أصول وعقائد الشيعة تحت المجهر ودور إبن سبأ في تأسيسها ونشأتها - حافظ موسى عامر ..
أصول وعقائد الشيعة تحت المجهر ودور إبن سبأ في تأسيسها ونشأتها
د. حافظ موسى عامر
رحمه الله تعالى
ط. مكتبة الإمام البخاري
مقدمة المؤلف
الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإنه في يوم الخميس ٣٠ من جمادى الثاني ١٤١٦ ه- الموافق ٢٣ من نوفمبر ١٩٩٥ م، وبتوفيق من الله تعالى،
تمت مناقشة رسالة الدكتوراه، المقدمة مني، إلى قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق، جامعة القاهرة بعنوان:
(عصمة الإمام في الفقه السياسي الشيعي)
دراسة مقارنة
حيث خصصت الرسالة لبحث (العصمة الإمامية) عند الشيعة الاثني عشرية، دون الشيعة الإسماعيلية، ودون
الشيعة الزيدية.
هؤلاء الشيعة الاثنا عشرية، الذين حددوا الأئمة في اثني عشر، ألبسوهم لباس العصمة، التي لا تكون إلا للأنبياء
والمرسلين.
وقد تشكلت لجنة المناقشة من السادة:
١- معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد كمال أبو اد.
أستاذ القانون العام - وزير الأعلام الأسبق (مشرف).
٢- فضيلة الأستاذ الدكتور/ يوسف قاسم.
رئيس قسم الشريعة الإسلامية - وكيل كلية الحقوق للدراسات العليا (مشرف).
٣- فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد إبراهيم الفيومي. رئيس قسم أصول الدين - كلية الدراسات الإسلامية
والعربية بجامعة الأزهر.
٤- فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمود بلال مهران.
أستاذ الشريعة الإسلامية - كلية الحقوق - جامعة القاهرة.
وبعد إتمام المناقشة، تداولت اللجنة الموقرة ثم أعلنت قرارها بمنحي درجة الدكتوراه، في الحقوق بتقدير جيد جدا.
وكان على بعد ذلك، إعداد الرسالة للنشر، لتعم فائدا، فينتفعا المسلمون إذ تكونت الرسالة من ثلاثة أبواب:
الباب الأول: ماهية العصمة عند السنة، وعند الاثني عشرية، ومناقشة الاثني عشرية في عصمتهم الإمامية.
الباب الثاني: أهداف العصمة الإمامية الشيعية الاثني عشرية.
(الأهداف هي بذاا الآثار).
الباب الثالث: هيمنة العصمة الإمامية على نظرية ولاية الفقيه الشيعي وعلى الدستور الإيراني.
* وبما أن تلك الأبواب الثلاثة، تدور حول حقيقة (العصمة الإمامية) التي جعلها الشيعة لاثني عشر حدودهم في:
علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين -رضي الله عن ثلاثتهم- ثم في ثمانية من ذرية الحسين دون الحسن،
هم: علي زين العابدين بن الحسين، محمد الباقر بن علي زين العابدين، جعفر الصادق بن محمد الباقر، موسى الكاظم
بن جعفر الصادق، علي الرضا بن موسى الكاظم، محمد الجواد بن علي الرضا، علي الهادي محمد الجواد، الحسن
العسكري بن علي الهادي رحمهم الله جميعا ثم الثاني عشر، الذي زعموه ابنا للحسن العسكري، فأسموه محمدا، ولقبوه
بألقاب (المهدي، الحجة، صاحب الزمان) بزعم ولادته عام ٢٥٥ ه، وزعم غيبته عام ٢٦٠ ه!! وزعم كونه حيا
إلى الآن، لم يمت مختفيا عن الأنظار، ليظهر آخر الزمان، فيملأ الأرض عدلا وقسطا بعد أن ملئت ظلما وجورا!!
* وحيث كانت (العصمة الإمامية) المفروضة على كل من هؤلاء الاثني عشر، هي إحدى العقائد الشيعية، المبني
على جدارها المذهب الشيعي، وكان هذا المذهب في حقيقته أجنبيا عن هؤلاء الأئمة، أقحمه عليهم آخرون، بدعوى
موالاة آل بيت النبي عليه صلوات الله وسلامه، فيتوجب علينا البحث عن حقيقة نشأة التشيع بمعانيه التاريخية
والمعاصرة، لنرى: هل فعلًا كان لأحد من هؤلاء الأئمة يد في نشأة التشيع، أم لا؟
وإذا لم يكن لأحدهم في النشأة من يد، فمن هم الذين كانوا وراء النشأة؟
ومن هو المفكر الأول المؤسس، الذي ألقى بأفكاره، لتتأصل بعد ذلك في عقائد؟
ثم ما هو مضمون العقائد الشيعية الاثني عشرية، التي اعتبرنا (العصمة الإمامية) هي حجر الزاوية في بنائها؟
يتعين علينا إلقاء الضوء على مضمون تلك العقائد مع المقارنة بينها وبين أفكار المؤسس، لنرى التوافق، بل
التطابق، بين الأفكار والعقائد.
هذا البحث، عن النشأة، وعن العقائد، يعتبر بابا تمهيديا للرسالة وأبواا الثلاثة، لم يكن في صلب الرسالة وأبواا
الثلاثة، ولم يخضع للمناقشة معها، لكنه من الأهمية بمكان لفهمها واستيعاا.
، قبل إنصاف صحابته ، لذا رأيت نشر هذا الكتاب، متزامنا مع نشر الرسالة إنصافا لآل بيت رسول الله
رضي الله تعالى عن جميع الأصحاب وجميع الآل.
فينقسم البحث في هذا الكتاب الأول إلى فصلين:
الفصل الأول: نشأة الشيعة.
الفصل الثاني: العقائد الشيعية الاثنا عشرية.
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد والرشاد.
(وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإيه أنيب).
دكتور حافظ موسى عل ي عامر
تمهيد
في هذا الفصل بعون الله يتعين علينا: البحث التاريخي لاستخلاص النشأة من واقع الأدلة التاريخية، بإبراز المؤسس
الذي تنتمي إليه الشيعة، وتسليط الأنوار الكاشفة من خلال مصباح النصوص التاريخية على ذلك المؤسس.
لذا رأينا ترتيب مباحث ومطالب هذا الفصل كالتالي:
المبحث الأول: للتعريف بالمؤسس.
ونطلب فيه المطالب التالية:
المطلب الأول: التعرف على ابن سبأ في كتب الشيعة بنصوص من كتبهم.
المطلب الثاني: نعرض بعضا من نصوص أهل السنة عن ابن سبأ.
المطلب الثالث: نبين الأصل اليهودي اليمني لابن سبأ.
المطلب الرابع: نشير إلى جهالة نسبه كدأب قادة التنظيمات الخفية.
المبحث الثاني: نتتبع تحركات المؤسس في بلاد المسلمين، مع توضيح نواياه الباطنة، ومنهجه الحركي التنظيمي،
من خلال تحركاته وصنائعه، من واقع النصوص التاريخية، بصفته الأستاذ المعلم لكل شيعي على مر العصور، وذلك في
المطالب التالية:
المطلب الأول: نشير إلى مرور ابن سبأ بالحجاز، قادما من اليمن أول مرة، حيث لم يجد ثغرة ينفذ منها إلى
مجتمع المهاجرين والأنصار قبل الفتنة.
المطلب الثاني: نرى كيف بدأ ابن سبأ في ترويج صنائعه المنحرفة من البصرة، بعرض عينة من تلك الصنائع
المتمردة على الخلافة الراشدة، مع بيان صلاح ومآثر أمير البصرة من قبل الخليفة الراشد ذي النورين، على خلاف
شائعات الشيعة.
المطلب الثالث: نوضح أحوال الكوفة، التي مرا ابن سبأ، وكون من صنائعها جناحه الكوفي، حيث نشير إلى
الأشتر مسعر الفتنة، وندفع الشبهات الشيعية عن نقاء وصفاء سيرة الأميرين على الكوفة من قبل ذي النورين،
مؤكدين على حكمته وعدله وحزمه -رضي الله عنه وأرضاه.
المطلب الرابع: نبرز خيبة ابن سبأ في الشام، وكيف ركب خلافًا فقهيا اجتهاديا مألوفًا بين الصحابة، ليفتعل
حوله فتنة، ويبهرج منه أزمة رغم جلاء ووضوح أدب الصحابة الجم، ومسلكهم الرفيع، وتلطفهم جميعا عند
الاختلاف وعند الاتفاق سواء.
المطلب الخامس: عن خطوات ابن سبأ في مصر.
حيث نجده أولا: قد استمال أوباش القبائل اليمنية النازلة في مصر.
وثانيا: قام بتحريض من حمل في قلبه غلا ضد الخليفة، ممن كان منهم الشغب على أميرهم الفاتح.
وثالثا: سعى في استمالة صحابي جليل ضد الخليفة، الذي تجلى فيه سمو الأدب العثماني الراشد، والحرص على
تكريم وتوقير الصحابة.
ورابعا: إحكام مكيدة عزل فاتح مصر وواليها من عهد الفاروق.
وخامسا: عن مقالة ابن سبأ، والغدر اليهودي، الذي مكن لابن سبأ وشيعته تنظيم أنفسهم في اثنتي عشرة فرقة
ممن عميت بصائرهم.
المبحث الثالث: نتقصى بعض تزويرات إمام التزوير المؤسس، التي دبرها لسفك دماء الخليفة الراشد، وندلل على
كون ابن سبأ هو معلم الشيعة الأول، في تزوير الأحاديث والكتب والروايات والمقالات، لئلا نصدم بعد ذلك برواية
شيعية مفتعلة أو حديث شيعي موضوع، من دس أتباع إمام التزوير؛ الرأس المدبر الذي خطط لزحف ثلاثة تجمعات
ملعونة، من مصر ومن البصرة ومن الكوفة، في فتنة غرسوها في صدر الإسلام، فحاقتم اللعنة على لسان نبينا
محمد عليه صلوات الله وسلامه ويكون استعراض وتحليل التزويرات السبئية في المطالب التالية:
المطلب الأول: نرى كيف مهد حزب الفتنة بالتزوير على الخليفة.
المطلب الثاني: نعلم كيف كان تزويرهم على أمهات المؤمنين.
المطلب الثالث: نعلم كيف كان تزويرهم على كبار الصحابة (علي وطلحة، والزبير) -رضي الله عنهم.
المطلب الرابع: عن تزوير سبئي رابع بعد إقناع القطيع المخدوع بسلامة موقف الخليفة، مما أشيع ضده، ونحلل
تزوير الفتنة الكبرى هذا بحقائق فاضحة.
المطلب الخامس: نختصر تتابع أحداث جناية القتل الكبرى، ببيان كون الشيعة لا يرعون حرمة الحرم النبوي،
ومواجهة تزوير شيعي إضافي، من تزويرهم على أحد ممن زعموا إمامته لهم.
المبحث الرابع: نتابع فيه إبراز مكائد المؤسس، بعد جنايته الكبرى ودوره الرئيس البارز في إراقة دماء المسلمين
بسيوف بعضهم بعضا، هادفا مع تنظيمه الخفي إلى وقف المد الإسلامي، بإشغال الفاتحين بمحنة الحرب الأهلية، في
الصدام المؤلم، بوقائع الجمل، وصفِّين والنهروان، لذا تكون متابعة المكائد السبئية في المطالب التالية:
المطلب الأول: عن بيعة الإمام علي -كرم الله وجهه- من بين غبار الفوضى والعصيان العالق بجو المدينة بإثارة
ابن سبأ وشيعته القتلة وكيف كان اختيار الإمام للخلافة عن عقد بيعة، خاصة وعامة فلم تكن عن وصية موهومة،
وهو فيها زاهد، قد سعت إليه بقدر الله تعالى في حينها، دون تطلع منه إلى اعتلائها، ثم نشير إلى إساءة الشيعة، بما
زوروه على الإمام فيما أسموه (بالخطبة الشقشقية) بزعم أا شقشقة هدرت من فم الإمام، أساءواا إلى جميع الخلفاء
الراشدين الأربعة.
المطلب الثاني: عن ابن سبأ ووقعة الجمل، وكيف أنشب صنيعته (ابن جبلة) القتال أولا، وأنشب هو وشيعته
القتال ثانيا. بعد كيدهم بليل في جلسة سرية تاريخية، أدار فيها ابن سبأ المؤسس دفة المؤامرة فكانت مصيبة الجمل
بتدبير المؤسس.
المطلب الثالث: عن ابن سبأ وصفين والنهروان، وست نكبات شيعية، داهمت الإمام الخليفة الراشد الرابع -
رضي الله عنه- جميعها بتدبير ابن سبأ وشيعته، كادواا الإمام لئلا ينتصر، فأجبروه وهددوه أولا ليقبل التحكيم،
وأكرهوه ثانيا وفرضوا عليه نائبه في التحكيم، ثم كان دورهم السري ثالثا في إفراز الخوارج بإفشاء شعار لا حكم إلا
لله، كلمة حق يرادا باطل الخوارج، ومن خلف هذا الشعار كانت قيادة التنظيم السري القابعة في المدائن، حيث
كان المؤسس منفيا هناك بسبب تأليه الإمام فإذا كان الإمام قد أبى رتبة الألوهية، ونفى مؤسسها إلى المدائن، فها هو
المؤسس من مقره في المدائن يلبس الإمام رتبة الكفر بيد الخوارج، في مظاهرة أثيمة صاخبة في بيت الله، فكانت النكبة
الشيعية الرابعة، وفي نكبتهم الخامسة راحوا يشوهون السلف بوصف أحد الحكمين في التحكيم بالغدر والآخر
بالبلاهة، وعندما اجتهد الإمام وقرر مواصلة القتال خذلوه وتقاعسوا عن نصرته بتوجيه من تنظيمهم الخفي الأول
بالمدائن.
وأخيرا كانت النكبة الشيعية السادسة نتيجة لمكائد ابن سبأ ودسائسه، باغتيال الإمام، وقت الفجر في بيت الله،
بوجه الخوارج، أحد وجهي العملة اليهودية، التي زيفها وسبكها وطبعها وروجها في بلاد المسلمين ابن سبأ مؤسس
الشيعة بين صفوف جيش الإمام.
المبحث الخامس: نتعجب من محاولة شيعية معاصرة، لإنكار ابن سبأ وشطب شخصيته من التاريخ!! ونناقش
تلك المحاولة في:
المطلب الأول: عن كتاب بمثابة القشة التي يتعلقا الغريق، حيث نشير إلى أسلوب من أساليب الشيعة، في
طمس حقائق التاريخ، إذا كانت لا تتماشي مع أهدافهم.
المطلب الثاني: نشير إلى عقدة الشيعة الكامنة، من خلف تأليف ذلك الكتاب الذي حاولوا به إنكار مؤسسهم
ألا وهي كره الصحابة وكره من أحبهم وأثنى عليهم، والتاريخ قد أثبت أن الكاره الأول هو ابن سبأ، فلا يجديهم في
إنكاره كتاب ولا عشرات الكتب وذاك لب القضية.
خلاصة: من عشرات الأدلة الثابتة في تلك المباحث الخمسة، يثبت أنه من بطن ابن سبأ نشأت الشيعة.
فإلى المباحث الخمسة التاريخية، عن النشأة، كمدخل ضروري لفهم العصمة الإمامية الاثني عشري، وتقييم
شرعية الدستورية الاثني عشرية بعون الله تعالى.
المبحث الأول
المؤسس
نبحث عن أمر المؤسس في المطالب التالية:
المطلب الأول: ابن سبأ في كتب الشيعة.
المطلب الثاني: ابن سبأ في كتب السنة.
المطلب الثالث: الأصل اليهودي اليمني لابن سبأ.
المطلب الرابع: ابن سبأ مجهول النسب.
المطلب الأول
ابن سبأ في كتب الشيعة
قررت مصادر الشيعة ومراجعهم المعتمدة عندهم، وأكدت شخصية ابن سبأ، وأشارت إلى أفكاره وأفعاله.
وفيما يلي أذكر بعض تلك المراجع، وما أذكره قليل من كثير:
أولا: النوبختي:
.( أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي، المتوفى سنة ٣١٠ ه الشيعي الإمامي الاثنا عشري( ١
قال: (فرقة قالت: إن عليا لم يقتل، ولم يمت، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، ويملأ الأرض عدلا وقسطا
كما ملئت ظلما وجورا، وهي أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبي -صلى الله عليه وآله- من هذه الأمة،
وأول من قال فيها بالغلو، وهذه الفرقة تسمى السبئية: أصحاب عبد الله بن سبأ، كان ممن أظهر الطعن على: أبي
بكر، وعمر، وعثمان، والصحابة، وتبرأ منهم، وقال: إن عليا -عليه السلام- أمره بذلك، فأخذه علي، فسأله عن
قوله هذا، فأقر به، فأمر بقتله، فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين، أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى
ولايتك والبراءة من أعدائك؟
فسيره علي إلى المدائن عاصمة إيران آنذاك وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي -عليه السلام- أن
عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم، ووالى علي -عليه السلام.
١) فرق الشيعة للنوبختي، ط المطبعة الحيدرية بالنجف، العراق ١٣٧٩ ه- ١٩٥٩ م بتعليق البحر العلوم، انظر: الشيعة والسنة ص )
٢٣ ،٢٢ ، والشيعة والتشيع ص ٥٤ لإحسان إلهي ظهير ط إدارة ترجمان السنة لاهور باكستان النوبختي هذا هو: أبو محمد الحسن
بن موسى النوبختي الشيعي الإمامي المتكلم الفيلسوف ، المبرز على نظرائه في زمانه من أعلام القرن الثالث الهجري ومن معالم
العلماء عند الشيعة الاثني عشرية، وقد وردت ترجمته في جميع كتب الجرح والتعديل لدى تلك الطائفة، وكل منهم وثقه وأثنى
، عليه. انظر: ترجمته الكنى والألقاب: عباس القمي الشيعي مؤسسة الوفاء ببيروت ط ثانية ١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م، ج ١ ص ١٥٤
.١٥٥
وكان يقول وهو على يهوديته في (يوشع بن نون) بعد موسى -عليه السلام-ذه المقالة: يوشع بن نون كان
وصي موسى. فقال في إسلامه بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وآله- في علي -عليه السلام- بمثل ذلك.
وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي -عليه السلام- وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه، فمن
هناك قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية.
ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن؛ أي حال وجود عبد الله ابن سبأ منفيا بالمدائن قال للذي نعاه:
كذبت، لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلا، لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، ولا يموت حتى
.( يملك الأرض. انتهى( ٢
وقد ذكر مصادر شيعية أخرى أثبتت شخصية ابن سبأ وفرقته، يجدر بنا التأمل في هذا النص الشيعي.
فمنه يمكن فهم الملحوظات التالية:
١- النوبختي هذا: من أعلام القرن الثالث الهجري، هذا الزمان الذي اكتملت فيه عقيدة الشيعة الاثني عشرية وتم
( حبكها خلال سنوات الغيبة الصغرى المزعومة، لإمامهم الثاني عشر المزعوم (من عام ٢٦٠ ه إلى عام ٣٢٩ ه)( ٣
على مدار سبعين سنة.
خلال تلك السنوات، عكف أعيان التنظيم السري السبئي - سفراء الإمام الغائب الأربعة: محمد بن عثمان بن
سعيد العمري، ثم ابنه محمد، ثم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، ثم علي بن محمد السمري، ومن كان خلف
الستار من ورائهم عكفوا على وضع لمسام النهائية لعقائدهم المبتكرة التي وضع أسسها سلفهم عبد الله بن سبأ.
وكان الحسن بن موسى النوبختي من معاصريهم.
٢) فرق الشيعة للشيخ المتكلم الجليل الحسن بن موسى النوبختي من أعلام القرن الثالث الهجري دار الأضواء بيروت الطبعة الثانية )
٢٣ وقد ذكر النوبختي الشيعي هذا فرقة السبئية ضمن ثلاث فرق، ثبتت على إمامة علي بن أبي - ١٤٠٤ ه ١٩٨٤ م ص ٢٢
طالب بعد قتله، وزعمت أن إمامته فرض من الله -عز وجل- ورسوله -عليه الصلاة والسلام- فبدأ بفرقة السبئية، وثنى بفرقة
الكيسانية القائلة بإمامة محمد بن الحنفية، وثلث بمن لزم القول بإمامة الحسن بن علي بعد أبيه.
٣) تاريخ الغيبة الصغرى محمد الصدر -الشيعي- دار التعارف بيروت ط الثانية ١٤٠٠ ه - ص ٣٣٩ وما بعدها، وسنعاين )
عجائب ذلك الكتاب بمشيئة الله.
ويلزم من ذلك أنه كان ممن ساهم بقلمه في تأصيل عقائدهم، فكان من الأعضاء البارزين في ذلك التنظيم.
٢- ويكون ذلك المبرز على نظرائه في زمانه، كما وصفه بذلك الرجالي الشيعي الشهير عندهم،
.( (النجاشي)( ٤
والذي قال عنه (نور الله التستري): (الحسن بن موسى النوبختي من أكابر هذا الطائفة، وعلماء هذه السلالة،
.( كان متكلما فيلسوفا، إمامي الاعتقاد)( ٥
يكون ذلك المذكور قد أقر بشخصية عبد الله بن سبأ الذي كان يهوديا، أدخل نفسه في الإسلام، وهو من
الكارهين الناقمين الحاقدين على الرعيل الأول من أهل الإسلام: أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، فطعن عليهم وتبرأ
منهم.
٣- ويكون قد اعترف بزعامته له، ولكل شيعي، بدليل متابعتهم جميعا له في: الكره، والنقمة، والحقد، على
الرعيل الأول من أهل الإسلام، وإظهار الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-
وإصرارهم حتى عصرنا هذا على التبري منهم، مشايعة لابن سبأ هذا.
٤- النوبختي وأمثاله، وجميع أتباعهم، الذين تسموا بلفظ: (الشيعة).
… هم في الحقيقة أشياع ابن سبأ، وليسوا من شيعة على بن أبي طالب -كرم الله وجهه- ولا من شيعة أهل
بيت النبي، كما يزعمون.
٥- عبد الله بن سبأ اليهودي المتمسلم كان من الكاذبين، حيث زعم أن عليا أمره بالطعن على أبي بكر وعمر
.( وعثمان والصحابة والتبري منهم، خلافًا للحقيقة والواقع، فعلي -كرم الله وجهه- لم يأمر بذلك( ٦
٦- فقد أبى -كرم الله وجهه- ذلك الإفك والبهتان، وأمر بقتل المفتري على الصحابة وذلك حكم تعزيري
حكم به إمام الأئمة المعصوم عندهم يسري على كل شيعي، وجميعهم سادرون في ذلك الافتراء والإفك والبهتان.
. ٤) الفهرست للنجاشي ص ٤٧ ط الهند سنة ١٣١٧ ه نقلا عن الشيعة والسنة إحسان إلهي ظهير هامش ص ٢٢ )
. ٥) مجالس المؤمنين للتستري ط إيران ص ١٧٧ نقلا عن المصدر السابق هامش ص ٢٢ )
٦) وسأدلل خلال الرسالة على موالاة آل البيت للصحابة، وعلى تبادل الحب والود والتوقير بين الصحابة وآل البيت الله بإذن الله. )
٧- حال الغوغاء، أتباع بن سبأ من تنفيذ حكم القتل فيه، بصياحهم في وجه الأمير -كرم الله وجهه- الذي
كثيرا ما اشتكى إلى ربه تعالى من دسائسهم مر الشكوى، كما سيأتي بيانه بمشيئة الله.
٨- كان صياحهم بلحن: الولاية والبراءة!!!: (أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتكم والبراءة
من أعدائكم؟) وهذا اللحن هو يعنيه الذي صاغ على وتره النوبختي وأمثاله من أعضاء التنظيم السبئي، أغنية الشيعة
على مر العصور.
٩- فما كان من الأمير -كرم الله وجهه- إلا أن سير ابن سبأ إلى المدائن، عاصمة إيران آنذاك، فماذا كان
يفعل ذلك الزعيم التنظيمي المتمسلم في تلك البقاع من بلاد الإسلام؟ التي رفع راية الإسلام فوق ربوعها جيش الفتح
بقيادة الفاتح: سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في عهد الفاروق: عمر بن الخطاب -رضي الله عنه. هل كان في
عزلة؟ أم كان في نزهه؟ أم كان في خلوة؟ وهو الكاره الناقم على الراشد الفاروق، وعلى الصحابي الفاتح.
هناك في إيران بذور بذور التشيع الأولى، في تربة وبيئة ملائمة لبذوره، حيث صارت تنمو مع السنين، حتى
اكتملت أعوادها في القرن الثالث الهجري، بتأصيل النوبختي وأمثاله.
١٠ - ابن سبأ هو المؤسس لدين الشيعة، الذي وضع لهم أسس عقائدهم منها: الوصية (قوله: يوشع بن نون
وصي موسى، فيكون علي وصي محمد).
- الإمامة (أشهر القول بفرض إمامة علي).
- الغيبة والرجعة (لا يموت حتى يملك الأرض) فضلا عن: الولاية والبراءة، وطعن الخلفاء الراشدين -رضي الله
عنهم- وأرضاهم.
هذه نتائج عشر لازمة من قول (النوبختي) المذكور في كتابه: (فرق الشيعة) ومكانته عند الشيعة كما ذكرنا، فهل
جانب الصواب من قال: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية؟
إن من قال ذلك قد أصاب كبد الحقيقة، وهذه لوازم عشر من نص واحد من نصوص الشيعة، من كتبهم فكيف
بعشرات بل مئات النصوص، التي بعون الله يتم سطرها في هذا الكتاب، وجميعها أدلة علمية دامغة، تثبت للقارئ بما
لا يدع مجالا لأدنى شك، بأن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية.
والنوبختي عندما ساق عبارته: (فمن هناك قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية) لم يكن
يدري بعبارته هذه أنه يؤكد معنى عبارة: (يكاد المريب يقول خذوني).
ثانيا: القمي( ٧): (المتوفى سنة ٣٠١ ه) قبل النوبختي.
قال عن عبد الله بن سبأ ما قاله النوبختي، وذكر أن سبأ وأصحابه بعد خبر مقتل علي -كرم الله وجهه- توجهوا
إلى الكوفة، وحكى خبرهم هناك فقال: (ولما بلغ ابن سبأ وأصحابه نعي علي وهو بالمدائن قالوا للذي نعاه: كذبت يا
عدو الله، لو جئتنا بدماغه في صرة فأقمت على قتلة سبعين عدلا ما صدقناك، ولعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، وأنه لا
يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملك الأرض.
ثم مضوا من يومهم حتى أناخوا بباب علي، فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بحياته، الطامع في الوصول إليه.
فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه: سبحان الله أما علمتم أن أمير المؤمنين قد استشهد؟
قالوا: إنا نعلم أنه لم يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بسيفه وسوطه كما قادهم بحجته، وإنه ليسمع النجوى،
.( ويعرف تحت الديار المغفل، ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام، وهذا مذهب السبئية) انتهى( ٨
ولنا وقفة مع خبر (القمي) هنا لنلاحظ:
٧) هو سعيد بن عبد الله الأشعري القمي. كان من أهل بلدة (قم) في إيران، التي تتواجد فيها قيادة (الحوزة العلمية) للشيعة في إيران )
حاليا قالوا عن هذا القمي: (أبو القاسم سعيد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي، من أجلة شيوخ الطائفة وثقام، عده
الشيخ أي الطوسي في رجاله، من أصحاب الإمام العسكري وبالغوا في الثناء عليه، قال النجاشي في الفهرست ص ١٢٦ : شيخ
هذه الطائفة وفقيهها ووجهها. وقال الشيخ في رجاله عنه: جليل القدر صاحب تصانيف ويوجد ذكره الجميل في كتب التراجم
كلها، ثقة عند الاثني عشرية. انظر: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، تأليف: الشيخ محمد باقر السي الشيعي،
.١٨٧ - مؤسسة الوفاء بيروت ط ثانية ١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م ج صفر ص ١٨٦
.٢١- ٨) المقالات والفرق للأشعري سعد بن عبد الله القمي ص ٢٠ )
١- ابن سبأ كون جماعة حال مقامه في المدائن، (اعتنقت أفكاره، كان له عليهم من التأثير البالغ فقد تحركوا
بأمره، يلعنون ويجاهرون ببدعته عن: الغيبة والرجعة وكانوا من أهل إيران.
٢- يتضح من هذه المقالة الكره والمقت للعرب خاصة (لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه)، (لا يموت حتى
يسوق العرب بسيفه وسوطه).
والقائل هو ابن سبأ الذي أشاع الكره والمقت تجاه العرب، الذين كانوا هم بيضة الإسلام، وبعث الله تعالى منهم
خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، ونزل بلغتهم القرآن والذي قال مع ابن سبأ ذلك هم جماعة من إيران.
٣- الزعم بأن عل ي بن أبي طالب يعلم الغيب: (إنه ليسمع النجوى ويعرف تحت الديار المغفل).
أشركوه مع الله تعالى في العلم بالغيب، في صفة من صفاته تعالى، اختصا سبحانه في قوله: ﴿ما يكُونُ من
نجوى َثلَاَثة ِإلَّا هو راِبعهم وَلا خمسة ِإلَّا هو سادسهم وَلا َأدنى من ذَلك وَلا َأكَْثر ِإلَّا هو معهم َأين ما كَانوا﴾
.[ [اادلة: ٧
.[ وقوله تبارك اسمه: ﴿يعلَم السر وَأ خفَى﴾ [طه: ٧
مددوا ما في الآية الأولى إلى علي بن أبي طالب، بزعم أنه يسمع النجوى ومددوا ما في الآية الثانية إليه كذلك
بزعم معرفته بما تحت الديار المغفل، أي بما خفي خلف الجدران وما غفل عنه الناس من الأسرار.
٤- ركب السبئية جمال العربية، في وضع الخرافات والأساطير حول عل ي بن أبي طالب: (ويلمع في الظلام
كما يلمع السيف الصقيل الحسام) فكانوا الرواد الأوائل في ذلك الميدان لشيعتهم، فأثقلوا فيه كاهل أوراق كتبهم بمثل
تلك الخرافات والأساطير.
والتي سنشير إلى العشرات منها بمشيئة الله.
ثالثا: الكشي( ٩): المتوفى سنة ٣٤٠ ه.
الذي كانت داره مرتعا للشيعة. أكد ما أكده القمي والنوبختي في كتابه (معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين
المعروف برجال الكشي) أهم كتب الرجال عند الشيعة قال: (ذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا
فأسلم، ووالى عليا (ع)، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون: وصي موسى بالغلو، فقال في إسلامه بعد
في علي (ع) مثل ذلك، وكان أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة من أعدائه، وفاة رسول الله
.( وكاشف مخالفيه وأكفرهم، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة: أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية) انتهى( ١٠
ومن هذا النص نضيف على ما سبق اللمحة التالية: (وذكر بعض أهل العلم) ومن قبل قال: (النوبختي): (وحكى
جماعة من أهل العلم من أصحاب علي -عليه السلام)، فالخبر عندهم متواتر جماعة عن جماعة من أهل العلم الذين
أرخو تاريخهم، الموثوق فيهم عندهم..
وهناك روايتان أخرجهما الكشي الشيعي أيضا تثبتان شخصية ابن سبأ ولا اعتبار لدعوى حرقه بالنار، فالراجع
نفيه إلى المدائن.
قال: (وعن عبد الله بن سنان، قال: حدثني أبي عن أبي جعفر (ع) أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة، ويزعم
أن أمير المؤمنين (ع) هو الله تعالى عن ذلك، فبلغ ذلك أمير المؤمنين (ع) فدعاه وسأله، فأقر بذلك، وقال: نعم أنت
هو، وقد كان ألقى في روعي أنك أنت الله وأني نبي. فقال له أمير المؤمنين (ع): ويلك قد سخر منك الشيطان
٩) هو أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزير الكشي، من علماء الشيعة في القرن الرابع والهجري، كبير علماء التراجم المتقدمين )
عندهم الذي قالوا فيه: إنه ثقة عين بصير بالأخبار والرجال كثير العلم حسن الاعتقاد مستقيم المذهب، نقلا عن: الشيعة والسنة
.٢٠٩- ٢١ ، وانظر: بحار الأنوار للمجلسي الشيعي ج صفر ص ٢٠٥ - إحسان إلهي ظهير ص ٢٠
١٠ ) رجال الكشي ص ١٠١ ط مؤسسة الأعلمي كربلاء عراق ونقل: المامقاني إمام الجرح والتعديل عندهم مثل هذا عن (الكشي) )
في كتابه: "تنقيح المقال" ص ١٨٤ ج ٢ط طهران نقلا عن المصدر السابق ص ٢١ ، وانظر: اختيار معرفة الرجال المعروف برجال
- ٤٦٠ ه) ط إيران ١٣٨٤ ه - ص ١٠٨ - الكشي لشيخ الطائفة الإمامية أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( ٣٦٥
بحرف (ص) بين قوسين، أتبعوا ذكره ١٠٩ حديث برقم ١٧٤ ، ويلاحظ أن الشيعة في كتبهم، إذا ذكروا رسول الله
وإذا ذكروا أحد أئمتهم الاثني عشر، أتبعوا ذكره بحرف (ع) بين قوسين، ويقصدونذا الحرف ويقصدونذا الحرف عبارة
عبارة (عليه السلام) اختصار الصلاة على النبي بحرف (ص) ليست من عندنا.
فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام، فلم يتب فأحرقه بالنار وقال: إن الشيطان
.( استهواه فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك) انتهى( ١١
وقال الكشي في الرواية الثانية: عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول، وهو يحدث أصحابه
بحديث عبد الله بن سبأ وما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: إنه لما ادعى ذلك فيه استتابه
.( أمير المؤمنين -رضي الله عنه- فأبى أن يتوب فأحرقه في النار)انتهى( ١٢
الثابت أن ابن سبأ قد أفلت من الحرق، الذي احترق فيه بعض من افتتن بقوله، حيث راوغ وأظهر التوبة، كما
أظهر الدخول في الإسلام قبل ذلك، فكان نفيه إلى المدائن، وكان حرق المعاندين المنكوبين بفتنته.
روى الكشي الشيعي عن السبعين رجلا من الزط الذين ادعوا الربوبية في أمير المؤمنين قال: (عن أبي جعفر (ع))
قال: إن عليا (ع) لما فرغ من قتال أهل البصرة أتى سبعون رجلا من الزط فسلموا عليه وكلموه بلسام فرد عليهم
بلسام، وقال لهم: إني لست كما قلتم، أنا عبد الله مخلوق. قال فأبوا عليه، وقالوا له: أنت أنت هو. فقال لهم: لئن
لم ترجعوا عما قلتم في وتتوبوا إلى الله تعالى لأقتلنكم، قال: فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا، فأمر أن تحفر لهم آبار فحفرت،
ثم خرق بعضها إلى بعض ثم فرقهم فيها، ثم طم رءوسها ثم ألهب النار في بئر فيها، ليس فيها أحد، فدخل الدخان
.( عليهم فماتوا) انتهى( ١٣
والظاهر أن دعوى حرق ابن سبأ كانت محاولة مبكرة لإخفاء زعامته لتنظيمات الشيعة، كمحاولة الشيعة
المعاصرة لإعدام عار شخصيته، كما سنرى.
رابعا: ابن بابويه القمي: (المتوفى سنة ٣٨١ ه).
أخرج عن أبي عبد الله جعفر الصادق عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: إذا
فرغ أحدكم من الصلاة، فليرفع يديه إلى السماء، ولينصب في الدعاء.
.١٠٧- ١١ ) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة الطوسي الشيعي ص ١٠٦ )
. ١٢ ) المرجع السابق ص ١٠٧ حديث برقم ١٧١ )
. ١٣ ) المرجع السابق ص ١٠٩ حديث برقم ١٧٥ )
فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين: أليس الله في كل مكان؟
فقال: بلى. قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟
قال: أما تقرأ في القرآن: وفي السماء رزقكم وما توعدون؟
.( فمن أين يطلب الرزق إلا من موضعه، وموضع الرزق وما وعد الله في السماء) انتهى( ١٤
نلمح من هذا أن ابن سبأ عمد إلى التعالم والتزلف من الأمير -كرم الله وجهه- يسأله ويجادله، في فترة قبل نفيه
من الكوفة إلى المدائن.
