Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

القرآن وعلماء أصول ومراجع الشيعة الإمامية الإثني عشرية

القرآن وعلماء أصول ومراجع الشيعة الإمامية الإثني عشرية

تقديم:-
إن الخلاف بين المسلمين يقض مضجع كل مسلم لاسيما العاملين المخلصين.
إن هؤلاء يفكرون دوماً في أفضل الوسائل وأقرب الطرق لاجتماع المسلمين على الأصول الثابتة التي لا بد منها للاجتماع الحقيقي البعيد عن الدعاوى والمجاملات.
وقد يبدو للناظر بادي الرأي -بسبب تعقد المشكلة- أن العلة تكمن وراء صعوبة الاهتداء إلى العلاج، ولكن الحقيقة غير ذلك. إن العلاج معروف ومتوفر وقريب المنال!
إنه القرآن.
ذلك الكتاب الذي صرح الله -جل شأنه- بأن وظيفته الأساس حل الخلاف وفض النزاع فقال: ((وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ بِـﭑلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ)) [البقرة:213].
لكن آيات القرآن تنقسم إلى قسمين: محكمات ومتشابهات.
أما المحكمات فهن الأم والمرجع، وأما المتشابهات فتبع لها وقد نهانا الله عن الاحتكام إليها فقال: ((هُوَ ٱلَّذِىۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ مِنْهُ ءَايَـٰتٌ مُّحْكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ)) [آل عمران:7].
وهذا يعني أن آيات القرآن المتشابهة المحتملة لعدة أوجه لا يصح اعتمادها مرجعاً عند الخلاف، وأن مرجعنا الأساس هو الآيات المحكمات.
وعند استقراء القرآن نجد أن الأصول المهمة والضرورية للاجتماع قد استوعبتها الآيات المحكمة.
إذاً: هذا هو المفتاح - أن نحتكم إلى محكمات الكتاب!
هذا إذا خلت القلوب من الزيغ!
لقد نادى السيد محمد الياسري وأهاب بقومه أن يرجعوا إلى محكمات القرآن، لأن القرآن هو المرجع الوحيد الذي اتفق الجميع على صحته وحياديته. لقد كان يكرر ويقول: (إن القرآن ليس شيعياً ولا سنياً) فإذا كنا نعتقد أن المسلم يجب أن يرتفع فوق الانتماءات المذهبية أو الطائفية فليرجع إلى كتابه سبحانه وتعالى. وصدق -رحمه الله تعالى-.
إن متشابهات القرآن -إذا عزلناها عن محكماته- يمكن بشيء من الذكاء مع بعض اللف والدوران - أن نصيغها نحن بصيغتنا ونلوي أعناق نصوصها نحو وجهتنا، لذلك وجدنا الفرق الخارجة عن الخط المستقيم جميعها تجعل اعتمادها أبداً على المتشابهات وخلافها ليس على الأصول الثابتة بالمحكمات! اختلاف الفرق ليس على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ لأنه تعالى بين ذلك كله بالآيات المحكمات.
إن المشكلة هي أن الزائغين ومن ورائهم جمهور المقلدين الغافلين يتركون هذه الأصول ليتبعوا متشابهات لا يمكن الاتفاق على مضامينها لأن ألفاظها مشتبهة ومحتملة.
والمشكلة ليست في عدم وجود المرجعية القرآنية التي يهتدي بها المختلفون، وإنما في الزيغ الذي يمنع القلوب من الاهتداء الذي فاز به الراسخون.
ومن هذا الزيغ -الذي وجده (السيد الشهيد)- نوع أصيب -حين وجده- بالذهول! لأنه أعمق مما يتصور ويتصوره الكثيرون من أهل القلوب الطيبة والنوايا السليمة ذلك أن الزائغين -حتى يقطعوا سبيل الاجتماع الوحيد- طعنوا في القرآن نفسه وأثاروا الشكوك حول حفظه وسلامته!!.
فلا بد -إذاً- من كشف هذه الحقيقة وإزالة هذه العقبة -إذا كنا صادقين في ادعائنا حب الجماعة، وتباكينا على حال الأمة- وهي عبارة عن مشكلتين لا مشكلة واحدة! إحداهما أكبر من الأخرى: اتباع المتشابه، والطعن في صحة القرآن.
فكتب السيد كتابه هذا لإزاحة الستار وكشف الأستار نصحاً لقومه وخدمة لدينه وكتابه وحباً لوطنه وعراقة قلب الإسلام والعروبة النابض الذي لا بد لأهله الغيورين لاسيما العاملين المخلصين، ولا بد للعرب والمسلمين أن يجتمعوا على رعاية هذا القلب وإصلاحه ويعرفوا له خصوصيته التي عرفها له فقيدنا الراحل الإمام المجدد الشهيد السيد محمد الياسري تغمده الله برحمته الواسعة وألحقنا به في الصالحين ((مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّـٰلِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً)) [النساء:69].
الناشر

 
المقدمة:-
 
إن بداية كتابة هذا البحث كانت عن طريق حضوري مؤتمراً إسلامياً في بغداد التقيت فيه بصديق قديم وكان من أهل السنَّة بدأني بالسلام قائلاً: كيف حال السادة الياسرية قلت: الحمد لله وهل تعرفني؟ فقال: ألست سيد محمد ابن سيد كاظم ([1]) من حي الزهراء في النجف؟ قلت: بلى، ومن فضيلتكم؟ فقال: أنا محمد بن حجي كريم جيرانكم في المنطقة عام (1975م)، عرفته فقبَّلته وسألته عن حاله وأهله فقال: أنا مدرس، وأنت أراك ترتدي العَّمة؟ فقلت: درست في الحوزة العلمية، وأنا الآن إمام جامع وأدرس الطلاب أيضاً. التقيت به عدة لقاءات في المؤتمر ثم دعاني إلى بيته في مدينة صدام في بغداد، كان محتمساً لدرجة الانفعال عندما يتكلم عن حال الأمة الإسلامية والمسلمين في الوقت الحاضر، يحمل هدفاً كبيراً وأمنية عظيمة وهي توحيد الأمة الإسلامية، وكان هذا أعظم ما أتمناه، قال لي: لَكَمْ يحزنني أن أرى المسلمين -وفي العراق خاصة- متفرقين بسبب تأثير أعداء الإسلام! قلت: لماذا لا يقوم علماء الدين الإسلامي في العراق أولاً بخطوة أولية للتقريب بين وجهات النظر ثم توحيد المسلمين على المدى البعيد؟ قال: بدأت بالأصعب.
قلت: لماذا؟
قال: السبب في علمائكم ومراجعكم الذين أسسوا مذهبكم وشيدوه.
فقلت: هذا اتهام باطل، إن علماءنا ومراجعنا يعتمدون على روايات أئمة أهل البيت الطاهرين عليهم السلام بأسانيدهم الخاصة.
فقال: لو توفرت شروط صحة رواية ما عن الإمام علي رضي الله عنه أو الحسن أو الحسين أو الباقر أو غيرهم من أئمة الإسلام لأخذنا بها وعملنا بها ولكن هذه الروايات مكذوبة وملفقة تنسب زوراً وبهتاناً إلى الإمام علي رضي الله عنه وذريته، والدليل على أن هذه الروايات أكاذيب أن معانيها تخالف كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصول الدين الإسلامي وأن من أخرجها ورواها رجال يطعنون بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار؛ بل وحتى بالإمام علي رضي الله عنهم وأن أصحاب المراجع والأصول المعتمدة تلقفوا عقائد عبدالله بن سبأ اليهودي، وزادوها غلوا ثم نسبوها للإمام ولذريته صلى الله عليه وسلم، وهم منها براء، ونحن متأكدون من براءة الإمام علي وذريته رضي الله عنهم من هذه الروايات تماماً.
فقلت له مهدئاً لانفعاله: إن كل من يريد أن يتعرف على عقيدة طائفة فلا بد له من أن يرجع إلى أمهات كتب تلك الطائفة ومراجعها وأصولها المعتمدة في الحديث والتفسير حتى يكون منصفاً في الحكم وعادلاً في الاستنتاج؛ لأن عليها مدار عقائد تلك الطائفة، ولهذا السبب عليك أن تعكف على دراسة أمهات الكتب والمراجع المعتمدة عندنا نحن الشيعة الإمامية الإثني عشرية في الحديث والتفسير بأسانيدها عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام؛ لأننا لا نقبل إلا كلام المعصومين الموجود في هذه الكتب.
فقال لي: وهل درست أنت هذه المراجع والأصول المعتمدة عندكم وتأكدت من عدم وجود مطاعن بكتاب الله القرآن وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأتباعه وتلاميذه وأصحابه من المهاجرين والأنصار؟
فقلت له: الحقيقة! لا، ولكني سوف أبحث وأحقق فيها، وأبرهن لك على أنك واهم وعلى خطأ كبير، وأنه لا يوجد ولا دليل واحد على ما قلت وذكرت من وجود مطاعن في أصولنا ومراجعنا المعتمدة بكتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو صحابته من المهاجرين والأنصار وسوف أقدم البحث هدية لك.
فقال لي اتفقنا ... وهكذا بدأت أبحث بجد ونشاط تاركاً التعصب جانباً واضعاً أمام عيني الوصول إلى الحقيقة لا غيرها.
 
الخطوة الأولى:-
 
في ليلة اليوم الذي قررت فيه المباشرة بالعمل بصدق وإخلاص رأيت في المنام جدي أمير المؤمنين عليه السلام يضع يده اليمنى على رأسي والطريق أمامي يشع نوراً عظيماً، فاستيقظت مستبشراً وبدأت العمل نشطاً، وكانت أول خطوة هي تجميع المصادر والمراجع والأصول المعتمدة في الحديث والتفسير، والحمد لله فقد كانت هذه المصادر موجودة في مكتبة السيد الحكيم قدّس الله سره وهذه المصادر هي:
 
أولاً: المصادر والمراجع والأصول الحديثية المعتمدة عندنا نحن الشيعة الإمامية الإثني عشرية:-
 
1- الكافي لمؤلفه محمد بن يعقوب الكليني -ثقة الإسلام قدس الله سره-.
2- فقيه من لا يحضره الفقيه لمؤلفه محمد بن بابويه القمي -الصدوق قدس الله سره-.
3- الاستبصار لمؤلفه محمد بن حسن الطوسي -شيخ الطائفة قدس الله سره-.
4- تهذيب الأحكام لمؤلفه محمد بن الحسن الطوسي -شيخ الطائفة قدس الله سره-.
5- بحار الأنوار لمؤلفه محمد بن باقر المجلسي -شيخ الإسلام-.
6- الوافي لمؤلفه محمد بن مرتضى المعروف بـ (ملاّ محسن الفيض الكاشاني).
7- وسائل الشيعة لمؤلفه محمد بن الحسن الحر العاملي.
8- مستدرك الوسائل لمؤلفه حسين محمد تقي النوري الطبرسي.
 
ثانياً: المصادر والمراجع والأصول المعتبرة والمعتمدة في التفسير عندنا نحن الشيعة الإمامية الإثني عشرية:-
 
1- تفسير القمي لمؤلفه علي بن إبراهيم القمي -قدس الله سره-.
2- تفسير العياشي لمؤلفه محمد بن مسعود العياشي -قدس الله سره-.
3- تفسير الفرات لمؤلفه فرات بن إبراهيم الكوفي -قدس الله سره-.
4- تفسير التبيان لمؤلفه محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة -قدس الله سره-.
5- تفسير مجمع البيان لمؤلفه الفضل بن الحسن الطبرسي -قدس الله سره-.
6- تفسير البرهان لمؤلفه هاشم بن سليمان البحراني -قدس الله سره-.
7- تفسير القرآن لمؤلفه محمد بن إبراهيم النعماني -قدس الله سره-.
8- تفسير الصافي لمؤلفه محمد بن مرتضى ملا محسن الفيض الكاشاني -قدس الله سره-.
عاهدت الله صادقاً أن أبحث في كلام وأقوال هؤلاء العلماء الأعلام الذين ألفوا هذه المصادر والمراجع والأصول في الحديث والتفسير، ثم وجدت أن هناك علماء وأعلاماً كباراً كتبوا مراجع وأصولاً معتبرة ومعتمدة عند علماء الطائفة قاطبة وهم:
1- محمد بن الحسن الصفار.
2- محمد بن محمد بن النعمان المفيد.
3- محمد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي.
وهؤلاء من شيوخ ومشايخ علمائنا الذين ألفوا مصادر وأصول طائفتنا الإمامية الإثني عشرية.
 
الهدف من البحث:-
 
لقد وجه صديقي الأستاذ محمد بن حجي كريم تهمة خطيرة جداً إلى علمائنا الأجلاء الذين ألفوا وكتبوا أعظم المراجع والأصول المعتمدة والمصادر المعتبرة والتي قام عليها مذهبنا الإمامي الإثنا عشري في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والشعائر والشرائع، هذه التهمة مفادها أن هؤلاء المراجع والعلماء يطعنون بكتاب الله القرآن ولطالما سمعت هذه التهمة من غيره، ولهذا سوف يكون بحثي الأول من أجل تبرئتهم من هذه التهمة وأنا سوف أبدأ البحث غداً إن شاء الله تعالى، وأنا متأكد من براءتهم منذ هذه اللحظة وقد عاهدت الله على ألا أذكر إلا حقيقة ما أقرؤه من أقوال علماء الأصول والمراجع عندنا، وسوف أسمي البحث بـ (القرآن وعلماء أصول ومراجع الشيعة الإمامية الإثني عشرية) وفي نيتي أن أكتب بحثاً عن كل تهمة توجه إلى مذهبنا والغاية من هذه البحوث الوصول إلى الحقيقة، حقيقة أن علماء الأصول والمراجع والمصادر المعتمدة عند الشيعة بريئون من هذه التهم الخطيرة، وأعتبر هذا البحث هو الأول في سلسلة رد هذه التهم والله المستعان على ما يصفون...
النتيجة: مر عام كامل وأنا أبحث، ويا ليتني لم أقابل صديقي محمد.. ويا ليتني لم أعرفه.. ويا ليتني لم أبحث، ولولا أني عاهدت الله على كتابة البحث ما كتبته، لقد ترددت كثيراً قبل أن أبدأ الكتابة.
وها هو القلم يرتجف في يدي يبكي دموع الحزن الأسود... واإسلاماه!!!.
- إلى كل شيعي شريف.
- إلى كل شيعي عاقل مخلص.
- إلى كل شيعي يحب كتاب الله ويحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحب أهل بيت رسول الله وآله.
- إلى كل من يحب الحق والحقيقة.
إليك ما وصلت له بعد البحث والتنقيب.

 
البحث الأول:-
 
حقيقة عقيدة علمـاء أصول:-
مراجع الشيعة في القرآن:-
 
-إلى من يحب الحقيقة والحق-
أولاً: محمد بن يعقوب الكليني (329 هـ):
أ- منزلته: قال عنه علماء الطائفة ومشايخها عبر العصور ما يلي:ـ.
- (كان شيخ الشيعة في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس بالحديث وأثبتهم)([2]).
- (شيخ الشيعة كلها في وقته ورئيسها)([3]).
- (أدرك زمن السفراء الأربعة للإمام المهدي عليه السلام وجمع الحديث من مشرعه ومورده)([4]).
- (ثقة عارف بالأخبار)([5]).
- ([6])([7]).
- (ثقة عالم بالأخبار)([8]).
- (الشيخ المتفق على ثقته وأمانته)([9]).
- (كان أوثق الناس في الحديث وأنقدهم له وأعرفهم به)([10]).
- (رئيس المحدثين الحافظ)([11]).
- (قال علمائنا الأكابر: كان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم وأغورهم في العلوم)([12]).
- (أوثق الناس في الحديث وأثبتهم)([13]).
- (الحق أنه لم يكن مثله فيمن رأيناه من علمائنا وكل من يتدبر في أخباره ورواياته وترتيب كتابه يعرف أنه كان مؤيداً من عند الله)([14]).
- (ثقة الإسلام وأحد الأعلام خصوصاً في الحديث، فإنه جهبذة الأخبار، وسابق هذا المضمار الذي لا يشق له غبار ولا يعثر له على عثار)([15]).
- (كان مجلسه مثابة أكبر العلماء كانوا يحضرون للتفقه عليه، وكان عالماً متعمقاً محدثاً ثقة حجة عدلاً سديد القول يعد من فحول أهل العلم وشيوخ رجال الفقه، وكان عارفاً بالتاريخ والطبقات والرجال)([16]).
ومن خلال أقوال العلماء ومشايخ الطائفة عبر العصور والدهور يظهر لنا أن الكليني كان:.
1- أول من وضع أصول الطائفة في كتاب جامع.
2- أعلم علماء الطائفة في الفقه والأصول والرجال والحديث والأخبار.
3- ثقة حجة عارفاً عالماً بالأخبار الصحيحة عن الأئمة عليهم السلام، وليس هناك مثله في معرفة الأخبار الصحيحة وتمييزها.
الكافي: أول أصل جامع لروايات الأئمة عليهم السلام لمؤلفه محمد بن يعقوب الكليني الذي قال عن كتابه في مقدمته:.
- إنه كتاب كافٍ يجمع بين جميع فنون علوم الدين.
- يكتفي به المتعلم.
- يرجع إليه المسترشد.
- يأخذ منه من يريد علم الدين.
- يأخذ منه من يريد العمل بالآثار الصحيحة عن الأئمة عليهم السلام.
وقال عنه علماء الطائفة:.
- (الكافي من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة)([17]).
- (الكافي في الحديث الذي لم يعمل الإمامية مثله)([18]).
- (الكتاب الكبير في الحديث الذي لم يعمل مثله حيث جمع هذا الكتاب من الأحاديث الشرعية والأسرار الدينية ما لا يوجد في غيره)([19]).
- (الكافي أشرف الأصول والمراجع وأوثقها وأتمها وأجمعها لاشتماله على الأصول من بينها وخلوه من الفضول وشينها)([20]).
- (الكافي أضبط الأصول وأصحها وأحسن مؤلفات الطائفة وأعظمها وأجمعها)([21]).
- (وقد سمعنا عن مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه)([22]).
- (ولقد اتفق علماء الشيعة قاطبة على مر العصور على تفضيل هذا الكتاب، والأخذ به، والثقة بخبره، والاكتفاء بأحكامه، وهم مجمعون على الإقرار بارتفاع درجته، وعلو قدره على أنه القطب الذي عليه مدار مرويات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان إلى اليوم، وهو عندهم أجل وأفضل من سائر أصول الحديث)([23]).
- [[إن الإمام المهدي اطلع عليه وقال: إنه كافٍ لشيعتنا]]([24]).
فالشيخ الكليني هو شيخ علماء الشيعة وأعلمهم بالروايات وصحتها وكتابه الكافي أول مصدر جامع للروايات الصحيحة عن الأئمة عليهم السلام -كما قال هو في مقدمة كتابه- لذلك اعتمدت في معرفة أقوال الشيخ الكليني وأفكاره وعقيدته في القرآن على أصح كتاب عنده وهو الكافي، وقد ظننت أني لن أجد رواية واحدة تطعن بكتاب الله عزوجل الذي قال الله تعالى عنه:.
((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ)) [الحجر:9] ولكن مع الأسف الشديد كانت النتيجة كما يلي:
 
عقيدة الشيخ الكليني في القرآن العظيم:-
 
ذكر الشيخ الكليني عقيدته في القرآن العظيم من خلال أقواله ورواياته التالية التي أراد أن يوصلها ويبلغها للناس جميعاً:
- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [[إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية]] ([25])- مع العلم أن القرآن الذي أنزله الله تعالى هو ستة آلاف ومئتا آية - والحقيقة أني عجبت من هذه الرواية الصريحة وقررت أن أراجع أقوال العلماء عن هذه الرواية.
- قال العلامة محمد باقر المجلسي عن هذه الرواية: (الخبر الصحيح)([26]).
- وقال: (إن هذا الخبر وكثيراً من الأخبار صحيحة وصريحة في نقص القرآن وتغييره).([27]).
- قال صاحب الشافي: (أنه موثق صحيح)([28]).
- قال المازندراني عن هذه الرواية: (إن آيات القرآن ستة آلاف وخمسمائة آية والزائد على ذلك مما أسقط بالتحريف)([29]).
- قال الشعراني عن هذه الرواية في مقدمة شرح جامع ما يلي: (إن أحاديث الأصول في الكافي معتمدة لاعتبار متونها وموافقتها للعقائد الحقة، ولا ينظر في مثلها إلى الإسناد حتى لو كان السند غير صحيح).
- قال العلامة محمد صالح الحائري: (إن علماء الطائفة حكموا بأن روايات أصول الكافي قطعية الاعتبار لأن باب العلم واستعلام تلك الكتب بوسيلة سفراء القائم كان مفتوحاً عليه)([30]).
وتستمر روايات الكافي التي عبر عنها العلامة الكبير محمد باقر المجلسي بقوله: (إن هذا الخبر وكثيراً من الأخبار صحيحة وصريحة في نقص القرآن وتغييره)([31]).
إليك بعضاً مما في الكافي من روايات:
- عن سالم بن سلمة قال: {{قرأ رجل على أبي عبدالله عليه السلام، وأنا استمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس فقال أبو عبدالله عليه السلام: كف عن هذه القراءة واقرأ ما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم قرأ كتاب الله على حده، ثم أخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عزوجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جمعته من اللوحين· فقالوا: هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال الإمام: أما -والله- لا ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه}}([32]).
- قلت: ومعنى الرواية أن الإمام شارك في إضلال الأمة حيث أنه يرى الأمة تعمل بقرآن آخر والقرآن الحقيقي مخفي عنده!.
- عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال له بعض أصحابه: {{جعلت فداك نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم فقال: لا اقرءوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم -يقصد الإمام الغائب-}}([33]).
- عن أحمد بن محمد قال: {{دفع إلي أبو الحسن مصحفاً وقال: لا تنظر فيه ففتحته وقرأت فيه ((لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ...)) [البينة:1] فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم قال فبعث إلي أبو الحسن عليه السلام إبعث إلي بالمصحف}}([34]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [[(((ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، والأئمة عليهم السلام من ذريتهم؛ فنسي ولم نجد له عزماً))) هكذا -والله- نزلت]]([35]).
- عن أبي عبدالله قال: [[(((سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع))) هكذا والله نزل بها جبرائيل عليه السلام على محمد]]([36]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [[نزل جبريل بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وسلم هكذا (((يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نوراً مبيناً)))]]([37]).
- عن أبي عليه السلام جعفر فيما يرويه جابر عنه قال: [[قلت له: لم سمي أمير المؤمنين؟ قال: سماه الله وهكذا أنزل في كتابه (((وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمد رسولي وأن علياً أمير المؤمنين)))]]([38]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [[(((ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً))) هكذا نزلت]]([39]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: أنه قرأ قوله تعالى: ((أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِىَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ)) [النحل:92] [[قرأ هكذا (((أن تكون أئمة هي أزكى من أئتمكم))) فقلت: جعلت فداك (أئمة)؟ فقال: إي والله!(أئمة)! فقلت فأنا نقرأ (أربى)؟ قال: وما أربى وأومأ بيده فطرحها]]([40]).
- عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وسلم هكذا (((بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً)))]]([41]).
- عن جابر قال: (نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وسلم هكذا (((وإن كنتم في ريب فيما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله))))([42]).
- عن الرضا عليه السلام قال:[[(((كبر على المشركين بولاية علي ما تدعوهم إليه من ولاية علي))) هكذا في الكتاب مخطوطة]]([43]).
- عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وسلم هكذا (((فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين آل محمد حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون)))]]([44]).
- عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية هكذا (((إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً)))]]([45]).
- عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[هكذا نزلت هذه الآية: (((ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيراً لهم)))]]([46]).
- عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية هكذا (((فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفرواً)))، ونزل جبريل بهذه الآية هكذا (((وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين آل محمد ناراً)))]]([47]).
- عن أبي عبدالله: [[وإن عندنا لمصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ما فيه من قرآنكم حرف واحد]]([48]).
أكتفي بهذا القدر من الروايات وهناك روايات كثيرة تركتها خشية الإطالة بلا فائدة تضاف وسوف أذكر أقوالاً لعلماء ومراجع الطائفة بخصوص عقيدة الشيخ الكليني في مسألة تحريف القرآن:
- قال الفيض الكاشاني (تفسير الصافي - المقدمة السادسة (ص 14)) ولهذا قرر الكاتبون من علماء الشيعة عنه ما يلي (إنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن؛ لأنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي، ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه يثق بما رواه وأنه التزم الصحة فيما رواه) .
أقول: إن هذه الروايات بلغت عنده حد التواتر وأنه كذلك يؤمن بوجود مصحف آخر عند الأئمة، وهو يتهمهم بإخفائه عن الأمة الإسلامية وإضلالها وتفريقها وتمزيقها وضياع دين الله.
- وكذلك اعترف الشيخ العلامة المحدث النوري الطبرسي في (فصل الخطاب) بأن الشيخ الكليني كان يحمل عقيدة تحريف القرآن ويدعو لها وينشرها في كتبه بين المسلمين حيث قال: (تحريف القرآن مذهب ثقة الإسلام الكليني حيث نسبه إليه جماعة العلماء لنقله الأخبار الكثيرة الصريحة في هذا).
- وكذلك اعترف المحقق (السيد محسن الكاظمي في شرح الوافية) أن عقيدة الشيخ الكليني هي تحريف القرآن.
- السيد أبو الحسن العاملي (في مقدمة تفسير البرهان الفصل الرابع: (بيان خلاصة أقوال علمائنا في تغيير القرآن وتزييف استدلال من أنكر التحريف) حيث قال: (اعلم أن الذي يظهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، ولقد روى روايات كثيرة تؤكد هذا المعنى في كتاب الكافي الذي صرح في أوله بأنه كان يثق فيما رواه فيه ولم يتعرض لقدح فيها ولا ذكر معارض لها).
- (العلامة المجلسي في مرآة العقول) ذكر (إن مذهب الشيخ الكليني هو تحريف القرآن حيث أنه روى روايات كثيرة تؤيد هذا علماً أن هذه الروايات متواترة وصريحة وصحيحة).
- (العلامة نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية) (ذكر أن تحريف القرآن هو عقيدة الشيخ الكليني).
 
