدّي البغض إلى ابنتها فاطمة، ثمّ إلى زوج ابنتها علي.
(3) قول علي للنبي صلى الله عليه وسلم لما استشاره في فراقها: (خلّ سبيلها فالنساء كثير).([278])
(4) قصة حدثت بينهما أوغرت صدر عائشة عليه.. ويزعمون أنّ علياً ذكر هذه القصة، فقال: «لقد دخلتُ على رسول الله ذات يوم قبل أن يُضرب الحجاب على أزواجه، وكانت عائشة بقرب رسول الله. فلمّا رآني رحّب وقال: ادن منّي يا علي. ولم يزل يُدنيني حتى أجلسني بينه وبينها. فغلظ ذلك عليها، فأقبلت إليّ وقالت بسوء رأي النساء وتسرّعهنّ إلى الخطاب: ما وجدتَ لأستك يا علي موضعاً غير موضع فخدي؟ فزبرها النبي صلى الله عليه وآله وقال لها: ألـعلي تقولين هذا؟ إنّه والله أول من آمن بي وصدقني، وأول الخلق وروداً على الحوض، وهو أحق النّاس عهداً إلي، لا يُبغضه أحد إلاّ أكبّه الله على منخره في النّار»([279])
إلى آخر ما أورد الشيعة من أكاذيب في أسباب عداوة عائشهّ رضي الله عنها لـعلي رضي الله عنه.
وهذه الأسباب لا قيمة لها، ولا يعتدّ بها في الميزان النقديِّ؛ فجلّ ما ذكروه يُطالبون فيه بإثبات النقل، فضلاً عن إثبات الصحّة؛ ثمّ إنّه لا دليل فيه على ما ذهبوا إليه- لو سلّمنا بصحته جدلاً-، فكيف وقد تقرّر كونه مكذوباً.
فأين الدليل على حسد عائشة رضي الله عنها لـعلي رضي الله عنه؟!
وأين الدليل على بُغض عائشة رضي الله عنها لـخديجة رضي الله عنها؟
وقد تقدّم أنّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تغار من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لـخديجة رضي الله عنها، وليس في ذلك ما يُرشد إلى بغضها لها.
ثمّ كيف تعدى هذا البغض إلى ابنتها فاطمة، وإلى زوج ابنتها علي؟
 وقد تقدّم ما يدلّ على عكس هذا..
بل إنّ الصدّيقة رضي الله عنها كانت تنكر وجود أية عداوة بينها وبين أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وكانت تقول إثر معركة الجمل: (واللهِ ما كان بيني وبين علي في القديم إلاّ ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنّه عندي على معتبتي من الأخيار)، فأجابها رضي الله عنه أمام النّاس -وهو الصادق فيما يقول-: (يا أيها النّاس صدقت والله وبرَّتْ، ما كان بيني وبينها إلاّ ذلك، وإنّها لزوجة نبيّكم صلى الله عليه وسلّم في الدنيا والآخرة).([280]).
فأين ما يزعم الشيعة وجوده؟!
أمّا السبب الأخير الذي ذكروه: فلا يشكّ عاقلٌ في كونه مكذوباً بمجرّد قراءته، وفيه طعن في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وغيرته وحيائه، وكتبهم مليئة بأمثاله:
فقد روى سليم بن قيس عن علي رضي الله عنه أنّه أخبر النّاس بأفضل منقبة له -تأمّلوا: أفضل منقبة له-، فقال: (... وسافرت مع رسول الله ليس له خادم غيري، وكان له لحاف ليس له لحاف غيره، ومعه عائشة. وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره. فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمسّ اللحاف الفراش الذي تحتنا...)([281])- وإذا لم تستح فقل ماشئت-.
والشيعة يمدحون أئمتهم. مما هو إلى الذمّ أقرب.
وقد أورد الشيعة هذا الخبر وأمثاله في مدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه ظناً منهم أنه في مدحه رضي الله عنه، ولكن غفلوا عن أنّه ينطوي على الذمّ الشديد..
من صور بُغض عائشة لـعلي -كما يزعم الشيعة-:
يذكر الشيعة من صور بُغض عائشة رضي الله عنها -وحاشاها ممّا نسب إليها الشيعة- لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه الشيء الكثير..
- منها ما كان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
- ومنها ما كان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم..
 فمن الصور التي كانت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكر الشيعة:
(أ) منعها من دخول علي على رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم حين دعا ربّه أن يأتيه بأحبّ خلقه إليه ليأكل معه من الطائر المشوي:
فقد أسند الطبرسي في كتابه الاحتجاج -زوراً وكذباً- إلى جعفر الصادق يرفعه إلى آبائه «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاع، فطلب من الله، فجاءه جبرائيل عليه السلام بطير، فقال النبي: اللهمّ يسّر عبداً يُحبُّك ويُحبّني يأكل معي. فلم يأتِ أحد. فقال ثانية: اللهمّ يسر عبداً يحبّك ويُحبّني وأُحبّه. فلم يأت أحد. فقال ثالثة: اللهمّ يسر عبداً يُحَبّك وتُحبّه ويُحبّني وأحبّه. فسمع صوت علي، فقال لـعائشة: أدخليه... ثمّ سأله رسول الله: أخبرني ما أبطأك عنّي؟ فقال: طرقتُ الباب مرّة، فقالت عائشة: نائم. فانصرفت. وطرقته ثانية، فقالت: على الحاجة. فرجعتُ. وجئتُ وطرقته ثالثاً عنيفاً، فسمعتك يا رسول الله وأنت تقول لها: أدخلي علياً... فكلّمها رسول الله، فقالت: اشتهيتُ أن يكون أبي. فقال لها: ما هذا بأوّل ضغن بينك وبينه، لتقاتلينه وإنّه لك خير منك له، ولينذرنّك بما يكون الفراق بيني وبينك في الآخرة...»([282]).
وهذه القصة بالإضافة إلى كونها مكذوبة، فإنّها تُخالف المشهور في حديث الطائر عند الشيعة أنفسهم:
فقد أسند جمهور الشيعة إلى أئمّتهم أنّ الذي منع علياً من الدخول هو أنس بن مالك رضي الله عنه، وليس عائشة رضي الله عنها؛ لرغبته أن يكون الداخل رجلاً من الأنصار.([283])
وقصّة منع أنس رضي الله عنه لـعلي رضي الله عنه من الدخول على رسول الله ليأكل معه الطائر من القصص المكذوبة التي ملأ الشيعة بها كتبهم، في محاولة منهم لتشويه صورة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابى الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه.
فللحديث طرقٌ كثيرة، ولكن لا يصحّ منها شيء..
وعلى هذا أجمع أهل السنة.([284]).
وممّن قال بعدم صحّة شيء من هذه الطرق من حفّاظ أهل السنة -على سبيل المثال، لا الحصر-: العقيلي([285])، والبزار([286])، وأبو بكر بن أبي داود([287])، وأبو يعلى الخليلي([288])، ومحمد بن طاهر المقدسي([289])، ومحمد ناصر السلامي([290])، وابن الجوزي([291])، وابن تيمية([292])، والذهبي([293])، وابن كثير([294])، وابن حجر([295])، والدميري([296])، والشوكاني([297])، والألباني([298])، وغيرهم.([299])
وهذه نبذة يسيرة من أقوال علماء الحديث فيه:
قال أبو يعلى الخليلي: (ما([300]) روى في حديث الطائر ثقة. رواه الضعفاء مثل إسماعيل بن سلمان الأزرق وأشباههم، ويردّه جميع أئمّة الحديث).([301])
وقال الحافظ محمد بن ناصر السلامي (ت550هـ) عن حديث الطائر: (حديث موضوع، إنّما جاء من سُقّاط أهل الكوفة، عن المشاهير والمجاهيل، عن أنس).([302])
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إنّ حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بحقائق النقل).([303])
وقال الحافظ ابن حجر: (هو خبرٌ منكر).([304])
وخلاصة القول: أنّ الحديث غير صحيح كما ذكر ذلك علماء أهل السنة.
وما كان كذلك فلا يُحتجّ به..
فكيف إذا انضمّ إلى ذلك رواية المبتدع له تقوية لبدعته.
- وإنما أشرتُ إلى حديث الطائر- من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه- لأُدلّل على تناقض الشيعة الرافضة وكثرة الكذب والاختلاف في كتبهم.
 فجمهور الشيعة -إذاً- يرون أنّ أنساً رضي الله عنه هو الذي منع علياً رضي الله عنه من الدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يرى أنّ عائشة رضي الله عنها هي التي منعت،..
وهكذا؛ صارت الأمور محكومة بالأهواء.
(ب) زعم الشيعة أنه بلغ من عداوة عائشة لـعلي أن كنّت عن اسمه بـ(رجل) كراهية أن تذكر اسمه.([305]):
واستدلّوا بما روته عائشة -في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه -؛ من قصّة مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاة أبي بكر بالنّاس، وخروج الرسول صلى الله عليه وسلم بين رجلين أحدهما العباس، والآخر لم تُسمِّه عائشة؛ وهو علي؛([306]) كما صرّح ابن عباس بذلك في روايات أخرى صحيحة.([307])
 وقالوا: لم تسمه بسبب بغضها وعداوتها له.
ويقال للشيعة: كيف أنكرتم صلاة أبي بكر رضي الله عنه بالناس –لمخالفة ذلك لأهوائكم-، وزعمتم أنه خبر واحد، وأنه من رواية النواصب. ثمّ استدللتم على كراهية عائشة لـعلي رضي الله عنه بالحديث نفسه الذي أنكرتموه ورددتموه؟!
لماذا؟ ألأنّه وافق حاجة في صدوركم!
فلِمَ تُؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟!
أما كان الأجدر بكم أن تأخذوا بهذا الحديث كلّه ما دام مخرّجاً في صحيح الإمام البخاري الذي يُعتبر أصحّ كتب الحديث؟ وما دام قد أقرّه حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما؟
إنّ عائشة رضي الله عنها لم تذكر اسم عليّ رضي الله عنه، وهذا صحيحٌ مسلَّم..
ولكن: ما الحامل لها على عدم ذكر اسمه؟
- هل لأنّها لم تره؛ لأنّها كانت وراء الحجاب؟
- أو لأنّها سمعت صوت العباس ولم تسمع صوت علي، فعرفت أحد الرجلين ولم تعرف الآخر؟([308])
- أو لأنّها كانت واجدة على علي؛ لأنّه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا استشاره في أمرها زمن الإفك: النساء غيرها كثير؟
كلّ هذه الأمور محتملة..
ولكنّ الأمر الأخير أبعدها عن التصديق؛ لأنّ أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه لم يخض في الإفك كما خاض غيره، وكان نصيب الخائضين من عائشة رضي الله عنها العفو والصفح، حتى إنّها كانت تُنافح عنهم إذا ذكرهم أحد أمامها بسوء:
فهذا حسان بن ثابت رضي الله عنه كان من الخائضين في الإفك، وكان ممّن أكثر في رمي عائشة رضي الله عنها.([309])
ومع ذلك لم تحقد عليه الصدّيقة رضي الله عنها، بل كانت تنهى عن سبِّه أو الإساءة إليه:
 ففي صحيح البخاري أنّها قالت لـعروة بن الزبير لمّا أخذ يسبّه: (لا تسبّه، فإنّه كان يُنافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).([310])
وقالت لـمسروق نحواً من هذا الكلام.([311])
وكانت إذا دخل عليها حسان ألقت إليه وسادة ليجلس عليها.([312])أفيُعقل أن تُقدّر مواقف حسان مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فتُغضي عن إساءته البالغة إليها، ولا تُقدر مواقف أمير المؤمنين علي رضي الله عنه مع النبي، وبلاءه الحسن معه، وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله عز وجل؟!
إنّ من درس أخلاقها رضي الله عنها، واطّلع على مناقبها، يعلم مدى عفوها وصفحها عن كثير من الهنات التي صدرت عن أشخاص أبلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دون بلاء علي رضي الله عنه، ويُدرك أنّ ما بينها وبين علي رضي الله عنه كما بين الأحماء؟ كما أخبرت رضي الله عنها بذلك، وصدَّقها علي رضي الله عنه في قولها.([313])
(ج) زعم الشيعة أن عائشة رضي الله عنها كانت تمنع الناس من التحدث بفضائل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:
ذكر البياضي أنّ «فاطمة لمّا زُفّت إلى علي، قالت نسوة الأنصار: أبوها سيّد النّاس. فقال النبي صلى الله عليه وآله: قلن: وبعلها ذو الشدّة والبأس. فلم يذكرن علياً. فقال في ذلك: فقلن: منعتنا عائشة. فقال: ما تدع عائشة عداوتنا أهل البيت».([314])
وقد تقدم بيان كذب هذه القصة، واختلاق الشيعة لها، وهي واحدة من عشرات القصص المكذوبة التي ملأ البياضي بها كتابه.([315])
* من صور بغض عائشة لـعلي -بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم- كما ذكر الشيعة:
(أ) كراهتها استخلافه، كما تقدم.([316])
يزعم الشيعة الرافضة أنّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها كرهت استخلاف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأثارت مبايعته الحقد في قلبها، فخرجت عليه..
يقول هاشم معروف الحسيني: (مبايعة النّاس لـعلي أثارت في قلبها الحقد، فخرجت عليه تزعم أنّها تُطالب بدم عثمان).([317])
وهذا الزعم يردّه ما ثبت عنها رضي الله عنها من أنّها أمرت النّاس حين استشاروها: مَنْ يُبايعون بعد عثمان رضي الله عنه؟ أن يبايعوا علياً رضي الله عنه وأن يلزموه.([318])
فقد أخرج ابن أبي شيبة رواية طويلة، جاء فيها استشارة الأحنف بن قيس لـطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم فيمن يُبايع بعد عثمان؟ فكلّهم قال: (نأمرك بـعلي. قال: وترضونه لي. قالوا: نعم. قال الأحنف: فمررتُ على علي بـالمدينة فبايعته، ثمّ رجعتُ إلى البصرة، ولا أرى إلاّ أنّ الأمر قد استقام...).([319])
وقد صحّح الحافظ ابن حجر رحمه الله إسناد هذه الرواية.([320])
وذكر المفيد -الملقب عند الشيعة بشيخ الطائفة- نحواً من هذه الرواية، وجاء فيها: أنّ الأحنف بن قيس قدم على عائشة وهي في مكة - وكان عثمان محاصراً-، فقال لها: (إنّي لأحسب هذا الرجل مقتولاً، فمن تأمريني أن أُبايع؟ فقالت: بايع علياً).([321])
فهذا شاهد من أهلها يشهد أنّ عائشة رضي الله عنها كانت تحضّ النّاس على بيعة علي رضي الله عنه، فكيف يزعم الشيعة بعدها أنّها كرهت استخلافه، وأثارت مبايعته الحقد في قلبها؟!
(ب)- خروجها على علي رضي الله عنه لما سمعت نبأ استخلافه بُغضاً له، وطمعاً في أن يكون الخليفة ابن عمها طلحة، على حد زعم الشيعة:([322])
يزعم الشيعة الرافضة أنّ عائشة رضي الله عنها قد ارتكبت فاحشة كبيرة بخروجها على علي رضي الله عنه.
ويزعمون أنّ قوله تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)) [الأحزاب:30] قد انطبق عليها حينما خرجت على علي رضي الله عنه؛ حيث فسّروا الفاحشة بأنّها: قتال علي رضي الله عنه.([323])
ويزعمون أنّها خالفت أمر ربِّها بخروجها؛ حيث أمرها وأمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلن بيوتهنّ لهنّ مقرّاً ولا يخرجن منها:
قال المفيد: (إنّ كتاب الله المقدَّم في الحجة على ما تعمده من أثر وخبر وسنّة قد أوضح ببرهانه على إقدام المرأة على الخلاف له من غير شبهة... بقوله تعالى لها ولجميع نساء النبي: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)) [الأحزاب:33] فخرجت من بيتها مخالفة لأمر الله وتبرّجت بين الملأ والعساكر في الحروب تبرّج الجاهلية الأولى).([324])
وبنحو قوله قال حيدر الآملي([325])، وابن المطهر الحلي([326])، وابن طاوُس([327])، والبياضي([328]) والجزائري([329])، ومرتضى العسكري([330]) وغيرهم.([331])
 وزعم الشيعة أنّ قول الله سبحانه وتعالى: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)) [الأحزاب:33] إنّما نزل في عائشة بسبب خروجها على علي رضي الله عنه..
واستدلّوا على هذا الزعم بالحكاية المكذوبة التي أسندها ابن بابويه القمي الملقّب عند الشيعة بـالصدوق إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفيها قوله: «قلت للنبي: يا رسول الله من يُغسّلك إذا متّ؟ قال يُغسِّل كلّ نبي وصيّه. قلت: فمن وصيّك يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب. قلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟ قال: ثلاثين سنة؛ فإنّ يوشع بن نون وصي موسى عاش بعد موسى ثلاثين سنة، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام، فقالت: أنا أحقّ منك بالأمر، فقاتلها، فقتل مقاتليها، وأسرها وأحسن أسرها. وإن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفاً من أُمَّتي فيُقاتلها، فيقتل مقاتليها، ويأسرها فيُحسن أسرها. وفيها أنزل الله عز وجل: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)) [الأحزاب:33]»([332])
ويزعم الشيعة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر عائشة بأنّها ستقاتل علياً وهي ظالمة له،([333]) وحذّرها من ذلك، وبيَّن لها أنّ خروجها عليه سيكون سبباً في طلاقها:
قال المفيد: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عائشة، وقد بيَّن ما يكون منها على علمٍ منه في مصيرها وعاقبة أمرها، ثمّ نهاها عن ذلك وزجرها، ودعا عليها لأجله وتوّعدها، فأقدمت على خلافه مستبصرة بعداوته، وارتكبت نهيه معاندة له في أمره، وصارت إلى ما زجرها عنه...).([334])إلى آخر ما ذكر الملقّب بشيخ الطائفة من الهذيان والبهتان الذي لم يُراقب الله سبحانه وتعالى في كتابته. وسيكون خصمه يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كذب عليه المفيد متعمّداً فأهان زوجه وأحب النّاس إلى قلبه.
 ولا يكتفي الشيعة بذكر هذا الكلام الرخيص الذي لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، ولا يقرب منها قيد أنملة، بل يروون في كتبهم أنّه صلى الله عليه وسلم حذر عائشة تحذيراً عامّاً -مع بقيّة نسائه-، ثمّ خصّها بتحذيرٍ آخر:
ففي الأول: يروون أنّه صلى الله عليه وسلم جمعها مع نسائه، ونهاهنّ جميعاً عن معصية علي، فقالت له عائشة: «يا رسول الله ما كنّا لتأمرنا بالشيء فنخالفه إلى ما سواه. فقال لها: بلى يا حميراء قد خالفت أمري أشدّ الخلاف، وايم الله لتُخالفين قولي هذا، ولتعصينه بعدي، ولتخرجين من البيت الذي أُخلّفك فيه متبرّجة قد حفّ بك فِئام من النّاس، فتُخالفينه ظالمة عاصية لربّك، ولينبحنّك في طريقك كلاب الحوأب، ألا إن ذلك كائن».([335])
- وفي رواية أسندها ابن بابويه القمي الملقب عند الشيعة بـالصدوق، والمفيد الملقّب عند الشيعة بشيخ الطائفة إلى ابن عباس رضي الله عنهما أنّه صلى الله عليه وسلم قال لأزواجه لمّا جمعهنّ: «ليت شعري! أيتكنّ صاحبة الجمل الأدبب، التي تنبحها كلاب الحوأب، فيُقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة، ثمّ تنجو بعد ما كادت».
- وزاد في رواية: «انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت».([336])
ومن التحذيرات الخاصّة التي زعم الشيعة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حذّر بها عائشة: قوله لها -كما زعموا كذباً وبهتاناً-: «أما تستحين أن تُحاربين لمن رضي الله عنه،([337]) إنّه عهد إليّ أنّه من خرج على علي فهو في النّار».([338])
 وقوله -كما زعموا- لـعلي وعائشة حاضرة: «قاتل الله من يُقاتلك، وعادى الله من عاداك. فقالت عائشة: ومن يُقاتله ويُعاديه؟ فقال لها: أنت ومن معك».([339])
وعلّق المفيد على هذا بقوله: (هذا الحديث يدلّ على عداوتها له).([340])
- وفي رواية قال لها: «أنت أوّل من يُقاتله».([341])
- وقال لها: «إنّ لأمّتي منك يوماً مُرّاً» -وفي رواية- «يوماً أحمر»...([342])
إلى آخر ما أحدث الشيعة الرافضة في هذا الباب من أكاذيب، ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكذبوا عليه متعمّدين، ومن كذب عليه صلى الله عليه وسلم متعمّداً، فسيتبوّأ مقعده من النّار؛ كما أخبر الصادق المصدوق([343]) صلى الله عليه وسلم!!
ويروي الشيعة في هذا الباب العجائب، ويملئون كتبهم بشتى أنواع الغرائب.
فمن ذلك ما يزعمونه من أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر علياً بأنّ عائشة ستخرج عليه، وطلب منه:
1/ أن يرفق بها -في بعض رواياتهم-([344])
2/ وأن يضربها -في بعض رواياتهم أيضاً-([345])
3/ وأن يُطلِّقها -في أكثر رواياتهم-، إذ الشيعة يعتقدون أنّ لـعلي رضي الله عنه حقّ فصم عصمة نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم منه صلى الله عليه وسلم بعد موته:
فقد أسند الملقب عند الشيعة بـالصدوق إلى الحسن العسكري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل طلاق أزواجه بيد علي بن أبي طالب، وقال له -على حدّ زعمهم-: «يا أبا الحسن إنّ هذا الشرف باقٍ لهنّ ما دمن لله على الطاعة، فأيتهنّ عصت الله بعدي بالخروج عليك فطلّقها في الأزواج، وأسقطها من تشرّف الأمّهات، ومن شرف أمومة المؤمنين»([346])
- وفي رواية-: «فمن عصتك منهنّ فطلّقها طلاقاً يبرأ الله ورسوله منها في الدنيا والآخرة».([347])
- وفي رواية-: «لم ترنِ ولم أرها في عرصات القيامة».([348])
- وقال الطبرسي: (وروي عن الباقر (ع) أنّه قال: لمّا كان يوم الجمل وقد رشق هودج عائشة بالنبل، قال أمير المؤمنين (ع): والله ما أراني إلا مطلّقها، فأُنشد الله رجلاً سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «يا علي أمْر نسائي بيدك من بعدي» لما قام فشهد؟ فقال: فقام ثلاثة عشر رجلاً فيهم بدريّان، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لـعلي بن أبي طالب (ع): «يا علي أمْرُ نسائي بيدك من بعدي» قال: فبكت عائشة، حتى سمعوا بكاءها...).([349])
ويروي الشيعة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عائشة رضي الله عنها بأنّ علياً رضي الله عنه سيُنذرها بما يكون به الفراق بينها وبين رسول الله في الآخرة.([350])
وهم يزعمون أنّ علياً قد أنذرها قبل وقعة الجمل، وقال لها: (إنّك قد أرهجت على الإسلام وأهله بفتنتك، وأوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك، وإن كففت عنّي عزّزتك، وإلاّ طلّقتك).([351])
ويزعمون بأنّها لم تكف، بل حاربته، فطلقها...([352])على حدّ إفكهم وبُهتانهم، واختلاقهم وكذبهم..([353])
* أمّا كيفيّة خروج عائشة على علي -في نظر الشيعة-: فقد تقدم ما ذكروه في كتبهم، من أنّها رضي الله عنها -وحاشاها من إفكهم- لمّا كانت في طريق العودة إلى المدينة سمعت نبأ استخلاف علي رضي الله عنه، فساءها ذلك، ورجعت إلى مكة، وأخبرت النّاس أنّ عثمان رضي الله عنه قُتِلَ مظلوماً.([354])
ويزعمون أيضاً أنّها التقت -بعد ذلك- بـطلحة والزبير رضي الله عنهما إثر مبايعتهما لـعلي رضي الله عنهم، فحرّضتهما على الخروج عليه ونكث بيعته:
*- قال محمد علي الحسني -وهو من الشيعة المعاصرين-: (عائشة هي التي مهّدت لحرب الجمل).([355])
 *- وقال المفيد -الملقّب عندهم بشيخ الطائفة-: (جاء الزبير إلى عائشة فقالت له: يا أبا عبد الله! اشتركتَ في دم عثمان،([356]) ثمّ بايعت لـعلي، وأنت والله أحق بالأمر منه. فقال لها الزبير: أمّا ما صنعت مع عثمان، فقد ندمتُ منه، وهربتُ إلى ربّي من ذنبي ذلك، ولن أترك الطلب بدم عثمان، والله ما بايعتُ علياً إلاّ مكرهاً...).([357]).
ويزعم الشيعة أنّ طلحة والزبير نتيجة تحريض عائشة نكثا بيعة علي...([358])واتفقوا جميعاً -على حدّ قول الشيعة - على تأليب النّاس على علي:
قال علي البحراني -أحد علماء الشيعة -: (لولا عائشة وطلحة والزبير، لكان النّاس ماضين في طاعة علي).([359])
ويزعم الشيعة أيضاً أنّ عائشة وطلحة والزبير جمعوا جيشاً، وساروا جهة البصرة والكوفة،([360]) وكانت قيادة الجيش العامة لـعائشة..([361])
 وفي ذلك يقول بعض الشيعة شعراً قبيحاً:([362])
آضت أمور الورى إلى امرأةٍ                    وليتها لم تكن إذاً آضتْ
مبشر جاء يبشِّرنا                      أميرة المؤمنين قد باضتْ
هبها تصليّ بنا إذا طهرتْ                       فمنْ يصلي بنا إذا حاضتْ
ويدّعي الشيعة أنّ عائشة رضي الله عنها لمّا خرجت على علي، أرسلت إليها أم سلمة رضي الله عنها كتاباً تُحذّرها فيه من مغبّة فعلها، فقد أسند ابن بابويه القمّى -الملقّب عند الشيعة بـالصدوق - إلى أبي مخنف لوط بن يحيى -الشيعي المحترق، والأخباري التالف-،([363]) يروي عن أبي أخنس الأرجي -لا يُعرف-([364])، قال: «لمّا أرادت عائشة الخروج إلى البصرة، كتبت إليها أم سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه وآله: أمّا بعد، فإنّك سدّة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين أمّته، وحجابه المضروب على حرمته، وقد جمع القرآن ذيلك، فلا تندحيه، وسكن عقيراك فلا تصحريها، إنّ الله من وراء هذه الأمّة. قد علم رسول الله صلى الله عليه وآله مكانك، ولو أراد أن يعهد إليك لفعل. ولقد عهد فاحفظي ما عهد، فلا تخالفي فنخالف بك، واذكري قوله عليه السلام من نباح الكلاب بـحوأب، وقوله: ما للنساء والغزو وقوله: انظري يا حميراء ألا تكوني أنت.. فقالت عائشة: ما أقبلني لوعظك، وما أعرفني بنصحك، وليس الأمر على ما تظنّين، ولنعم المسير مسيراً فزعت إليّ فيه فئتان متشاجرتان، إن أقعد ففي غير حرج، وإن أنهض فإلى ما لا بُدّ من الازدياد منه... إلخ».([365])
ويروي بعض الشيعة أن طلحة والزبير جاءا من المدينة إلى مكة، ودخلا على عائشة، وحرّضاها على الخروج على علي -وهذا خلاف المشهور عندهم -كما تقدم- فاستشارت أم سلمة، -وكانت بـمكة - وقالت لها: (إنّ ابن عمّي وزوج أختي أعلماني أنّ عثمان قُتِل مظلوماً، وأنّ أكثر النّاس لم يرض ببيعة علي، وأنّ جماعة ممّن بـالبصرة قد خالفوا، فلو خرجت بنا لعلّ الله أن يُصلح أمر أمة محمّد على أيدينا؟ فقالت لها أم سلمة: إنّ عماد الدين لا يُقام بالنساء، حماديات النساء غضّ الأبصار، وخفض الأطراف، وجرّ الذيول، إنّ الله وضع عنّي وعنك هذا).([366])
ويزعم الشيعة أنّها لم تستجب لنصائح أم سلمة لها، بل خرجت مع طلحة والزبير ومن معهما، وساروا نحو البصرة..
* ومن الحوادث التي وقعت في الطريق أثناء ذهاب جيش عائشة إلى البصرة؛ كما يروي الشيعة الرافضة:
أنّ جيش عائشة مروا بماء يُقال له ماء الحوأب، فنبحتهم كلابه، فقالت عائشة: ما هذا الماء؟ فقال بعضهم: ماء الحوأب. فقالت عائشة: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ردّوني ردّوني، هذا الماء الذي قال لي رسول الله: «لا تكوني التي تنبحك كلاب الحوأب».
 فأتاها القوم بمن شهد وأقسم أنّ هذا الماء ليس بماء الحوأب -على حدّ مزاعم الشيعة -..
* وهنا اختلف الشيعة الرافضة الإثنا عشرية في عدد الذين أقسموا لـعائشة أن الماء ليس بماء الحوأب على خمسة أقوال:
1/ ذكر اليعقوبي أنّهم أربعون.([367])
2/ وذكر الصدوق -نقلاً عن الإمام جعفر الصادق كما زعموا- أنّهم سبعون.([368])
3/ بينما اكتفت بعض رواياتهم بوصفهم أنّهم جماعة من الأعراب.([369])
4/ وذكر بعضها الآخر أنّ الحالف كان واحداً، هو عبد الله بن الزبير، وقيل: أبوه الزبير.([370])
5/ وذكر المسعودي أنّ ابن الزبير أقسم لـعائشة أنّ الماء ليس بماء الحوأب، ثمّ أقسم لها بعده طلحة بن عبيد الله، ثمّ شهد معهما خمسون رجلاً كشهادتهما..([371])
وهذه الأقوال الخمسة تُرشد إلى التناقض الواضح عند الشيعة؛ حيث تناقضوا فيما بينهم في جزئيّة بسيطة تتحدّث عن حادثة واحدة، وكان تناقضهم واضحاً جليّاً، ممّا يدلّ على كذبهم فيما يروونه ويتناقلونه.
* أما ما يرويه الشيعة من الحوادث التي وقعت عند تقابل الجيشين، وقبل بدء المعركة: فيزعمون أنّ عائشة رضي الله عنها رفضت الدخول في طاعة علي رضي الله عنه حين دعاها إلى الصلح والرجوع إلى بيتها، وأصرّت على حربه:
فقد أسند الملقّب بـالصدوق -وهو كذوب- إلى علي بن أبي طالب -زوراً وبهتاناً- أنّه قال: (دعوتُ المرأة إلى الرجوع إلى بيتها، والقومَ الذين حملوها على الوفاء ببيعتهم لي، والترك لنقضهم عهد الله عز وجل فيَّ، وأعطيتهم عن نفسي كلّ الذي قدرت عليه... فلم يزدادوا إلاّ جهلاً وتمادياً وغيّاً...)([372])
وهذه الرواية تُفيد أنّ علياً رضي الله عنه هو الذي طلب الصلح، ولكنّ عائشة ومن معها رفضوا.
بينما نجد رواية أُخرى عند الشيعة تُفيد أنّ التي طلبت الصلح هي عائشة، وأنّ الذي رفضه هو علي رضي الله عنه.([373])
وهذا من تناقضات الشيعة الكثيرة التي ملئوا بها كتبهم.
ويدعّي الشيعة أن علياً رضي الله عنه أرسل غلاماً يحمل مصحفاً يدعو القوم إلى الصلح والدخول في طاعته، ولكنّ عائشة أمرت بقتله.([374])
ثمّ فتشّت عن رجل شديد العداوة لـعلي، فأرسلت معه الجواب على رسالته:
فقد أسند الصفّار، والراوندي -واللفظ للصفّار - إلى جعفر الصادق -زوراً وبهتاناً- أنّه قال: (إنّ عائشة قالت: التمسوا لي رجلاً شديد العداوة لهذا الرجل حتى أبعث إليه. قال: فأُتِيَتْ به، فمثل بين يديها، فرفعت إليه رأسها، فقالت: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟ قال: فقال: كثيراً ما أتمنّى على ربي أنّه وأصحابه في وسطي فضربت ضربة بالسيف، فسبق السيف الدم. قالت: فأنت له، فاذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعناً رأيته أو مقيماً، أما إنك إن رأيته راكباً على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله متنكّباً قوسه معلِّقاً كنانته بقربوس سرجه، وأصحابه خلفه كأنّهم طير صوافّ، فتُعطيه كتابي هذا، وإن عرض عليك طعامه وشرابه فلا تناولنّ منه شيئاً؛ فإنّ فيه السحر...- فذهب إليه، وأعطاه الكتاب، فطلب منه علي أن يُصيب من طعامه، فأبى، فأخبره علي بكلّ ما قالته له عائشة، ثمّ قال له: ارجع إليها بكتابي هذا، وقل لها: ما أطعت الله ولا رسوله حيث أمرك الله بلزوم بيتك، فخرجت تردّدين في العسكر... فجاء بكتابه حتى طرحه إليها، وأبلغها مقالته...)،- وزاد الراوندي -: (فقالت: ما نبعث إليه أحداً إلا أفسده علينا).([375])
* وأما ما يرويه الشيعة الرافضة من الحوادث التي وقعت عند بدء المعركة: فقد زعموا أنّ عائشة رضي الله عنها لمّا بدأت المعركة كانت تركب الجمل، وتحمل السلاح وترتجز:
شكوتُ رأساً قد مللت حمله                             وقد مللتُ دهنه وغسله
ألا فتى يحمل عنا كله([376])
وأخذت تُحرّض النّاس وتغريهم ليقتلوا علي بن أبي طالب.([377])وقُتِل حول جملها الكثير من النّاس، وهي مسرورة من ذلك.([378])
ويتعجّب الشيعة! كيف استبسل النّاس في الدفاع عنها، والموت حول جملها، حتى لا تُمسّ بسوء، بينما لم ينصر أحد منهم فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرجت تطالب بحقها من الميراث:
* يقول ابن طاوُس: (ومن طريف ذلك: أنّ عائشة بنت أبي بكر تخرج من مكة إلى البصرة لقتال علي بن أبي طالب عليه السلام، وقتل بني هاشم، وسفك دماء جماعة من الصحابة والتابعين والصالحين، فيخرج لنصرتها، وصحبتها، وصلة جناحها، ومساعدتها على الظلم والعدوان الخلق الكثير والجمّ الغفير، مع ما تقدم ذكره من سوء أحوالها، ومع ما كانوا يعلمون أنّ عائشة هتكت حجاب الله تعالى وحجاب رسوله).([379])
* ويقول البياضي: (وقد بذل أهل عسكرها مهجهم في رضاها، وقعدوا عن ابنة النبيّ صلى الله عليه وآله لمّا طلبت إرثها ونحلة أبيها، ولم يكن في معونة فاطمة كفرٌ ولا مجاهدة كما في عائشة، فقعودهم عنها أعظم نكراً كنهوضهم مع ابنة أبي بكر).([380])ثمّ أنشأ يقول:
ما صحّ أنّ المسلمين بأمّة                        لمحمّدِ بل أمّة لعتيق
جاءت تطالب فاطم بتراثها                     فتقاعدوا عنها بكلّ طريق
وتسارعوا نحو القتال جميعهم                             لما دعتهم ابنة الصدّيق
فقعودهم عن هذه ونهوضهم                              مع هذه يغني عن التحقيق
ويقول الحلي: (كيف أطاعها على خروجها إلى البصرة عشرات الألوف من المسلمين وساعدوها على حرب علي، ولم ينصر أحدٌ منهم بنت رسول الله صلى الله عليه وآله لمّا طلبت حقّها من أبي بكر، ولا شخص واحد كلّمه بكلمة واحدة).([381])
إلى آخر ما أوردوه في كتبهم من ترّهات.
ثمّ يروي الشيعة أنّ علياً تغلّب على أصحاب الجمل، وعقر جمل عائشة، وطلب من أخيها محمد أن يُنزلها دار ابنَي خلف الخزاعي، وأمر مناديه فنادى: لا يُدفف على جريح، ولا يتبع مدبر، ومن أغلق بابه فهو آمن.([382])

