Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

التوغل الإيراني في العراق .. احتلال ..

التوغل الإيراني في العراق .. احتلال


لم يعد هناك مجال لإنكار وجود القوات الإيرانية على الأراضي العراقية، وهي التي طالما قالت إنها أرسلت وترسل مستشارين وأسلحة إلى الميليشيات الموالية لها داخل العراق.
فما كشف عنه قائد القوة البرية في الجيش الإيراني أمس من أن “5 ألوية من القوات الإيرانية دخلت الأراضي العراقية بعمق 40 كيلومترا لصد هجوم محتمل من قبل داعش”، يكفي لمعرفة مدى التوغل الإيراني في العراق، وهي معلومة لا تخفى على الولايات المتحدة التي تكتفي بترديد كلام طهران حول إرسال مستشارين.
وأن يؤكد المسؤول العسكري الإيراني أن دخول قوات بلاده إلى العراق جاء بالتنسيق مع الحكومة العراقية منذ يوليو الماضي، مدعيا أن ذلك جاء ردا على تهديدات تنظيم “داعش” باجتياح الحدود الإيرانية الغربية، فالمسألة باتت واضحة، والنية الإيرانية التوسعية لا يمكن حجبها، وما تفعله طهران في العراق وسورية واليمن ليس إلا جزءا من مخطط إيراني كبير، تعرفه الولايات المتحدة وتغض الطرف عنه لأسباب ومصالح تخصها، غير أنها ستخسر الكثير في المنطقة العربية جراء حسابات ضيقة لن تثمر إلا مزيدا من الابتعاد عن الدول العربية المؤثرة اقتصاديا وبشريا، وعندها ستدرك الولايات المتحدة كم أخطأت في التقدير.
وإن كان موضوع الملف النووي الإيراني هو ما يشغل بال المسؤولين الأميركيين، فلا يعني أن ينعشوه على حساب الشعب العراقي بتمكين إيران من العراق، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو عن طريق الميليشيات الموالية لطهران، وأن تعد طهران المنطقة الواقعة على عمق 40 كيلومترا داخل الأراضي العراقية خطا أحمر بالنسبة لقواتها المسلحة الإيرانية، فذلك شأنها، لأن المنطقة التي تتحدث عنها هي جزء من أراضي دولة أخرى، واستغلال الظروف السياسية للتوغل فيها ونشر القوات هو احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وإن كان المسؤولون العراقيون تغاضوا عن ذلك لأسباب وظروف معينة، فالأمر ليس من حقهم، لأن التفريط في أي شبر من أرض الوطن هو خيانة للأمانة والمسؤولية.
على المسؤولين العراقيين أن يكونوا على قدر المسؤولية، ويخرجوا من حالة الضعف التي تعتريهم أمام طهران، ويعلنوا رفضهم للتدخل الإيراني في شؤون بلادهم، ويعملوا على إخراجهم منها، أما إيران فلا بد أن تخرج من العراق في نهاية المطاف، لأن الاحتلال، بأي شكل كان، لن يدوم.
——————
رأي الوطن أونلاين