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت381هـ) الصدوق:-
 
- وهو من أكبر علماء ومشايخ الطائفة، ومؤلف أحد الأصول الحديثية الأربعة -من لا يحضره الفقيه- وهو من المراجع المعتمدة والصحيحة والأصول المعتبرة، روى الروايات عن أصحاب الأئمة مباشرة، ومشايخ القمي من الذين عاصروا الأئمة من أمثال (علي بن إبراهيم القمي)، أما طلاب الشيخ محمد بن علي القمي فهم من أكبر وأهم علماء ومشايخ الطائفة مثل الشيخ المفيد -الذي هو شيخ الطوسي مؤسس الحوزة العلمية في النجف الأشرف ... قال علماء الرجال عن القمي:.
- قال العالم الرجالي الشيخ النجاشي: (الشيخ الصدوق القمي شيخ العلماء، وفقيهها، ووجه الطائفة، وله كتب كثيرة أكثر من ثلاث مائة كتاب، كلها أصول، ومراجع معتمدة لدى علماء الطائفة.
- قال شيخ الطائفة الطوسي عنه: (عالم جليل القدر كان عالماً حافظاً محدثاً فقيهاً بصيراً بالرجال ناقد للأخبار، وهو دعوة الإمام الغائب لأبيه علي بن حسين بن بابويه القمي بأن يرزقه الله ولداً فولد له محمد بن علي القمي).
- يقول السيد الخوئي: (إن ولادة محمد بن علي ابن بابويه القمي بدعاء الإمام أمر مستفيض معروف متسالم عليه، ويكفي هذا في جلالة شأنه وعظم مقامه، وقد أخبرنا عنه الإمام الحجة الغائب أنه ولد خير ومبارك وفقيه)([49]).
- ويقول محمد بن علي بن بابويه القمي عن مؤلفاته التي هي المراجع المعتمدة والأصول الصحيحة عند الطائفة: (ولم أقصد فيها قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدت إلى إيراد ما أفتي وأحكم بصحته وأعتقد فيه أنه حجة وجميع ما فيها مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع عن طريق المشايخ والعلماء الثقات).
 
عقيدة ابن بابويه القمي في القرآن العظيم:-
 
هذه بعض روايات الشيخ القمي (الصحيحة) تعرف من خلالها عقيدته في كتاب الله تعالى:.
- عن أبي عبدالله عليه السلام: [[أن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب، وكانت أطول من سورة البقرة، ولكن نقصوها وحرفوها]]([50]).
- عن جعفر الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله: {أن الله لابد سائلكم عما عملتم بالثقلين من بعدي كتاب الله وعترتي، فانظروا ألا تقولوا: أما كتاب الله فغيرنا وحرفنا، وأما العترة فقتلنا وظلمنا}([51]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: [[يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عزوجل: المصحف، والمسجد، والعترة؛ يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني..]]([52]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: قال [[لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين عليه السلام للناس في قوله تعالى: (((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي)))]]([53]).
- عن أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام قال: [[ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك، ولا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، وتدري ما خانوا أماناتهم؟ أؤتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه]]([54]).
- عن أبي عبدالله والباقر عليه السلام: {{أن أمير المؤمنين عليه السلام جمع القرآن كما أنزله الله تعالى وجاء به إليهم فقال: هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً فقالوا: لا حاجة لنا فيه، فعندنا مثل الذي عندك فانصرف وهو يقول: ((فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)) [آل عمران:187]}}([55]).
- عن الرضا عليه السلام: [[نزل قوله تعالى: (((وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين)))]]([56]).
- عن الرضا عليه السلام أنه قرأ:[[(((خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا)))]]([57]).
- سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ((ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ)) [النجم:8] [[فقال الإمام: لا تقرأها هكذا إنما هو: (((ثم دنى فتدانى فكان قاب قوسين في القرب أو أدنى)))]].([58]).
- عن أبي الحسن عليه السلام قال: [[قال الصادق عليه السلام: والله ما نزلت هذه الآية هكذا وإنما نزلت: (((فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا)))]].([59]).
- [[قلت لأبي عبدالله عليه السلام: في القرآن رجم؟ قال: نعم. قلت: وكيف؟ قال: (((والشيخ والشيخة فارجموها ألبتة فإنهما قضيا الشهوة)))]].([60]).
- عن الإمام عليه السلام قال تعالى: [[(((يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفداً ويساق المجرمون إلى جهنم ورداً)))]].([61]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: [[(((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر)))]].([62]).
- عن الإمام عليه السلام: [[أحل رسول الله المتعة وقرأ ابن عباس: (((فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فأتوهن أجورهن فريضة من الله)))]].([63]).
أكتفي بهذا القدر من الروايات التي رواها القمي والتي بلغت عنده حد التواتر، وقد أكد علماء الطائفة ما تضمنته هذه الروايات من قصد وقوع التغيير والنقص في القرآن، والتي ذكرها الشيخ القمي الصدوق في كتبه، وسوف أذكر بعض الأقوال لعلماء الطائفة التي تؤكد أن الشيخ الصدوق كان يعتقد وقوع التحريف في كتاب الله عزّوجل، وأنه أنكر ذلك في كتاب واحد من كتبه (تقية) وهذا الإنكار كان لمرة واحدة فقط.
 
الصدوق والتقية:-
 
- قال العلامة المحدث الشيخ النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) (إن الشيخ الصدوق قد عدَّ من مثالب عثمان ما أقدم عليه من جمع الناس على قراءة زيد وإحراقه المصاحف وإبطاله ما شك أنه من القرآن). وكذلك قال:.
- (إن قول الصدوق لمرة واحدة بعدم وقوع التحريف في القرآن برغم أنه أورد أدلة كثيرة تدل على وقوع التحريف دليل على إنه قوله بعدم التحريف الاليق به التقية).
- العلامة الشيخ أحمد سلطان قال مؤكداً: (إن علماء الشيعة الذين أنكروا التحريف في القرآن لا يُحمل إنكارهم إلا على التقية). ([64])وإن أشد ما تعجبتُ له هو أن الشيخ الصدوق الذي ألَّف أحد المراجع والأصول المعتمدة ظهر أنه لم يوثق من قبل علماء الرجال وغيرهم من علماء الطائفة...
- المحقق الكاظمي الشيخ أسد الله قال في كتابه (كشف القناع): (هذا الخبر مأخوذ من الكافي، وفيه تغييرات عجيبة أحدثها الصدوق تورث سوء الظن بالصدوق، وبالجملة فإن أمر الصدوق مضطرب جداً).([65]).
- قال العلامة المحدث الشيخ الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب): (إن أمر الصدوق مضطرب ويغير بعض الروايات لتوافق هواه وأنه غيَّر في بعض الروايات تغييرات تورث سوء الظن به).([66]).
- يقول (العلامة الشيخ الخوانساري في (روضات الجنات (6/ 136) ط. قم) (والعَجَب من البعض أنه كان يتوقف في توثيق الشيخ الصدوق ويقول: إنه غير ثقة لأنه لم يوثقه أحد من علماء الرجال).
- يقول العلامة المحدث الشيخ النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب (ص 240)): (وبالجملة فأمر الصدوق مضطرب جداً، ولا يحصل في فتواه علم ولا أظن، وكذلك الحال في تصحيحه وترجيحه).
- وقال العلماء: (إن الصدوق يتلاعب بالروايات كيفما يشاء فهو يغير فيها ويسقط منها ما لا يريده في الخبر الوارد في كتاب الاحتجاج، وذكره الصدوق في كتاب التوحيد وأحدث فيه تغييرات كثيرة).([67]).
- (قال العلامة المحدث الشيخ النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب): (ويظهر من بعض المواضع أن الصدوق كان يُسقط من الخبر ما أدّى إليه نظره).
- قال العلامة الشيخ أحمد الأحسائي: (الصدوق في هذه المسألة كذوب).([68]).
- وقد اعترف السيد أبو القاسم الخوئي في معجم رجال الحديث (16/ 365): (أن الشيخ المحقق البحراني من أكابر علماء الرجال توقف عن توثيقه ولم يوثقه).
- وقد قرأت روايات يقول فيها الشيخ الصدوق: حدثني محمد بن حسن الصفار، وبعد الدراسة وجدت أن الصفار مات قبل أن يولد الشيخ الصدوق! والذي زاد من عجبي ودهشتي كيف أن هناك مئات الكتب المعتمدة عن الطائفة يعمل بها في العقائد والعبادات والمعاملات، ثم يظهر لنا أن مؤلف هذه الكتب لم يوثق من قبل علماء الرجال أو يظهر أنه مجروح، أو يقولون عنه: إنه كان كذوباً، وهو يكنى بالصدوق، قال لي أحدهم: (إذا كان علماؤنا في الأصول والذين كتبوا المراجع المعتمدة ليسوا ثقات ويكذبون فكيف الحال مع غيرهم!!؟).
 
محمد بن الحسن بن علي الطوسي شيخ الطائفة (ت460هـ):-
 
وهو شيخ الطائفة بحق ويكفي أنه مؤلف لأصلين ومرجعين من المراجع والأصول الأربعة المعتمدة قال عنه:.
* النجاشي -وهو من أكبر علماء الرجال عند طائفتنا-: (شيخ الطائفة الطوسي جليل في أصحابنا ثقة عين له كتب مراجع عند الطائفة تتلمذ على يد الشيخ المفيد تلميذ الشيخ الصدوق).
* قال عنه السيد الخوئي: (شيخ الطائفة الطوسي أسس الحوزة العلمية في النجف الأشرف، بلغ من العلم مرتبة كانت تعد آراؤه في سلك الأدلة على الأحكام، وإني لم أظفر في علماء الإسلام من هو أعظم شأناً منه في الفقه، والأصول، والكلام، والتفسير، والرجال، فحقّاً قيل له: شيخ الطائفة وزعيمها).([69]).
- قال العلامة الوحيد في التعليقة: (كان الشيخ الطوسي مرجع فضلاء الزمان).
- قال الشيخ الطوسي عن كتبه: (إن ما أورِدُه في كتبي إنما آخذه من الأصول المعتمدة عليها).([70]).
- قال العلامة الشيخ محمد علي الغروري عن كتابي الشيخ الطوسي: (من الكتب الأربعة المعوّل عليها عند الإمامية، وهما أجمع كتابين بعد كتاب الله منذ عهد المؤلف وحتى اليوم).([71]).
 
عقيدة شيخ الطائفة الطوسي (قده) في القرآن العظيم:-
 
ونتعرف الآن على عقيدة شيخ طائفتنا بكتاب الله سبحانه وتعالى من خلال رواياته والتي أخذها من الأصول المعتمدة عليها كما قال هو حيث نضع أمامك بعض هذه الروايات:.
- عن أبي عبدالله عليه السلام: (((يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته))).([72]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: (اللّهم العن الذين بدلوا دينك وكتابك وغيروا سنة نبيك). ..
وكذلك ..
- قال شيخ الطائفة في دعائه: (اللهم العن الرؤساء والقادة والأتباع من الأولين والآخرين الذين صدوا عن سبيلك، اللهم أنزل بهم بأسك ونقمتك؛ فإنهم كذبوا على رسولك، وبدلوا نعمتك، وأفسدوا عبادك، وحرفوا كتابك، وغيروا سنة نبيك).([73]).
- الشيخ الطوسي في زيارة يوم عاشوراء قال: عن عبدالله بن سنان عن الصادق عليه السلام قال: [[اللهم إن كثيراً من الأئمة ناصبت المستحفظين من الأئمة -إلى قوله- وحرفت الكتاب]].([74]).
- روى الطوسي عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: [[سألت أبا جعفر عليه السلام عما فرض الله من الصلوات فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سمّاهنَّ في كتابه؟ فقال:.
نعم، قال الله تعالى: (((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر)))]].([75]).
- عن الرضا عليه السلام قال: [[رقعة الجيب عوذة لكل شيء، وهي: -وساقها إلى قوله عليه السلام- وتكتب آية الكرسي على التنزيل وهي: (((الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم فلا يظهر على غيبه أحد من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ... إلى قوله خالدون)))·· قال العلماء في شرح قوله آية الكرسي على التنزيل: (وهذا يدل على أنه قد سقط من آية الكرسي كلمات)!]].([76]).
- قرأ الشيخ الطوسي قوله تعالى عن الإمام عليه السلام: (((إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين))).([77]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام قرأ: ((يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) [آل عمران:102]([78]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام قرأ آية الوضوء فقال: [[ليس هكذا تنزيلها إنما هي: (((فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق)))]].([79]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: قال: [[أكبر الكبائر سبع -إلى أن قال- وأما عقوق الوالدين فإن الله عزوجل قال في كتابه: (((النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم)))]].([80]).
- عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: {{إني لأدناهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى -حتى قال- فأنزل الله تعالى: (((فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون بعلي بن أبي طالب)))}}.([81]).
- قرأ الشيخ الطوسي الإمام عليه السلام: (((جاءت سكرة الحق بالموت))).([82]).
- قرأ الشيخ الطوسي عن الإمام علي عليه السلام: (((وتجعلون شكركم أنكم تكذبون))).([83]).
- عن رجل أن الإمام عليه السلام قال: [[قال الله عزوجل: (((تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم بكل أمر سلام)))، قال: أقلت: (من كل أمر سلام)؟ قال: (بكل أمر)، قلت هذا تنزيل؟ قال: نعم]].([84]).
- قال (الشيخ الطوسي في تلخصيه): (إن من مطاعن عثمان، ومن عظيم ما أقدم عليه جمع الناس على قراءة زيد، وإحراقه المصاحف، وإبطاله ما شك أنه من القرآن، - قال العلامة الشيخ المحدث النوري الطبرسي تعليقاً على كلام الشيخ الطوسي - ولولا جواز كون بعض ما أبطله أو جميعه من القرآن لما كان ذلك طعناً).
- قال الشيخ الطوسي معترفاً: (رويت روايات كثيرة في كتبنا بنقصان كثير من آيات القرآن، ونقل شيء منه من موضع إلى موضع).
ونلاحظ أن روايات التحريف بلغت عنده حد التواتر.
 
الطوسي والتقية:-
 
ولقد أكد علماء الطائفة ما قصده الشيخ الطوسي من عرضه ونشره لروايات تحريف القرآن من خلال الأقوال التالية بأن الطوسي يؤمن بتحريف القرآن ولكنه يستخدم التقية:.
- اعترف حفيد الشيخ الطوسي وهو العلامة الشيخ السيد الجليل علي بن طاووس في كتابه (سعد السعود) بأن كلام جده الشيخ الطوسي في تفسيره التبيان إنما كان تقية وهذا لفظه: (ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر الطوسي في كتاب التبيان، وحملته التقية على الاقتصار عليه...). فالحفيد يعترف على جده بأنه استخدم التقية في تفسير التبيان وإن هذا التفسير موضوع تقية والحفيد أعرف وأعلم بجده علماً أن...

- الشيخ الطوسي نفسه اعترف بأنه يستخدم التقية في الأمور التي عليها إجماع المسلمين من أبناء العامة حيث قال: (إذا أجمع العامة -أهل السنة- على أمر ويدعون أن هذا الأمر إجماع فحكمه تجري فيه التقية). ([85])- وأهل السنة أجمعوا علي أن القرآن غير محرف ففي هذه الحالة يتم استخدام التقية.
- ولقد اعترف الشيخ المحدث النوري الطبرسي مؤكداً أن الشيخ الطوسي كان يستخدم التقية، وهو يؤمن بتحريف القرآن فقال: (إن قول الشيخ الطوسي -لمرة واحدة فقط- في مقدمة تفسيره التبيان بعدم وجود نقص في القرآن إنما قاله تقية -إلى أن يقول-: ثم لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين، فإنك ترى أنه اقتصر في تفسير الآيات على نقل كلام أهل السنة، ولم ينقل عن أحد مفسري الإمامية، ولم يذكر خبراً واحداً عن الأئمة عليهم السلام إلا إذا وافق قولهم لعلماء أهل السنة في الطبقة الأولى من المفسرين الذين حمدت طرائقهم ومدحت مذاهبهم وهذا يؤكد أن هذا الكتاب وهذا القول إنما على وجه المماشاة والتقية).([86]).
يظهر لنا من خلال روايات وأقوال الشيخ الطوسي واعتراف حفيده عليه؛ حقيقة معتقده في كتاب الله تعالى وهو: وقوع نقص وتغيير في القرآن وهذا ما أراد أن يوصله إلينا من خلال رواياته المذكورة آنفاً وأنه كان يستخدم التقية لإخفاء هذه الحقيقة.
 
محمد باقر المجلسي شيخ الإسلام والمسلمين (ت111 هـ):-
 
إن منزلة هذا العالم الكبير تظهر من خلال كونه واضعاً لأحد أصولنا الثمانية بل لأكبر هذه الأصول وأعظمها ولقد قال عنه علماء الطائفة ما يلي:.
- (جليل القدر، عالم، فاضل، ماهر، محقق، مدقق، علامة، فهامة، فقيه، متكلم، محدث، ثقة الثقة، جامع للمحاسن والفضائل، عظيم الشأن، أستاذ العلماء، شيخ العلماء، شيخ الإسلام والمسلمين، خاتم المجتهدين، الإمام العلامة، رفيع المنزلة، وحيد عصره، ثبت، كثير العلم، جيد التصانيف، له مئات الكتب التي يعتمد عليها علماء المذهب، وأمره في علو قدره، وعظم شأنه، وسمو رتبته، وتبحره في العلوم النقلية والعقلية، ودقة نظره، وإصابة رأيه، وأمانته، وعدالته؛ أشهر من أن يذكر)([87]).
وأثناء بحثي في أقوال وكلام وروايات المجلسي وجدته يؤمن بعقيدة تحريف القرآن، بل ويدعو إليها، وينشرها، ويصر عليها، ويتشدد لها في مؤلفاته، وإليكم بعضاً من أقواله ورواياته:.
- في زيارة لأبي عبدالله عليه السلام غير مقيدة بوقت قال: [[اللهم العن الذين كذبوا رسولك وهدموا كعبتك واستحلوا حرمك وحرفوا كتابك]].([88]).
- في خطبة لأبي عبدالله عليه السلام يوم عاشوراء جاء فيها: [[فإنما أنتم من طواغيت الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرفو الكتاب]].([89]).
- قال المجلسي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن علياً وصيي وخليفتي من بعدي، ولكن أصحابه عملوا عمل قوم موسى فاتبعوا عجل هذه الأمة وسامريها -أعني أبا بكر وعمر- وغصب المنافقون الخلافة، وتجاوزوا إلى كتاب الله فحرفوه وغيروه، وعملوا بما أرادوه}.([90]).
- ولقد ذكر المجلسي في كتابه ([91]) سورة كاملة يقول: إن الصحابة أسقطوها من القرآن وهي سورة الولاية نذكر لك بعضاً منها: (((يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما بهديانكم إلى صراط مستقيم نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير...))).
- قرأ جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال تعالى: [[((إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَـﭑسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ...)) [الجمعة:9] فقال أبو جعفر عليه السلام: هذا تحريف إنما قال الله: (((فامضوا إلى ذكر الله))) -إلى أن قال- (((وابتغوا فضل الله))) بدون (من) -إلى أن قرأ- (((انصرفوا إليها))) بدل من (انفضوا إليها) -إلى أن قرأ- (((خير من اللهو والتجارة للذين أتقوا))) ثم قال: هكذا نزلت وما يقرأ الناس تحريف]].([92]).
- قال أبو جعفر عليه السلام: [[نزلت هذه الآية هكذا -والله-: (((وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله في علي ... ويكفرون بما وراءه بما أنزل الله في علي وهو الحق مصدق لما معهم)))]].([93]).
- عن الباقر عليه السلام أنه قرأ: [[(((والذين كفروا بولاية علي بن أبي طالب أولياؤهم الطاغوت))) نزل جبريل بهذه الآية هكذا]].([94]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [[أنزل الله: (((كنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)))]].([95]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [[أنزل الله في كتابه: (((وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين)))]].([96]).
- قال أبو عبدالله عليه السلام لمن قرأ: (((أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم))).([97]).
- عن أبي جعفر عليه السلام أنه قرأ: (((وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث))).([98]).
- عن الصادق عن أمير المؤمنين عليه السلام: {{أنه قرأ (((يا ليتني كنت ترابياً)))}}.([99]).
- قال العلامة المجلسي في مرآة العقول (2/ 536): (إن هذا الخبر في تحريف القرآن صحيح وكثير من الأخبار الصحيحة الصريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة).
- اعترف الشيخ النوري الطبرسي بأن: (العلامة محمد باقر المجلسي صرح بأنه يؤمن بتحريف القرآن)([100]).
- بوب المجلسي في كتابه بحار الأنوار باباً بعنوان: (باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله)([101]).
 
الاعتراف الخطير:-
 
إن مذهبنا له أصوله الخاصة في الدين، وأهم هذه الأصول التي يتميز بها هو أصل (الإمامة) فمذهبنا كله قائم على هذا الأصل، فإذا سقط هذا الأصل سقط المذهب، ولهذا فإن أخطر اعتراف لأعظم علماء الشيعة وخاتمة محدثيهم محمد باقر المجلسي هو: قول المجلسي: (لا يخفى أن خبر تحريف القرآن وكثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره، وأن الأخبار في هذا الباب متواترة، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل إن الأخبار في تحريف القرآن لا تقصر عن أخبار الإمامة). ([102])أي: إذا قلنا: إن الإمامة موجودة، فيجب أن يكون القرآن محرفاً، وإذا قلنا: إن القرآن غير محرف، فهذا يعني أن الإمامة ليست موجودة!!
 
محمد بن مرتضى المولى محسن الفيض الكاشاني (ت1091هـ):-
 
هو الشيخ الثقة عند علماء الطائفة على الإطلاق الذي ألف ووضع أحد الأصول المعتمدة والمراجع الصحيحة لطائفتنا ألا وهو (الوافي) الذي يرجع إليه كافة علماء طائفتنا، قال علماء الرجال عن الفيض الكاشاني:.
- (هو العالم، الفاضل، الكامل، العارف، المحدث، المحقق، المدقق، الحكيم، المتأله، العابد، الزاهد، الخبير بالروايات والأخبار، والأسانيد والآثار، صاحب علم وفير، وفهم كبير، العين البصير، كتب تصانيف كثيرة وهي عند علماء الطائفة شهيرة حيث كتب للطائفة أكثر من مائة تصنيف).([103]).
ومن خلال بحثي في أقوال وكلام وروايات الكاشاني وجدت أن العلامة المحدث الفيض الكاشاني يؤمن بعقيدة تحريف القرآن، ويدعو إليها بأقوال صريحة، بل كان يرد بشدة على من يقول تقية: إنه لم يحدث تغيير كبير في القرآن، وذلك لتأييد عقيدته في التحريف، وأضع أمامك -أيها القارئ- بعضاً من أقوال العلامة الفيض الكاشاني:.
- يقول العلامة المحدث الفيض الكاشاني في (تفسير الصافي (1/ 35) المقدمة السادسة) : (إن الدواعي كانت متوفرة على تغيير القرآن، من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم والتغيير في القرآن إنما وقع قبل انتشاره في البلدان واستقراره على ما هو عليه الآن -إلى أن يقول- أنهم غيروا فيه أثناء كتابتهم إياه أو تلفظهم فيه فإنهم ما حرفوا إلا عند نسخهم من الأصل -إلى أن يقول- والمحرف هو الذي أظهروه لأتباعهم ... وأما كونه مجموعاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه الآن فلم يثبت، وكيف كان مجموعاً وإنما كان ينزل منجماً وكان لا يتم إلا بإتمام عصره، وأما درسه وختمه فإنما كانوا يدرسون ويختمون ما كان عندهم منه لاتمامه).
- يقول العلامة المحدث الفيض الكاشاني في (تفسيره الصافي المقدمة السادسة) : (المستفاد من الروايات عن طريق أهل البيت أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير ومحرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة، منها اسم علي في كثير من المواضع، ومنها غير ذلك، وأنه أيضاً ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله).
- يقول الكاشاني في (تفسيره الصافي (ص 33) ط. إيران) : بعد أن ذكر أكثر من خمسين رواية في إِثبات تحريف القرآن قال: (أن التغيير الذي وقع في القرآن كحذف اسم علي وآل محمد وحذف أسماء المنافقين وكحذف بعض الآيات).
وهذه بعض الروايات من الروايات الخمسين التي رواها الشيخ المحدث الكاشاني :-.
- عن محمد بن علي عليه السلام في قوله تعالى: ((ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ ....)) [آل عمران:173]، [[إنما أنزلت هكذا (((ألم تر إلى أبي بكر وعمر لقوا علياً وعماراً فقالا: إن أبا سفيان وعبدالله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم وزادهم إيماناً، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل)))]].([104]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: [[نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد: (((ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله في علي سنطيعكم في بعض الأمر)))]].
- عن أبي جعفر عليه السلام: (((إن الذين ظلموا آل محمد حقهم عذاباً دون ذلك))).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: (((هذه جهنم التي بها تكذبان تصليانها ولا تموتان ولا تحييان))).
- عن أمير المؤمنين عليه السلام: (((وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عن فانتهوا واتقوا الله في ظلم آل محمد إن الله شديد العقاب لمن ظلمهم))).
- عن أبي الحسن عليه السلام: {{يا محمد! إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك - إن المنافقين في ولاية علي لكاذبون - ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك - ورأيتهم يصدون عن ولاية علي وهم مستكبرون}}.
- عن أبي عبدالله عليه السلام: [[(((فستعلمون من هو في ضلال مبين يا معشر المكذبين حيث أنبأكم رسالة ربي في ولاية علي والأئمة من بعده من هو في ضلال مبين))) هكذا نزلت]].
- عن أبي عبدالله عليه السلام: (((إن ولاية علي لتذكرة للمتقين العالمين وإنا لنعلم أن منكم مكذبين إن علياً لحسرة على الكافرين وإن ولايته لحق اليقين))).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: (((سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع)))، هكذا -والله- نزل بها جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم.
- عن أبي الحسن عليه السلام: [[(((قل إني لن يجيرني مع الله إن عصيته أحداً ولن أجد من دونه ملتحداً إلا بلاغاً من الله ورسالاته في علي)))، قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم، ثم قرأ: (((ومن يعص الله ورسوله في ولاية علي فإن له نار جهنم)))]].
- عن أبي الحسن عليه السلام: [[(((واهجرهم هجراً جميلاً وذرني يا محمد والمكذبين وصيك أولي النعمة)))، قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم]].
- عن أبي عبدالله عليه السلام: (((يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد وأهل بيته ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب فادخلي في عبادي))).([105]).
وأخيراً: ذكر الكاشاني اعتقاد كبار علماء الطائفة في تحريف القرآن ليؤكد أن عقيدتهم موافقة لعقيدته -والعكس صحيح أيضاً- في كون القرآن محرفاً فقال: (وأما اعتقاد مشايخنا فالظاهر من ثقة الإسلام الكليني أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن حيث أنه روى روايات، وذكر أنه يثق بما رواه، وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي فإن تفسيره مملوء بتحريف القرآن، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي وغيرهم).([106]).
 