ثمّ أرسل علي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إلى عائشة، يطلب منها تعجيل الرحيل إلى المدينة، فدخل عليها بغير إذنها -كما يروي الشيعة- وجلس، فقالت له عائشة من وراء الستر: (يا ابن عباس! أخطأت السنّة؛ دخلتَ بيتنا بغير إذننا، وجلستَ على متاعنا بغير إذننا. فقال لها ابن عباس: نحن أولى بالسنّة منك، ونحن علّمناك السنّة، وإنّما بيتُك الذي خلّفك فيه رسول الله، فخرجت منه ظالمة لنفسك، غاشّة لدينك، عاتية على ربّك، عاصية لرسول الله صلى الله عليه وآله، فإذا رجعت إلى بيتك لم ندخله إلاّ بإذنك، ولم نجلس على متاعك إلاّ بأمرك. إنّ أمير المؤمنين (ع) بعث إليك يأمرك بالرحيل إلى المدينة وقلة العرجة... إلخ).([383])
وهذه القصة عمدتها أبو مخنف لوط بن يحيى الأخباري التالف، والشيعي المحترق، وقد تقدمت أقوال علماء الجرح والتعديل فيه.([384])
ويزعم الشيعة أنّ علياً رضي الله عنه دخل على عائشة بعد ذلك أيضاً، فقال لها: إيهاً يا حميراء! ألم تنتهي عن هذا المسير؟ فقالت له: يا ابن أبي طالب قدرتَ فاسجح... -وطلب منها أن ترجع إلى المدينة، فوافقت-.([385])
فوجّه معها سبعين امرأة من عبد القيس في ثياب الرجال، حتى وافوا بها المدينة، فنعت عليه في المدينة أنّه أرسل معها رجالاً، فانكشف حال النسوة، ليظهر كذبها وافتراؤها -على حدّ قول الشيعة -.([386])
إلى آخر ما أوردوه في هذا الباب من الأكاذيب والترهات.
مناقشة مزاعم الشيعة هذه:
لقد أحدث قتل عثمان رضي الله عنه في بيته، وفي حرم نبيّه صلى الله عليه وسلم، وفي الشهر الحرام؛ ذي الحجّة، توجّعاً عند المسلمين، وكان لا بُدّ من القصاص من قتلته.
والذي يُطالب بتنفيذ القصاص هو الخليفة بعد عثمان، أي: علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فبعد مقتل عثمان رضي الله عنه بايع الصحابة رضي الله عنهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورآه كلُّ واحدٍ منهم -وقتذاك- أحقّ الخلق وأولاهم بالخلافة، فقد اجتمعت فيه رضي الله عنه فضائل الصفات، واستجمع مناقب منيفة أهّلته لتولّي الخلافة بعد الخلفاء الراشدين الثلاثة.
 وبعد تولّيه رضي الله عنه الخلافة طُولب من بعض الصحابة بإيقاع القصاص على قتلة عثمان الذين كانوا لا يزالون في المدينة.
ولكنّ الأمر ليس بالسهولة التي يظنها المطالِبون بذلك. إذ كانت لهؤلاء الغوغاء قوة وقبائل يذبّون عنهم، وكان يُخشى من بطشهم، ويُخاف من أذاهم.
فقد خشي حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما على علي رضي الله عنه منهم.
وقد كره أن يُبايَع علي بيعةً عامّةً أمام النّاس خشية أن يُصيبه الغوغاء بسوء؛ فقال يحكي عن ذلك: (فلقد كرهتُ أن يأتي-يعني: علياً - المسجدَ مخافة أن يُشغب عليه، وأبى هو إلا المسجد. فلمّا دخل، دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه، ثمّ بايعه النّاس).([387])
وخوف ابن عباس على علي رضي الله عنه من قتلة عثمان، يُرشد إلى إمساكهم بزمام الأمور في المدينة.
وقد بايع طلحة والزبير رضي الله عنهما علياً رضي الله عنه، راضيَيْن غير مكرَهَيْن؛ لعلمهما أنّه أحقّ الموجودين بالخلافة.
 ولم يُعارضا بيعته، بل رُوي عنهما وعن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّهم أمروا النّاس بمبايعته.([388])
ولكنّهما -أعني: طلحة والزبير - طالبا علياً بعد تولّيه الخلافة بإيقاع القصاص على قتلة عثمان:
روى الطبري أنّ طلحة والزبير دخلا على علي في عدة من الصحابة، وقالوا له: (يا علي إنّا قد اشترطنا إقامة الحدود، وإنّ هؤلاء القوم قد اشتركوا في دم هذا الرجل، وأحلّوا بأنفسهم. فقال لهم: يا إخوتاه إني لستُ أجهل ما تعلمون، ولكنّي كيف أصنع بقومٍ يملكونا ولا نملكهم. هاهم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم، وثابت إليهم أعرابكم، وهم خلالكم يسومونكم ما شاءوا. فهل ترون موضعاً لقدرة على شيء ممّا تُريدون؟ قالوا: لا. قال: فلا والله لا أرى إلاّ رأياً ترونه إن شاء الله...).([389])
وطلب منهم أن يُمهلوه حتى تهدأ القلوب.
 ثم أمر مناديه أن ينادي: (برئت الذمة من عبدٍ لم يرجع إلى مواليه. يا معشر الأعراب الحقوا بمياهكم).([390])
فأبت السبئية -وهم رءوس الفتنة- أن يرجعوا، وبقوا في المدينة. فطلب طلحة والزبير من علي أن يأذن لهما أن يأتيا البصرة والكوفة لإحضار قوّة من الجند لمعاقبة الغوغاء، لكنّه لم يأذن لهما.
وتعلّل رواية الطبري عدم إذنه لهما: بانزعاجه رضي الله عنه من هرب بني أُمية، ورجوع سهل بن حنيف بعد أن أرسله عاملاً على بلاد الشام، إذ كانت خيل معاوية قد ردّته.([391])
فلمّا لم يأذن لهما في ذلك، استأذناه في الذهاب إلى مكة، فأذن لهما.([392])
فأتيا مكة، واجتمع رأيهما مع رأي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على المطالبة بدم عثمان، ومعاقبة السبئية والغوغاء الذين ثاروا عليه وقتلوه.
 ولم يكن أحدٌ منهم كارهاً لخلافة علي رضي الله عنه أو منازعاً له فيها، بل كان كلّ مطلبهم قتل قتلة عثمان رضي الله عنه: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (إن أحداً لم ينقل أن عائشة ومن معها نازعوا علياً في الخلافة، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة. وإنِّما أنكرت هي ومن معها على علي منعه من قتل قتلة عثمان، وترك الاقتصاص منهم).([393])
وبعض الشيعة يعترف بذلك: فهذا البياضي -مثلاً- يذكر أنّ عائشة طلبت من علي قَتْلَ قتلة عثمان، فأبى ذلك.([394])
وقد كان لأمير المؤمنين رضي الله عنه عذره في تأخير تنفيذ القصاص في قتلة عثمان، وقد ذكره رضي الله عنه مراراً.
أمّا خروج طلحة والزبير ومن معهما إلى البصرة، فلم يكن يتعارض مع هذا العذر، بل كان يتوافق معه؛ لأنّ قصدهم من السير إلى البصرة كان جمع قوّة تتمكّن من معاقبة الثائرين، والاقتصاص منهم لدم عثمان رضي الله عنه.
 وهذا ما صرّح به طلحة والزبير حين سألهم علي عن الغرض من الخروج إلى البصرة والكوفة:
فقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن زيد بن وهب في قصّة إرسال علي لـابن عباس إلى طلحة والزبير وأصحابهما، وفيها: (فقال علي لـطلحة والزبير: ألم تُبايعاني؟ فقالا: نطلب دم عثمان...).([395])
وقد صحّحه الحافظ ابن حجر.([396])
فلم يكن خروج طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم إلى البصرة خروجاً على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، بل كان خروجاً لجمع قوة تتمكّن من الاقتصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه.
وقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعلم بكتاب الله تعالى من المطالبين بدم عثمان.([397])
وقد ظنّ المطالبون بدم عثمان أنّهم مصيبون في هذه المطالبة، لكنّهم لم يُصيبوا، فلهم أجر الاجتهاد، وفاتهم أجر الصواب.
 ولمّا خرج المطالبون بدم عثمان - طلحة والزبير وعائشة ومن معهم- إلى البصرة، وسمع علي رضي الله عنه بخروجهم، أراد أن يردهم عن مقصدهم، ولم يكن يُريد قتالهم، وإنّما أراد أن يُنزلهم على رأيه من التريث في معاقبة القتلة حتى يهدأ النّاس..
ويدلّ على ذلك: أنّه لمّا كان في الربذة، قام إليه ابن لـرفاعة بن رافع، فقال: (يا أمير المؤمنين أيّ شيء تُريد؟ وإلى أين تذهب بنا؟ فقال: أمّا الذي نُريد وننوي فالإصلاح إن قبلوا منّا وأجابونا إليه. قال: فإن لم يُجيبوا إليه؟ قال: ندعهم بعذرهم، ونعطيهم الحق، ونصبر. قال: فإن لم يرضوا؟ قال: ندعهم ما تركونا. قال: فإن لم يتركونا؟ قال: امتنعنا منهم).([398])
فـعلي رضي الله عنه إنّما خرج بقصد الإصلاح، وإنزال المطالبين بدم عثمان على رأيه في التريث في معاقبة القتلة، مع علمه رضي الله عنهم أنّهم لم يخرجوا عليه؛ كما أفادت الرواية التي تقدمت.([399])
فلم يكن طلحة والزبير ومن معهما كارهين لخلافة علي رضي الله عنه، وإنّما ظنّوا أنّ في خروجهم إلى البصرة مصلحة للمسلمين.
 وكذا أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم تُقاتل، ولم تخرج لقتال، وإنّما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنّت أنّ في خروجها مصلحة للمسلمين. ثمّ تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلّ خمارها.([400])
ولم يكن مطلب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لمّا التقى بهم سوى النزول على رأيه، والدخول في طاعته، ثمّ يتعاونون جميعاً على قتلة عثمان.
وقد لقي استجابة منهم؛ حتى إنّهم أشرفوا على الصلح، وكادت كلمتهم أن تجتمع.([401])
ولكن: أنّى لمن علم أنّ هذا الصلح على دمه أن يهدأ أو يرضى بهذا الصلح؛ إنّهم بعض قتلة عثمان رضي الله عنه، اندسّوا في الجيشين، فلمّا رأوا تباشير الصلح، تآمروا فيما بينهم على أن يتوزّعوا في الجيشين، فإذا كان الغَلَس أعملوا السلاح في الطرفين؛ فيظنّ كلّ فريق أنّ الخيانة من الآخر.([402])
وهذا ما حصل فعلاً.
وبذلك نجح قتلة عثمان في إثارة الفتنة بوقعة الجمل، فترتّب عليها نجاتهم، وسفك دماء المسلمين من الفريقين.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وخشي من نُسب إليهم القتل أن يصطلحوا على قتلهم، فأنشبوا الحرب بينهم، إلى أن كان ما كان).([403])
وهكذا وقعت المأساة، ونشب القتال، وبُذلت محاولات كثيرة لإيقافه فلم تنجح، فـالسبئية لا تفتر إنشاباً، وعلي يُنادي: أيها النّاس كفّوا فلا شيء.
وكان كلّ واحدٍ من الطرفين حريص على إطفاء شرارة هذه الحرب، ولكنّ السبئية عملوا على إذكاء نارها، وزيادة إيقادها. وقد أدرك كلا الفريقين أنّ قتلة عثمان هم الذين أنشبوا الحرب، فما كان منهم إلاّ أن ضجّوا إلى الله بالدعاء أن يلعن قتلة عثمان وأشياعهم.([404]).
وهكذا عجزوا عن ردّ هذه الفتنة التي لم تُصب الذين ظلموا خاصّة، بل تعدّتهم إلى من لم يظلِم؛ فانتهت بمقتل طلحة والزبير رضي الله عنهما، وعقر الجمل الذي كانت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها تركبه.
وحُملت أم المؤمنين إلى دار عبد الله بن خلف الخزاعي، وأُنزلت على صفية بنت الحارث. ثمّ جهّزها علي رضي الله عنه، وأرسلها إلى المدينة مع أخيها محمد بن أبي بكر، واختار لها نسوة من نساء أهل البصرة المعروفات لصحبتها رضي الله عنها.([405])
أما مزاعم الشيعة: فأكثرها باطل، لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة:
(1) فزعمهم أن الفاحشة المعنية بقوله تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ)) [الأحزاب:30] هي قتال علي والخروج عليه:
 زعمٌ باطل لم يقل به أحد من المفسِّرين، بل قالوا: إنّ المراد بها: النشوز وسوء الخلق. وقال بعضهم: كناية عمّا هو ظاهر القبح واضح الفحش. وقد عصم الله سبحانه وتعالى نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وطهّرهنّ، وبرَّأَهنّ. وإنّما خُصّوا بمضاعفة العذاب؛ لأنّهن لسن كأحدٍ من النساء.([406])
وقد تقدّم أن عائشة رضي الله عنها لم تخرج لقتال علي رضي الله عنه، بل خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنّت أنّ في خروجها مصلحة للمسلمين، ثمّ تبيّن لها فيما بعد أنّ ترك الخروج كان أولى.([407])
(2) أما زعمهم أنّ عائشة خالفت أمر رّبها بخروجها؛ حيث أمرها بلزوم بيتها في قوله تعالى مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)) [الأحزاب:33] فزعمٌ باطل أيضاً؛ فهي رضي الله عنها لم تتبرّج تبرّج الجاهلية الأولى التي كانت قبل الإسلام، ولم تُخالف أمر ربِّها في قوله سبحانه وتعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)؛ لأنّ الخروج لمصلحة لا يُنافي الأمر بالاستقرار في البيوت، كما لو خرجت للحج أو العمرة، أو خرجت مع زوجها في سفر؛ فإنّ هذه الآية قد نزلت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه سافر بأزواجه، وسافر بـعائشة وغيرها في حجّة الوداع، وأرسلها مع أخيها عبد الرحمن، وأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم. وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأقلّ من ثلاثة أشهر، بعد نزول هذه الآية التي احتجّ بها الشيعة الرافضة. وقد سافر الصحابة بأزواجه من بعده، وكنّ نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم يحججن؛ فقد حججن في خلافة الفاروق عمر رضي الله عنه، وفي خلافة ذي النورين عثمان رضي الله عنه؛ كما كنّ يحججن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعائشة رضي الله عنها حين خرجت إلى البصرة اعتقدت أنّ ذلك السفر فيه مصلحة للمسلمين، فتأوّلت في ذلك رضي الله عنها واجتهدت، والمجتهد مأجور في كلتا الحالتين؛ إن أصاب أو أخطأ.([408])وقد نقض ابن العربي المالكي -رحمه الله- احتجاج الرافضة هذا، وبيَّن بُطلان طعن الرافضة على عائشة بآية الأحزاب، وممّا قاله: (تعلّق الرافضة لعنهم الله بهذه الآية على أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ إذ قالوا: إنّها خالفت أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وخرجت تقود الجيوش، وتُباشر الحروب، وتقتحم مآزق الحرب والضرب فيما لم يفرض عليها ولا يجوز لها... -إلى أن قال: وأمّا خروجها إلى حرب الجمل: فما خرجت لحرب، ولكن تعلّق النّاس بها، وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة وتهارج النّاس، ورجوا بركتها في الإصلاح، وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت إلى الخلق. وظنّت هي ذلك، فخرجت مقتدية بالله في قوله: ((لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)) [النساء:114] وبقوله: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)) [الحجرات:9] والأمر بالإصلاح مخاطب به جميع النّاس من ذكر وأنثى، حر أو عبد، فلم يرد الله بسابق قضائه ونافذ حكمه أن يقع إصلاح، ولكن جرت مطاعنات وجراحات حتى كاد يفنى الفريقان، فعمد بعضهم إلى الجمل فعرقبه، فلما سقط الجمل لجنبه أدرك محمد بن أبي بكر عائشة فاحتملها إلى البصرة، وخرجت في ثلاثين امرأة قرنهنّ علي بها حتى أوصلوها إلى المدينة، برّة، تقيّة، مجتهدة، مصيبة، ثابتة فيما تأوّلت، مأجورة فيما تأوّلت وفعلت؛ إذ كلّ مجتهدٍ في الأحكام مصيب. وقد بيَّنّا في كتب الأصول تصويب الصحابة في الحروب، وحمل أفعالهم على أجمل تأويل...).([409])
فالمقصود أنّ خروجها رضي الله عنها كان لمصلحة، ولا يُنافي أمر الله سبحانه وتعالى لها ولنساء النبي صلى الله عليه وسلم بالاستقرار في البيوت بقوله عز وجل: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ).
(3) أما زعمهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حذّرها من قتال علي، وأخبرها أنّها ستقاتله وهي له ظالمة: فكلّ الأخبار التي استدلّوا بها على ذلك موضوعة.
إذ كلّ هذه الأخبار التي ساقوها، ونسبوها كذباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تُعرف في شيء من كتب العلم المعتمدة، وليس لها أسانيد معروفة، وهي بالموضوعات أشبه منها بالأحاديث الصحيحة، بل هي كذب قطعاً إلاّ: حديث الحوأب: الذي ذكره بعضُ أهل العلم:
إذ أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده، وأبو يعلى، والبزار، وابن حبّان وصححه، والحاكم من طريق قيس بن أبي حازم قال: لمّا أقبلت عائشة، بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب. قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب. قالت: ما أظنّني إلا راجعة. فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيُصلح الله ذات بينهم. قالت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم: «كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب».([410])
وفي إسناده: قيس بن أبي حازم، قال عنه يحيى بن سعيد: (منكر الحديث)، وسمى له أحاديث استنكرها، منها حديث كلاب الحوأب.([411])
وأخرجه الطبري أيضاً في تاريخه([412])، وفي إسناده:
[1] إسماعيل بن موسى الفزاري، قال عنه ابن عدي: (أنكروا منه غلوّاً في التشيّع)، وقال عبدان: (أنكر علينا هناد وابن أبي شيبة ذهابنا إليه، وقال: إيش عملتم عند ذاك الفاسق الذي يشتم السلف).
[2] علي بن عابس الأزرق، الذي يروي عنه إسماعيل بن موسى الفزاري، قال عنه ابن معين: (ليس بشيء)، وقال الجوزجاني والنسائي والأزدي: (ضعيف)، وقال ابن حبان: (فحش خطؤه فاستحق الترك).
[3] أبو الخطاب الهجري.
[4] صفوان بن قبيصة الأحمسي.
وكلاهما مجهولان.([413])
وقد علّق ابن الجوزي رحمه الله على حديث الحوأب بقوله: (يرويه عبد الرحمن بن صالح الأزدي الكوفي، قال موسى بن هارون: يروي أحاديث سوء في مثالب الصحابة. وقال ابن عدي: احترق بالتشيّع).([414])
وهكذا نرى أنّ الحديث لا يخلو من قادح.
ولا مطعن فيه بـعائشة رضي الله عنها لو قلنا بصحته؛([415]) لأنّ مضمونه الإخبار عن خروج أم المؤمنين، وليس فيه أدنى وعيد لها رضي الله عنها بسبب هذا الخروج الذي سبق القول فيه أنّه كان لمصلحة.
وهو ظاهر الدلالة على خطأ اجتهاد عائشة رضي الله عنها، وعلى أنّها قد نالت أجر الاجتهاد فقط.
ورواية أهل السنة لهذا الحديث تختلف عن رواية الشيعة الرافضة له؛ فليس فيه عند أهل السنة أنّ من كان مع عائشة كذب عليها، أو حلف كذباً أنّ هذا الماء ليس ماء الحوأب، أو غير ذلك من الأباطيل التي زادها الشيعة.
 وكلّ ما فعله من كان معها رضي الله عنها هو تذكيرها بالغرض الذي جاءت من أجله إلى البصرة؛ وهو الإصلاح. وهو من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم لو صحّ.
(4) أما ما زعموه من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم لـعلي بخروج عائشة عليه، وطلبه منه أن يرفق بها، أو يضربها، أو يطلقها -على اختلاف الروايات عند الشيعة -: فليس بصحيح على إطلاقه. أما طلبه أن يرفق بها:
1/ فقد روى البيهقي في دلائل النبوة، والحاكم في المستدرك بسنديهما عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خروج بعض أمّهات المؤمنين، وضحكت عائشة، فقال لها: انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت، ثمّ التفت إلى علي، وقال: يا علي إن ولّيت من أمرها شيئاً فارفق بها».([416])
 وعلّق عليه الحافظ ابن كثير رحمه الله بقوله: هذا حديث غريب جداً.([417])
وهذا الحديث لو صحّ فلا مطعن فيه بـعائشة، بل هو من معجزاته صلى الله عليه وسلم إذ غاية ما فيه الإخبار بخروج أمّ المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
2/ وروى الإمام أحمد بسنده عن أبي رافع أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لـعلي بن أبي طالب: «إنّه سيكون بينك وبين عائشة أمر. قال: أنا يا رسول الله؟! قال: نعم. قال: أنا؟! قال: نعم. قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله. قال: لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها».([418])
وقد ذكره ابن الجوزي رحمه الله في العلل، وقال: قال يحيى بن معين: الفضيل ليس بثقة.([419])يُشير بذلك إلى ضعف الحديث؛ لضعف أحد رواته -كما ذكر-
وفي تضعيفه نظر؛ فـالفضيل هذا قال عنه الذهبي: (حديثه في الكتب الستة، وهو صدوق).([420])وقال ابن حجر: (صدوق له خطأ كثير)،([421])وحسّن له هذا الحديث في الفتح.([422])
أما بقية رجال إسناد هذا الحديث فكلّهم ثقات؛ كما قال الهيثمي رحمه الله.([423])
وهذا الحديث حجّة على الشيعة الرافضة الذين لا يتحرّجون من سبّ أمّ المؤمنين رضي الله تعالى عنها؟ فهذا من يزعمون أنّه إمام لهم يتحرّج من مجرّد إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم له بأنّه سيكون بينه وبين أمّ المؤمنين رضي الله عنها أمر، ويصف نفسه بأنّه أشقاهم، وذلك لما يعلم من حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لها.
فما بالك بمن يُوجهون إليها شتّى أنواع المطاعن والتّهم.. ألا يتحرّجون من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبّهم زوجه وأحبّ النّاس إلى قلبه.
 (5) أما دعواهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب من علي إن خرجت عليه عائشة أن يضربها -في بعض الروايات- أو يُطلقها -في أكثر الروايات- وأنّه قد طلّقها: فدعوى باطلة، لم ترد في أي كتاب من كتب أهل السنة، بل ولا في كتب الأحاديث الموضوعة، ولم ترد إلاّ في كتب الشيعة الذين هم في غاية التناقض والكذب.
ويردّ هذه الدعوى ما ثبت عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنّه قال على منبر الكوفة وهو بين يدي الحسن بن علي رضي الله عنهما: (إنّ عائشة قد صارت إلى البصرة، وواللهِ إنّها لزوجة نبيّكم في الدنيا والآخرة).([424])
وقد أقرّه الحسن بن علي رضي الله عنهما على هذا، ولم يعترض على قسمه.
وتكرّر الأمر في محضر علي رضي الله عنه بعد نهاية المعركة:
فقد روى الإمام أحمد، والترمذي، والحاكم بأسانيدهم –واللفظ لـأحمد - أنّ رجلاً وقع في عائشة وعابها، فقال له عمار: (ويحك ما تُريد من حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟([425]) ما تُريد من أمّ المؤمنين؟ فأنا أشهد أنّها زوجته في الجنّة. بين يدَي علي، وعلي ساكت).([426])
فالقول بأنّ عائشة رضي الله عنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، بل وفي الجنّة وقع بين يدي إمامين- يعتقد الشيعة إمامتهما- ولم يُنكرا، بل وافقا وأقرّا.
فكيف يتفق هذا مع ما زعمه الشيعة من أنّ علياً طلقها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
 وقد خاطبها عمار رضي الله عنه بعد المعركة بـ(أم المؤمنين)، ووصف نفسه ومن معه بأنّهم بنوها، كما ذكر ذلك بعض الشيعة.([427])
وروى الإمام أحمد بسنده إلى عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت عائشة في الجنّة، كأني أنظر إلى بياض كفّيها، ليهون بذلك علي عند موتي».([428])
والأحاديث والآثار التي دلّت على أنّها رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة كثيرة جداً، وقد تقدم ذكر بعضها.([429])وقد اعترض بعض الشيعة على قول عمار بن ياسر رضي الله عنهما: (إنّها زوجته في الدنيا والآخرة) وحاولوا ردّه بشتى الحجج؛ كقولهم: غير صحيح، أو لم يسمعه من رسول الله، أو لم يعلم أنّها ستُقاتل علياً.([430])
 ووكلّها اعتراضات يردّها ظاهر الخبر.
(1) فقول عمار رضي الله عنه كان بين يدي شخصين يعتقد الشيعة إمامتهما.
(2) وقد قاله مرّتين فرّق بينهما الزمان والمكان.
(3) ودعوى أنّه لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم مطعن فيه، سيما أنّ قوله فيه الحكم لمعيَّن بالجنّة، وهو من أصول الاعتقاد، ولا يتجرّأ عليه إلاّ من كان عنده نصّ من قرآن أو سنّة.
(4) وقد قال هذا القول بعد معركة الجمل في محضر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، كما تقدم. فلا عبرة بقول الشيعة: إنّه لم يعلم أنّها ستقاتل علياً رضي الله عنه.
(5) وقد روي عن علي رضي الله عنه نحواً من قول عمار رضي الله عنه؛ فقد روى الطبري بسنده أنّ عائشة رضي الله عنها قالت لمّا عزمت على الارتحال إلى المدينة بعد ما جهّزها علي رضي الله عنه إثر معركة الجمل: (والله ما كان بيني وبين علي في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنّه عندي على معتبتي من الأخيار) وقال علي: (يا أيها النّاس صدقت والله وبرّت، ما كان بيني وبينها إلاّ ذلك، وإنّها لزوجة نبيّكم في الدنيا والآخرة).([431])
فهذا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يقول عن عائشة رضي الله عنها بعد موقعة الجمل: (إنّها لزوجة نبيّكم في الدنيا والآخرة).
فماذا يصنع الشيعة الرافضة في قوله هذا؟
هل يردونه؟
أم يقولون: لم يسمعه من رسول الله؟
أم يزعمون أنّه لم يعلم أنّها ستقاتله؟!
(6) أما زعمهم أنّ أم سلمة نصحتها بعدم الخروج، وذكرتها بخبر الحوأب: فغير صحيح. وفي إسناد الخبر أبو مخنف لوط بن يحيى، وقد تقدم أنّه شيعي محترق، وأخباري تالف، فلا يعتدّ بقوله، ولا كرامة.([432]).
ولقد أدركت أم سلمة رضي الله عنها كما أدرك غيرُها من الصحابة أنّ خروج عائشة رضي الله عنها كان عن اجتهاد منها؛ ترى أنّها بخروجها تُصلح بين المسلمين، وتُحاول جمع كلمتهم.
وقد بقيت أم سلمة رضي الله عنها تحترم عائشة وتُقدرها، وتذكر للنّاس فضائلها:
فقد روى محمد بن الحسن بن زبالة، والحاكم -واللفظ له- بسنديهما: (أنّ أم سلمة لمّا سمعت الصرخة على عائشة -يعني لمّا ماتت- قالت لجاريتها: اذهبي فانظري، فجاءت فقالت: وجبت. فقالت أم سلمة: والذي نفسي بيده لقد كانت أحبّ النّاس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أباها).([433])
(7)/ أما قصة دخول ابن عباس رضي الله عنهما على عائشة إثر معركة الجمل دون إذنها: فموضوعة، وفي إسنادها أبو مخنف لوط بن يحيى، وهو شيعي محترق، وأخباري تالف كما تقدّم.
والثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما شدّة احترامه لأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، وكثرة المدح لها.
ولقد دخل عليها وهي على فراش الموت، وقال لها: (كنت أحبّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن ليُحبّ إلا طيباً، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات، فليس في الأرض مسجدٌ إلا هو يتلى فيه آناء الليل وآناء النّهار... -إلى أن قال: فواللهِ إنّك لمباركة... إلخ).([434])
وينبغى أن يُعلم أنّ عائشة رضي الله عنها قد تأثّرت من خروجها إلى البصرة؛ فقد كان ظنّها أنّها ترأب صدع الأمة وتُصلحه، ولم يكن يخطر ببالها رضي الله عنها أنّ الأمر يصل إلى القتال وسفك الدماء. فلمّا وقع ما وقع تمنّت لو أنّها كانت نسياً منسيّاً، وودّت لو أنّها ماتت قبل يوم الجمل بعشرين سنة، وكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلّ خمارها.([435])
 المطعن العاشر: ادعاء الشيعة أن عائشة رضي الله عنها لم تَتُب من معاداتها لعلي رضي الله عنه، وحربها له:
يزعم الشيعة الرافضة أن عائشة رضي الله عنها قد كفرت نتيجة حربها لـعلي رضي الله عنه، ومعاداتها له، وأنها قد حملت من الأوزار الشيء الكثير لخروجها إلى حرب المجمع على إمامته، ولإباحتها دماء المسلمين وسفكها، ولإدخالها الشبهة على المستضعفين؛ فكانت السبب في هلاكهم إلى يوم الدين.([436])
 ويزعمون أنّها لم تتب من ذلك كلّه، وأنّها بقيت مصرّة على حربها لـعلي، وأنّها بقيت على عداوتها له ولأولاده إلى أن ماتت.([437])
أمّا بكاؤها رضي الله عنها عقب معركة الجمل، وإظهارها الندم، فيقول عنه الشيعة: إنّه لم يكن دليلاً على التوبة، بل بكت لأنّها فشلت في المعركة، ولم تُحقّق مآربها في النيل من علي والانتقام منه.([438])
ويستدلّ الشيعة على مزاعمهم هذه بأدلّة كلّها مكذوبة، لا أصل لها، وليست في كتب أهل العلم، بل لم يذكرها إلاّ الشيعة الرافضة الذين عرفوا بين النّاس بامتيازهم بكثرة الكذب، بل وبأنّهم أكذب الطوائف.
 ومما استدلوا به على مزاعمهم المتقدّمة:
(1) ما زعموه من أنّها امتنعت عن تسمية علي رضي الله عنه بإمرة المؤمنين بعد معركة الجمل.
واستدلّوا بالمحاورة المكذوبة التي ادّعوا أنّها جرت بين عائشة وابن عباس، وفيها قول ابن عباس لها: (إنّ أمير المؤمنين (ع) بعث إليك يأمرك بالرحيل إلى المدينة وقلّة العرجة. فقالت: رحم الله أمير المؤمنين ذاك عمر بن الخطاب. فقال ابن عباس: هذا والله أمير المؤمنين، وإن تربّدت فيه وجوه ورغمت فيه معاطس، أما والله لهو أمير المؤمنين (ع)، وأمسّ برسول الله رحماً، وأقرب قرابة، وأقدم سبقاً، وأكثر علماً، وأعلى مناراً، وأكثر آثاراً من أبيك ومن عمر. فقالت: أبيتَ ذلك... إلخ).([439])
 قال الشيعة الرافضة: وهذا دليل واضح على الإصرار على العداوة وعدم التوبة؛ فهي رغم عفو علي عنها بعد المعركة، لم تستطع أن تخفي حقدها عليه وكرهها له.([440])
وزعموا أنّ ابن عباس قال لـعلي بعد تلك المحاورة التي جرت بينه وبين عائشة: (دعها في البصرة ولا ترحلها. فقال (ع): إنّها لا تألوا شرَّاً، ولكني أردها إلى بيتها).([441])
وهذه القصة مكذوبة كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.([442])
ومن أدلتهم على عدم توبتها -كما زعموا-:
(2) زعمهم أنّها لمّا بلغها خبر قتل علي بن أبي طالب فرحت، واستبشرت..
واستدلّوا على ذلك بما رواه الطبري في تاريخه قال: (لمّا انتهى إلى عائشة قتل علي رضي الله عنه، قالت:
فألقت عصاها واستقرّت بها النوى                       كما قرّ عيناً بالإياب المسافر
 فمن قتله؟ فقيل: رجل من مراد. فقالت:
فإن يك نائياً فلقد نعاه                          غلامٌ ليس في فيه التراب
فقالت زينب بنت أبي سلمة: ألـعلي تقولين هذا؟ فقالت: إنّي أنسى، فإذا نسيت فذكّروني).([443])
وقد روى ابن جرير الطبري رحمه الله هذا الخبر بصيغة التمريض: (رُوِيَ)، ومعلوم أنّ الأسانيد في كتابه التاريخ مليئة برواة الشيعة الذي دسّوا في تاريخ المسلمين من السموم ما دسّوا، ومن أسند فقد أحال.
وقد استشهد الشيعة الرافضة بهذه القصة المكذوبة على فرح عائشة رضي الله عنها واستبشارها بقتل علي، وزعموا أنّها لمّا بلغها خبر مقتله سجدت لله شكراً، وأظهرت السرور، وتمثّلت بالأبيات الآنفة الذكر.([444])
 وقد علّق الشيعة على ذلك بقولهم: وهذا كلّه صريح في الإصرار وفقد التوبة.. وأين التوبة والنزوع عن بُغضه والحال ما ذُكر؟!([445])
وعلّق بعضهم على قولها لـزينب بنت أبي سلمة: (إنّي أنسى، فإذا نسيت فذكّروني) بقولهم: (وهذه سخرية منها بـزينب، وتمويه عليها خوفاً من شناعتها. ومعلوم ضرورة أنّ الناسي الساهي لا يتمثّل بالشعر في الأغراض المطابقة، ولم يكن ذلك منها إلا عن قصد ومعرفة).([446]).
ومن أدلتهم على عدم توبتها -كما زعموا-:
(3) ما زعموه من أنّها سمّت عبداً لها عبد الرحمن؛ لحبّها لـعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه:
قالوا: (روي عن مسروق([447]) أنّه قال: دخلتُ على عائشة فجلستُ إليها تُحدّثني، فاستدعت غلاماً لها أسود يُقال له: عبد الرحمن، فجاء حتى وقف، فقالت: يا مسروق أتدري لم سميتُه عبد الرحمن؟ فقلت: لا. فقالت: حُبَّاً مني لـعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي).([448])
وادّعى الشيعة أنّ عداوة عائشة لـعلي بقيت متأجّجة بعد موته، فانتقلت إلى أولاده.. واستدلوا على ذلك:
(1) بأنّها كانت تحتجب من الحسن والحسين لبغضها لهما، مع حلّ دخولهما عليها.([449])
(2) بأنّها منعت من دفن الحسن بن علي مع جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركبت على بغل لتمنع من ذلك؛ لئلا يدخل بيتها من تكره على حدّ زعم الشيعة.([450])
وأضاف الشيعة الرافضة: (ولو ذهبنا إلى تقصّي ما روي عنها من الكلام الغليظ الشديد الدالّ على بقاء العداوة واستمرار الحقد والحسد والضغينة لأطلنا وأكثرنا).([451])
 وقد أطالوا وأكثروا حقاً في ذكر الأخبار الكاذبة، وسَوْق الأنباء المختلقة، التي تتحدّث عن شيء لا وجود له إلاّ في أذهان الشيعة المريضة، وقلوبهم المنكوسة، وعقولهم المعكوسة.
فأيّ عداوة كانت بين أمّ المؤمنين وآل البيت؟
ولِمَ لَمْ تتعرّض لها الكتب المعتمدة؟
ولماذا يُورد الشيعة قصصهم الكاذبة بدون أسانيد؟ أو بأسانيد فيها الكذابون والوضّاعون منهم؟!
ولقد تأصّل هذا الأمر في نفوس الشيعة متقدّميهم ومتأخّريهم؛ فصاروا إذا ذكروا عائشة رضي الله عنها وصفوها بأوصاف العداء لـعلي والانحراف عنه.
ومن أمثلة هذه الأوصاف:
- من أعداء الإمام علي.([452])
- منحرفة عن علي.([453])
- تحمل في نفسها على علي.([454])
... إلى آخر ما ورد في كتبهم..
وهذا دأب الرافضة يكيلون المثالب في حقّ الصحابة، دون وازع يردعهم، أو ضمير يُؤنّبهم، أو استشعارٍ بمراقبة الله سبحانه وتعالى لهم، أو استحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب طعنهم في أزواجه وأصحابه رضي الله عنهم.
وهذا لا يخفى على من يعرف ما لهم في هذا الباب من الكتب والمصنّفات، ولا يغيب عن بال من نظر فيما سطّروه في تصانيفهم من أكاذيب وترّهات؛ إذ يُدرك لأوّل وهلة أنّ جميع مطاعنهم واعتراضاتهم على الصحابة من قبيل الهذيان، نسأل الله سبحانه وتعالى العصمة من الوقوع في الضلال، ونعوذ به عز وجل من الخذلان.
مناقشة هذه المزاعم:
لقد تقدم أنّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومن خرج إلى البصرة لم يكن مرادهم قتال علي رضي الله عنه، -وإلاّ لكانت وجهتهم المدينة بدلاً من البصرة -، بل كان مرادهم الإصلاح، والطلب بدم عثمان رضي الله عنه.
وكانت عائشة رضي الله عنها ترى أنّ في خروجها مصلحةً للمسلمين، ثمّ تبين لها فيما بعد أنّ ترك الخروج كان أولى؛ فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلّ خمارها،([455]) وتقول: (واللهِ لوددتُ أنّي متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة).([456])
وكانت رضي الله عنها تتذكّر أحداث يوم الجمل، وتبكي؛ فقد أخرج الطبري بسنده عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه، عن جدّه، قال: (كان عمرو بن الأشرف أخَذَ بخطام الجمل، لا يدنو منه أحد إلا خبطه بسيفه، إذ أقبل الحارث بن زهير الأزدي، وهو يقول:([457])
يا أمّنا ياخير أمٍ نعلم                             أما ترين كم شجاع يُكلم
وتختلي هامته والمعصم
فاختلفا ضربتين، فرأيتهما يفحصان الأرض بأرجلهما حتى ماتا. فدخلتُ على عائشة رضي الله عنها بـالمدينة، فقالت: من أنت؟
 قلت: رجلٌ من الأزد، أسكن الكوفة. قالت: أشهدتنا يوم الجمل؟ قلت: نعم. قالت: ألنا أم علينا؟ قلت: بل عليكم. قالت: أفتعرف الذي يقول: يا أمنا يا خير أم نعلم؟ قلت: نعم! ذاك ابن عمي. فبكت حتى ظننتُ أنّها لا تسكتُ).([458])
فقد ندمت رضي الله عنها على ما بدر منها، وتمّنت لو أنّها لم تخرج.
وينبغي أن يُعلم أنّ عائشة رضي الله عنها كانت في خروجها إلى البصرة مجتهدة، مأجورة على اجتهادها، قصدها الإصلاح. والله سبحانه وتعالى قد غفر للمؤمنين النسيان والخطأ، وحكى عن المؤمنين أنّهم يقولون في دعائهم: ((رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)) [البقرة:286] وقال لهم: «قد فعلت».([459])
والمجتهد المخطئ مغفور له خطؤه، وله أجر اجتهاده..
وكذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها..
 ومَثَلُ عائشة في اجتهادها مثل علي رضي الله عنه حين ترك المدينة، وجعل عاصمة خلافته الكوفة بدلاً منها، ولم يقم فيها كما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده رضي الله عنهم.
ولا يُظنّ بأمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنّه ترك المدينة رغبة عنها، بل يُقال: اجتهد وأخطأ.
وخطأ المجتهد مغفور له، ولا يتناوله الوعيد لاجتهاده.
وبهذا يُجاب عن خروج عائشة رضي الله عنها.([460])
وإذا عُلِم هذا تبيَّن أن عائشة رضي الله عنها كانت تبكي على تركها الأولى، وعلى خطئها المغفور لها في اجتهادها، لا على الهزيمة وفوت النصر على علي كما زعم الرافضة.
أما ما زعمه الشيعة الرافضة من استمرار عداوة عائشة رضي اللهّ عنها لـعلي رضي الله عنه، وعدم توبتها، واستدلالهم على ذلك بحكايات مكذوبة لا أصل لها: فزعم باطل؛ إذ كلّ الأدلة التي استدلوا بها على إثبات هذا الزعم- استمرار عداوة عائشة لـعلي، وعدم توبتها من ذلك-: هم رواتها. ومعلوم أنّ رواية المبتدع لا تقبل إذا كان يروي ما يقوي بدعته. وكذا ما نسبوه إلى ابن جرير الطبري ضعيفٌ أيضاً؛ إذ رواه بصيغة التمريض. ولا يخفى أن أسانيد الطبري مليئة برواية الشيعة الرافضة.
ويردّ هذا الزعم أيضاً: ما ثبت عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه؛ من أنّه أقرّ عائشة رضي الله عنها على قولها إثر معركة الجمل: (واللهِ ما كان بيني وبين علي في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها) فقال علي رضي الله عنه: (صدقت والله وبرّت ما كان بيني وبينها إلا ذلك).([461])
وقد ورد في كتب الشيعة ما يُشبه هذا القول، إلاّ أنّه محرّف المعنى؛ فقد ذكر الإربلي أنّ عائشة رضي الله عنها قالت بعد معركة الجمل: (رحم الله علياً، إنّه كان على الحقّ، ولكنّي كنتُ امرأة من الأحماء).([462])
ونقله في موضع آخر بنفس المعنى؛ فقد ذكر أنّ عائشة قالت لمّا بلغها قتال علي رضي الله عنه للخوارج: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عنهم: هم شرّ الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة» -وفي رواية-«إنّهم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي»..- ثمّ قالت بعدما أثنت على علي رضي الله عنه: (وما كان بيني وبينه إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها).([463])
فأي عداوة كانت؟
وأي عداوة استمرت؟
إنّ عائشة رضي الله عنها كانت على علاقة طيّبة مع علي رضي الله عنه، ولا بُدّ أن يزيد الموقف الذي وقفه علي منها بعد معركة الجمل من مودتها واحترامها له.
ولقد كانت تروي فضائله:
1/ فقد روت حديث الكساء في فضل علي، وفاطمة، والحسن، والحسين([464]) رضي الله عنهم.
2/ وأخبرت عن محبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي.([465])
 3/ وكانت كثيراً ما تُحيل السائل على علي رضي الله عنه ليجيبه؛ فقد أحالت شريح بن هانئ([466]) لمّا سألها عن المسح على الخفين على علي رضي الله عنه، وقالت له: (عليك بـابن أبي طالب فسله، فإنه كان يُسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم...).([467]).
4/ ورغم علمها بأجوبة بعض المسائل، فإنّها كانت تُحيلها على علي رضي الله عنه؟ فقد سُئلت: (في كم تصلّى المرأة من الثياب؟ فقالت للسائل: سل علياً، ثمّ ارجع إليّ فأخبرني بالذي يقول لك. قال: فأتى علياً فسأله فقال: في الخمار والدرع السابغ. فرجع إلى عائشة فأخبرها، فقالت: صدق).([468])
5/ ولقد طلبت من النّاس بعد مقتل عثمان رضي الله عنه أن يلزموا علياً رضي الله عنه ويُبايعوه.([469])
وبعض الشيعة يعترف بهذا.([470])
فكيف يُقال: إنّها كانت من أعدائه.
ولقد استمرّت علاقتها الطيبة رضي الله عنها مع علي، ومع أولاده من بعده، وانتقل حبّها في أولادهم؛ حتى إنّهم سموا بعض بناتهم باسمها([471]) رضي الله عنها وأرضاها.
* أفلا تعجب أخي القارئ -رعاك الله- من هذه المخالفات العجيبة التي سطّرها الشيعة في كتبهم، وتناقلتها أفواههم، يحسبونها هيّنة، وهي عند الله عظيمة.
إنّ ما أورده الشيعة الرافضة يُخالف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمته، وما يُحبّه ويهواه:
لقد كان يُحبّ الصدّيقة بنت الصدّيق، الطاهرة، العفيفة، المبرأة من فوق سبع سماوات، ويأمر بحبّها، وينهى عن إيذائها، حتى عُرفت رضي الله تعالى عنها بحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يُحبّ إلا طيّباً.
 ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها أن تُحبّ عائشة رضي الله عنها، فابتدأها بسؤاله عليه الصلاة والسلام لها: «أي بُنَيَّة! ألست تحبّين ما أحب؟ فقالت: بلى. قال: فأحبّي هذه،([472]) وأشار إلى عائشة».
ونهى عليه الصلاة والسلام أم سلمة رضي الله عنها عن إيذائه في عائشة رضي الله عنها بقوله: «يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنّه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنّ غيرها».([473])
ولقد عرف النّاس شدّة حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لها؛ فكانوا يتحرّون بهداياهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يومها؛([474]) فكانوا موافقين لرسولهم ونبيِّهم صلى الله عليه وسلم فيما يحبه.
وكذا معتقدنا في فاطمة رضي الله عنها أنّها وافقت أباها حين أمرها أن تحبّ عائشة رضي الله عنها، فنعتقد أنّها أحبتها كما أمرها أبوها.
 وكذا المعتقد في بقيّة أهل بيت النبي الطيّبين الطاهرين، فنعتقد أنّهم يُحبّون ما أحب الله ورسوله، ويُبغضون ما أبغض الله ورسوله؛ فهم يُحبّون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أيدوه، ونصروه، وآووه، وقدموا دماءهم وأرواحهم في سبيل دين الله عز وجل. وهم يُحبّون زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيبات الطاهرات اللواتي لسن كأحدٍ من النساء، بل هنّ أفضل من كلّ النساء في دينهنّ، وطُهرهنّ، وخُلُقهنّ، وعفافهنّ، اختصهنّ الله لصحبة صفيّه ونبيّه صلى الله عليه وسلم، فكنّ قدوة لنساء المؤمنين في الفضائل والشمائل.
ومن هنا وجب على الشيعة اتّباع من يزعمون أنّهم أئمتهم؛ لأنّ المحبة إنّما تُعلم بالطاعة والموافقة والاتباع.
ووجب عليهم أيضاً أن يُصحّحوا موقفهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الذين كان أهل البيت الطيبين الطاهرين يُحبّونهم، ويُنزلونهم المنزلة التي أنزلهم الله إياها، ورسوله صلى الله عليه وسلم، حتى يُصدقوا فيما ادّعوه من محبة ومتابعة.
اللهمّ اعصمنا بالتقوى، واحفظ علينا حُبّنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وأزواجه، وآل بيته كما ترضى، إنّك جواد كريم.
اللهمّ صلِّ على عبدك ونبيّك سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
المدينة المنورة ربيع أول 1418هـ
تم بحمد الله