خامسا: الطوسي: (المتوفى سنة ٤٦٠ ه).
روى عن أبان بن عثمان قال: (سمعت أبا عبد الله (ع) جعفر الصادق إمامهم السادس يقول: لعن الله عبد الله بن
سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين (ع)، وكان والله أمير المؤمنين -عليه السلام- عبدا لله طائعا، الويل لمن كذب
علينا، وإن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم) انتهى.
وروى أيضا عن علي بن الحسين زين العابدين أنه قال: (لعن الله من كذب علينا، إني ذكرت عبد الله بن سبأ
فقامت كل شعرة في جسدي لقد ادعى أمرا عظيما، ماله لعنه الله؟ كان عليا -عليه السلام- والله عبدا صالحا، أخو
الكرامة من الله إلا بطاعته) ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله ، رسول الله
انتهى.
وروى كذلك عن أبي عبد الله أنه قال: (إنا أهل بيت صديقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا
أصدق الناس لهجة، وأصدق البرية كلها، وكان مسيلمة يكذب عليه، بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله
١٤ ) فقيه من لا يحضره الفقه لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، وهو مشهور عندهم بلقب: )
(الصدوق) تحقيق السيد حسن الخراسان ط الخامسة، نشر الشيخ علي الأخوندي ج ١ ص ٢١٣ ، وقد أورد المدعو (الصدوق)
الحديث مرسلا عن أمير المؤمنين، وهو الحديث الثامن من باب التعقيب. انظر: ترجمة القمي هذا في "الكنى والألقاب" عباس
. القمي الشيعي ج ١ ص ٢٢١ إلى ٢٢٣
وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب وكان أمير المؤمنين -عليه السلام- أصدق من برأ الله بعد رسول الله
.( صدقه ويفتري على الله الكذب عبد الله بن سبأ لعنه الله) انتهى( ١٥
ادعاء الربوبية للإمام علي بن أبي طالب، مع إخراجه من العبودية لله تعالى إلى مقام الألوهية، حتى يعبده الناس من
دون الله، أو يشركوه مع الله في أصناف العبادة، مع الكذب عليه -رضي الله عنه- والعمل في تكذيب صدقه -رضي
الله عنه- مع افتراء الكذب على الله تعالى: ﴿ِإنما يفْترِي الْكَذب الَّذين َلا يؤمنونَ ِبآيات اللَّه وُأوَلئك هم الْكَاذبونَ﴾
. [ [النحل: ١٠٥
وسنجد أثر هذا التأليه، في العصمة الإمامية بارزا، كما سنجد أثر هذا الكذب، المركب المكعب، في الروايات
الموضوعة، على رسم عصمة الاثني عشر.
سادسا: ابن أبي الحديد: المتوفى سنة ٦٥٦ ه.
قال( ١٦ ): (وبمقتضى ما شاهد الناس من معجزاته؛ أي علي بن أبي بطالب وأحواله المنافية لقوى البشر، غلا فيه
من غلا حتى نسب إلى أن الجوهر الإلهي حل في بدنه، كما قالت النصارى في عيسى -عليه السلام. وأول من جهر
بالغلو في أيامه عبد الله بن سبأ، قام إليه وهو يخطب فقال له: أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له: ويلك من أنا؟
١٥ ) "اختيار رجال الكشي" لأبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي الملقب بشيخ الطائفة الإمامية لخَّصه شيخ الطائفة من )
- كتاب "رجال الكشي المسمى بمعرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين" وكتاب الطوسي هو المتداول بأيدي الشيعة اليوم ص ١٠٧
١٠٨ ، وأخرج كذلك هذه الروايات السي (الشيعي) المتوفى ١١١٠ ه في موسوعته الحديثية "بحار الأنوار" باب نفي الغلو في
النبي والأئمة ج ٧ ص ٢٤٩ إلى ٢٥١ وكذلك نجد ترجمة عبد الله بن سبأ في كتاب "نقد الرجال" للتفرشي الشيعي ت
١٠١٥ ه - وكتاب "جامع الرواة للأردبيلي الشيعي ت ١١٠٠ ه -وغيرها كثير والنصوص الثلاثة واردة في "اختيار معرفة
الرجال المعروف برجال الكشي" لشيخ الطائفة الإمامية أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي تصحيح حسن المصطفوي ط
١٧٤ على التوالي والرواية ١٧٤ جاءت أيضا برقم ٥٤٩ ص -١٧٣- ١٠٨ أحاديث أرقام ١٧٢ - إيران ١٣٤٨ ه ص ١٠٧
.١٠٤- ٣٠٥ ، وانظر: ترجمة الطوسي الشيعي هذا في "بحار الأنوار" للمجلسي الشيعي ج صفر ص ٩١
١٦ ) "شرح ج البلاغة الجامع لخطب ورسائل وحكم أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه وعلى آله السلام" لعبد الحميد )
٤٢٦ تحت - بن هبة الله بن محمد بن أبي الحديد المدائني، نشر دار الأندلس بيروت ط الثالثة ١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م ج ١ ص ٤٢٥
عنوان: (في بعض إخباراته الغيبية وظهور الغلاة بسبب ذلك). والضمير عائد إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن أبي
الحديد. معنزلي المذهب، وليس شيعيا تضمن شرحه لنهج البلاغة كثيرا من المبالغات في أربعة مجلدات؛ لذا وضعت كلامه هنا
بين كتاب الشيعة وكتب أهل السنة.
فقال: أنت الله. فأمر بأخذه، وأخذ قوما كانوا معه على رأيه وقد كان علي عثر على قوم خرجوا من محبته باستحواذ
الشيطان عليهم، إلى أن كفروا برم وجحدوا ما جاء به نبيهم، واتخذوه ربا وإلها، وقالوا: أنت خالقنا ورازقنا،
فاستتام وتوعدهم فأقاموا على قولهم، فحفر لهم حفرا دخن عليهم فيها، طمعا في رجوعهم، فأبوا فحرقهم بالنار.
وقال:
إني إذا رأيت أمرا منكرا وقَّدت ناري ودعون قنبرا
ثم إن جماعة من أصحاب علي منهم عبد الله بن عباس، شفعوا في عبد الله بن سبأ خاصة، وقالوا: يا أمير
المؤمنين: إنه قد تاب فاعف عنه، فأطلقه، بعد أن اشترط عليه ألا يقيم في الكوفة، فقال: أين أذهب؟ قال: المدائن.
فنفاه إلى المدائن، فلما قتل أمير المؤمنين -عليه السلام- أظهر مقالته، وصارت له طائفة وفرقه يصدوقونه ويتبعونه،
وقال لما بلغه قتل علي: والله لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة لعلمنا أنه لم يمت ولا يموت حتى يسوق العرب
بعصاه، فلما بلغ ابن عباس ذلك قال: لو علمنا أنه يرجع لما تزوجنا نساءه، ولا قسمنا ميراثه ويستطرد ابن أبي الحديد
قائلا: قال أصحاب المقالات:
واجتمع إلى عبد الله بن سبأ بالمدائن جماعة على هذا القول منهم: عبد الله بن صبرة الهمداني، وعبد الله بن عمرو
بن حرب الكندي، وآخرون غيرهم، وتفاقم أمرهم وشاع بين الناس قولهم، وصار لهم دعوة يدعون إليها، وشبهة
يرجعون إليها وهي: ما ظهر وشاع بين الناس من إخبار بالمغيبات حالا بعد حال، فقالوا: إن ذلك لا يمكن أن يكون
إلا من الله تعالى، ومن حلت ذات الإله في جسده…إلخ انتهى.
من كلام ابن أبي الحديد هنا يمكن إضافة التالي إلى ما سبق من لمحات في روايات أهل التشيع:
١- يقول: (وبمقتضى ما شاهد الناس من كراماته) لأن المعجزات للأنبياء، والكرامات للأولياء.
أما ما ظهر وشاع بين الناس من إخبار بالمغيبات حالا بعد حال فالذي تولى كبره وإشاعته هو: عبد الله بن سبأ
وجماعته، غلوا في الإمام علي -رضي الله عنه- وهو ما سنرى أثره وبصمته، في العقائد الشيعية، التي جعل الإمام علام
الغيوب.
٢- ابن سبأ أول من ألَّه عليا -كرم الله وجهه- ونجا من الحرق، بإظهار التوبة بعد الاستتابة، وكانت له طائفة
وفرقة وجماعة، تفاقم أمرهم، وشاع بين الناس قولهم، وهذه الفرقة، كان منها الأغبياء، الذين أصروا على قولتهم التي
حرضهم إليها ابن سبأ، فكان مصيرهم الإعدام حرقا حتى الموت. وكان منها الأذكياء الذين راوغوا إلى حين،
وأظهروا التوبة، مع زعيمهم، لما رأوا قوة وشكيمة الأمير -كرم الله وجهه- في الدفاع عن التوحيد، حتى إذا قتل،
عادوا إلى دسهم وتنفيذ مأرم في إفساد التوحيد، إا جمعية يهودية متمسلمة تأسست لهدم التوحيد وتأليه البشر.
المطلب الثاني
ابن سبأ في كتب السنة
أجمع أهل السنة قديما وحديثا، على مكائد أعداء الإسلام السبئية، بقيادة رئيسهم عبد الله بن سبأ، اليهودي
المتمسلم، في القرن الأول الهجري، الذي اعتنق الإسلام ليكيد لأهله، بإفساد دينهم وبذر بذور الفتنة والشقاق بينهم.
وأنتقي بعض ما جاء في كتب أهل السنة، قديمها وحديثها، عن ذلك السبئي المشهور المفضوح، دون تعليق مني
على تلك النصوص لكفاية عباراا دليلا على إثبات المطلوب.
١- قال الطبري المتوفى ٣١٠ ه:
(كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء، أمه سوداء، فأسلم زمان عثمان، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول
ضلالتهم، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه
حتى أتى مصر، فاعتمر فيهم، فقال لهم فيما يقول: لعجب من يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمدا يرجع، وقد
قال الله -عز وجل-: ﴿ِإنَّ الَّ ذي فَرض علَيك الْقُرآنَ َلرادك ِإَلى معاد﴾ [القصص: ٨٥ ]. محمد أحق بالرجوع من
عيسى قال: فقبل ذلك عنه. ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها.
ثم قال لهم بعد ذلك: إنه كان ألف نبي، ولكل نبي وصي، وكان علي وصي محمد، ثم قال: محمد خاتم الأنبياء،
وعلي خاتم الأوصياء.
وتناول أمر الأمة. ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان ، ثم قال بعد ذلك: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله
فاضوا في هذا الأمر فحركوه، وابدؤوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر.
فبث دعاته، وكاتب من كان استفسد في الأمصار وكاتبوه، ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعوا في عيوب ولام ويكاتبهم إخوام بمثل
ذلك، ويكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يصنعون، فيقرؤه أولئك في أمصارهم وهؤلاء في أمصارهم، حتى
.( تناولوا بذلك المدينة، وأوسعوا الأرض إذاعة، وهم يريدون غير ما يظهرون، ويسرون غير ما يبدون)( ١٧
٢- أبو الحسن عل ي بن إسماعيل الأشعري: المتوفى سنة ٣٣٠ هجرية.
قال: (السبئية أصحاب عبد بن سبأ، يزعمون أن عليا لم يمت وأنه يرجع إلى الدنيا قبل يوم القيامة، فيملأ الأرض
عدلا كما ملئت جورا، وذكورا عنه أنه قال لعلي: أنت أنت، والسبئية يقولون بالرجعة، أن الأموات يرجعون إلى
.( الدنيا)( ١٨
٣- وقال أبو الحسين الملطي ت ٣٧٧ ه:
في في باب ذكر الرافضة وأصناف اعتقادهم: (والصنف الذي يقال لهم السبئية يزعمون أن عليا شريك النبي
النبوة، وأن النبي مقدم عليه إذا كان حيا. فلما مات ورث النبوة، فكان نبيا يوحى إليه، ويأتيه جبريل بالرسالة، كذب
.( خاتم النبيين)( ١٩ أعداء الله، محمد
.٣٤١- ١٧ ) "تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك" لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، دار المعارف القاهرة ط الرابعة ج ٤ص ٣٤٠ )
والرواية المذكورة نقلها الطبري عن السري عن شعيب عن سيف عن عطية عن يزيد الفقعسي في أحداث عام ٣٥ ه ورواية
حلقات الرواة المتضمنة لسيف بن عمر التميمي، هي أصدق وأوثق الروايات التي يصح الاعتدادا في تاريخ الطبري، دون بقية
الروايات، فقد أورد الطبري روايات عن أبي مخنف وعن الواقدي وغيرهما، وكان حريصا على ذكر مصادر أخباره وتسمية رواا،
لتكون من أمرهم على بينة، وقال في آخر مقدمة كتابه: فما يكن في كتابي هذا من خبر يستنكره قارئه، من أجل أنه لم يعرف له
وجها في الصحة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا (انظر: مجلة الأزهر صفر ١٣٧٢ ص
٢١٥ ) فالواجب على الباحث الحذر، وتمحيص الروايات، ونبذ جميع ما يشوه السلف، حتى ولو كانت الرواية واردة في -٢١٠
تاريخ الطبري، وأن يعي أن التاريخ الإسلامي لم يبدأ تدوينه إلا بعد زوال بني أمية، وتولى تدوينه طوائف ثلاث: طائفة كانت
تنشد التقرب إلى مبغضي بني أمية، وأخرى حاقدة عمدت إلى تشويه سمعة أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وبني عبد شمس
جميعا، وثالثة من أهل الدين كالطبري وابن عساكر وابن الأثير وابن كثير، رأت من الإنصاف أن تجمع أخبار الإخباريين من كل
المذاهب والمشارب كلوط بن يحيى الشيعي المحترق، وسيف بن عمر العراقي المعتدل، مع إثبات الراوي ليكون الباحث على بصيرة
.٢٤٨- انظر: "العواصم من القواصم"، حاشية ص ١٧٧
١٨ ) "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" الأشعري مكتبة النهضة المصرية ط الثانية ١٣٨٩ ه بتحقيق محمد محي الدين عبد )
. الحميد ج ١ ص ٨٦
٤- وقال عبد الجبار الهمذاني ت ٤١٥ ه:
ولا يزال هؤلاء الشيع يقولون: الدلالة على أن أمير المؤمنين خير من أبي بكر وعمر وأن المعجزات كانت تظهر
على يديه: أن قوما في زمانه قد ادعوا فيه أنه إله العالمين ورب السماوات والأرضين، وأن مثل ذلك ما قيل في أبي بكر
وعمر قيل لهم: فقد ادعى قوم من الهند والعرب وغيرهم في الأصنام والبددة أا آلهة وأرباب وعبدوها، وادعى قوم
في الكواكب مثل ذلك، فينبغي على قياسكم أن يكون قد ظهر منها آيات ومعجزات. ومن عجيب الأمور أن أفعال
هؤلاء أي الأئمة وأقوالهم، تشهد بأم -عليهم السلام- ما ادعوا ما تدعيه الشيع لهم، من النصوص والوصايا
والمعجزات، وقد تيقن ذلك كل متوسم ومتأمل، فإن الذي ألقى في عسكر أمير المؤمنين، إلى قوم جهال لا يعرفون:
عبد الله بن سبأ وهو المعروف بابن سوداء، وكان يهوديا من ناحية اليمن، وكان خبيثا منكرا، فأظهر الإسلام في زمن
عثمان، وسار حتى أتى الحجاز، وأظهر التقشف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاختلاط بالمسلمين، وكان
يطلب الرئاسة فلم يقم له سوق، ولم يؤبه له، فرحل إلى الكوفة، فأقام مدة يطلب ذلك، واختلط بالصحابة، وتقرب
إلى أبي الدرداء وعبادة بن الصامت، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففطن أولئك له فنهوه، وتبين أمره بالشام
فرحل إلى مصر، وكان على هذا واغتر به قوم فأوقع خلافا بين الناس، ووافى عمار بن ياسر رسولا لعثمان إلى مصر
.( فحمل أقواما على أن بلغوا عمارا رحمة الله عليه، ممن بمصر عن الولاة مكروها، فثار من ذلك فتنة( ٢٠
٥- وقال عبد القاهرة البغدادي المتوفى ٤٢٩ ه:
السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في علي بن أبي طالب، وزعم أنه كما نبيا، ثم غلا فزعم أنه إله، ودعا إلى
ذلك قوما من غواة الكوفة، ورفع خبرهم إلى علي -رضي الله عنه- وأمر علي بإحراق قوم منهم في حفرتين. ثم إن
١٩ ) "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي، تعليق محمد زاهد الكوثري، مكتبة المثنى بغداد )
.١٤٨-٢٦ - ١٣٨٨ ه ص ٢٥
٢٠ ) "تثبيت دلائل النبوة" لقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد الهمذاني، حققه وقدم له الدكتور عبد الكريم عثمان، دار العربية )
.٥٤٥- للطباعة والنشر بيروت ج ٢ ص ٥٤٤
عليا -رضي الله عنه- خاف من إحراق الباقين منهم شماتة أهل الشام، وخاف اختلاف أصحابه عليه، فنفى ابن سبأ
.( إلى ساباط المدائن( ٢١
٦- ابن طاهر التميمي البغدادي ت ٤٢٩ ه:
قال تحت عنوان: بيان أحكام الكفر وأهل الأهواء والبدع، وحكم الغلاة من الروافض: أتباع ابن سبأ الذي
ادعى إلهية علي -رضي الله عنه- في حياته، وزعم أنه في السحاب، وأن الرعد صوته والبرق سوطه، ومنهم فرقة يقال
لهم الكاملية أكفروا الصحابة بتركهم بيعة علي، وأكفروا عليا بترك قتالهم، فهؤلاء كلهم مرتدون عن الدين،
.( وحكمهم حكم أهل الردة( ٢٢
٧- وقال ابن خلدون ت ٨٠٨ ه:
عبد الله بن سبأ ويعرف بابن السوداء، كان يهوديا، وهاجر أيام عثمان فلم يحسن إسلامه، وأخرج من البصرة
فلحق بالكوفة، ثم الشام وأخرجوه، فلحق مصر، وكان يكثر الطعن على عثمان ويدعو في السر لأهل البيت، ويقول:
إن محمدا يرجع كما يرجع عيسى، وعنه أخذ ذلك أهل الرجعة، وأن عليا وصي رسول الله حيث لم تجز وصيته، وأن
عثمان أخذ الأمر بغير حق، ويحرض الناس على القيام في ذلك والطعن على الأمراء، فاستمال الناس بذلك في الأمصار
.( وكاتب به بعضهم بعضا( ٢٣
٨- وقال ابن حزم الأندلسي ت ٤٥٦ ه:
٢١ ) "الفَرق بين الفرق" للبغدادي، (الفصل الأول في ذكر قول السبئية وبيان خروجها عن ملة الإسلام) تأليف عبد القاهر بن محمد )
.١٧٩ :١٧٧- البغدادي الإسفرائيني التميمي، دار الكتب العلمية بيروت ط أولى ١٤٠٥ ه ١٩٨٥ م ص ١٦
٢٢ ) أصول الدين أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي، ط أولى، التزم وطبعه مدرسة الإلهيات بدار الفنون التركية )
. باستانبول مطبعة الدولة ١٣٤٦ ه - ١٩٢٨ م ص ٣٣٢
١٠٢٨ . وابن خلدون هو أبو زيد - ٢٣ ) "تاريخ العلامة ابن خلدون"، دار الكتاب اللبناني بيروت ط ثالثة ١٩٦٧ ج ٢ ص ١٠٢٧ )
عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المالكي الإشبيلي صاحب (مقدمة ابن خلدون خزانة العلوم الاجتماعية والسياسية
والأدبية) توفي بالقاهرة.
من الفرق الغالية الذين يقولون بالإلهية لغير الله -عز وجل- أولهم فرقة من أصحاب عبد الله بن سبأ الحميري
لعنه الله، أتوا إلى علي بن أبي طالب فقالوا مشافهة، أنت هو فقال: ومن هو؟ قالوا: أنت الله. فاستعظم الأمر، وأمر
بنار فأججت، وأحرقهم بالنار، فجعلوا يقولون وهم يرمون في النار: الآن صح عندنا أنه الله تعالى؛ لأنه لا يعذب
.( بالنار إلا رب النار( ٢٤
٩- وقال الشهرستاني ت ٥٤٨ ه:
بعد إيراده موجز روايات المحدثين والمؤرخين في ابن سبأ والسبئية قال: وهو أي عبد الله بن سبأ أول من أظهر
القول بالنص بإمامة علي، ومنه انشعبت أصناف الغلاة، زعم أن عليا حي لم يمت، وفيه الجزء الإلهي، ولا يجوز أن
يستولي عليه، وهو الذي يجيء في السحاب إلى قوله: وإنما أظهر ابن سبأ هذه المقالة بعد انتقال علي -رضي الله عنه-
واجتمعت عليه جماعة، وهم أول فرقة قالت بالتوقف؛ الوقف والغيبة والرجعة، وقالت بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة
.( بعد علي( ٢٥
١٠ - ابن عساكر المتوفى ٥٧١ ه قال:
عبد الله بن سبأ تنسب إليه الطائفة السبئية، وهم الغلاة من الرافضة أصلهم من أهل اليمن، كان يهويا من أمة
سوداء، فأظهر الإسلام وطاف بلاد المسلمين، ليلفتهم عن طاعة الأئمة، ويلقي بينهم الشر، وكان قد بدأ أولا
بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم دخل دمشق أيام عثمان بن عفان فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام،
.( فأخرجوه حتى أتى مصر، فاعتمر فيهم وأظهر مقالته بينهم( ٢٦
١١ - ابن الأثير الجزري المتوفى ٦٣٠ ه قال:
. ٢٤ ) "الفصل في الملل والأهواء والنحل" ابن حزم الأندلسي، ط محمد على صبيح، القاهرة ج ٤ ص ١٤٢ )
. ٢٥ ) الملل والنحل الشهرستاني دار الفكر ص ١٧٤ )
٢٦ ) "ذيب تاريخ دمشق الكبير" أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر، دار المسيرة بيروت ط )
الثانية ١٣٩٩ ه - ١٩٧٩ م- ج ٧ ص ٤٣١ ، وسيرد بإذن الله ما جاء عن ابن سبأ في هذا المرجع من ص ٤٣١ إلى ٤٣٤
خلال البحث.
عبد الله بن سبأ رأس الغلاة من الرافضة وهو الذي قال لعلي -رضي الله عنه-: أنت الإله، فنفاه إلى المدائن، وله
.( أصحاب كانوا يعتقدون أن عليا لم يمت وأنه في السحاب( ٢٧
١٢ - وقال السمعاني المتوفى ٥٦٢ ه:
والذي أشار إلى كون الخوارج والرافضة هما جناحان لابن سبأ: عبد الله بن وهب السبئي رئيس الخوارج، وظني
أن ابن وهب هذا منسوب إلى عبد الله بن سبأ فإنه من الرافضة، وجماعة منهم ينسبون إليه يقال لهم: السبئية، وعبد
الله بن سبأ هو الذي قال لعلي -رضي الله عنه-: أنت الإله حتى نفاه إلى المدائن، وزعم أصحابه أن عليا -رضي الله
عنه- في السحاب، وأن الرعد هو صوته، والبرق سوطه، وفي هذا قال قائلهم:
( ومن قوم إذا ذكروا عليا يصلون الصلاة على السحاب( ٢٨
١٣ - وقال ابن تيمية المتوفى ٧٢٨ ه:
الرافضة تنتحل النقل عن أهل البيت، لما لا وجود له، وأصل من وضع ذلك لهم زنادقة، مثل رئيسهم الأول: عبد
نص على علي بالخلافة، وأنه ظلم ومنع حقه، وقال: إنه الله بن سبأ، الذي ابتدع لهم الرفض، ووضع لهم أن النبي
.( كان معصوما وغرض الزنادقة بذلك التوسل إلى هدم الإسلام، ولهذا كان الرفض باب الزندقة والإلحاد( ٢٩
١٤ - وقال الذهبي المتوفى ٧٤٨ ه:
عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ضال مضل...زعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء، وعلمه عند علي، فنهاه
.( علي بعد أن هم به( ٣٠
٢٧ ) "اللباب في ذيب الأنساب"، عز الدين ابن الأثير الجزري الشيباني، دار صادر بيروت ج ٢ ص ٩٨ ، وأيضا تردد ذكر ابن )
٣٦ ه ط دار الفكر بيروت ١٣٩٨ ه - ١٩٧٨ م. - سبأ في "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٢ حوادث ٣٠
٢٨ ) "الأنساب" للإمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني حققه محمد عوامه والناشر محمد أمين دمج بيروت )
. ط أولى ١٣٩٦ ه ١٩٧٦ م ج ٧ ص ٢٤
. ٢٩ ) "الفتاوى" ج ٢٢ ص ٣٦٧ وقد ورد ذكر ابن سبأ كذلك في مواضع كثيرة من "منهاج السنة" منها ج ٣ ص ٢٦١ )
١٥ - وقال الحافظ ابن كثير المتوفى ٧٧٤ ه:
وذكر سيف بن عمر سبب تألب الأحزاب على عثمان، أن رجلا يقال له: عبد الله بن سبأ، كان يهوديا، فأظهر
الإسلام، وسار إلى مصر، فأوحى إلى طائفة من الناس كلاما، اخترعه من عند نفسه، مضمونه أنه يقول للرجل أليس
أفضل منه فما تنكر قد ثبت أن عيسى بن مريم سيعود إلى هذه الدنيا؟ فيقول الرجل: نعم، فيقول له: فرسول الله
أن يعود إلى هذه الدنيا وهو أشرف من عيسى بن مريم -عليه السلام؟ ثم يقول: وقد أوصى إلى علي بن أبي طالب،
محمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء، ثم يقول: فهو أحق بالإمرة من عثمان، وعثمان معتد في ولايته ما ليس له،
فأنكروا عليه، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فافتتن به بشر كثير من أهل مصر، وكتبوا إلى جماعات من
.( عوام أهل الكوفة والبصرة، فتمالئوا على ذلك، وتكاتبوا فيه، وتواعدوا أن يجتمعوا في الإنكار على عثمان( ٣١
١٦ - وقال المقريزي ت ٨٤٥ ه:
(وحدث أيضا في زمن الصحابة -رضي الله عنهم- مذهب التشيع لعلي ابن أبي طالب -رضي الله عنه- والغلو
فيه، فلما بلغه ذلك أنكره وحرق بالنار جماعة ممن غلا فيه وقام في زمنه عبد الله بن وهب بن سبأ، المعروف بابن
لعلي بالإمامة من بعده فهو وصي رسول الله وخليفته على أمته السوداء السبئي، وأحدث القول بوصية رسول الله
من بعده بالنص. وأحدث القول برجعة علي بعد موته إلى الدنيا، وبرجعة رسول الله أيضا وزعم أن عليا لم يقتل وأنه
حي، وأن فيه الجزء الإلهي، وأنه هو الذي يجيء في السحاب، وأن الرعد صوته والبرق سوطه، وأنه لا بد أن يترل إلى
الأرض فيملؤها عدلا كما ملئت جورا.
ومن ابن سبأ هذا تشعبت أصناف الغلاة من الرافضة، وصاروا يقولون بالوقف، يعنون أن الإمامة موقوفة على
أناس معينين، كقول الإمامية بأا في الأئمة الاثني عشر، وقول الإسماعيلية بأا في ولد إسماعيل بن جعفر الصادق،
وعنه أيضا أخذوا القول بغيبة الإمام والقول برجعته بعد الموت إلى الدنيا، كما يعتقد الإمامية إلى اليوم في صاحب
٣٠ ) "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" أبي عبد الله بن أحمد بن عثمان الذهبي، دار أحياء الكتب العلمية عيسى البابي الحلبي ط أول )
١٢٨ جاء ذكر ابن سبأ في حوادث - ١٣٨٢ ه - ١٩٦٣ م ج ٢ ص ٤٢٦ ، وكذا في "تاريخ الإسلام" للذهبي ج ٢ ص ١٢٢
عام ٣٥ ه.
٣١ ) "البداية والنهاية" أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي ج ٧ ص ١٦٧ ما بعدها، مكتبة المعارف بيروت ط ثانية ١٣٩٤ ه )
١٩٧٤ م ويرد في صفحات أخرى خلال البحث بإذن الله.
السرداب، وهو القول بتناسخ الأرواح، وعنه أخذوا أيضا القول بأن الجزء الإلهي يحل في الأئمة بعد علي بن أبي
طالب، وأم بذلك استحقوا الإمامة بطريق الوجوب كما استحق آدم -عليه السلام- سجود الملائكة، وعلى هذا
الرأي كان اعتقاد دعاة الخلفاء الفاطميين ببلاد مصر. وابن سبأ هذا هو الذي أثار فتنة عثمان بن عفان -رضي الله
عنه- حتى قتل.. وكان له عدة أتباع في عامة الأمصار وأصحاب كثيرون في معظم الأقطار فكثرت لذلك
.( الشيعة)( ٣٢
١٧ - ابن حجر العسقلاني المتوفى ٨٥٢ ه
قال ما مضمونه (حذفا لأسانيده): عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ضال مضل، زعم أن القرآن جزء من تسعة
أجزاء وعلمه عند علي… أول من كذب عبد الله بن سبأ، وأن المسيب بن نجبة أتى به إلى المنبر، فقالوا: ما شأنه:
قال: يكذب على الله وعلى رسوله. وقال علي بن أبي طالب لعبد الله بن سبأ: والله ما أفضى إلى رسول الله بشيء
كتمه أحدا من الناس، ولقد سمعته يقول: إن بين يدي الساعة ثلاثون كذابا وإنك لأحدهم، وعندما دخل سويد بن
غفلة على علي بن أبي طالب في إمارته وقال له: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر يرون أنك تضمر لهما مثل
ذلك، منهم عبد الله بن سبأ أول من وقع في أبي بكر وعمر.
فكان رد علي -رضي الله عنه-: ما لي ولهذا الخبيث الأسود، معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل. ثم سيره
إلى المدائن، وقال: والله لا يساكنني في بلدة أبدا، ثم ض إلى المنبر حتى اجتمع الناس فذكر القصة في ثنائه عليهما
بطوله. وفي آخره: ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري. وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في
.( التواريخ وليست له رواية ولله الحمد( ٣٣
- ٣٢ ) "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" المعروف بالخطط المقريزية تقي الدين أبي العباس دار صادر بيروت ج ٢ ص ٣٥٦ )
.٣٥٧
.٢٩٠- ٣٣ ) "لسان الميزان" شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ج ٣ ص ٢٨٩ )
١٨ - قال السيد محمد رشيد رضا ت ١٣٥٤ ه:
(كان التشيع للخليفة الرابع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مبدأ تفرق هذه الأمة المحمدية في دينها وفي
سياستها، وكان مبتدع أصوله يهودي اسمه: عبد الله بن سبأ، أظهر الإسلام خداعا، ودعا إلى الغلو في علي -كرم الله
.( وجهه- لأجل تفريق هذا الأمة، وإفساد دينها ودنياها عليها).( ٣٤
١٩ - وقال أحمد أمين ت ١٣٧٣ ه:
(وانتشرت الجمعيات السرية، في آخر عهد عثمان، تدعو إلى خلعه وتولية غيره، ومن هذه الجمعيات من كانت
تدعو إلى علي، ومن أشهر الدعاة له: عبد الله بن سبأ، وكان من يهود اليمن فأسلم، فقد تنقل في البصرة والكوفة
والشام ومصر يقول: إنه كان لكل نبي وصيا، وعلي وصي محمد، فمن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله ووثب على
وصيه، وكان من أكبر الذين ألبوا على عثمان حتى قتل.
وقال: وفكر الرجعة أخذها ابن سبأ من اليهودية، فعندهم أن النبي إلياس صعد إلى السماء وسيعود فيعيد الدين،
إلى قوله: وتطورت هذه الفكرة عند الشيعة إلى العقيدة باختفاء الأئمة، وأن الإمام المختفي سيعود، فيملأ الأرض
عدلا، ومنها نبعث فكرة المهدي المنتظر.
وقال: والحق أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد، ومن كان يريد إدخال
تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزرادشتية) إلى قوله: كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت ستارا، يضعون
.( وراءه كل ما شاءت أهواؤهم، فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة)( ٣٥
٦ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد بن علي القلموني البغدادي الأصل - ٣٤ ) نقلا عن "السنة والشيعة" لإحسان إلهي ظهير ص ٤ )
الحسيني النسب، صاحب مجلة "المنار" وأحد رجال الإصلاح الإسلامي، ولد ونشأ في القلمون من أعمال طرابلس الشام
١٢٨٢ ه ورحل إلى مصر فاتصل بالشيخ محمد عبده وتتلمذ له، وأنشأ مدرسة الدعوة والإرشاد وقام برحلات، كان عضوا
بامع العلمي العربي بدمشق من علماء الأدب والتاريخ والحديث والتفسير، توفي بمصر انظر: "الأعلام" خير الدين الزركلي القاهر
٣٦٢ ، وانظر: عنه كذلك، "معجم المؤلفين" عمر رضا - ط ثالثة ١٣٨٩ ه وطبعه دار العلم للملايين، بيروت ج ٦ ص ٣٦١
.٣١١- كحالة دار إحياء التراث العربي، بيروت ج ٩ ص ٣١٠
٢٧٦ على التوالي. -٢٧٠- ٣٥ ) "فجر الإسلام" أحمد أمين دار الكتاب العربي بيروت ط عاشرة ١٩٦٩ م ص ٢٥٤ )
٢٠ - قال الشيخ محمد أبو زهرة:
في مقام تعداده لأسباب الفتن في عهد عثمان -رضي الله عنه-:
(ومن الأسباب، وهو أعظمها: وجود طوائف من الناقمين على الإسلام، الذين يكيدون لأهله، ويعيشون في
ظله، وكان أولئك يلبسون لباس الغيرة على الإسلام، وقد دخلوا في الإسلام ظاهرا، وأضمروا الكفر باطنا، فأخذوا
يشيعون السوء عن ذي النورين عثمان، ويذكرون علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالخير، وينشرون روح الفتنة
.( في البلاد، ويتخذون مما يفعله بعض الولاة ذريعة لدعايتهم، وكان الطاغوت الأكبر لهؤلاء: عبد الله بن سبأ( ٣٦
٢١ - محمد فريد وجدي في دائرة المعارف قال:
السبئية أتباع عبد الله بن سبأ، الذي غلا في الانتصار لعلي، وزعم أنه كان نبيا ثم غلا فزعم أنه إله، ودعا إلى
ذلك قوما من أهل الكوفة فاتصل خبرهم بعلي فأمر بإحراق قوم منهم في حفرتين ثم خاف علي من إحراق الباقين أن
ينتقض عليه قوم، فنفى ابن سبأ للمدائن فلما قتل علي زعم ابن سبأ أن المقتول ليس عليا، وإنما كان شيطانا تصور
للناس في صورة علي، وأن عليا صعد إلى السماء كما صعد إليها عيسى بن مريم -عليه السلام- وقال: كما كذبت
اليهود والنصارى في دعواها قتل عيسى، كذلك كذبت النواصب والخوارج في دعواها قتل علي، وإنما رأت اليهود
والنصارى شخصا مصلوبا شبهوه بعيسى، كذلك القائلون بقتل علي رأوا قتيلا يشبه عليا فظنوا أنه علي، وعلي قد
صعد إلى السماء، وأنه سيترل إلى الدنيا وينتقم من أعدائه، وزعم بعض السبئية أن عليا في السحاب، وأن الرعد
صوته، ومن سمع منهم صوت الرعد قال: عليك السلام يا أمير المؤمنين.
وكان ابن السوداء في الأصل يهوديا من أهل الحيرة، فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق
ورياسة، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصي، وأن عليا وصي محمد، فلما سمعوا ذلك قالوا لعلي إنه من
محبيك، فرفع علي قدره وأجلسه تحت درجة منبره، ثم بلغه عنه غلوه فيه، فهم بقتله، فنهاه ابن عباس عن ذلك وقال
له: إن قتلته اختلف عليك أصحابك وأنت عازم على العود إلى قتال أهل الشام وتحتاج إلى مداراة أصحابك، فنفاه إلى
المدائن.
- ٣٦ ) "تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسية والعقائد وتاريخ المذاهب الفقهية"، الإمام محمد أبو زهرة دار الفكر العربي ص ٢٩ )
وقد توفي ١٣٩٣ ه -رحمه الله.