حسين محمد تقي علي محمد النوري الطبرسي (ت1320هـ):-
 
- العلامة المحدث صاحب أحد أصول ومراجع طائفتنا ألا وهو (مستدرك الوسائل) وكذلك صاحب كتاب (فصل الخطاب في تحريف كتاب الأرباب). تتلمذ العلامة المحدث النوري الطبرسي على يد العلامة الكبير مجدد الشيعة في القرن الثالث عشر السيد الشيرازي.
- وتتملذ على يده أكابر علماء طائفتنا في الحديث والرجال خاصة مثل الشيخ عباس القمي صاحب (الكنى والألقاب) و (منتهى الآمال) وكذلك الشيخ آغا بزرك الطهراني صاحب (أعلام الشيعة) و (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) قال عنه علماء الطائفة:
- (الشيخ الأجل ثقة الإسلام والمسلمين، مروج علوم الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين عليهم السلام، الثقة الجليل، العالم الكامل، النبيل المتبحر الخبير، المحدث الناقد البصير، المدقق، المنقب، ناشر الآثار، وجامع شمل الأخبار، صاحب التصانيف الكثيرة والمؤلفات الشهيرة والعلوم الغزيرة، الباهر بالرواية والرافع لخميس المكارم أعظم راية، وهو أشهر من أن يذكر، أما علمه فأحسن فنه الحديث، وعلم الرجال، والإحاطة بالأقوال وشدة تبحره في العلوم والأخبار والسنن والآثار)([107]).
- ولمكانته العالية والرفيعة فقد دفن بين العترة والكتاب في الإيوان الثالث من صحن الإمام علي عليه السلام من باب القبلة. ويقول علماء الطائفة: (لا يمكن أن يصل العالم إلى درجة الاجتهاد حتى يقرأ كتاب المستدرك للنوري الطبرسي فهو من مجاميع الأصول المعتمد).
- وذكره أيضاً العلامة الرجالي المحدث آغا بزرك الطهراني في كتابه (أعلام الشيعة) ومدحه مدحاً عظيماً.
- وذكره العالم الفقيه المحدث محسن الأمين في موسوعة (أعيان الشيعة) وننقل بعض ما قاله: (عالماً فاضلاً متبحراً محدثاً في علمي الحديث والرجال، عارفاً بالسير والتاريخ، فاحصاً مدققاً، وحيد عصره في الإحاطة والإطلاع على الأخبار والآثار··· إلخ).([108]).
- قال عنه العلامة الكحالة في (معجم المؤلفين (4/ 26): (محدث، عارف بالرجال والسير والتاريخ).
 
كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب:-
 
- الكتاب في (الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج125 ص 191) وأشاد بهذا الكتاب الكثير من العلماء وأيدوا ما جاء فيه منهم:.
- الملا باقر بن إسماعيل الكاجوري أيده بكتابه (هداية المرتاب في تحريف الكتاب)([109]).
- العلامة الملا محمد بن سليمان بن زوير السليماني([110]).
- العلامة الشيخ هادي النجفي في كتابه (محجة العلماء)([111]).
- العلامة الشيخ المولى محمد كاظم الخراساني في كتابه (الكفاية)([112]).
- وقد ذكر محمد مهدي الموسوي الأصفهاني في كتابه (أحسن الوديعة ص 89): (إن المسيحيين ترجموا هذا الكتاب بلغاتهم ونشروها). إهتماماً منهم بالمؤلف والكتاب.
- العلامة أغابزرك الطهراني: في كتابه نقباء البشر في القرن الرابع عشر عند ترجمة النوري الطبرسي.
- السيد ياسين الموسوي: في مقدمة كتاب النجم الثاقب للنوري الطبرسي.
- رسول جعيفران: في كتابه أكذوبة التحريف.
- العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي: في كتابه حقائق هامة حول القرآن الكريم.
 
الغرض من تأليف كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب:-
 
إن الغرض من تأليف هذا الكتاب بينه المؤلف نفسه العلامة المحدث النوري الطبرسي حيث قال:.
- (ويقول العبد حسين بن محمد تقي الطبرسي جعله الله من الواقفين ببابه المتمسكين بكتابه، هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان، وسميته: (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب))([113]).
فهذا الكتاب موضوع من أجل أن يثبت مؤلفه النوري الطبرسي أن كتاب الله محرف، وقد جمع فيه أقوال العلماء ورواياتهم على مر العصور والدهور التي تؤكد وتؤيد هذا المعنى، وقد اعترف المحدث الشيخ النوري الطبرسي بهذا قائلاً: (جمعت أخبار تحريف القرآن في الكتب المعتبرة التي عليها المعول، وإليها المرجع عند الأصحاب).([114]). ولا ننسى أن اختصاص الشيخ المحدث النوري الطبرسي هو الرجال والحديث والروايات والأخبار والآثار، وهو أعلم بهذه الروايات ومصادرها ورواتها... وقد قال الشيخ المحدث النوري الطبرسي: إن علماء ومراجع الطائفة أطبقوا على أن القرآن محرف وبين ذلك بالأدلة والبراهين على لسان علماء ومراجع الطائفة عبر العصور، وقال أيضاً: (إنه لو أنكر واحد من العلماء تحريف القرآن فهو يقصد القرآن المحفوظ عند الإمام الغائب عليه السلام، ثم قال المحدث النوري الطبرسي: إن هناك أكثر من ألفي رواية على تحريف القرآن) بين ذلك بالأدلة والبراهين على لسان العلماء والمراجع أيضاً.
ولا أريد أن أذكر لك الأدلة إنما يكفي أن أبين لك فقط عناوين بعض الأبواب في كتابه فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب:
- المقدمة الأولى: في ذكر الأخبار التي وردت في جمع القرآن، وسبب جمعه وكونه في معرض النقص بالنظر إلى كيفية الجمع، وأن تأليفه يخالف تأليف المؤمنين، ذكر روايات كثيرة عن نقص القرآن.
- المقدمة الثانية: في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن، والممتنع دخوله فيه.
- المقدمة الثالثة: في ذكر أقوال علمائنا في تغيير القرآن وعدمه. ذكر روايات كثيرة في تغيير القرآن.
ولعل هذه العناوين تنبئ؟ عما تحتها من جرأة عظيمة على كتاب الله الكريم بشكل لم يسبق له مثيل.
وسأعرض عن النقل من المقدمتين الأوليين حرصاً على عدم الإطالة وأكتفي بنقل ما أورده الطبرسي في المقدمة الثالثة من أسماء علمائنا القائلين بالتحريف.
- وقوع التغيير والنقصان فيه وهو مذهب الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي -شيخ الكليني في تفسيره- صرح بذلك في أوله وملأ كتابه من أخباره مع التزامه في أوله بألا يذكر فيه إلا مشايخه وثقاته.
- وذهب تلميذه ثقة الإسلام الكليني على ما نسبه إليه جماعة لنقله الأخبار الكثيرة والصريحة في هذا المعنى.
- وبهذا يعلم مذهب الثقة الجليل محمد بن الحسن الصفار في كتاب بصائر الدرجات.
- وهذا المذهب صريح الثقة محمد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني صاحب كتاب (الغيبة) المشهور وفي (التفسير الصغير) الذي اقتصر فيه على ذكر أنواع الآيات وأقسامها وهو بمنزلة الشرح لمقدمة تفسير علي بن إبراهيم.
- وصريح الثقة الجليل سعد بن عبدالله القمي في كتاب (ناسخ القرآن ومنسوخه).
- كما في المجلد التاسع عشر من البحار فإنه عقد باباً ترجمته (باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله عز وجل مما رواه مشايخنا رحمة الله عليهم من العلماء من آل محمد عليهم السلام) ثم ساق مرسلاً أخباراً كثيرة تأتي في الدليل الثاني عشر.
- وصرح السيد علي بن أحمد الكوفي في كتاب (البدع المحدثة) وقد نقلنا سابقاً ما ذكره فيه في هذا المعنى ...
- وهو ظاهر كلام أجلة المفسرين وأئمتهم الشيخ الجليل محمد بن مسعود العياشي، والشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي، والثقة الناقد محمد بن العباس الماهيار، قد ملؤوا تفاسيرهم بالأخبار الصريحة في هذا المعنى.
- وممن صرح بهذا القول ونصره الشيخ الأعظم محمد بن محمد النعمان المفيد.
- ومنهم شيخ المتكلمين ومتقدم النوبختيين أبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب الكتب الكثيرة التي منها (كتاب التنبيه في الإمامة) ينقل عنه صاحب (الصراط المستقيم) وابن أخته الشيخ المتكلم الفيلسوف أبو محمد حسن بن موسى صاحب التصانيف الجيدة منها كتاب الفرق والديانات.
- والشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت صاحب كتاب (الياقوت) الذي شرحه العلامة ووصفه في أوله بقوله (شيخنا الأقدم وإمامنا الأعظم).
- ومنه إسحاق الكاتب الذي شاهد الحجة.
- ورئيس هذه الطائفة الشيخ الذي قيل ربما بعصمته (أبو القاسم حسين بن روح بن أبي بحر النوبختي) السفير الثالث بين الشيعة والحجة صلوات الله عليه.
- وممن يظهر منه القول بالتحريف: العالم الفاضل المتكلم حاجب بن الليث بن السراج كذا وصفه في (رياض العلماء).
- وممن ذهب إليه من القدماء الشيخ الجليل محمد بن الحسن الشيباني صاحب تفسير (نهج البيان في كشف معاني القرآن)([115]).
- الباب الأول: في ذكر ما دلوا أو استدلوا به على وقوع التغيير والنقصان في القرآن:
- الدليل الأول مركب من أمور:
- (أ) وقوع التحريف في التوراة والإنجيل.
- (ب) في أن كلما وقع في الأمم السالفة يقع في هذه الأمة.
- (ج) في ذكر موارد شبه فيها بعض هذه الأمة بنظيره في الأمم السابقة مدحاً أو قدحاً.
- (د) في أخبار خاصة فيها دلالة على كون القرآن كالتوراة والإنجيل في وقوع التغيير فيه.
- الثاني: كيفية جمع القرآن مستلزمة عادة لوقوع التغيير والتحريف فيه.
- الثالث: في إبطال وجود منسوخ التلاوة، وأن ما ذكروه مثالاً له لا بد أن يكون مما نقص في القرآن.
- الرابع: في أنه كان لأمير المؤمنين عليه السلام قرآن مخصوص يخالف الموجود في الترتيب وفيه زيادات ليست من الأحاديث القدسية ولا من التفسير والتأويل.
- الخامس: أنه كان لعبدالله بن مسعود مصحف معتبر فيه ما ليس في القرآن الموجود.
- السادس: أن المصحف الموجود غير مشتمل لتمام ما في مصحف أُبَيّ المعتبر عندنا.
- السابع: أن ابن عفان لما جمع القرآن أسقط بعض الكلمات والآيات، وفيه ما أسقطه عثمان، واختلاف مصاحفه، وما أخطأ فيه الكتاب.
- الثامن: فيه أخبار كثيرة دالة صريحة على وقوع النقصان في القرآن زيادة على ما مر.
- التاسع: إنه تعالى ذكر أسامي أوصيائه في كتبه المباركة السالفة فلا بد أن يذكرها في القرآن.
- العاشر: إثبات اختلاف القراءات عند القراءة في الحروف والكلمات.
- الحادي عشر: في أخبار دالة كثيرة صريحة على وقوع النقصان في القرآن.
- الثاني عشر: أخبار خاصة.
- الباب الثاني: وفيه أمور أسوأ مما في الباب الأول ولكننا نذكر لك -أيها القارئ- سطراً واحداً من كلام العلامة المحدث الشيخ النوري الطبرسي حيث يقول في صور التغيير في القرآن (... الثالثة: نقصان السورة من القرآن وهو جائز كسورة (الحفد) وسورة (الخلع) وسورة (الولاية)). فالشيخ المحدث النوري الطبرسي يؤمن بنقصان سور كاملة في القرآن فكيف بالآيات والكلمات والحروف ... لقد أورد الشيخ النوري الطبرسي في كل باب من أبواب كتابه وفي كل فصل من فصوله بل في كل صفحة من صفحاته أدلة كثيرة جداً ليؤكد من خلال أدلته أن القرآن محرف.
- فقد قام الطبرسي في هذا الباب بذكر أدلة القائلين بعدم التحريف في القرآن ثم رد عليها رداً مفصلاً([116]).
- وقال أيضاً العلامة المحدث النوري الطبرسي عن صفات القرآن: (فصاحته في بعض الفقرات البالغة وتصل إلى حد الإعجاز وسخافة بعضها الآخر).([117]).
 
أبو الحسن العاملي (ت1109هـ):-
 
- قال عنه الخونساري: (هو أبو الحسن العاملي بن المولى محمد طاهر الفتوني، كان من أعاظم فقهائنا المتأخرين وأفاخم نبلائنا المتبحرين)([118]).
- قال عنه أغابزرك الطهراني: (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار في تفسير القرآن للمولى الشريف العدل أبي الحسن بن الشيخ محمد طاهر بن الشيخ عبد الحميد بن موسى العاملي الأصفهاني ... وهو تفسير جليل... وفي أول المقدمات مقالات ثلاثة في كل مقالة فصول، والمقدمة الثانية في تنقيص القرآن في أربعة فصول)([119]).
- قال المحدث النوري في حقه: (أفقه المحدثين وأكمل الربانيين الشريف العدل).
- وقال بحر العلوم الطباطبائي في إجازته للشيخ محمد اللاهيجي (الشيخ الأعظم رئيس المحدثين في زمانه وقدوة الفقهاء في أوانه المولى أبو الحسن العاملي، ثم ذكر مؤلفات (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار)).
- اعترف الشيخ المحدث النوري الطبرسي بأن العلامة العاملي يؤمن بعقيدة تحريف القرآن (فصل الخطاب).
- اعترف العلامة السيد طيب الموسوي الجزائري بأن الشيخ العاملي يحمل عقيدة التحريف حيث قال:.
(إن السيد العاملي تمسك في إثبات مذهبه بتحريف القرآن بالآيات والروايات التي لا يمكن الإغماض عنها).([120]).
- وقال العلامة أبو الحسن العاملي ليؤكد عقيدته في كون القرآن محرفاً.
- قال في المقدمة الثانية في تفسير (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار) (ص 36) : (أعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار بأن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيير وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الآيات والكلمات، وأن القرآن المحفوظ الموافق لما أنزل الله هو ما جمعه علي عليه السلام، وجاء به إليهم فرفضوه، وهو الآن محفوظ عند ابنه القائم عليه السلام! وقد وردت روايات صحيحة تؤكد تحريف القرآن من قبل المفسدين في الدين -أي المهاجرين والأنصار- وأنهم كلما اطلعوا على تصريح في القرآن يزيد من شأن علي وذريته عليه السلام أسقطوا ذلك أو غيروه أو حرفوه).([121]).
- وقد جعل أبو الحسن العاملي الفصل الرابع من المقدمة الثانية رداً على من أنكر التحريف وعنوانها هو (بيان خلاصة أقوال علماؤنا في تغيير القرآن وعدمه وتزييف استدلال من أنكر التغيير) حيث قال: (اعلم أن الذي يظهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه روى روايات كثيرة في هذا المعنى في كتاب الكافي الذي صرح في أوله بأنه كان يثق فيما رواه ولم يتعرض للقدح فيها ولا ذكر معارض لها، وكذلك شيخه علي بن إبراهيم القمي فتفسيره مملوء منه، وله غلو فيه).
- ولقد قال بهذا القول أيضاً ووافق القمي والكليني جماعة من أصحابنا المفسرين كالعياشي والنعماني وفرات بن إبراهيم وغيرهم وهو مذهب أكثر محققي محدثي المتأخرين، وقول الشيخ الأجل أحمد بن أبي طالب الطبرسي كما ينادي به كتاب الاحتجاج.
- وقد نصره شيخنا العلامة باقر علوم أهل البيت السلام وخادم أخبارهم عليهم السلام في كتابه (بحار الأنوار) وبسط الكلام فيه بما لا مزيد عليه، وعندي في وضوح صحة هذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة فتدبر!!
- ثم يرد العاملي على بعض علماء الشيعة المنكرين للتحريف فيقول: (وأما كلامهم في مطلق التغيير والنقصان فبطلانه بعد أن نبهنا عليه أوضح من أن يحتاج إلى بيان، وليت شعري كيف يجوز لمثل الشيخ -يقصد به شيخ الطائفة الطوسي- أن يدعي أن عدم النقصان ظاهر الروايات مع أنا لم نظفر على خبر يدل عليه، نعم دلالتها على كون التغيير الذي وقع غير مخل بالمقصود كثيراً كحذف اسم علي وآل محمد وحذف أسماء المنافقين وحذف بعض الآيات وكتمانه ونحو ذلك، وأن ما بأيدينا كلام الله وحجة علينا كما ظهر من خبر طلحة السابق في الفصل الأول مسلمة ولكن بينه وبين ما ادعاه بون كبير.
- وكذا قوله رحمه الله: إن الأخبار الدالة على التغيير والنقصان من الآحاد التي لا توجب علماً مما يبعد صدوره عن مثل الشيخ لظهور أن الآحاد التي احتج بها الشيخ في كتبه، وأوجب العمل عليها في كثير من مسائله الخلافية ليست بأقوى من هذه الأخبار لا سنداً ولا دلالة على أنه من الواضحات البينة أن هذه الأخبار متواترة معنى مقترنة بقرائن قوية موجبة للعلم العادي بوقوع التغيير.
- ويقول: ومن الغرائب أيضاً أن الشيخ ادعى إمكان تأويل هذه الأخبار وقد أحطت خبراً أن أكثرها مما ليس بقابل للتوجيه.
ثم رد على منكري عدم نقصان القرآن وما استدلوا به في قوله تعالى: (إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه). وقوله سبحانه: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ)) [الحجر:9] فرد عليهم بقوله: (بعد تسليم دلالتها على مقصودهم ظاهر مما بيناه من أصل القرآن بتمامه كما أنزل الله تعالى عند الإمام ووارثه عن علي عليه السلام).([122]).
- أقول: (ليس بعد هذا الكلام أي شك في رأي علماء طائفتنا بالقرآن).([123]).
- ويقول العلامة العاملي أيضاً: (إن أخبار تحريف القرآن من الواضحات البينة، وأن هذه الأخبار متواترة مقترنة بقرائن قوية موجبة للعلم).([124]).
- ويقول أيضاً العلامة أبو الحسن العاملي بعد أن استعرض أقوال علماء الطائفة في تأكيد تحريف القرآن: (إنا لا نسلم توفر الدواعي على ضبط القرآن في الصدر الأول وقبل جمعه -إلى أن يقول- إن الدواعي كانت متوفرة على تحريف القرآن وتغييره من قبل المحرفين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة، والتغيير في القرآن إنما وقع قبل انتشاره في البلدان).([125]).
وقال أيضاً في نفس المكان من نفس المصدر:.
- (إن كون القرآن مجموعاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه الآن غير ثابت ثم غير صحيح). ثم قال بعد أسطر:.
- (إن الأخبار الدالة على تحريف القرآن وتغييره وعدم جمعه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قد وصلت فوق الاستفاضة عندنا وعند مخالفينا وهي مقطوعة الصحة في الكتب المعتبرة والمعتمدة وبأسانيد معتبرة ...).
- ثم يروي السيد أبو الحسن العاملي في المقدمة الثانية لتفسير البرهان تحت عنوان: (بيان ما يوضح وقوع بعض التغيير في القرآن) يروي إحدى وعشرين رواية نذكر لكم بعضاً منها:-
- قال السيد العلامة المفسر أبو الحسن العاملي: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إن القرآن خلف فراشي في الصحف والجريد والقراطيس فخذوه وأجمعوه ولا تضيعوه كما ضيع اليهود التوراة فانطلق علي عليه السلام فجمعه في ثوب أصفر ثم ختم عليه في بيته وقال: لا أرتدي حتى أجمعه ثم جمعه وخرج به إليهم فرفضوه وقالوا: يا علي لا حاجة لنا فيه}.
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: [[سورة الأحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم من العرب وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها]].
- وقال أيضاً عن جعفر الصادق عليه السلام: [[إن القرآن فيه ما مضى وما يحدث وما هو كائن، كانت فيه أسماء رجال فألقيت]].
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: [[إن القرآن قد طرح منه آيات كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف]].
- وقال أيضاً: [[وقد وردت في زيارات عديدة كزيارة الغدير وغيرها وفي الدعوات الكثيرة كدعاء صنمي قريش وغيره عبارات صريحة في تحريف القرآن وتغييره بعد النبي]].([126]).
- وقال أيضاً عن الصادق عليه السلام: {{إن عمرو بن العاص قال على منبر مصر: محي من القرآن ألف حرف بألف بألف درهم، وأعطيت مائة ألف درهم على أن يمحى ((إن شانئك هو الأبتر)) فقالوا لي لا يرضى معاوية}}.
- وقال أيضاً إن الرضا عليه السلام قرأ: (((فيومئذ لا يسأل عن ذنبه منكم أنس ولا جان))).
- وقال أيضاً قال الإمام علي عليه السلام: {{كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل، فقال صاحبه يا أمير المؤمنين! أو ليس كما أنزل؟ فقال الإمام: لا.}}.
- وقال أيضاً قال أبو جعفر عليه السلام: [[نزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه وسلم هكذا والله: (((وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله في علي قالوا نؤمن بما أنزل علينا)))]].
- وقال أيضاً قال الله تعالى: (((وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث))).
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: [[لو قريء القرآن كما أنزل لألفينا فيه مسمين]].
- وقال أيضاً: [[لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى]].
وأكتفي بهذا القدر من أقوال العلامة أبو الحسن العاملي الذي (أكد على أن القرآن محرف عن طريق روايات الأئمة عليهم السلام الصحيحة والصريحة والمتواترة والمستفيضة).
عنده وعند علماء الطائفة في التفسير والحديث ورد رداً شديداً على من أنكر التحريف تقية -أي أنه لم يرضَ استخدام التقية حتى في هذا الموضوع-.
 
علي بن إبراهيم بن هاشم القمي صاحب تفسير القمي (ت307 هـ):-
 
وهو شيخ مشايخ الشيعة في الحديث والتفسير، وهو شيخ محمد بن يعقوب الكليني، ولقد أكثر الكليني الرواية عن شيخه علي بن إبراهيم القمي في كتابه الكافي، وقال العلماء عن علي بن إبراهيم القمي :
- قال عنه النجاشي: (ثقة في الحديث، ثبت معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر وصنف كتباً كثيرة، وله التفسير المعتمد والمشهور عند العلماء).([127]).
- قال عنه صاحب الكنى والألقاب (3/ 68): (وهو من أجل رواة أصحابنا ويروي عنه مشائخ أهل الحديث، وهو من أصحاب الإمام العسكري عليه السلام).
- قال عنه الشيخ العلامة آغا بزرك الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة (4/ 302): (القمي المحدث المفسر من أكبر علماء الطائفة في الحديث والتفسير، ويكفيه أنه تلميذ الإمام الحسن العسكري عليه السلام).
- وقال عنه آية الله العلامة أبو القاسم الخوئي زعيم حوزتنا العلمية في النجف: (لذا نحكم بوثاقة جميع مشايخ علي بن إبراهيم القمي الذين روى عنهم في تفسيره).([128]).
- وقال الخوئي أيضاً: (علي بن إبراهيم القمي وقع في إسناد كثير من الروايات تبلغ سبعة آلاف ومائة وأربعين مورداً -أي نصف روايات الكافي تقريباً-).([129]).
 
تفسير القمي:-
 
قال علماء ومشايخ الطائفة في الحديث والتفسير والأصول عن تفسير القمي ما يلي:
- (إن هذا التفسير أصل أصول التفاسير جميعها).
- (إن رواياته مروية عن الصادقين عليهم السلام).
- (قلة الوسائط والإسناد) ولهذا قال في الذريعة إلى تصانيف الشيعة: (إنه في الحقيقة تفسير الصادقين عليهم السلام).
- (مؤلفه من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السلام ومن تلاميذه).
- (أبوه إبراهيم القمي الذي روى هذه الأخبار لابنه علي القمي كان صحابياً للإمام الرضا عليه السلام).
- (إن في هذا التفسير علماً جماً من فضائل أهل البيت عليه السلام، والتي سعى أعداؤهم لإخراجها من القرآن الكريم).
- (إنه متكفل لبيان الكثير من الآيات القرآنية التي لم يفهم مرادها)([130]).
وبعد أن عرفنا منزلة الشيخ القمي حيث هو شيخ وأستاذ المحدثين والمفسرين وتفسيره هو أصل التفاسير نعرض أمامكم بعض روايات الشيخ القمي، والتي من خلالها ومن خلال أقواله نعرف عقيدة الشيخ علي بن إبراهيم القمي في كتاب الله سبحانه وتعالى.
- يقول الشيخ علي بن إبراهيم القمي عن كتاب الله العزيز: (القرآن ناسخ ومنسوخ، ومنه محكم ومنه متشابه، ومنه عام ومنه خاص، ومنه تقديم ومنه تأخير، ومنه منقطع ومنه منقوص، ومنه حرف مكان حرف، ومنه على خلاف ما أنزل الله).([131]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: [[لو أن الناس قرأوا كتاب الله كما أنزل ما اختلف اثنان]].
- ويقول الشيخ علي بن إبراهيم القمي: (وأما ما هو كائن على خلاف ما أنزل الله فهو قوله ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِـﭑلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِـﭑللَّهِ)) [آل عمران:110] فقال أبو عبدالله عليه السلام إنما نزلت (((كنتم خير أئمة أخرجت للناس))))([132]).
- ويقول القمي أيضاً: [[قرئت آية على أبي عبدالله عليه السلام: ((وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)) [الفرقان:74] فقال أبو عبدالله عليه السلام إنما نزلت (((واجعل لنا من المتقين إماماً)))]]([133]).
- ويقول القمي أيضاً: في قوله تعالى: [[((لَهُ مُعَقِّبَـٰتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ)) [الرعد:11] فقال أبو عبدالله عليه السلام: إنما نزلت: (((له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله)))]].([134]).
- ويقول الشيخ القمي في تفسيره: [[وأما قوله تعالى في ((نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)) [البقرة:106] زيادة إنما نزلت: (((نأت بخير منها مثلها)))]].
- عن الشيخ علي بن إبراهيم القمي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: [[آية الكرسي (((الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم)))]].
- وقال علي بن إبراهيم القمي: (إن الله اصطفى نوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين فأسقطوا آل محمد من الكتاب).
- وقال الشيخ القمي أيضاً: أنزل الله تعالى (((يا مريم اقنتي لربك واركعي واسجدي واركعي مع الراكعين)))]].
- وقال الشيخ عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [[إنما نزل قوله تعالى: (((لقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء)))]].
وهناك عشرات الروايات بل مئات الروايات ولكني أكتفي بهذا القدر منها.
 