الفهارس:
 
 فهرس المصادرالسنيّة:
(1) الأباطيل: للجوزقاني؛ الحسن بن إبراهيم. مخطوط مصوّر من مكتبة السعيدية بحيدر أباد – الهند.
(2) الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي. نشر دار الباز، مكة المكرمة – السعودية.
(3) الإحكام في أصول الأحكام: للآمدي. مطبعة محمد علي صبيح، القاهرة – مصر.
(4) الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين: لابن عساكر. طبعة دار الفكر، دمشق – سوريا، ط1، 1406هـ- 1986م.
(5) الإرشاد: لأبي يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي. مخطوط مصوّر من الخزانة العامة بالرباط – المغرب.
(6) إرشاد الساري لشرح صحيح البخارى: لأبي العباس أحمد بن محمد القسطلاني. المطبعة الكبرى الأميرية بـمصر، ط6، 1304هـ.
(7) أسباب النزول: للواحدي. طبع مؤسسة علوم القرآن، بيروت– لبنان. نشر دار القبلة، جدة– السعودية، ط3، 1407هـ-1987م.
(8) الاستقامة: لـابن تيمية. من مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض – السعودية، ط1.
(9) الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لابن عبد البر. مطبعة دار الفكر، بيروت – لبنان.
(10) أسد الغابة في معرفة الصحابة: لابن الأثير. مطبعة الشعب، القاهرة – مصر.
(11) الإصابة في تمييز الصحابة: لابن حجر العسقلاني. ط دار الفكر، بيروت – لبنان.
(12) الاعتصام: للشاطبي؛ أبي إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد. ط دار المعرفة، بيروت – لبنان.
(13) الأعلام: للزركلي. ط دار العلم للملايين، بيروت – لبنان. ط 6، 1984م.
(14) أنساب الأشراف: للبلاذري؛ أحمد بن يحيى بن جابر، نشر مكتبة المثنى، بغداد – العراق.
(15) الأنساب: للسمعاني. طبع مرتين. إحداهما في بيروت، نشر محمد أمين دمج، تقع في عشرة أجزاء، حتى باب اللام. والأخرى في الهند، وتقع في ثلاثة عشر جزءاً.
(16) البحر المحيط: لأبي حيان؛ محمد بن يوسف بن علي، نشر مكتبة ومطابع النصر الحديثة بالرياض، طبع على الأوفست ببيروت – لبنان.
(17) البداية والنهاية: لابن كثير الدمشقي. تصوير مكتبة المعارف ببيروت – لبنان، 1977م.
(18) بغية المرتاد: لابن تيمية. نشر مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة.
(19) بقي بن مخلد، ومقدمة مسنده: عدد ما لكلّ واحد من الصحابة من الحديث. دراسة وتحقيق د. أكرم ضياء العمري ط1، 1404هـ-1984م.
(20) تاج العروس من جواهر القاموس: لمحمد مرتضى الزبيدي. تصوير مكتبة الحياة، بيروت – لبنان.
 