وافتتن به الرعاع بعد مقتل علي وقال لهم ابن السوداء: والله لينبعن لعلي في مسجد الكوفة عينان تفيض إحداهما
عسلا والأخرى سمنا، ويغترف منها الشيعة.
وقال المحققون من أهل السنة: إن ابن السوداء كان على هوى دين اليهود، وأراد أن يفسد على المسلمين دينهم،
بتأويلاته في علي وأولاده، لكي يعتقدوا فيه ما اعتقدت النصارى في عيسى -عليه السلام- فانتسب إلى الرافضة
.( السبئية حين وجدهم أعرق أهل الأهواء في الكفر ودلس ضلالته في تأويلاته…إلخ)( ٣٧
٢٢ - أنور الجندي قال:
(قصة عبد الله بن سبأ ليست في حاجة إلى مزيد، فقد كان يهوديا ادعى الإسلام، وانتهز فرصة ما وجه لسياسة
عثمان من النقد في بعض التصرفات، فأشغل الفتنة، وأنزل بالعالم الإسلامي نارا ظلت متأججة مئات السنين، فهو
الذي طرح في أفق الفكر الإسلامي مذاهب الرجعة والوصية، ووضع أحاديث يدعما رأيه، كما أشاع نظرية الحق
الإلهي).
وقال: (ويشير الباحثون إلى أن محاولة اليهود لاحتواء الإسلام بدأت منذ وقت مبكر، بادعاء بعض اليهود اعتناق
الإسلام، ومحاولتهم إحداث الفتن بين المسلمين وإفساد عقيدم، ومن أول ذلك وضع الأحاديث، وكان لعبد الله بن
سبأ دوره في هذا وفي الفتنة على عهد عثمان، فقد وضع تعاليمه لهدم الإسلام، وألف جمعية سرية لبثّ تعاليمه، ومن
أعماله تألب أهل مصر على عثمان، وفي الفكر الباطني والمذاهب الضالة المتسترة بالتشيع من هذه المفاهيم الكثيرة).
وقال: (ولما انتهت المعارك بانتصار المسلمين وثبات الإسلام، حيث دانت لهم الجزيرة العربية كلها بدأت
مؤامرام اليهود بالكيد والدس وتزييف الحقائق، بما أطلق عليه اسم الإسرائيليات، والاغتيال والقتل، فكانوا وراء
مقتل عمر وعثمان وعلي، ووراء مؤامرة الخلاف بين الصحابة التي قادها عبد الله بن سبأ وكان له فيها دور
.( خطير)( ٣٨
.١٩- ٣٧ ) "دائرة معارف القرن العشرين" ج ٥ ص ١٧ )
٣٨ ) "المخططات التلمودية اليهودية الصهيونية في غزو الفكر الإسلامي" أنور الجندي دار الاعتصام ط الثانية ١٣٩٧ ه ١٩٧٧ م )
ص ١٩٤ ،١٢٠ ،١١٩ على التوالي.
ونكتفي بتلك النصوص، وهي قليل من كثير، وقد أثبتت دور تلك الشخصية في صدر الإسلام، وسنرى بمشيئة
الله خلال البحث وثاقة الصلة بين أفكار ابن سبأ، وبين جميع ما أحدثه الشيعة من أفكار وأفعال في محيط عالم
الإسلام، مما دعانا إلى اعتباره هو المؤسس وإلى المطلب الثالث من مطالب بحثنا عن المؤسس.
المطلب الثالث
الأصل اليهودي اليمني لابن سبأ
أولا: الأصل اليهودي:
الأصل اليهودي لابن سبأ لم يكن محل خلاف في الروايات التاريخية، أو لدى كتب الفرق وفي آراء المتقدمين
أمثال: الطبري وابن عساكر، وابن الأثير وابن حزم، أو أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية عليهم رحمة الله( ٣٩ ). هذا فضلا
عن مراجع الشيعة أنفسهم.
.( جاء في تاريخ الطبري: (كان عبد الله بن سبأ يهوديا، من أهل صنعاء)( ٤٠
.( وقال البغدادي: (وكان ابن السوداء في الأصل يهوديا)( ٤١
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق: عبد الله بن سبأ، فإنه
أظهر الإسلام وأبطن اليهودية، وطلب أن يفسد الإسلام، كما فعل بولص النصراني، الذي كان يهوديا في إفساد دين
.( النصارى)( ٤٢
ثانيا: الأصل اليمني:
الراجح من الروايات، أن نشأة ابن سبأ اليهودي كانت في اليمن، من صنعاء، كما روى الطبري، وأيده ابن
.( عساكر: (عبد الله بن سبأ الذي تنسب إليه السبئية أصله من أهل اليمن)( ٤٣
. ٣٩ ) "عبد الله بن سبأ" سليمان بن حمد العودة نشر دار طيبة ط الأولى ص ٤٥ )
. ٤٠ ) ج ٤ ص ٣٤٠ )
. ٤١ ) "الفَرق بين الفرق" ص ١٧٨ )
٤٢ ) "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي وابنه محمد ج )
. ٢٨ ص ٤٨٣
. ٤٣ ) "تاريخ مدينة دمشق" ص ٢٣ نقلا عن "عبد الله بن سبأ" لسليمان بن حمد العودة ص ٣٩ )
حيث كان لليهود وجود فيها، يرجع في بعض الآراء إلى سنة ٧٠ م، وذلك حينما نزح اليهود من فلسطين، بعد
أن دمرها الإمبراطور الروماني (تيتوس) وحطم هيكل (أورشليم)، وعلى إثر ذلك تفرق اليهود في الأمصار، ووجد
بعضهم في اليمن بلدا آمنا، والتجؤوا إليه وفيه انتشرت اليهودية، وبعد أن استولى الأحباش على اليمن سنة ٥٢٥ م
بدأت النصرانية تدخل اليمن( ٤٤ ). ولكن اليهودية وإن ضعفت في اليمن، بدخول الأحباش فيها، فإا بقيت مع ذلك
محافظة على كياا، فلم تنهزم ولم تجتث من أصولها( ٤٥ ). فنشأة ابن سبأ كانت في بيئة يهودية، واليهودية التي عاشها
كانت تمتزجا تعاليم المسيحية.
ونستطيع بعد هذا أن نفهم الازدواجية في التأثير في الآراء، التي نادىا ابن سبأ وخاصة في عقيدة (الرجعة)،
و(الوصية) حينما قال: (العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمدا يرجع وقد قال الله -عز وجل-: ﴿ِإنَّ
الَّ ذي فَرض علَيك الْقُرآنَ َلرادك ِإَلى معاد﴾ .فمحمد أحق بالرجوع من عيسى… ولكل نبي وصي، وكان علي
.( وصي محمد)( ٤٦
ثالثا: ولا تعارض بين ما رآه البغدادي:
.( (وكان ابن سبأ في الأصل يهوديا من أهل الحيرة)( ٤٧
وتابعه أبو زهرة: (السبئية: وهم أتباع عبد الله بن سبأ، وكان يهوديا من أهل الحيرة، أظهر الإسلام، وأمه
.( سوداء، وكذلك يقال عنه: ابن السوداء وقد أشرنا أنه كان من أشد الدعاة ضد سيدنا عثمان وولاته)( ٤٨
وبين كون ابن سبأ يمنيا من أهل صنعاء وصنعاء عاصمة سبأ فهو سبئي، يمني، صنعاني كذلك.
.١٥٩- ٤٤ ) "اليمن عبر التاريخ" أحمد حسين ط الثالثة ١٤٠٠ ه الرياض ص ١٥٨ )
. ٤٥ ) "تاريخ العرب قبل الإسلام" جواد علي ج ٦ ص ٣٤ )
.٤٦- ٤٦ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤٠ ، وانظر: "عبد الله بن سبأ" سليمان بن حمد العودة ص ٤٥ )
. ٤٧ ) "الفَرق بين الفرق" ص ١٧٨ )
. ٤٨ ) "تاريخ المذاهب الإسلامية" الإمام محمد أبو زهرة دار الفكر العربي ص ٣٨ )
فمن ذكر أنه من أهل الحيرة( ٤٩ )... ذكره بالنظر إلى زمن مكثه وإقامته في منطقة الكوفة والمدائن، حيث كون
العيون والأعوان في جمعيته السرية، وهو بعد أن نزح من صنعاء وفي تجواله في البلاد، دخل الكوفة في عهد عثمان -
رضي الله عنه- ثم أخرج منها سنة ٣٣ ه.
إلا أن صلته بالكوفة لم تنته فلقد بقيت ذيول الفتنة، في الرجال الذين بقي يكاتبهم ويكاتبونه، وتختلف الرجال
.( بينهم( ٥٠
ثم عاد إلى الكوفة بعد تنفيذ مؤامرته في قتل ذي النورين، وكانت عودته في ركاب السبئية المنبثين في جيش علي
بن أبي طالب -كرم الله وجهه- وأقاما زمنا إلى أن ألَّه الأمير -كرم الله وجهه- فنفاه إلى المدائن وعاد إليها ثالثة
بعد مقتل الأمير ينشر مقالته ويبدو أنه كان يتلون، فتارة يقول عن نفسه: إنه من اليمن، وأخرى يقول إنه من الحيرة.
رابعا: فإذ أضفنا إلى ما تقدم
أن قبيلة حمير من القبائل التي سكنت الكوفة، أصلها من القبائل النازحة من الجنوب، وقد سبق وبسطوا نفوذهم
في اليمن سنة ٢٧٥ م( ٥١ ) ويذكر أن عاصمتهم كانت ظفار( ٥٢ ) وأن ابن حزم نسب ابن سبأ إلى حمير فقال: والقسم
.( الثاني من فرق الغالية يقولون بالإلهية لغير الله -عز وجل- فأولهم قوم من أصحاب عبد الله بن سبأ الحميري( ٥٣
ولاحظنا كذلك أن قبيلة "مذحج" كانت من القبائل المرتدة، وكان عليها ومن يليها: الأسود العنسي
الكاهن( ٥٤ ). وسكنت الكوفة كذلك.
٤٩ ) الحيرة: بالكسر ثم السكون وفتح الراء: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة، على موضع يقال له (النجف) وقد نزل )
العرب العراق واتخذوا من الحيرة والأنبار منزلا وصار فيها من جميع القبائل، مذحج، وحمير، وطيء إلخ "معجم البلدان" ج ٢
. ص ٣٢٨
. ٥٠ ) "الطبري" ج- ص ٣٢٧ ابن الأثير ج ٣ ص ١٤٤ )
. ٥١ ) "محاضرات في تاريخ العرب" صالح العلي ط السادسة بغداد ج ١ ص ٢٧ )
. ٥٢ ) "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" جواد علي ط الأولى بيروت ١٩٦٩ م ج ٢ ص ٥١٠ )
. ٥٣ ) "الفصل في الملل والأهواء والنحل" ط الأولى ١٣٢١ ه مطبعة التمدن ج ٤ ص ١٧٦ )
. ٥٤ ) "البداية والنهاية" لابن كثير ج ٦ ص ٣٥٢ )
وأن قبيلة النخع قبيلة يمنية من قبائل "مذحج" برز منها الأشتر النخعي ممن ألَّب على مقتل الخليفة الراشد، عثمان
.( بن عفان -رضي الله عنه- وكان رأسا من رؤوس الفتنة، وقاد الطغمة، التي خرجت من منطقة الكوفة( ٥٥
إذا لاحظنا ذلك عن حمير، ومذحج، والنخع وجميعهم ممن سكنوا الكوفة وما يليها من الحيرة، وما كان لابن سبأ
فيها من إقامة ونشاط، حيث نزل على أهل ربعة اليمني أمكن فهم السبب في نسبة ابن سبأ إلى الحيرة، فضلا عن
نسبته إلى اليمن وصنعاء وسبأ وحمير. ولا تعارض.
خامسا: وأمكن كذلك التفطن إلى نوعية البشر الذين نزل فيهم ابن سبأ في تلك المنطقة.
وتمكنه من تنظيم جناح كوفي فعال في تنظيمه السري، من الموتورين الحاقدين، الذين لم يتمكن الإسلام في
قلوم، بقيادة الأشتر المذكور كما سيأتي بيانه بإذن الله.
قال ابن تيمية: وأما أهل الكوفة، فلم يكن الكذب في أهل بلد أكثر منه فيهم، ففي زمن التابعين، كانا خلق
.( كثيرون منهم معروفين بالكذب، لا سيما الشيعة، فإم أكثر الطوائف كذبا باتفاق أهل العلم( ٥٦
هذا فضلا عن إجلاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليهود فدك وتيماء ووادي القرى إلى الكوفة، حيث
في وجعه الذي قبض فيه: لا يجتمعن بجزيرة العرب أقطعهم أرضا قريبا من الكوفة( ٥٧ ) تنفيذا لأمر رسول الله
دينان( ٥٨ ) فهؤلاء اليهود الذين سكنوا الكوفة، كانوا أنشط أعوان ابن سبأ، في تنفيذ مخططاته.
فالكوفة أول مصر نزغ الشيطان بينهم في الإسلام( ٥٩ ) وصف واليها سعيد بن العاص أهلها في رسالته إلى عثمان
بقوله: (إن أهل الكوفة قد اضطرب أمرهم، وغلب أهل الشرف فيهم والبيوتات والسابقة والقدمة، والغالب على
٥٥ ) "العواصم من القواصم" للقاضي أبي بكر العربي تحقيق محب الدين الخطيب ط ١٤٠٤ ه ص ١١٦ ، ولنا عودة إلى ذلك )
النخعي، الذي اعتبره الشيعة من أبطالهم وهو في الحقيقة من أصحاب ابن سبأ البارزين، الذي كان ابن سبأ يعمل من خلف
ستاره.
. ٥٦ ) "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" أحمد بن تيمية ج ٢٠ ص ٣١٦ )
٥٧ ) "المخططات التلمودية اليهودية الصهيونية في غزو الفكر الإسلامي" أنور الجندي دار الاعتصام ط الثانية ١٣٩٧ ه ١٩٧٧ م - )
. ص ١٩٣
.٤١٢- ٥٨ ) "السيرة النبوية" ابن هشام ج ٣ انظر: ص ٤١١ )
. ٥٩ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٢٥١ )
تلك البلاد روادف ردفت، وأعراب لحقت، حتى ما ينظر إلى ذي شرف ولا بلاء من نازلتها ولا نابتتها)… ولما بلغ
عثمان من القالة والإذاعة التي شاعت في أهل الكوفة قال: (يا أهل المدينة استعدوا واستمسكوا فقد دبت إليكم الفتن
.( فإن الناس يتمخضون بالفتنة)( ٦٠
الكوفة مصر الفتن، التي انكبت وانصبت في دار الإسلام، من عهد عثمان إلى عهد علي -رضي الله عنهما- إلى
عهدنا الراهن باسم النجف الأشرف حيث المصنع الجامعي الأكاديمي القائم بتصنيع وبلورة أفكار ابن سبأ، في قوالب
عقائد شيعية، ما أنزل اللها من سلطان، وسنرى مصداق ذلك خلال البحث بعون الله.
وإلى المطلب الرابع في بحثنا عن هوية المؤسس والله المستعان.
.٢٨٠- ٦٠ ) المرجع السابق ج ٤ص ٢٧٩ )
المطلب الرابع
ابن سبأ مجهول النسب
كدأب زعماء التنظيمات السرية اليهودية، على مر التاريخ، كان ابن سبأ مجهول النسب من جهتيه: جهة أبيه،
وجهة أمه.
وحينما سأله عبد الله بن عامر، والى البصرة من قبل عثمان -رضي الله عنه- مستفسرا عن هويته، ما أنت؟
أجاب بأنه رجل من أهل الكتاب رغب في الإسلام ورغب في جوارك( ٦١ ) دون أن يصرح له باسمه.
أما نسب ابن سبأ لأمه، فهو من أم حبشية، ولذلك كثيرا ما أطلقوا عليه ابن السوداء كما رأينا.
( ففي البيان والتبيين: (فلقيني ابن السوداء)( ٦٢
.( وفي الطبري: (نزل ابن السوداء على حكيم بن جبلة في البصرة)( ٦٣
.( وفي تاريخ الإسلام: (ولما خرج ابن السوداء إلى مصر)( ٦٤
وهمذا يتحدثون عن عبد الله بن سبأ، ولذلك قال المقريزي: (عبد الله بن وهب بن سبأ المعروف بابن
.( السوداء)( ٦٥ ) ومثل هذا كثير( ٦٦
.٣٢٧- ٦١ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٢٦ )
٦٢ ) للجاحظ: أبي عثمان عمرو بن بحر ت ٢٥٥ ه تحقيق عبد السلام هارون مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر القاهرة ط أولى )
. ١٣٦٨ ه ١٩٤٩ م/ ج ٣ ص ٨١
. ٦٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٢٦ )
٦٤ ) "تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام" أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي ت ٧٤٨ ه مكتبة القدس القاهرة ١٣٦٧ ه )
. ج ٢ ص ١٣٢
. ٦٥ ) "المواعظ والاعتبار" ج ٢ ص ٣٥٦ )
. ٦٦ ) انظر: "عبد الله بن سبأ" سليمان العودة دار طيبة ط الأولى ١٤٠٥ ه الرياض ص ٤٥ )
وجهالة نسب الزعيم السري اليهودي، الذي قاد عناصر الفتنة، في صدر الإسلام ليست بمستغربة، فهذه الجهالة
هي سمة الجمعيات السرية على مر العصور حتى إن الشيعة أنفسهم قرروا تلك الجهالة عن سفراء المهدي الثاني عشر
.( الموهوم، فقال أحدهم( ٦٧
١- عن السفير الأول (العمري):
إنه لم يرد في المصادر التاريخية تحديد عام ولادته، ولا عام وفاته، وإنما يرد اسمه أول ما يرد كوكيل خاص للإمام
الهادي إمامهم العشر وحين يلقى الإمام الهادي ربه سنة ٢٥٤ ه يصبح العمري وكيلا خاصا موثقا للإمام العسكري
إمامهم الحادي عشر.
ذا نشاط ملحوظ وبراعة في العمل، وقد أن يقال له (السمان)؛ لأنه كان يتجر بالسمن تغطية على الأمر يحمل
المال في زقاق السمن ويسير على المسلك الذي يخطه له الإمام، في الإخفاء والتكتم، ويظهر أمام الناس كتاجر اعتيادي
.( بالسمن، تغطية على حاله ومسلكه وعقيدته( ٦٨
٢- وعن السفير الثاني الذي هو ابن الأول
قال: (وإذ يكون تاريخ وفاة أبيه مجهولا، مع الأسف، يكون مبدأ توليه للسفارة مجهولا أيضا)، ثم رجح أن
.( (العمري) تولى السفارة خمس سنوات، وتولاها ابنه أربعين سنة، فهو أطول السفراء بقاء في السفارة( ٦٩
ومن الطرافة أن نذكر ما زعمه محمد الصدر الشيعي "مؤلف موسوعة الإمام المهدي" عن علم السفير الثاني هذا
بموعد موته قال:
(لقي ربه العظيم في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة( ٧٠ )، وكان يعلم بإرشاد من الإمام المهدي -عليه السلام-
بزمان موته، إذ حفر لنفسه قبرا، وأعد لنفسه ساجة نقش النقاش آيات من القرآن الكريم وأسماء الأئمة -عليهم
٦٧ ) هو محمد الصدر في موسوعته عن المهدي "تاريخ الغيبة الصغرى" وهو الكتاب الأول من الموسوعة المكونة من أربعة كتب. )
.٣٩٧- ٦٨ ) المرجع السابق ص ٣٩٦ )
. ٦٩ ) المرجع السابق ص ٤٠٤ )
.٤٠٤- ٧٠ ) المرجع السابق ص ٤٠٣ )
السلام- على حواشيها فرشها في قبره وقال أي السفير الثاني للراوي: فإذا كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا
من سنة كذا وكذا صرت إلى الله -عز وجل- ودفنت في القبر، وهذه الساجة معي. قال الراوي. فلما خرجت من
عنده أثبت ما ذكره، ولم أزل مترقبا به ذلك فما تأخر الأمر حتى اعتل أبو جعفر أي السفير الثاني فمات في اليوم
.( الذي ذكره، من الشهر الذي قاله، من السنة التي ذكرها) انتهى( ٧١
إم جازمون على إشراك الإمام مع الله تعالى في العلم بالغيب ثاني عشريهم الغائب يعلم موعد موت سفيره،
وبأي أرض يموت فمن الذي لقنهم هذه العقيدة؟ إن محمد الصدر وهو من الشيعة المعاصرين ينقل روايته عن شيخ
طائفتهم (الطوسي) المتوفى عام ٤٦٠ ه فمن أين جاء الطوسي بذلك الزعم؟
هل هناك من أهل بيت النبي الذين ينتحلون موالام من كفر بقوله تعالى: ﴿ِإنَّ اللَّه عنده علْم الساعة وينزلُ
الْغيثَ ويعلَم ما في الْأَرحامِ وما تدرِي نفْس ماذَا تكْسِب غَدا وما تدرِي نفْس ِبأَي َأ رضٍ تموت ِإنَّ اللَّه عليم خِبير﴾
[لقمان: ٣٤ ]. وزعم لنفسه العلم بما تكسب النفس غدا والدراية بأي أرض تموت نفسه أو نفس غيره؟
في كل صلاة. إا التنظيمات الخفية المتربصة بدين التوحيد حاشاهم وهم الذين نصلي عليهم مع نبينا
الإسلامي التي طورت أفكار ابن سبأ.
٣- وعن السفير الثالث اهول كذلك الحسين بن روح.
قال: (وهو كغيره من السفراء لم تذكر عام ولادته، ولا تاريخ مبدأ حياته، وإنما يلمع نجمه أول لمعانه كوكيل
مفضل لابن العمري السفير الثاني وقد تولى ابن روح السفارة عن المهدي بموت ابن العمري عام ٣٠٥ ه إلى أن
مات في شعبان عام ٣٢٦ ه)( ٧٢ ). (وكان من مسلكه الالتزام بالتقية المضاعفة، بنحو ملفت للنظر، بإظهار الاعتقاد
.( بمذهب أهل السنة من المسلمين)( ٧٣
٤- وعن رابعهم: (السمري):
. ٧١ ) المرجع السابق ص ٤٠٥ ناقلا من كتاب "الغيبة" للشيخ الطوسي ص ٢٢٢ )
. ٧٢ ) "تاريخ الغيبة الصغرى" محمد الصدر الشيعي ص ٤١٠ )
. ٧٣ ) المرجع السابق ص ٤١١ )
قال: (لم يذكر عام ميلاده، ولا تاريخ فجر حياته، وإنما ذكرا أولا كواحد من أصحاب الإمام العسكري، ثم
ذكر قائما بمهام السفارة المهدوية ببغداد، بعد الشيخ ابن روح بإيعاز منه عن الإمام المهدي إلى أن مات في النصف من
.( شعبان عام ٣٢٩ ه)( ٧٤
وبموت رابعهم، انتهت غيبة المهدي الصغرى الموهومة، وبدأت الغيبة الكبرى المزعومة. ولنا عودة إلى بحث هذه،
وتلك في مقام التدليل على اكتمال نضوج طبخة العقائد الشيعية.
فيما بين الزعيم المؤسس ابن سبأ اهول النسب في القرن الأول وبين السفراء الأربعة للمهدي المزعوم مجهولي
النسب كذلك في النصف الأخير من القرن الثالث، والثلث الأول من القرن الرابع ٢٦٠ ه - ٣٢٩ ه، وفي مقام
فضح السر الكامن المخبوء وراء تلك العقائد المبتدعة ألا وهو سلب خمس أموال المسلمين، لتصب في جيوب وخزائن
أعضاء التنظيمات السرية اليهودية المتمسلمة فيأكلوها سحتا، ويتقوواا لهدم كيان الإسلام.
وإلى المبحث الثاني نتبع فيه تحركات المؤسس في بلاد المسلمين.
.٤١٣- ٧٤ ) المرجع السابق ص ٤١٢ )
المبحث الثاني
تحركات المؤسس في بلاد المسلمين
نتتبع تحركات المؤسس في بلاد المسلمين، فنجعلها في المطالب الخمسة التالية:
المطلب الأول: ابن سبأ في الحجاز.
المطلب الثاني: ابن سبأ في البصرة.
المطلب الثالث: ابن سبأ في الكوفة.
المطلب الرابع: ابن سبأ في الشام.
المطلب الخامس: ابن سبأ في مصر.
المطلب الأول
ابن سبأ في الحجاز
نزح ابن سبأ من اليمن إلى الحجاز أولا، متجهزا بأفكاره وتطلعاته، يسعىما إلى هدم دين الإسلام على رءوس
أهله، وقد عبأ قلبه بالغل والحقد والمقت تجاه هذا الدين، بعدما فتحت كلمة التوحيد آفاق الأرض، وأضاءت
الشهادتان ظلمات العقول والقلوب، وحررما من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد، مما أوقع الغيط والقهر في
قلوب أبناء يهود، الذين أجلاهم الإسلام من الحجاز، وطهر بلاد الحرمين الشريفين من رجسهم.
وليس هناك من سبيل لوقف المد الإسلامي، الزاحف براياته الظافرة دون كلل، على مدى ثلاث عقود من
الزمن، وقد عم الأمن والرخاء والعدل كافة الشعوب التي أنعم الله عليهادى الإسلام، فدخلت في دين الله أفواجا
ترفد جيوش الفتح ااهدة، الراغبة في الاستشهاد في سبيل الله، لتكون كلمة الله هي العليا.
ليس هناك من سبيل لإيقاف تلك الجيوش الظافرة، سوى إشغال المسلمين بأنفسهم بإثارة الفتنة بينهم فليكن
البدء أولا بالحجاز، بالسفر إلى العاصمة يدرس فيها ابن سبأ الأوضاع، ويراقب الأحوال عن كثب، متظاهرا
بالإسلام، عساه يجد ثغرة ينفذ منها إلى مأربه.
ويبدو أنه واجه في المدينة المنورة. الاستقرار والأمن والرخاء واليقين، والأخوة الإسلامية المتماسكة، والعدل
ومنادي الخليفة الراشد، الحليم ذي النورين -رضي الله عنه وأرضاه- ينادي: ، والتناصف، بين صحابة رسول الله
(اغدوا على أعطياتكم).
قال الحسن البصري: (شهدت منادي عثمان ينادي: يا أيها الناس: اغدوا على أعطياتكم، فيغدون ويأخذوا
وافية، يا أيها الناس: اغدوا على أرزاقكم، فيغدون ويأخذوا وافية، حتى والله سمعته أذناي يقول: اغدوا على
كسوتكم، فيأخذون الحلل، واغدوا على السمن والعسل، قال الحسن: أرزاق دارة وخير كثير، وذات بين حسن، ما
.( على الأرض مؤمن يخاف مؤمنا إلا يوده وينصره ويألفه)( ٧٥
٧٥ ) روى ذلك الحافظ بن عبد البر، انظر: "العواصم بن القواصم" حاشية محب الدين الخطيب ص ٥٥ ، وكذلك "ذو النورين )
.٢١- عثمان بن عفان" لمحب الدين الخطيب ط ثانية ١٤٠٧ ه المكتبة السلفية القاهرة ص ٢٠
فلم يجرؤ السبئي أن ينفذ خلال ذلك التماسك والتآلف، ولم يجسر على الجهر بمكنون صدره، وآثر التريث حتى
يكون له قوة سرية، يتمكنا من نقل أفكاره إلى حيز التنفيذ، وأخفى في نفسه ما الله مبديه بعد ذلك.
وتجاوز ابن سبأ الحجاز إلى الشمال الشرقي، إلى العراق، إلى البصرة والكوفة. فهناك من القبائل اليمنية، ومن
اليهود، ما يمكنه من تكوين الصنائع من بينهم، من الموتورين، الذين لم يتمكن الإسلام من قلوم، وآثروا عصبيام
القبلية، وأظهروا الإسلام بعد ردم، على كره وغصة ومضض في تلك اتمعات يمكنه ترويج بضاعة المطاعن
والمثالب ضد حاكم المسلمين، وتأليب الهمج المغمورين بنشر الأكاذيب والأراجيف عن الحكام وولاة الأمور.
أكاذيب وصفها أبو بكر بن العربي بقوله: (قالوا: متعدين متعلقين برواية كذابين: جاء عثمان في ولايته بمظالم
.( ومناكير)( ٧٦
(فلم يأت عثمان منكرا لا في أول الأمر ولا في آخره، ولا جاء الصحابة بمنكر، وكل ما سمعت من خبر باطل
.( إياك أن تلتفت إليه)( ٧٧
. ٧٦ ) "العواصم من القواصم" ص ٦١ )
. ٧٧ ) المرجع السابق ص ٦٠ )
المطلب الثاني
ابن سبأ في البصرة
صنيعته في البصرة:
هناك في البصرة كانت العينة الأولى من أعضاء التنظيم السري السبئي، قاطع الطريق المتمرد حكيم بن جبلة
العبدي( ٧٨ ) كان رجلا لصا إذا قفلت الجيوش خنس عنهم، فيسعى في أرض فارس، فيغير على أهل الذمة، فشكاه أهل
الذمة وأهل القبلة إلى عثمان، فكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر أمير البصرة أن احبسه ومن كان مثله، فلا يخرجن
من البصرة حتى تأنسوا منه رشدا، فحبسه، أي منعه من مبارحة البصرة.
فلما قدم ابن السوداء البصرة، نزل على حكيم بن جبلة، واجتمع إليه نفر( ٧٩ ) فنفث فيهم سمومه ولقي هناك آذانا
.( صاغية، وإن كان لم يصرح لهم بكل شيء إلا أم قبلوا منه واستعظموه( ٨٠
استضاف حكيم بن جبلة ابن سبأ، الخبير في اقتناص أمثاله من المفسدين في الأرض، فجنده في قيادة تنظيمه
المخرب، صانع الفتنة في صدر الإسلام، فكان لحكيم هذا دوره البارز في مقتل عثمان -رضي الله عنه- أميرا على
إحدى الفرق الأربع الزاحفة من البصرة إلى المدينة، وكان له دوره في إنشاب القتال في وقعة الجمل كما سيأتي بيانه.
عاش ابن سبأ زمنا بين أهل البصرة في تكوين جناحه البصري التنظيمي، إلى أن بلغ أمر مساعيه المشبوهة إلى أمير
( البصرة: عبد الله بن عامر، بعد ثلاث سنين من إمارته عام ٣٣ ه بلغه أن في عبد القيس رجل نازل على حكيم( ٨١
٧٨ ) من قبائل القيس، أصلهم من عمان وسواحل الخليج العربي، وتوطن بالبصرة بعد تمصيرها، كان حكيم هذا شابا جريئا، وكانت )
الجيوش الإسلامية التي تزحف نحو الشرق لنشر الدعوة والفتوح تصدر عن البصرة والكوفة، فكان حكيم بن جبلة يرافق هذه
الجيوش، ويجازف في بعض حملات الخطر كما تفعل كتائب (الكوماندوز) في هذا العصر، قد استعملته جيوش أمير المؤمنين عثمان
. في إحدى هذه المهمات عند استكشاف الهند، انظر: "العواصم من القواصم" ص ١١٥
. ٧٩ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٢٦ )
. ٨٠ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٢٦ )
٨١ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٣٢٦ )
وقد شاعت الإشاعات وأرجفت البصرة بالداعايات، حتى وصل الأمر في هذه السنة أن سير عثمان بعضا من أهل
.( البصرة إلى الشام وإلى مصر، كانوا من أهل الخلاف والتأليب وممالأة الأعداء( ٨٢
وكاد الأمر يستفحل في البصرة، إلا أن واليها الفطن عبد الله بن عامر تنبه لهذا المشبوه المخادع المراوغ النازل
عند حكيم، فأخرجه بعد أن سأله: ما أنت؟ فأخبره أنه رجل من أهل الكتاب رغب في الإسلام وفي جواره فرد عليه
.( ما يبلغني ذلك، اخرج عني، فأخرجه حتى أتى الكوفة( ٨٣
الأمير ابن عامر الفاتح ااهد:
ويجدر بنا قبل الانتقال من البصرة، أن ننوه إلى صلاح وبطولة أميرها من قبل عثمان -رضي الله عنه- عبد الله بن
عامر بن كريز الشاب المستقيم الداعية المبارك الفاتح ااهد، من أصل قرشي كريم عبشمي الآباء (من بني عبد شمس)
.( هاشمي الخؤولة، أخت أبيه هي: أروي بنت كريز أمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم، عمة النبي( ٨٤
فقال: لبني عبد شمس: هذا أشبه بنا منه بكم، ثم تفل في فيه فازدرده؛ أي جعل ولما ولد أتي به إلى رسول الله
فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر فيها الماء( ٨٥ ). وهو أول من « أرجو أن يكون مسقيا » : فقال يبتلع ريق رسول الله
.( اتخذ الحياض بعرفة لحجاج بيت الله الحرام، وأجرى إليها الماء المعين( ٨٦
نشأ سخيا كريما شجاعا، وصولا لقرابته، ميمون النقيبة، كثير المناقب( ٨٧ )، له من الحسنات والمحبة في قلوب الناس
.( ما لا ينكر( ٨٨
. ٨٢ ) "البداية والنهاية" لابن كثير ج ٧ ص ١٨٢ )
.٣٢٧- ٨٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٢٦ )
. ٨٤ ) "العواصم من القواصم" حاشية محب الدين الخطيب ص ٨٤ )
٨٥ ) "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" تأليف أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد البر- الأندلسي المغربي- ت )
٤٦٣ ه تحقيق علي محمد البجاوي، مكتبة ضة مصر القاهرة ج ٣ ص ١٥١ وانظر: "أسد الغابة في معرفة الصحابة" ابن الأثير
أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني ابن الأثير، ت ٦٣٠ ه تحقيق محمد إبراهيم البنا ومحمد أحمد عاشور، ومحمود عبد
. الوهاب فايد، طبعة الشعب القاهرة ج ٣ ص ١٩١
٨٦ ) انظر: "الطبقات الكبرى" أبو عبد الله محمد بن سعيد الزهري ت ٢٣٠ ه طبعة دار صادر بيروت ج ت ص ٣٤ وانظر: "أسد )
الغابة" وانظر: "شذرات الذهب في أخبار من هذب" للمؤرخ الفقيه الأدب أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، ت
. ١٠٨٩ ه المكتب التجاري للطباعة والنشر بيروت ج ١ ص ٣٦
افتتح خراسان كلها( ٨٩ ) وأطراف فارس ناشرا لواء الإسلام على تلك الأصقاع النائية، التي أنجبت بعد ذلك محمد
بن إسماعيل البخاري ت: ٢٥٦ ه ومسلم بن حجاج القشيري ت: ٢٦١ ه وأبا عيسى الترمذي ت: ٢٩٧ ه
وغيرهم كثير من أفذاذ الحديث النبوي والفقه وكافة العلوم فتوحات بلغت أقصى المشارق قوضا ابن عامر آخر
.( أمل للإمبراطورية اوسية( ٩٠
ابن عامر الأمير وابن جبلة العميل:
هذا هو عبد الله بن عامر بن كريز، ابن خال عثمان، الذي ولاه على البصرة أميرا لها. وهذا هو حكيم بن جبلة،
.( العميل السبئي بالبصرة، الذي يترحم عليه الشيعة في كتابام إلى اليوم( ٩١
. ٣٢ "الاستيعاب" لابن عبد البر ج ٢ ص ٣٥٢ / ٨٧ ) "طبقات ابن سعد" ج ٥ )
.١٩٠- ٨٨ ) "منهاج السنة" لابن تيمية ج ٣ ص ١٨٩ )
٣٣ ، وانظر: كتاب: "خراسان" لمحمود شاكر، ط الرابعة ١٤٠٦ ه - / ١١٩ طبقات ابن سعد ج ٥ / ٨٩ ) "أسد الغابة" ج ٣ )
١٩٨٦ م المكتب الإسلامي ببيروت ودمشق حيث أوضح إعادة افتتاح خراسان على يد ابن عامر بتوجيه عثمان -رضي الله عنه-
(ص ٢١ ،٢٠ ) وصارت حينئذ خراسان ولاية إسلامية موحدة، وأصبحت اليوم تقع ضمن ثلاث دول: إحداها وهي بلاد
التركمان بمساحة ٤٥٠ ألف كم ٢ وتمثل القسم الأكبر من خراسان تحت السيطرة الروسية (ص ٦٢ ) من أشهر المدنا (عشق
أباد) حاضرة البلاد الآن، تقع إلى الغرب منها أطلال مدينة (نسا) التي ينسب إليها عالم الحديث المشهور النسائي، ت ٣٣٠ ه
(ص ٤٧ ) وجزء آخر بمساحة ٢٠٠ ألف كم ٢ من ولاية خراسان ضمن أفغانستان، من مدا (هراه) التي دار حولها جانب من
الجهاد الأفغاني المعاصر ضد الاحتلال الروسي، والجزء الثالث من أراضي خراسان ضمن إيران بمساحة ١٠٠ ألف كم ٢ في إقليم
طبرستان الذي يسميه الإيرانيون اليوم (إقليم مازندران) (وإقليم نيسابور)، حيث مدينة (مشهد) أكبر مدن خراسان الإيرانية اليوم
وهي مركز مقدس عند الشيعة الاثني عشريةا ضريح إمامهم الثامن (علي الرضا) ذو القبة المذهبة والمنارتين المذهبة أطرافهما،
.( يحج الشيعة إلى الضريح ويسمى الحاج إليها عندهم باسم (مشهدي) (ص ٦٠
٩٠ ) قضى ابن عامر على يزدجرد بن شهريار، آخر ملوك الفرس، ويعتقد الإيرانيون أن سلسلة ملوكهم بدأت بآدمهم الذي )
يسمونه (جيومرت) فلم يزل ملك أولاده منتظما على سياق إلى أن كان القضاء الأخير عليه بسلطان الإسلام في خلافة أمير
المؤمنين عثمان بجهاد هذا العبشمي الآباء، الهاشمي الخئولة عبد الله بن عامر بن كريز، وهي حرقة في قلوب أهل النزعة
اوسية، ضد الإسلام وعثمان وابن كريز، فهم يحقدون على هؤلاء ويحاربوم إلى يوم القيامة. (انظر: "العواصم" حاشية
.( الخطيب ص ٨٤
٩١ ) كتابات كثيرة يصعب عدها، أذكر منها كتاب "حياة الإمام الحسن بن علي" باقر شريف القرشي الشيعي الثناء والمدح كالوه )
. لحكيم بن جبلة، المشارك في مؤامرة قتل عثمان -رضي الله عنه- ج ١ ص ٣٨٤
.( ويعيبون ويطعنون على الأمير الشاب، الذي تجدد به شباب الفتوحات الشرقية( ٩٢
وأنى للشيعة من أولهم إلى آخرهم، أن يكون لهم وال مثله في الجهاد والغزوات وفي الفتوحات، وتقديم الهبات
.( والصلات والبر بالناس وعمل الخيرات( ٩٣
وطئ أهل فارس وطأة لم يزالوا منها في ذل( ٩٤ ). وذلك سبب نقمتهم عليه وتشويه سيرته.