أقوال علماء الطائفة في عقيدة الشيخ علي بن إبراهيم القمي في القرآن العظيم:-
 
ولقد دهشت عندما وجدت أن علماء الطائفة يؤكدون على أن علي بن إبراهيم القمي كان يقول بتحريف القرآن، ويؤكد على هذه المسألة، وينشرها في تفسيره للمسلمين، وقد سجلت أقوال بعض العلماء:
- يقول السيد العلامة المفسر أبو الحسن العاملي: (إن الذي يظهر في عقيدة الشيخ علي بن إبراهيم القمي شيخ الكليني أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، وبين ذلك في تفسيره حيث أن تفسيره مملوء بروايات تحريف القرآن).
ثم ذكر البحراني روايات كثيرة ذكرها القمي في تفسيره تحت العناوين التالية:.
- (أما ما كان من القرآن خلاف ما أنزل الله فهو كقوله تعالى ... وذكر عدة روايات - ثم قال: (وأما ما هو محذوف في القرآن فهو كقوله تعالى ... وذكر عدة روايات) - ثم قال-: (وأما تقديم آية عن آية فهو كقوله تعالى ... وذكر عدة روايات) -ثم قال-: (وأما الآيات التي تمامها في سورة أخرى فهو كقوله تعالى ... وذكر عدة روايات).([135]).
- وأكد العلامة المحدث الفيض الكاشاني في (تفسير الصافي المقدمة السادسة). في (أن تفسير القمي مملوء بروايات التحريف للقرآن مما يدل على عقيدته).
- أكد الشيخ المحدث النوري الطبرسي أن عقيدة الشيخ القمي هي تحريف القرآن حيث قال: (إن تحريف القرآن هي عقيدة الشيخ علي بن إبراهيم القمي صرح بذلك القمي في تفسيره، وملأ تفسيره بالأخبار الدالة على تحريف القرآن مع التزامه بألا يذكر فيه إلا عن مشايخه الثقات).([136]).
- الشيخ محمد بن يعقوب الكليني أكد حقيقة أن الشيخ محمد بن إبراهيم القمي وهو شيخه يؤمن بتحريف القرآن.
- وكذلك أكد السيد العلامة المحقق محسن الكاظمي في (شرح الواقية) أن الشيخ علي بن إبراهيم القمي كان يؤمن بتحريف القرآن.
- وكذلك أكد هذه الحقيقة العلامة شيخ الإسلام والمسلمين محمد باقر المجلسي في (مرآة العقول) حيث قال: (إن الشيخ علي بن إبراهيم القمي كان يؤمن بتحريف القرآن).
- وأكد حقيقة أن الشيخ علي بن إبراهيم القمي كان يؤمن بتحريف القرآن ويؤكد هذا من خلال أقواله ورواياته العالم السيد نعمة الله الجزائري([137]).
- وأكد الشيخ طيب الله الموسوي الجزائري عقيدة التحريف عند القمي ولكن الظاهر من كلمات العلماء والمحدثين المتقدمين منهم والمتأخرين القول بالنقيصة كالكليني، والبرقي، والعياشي، والنعماني، وفرات بن إبراهيم، وأحمد بن أبي طالب الطبرسي صاحب الاحتجاج، والمجلسي، والسيد الجزائري، والحر العاملي، والعلامة الفتوني، والسيد البحراني وقد تمسكوا في إثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الإغماض عنها.([138]).
 
فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي في القرن الثالث الهجري:-
 
وهو من أوائل علماء التفسير بل من المراجع في علم التفسير حيث يرجع إليه جميع علمائه ويكفيه قدراً ومنزلة أنه:.
- من أصحاب الإمام علي الرضا عليه السلام الثقات.
- من أصحاب الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام الثقات.
- من أصحاب الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام الثقات.
- فهو تلميذ لثلاثة أئمة ويروي عنه وكذلك يروي عن أكثر من مائة رجل من أصحاب وتلاميذ الأئمة عليهم السلام.
- تتلمذ على يد العلامة الشيخ فرات بن إبراهيم أشهر وأكبر علماء الطائفة ومحدثيهم، منهم والد الشيخ الصدوق - الشيخ العلامة أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه الذي ألف الكثير من الأصول والكتب المعتمدة للطائفة - وكذلك الشيخ الصدوق نفسه يروي عن الشيخ الفرات.
 
أقوال العلماء فيه:-
 
- قال عنه العلامة محمد باقر المجلسي: (لم يتعرض أصحاب الأئمة وعلماؤنا بقدح له مما يدل على وثوقه).([139]).
- قال عنه الأوردباري: (لم يزل علماؤنا يتلقون هذا الكتاب منذ أُلف إلى وقتنا الحاضر ويكفيه ثقة رواية والد الشيخ الصدوق له، كما اعتمد عليه الشيخ الصدوق نفسه، وروى عنه رواياته مما يدل على قبوله وثقاته وعلى مثله المدار في التمييز بين الصحيح والسقيم).([140]).
- قال عنه الخوانساري: (فرات بن إبراهيم المحدث العميد والمفسر الحميد).([141]).
- قال عنه السيد الصدر: (من أصحاب الإمام الجواد عليه السلام الثقات).
 
تفسير الفرات:-
 
(وهو من التفاسير المعتمدة عند علماء الطائفة قاطبة وخاصة عند الشيخ الصدوق وعند أبيه، ولم يتعرض أحد من العلماء بقدح لهذا التفسير وهو مروي عن الأئمة بالأخبار الثقات ولهذا رواه الصدوق وأبوه والعلماء)([142]).
يقول الخوانساري: (تفسير الفرات هو أخبار الأئمة الأطهار). وقال أيضاً كل من العلامة الخوانساري والعلامة المحدث محمد باقر المجلسي: (تفسير الفرات أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطي الوثوق بها).
نستنتج من هذا أن تفسير الفرات هو تفسير الأئمة عليهم السلام، وهو مرجع لعلماء الطائفة في التفسير، ومؤلفه الشيخ الفرات الكوفي من أصحاب وتلاميذ الأئمة عليهم السلام، ويروي عنهم، وهو شيخ علماء الطائفة في الحديث والتفسير.
 
عقيدة الشيخ فرات الكوفي في القرآن العظيم:-
 
ونتعرف الآن على عقيدة الشيخ فرات الكوفي في كتاب الله من خلال رواياته وأقواله نذكر بعض هذه الروايات:-
- قال الفرات الكوفي: إن جبرائيل نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الآية (((بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً))).
- وقال أيضاً: (((حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون -حتى بلغ- فأعرض أكثرهم عن ولاية علي فهم لا يسمعون))).
- وقال أيضاً: [[قال الله تعالى: (((يا محمد! يا علي! ألقيا في جهنم كل كفار عنيد))) قلت: هكذا نزلت؟ قال: إي -والذي بعث محمداً بالنبوة- هكذا نزلت]].
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: (((يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد ووصيه والأئمة ارجعي إلى ربك راضية مرضية بولاية علي))).
- عن أبي عبدالله: (((إن علينا للهدى وإن علياً الهدى))).
- وقال أيضاً: (((فإذا فرغت فانصب علياً للولاية))).
- وقال أيضاً: (((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي))).
- وقال أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: {إن القرآن أربعة أرباع، ربع في الأئمة من أهل البيت خاصة، وربع في أعدائنا، وربع حلال وحرام، وربع فرائض وأحكام}.
- وقال أيضاً: (((وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين))).
- وقال أيضاً: [[قال الحسن بن الجهم لأبي الحسن الثاني عليه السلام: إنهم يحتجون علينا بقول الله تعالى: ((ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ)) [التوبة:40] فقال الإمام: وما لهم بذلك فو الله لقد قال الله: (((فأنزل سكينته على رسوله))) وما ذكر فيها بخير، فقلت له: -جعلت فداك- هكذا تقرؤونها؟ قال: هكذا قراءتها!]].
- وقال أيضاً: [[عن سلام الجعفي قال: دخلت على أبي جعفر فقلت: -جعلني الله فداك- ما قول الله عزوجل ((هَذَا صِرَٰطٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ)) [الحجر:41] قال الإمام هي (صراط علي بن أبي طالب)]].
- وقال أيضاً: [[قرأ جبريل على محمد: (((وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين)))]].
- وقال أيضاً: [[قرأ جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم: (((وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين)))]].
- وقال أيضاً: [[نزل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية: (وقال الظالمون آل محمد حقهم أن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً)]].
أكتفي بهذا القدر من الروايات التي تؤكد أن الشيخ بن إبراهيم الكوفي كان يؤمن بعقيدة تحريف القرآن.
 
محمد بن مسعود بن عياش العياشي في القرن الثالث الهجري:-
 
وهو من أوائل علماء التفسير وهو شيخ لكثير من علماء الطائفة، من أكابر علماء الطائفة من طبقة ثقة الإسلام الكليني.
 
أقوال العلماء فيه:-
 
- قال شيخ النجاشي عنه: (ثقة، صدوق، عين من عيون هذه الطائفة).([143]).
- قال الشيخ الخوانساري عنه: (إنه كان أكبر أهل المشرق علماً، وفضلاً، وأدباً، وفهماً، ونبلاً في زمانه، صنف أكثر من مائتي مصنف للطائفة).([144]).
- قال الشيخ القمي عنه: (قال مشايخ الرجال: إنه ثقة، صدوق، عين من عيون الطائفة وكبيرها، جليل القدر، واسع الأخبار، بعيد الرواية، مضطلع بها، له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنف، له كتاب تفسير مشهور ومعروف، ونقل عن إبراهيم النديم في حقه أنه من فقهاء الشيعة الإمامية، أوحد دهره وزمانه في غزارة العلم).([145]).
- قال الطباطبائي عنه: (هو عين أعيان علماء الطائفة، وأساطين الحديث والتفسير والرواية ممن عاش بالقرن الثالث من الهجرة، وأما كتابه فقد تلقاه علماء الطائفة منذ ألف عام وإلى يومنا هذا بالقبول من غير أن يذكر بقدح أو يغمض إليه بطرف).([146]).
- قال شيخ الطائفة الطوسي: (العياشي جليل القدر واسع الأخبار).([147]).
 
عقيدة الشيخ العياشي في القرآن الكريم :-
 
والشيخ الجليل العياشي يطرح عقيدته في القرآن من خلال رواياته في كتبه نعرض أمامكم بعض هذه الروايات:.
- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [[لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين]]. ([148]).
- عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى]].([149]).
- وقال العياشي عن أبي عبدالله عليه السلام: (((غير المغضوب عليهم وغير الضالين))).
- وقال أيضاً عن أبي جعفر عليه السلام: [[نزل جبريل بهذه الآية على محمد: (((بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً)))]].
- وقال أيضاً عن أبي جعفر عليه السلام: [[نزل جبريل بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وسلم: (((فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزاً من السماء)))]].
- وعنه عن أبي جعفر عليه السلام: [[نزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه وسلم هكذا -والله-: (((وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله في علي قالوا نؤمن بما أنزل علينا)))]].
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: [[ما قال الله: ((مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)) [البقرة:106]، بل قال (((ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها)))]].
- وقال العياشي عن أبي عبدالله عليه السلام: (((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي))).
- وقال أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام: (((وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل بظلمه وسوء سريرته والله لا يحب الفساد))).
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: (((إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين))) فوضعوا اسماً مكان اسم]].
- وقال أيضاً: إن قوله تعالى: [[((ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَـﭑخْشَوْهُمْ)) [آل عمران:173] إنما نزلت هكذا: (((ألم ترى إلى فلان وفلان -أبي بكر وعمر- لقوا علياً وعماراً فقالا إن أبا سفيان وعبدالله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل)))]].([150]).
ولقد اعترف علماء الطائفة بأن الشيخ العلامة المفسر العياشي كان يؤمن ويقول بتحريف القرآن نذكر لكم اعتراف أحد هؤلاء العلماء وهو العلامة المفسر السيد هاشم البحراني حيث يقول: (إن المفسر العياشي وهو من أجل أصحابنا المفسرين يقول إن القرآن محرف وحدث فيه تغيير ونقصان).([151]).
 
هاشم بن سليمان البحراني (ت1108):-
 
وهو من كبار علماء التفسير، قال عنه علماء الطائفة ما يلي:.
- (المفسر المشهور، العالم الجليل، الناقد الخبير، الثقة الثبت، الماهر، الفاضل، المدقق الفقيه، المحقق النبيه، عالم التفسير والحديث والرجال والأخبار والعربية، الجامع الحافظ المتتبع للروايات والأخبار من المعصومين الأطهار الذي لم يسبق إليه سابق سوى عالم واحد وهو الشيخ محمد باقر المجلسي)([152]).
- قال عنه العلامة السيد الخوئي: (عالم جليل ثقة خبير بالرجال والفقه محدث له تفسير مشهور، يرويه عن الأئمة عليه السلام محقق بالأخبار).([153]).
- (أما تفسيره فهو من التفاسير المشهورة والمراجع المعتمدة في التفسير المنقول عن الأئمة الأطهار، وهو أيضاً من أصول ومراجع الأخبار الصحيحة عند الأخيار المقبولة عند الأبرار)([154]).
 
عقيدته:-
 
ونتعرف الآن على عقيدة العلامة المحدث المفسر السيد هاشم البحراني من خلال رواياته وهذه بعضها:
- (وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله فهو قوله: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِـﭑلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِـﭑللَّهِ)) [آل عمران:110] فقال أبو عبدالله لقارئ هذه الآية: [[خير أمة يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين: فقيل له: وكيف أنزلت يا بن رسول الله! فقال: إنما نزلت (((كنتم خير أئمة أخرجت للناس))) ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله]]).
- ومثله: [[أنه قرئ على أبي عبدالله ((وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَٰجِنَا وَذُرِّيَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)) [الفرقان:74] فقال أبو عبدالله: لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين إماماً فقيل له: يا بن رسول الله كيف نزلت هذه الآية؟ فقال: إنما نزلت (((الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماماً)))]].
- وقوله: [[((لَهُ مُعَقِّبَـٰتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ)) [الرعد:11] فقال أبو عبدالله عليه السلام كيف يحفظ الشيء من أمر الله؟ وكيف يكون المعقب من بين يديه؟ فقيل له: وكيف يكون ذلك يا بن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت (((له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ومثله كثير)))]].
- وأما ما هو محرف منه فهو قوله: (((لكن الله يشهد بما أنزل الله إليك في علي (كذا نزلت) أنزله بعلمه والملائكة يشهدون))).
وقوله: (((إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن ليغفر لهم))).
وقوله: (((وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون))).
وقوله: (((ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت))).
وقال ومثله كثير نذكره في مواضعه.([155]).
أكتفي بهذا القدر من الروايات والأقوال التي من خلالها تظهر لنا عقيدة السيد المفسر المحدث هاشم البحراني.
 
محمد بن إبراهيم النعماني.. القرن الثالث الهجري:-
 
- وهو من أكابر وأفاضل علماء الطائفة القدماء وتكمن أهمية هذا العالم في كونه تلميذ ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني وله مؤلفات كثيرة ربما من أشهرها كتاب الغَيبة وكذلك كتاب التفسير.
 
عقيدة الشيخ النعماني في القرآن العظيم:-
 
- تظهر عقيدة الشيخ النعماني في كتاب الله سبحانه من خلال أقواله ورواياته التي يرويها وسنذكر بعض هذه الروايات:
- قال الشيخ النعماني عن أمير المؤمنين عليه السلام: {{كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل، قلت: يا أمير المؤمنين! أو ليس هو كما أنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون اسماً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراءً على رسول الله}}.([156]).
- وقال أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام: (((وجعلناكم أئمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس))).([157]).
- وقال أيضاً عن الصادق عليه السلام: [[وأما ما حرف من كتاب الله فقوله تعالى: (((كنتم خير أئمة أخرجت للناس))) فحرفت إلى أمة)]].([158]).
- وقال أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام في سورة آل عمران: {{(((ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون لآل محمد فحذفوا آل محمد)))}}.([159]).
وقال أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام: {{(((أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه وصية إماماً ورحمة ومن قبله كتاب موسى)))، فحرفوها إلى ما هو موجود الآن في القرآن}}.([160]).
- وقال أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام: {{(((أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم)))، فجعلوها أمة أربى}}.([161]).
- وقال أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام: {{ومن أمثلة الآيات التي حرفوها: (((ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابياً فحرفوها تراباً)))}}.([162]).
- وقال أيضاً: (يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف).([163]).
- وقال أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام: {{كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة وقد ضربوا الفساطيط يعلِّمون الناس القرآن كما أُنزل}}.([164]).
- وقال أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام: {{في القرآن حرف مكان حرف ومنه ما هو محرف عن جهته ومنه ما هو خلاف تنزيله}}.([165]).
أكتفي بهذه الروايات ونذكر لكم تأكيد علماء الطائفة على عقيدة تحريف القرآن عند الشيخ النعماني.
- اعترف الشيخ العلامة المحدث النوري الطبرسي بعقيدة الشيخ النعماني حيث قال: (إن الشيخ محمد النعماني يؤمن ويقول بتحريف القرآن).([166]).
- وكذلك أكد العلامة المحقق المحدث المفسر أبو الحسن العاملي حقيقة عقيدة الشيخ النعماني بتحريف القرآن: (إن الشيخ محمد النعماني من أصحابنا العلماء المفسرين الذين يؤمنون بتحريف القرآن ويقولون به).([167]).
 
الفضل بن الحسن أبو علي الطبرسي (ت530هـ):-
 
وهو من العلماء الكبار الأجلاء في طائفتنا، قال عنه علماء الطائفة:
- (ثقة مفسر ديّن عين عالم فقيه مفسر)([168]).
- (إمام، عالم، جليل، فاضل، عين، زاهد، عابد، ديّن، فقيه، مفسر، فخر العلم والعلماء الأعلام، وأمين الملة والإسلام، الكامل النبيل، صاحب تفسير مجمع البيان، الذي عكفت عليه العلماء والمفسرون، وله من المؤلفات الرائعة الشائعة)([169]).
 
عقيدته في القرآن العظيم:-
 
نتعرف على عقيدة الشيخ أبو علي الطبرسي من خلال أقواله ورواياته التي رواها في كتاب الله سبحانه وتعالى وآياته نروي لكم بعض هذه الروايات من تفسيره (مجمع البيان).
- قال الشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي: قوله تعالى: (((صراط مَن أنعمت عليهم))).
- وكذلك: (((إن الله اصطفى نوحاً وآدم وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين))).
- وكذلك: (((ولتكن منكم أئمة...))) وفي القرآن (أمة) وليس (أئمة).
- وكذلك: (((ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء))).
- وكذلك: (((ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمناً))) - بفتح الميم الثانية.
- وكذلك: (((يحكم به ذوي عدل منكم))).
- وكذلك: (((يسألونك الأنفال))).
- وكذلك: (((لقد تاب الله بالنبي عن المهاجرين))).
- وكذلك: (((يا أيها النبي جاهد الكفار بالمنافقين))).
- وكذلك: (((وكنتم خير أئمة أخرجت للناس))).
- وكذلك: (((وإذا قلبت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا عائذاً بك أن تجعلنا مع القوم الظالمين))).
- وكذلك: (((لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلى أن تقطع قلوبهم))).
- وكذلك: (((بعثنا عليكم عبيداً لنا))).
- وكذلك: (((بعد إكراههن لهن غفور رحيم))).
- وكذلك: (((ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك))).
- وكذلك: (((واجعل لنا من المتقين إماماً))).
- وكذلك: (((تطعمون أهاليكم))) في سورة المائدة.
وهناك روايات أخرى كثيرة، ولكني أكتفي بهذا القدر من الروايات التي بلغت حد التواتر والتي حرفها الفضل أبو الحسن الطبرسي عما موجود في كتاب الله سبحانه وتعالى، فلو راجعت القرآن للاحظت أن هناك فرقاً بين آيات القرآن وبين ما ادعاه الطبرسي من كلام ثم نسبه للقرآن.
 
محمد بن محمد النعمان المفيد (ت413هـ):-
 
وهو من أكبر وأهم علماء الطائفة في زمانه بل هو شيخ وأستاذ علماء الطائفة في زمانه وهو أكبر من أن يوصف.

أقوال العلماء فيه:-
 
قال عنه علماء الرجال للطائفة الإمامية الإثني عشرية:
- قال عنه العلامة الرجالي الشيخ النجاشي: (محمد بن محمد النعمان المفيد، وشيخ العلماء وأستاذهم، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم).
وهو من تلاميذ الشيخ الصدوق، تتلمذ على يديه كبار مشايخ وعلماء الطائفة الطوسي.
- وأهمية هذا العالم كبيرة جداً حيث أنه على علاقة قوية جداً بالإمام الغائب عليه السلام، سماه الإمام الغائب بالمفيد، والأخ السديد، والولي الرشيد، الناصر لنا، والمخلص، والوفي حرسك الله بعينه التي لا تنام، ودعا له بأدعية كثيرة جداً، مما يدل على قوة علاقته بالإمام.
- وقال شيخ الطائفة الطوسي عنه: (محمد بن محمد النعمان المفيد من أعظم متكلمي الإمامية انتهت إليه رياسة الإمامية في وقته، وكان مقدماً في القلم وصناعة الكلام، وكان فقيهاً متقدماً فيه حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، له أكثر من مائتي مصنف مشهور، يعتمد علماء الطائفة على كتبه ومؤلفاته).
- وقال عنه العلماء: (عالم كبير جليل القدر عظيم المنزلة ثقة فقيه متكلم).([170]).
 
عقيدة الشيخ المفيد في القرآن العظيم:-
 
نتعرف على عقيدة هذا العالم الكبير الذي تربطه علاقة قوية بالإمام الغائب (عج) من خلال أقواله ورواياته والتي نعرض لكم بعضاً منها:
- يقول الشيخ المفيد: (اتفق الإمامية على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا عن موجب التنزيل، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمعت المعتزلة، والخوارج، والزيدية، والمرجئة، وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية).([171]).
- وقال المفيد أيضاً: (إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم من اختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان).([172]).
- وقال المفيد أيضاً: (إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر وهو جمهور المنزل والباقي مما أنزله الله تعالى قرآناً عند المستحفظ للشريعة الإمام الغائب المستودع للأحكام لم يضع منه شيء، وإن كان الذي جمع القرآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب، منها: قصوره عن معرفة بعضه، ومنها ما شك فيه، ومنها ما تعمد إخراجه من القرآن، ولهذا قال الإمام الصادق عليه السلام:
[[والله لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا مسمين فيه]] -إلى أن يقول المفيد- ونحن لا نقرأ بخلاف ما يقرأ عليه الناس من القرآن؛ لأنه متى ما قرأ الإنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه من أهل الخلاف، وأغرى به الجبارين، وعرض نفسه للهلاك -إلى أن المفيد- إلى أن يقوم القائم فيُقرئ الناس القرآن كما أنزل الله تعالى).([173]).
- وقال المفيد عن أبي عبدالله عليه السلام: [[اللهم العن الذين كذبوا رسولك، وهدموا كعبتك، واستحلوا حرمك، وألحدوا في البيت الحرام، وحرفوا كتابك]].([174]).
- وروى الشيخ المفيد: (اللهم إن كثيراً من الأئمة ناصبت المستحفظين من الأئمة عليه السلام -إلى قوله- وحرفت الكتاب).([175]).
- وكذلك روى المفيد عن أبي جعفر عليه السلام: [[إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وسلم ضرب فساطيط، ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله فاصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف]].([176]).
- وروى المفيد أيضاً: (((وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث))) هكذا نزلت.([177]).
- وقال أيضاً: ((((إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله))) هكذا نزلت، وما يقرأ الناس تحريف)!.
- وقال أيضاً: (((وابتغوا فضل الله -بدون من-))).
- وقال أيضاً: (((وإذا رأوا تجارة أو لهواً انصرفوا إليها))).([178]).
- وقال أيضاً: (((خير من اللهو والتجارة الذين اتقوا))).([179]).
- وروى المفيد أيضاً: (((تنزل الملائكة بالروح من أمر ربه على من يشاء من عباده))).([180]).
ولقد اعترف العلماء بحقيقة عقيدة الشيخ المفيد نذكر لكم تأكيد الشيخ المحدث المحقق النوري الطبرسي حيث قال: (إن الشيخ المفيد من الذين يقولون ويؤمنون بتحريف القرآن).([181]).
 
محمد بن حسن الصفار (ت290هـ):-
 
وهو من أكابر علماء الطائفة ومن أوائلهم وتبرز أهمية هذا العالم لكونه تلميذ الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وشيخ الكليني، وكذلك شيخ الصدوق؛ فهو شيخ العلماء الذين وضعوا الأصول، والمراجع المعتمدة عند الطائفة، وله مؤلفات كثيرة يرجع إليها علماء الطائفة، ويعتمدون عليها، وله روايات كثيرة جداً عن الأئمة، قال عنه علماء الطائفة:
قال عنه النجاشي عالم الرجال ما يلي: (كان وجهاً من أصحابنا القميين، ثقة، عظيم القدر، راجحاً، قليل السقوط والسقط في الرواية، من تلامذة الإمام الحسن العسكري عليه السلام).([182]).
 
عقيدته في القرآن العظيم:-
 
نتعرف على عقيدة الشيخ محمد بن حسن الصفار من خلال أقواله ورواياته نذكر منها:.
- قال الشيخ الصفار قال أبو جعفر عليه السلام: {دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بمنى فقال: يا أيها الناس أني تارك فيكم حرمات الله كتاب الله، وعترتي، والكعبة الحرام، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: أما كتاب الله فحرفوا وأما الكعبة فهدموا وأما العترة فقتلوا}.([183]).
- وقال أيضاً عن أبي جعفر عليه السلام: [[ما من أحد من الناس ادعى أنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذاب]].([184]).
- وقال أيضاً عن إبراهيم بن عمر: [[في القرآن ما مضى، وما يحدث، وما هو كائن، وكانت فيه أسماء رجال فألقيت]].([185]).
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله: [[إن لله مدينة خلف البحر مسير أربعين يوماً فيها قوم لم يعصوا الله قط -إلى أن قال- يتلون كتاب الله كما علمناهم، وإن فيما نعلمهم لو تُلي على الناس لكفروا به ولأنكروه]].([186]).
- وقال أيضاً عن أبي جعفر عليه السلام: {بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام -إلى أن قال- وأما قول الله ((هَذَا صِرَٰطٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ)) [الحجر:41] فإني قلت لربي مقبلاً من غزوة تبوك: اللهم إني جعلت علياً بمنزلة هارون بن موسى إلا أنه لا نبوة له من بعدي؛ فصدق كلامي وأنجز وعدي واذكر علياً كما ذكرت هارون فإنك قد ذكرت اسمه في القرآن -إلى أن قال- فنزل قوله تعالى: ((هَذَا صِرَٰطٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ)) [الحجر:41]}.([187]).
- وقال أيضاً عن أبي جعفر عليه السلام: (((وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث))).([188]).
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: (((وأوتينا كل شيء -بدون من-))).([189]).
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: (((النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم))).([190]).
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: (((هذا عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب))).([191]).
- وقال أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: (((تنزل الملائكة بالروح من أمر ربه على من يشاء من عباده))).
نكتفي بهذا القدر من الروايات، والآن نعرض لكم تأكيد علماء الطائفة على حقيقة أن الشيخ الصفار كان يؤمن بتحريف القرآن ويقول به حيث يقول الشيخ المحدث المحقق النوري الطبرسي:
(الشيخ محمد بن حسن الصفار كان يؤمن بعقيدة تحريف القرآن ويقول بها).([192]).
 
محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي:-
 
- وهو من أكبر علماء الرجال في الطائفة وأقدمهم وأشهرهم بل هو أولهم وأفضلهم قال عنه علماء الطائفة: (عالم ثقة جليل القدر بصير بالرجال، عين، محقق، مدقق).
- وثَّق الكثير من الرواة والرجال الذين يؤمنون بتحريف القرآن ويقولون به ويروون روايات التحريف، بل وروى روايات كثيرة في تحريف القرآن نذكر لكم بعضاً منها:.
- قال الكشي عن أبي عبدالله عليه السلام: [[لو أن الناس قرأوا القرآن كما أنزل ما اختلف فيه اثنان]].
- قال الكشي: كتب أبو الحسن إلى صاحبه علي السويد: [[وأما ما ذكرت -يا علي- ممن تأخذ معالم دينك عن غير شيعتنا، فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله: اؤتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوا فعليهم لعنة الله ولعنة ملائكته]].
- قال الكشي عن أبي عبدالله عليه السلام: [[إن الناس بعد نبي الله صلى الله عليه وسلم ركبوا سنة من كان قبلكم فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه]].
- وقال الكشي: (((وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً)))، هذا التنزيل من عند الله.
- وقال الكشي: ((((وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث))). هذا التنزيل من عند الله).
وهناك أدلة أخرى ولكني أكتفي بهذا القدر الذي يظهر من خلاله أن الكشي كان يؤمن بوقوع التحريف في القرآن.
 