(21) تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير: للذهبي. نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية، ونسخة كمبريدج. عني بنشره مكتبة المقدسي، 1367هـ.
(22) تاريخ ابن أعثم الكوفي. طبعة بومباي- الهند.
(23) تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي. تصوير دار الكتاب العربي بيروت – لبنان.
(24) تاريخ الخلفاء: للسيوطي. مطبعة المدني بالقاهرة. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
(25) تاريخ ابن خلدون: لعبد الرحمن بن محمد بن خلدون. منشورات دار الكتاب اللبناني، 1956م.
(26) تاريخ خليفة بن خياط. ط دار القلم، دمشق، 1397هـ-1988م.
(27) تاريخ الطبري. نشر دار المعارف بمصر. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
(28) تاريخ دمشق: لابن عساكر. مخطوط مصور في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، يحمل الرقم 1343.
(29) التاريخ: ليحيى بن معين. طبع مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط1، 1399هـ-1979م.
(30) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي: للسيوطي. دار الكتب الحديثة، مصر، ط2، 1285هـ- 1916م.
(31) تذكرة الحفاظ: للذهبي. تصوير دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
(32) تفسير القاسمي. ط عيسى البابي الحلبي، القاهرة – مصر. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
(33) تفسير القرآن العظيم: لابن كثير. دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان، 1380هـ- 1969م.
(34) تفسير القرطبي، أو الجامع لأحكام القرآن. مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية، نشر دار القلم، 1386هـ- 1966م.
(35) تقريب التهذيب: لابن حجر العسقلاني. ط دار الرشيد، حلب – سوريا، ط1، 1406هـ. قدم له وقابله بالأصل: محمد عوامة.
(36) تلخيص المستدرك: للذهبي. (بهامش كتاب المستدرك للحاكم). نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب.
(37) تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: للكناني. ط دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1399هـ.
(38) تهذيب تاريخ دمشق الكبير: لابن عساكر. هذّبه الشيخ عبد القادر بدران. تصوير دار السيرة، بيروت، ط 2، 1399-1979م.
(39) تهذيب التهذيب: لابن حجر العسقلاني. تصوير دار صادر بيروت، عن ط1 بمطبعة دائرة المعارف النظامية، حيدر أباد الدكن – الهند، 1327هـ.
(40) تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للمزي. نسخة مصورة عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية. تصوير دار المأمون للتراث، دمشق – بيروت، ط1، 1402هـ-1982م.
(41) الثقات: لابن حبان. طبع بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، بحيدر آباد الدكن- الهند، 1393هـ- 1973م، نشر المكتبة الإمدادية.
(42) جامع البيان عن تأويل آي القرآن. أو تفسير الطبري. مطبعة البابي الحلبي، مصر، ط 3، 1388هـ- 1968م.
(43) جامع الترمذي. ط مطبعة البابي الحلبي بمصر، ط2، 1977م. تحقيق أحمد محمد شاكر.
(44) الجرح والتعديل: لابن أبي حاتم. تصوير دار الفكر، بيروت عن ط1 بدائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن – الهند، 1361هـ-1942م.
(45) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم الأصبهاني. تصوير دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1387هـ-1967م.
(46) حياة الحيوان: للدميري. دار الفكر، بيروت – لبنان.
(47) خبيئة الأكوان: لصديق حسن خان. دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1405هـ.
(48) خصائص أمير المؤمنين: للنسائي. مطبعة الفيصل. نشر مكتبة المعلّى، الكويت، ط1، 1406هـ-1986م.
(49) الخطط: للمقريزي. دار صادر، بيروت – لبنان.
(50) در السحابة في مناقب القرابة والصحابة: للشوكاني. ط دار الفكر، دمشق، ط1، 1404هـ- 1984م.
(51) الدر المنثور: للسيوطي. تصوير دار المعرفة للطباعة، بيروت – لبنان.
(52) درء تعارض العقل والنقل: لابن تيمية. طبع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض – السعودية، ط1، 1399هـ- 1979م. تحقيق د. محمد رشاد سالم.
(53) ديوان الضعفاء: للذهبي. نشر مكتبة النهـضة الحديثة، ط2، 1409هـ. تحقيق الشيخ حماد الأنصاري.
(54) الذرية الطاهرة النبوية: للدولابي. ط الدار السلفية، الكويت، ط1، 1407هـ-1986م. تحقيق سعد المبارك.
(55) ذم الكلام: للهروي. مخطوط، يوجد منه صورة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
(56) ذيل ديوان الضعفاء: للذهبي. نشر مكتبة النهـضة الحديثة، ط1، 1406هـ. تحقيق الشيخ حماد الأنصاري.
(57) رسالة في الرد على الرافضة: لأبي حامد المقدسي. نشر الدار السلفية، بومباي – الهند. ط1، 1403هـ- 1983م. تحقيق عبد الوهـاب خليل الرحمن.
(58) رسالة في الرد على الرافضة: للشيخ محمد بن سليمان التميمي ط مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، مكة المكرمة، ط2، 1400هـ. تحقيق ناصر بن سعد الرشيد.
(59) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم: للآلوسي. دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
(60) الرياض النضرة في مناقب العشرة: للمحب الطبري. ط دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1405هـ- 1984م.
(61) زاد المعاد في هدي خير العباد: لابن قيم الجوزية. ط مطبعة البابي الحلبي، القاهرة – مصر. راجعه وقدم له: طه عبد الرءوف طه.
(62) سلسلة الأحاديث الصحيحة: للألباني. ط المكتب الإسلامي ومكتبة المعارف.
(63) السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين: للمحب الطبري. مطبعة البابي الحلبي، القاهرة، 1402هـ- 1983م.
(64) سنن الدارقطني. ط شركة الطباعة الفنية المتحدة.
(65) سنن الدارمي. نشر دار إحياء السنة النبوية، بيروت – لبنان.
(66) سنن أبي داود. الناشر: حمص – سوريا. ط1، 1388هـ- 1969م. تحقيق عزت عبيد الدعاس.
(67) السنن الكبرى: للبيهقي. تصوير دار الفكر، بيروت.
(68) سنن ابن ماجة. ط عيسى البابي الحلبي، القاهرة – مصر. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
(69) سنن النسائي. نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب – سوريا، مصورة عن ط1 المصرية، سنة 1348هـ-1930م ط أولى مفهرسة.
(70)- السنة: لابن أبي عاصم. ط المكتب الإسلامي. ط1، 1400هـ. تخريج الشيخ الألباني.
(71) سير أعلام النبلاء: للذهبي. ط مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان. ط1، 1401هـ-1981م. تحقيق شعيب الأرناؤوط.
(72) السيرة النبوية: لابن كثير. ط دار الفكر، بيروت – لبنان، ط2، 1398هـ- 1978م. تحقيق مصطفى عبد الواحد.
(73) السيرة النبوية: لابن هشام. ط مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط2، 1375هـ. تحقيق مصطفى السقا، وإبراهيم الإبياري، وعبد الحفيظ السلفي.
(74) شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لابن العماد الحنبلي، ط المكتب التجاري للطباعة والنشر، بيروت – لبنان، ط2، 1399هـ- 1979م.
(75)- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: للالكائي. ط دار طيبة، الرياض – السعودية. تحقيق أحمد سعد حمدان الغامدي.
(76) شرح السنة: للبربهـاري. نشر دار ابن القيم، الدمام – السعودية، ط1، 1408هـ.
(77) شرح العقيدة الطحاوية: لابن أبي العز الحنفي. ط المكتب الإسلامي، ط3. تخريج الشيخ الألباني.
(78) شرح النووي على صحيح مسلم. ط المكتبة المصرية ومطبعتهـا.
(79) الشرح والإبانة: لابن بطة العكبرى. نشر المكتبة الفيصلية، مكة المكرمة، 1404هـ- 1984م.
(80) الشفا بتعريف حقوق المصطفى: للقاضي عياض. ط دار الفكر، بيروت - لبنان.
(81) الصارم المسلول على شاتم الرسول: لابن تيمية. ط عالم الكتب، بيروت، 1402هـ- 1982م. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
(82) الصحاح: للجوهري. ط2، 1402هـ- 1982م. تحقيق أحمد عبد الغفور عطار.
(83)- صحيح البخاري. تصوير عالم الكتب، بيروت – لبنان. ط2، 1402هـ- 1982م. مصورة عن الطبعة المصرية المنيرية.
(84) صحيح الجامع الصغير: للألباني. ط المكتب الإسلامي، ط2، 1406هـ- 1986م.
(85) صحيح مسلم. ط دار إحياء التراث العربي. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
(86) الصواعق المحرقة في الرد على أهـل البدع والزندقة: لابن حجر الهيتمي. ط دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط2، 1405هـ-1985م.
(87) الضعفاء: للعقيلي. ط دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان. ط1، 1404هـ- 1984م. تحقيق عبد المعطي قلعجي.
(88) طبقات خليفة بن خياط. ط مطبعة العاني، بغداد – العراق. ط1، 1387هـ- 1967م. تحقيق د. أكرم ضياء العمري.
(89) طبقات ابن سعد. ط دار صادر، بيروت – لبنان، 1376هـ- 1957م. نشر دار بيروت.
(90) طبقات الشافعية: للسبكي. مطبعة البابي الحلبي، القاهرة، ط1، 1383هـ- 1964م.
(91) عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام: لسليمان بن حمد العودة، نشر دار طيبة، الرياض. ط1، 1405هـ- 1985م.
(92) العبر في خبر من غبر: للذهبي. ط الكويت، 1960-1970 تحقيق د. صلاح الدين المنجد.
(93) العقد الفريد: لابن عبد ربه. ط دار الكتب العلمية، بيروت لبنان. تحقيق د. محمد مفيد قميحة.
(94) العقود: لابن تيمية. ط القاهرة – مصر.
(95) الفائق في غريب الحديث: للزمخشري. تحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم.
(96) فتح الباري بشرح صحيح البخاري: لابن حجر العسقلاني ط المكتبة السلفية. تصحيح وتعليق الشيخ عبدالعزيز بن باز.
(97) فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير: للشوكاني. تصوير بيروت. نشر محفوظ العلي.
(98) الفتنة ووقعة الجمل: لسيف بن عمر الضبي. ط دار النفائس بيروت – لبنان، ط5، 1404هـ- 1984م. جمع وتصنيف أحمد راتب عرموش.
(99) الفخر المتوالي فيمن انتسب إلى النبي من الخدم والموالي: للسخاوي.
(100) فضائل الصحابة: لأحمد بن حنبل. ط مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان، ط1، 1403هـ- 1983م. تحقيق: وصي الله بن محمد عباس.
(101) فضل آل البيت: للمقريزي، ط القاهرة – مصر.
(102) الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: للشوكاني. ط المكتب الإسلامي، بيروت – لبنان، ط 3، 1407هـ-1987م.
(103) القاموس المحيط: للفيروزآبادي. منشورات عالم الكتب، بيروت – لبنان.
(104) الكامل في التاريخ: لابن الأثير. ط دار صادر، بيروت – لبنان، 1385هـ- 1965م.
(105) الكشاف: للزمخشري. ط مصطفى البابي الحلبي، مصر. تحقيق محمد الصادق قمحاوي.
(106) كشف الأستار عن زوائد البزّار: للهـيثمي. تصوير مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان. تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
(107) الكفاية في علم الرواية: للخطيب البغدادي. ط القاهرة – مصر.
(108) كنز العمال في سنن الأقوال والأعمال: للمتقي الهندي؛ علي بن حسام الدين. تصحيح صفوت السقا وزملائه، مكتب التراث الإسلامي، 1971م.
(109) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري: للكرماني. طبع المطبعة البهية المصرية. ط 1356هـ.
(110) اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: للسيوطي. ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر.
(111) لسان العرب: لابن منظور الأفريقي. ط دار صادر، بيروت – لبنان، 1388هـ.
(112) لسان الميزان: لابن حجر العسقلاني. تصوير مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، لبنان.
(113) لوامع الأنوار البهية، وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية: للسفاريني مطابع دار الأصفهاني وشركاه، جدة- السعودية، 1380هـ.
(114) المجروحين: لابن حبان. ط دار الوعي، حلب – سوريا. تحقيق محمود إبراهيم زايد.
(115) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: للهيثمي. نشر دار الكتاب، بيروت – لبنان. مصورة عن ط2، 1967م.
(116) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي.
(117) المحكم والمحيط الأعظم: لابن سيده. نشر مصطفى البابي الحلبي، القاهرة – مصر، ط1، 1377هـ- 1958م، تحقيق السقا، وحسين نصار.
(118) المحلى: لابن حزم. منشورات المكتب التجاري. بيروت – لبنان.
(119) مختصر التحفة الإثني عشرية: للآلوسي. نشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، الرياض، ط 1273هـ- 1942م.
(120) مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة: للصفوري ط دار ابن كثير، دمشق، ط1، 1406هـ-1986م.
(121) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري: ليحيى إبراهيم اليحيى ط دار الراية، الرياض – السعودية.
(122) مراصد الاطلاع: لصفي الدين البغدادي. ط عيسى البابي الحلبي، 1373هـ- 1954م.
(123) المستدرك على الصحيحين: للحاكم النيسابوري. نشر مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب – سوريا.
(124) مسند الإمام أحمد بن حنبل. ط الحلبي، القاهرة، 1313هـ نشر دار صادر، بيروت – لبنان.
(125) مسند الإمام أحمد بن حنبل، ط المعارف، القاهرة، 1365- 1374هـ، 1946-1955م. تحقيق الأستاذ أحمد شاكر.
(126) مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنية الأشرار: ليحيى بن حمزة العلوي. ط الدار اليمنية للنشر والتوزيع، اليمن، ط3، 1403هـ- 1983م.
(127) مشكاة المصابيح: للخطيب التبريزي. ط المكتب الإسلامي بيروت – لبنان. ط 3. تحقيق الشيخ الألباني.
(128) المصنف: لابن أبي شيبة. طبع ونشر الدار السلفية، بومباي الهند.
(129) المصنّف: لعبد الرزاق الصنعاني، نشر المجلس العلمي في كراتشي – باكستان، ط1، 1391هـ. تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
(130) المعارف: لابن قتيبة الدينوري. ط دار المعارف، القاهرة، ط2.
(131) معالم السنن: للخطابي. مدون بحاشية سنن أبي داوُد. تحقيق عزت عبيد الدعاس.
(132) معجم البلدان: لياقوت الحموي. تصوير دار صادر، بيروت – لبنان.
(133) المعجم الكبير: للطبراني. ط وزارة الأوقاف العراقية، والدار العربية للطباعة ببغداد. ط1، 1399هـ-1979م، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي.
(134) المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف. رتبه ونظمه لفيف من المستشرقين. ونشره د. أ. ي ونستك. ط 1936م، مكتبة بريل في مدينة لندن.
(135) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم. وضعه محمد فؤاد عبد الباقي. نشر دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
(136)- المعجم الوسيط: لمجموعة من الأساتذة. طبع مطابع دار المعارف، القاهرة – مصر، 1392هـ- 1972م.
(137) المعرفة والتاريخ: ليعقوب بن سفيان الفسوي. مطبعة الإرشاد، بغداد – العراق، 1394هـ. تحقيق د. أكرم ضياء العمري.
(138) مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعروة بن الزبير، برواية الأسود عنه نشر مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض. تحقيق: د. محمد مصطفى الأعظمي.
(139) المغازي: للواقدي. ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت – لبنان.
(140) المغانم المستطابة في معالم طابة: للفيروزآبادى. ط1، 1389هـ- 1969م. تحقيق حمد الجاسر.
(141) مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين: لأبي الحسن الأشعري. نشر مكتبة النهضة المصرية. ط2، 1389هـ. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
(142) مقدمة ابن خلدون. نشر دار الباز، مكة المكرمة، ط4، 1398هـ.
(143) الملل والنحل: للشهرستاني. ط دار الفكر، بيروت – لبنان، تحقيق عبد العزيز محمد الوكيل.
(144) المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة: للحربي. ط دار اليمامة، الرياض، 1389هـ- 1969م. تحقيق حمد الجاسر.
(145) مناهل العرفان في علوم القرآن: للزرقاني. مطبعة دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ط2.
(146) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: لابن الجوزي. مطبعة دار المعارف العثمانية، حيدر أباد الدكن – الهند، ط1، 1358هـ.
(147) المنتقى في سرد الكنى: للذهبي. من مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، ط1، 1408هـ. تحقيق محمد صالح المراد.
(148) المنتقى من منهاج الاعتدال: للذهبي. ط المطبعة السلفية، القاهرة. تحقيق الشيخ محب الدين الخطيب.
(149) منهاج السنة النبوية: لابن تيمية. ط جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، ط1، 1406هـ- 1986م. تحقيق د. محمد رشاد سالم.
(150) الموافقات في أصول الأحكام: للشاطبي. مكتبة محمد علي صبيح وأولاده. القاهرة – مصر.
(151) الموضوعات: لابن الجوزي. مطابع المجد، القاهرة، ط1، 1386هـ-1966م. تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان.
(152) الموطأ: للإمام مالك. ط عيسى البابي الحلبي، القاهرة، 1370هـ-1951م. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
(153) ميزان الاعتدال: للذهبي. تصوير دار المعرفة، بيروت – لبنان، عن ط1، 1382هـ-1963م.
(154) نسب قريش: للزبيري. ط2، نشر دار المعارف، مصر. تحقيق: أ. ليقي بروفنال.
(155) نقض تأسيس الجهمية: لابن تيمية. مخطوط، يوجد صورة منه في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
(156) النهاية في غريب الحديث والأثر: لابن الأثير الجزري. ط المكتبة العلمية، بيروت – لبنان. تحقيق طاهر أحمد الزاوي.
 فهرس المصادر الشيعية:
(1) إثبات الهداة: للحر العاملي. دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان، ط4، 1391هـ.
(2) إثبات الوصية: لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي. من منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها الحيدرية في النجف- العراق.
(3) أحاديث أم المؤمنين: لمرتضى العسكري. دار الزهـراء، بيروت – لبنان. ط1، 1405هـ-1985م.
(4) الاحتجاج: لأبي منصور أحمد بن علي بن أبى طالب الطبرسي. مطبعة سعيد، مشهد- إيران. نشر المرتضى، 1403هـ. تعليقات محمد باقر الموسوي. قدم له محمد بحر العلوم.
(5) إحقاق الحق: لنور الله التستري. المطبعة المرتضوية في النجف العراق، 1273هـ. طبعة حجرية منسوخة بخط أبي القاسم الخوانساري.
(6) إحياء الشريعة في مذهب الشيعة: للخالصي.
(7) الاختصاص: للمفيد؛ محمد بن محمد بن النعمان. من منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت – لبنان، 1402هـ- 1982م. صححه وعلق عليه: علي أكبر الغفاري.
(8) اختيار معرفة الرجال: لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي. دانشكا، مشهد – إيران.
(9) الإرشاد: للمفيد. انتشارات كتاب فروش إسلامية، طهران إيران، 1351هـ.
(10) الاستبصار فيما اختلف فيه من الأخبار: لمحمد بن الحسن الطوسي. نشر دار الكتب الإسلامية، طهران – إيران، 1390هـ. مطبعة النجف، النجف – العراق، 1375هـ.
يقع في أربعة مجلدات. حققه وعلق عليه: حسن الموسوي الخراساني.
(11) الاستغاثة في بدع الثلاثة: لأبي القاسم علي بن أحمد الكوفي، ط النجف- العراق، 1400هـ.
(12) الأشعثيات: لأبي علي؛ محمد بن محمد الأشعث الكوفي. إصدار مكتبة نينوى الحديثة، طهران – إيران.
(13) أصل الشيعة وأصولهـا: لمحمد حسين كاشف الغطاء. المطبعة العربية، القاهرة، ط10، 1377هـ- 1958م. قدم له مرتضى العسكري.
(14) الأصول من الكافي: للكليني. من منشورات المكتبة الإسلامية، طهران – إيران، 1388هـ.
(15) أضواء على خطوط محب الدين العريضة: لعبد الواحد الأنصاري. خال من مكان الطبع والتاريخ.
(16) الاعتقادات: لمحمد باقر المجلسي. مخطوط، يوجد في مكتبة رضا الايبراري، رامبور- الهند، يحمل الرقم 1915.
(17) إعلام الورى بأعلام الهـدى: لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي. دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان.
(18) أعيان الشيعة: لمحسن العاملي. مطبعة ابن زيدون، دمشق – سوريا، ط1، 1353هـ- 1935م.
(19) الأغاني: لأبي فرج الأصفهـاني. ط بيروت- لبنان.
(20) الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب: للمفيد. المطبعة الحيدرية بالنجف- العراق، ط2، 1369هـ- 1950م.
(21) الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد: لمحمد بن الحسن الطوسي. مطبعة الآداب، النجف- العراق، 1399هـ- 1979م.
(22) إكمال الدين وإتمام النعمة في إثبات الرجعة: لأبي جعفر محمد بن علي بابويه القمي الملقب بالصدوق. المطبعة الحيدرية، النجف – العراق، ط1، 1389هـ- 1970م، قدم له السيد محمد مهـدي السيد حسن الموسوي الخراساني.
(23) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب: لعلي اليزدي الحائري مؤسسة مطبوعاتي حق بين، قم – إيران. منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت – لبنان، ط4، 1397هـ- 1977م.
(24) الأمالي: لابن بابويه القمى المعروف بالصدوق. انتشارات كتاب خانه إسلامية، طهران – إيران. 1362هـ.
(25) الأمالي: لمحمد بن الحسن الطوسي. مطبعة النعمان، النجف العراق، 1384هـ-1964م.
(26) الأمالي، أو غرر الفوائد ودرر القلائد: لعلي بن الحسين المعروف بالشريف المرتضى. دار الكتاب العربي، بيروت- لبنان، ط2، 1387هـ- 1967م. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم.
(27) الأمالي: للمفيد. منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية قم – إيران، المطبعة الإسلامية، 1403هـ. تحقيق الحسين استاد ولي، وعلي أكبر الغفاري.