وهو الزاهد العابد، لما كمل له الفتح في فارس وخراسان وكرمان وسجستان، قال له الناس: لم يفتح لأحد ما
فتح عليك، فقال: لا جرم لأجعلن شكري لله على ذلك أن أخرج محرما من موقفي هذا، فأحرم بعمرة من نيسابور
.( وقدم على عثمان( ٩٥
٢٤٥ - نشر مؤسسة الوفاء بيروت ط ثالثة - ٩٢ ) المرجع السابق حيث طعن وعيب وذم في عثمان وابن عامر، ج ١ ص ٢٤٣ )
١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م.
. ٩٣ ) "الشيعة والتشيع فرق وتاريخ" إحسان إلهي ظهير نشر إدارة ترجمان السنة لاهور باكستان ط أولى ١٤٠٤ ه - ص ١١٨ )
وعن ابن عامر أيضا قال محب الدين الخطيب -رحمه الله- في حاشيته على "العواصم من القواصم" إن مثله لو كان من سلف
الإنجليز أو الفرنسيين لخلدوا عظمته في كتب الدراسة والثقافة والتهذيب، ولتهافتت وزارات معارفنا على نقل ذلك من
كتبهم إلى كتبنا المدرسية، ليؤمن جيلنا بعظمة أسلاف المستعمرين، أما عظمة أسلافنا نحن فقد سلط الشيطان عليها قلوبا فاسدة،
تفيض بالسوء، وصدق أكاذيبها الأكثرون منا، فأمسينا كالأمة التي لا مجد لها، بينما هي نائمة على تراث من اد، لا تحلم
.( الإنسانية بمثله (ص ٨٥
.٢٦٦- ٩٤ ) "تاريخ العلامة ابن خلدون" دار الكتاب اللبناني بيروت ط ١٩٦٦ م ج ٢ ص ١٠١٠ "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٢٦٥ )
. ٩٥ ) "تاريخ العلامة ابن خلدون" ج ٢ ص ١٠١٥ وانظر: "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣١٤ )
المطلب الثالث
ابن سبأ في الكوفة
أميرها: سعيد بن العاص:
بعد إخراج ابن سبأ من البصرة، عام ٣٣ ه -كما ذكرنا- أتى الكوفة فأخرج منها كذلك ويبدو أن حزم
.( ويقظة أميرها سعيد بن العاص( ٩٦
حالت دون استدامة إقامة ابن سبأ بالكوفة، قبل مقتل عثمان وسعيد من الولاة الذين طعن الشيعة وما يزالون
على عثمان لتأميره على الكوفة لا لسبب إلا لكونه قرشيا أمويا فراحوا في كتابام ينسبون إليه أباطيلَ، يشوهونا
.( سيرته الحميدة( ٩٧
٩٦ ) سعيد بن العاص، تولى إمارة الكوفة عام ٣٠ ه إلى ٣٤ ه كان في الذروة العليا من فصحاء قريش وندبه عثمان عند كتابة )
. القرآن، فأقام عربية القرآن على لسانه، لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله
وبلغ صدق إيمانه أن قال له عمر يوما: أنا لم أقتل أباك، وإنما قتلت خالي العاص بن هشام، فقال له سعيد: ولو قتلته لكنت على
الحق وكان على الباطل.
وهو فاتح طبرستان، وغزا جرجان، وكان في عسكره حذيفة وغيره من كبار الصحابة.
ببرده، فقالت: إني نذرت أن أعطي هذه البردة وحبسه شرفا، ما رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب أن امرأة جاءت إلى النبي
أعطيها لهذا الغلام. وهو واقف (وكان هذا الغلام هو سعيد بن العاص ااهد الفاتح الذي يعير : لأكرم العرب، فقال لها
الروافض أمير المؤمنين عثمان بأن ولاه الكوفة)، فإن لم تكن إقامة القرآن على لسان سعيد بن العاص مفخرة عند الرافضة، فشهادة
النبي له بأنه أكرم العرب، من أعظم مفاخر الدنيا والدين، إلا أن له عيبا وهو أنه أحد الذين أخرجوا إيران من اوسية إلى
الإسلام بتسجيل التاريخ له، أنه فاتح طبرستان، وقائد كبار الصحابة في غزو جرجان.
وأحاديثه في صحيح مسلم وسنن النسائي وجامع الترمذي، ولكن الرافضة لا تعبأ بصحيح مسلم، ولا بجميع دواوين السنة
المحمدية، ما دامت مكتفية بأكاذيب كتام الذين يسمونه (الكافي).
بنور الوحي الإلهي، أن سعيدا سيكون أكرم العرب، فاشتهر بعد ذلك وحديث البردة من أعلام النبوة، حيث اكتشف النبي
بالكرم والبر، حتى كان إذا سأله السائل وليس عنده ما يعطيه، كتب بما يريد أن يعطيه مسطورا، فلما مات في قصره بالعقيق عام
٥٣ ه كان عليه ثمانون ألف دينار وفاها عنه ولده عمرو الأشدق، انظر: (حاشية محب الدين الخطيب على المنتقى من منهاج
٣٧٦ ) وغير ذلك من المناقب كثير عن سعيد بن العاص -رضي الله عنه- انظر: (طبقات ابن سعد ج ٥ - السنة للذهبي ص ٣٧٥
.(٨٧- ص ٢١ ، البداية والنهاية لابن كثير ج ٨ ص ٨٣
وهم في ذلك قائمون بتنفيذ سياسات ابن سبأ في الطعن على عثمان وولاة أموره قال لهم ابن سبأ في القرن الأول
الهجري: (ابدؤوا بالطعن على أمرائكم)( ٩٨ ). فأطاعوا أمره ولبوا نداءه على مر القرون حتى وقتنا الحاضر مما يدلنا على
أن الشيعة بجميع فرقهم هم في الواقع والحقيقة شيعة ابن سبأ ولو زعموا أم شيعة آل البيت، ويصير إثبات ذلك بإذن
الله تعالى.
وإذا كان ابن سبأ قد أخرج من الكوفة، كما سبق وأخرج من البصرة لكن ذلك لم يكن ليمنع من تأثيره فيها،
واستدامة العلاقة مع عناصر الفتنة فيها، ولذلك كانت المكاتبات جارية، بين ابن سبأ وبين أهل البصرة والكوفة،
.( وكانت الرجال تختلف بينهم( ٩٩
مسعر الفتنة: الأشتر
ومن المناسب هنا أن نسوق نبذة عن أحد المتآمرين من الكوفة الزعيم الشيعي (مالك بن الحارث الأشتر
.( النخعي)( ١٠٠
مسعر الفتنة، المشاكس المؤلب على عثمان -رضي الله عنه- كعينة سبئية أخرى اقتنصها ابن سبأ، وعمل تحت
ظلها.
كشف الأشتر عن رغبته في العلو والسلطان، وتشوفه وتطلعه إلى الإمارة وسعيه إليها طيلة حياته، حتى لو دفعته
تلك الرغبة إلى جريمة القتل؛ ما رواه الطبري أن عليا -كرم الله وجهه- لما فرغ من البيعة، وبعد وقعة الجمل، استعمل
عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- على البصرة، فلما بلغ الأشتر الخبر، باستعمال علي لابن عباس غضب وقال:
٩٧ ) انظر: بعض تلك الأباطيل في "حياة الإمام الحسن بن علي" باقر شريف القرشي الشيعي، مؤسسة الوفاء بيروت ط ثالثة )
.٢٤٣- ١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م، ج ١ ص ٢٤٠
. ٩٨ ) "ذيب تاريخ دمشق الكبير" لابن عساكر ج ٧ ص ٤٣١ )
. ٩٩ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٢٧ )
١٠٠ ) من النخع، قبيلة يمنية من قبائل مذحج، كان بطلا شجاعا من أبطال العرب، وكان أول مشاهده الحربية في اليرموك، وفيها )
فقد إحدى عينية، ثم شاء الله أن يكون سيفه مسلولا على إخوانه المسلمين في مواقف الفتنة، ولو أنه لم يكن ممن ألب على أمير
المؤمنين عثمان لكان له في التاريخ شأنا آخر، والذي دفعه في هذا الطريق غلوه في الدين وحبه للرئاسة والجاه، انظر: (العواصم من
.(١١٧- القواصم حاشية الخطيب ص ١١٦
علام قتلنا الشيخ إذن؟ اليمن لعبيد الله، والحجاز لقثم، والبصرة لعبد الله، والكوفة لعلي؟ ثم دعا بدابته فركب راجعا،
وبلغ ذلك عليا، فنادى: الرحيل ثم أجد السير فلحق به، فلم يره أنه بلغه عنه، وقال: ما هذا السير سبقتنا وخشي إن
.( ترك والخروج أن يوقع في نفس الناس شرا( ١٠١
براءة الوليد وعدل الخليفة:
وقبل ذلك زمن إمارة الوليد بن عقبة على الكوفة( ١٠٢ )، كان الأشتر يشعر في نفسه: بأنه أهل للولاية والرئاسة،
.( فانزلق مع العائبين على الدولة ورجالها، من الخليفة الأعلى بالمدينة إلى عامله على الكوفة (الوليد بن عقبة)( ١٠٣
وأسرع الأشتر مع مزوري مة شرب الوليد للخمر( ١٠٤ )، بالذهاب إلى المدينة لتوسيع دائرة الفتنة، فلعل وعسى
أن يوليه عثمان -رضي الله عنه- الإمارة بعد عزل الوليد وخاب سعيه، بتولية عثمان لسعيد بن العاص محل الوليد
١٠١ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ١٩٤ (عبيد الله، والقثم، وعبد الله، أبناء العباس عم علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم)، ويأبى )
الله تعالى تحقيق أمل الأشتر في الإمارة، فبعد أن اشترك في حرب صفين، وكان من أركاا سيفا مسلولا على المسلمين، في فتنة
سعر هو وأمثاله أوارها، ولاه علي -كرم الله وجهه- إمارة مصر، بعد صرف قيس بن سعد بن عبادة عنها، فلما وصل القلزم
٤٢٨ . "تاريخ / (السويس) شرب شربة عسل كان فيها حتفه، فقيل: إا كانت مسمومة، وكان ذلك عام ٣٨ ه الإصابة ٣
. الطبري" ج ٤ ص ٥٥٣
١٠٢ ) الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، تولى الوليد إمارة الكوفة عام ٢٥ ه إلى ٣٠ ه (طبقات )
٨٢ ، وعند الطبري ضمن أحداث / ٢٥ ). (تاريخ خليفة بن خياط ص ١٥٧ )، (ابن الأثير الكامل ج ٣ - ابن سعد ج ٦ ص ٢٤
.( ١٦٥ ) (شذارت الذهب ج ٢ ص ٣٥ / سنة ٢٦ ه ج ٤ ص ٢٥١ ، ومثله ابن كثير البداية والنهاية ج ٧
١٠٣ ) قد يظن من لا يعرف صدر هذه الأمة أن أمير المؤمنين عثمان جاء بالوليد بن عقبة من عرض الطريق فولاه الكوفة، أما الذين )
أنعم الله عليهم بنعمة الأنس بأحوال ذلك العصر وأهله، فيعلمون أن دولة الإسلام الأولى في خلافة أبي بكر تلقفت هذا الشاب
الماضي العزيمة، الرضي الخلق، الصادق الإيمان، فاستعملت مواهبه في سبيل الله إلى أن توفي أبو بكر. انظر: (حاشية العواصم من
٨٧ حيث أشار محب الدين الخطيب إلى أعماله لأبي بكر في خلافته، التي كان الوليد فيها داعيا إلى الله -٨٦- القواصم ص ٨٥
تعالى يستعمل أساليب الحكمة والموعظة الحسنة، فضلا عن جهاده الحربي وعمله الإداري الذي كان كذلك زمن خلافة عمر).
وذا الماضي ايد جاء الوليد فتولى الكوفة لعثمان، وكان من خير ولاا، عدلا ورفقا وإحسانا، وكانت جيوشه مدة ولايته على
الكوفة لأكثر من خمس سنوات تسير في آفاق الشرق فاتحة ظافرة موفقة.
١٠٤ ) الذي زور مة شرب الخمر ضد الوليد، هم فريق من الأشرار وأهل الفساد بالكوفة أصاب بنيهم سيف الشريعة بالعقاب على )
يد الوليد، فوقفوا حيام على ترصد الأذى له، ومن هؤلاء رجال يسمى أحدهم أبا زينب بن عوف الأسدي، وآخر يسمى أبا
مورع، وثالث اسمه جندب أبو زهير، قبضت السلطات على أبنائهم في ليلة نقبوا فيها على ابن الحيسمان داره وقتلوه، وكان نازلا
على الكوفة، فإن لم يكن عثمان الراشد، بفراسته خبيرا بنوعيات الرجال فمن يكون؟ وتجلت عظمته -رضي الله
عنه- بإقامة الحد الشرعي على أخيه( ١٠٥ ) فرغم أن الوليد حلف لعثمان على براءته وأخبره خبر الشهود الزور، والدافع
لهم على التزوير، إلا أن الطيب الحليم الصارم في حدود الله تعالى، طيب قلب أخيه المظلوم وقال: (نقيم الحدود ويبوء
.( شاهد الزور بالنار)( ١٠٦
وعثمان -رضي الله عنه- هو القائل: ما وليت الوليد لأنه أخي، وإنما وليته لأنه ابن أم حكيم البيضاء، عمة
.( وتوأم أبيه( ١٠٧ ، رسول الله
وإن قرابة الوليد من عثمان، التي يزعم الكذبة أا سبب المحاباة منه له، إنما كانت سبب التسامح من عثمان في
.( عزله والقسوة عليه في نفس الوقت، لئلا يقول السفهاء: إن له هوى في ذوي قرابته( ١٠٨
وهو أبو شريح الخزاعي، حامل راية رسول الله على جيش خزاعة يوم فتح مكة، جاء هو بجواره رجل من أصحاب رسول الله
وابنه من المدينة إلى الكوفة ليسيرا مع أحد جيوش الوليد بن عقبة، التي كان يواصل توجيهها نحو الشرق للفتوح فشهد هذا
الصحابي وابنه ضد القتلة، فأنفذ الوليد فيهم حكم الشرع، أمام باب القصر بالرحبة (المرجع السابق ص ٩٥ ) (تاريخ الطبري) ج
.٢٧٢- ٤ ص ٢٧١
. ١٠٥ ) لأمه أروى بنت كريز أمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمة النبي )
١٠٦ ) المرجع السابق ص ٩٦ حيث واصل الخطيب -رحمه الله- وصف شهود الزور في قصة اام الوليد بالخمر، وما أدت إليه من )
إقامة حد الخمر على ظهر الوليد (ناقلا من حوادث عام ٣٠ ه من تاريخ الطبري حتى ص ٩٧ ) وحلَّل تحليلًا صائبا ص ٩٧ ما
ورد في صحيح مسلم ومسند أحمد عن تلك التهمة، وما زيد عليها من مة صلاة الوليد الصبح ركعتين والزعم بقوله:
(أزيدكم؟).
وعلق على تحليله الصائب فقال في ص ٩٨ : وفي اجتهادي أن مثل هؤلاء الشهود، لا يقامم حد الله، على ظنين من السوقة
والرعاع، فكيف بصحابي مجاهد، وضع الخليفة في يده أمانة قطر وقيادة جيوش، فكان عند الظن من حسن السيرة في الناس،
وصدق الرعاية لأمانات الله، وكان موضع الثقة، عند ثلاثة هم أكمل خلفاء الإسلام: أبي بكر وعمر وعثمان.
٩٣ نفى مة الفسوق عن ااهد - ١٠٧ ) المرجع السابق متن ص ٨٥ وفي بحث علمي قيم في حاشية محب الدين الخطيب ص ٩٠ )
الوليد يلطم به وجوه شيعة ابن سبأ، تلك التهمة الني تشدقا الشيعة على مر العصور، طعنا في عثمان وولاته مشايعة لزعيمهم
الذي دعاهم إلى الطعن على الأمراء حتى لا يتفرغ المسلمون للجهاد والفتح، وينشغلوا بالفتن وقتل بعضهم بعضا، إذ كيف يكون
موصوما بالفسق محل الثقة من رجلين أبي بكر وعمر، لا نعرف في أولياء الله -عز وجل- من هو أقرب إلى الله تعالى منهما.
١٠٨ ) المرجع السابق حاشية ص ٩٨ وفي ص ٩٩ أى الخطيب بحثه القيم بقوله: والآن أقولها لوجه الله صريحة مدوية: إن الوليد )
لو كان من رجال التاريخ الأوربي كالقديس لويس الذي أسرناه في دار ابن لقمان بالمنصورة لعدوه قديسا، ولويس التاسع لم
قرار إبعاد الأشتر والمشاغبين الناقمين على قريش:
عاد الأشتر بعد سعيه في مكيدة عزل الوليد، إلى الكوفة في ركاب الأمير الجديد سعيد بن العاص( ١٠٩ ). وكان
حريصا أن يكون من جلسائه في دار الإمارة. فهل أطاع وأخلص للأمير الجديد؟
لم يفعل، وإنما شاغب، وافتعل الشقاق والمشاكل التي أدت إلى قرار الخليفة بإبعاده والمشاغبين معه إلى معاوية -
.( رضي الله عنه- في الشام( ١١٠
وقد كان من معاوية لهم، نصحا وإرشادا، إلى الاستقامة وعدم شق عصا الجماعة، وكان منهم جدالا حاقدا،
تبين منه حسدهم ونقمتهم على قريش( ١١١ ). ومعلوم أن من تولى كبر النقمة على قريش، هم اليهود، الذين جندوا
منهم ابن سبأ وكانت بيئة الكوفة مهيأة لحضانة هذا الحسد وتلك النقمة على قريش بيضة الإسلام.
يحسن إلى فرنسا كإحسان الوليد بن عقبة إلى أمته، ولم يفتح للنصرانية كفتح الوليد للإسلام، والعجب من أمة تسيء إلى أبطالها
وتشوه جمال تاريخها ودم أمجادها كما يفعل الأشرار منا، ثم ينتشر كيد هؤلاء الأشرار حتى يظن الأخيار أنه هو الحق.
. ١٠٩ ) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٧٩ )
١١٠ ) أثاروا فتنة في مجلس الأمير، يوم عدوان الأشتر وصحبه بضرب عبد الرحمن بن خنيس الأسدي وأبيه حتى غُشي عليهما، )
وأحاط بنو أسد بقصر الإمارة ليدفعوا عن رجليهما، فتلافي سعيد هذه الفتنة بحكمته، ورد بني أسد عن الأشتر وجماعته، وكتب
أشراف الكوفة وصلحاؤها إلى عثمان في إخراج هؤلاء المشاغبين من بلدهم فأخرجهم إلى الشام. (تاريخ الطبري ج ٤ ص
٣٢٣ )، والأشتر وهؤلاء المشاغبون هم من سلف الشيعة، منهم: ابن الكواء اليشكري، وصعصعة بن صوحان العبدي، -٣١٨
وأخوه يزيد، وكميل بن زياد النخعفي، جندب بن زهير الغامدي، جندب بن كعب الأزدي، ثابت بن قيس بن منقع، عروة بن
.٣٢٦- الجعد البارقي، عمر بن الحمق الخزاعي، (العواصم من القواصم ص ١٢٠ )، وانظر: "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٢٣
١١١ ) نص كلام معاوية -رضي الله عنه- كما رواه الطبري: (إنكم قوم من العرب لكم أسنان وألسنة، وقد أدركتم بالإسلام شرفا، )
فغلبتم الأمم وحويتم مراتبهم وموارثهم، وقد بلغني أنكم نقمتم قريشا، وإن قريشا لو لم تكن، عدتم أذلة كما كنتم، إن أئمتكم
لكم اليوم جنة، فلا تشذوا عن جنتكم، وإن أئمتكم اليوم يصبرون لكم على الجور، ويحتملون منكم المؤونة، والله َلتنتهن أو
َليبتلينكُم الله بمن يسومكم ثم لا يحمدكم على الصبر، ثم تكونون شركاء لهم فيما جررتم على الرعية في حياتكم وبعد موتكم).
وكان رد أحدهم استخفافا بقريش وحقدا عليها بأا: (لم تكن أكثر العرب ولا أمنعها في الجاهلية)، فقال معاوية متعجبا من
عقولهم الجاهلية: (أذكرك بالإسلام وتذكرني بالجاهلية؟ إن قريشا لم تعز في جاهلية ولا إسلام إلا بالله). انظر: (تاريخ الطبري ج
٣٢١ )، وكتب معاوية إلى عثمان: (إنه قدم على أقوام، ليست لهم عقول ولا أديان، أثقلهم الإسلام وأضجرهم - ٤ ص ٣١٩
العدل، لا يريدون الله بشيء، ولا يتكلمون بحجة، إنما همهم الفتنة وأموال أهل الذمة، والله مبتليهم ومختبرهم، ثم فاضحهم
. ومخزيهم). المرجع السابق ج ٤ ص ٣٢١
ولما عاين معاوية من الأشتر وجماعته الغل والبغضاء أخرجهم إلى جزيرة ابن عمر، تحت حكم عبد الرحمن بن
خالد بن الوليد، الذي كان يلي حمصا لمعاوية، ويتبعه منطقة الجزيرة: حران والرقة فقبض عليهم هذا الشبل المخزومي
.( بمثل مخالب أبيه، وحبسهم ووبخهم وحصرهم، وأمشاهم بين يديه أذلاء، حتى تابوا بعد حول( ١١٢
عصيان بعد توبة في يوم الجرعة:
وبعد أن تظاهروا بالتوبة، ذهب الأشتر نائبا عنهم إلى المدينة، ليرفع إلى عثمان توبتهم، فعفا عنه وعنهم الخليفة
الكريم السمح، وأباح لهم الذهاب حيث شاءوا.
فعاد الأشتر إلى زملائه الذين عند عبد الرحمن بن خالد في الجزيرة( ١١٣ ). وعندهم وجد كتابا من يزيد بن قيس
الأرحبي، يقول لهم فيه: (لا تضعوا كتابي من أيديكم حتى تجيئوا)، فتشاءموا من هذه الدعوة، وآثروا البقاء، وخالفهم
الأشتر، فرجع عاصيا بعد توبته وأسرع إلى الكوفة، والتحق بثوارها، وقد نزلوا الجرعة مكان مشرف على القادسية
وانضم إلى الفتنة التي تسمى في التاريخ: يوم الجرعة وكان ذلك عام ٣٤ ه.
في هذا العام، وفي الوقت الذي كان فيه الأشتر يعرض على عثمان توبته وتوبة زملائه، كان السبئيون في مصر،
يكاتبون أشياعهم في الكوفة والبصرة، بأن يثوروا على أمرائهم، وتواعدوا يوما وكانت جرثومة الفتنة في يد ابن سبأ
الذي اختار الإقامة في الفسطاط وكان لها جناح في البصرة، وللأشتر وإخوانه بقية في الكوفة، ولغياب أميرها في
.( المدينة لم يستقم ذلك إلا لجماعة الكوفة، فثارم يزيد بن قيس الأرحبي( ١١٤
وهناك في الجرعة تلقوا سعيد بن العاص، وهو عائد من المدينة فردوه، ولقي الأشتر مولى لسعيد فضرب الأشتر
.( عنقه( ١١٥
وشاء الله تحجيم تلك الفتنة، لتكون في الكوفة فقط، ذلك العام، وعالجها الخليفة بحكمته، لما بلغه أم يريدون
.( إقالة سعيد، بأبي موسى الأشعري، فأجام إلى ما طلبوا( ١١٦
. ١١٢ ) "العواصم من القواصم" ص ١٢١ )
. ١١٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٢٢ )
.٣٣٩- ١١٤ ) المرجع السابق حوادث عام ٣٤ ه ج ٣٣٠ ٤ )
.٣٣٥- ١١٥ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٣٣٢ )
ولما فشل موعد عام ٣٤ ه، واقتصرت الفتنة على ما كان في الجرعة، اتعد السبئيون للسنة التالية ٣٥ ه وربتوا
أمرهم على التوجه إلى المدينة مع الحجاج كالحجاج وكان الأشتر مع خوارجه الكوفة رئيسا على فرقة من فرقهم
.( الأربع( ١١٧
هذا هو حال الكوفة التي مرا ابن سبأ وحال الأشتر من أعياا، الذي كان أداة في تنفيذ مخططات ابن سبأ.
. ١١٦ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٣٣٢ )
. ١١٧ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٣٤٩ )
المطلب الرابع
ابن سبأ في الشام
لم ترو لنا المصادر التاريخية أن ابن سبأ نجح في تجنيد فرد واحد من أهل الشام، لتنفيذ مؤامراته على الإسلام،
سواء قبل نجاح السبئية في قتل الخليفة الراشد عثمان -رضي الله عنه- أو بعد ذلك في جميع مراحل الفتنة.
فالواقع أن أهل الشام، كانوا في زمن أميرهم الصحابي الجليل السياسي المحنك الخبير بدروب فن الحكم والقيامة،
معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- كانوا يدا واحدة على من سواهم، شغلتهم الفتوح المظفرة عن وسوسة
شياطين الإنس والجن.
ولكن حالهم هذا لم يمنع ابن سبأ من المحاولة، عساه يتمكن من تكوين جناح آخر مخرب له في الشام.
كما نجح في تكوين جناحه البصري، وجناحه الكوفي، وكما سينجح بعد ذلك في تكوين جناحه المصري.
وكانت محاولته في فترتين:
المحاولة الأولى
عام ٣٠ ه في محاولة بذر الشقاق
روى الطبري عنها أنه لما ورد ابن السوداء الشام، لقي أبا ذر فقال: يا أبا ذر ألا تعجب إلى معاوية يقول: المال
مال الله، ألا إن كل شيء لله، كأنه يريد أن يحتجنه دون المسلمين، ويمحو اسم المسلمين.
فأتاه أبو ذر فقال: ما يدعوك إلى أن تسمي مال المسلمين (مال الله)؟ قال معاوية: يرحمك الله يا أبا ذر ألسنا عباد
الله، والمال ماله، والخلق والأمر أمره؟
فقال أبو ذر: فلا تقله.
قال معاوية: فإني لا أقول إنه ليس لله ولكن سأقول: مال المسلمين.
وأتى ابن السوداء عبد الله بن سبأ أبا الدرداء، فقال له أبو الدرداء: من أنت؟ أظنك والله يهوديا.
فأتى ابن سبأ عبادة بن الصامت، فتعلق به (ابن الصامت) فأتى به معاوية فقال: هذا والله الذي بعث عليك أبا
.( ذر( ١١٨
وقريب من هذه المعاني جاء في تاريخ ابن خلدون: (كان ابن سبأ يأتيه؛ أي أبا ذر فيغريه بمعاوية ويعيب قوله:
المال مال الله. ويوهم أن في ذلك احتجان للمال وصرفه عن المسلمين حتى عتب أبو ذر معاوية فاستعتب له وقال:
سأقول مال المسلمين، وأتى ابن سبأ إلى أبي الدرداء وعبادة بن الصامت بمثل ذلك، فدفعوه، وجاء به عبادة إلى معاوية
.( وقال: هذا الذي بعث عليك أبا ذر)( ١١٩
ركوب الخلافة لصنع الفتن:
ركب ابن سبأ خلافًا فقيها اجتهاديا، كل من طرفيه مثاب ومأجور اصطنع حوله فتنة، ورج منه أزمة. حتى
يروج عن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- ما ليس فيهم من زعم التراع والتخاصم.
والواقع أنه ما كان بين الصحابة إلا الأدب، والمودة، وخشية الله تعالى وابتغاء مرضاته، في اتفاقهم واختلافهم
سواء.
اجتهاد أبي ذر الزاهد.
فأبو ذر -رضي الله عنه- يخشى فتنة المال على نفسه وعلى المسلمين، ويرى خطورة كتر المال على اتمع
الإسلامي، ووجوب إنفاقه في سبيل الله، فلا يبقى لدى المسلم سوى قوت يومه له ولعياله خشية ورهبة من عذاب
أليم في وعيد الله تعالى: ﴿والَّذين يكِْنزونَ الذَّ هب والْفضةَ وَلا ينفقُونها في سِبيلِ اللَّه فَبشرهم ِبعذَابٍ َأليمٍ﴾ [التوبة:
.[٣٤
فكان -رضي الله عنه- زاهدا، ينكر على كل من يقتني مالا من الأغنياء ويمنع أن يدخر فوق القوت متأولا الآية
.( الكريمة( ١٢٠
. ١١٨ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٢٨٣ )
. ١١٩ ) "ابن خلدون" ج ٢ ص ١٣٩ )
. ١٢٠ ) "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ ص ١٧٠ )
فمذهبه أن الزهد واجب، وأن ما أمسكه الإنسان فاضلا عن حاجته فهو كتر يكوى به في النار( ١٢١ ). وهو
اجتهاد قصد به وجه الله تعالى بلا شك.
اجتهاد معاوية وحكمته وتلطفه:
ومعاوية -رضي الله عنه- يرى أن ما أديت زكاته ليس بكتر، وللمسلم أن ينتفع بماله، بالإنفاق أو الادخار، طالما
اكتسبه من حل وأدى حق الله فيه. وجمهور الصحابة كانوا على رأي معاوية، أن الكتر هو المال الذي لم تؤد حقوقه،
.( وقد قسم الله تعالى المواريث في القرآن، ولا يكون الميراث إلا ممن خلف مالا( ١٢٢
وفضلا عن ذلك. فإن معاوية كحاكم، يستحيل عليه أن يجبر الناس على زهد أبي ذر، ويصادر أموالهم يوزعهما
على غيرهم دون وجه حق، وأبو ذر يريد أن يوجب على الناس ما لم يوجب الله عليهم، ويذمهم على ما لم يذمهم
الله عليه، مع أنه مجتهد في ذلك مثاب على طاعته -رضي الله عنه- كسائر اتهدين( ١٢٣ )، فإذا كان معاوية قد
اختلف معه، إلا أنه يحفظ له هذه المكانة، ويقدرها حق قدرها.
أما الخلاف في كون المال (مال الله) أو (مال المسلمين) فهو خلاف لفظي لا أكثر فالمال أصله هو مال الله مالك
الملك، استخلف عليه العباد فترة ملكيتهم المؤقتة له، فما يملك أحد مالا على وجه الدوام، وإنما يزول المال منه بانتقال
ملكيته إلى آخر أو بوفاته فيمكن تسميته (مال الله) وتسميته (مال المسلمين) سواء.
. ١٢١ ) "منهاج السنة" ابن تيمية ج ٣ ص ١٩٨ )
. ١٢٢ ) المرجع السابق ج ٣ ص ١٩٨ )
، ٧٦ ، وانظر: "تاريخ ابن خلدون" ج ٢ ص ١٣٩ - ١٢٣ ) المرجع السابق ج ٣ ص ١٩٩ ، وانظر: "العواصم من القواصم" ص ٧٤ )
٢٨٦ ، عن أخبار أبي ذر -رضي الله عنه- تبين منها إكرام عثمان لأبي ذر بإقطاعه - وانظر: "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٢٨٣
الذي سبق وأمر أبا ذر صرمة من الإبل ومملوكين لخدمته، والإذن له بالخروج إلى الربذَة، برغبة أبي ذر، وطاعة لرسول الله
بالخروج إلى الربذَة، إذا بلغ البناء سلعا في أدب صحابي جم،ته الشيعة في روايام المزورة، حتى إن الطبري الناقل من هنا وهنا
أعرض هنا عن بشاعتهم بقوله: (وأما الآخرون، فإم رووا في سبب ذلك خروج أبي ذر إلى الربذَة أشياء كثيرة وأمورا شنيعة
. كرهت ذكرها). ج ٤ ص ٢٨٦
وقد فطن معاوية الحكيم إلى ذلك، وكان غاية في الأدب مع أخيه أبي ذر، في قول معاوية له عن تسمية المال:
(فإني لا أقول: إنه ليس لله، ولكن سأقول: مال المسلمين). جوابا منه -رضي الله عنه- رفيقا حليما، على شدة أبي
ذر في يه إياه: (لا تقله).
وذلك بعد أن تلطف معاوية داعيا لأخيه بالرحمة بلفظ رقيق، (يرحمك الله يا أبا ذر، ألسنا عباد الله والمال ماله
والخلق والأمر أمره؟).
وقد عقب ابن حجر على ذلك بقوله: (فيه ملاطفة الأئمة للعلماء، فإن معاوية، لم يجسر على الإنكار، عليه، حتى
.( كاتب من هو أعلى منه في أمره)( ١٢٤
ولما أرهق أبو ذر معاوية: لا يتعرض له ولا يؤذيه، وإنما يرفع أمره إلى عثمان قائلا: (إن أبا ذر قد أعضل
.( بي)( ١٢٥
مسلك رفيع ممن كانت تربيتهم في مدرسة النبوة، عليهما رحمة الله ورضوانه.
أسلوب المؤسس في بذر الشقاق:
نشط ابن سبأ في رحلته الأولى إلى الشام، وافتعل من ذلك المسلك الرفيع فتنة لترويجها في أوساط الفقراء ضد
الأغنياء، ويمكننا أن نستشف من نشاطه الآتي:
١- استطلاع دقيق للأحوال السياسية، في البلد الذي يترل فيه، منه علم الخلاف القائم.
٢- لقاء مع أحد طرفي الخلاف، وإظهار التأييد له والولاء والمتابعة وما يتبع ذلك من التتريين، بكون العامة
القاعدة الشعبية في صفه، ليستمر في تشدده.
٣- الإغراء بالطرف الآخر بدس سوء الظن به وإثارة الشبهات حوله بزعم ومة:
. ١٢٤ ) "فتح الباري" ج ٣ ص ٢٧٥ )
. ١٢٥ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٢٨٣ )
- الاستئثار بالمال دون المسلمين، وحجبه عنهم، وفي ذلك ما لا يخفى من طعن خطير في نزاهة الحاكم وذمته
المالية.