أبو منصور بن منصور الطبرسي (ت620هـ):-
 
قال المجلسي: (الشيخ الجليل أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي صاحب كتاب الاحتجاج عالم فاضل محدث ثقة من أجلاء أصحابنا المتقدمين).([193]).
وقال الحر العاملي: (الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، عالم فاضل، فقيه محدث ثقة، له كتاب الاحتجاج على أهل اللجاج حسن كثير الفوائد).([194]).
وقال الخوانساري: (كتاب الاحتجاج معتبر معروف بين الطائفة، مشتمل على كل ما اطلع عليه من احتجاجات النبي والأئمة، بل كثير من أصحابهم الأمجاد مع جملة من الأشقياء المخالفين).([195]).
- روى الطبرسي في الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: {{لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي عليه السلام القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم فوثب عمر وقال: يا علي! اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه عليه السلام وانصرف، ثم أحضروا زيد بن ثابت -وكان قارئاً للقرآن- فقال له عمر: إن علياً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار؛ فأجابه زيد إلى ذلك .. فلما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم}}.([196]).
- ويزعم الطبرسي أن الله تعالى عندما ذكر قصص الجرائم في القرآن صرح بأسماء مرتكبيها، ولكن الصحابة حذفوا هذه الأسماء، فبقيت القصص مكنا، يقول: (إن الكناية عن أسماء الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن، ليست من فعله تعالى، وإنها من فعل المغيّرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين، واعتاضوا الدنيا من الدين).
- ولم يكتف الطبرسي بتحريف ألفاظ القرآن، بل أخذ يؤول معانيه تبعاً لهوى نفسه، فزعم أن في القرآن الكريم رموزاً فيها فضائح المنافقين، وهذه الرموز لا يعلم معانيها إلا الأئمة من آل البيت، ولو علمها الصحابة لأسقطوها مع ما أسقطوا منه.
هذه هي عقيدة الطبرسي في القرآن، وما أظهره لا يعد شيئاً مما أخفاه في نفسه، وذلك تمسكاً بمبدأ (التقية) يقول: (ولو شرحت لك كل ما أُسقط وحُرِّف وبُدِّل، مما يجري هذا المجرى لطال، وظهر مما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء، ومثالب الأعداء).
- ويقول في موضع آخر محذراً الشيعة من الإفصاح وترك التقية (ليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين، ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب، لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل والكفر، والملل المنحرفة عن قبلتنا، وإبطال هذا العلم الظاهر، الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الائتمار لهم والرضا بهم، ولأن أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عدداً من أهل الحق).([197]).
 
نتيجة البحث الأول:-
 نهاية.. وبداية:-
 
لقد أنهيت اليوم دراسة أقوال وروايات العلماء المراجع الكبار الذين أسسوا وشيدوا وأقاموا بناء مذهبنا في أمور الدين كلها عقائد وعبادات وأخلاقاً ومعاملات من مراجعهم وكتبهم الصحيحة المعتمدة عند الطائفة، ولقد دهشت من النتيجة التي وصلت إليها من خلال بحثي فبعد اعتقادي بأني لن أجد ولا رواية واحدة عن هؤلاء العلماء الكبار تطعن بكتاب الله وتخدش قدسيته، فوجئت بعشرات الروايات والأقوال بل المئات بل وصلت الروايات إلى حد التواتر وهي مكافئة ومساوية لروايات الإمامة التي قام عليها مذهبنا - بمعنى أنه إذا أهملنا روايات التحريف فمن اللازم له إهمال روايات الإمامة، وإذا قبلنا روايات الإمامة فمن اللازم له قبول روايات التحريف - وإن العلماء حكموا بصحة هذه الروايات كما بيّنا سابقاً، وهي صريحة ومستفيضة:.
إن الشريعة الإسلامية تكفر أي شخص قال أو اعتقد أن هناك آية واحدة محرفة من كتاب الله، وتكفر من يوثق أو يوالي ذلك الشخص أو يجيز الاعتماد على كتبه في أمور الدين لأننا لا نأخذ ديننا من أشخاص يؤمنون بعقيدة كفرية ألا وهي أن القرآن محرف، ثم قررت أن أبحث في سيرة العلماء المتأخرين والمعاصرين في طائفتنا الإمامية الإثني عشرية هل منهم من يؤيد هذه العقيدة الكفرية؟ أو هل منهم من يعتمد على أقوال أو كتب أناس يؤمنون بتحريف القرآن، وهكذا أبدأ الجزء الثاني من البحث.
 
البحث الثاني:-
عقائد العلماء المتأخرين والمعاصرين في تحريف القرآن:-
 
العلامة السيد نعمة الله الموسوي الجزائري:-
 
من العلماء المتأخرين والمعاصرين الذين كان لهم دور مهم وفضل كبير في نشر التشيع آية الله وحجة الله العلامة السيد نعمة الله الموسوي الجزائري الذي يعتبر حلقة وصل بين شيخ مشايخ علماء الطائفة السيد العلامة محمد باقر المجلسي وبين العلماء المعاصرين للطائفة بل هو من أوائل العلماء المعاصرين.
 
أقوال علماء الرجال فيه:-
 
قال عنه علماء الرجال ما يلي:
- (آية الله العلامة السيد المعتمد الجليل الأواه الفاضل المنتجب الأصيل الثقة العالم الفاهم الفقيه الأديب النحوي من أعاظم علمائنا المتأخرين، وأفاخم فضلائنا المتبحرين، وأوحد عصره في العربية والأدب وعلم الحديث دراية ورواية، محقق متبحر، أخذ حظه من المعارف الربانية، تميز بحثه الأكيد وكده الحثيث، لم يعهد مثله في كثرة القراءة على أسانيد الفنون، ولا في كسبه الفضائل من أطراف الخزون بأصناف الشجون، كثير الاعتداد بأرباب الاجتهاد، وناصر المذهب ضد أصحاب العناد، صاحب مؤلفات كثيرة منها تهذيب الحديث في إحدى عشر مجلداً)·([198]).
 
عقيدته:-
 
ونتعرف الآن على عقيدة العلامة نعمة الله الجزائري في كتاب الله، وهل يؤيد هذا الكفر الكبير أو يرفضه ويرده؟ وهل يعتمد على أقوال وكتب من يؤمن ويقول بتحريف القرآن؟
ماذا يقول نعمة الله الجزائري عن كتابه (الأنوار النعمانية) في مقدمته؟ يقول العلامة الجزائري:.
- (وقد التزمنا ألا نذكر فيه إلا ما أخذنا عن أرباب العصمة الطاهرين، وما صح من كتب الناقلين).
 وهنا يؤكد نعمة الجزائري أنه لم يذكر في كتابه إلا الروايات الصحيحة عن الأئمة المعصومين.
 يقول العلامة نعمة الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية:-.
- (إن تسليم تواتر الآيات القرآنية عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها).([199]).
- (قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج قرآن أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه).([200]).
- (وأخبارنا متواترة بوقوع التحريف في القرآن والسقط منه بحيث لا يسعنا إنكاره).([201]).
- وقال نعمة الله الجزائري (إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن).([202]).
- (إن العلماء الثلاثة الذين قالوا بعدم التحريف لمرة واحدة تقية - رووا في مؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشتمل على وقوع التحريف في القرآن وإن الآية هكذا أنزلت ثم غيرت هكذا).([203]).
- (الأئمة عليهم السلام أمرونا في هذه الأعصار بقراءة هذا القرآن حتى إذا قامت دولتهم -أي دولة المهدي الغائب- ظهر القرآن).([204]).
فهناك -إذاً- قرآن آخر قام الأئمة بإخفائه وهم يقرءون هذا القرآن تقية.
- (إن أمير المؤمنين ألف القرآن كما أنزل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء به إلى أبي بكر وعمر وجماعة من الناس فعرضه عليهم، فقالوا: لا حاجة لنا في قرآنك ولا فيك، عندنا من القرآن ما يكفينا، فقال الإمام: أما -والله- لن تروه بعد هذا اليوم حتى يقوم قائمنا).([205]).
- (والظاهر أن القول بعدم التحريف من قبل العلماء الثلاثة فقط ولمرة واحدة إنما صدر لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليهم بأنه إذا جاز هذا في القرآن، فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف له وسيأتي الجواب عن هذا).([206]).
- ويقول الجزائري في كتابه نور البراهين (روى أصحابنا ومشايخنا في كتب الأصول من الحديث وغيرها أخباراً كثيرة بلغت حد التواتر في أن القرآن قد عرض له التحريف وكثير من النقصان وبعض الزيادة) وقد أورد أمثلة كثيرة على ذلك، ومنها:.
{{ما روي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لما سئل عن الارتباط بين الكلامين في قوله تعالى ((وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى ٱلْيَتَـٰمَىٰ فَـﭑنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَاعَ)) [النساء:3] فقال عليه السلام قد سقط ما بين الكلامين أكثر من ثلث القرآن}}.
- وقال: (إلى غير ذلك من الأخبار التي لو أحصيت لكانت كتاباً كبير الحجم وقد نقلها قدماء أصحابنا في كتبهم من غير تعرض لتأويلها بل ظاهرهم العمل بمضمونها) ([207])·.
- وقال أيضاً في كتابه منبع الحياة (وهي أنا نقول: إن الأخبار المستفيضة بل المتواترة قد دلت على وقوع الزيادة والنقصان والتحريف في القرآن).
ويورد الجزائري اعتراضاً لبعض العلماء بأن ما ذكرتم من وقوع التحريف فيه لو كان حقاً لأزاله عنه أمير المؤمنين عليه السلام زمن خلافته فيرد على ذلك قائلاً:
- (فهو اعتراض في غاية الركاكة؛ لأنه عليه السلام ما تمكن من رفع بدعهم الحقيرة: كصلاة الضحى، وتحريم المتعتين، وعزل شريح عن القضاء، ومعاوية عن إمارة الشام، فكيف هذا الأمر العظيم؟ المستلزم لتغليظ الإعرابيين بل لتكفيرهما؟
- ويقول أيضاً: (إن الموافقين لنا على صحة دعوى تحريف ونقصان القرآن معظم الإخباريين خصوصاً مشايخنا المعاصرين).([208]).
وقال أيضاً في كتابه نور البراهين في إثبات التحريف والنقصان في القرآن: (حيث إن هذا المطلب من المطالب الجليلة فقد حررناه في شرحنا على تهذيب الحديث والاستبصار مفصلاً فيما يقرب من كراسين)([209]).
ويقول أيضاً مؤكداً عقيدة تحريف القرآن:.
- (قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يجمعه إلا أمير المؤمنين عليه السلام {{ثم جاء به إليهم فقالوا: لا حاجة لنا به، فقال لهم الإمام: لن تروه بعد هذا اليوم، ولا يراه أحد وهو خال عن التحريف -إلى أن يقول:- وقد أرسل عمر زمن تخلفه إلى علي بأن يبعث له القرآن الذي عنده، وكان الإمام يعلم أنه إنما يطلبه لأجل أن يحرفه}} إلى أن يقول: ولما جلس الإمام على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهاره لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه).([210]).
- وقال أيضاً نعمة الله الجزائري متهماً المهاجرين والأنصار صحابة الرسول بتحريف القرآن ما يلي:
- (فإنهم - أي: الصحابة- بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين وإظهار مساوئهم).([211]).
- وللعلامة نعمة الله الجزائري مطاعن كثيرة في كتاب الله وآياته واستهزاء وسخرية بكلام الله وصل الأمر به إلى تصوير عملية لواطة بين رجل وغلام باستخدام كلام الله والآيات القرآنية العظيمة نذكر منها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر:.
- (وفي الأثر أن أبا نواس مر على باب مكتب فرأى صبياً حسناً فقال: ((فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ)) [المؤمنون:14] فقال الصبي: ((لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَـٰمِلُونَ)) [الصافات:61]، فقال أبو نواس: ((نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ)) [المائدة:113]، فقال الصبي: ((لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)) [آل عمران:92]، فقال أبو نواس: ((فَـﭑجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَۤ أَنتَ مَكَاناً سُوًى)) [طه:58]، فقال الصبي: ((مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى)) [طه:59]، فصبر أبو نواس إلى يوم الجمعة فأتى إلى الصبي فوجده يلعب بين الصبيان فقال: ((وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ)) [البقرة:177] فمشى الصبي قدامه وأبو نواس خلفه حتى أتى إلى مخدع خفي فناوله ديناراً في ورقة فظن الصبي أنه درهم فقال: ((وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)) [الأنعام:91]، فقال أبو نواس: ((إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِينَ)) [البقرة:69]، فعلم الصبي أنه دينار، فاستحى أبو نواس أن يقول للصبي تنام فقال: إن ((ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَـٰماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ)) [آل عمران:191] فحل الصبي سرواله فقال: ((ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا)) [هود:41]، فركب أبو نواس فعقر -أي: أخرج الدم وأوجع- فقال الصبي: ((إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً)) [النمل:34]، وكان قريباً منهم شيخ يُسمع كلامه ولا يرونه فقال: ((فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ)) [الحج:28]، فقال الصبي: ((لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)) [البقرة:286]، فخرجوا وانصرفوا).
- ثم يوثِّق أبا نواس بقوله: أبو نواس ملك الشعراء في زمانه وله ديوان كبير الحجم رأيته في شيزار وقد مدح الإمام أبي (كذا) الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام بأبيات فائقة أثنى عليه الإمام عليه السلام بها([212]).
إن هذا يصور عقيدة السيد نعمة الله الجزائري (قده) في القرآن من خلال سخريته واستهزائه بكلام الله، فهو قد سلك طريق من سبقه من علماء الطائفة الكبار في حمل عقيدته تحريف القرآن والدعوة إليها.
 
العلامة المعاصر أبو القاسم الخوئي:-
 
من العلماء المعاصرين الذين ساروا على نهج العلماء الكبار الأوائل من القمي والكليني إلى المفيد والمجلسي والجزائري العلامة آية الله العظمى زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف والمرجع العلمي للشيعة الإمامية الإثني عشرية.
- حيث يقول: (إن كثرة الروايات -على وقوع التحريف في القرآن- تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ولا أقل من الاطمئنان بذلك ومنها ما روي بطريق معتبر).([213]).
- ويقول الخوئي أيضاً: (إن هناك مصحفاً آخر عند الإمام علي عليه السلام يختلف عن القرآن الموجود في ترتيب السور وفي اشتماله على زيادات ليست موجودة في القرآن الذي بين أيدينا -ثم يقول- إن تلك الزيادات كانت تفسيراً بعنوان التأويل أو بعنوان التنزيل من الله شرحاً للمراد). ([214])
-قلت: إذا كانت بعنوان التنزيل من الله فهي أيضاً قرآن.
- يتهم الخوئي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم حرفوا معاني القرآن فيقول: (المراد بالتحريف حمل الآيات على غير معانيها...، ولولا هذا التحريف لم تزل حقوق العترة محفوظة وحرمة النبي فيها مرعية ولما انتهى الأمر إلى ما انتهى إليه من اهتضام حقوقهم وإيذاء النبي).([215]).
- قام الخوئي بتوثيق كل روايات علي بن إبراهيم القمي من خلال توثيق مشايخه مع العلم أن هذه الروايات تؤكد على تحريف القرآن وأنه حدث فيه تغيير، وكذلك قام بتوثيق العلماء الذين يؤمنون بتحريف القرآن ويقولون وينشرون هذه العقيدة مثل نعمة الله الجزائري، ووثق كتبهم ومروياتهم بل واعتبر كتبهم هي الأصول والمراجع المعتمدة في أمور الدين من عبادات ومعاملات وحتى العقائد وغيرها([216]).
- ويقول الخوئي أيضاً: (إن القول بنسخ التلاوة هو القول بالتحريف). ([217])في حين أن الله تعالى يقول ((مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا ...)) [البقرة:106] .
- قام الخوئي بتوثيق دعاء صنمي قريش الذي يؤكد على تحريف القرآن([218]).
- يقول الخوئي (بأن هناك قرآناً آخر يختلف عن هذا القرآن عند الشيعة محفوظ عند الإمام المنتظر).([219]).
 
عبد الحسين الأميني:-
 
ومن العلماء المعاصرين الذين كان لهم دور كبير في نشر التشيع العلامة (عبدالحسين الأميني النجفي) الذي يقول: (سل عنها -أي صفة أبي بكر- أمير المؤمنين وهو الصديق الأكبر يوم قادوه كما يقاد الجمل ... إلى بيعة عمت شؤمها الإسلام، وزرعت في قلوب أهلها الآثام، وعنفت سلمانها، وطردت مقدادها، وفتقت بطن عمارها، وحرفت القرآن، وبدلت الأحكام).([220]).
- ذكر العلامة عبدالحسين الأميني النجفي آية لا توجد في كتاب الله وهذا نصها (((اليوم أكملت لكم دينكم بإمامته فمن لم يأتم به وبمن كان من صلبه إلى يوم القيامة فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم))).([221]).
 
 
محمد حسين الطباطبائي:-
ومن العلماء المعاصرين الكبار العلامة آية الله العظمى (محمد حسين الطباطبائي) أحد العلماء المعاصرين الذين لعبوا دوراً بارزاً في إحياء التشيع نراه يعترف في تفسيره بروايات تحريف القرآن، ووقوع التغيير فيه ولا ينكرها أو يرد عليها أو يحاربها أو يتبرأ من قائلها بل نراها يقرها ويحاول أن يجد لها مخرجاً فيقول:-.
- (المراد في كثير من روايات التحريف قولهم عليهم السلام كذا نزل هو التفسير بحسب التنزيل مقابل البطن والتأويل).([222]).
وهذا المخرج فيه إثبات وإقرار للروايات التي تذكر التحريف، وهو يتناسب مع الروايات الكثيرة المتواترة والصريحة والصحيحة في إثبات التحريف:
- يؤكد العلامة محمد حسين الطباطبائي إيمانه بتحريف القرآن المعنوي الذي تلقاه من علماء المذهب القدماء فمثلاً يقول في الآية (((وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ)) [الرحمن:27] قال: الأئمة وجه الله) .([223]). ومثال آخر في تفسير الآية (((ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ)) [التحريم:10] قال: الآية مثل ضربه لعائشة وحفصة أن تظاهرتا على رسول الله).([224]).
وهذا التحريف المعنوي تلقاه العلامة محمد حسين الطباطبائي قدس الله سره من القمي والمجلسي والعياشي وغيرهم من العلماء القدماء الذين قالوا وآمنوا بالتحريف.
 
محمد حسين آل كاشف الغطا:-
 
ومن العلماء الكبار المعاصرين البارزين العلامة آية الله العظمى (محمد حسين آل كاشف الغطا) نراه يؤمن بتحريف القرآن المعنوي، ونضرب مثالاً على ذلك حيث يقول:.
- (((مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ)) [الرحمن:19] هما علي وفاطمة، ((يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ)) [الرحمن:22] الحسن والحسين).([225]).
وهو أيضاً أخذ هذه العقيدة عن العلماء القدماء الذين أسسوا المذهب وآمنوا بعقيدة التحريف مثل علي بن إبراهيم القمي والكليني والعياشي والمجلسي وغيرهم.
 
سلطان محمد حيدر الخراساني:-
 
ومن العلماء المعاصرين الذين كان لهم دور كبير في بناء المذهب العلامة الإمام (سلطان محمد بن حيدر الخراساني) حيث أن هذا العالم الكبير يؤكد أن عقيدة علماء الطائفة قاطبة القدماء والمعاصرين في القرآن هي أنه وقع تغيير في القرآن أي أن القرآن محرف حيث يقول: (اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم). -وكذلك قال الإمام الخراساني- (إن كون القرآن مجموعاً في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر غير مسلم به). وكذلك قال الإمام سلطان محمد بن حيدر الخراساني في موضع آخر.
- (وكما أن الدواعي كانت متوفرة من المنافقين في تغييره).
وكلام الإمام سلطان محمد بن حيدر الخراساني هذا ورد في معرض رده على من قال من علماء المسلمين أن القرآن محفوظ وليس محرفاً في كتاب تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة المجلد([226]).
 
عدنان البحراني:-
 
ومن العلماء الكبار المعاصرين المحدث العلامة الحجة السيد (عدنان البحراني) حيث ذكر روايات كثيرة تفيد التحريف ثم قال: (الأخبار التي تؤكد تحريف القرآن لا تحصى وكثيرة، وقد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائدة، بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير، وكونه من المسلَّمات، بل وإجماع الفرقة المحقة –الشيعة- وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم).([227]).
 
يوسف البحراني:-
 
ومن العلماء المعاصرين الذين لعبوا دوراً مهماً في نشر التشيع في البحرين العلامة المحدث الشهير (يوسف البحراني) حيث ذكر أخباراً كثيرة تدل على تحريف القرآن ثم قال:.
- (لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على تحريف القرآن وبشكل واضح، ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها كما لا يخفى إذا الأصول واحدة، وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة، ولعمري أن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور، وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشر ضرراً على الدين -يقصد الولاية والخلافة-).([228]).
- قلت: ومعنى هذا أن القول بتحريف القرآن والطعن بالمهاجرين والأنصار والسنة النبوية من لوازم وضروريات التشيع!!
 
حبيب الله الهاشمي الخوئي:-
 
ومن العلماء المعاصرين الذين لهم مكانة علمية كبيرة عند علماء الطائفة العلامة آية الله المحقق (حبيب الله الهاشمي الخوئي) حيث ذكر هذا العالم أدلة كثيرة تدل على نقصان القرآن ثم قال:.
(1- نقص سورة الولاية.
2- نقص سورة النورين.
3- نقص كلمات من آيات القرآن.
4- إن الإمام علي لم يتمكن من تصحيح القرآن في عهد خلافته بسبب التقية، وأيضاً حتى تكون حجة في يوم القيامة على المحرفين والمغيرين، ثم قال: (إن الأئمة لم يتمكنوا من إخراج القرآن الصحيح خوفاً من الاختلاف بين الناس ورجوعهم إلى كفرهم الأصلي).([229]).
 
بعض علمائهم المعاصرين القائلين بالتحريف:-
 
ومن العلماء المعاصرين الذين آمنوا بتحريف القرآن ونشروه وذلك عن طريق توثيق دعاء صنمي قريش الذي نصه (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش، وجبتيهما، وطاغوتيهما، وإفكيهما، وابنتيهما، اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وصيك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك ... اللهم العنهم بكل آية حرفوها...).
أ- السيد محسن الحكيم.
ب- أبو القاسم الخوئي.
جـ- روح الله الخميني.
د- السيد محمود الحسيني الشاهدوري.
و- العلامة السيد على تقي التقوي.
ز- العلامة الكبير المعاصر أغا بزرك الطهراني حيث يقول: (إن علماء طائفتنا اهتموا بهذا الدعاء حتى أن شروحه بلغت العشرات).([230]).
وجاء توثيق هؤلاء العلماء لدعاء صنمي قريش الذي يؤكد على وقوع التحريف في القرآن من قبل الصحابة في كتاب تحفة العوام، مقبول جديد باللغة الأوردية لمؤلفه منظور حسين (ص 442).
 
كريم الكرماني:-
 
ومن العلماء المتأخرين المعاصرين الذين آمنوا بتحريف القرآن العلامة كريم الكرماني الملقب (بمرشد الأنام) حيث قال: (إن الإمام المهدي بعد ظهوره سوف يتلو القرآن، فيقول: أيها المسلمون! هذا -والله- هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد، والذي حرف وبدل).([231]).
 
ملا محمد تقي الكاشاني:-
 
وكذلك من العلماء الذين آمنوا بتحريف القرآن العلامة الكبير (ملا محمد تقي الكاشاني) حيث يقول: (إن عثمان أمر زيد بن ثابت الذي كان من أصدقائه وعدواً لعلي أن يجمع القرآن، ويحذف منه مناقب آل البيت وذم أعدائهم، والقرآن الموجود حالياً في أيدي الناس والمعروف بمصحف عثمان هو نفس القرآن الذي جمعه بأمر عثمان).([232]).
 
جعفر النجفي:-
 
- (ومن العلماء المعاصرين الذين يؤمنون بتحريف القرآن العلامة (جعفر النجفي) حيث يقول:-.
- (القرآن قسمان قسم قرأه النبي صلى الله عليه وسلم على الناس، وقسم أخفاه، ولم يظهر عليه أحد سوى علي عليه السلام، ثم منه إلى بقية الأئمة، وهو الآن محفوظ عند صاحب الزمان).([233]).
 
آية الله العظمي الإمام الخراساني:-
 
ومن العلماء الكبار المعاصرين العلامة الكبير آية الله العظمى الإمام (الخراساني) وهو أيضاً يؤمن بوجود قرآن آخر غير هذا القرآن حيث يقول:.
- (إننا معاشر الشيعة نعترف بأن هناك قرآناً كتبه الإمام علي عليه السلام، فجاء به إلى المسجد النبوي فنبذه الفاروق عمر بن الخطاب، فرده الإمام علي عليه السلام إلى بيته، ولم يزل كل إمام يحتفظ عليه كوديعة إلهية، وهو محفوظ عند الإمام المنتظر).([234]).
 
أغا بزرك الطهرني:-
 
- وكذلك العلامة المعاصر الكبير (أغا بزرك الطهراني) تلميذ الشيخ النوري الطبرسي قال في كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة (3/ 313). قال: (إن هناك نقيصة في القرآن).
 
عبد الحسين شرف الدين الموسوي:-
 
- ومن العلماء المعاصرين والمشهورين الذين ساهموا في نشر التشيع العلامة آية الله (عبدالحسين الموسوي) صاحب كتاب (المراجعات) وهو من الذين يؤمنون ويقولون بتحريف القرآن، ويقبل روايات التحريف من الذين يؤمنون بها كالكليني والقمي والمجلسي؛ بل ويمدحهم ويعتمد على كتبهم كأصول ومراجع في كل ما يقول به ويكتب من كتب صراحة وهذه بعض الأمثلة على تحريفاته:-.
- ((وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً)) [آل عمران:103] (الأئمة).
- ((وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَٰطِي مُسْتَقِيمًا)) [الأنعام:153] (الأئمة).
((وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)) [الرعد:7] (الأئمة).
- ((وَعَلَى ٱلأَْعْرَافِ رِجَالٌ)) [الأعراف:46] (الرجال هم الأئمة).
- ((فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ...)) [النور:36] (الأئمة).
- ((مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ)) [النور:35] (نور الإمام وليس نور الله).
- ((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ)) [الصافات:24] (مسؤلون عن الولاية).
- ((وَاسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ)) [الزخرف:45] (عن الولاية).
- ((وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ)) [طه:82] (اهتدى للولاية).
- ((ثُمَّ لَتُسْـئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ)) [التكاثر:8] (يسألون عن الولاية).
- ((لاَ يَسْتَوِىۤ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ)) [الحشر:20] (أصحاب الجنة هم الشيعة وأصحاب النار أعداؤهم).
- هذه بعض الأمثلة ذكر بعضها (عبدالحسين الموسوي) في كتابه المراجعات والبعض الآخر في كلامه عن فضائل الأئمة عليهم السلام.
 