(28) أنوار الملكوت: لابن المطهر الحلي. انتشارات الرضى، قم مطبعة أمير، ط2، 1363هـ. تحقيق محمد نجمي الزنجاني.
(29) الأنوار النعمانية: لنعمة الله الجزائري الموسوي. مطبعة شركة جاب، تبريز – إيران.
(30) أوائل المقالات في المذاهب والمختارات: للمفيد. مكتبة الداودي، قم – إيران، ط2، 1371هـ.
(31) الإيضاح: للفضل بن شاذان الأزدي. منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت – لبنان، ط1، 1402هـ-1982م.
(32) الإيقاظ من الهجعة بالبرهـان على الرجعة: للحر العاملي. انتشارات نويد، إيران، 1362هـ. صححه هاشم الرسولي المحلاتي.
(33) بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهـار: لمحمد باقر المجلسي. دار إحياء التراث، بيروت - لبنان، ط3، 1403هـ- 1983م. وقد طبع بنفقة: دار الكتب الإسلامية طهران-إيران.
(34) البرهان في تفسير القرآن: لهاشم بن سليمان الحسيني المطبعة العلمية، قم - إيران، ط2، وط3، 1393هـ، يقع في أربعة مجلدات.
(35) بصائر الدرجات الكبرى: لمحمد بن الحسن الصفار. طبع في مطبعة الأحمدي، طهران. من منشورات الأعلمي. طهران، 1342 ش- 1404 ق.
(36) البيان في تفسير القرآن: لأبي القاسم الخوئي. دار الزهـراء، بيروت – لبنان، ط8، 1401هـ-1981م.
(37) تاريخ الشيعة: لمحمد حسين المظفر. دار الزهـراء، بيروت – لبنان، ط3، 1402هـ- 1982م.
(38) تاريخ الغيبة الكبرى: لمحمد الصدر. دار التعارف للمطبوعات ط2، 1400هـ- 1980م.
(39) تاريخ الغيبة الصغرى: لمحمد الصدر. مكتبة الرسول الأعظم ط1، 1392هـ-1972م.
(40) تاريخ اليعقوبي: لأحمد بن أبي يعقوب. دار صادر، بيروت، لبنان.
(41) التبيان في تفسير القرآن: لمحمد بن الحسن الطوسي. المطبعة العلمية، النجف – العراق، 1376هـ- 1957م.
(42) تجريد الاعتقاد: لنصير الدين الطوسي. منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت – لبنان، ط1، 1399هـ- 1979م.
(43) تحفة العقول عن آل الرسول: للحسن بن علي بن الحسين الحراني. منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت – لبنان، ط5، 1394هـ-1974م. قدم له: محمد الحسين الأعلمي.
(44) تذكرة الأئمة: لمحمد باقر المجلسي. نشر مولانا خسرو، تيراز – إيران.
(45) تصحيح الاعتقاد بصواب الانتقاد شرح عقائد الصدوق: للمفيد. دار الكتاب الإسلامي، بيروت، لبنان،
1403هـ- 1983م. قدم له وعلق عليه: هبة الدين الشهرستاني.
(46) تفسير الحسن العسكري: للإمام الحسن العسكري. طبعة حجرية مكتوبة بخط اليد، طهران – إيران، 1315هـ.
(47) تفسير العياشي: لمحمد بن مسعود بن عياش. المكتبة العلمية الإسلامية، طهران – إيران. صححه وعلق عليه:هـاشم الرسولي المحلاتي.
(48) تفسير فرات الكوفي: لفرات بن إبراهيم الكوفي. المطبعة الحيدرية، النجف – العراق. من منشورات مكتبة الداوري قم – إيران.
(49) تفسير القمي: علي بن إبراهيم القمي. مطبعة النجف- العراق. منشورات مكتبة الهـدى. صححه وعلق عليه وقدم له: السيد طيب الموسوي الجزائري. يقع في مجلدين.
وهذه التي أشرت إليها ب(الطبعة الحديثة).
(50) تفسير القمي. ط حجرية بخط اليد، طهران – إيران، 1313هـ.
(51) تلخيص الشافي: لمحمد بن الحسن الطوسي. ط حجرية مكتوبة بخط اليد. نسخهـا: مير أبو القاسم بن مير محمد صادق الخوانساري. فرغ من نسخهـا في شهـر رجب سنة 1301هـ، طهران – إيران.
(52) التنبيه والإشراف: للمسعودي. من منشورات المكتبة الحيدرية، النجف – العراق.
(53) تنقيح المقال في علم الرجال: لعبد الله المامقاني. طبعة حجرية منسوخة بخط اليد. تقع في ثلاثة مجلدات.
(54) تهذيب الأحكام: لمحمد بن الحسن الطوسي. دار الكتب الإسلامية، طهران – إيران، ط2، 1390هـ.
(55) التوحيد: لابن بابويه القمي، المعروف بالصدوق. دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان. صححه وعلق عليه هاشم الحسيني الطهراني.
(56) الثقلان الكتاب والعترة: للمفيد. من منشورات مكتبة دار الكتب التجارية، النجف – العراق.
(57) ثواب الأعمال: لابن بابويه القمي، المعروف بالصدوق. الناشر: كتبي نجفي، قم، ومكتبة الصدوق، طهران – إيران، صححه وعلق عليه: علي أكبر الغفاري.
(58) جامع الأخبار: لمحمد بن محمد الشعيري. مطبعة أمير، قم. ومنشورات الرضى، قم – إيران، ط2، 1363هـ.
(59) جامع الرواة: لمحمد بن علي الأردبيلي. مكتبة المصطفوي، قم – إيران، 1403هـ.
(60) جلاء العيون: لمحمد باقر المجلسي. ط طهران – إيران.
(61) الجمل، أو النصرة في حرب البصرة: للمفيد. منشورات مكتبة الداوري، قم – إيران، ط3.
(62) حديث الإفك: لجعفر مرتضى الحسيني العاملي. طبع مؤسسة البيادر للطباعة، مزرعة الضهـر، الشوف- لبنان. الناشر: دار التعارف للمطبوعات، بيروت – لبنان، 1400هـ-1980م.
(63) حديقة الشيعة: للأردبيلي. ط طهران – إيران.
(64) حق اليقين في معرفة أصول الدين: لعبد الله شبّر. دار الكتاب الإسلامي، بيروت – لبنان، ط1، 1404هـ- 1983م. مجلدان.
(65) حق اليقين: لمحمد باقر المجلسي. انتشارات علمية إسلامية، بازار شيرازي، جنب نوروز خان، إيران.
(66) حياة القلوب: لمحمد باقر المجلسي. ط حجرية مكتوبة بخط اليد، في طهران – إيران.
(67) الخرايج والجرايح: للقطب الراوندي. طبعة حجرية بخط اليد مكتوبة سنة 1301هـ في بومباي – الهند.
(68) الخصال: للصدوق. الناشر: مكتبة الصدوق، طهران، جنب مسجد سلطاني، إيران،1389ق- 1348ش.
(69) الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة: لصدر الدين علي خان الشيرازي الحسيني. منشورات مكتبة بصيرتي، قم، 1397هـ. قدم له: محمد صادق بحر العلوم.
(70) الدرر النجفية: ليوسف البحراني. منشورات مؤسسة آل البيت.
(71) دلائل الإمامة: لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري. منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتهـا في النجف – العراق، 1383هـ-1963م.
(72) الذريعة إلى تصانيف الشيعة: لآغا بزرك الطهراني. دار الأضواء، بيروت – لبنان، ط3، 1403هـ- 1983م. يقع في ثمانية وعشرين مجلداً.
(73) رجال الحلي: لابن المطهر الحلي. طبع مطبعة الخيام، قم. الناشر: مكتبة الرضى، قم – إيران، والمطبعة الحيدرية في النجف –العراق، ط1، 1381هـ-1961م. تحقيق محمد صادق بحر العلوم.
(74) رجال الخاقاني: لعلي الخاقاني، مطبعة الآداب، النجف – العراق، ط1، 1388هـ-1968م. حققه محمد صادق بحر العلوم.
(75) رجال الطوسي: لمحمد بن الحسن الطوسي. المطبعة الحيدرية بالنجف – العراق، ط1، 1380هـ- 1961م.
(76) رجال النجاشي- فهرست أسماء مصنفي الشيعة.
(77) الرجعة: لأحمد زين الأحسائي. منشورات مكتبة العلامة الحائري، كربلاء – العراق.
(78) رسالة في تحقيق خبر الطائر: للمفيد. منشورات مكتبة دار الكتب التجارية، النجف – العراق.
(79) رسالة فيما أشكل من خبر مارية القبطية: للمفيد. منشورات مكتبة دار الكتب التجارية، النجف – العراق.
(80) روضات الجنات: لمحمد باقر الموسوي الخوانساري. دار المعرفة، بيروت – لبنان. تحقيق: أسد الله إسماعيليان.
(81) الروضة من الكافي: للكليني. ط حجرية بخط اليد علىهـامش المجلد الرابع من مرآة العقول للمجلسي، طهران – إيران. كتبت سنة 1354هـ.
(82) الروضة من الكافي: للكليني. ط حديثة. دار الأضواء، بيروت – لبنان، ط3، 1405هـ- 1985م. حققه وعلق عليه: علي أكبر الغفاري.
(83) السبعة من السلف: لمرتضى الحسيني الفيروزآبادى. الناشر: مكتبة الفيروزآبادي، قم- إيران.
(84)- سعد السعود: لأبي القاسم علي بن موسى، المعروف بابن طاوُس. مطبعة أمير، قم. الناشر: مكتبة الرضى، قم- إيران، 1363هـ.
(85) سفينة البحار: لعباس القمي، ط النجف- العراق، 1355هـ.
(86) السقيفة، أو كتاب سليم بن قيس الكوفي الهـلالي العامري. منشورات دار الفنون للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت- لبنان، 1400هـ- 1980م.
(87) سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسيني. دار القلم بيروت- لبنان، ط 3، 1981م. تقع في مجلدين.
(88) الشافي في الإمامة: لأبي القاسم علي بن الحسن بن موسى المعروف بالشريف المرتضى. طبعة حجرية بخط اليد، كتبت في طهران سنة 1354هـ. كتبها: عباس الحائري.
(89) شرح نهج البلاغة: لعبد الحميد بن أبي الحديد. دار إحياء الكتب العربية، القاهرة- مصر، ط 2، 1387هـ-1967م، يقع في عشرين جزءاً، في عشرة مجلدات. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
(90) الشيعة بين الحقائق والأوهـام: لمحسن الأمين. بيروت- لبنان، ط 3، 1977م.
(91) الشيعة في الميزان: لمحمد جواد مغنية. دار الشروق، بيروت- لبنان.
(92) الشيعة والتشيع: لمحمد جواد مغنية. دار الآثار.
(93) الشيعة والحاكمون: لمحمد جواد مغنية. دار التعارف، بيروت- لبنان.
(94) الشيعة والرجعة: للطبسي النجفي. المطبعة الحيدرية، النجف- العراق، ط 1، 1955م.
(95) الصافي في تفسير القرآن: للفيض الكاشاني. من منشورات المكتبة الإسلامية، طهران- إيران. نسخة خطية كتبها محمد علي التبريزي الغروي، سنة 1374هـ.
(96) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم: لأبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي. مطبعة الحيدري. نشر المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، ط 1، 1384هـ. صححه وعلق عليه: محمد الباقر البهبوتي.
(97) الصوارم المهرقة في نقض الصواعق المحرقة: للتستري. طبع كتاب جان خانة. شركة سهـامي، إيران، ط1، 1367هـ عني بتصحيحه جلال الدين الحسيني.
(98) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: لابن طاوُس. مطبعة الخيام، قم- إيران، 1400هـ.
(99) عبد الله بن سبأ: لمرتضى العسكري. دار الزهـراء، بيروت- لبنان، ط 5، 1403هـ- 1983م.
(100) عقاب الأعمال: للصدوق. نشر كتبي نجفي، قم- إيران، ومكتبة الصدوق، طهران- إيران. صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري.
(101) عقائد الإمامية: لمحمد رضا المظفر. مطبوعات النجاح، القاهرة- مصر، ط 3، 1391هـ.
(102) عقائد الإمامية الإثني عشرية: لإبراهيم الموسوي الزنجاني. مؤسسة الوفاء، بيروت- لبنان، 1402هـ- 1982م. يقع في ثلاثة مجلدات.
(103) علل الشرائع: للصدوق. طبع مكتبة الداوري، قم- إيران الناشر: المكتبة الحيدرية، النجف- العراق. طبع الجزء الأول منه 1385هـ- 1966م، والثاني منه 1386هـ. قدم له محمد صادق بحر العلوم.
(104) علم اليقين في أصول الدين: للفيض الكاشاني. خال من مكان الطبع، وتاريخه.
(105) علي مع القرآن والقرآن مع علي: لمحمد رضا الحكيمي. مؤسسة الوفاء، بيروت- لبنان. ط 1، 1403هـ-1983 م
(106) عين الحياة: لمحمد باقر المجلسي. انتشارات قائم، طهران- إيران.
(107) عيون أخبار الرضا: للصدوق. الناشر: رضا مشهدي شهريور، إيران، 1363هـ.
(108) الغارات، أو الاستنفار والغارات: لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عيسى بن هلال الثقفي. دار الأضواء، بيروت- لبنان، ط 1، 1407هـ-1987 م. حققه وعلق عليه: عبد الزهراء الخطيب.
(109) غاية المرام وحجة الخصام: لهـاشم البحراني. طبعة حجرية مكتوبة بخط اليد سنة 1374هـ، إيران.
(110) الغيبة: لمحمد بن الحسن الطوسي. مطبعة النعمان، النجف العراق. منشورات مكتبة بصيرتي، قم- إيران، 1385هـ
(111) الغيبة: لمحمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني. منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت- لبنان، ط1، 1403هـ-1983م.
(112) فرج المهموم: لابن طاوُس. منشورات المطبعة الحيدرية، النجف- العراق، 1368هـ.
(113) فرق الشيعة: لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي. المطبعة الحيدرية، النجف- العراق. علق عليه: محمد صادق آل بحر العلوم.
(114) الفروع من الكافي: للكليني. مطبوع علىهـامش مرآة العقول للمجلسي. طبعة حجرية مكتوبة بخط اليد، سنة 1354هـ، طهران- إيران.
(115) فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب: لحسين محمد تقي النوري الطبرسي. طبعة حجرية مكتوبة بخط اليد سنة 1298هـ، إيران.
(116) الفصول المختارة من العيون والمحاسن: للمفيد. دار الأضواء بيروت- لبنان، ط 4، 1405هـ- 1985 م.
(117) الفصول المهمة في أصول الأئمة: للحر العاملي. منشورات مكتبة بصيرتي، قم- إيران، ط 3.
(118) الفصول المهمة في تأليف الأمة: لعبد الحسين شرف الدين الموسوي. دار الزهـراء، بيروت- لبنان، ط 7، 1397هـ- 1977م.
(119) الفصول المهمة في معرفة الأئمة: لعلي بن محمد الشهـير بابن الصباغ. مطبعة العدل، النجف- العراق.
(120) الفضائل: لشاذان بن جبرائيل. دار الكتاب للجميع، بيروت- لبنان.
(121) فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: لأبي الحسن محمد بن أحمد القمي. دار البلاغة، بيروت- لبنان، ط 1، 1407هـ-1987 م. تحقيق عبد الرحمن خويلد.
(122) الفهرست: لابن النديم. دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، 1398هـ- 1978 م.
(123) الفهرست: لمحمد بن الحسن الطوسي. منشورات المكتبة المرتضوية ومطبعتهـا، النجف- العراق. ومكتبة الشريف الرضى، قم- إيران. صححه وعلق عليه: محمد صادق آل بحر العلوم.
(124) فهرست أسماء مصنفي الشيعة: لأبي العباس أحمد بن علي النجاشي. مكتبة الداوري، قم- إيران.
(125) في ظلال التشيع: لهـاشم معروف الحسيني، مؤسسة الوفاء، بيروت- لبنان، ط 1، 1403هـ- 1983 م.
(126) قرب الإسناد: لأبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري القمي. إصدار نينوى الحديثة، طهران. ناصر خسرو مروى إيران.
(127) قرة العيون في المعارف والحكم: للفيض الكاشاني. الناشر مكتبة الألفين، الكويت، ط 2، 1399هـ.
(128) الكافي: للكليني. ويشتمل على الأصول، والفروع، والروضة. وهو مطبوع عدة طبعات، أشهـرهـا طبعة دار الكتب الإسلامية، طهران- إيران.
(129) كشف الغمة في معرفة الأئمة: لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي. طبع المطبعة العلمية، قم- إيران. الناشر: مكتبة بني هاشم، تبريز- إيران، 1381هـ. علق عليه: هاشم الرسولي المحلاتي. يقع في مجلدين.
(130) كشف المحجة في ثمرة المهجة: لابن طاوُس. طبعة حجرية مكتوبة بخط اليد، سنة 1306هـ، إيران.
(131) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد: لابن المطهر الحلي. منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت- لبنان، ط1، 1399هـ-1979م. مع حواشي وتعليقات لإبراهيم الموسوي الزنجاني.
(132) الكشكول فيما جرى على آل الرسول: لحيدر بن علي العبيدي الحسيني الآملي. مطبعة أمير، قم- إيران.
منشورات الرضى، قم، إيران، ط 2، 1372هـ.
(133) الكشكول: ليوسف البحراني. مكتبة نينوى الحديثة، طهران، إيران. قدم له: محمد الحسين الأعلمي. يقع في
ثلاثة مجلدات.
 (134) كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: لأبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي. مطبعة الخيام، قم- إيران، انتشارات بيدار، ط 1، 1401هـ. حققه: عبد اللطيف بن علي أكبر الحسيني. (135) الكنى والألقاب: لعباس القمي. المطبعة الحيدرية، النجف العراق، ط 2، 1389هـ- 1969م.
(136) لوامع أنوار التمجيد وجوامع أسرار التوحيد: لرجب البرسي. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط10.
(137) لؤلؤة البحرين: ليوسف بن أحمد البحراني. مطابع النعمان، النجف- العراق، ط 2، 1969 م. حققه وعلق عليه محمد صادق بحر العلوم.
(138) مجالس المؤمنين: للتستري. طبعة حجرية، طهران، إيران.
(139) مجمع البيان في تفسير القرآن: لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي. مطعبة العرفان، صيدا، لبنان، سنة 1333هـ، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم- إيران، 1403هـ. يقع في خمسة مجلدات.
(140) المحاسن: لأبي جعفر أحمد بن علي البرقي. دار الكتب الإسلامية، قم- إيران.
(141) المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية: لحسين بن محمد آل عصفور الدرازي. جمعية أهـل البيت، لتحقيق وطبع التراث الإسلامي، البحرين. نشر دار المشرق العربي، ط 1، 1399هـ- 1979م.
(142) مختصر بصائر الدرجات: لحسن بن سليمان الحلي: انتشارات الرسول المصطفى، قم- خيابان، أرم باساز قدس. منشورات المطبعة الحيدرية في النجف، العراق، ط 1، 1370هـ-1950م.
(143) مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول؛ وهو شرح لكتاب الأصول والفروع والروضة من الكافي: لمحمد باقر المجلسي. طبعة حجرية مكتوبة بخط اليد سنة 1354هـ، طهران، إيران.
(144) المراجعات: للموسوي. ط مطبعة حسام. طبعة جديدة. بتحقيق حسين علي راضي.
(145) مروج الذهب: للمسعودي. دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط 1، 1406هـ- 1986م.
(146) المسائل الجارودية في تعيين الخلافة والإمامة في ولد الحسين بن علي (ع): للمفيد. منشورات مكتبة دار الكتب التجارية، النجف- العراق.
(147) مستدرك وسائل الشيعة: للنوري الطبرسي. طبعة حجرية بخط اليد، إيران، 1318هـ. تصوير مكتبة دار الخلافة، طهران- إيران.
(148) المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب: لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري. المطبعة الحيدرية، النجف- العراق.
(149) مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين: لرجب البرسي. منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت- لبنان، ط 10.
(150) مصائب النواصب: للتستري. ط حجرية، إيران.
(151) مصباح الكفعمي - جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية: لإبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد العاملي الكفعمي. مطبعة أمير، قم- إيران. منشورات الرضى ومنشورات زاهدي. ط 2، 1405هـ.
(152) معاني الأخبار: للصدوق. الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر. بيروت-لبنان، 1399هـ-1979م.
(153) معجم رجال الحديث: لأبي القاسم الموسوي الخوئي - منشورات مدينة العلم؛ آية الله العظمى الخوئي، قم- إيران. ط 3، 1403هـ- 1983 م. يقع في ثلاثة وعشرين مجلداً.
(154) مع الخطوط العريضة: لأبي محمد الخاقاني. دار الزهـراء، بيروت- لبنان، ط 3، 1401هـ- 1981 م.
(155) مفاتيح الجنان: لعباس القمي. منشورات دار التربية، بغداد العراق. عربه: محمد رضا النوري النجفي.
(156) المفصح في الإمامة: لمحمد بن الحسن الطوسي. نشرت ضمن مجموعة رسائل تحمل عنوان: الرسائل العشر للطوسي. نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم- إيران.
(157) مقاتل الطالبيين: لأبي الفرج علي بن الحسين الأصفهـاني. مطبعة الديواني، بغداد. نشر دار التربية، بغداد- العراق، 1979م.
(158) المقالات والفرق: لسعد بن عبد الله القمي. مطبعة حيدري طهران- إيران، 1963 م. صححه وقدم له وعلق عليه: الدكتور محمد جواد مشكور.
(159) مقدمة تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار: لأبي الحسن بن محمد طاهـر النباطي العاملي الفروي. وهـي مقدمة على تفسير البرهان للبحراني. المطبعة العلمية، قم- إيران، ط 3، 1393هـ.
(160) مقدمة مرآة العقول: لمرتضى العسكري. وهي مقدمة على مرآة العقول للمجلسي. طبع على نفقة مكتبة ولي العصر، طهران- إيران. الناشر: دار الكتب الإسلامية، 1398هـ. يقع في مجلدين.
(161) الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر: لابن طاوُس. منشورات مطبعة الحيدرية، النجف- العراق، ط 3.
(162) منار الهدى في النصّ على إمامة الأئمة الاثني عشر: لعلي البحراني. دار المنتظر، بيروت- لبنان، ط 1، 1405هـ- 1985م. حققه وعلق عليه: عبد الزهراء الخطيب.
(163) مناقب آل أبي طالب: لمحمد بن علي بن شهـر آشوب. المطبعة العلمية، قم- إيران، مؤسسة انتشارات علامة. يقع في ثلاثة مجلدات.
(164) منتهى الآمال: لعباس القمي. المطبعة الحيدرية، النجف- العراق. ط 2، 1389هـ- 1969 م.
(165) من لا يحضره الفقيه: للصدوق. مطبعة جاب، مهر ستوار قم- إيران. الناشر: دار الكتب الإسلامية، طهران، بازار سلطاني، إيران. ط 5، 1404هـ. ش. يقع في أربعة مجلدات.
(166) منهاج الكرامة في إثبات الإمامة: لابن المطهر الحلي. مطبوع مع منهاج السنة النبوية لابن تيمية، بتحقيق محمد رشاد سالم. (ط أوفست، باكستان، 1396هـ).
(167) منهج الصادقين في إلزام المخالفين: للكاشاني.
 (168) مؤتمر علماء بغداد: لمقاتل بن عطية. ط 3، 1399هـ. وهو مخطوط في مكتبة راجا محمود آباد، بخط المؤلف. قام بطبعه ونشره: هداية الله المسترحمي الأصفهاني الجرقوني. قدم لهذا الكتاب: شهـاب الدين الحسيني المرعشي النجفي.
(169) الميزان في تفسير القرآن: لمحمد حسين الطباطبائي. مؤسسة الأعلمي، بيروت- لبنان، ط 2، 1394هـ.
(170) نفحات اللاهـوت في لعن الجبت والطاغوت: لعلي بن عبد العالي العاملي الكركي. مخطوط يوجد في مكتبة رضا، برامبور- الهند، تحمل الرقم 1998.
(171) نهج البلاغة: لأبي الحسن محمد بن الحسن، المعروف بالشريف الرضي. دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، بيروت- لبنان، ط3، 1983م، بتحقيق صبحي الصالح.
(172) نور الثقلين: للحويزي. طبعة قم- إيران.
(173) الهداية: للصدوق. مخطوط، يوجد في مكتبة الجمعية الآسيوية، كلكتا- الهند. يحمل الرقم: (tca22).
 (174) وسائل الشيعة: للحر العاملي. دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان. تصحيح عبد الرحمن الرباقي الشيرازي.
(175) اليقين في إمرة أمير المؤمنين: لابن طاوُس. المكتبة الحيدرية ومطبعتهـا، النجف- العراق.
(176) ينابيع المودّة: لسليمان القندوزي. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت- لبنان.