- محو اسم: (المسلمين) وكأن الصحابي الجليل معاوية ليس بمسلم، ويعادي المسلمين، ويسعى في محو اسمهم.
٤- سعى في توسيع شقة الخلاف، وتطويره إلى حركة، بضم أنصار جدد، إلى أبي ذر، من كبار الصحابة
الزاهدين، حيث واجه فراسة أبي الدرداء، الذي فطن إلى يهوديته، وفراسة عبادة بن الصامت الذي أمسك به وساقه
إلى الحاكم وفضح الله ضغينته.
٥- تبع ذلك إعلام الأكاذيب، بافتراء المطاعن وتشويه السلف، الذي امتد طوال القرون إلى عصرنا الراهن في
كتابات الشيعة المتابعين إمامه ابن سبأ مبتكرهم الأول في الطعن على خليفة المسلمين، وعلى عامله في الشام في آن
واحد.
إا نفثة من سموم ابن سبأ في الشام، شاء الله تعالى أن يتنبه إلى خطورا أولياء الأمور، ويقوا الشام شرها.
واستعصت الشام على ابن سبأ فغادرها أول مرة.
المحاولة الثانية
عام ٣٣ ه وخيبته الشامية
كانت محاولة ابن سبأ الشامية الثانية عام ٣٣ ه بعد مقامه وتجواله في ربوع العراق البصرة والكوفة ونجاحه في
تكوين فرع منظم له في كل منهما كما أسلفنا.
عاد يتسلل إلى الشام، بحثا عن وسيلة لتكوين فرع له هناك فلم يتمكن، في بلد عمه الحب والتآلف بين الراعي
والرعية، حيث كانت سيرة معاوية -رضي الله عنه- مع رعيته من خيار سير الولاة كانت رعيته يحبونه، وقد ثبت في
أنه قال: (خيار أئمتكم الذين تحبوم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار الصحيحين عن النبي
.( أئمتكم الذين تبغضوم ويبغضونكم وتلعنوم ويلعنونكم)( ١٢٦
لذلك لم يكن لابن سبأ دور فعال في الشام، بل أخرجه أهل الشام حتى أتى مصر كما جاء في رواية الطبري:
(كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء، أمه سوداء، فأسلم في زمن عثمان، ثم تنقل في بلاد المسلمين يحاول
ضلالتهم فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتى
.( أتى مصر، فاعتمر فيهم)( ١٢٧
. ١٢٦ ) "منهاج السنة" لابن تيمية ج ٣ ص ١٨٩ )
. ١٢٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤٠ )
المطلب الخامس
ابن سبأ في مصر
كان ظهور ابن سبأ في مصر عام ٣٤ ه( ١٢٨ ). بعد أن لم يجد مرتعا لفساده في الحجاز، ولا في الشام، واكتفى
باصطناع الأعوان في البصرة والكوفة فاختار الإقامة في الفسطاط (واعتمر فيهم أي عاش بين أهلها عمرا) وهناك
كانت القنائص السبئية كثيرة، من المخالفين الكارهين لعثمان بن عفان، والمناوئين المشاغبين لولاة الأمور من قبله -
رضي الله عنه.
ذكر مؤرخ شيعي إيراني أن عبد الله بن سبأ توجه إلى مصر حينما علم أن مخالفي عثمان كثيرون هناك، فتظاهر
بالعلم والتقوى حتى افتتن الناس به، وبعد رسوخه فيهم بدأ يروج مذهبه ومسلكه، وأن لكل نبي وصيا وخليفة،
فوصي رسول الله وخليفته ليس إلا عليا المتحلي بالعلم والفتوى، والمتزين بالكرم والشجاعة، والمتصف بالأمانة
والتقى، وقال: إن الأمة ظلمت عليا، وعصبت حقه حق الخلافة والولاية، ويلزم الآن على الجميع مناصرته ومعاضدته،
.( وخلع طاعة عثمان وبيعته، فتأثر كثير من المصريين بأقواله وآرائه، وخرجوا على الخليفة عثمان( ١٢٩
هذا وقد نزل ابن سبأ في مصر على ربعه السبئي، من قبائل السكون اليمنية، التي سكنت مصر بعد الفتح
الإسلامي، كان فيهم فتية سوء وشؤم، مرضى السريرة والقلوب، عرفهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صاحب
الفراسة بسيماهم.
روى الطبري أن عمر لما استعرض الجيوش للجهاد عام ١٤ ه، مرت أمامه قبائل السكون اليمنية مع أول
كنده، يتقدمهم حصين بن نمير السكوني، ومعاوية بن خديج أحد الصحابة الذين فتحوا مصر، ثم كان أحد ولاا،
فاعترضهم عمر، فإذا فيهم فتية دلم سباط، فأعرض عنهم ثم أعرض ثم أعرض حتى قيل له: مالك ولهؤلاء؟
١٢٨ ) ابن كثير في تاريخه "البداية والنهاية" وضع ظهور ابن سبأ في مصر ضمن أحداث سنة ٣٤ ه ج ٧ ص ١٨٣ ، وتابعه )
السيوطي فأشار إلى دخول ابن سبأ مصر في هذا التاريخ في كتاب "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" نشر مصطفى أفندي
. فهمي وأخويه، القاهرة ١٣٢١ ه ج ٢ ص ١٦٤
١٢٩ ) "تاريخ شيعي روضة الصفا" في اللغة الفارسية ج ٢ ص ٢٩٢ ط طهران نقلا عن "الشيعة والتشيع" إحسان إلهي ظهير ص )
.٥٦
فقال: إني عنهم لمتردد، وما أمر بي قوم من العرب أكره إلى منهم، فكان منهم: سوداء بن حمران، وخالد بن
.( ملجم، وكلاهما من البغاة على عثمان( ١٣٠
هذه الأصناف البشرية الهابطة، هي التي كان يتعرف عليها ابن سبأ في مصر، بذكائه الشيطاني، كي يعدها لتنفيذ
مخططه، لقلب نظام الحكم، بإزهاق روح الخليفة الراشد عثمان مع إظهار التشيع لعلي -كرم الله وجهه- وموالاته
وإشاعة الغلو فيه، فيترتب على ذلك إصابة الإسلام في الصميم:
- إراقة دماء الخليفة: تؤدي إلى فتنة ضرب المسلمين بعضهم رقاب بعض فتتوقف الدعوة، ويتوقف الفتح.
- إفساد دين التوحيد: بإلباسه ثوب الشرك بمظاهر تأليه علي بن أبي طالب أحد الذين يحبهم المسلمون لسابقته
وجهاده.
وما يتبع ذلك حتما من تشويه المربي صلوات الله وسلامه ، - تشويه رجالات سلف الأمة الذين رباهم النبي
عليه فلا يبقى إسلام أصلا، وإنما يكون مسخا مشوها.
هذا المسخ المشوه المنسوب إلى الإسلام، هو دين الشيعة بجميع أصنافهم، من وقت إمامهم ابن سبأ في القرن
الأول الهجري، إلى وقتنا الراهن وبمشيئة الله يكون زيادة بيان عند استعراض أفكار ابن سبأ ثم تطبيق هذه الأفكار على
عقائدهم، فنجد التطابق التام ونرجئ ذلك الآن لنتتبع خطوات ابن سبأ في مصر.
كانت خطوات ابن سبأ في مصر كالتالي:
أولا: استمالة وإعداد الناقمين:
١٣٠ ) "الطبري" ج ٤ ص ٨٦ انظر: حاشية "العواصم من القواصم" ص ١١٢ ،١١١ سودان بن حمران السكوني وابن ملجم: من )
قبائل مراد اليمنية النازلة في مصر كان هو وزميله خالد بن ملجم سنة ١٤ فتية أي في العقد الثاني من العمر/ ثم كانا حال كوما
من قنائص ابن سبأ ودعائم الفتنة في العقد الرابع لما سير السبئيون متطوعة الفتنة إلى المدنية، كان سودان قائدا لإحدى فرقهم
الأربع، ولما خرج لهم محمد بن مسلَمة وقت الحصار ليعظم لهم حق عثمان رآهم ينقادون لأربعة، هذا واحد منهم. (الطبري ج ٤
٣٩٤ ) وصف تسور سودان ومعه آخرون من دار عمرو بن حزم إلى دار عثمان، - ص ١١٨ )، وفي (الطبري ج ٤ ص ٣٩٣
وبعض تفاصيل ما وقع من سودان عند ارتكام الجناية العظمى، ولما انتهوا من قتل أمير المؤمنين خرج سودان من الدار وهو
.( ينادي: قد قتلنا ابن عفان. (تاريخ الطبري ج ٤ص ٣٧٩
استمالة أوباش القبائل اليمنية إلى أفكاره، وإعدادهم إلى تنفيذ مأربه وتأهيل الرءوس منهم إلى ذلك مثل: الغافقي
بن حرب العكي، كنانة ابن بشر التجيبي، سودان بن حمران السكوني، عبد الرحمن بن عديس البلوي، عبد الله بن
بديل بن ورقاء الخزاعي، قتيرة بن فلان السكوني، زرع بن يشكر اليافعي، سواد بن رومان الأصبحي، خالد بن
.( ملجم، عبد الله بن رزين، عروة بن شيم الليثي( ١٣١
عينات سبئية أخرى من مصر، جندهم ابن سبأ لقيادة الزحف إلى العاصمة، بعد أن تشربوا بأفكاره، وكان لكل
.( دوره البارز في قتل عثمان -رضي الله عنه- ولا يتسع اال إلا للتعريف الإجمالي ببعضهم( ١٣٢
ذكر الذهبي أن ابن السوداء لما خرج إلى مصر، نزل على كنانة بن بشر مرة، وعلى سودان بن حمران مرة،
.( وانقطع إلى الغافقي فكلمه، وأطاف به خالد بن ملجم وعبد الله بن رزين وأشباه لهم، فصرف لهم القول( ١٣٣
ثانيا: استمالة من يحمل في قلبه غلا ضد الخليفة:
. ١٣١ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤٨ )
١٣٢ ) الغافقي بن حرب العكي: من أبناء وجوه القبائل اليمنية التي نزلت في مصر عند الفتح، استمالة ابن سبأ من ناحية افته )
على الرئاسة والجاه، وكان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة الأموي، ربيب عثمان الآبق من نعمته، هو اليد اليمني لتنفيذ خطط
السبئيين في مصر، والغافقي للتصدر والظهور، ولاه ابن سبأ الرأس الخفي المستتر، قائدا عاما للفرق الأربع المفتونة، الخارجة من
مصر، متظاهرين بأم يقصدون الحج، وفي المدينة تطورت حركتهم إلى أن استفحل الأمر، ومنعوا عثمان من الصلاة بالناس في
المسجد النبوي، فصار الغافقي هو الذي يصلي بالناس. (تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٥٤ )، ثم لما أقنعهم الشيطان بالجرأة على
الجنابة الكبرى كان الغافقي أحد اترئين على الخليفة وضربه بحديدة معه، وضرب المصحف برجله فاستدار. (الطبري ج ٤ ص
٣٩١ )، وبعد قتل عثمان بقيت المدينة خمسة أيام وأميرها الغافقي بن حرب.
كنانة بن بشر التجيبي: أحد قنائص عبد الله بن سبأ في مصر. (الوافي بالوفيات ج ١٧ ص ٢٠ ) أحد الذين التقوا بعمار بن ياسر
بالفسطاط، ليجعلوه سبئيا كما سيأتي بيانه، صار أميرا على إحدى الفرق الأربع، التي خرجت من مصر في شوال ٣٥ ه بحيلة
الحج (تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٤٨ ) كان في طليعة من اقتحم الدار على عثمان، وبيده شعلة من نار تنضح بالنفط، ودخلت
الشعل على أثره (تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٨٠ ) اخترط السيف ليضعه في بطن أمير المؤمنين، فوقته زوجته نائلة بيدها فقطع كنانة
أصابعها، وأشعره مشقصا؛ أي نصلا طويلا عريضا فانتضح الدم على آية: ﴿فَسيكْفيكَهم اللهُ وهو السميع الْعلي م﴾ [البقرة:
١٣٧ ]، (الطبري ج ٤ ص ٣٩٣ )، وسبق التعريف بسودان بن حمران، والباقي من قنائص ابن سبأ على شاكلتهم ومن طينتهم،
.١١٣ - انظر: (حاشية العواصم من القواصم) لمحب الدين الخطيب ص ١١٢
. ١٣٣ ) "تاريخ الإسلام" ج ٢ ص ١٢٣ )
علم ابن سبأ من استخباراته من رجال تلك القبائل النازل في أهلها أن في مصر من الأعيان، من يحمل في قلبه غلا
ضد عثمان -رضي الله عنه- مثل محمد بن أبي بكر، و محمد بن أبي حذيفة، فسعى إليهما واستمال كلا منهما إلى
أفكاره، وحرضهما للانضمام إلى فرقه الزاحفة ضد الخليفة، فكانا عونا له في مصر، وعينا له في المدينة، ونجح في
إخراجهما عن جادة الصواب فكان ممن تمالأ على قتل عثمان -رضي الله عنه.
سئل سعيد بن المسيب، عن محمد بن أبي حذيفة: ما دعاه إلى الخروج على عثمان، فقال: كان يتيما في حجر
عثمان، ثم سأله الولاية حين ولي الخلافة، فأجابه عثمان: (أن لست هناك)؛ أي لست أهلا لها فما احتملها، وطلب
منه الإذن بالخروج، فأذن له بالذهاب حيث شاء، وجهزه من عنده، فلما وقع في مصر، كان فيمن تغير عليه أن منعه
الولاية( ١٣٤ )، ويقول ابن الأثير عن محمد بن أبي حذيفة كذلك:
.( (ثم سار إلى مصر فكان من أشد الناس تأليبا على عثمان)( ١٣٥
أما محمد بن أبي بكر، فقد سئل سلْم بن عبد الله: ما دعاه إلى ركوب عثمان؟ فأجاب: الغضب والطمع، فقيل
له: ما الغضب والطمع؟ قال: كان من الإسلام بالمكان الذي هو به، وغره أقوام فطمع، وكانت له دالة، فلزمه حق،
.( فأخذه عثمان من ظهرة ولم يدهن، فاجتمع هذا إلى هذا فصار مذمما بعد أن كان محمدا( ١٣٦
ومنهما كان الشغب على أميرهم الفاتح ااهد عبد الله بن سعد بن أبي سرح( ١٣٧ ). وإشاعة البلبلة بين صفوف
ااهدين، والتخاذل عند اللقاء مع الأعداء المحاربين، والتنقص من مقام الخليفة الراشد عثمان، والعناد والشقاق،
.١٨١ / ١٣٤ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٩٩ - ابن الأثير ٣ )
. ١٣٥ ) "أسد الغابة في معرفة الصحابة"، أبو الحسن علي الجزري، مطبعة الشعب القاهرة ج ص ٨٧ )
.١٨١ / ١٣٦ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٠٠ "ابن الأثير" ٣ )
١٣٧ ) نال ابن أبي سرح من سهام طعن الشيعة الكثير، بحجة سبق ارتداده عن الإسلام وإهدار دمه، وتغافلوا أنه جاء إلى الرسول )
تائبا وقبل الرسول توبته (منهاج السنة ج ٣ ص ١٧٨ ) وصلح حاله وظهرت منه أمارات محمودة في ولايته وخاصة في ميدان
الفتوح، لا سيما وقد قاتل تحت رايته كثير من الصحابة، ففي غزوه لأفريقيا كان معه العبادلة: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن
١١١ ) خليفة بن خياط (ص ١٥٩ ). يقول ابن هشام: (وقد حسن - عمرو، وعبد الله بن الزبير، (الصواعق المحرقة ص ١١٠
إسلامه بعد ذلك وولاه عمر بعض أعماله، ثم ولاه عثمان)، (السيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٦٣ ) وفي تاريخ البركي ثناء من
الليث بن سعد، إمام مصر وعالمها، على عبد الله بن سعد، وبالجملة فلم يظهر منه بعد إسلامه ما ينكر عليه كما يقول ابن الأثير
وتلك أخلاق يلهث وراءها ابن سبأ، فهي من سمات حزبه( ١٣٨ ). ومن هنا نفهم سبب غلو الرافضة، في تعظيم هذين
.( المذكورين بعد ذلك، على عادم الفاسدة، في أم يمدحون رجال الفتنة، الذين قاموا على عثمان( ١٣٩
ثالثا: محاولة استمالة وتحريض صحابي جليل:
اهتبل ابن سبأ وجماعته، فرصة قدوم الصحابي عمار بن ياسر( ١٤٠ ) -رضي الله عنه- إلى مصر، مبعوثا من قبل
الخليفة لاستطلاع أخبارها فاستمالوه.
(أسد الغابة ج ٣ ص ٢٦٠ )، أما ابن كثير فقد قال: إنه مات وهو ساجد في صلاة الصبح أو بعد انقضاء صلاا في بيته، (البداية
والنهاية ج ٧ ص ١٨٧ ) كل ذلك لم يملأ أعين الشيعة التي امتلأت بوحل الكره السبئي ضد الخليفة الراشد وعماله.
١٣٨ ) روى الطبري: ما كان من محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة حال خروجهما مع عبد الله بن سعد، لغزو البحر عام )
٣١ ه من رواية الواقدي: كان أول ما سمع من محمد بن أبي حذيفة، حين ركب الناس البحر، رفع صوته بالتكبير حين صلى
عبد الله العصر بالناس، فلما فرغ من صلاته سأل عن هذا الصوت؟ فقيل: هو صوت محمد بن أبي حذيفة، فدعاه واستنكر عليه
هذه البدعة، فأجابه أن ليس في التكبير بدعة ولا حدث، فلما كانت صلاة المغرب كبر محمد تكبيرة أرفع من الأولى تحدي وعناد
وشقاق لا محل له في عرض البحر لمن جعل الشهادة نصب عينيه، والموت قريب من الجميع، مما يفضح سريرة ابن أبي حذيفة في
كونه ما خرج لله، فلما قضيت الصلاة أنبه عبد الله وقال له: لولا أني لا أدري ما يوافق أمير المؤمنين لقاربت بين خطوك؛ أي
وضعتك في الأغلال، فرد عليه ابن أبي حذيفة: إنك لا تستطيع ذلك. فما كان من ابن أبي سرح إلا أن منعه الركوب معهم،
فركب في مركب ليس معه إلا القبط (تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٩١ )، وعن الزهري من رواية الواقدي أيضا قال: (خرج محمد
بن أبي حذيفة ومحمد بن أبي بكر عام خروج عبد الله بن سعد فأظهر َأعيب عثمان وما غير وما خالف به أبا بكر وعمر، وأن
أباح دمه ونزل القرآن بكفره، وأخرج رسول الله دم عثمان حلال، ويقولان: استعمل عبد الله بن سعد رجلًا أن رسول الله
قوما وأدخلهم، ونزع أصحاب رسول الله واستعمل سعيد بن العاص وعبد بن عامر، فبلغ ذلك عبد الله بن سعد فقال: لا تركبا
معنا، فركبا في مركب ما فيه أحد من المسلمين، ولقيا العدو، وكانا َأكَلَّ الناس قتاًلا، فقيل لهما في ذلك فقالا: كيف نقاتل مع
رجل لا ينبغي لنا أن نحكمه: عبد الله بن سعد، استعمله عثمان، وعثمان فعل وفعل، فأفسدا أهل تلك الغزاة، وعابا عثمان أشد
العيب، فأرسل عبد الله بن سعد إليهما ينهاهما أشد النهي وقال: والله لولا أني لا أدري ما يوافق أمير المؤمنين لعاقبتكما
/ ٥٩ ط دار الفكر بيروت ١٣٩٨ ه، ابن كثير ج ٧ - وحبستكما). "الكامل في التاريخ" لابن الأثير الجرزي، ج ٣ ص ٥٨
١٧٢ ، "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٢٩٢ في هذه الصفحة تقرأ: (ابن سعد يأمر المؤمنين بقراءة القرآن والصبر، حال قتالهم المتلاحم
مع الروم، على ظهور السفن، فيكتب الله له ولجنده النصر، بقتلهم الروم مقتلة عظمية لم ينج منهم إلا القليل، وخائن الجهاد
السبئي ابن أبي حذيفة يقول للرجل: أما والله لقد تركنا خلفنا الجهاد حقا فيقول الرجل: وأي جهاد؟ فيقول: عثمان بن عفان فعل
كذا وكذا.. حتى أفسد الناس).
. ١٣٩ ) "منهاج السنة" لابن تيمية ج ٢ ص ٢٠٠ )
فعبد أن نظم السبئية حملة الإشاعات، وفاحت إشاعام الكاذبة، وأوسعوا الأرض إذاعة، ولاحت في الأفق نذر
إلى عثمان -رضي الله عنه- عن الجميع، فقالوا: يا أمير المؤمنين، أيأتيك عن الفتنة، اجتمع أصحاب رسول الله
الناس الذي أتانا؟ قال: لا والله ما جاءني إلا السلامة. قالوا: فإنا قد أتانا، وأخبروه بالذي أسقط إليهم، قال: فأنتم
شركائي وشهود المؤمنين فأشيروا علي، قالوا: نشير عليك أن تبعث رجالا ممن تثقم إلى الأمصار، حتى يرجعوا
إليك بأخبارهم، فدعا محمد بن مسلَمة فأرسله إلى الكوفة، وأرسل أسامة بن زيد إلى البصرة، وأرسل عمار بن ياسر
إلى مصر، وأرسل عبد الله بن عمر إلى الشام، وفرق رجالا سواهم، فرجعوا جميعا قبل عمار، فقالوا: أيها الناس، ما
أنكرنا شيئا، ولا أنكره أعلام المسلمين ولا عوامهم، وقالوا جميعا: الأمر أمر المسلمين، أمراؤهم يقْسِطُونَ بينهم
.( ويقومون عليهم( ١٤١
واستبطأ الناس عمارا حتى ظنوا أنه قد اغتيل فلم يفجؤهم إلا كتاب من عبد الله بن سعد بن أبي سرح، يخبرهم
أن عمارا قد استماله قوم بمصر، وقد انقطعوا إليه، فيهم عبد الله بن السوداء، وخالد بن ملجم، وسودان بن حمران،
وكنانة بن بشر( ١٤٢ ). يريدونه على أن يقول بقولهم، يزعمون أن محمدا راجع، ويدعونه إلى خلع عثمان، ويخبرونه أن
رأي أهل المدينة على مثل رأيهم. فإن رأي أمير المؤمنين أن يأذن لي في قتله وقتلهم قبل أن يبايعهم فيكتب إليه عثمان:
لعمري إنك لجريء يا ابن أم عبد الله، والله لا أقتله ولا أنكؤه ولا إياهم، حتى يكون الله -عز وجل- ينتقم منهم
.( ومنه بما أحب، فدعهم ما لم يخلعوا يدا من طاعة يخوضوا ويلعبوا( ١٤٣
علم السبئيون ما كان من تعزير عثمان لعمار، وما قد يترسب في النفس من ذلك عن سعيد بن المسيب أنه كان
.( بين عمار وعباس ابن عتبة بن أبي لهب خلاف -قذف- حمل عثمان على أن يؤدما عليه بالضرب( ١٤٤
١٤٠ ) من عنس من اليمن، وهو حليف لبني مخزوم ويكنى أبو اليقظان، نزل بعد ذلك الكوفة، ولم يزل مع علي بن أبي طالب - )
رضي الله عنه- يشهد معه مشاهده، وقتل بصفين سنة سبع وثلاثين، ودفن هناك وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وقد شهد بدرا
(الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٦ ص ١٤ ) -رضي الله عنه وأرضاه.
. ١٤١ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤١ )
. ١٤٢ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٢٤١ )
١٤٣ ) "ذيب تاريخ دمشق الكبير" لابن عساكر، ترتيب عبد القادر زيدان، دار المسيرة بيروت ط الثالثة ١٣٩٩ ه ج ٧ص )
.٤٣٢-٤٣١
. ١٤٤ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٩٩ )
فراحوا يركبون الضعف البشرى ويوغرون صدر عمار، ويحرضونه على السعي معهم في خلع عثمان وتولية علي
###من هنا، استمالوه فمكث فيهم زمنا يسمع لهم.
سمو الأدب العثماني الراشد:
في مشورم وهنا يتجلى سمو الأدب العثماني الراشد الكريم، والحرص على تكريم وتوقير صحابة رسول الله
وإنفاذ ما أشاروا به وعدم الاستبداد بالأمور دوم:
١- الصرامة في حدود الله تعالى، وعدم التفريط في إنفاذها أو الادهان، حتى لو كان ذلك من ظهر أخيه الوليد،
أو من ظهر ابن سلفه الراشد أبي بكر، أو من ظهر الهاشمي حفيد بن عبد المطلب، أو من ظهر الصحابي المسن عمار
بن ياسر رحم الله الجميع.
٢- تناسى عثمان اللين الصارم ما كان من عمار، و أولاه ثقته كسفير له إلى مصر، لتجلية أحوال الراعي
والرعية.
٣- وبدلا من قيام عمار بالمهمة، كحكم محايد وسفير فوق العادة، مال إلى طرف مشبوه ولما أبدى المسئول
قلقه، واستأذن الخليفة في الضرب على أيديهم كان من عثمان…
.( ٤- يه عن الشدة مع الصحابي جليل، وأمره بمعاملته بما يليق بمقامه وسابقته في الإسلام( ١٤٥
رابعا: مكيدة عزل فاتح مصر:
١٤٥ ) عن ذلك يكمل ابن عساكر روايته فيقول: وكتب عثمان إلى عمار: (إني أنشدك الله أن تخلع يدا من طاعة، أو تفارق )
الجماعة، فتبوء بالنار، ولعمري إني على يقين من الله تعالى لأستكملن أجلي ولأستوفين رزقي غير منقوص شيئا من ذلك، فيغفر
الله لك). فثار أهل مصر، فهموا بقتله وقتل أولئك، فنهاهم عنه عبد الله بن سعد وأقر عمارا، حتى إذا أراد القفل حمله وجهزه
بأمر عثمان، فلما قدم عليه قال له: (يا أبا اليقظان، قذفت ابن أبي لهب أن قذفك، وغضبت علي أن أخذت لك بحقك وله بحقه،
اللهم قد وهبت ما بيني وبين أمتي من مظلمة، اللهم إني متقرب إليك بإقامة حدودك في كل أحد ولا أبالي، أخرج عني يا عمار).
فخرج، فكان إذا لقي العوام نضح عن نفسه وانتفى من ذلك، وإذا لقي من يأمنه أقر بذلك وأظهر الندم، فلامه الناس وهجروه
.( وكرهوه. انظر: ("ذيب تاريخ دمشق الكبير" لابن عساكر ج ٧ ص ٤٣٢
أحكم السبئية مكيدة عزل عمرو بن العاص، فاتح مصر وواليها، من أيام عهد عمر بن الخطاب. رضي الله عن
عمر وعن عمرو.
روى سيف بن عمر عن أبي حارثة وأبي عثمان قالا: (لما قدم ابن السوداء مصر، عجمهم واستخلاهم
واستخلوه، وعرض لهم بالكفر فأبعدوه وعرض لهم بالشقاق فأطعموه، فبدأ فطعن على عمرو بن العاص، وقال: ما
باله أكثركم عطاء ورزقا، ألا سنصيب رجلا من قريش يسوي بيننا، فاستحلوا ذلك منه وقالوا: كيف نطيق ذلك مع
عمرو وهو رجل العرب؟ قال: ستعفون منه ثم نعمل عملنا ونظهر الائتمار بالمعروف والطعن فلا يرده علينا أحد،
فاستعفوا منه وسألوا عبد الله بن سعد؛ أي سألوا الخليفة عزل عمرو وتولية عبد الله فأشركه مع عمرو فجعله على
الخراج، وولى عمرا على الحرب ولم يعزله، ثم دخلوا بينهما حتى كتب كل واحد منهما بالذي بلغه عن صاحبه،
وركب أولئك؛ أي السبئية سافروا إلى المدينة واستعفوا من عمرو، وسألوا عبد الله بن سعد، فأعفاهم؛ أي أجام إلى
.( ما طالبوا وتم عزل عمرو بن العاص -رضي الله عنه)( ١٤٦
خامسا: مقالات التحريض الإعلامية:
بعدما أشرنا إلى بعض مكائد ابن سبأ في مصر، يجدر بنا قبل متابعة السبئية في زحفهم إلى المدينة، أن ننظر هنا إلى
ما أجمعت عليه المصادر التاريخية، عما كان يقوله ابن سبأ في مصر، لنضع تلك المقالات في الخلفية الذهنية لنا، عند
التقدم في أبحاثنا عن الاثني عشرية بعد ذلك بعون الله.
وما زلنا في ملاحقة ومراقبة أفعال ذلك المؤسس، حتى إذا انتهينا من تلك الملاحقة والمراقبة جلسنا نتدارس
أهداف ومناهج وأفكار بن سبأ، التي دسها في عالم المسلمين، والتي أشربتا قلوب الشيعة، وجرت مجرى الدم في
٤٣٣ ، ويكمل سيف الرواية بما يدل على حلم وصبر الخليفة - ١٤٦ ) "ذيب تاريخ دمشق الكبير" لابن عساكر ج ٧ ص ٤٣٢ )
في ملاينة رعيته، رغم علمه -رضي الله عنه- بحالهم وانحرافهم، قال: (فلما قدم عمرو على عثمان قال: ما شأنك يا أبا عبد الله؟
قال: والله يا أمير المؤمنين ما كنت منذ وليتهم أجمع أمرا ولا رأيا مني منذ كرهوني، وما أدري من أين أتيت. فقال عثمان: لكني
أنا أدري، لقد دنا أمر، هو الذي كنت أحذره، ولقد جاءني نفر من ركب تردد عنهم عمر وكرههم، ألا وإنه لا بد لما هو كائن
أن يكون، وإن كابرم كذبوا واحتجوا ولم تثبت لهم الحجة، وإني أكف عنهم ما لم ينتهكوا محرما، ووالله لأسيرن فيهم بالصبر
ولأتابعنهم ما لم يعص الله -عز وجل.
عروقهم وانعكست سوادا في بياض مئات الآلاف من الكتب ناصروا وشايعوا فيها مرجعهم الأول، ابن سبأ هذا،
إمامهم الأوحد.
أتى ابن سبأ مصر فاعتمر فيهم، وأظهر مقالته بينهم، وصرف لهم القول كان يقول:
١. العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب برجوع محمد، وقد قال الله -عز وجل-: ﴿ِإنَّ الَّ ذي فَرض
علَيك الْقُرآنَ َلرادك ِإَلى معاد﴾ ، فمحمد أحق بالرجوع من عيسى، فقبل ذلك عنه، ووضع لهم الرجعة فتكلموا
فيها.
٢. ثم قال بعد ذلك: إنه كان ألف نبي، ولكل نبي وصي.
٣. ثم قال: محمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء.
٤. ثم قال بعد ذلك: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله، ووثب على وصي رسول الله.
٥. ثم تناول الأمة.
٦. ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان قد جمع أموالا أخذها بغير حق.
فاضوا في هذا الأمر فحركوه. ، ٧. وهذا وصي رسول الله
٨. وابدءوا بالطعن على أمرائكم.
٩. أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتستميلوا الناس.
١٠ . وادعوا إلى هذا الأمر.
١١ . فبث دعاته.
١٢ . وكاتب من كان استفسد في الأمصار وكاتبوه.
١٣ . ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم.
١٤ . وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
١٥ . وجعلوا يكتبون إلى الأمصار. بكتب يضعوا في عيوب ولام، ويكاتبهم إخوام بمثل ذلك.
١٦ . فكتب أهل كل مصر منهم إلى أهل كل مصر آخر، بما يصنعون فيقرأه أولئك في أمصارهم وهؤلاء
في أمصارهم.
١٧ . حتى تناولوا بذلك المدينة.
١٨ . وأوسعوا الأرض إذاعة.
١٩ . وهم يريدون غير ما يظهرون.
.( ٢٠ . ويسرون غير ما يبدون( ١٤٧
سادسا: تعبئة فرق الفتنة:
تحت لواء الغدر اليهودي السبئي، وذه المقالات الغريبة الهدامة تم لابن سبأ وشيعته، تنظيم أنفسهم في اثنتي
عشرة فرقة، أربع فرق من مصر، وأربع من البصرة، وأربع من الكوفة تشكلت كل فرقة من نحو مائة وخمسين مفتونا
.( أي من كل بلد نحو ستمائة رجل ممن عميت بصائرهم، وختم الله على قلوم، فهم لا يفقهون( ١٤٨
وقد سبق وأخفق السبئيون في الوثوب على ولام سنة ٣٤ ه، في الموعد الذي وقعت فيه فتنة يوم (الجرعة)
فتواعدوا لفتنة أخرى بمقياس أوسع، يتسللونا إلى قلب الخلافة الإسلامية، في العام التالي في شوال ٣٥ ه، عند
استعداد حجاج بيت الله لقصد الحرمين الشريفين، من مصر والبصرة والكوفة، يذهب الحجاج لتأدية الفريضة
والزيارة، ويذهب دعاة الفتنة للمجاهرة بمعصية الله، تحرك خطاهم اليد الخفية لابن سبأ، الذي كان ضمن ثوار مصر،
.( الزاحفين إلى المدينة، والذي كان حريصا على العمل من وراء ستار( ١٤٩
. ٣٤١ ، "ذيب تاريخ دمشق الكبير" لابن عساكر ج ٧ ص ٤٣١ - ١٤٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤٠ )
١٤٨ ) أمراء فرق الفتنة من مصر هم: عبد الرحمن بن عديس البلوي، كنانة بن بشر التجيبي، سودان بن حمران السكوني، قتيرة )
بن فلان السكوني، ورئيسهم العام الغافقي بن حرب العكي، ومعهم مدبر الفتنة اليهودي المتمسلم: عبد الله بن سبأ.
أمراء فرق الفتنة من البصرة هم: حكيم بن جبلة العبدي، ذريح بن عباد العبدي، بشر بن شريح الحطم بن ضبيعة القيسي، ابن
المحرش بن عبد بن عمرو الحنفي، ورئيسهم العام: حرقوص بن زهير السعدي.
أمراء فرق الفتنة من الكوفة هم: الأشتر مالك بن الحارث النخعفي، زيد بن صوحان العبدي، زياد بن النضر الحارثي، عبد الله بن
.(٣٤٩- الأصم، ورئيسهم العام: عمرو بن الأصم. (تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٤٨
.١٢٣- ١٤٩ ) "العواصم من القواصم" حاشية ص ١٢٢ )
المبحث الثالث
إمام التزوير المؤسس وقتل الخليفة
بعد الإشارة إلى أستاذ التزوير الأول، ولعنته مع فرقه الثلاث نبين تزويراته في الفتنة العظمى في المطالب التالية:
المطلب الأول: التزوير على الخليفة.
المطلب الثاني: التزوير على أمهات المؤمنين.
المطلب الثالث: التزوير على كبار الصحابة.
المطلب الرابع: تزوير الفتنة الكبرى.
المعلم الأول للتزوير:
- إن المبتدع الأول للتزوير، في التاريخ الإسلامي، هو ابن سبأ، معلم الشيعة، الذي علمهم تزوير الكتب يكتب
ما تصبو إليه نفسه من مقالة أو دعوى أو رسالة لتحقيق هدف معين من أهدافه، وينسب ما كتب إلى علم من أعلام
الإسلام الموثوقين، مؤكدا صدور ذلك عمن اشتهر في أوساط المسلمين، بالتقى والصلاح والسابقة والسيرة الحسنة.
- وبذلك يتم تمرير ما يريدونه، ثم إحاطته بالدعاية الملحة والإعلام المركز، حتى يستقر في أذهان الناس، خصوصا
ضعاف العقول منهم أن العلم الصالح الشهير هذا قال ذلك فعلًا.
- وجميع عقائد الشيعة دون استثناء، هي بنات أفكار ابن سبأ، وتزوير من تزويراته، كما سنرى وها هو يسعى
في أعطاف جنده الملعونين إلى المدينة، بقصد قتل الخليفة، وقد ساند خطته بأنواع من مبتكرات التزوير، خدعا
القطيع السبئي السائر على دربه.