بعض المعاصرين المؤيدين لروايات التحريف:-
 
وهناك الكثير من العلماء المعاصرين بل معظمهم إن لمن يكونوا كلهم بل لا أكاد أجد أحداً من المعاصرين لا يؤمن بما ذكره علي بن إبراهيم القمي والكليني والمجلسي والعياشي وغيرهم من روايات صحيحة ومتواترة عن الأئمة عليهم السلام، وسوف أذكر لك بعض الأسماء لعلماء كبار ومعاصرين قالوا بتحريف القرآن مع ذكر المؤلفات التي ذكروا فيها تلك المقولات:.
- ميرزا سلطان أحمد الدهلوي في كتابه (تصحيف كتابين ونقص آيات كتاب مبين).
- محمد مجتهد اللكنوي في كتابه (ضربة حيدرية) يشير إلى تحريف القرآن.
- حسن بن سليمان الحلي في كتابه (التنزيل والتغيير).
- محمد بن خالد في كتابه (التنزيل والتغيير).
- علي بن حسن بن فصال في كتابه (التنزيل من القرآن والتحريف)، يقول عنه علماء الطائفة أنه العلم الذي لم يعثر له على زلة في الحديث.
- محمد بن الحسن الصيرفي في كتابه (التحريف والتبديل).
- أحمد بن محمد البرقي في كتابه (التحريف) انظر (الفهرست ص 45).
- أحمد بن محمد بن سيار عد الطوسي من كتبه (القراءات) وفيه الكثير من أدلة التحريف، ونقل عنه الثقة ابن ماهيار في تفسيره كثيراً.
- محمد بن العباس بن علي بن الحجام الثقة في كتابه (قراءة أهل البيت) أدلة كثيرة على التحريف.
- ومن العلماء المعاصرين الذين كان لهم دور كبير في نشر التشيع، وإحياء المذهب العلامة الكبير آية الله العظمى (محمد صالح المازندراني) وهو أيضاً يؤمن بتحريف القرآن متبعاً بذلك علماءنا القدماء الذين أسسوا المذهب فنراه يقول: (وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى، كما يظهر لمن تأمل كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها).([235]).
 
محسن أمين العاملي:-
 
- ومن العلماء المعاصرين الذين كان لهم دور كبير جداً في نشر التشيع العلامة الكبير آية الله العظمى (محسن الأمين) وهو أيضاً، سار على آثار العلماء الأقدمين الذين أسسوا المراجع المعتمدة للمذهب في الحديث والتفسير وآمن بعقيدة أن القرآن محرف وقال بها فنراه يذكر روايات كثيرة عن وجود مصحف آخر غير القرآن نذكر لكم أحد هذه الروايات:-.
- (إن مصحف فاطمة مثل القرآن ثلاث مرات، وإنه من كلام الله أنزله عليها بإملاء رسول الله وخط علي -ثم قال:- إن هناك مصحفاً آخر لفاطمة من حديث جبريل، وإنه لا استبعاد ولا استنكار أن يحدث جبريل الزهراء).([236]).
أكتفي بهذا القدر من الأمثلة لأن كل العلماء المعاصرين تمسكوا بالمراجع والأصول التي تحمل عقيدة تحريف القرآن واتبعوها...
 
خلاصة مريرة:-
 
ونستنتج من خلال بحثي في آراء العلماء المعاصرين للطائفة فيما يخص عقيدة تحريف القرآن ما يلي:-.
- أن العلماء المعاصرين ساروا على آثار علماء الطائفة القدماء باعتقادهم أن القرآن حدث فيه تغيير وتحريف بل ومدحوا ووثقوا العلماء الذين يؤمنون بتحريف القرآن.
- أنهم أصروا على هذه العقيدة وقالوا بها ودعوا إليها ولم يحاربوها أو ينكروها أو يتبرأوا منها.
- أن علماءنا المعاصرين اعتمدوا على أقوال وكتب العلماء الذين يؤمنون بتحريف القرآن بل واعتبروا هذه الكتب هي المراجع والأصول المعتمدة التي قام عليها المذهب في أمور الدين كلها، بل واعتمدوا على كتب يؤمن أصحابها بوجود مصحف آخر غير القرآن الموجود بين أيدينا، وكان هذا الأمر مفاجئاً بالنسبة لي مما حدا بي إلى أن أبحث في مسألة وهي: (هل علماءنا ومراجعنا الذين وضعوا أصول المذهب ومراجعه المعتمدة، وتأسس المذهب وقام اعتماداً على كتبهم ومؤلفاتهم كانوا يؤمنون بوجود مصحف آخر غير القرآن يغاير هذا القرآن؟).
وكانت نتيجة البحث كتابة فصل ملحق بالفصل الأخير عنوانه...
 
اعتقاد علمائنا الشيعة حول وجود مصحف آخر غير القرآن قديماً وحديثاً:-
 
في البداية أذكر لك -أخي المسلم- قول أحد علمائنا العظماء وهو آية الله العظمى حجة الله (محمد حسين آل كاشف الغطا) حيث قال: (ويعتقد الإمامية أن كل من اعتقد أو ادعى نبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم أو نزول وحي أو كتاب فهو كافر يجب قتله). ([237])واعتماداً على هذا الأصل وهذه القاعدة في مذهبنا يجب أن نكفر كل من اعتقد بنزول جبريل عليه السلام بوحي من الله أو كل من اعتقد بوجود كتاب آخر أو مصحف آخر أو قرآن يغاير هذا القرآن الموجود بين أيدينا، وخلال البحث وجدت أن ثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني قدس الله سره صاحب أول وأقدم وأهم وأصح مرجع قام عليه المذهب كان يؤمن بوجود مصحف آخر غير القرآن سماه مصحف فاطمة، وكذلك غيره من علماء الطائفة القدماء الذين أسسوا المذهب وألفوا مراجعنا المعتمدة الصحيحة يؤمنون بوجود كتب أخرى غير القرآن...!
 
الكليني:-
 
فمثلاً الشيخ الكليني يقول:.
- عن أبي عبدالله: [[وإن عندنا لمصحف فاطمة، فقال أبو بصير: وما مصحف فاطمة؟ فقال: فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ما فيه من قرآنكم حرف واحد]].([238]).
- (وهذا الخبر يقول العلماء عنه إنه بسند صحيح)([239]).
- وهناك روايات أخرى تؤكد على وجود مصحف فاطمة([240]).
 
ابن جرير الطبري:-
 
- وكذلك في كتاب (دلائل الإمامة) وهو من المصادر المهمة المعتمدة الصحيحة، ومؤلفه من أهم علماء طائفتنا الشيعية وأوثقهم وهو (محمد بن جرير الطبري)([241]).
- يقول الطبري في مصحف فاطمة (بأن فيه خبر ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وفيه خبر سماء وعدد ما في السماوات من الملائكة، وعدد كل من خلق الله وأسماؤهم، وأسماء المؤمنين وأسماء الكافرين وأسماء الكاذبين وصفة كل من كذب، وأسماء الملوك والطواغيت، وصفة القرون الأولى، ومدة ملكهم، وأسماء الأئمة، وصفتهم، وما يملك كل واحد، وفيه كل آجال ما خلق الله، وفيه علم جميع البلاد، وعدد كل الأشجار والمحاصيل في البلاد إلى قيام الساعة). ([242])...
أما طريقة نزول هذا المصحف فقد جاء في دلائل الإمامة ما يلي: (إن مصحف فاطمة نزل جملة واحدة من السماء بواسطة ثلاثة من الملائكة هم جبرائيل وإسرافيل وميكائيل ... ولما فرغت فاطمة من صلاتها قالوا: السلام يقرئك السلام ووضعوا المصحف في حجرها).([243]).
فالقرآن نزل به ملك واحد وهو جبريل! أما مصحف فاطمة فنزل به ثلاثة ملائكة!!!
إن مصحف فاطمة وكذلك لوح فاطمة له من الشهرة بحيث أن هناك عشرات الروايات الصحيحة ذكرها (محمد باقر المجلسي) في (بحار الأنوار) وصحح العلماء هذه الروايات، وكذلك ذكر مصحف فاطمة في كتاب (الوافي للفيض الكاشاني)، وكذلك ذكر (الطبرسي) مصحف فاطمة في كتابه (الاحتجاج) وهو من الكتب المعتمدة والمشهورة عند الطائفة([244]).
 
محمد حسن بن بابوية القمي:-
 
وكذلك ذكر مصحف فاطمة الشيخ (محمد بن حسن بن بابويه القمي) وهو مؤلف لكثير من الأصول والمراجع المعتمدة والصحيحة التي قام عليها المذهب أشهرها (فقيه من لا يحضره الفقيه) - ذكره في كتابه (إكمال الدين) (ص 301) وكذلك ذكره الشيخ العلامة الكبير (أبو علي الطبرسي) - وهو من علماء الطائفة المشهورين والمهمين جداً له تفسير مشهور جداً وهو (مجمع البيان) ذكره في كتابه (أعلام الوغى ص 152) وكذلك ذكره العلامة الشيخ الجليل (الكراجكي في الاستنصار (ص 18)) ولقد صرح أصحاب الأئمة برؤيتهم لمصحف فاطمة منهم على سبيل المثال لا الحصر (ابن عبد الحميد) وهو من أعلام الشيعة المشهورين ومن أوثق أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام فهو قد رأى هذا المصحف وقرأه ويؤكد هذا الأمر العلامة (محمد باقر المجلسي في بحار الأنوار 92/ 84) حيث يقول ابن عبد الحميد: [[دخلت على أبي عبد الله فأخرج إلي مصحفاً فتصفحته فوقع بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب: (((هذه جهنم التي كنتم بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان فيها ولا تحييان)))]]، وكذلك أحمد بن محمد بن أبي نصر رأى مصحفاً آخر يغاير القرآن وهو من أقرب أصحاب الإمام أبي الحسن يؤكد هذه المسألة ([245]) حيث يقول صاحب الإمام أبي الحسن أحمد بن محمد بن أبي نصر: {{دفع إلي أبو الحسن مصحفاً وقال: لا تنظر فيه ففتحته وقرأت فيه: (((لم يكن الذين كفروا فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم)))}}.
 
محمد بن الحسن الصفار:-
 
ومن العلماء الكبار المهمين والمشهورين الذين أسسوا المذهب العالم الجليل (الصفار) وهو أيضاً يؤمن بوجود مصحف آخر مغاير للقرآن ويؤكد ذلك في كتابه الشهير (بصائر الدرجات ص 246) حيث ذكر الرواية التالية عن أحمد بن محمد البزنطي وهو ثقة عند علماء الرجال للطائفة وثقه العلامة آية الله العظمى (أبو القاسم الخوئي) في معجم رجال الحديث، وكذلك هو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام قال أحمد بن محمد البزنطي: [[كنت يوماً عند الإمام الرضا عليه السلام وقد أودع عندي مصحفاً ففتحته فإذا بسورة البينة أكثر مما في أيدينا أضعافاً فقدمت على قراءتها فلم أعرف شيئاً]] ، أي أن أحد أصحاب الإمام الرضا عليه السلام رأى مصحفاً آخر يغاير القرآن بل وقرأه وأكد هذه المسألة عالم من أكبر علماء الطائفة وهو (محمد بن حسن الصفار).
 
من مراجع الشيعة القائلين بأن هناك مصحفاً آخر غير القرآن:-
 
- ولو قرأنا ما أورده الكليني من روايات لعرفنا أن الشيخ الكليني كان يؤمن بوجود مصحف آخر قام الإمام علي عليه السلام بإخفائه وهو مخفي عند الإمام الغائب (عج) ولم ينفرد الشيخ الكليني بهذه العقيدة بل إن أكبر وأعظم وأشهر علماء الطائفة الذين أسسوا المذهب آمنوا بهذه العقيدة من خلال الروايات التي نشروها أو من خلال الروايات الكثيرة التي وثقوها أو صححوها أو وثقوا أصحاب هذه العقيدة واعتمدوا على كتبهم وساروا على نهجهم نذكر منهم:.
1 - الشيخ علي بن إبراهيم القمي حيث استلم هذه العقيدة من أشياخه.
2 - الشيخ الكليني.
3 - الشيخ الطوسي.
4 - الشيخ الصدوق.
5 - الشيخ محمد باقر المجلسي.
6 - الشيخ محمد بن مرتضى الكاشاني.
7 - الشيخ حسين محمد تقي النوري الطبرسي.
8 - الشيخ أبو الحسن العاملي.
9 - الشيخ علي بن إبراهيم بن هاشم القمي.
10 - الشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي.
11 - الشيخ هاشم بن سليمان البحراني.
12 - الشيخ الفضل بن الحسن الطوسي.
13 - محمد بن إبراهيم النعماني.
14 - الشيخ محمد بن حسن الصفار.
15 - الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد.
16 - الشيخ محمد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي.
 
أبو الحسن العاملي:-
 
ومن العلماء الذين يؤمنون بوجود مصحف آخر العلامة المحدث المفسر الشهير (أبو الحسن العاملي) حيث يقول: (إن هذا القرآن وقع فيه تغيير كبير والقرآن المحفوظ هو عند الإمام القائم عليه السلام).([246]).
 
كريم الكرماني:-
 
- ومن العلماء الذين آمنوا بوجود مصحف آخر قام الأئمة بإخفائه العلامة كريم الكرماني حيث ذكر أدلة كثيرة على ذلك منها قوله: (إن الإمام المهدي بعد ظهوره سوف يتلو القرآن فيقول: أيها المسلمون! هذا -والله- هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حرف وبدل).([247]).
 
جعفر النجفي:-
 
- وكذلك العلامة الشيخ جعفر النجفي من العلماء الذين أكدوا ونشروا عقيدة وجود مصحف آخر يختلف عن كتاب الله وقام الأئمة عليه السلام بإخفائه وهو الآن عند الإمام صاحب الزمان (عج) حيث قال: [[القرآن قسمان قسم قرأه النبي صلى الله عليه وسلم على الناس، وقسم أخفاه ولم يُظْهِرْ عليه أحداً سوى علي عليه السلام ثم منه إلى بقية الأئمة، وهو الآن محفوظ عند صاحب الزمان]]. ([248])، وقد مر ذكر ذلك.
 
عبد الحسين شرف الدين:-
 
أما العلماء المعاصرون فقد ساروا على آثار العلماء الأوائل واتبعوهم، فهم يؤمنون بوجود مصحف آخر يغاير هذا المصحف الموجود بين أيدينا وهو القرآن نذكر منهم على سبيل المثال العلامة (عبد الحسين شرف الدين الموسوي) صاحب كتاب (المراجعات) فهو يؤمن ويؤيد وجود مصحف آخر يغاير القرآن كما ذكر ذلك في كتابه (المراجعات) ولكنه يحاول أن يجد له مخرجاً ... ونحن نسأل العلامة عبد الحسين السؤال التالي: (من أين جئت بعقيدة أن هناك مصحفاً آخر يغاير القرآن سواء كان مصحف فاطمة أو غيره؟).
 
محسن الأمين:-
 
ومن العلماء الكبار المعاصرين العلامة (محسن الأمين) فهو يؤمن أيضاً بوجود مصحف آخر يغاير القرآن ويؤكد هذه العقيدة فنراه في كتابه (أعيان الشيعة 1/ 188-190) يذكر روايات عديدة عن مصحف فاطمة وقال: (إنه مثل القرآن ثلاث مرات، وإنه من كلام الله أنزله عليها بإملاء رسول الله وخط علي -ثم قال:- إن هناك مصحفاً آخر لفاطمة من حديث جبرائيل عليه السلام، وقال: إنه لا استنكار ولا استبعاد أن يحدث جبرائيل الزهراء).
 
نعمة الله الجزائري:-
 
ومن العلماء المتأخرين أيضاً الذين يؤمنون بوجود مصحف يغاير القرآن العلامة آية الله (نعمة الله الجزائري) حيث قال في كتابه([249]): (إنه قد استفاض في أخبار الشيعة أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا الإمام علي عليه السلام وهو الآن موجود عند الإمام الغائب).
 
أبو القاسم الخوئي:-
 
ومن العلماء المعاصرين الذين يؤمنون بوجود مصحف آخر يغاير القرآن العلامة آية الله العظمى (أبو القاسم الخوئي) حيث يقول في كتابه (البيان ص 223): (إن لدى الشيعة قرآناً آخر، وهو قرآن علي فيه زيادات ليست في القرآن الموجود بين أيدينا موجود الآن عند الإمام المنتظر).
 
الخراساني:-
 
ومن العلماء المعاصرين الذين يؤمنون بوجود مصحف آخر يغاير القرآن العلامة آية الله العظمى الإمام (الخرساني) حيث قال في كتابه (الإسلام على ضوء التشيع) (ص 204): (هناك قرآن آخر عند الإمام علي عليه السلام جاء به إلى الصحابة فرفضوه وهو الآن محفوظ عند الإمام الغائب).

 
نتائج:-
 
ونكتفي بهذا القدر من العلماء المعاصرين الذين ذكرناهم على سبيل المثال وليس الحصر، ونستنتج من هذا البحث ما يلي:
1- أن العلماء القدماء وضعوا أصول ومراجع المذهب المعتمدة الصحيحة يؤمنون بوجود مصحف آخر يغاير القرآن وثبتوا هذه العقيدة في أصول ومراجع الطائفة المعتمدة والصحيحة، وكذلك يؤمنون بتحريف القرآن.
2- أن العلماء المعاصرين اتبعوا آثار العلماء السابقين فهم يؤمنون بوجود مصحف آخر مغاير للقرآن، وقد ذكرنا بعض الأمثلة للعلماء المعاصرين، وهناك الكثير ممن يؤمنون بتحريف القرآن غيرهم.
3- أن أصحاب الأئمة عليهم السلام رأوا مصحف فاطمة وقرأوه أو رأوا مصحفاً آخر يغاير القرآن.
4- أن الأئمة يحتفظون بمصحف آخر يغاير القرآن وهو الآن عند الإمام الغائب.
5- أن مسألة رفض عقيدة تحريف القرآن أو رفض عقيدة وجود مصحف مغاير للقرآن تتطلب وتستلزم أن نرفض ونتبرأ من كل من يؤمن ويحمل هذه العقيدة الكفرية أو ينشره في كتبه، وكذلك أن نتبرأ من الكتب التي تذكر وتنشر هذه العقيدة الكفرية لأننا لا يصح أن نعتمد في أمور الدين على علماء ورجال يحملون عقائد كفرية، ولا نأخذ أمور ديننا من كتب فيها كفر صريح، ولا نقبل برواية من يؤمن بتحريف القرآن ووجود مصحف آخر يغاير القرآن.
6- أن نسبة هذه العقيدة الكفرية إلى الأئمة عليهم السلام سواء كانت عقيدة تحريف القرآن أو عقيدة وجود مصحف آخر مغاير للقرآن إنما هو تشويه وطعن في شخصية الأئمة.
7- أن من يمدح العلماء الذين يحملون هذه العقائد الكفرية أو الكتب التي تحمل هذه العقائد الكفرية لهو دليل على تشابههم في حمل هذه العقائد فينبغي لنا أن نتبرأ منهم أيضاً.
8- أن العمل في أمور الدين كلها الآن عندنا نحن الشيعة إنما هو معتمد على أقوال علماء ورجال يؤمنون ويحملون هذه العقيدة أو هو يعتمد على كتب تحمل هذه العقائد، وإن المذهب قام وتأسس اعتماداً على هؤلاء العلماء والرجال الذين يحملون هذه العقيدة واعتماداً على الكتب التي تحمل هذه العقائد.
ولقد عجبت عندما وجدت أن من العلماء الذين يؤمنون بتحريف القرآن ونشروا هذه العقيدة من خلال أقوالهم وأفعالهم وكتبهم أن بعضهم كان ينكر عقيدته تقية أمام المسلمين من المذاهب الأخرى، ولكن رغم أن هذا الإنكار كان تقية ولمرة واحدة إلا أن جمهور علماء الطائفة قد ردوا على هؤلاء الذين أنكروا هذه العقيدة تقية ردوداً شديدة وعنيفة لكونهم أنكروا التحريف ولو تقية، ومن باب تأكيد هذه العقيدة فقد ألفوا وكتبوا ردوداً على من أنكر هذه العقيدة تقية، وإني رأيت أن أسجل لكم من خلال بحث قصير بعض هذه الردود، ولكن قبل ذلك أرجو أن تقرءوا معي هذا الفصل وهو فصل اختصرته جداً جداً...
علماؤنا الشيعة يقولون: (إن روايات التحريف متواترة ومستفيضة وصريحة وصحيحة ومن ضروريات المذهب وإن علماءنا الشيعة مجمعون عليها).
وهذه بعض أقوال كبار علماء ومراجع الطائفة الذين أسسوا المذهب وأقاموا بنيانه في العقائد والعبادات والمعاملات يؤكدون تحريف القرآن:
- (إن الأخبار الدالة على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً هي أخبار مستفيضة ومتواترة وصريحة وإن علماء المذهب قد أجمعوا وأطبقوا على صحتها والتصديق بها).([250]).
- الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ذكر في أول كتابه الكافي أنه لا يذكر فيه إلا الروايات الصحيحة والموثوقة عن الأئمة عليهم السلام ثم ذكر روايات كثيرة تدل على تحريف القرآن، وكذلك أُستاذه علي بن إبراهيم القمي وغيرهم من أكابر وعظماء وعلماء المذهب الذين أسسوا المذهب وأقاموا عقائده وشرائعه وشعائره.
- شيخ مشايخ علماء الشيعة العلامة محمد باقر المجلسي وثق وصحح روايات تحريف القرآن، وقال بعد أن ذكر إحدى روايات تحريف القرآن ما يلي: (الخبر موثق وصحيح، ولا يخفى أن هذا الخبر، وكثيراً من الأخبار الصحيحة الصريحة في نقص القرآن وتغييره، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة، وطرحها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل اعتقادي أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة).([251]).
- وقال علامة العلماء الشيخ المفيد: (واتفق علماء الإمامية أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل -وقال أيضاً:- إن الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن، وما أحدثه الظالمون فيه من الحذف والنقصان -ثم قال:- إن الخبر قد صح عن الأئمة عليه السلام بقراءة ما بين الدفتين إلى أن يقوم القائم فيقرأ القرآن كما أنزله الله سبحانه وتعالى بلا نقيصة).([252]).
- وقال العلامة أبو الحسن العاملي: (اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة والصريحة أن القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه تغييرات، وأسقَطَ الذين جمعوه الكثير من الآيات والكلمات، وأن القرآن المحفوظ الموافق لما أنزل الله تعالى محفوظ عند الإمام القائم عليه السلام).([253]).
- وقال العلامة أبو الحسن العاملي في (الفصل الرابع من المقدمة الثانية المذكورة أعلاه). بعد أن ذكر أسماء العلماء الذين أسسوا المذهب وأثبت أنهم يؤمنون بتحريف القرآن: (عندي في وضوح صحة تحريف القرآن بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بأن تحريف القرآن من ضروريات مذهب الشيعة). -إلى أن يقول:- (وإن أخبار تحريف القرآن من الواضحات البينات والمتواترة والمقترنة بقرائن قوية موجبة للعلم العادى بوقوع التغيير والتحريف فى القرآن). إلى أن يقول: (إن الأخبار الدالة على التحريف للقرآن قد وصلت فوق الاستفاضة عندنا ومع كونها مذكورة عندنا في الكتب والمراجع الصحيحة والمعتبرة والمعتمدة كالكافي -مثلاً- وبأسانيد معتبرة).
- قال العلامة سلطان محمد بن حيدر الخرساني: (اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك فيها).([254]).
- قال العلامة الحجة السيد عدنان البحراني: (الأخبار في تحريف القرآن لا تحصى وكثيرة وقد تجاوزت حد التواتر وهو إجماع الفرقة المحقة -الشيعة الإثني عشرية- وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم).([255]).
- العلامة المحدث الشهير يوسف البحراني قال: (لا يخفى ما في أخبار تحريف القرآن من الدلالة الصحيحة والصريحة والمقالة الفصيحة، ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها كما لا يخفى؛ إذ الأصول واحدة، وكذا الطرق والمشايخ والنقلة، ولعمري! إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج عن حسن الظن بأئمة الجور -يقصد المهاجرين والأنصار- وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضرراً على الدين).([256]).
- العلامة الشيخ يحيى تلميذ الكركي قال: (أجمع أهل القبلة من الخاص -أي: الشيعة- والعام -أي: أهل السنة- أن هذا القرآن الذي في أيدي المسلمين ليس القرآن كله، وأنه قد ذهب من القرآن ما ليس في أيدي الناس).([257]).
- وقال العلامة الخوئي: (إن كثرة الروايات على تحريف القرآن تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ولا أقل من الاطمئنان بذلك وفيها ما رُوي بطريق معتبر).([258]).
- قال العلامة نعمة الله الجزائري: (إن الأخبار الدالة على تحريف القرآن تزيد على ألفي حديث، وأكد علماء الطائفة على أنها مستفيضة ومتواترة منهم المفيد والمحقق الداماد والعلامة المجلسي وغيره بل الشيخ الطوسي أيضاً صرح في البيان بكثرتها).([259]).
- (وأخبارنا متواترة بوقوع التحريف والسقط في القرآن بحيث لا يسعنا إنكاره).([260]).
- وأكد العلامة المحدث المحقق أحد المراجع المعتمدة عند طائفتنا العلامة النوري الطبرسي قائلاً:
(إن أخبار تحريف القرآن مستفيضة ومتواترة، وهي صحيحة وصريحة ومنقولة من الكتب المعتمدة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية، وقد أطبق على صحتها علماء الطائفة، وأجمعوا على تواترها بشكل لا يسعنا إنكاره، بل إن منكر أخبار تحريف القرآن كمنكر أخبار الإمامة، وإن الأربعة الذين أنكروا التحريف في موضع واحد إنما أنكروه تقية لأنهم رووا روايات كثيرة وفي مواضع كثيرة تؤكد تحريف القرآن).([261]).
- وأكد العلامة السيد محمد اللكنوي تواتر روايات تحريف القرآن بقوله: (إن القول بعدم تحريف القرآن ظاهر الفساد لأن الروايات التي تدل على التحريف بلغت حد التواتر).([262]).
وقال العلامة الكبير محمد صالح المازندراني: (وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر كما ظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها). إلى أن يقول: (إن آي القرآن الموجود بين أيدينا ستة آلاف وخمسمائة في حين أن آياته عن أهل البيت سبعة عشر ألف آية! والباقي مما سقط بالتحريف).([263]).
- ولقد أكد العلامة الكبير الكاشاني تواتر روايات تحريف القرآن حيث قال: (المستفاد من الروايات المتواترة لأهل البيت أن القرآن الذي بين أيدينا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بل منه ما هو مغير ومحرف).([264]).
- العلامة الشيخ أبو الحسن الشريف من تلامذة المجلسي يؤكد تواتر روايات تحريف القرآن بل إنه جعله من ضروريات مذهب التشيع حيث يقول: (يمكن الحكم بأن تحريف القرآن من ضروريات مذهب التشيعّ).([265]).
ولقد بلغت روايات تحريف القرآن حد التواتر والاستفاضة والكثرة عند أعظم وأكبر وأشهر علمائنا ومراجعنا الذين شيدوا المذهب كله وأقاموه وكانوا يرون صحة هذه الروايات وهؤلاء هم:
1- الشيخ محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب الكافي.
2- الشيخ محمد حسن الطوسي شيخ الطائفة صاحب كتابي الاستبصار والتهذيب وتفسير التبيان.
3- الشيخ محمد بن بابويه القمي صاحب كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه.
4- العلامة محمد باقر المجلسي شيخ مشايخ الشيعة صاحب كتاب بحار الأنوار.
5- محمد بن مرتضى ملا محسن الفيض الكاشاني صاحب كتاب الوافي وتفسير الصافي.
6- العلامة الشيخ أبو الحسن العاملي صاحب كتاب مقدمة تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار.
7- العلامة الشيخ حسين محمد تقي النوري الطبرسي صاحب كتاب مستدرك الوسائل، وكذلك صاحب كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب.
8- علي إبراهيم القمي صاحب كتاب القمي وهو شيخ الكليني.
9- العلامة محمد بن مسعود العياشي صاحب كتاب تفسير العياشي.
10- الشيخ العلامة فرات بن إبراهيم الكوفي صاحب تفسير الفرات.
11- العلامة الشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان.
12- العلامة الشيخ هاشم بن سليمان البحراني صاحب تفسير البرهان.
13- العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني صاحب كتاب الفرق وكتاب الغيبة وصاحب تفسير القرآن الكبير.
14- العلامة الشيخ محمد بن الحسن الصفار.
15- العلامة الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد.
16- محمد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي.
وغيرهم من العلماء والمراجع الكبار الذين ساهموا في إيجاد وظهور وبناء مذهبنا الإمامي الإثني عشري، أما بقية العلماء فقد كانوا تبعاً لهؤلاء في العقائد والشرائع والشعائر وتتلمذوا على أيديهم ولم نُسَمِّهم علماء إلا لكونهم درسوا وحملوا العلم الموجود في كتب العلماء الأوائل من أمثال الشيخ الكليني وأشياخه إلى الشيخ محمد باقر المجلسي وما أصبحوا علماء إلا لهذا السبب، وهنا لا بد أن أبين مسائل:
أولاً: أن الغالبية العظمى من علمائنا ومراجعنا الكبار الذين أسسوا المذهب وذكروا روايات تحريف القرآن والتي بلغت عند كل واحد منهم حد التواتر، أن هؤلاء العلماء من أهل الحديث والتحقيق والرجال.
ثانياً: كانوا يروون صحة هذه الروايات.
ثالثاً: أن هذه الروايات منسوبة إلى الأئمة المعصومين عليهم السلام فهي حجة.
رابعاً: أن علماءنا كلهم قد وثقوا الكتب التي ذكرت فيها هذه الروايات المتواترة واعتمدوا عليها وقدسوها.
خامساً: أن علماءنا كلهم قد وثقوا من ذكر هذه الروايات واعتمدوا عليهم وتتلمذوا على أيديهم.
سادساً: أن علماءنا كلهم لم يتبرءوا من هذه الكتب -ولا من أصحابها- التي ذكرت فيها روايات التحريف، ولم يردوا عليها بل على العكس وثقوها واعتمدوها ووثقوا أصحابها.
 