الفهرس
دفع الكذب المبين المفترى من الرافضة على أمهات المؤمنين. 1
رضي الله تعالى عنهن أجمعين. 1
تأليف: الدكتور/ عبد القادر بن محمد عطا صوفي. 1
/ قال الله تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] \. 2
تمهيد: 3
الفصل الأول: موقف الشيعة الرافضة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم عموماً: 5
 المطعن الأول: إطلاق الشيعة الإثني عشرية على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب السراري والحشايا: 5
 المطعن الثاني: زعم الشيعة الإثني عشرية سوء أدب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم معه عليه الصلاة والسلام: 7
 المطعن الثالث: دعوى الشيعة الإثني عشرية أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل بيته عليه الصلاة والسلام: 10
 المطعن الرابع: دعوى الشيعة الإثني عشرية أن الاشتراط في مدح نساء النبي صلى الله عليه وسلم دليل على أن منهنّ من تتغيَّر عن الصلاح: 15
الفصل الثاني: موقف الشيعة الرافضة من عائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر الفاروق معاً رضي الله عنهم: 17
 المطعن الأول: التبرؤ منهما ولعنهما: 17
 المطعن الثاني: ادّعاء الشيعة الإثني عشرية عداوة عائشة وحفصة لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: 18
 المطعن الثالث: ادّعاء الشيعة الإثني عشرية أن عائشة وحفصة تآمرتا مع أبويهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقتاه السم: 20
 المطعن الرابع: ادعاء الشيعة الإثني عشرية أن الله سبحانه وتعالى ضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلاً لعائشة وحفصة: 29
الفصل الثالث: موقف الشيعة الرافضة من الصديقة بنت الصديّق أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: 33
 المطعن الأول: ادّعاء الشيعة الإثني عشرية كفر عائشة وعدم إيمانها وزعمهم أنّها من أهل النار: 34
 المطعن الثاني: طعن الشيعة الإثني عشرية في لقب عائشة: 40
 المطعن الثالث: زعم الشيعة أن رواية عائشة فاسدة وغير مقبولة: 42
 المطعن الرابع: دعوى الشيعة الإثني عشرية أن عائشة يُقام عليها الحدّ في الرجعة: 43
 المطعن الخامس: الشيعة الإثنا عشرية ينسبون عائشة رضي الله عنها إلى الفاحشة ويزعمون أن مهديّهم المزعوم يُقيم عليها حدّاً آخر في الرجعة: 53
 المطعن السادس: الشيعة يزعمون أن عائشة منعت من دفن الحسن بن علي عند جدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم: 59
 المطعن السابع: الشيعة الإثنا عشرية يزعمون أن عائشة رضي الله عنها مصدر الفتنة وسببها: 63
 المطعن الثامن: ادعاء الشيعة أن عائشة رضي الله عنها حرضت الناس على قتل عثمان رضي الله عنه: 66
 المطعن التاسع: ادّعاء الشيعة عداوة عائشة رضي الله عنها لعلي رضي الله عنه، وشدة بُغضها له: 67
 المطعن العاشر: ادعاء الشيعة أن عائشة رضي الله عنها لم تَتُب من معاداتها لعلي رضي الله عنه، وحربها له: 67
الفهارس: 67
 فهرس المصادرالسنيّة: 67
 فهرس المصادر الشيعية: 67
 


([1]) انظر: الصحاح للجوهري (6/ 2314). والمحكم والمحيط الأعظم لابن سيده (3/ 356). ولسان العرب لابن منظور (14/ 179-180).

([2]) انظر: حديث الإفك لمرتضى العسكري (ص17).

([3]) اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص57-60). وانظر أيضاً المراجع الشيعية التالية: الشافي في الإمامة للمرتضى (ص292). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 82). وبحار الأنوار للمجلسي (8/ 451). والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص108-109). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم معروف الحسيني (ص461-462).

([4]) انظر في ذلك: كتاب مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري -رسالة ماجستير- من إعداد الدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى (ص43-46).

([5]) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 182).

([6]) تاريخ يحيى بن معين (2/ 500).

([7]) الضعفاء والمتروكين للدارقطني (ص333).

([8]) ديوان الضعفاء والمتروكين للذهبي (ص259).

([9]) لسان الميزان لابن حجر (4/ 492).

([10]) تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة للكناني (ص98).

([11]) تاج العروس للزبيدي (6/ 105).

([12]) رجال النجاشي (ص245). ورجال الحلي (ص136).

([13]) تنقيح المقال للمامقاني (3/ 44).

([14]) المصدر نفسه (3/ 44).

([15]) الكنى والألقاب لعباس القمي (1/ 155).

([16]) المصدر نفسه (1/ 155).

([17]) معجم رجال الحديث للخوئي (14/ 138).

([18]) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري للدكتور يحيى اليحيى (ص45-46).

([19]) يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

([20]) تقدمت (ص7).

([21]) تفسير القمي (2/ 192). ومن لا يحضره الفقيه للصدوق (3/ 334). وتهذيب الأحكام للطوسي (2/ 269). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/ 349). والبرهان للبحراني (3/ 307-308).

([22]) فروع الكافي للكليني (3/ 123). ومن لا يحضره الفقيه للصدوق (3/ 335). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/ 350). والبرهان للبحراني (3/ 307).

([23]) لاحظ المصادر نفسها.

([24]) لاحظ المصادر نفسها.

([25]) أخرجه ابن عساكر في كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين (ص69)، وقال: (هذا حديث حسن عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها).

([26]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/ 299). وابن سعد في طبقاته (3/ 132).

([27]) انظر: الثقلان للمفيد (ص10).

([28]) تفسير العياشي (1/ 60-61). وانظر من كتب الشيعة: تفسير الصافي للكاشاني (1/ 141). والبرهان للبحراني (1/ 155-156). وبحار الأنوار للمجلسي (7/ 122).

([29]) الثقلان للمفيد (ص10-12).

([30]) المصدر السابق نفسه.

([31]) انظر: كشف الغمة للإربلي (1/ 43). ونفحات اللاهوت للكركي- مخطوط- (ق40/ أ-ب). وسيرة الأئمة لهاشم معروف الحسيني (ص13-35).

([32]) مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي (ص49).

([33]) انظر: نفحات اللاهوت للكركي (ق 39/ أ -ب، 40/ أ). والبرهان للبحراني (1/ 9-15، 31)، (4/ 35).

([34]) انظر: السقيفة لسليم بن قيس الهلالي (ص59، 95). وتفسير العسكري (ص161). وتفسير فرات الكوفي (ص123). والأمالي للطوسي (2/ 20). والطرائف لابن طاوُس (ص123، 128). وسعد السعود له (ص106). ومنهاج الكرامة للحلي (ص151-152). والصراط المستقيم للبياضي (1/ 184-185). والصوارم المهرقة في الرد على الصواعق المحرقة للتستري (ص145). وإحقاق الحق له (ص143-144، 154). وتفسير الصافي للكاشاني (1/ 364 -365)، (2/ 351-353). والبرهان للبحراني (1/ 379)، (3/ 309-325). وبحار الأنوار للمجلسي (35/ 217). ومفاتيح الجنان لعباس القمي (ص1-4).

([35]) تفسير فرات الكوفي (ص123).

([36]) انظر: إحقاق الحق للتستري (ص154).

([37]) انظر عقائد الشيعة الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (1/ 157).

([38]) انظر: الصوارم المهرقة للتستري (ص145). والشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية (ص447). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم معروف الحسيني (1/ 13-35).

([39]) انظر: كفاية الأثر للخزاز (ص87). وكشف الغمة للإربلي (1/ 41-47). والبرهان للبحراني (4/ 35). ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص79).

([40]) معاني الأخبار للصدوق (ص94).

([41]) انظر: الثقلان للمفيد (ص10-11). وكشف الغمة للإربلي (1/ 41-47، 527).

([42]) انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1629). وأساس البلاغة للزمخشري (ص11).

([43]) انظر من كتب التفسير عند الشيعة: مجمع البيان للطبرسي (3/ 180). ومنهج الصادقين في إلزام المخالفين للكاشاني (4/ 493).

([44]) انظر من تفاسير الشيعة: تفسير القمي (2/ 139). ومجمع البيان للطبرسي (4/ 211، 250). ونور الثقلين للحويزي (4/ 126). والبرهان للبحراني (3/ 225). ومنهج الصادقين للكاشاني (7/ 95).

([45]) انظر: جامع البيان للطبري (22/ 8). وأسباب النزول للواحدي (ص412-413)، وتفسير ابن كثير (3/ 486). وفضل آل البيت للمقريزي (ص32). والدر المنثور للسيوطي (5/ 198). وفتح القدير للشوكاني (4/ 270).

([46]) انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية (7/ 75، 76، 239-240، 395).

([47]) الحديث أخرجه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما. انظر: صحيح البخارى (4/ 289)، كتاب الأنبياء، باب (يزفون النسلان في المشي). وصحيح مسلم (1/ 306)، كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد.

([48]) الحديث أخرجه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما. انظر: صحيح البخاري (4/ 289)، كتاب الأنبياء، باب (يزفون النسلان في المشي). وصحيح مسلم (1/ 305-306)، كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد.

([49]) الحديث أخرجه الإمام البخارى في صحيحه (6/ 215)، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ)[الأحزاب:53].

([50]) انظر: صحيح مسلم (4/ 1873)، كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

([51]) راجع فضل آل البيت للمقريزي (ص32-35).

([52]) انظر: الإرشاد للمفيد- شيخ الطائفة عندهم- (ص163).

([53]) انظر: نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت للكركي- مخطوط- (ق 74/ ب). وعين الحياة للمجلسي (ص599).

([54]) اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص108). وتنقيح المقال للمامقاني (2/ 184). ومعجم رجال الحديث للخوئي (1/ 202).

([55]) وضع الملقب بالصدوق: (الأوثان) موضع (الأصنام).

([56]) وزاد الملقب بالصدوق: ونعتقد فيهم أنهم أعداء الله وأعداء رسوله.

([57]) حق اليقين للمجلسي (ص519). والهداية للصدوق- مخطوط- (ق110/ أ).

([58]) الحديث أخرجه البخارى في صحيحه (6/ 340)، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران:42].

([59]) انظر: سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم معروف الحسيني (1/ 443).

([60]) ماءٌ لبكر بن وائل، قريب من الكوفة، بينه وبين واسط. (مراصد الاطلاع للبغدادي 3/ 105).

([61]) الجمل للمفيد (ص149-150). وانظر من كتب الشيعة الأخرى: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 169). والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص389-390). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/ 443).

([62]) سيأتي تفصيل ذلك في الفصل الثالث من هذا الكتاب.

([63]) انظر: (ص12-14) من هذا الكتاب.

([64]) في الطبعة الحديثة من تفسير القمي: (فاجتمع...... على أن يسموا).

([65]) تفسير القمي -ط حجرية- (ص340)، -ط حديثة- (2/ 375-376). وانظر الصراط المستقيم للبياضي (3/ 168-169). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 457). وإحقاق الحق للتستري (ص308). وتفسير الصافي للكاشاني (2/ 716-717). والبرهان للبحراني (1/ 320)، (4/ 352-353). والأنوار النعمانية للجزائري (4/ 336-337).