- وقبل استعراض ما جاء به سلف الشيعة، من ظلم وزور وقت قتل الراشد عثمان -رضي الله عنه وأرضاه-
نقرر اللعنة التي حاقت بابن سبأ وتجمعاته الثلاثة، الذين هم سالف الشيعة، وأبطالهم وقدوم، يرددون ويزينون ما
جاءوا به من ظلم وزور، وقد أبطلوا الحق، وأحقوا الباطل، في فتنة غرسوها في صدر الإسلام، ما كان منها إلا
.( الأشواك السامة على صفحات كتبهم إلى اليوم( ١٥٠
حاقت اللعنة بابن سبأ وتجمعاته الثلاثة:
- خرج عبد الله بن سبأ مع رفاقه مع مصر( ١٥١ ) إلى المدينة، حيث تم اللقاء مع رفاق الكوفة، ورفاق البصرة،
على أطراف المدينة عسكر البغاة من البصرة بذي خشب، والبغاة من الكوفة بالأعوص، والبغاة من مصر بذي المروة.
- وظن هؤلاء الطغاة أن الصحابة ممن يلهثون خلف الجاه والسلطان كما يفتري عليهم الشيعة إلى الآن، فكان
سعي السبئية المنكود، إلى كبار الصحابة، يغروم بخيانة أمانة البيعة لعثمان، ونبذها من أعناقهم:
١- سعى المصريون إلى علي بن أبي طالب، وقد سرح ابنه الحسن للدفاع عن عثمان، وعرضوا عليه الخلافة،
فصاحم فطردهم وقال: (لقد علم الصالحون، أن جيش ذي المروة، وذب خشب، والأعوص، معلونون على لسان
.( محمد
٢- وجاء البصريون إلى طلحة بن عبيد الله، وقد أرسل ابنيه للدفاع عن عثمان، بنفس عرض الخلافة، فصاحم
.( وطردهم وقال: (لقد علم المؤمنون، أن جيش ذي مروة، وذي خشب، والأعوص، ملعونون على لسان محمد
٣- وأتى الكوفيون الزبير بن العوام، وقد سرح ابنه عبد الله للدفاع عن عثمان، بعرض الخلافة كذلك، فصاح
.(١٥٢)م وطردهم، مقررا لعنة التجمعات السبئية الثلاثة، على لسان محمد
١٥٠ ) من شاء معاينة عينة من تلك السموم فليقرأ كتاب: علي ومناوئوه تأليف الدكتور نوري جعفر الشيعي من مطبوعات النجاح )
بالقاهرة رقم ١١ ط الرابعة ١٣٩٦ ه - ١٩٧٦ م.
١٥١ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤٩ ، ويبدو أن ابن سبأ في مروره السابق على الحجاز، عاين الخليفة في حياة عادية كواحد من )
الناس لا يحتجب عنهم، بحرس ملكي أو جمهوري أو إمبراطوري، يؤم المسلمين في المسجد النبوي خمس مرات يوميا، لا يتقدمه
المشاة أو الخيالة أو راكبو الدراجات البخارية بلا فواصل ولا أبواب مغلقة ولا مواكب، ومدينة الرسول مفتوحة للجميع، لا يصد
عن الحرم النبوي الشريف مسلم، سمة انفردا الخلفاء الراشدون دون سائر حكام البشر، كانت في عين ابن سبأ عورة، يمكن
اختراقها إلى قلب الخلافة، إذا دخل المدينة ببعض (الميلشيات) المسلحة، حتى إذا يأت القوة المطلوبة كان الزحف الثلاثي الغادر
إلى المدينة، بتدبير وتخطيط ابن سبأ.
الطرد من رحمة الله تعالى لابن سبأ، ومن تبعه وأطاعه وسار على جه على لسان الصادق المصدوق عليه
صلوات الله وسلامه.
سفكوا الدم الحرام، واستحلوا البلد الحرام، وبوا المال الحرام، واستحلوا الشهر الحرام( ١٥٣ ). فحقت عليهم اللعنة
بشهادة المذكورين.
ابن سبأ زين لأهل مصر أن عليا أحق بالخلافة من عثمان، وزين لأهل البصرة أن طلحة أحقا، وزين لأهل
الكوفة أن الزبير أحقا فوجه كل تجمع من تجمعاته المنكودة إلى مقصوده وذلك حتى إذا ما تم قتل عثمان، اختلف
.( الناس فيما بينهم، فتبقى الفتنة قائمة بين المسلمين قاتل الله خبث اليهود وكيدهم( ١٥٤
. ١٥٢ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٥٠ )
١٥٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٤٩ ، هذا الاستحلال المربع، للحرمات الأربع، الذي اقترفه قتلة عثمان، وصفتهم به السيدة )
عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها- والشيعة يأبون ذلك عنها، ويصرون على الإساءة إلى مقامها الرفيع الشريف،
بافترائهم مة تحريضها على قتل عثمان.
. ١٥٤ ) "الخلفاء الراشدون" الدكتور أمين القضاة ص ٧٥ )
المطلب الأول
التزوير على الخليفة
تزوير سبئي:
١- قبل الزحف إلى المدينة، أوفد السبئيون منهم وفدا لمقابلة الخليفة، والعودة إلى أمصارهم بتزوير الحقيقة، لتعبئة
المخدوعين ضد الخليفة، كاتبوا أشياعهم من أهل الأمصار أن يتوافوا بالمدينة لينظروا فيما يريدون، وينظموا التعاون في
تنفيذ خطة ابن سبأ. وأظهروا أم يأمرون بالمعروف، ويسألون عثمان عن أشياء لتطير في الناس، ولتحقق عليه.
٢- أفصحوا عن سرهم لمن يثقون فيه فقالوا: (نريد أن نذكر لعثمان أشياء قد زرعناها في قلوب الناس، ثم نرجع
إليهم فترعم لهم أنا قررناها، فلم يخرج منها ولم يتب، ثم نخرج كأنا حجاج، حتى نقدم فنحيط به فنخلعه، فإن أبى
قتلناه).
٣- وعلى المنبر النبوي، فند عثمان جميع دعاويهم ومزاعمهم وأباطيلهم، بالحجة البينة النافية لكل شبهة، على
مرأى ومسمع من المهاجرين والأنصار، أهل السابقة والحق، الذين طلبوا قتل ذلك الوفد، فقال -رضي الله عنه-: (بل
نعفو ونقبل ونبصرهم بجهدنا، ولا نحاد أحدا حتى يركب حدا أو يبدي كفرا).
٤- فعادوا إلى أمصارهم، ينشرون اعترافا لعثمان بأخطاء ومظالم ابتكروها، وزعموا إصراره عليها زورا وتانا،
.( واتفقوا على غزوه مع الحجاج كالحجاج فتكاتبوا وقالوا: موعدكم ضواحي المدينة في شوال( ١٥٥
.٣٤٨- ١٥٥ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤٦ )
المطلب الثاني
التزوير على أمهات المؤمنين
تزوير سبئي آخر:
١- محمد بن أبي حذيفة، صنيعة ابن سبأ في مصر، كان يزور الكتب على لسان أمهات المؤمنين، ويأخذ الرواحل
فيضمرها، ويجعل رجالا على ظهور البيوت، ووجوههم إلى وجه الشمس، لتلوح وجوههم تلويح المسافر، ثم يأمرهم
أن يخرجوا إلى طريق الحجاز بمصر، ثم يرسلوا رسلا يخبرون عنهم الناس، ليستقبلوهم باعتبارهم يحملون كتبا من
أزواج النبي، بالشكوى من حكم عثمان وتتلى تلك الكتب في الجامع الكبير (جامع عمرو) بالفسطاط ويتفرق الناس
.( بما قرئ عليهم( ١٥٦
٢- حتى إن مسروق بن الأجدع الهمداني من الأئمة الأعلام أئمة التابعين المقتدىم عاتب أم المؤمنين عائشة -
رضي الله عنها- على الزعم، بأا كتبت إلى الناس تأمرهم بالخروج على عثمان، فأقسمت له بالله الذي آمن به
.( المؤمنون وكفر به الكافرون: ما كتبت لهم سوادا في بياض( ١٥٧
٣- جاء المنافقون بالإفك يتهمون أمنا أم المؤمنين بالفاحشة، فتترلت الآيات البينات( ١٥٨ )، تبرئ ساحة الطاهرة
المطهرة الصديقة بنت الصديق يتعبد أبناؤها بتلاوا إلى قيام الساعة.
وجاء الشيعة بالإفك يتهمون أمنا أم المؤمنين بالتحريض على القتل فقال قائلهم: (كانت عائشة تؤلب الناس على
.( عثمان، وتدعو إلى قتله بكل مكان) انتهى( ١٥٩
. ١٥٦ ) "عثمان بن عفان" صادق إبراهيم عرجون، الدار السعودية للنشر والتوزيع ط الثالثة ١٤٠٤ ه ١٩٨٣ م ص ١٢٨ ، ١٢٧ )
. ١٥٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٤٨ )
١٥٨ ) الآيات من ١١ إلى ٢٦ من سورة النور. )
١٥٩ ) "علي ومناوئوه" تأليف الشيعي: الدكتور نوري جعفر ص ١١٩ قدم له الأستاذ عبد الهادي مسعود، بوزارة الثقافة والإرشاد )
القومي ومدرس الفهارس العامة بدار الكتب المصرية، راجعه وعلق عليه السيد مرتضى الرضوي مؤلف كتاب "مع رجال الفكر
بالقاهرة"، وهذان من أعضاء جماعة التقريب بالقاهرة. والكتاب أحد مطبوعات الشيعة التي أسموها "مطبوعات النجاح
بالقاهرة" يسعونا إلى نشر فكرهم السبئي في مصر.
٤- ويحيطون إفكهم بالتزوير اللازم، متبعين إمامهم ابن سبأ، مزورهم الأكبر( ١٦٠ ). فقال شيعي آخر من أتباعه:
(وهذه عائشة أم المؤمنين، خرجت بقميص رسول الله -صلى الله عليه وآله- فقالت للناس: هذا قميص رسول
.( الله لم يبل وعثمان قد أبلى سنته). ثم يقول: (أشهد أن عثمان جيفة على الصراط غدا) انتهى( ١٦١
٥- لو كان ابن سبأ قد آمن بقوله تعالى: ﴿النِبي َأوَلى ِبالْمؤمِنين من َأنفُسِهِم وَأزواجه ُأمهاتهم﴾ [الأحزاب:
٦]. لكان الشيعة قائمين برعاية حرمة الأمهات.
٦- إم لا يرعون حرمة، فقديما عمد أتباع ابن سبأ المحاصرون لعثمان، وقد منعوا عن داره الماء والزاد، إلى أمنا
أم حبيبة -رضي الله عنها- وهي على بغلة لها، تحاول اختراق الحصار، إلى دار عثمان لنجدته فضربوا وجه بغلتها
.( وقطعوا حبلها بالسيف فمالت رحالتها وتلقاها الناس، وأنقذوها وقد كادت تقتل( ١٦٢
٧- وحديثا يقول الشيعة: (لم تبق عائشة بالمدينة لتكف عن عثمان أذى الناس حين حصروه بداره وتمضي في
.( محاولة التخذيل عن الشيخ وبث كراهيته في نفوس الحجيج القادمين من كافة الأقطار). انتهى( ١٦٣
٨- والحقيقة أن أمنا -رضي الله عنها- تجهزت خارجة إلى الحج، هاربة من الغوغاء، أسلاف الشيعة الذين
كادوا يقتلون أم حبيبة، واستتبعت أخاها( ١٦٤ )، فأبى، فقالت: أما والله لئن استطعت أن يحرمهم الله ما يحاولون
.( لأفعلن( ١٦٥
١٦٠ ) ويقول شيعي ثالث (وبلغ الحال بعائشة أا كانت تف بقادة الوفود الزاحفة: اقتلوا نعثلا قتله الله) ناسبا إلى أم المؤمنين تسمية )
عثمان باسم يهودي قذر خسيس كان يسكن المدينة، في كتابه "الانتفاضات الشيعية عبر التاريخ" تأليف : هاشم معروف
١٨٣ ، ولم يدع هذا الكتاب في صفحاته التي بلغت ٥٢٧ زورا وإفكا وتانا -١٤٣- الحسيني، دار الكتب الشعبية بيروت ص ٧٣
شيعيا إلا وحشره في جميع تلك الصفحات.
. ١٦١ ) "شرح ج البلاغة" لابن أبي الحديد دار الأندلس بيروت ج ٤ ص ٤٥٨ )
. ١٦٢ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٨٦ )
. ١٦٣ ) "علي ومناوئوه" نوري جعفر الشيعي ص ١١٩ )
١٦٤ ) أي دعت أخاها محمد بن أبي بكر، وقد كان من أعيان الفتنة، أن يدع موقفه الحاقد المؤلب على عثمان ويلحقا -رضي الله )
عنها- إلى مكة، وقد تعجب حنظلة الكاتب إلى ما بأمر أخته عائشة فقال: يا محمد تستتبعك أم المؤمنين فلا تتبعها، وتدعوك
ذؤبان العرب إلى ما لا يحل فتتبعهم؟ وانصرف وهو يقول:
٩- ولكن حبك التزوير الشيعي اقتضى تصوير عائشة -رضي الله عنها- بأا: (لم تتحرج أن تصيح بعثمان من
وراء سترها على المنبر)( ١٦٦ )، وكأنه لا اعتبار عندها لحرمة المسجد النبوي، ولا حرمة المصلين.
إن ابن سبأ وشيعته قديما وحديثا جاؤوا ظلما وزورا.
عجبت لما يخوض الناس فيه يرومون الخلافة أن تزولا
ولو زالت لزال الخير عنهم ولاقوا بعدها ذلا ذليلا
وكانوا كاليهود أو النصارى سواء كلهم ضلوا السبيلا
. ١٦٥ ) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٨٦ )
. ١٦٦ ) المرجع السابق ج ص ٣٨٦ )
المطلب الثالث
التزوير على كبار الصحابة
تزوير سبئي ثالث:
١- زعم البغاة أم تلقوا من علي وطلحة والزبير -رضي الله عنهم- كتابا يدعوم به للثورة على عثمان،
.( فقال البغاة لهم: (إنكم أرسلتم إلينا: َأقِْبلُوا إلى من غير سنة الله)( ١٦٧ ، بدعوى أنه غير سنة رسول الله
إن الروايات الموضوعة التي ابتكرها الشيعة الكارهون للصحابة، ودست في كتب تاريخنا ايد، زعمت أن
الصحابة كتبوا إلى الآفاق يأمرون الناس، بالقدوم إلى عثمان، بزعم إفساده دين محمد، فأقبلوا من كل أفق حتى
.( قتلوه( ١٦٨
ابن سبأ وصحبه البغاة، فعلوا فعلتهم الشنيعة، ويرمونا صحابة رسول الله، بكتب زوروها على ألسنة
الصحابة، وبعثواا إلى الآفاق.
٢- ولو آمن ابن سبأ والشيعة بقوله تعالى: ﴿ومن يكْسِب خطيَئةً َأو ِإثْما ُثم يرمِ ِبه برِيًئا فَقَد احتملَ بهتانا وِإثْما
مِبينا﴾ [النساء: ١١٢ ]، ما أقدموا على قتل الخليفة قديما، وما أشاعوا إجماع الصحابة على قتل عثمان حديثا حتى قال
أحدهم: إن مصرع عثمان أن على يد المهاجرين والأنصار تحريضا، ومباشرة من الوفود التي زحفت من مختلف
.( الأمصار( ١٦٩
وصدق ابن كثير في قوله: (إن هذا كذب على الصحابة)( ١٧٠ ). فتزوير الكتب في مأساة البغي على عثمان، كان
.( من أسلحة البغاة، استعملوه من كل وجه وفي كل الأحوال( ١٧١
. ١٦٧ ) "العواصم من القواصم" للقاضي أبي بكر العربي ص ٥٩ )
١٦٨ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٦٧ حيث نطالع رواية من تلك الروايات. )
. ١٦٩ ) "الانتفاضات الشيعية عبر التاريخ" هاشم معروف الحسيني الشيعي ص ١٤٣ )
١٧٠ ) "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ ص ١٧٥ حيث قال ابن كثير: (وذكر ابن جرير من طريق محمد بن إسحاق عن عمه عبد )
الرحمن بن يسار، أن الصحابة كتبوا إلى الآفاق من المدينة، يأمرون الناس بالقدوم على عثمان ليقتلوه، وهذا كذب على الصحابة،
٣- لما جاء الثوار إلى علي -كرم الله وجهه- يطلبون منه القيام معهم إلى عثمان قال: والله لا أقوم معكم، قالوا:
فلم كتب إلينا؟ قال: والله ما كتبت إليكم كتابا قط. فنظر بعضهم إلى بعض( ١٧٢ )، مما يدل على أن هناك خادع
ومخدوع، أما المخادع فهو ابن سبأ ورءوس تنظيمه السري مزور الكتب، أما المخدوع فهم الكثرة من الغوغاء،
القطيع المنقاد لناعق السبئية فالذين نظر بعضهم إلى بعض، عندما حلف علي بأنه لم يكتب إليهم، هم الثوار العراقيون
المخدوعون يتعجبون كيف لم يكتب علي إليهم، وهم قد جاءهم كتابه، ومن ذا الذي يكون قد كتب الكتاب على
لسانه، إذا لم يكن هو الذي كتبه؟؟
الإجابة واضحة في التزوير التالي.
وإنما كتبت كتب مزورة عليهم، كما كتبوا من جهة علي وطلحة والزبير إلى الخوارج؛ أي الخوارج على عثمان كتبا مزورة
عليهم أنكروها).
. ١٧١ ) "العواصم من القواصم" لابن العربي حاشية الخطيب ص ١٠٩ )
. ١٧٢ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٥٥ )
المطلب الرابع
تزوير الفتنة الكبرى
تزوير سبئي رابع:
١- كانت في المدينة مواجهات بين الحق المقيم، والباطل الزاحف الغريب، ومن فوق المنبر النبوي الشريف، بجوار
طلع إمام الحق عثمان ذو النورين، يواجه أئمة الباطل وقطعام المخدوعة. ، قبره الشريف
وتمكن الخليفة بنور الحجة البالغة، وبنور سبقه وأياديه البيضاء في الإسلام والمسلمين، أن يفحم الجميع، ولم يترك
واردة ولا شاردة، مما أثاره الخادعون إلا وسلط عليها ضوء الحق المبين، مما أدى إلى اقتناع جمهور المخدوعين، رغم ما
أنفقه ابن سبأ، من جهد ومال وسنين، في تعبئتهم ضد نظام الحكم الراشد.
٢- وباقتناع عامة الثائرين، بطهر الخليفة وبراءته، مما افتراه المفترون، غادروا المدينة عائدين إلى أمصارهم، وكان
رجوعهم من طريقين مختلفين باختلاف اتجاه أمصارهم، فالمصريون اتجهوا شمالا لغرب ليسايروا ساحل البحر الأحمر
إلى السويس ومصر، والعراقيون من بصريين وكوفيين اتجهوا شمالا لشرق ليعبروا نجدا إلى العراق، وتقدما في السير،
وبين الفريقين مراحل بعيدة.
٣- فبينما هم كذلك، كل مجموعة في طريقها، إذا براكب يتعرض للمجموعة المصرية مرارا، أي يتعرض لهم ثم
يفارقهم، ويكرر ذلك ليلفت أنظارهم إليه ويثير شكوكهم فيه قالوا: ما لك قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله
بمصر (عبد الله بن سعد بن أبي سرح) فَتشوه فإذا هم بكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى ابن أبي سرح، أن
يصلبهم ويقطع أيديهم وأرجلهم، وصاغ المزورون ما شاءوا لتجديد لهيب الفتنة في القلوب فكر المصريون فأقبلوا حتى
بغتوا أهل المدينة، فأتوا عليا فقالوا: ألم تر إلى عدو الله؛ إنه كتب فينا بكذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه، قم معنا إليه.
قال: والله لا أقوم معكم، إلى أن قالوا: فلم كتبت إلينا؟
.( فقال: والله ما كتبت إليكم كتابا قط. فنظر بعضهم إلى بعض؟( ١٧٣
. ١٧٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٥٥ )
٤- وأعجب العجب أن قوافل الثوار العراقيين التي كانت متباعدة في الشرق عن قوافل الثوار المصريين في الغرب
عادتا معا إلى المدينة في آن واحد؛ أي أن قوافل العراقيين التي كانت بعيدة مراحل متعددة عن قوافل المصريين، ولا
علم لها بالرواية المسرحية التي مثلت في (البويب)( ١٧٤ )، رجعت إلى المدينة من الشرق وقت رجوع المصريين من
الغرب، ووصلتا إلى المدينة معا، كأنما كانوا على ميعاد.
حتى إن عليا -كرم الله وجهه- سألهم: كيف علمتهم يا أهل الكوفة ويا أهل البصرة، بما لقي أهل مصر وقد
سرتم مراحل، ثم طويتم نحونا هذا والله أمر أبرم بالمدينة.
.( قال الثوار العراقيون (بلسان رؤسائهم): فضعوه على ما شئتم: لا حاجة لنا في هذا الرجل، ليعتزلنا( ١٧٥
تحليل هذا التزوير:
هذا هو مضمون ذلك التزوير السبئي، وعليه يمكننا أن نقرر الحقائق التالية:
١- الذين استأجروا الراكب، ليمثل دور حامل الكتاب أمام قوافل المصريين، استأجروا راكبا آخر، خرج من
المدينة معه قاصدا قوافل العراقيين، ليخبرهم بأن المصريين اكتشفوا كتابا بعث به عثمان إلى عامله بمصر عبد الله بن
سعد، بحبس المصريين وقتلهم والتمثيل بجثثهم وعلى رأسهم محمد بن أبي بكر.
٢- اليد التي زورت الكتاب على لسان عثمان، وبعثت إلى العراقيين تخبرم بخبر ذلك الكتاب، وتطلب منهم
العودة إلى المدينة لمناصرة إخوام المصريين، هي نفس اليد التي زورت على لسان علي كتابا إلى الثوار العراقيين بأن
يعودوا.
٣- يبدو أنه جرى مؤتمر بين رؤساء الفرق، دبروا فيه ذلك التزوير، وأخفوا أمره عن جمهور الثائرين، والذي
تولى كبر ذلك التزوير، هما الأشتر النخعي، وحكيم بن جبلة، اللذان سبق التعريفما، واللذان تخلفا في المدينة عند
ارتحال المصريين والعراقيين عائدين إلى بلادهم( ١٧٦ )، ومن خلفهما زعيمهما المؤسس عبد الله بن سبأ.
١٧٤ ) اسم المكان الذي اعترض عنده الراكب المأجور قافلة المصريين. )
. ١٧٥ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٥١ )
. ١٧٦ ) المرجع ا لسابق ج ٤ ص ٣٧٥ )
٤- تم ذلك المؤتمر السبئي السري، بعدما حمل جمهور الثائرين رؤساءهم على الرضا بأجوبة أمير المؤمنين عثمان،
وارتحلوا من المدينة إلى بلادهم، وصارت موافقة الرؤساء على خطة التزوير، التي نسج خيوطها الثلاثي: الأشتر وابن
جبلة وابن سبأ، يدل على ذلك إجابة الثوار العراقيين على تساؤل وتعجب علي بن أبي طالب:
(كيف علمتم يا أهل الكوفة، ويا أهل البصرة، بما لقي أهل مصر، وقد سرتم مراحل ثم طويتم نحونا؟) فأجاب
الرؤساء: (فضعوه على ما شئتم، لا حاجة لنا إلى هذا الرجل، ليعتزلنا).
وهذا تسليم منهم بأن قصة الكتاب مفتعلة، وأن الغرض الأول والأخير هو خلع أمير المؤمنين وسفك دمه، وقد
فطن علي بفراسته -كرم الله وجهه- إلى ذلك المخطط عندما قال: (هذا والله أمر أبرم بالمدينة).
٥- لا يعقل أن يكون الكتاب (المزور) صادرا عن عثمان، ولا عن وزيره مروان، ولا عن أي إنسان يتصلما؛
لأنه لا مصلحة لهما في تجديد الفتنة بعد أن صرفها الله، وإنما المصلحة في ذلك للدعاة الأولين إلى إحداث هذا الشغب،
ومنهم الأشتر وحكيم بن جبلة اللذان تخلفا في المدينة، ولم يكن لهما أي عمل يتخلفان في المدينة من أجله، إلا مثل
هذه الخطط والتدابير التي لا يفكران يومئذ في غيرها، ناهيك عن ابن سبأ هادم الدين، الذي جعل هدم الخلافة
الإسلامية هدفه الأعلى.
٦- لا يعقل أن يكتب عثمان أو مروان إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وهما يعلمان أنه خرج من مصر وغير
موجودا، فقد سبق وكتب عبد الله بن سعد إلى الخليفة يستأذنه بالقدوم عليه فأذن له، فقدم حتى إذا كان بأيله
(العقبة) بلغه أن المصريين قد رجعوا إلى عثمان وأم قد حصروه، فحاول العودة إلى مصر فمنعه ابن أبي حذيفة
صنيعة السبئية، الذي تغلب على مصر وطرد السائب بن هشام بن عمرو العامري، المستخلف من قبل ابن أبي سرح،
فتوجه ابن أبي سرح إلى فلسطين، وا أقام حتى قتل عثمان( ١٧٧ ). فكيف يكتب عثمان أو مروان إلى عبد الله،
وعندهما، كتابه الذي يستأذن به في القدوم إليهما في المدينة؟
٧- كل ذي علم بحال عثمان -رضي الله عنه- يعلم أنه لم يكن ممن يأمر بقتل محمد بن أبي بكر ولا أمثاله، ولا
يعرف عنه قط أنه قتل أحدا من هذا الضرب، وقد سعوا في قتله -رضي الله عنه- ودخل عليه محمد فيمن دخل، وهو
.٤٢١- ١٧٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٧٨ )
لا يأمر بقتالهم دفعا عن نفسه، فكيف يبتدئ بقتل معصوم الدم( ١٧٨ )؟ فالحق أنه لم يكن هناك كتابا بقتل أحد، لا من
عثمان ولا من مروان، ولكن الذي كان، إنما هو تدبير شيطاني خبيث، وكيد أثيم، وتآمر من حزب السبئيين، أشياع
رأس الشر وجرثومة الفساد، ابن السوداء عبد الله بن سبأ اليهودي، لتقويض الخلافة الإسلامية، وإشعار نار الفتنة،
.( وهدم بنيان الإسلام( ١٧٩
- ويجدر بي في هذا المقام مترحما على العلامة المحقق محب الدين الخطيب، أن أردد نداءه إلى المسلمين في هذا
العصر وفي كل عصر:
(إن الأيدي ارمة التي زورت الرسائل الكاذبة، على لسان عائشة وعلي وطلحة والزبير، هي التي رتبت هذا
الفساد كله، وهي التي طبخت الفتنة من أولها إلى آخرها، وهي التي زورت الرسالة المزعومة على لسان أمير المؤمنين
عثمان إلى عامله في مصر، في الوقت الذي كان يعلم فيه أنه لم يكن له عامل في مصر، وقد زورت هذه الرسالة على
لسان عثمان بالقلم الذين زورت به رسالة أخرى على لسان علي، كل ذلك ليرتد الثوار إلى المدينة، بعد أن اقتنعوا
بسلامة موقف خليفتهم، وأن ما كان قد سمع عنه كذب كله، وأنه كان يتصرف في كل أمر بما يراه حقا وخيرا، ولم
يكن صهر رسول الله، المبشر منه بالشهادة والجنة، هو اني عليه وحدهذه المؤامرة السبئية الفاجرة بل الإسلام نفسه
كان مجنيا عليه قبل ذلك، والأجيال الإسلامية التي تلقت تاريخ ماضيها الناصع، مشوها ومحرفا، هي كذلك ممن جنى
.( عليهم ذلك اليهودي الخبيث، والمنقادون له بخطام الأهواء والشهوات)( ١٨٠
هؤلاء المنقادون له هم من تسمى بلفظ (الشيعة الإمامية).
هم الناقمون على ذي النورين، الشامتون فيه، الفرحون بإهدار دمه.
هم الذين سمموا أجواء الإسلام بسموم التزوير.
هم الذين زعموا أم شيعة أهل بيت النبي كذبا وزورا.
. ١٧٨ ) "منهاج السنة" ابن تيمية ج ٣ ص ١٨٨ )
. ١٢٣ وتحقيق تزوير ذلك الكتاب في الصفحات من ١٢٠ إلى ١٢٧ - ١٧٩ ) "عثمان بن عفان" صادق إبراهيم عرجون ص ١٢٢ )
-١٠٩- ١٢٩ ، وانظر: عن ذلك التزوير ص ٥٩ - ١٨٠ ) "حاشية محب الدين الخطيب على العواصم من القواصم" ص ١٢٨ )
.١٢٧-١٢٥
لسبب واضح لا لبس فيه، هو أن أهل بيت النبي -عليهم رضوان الله تعالى- كانوا وما زالوا على سنته وهديه
لم يحيدوا عنها ولم يلبسوها بظلم ولم يخلطوها بشرك. ،
أما الشيعة فقد اتبعوا مذهبا آخر، وضعه لهم إمامهم عبد الله بن سبأ إمام التزوير زعيم الفتنة، فشايعه الأشقياء،
وعزروه ونصروه حتى قتلوا الخليفة، وعزروه ونصوره في تزوير التاريخ والعقائد حتى يومنا هذا، وإلى ما شاء الله.
وهذا الكتاب الذي أسطره إنما هو لإثبات هذا المضمون؛ ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة.
المطلب الخامس
الجناية الكبرى
الشيعة لا يرعون حرمة الحرم النبوي:
١- تتابعت أحداث الفتنة كقطع الليل البهيم وفي المسجد النبوي الشريف، والخليفة على منبره -رضي الله عنه-
ساعة خطبة الجمعة، وفي لغط مدبر أعمى أهوج، ولأول مرة، يحصب السبئيون الناس، حتى أخرجوهم من المسجد،
ويحصبون عثمان، حتى صرع عن المنبر مغشيا عليه. فاحتمل وأدخل داره( ١٨١ )، والذي تولى تنفيذ ذلك العدوان: ابن
.( أبي قتيره، وحكيم بن جبلة، مع شيعة ابن سبأ( ١٨٢
٢- وبعد تلك السابقة الشيعية الأثيمة، منعوا الخليفة الإمام الشرعي، من الصلاة بالمسلمين واقتحم الإمامة أمير
البغاة (الغافقي) ودان له المصريون والكوفيون والبصريون البغاة، وحاصروا دار عثمان أربعين يوما يمنعون عنه وأهل
بيته الزاد والماء، وتفرق أهل المدينة في حيطام، ولزموا بيوم، لا يخرج أحد ولا يجلس إلا وعليه سيفه، يمتنع به من
.( رهقِ القوم، ومن تعرض لهم وضعوا فيه السلاح( ١٨٣
٣- وأقبل علي حتى دخل على عثمان، وأقبل طلحة حتى دخل عليه، وأقبل الزبير حتى دخل عليه، يعودونه من
صرعته، ويشكون بثهم( ١٨٤ )، فهم جميعا -رضي الله عنهم- ضحايا فتنة سبئية عمياء.
وقد عبروا عن موقف أهل المدينة، واستنكارهم للأفعال السبئية، بعد استفحال الأمر على الجميع مما يتبين منه:
الود القائم بين الصحابة وإمامهم عثمان، وكل الروايات التي خالفت ذلك، والتي أثارت الشبهات، حول الصحابة،
. ١٨١ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٥٣ )
١٨٢ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٣٥٣ ، فإذا طالعتنا بما يفعله الشيعة في أيامنا هذه، وقت مواسم الحج، من لغط وهياج وعدوان، في )
فلا تعجب فهؤلاء هم الخلف لبئس السلف. البلد الحرام والمسجد الحرام، ومدينة الرسول وحرمه
. ١٨٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٥٤ )
. ١٨٤ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٣٥٣ )
ونسبت إليهم الرضا أو التواطؤ أو التحريض، فإنما هي روايات موضوعة مزورة، لا يلتفت إليها، ويجب تنقية تاريخنا
.( ايد من خبثها( ١٨٥
اختار عثمان الرفيق الأعلى
١- دخل الأشتر سفيرا للبغاة على عثمان فقال له: يريد القوم منك إما أن تخلع نفسه، أو تقص منها، أو يقتلوك
فقال: أما خلعي فلا أترك أمة محمد بعضها على بعض (فهو رضوان الله عليه رمز وحدة الأمة)، وأما القصاص
فصاحباي قبلي لم يقصا من أنفسهما ولا يحتمل ذلك بدني، وأما أن تقتلوني فوالله لئن قتلتموني لا تتحابون بعدي
.( أبدا، ولا تصلون جميعا بعدي أبدا، ولا تقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا( ١٨٦
٢- ودخل عليه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- فقال له عثمان: انظر ما يقول هؤلاء؛ يقولون: اخلع نفسك
أو نقتلك قال له ابن عمر: أمخلد أنت في الدنيا؟ قال: لا. قال: هل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا: قال فلا تخلع
.( قميص الله عنك فتكون سنة، كلما كره قوم خليفتهم خلعوه أو قتلوه( ١٨٧
٣- آثر -رضي الله عنه- التضحية بنفسه، صابرا محتسبا، وافتدى بدمه دماء أمته مختارا، ولم يقصر من الصحابة
أحد في نصرته والذود عنه، ولكنه هو الذي عزم على الجميع من صحابته -رضي الله عنه- أن يكفوا أيديهم، وعز
عليه -رضي الله عنه- إراقة نقطة دم واحدة من دماء الصحابة الزكية، أو دماء أبنائهم النقية، في سبيل الدفاع عنه،
فدعا بالمصحف يأنس به، ويعتصم برحمة من أنزله، وأمر أهل المدينة بالرجوع، وأقسم عليهم، فرجعوا إلا الحسن بن
علي ومحمد بن طلحة وابن الزبير، وأشباه لهم من شباب الإسلام، جلسوا بالباب عن أمر آبائهم( ١٨٨ ) فأبى عليهم
١٨٥ ) انظر: "العواصم من القواصم" حاشية الخطيب ص ١٣٩ حيث حدد طريقين لتمييز الحق في تلك الروايات من الباطل: )
أحدهما طريق أهل الحديث في أن لا يقبلوا إلا الأخبار المسندة إلى أشخاص بأسمائهم، ثم يستعرضوا أحوال هؤلاء الأشخاص،
فيقبلوا من صادقهم ويضربوا وجه الكذاب بكذبه. والطريق الثاني: طريق علماء التاريخ، وهو أن يعرضوا كل خبر على سجايا من
يخبر عنه، ويقارنوه بسيرته، وهل هو ممن ينتظر وقوعه مما نسب إليه، ويلائم المعروف من سابقته وأخلاقه أم لا؟ وتمحيص تاريخنا
يحتاج إلى هاتين الطريقتين معا يقومما علماء راسخون فيهما.
٣٧٢ ، "البداية والنهاية" لابن كثير ج ٧ ص ١٨٤ ، "أنساب الأشراف" للبلاذري ج ٥ ص - ١٨٦ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٧١ )
.٩٢
. ١٨٧ ) "أنساب الأشراف" للبلاذري ج ٥ ص ٧٦ )
. ١٨٨ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٨٥ )
عثمان بأبوته الحانية وشفقته الغالية، أن يرى فيهم مكروها، فقال للحسن السبط -رضي الله عنه-: إن أباك اليوم لفي
.( أمر عظيم، فأقسمت عليك لما خرجت( ١٨٩
تزوير شيعي إضافي:
على الحسين بن علي وعلى كافة المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم-:
- وهنا يجدر بنا مواجهة تزوير شيعي، من تزويرام التي لا تعد ولا تحصى عن موقف الحسن، الذي يزعم
الشيعة الإمامية أنه إمامهم الثاني، وهو وأبوه وأمه وأخوه وذريام وكافة الصحابة والمهاجرين والأنصار، أنقياء أبرياء
من إساءام وتزويرام.