التقية وإنكار تحريف القرآن:-
 
لقد وجدت من خلال بحثي في عقيدة العلماء الذين أسسوا المذهب وشيدوه وأقاموا أركانه في القرآن أن عدداً قليلاً جداً منهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة كان ينكر تحريف القرآن في موضع واحد، ثم يعود ويؤكد تحريف القرآن بالأدلة الكثيرة الصحيحة والموثقة في موضع آخر، أي أنه كان يستخدم التقية في هذه المسألة خاصة.
فإذا علمنا أن أحد الأركان المهمة في مذهبنا الإمامي الإثني عشري هو (التقية) حيث روي وبأسانيد صحيحة ومتواترة في أصولنا ومراجعنا المعتمدة عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: [[إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين من لا تقية له]]، ثم وجدت اعترافات لأكابر علمائنا بأن الأقلية التي تنكر التحريف إنما تنكر تقية،
والآن سوف أضع هذه الأدلة والاعترافات أمامكم:
 
- العلامة الكبير آية الله نعمة الله الجزائري الموسوي يؤكد إن الذين أنكروا تحريف القرآن أحياناً إنما أنكروه تقية حيث قال :.
- (إن إنكار تحريف القرآن إنما صدر من بعض علمائنا لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن على فرقتنا). ([266]).... ثم يقول أيضاً:.
- (فإن قلت: كيف جاز القراءة والعمل في هذا القرآن مع ما لحقه من التغيير، قلت قد روي عن الأئمة عليهم السلام أنهم أمروا شيعتهم بذلك حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام فيُقرأ ويعمل بأحكامه).([267]).
قلت: فنحن الآن نعمل بالقرآن الغير الحقيقي الذي نعتقد أنه محرف تقية.
ثم يقول نعمة الله الجزائري:
- (إن هؤلاء الذين أنكروا التحريف في موضع عادوا وبينوا حقيقة عقيدتهم في تحريف القرآن في مواضع أخرى، حيث رووا في مؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشتمل وتؤكد على وقوع التحريف في القرآن، وأن الآية هكذا ثم غيرت إلى هكذا).([268]).
- (العلامة المحدث الشيخ النوري الطبرسي أكد تأكيداً قوياً أن علماء الطائفة قد أطبقوا وأجمعوا على أن روايات تحريف القرآن عن الأئمة عليهم السلام متواترة وصحيحة وصريحة، وأن هذا الأمر - أي القول بالتحريف - أصبح من ضروريات المذهب، وأن هناك أربعة علماء فقط أنكروا التحريف تقية وخوفاً من الفضيحة من الأعداء، لأن هؤلاء الأربعة رووا روايات كثيرة عن الأئمة عليهم السلام في مواضع أخرى تؤكد تحريف القرآن).([269]).
- العلامة الكبير أحمد سلطان يؤكد أن الأربعة الذين أنكروا التحريف إنما أنكروه تقية حيث يقول: (إن علماء الشيعة الذين أنكروا تحريف القرآن لا يحمل إنكارهم إلا على التقية).([270]).
- ويؤكد سلطان العلماء السيد محمد دلدار في كتابه (ضربة حيدري) أن الذين أنكروا التحريف إنما يخالفون روايات الأئمة المعصومين التي تؤكد على تحريف القرآن وأن هذا الإنكار تقية، فيقول: (فإن الحق أحق أن يتبع، ولو لم يكن من لم يقل بالتحريف معصوماً حتى يجب أن يطاع، فلو ثبت -ولم يثبت- أن هؤلاء الأربعة يقولون بعدم التحريف ليس تقية لم يلزمنا اتباعهم لأن روايات الأئمة عليهم السلام تؤكد التحريف وهي أولى بالاتباع).([271]).
- وأثبت العلامة الكبير زين العابدين الكرماني التقية في إنكار التحريف من قبل هؤلاء الأربعة في تحريفه: (إن الشيعة مجبورون أن يقرءوا هذا القرآن تقية بأمر آل محمد صلى الله عليه وسلم).([272]).
- ويؤكد العلامة علي بن النقي الرضوي أن الأربعة الذين أنكروا التحريف إنما أنكروه تقية بقوله: (إن الأخبار الواردة عن الأئمة في التمسك بالقرآن واتباعه فهذا التجويز بالعمل بالقرآن من باب التقية).([273]).
- ويؤكد العلامة الكبير أحمد بن منصور الطبرسي صاحب كتاب الاحتجاج أن إنكار التحريف من قبل هؤلاء الأربعة إنما كان تقية حيث يقول: (ولو شرحوا لك كل ما أسقط وحذف وبدل مما يؤكد لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء).([274]).
- ويقول العلامة الطبرسي صاحب الاحتجاج في موضع آخر تأكيد التقية في إنكار التحريف من قبل الأربعة: (وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين الذين بدلوا الكتاب، ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب، لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل والكفر والملل المنحرفة عن قبلتنا - مذهبنا - وإبطال هذا العلم الظاهر، ولأن أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عدداً من أهل الحق).([275]).
- ويقول العلامة الكبير أبو الحسن العاملي مؤكداً أن إنكار تحريف القرآن من قبل هؤلاء الأربعة هو تقية وكذلك لمصالح أخرى حيث يقول: (عدم وجود منافاة بين وقوع التحريف في القرآن والعمل على ما فيه، وذلك لرفع الحرج ودفع ترتب الفساد).([276]).
- وأكد العلامة الكبير آية الله المحقق الحاج ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي أن إنكار التحريف من قبل الأربعة فقط إنما هو تقية حيث يقول: (إن الإمام علي عليه السلام لم يتمكن من تصحيح القرآن في عهد خلافته بسبب التقية).([277]).
- وقال الهاشمي الخوئي في موضع آخر تأكيداً لإنكار التحريف تقية: (أنه عليه السلام لم يتمكن من إظهار القرآن الصحيح لوجود التقية المانعة من حيث كونه ملتزماً للتشنيع على من سبقه كما لم يتمكن من إبطال صلاة الضحى -إلى أن يقول- مضافاً إلى اشتمال عدم تصحيح القرآن الموجود عند المسلمين على مصلحة لا تخفى، وهو أن يتم الحجة بحيث يظهر شناعة فعلهم أمام أهل المحشر).([278]).
- يؤكد العلامة الشيخ المفيد أن التعامل مع هذا القرآن الموجود بين أيدينا هو من باب التقية حيث يقول: (إننا نقرأ بهذا القرآن إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيقرئ الناس على ما أنزل الله - إلى أن يقول - وإن الشيعي متى ما قرأ القرآن بالذي جاءت به الأخبار عن الأئمة الأطهار غرر بنفسه من أهل الخلاف، وأغرى به الجبارين وعرض نفسه للهلاك).([279]).
- ويؤكد العلامة المحدث المحقق الشيخ النوري الطبرسي أن الأربعة الذين أنكروا التحريف إنما فعلوا ذلك تقية ويأخذ مثلاً وهو شيخ الطائفة الطوسي فيقول الطبرسي: (لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان للطوسي أن طريقته فيه على نهاية المداراة والممشاة مع المخالفين). - أي أنه استعمل التقية في كتابه هذا - ثم جاء بالدليل على كلامه هذا فقال: (وما قاله السيد الجليل علي بن طاوس في كتابه (سعد السعود) إذ قال: ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر الطوسي في كتابه التبيان وحملته التقية على الاقتصار عليه).([280]).
- ولقد ذكر الشيخ المحدث المحقق النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب جملة من الأدلة العامة يؤكد بها أن هؤلاء الأربعة فقط الذين أنكروا التحريف إنما أنكروه تقية ومن هذه الأدلة:
أ- لم يؤلفوا كتباً يردون فيها على من قال بالتحريف.
ب- لم يكفروا من قال بالتحريف أو يبترءوا منه.
جـ - لم يطلبوا من المسلمين أن يتركوا كتب من قال بالتحريف أو يتبرءوا منها.
د- عظموا من قال بالتحريف ورفعوا من شأنهم وكذلك عظموا كتبهم وجعلوها مصادرهم ومراجعهم المعتمدة بل وأسسوا وشيدوا المذهب كله على تلك المصادر.
هـ- ذكروا في مؤلفاتهم روايات متواترة كثيرة وصحيحة في مواضع أخرى تؤكد تحريف القرآن وكانوا يدافعون دفاعاً شديداً عن كل عالم يؤمن ويقول بتحريف القرآن أو بوجود مصحف آخر مخفي عند الأئمة عليهم السلام ودافعوا عن كتبهم ولم يسندوا إنكارهم للتحريف بأحاديث عن الأئمة عليهم السلام كما أثبتوا التحريف بروايات متواترة، ومستفيضة، وصحيحة، وصريحة، وموثوقة، ومعتبرة.
إننا لو راجعنا الروايات التي ذكرها أكابر علمائنا ومراجعنا الذين أسسوا المذهب وأقاموه؛ للاحظنا أنهم كانوا يؤمنون بتحريف القرآن، ويدعون إلى هذه العقيدة، بل وينشرونها في كتبهم، ويؤمنون بأن الأئمة عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة القرآن تقية؛ لأن القرآن الحقيقي قام الأئمة بإخفائه، ونحن ننتظر الإمام الغائب (عج) لكي يخرج ومعه القرآن الحقيقي، وهذا ثابت في مراجعنا وأصولنا المعتمدة، وبروايات متواترة ومُصححة وموثوقة، وقد ذكرنا في هذا البحث المختصر الصغير بعضها، ونذكر لكم بعض هؤلاء العلماء على سبيل المثال:
1- الشيخ الكليني.
2- الشيخ الطوسي.
3- الشيخ الصدوق.
4- الشيخ محمد باقر المجلسي.
5- الشيخ أبو الحسن العاملي.
6- الشيخ الكاشاني.
7- الشيخ حسن النوري الطبرسي.
8- الشيخ المفسر علي بن إبراهيم القمي.
9- الشيخ محمد بن مسعود العياشي.
10- الشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي.
11- الشيخ الفضل بن الحسن الطوسي.
12- الشيخ هاشم البحراني.
13- الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني.
14- محمد بن حسن الصفار.
15- الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد.
16- الشيخ محمد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي.
17- الشيخ نعمة الله الجزائري.
18- الشيخ الطبرسي صاحب الاحتجاج.
وكذلك كل من أيد هؤلاء العلماء ووافقهم، ومدحهم، واعتمد عليهم، وعلى كتبهم، ووثقهم، ووثق كتبهم من علمائنا المتأخرين والمعاصرين الذين اتبعوا سبيل من سبقهم، وما زالوا يؤمنون بأن هناك مصحفاً آخر عند الأئمة يخالف هذا المصحف، وسوف يظهر مع خروج الإمام الغائب (عج)، وبالتالي فإن قراءتهم لهذا المصحف الموجود الآن بين أيدينا هي على سبيل التقية كما ورد في أوامر الأئمة عليهم السلام، وحسب الروايات المعتبرة والموثقة والصحيحة كما تبين لنا، بل وما زال علماؤنا المعاصرون يؤكدون على عقيدة التقية تأكيداً شديداً التي تكاد أن تكون خُلق كل شيعي، وهناك ملاحظة مهمة وهي: لو أن أحد علمائنا قال: إن القرآن غير محرف - أو أي عبارة شبيهة بها - فهو إنما يقصد القرآن الموجود عند الأئمة عليهم السلام.

 
الخاتمة:-
 
1- إن كل مذهب أو فكرة أو شريعة لا بد أن يؤسسها ويوجدها ويبينها رجل أو مجموعة من الرجال يؤمنون بها، ثم إن إخلاصهم لمذهبهم يجعلهم يثبتون ويبثون مذهبهم وعقائدهم في كتب لكي يحافظوا عليها وينشروها، فيصبح هؤلاء الرجال هم المراجع المؤسسين للمذهب، وتصبح كتبهم أصولاً له، ثم إن هذا المذهب يعيش ويستمر إذا وَجَد رجالاً على مر العصور يؤمنون بمذهب وعقائد وأفكار المؤسسين وينشرونها بكل جد واجتهاد وينتصرون لها من خلال مؤلفاتهم وكتبهم، وهذا ما حصل مع مذهبنا الإمامي الإثني عشري.
2- إن مذهبنا الشيعي الإثني عشري عقائد وعبادات ومعاملات تأسس وقام على مراجع في الحديث ومراجع في التفسير وضعت من قبل مجموعة من المراجع الذين اثبتوا ما يؤمنون به في هذه المراجع الحديثية والتفسيرية؛ لكي تنتشر بين المسلمين، وفعلاً وجدت هذه العقائد من يؤمن بها وينشرها عبر السنين ومن خلال الكتب المعتبرة والمعتمدة عند مذهبنا، ومن هذه العقائد عقيدة تحريف القرآن وعقيدة وجود مصحف آخر عند الأئمة عليهم السلام يختلف عن هذا المصحف الذي بين أيدينا وهو مخفي عند الأئمة وسوف يظهره الإمام الغائب (عج) عند خروجه.
3- إن علماءنا ومراجعنا الذين أسسوا المذهب يؤمنون بهاتين العقيدتين وأثبتوها في كتبهم، وكذلك الذين جاءوا من بعدهم من علماءنا وإلى يومنا هذا -في القرن الواحد والعشرين- هم يؤمنون بهاتين العقيدتين وأثبتوهما وأكدوهما وانتصروا لهما ونشروهما بروايات متواترة ومستفيضة زادت على أخبار الإمامة. حيث قالوا: إن المنكر لأخبار التحريف كمنكر أخبار الإمامة التي قام عليها المذهب، ومنكر أخبار الإمامة كافر! -هذا ثابت عندنا في المذهب-.
4- إن العلماء المتأخرين والمعاصرين ساروا على نهج المؤسسين في عقائدهم وشرائعهم وشعائرهم ولم يردوا أو ينكروا عليهم أو يتبرءوا منهم ومن كتبهم، بل وثقوهم واعتمدوا عليهم وعلى كتبهم وتتلمذوا على أيديهم، وما أصبحوا علماء -بل وما أسميناهم علماء- إلا لهذا السبب!!
5- إن الكثير من أصحاب الأئمة ادعوا أنهم رأوا عند الأئمة مصحفاً آخر يختلف عن هذا المصحف الذي بين أيدينا الآن في الكلمات والآيات والسور، وأن الكثير منهم قرءوا هذا المصحف، وأن الأئمة عليهم السلام منعوا الشيعة من القراءة في مصحفهم السري، وأمروهم بقراءة هذا المصحف الذي بين أيدينا الآن تقية ولحين خروج الإمام الغائب (عج) فيظهر القرآن الحقيقي معه، وهذا ثابت -كما قالوا- بالأدلة والروايات المتواترة والصحيحة في مذهبنا.
6- إن من أراد أن يتبرأ من هاتين العقيدتين فعليه أن يتبرأ من واضعيها ومؤسسيها وناشريها ويتبرأ أيضاً من كتبهم، ويتبرأ من كل شخص يدافع عمَّن يحمل هذه العقائد أو يعتمد عليهم أو يدافع عن كتب من يحمل هذه العقائد أو يعتمد عليها.
7- ونذكركم هنا بأن قول الأئمة عليهم السلام ورواياتهم هو حجة على العلماء خاصة إذا كانت هذه الروايات متواترة وصحيحة، والعكس ليس صحيحاً.
8- إن علماءنا الذين أسسوا وشيدوا المذهب قاموا بذكر روايات متواترة ومستفيضة وصحيحة وصريحة وموثقة ومعتبرة توكيداً لهاتين العقيدتين، والخطر يزداد -خاصة- إذا علمنا أن هذه الروايات تنسب لأئمة أهل البيت عليهم السلام، وأرجوا أن تقرأ معي هذه المقتطفات المختارة لتتعرف على القواعد التي استنبطت منها علماً أن هذه المقتطفات الحديثية هي من روايات متواترة وصحيحة ومستفيضة، فصلِّ على الحبيب محمد وآله الطيبين الطاهرين واقرأ:
- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية]].([281]).
- عن سالم بن سلمة قال: [[قرأ رجل على أبي عبد الله وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كف عن هذه القراءة، واقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه السلام، فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله على حده، ثم أخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال عليه السلام: {{أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه، فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال لهم الإمام عليه السلام: أما -والله- لا ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنما كان عليَّ أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه}}]].([282]).
- عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال له بعض أصحابه: {{جعلت فداك! إنا نسمع الآيات من القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: لا: اقرءوا كما تعلمتم فسيجئكم من يعلمكم -يقصد الإمام الغائب-}}.([283]).
- عن أحمد بن محمد قال: {{دفع إلي أبو الحسن عليه السلام وقال: لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه: ((لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ...)) [البينة:1] فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، فبعث إليَّ أبو الحسن ابعث إليَّ بالمصحف}}.([284]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [[وإن عندنا لمصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ما فيه من قرآنكم حرف واحد]].([285]).
- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[إنَّ سورة الأحزاب فضحت نساء قريش -يقصد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم- وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها]].([286]).
- عن أبي عبدالله عليه السلام: [[إن القرآن فيه ما مضى وما يحدث وما هو كائن وكانت فيه أسماء رجال فألقيت]].
وكذلك عنه عليه السلام: {{إن عمرو بن العاص قال على منبر مصر: محي من القرآن ألف حرف بألف درهم وأعطيت مئة ألف درهم على أن يمحى ((إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَْبْتَرُ)) [الكوثر:3] فقالوا لي: لا يرضى معاوية}}.
- وعن الإمام علي عليه السلام قال: {{كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل، فقال صاحبه يا أمير المؤمنين: أليس هو كما أنزل؟! فقال الإمام علي عليه السلام: لا}}.
- عن أبي عبدالله عليه السلام: [[لو قريء القرآن كما أنزل لألفيتنا مسمين]].
- وعنه عليه السلام: [[لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حَقُنا على ذي حجى]].
- الروايات الأخيرة رواها العلامة المفسر المحدث المحقق السيد أبو الحسن العاملي في المقدمة الثانية من تفسير البرهان تحت عنوان (بيان ما يوضح وقوع بعض التغيير في القرآن).
- اتفق علماء الإمامية الإثني عشرية أن قول الإمام وأمره كقول الله وأمره، وأن الراد على الإمام كالراد على الله، ومن أنكر إمامة أحد الأئمة الاثني عشر فقد أنكر الله، وأن قول الإمام عليه السلام هو الحجة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول غيره من العلماء ليس بحجة، وكل راية ترفع قبل راية القائم صاحبها طاغوت، وإن كان يدعو إلى الحق، وأن الخلفاء الراشدين الثلاثة لم يكونوا إلا غاصبين حائرين مرتدين عن الدين.
ثم تأمل معي قول العلامة المحقق المحدث نعمة الله الموسوي الجزائري: (لم نجتمع مع أهل السنة على إله! ولا على نبي! ولا على إمام! وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وخليفته من بعده أبو بكر! ونحن لا نقول بهذا الرب! ولا بذلك النبي! بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر، ليس ربنا! ولا ذلك النبي نبينا!).([287]).
لقد خصصت ومنذ صغري وقتاً لقراءة القرآن ودراسته، وإنني خلال إعداد هذه الدراسة قد اكتشفت أموراً كثيرة في مراجعنا المعتمدة قررت أن أدرسها مستقبلاً إن شاء الله سبحانه وتعالى لقد اختصرت هذا البحث كثيراً جداً حيث أن الأدلة التي وجدتها والتي لها علاقة بهذا البحث كانت كثيرة جداً.
وبعد أن أنهيت كتابة هذا البحث قررت أن أرسله إلى الرجل الذي وعدته - الأستاذ محمد بن حجي كريم - وفعلاً أرسلت إليه البحث، وطلبت منه أن يعيده إلي بعد أسبوعين، وعندما أعاد إليَّ البحث سلمني تعليقاً على البحث وطلب مني أضعه في نهايته فنفذت طلبه ... وهذا هو تعليق الأستاذ محمد بن حجي كريم الذي أختم به بحثي:
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه... وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد...
سماحة السيد محمد أبو الحسن الياسري المحترم.
لقد قرأت بحثك القيم ... وأول شعور انتابني بعد قراءته هو أنك ذكَّرتنا بصدق الكلمة عند أهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم وذلك بثباتهم ووفائهم بعهدهم ووعودهم... حيث إنك وعدتني أن تكتب بصدق وبدون تعصب وقد صدقت وبررت، وذكرتنا بدفاع وحرص وغيرة أهل البيت على الإسلام وكتاب الإسلام... وهذه بعض التعليقات التي تخص موضوع بحثك:.
- إن كل ما ورد عن علمائكم من روايات متواترة وصحيحة في تحريف القرآن إنما هو طعن في الرسول وفي أهل بيته بل طعن في رب العالمين الذي لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
- إن أئمة أهل البيت رضي الله عنهم كانوا من أشد المدافعين عن الإسلام وكتاب الإسلام وهم بريئون من كل ما ألصق بهم زوراً وبهتاناً من قبل علمائكم ومراجعكم الذين أسسوا مذهبكم.
- لقد اتهم علماؤكم الذين أسسوا مذهبكم أئمة أهل البيت رضي الله عنهم بأنهم قاموا بإخفاء القرآن الحقيقي عن الأمة الإسلامية كلها، وبالتالي فهم سببٌ في إضلالها وضياعها وضياع الدين الإسلامي والعياذ بالله.
- إن قول علمائكم بوجود مصحف آخر قام الأئمة بإخفائه يؤدي إلى التقية في قراءة هذا القرآن الموجود بين أيدينا الآن والعكس صحيح.
- إن علماءكم نسبوا لأئمة أهل البيت قدرات وقوى خارقة وعظيمة لاسيما للإمام علي رضي الله عنه بحيث أنه استطاع أن يقهر جيوش الشرك والكفر، وإن دولة الإسلام قامت على سيفه هو، لماذا لم يستخدم الأئمة قدراتهم وقواهم الخارقة لنشر القرآن الموجود عندهم وتوحيد الأمة الإسلامية ونشر الإسلام في قارة أوروبا ويكسبوا أجراً عظيماً، والله يضاعف لمن يشاء لاسيما هم.
إن الإمام علي رضي الله عنه قاتل معاوية وأريقت دماء آلاف المسلمين على أمر أقل شأناً من مسألة تحريف القرآن، والعجب إنه لم ينتصر عليه رغم أن الإمام قاتل الجن وانتصر عليهم؟!!.
أرجو أن يجيب علماؤكم الذين يؤمنون بتحريف القرآن وذكروا روايات قالوا عنها أنها متواترة وصحيحة نسبوها لأئمة أهل البيت عن هذه التساؤلات: ماذا كان يقرأ الإمام علي في صلاته في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وماذا كان يقرأ أئمة أهل البيت في الصلاة أثناء إمامتهم في الصلاة للمسلمين؟!.
- لقد عودنا الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته على صفات الشجاعة، والرجولة، والبطولة، والصبر، والجهاد، والصدق، والإخلاص، والثبات على المبادئ، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
- إن التحريف من فعل البشر، أما النسخ فهو من فعل الله عزوجل.
- إني لم أرَ أعجب من الشيعة إذ يفعلون أفعالاً بعيدة تماماً عن الدين الإسلامي وهم لا يعلمون، منها: أنهم يؤمنون ويتبعون روايات وكلام علمائهم وإن خالف كتاب الله!!.
- إن روايات تحريف القرآن وصلت عندكم حد التواتر والاستفاضة وهي -كما يقول علماؤكم- صحيحة وصريحة وموثقة، قال أحدهم: هذه الروايات كذب! فقلت له: (إذا كانت روايات علمائكم المتواترة والصحيحة والموثقة والمعتبرة المنسوبة إلى الأئمة المعصومين، والتي وصلت حداً مكافئاً لروايات الإمامة) ثم يظهر أنها كذب!! فكيف بالروايات التي لم تصل حد التواتر أو ليست صحيحة أو في مواضيع أقل أهمية من القرآن؟!!!.
- إن رأي السبئية الذي نقله لنا (محمد بن علي بن أبي طالب) هو: (أننا هُدينا لوحي ضل عنه الناس وعلمٍ خفي).
- إن علماءكم اخترعوا عقيدة تحريف القرآن لأنهم قالوا: إن الخلافة بالنص الإلهي للإمام علي وذريته من الحسين (رض) فقط!! ولما لم يجدوا أدلة من القرآن على عقيدتهم -لاسيما أن القرآن ينص على الشورى- ولكي ينقذوا أنفسهم من هذا الحرج وقعوا في عقيدة كفرية! ألا وهي أن القرآن نقص منه وحُرّف وبُدّل ومن ذلك أسماء الأئمة المعصومين كما جاء في الرواية عندكم المنسوبة إلى أبي عبد الله عليه السلام: [[لو قرئ القرآن كما أنزل لألفينا مسمين]].
- والرواية الأخرى عنه كذلك: [[لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجا]]. وروايات أخرى مشابهة.
والسلام
أخوك / محمد بن حجي كريم