([66]) انظر: مصادر الحاشية السابقة.

([67]) انظر: مجمع البيان للطبرسي (5/ 314).

([68]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 168-169).

([69]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 3-5، 100).

([70]) انظر: السمط الثمين في مناقب أمّهات المؤمنين للمحب الطبري (ص69).

([71]) هذه العقبة التي زعم الشيعة أن أفاضل الصحابة تعاقدوا على الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم عندها لها وجود جغرافي؛ فهي تقع بطريق مكة؛ بين بدر وودان، يُرى منها البحر، وهي على ملتقى طريق أيلة –العقبة- وطريق المدنية.
انظر المغانم المستطابة في معالم طابة للفيروز آبادي ص434).

([72]) إحقاق الحق للتستري (ص307). وعلم اليقين للكاشاني (2/ 637-639). والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص296-298).

([73]) الصراط المستقيم للبياضي (2/ 93).

([74]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 169).

([75]) انظر هذا المعنى في كتبهم: بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص41-42). ومعاني الأخبار للصدوق (ص188-189)، والأمالي له (ص4). وتفسبر فرات الكوفي (ص161- 162).

([76]) انظر: الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي (3/ 73).

([77]) زاد الكاشاني: -يعني: المرأتين لعنهما الله وأبويهما-. تفسير الصافي للكاشاني (1/ 305).

([78]) تفسير العياشي (1/ 200). وانظر تفسير الصافي للكاشاني (1/ 305). والبرهان للبحراني (1/ 320). وبحار الأنوار للمجلسي (6/ 504)، (8/ 6).

([79]) حياة القلوب للمجلسي (2/ 700).

([80]) راجع: تفسير القمي -ط حجرية- (ص340)، -ط حديثة- (2/ 375-376). وانظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 168-169). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 457). وإحقاق الحق للتستري (ص308). وتفسير الصافي للكاشاني (2/ 716-717). والبرهان للبحراني (1/ 320)، (4/ 352-353). والأنوار النعمانية للجزائري (4/ 336-337).

([81]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 168)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص313). وعزاه النوري الطبرسي إلى السياري الذي رواه من طريقين؛ أحدهما إلى الباقر، والآخر إلى الصادق. وعزاه أيضاً إلى سعد بن عبد الله القمي- صاحب كتاب مقالات الفرق- في كتابه (نواسخ القرآن).

([82]) صحيح البخاري (3/ 206).

([83]) المغافير: صمغ شبيهٌ بالناطف، ينضحه العرفط، فيوضع في ثوب، ثم ينضح بالماء فيُشرب. والعرفط: شجر من العضاة ينضح المغفور. والمغافير لها ريحٌ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يُوجد منه الريح- أعني الريح الخبيث-.
(راجع: الصحاح للجوهري (2/ 772). والمحكم والمحيط الأعظم لابن سيده (5/ 295). وتفسير ابن كثير (4/ 387-388)).

([84]) صحيح البخاري (6/ 274-275)، كتاب التفسير، باب قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ)[التحريم:1].

([85]) فتح الباري لابن حجر (8/ 657).

([86]) انظر: جامع البيان للطبري (28/ 159-160). وأسباب النزول للواحدي (ص504). وتفسير ابن كثير (4/ 386-388). والدر المنثور للسيوطي (6/ 239-241). وفتح القدير للشوكاني (5/ 249-251).

([87]) راجع: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 168). وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص313).

([88]) انظر من كتب الشيعة التي ذكرت هذا: تفسير فرات الكوفي (ص7-8). والغيبة للنعماني (ص59). وإكمال الدين للصدوق (ص241-242). والأمالي له (ص222). والصراط المستقيم للبياضي (2/ 141). وكفاية الأثر للخزاز (ص110-111، 152). وتفسير الصافي للكاشاني (2/ 456). والبرهان للبحراني (4/ 63-64، 199).

([89]) راجع كتابي: إعلام أهل السنة بمعتقد الشيعة الرافضة في الصحابة المبشرين بالجنة.

([90]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 168).

([91]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 168). وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص313).

([92]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (4/ 314).

([93]) جامع الترمذي (5/ 704)، كتاب المناقب، باب فضل عائشة رضي الله عنها.

([94]) السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين للمحب الطبري (ص28).

([95]) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 6)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرِّجاه. ووافقه الذهبي.

([96]) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 84). وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 50). والحاكم في مستدركه (4/ 15) وصححه. وابن عساكر في الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين (ص91)، وحسَّنه، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 269). والمحب الطبري في السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين (ص68). والهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 244)، وعزاه إلى البزار، والطبراني في الأوسط والكبير. والشوكاني في در السحابة (ص323). وغيرهم.

([97]) صحيح البخاري (7/ 65)، كتاب النكاح، باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف، وصحيح مسلم (4/ 1902)، كتاب الفضائل.

([98]) كشف الغمة للإربلي (1/ 479). وانظر: الصراط المستقيم للبياضي (2/ 283). والكشكول لحيدر الآملي (ص133). ونفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت للكركي -مخطوط- (ق 73/ ب). والمراجعات للموسوي: المراجعة (رقم 78).

([99]) انظر: الإيضاح للفضل بن شاذان (ص140-143).

([100]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 30).

([101]) الكشكول لحيدر الآملي (ص133).

([102]) سيأتي مزيد بيان لنكارة هذه القصة.

([103]) تفسير القمي (2/ 377). وانظر: البرهان للبحراني (4/ 358).

([104]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 165-166).

([105]) تفسير الصافي للكاشاني (2/ 720).

([106]) انظر البرهان للبحراني (4/ 358).

([107]) بحار الأنوار للمجلسي (22/ 33).

([108]) انظر مثلاً: جامع البيان للطبري (28/ 169-171). وتفسير ابن كثير (4/ 393). وفتح القدير للشوكاني (5/ 255-256).

([109]) انظر مثلاً: جامع البيان للطبري (28/ 169-171). وتفسير ابن كثير (4/ 393). وفتح القدير للشوكاني (5/ 255-256).

([110]) صحيح البخاري (5/ 107)، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة.

([111]) صحيح البخاري (5/ 107)، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة.

([112]) كناية عن أن رأسه عليه الصلاة والسلام كان مسنداً إلى صدرها.

([113]) صحيح البخاري (6/ 31-32)، كتاب المغازي، باب ما جاء في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

([114]) كتاب الأشعثيات للأشعث الكوفي (ص212).

([115]) صحيح البخاري (5/ 68)، كتاب الفضائل، باب فضائل أبي بكر.

([116]) تفسير العياشي (2/ 269). وانظر: البرهان للبحراني (2/ 383). وبحار الأنوار للمجلسي (7/ 454).

([117]) انظر: تفسير ابن كثير (2/ 583-584). وفتح القدير للشوكاني (3/ 190). وروح المعاني للآلوسي (14/ 221-222).

([118]) تفسير العياشي (2/ 243). وانظر: البرهان للبحراني (2/ 345). وبحار الأنوار للمجلسي (4/ 378)، (8/ 220).

([119]) بحار الأنوار للمجلسي (4/ 378)، (8/ 220).

([120]) هكذا أثبتوها ونسبوها إلى خير من نطق بالضاد. والصواب علياً.

([121]) انظر الاختصاص للمفيد (ص118). وهو حديث مختلق مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).

([122]) انظر الصراط المستقيم للبياضي (3/ 161).

([123]) انظر الصراط المستقيم للبياضي (3/ 161).

([124]) الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد للطوسي (ص361-365).

([125]) انظر من كتبهم: الخصال للصدوق (2/ 556). والجمل للمفيد (ص227، 231). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 161، 166). وعلم اليقين للكاشاني (2/ 659). وسيأتي مزيد بيان لهذه القضية.

([126]) الطرائف لابن طاوُس (ص292-293).

([127]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (1/ 187).

([128]) عقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/ 89).

([129]) هذه الجملة بطولها تدل على عجمة واضع هذا الحديث، وعلى بُعده عن معرفة قواعد اللغة. ومن العجب أن يُنسب إلى أفصح العرب.

([130]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 162).

([131]) الصراط المستقيم (3/ 166). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (ص385). وقد زعم الشيعة أنه ما أهرقت محجمة من دم إلا وأثم ذلك في عنقها وعنق طلحة والزبير. (راجع: دلائل الإمامة لابن رستم الطبري ص121).

([132]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 166).

([133]) نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت للكركي- مخطوط- (ق 79/ ب).

([134]) انظر: الخصال للصدوق (2/ 556).

([135]) سيأتي تفصيل ذلك قريباً.

([136]) جامع الترمذي (5/ 704)، كتاب المناقب، باب فضل عائشة رضي الله عنها.

([137]) ذكره المحب الطبري في السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين (ص28).

([138]) صحيح البخاري (5/ 68)، كتاب الفضائل، باب فضائل أبي بكر.

([139]) صحيح البخاري (6/ 340)، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: (يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران:42].

([140]) راجع السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين للمحب الطبري (ص30).

([141]) جامع الترمذي (5/ 707)، كتاب المناقب، باب فضل عائشة رضي الله عنها، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن).

([142]) صحيح البخاري (9/ 100-101)، كتاب الفتن، باب منه. وانظر: جامع الترمذي (5/ 707)، كتاب المناقب، باب فضل عائشة، وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (2/ 868). وكتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لابن عساكر (ص69-70). والسمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين للمحب الطبري (ص28-29).

([143]) جامع الترمذي (5/ 707)، كتاب المناقب، باب فضل عائشة. وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (2/ 868، 870). والمستدرك للحاكم (3/ 393)، وقال: (صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرِّجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص.

([144]) تاريخ الطبري (5/ 225).

([145]) مسند أحمد (6/ 138). وفضائل الصحابة له (2/ 871). وطبقات ابن سعد (8/ 65). وانظر السمط الثمين للمحب الطبري (ص29).

([146]) منهاج الكرامة المطبوع مع منهاج السنة (2/ 198).

([147]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 161).

([148]) المصدر نفسه (3/ 135).

([149]) منهاج السنة النبوية -وبحاشيته منهاج الكرامة- (2/ 198-199).

([150]) وهو أحد رواة الشيعة. وقد وثقه علماؤهم. (انظر تنقيح المقال للمامقاني 3/ 330).

([151]) جعفر الصادق.

([152]) الملقب بالكاظم، ابن جعفر الصادق.

([153]) الأصول من الكافي للكليني (1/ 247).

([154]) انظر من كتبهم: الأشعثيات للأشعث الكوفي (ص212). والمحاسن للبرقي (ص445). والاستبصار للطوسي (1/ 30). وتهذيب الأحكام له (1/ 104).

([155]) الخصال للصدوق (1/ 190).

([156]) انظر: بقي بن مخلد ومقدمة مسنده (ص79).

([157]) الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي (ص49).

([158]) ذم الكلام للهروي- مخطوط- (ق 140/ ب).

([159]) انظر: الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف لابن طاوُس (ص218-225).

([160]) انظر: المراجعات للموسوي (ص259-270).

([161]) راجع القسم الثاني من كتاب مرتضى العسكري.

([162]) إحقاق الحق للتستري (ص360).

([163]) دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص260). وانظر: المحاسن للبرقي (ص339-340). ومختصر بصائر الدرجات للحلي (ص213). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 457). وكشف الغمة للإربلي (2/ 539). والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص243-244). وبخار الأنوار للمجلسي (53/ 90). وحق اليقين له (ص378). وحياة القلوب له (2/ 854). ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص360). والرجعة للأحسائي (ص133-135). وحق اليقين لعبد الله شبر (2/ 13).

([164]) وانظر من كتبهم: الأشعثيات للأشعث الكوفي (ص212). والمحاسن للبرقي (ص445). والاستبصار للطوسي (1/ 30). وتهذيب الأحكام له (1/ 104).

([165]) رسالة فيما أشكل من خبر مارية للمفيد (ص29).

([166]) تفسير القمي -ط حجرية- (ص453، 640)، -ط حديثة- (2/ 99-100، 318-319). وانظر: الجمل للمفيد (ص219). والأمالي للمرتضى (1/ 77-79). ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (2/ 225). وتفسير الصافي للكاشاني (2/ 160). والبرهان للبحراني (3/ 126-128)، (4/ 205). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم معروف الحسيني (1/ 438).

([167]) هكدا أثبتها العجم.

([168]) دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص201-204).

([169]) تفسير القمي (2/ 319). وقد أجاب السيد طيب الموسوي الجزائري- المعلّق على تفسير القمي- نحواً من هده الإجابة. (راجع حاشية تفسير القمي 2/ 100).

([170]) صحيح البخاري (5/ 97)، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر أسامة بن زيد. وصحيح مسلم (3/ 1316)، كتاب الحدود، باب قطع السارق والشريف وغيره، والنهي عن الشفاعة في الحدود.

([171]) الروضة من الكافي للكليني (ص347). وانظر: دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص260). والمحاسن للبرقي (ص339-340). وعلل الشرائع للصدوق (ص210).

([172]) أصول الكافي للكليني (1/ 142). ومن لا يحضره الفقيه للصدوق (2/ 6). وإكمال الدين له (ص629).

([173]) تفسير العياشي (2/ 87). وانظر: تفسير القمي (1/ 289). ومجمع البيان للطبرسي (3/ 25). وتفسير الصافي للكاشاني (1/ 697). والبرهان للبحراني (2/ 121). وبحار الأنوار للمجلسي (13/ 190). وإثبات الهداة للحرّ العاملي (7/ 99).

([174]) تفسير العياشي (2/ 87). وانظر: تفسير القمي (1/ 289). ومجمع البيان للطبرسي (3/ 25). وتفسير الصافي للكاشاني (1/ 697). والبرهان للبحراني (2/ 121). وبحار الأنوار للمجلسي (13/ 190). وإثبات الهداة للحرّ العاملي (7/ 99).

([175]) انظر من كتب الشيعة: الاقتصاد فما يتعلق بالاعتقاد للطوسي (ص369 -370). وكشف الغمة للإربلي (2/ 539). وعلم اليقين للكاشاني (2/ 821). والرجعة لأحمد الأحسائي (ص135).

([176]) علل الشرائع للصدوق (ص210).

([177]) نهج البلاغة للشريف الرضي (ص319).

([178]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 157، 182).

([179]) انظر كتاب: حديث الإفك لجعفر مرتضى الحسيني.

([180]) راجع كتابه سيرة الأئمة الاثني عشر (1/ 438).

([181]) انظر: الجمل للمفيد (ص219). وتلخيص الشافي للطوسي (ص468). ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (1/ 201). ونفحات اللاهوت للكركي (ق 15/ أ، 81/ أ ب) والصوارم المهرقة للتستري (ص105). وإحقاق الحق له (ص284). والدرجات الرفيعة للشيرازى (ص25). والفصول المهمة للموسوي (ص156).

([182]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (3/ 442).

([183]) انظر من كتب الشيعة: الطرائف لابن طاوُس (ص384-385). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (20/ 32). وبحار الأنوار للمجلسي (28/ 130). وتنقيح المقال للمامقاني (1/ 214). وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/ 87).

([184]) المستدرك للحاكم (4/ 38-40). وانظر: الاستيعاب لابن عبد البر (4/ 412).

([185]) الركي: البئر. (الصحاح للجوهري 6/ 2361).

([186]) صحيح مسلم (4/ 2139)، كتاب التوبة، باب براءة حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الريبة، ومسند أحمد (3/ 281). والمستدرك للحاكم (4/ 40). والاستيعاب لابن عبد البر (4/ 411).

([187]) الخصال للصدوق (2/ 404-405).

([188]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 166-167).

([189]) الأنوار النعمانية للجزائري (1/ 80).

([190]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 457-460). ونقله مرتضى العسكري في (أحاديث أم المؤمنين) (1/ 49).

([191]) صحيح مسلم (4/ 1891)، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عائشة.

([192]) قرب الإسناد للحميري (ص137).

([193]) انظر: دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص42).

([194]) صحيح البخاري (2/ 315).

([195]) انظر: سنن أبي داوُد (2/ 267). وسنن النسائي (7/ 70-71). ومسند الإمام أحمد (6/ 148، 277).

([196]) وليس هذا القول بدعاً من القمي؛ فقد سبقه إليه الكليني- شيخ الإسلام عند الشيعة، وصاحب أحد الأصول الأربعة المعتمدة عندهم-، ونسبه إلى أبي جعفر الباقر. راجع البرهان للبحراني (4/ 357-358).

([197]) عند القمي: (فلانة)، بدلاً من (عائشة). وهذا من باب التقية. وقد صرح غيره باسمها، فكشف ما حظرت التقية كشفه بزعمهم.

([198]) في الطبعة الحديثة من تفسير القمي: (.......).

([199]) في نسخة أخرى (فلان) بدلاً من (طلحة). وهو من التقية كما أسلفنا.

([200]) في الطبعة الحديثة: (......).

([201]) في نسخة أخرى: (فلان) بدلاً من (طلحة).

([202]) تفسير القمي -ط حجرية- (ص341)، -ط حديثة- (2/ 377). وانظر: البرهان للبحراني (4/ 358). وتفسير عبد الله شبّر (ص338). وقد ساقها موضّحة كما أثبتها في المتن.

([203]) تفسير القمي -ط حجرية- (ص290)، -ط حديثة- (2/ 195-196). ومؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية (ص38). والشافي للمرتضى (ص258). والطرائف لابن طاوُس (ص492-493). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 23، 35). ومنار الهدى لعلي البحراني (ص452). ونفحات اللاهوت للكركي ق36/ ب. وتفسير الصافي للكاشاني (2/ 363). والبرهان لهاشم البحراني (3/ 333-334). وإحقاق الحق للتستري (ص260-261). وفصل الحطاب للنوري الطبرسي (ص58). وعقائد الإمامية الاثني عشرية للزنجاني (3/ 56). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/ 381). والشيعة والحاكمون لمحمد جواد مغنية (ص36).

([204]) الطرائف لابن طاوُس (ص492- 493). ونفحات اللاهوت للكركي (ق 36/ ب). وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص58).

([205]) انظر: مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي (ص86).

([206]) الاحتجاج للطبرسي (ص82).

([207]) راجع: جامع البيان للطبري (28/ 169-171). وتفسير ابن كثير (4/ 393). وفتح القدير للشوكاني (5/ 255-256).

([208]) كالبياضي في الصراط المستقيم (3/ 165-166). والكاشاني في تفسير الصافي (2/ 720).

([209]) راجع: جامع البيان للطبري (28/ 169-171). وتفسير ابن كثير (4/ 393). وفتح القدير للشوكاني (5/ 255-256). وغيرها من تفاسير أهل السنة؛ فكلها أجمعت على ذلك.

([210]) انظر من كتب الشيعة: الاختصاص للمفيد (ص119). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 167، 170)، (4/ 480، 482-483). وأحاديث أم المؤمنين عائشة لمرتضى العسكري (1/ 227، 268، 269).

([211]) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول (ص571).

([212]) يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

([213]) ذكرها ابن تيمية في الصارم المسلول (ص566-567).

([214]) ذكرها ابن تيمية في الصارم المسلول (ص566).

([215]) الصارم المسلول (ص568).

([216]) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (ص101).

([217]) رسالة في الرد على الرافضة لمحمد التميمي (ص24-25).

([218]) المصدر نفسه.

([219]) المصدر نفسه.

([220]) الأصول من الكافي للكليني (1/ 238-239). وانظر: إعلام الورى للفضل بن الحسن الطبرسي (ص211، 214).

([221]) الأصول من الكافي للكليني (1/ 241).

([222]) انظر: دلائل الإمامة لابن رستم الطبرى (ص61-62). والخرايج والجرايح لابن الراوندي (ق 24).

([223]) الجمل للمفيد (ص234-235). وانظر: الإرشاد له (ص358-360). وتاريخ اليعقوبي (2/ 200). ومقاتل الطالبيين للأصفهاني (ص49، 75). وتلخيص الشافي للطوسي (ص424، 466). وكشف الغمة للإربلي (1/ 585-586). والصراط المستقيم للبياضي (2/ 177)، (3/ 115). وإحقاق الحق للتسترى (ص305). والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص125-126). وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/ 83). والفصول المهمة للموسوي (ص156-157). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (ص360).

([224]) لاحظ مصادر الحاشية السابقة.

([225]) تاريخ اليعقوبي (2/ 200). وانظر: أحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (ص360).

([226]) علل الشرائع للصدوق (ص225).

([227]) أسنده الكليني إلى أبي جعفر الباقر، وابن رستم والصدوق إلى أبي عبد الله الصادق. (انظر: الأصول من الكافي للكليني (1/ 238-239). ودلائل الإمامة لابن رستم (ص61). وعلل الشرائع للصدوق (ص225)).

([228]) الاستيعاب لابن عبد البر (1/ 376-378). وانظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (3/ 275-279).

([229]) انظر: كشف الغمة للإربلي (1/ 368).

([230]) راجع: السقيفة لسليم بن قيس (ص81). والاحتجاج للطبرسي (ص81-82). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (6/ 13). ومنار الهدى لعلي البحراني (ص200). والبرهان للبحراني (3/ 42). وإلزام الناصب للحائري (2/ 269). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم معروف الحسيني (1/ 124-126).

([231]) الحديث أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. (صحيح البخاري (5/ 16)، كتاب المناقب، (7/ 90)، كتاب الطلاق، باب الإشارة في الطلاق، (9/ 96)، كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الفتنة من قبل المشرق). وصحيح مسلم (4/ 2229)، كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق).

([232]) انظر من كتب الشيعة: الطرائف لابن طاوُس (ص297). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 142، 164). والكشكول لحيدر الآملي (ص177-178). وإحقاق الحق للتستري (ص306، 308، 310). والمراجعات للموسوي (ص268). وكتاب السبعة من السلف لمرتضى الحسيني (ص176). وفي ظلال التشيع لهاشم الحسيني (ص74-75).

([233]) انظر: مصادر الحاشية السابقة.

([234]) انظر الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف لابن طاوُس (ص297).

([235]) صحيح البخاري (7/ 92)، كتاب الطلاق، باب الإشارة في الطلاق.

([236]) هي البقر التي تحرث. (الصحاح للجوهرى 2/ 518).

([237]) صحيح البخاري (7/ 94)، كتاب الطلاق، باب اللعان.

([238]) في كنز العمال (14/ 172): (وعراقنا) بدل (ونجدنا).

([239]) في كنز العمال (14/ 172) (وعراقنا) بدل (ونجدنا).

([240]) صحيح البخاري (9/ 97)، كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الفتنة من قبل المشرق).

([241]) انظر: القاموس المحيط للفيروزآبادي (1/ 340). والنهاية لابن الأثير (5/ 19). وتاج العروس للزبيدي (2/ 509).

([242]) انظر: عمدة القاري للعيني (11/ 353). وفتح الباري لابن حجر (13/ 47). وإرشاد الساري للقسطلاني (10/ 181).

([243]) نقله ابن حجر في فتح الباري (13/ 47).

([244]) انظر: صحيح البخاري بشرح الكرماني (24/ 168).

([245]) صحيح مسلم (4/ 2229)، كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق.

([246]) انظر: كتاب العقود لابن تيمية (ص81).

([247]) انظر: المصدر السابق نفسه. ونقض تأسيس الجهمية لابن تيمية- مخطوط- ق 6/ أ - ب.

([248]) مجموع فتاوى ابن تيمية (4/ 20).

([249]) لاحظ مصادر الحاشية التالية.