قال قائل الشيعة:
(وزعم غير واحد من المؤرخين أن الإمام الحسن وقف يوم الدار مدافعا عن عثمان بإيعاز من أبيه، وقد أبلى في
ذلك بلاء حسنا، وهذا القول من دون شك من موضوعات الأمويين ومن مفتريام، فإن الإمام الحسن وسائر البقية
الصالحة من المهاجرين والأنصار كانوا في معزل عن عثمان، بل ومن الناقمين عليه، ولم يحضر من يدافع عنه في
حصاره سوى بني أمية وبعض المنتفعين منهم، ولو كان له أي رصيد في اتمع لما تمكن الثائرون من قتله لقد اتفقت
كلمة الصحابة على خذلانه، ولم تظهر منهم بادرة من بوادر المساعدة والمؤازرة له، بل كانوا يمجدون الثورة،
ويبعثون روح الحماس في نفوس الثوار، وبعد هذا فكيف يمكن أن يخرق الإمام الحسن الإجماع ويمضي للدفاع عنه)
.( انتهى( ١٩٠
١- إننا إذا واجهنا كل تزوير شيعي، لتحليله وبيان انحرافه ولغو باطله، لما كفتنا الأسفار والدات وليقارن
القارئ بين ما سطرنا من حقائق وبين كلام هذا الشيعي، الذي أساء إلى الجميع وطعن في الجميع بسطور قليلة، وفي
تزوير واحد حيث قدح في مروءة الجميع، وصورهم ثائرين محرضين شركاء في دم الشهيد عثمان الذي أعدم رصيده
. ١٨٩ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٣٩٢ )
٢٨٠ ، ويحيل الشيعي إلى زميله في احتراف - ١٩٠ ) "حياة الإمام الحسن بن علي" باقر شريف القرشي الشيعي ج ١ ص ٢٧٩ )
التزوير: الأميني في موسوعته المسماة "الغدير في الكتاب والسنة والأدب" عبد الحسين أحمد الأميني النجفي الشيعي ج ٩ ص
.٢٤٧-٢١٨
في اتمع فإذا كان حال الصحابة كذلك فلا مفر من إصابة الطعن الشيعي لمن رباهم في مدرسة النبوة فقد فشل
المربي وتخربت مدرسته، وهذا عين ما أراده ابن سبأ في تزويراته، هدما للإسلام ونبي الإسلام.
٢- وشيعة اليوم وشيعة الأمس وشيعة الغد، لم يقصروا ولن يقصروا في مؤازرة ابن سبأ وفي اجترار
.( تزويراته( ١٩١
٣- ثم كيف يفتري الأمويون على الحسن، أنه وقف يوم الدار مدافعا عن عثمان بإيعاز من أبيه. إن دفاع الحسن
عن عثمان بإيعاز من أبيه وبلاءه في ذلك بلاء حسنا، لمن مكارم الحسن ومن مآثر أبيه، فهل يفتري المفتري المكارم
والمآثر؟ أم يفتري المطاعن والمثالب؟
٤- وهب أن الأمويين وضعوا خبر دفاع الحسن عن عثمان بإيعاز من أبيه، فالمفهوم من تأليفهم ووضعهم لهذا
القول أم يبرءون الحسن وأباه من شبهة التواطؤ مع القتلة الثوار، وفي ذلك من الأمويين الثناء الجميل على الحسن
وأبيه فكيف يستقيم ذلك مع لعن الشيعة للأمويين وتكفيرهم، بزعم عداوم للحسن وأبيه؟
٥- لا إجابة سوى العلم والاطمئنان، بأنه لم يكن بين سلفنا الصالح العداوة المزعومة وإنما الذي غرس العداوة
والشقاق والبغضاء في تاريخنا هم الشيعة؛ شيعة ابن سبأ إمام الإمامية، وجميع السلف اجتهدوا في سعيهم إلى مرضاة
الله، ولم يكن هناك مزورين ولا ناكثين ولا قاسطين ولا بغاة، سوى حزب الشيعة قتلة عثمان أتباع ابن سبأ
اليهودي، وإن الأمويين وعلى رأسهم معاوية -رضي الله عنه- إن لم يكن لهم حسنة سوى الفهم والوعي والحذر
والتربصؤلاء السبئية القتلة، لكفتهم هذه الحسنة في رفع ذكرهم، رغم أنوف مزوري التاريخ وأعداء صحابة رسول
. الله
فطنة معاوية -رضي الله عنه.
١٩١ ) منهم: محمد حسين الزين في كتابه "الشيعة في التاريخ" ط ١٣٩٩ ،٢ ه- ١٩٧٩ م نشر دار الآثار بيروت ص ١٣٣ ، حيث )
زعم أن التاريخ حدثه بأن الذين حرضوا على قتل عثمان وخذلوه هم من أكابر الصحابة والتابعين في المدينة المنورة. ومنهم:
إبراهيم الموسوي الزنجاني في كتابه: "عقائد الإمامية الاثني عشرية" ط أولى ١٣٩٧ ه - ١٩٧٧ م ص ٥٣ حيث افترى اشتراك
الصحابة في مقتل عثمان، وغيرهم كثير في مئات المصنفات.
إن معاوية، كاتب الوحي، قد فطن مبكرا إلى خطورة الحركة السبئية التي تسمت بلفظ الشيعة وعزم على عثمان
عندما لاحت نذر فتنتهم، بالانطلاق معه إلى منعة الشام فقال: يا أمير المؤمنين، انطلق معي إلى الشام، فإن أهل الشام
بشيء، وإن كان فيه قطع خيط عنقي. قال: فأبعث على الأمر لم يزالوا فقال عثمان: أنا لا أبيع جوار رسول الله
إليك جندا منهم، يقيم بين ظهراني أهل المدينة، لنائبة إن نابت المدينة أو إياك. قال: أنا أقشر على جيران رسول الله
الأرزاق بجند تساكنهم وأضيق على أهل دار الهجرة والنصرة قال: والله يا أمير المؤمنين، َلتغتاَلن أو َلتغزين. قال:
.( حسبي الله ونعم الوكيل( ١٩٢
ألا ما أعظم سلفنا الصالح وما أبرهم وما أسعد من والاهم جميعا وأحبهم، وما أتعس وأبأس من أبغضهم، وفرق
بينهم، وأساء إليهم، وزور عليهم.
إيثار وشفقة عثمانية:
على نفسه وماله وأهله وكل ما يملك، والشفقة حتى ، إنه الإيثار من عثمان، لأُمة حبيِبه وصهرِه المصطفى
على قاتليه عندما قال لهم: (مهلا لا تقتلوني؛ إنكم إن قتلتموني وضعتم السيف على رقابكم، ثم لم يرفعه الله -عز
.( وجل- عنكم إلى يوم القيامة)( ١٩٣
.( وقال: (لأن أقتل قبل الدماء أحب إلى من أن أقتل بعد الدماء)( ١٩٤
وقال لما ألقى البغاة النيران في أبواب داره: (من كانت لي عليه طاعة فليمسك داره، فإنما يريدني القوم،
وسيندمون على قتلي، والله لو تركوني لظننت أني لا أحب الحياة، ولقد تغيرت حالي، وسقط أسناني، ورق عظمي،
.( لأصرعن مصرعي الذي كتب الله -عز وجل)( ١٩٥ ، وإني لصابر، كما عهد إليَّ رسول الله
. ١٩٢ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤٥ )
. ١٩٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٩٥ )
٧٣٣ ه، المؤسسة المصرية العامة للتأليف - ١٩٤ ) "اية الأرب في فنون الأدب"، شهاب أحمد بن عبد الوهاب النويري ٦٧٧ )
. والترجمة والطباعة والنشر ج ٣ ص ٦
ولقي الشهيد ربه، راضيا مرضيا، اختار الله ليكون شهيدا على كل شيعي، إلى أن تقوم الساعة.
١٩٥ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٨٠ ، وب سلف الشيعة دار الشهيد، حتى تناولوا ما على النساء، ورجل يدعى كلثوم بن )
تجيب يقول للزوجة البارة نائلة التي قطع البغاة أصابعها حال دفاعها عن زوجها يقول ذلك الفاجر لنائلة: (ويح أمك من
عجيزة ما أتمك).
وتنادى القتلة بعد القتل: (أدركوا بيت المال، لا تسبقُوا إليه)، وأتوا بيت المال وانتهبوه وأهل المدينة يسترجعون ويبكون، والقتلة
.٣٩٢- الثوار البغاة يفرحون، الطبري ج ٤ ص ٣٩١
المبحث الرابع
مكائد المؤسس بعد جنايته الكبرى
نبحث تلك المكائد في المطالب التالية:
المطلب الأول: بيعة الإمام علي وإساءة الشيعة.
المطلب الثاني: ابن سبأ ووقعة الجمل.
المطلب الثالث: ابن سبأ ونكباته الشيعية في صفِّين والنهروان.
المطلب الأول
بيعة الإمام وإساءة الشيعة
كانت بيعة ولم تكن وصية موهومة:
١- بقيت المدينة بعد القتل خمسة أيام في قبضة الثوار البغاة، وأميرها أحدهم: الغافقي بن حرب، يلتمسون من
يجيبهم إلى القيام بالأمر فلا يجدونه المصريون يأتون عليا، والكوفيون يأتون الزبير، والبصريون يأتون طلحة، وثلاثتهم
يختبئون منهم ويلوذون بحيطان المدينة أي: بساتينها، ويتباعدون عنهم ويتبرءون منهم مرة بعد مرة، حتى إم جاءوا
سعد بن أبي وقاص فردهم بقوله: خرجت منها لا حاجة لي فيها وجاءوا عبد الله بن عمر الذي قال: إن لهذا الأمر
.( انتقاما، والله لا أتعرض له( ١٩٦
٢- ووقع أهل المدينة في حيرة واضطراب، ولم يجدوا لأنفسهم نجاة ومخرجا، سوى الإلحاح على الإمام علي بن
أبي طالب لينهض بالأمر، فكانت بيعته -رضي الله عنه- عن رضا المهاجرين والأنصار، أهل الحل والعقد، كبيعة
إخوانه الراشدين من قبل، جاءت في أواا المقدر، ثقيلة على نفسه، وهو منها متهيب ولها كاره يقول: لا تعجلوا فإن
عمر كان رجلا مباركا وقد أوصىا شورى، فأمهلوا يجتمع الناس ويتشاورون( ١٩٧ )، ويقول: لا حاجة لي في
.( أمركم، أنا معكم، فمن اخترتم فقد رضيت به، ويقول: لا تفعلوا، فإني أكون وزيرا خيرا من أن أكون أميرا( ١٩٨
.( ويقول: أنا أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم( ١٩٩
٣- كلمات دستورية استخلص منها رجال الفقه الدستوري، مبادئ خلافة النبوة، القائمة على الشورى، وعقد
البيعة بين الأمة وقائدها، لحراسة الدين وسياسية الدنيا، وليس أمر الخلافة -كما يزعم الشيعة- قائما على وصية
مزعومة، أو رموز موهومة.
زهد الإمام:
. ١٩٦ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٣٢ ، "الكامل لابن الأثير" ج ٣ ص ٩٩ . "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ ص ٢٢٧ )
. ١٩٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٣٣ )
. ١٩٨ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٤٢٧ ، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص ٩٨ )
. ١٩٩ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٣٤ ، "الكامل" ج ٣ ص ٩٩ )
كذلك قد فهمنا من هذه الكلمات: زهد الإمام علي، وعزوفه عن الخلافة، فهو يدري أا غرم وليست غنم،
وعلمنا أنه -رضي الله عنه- بوصفه لعمر بالبركة، قد ترحم وأثني على من سبقه -رضي الله عن الجميع- واختلف
إليه -كرم الله وجهه- أهل المدينة مرارا، صادقين في ولايته وحبه والرغبة في عدله وحزمه وشمائله، واختلف إليه
كذلك الثوار البغاة كاذبين، مظهرين له الولاية، ومبطنين به فتنة الأمة وإفساد الدين اختلفوا إليه بعد مقتل عثمان
.( مرارا( ٢٠٠
عقد البيعة على مرحلتين:
ولما اسقط في يده، -كرم الله وجهه- وأيقن أن لا مفر له من تحمل المسئولية َأبت شجاعته إلا الإقدام فقال: في
.( المسجد، فإن بيعتي لا تكون خفية، ولا تكون إلا عن رضا المسلمين( ٢٠١
وأكد: إن هذا أمركم، ليس لأحد فيه حق، إلا من أمرتم( ٢٠٢ ) إقرار أن سلطانه إنما هو مستمد عن عقد البيعة،
برضا الأمة، على مرحلتين: مرحلة خاصة بأهل الحل والعقد، وأخرى عامة في بيت الله، ونفيا لجميع مزاعم الشيعة،
التي ملئواا الدنياتانا وزورا.
هكذا كانت بيعة الإمام علي، من غير تشوف منه ولا تطلع إلى اعتلائها، ولا أسف ولا كمد ولا حزن على
فواا، كما يصوره الشيعة، ويسيئون إليه أبلغ إساءة، بإظهاره في هيئة الحريص المتكالب على الخلافة، وقد اغتاظ
وانقهر لفواا من يده إلى أبي بكر، ثم نقم على أبي بكر لاستخلافه عمر، ثم اغتم وانزوى واندحر في الشورى من
عبد الرحمن بن عوف في تقديمه عثمان هكذا يكتب الشيعة ويرددون دون ملل.
الإساءة الشيعية: نسبوا إليه كلاما، لا يتصور صدوره من مثله -كرم الله وجهه- إذ كيف يتصور أن يتفوق
عملاق الإسلام البليغ بما يسيء به إلى نفسه حاشاه.
شقشقة ساقطة:
. ٢٠٠ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٢٨ ، "الكامل لابن الأثير" ج ٣ ص ٩٨ )
. ٢٠١ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٢٧ ، "الكامل" ج ٣ ص ٩٨ )
. ٢٠٢ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٣٥ ، "الكامل" ج ٣ ص ٩٩ )
(أ) زعم الشيعة في سفرهم المسمى (ج البلاغة) على لسان الإمام علي في خطبة له أسموها (الخطبة الشقشقية)
أنه قال:
(أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها القطب من الرحا، وينحدر عني السيل، ولا يرقى
إلى الطير، فسدلت دوا ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أجول بيد جذاء أو أصبر على طخية
.( عمياء، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا، أرى تراثي با) انتهى( ٢٠٣
١- فهل تفوه الإمام عليذا التقعر ضد أبي بكر؟
٢- وهل كان الإمام متكبرا يزكي نفسه وهو يتلو: ﴿فَلَا تزكُّوا َأنفُسكُم هو َأعلَم ِبمنِ اتقَى﴾ [النجم:
؟[٣٢
٣- وهل كان الإمام مريض القلب بالخلافة، حتى ظهر المرض في عينه قذى، وفي حلقه غصة كادت تخنقه؟
٤- وهل اعتبر الإمام علي خلافة المسلمين تركة موروثة؟
٥- وهل ام الإمام أمته الإسلامية بنهب ميراثه المزعوم؟
(ب) وزعموا أنه قال:
(حتى مضى الأول إلى سبيله، فأدلىا إلى ابن الخطاب بعده، فيا عجبا بينا هو يستقبلها في حياته، إذ عقدها
.( لآخر بعد مماته، لشد ما تشطر ضرعيها)انتهى( ٢٠٤
١- فهل شبه الإمام الخلافة بالبقرة الحلوب؟
٢- وهل تعجب الإمام من استخلاف أبي بكر لعمر ولم يبايع؟
٣- وهل افترى الإمام عليهما اقتسام حلب ضرعي بقرة الخلافة؟
٢٠٣ ) "شرح ج البلاغة الجامع لخطب ورسائل وحكم أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب"، لابن أبي الحديد، دار الأندلس )
بيروت ط ثالثة ١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م، ج ١ ص ٥٠ (الكشح، ما بين الخاصرة والجنب، جذاء: مقطوعة، الطخية: قطعة من الغيم
والسحاب، في العين قذى: أي صبرت على مضض كما يصبر الأرمد، في الحلق شجا: غصة في الحلق كما يصير من غص بأمر
فهو يكابد الخنق).
. ٢٠٤ ) المرجع السابق ج ١ ص ٥٤ )
(ج) ثم زعم الشيعة في خطبتهم الشقشقية على لسان علي قوله:
(إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه، بين نثيله ومعتلفه إلى أن انتكث فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته)
.( انتهى( ٢٠٥
١-فهل كان عثمان متكبرا رافعا نافشا جنبيه؟
٢-وهل بلغ سوء الأدب بالإمام أن يشبه عثمان بالبهيمة الواقفة بين روثها وعلفها؟
٣-وهل كان الإمام شامتا بما أصاب عثمان حتى يفرح بانتكاث فتله أي بذهاب دولته؟
٤-وهل برأ الإمام قتلة عثمان حتى ينسب الإجهاز عليه إلى عمله؟
٥-وهل كان الإمام شتاما يشتم عثمان بالبطنة والشراهة؟
إن الشيعة بتزويرام، أهانوا من نسبوا أنفسهم إلى ولايته وحقيقتهم أم أعداؤه وهذه عبارات ثلاث فقط، من
آلاف تعبيرام، التي وضعوها في ج بلاغتهم، من خلال كلماا رسموا صورة بشعة للإمام علي، وكأنه كئيب شتام،
فخور، متكبر، سيء الأدب، عاش ما يقرب من ربع قرن يغلي قلبه بالغل والحقد على أبي بكر وعمر وعثمان، وكأنه
قضى نصف عمره قبل توليه الخلافة: مريض القلب، منكمد، منقهر، يكابد غصته في حلقه، وقذى في عينه.
.( فهل كان الإمام علي رابع الخلفاء الراشدين كذلك؟( ٢٠٦
حاشاه، من دس وتزويرات الشيعة، الذين تابعوا في إساءم المذكورة سلفهم الأشتر حال مبايعته للإمام، عندما
.( أخذ الأشتر بيده فقبضها علي، فقال الأشتر: (أبعد ثلاثة، والله لئن تركتها لتعصرن عينيك عليها حينا). انتهى( ٢٠٧
فوضى وعصيان:
٢٠٥ ) المرجع السابق ج ١ ص ٦٦ (نافجا حضنيه : رافعا لهما، والحضن ما بين الأبط والكشح، يقال للمتكبر: جاء نافجا حضنيه، )
النثيل الروث المعتلف: موضع العلف، انتكث فتله، انتفض أو خاب سعيه/ البطنة: الإشراف والشراهة في الأكل)، وقد أسموها
الخطبة (الشقشقية) لكون الإمام علي في زعمهم هو الذي سمى كلامه فيها: شقشقة.
٢٠٦ ) هذه نبذة من إساءام إلى من يزعمون أم شيعته وهم في الحقيقة شيعة ابن سبأ، وسيرد بمشيئة الله من خلال البحث بيان )
إساءات أخرى إلى علي وفاطمة والحسن والحسين وذريام، وحتى إلى نبي الإسلام.
. ٢٠٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٣٣ )
١- وبعد البعية كان صدور الأمر الأول للخليفة: تنقية المدينة من فوضى الهمج الذين لا يرعون حرمة، وقد
اندسوا، وتكالبوا على المدينة، وركبوها وعبثوا بأمنها، فنادى: برئت الذمة من عبد لم يرجع إلى مواليه، يا أيها الناس،
.( أخرجوا عنكم الأعراب، يا معشر الأعراب، الحقوا بمياهكم( ٢٠٨
٢- وكان التذمر والعصيان السبئي الأول: ضد أوامر الخليفة الجديد تذامرت السبئية والأعراب؛ أبت السبئية
.( طاعة الخليفة، وأطاعهم الأعراب( ٢٠٩
.( ٣- وليس هذا التذمر العصيان فحسب، بل كان منهم التوعد والتهديد بقولهم: لنا غدا مثلها( ٢١٠
إا الفوضى التي دبرها ابن سبأ وأشياعه في صدر الإسلام وما أن فرغوا من قتل الخليفة الثالث حتى شرعوا في
تحدي الخليفة الرابع وأضمروا الإطاحة به هو كذلك وبدءوا يتربصون به الدوائر.
. ٢٠٨ ) المرجع السابق ج ٣ ص ٤٣٨ )
. ٢٠٩ ) المرجع السابق ج ٣ ص ٤٣٨ )
٢١٠ ) المرجع السابق ج ٣ ص ٤٣٨ )
المطلب الثاني
ابن سبأ ووقعة الجمل
اجتهادات صحابية ثلاثة:
تعالن السبئيون بذم قريش، وتحقير شأا، فأبى ذلك الإمام علي، وأذاع بيانه على الكافة، مدافعا عن قريش، مبينا
فضلهم وسبقهم، وحاجته إليهم، وعدم انعقاد الأمور دوم( ٢١١ ). فاجتمع طلحة والزبير، وعدة من الصحابة، بالخليفة
يتشاورون، كيف يواجهون أمر احتلال مدينتهم، وتمكن الثوار منها( ٢١٢ ). وبرزت من ذلك الاجتماع اجتهادات
ثلاثة، أصحاا جميعهم مثابون مأجورون، يأبون إلا الجماعة ومرضاة الله:
١- أصحاب الاجتهاد الأول: يرون مطاولة الثوار، ريثما دأ الأمور ويستقر الوضع الجديد، بمبايعة جميع
الأمصار، حتى لا يجد قتلة عثمان أنصارا يدافعون عنهم، أو يتخذوم ذريعة للشغب على الخليفة الجديد، وعلى رأس
.( هؤلاء الإمام علي( ٢١٣
٢١١ ) المرجع السابق ج ٣ ص ٤٣٨ )
٢١٢ ) قالوا: يا علي، إنا قد اشترطنا إقامة الحدود، وإن هؤلاء القوم قد اشتركوا في دم عثمان وأحلوا بأنفسهم، فقال لهم: يا إخوتاه، )
إني لست أجهل ما تعلمون، ولكني كيف أصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم، ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم، وثابت إليهم
أعرابكم، وهم خلالكم يسومونكم ما شاءوا، فهل ترون موضعا لقدرة على شيء مما تريدون؟ قالوا: لا. قال: فلا والله، لا أرى
إلا رأيا ترونه إن شاء الله، إن هذا الأمر أمر جاهلية، وإن لهؤلاء القوم مادة. وذلك أن الشيطان لم يشرع شريعة قط فيبرح
الأرض من أخذا أبدا، وإن الناس من هذا الأمر إن حرك على أمور: فرقة ترى ما ترون، وفرقة ترى ما لا ترون، وفرقة لا ترى
هذا ولا هذا، حتى يهدأ الناس، وتقع القلوب مواقعها، وتؤخذ الحقوق، فاهدءوا وانظر:وا ماذا يأتيكم ثم عودوا. "تاريخ الطبري"
.( ج ٤ ص ٤٣٧ (الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٣ ص ١٠٠
٢١٣ ) كان علي رضي الله عنه يعتقد أن هؤلاء الثوار مارقون عن الدين، مطالبون بدم عثمان، ويوجب ألا يفلتوا من العقاب، ولكن )
كيف يعاقبهم وما زالوا في المدينة، بحالة قوة وهيمنة، والمعاقب لا بد من كونه هو الأقوى، لذلك حينما طالبه بعض الصحابة
بمعاقبتهم وافقهم على ذلك، لكنه اعتذر عن تنفيذه في الحال لعدم تمكنه من معاقبتهم، وكان هذا الأمر سرا بينه وبين بعض
الصحابة، حتى لا ينتشر الأمر ويعلم الثوار بذلك فيجددوا ثورم ويقتلوا عليا وتجدد المأساة، ولقد كان الظرف يقتضي من علي
هذا الموقف السياسي، عله يستطيع أن يضع حدا للمأساة التي يعيشها المسلمون في المدينة آنذاك، وحتى يتمكن من ترتيب الأمور
على نحو يمكنه من التصرف والتعامل مع هذه الظروف وفق ما تقتضيه المصلحة. (انظر: في ذلك: "الخلفاء الراشدون"، للدكتور
.( أمين القضاة، مكتبة المنار الأردن ط أولى ١٤٠٦ ه، ١٩٨٦ م ص ٩١
٢- أصحاب الاجتهاد الثاني: على رأسهم طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة: يطالبون الخليفة الجديد بالتعجيل،
والبدء بالقصاص من قتلة عثمان وتطهير البلاد من رجسهم.
٣- أصحاب الاجتهاد الثالث: على رأسهم سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر، لزموا الحياد في هذه الفتنة،
ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من » : وتباعدوا عن أحداثها متمثلين قول رسول الله
.(٢١٤)« الماشي، والماشي فيها خير من الراكب، ومن يشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به
عزم طلحة والزبير على نجدة الإمام:
عند ذلك أصر وعزم كل من طلحة والزبير، على معاونة الخليفة في عجزه ومحنته، بجند يتمكنم من الإحاطة
بالبغاة، وكان استئذان كل منهما من الخليفة، قال طلحة: دعني آتي البصرة فلا يفجؤك إلا وأنا في خيل، وقال الزبير:
دعني آتي الكوفة فلا يفجؤك إلا وأنا في خيل. فرد علي متريثا: حتى أنظر في ذلك( ٢١٥ ) ولعل استئذاما في العمرة،
وإذن علي لهما كان فيه تورية على البغاة، وتخفية لعزمهما على نجدة الخليفة. هذه هي نية وباطن كل من طلحة
.( والزبير، لم يكن منهما نية غدر، ولا نكث أحد منهما في بيعته، كما يزعم الشيعة المخربون لتاريخ أبطالنا ايد( ٢١٦
٢١٤ ) رواه البخاري عن أبي هريرة: في كتاب المناقب (ك ٦١ ب ٢٥ ج ٤ ص ١٧٧ )، وفي كتاب الفتن (ك ٩٢ ب ٩ ج ٨ ص )
، ٩٢ ) وأعلن الحديث أبو موسى الأشعري في الكوفة قبل وقعة الجمل أنه سمعه من رسول الله. "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٨٣
.١١٧- "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ ص ٢٣٧ "الكامل" ج ٣ ص ١١٦
. ٢١٥ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٣٨ ، "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ ص ٢٢٩ ، "الكامل" ج ٣ ص ١٠١ )
٢١٦ ) يقول أحد هؤلاء الشيعة: (فنظر أمير المؤمنين في وجهيهما، طلحة والزبير وقرأ الغدر من فلتات لساما ودوران عيوما، وقد )
احمر وجهه ولاح الغضب فيه فقال: ولا ما تريدان العمرة، ولكنكما تريدان الغدرة) ص ٤٣٢ من كتاب: "الإمام علي من المهد
١٤٠٢ ه ١٩٨٢ م، وام ذلك القزويني الإمام علي أنه - إلى اللحد" السيد محمد كاظم القزويني مؤسسة الوفاء بيروت ط ١١
قال عنهما: (نكثا البيعة ونقضا العهد، وأخرجا عائشة من بيتها يريدان البصرة، لإثارة الفتنة وسفك دماء أهل القبلة) ص ٤٤١
المرجع المذكور، وزعم مخرب آخر، أن غرض طلحة والزبير من الخروج إلى البصرة كان الملك والإمارة، وأن كلا منهما يدعي
الخلافة دون صاحبه، ورمى ذلك المخرب عليا بخطبة في ج بلاغتهم رقموها برقم المائة والثامنة والأربعين، أسموهماا ناكثين،
ووضعوا أحاديًثا بأن عليا يحارب الناكثين، بل وحرفوا آيات الله، بزعمهم أن الرسول قال لأصحابه: ترجعون بعده كفارا، يضرب
بعضكم رقاب بعض. والتفت إلى علي وغمزه جبريل وأنزل: فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون بعلي ص ١٠٤ إلى ص ١١٠
ج ٩ من كتاب: "منهاج البراعة في شرح ج البلاغة"، ميرزا حبيب الله الخوني، مؤسسة الوفاء بيروت ط ١٤٠٣ ،٢ ه
١٩٨٣ م.
هدف الأم الإصلاح بين أبنائها:
وفي استصحاب طلحة والزبير لأم المؤمنين خير دليل على نية الإصلاح ولم الشمل امتثالا لقوله تعالى: ﴿َلا خير
في كَثيرٍ من نجواهم ِإلَّا من َأمر ِبصدقَة َأو معروف َأو ِإصلَاحٍ بين الناسِ ومن يفْعلْ ذَلك ابتغاءَ م رضاة اللَّه فَس وف
.[ نؤتيه َأجرا عظيما﴾ [النساء: ١١٤
فقد رجا طلحة والزبير، من صحبة الأم عائشة، أن يرعى الناس حرمة نبيهم، فيرجعوا إلى أمهم، ويسمعوا منها
دعوم إلى الألفة والاجتماع وتوحيد الجهود، لإنقاذ الإسلام والمسلمين من عناصر الفتنة.
فكان خروجها -رضي الله عنها- قياما بواجب الإصلاح بين أبنائها، وأفصحت عن هدف الإصلاح في المواطن
.( التي نزلتا( ٢١٧
- كذلك لم تكن هناك نية قتال عند الخليفة، ولا دار بخلده إلا الإصلاح، أفصح عنه لأهل الكوفة، قال: أقدمنا
.( على الإصلاح وإطفاء الثائرة، لعل الله يجمع شمل هذه الأمة بنا( ٢١٨
هدف الإمام لم الشمل ولم تكن عنده نية قتال:
وأجاب عن سؤال أحدهم: أترى لهؤلاء القوم حجة فيما طلبوا من هذا الدم؟ قال: نعم. قال: فترى لك حجة
.( بتأخيرك ذلك؟ قال: نعم، إن الشيء إذا كان لا يدرك فالحكم فيه أحوطه وأعمه نفعا( ٢١٩
٢١٧ ) كانت -رضي الله عنها- تقول: (والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم، ولا يغطي لبنيه الخبر: إن الغوغاء من أهل الأمصار )
وأحدثوا فيه الأحداث، وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله، مع ما ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله
نالوا من قتل إمام المسلمين بلا تره ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام والشهر
الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كارهين لمقامهم، لا يقدرون على امتناع ولا يأمنون فخرجت في المسلمين
أعلمهم: ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا، وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت الآية المذكورة. "تاريخ الطبري"
. ٤٦٤ ، وانظر: "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ ص ٢٣٨ ، "الكامل" لابن الأثير ج ٣ ص ١٠٨ - ج ٤ ص ٤٦٢
. ٢١٨ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٩٥ ، "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ ص ٢٣٩ ، "الكامل" لابن الأثير ج ٣ ص ١٢١ )
. ٢١٩ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٩٦ ، "البداية والنهاية" ج ٧ ص ٢٣٩ ، "الكامل" ج ٣ ص ١٢١ )
وسأله آخر في طريقه إلى البصرة: يا أمير المؤمنين، أي شيء تريد وإلى أين تذهب بنا؟ قال: أما الذي نريد وننوي
فالإصلاح، إن قبلوا منا وأجابونا إليه قال: فإن لم يجيبوا إليه قال: ندعهم بعذرهم ونعطيهم الحق ونصبر، قال: فإن لم
.( يرضوا؟ قال: ندعهم ما تركونا. قال: فإن لم يتركونا؟ قال: امتنعنا منهم. قال: فنعم إذن( ٢٢٠
المؤسس وعناصر فتنتة أنشبوا القتال:
ولكن عناصر الفتنة أبت الإصلاح على أم المؤمنين وكبار الصحابة، فكان إنشاب القتال أولا، وإنشاب القتال
ثانيا.
أولا: ابن جبلة صنيعة بن سبأ أنشب القتال:
دخلت أم المؤمنين ومن معها البصرة، وأمرت بالكف وعدم التعرض لأحد إلا من بدأ بقتال، ونادى مناديها: من
لم يكن من قتلة عثمان فليكفف عنا، فإنا لا نريد إلا قتلة عثمان، ولا نبدأ أحدا.
فغدا الشقي: حكيم بن جبلة يجمع الجموع، ممن غزا معه عثمان من نزاع القبائل، وسار يسب أم المؤمنين، فنهاه
رجل وامرأة من قومه فقتلهما، وأنشب القتال( ٢٢١ ) فكان مصيره ومن معه القتل بشر قتلة( ٢٢٢ ) وكان ذلك قبل وصول
.( علي بجيشه إلى البصرة( ٢٢٣
ثانيا: ابن سبأ وشيعته أنشبوا القتال:
٣٥ ه يوم بيعته -١٢- - إن مأساة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، طوال مدة خلافته الراشدة، اعتبارا من ٢٥
٤٠ ه يوم استشهاده -رضي الله عنه وأرضاه- إنما كانت بسبب اندساس ابن سبأ وشيعته في جيشه، -٩- إلى ١٩
. ٢٢٠ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٧٩ ، "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ ص ٢٣٥ . "الكامل" في التاريخ لابن الأثير ج ٣ ص ١١٥ )
٤٧٠ "البداية والنهاية" ج ٧ ص ٢٣٤ ،٢٣٣ ، "الكامل" ج ٣ ص ١٠٩ ، ولما أنشب - ٢٢١ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٦٦ )
الشقي القتال كان توجه طلحة والزبير إلى الله تعالى: الحمد لله الذي جمع لنا ثأرنا من أهل البصرة، اللَّهم لا تبق منهم أحدا، وأقد
منهم اليوم فاقتلهم.
٤٧٤ ، "الكامل" ج ٣ ص ١١١ كما حدثنا التاريخ أن الله تعالى تولى القصاص من قتلة - ٢٢٢ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٧٢ )
عثمان واحدا واحدا بشر قتلة، فرادى بعد ذلك.
.١١٣- ٢٣٤ ، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، ج ٣ ص ١٠٥ - ٢٢٣ ) "البداية والنهاية" لابن كثير، ج ٧ ص ٢٣٢ )
وفي ذلك درس يجب أن يعيه كل مسلم، فلا يكفي صلاح القيادة فحسب، بل يلزم كذلك صلاح الجند والاطمئنان
إلى سلامة صفوفهم من كيد المندسين، وخبث أعداء الدين المخربين.
- ابن جبلة ومن معه قتلة عثمان، سبق إلى البصرة وكان معه ما كان، وبقية القتلة البغاة من مصر والكوفة،
انضموا إلى جيش الخليفة وبينهم ابن سبأ، يتربص ويخطط ويدبر.
- اندس السبئيون في جند الخليفة، ثم أقبل ابن سبأ محرك الفتنة، ومدبر مؤامراا، ولبس ثياب التقوى المزورة،
واندس في أنصار الخليفة ومحبيه، ثم تسلل إلى مكان القرب منه، حتى أجلسه تحت درجة منبره، ومن المؤكد أن هذا
الخبيث قد كان واسع الدهاء والمعرفة، عظيم الحيلة، حتى استطاع أن يتسلل بالخداع والنفاق إلى مقدمة صفوف
المسلمين، ثم وجد في قربه من الخليفة مجالا أمينا لمتابعة دسائسه ومكائده( ٢٢٤ ) حتى أنشب القتال كما سنرى.
حكمة الإمام وذعر القتلة:
١- وسعى الخليفة بحكمته، إلى اللقاء مع أخويه طلحة والزبير وأمهم، فأرسل إليهم ااهد الفاتح: القعقاع بن
عمرو، الذي نجح في سفارته، واقتنع الطرفان بوجوب الصلح، واستبشر المسلمون ببوادر الاتفاق، وأشرف القوم على
.( الصلح( ٢٢٥
٢- ولكن المشتركين في قتل عثمان قد أصام الذعر، من اتفاق الكلمة وتوحيد الصف ولم الشمل، وأيقنوا أن
في اجتماع العسكرين: التفرغ لهم وحصرهم، وقطع رقام بسيف القصاص الشرعي، فهم يحسون أن اختلاف علي
٢٢٤ ) "مكائد يهودية عبر التاريخ"، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني في سلسلة أعداء الإسلام ( ١) دار القلم دمشق ط خامسة )
.١٥٥- ١٤٠٥ ه ١٩٨٥ م، ص ١٥٤
٥٠٦ ، حيث نقرأ: (فلما نزل الناس واطمأنوا، خرج علي وخرج طلحة -٥٠٥-٤٨٩- ٢٢٥ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٨٨ )
والزبير، فتواقفوا وتكلموا فيما اختلفوا فيه، فلم يجدوا أمرا هو أمثل من الصلح ووضع الحرب، حين رأوا الأمر قد أخذ في
الانقشاع، وأنه لا يدرك، فافترقوا عن موقفهم على ذلك، ورجع علي إلى عسكره، وطلحة والزبير إلى عسكرهما، فباتوا على
الصلح، وباتوا بليلة لم يبيتوا بمثلها للعافية من الذي أشرفوا عليه، والنزوع عما اشتهى الذين اشتهوا وركبوا ما ركبوا، وبات
، الذين أثاروا أمر عثمان بشر ليلة باتوها قط، قد أشرفوا على الهلكة). وانظر: "البداية والنهاية" ابن كثير، ج ٧ ص ٢٤٠ ،٢٣٨
. "الكامل" ج ٣ ص ١٢٠
مع عائشة وطلحة والزبير، لم يكن حول قضية معاقبة الثوار البغاة أو عدم معاقبتهم، فجميعهم مجمعون على وجوب
.( القصاص منهم، ولكن الخلاف كان حول توقيت العقاب( ٢٢٦
٣- وها هو الخليفة يعلن هذا المعنى في بيان عام، أذاعه على الكافة:
(حمد الله فيه وصلى على نبيه وذكر الجاهلية وشقاءها والإسلام والسعادة، وإنعام الله على الأمة بالجماعة،
ثم الذي يليه ثم حدث هذا الحدث الذي جره على هذه الأمة أقوام طلبوا هذه الدنيا، ، بالخليفة بعد رسول الله
حسدوا من أفاء الله عليه على الفضيلة، وأرادوا رد الأشياء على أدبارها، والله بالغ أمره ومصيب ما أراد.