الفهرس
القــرآن وعلماء أصول ومراجع الشيعة الإمامية الإثنى عشرية. 1
تقديم:-. 1
المقدمة:-. 5
الخطوة الأولى:-. 8
أولاً: المصادر والمراجع والأصول الحديثية المعتمدة عندنا نحن الشيعة الإمامية الإثني عشرية:-. 8
ثانياً: المصادر والمراجع والأصول المعتبرة والمعتمدة في التفسير عندنا نحن الشيعة الإمامية الإثني عشرية:-  9
الهدف من البحث:-. 11
البحث الأول:-. 13
حقيقة عقيدة علمـاء أصول:-. 13
مراجع الشيعة في القرآن:-. 13
عقيدة الشيخ الكليني في القرآن العظيم:-. 18
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت381هـ) الصدوق:-. 25
عقيدة ابن بابويه القمي في القرآن العظيم:-. 27
الصدوق والتقية:-. 30
محمد بن الحسن بن علي الطوسي شيخ الطائفة (ت460هـ):-. 33
عقيدة شيخ الطائفة الطوسي (قده) في القرآن العظيم:-. 34
الطوسي والتقية:-. 38
محمد باقر المجلسي شيخ الإسلام والمسلمين (ت111 هـ):-. 40
الاعتراف الخطير:-. 45
محمد بن مرتضى المولى محسن الفيض الكاشاني (ت1091هـ):-. 45
حسين محمد تقي علي محمد النوري الطبرسي (ت1320هـ):-. 50
كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب:-. 52
الغرض من تأليف كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب:-. 53
أبو الحسن العاملي (ت1109هـ):-. 60
علي بن إبراهيم بن هاشم القمي صاحب تفسير القمي (ت307 هـ):-. 68
تفسير القمي:-. 69
أقوال علماء الطائفة في عقيدة الشيخ علي بن إبراهيم القمي في القرآن العظيم:-. 73
فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي في القرن الثالث الهجري:-. 76
أقوال العلماء فيه:-. 77
تفسير الفرات:-. 77
عقيدة الشيخ فرات الكوفي في القرآن العظيم:-. 78
محمد بن مسعود بن عياش العياشي في القرن الثالث الهجري:-. 81
أقوال العلماء فيه:-. 81
عقيدة الشيخ العياشي في القرآن الكريم :-. 83
هاشم بن سليمان البحراني (ت1108):-. 85
عقيدته:-. 86
محمد بن إبراهيم النعماني.. القرن الثالث الهجري:-. 88
عقيدة الشيخ النعماني في القرآن العظيم:-. 89
الفضل بن الحسن أبو علي الطبرسي (ت530هـ):-. 91
عقيدته في القرآن العظيم:-. 92
محمد بن محمد النعمان المفيد (ت413هـ):-. 94
أقوال العلماء فيه:-. 94
عقيدة الشيخ المفيد في القرآن العظيم:-. 96
محمد بن حسن الصفار (ت290هـ):-. 99
عقيدته في القرآن العظيم:-. 100
محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي:-. 102
أبو منصور بن منصور الطبرسي (ت620هـ):-. 104
نتيجة البحث الأول:-. 106
نهاية.. وبداية:-. 107
البحث الثاني:-. 108
عقائد العلماء المتأخرين والمعاصرين في تحريف القرآن:-. 108
العلامة السيد نعمة الله الموسوي الجزائري:-. 108
أقوال علماء الرجال فيه:-. 109
عقيدته:-. 109
العلامة المعاصر أبو القاسم الخوئي:-. 116
عبد الحسين الأميني:-. 118
محمد حسين الطباطبائي:-. 119
محمد حسين آل كاشف الغطا:-. 120
سلطان محمد حيدر الخراساني:-. 121
عدنان البحراني:-. 122
يوسف البحراني:-. 123
حبيب الله الهاشمي الخوئي:-. 124
بعض علمائهم المعاصرين القائلين بالتحريف:-. 125
كريم الكرماني:-. 126
ملا محمد تقي الكاشاني:-. 127
جعفر النجفي:-. 127
آية الله العظمي الإمام الخراساني:-. 128
أغا بزرك الطهرني:-. 129
عبد الحسين شرف الدين الموسوي:-. 129
بعض المعاصرين المؤيدين لروايات التحريف:-. 131
محسن أمين العاملي:-. 132
خلاصة مريرة:-. 133
اعتقاد علمائنا الشيعة حول وجود مصحف آخر غير القرآن قديماً وحديثاً:-. 134
الكليني:-. 135
ابن جرير الطبري:-. 136
محمد حسن بن بابوية القمي:-. 138
محمد بن الحسن الصفار:-. 139
من مراجع الشيعة القائلين بأن هناك مصحفاً آخر غير القرآن:-. 140
أبو الحسن العاملي:-. 142
كريم الكرماني:-. 142
جعفر النجفي:-. 143
عبد الحسين شرف الدين:-. 144
محسن الأمين:-. 144
نعمة الله الجزائري:-. 145
أبو القاسم الخوئي:-. 146
الخراساني:-. 146
نتائج:-. 147
التقية وإنكار تحريف القرآن:-. 158
الخاتمة:-. 169
الفهرس. 180


([1] ) [سيد كاظم هو اسم آخر للسيد اسكندر مشتهر به في منطقته].

([2] ) [رجال النجاشي ص 266].

([3] ) [صاحب تاج العروس (9/ 322) رجال النجاشي (ص 266)].

([4] ) [كشف الحجة (ص 8)].

([5] ) [الفهرست والطوسي (ص 135)].

([6] ) [قدوة الأعلام جامع السنن والآثار قبل وقوع الغيبة الكبرى].

([7] ) [روضات الجنات الخوانساري (6/ 116)].

([8] ) [معالم العلماء لابن شهر آشوب، (ص 88)].

([9] ) [السيد رضي الله بن طاوس، كشف المحجة (ص 158)].

([10] ) [حسين الحارثي الهمداني - وصول الأخبار (ص 69)].

([11] ) [القاضي الشوشتري مجالس المؤمنين ص 194].

([12] ) [الشافي الورقة (2 ب)].

([13] ) [العلامة الحلي في خلاصة الأقوال وابن داود في رجاله الورقة (48)].

([14] ) [محمد تقي المجلسي في شرح فقيه من لا يحضره الفقيه الورقة (267 ب)].

([15] ) [الشيخ الحسن الدهستاني في الانتخاب الجيد الورقة (137)].

([16] ) [مقدمة الكافي].

([17] ) [المفيد تصحيح الاعتقاد (ص 27)].

([18] ) [الشهيد محمد بن مكي في بحار الأنوار (25/ 67)].

([19] ) [المحقق علي الكركي في بحار الأنوار (25/ 67)].

([20] ) [الفيض الكاشاني الوافي (1/ 6)].

([21] ) [المجلسي مرآة العقول (1/ 3)].

([22] ) [محمد الأمين الإسترآباذي الوسائل (3/ 532)].

([23] ) [كشف المحجة ص 159].

([24] ) [مقدمة الكافي].

([25] ) [(2/ 436)].

([26] ) [مرآة العقول شرح الأصول والفروع (2/ 536)].

([27] ) [مرآة العقول (2/ 536)].

([28] ) [الشافي عبدالحسين المظفر شرح أصول الكافي (7/ 227)].

([29] ) [شرح جامع على الكافي (11/ 76)].

([30] ) [الوحدة الإسلامية - منهاج عملي للتقريب ص 233].

([31] ) [مرآة العقول (2/ 536)].

([32] ) [(2 / 633)].

([33] ) [(2/ 619)].

([34] ) [(2/ 631)].

([35] ) [(1/ 416)].

([36] ) [(1/ 422)].

([37] ) [(1/ 417)].

([38] ) [(1/ 412)].

([39] ) [(1/ 414)].

([40] ) [(1/ 416 - 417)].

([41] ) [(1/ 417)].

([42] ) [(1/ 417)].

([43] ) [(1/ 418)].

([44] ) [(1/ 423)].

([45] ) [(1/ 424)].

([46] ) [(1/ 424)].

([47] ) [(1/ 425)].

([48] ) [(1/ 238)].

([49] ) [معجم رجال الحديث].

([50] ) [ثواب الأعمال (ص 139)، بحار الأنوار (92/ 50)].

([51] ) [الأمالي (ص 231)].

([52] ) [الخصال (ص 174)].

([53] ) [فصل الخطاب (ص 282) عن كتاب الأمالي للقمي].

([54] ) [فصل الخطاب (ص 244) عن ابن بابويه القمي].

([55] ) [أوردها الطبرسي عنه فصل الخطاب (ص 32)].

([56] ) [نقلاً عن (الآمالي) و(العيون) لإبن بابويه القمي أوردها الطبرسي في فصل الخطاب (ص 145)].

([57] ) [الصدوق في العيون].

([58] ) [الصدوق في العلل].

([59] ) [الصدوق في (العيون) و(الإكمال)].

([60] ) [الصدوق - من لا يحضره الفقيه].

([61] ) [الصدوق في العيون].

([62] ) [معاني الأخبار لابن بابويه القمي (ص 313-314)].

([63] ) [من لا يحضره الفقيه (3/ 459)].

([64] ) [تصحيف كاتبين (ص 81)].

([65] ) [معجم رجال الحديث (16/ 366)].

([66] ) [فصل الخطاب (ص 240)].

([67] ) [معجم رجال الحديث (16/ 367)].

([68] ) [انظر مقدمة من لا يحضره الفقيه مقدمة الكتاب (ص 70)].

([69] ) [معجم رجال الحديث (15/ 274)].

([70] ) [العدّة للشيخ الطوسي].

([71] ) [مقدمة الاستبصار].

([72] ) [عن الشيخ النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب) عن كتاب (الآمالي) للطوسي: الدليل الثاني عشر].

([73] ) [المصباح للشيخ الطوسي].

([74] ) [المصباح].

([75] ) [التهذيب للشيخ الطوسي].

([76] ) [رواها السيد الجليل العلامة علي بن طاوس في (مهج الدعوات) يرويها عن الشيخ الطوسي بسنده].

([77] ) [الشيخ الطوسي في التبيان].

([78] ) [الشيخ الطوسي في التبيان].

([79] ) [الشيخ الطوسي في التهذيب].

([80] ) [التهذيب -آخر باب الخمس- الطوسي].

([81] ) [الشيخ الطوسي في أماليه].

([82] ) [الشيخ الطوسي في التبيان].

([83] ) [الطوسي في التبيان].

([84] ) [شرف الدين النجفي بإسناده - وفيه عن الشيخ الطوسي عن رجاله].

([85] ) [أشار إليه الطوسي، وهو يرد حديثين ورداً بتحريم الجمع بين المرأة وخالتها وعمتها].

([86] ) [فصل الخطاب].

([87] ) [الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين، والأردبيلي في جامع الرواة].

([88] ) [البحار عن مزار المفيد].

([89] ) [ابن شهر آشوب في المناقب كما في البحار].

([90] ) [حياة القلوب للمجلسي 2/ 541)].

([91] ) [تذكرة الأئمة (ص 9-10)].

([92] ) [المفيد في الاختصاص كما في البحار والبرهان].

([93] ) [البحار عن العياشي والبرهان].

([94] ) [البحار عن ابن شهر آشوب في مناقبه].

([95] ) [البحار، المجلد التاسع عشر، باب: التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله].

([96] ) [البحار عن مناقب ابن شهر آشوب].

([97] ) [البحار - باب التحريف في الآيات وكذلك مرآة العقول].

([98] ) [البحار عن المفيد في الاختصاص].

([99] ) [البحار عن ابن شهر آشوب في مناقبه].

([100] ) [فصل الخطاب، المقدمة الثالثة في ذكر أقوال علمائنا في تحريف القرآن (ص 26-31)].

([101] ) [بحار الأنوار (89/ 66)].

([102] ) [محمد باقر المجلسي - مرآة العقول في شرح باب أن القرآن كله لم يجمعه إلا الأئمة].

([103] ) [الكنى والألقاب (3/ 32)].

([104] ) [تفسير الصافي (1/ 313)].

([105] ) [هذه الروايات ذكرها الكاشاني في الوافي وتفسير الصافي].

([106] ) [تفسير الصافي (1/ 25)].

([107] ) [عباس القمي في الكنى والألقاب].

([108] ) [أعيان الشيعة (27/ 139)].

([109] ) [ذكره الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة (25/ 191)].

([110] ) [ذكره آغا بزرك الطهراني في الذريعة (18/ 27)].

([111] ) [الذريعة إلى تصانيف الشيعة (16/ 232)، (20/ 144)].

([112] ) [الذريعة إلى تصانيف الشيعة (16/ 232)، (20/ 144)].

([113] ) [مقدمة فصل الخطاب].

([114] ) [فصل الخطاب الورقة (117)].

([115] ) [فصل الخطاب (ص 52-62)].

([116] ) [فصل الخطاب (ص 357)].

([117] ) [فصل الخطاب (ص 211)].

([118] ) [روضات الجنات ترجمة أبو الحسن العاملي].

([119] ) [الذريعة (20/ 264)].

([120] ) [مقدمة تفسير القمي تحت عنوان تحريف القرآن (ص 23) ط. النجف].

([121] ) [المقدمة الثانية لتفسير (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار) الموجودة في مقدمة (تفسير البرهان) للبحراني طبعة دار الكتب العلمية -قم- طهران].

([122] ) [تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار (ص 49، 50، 51)].

([123] ) [جاء هذا الكلام في الفصل الرابع من المقدمة الثانية في التفسير المذكور].

([124] ) [الفصل الرابع من المقدمة الثانية في تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار].

([125] ) [الفصل الرابع من المقدمة الثانية في تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار].

([126] ) [البرهان (ص 39)].

([127] ) [رجال النجاشي (ص 183)].

([128] ) [معجم رجال الحديث (1/ 63)].

([129] ) [معجم رجال الحديث (11/ 208)].

([130] ) [مقدمة تفسير القمي للسيد الطيب موسوي الجزائري (ص 15)].

([131] ) [تفسير القمي (1/ 5)].

([132] ) [تفسير القمي (1/ 10)].

([133] ) [تفسير القمي (1/ 10)].

([134] ) [(1/ 10)].

([135] ) [مقدمة تفسير القرآن - الفصل الرابع تحت عنوان خلاصة أقوال علمائنا في تغيير القرآن وتزييف استدلال من أنكر التحريف].

([136] ) [فصل الخطاب].

([137] ) [فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب - تحت عنوان المقدمة الثالثة في ذكر أقوال علمائنا في تغيير القرآن].

([138] ) [مقدمة تفسير القمي (1/ 29)].

([139] ) [الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني (ص 499)].

([140] ) [تفسير الفرات الكوفي (ص 2-3)].

([141] ) [روضات الجنات].

([142] ) [الأوردباري تفسير الفرات (ص 2-3)].

([143] ) [رجال النجاشي (ص 247)].

([144] ) [روضات الجنات (6/ 130)].

([145] ) [الكنى والألقاب (2/ 449)].

([146] ) [مقدمة حول الكتاب ومؤلفه لمحمد حسين الطباطبائي (ص ح)].

([147] ) [الفهرست للطوسي (ص 163-165)].

([148] ) [التفسير للعياشي (1/ 13)، البرهان (ص 37)].

([149] ) [البرهان مقدمة (ص 37)، البحار (3/ 43)].

([150] ) [العياشي (1/ 206)].

([151] ) [مقدمة تفسير البرهان الفصل الرابع تحت عنوان: خلاصة أقوال علمائنا في تغيير القرآن وتزييف استدلال من أنكر التحريف].

([152] ) [روضات الجنات للخوانساري (8/ 181)، الكنى والألقاب للقمي، الذريعة إلى تصانيف الشيعة للطهراني].

([153] ) [معجم رجال الحديث (19/ 299)].

([154] ) [الذريعة إلى تصانيف الشيعة].

([155] ) [مقدمة تفسير البرهان (ص43)].

([156] ) [النعماني الغيبة (ص 171)].

([157] ) [النعماني في تفسيره في جملة الآيات المحرفة].

([158] ) [النعماني في تفسيره].

([159] ) [النعماني في تفسيره].

([160] ) [النعماني في تفسيره -الآيات المحرفة-].

([161] ) [تفسير النعماني].

([162] ) [النعماني في تفسيره].

([163] ) [النعماني في غيبته].

([164] ) [النعماني في غيبته].

([165] ) [النعماني في تفسيره].

([166] ) [فصل الخطاب المقدمة الثالثة في ذكر أقوال علمائنا في تغيير القرآن وتحريفه (ص 26-31)].

([167] ) [مقدمة تفسير البرهان الفصل الرابع تحت أقوال علمائنا في تغيير القرآن وتزييف استدلال من أنكر التحريف].

([168] ) [نقد الرجال التفريشي].

([169] ) [مستدركات الوسائل، رياض العلماء، روضات الجنات، الذريعة إلى تصانيف الشيعة].

([170] ) [الكنى والألقاب للقمي، روضات الجنات للخوانساري، والذريعة إلى تصانيف الشيعة للطهراني].

([171] ) [المفيد أوائل المقالات (ص 15)].

([172] ) [المفيد أوائل المقالات (ص 98)].

([173] ) [المسائل السرورية للمفيد على ما نقله العلامة المجلسي في مرآة العقول وكذلك المحدث البحراني في الدرر النجفية].

([174] ) [مزار المفيد].

([175] ) [رواه محمد بن المشهدي في مزاره كما في البحار عن عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري عن أبي علي بن شيخ الطائفة عن أبيه عن المفيد عن ابن قولية].

([176] ) [الإرشاد (ص 413)].

([177] ) [الاختصاص للمفيد].

([178] ) [الروايات الأخيرة في الاختصاص للمفيد].

([179] ) [الاختصاص للمفيد].

([180] ) [الاختصاص للمفيد].

([181] ) [فصل الخطاب، المقدمة الثالثة في ذكر أقوال علمائنا في تحريف القرآن (ص 26-31)].

([182] ) [رجال النجاشي (ص 251)، الكنى والألقاب للقمي (2/ 379)، الذريعة إلى تصانيف الشيعة للطهراني (3/ 125)].

([183] ) [بصائر الدرجات (ج 8) الباب السابع عشر].

([184] ) [نقلاً عن البرهان (1/ 15)].

([185] ) [نقلاً عن البرهان (1/ 15)].

([186] ) [بصائر الدرجات].

([187] ) [بصائر الدرجات].

([188] ) [بصائر الدرجات].

([189] ) [بصائر الدرجات].

([190] ) [البصائر].

([191] ) [بصائر الدرجات].

([192] ) [فصل الخطاب، المقدمة الثالثة في ذكر أقوال علمائنا في تحريف القرآن (ص 26-31)].

([193] ) [مقدمة بحار الأنوار: (ص 140)].

([194] ) [أمل الأمل: (2/ 17)، وتنقيح المقال للمامقاني (1/ 69)].

([195] ) [روضات الجنات (1/ 72)، منشورات الدار الإسلامية - بيروت].

([196] ) [الاحتجاج للطبرسي، (1/ 155)].

([197] ) [الاحتجاج للطبرسي، (1/ 155)].

([198] ) [الخوانساري روضات الجنات (8/ 150)].

([199] ) [الأنوار النعمانية (2/ 356) ط جديد تبريز إيران].

([200] ) [الأنوار النعمانية (2/ 263)].

([201] ) [نعمة الله الجزائري/ شرح الصحيفة السجادية].

([202] ) [فصل الخطاب (ص 31)].

([203] ) [الأنوار النعمانية (2/ 358)].

([204] ) [نعمة الله الجزائري شرح الصحيفة السجادية (ص 43)].

([205] ) [نعمة الله الجزائري شرح الصحيفة السجادية (ص 43)].

([206] ) [نعمة الله الجزائري الأنوار النعمانية (2/ 356)].

([207] ) [(نور البراهين) لنعمة الله الجزائري (1/ 625)].

([208] ) [منبع الحياة لنعمة الله الجزائري (ص86-37)].

([209] ) [نور البراهين (1/ 525)].

([210] ) [الأنوار النعمانية (2/ 356)].

([211] ) [الأنوار النعمانية (1/ 97)].

([212] ) [زهر الربيع (ص 256-257)].

([213] ) [الخوئي/ البيان (ص 226)].

([214] ) [البيان (ص 223)].

([215] ) [البيان (ص 229)].

([216] ) [معجم رجال الحديث].

([217] ) [البيان (ص 201)].

([218] ) [تحفة العوام مقبول جديد باللغة الأوردية لمؤلفه منظور حسين (ص 442)].

([219] ) [البيان (ص 223)].

([220] ) [عبد الحسين الأميني الغدير (9/ 388)].

([221] ) [الغدير (1/ 214-216)].

([222] ) [الميزان (12/ 108)].

([223] ) [الميزان (19/ 103)].

([224] ) [الميزان (19/ 346)].

([225] ) [محمد حسين آل كاشف الغطا في مقدمته لكتاب حياة الإمام الحسن بن علي لمؤلفه باقر شريف القرشي].

([226] ) [الأول (ص 19-20) مؤسسة الأعلمي بيروت].

([227] ) [مشارق الشموس الدرية منشورات المكتبة العدنانية (ص 126)].

([228] ) [الدرر النجفية العلامة المحدث يوسف البحراني (ص 298) - مؤسسة آل البيت لإحياء التراث].

([229] ) [منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة مؤسسة الوفاء - بيروت (ج2 المختار الأول ص 214 – 220)].

([230] ) [الذريعة إلى تصانيف الشيعة (8/ 192)].

([231] ) [إرشاد العوام (3/ 221) فارسي ط. إيران].

([232] ) [هداية الطالبين (ص 368) ط. إيران فارسي].

([233] ) [جعفر النجفي في كتابه (حق المبين)، كشف الغطا (ص 299)].

([234] ) [الإسلام على ضوء التشيع (ص 204)].

([235] ) [المازندراني شرح جامع للكافي (11/ 76)].

([236] ) [أعيان الشيعة (1/ 188-190)].

([237] ) [أصل الشيعة (ص 101)، عبدالكريم الزنجاني في الوحدة الإسلامية (ص 83)].

([238] ) [الكافي كتاب الحجة (1/ 238)].

([239] ) [جاء هذا في الشافي شرح أصول الكافي (1/ 197)].

([240] ) [وردت في الكافي -الأصول- كتاب الحجة (1/ 240)].

([241] ) [المجلسي - البحار (1/ 39)].

([242] ) [دلائل الإمامة (ص 27-28)].

([243] ) [دلائل الإمامة (ص 27-28)].

([244] ) [الاحتجاج (1/ 84-87)].

([245] ) [الشيخ الكليني في أصول الكافي (2/ 631)].

([246] ) [مقدمة البرهان المقدمة الثانية].

([247] ) [ارشاد العوام (3/ 221) فارسي ط. إيران].

([248] ) [الشيخ جعفر النجفي في كتابه (حق المبين) كشف الغطا (ص 299)].

([249] ) [الأنوار النعمانية (2/ 360)].

([250] ) [الأنوار النعمانية (2/ 357-358) نعمة الله الجزائري الموسوي].

([251] ) [مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول - محمد باقر المجلسي (2/ 525)].

([252] ) [أوائل المقالات للمفيد (ص 48-49-91)].

([253] ) [المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار (ص 36)، وهذا التفسير مقدمة لتفسير (البرهان للبحراني طبعة دار الكتب العلمية -قم- إيران].

([254] ) [تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة، المجلد الأول (ص 19-20) مؤسسة الأعلمي بيروت].

([255] ) [مشارق الشموس الدرية، منشورات المكتبة العدنانية - البحرين (ص 126)].

([256] ) [الدرر النجفية للعلامة المحدث يوسف البحراني مؤسسة آل البيت لإحياء التراث (ص 298)].

([257] ) [نقلاً عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي (ص 23) وينقل النوري الطبرسي هذا الكلام من كتاب الإمامة ليحيى تلميذ الكركي].

([258] ) [البيان (ص 226)].

([259] ) [الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري (ج2)].

([260] ) [نعمة الله الجزائري في شرح الصحيفة السجادية].

([261] ) [حسين محمد النوري الطبرسي في فصل الخطاب].

([262] ) [ضربت حيدري (2/ 78)].

([263] ) [محمد المازندراني شرح جامع الكافي (11/ 176)].

([264] ) [تفسير الصافي (1/ 49)].

([265] ) [مرآة الأنوار (ص 49)].

([266] ) [الأنوار النعمانية (ج2)].

([267] ) [الأنوار النعمانية (2/ 363)].

([268] ) [الأنوار النعمانية (2/ 356) ط. جديد تبريز إيران].

([269] ) [فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب].

([270] ) [تصحيف كاتبين (ص 18)].

([271] ) [ضربة حيدري (2/ 81)].

([272] ) [التذييل في الرد على هاشم الشامي (ص 13-23)، الطبعة الثانية مطبعة السعادات كرمان إيران].

([273] ) [إسعاف المأمول لعلي بن النقي الرضوي (ص 115) ط. مطبع إثني عشري الهند].

([274] ) [الاحتجاج (1/ 254)].

([275] ) [الاحتجاج (1/ 249)].

([276] ) [تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار - أبو الحسن العاملي - (ص 49-51)].

([277] ) [منهاج البراعة في شرح منهج البلاغة مؤسسة الوفاء - بيروت (2/ 214)].

([278] ) [البراعة في شرح نهج البلاغة (2/ 220) دار الوفاء بيروت].

([279] ) [المسائل السرورية الشيخ المفيد (ص 78-81)].

([280] ) [فصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص 38)].

([281] ) [الكافي للكليني (2/ 634)].

([282] ) [الكافي للكليني (2/ 633)].

([283] ) [الكافي للكليني (2/ 619)].

([284] ) [الكافي للكليني (2/ 631)].

([285] ) [الكافي للكليني (1/ 238)].

([286] ) [ثواب الأعمال (ص 139) لمحمد بن بابويه القمي الصدوق].

([287] ) [الأنوار النعمانية (2/ 279)، تهذيب الوصول (ص 70) لابن مطهر الحلي، الكافي (1/ 68)، أصل الشيعة وأصولها (ص 58) لمحمد حسن آل كاشف الغطا، الخميني والدولة الإسلامية لمحمد جواد مغنية، الكافي بشرح المازندراني (12/ 371) بحار الأنوار (4/ 385) لمحمد باقر المجلسي]