([250]) انظر هذه المزاعم في المصادر الشيعية التالية: قرب الإسناد للحميري (ص14). والإيضاح للفضل بن شاذان (ص37، 143). وتاريخ اليعقوبي (2/ 175). والاختصاص للمفيد (ص116). والأمالي له (ص125-126). والجمل له (ص73، 75-77، 195، 228-229). والشافي للمرتضى (ص266-267). وكشف المحجة لـابن طاوُس (ص45، 75). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (4/ 458)، (20/ 17). ومنهاج الكرامة للحلي (ص112). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 119، 164، 239). وكشف الغمة للإربلي (1/ 238-239، 479). ونفحات اللاهوت للكركي (ق6/ أ، 62/ أ، 73/ أ - ب، 79/ ب). وقرة العيون للكاشاني (ص427). وعلم اليقين له (2/ 704-705). وإحقاق الحق للتستري (ص305، 306، 310). والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص16-17). والأنوار النعمانية للجزائري (2/ 216). وحق اليقين لشبّر (1/ 193-194، 219). والفصول المهمة للموسوي (ص126). والمراجعات له (ص268). وفي ظلال التشيع لهاشم الحسيني (ص72، 79). وسيرة الأئمة الإثني عشر له (1/ 410، 421، 422، 437-438، 539-540). وتاريخ الشيعة للمظفر (ص25). وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/ 81). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 151، 168-170).

([251]) تقدمت هذه المزاعم (ص69).

([252]) انظر: الأمالى للمفيد (ص125-126). والجمل له (ص75-77). والأغاني للأصفهاني (4/ 178). وكشف الغمة للإربلي (1/ 479). والصراط المستقيم للبياضي (2/ 283). والكشكول لحيدر الآملي (ص133). ونفحات اللاهوت للكركي- مخطوط- (ق 73/ ب).

([253]) قرب الإسناد للحميري (ص14). وانظر: الشافي في الإمامة للمرتضى (ص266-267). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (ص157-158).

([254]) انظر: الشافي في الإمامة للمرتضى (ص266).

([255]) انظر: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (3/ 3). وتهذيب التهذيب لابن حجر (9/ 363).

([256]) هذه القصة المفتراة نقلها مرتضى العسكري في كتابه: أحاديث أم المؤمنين عائشة (1/ 167-168). وعزاها إلى أبي مخنف في كتابه (الجمل).
وقد تقدم أن أبا مخنف لوط بن يحيى شيعي محترق، وأخباري تالف هالك، لا يُوثق به، ولا يُعتد بروايته، ولا كرامة بإجماع علماء الجرح والتعديل. وهو شيعي رافضي باعتراف علماء الرافضة (انظر ص12-15 من هذا الكتاب).

([257]) موضع على ستة أميال من مكة، من طرق مر الظهران.
(انظر: المناسك للحربي (ص465-467). ومعجم البلدان للحموي (3/ 212). ومراصد الاطلاع للبغدادي 2/ 708).

([258]) الجمل للمفيد (ص228-229). وانظر أحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 155-158).

([259]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 164). وأحاديث أم المؤمنين عائشة لمرتضى العسكري (1/ 69-170).

([260]) انظر طبقات ابن سعد (4/ 188).

([261]) انظر: تاريخ ابن جرير الطبري (5/ 172).

([262]) انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير (3/ 206).

([263]) انظر: تاريخ ابن أعثم (ص155) -ط بومباي-.

([264]) انظر: أقوال علماء الجرح والتعديل فيه في: ميزان الاعتدال للذهبي (4/ 253-254). ولسان الميزان لابن حجر (6/ 157).

([265]) انظر: الجمل للمفيد (ص195).

([266]) انظر النهاية في غريب الحديث (5/ 79-80).

([267]) تاريخ الطبري (4/ 365).

([268]) الشرح والإبانة لابن بطة (ص163).

([269]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (7/ 1457).

([270]) انظر: تاريخ خليفة بن خياط (ص175-176).

([271]) انظر: من كتب الشيعة: الجمل للمفيد (ص87). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 119).

([272]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (4/ 335).

([273]) مسند الإمام أحمد بن حنبل (1/ 275).

([274]) الجمل للمفيد (ص73).

([275]) تاريخ الطبري (5/ 165)..

([276]) انظر: كتاب الجمل- أو النصرة في حرب البصرة- للمفيد (ص229).

([277]) انظر: الجمل للمفيد (ص218-220).

([278]) انظر: الجمل للمفيد (ص219، 226). وعلم اليقين للكاشاني (2/ 719).

([279]) السقيفة لسليم بن قيس (ص179). وانظر: الجمل للمفيد (ص220). وكشف الغمة للإربلي (1/ 342).

([280]) تاريخ الطبري (5/ 225).

([281]) السقيفة لسليم بن قيس (ص24). وانظر: الاحتجاج للطبرسي (ص159). وأوردتُ هذا الخبر الذي رووه لأنه يُناقض ما ذكروه آنفاً.

([282]) الاحتجاج للطبرسي (ص197-198). وانظر الصراط المستقيم للبياضي (1/ 195-196).

([283]) انظر الكتب الشيعية التالية: الخصال للصدوق (2/ 580). والأمالي له (ص655-656). والفصول المختارة من العيون والمحاسن للمفيد (ص65). ورسالة في تحقيق خبر الطائر له (ص36-37). والشافي في الإمامة للمرتضى (ص133، 169). والطرائف لابن طاوُس (ص72). وتجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي (ص419). وكشف الغمة للإربلي (1/ 156). والكشكول لحيدر الآملي (ص170). وكشف المراد للحلي (ص419-420). ومنهاج الكرامة له (ص171). والصراط المستقيم للبياضي (1/ 193)، (3/ 144). وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/ 142). وعلي مع القرآن للحكيمي (ص155).

([284]) سيأتي بيان ذلك أثناء الكلام على موقف الشيعة الرافضة الإثني عشرية من أنس بن مالك رضي الله عنه.

([285]) انظر: الضعفاء للعقيلي (1/ 46).

([286]) انظر: الضعفاء للعقيلي (1/ 46).

([287]) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (13/ 232).

([288]) في الإرشاد له (ق 82).

([289]) انظر: العلل المتناهية لابن الجوزي (1/ 233).

([290]) انظر: المنتظم لابن الجوزي (7/ 275).

([291]) في العلل المتناهية له (1/ 233).

([292]) في منهاج السنة النبوية (7/ 371-375).

([293]) في تلخيص المستدرك (3/ 130-131)، وفي سير أعلام النبلاء (13/ 233).

([294]) في البداية والنهاية (7/ 351، 354).

([295]) في لسان الميزان (3/ 336).

([296]) في حياة الحيوان (2/ 240).

([297]) في الفوائد المجموعة (ص382).

([298]) في تعليقه على مشكاة المصابيح (3/ 245)..

([299]) وانظر: تعليقات محقق كتاب (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) على الحديث الذي أورده النسائي في الكتاب. (خصائص أمير المؤمنين حاشية ص 28-36).

([300]) (ما) هنا نافية، بمعنى: لم يرو.

([301]) الإرشاد للخليلي (ق 82).

([302]) نقله عنه ابن الجوزي في المنتظم (7/ 275).

([303]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (7/ 371).

([304]) لسان الميزان لابن حجر (3/ 336).

([305]) انظر: الطرائف لابن طاوُس (ص226). والجمل للمفيد (ص82-84).

([306]) انظر: صحيح البخاري (1/ 279)، كتاب الأذان، باب إنما جُعل الإمام ليؤتمّ به.

([307]) انظر: صحيح البخاري (1/ 269)، كتاب الأذان، باب حد المريض أن يشهد الجماعة،، و(1/ 279)، كتاب الأذان أيضاً، باب إنما جعل الإمام ليؤتم به، وصحيح مسلم (1/ 312-313)، كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر.

([308]) راجع فتح الباري لابن حجر (2/ 156).

([309]) انظر: صحيح البخاري (5/ 258)، كتاب المغازي، باب غزوة أنمار.

([310]) انظر: صحيح البخاري (5/ 258)، كتاب المغازي، باب غزوة أنمار.

([311]) انظر المصدر السابق نفسه.

([312]) انظر: المصنّف لعبد الرزاق الصنعاني (11/ 237).

([313]) انظر: ما تقدم (ص175).

([314]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 166-167).

([315]) تقدم ذلك (ص119).

([316]) انظر: (ص162-163).

([317]) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/ 422). وانظر المصدر نفسه 436-439، 443.

([318]) انظر: ما تقدم (ص170).

([319]) المصنف لابن أبي شيبة (7/ 540).

([320]) انظر: فتح الباري لابن حجر (13/ 29، 48).

([321]) الجمل للمفيد (ص73).

([322]) انظر: الجمل للمفيد (ص85-87). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 460). وفي ظلال التشيع لمحمد علي الحسني (ص68-69، 74-79).

([323]) انظر: تفسير القمي (2/ 193). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 165-166). وتفسير الصافي للكاشاني (2/ 350-351). والبرهان للبحراني (3/ 308-309).

([324]) الجمل للمفيد (ص79-81). وانظر: المصدر نفسه (ص231).

([325]) انظر: الكشكول لحيدر الآملي (ص135-136).

([326]) انظر: منهاج الكرامة للحلي -مطبوع مع منهاج السنة- (2/ 183).

([327]) انظر: الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف لابن طاوُس (1/ 293).

([328]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 161).

([329]) انظر: الأنوار النعمانية للجزائري (2/ 215-216).

([330]) انظر: مقدمة مرآة العقول لمرتضى العسكري (1/ 50).

([331]) لاحظ مصادر الحاشية التالية.

([332]) إكمال الدين للصدوق (ص27-28). وانظر: الجمل للمفيد (ص231). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 142، 161). وتفسير الصافي للكاشاني (2/ 351). وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص51). وإلزام الناصب للحائري (1/ 378).

([333]) كل ما نسب الشيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب: كذب مختلق متعمد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يرد في أي كتاب من كتب العلم المعتمدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عائشة أنها ستقاتل علياً وهي له ظالمة.. فأرونا يا معشر الرافضة من أين نقلتم الخبر، ثم أرونا إسنادكم !!.

([334]) الجمل للمفيد (ص231).

([335]) علم اليقين للكاشاني (2/ 659-660). وانظر: الدرجات الرفيعة للشيرازي (ص303-304).

([336]) معاني الأخبار للصدوق (ص305). والاختصاص للمفيد (ص119). وانظر: الإيضاح للفضل بن شاذان (ص35). والملاحم لابن طاوُس (ص21، 87، 139). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 161، 164). ونفحات اللاهوت للكركي -مخطوط- (ق80/ أ). والغدير للأميني (3/ 166). وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/ 83-84). وفي ظلال التشيع لمحمد علي الحسني (ص80). وسيرة الأئمة الإثني عشر لهاشم الحسيني.

([337]) هكذا أثبتها العجم.

([338]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 162).

([339]) الجمل للمفيد (ص227، 231).

([340]) المصدر نفسه.

([341]) الخصال للصدوق (2/ 556).

([342]) الاختصاص للمفيد (ص119). وفي ظلال التشيع للحسني (ص80).

([343]) انظر: صحيح البخاري (1/ 62-63)، كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.

([344]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 161).

([345]) انظر: الجمل للمفيد (ص230). والصوارم المهرقة للتستري (ص106).

([346]) إكمال الدين للصدوق (ص429-430). وانظر: دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص277). والإيضاح للفضل بن شاذان (ص35، 37-39). ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (2/ 133-135). وتفسير الصافي للكاشاني (2/ 332). والأنوار النعمانية للجزائري (4/ 344). وإلزام الناصب للحائري (1/ 346).

([347]) مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص39). وانظر: علم اليقين للكاشاني (2/ 660). والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص303-304).

([348]) مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص39). وانظر: علم اليقين للكاشاني (2/ 660). والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص303-304).

([349]) الاحتجاج للطبرسي (ص164).

([350]) الاحتجاج للطبرسي (ص197-198). وانظر: الصراط المستقيم للبياضي (1/ 195-196).

([351]) دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص277). وإكمال الدين للصدوق (ص429-430). وانظر: إلزام الناصب للحائري (1/ 346).

([352]) الرجعة لأحمد الأحسائي (ص135).

([353]) ستأتي مناقشة هذه المزاعم قريباً إن شاء الله.

([354]) تقدم بيان ذلك (ص162-163).

([355]) في ظلال التشيع للحسني (ص76-77، 83).

([356]) وهذا من إفك الشيعة، وكذبهم، وبُهتانهم؛ فطلحة رضي الله عنه لم يشترك في دم عثمان، ولم يؤلب عليه.. وسيأتي تفنيد إفك الشيعة قريباً.

([357]) الجمل للمفيد (ص123). وانظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 170-173).

([358]) انظر: المفصح في الإمامة للمفيد (ص129).

([359]) منار الهدى لعلي البحراني (ص472).

([360]) انظر: أحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 175).

([361]) انظر: في ظلال التشيع لمحمد علي الحسني (ص109).

([362]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 162-163).

([363]) تقدم نقل إجماع علماء الجرح والتعديل على هلاكه في (ص12-13).

([364]) انظر: ميزان الاعتدال للدهبي (4/ 487).

([365]) معاني الأخبار للصدوق (ص375-376). وانظر: الكشكول لحيدر الآملي (ص143). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 79). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 163-164). وفي ظلال التشيع للحسني (ص78). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 176). وقد نقلها بعض من يُنسب إلى الأدب من المسلمين؛ مثل الزمخشري المعتزلي في كتابه الفائق (1/ 290). وابن عبد ربه في كتابه (العقد الفريد). وقد تقدم أن عمدة إسنادها أبو مخنف؛ لوط بن يحيى الأخباري التالف والشيعي المحترق. إضافة إلى وجود مجاهيل في السند، مما يسقط قيمة الرواية، ويُبطل الاعتداد بها.

([366]) تاريخ اليعقوبي (2/ 180-181).

([367]) انظر: تاريخ اليعقوبي (2/ 181).

([368]) انظر: من لا يحضره الفقيه للصدوق (3/ 44، ح150). وكذا انظر: أعيان الشيعة لمحسن العاملي (3/ 263).

([369]) انظر: سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/ 448).

([370]) انظر: كتاب أحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 180). وكتاب عبد الله بن سبأ له (1/ 213-220).

([371]) انظر: مروج الذهب للمسعودي (2/ 6-7).

([372]) الخصال للصدوق (2/ 377-378). وانظر: نفحات اللاهوت للكركي (ق80/ ب). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 215).

([373]) انظر: علم اليقين للكاشاني (2/ 722).

([374]) انظر: الجمل للمفيد (ص181).

([375]) بصائر الدرجات الكبرى للصفّار (ص262)، والخرايج والجرايح للراوندي (ص115-116). وانظر: الصراط المستقيم للبياضي (1/ 108).

([376]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 162).

([377]) انظر: سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/ 456).

([378]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 162).

([379]) الطرائف لابن طاوُس (ص286). وانظر: الكشكول لحيدر الآملي (ص158).

([380]) الصراط المستقيم للبياضي (3/ 161-162).

([381]) منهاج الكرامة- المطبوع مع منهاج السنة- (2/ 183).

([382]) انظر: تاريخ اليعقوبي (2/ 183). والأمالي للمفيد (ص24-25). ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (2/ 114).

([383]) اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص57-60). وانظر: تاريخ اليعقوبي (2/ 183). والشافي في الإمامة للمرتضى (ص292). وتلخيص الشافي للطوسي (ص465-466). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 82). وبحار الأنوار للمجلسي (8/ 451). والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص108-109). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/ 461-462). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 255-256).

([384]) انظر: (ص12-13).

([385]) انظر: تاريخ اليعقوبي (2/ 183). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 255).

([386]) انظر: تاريخ اليعقوبي (2/ 183). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 161). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 257).

([387]) تاريخ الطبرى (4/ 427) -بسند حسن-، وانظر: السنة للخلال (ص416).

([388]) انظر ما تقدم (ص188).

([389]) تاريخ الطبري (5/ 158-159).

([390]) المصدر نفسه.

([391]) انظر: المصدر نفسه.

([392]) انظر المصدر نفسه.

([393]) فتح الباري لابن حجر (13/ 56).

([394]) انظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/ 119).

([395]) المصنف لابن أبي شيبة (15/ 287).

([396]) انظر: فتح الباري لابن حجر (13/ 57).

([397]) انظر: معارج القبول لحافظ الحكمي (2/ 475).

([398]) تاريخ الطبري (5/ 185).

([399]) انظر: (ص217).

([400]) انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 18). وسير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 177). والدر المنثور للسيوطي (6/ 600).

([401]) انظر: تاريخ الطبري (5/ 190-194).

([402]) انظر: المصدر نفسه (5/ 195-220).

([403]) فتح الباري لابن حجر (13/ 56).

([404]) انظر: تاريخ الطبري (5/ 202-205).

([405]) انظر: تاريخ الطبري (5/ 225).

([406]) انظر: جامع البيان للطبري (21/ 159). وتفسير ابن كثير (3/ 481-482). وفتح القدير للشوكاني (4/ 276).

([407]) انظر (ص219).

([408]) انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (4/ 317-318).

([409]) أحكام القرآن لابن العربي (3/ 1535-1536). وانظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (14/ 181-182).

([410]) مسند الإمام أحمد (6/ 52). والمستدرك للحاكم (3/ 119-120). وانظر: فتح الباري لابن حجر (13/ 55). ومجمع الزوائد للهيثمي (7/ 234).

([411]) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي (3/ 392-393).

([412]) انظر تاريخ الطبري (5/ 170-171).

([413]) انظر: ميزان الاعتدال (1/ 251-252)، (2/ 316)، (3/ 134). وتقريب التهذيب لابن حجر (ص637).

([414]) العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 366).

([415]) كما فعل الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 55)، والألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 767-777)، (ح رقم474).

([416]) دلائل النبوة للبيهقي (6/ 411). ومستدرك الحاكم (3/ 119). وذكره ابن عساكر في كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين (ص71)، وحسَّنه.

([417]) البداية والنهاية لابن كثير (6/ 212).

([418]) مسند الإمام أحمد (6/ 393).

([419]) العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 366).

([420]) ميزان الاعتدال للذهبي (3/ 361).

([421]) تقريب التهذيب لابن حجر (ص447).

([422]) انظر فتح الباري لابن حجر (13/ 55).

([423]) انظر: مجمع الزوائد للهيثمي (7/ 234).

([424]) صحيح البخاري (9/ 100-101)، كتاب الفتن، باب منه. وانظر: سنن الترمذي (5/ 707)، كتاب المناقب، باب فضل عائشة. وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (2/ 868). وكتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لابن عساكر (ص69-70). والسمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين للمحب الطبري (ص28-29).

([425]) عند الترمذي والحاكم: قال عمار للرجل: (اسكت مقبوحاً منبوحاً، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟).

([426]) فضائل الصحابة لأحمد (2/ 868، 870). وانظر: جامع الترمذي (5/ 707)، كتاب المناقب، باب فضل عائشة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن. والمستدرك للحاكم (3/ 393)، وقال: (صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص.

([427]) انظر: الشافي في الإمامة للمرتضى (ص292). وتلخيص الشافي للطوسي (ص466). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 162).

([428]) تقدم تخريجه (ص92).

([429]) انظر: (ص87-93).

([430]) انظر: الشافي في الإمامة للمرتضى (ص293). وتلخيص الشافي للطوسي (ص467).

([431]) تاريخ الطبري (5/ 225).

([432]) انظر: (ص12) وما بعدها.

([433]) المنتخب من كتاب أزواج النبي لابن زبالة (ص43). والمستدرك للحاكم (4/ 13-14)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وقال الذهبي عن إسناده: صالح. (انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 2/ 134).

([434]) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 220، 276، 349)، (6/ 349). وفي فضائل الصحابة (2/ 872-876). وابن سعد في طبقاته (8/ 74-75). والحاكم في المستدرك (4/ 8)، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي على تصحيحه في التلخيص.

([435]) انظر: طبقات ابن سعد (8/ 18). وسير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 177). والدر المنثور للسيوطي (6/ 600).

([436]) راجع: دلائل الإمامة لابن رستم (ص121). والإرشاد للمفيد (ص236-237). والجمل له (ص231). والشافي للمرتضى (ص287). وتلخيص الشافي للطوسي (ص350). والطرائف لابن طاوُس (ص292-293). والكشكول لحيدر الآملي (ص158). والصراط المستقيم للبياضي (1/ 187)، (3/ 161-162).

([437]) راجع: الشافي للمرتضى (ص292-294). وتلخيص الشافي للطوسي (ص465-468). والاقتصاد له (ص361-365). والطرائف لابن طاوُس (ص298). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 164). وإحقاق الحق للتستري (ص309). وإلزام الناصب للحائري (1/ 378).

([438]) انظر: الشافي للمرتضى (ص292). وتلخيص الشافي للطوسي (ص466). وإحقاق الحق للتستري (ص309). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/ 463).

([439]) اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص57-60). وانظر: تاريخ اليعقوبي (2/ 183). والشافي في الإمامة للمرتضى (ص292). وتلخيص الشافي للطوسي (ص465-466). وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/ 82). وبحار الأنوار للمجلسي (8/ 451). والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص108-109). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/ 461-462). وأحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 255-256).

([440]) انظر: الجمل للمفيد (ص85). والشافي للمرتضى (ص292). وتلخيص الشافي للطوسي (ص466). والاقتصاد له (ص361). وفي ظلال التشيع لمحمد علي الحسني (ص117-118).

([441]) انظر: المصادر نفسها.

([442]) انظر: (ص241).

([443]) تاريخ الطبري (6/ 87).

([444]) انظر: مقاتل الطالبيين للأصفهاني (ص43). والجمل للمفيد (ص83-84). والشافي للمرتضى (ص292). وتلخيص الشافي للطوسي (ص466). والاقتصاد له (ص362). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 164). والمراجعات للموسوي (ص255). وأحاديث أم المؤمنين عائشة لمرتضى العسكري (1/ 278-279).

([445]) انظر: الجمل للمفيد (ص84). والاقتصاد للطوسي (ص362). والصراط المستقيم للبياضي (3/ 164).

([446]) الشافي للمرتضى (ص292). وتلخيص الشافي للطوسي (ص466).

([447]) ابن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أبو عائشة الكوفي. (تقريب التهديب لابن حجر (ص528)).

([448]) الجمل للمفيد (ص84). وانظر: الشافي للمرتضى (ص293). وتلخيص الشافي للطوسي (ص466).

([449]) انظر: أحاديث أم المؤمنين لمرتضى العسكري (1/ 279-280).

([450]) انظر: ما تقدم (ص139) وما بعدها.

([451]) الشافي للمرتضى (ص293). وانظر تلخيص الشافي للطوسي (ص466).

([452]) انظر: الجمل للمفيد (ص81-84). والشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية (ص255).

([453]) انظر: المراجعات للموسوي (ص259). وتاريخ الشيعة للمظفّر (ص27).

([454]) انظر علم اليقين للكاشاني (2/ 719).

([455]) انظر: طبقات ابن سعد (8/ 18). وسير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 177). والدر المنثور للسيوطي (6/ 600).

([456]) انظر: تاريخ الطبري (5/ 221). ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية (4/ 316). ومختصر التحفة الإثني عشرية للآلوسي (ص270).

([457]) الذي كان يقول هذه الأبيات هو عمرو بن الأشرف.

([458]) تاريخ الطبري (5/ 211).

([459]) كما في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، وابن عباس مرفوعاً. (صحيح مسلم (1/ 115-116)، كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق).

([460]) انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (4/ 319-321).

([461]) تاريخ الطبري (5/ 225).

([462]) كشف الغمة للإربلي (1/ 147).

([463]) المصدر نفسه (1/ 159).

([464]) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 1883)، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

([465]) انظر: صحيح مسلم (4/ 1882- 1883)، كتاب فضائل الصحابة.

([466]) مخضرم، ثقة. (تقريب التهذيب لابن حجر ص 266).

([467]) صحيح مسلم (1/ 232)، كتاب الطهارة، باب التوقيت في المسح.

([468]) المصنف لعبد الرزاق الصنعاني (2/ 128).

([469]) انظر: فتح الباري لابن حجر (13/ 29، 48). وانظر: ما تقدم (ص187-188).

([470]) انظر: الجمل للمفيد (ص73).

([471]) راجع: إعلام الورى للفضل بن الحسن الطبرسي (ص301). وكشف الغمة للإربلي (2/ 236).

([472]) تقدم تخريجه (ص122).

([473]) تقدم تخريجه (ص76).

([474]) انظر: صحيح البخاري (5/ 107)، كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل عائشة.