٤- ثم أعلن -كرم الله وجهه- قراره: ألا وإني راحل غدا، فارتحلوا ألا ولا يرتحلن غدا أحد أعان على عثمان،
.( بشيء في شيء، من أمور الناس، وليغن السفهاء على أنفسهم( ٢٢٧
جلسة سرية برئاسة المؤسس:
وفي جلسة سرية، في جنح الظلام، اجتمع ابن سبأ برءوس أشياعه منهم: الأشتر، غلاب بن الهيثم، عدي بن
حاتم، سالم بن ثعلبة العبسي، شريح بن أوفى بن ضبيعة في عدة ممن سار إلى عثمان مثل خالد بن ملجم من المصريين
يقلبون أوجه النظر، ويدبرون جناية أخرى على الإسلام والمسلمين، وأدار ابن سبأ، مؤسس أول تنظيم شيعي سري
في الإسلام، دفة المباحثات، وهاكم مضبطة جلستهم:
١- افتتاح الجلسة بتقدير خطورة الصلح قالوا: (ما الرأي؟ وهذا علي أبصر الناس بكتاب الله، وأقرب ممن يطلب
قتلة عثمان وأقرم إلى العمل بذلك، وهو يقول ما يقول، ولم ينفر إليه إلا هم والقليل من غيرهم، فكيف به إذا شام
القوم وشاموه، وإذا رأوا قلتنا في كثرم؟ أنتم والله ترادون، وما أنتم بأنجى من شيء). انتهى.
٢- قال الأشتر( ٢٢٨ ): (أما طلحة والزبير فقد عرفنا أمرهما، وأما علي فلم نعرف أمره حتى كان اليوم، ورأي
الناس فينا واحد، وإن يصطلحوا وعلي، فعلى دمائنا. فهلموا فلنتواثب على علي، فنلحقه بعثمان، فتعود فتنة، يرضى
.( منا فيها بالسكون) انتهى( ٢٢٩
. ٢٢٦ ) "الخلفاء الراشدون أعمال وأحداث"، الدكتور أمين القضاة ص ١٠٧ )
. ٢٢٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٩٣ ، "البداية والنهاية" ابن كثير، ج ٧ ص ٢٣٩ ،٢٣٨ ، "الكامل" ج ٣ ص ١٢٠ )
ورد عبد الله بن السوداء رأي الأشتر بقوله: (بئس ما رأيت لو قتلناه قتلنا، أنتم يا قتلة عثمان من أهل الكوفة
بذي قار، خمسمائة أو نحو من ستمائة، وهذا ابن الحنظلية يقصد القعقاع بن عمرو وأصحابه في خمسة آلاف
بالأشواق إلى أن يجدوا إلى قتالكم سبيلا، وهم إنما يريدونكم، ولا طاقة لكمم) انتهى.
٣- جاء دور غلاب بن الهيثم قال: (انصرفوا بنا عنهم ودعوهم، فإن قلوا كان أقوى لعدوهم عليهم، وإن كثروا
كان أحرى أن يصطلحوا عليكم، دعوهم وارجعوا وتعلقوا ببلد من البلدان، حتى يأتيكم فيه من تثقون به وامتنعوا من
الناس) انتهى.
ورفض ابن سبأ ذلك بقوله: (بئس ما رأيت ود والله الناس أنكم على جديلة؛ أي على صعيد واحد ولم تكونوا
مع أقوام برآء، ولو كان ذلك الذي تقول، لتخطفكم كل شيء) انتهى.
٤- وقال عدي بن حاتم: (والله ما رضيت ولا كرهت، ولقد عجبت من تردد من تردد عن قتله في خوض
الحديث، فأما إذ وقع ما وقع، ونزل من الناسذه المترلة، فإن لنا عتادا من خيول وسلاح، فإن أقدمتم أقدمنا، وإن
أمسكتم أحجمنا) انتهى.
قال ابن السوداء: (أحسنت) انتهى.
٥- وقال سالم بن ثعلبة: (من كان أراد بما أتى الدنيا، فإني لم أرد ذلك، والله لئن لقيتهم غدا لا أرجع إلى بيتي،
ولئن طال بقائي إذا أنا لاقيتهم لا يزد على جزر جزور، وأحلف بالله إنكم لتفرقون السيوف فرق قوم لا تصير
أمورهم إلا إلى السيف) انتهى.
قال ابن السوداء مستحسنا الاتجاه إلى السيف: (قد قال قولا) انتهى.
٢٢٨ ) هذا الأشتر، مسعر الفتنة، بطل الشيعة، كان قبل هذا الاجتماع السري قد أسرع إلى الكوفة، واقتحم قصر الإمارة، واحتله )
وباشر طرد الأمير الصحابي الجليل أي موسى الأشعري، الذي أخلص في تحذير المسلمين من الفتنة، أهانه الأشتر وصاح به:
،٤٨٧- (اخرج من قصرنا لا أم لك، أخرج الله نفسك، فوالله إنك لمن المنافقين). انظر: "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٨٦
. "الكامل" ج ٣ ص ١١٨
. ٢٢٩ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٩٣ ، "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ ص ٢٣٩ )
٦- وحث شريح بن أوفى المؤتمرين على إبرام أمرهم قال: (أبرموا أموركم قبل أن تخرجوا، ولا تؤخروا أمرا
ينبغي لكم تعجيله، ولا تعجلوا أمرا ينبغي لكم تأخيره، فإنا عند الناس بشر المنازل، فلا أدري ما الناس صانعون غدا،
إذا ما هم التقوا) انتهى.
٧- وختم ابن سبأ الجلسة بخطته التي لقنها للحاضرين قال: (يا قوم، إن عزكم في خلطة الناس، فصانعوهم، وإذا
التقى الناس غدا فأنشبوا القتال، ولا تفرغوهم للنظر، فإن من أنتم معه لا يجد بدا من أن يمتنع، ويشغل الله عليا
وطلحة والزبير ومن رأي رأيهم، عما تكرهون) انتهى.
.( وذا القرار السبئي تم ترتيب الجناية، واعتمد المؤتمرون القرار، وتفرقوا عليه، والناس لا يشعرون( ٢٣٠
وكانت مصيبة الجمل بتدبير المؤسس:
وصار التنفيذ، فغدوا مع الغلس، متسللين، ما يشعرم جيرام: فريق الجناة من عسكر البصرة في إغارة خاطفة
على عسكر الكوفة، وفريق مشابه من عسكر الكوفة في إغارة مباغته على عسكر البصرة فثار كل جانب إلى السلاح
وَلأْمة الحرب، واختلط الحابل بالنابل، وظن كل بصاحبه الشر والغدر، وخفيت حقيقة المؤامرة على كل من الطرفين،
.( وكانت طامة الصدام الأول بين أهل الإسلام، بتدبير مؤسس الشيعة اليهودي ابن سبأ( ٢٣١
.١٢١- ٥٠٦ ، "الكامل" ج ٣ ص ١٢٠ -٤٩٤- ٢٣٠ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤٩٣ )
٢٣١ ) انظر: في ذلك بحثا للدكتور/ إبراهيم علي شعوط- الأستاذ بجامعة الأزهر في كتابه "أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ"، ط )
خامسة ١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م. المكتب الإسلامي بيروت ودمشق من ص ١٥٢ إلى ١٧٢ ، وانظر: "البداية والنهاية" ج ٧ ص
.١٢٤- ٢٤٠ ، "الكامل" لابن الأثير ج ٣ ص ١٢٣
المطلب الثالث
ابن سبأ ونكباته الشيعية في
صفين والنهروان
إا هنا نكبات شيعية متلاحقة، داهمت الإمام أمير المؤمنين، الخليفة الرشاد علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-
بتدبير وفعل ابن سبأ اليهودي وشيعته، أعرضها في اللمحات التالية:
نكبة شيعية أولى: أكرهوا الإمام على قبول التحكيم لئلا ينتصر:
في ملحمة صفين المؤلمة، وقتما لاحت تباشير النصر لجيش علي -رضي الله عنه- ورأى معاوية -رضي الله عنه-
أن كفة جيش العراق قد رجحت حال القتال، استشار عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فأشار عليه برفع المصاحف
على أسنة الرماح، فنادى منادي معاوية: (هذا كتاب الله بيننا وبينكم، من لثغور الشام بعد أهل الشام؟ ومن لثغور
.( العراق بعد أهل العراق؟ ومن لجهاد المشركين والكفار؟)( ٢٣٢
- وهذا عمل مقبول ومشروع، أن يحتكم المتنازعون إلى كتاب الله نزولا على قوله تعالى: ﴿فَإِنْ تنازعتم في
.[ شيءٍ فَردوه ِإَلى اللَّه والرسولِ ِإنْ كُنتم تؤمنونَ ِباللَّه والْيومِ الْآخرِ ذَلك خير وَأحسن تأْوِيلًا﴾ [النساء: ٥٩
وكانت فرصة الشيعة اهتبلوها، فعمدوا إلى فريق منهم وأوعزوا إليه لإجبار الخليفة وديده، ليقبل التحكيم، لا
رهبة من كلام الله، ولا رغبة في كتاب الله، وهم يقرءونه ولا يجاوز حناجرهم، وإنما طاعة لتوجيهات فورية من قيادة
تنظيمهم السري الميداني.
٢٣٢ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٤٨ ، "البداية والنهاية" لابن كثير، ج ٧ ص ٢٧٣ ، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص )
.١٦١-١٦٠
- قال مسعر بن فدكي التميمي، وزيد بن حصين الطائي في عصابة معهما من القراء الذين صاروا خوارجا بعد
ذلك: (يا علي، أجب إلى كتاب الله -عز وجل- إذا دعيت إليه، وإلا ندفعك برمتك إلى القوم، أو نفعل بك كما
.( فعلنا بابن عفان، والله لتفعلنها أو لنفعلنها بك) انتهى( ٢٣٣
- اضطروه -كرم الله وجهه- إلى وقف القتال، فأرسل إلى الأشتر يرده عن القتال قائلا: (أقبل فإن الفتنة قد
.( وقعت)( ٢٣٤
وكم سبق في وقعة الجمل، أن رفع الكثير من المدافعين عن هودج أمهم عائشة المصحف، ينادون بالاحتكام إليه،
والسبئيون الذين أنشبوا القتال هناك، يأبون إلا الإقدام، ولا يفترون إنشابا.
رغم ما يزعهما الإمام -كرم الله وجهه- وينهاهم عنه، وكلما تقدم حامل لكتاب الله، عاجلوه ومزقوه
بالسهام والرماح( ٢٣٥ ). وضج ميدان القتال بدعاء الأم على قتلة عثمان: (اللهم العن قتلة عثمان في البر والبحر) وعلي
يجأر بإجابة الأم وترداد دعائها( ٢٣٦ ) حتى نال السبئيون ما يريدون، بدماء الآلاف، ودماء طلحة الذي قتلوه بسهم
حال المعركة، ودماء الزبير الذي اغتالوه بابن جرموز، بعد اعتزاله المعركة عائدا إلى المدينة.
٢٣٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٤٩ ، "البداية والنهاية" لابن كثير، ج ٧ ص ٢٧٤ ، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص )
.١٦١
. ٢٣٤ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٥٠ )
. ٢٣٥ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٥٠٧ )
٢٣٦ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٥١٣ ، وانظر: "البداية والنهاية" لابن كثير، ج ٧ ص ٢٤٠ حيث قال: (والسابئة أصحاب ابن )
السوداء قبحه الله لا يفترون عن القتل، ومنادي علي ينادي ألا كفوا، فلا يسمع أحد)، وفي ص ٢٤٣ قال: (نجد عائشة تناول
كعبا بن سوار قاضي البصرة مصحفا وقالت: ادعهم إليه، فلما تقدم رافعا له يدعوهم إليه، استقبله من في مقدمة جيش الكوفيين،
وكان عبد الله بن سبأ وهو ابن السوداء وأتباعه بين يدي الجيش، يقتلون من قدروا عليه من أهل البصرة لا يتوقفون في أحد، فلما
رأوا كعبا بن سوار رافعا المصحف رشقوه بنابلهم رشقة رجل واحد فقتلوه، ووصلت النبال إلى هودج أم المؤمنين عائشة -رضي
الله عنها- فجعلت تنادي، الله الله يا بِني، اذكروا يوم الحساب، ورفعت يديها تدعو على أولئك النفر من قتلة عثمان، فضج الناس
معها بالدعاء، حتى بلغت الضجة إلى علي، فقال: ما هذا؟ قالوا: أم المؤمنين تدعو على قتلة عثمان وأشياعهم، فقال: اللهم العن
قتلة عثمان، وجعل أولئك النفر لا يقلعون عن رشق هودجها بالنبال حتى بقي مثل القنفد.
. وانظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص ١٢٥
أما هنا في صفين، فالوضع يتباين ويختلف، فإذا انتصر علي في نزاعه مع معاوية، ودانت الأمة له بالطاعة،
وتوحدت كلمتها تحت لوائه لكان -كرم الله وجهه- أحزم وأقدر على اجتثاث الفتنة من جذورها، ولأعمل سيف
القصاص في رقاب أهلها، ثم لأقدم على مواصلة الفتح وبث الدعوة إلى الله، في الآفاق دون توقف، وهو المقدام
الجسور، حتى يدخل أرض الله ومن عليها في دار الإسلام.
إذن فيجب العمل على وقف انتصار الإمام، وعدم تفريغه لبلوغ مرامه، في القصاص، والانطلاق إلى الجهاد
والفتح، وإشغاله بدوام البلايا والمحن والفتن، وليكن إرغامه على قبول دعوة التحكيم بكتاب الله على خلاف
مسلكهم في وقعة الجمل، حيث أسقطوه وداسوه، ومزقوا أجساد من حملوه، لكنهم هنا في وقعة صفين، قد واتتهم
الفرصة الثمينة، في تضييع النصر من يدي الإمام، فأظهروا الرغبة في الترول على حكم الكتاب، لا رغبة فيه ولا رهبة
منه، فهم لا يرعون حرمته، لا هنا ولا هناك، لا أولا ولا آخرا.
نكبة شيعية ثانية: فرضوا على الإمام نائبه في التحكيم.
- إم الشيعة: الذين لم يقنعوا بإكراه الإمام علي لقبول التحكيم فحسب، بل فرضوا عليه نائبه في التحكيم
كذلك( ٢٣٧ ) وهم يعلمون مقدما موقف أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- في الفتنة، واتجاهه إلى إبعاد من
استشرف لها من قادة الأمة جميعهم، وإعادة أمر الخلافة إلى شورى الصحابة الأحياء، الذين توفي رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- وهو عنهم راض.
أما عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- الذي كان يرغب فيه الإمام ليكون نائبه في التحكيم، فصاحب حجج
قوية، يتمكنا من إقناع زميله نائب معاوية بسبق الإمام، وحاجة الأمة إليه للنهوضا من كبوا، وترضية عمرو
ومعاوية وجانب الشام لبذل البيعة، وإطلاعهم على نية الإمام وعزمه على القصاص من قتلة عثمان، إذا عاد الاستقرار
وتوحدت الأمة تحت راية الخليفة الراشد، وكان يمكن لابن عباس إزالة الشبهة العالقة بأذهان أهل الشام عن تواطؤ
٢٣٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٥١ حيث نقرأ: (فقال الأشعث وأولئك الذين صاروا خوارجا بعد: فإنا قد رضينا بأبي موسى )
الأشعري، كان يحذرنا مما وقعنا فيه. قال علي: فإنكم قد عصيتموني في أول الأمر فلا تعصوني الآن، هذا ابن عباس نوليه ذلك،
فأبوا. فقال علي: فإني أجعل الأشتر، قال الأشعث: وهل سعر الأرض غير الأشتر؟). وانظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣
ص ١٦٢ ، والحوار المذكور من رواية أبي مخنف الشيعي.
الإمام مع قتلة عثمان، وقد روى عنه وهو الصادق البار أنه قال: (والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله ولا
رضيت) وغاية الأمر أن الإمام لم يكن مع تفرق الناس عليه متمكنا من قتل عثمان، إلا بفتنة تزيد الأمر شرا وبلاء،
( ودفع أفسد الفاسدين بالتزام أدناهما أولى من العكس، لأن القتلة كانوا عسكرا، وكان لهم قبائل تغضب لهم( ٢٣٨
ويمكن لابن عباس تأمين أهل الشام، وتطمين عمرو ومعاوية على مصيرهم، وهم الوجلون من البيعة لعلي، لعلمهم
بواقع وجود الظلمة القتلة خلال جيش الإمام، وخوفهم من بغيهم وصيالهم إذا بايعوا، حتى قالوا: (لا يمكننا أن نبايع
إلا من يعدل علينا ولا يظلمنا ونحن إذا بايعنا ظلمنا عسكره كما ظلموا عثمان، وعلي إما عاجز عن العدل علينا أو
.( غير فاعل لذلك، وليس علينا أن نبايع عاجزا عن العدل علينا ولا تاركا له)( ٢٣٩
- وبالجملة كان يمكن لابن عباس تجميع القلوب، والدفع بالتي هي أحسن، حتى يجذب معاوية وعمرا وأهل
الشام إلى الدخول في طاعة الإمام ليكونوا له عونا على الإحاطة بمن عجز عن التمكن من رقام، فإذا وصل الفريقان
إلى الصلح، كما سبق ونجح القعقاع بن عمرو في سفارته، فهل يتمكن السبئيون بقيادة ابن سبأ إنشاب القتال هنا في
صفين، كما سبق وأنشبوه في وقعة الجمل، وأفسدوا به الصلح؟
- لا، لا يمكنهم تكرار ما فعلوه في الجمل هنا في صفين؛ فهناك كان لابن سبأ جناح سري بصري وجناح سري
كوفي، أمكنهما إنشاب القتال وإفساد الصلح وإذكاء حريق الفتنة، أما هنا في صفين فجميع شيعته داخل جيش
الإمام وحده، وليس له عميل في جيش الشام، وقد سبق وفشل مع رعية معاوية -رضي الله عنه- الذين كانوا من
.( أشد الناس محبة وموافقة له، ومعاوية من أعظم الناس إحسانا إليهم وتأليفا لقلوم( ٢٤٠
مما خيب ابن سبا في تكوين فرع له خلالهم، كما سبق وأوضحنا.
لم تخف هذه المعاني والنتائج السياسية، التي كان لابن عباس أن يحرزها، ولم تغب عن ذكاء التنظيم الخفي، إذن
فيجب عصيان رغبة الإمام، وإبعاد شبح خطورة ابن عباس، عن السفارة والمحادثات وهكذا كانت النكبة الشيعية
الثانية.
. ٢٣٨ ) "منهاج السنة" ابن تيمية ج ٢ ص ٢٠٩ )
. ٢٣٩ ) "منهاج السنة" ابن تيمية ج ٢ ص ٢٠٣ )
. ٢٤٠ ) "منهاج السنة" ابن تيمية ج ٢ ص ٢٠٢ )
نكبة شيعية ثالثة: دورهم السري في إفراز الخوارج:
- إا نكبات تواجد الشيعة السبئية خلال الصفوف خرجوا مع جيش علي إلى صفين، وهم متوادون أحباء،
فرجعوا متباغضين أعداء ما برحوا عسكرهم بصفين حتى فشا فيهم التحكيم( ٢٤١ ). بمعنى أم رفعوا شعار: (لا حكم
إلا لله).
- أكرهوا الإمام على قبول التحكيم، وهو من النصر قاب قوسين أو أدنى، وأكرهوه على قبول نائبه في ذاك
التحكيم، حتى تم تدوين وتوثيق وثيقة التحكيم في الثالث عشر من صفر عام ٣٧ ه، وا يجتمع الحكمان
.( ويتشاوران، ويعلنان حكمهما بين علي ومعاوية في رمضان( ٢٤٢
- هؤلاء أنفسهم أهل الكراهية والإكراه، عادوا من صفين، تجاه كوفتهم وبصرم، يتدافعون الطريق،
ويتشاتمون، ويضطربون بالسياط يقول بعضهم: (يا أعداء الله، أدهنتم في أمر الله -عز وجل- وحكمتم) ويقول
.( الآخرون: (فارقتم إمامنا وفرقتم جماعتنا)( ٢٤٣
- فلما دخل علي إلى الكوفة لم يدخلوا معه، بل تفرقوا عنه وراحوا يشاورون إلى أين يذهبون؟ خارجين عن
الطاعة، مخبولين، مارقين من الدين.
- ومن بين سطور صفحات التاريخ، نلمح بعض خيوط التنظيم السري لابن سبأ اليهودي، التي أمسك
بأطرافها، يحركها من خلف ستار مقره بالمدائن، حيث كان منفيا ذاك الحين إلى ساباط المدائن، كما سبق وذكرنا
تحت عنوان ابن سبأ في كتب الشيعة، وابن سبأ في كتب السنة.
- يبرز لنا شريح بن أوفى، أحد أعضاء الاجتماع السري المبرم ليلة إنشاب القتال في وقعة الجمل، وهو واحد من
رؤساء الشيعة الذين صاروا خوارجا بعد تشيعه، قال حال مشاورات الخوارج أين يذهبون؟ (نخرج إلى المدائن
فننزلها، ونأخذ بأبواا، ونخرج منها سكاا، ونبعث إلى إخواننا من أهل البصرة فيقدمون علينا).
. ٢٤١ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٦٣ ، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص ١٦٤ )
.١٨٢- ٢٤٢ ) "أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ" الدكتور إبراهيم علي شعوط ص ١٧٢ )
. ٢٤٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٦٣ "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص ١٦٤ )
وقال زيد بن حصين الطائي: (إنكم إن خرجتم مجتمعين أتبعتم، ولكن اخرجوا وحدانا مستخفين، فأما المدائن
فإنا جيش يمنعكم ولا تطيقونه، ولكن سيروا حتى تترلوا جسر النهروان، وتكاتبوا إخوانكم من أهل البصرة) قالوا:
.( هذا الرأي( ٢٤٤
وهذا المتكلم الأخير من بني طَيء، ابن عم عدي بن حاتم الطائي، الذي كان عضوا آخر في الاجتماع السري
المظلم، ليلة الجمل، والذي يفتضح دوره هنا حالا بعون الله.
- ويبدو أن قيادة التنظيم السري اليهودي، وقد انتقلت إلى المدائن قد قدرت خطورة قدوم الخوارج إلى المدائن،
لما قد يؤدي إلى انكشاف أمر ابن سبأ، وافتضاح مخططاته، فتكون المواجهة المباشرة بين شوكة الشيعة الخوارج الملتفين
حول زعيمهم في المدائن، وبين علي بن أبي طالب، مما يعرقل ويهدم خطوات تنفيذ ابن سبأ لأهدافه، بصدام مباشر،
بين المسلمين وبينه، لا يحتمله ولا يطيقه، هذا فضلا عن أن ابن سبأ، لا يضمن هؤلاء المخبولين الجدد على نفسه،
ويكفيه أنه نجح في صنعهم من بين صفوف شيعته، بشريح بن أوفى وأمثاله، ويسره إراقة دمائهم بعيدا عن قيادته
المباشرة، وليستتر هو عن أضواء الأحداث، يرتب خططه في هدوء العمل السري الخفي.
- فلهذه الاعتبارات صدر قرار قيادة التنظيم السري القابعة في المدائن، برفض قبول الخوارج بالمدائن،
واستدراجهم إلى حروراء بالنهروان، وتكليف ضابط الاتصال الشيعي (عدي بن حاتم)( ٢٤٥ ) للعمل على تنفيذ ذلك.
وقد ترتب على ذاك القرار صراع، بين القيادة الميدانية للمارقين المخبولين، وبين قيادم الخفية صاحبة القرار،
فبعد أن اعتلى ذو الثفنات (عبد الله بن وهب الراسبي السبئي) قيادة الخوارج المارقين( ٢٤٦ ) توجه من فوره تجاه المدائن
٢٤٤ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٧٥ ، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص ١٧٠ ، "البداية والنهاية" لابن كثير ج ٧ ص )
.٢٨٧
٢٤٥ ) ممن ألبوا على قتل عثمان، قال له معاوية -رضي الله عنه-: (أما والله إنك لمن البين على ابن عفان، وإنك لمن قتلته، وإني )
لأرجو أن تكون ممن يقتله الله به). ردا على ديداته، وقد كان عضوا في وفد مفاوضات جيش علي إلى معاوية، "البداية والنهاية"
لابن كثير ج ٧ ص ٢٥٨ ، وفي ص ٢٧٦ نجد ابن سيرين يروى أنه لما قتل عثمان قال عدي بن حاتم (مستخفا): (لا ينتطح في
قتله عنزان). فلما كان يوم صفين فقئت عينه، فقيل له: لا ينتطح في قتله عنزان؟ فقال: بلى وتفقأ عيون كثيرة.
وفي ص ٣١٠ نجد عدي بن حاتم يجادل الإمام علي مسفها سياسته، قال له وهو يخطب: قتلت أهل النهروان على إنكار الحكومة،
وقتلت الحريث بن راشد على مسألتهم إياك أيضا الحكومة، والله ما بينهما موضع قدم، فقال له علي: اسكت، إنما كنت أعرابيا
تأكل الضبع بجبل طيء بالأمس. فقال له عدي: وأنت والله قد رأيناك بالأمس تأكل البلح بالمدينة.
في نحو عشرين فارسا، فلما بلغ ساباط لقي عدي بن حاتم راجعا من المدائن، فعمد ابن وهب إلى قتل عدي، فمنعه
اثنان (التيهاني والبولاني).. وإرادة قتل عدي كانت بسبب إرسال عدي إلى سعد بن مسعود عامل علي على المدائن
يحذره أمرهم مما دفع أمير المدائن إلى إعلان حالة الطوارئ، فأخذ أبواب المدائن بالحراسات المشددة، وخرج في الخيل
يطارد ابن وهب، الذي اتقاه وراوغه فارا بليل إلى أصحابه المرابطين بالنهروان( ٢٤٧ ) وهكذا نجح عدي بن حاتم
الطائي، أحد كبار الشيعة( ٢٤٨ ) في تنفيذ قرار قيادته الخفية، فتمكن من صد الخوارج عن المدائن، وراح يتردد إلى
.( المدائن مرارا ذهابا بالمعلومات، وإيابا بالتوجيهات( ٢٤٩
نكبة شيعية رابعة: كلمة حق أرادواا باطلًا كفَّرواا الإمام:
- إن الخوارج ما هم إلا جزء من الشيعة، الذين دأبوا على إطلاق الشعارات البراقة، يبتغون من ابتكارها ترويج
باطلهم المنكر، وها هم لا يرعون لبيوت الله حرمة، ويثيرون الشغب في وجه الإمام علي -كرم الله وجهه- حال
قيامه في الناس على المنبر يخطبهم، برز إليه حرقوص بن زهير السعدي (أحد قتلة عثمان) وأطلق حنجرته بالشعار
٧٥ "البداية والنهاية" لابن كثير ج ٧ ص ٢٨٦ ، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص - ٢٤٦ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٧٤ )
١٧٠ ، وسبق وذكرنا أن السمعاني في أنسابه نسب ابن وهب هذا إلى عبد الله بن سبأ، وأنه من الرافضة، مما يؤكد لنا أن الخوارج
والرافضة وجهان لعملة واحدة.
. ٧٦ ، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص ١٧٠ - ٢٤٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٧٥ )
٢٤٨ ) عده أحمد الوائلي، الشيعي من روادهم الأوائل وطبقتهم الأولى مع الأشتر وحكيم بن جبلة وزيد بن صوصان وغيرهم في )
. ص ٣٧ « هوية التشيع » كتابه
٢٤٩ ) نستشف ذلك من روايات أبي مخنف الشيعي ومنها: (خرج طرفة بن عدي بن حاتم الطائر مع الخوارج، فاتبعه أبوه فلم يقدر )
عليه، فانتهى إلى المدائن ثم رجع، ص ٧٥ ج ٥، "الطبري"، ص ١٧٠ ج ٣، "ابن الأثير"، وقد انتقم الله تعالى فقتل طرفة مع شريح
بن أوفى في إبادة الخوارج، وبعد النهروان طلبه أبوه في القتلى فوجده ودفنه بيده ص ١٦٧ ج ٣ ابن الأثير). (عدي بن حاتم
استقبل وراء المدائن رجل من بني سدوس يقال له العيزار بن الأخنس، كان يرى رأي الخوارج، يسأل عدي: أسالم غانم أم ظالم
آثم؟ فقال عدي: لا، بل سالم غانم، ويقبض على عيزار رجلان مراديان ويذهبان به إلى الإمام علي الذي قال: ما يحل لنا دمه
ولكنا نحبسه، فقال عدي بن حاتم: يا أمير المؤمنين، ادفعه إلي وأنا أضمن ألا يأتيك من قبله مكروه، فدفعه إليه ص ٨٩ ج ٥
الطبري).
ونتسائل: ما معنى هذه الرموز؟ وما سبب ضمان عدي لعيزار المارق؟ لا معنى ولا سبب سوى أن عيزار هذا أحد معاوني
ضابط الاتصال، عضو في خليته، يبادلان المعلومات والتوجيهات بالرموز (الشفرة)، التي يمكن لراوية الشيعة أبي مخنف حل
ألغازها، فقد كان هو بدوره عضوا بارزا مؤرخا مشوها للصحابة، في تنظيمام السرية المتتابعة.
المصنوع بمصانع الشيعة: (لا حكم إلا لله) ثم جهر ينادي عليا بصياحه: يا علي تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك،
واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا. فقال الإمام: قد أردتكم على ذلك فعصيتموني قال حرقوص: ذلك
ذنب ينبغي أن نتوب منه.
وقام آخر يصيح: يا علي، أشركت في دين الله الرجال ولا حكم إلا لله وتنادوا من كل جانب: (لا حكم إلا
لله).
فقال الإمام: الله أكبر، كلمة حق يرادا باطل، فثاروا ووثبوا من نواحي المسجد، يصيحونتاف: (لا حكم
إلا لله).
.( ورموه -كرم الله وجهه- بالشرك والكفر( ٢٥٠
- من الذي دبر تلك المظاهرات المنكرة في بيوت الله ضد الإمام علي؟ إم هم أنفسهم الذين سبق وأثاروا
الشغب في الحرم النبوي في وجه عثمان -رضي الله عنه- وحصبوه والمصلين بالحجارة.
من المدبر سوى القيادة الخفية القابعة في المدائن؟
فلنربط خيوط ابن سبأ السرية، ونقول بكل ثقة: إن ابن سبأ بعد صياله ومن معه في وقعة الجمل، وإظهاره الورع
والتقى والزلفى إلى الإمام، حتى جلس تحت درجة منبره، وظن أنه قد استولى على خليفة المسلمين ووضعه في جيبه،
وزين له شيطانه أن هذا الخليفة ما هو إلا حاكم من حكام دنيا ابن سبأ، دنيا اليهود والنصارى الذين يفرحون
بالتمجيد والعلو والاستعلاء في الأرض، لما تصور اليهودي ذلك قذف (بقنبلة) التأليه في وجه الإمام قائلا له: أنت،
أنت، أنت الله، من نفس نوع (ماركة وموديل القنبلة)، التي سبق وفجرها سلفه بولص اليهودي، في عالم النصارى،
فقتلت التوحيد ومزقت أهله.
ولكن الإمام عليا، تلميذ الموحد الأول، عليه صلاة الله وسلامه، خيب ظن اليهودي، وانفجرت (القنبلة) في
وجهه هو، نفيا إلى المدائن ووجوه النفر الذين اتبعوه، حرقا بنار الدنيا، إلى نار جهنم.
٢٨٥ ، "الكامل في التاريخ" لابن - ٧٤ ، "البداية والنهاية" لابن كثير ج ٧ ص ٢٨٢ -٧٣- ٢٥٠ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٧٢ )
. ج ٣ ص ١٦٩
وفي المدائن صار التدبير والتخطيط لفتنة جديدة، فتنة الخوارج بنكباا التي نعدد بعضها ونسلط الأضواء عليها
الآن.
فإذا كان الإمام قد تآبى على رتبة الألوهية، إذن فليكن مشركا كافرا.
وصدر قرار التنظيم السري بتقليد الإمام رتبة الكفر، وإلباسه تلك الرتبة في احتفال عام، في بيت الله، في مظاهرة
صاخبة، مع تزين المكان برايات وأضواء شعار: (لا حكم إلا لله) ويتم إلباس رتبة الكفر بيد من يطلق عليهم في
التاريخ لفظ: (الخوارج) وما هم إلا جزء من الشيعة؛ شيعة ابن سبأ اليهودي، الذين زعموا وما يزالون يزعمون، أم
شيعة بن أبي طالب، وآل بيت النبي وراحوا يشاغبون في مظاهرات صاخبة عدوانية على الحرم النبوي والحرم المكي في
عصرنا هذا بشعارات منكرة إحياءً لمسلك سلفهم.
نكبة شيعية خامسة: شوهوا الحكمين وخذلوا الإمام:
١) في رمضان ٣٨ ه اجتمع الحكمان في دومة الجندل واستخار كل منهما واستشار واتفقا على عودة أمر )
الخلافة إلى إرادة الأمة، ممثلة في أهل الحل والعقد، الموجودين على قيد الحياة من أعيان الصحابة، الذين توفي رسول
وهو راض عنهم. الله
مع تثبيت علي في إدارة شئون البلاد الواقعة تحت سلطانه وتثبيت معاوية في إدارة شئون البلاد الواقعة تحت
سلطانه مؤقتا إلى حين توحيد الأمة، بانتخاب الصحابة للخليفة منهما، أو من غيرهما.
- وقد قيل في الحكمين كلام كثير، اصطنعه أهل التشيع، ليتخذوا منه مادة للتندر والتفكه، وليصنع منه خصوم
فلم يكن من أبي موسى خلعا ، الإسلام صورا هزيلة للشخصيات الإسلامية، قيادة الأمة، صحابة رسول الله
لصاحبه، ولم يكن من عمرو تثبيتا لصاحبه، كما زعم الشيعة، تشويها لعمرو بصفة الغدر، وتشويها لأبي موسى
.( بصفة البلاهة كدأم في تشويه جمع الصحابة( ٢٥١
١٨٢ ، "أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ" للدكتور إبراهيم - ٢٥١ ) انظر: الأباطيل التي أثيرت حول التحكيم: الصفحات من ١٧٢ )
علي شعوط.
فواقع الأمر أن معاوية لم يكن خليفة حال التحكيم ولم ينازع على الخلافة، ولم ينكر خلافة علي، ولم يبدأه
.( بقتال، وإنما اشترط لبذل بيعته: إقامة الحد والقصاص في قتلة عثمان المندسين في جيش الخليفة، الممتنعين برايته( ٢٥٢
وأبو موسى وقد رأى انقسام الأمة وتمزيقها بالفتن، اجتهد في تحكيمه لإعادة الأمر إلى إرادة الأمة، ممثلة في كبار
.( الصحابة أهل الحل والعقد فلم يكن هناك غدر ولا بلاهة، في حكم الحكمين( ٢٥٣
٢) وكان اجتهاد الإمام -كرم الله وجهه- هو مواصلة القتال فهل أطاعه المتشيعون أهل العراق الموجهون من )
المدائن؟ لم يفعلوا، واستقر أمرهم على مخالفته، فيما يأمرهم به وينهاهم عنه، والخروج عليه، والبعد عن أحكامه
.( وأقواله وأفعاله، لجهلهم وقلة عقلهم، وجفائهم وغلظتهم، وفجور كثير منهم( ٢٥٤
أرسل إلى الخوارج المرابطين في النهروان، يدعوهم إلى العودة إليه لمواصلة القتال، كما سبق وصاح بذلك
حرقوص فكتبوا إليه يطلبون أن يشهد على نفسه بالكفر والخيانة أولا، ثم يستقبل التوبة، فإذا فعل أجابوه وإلا أعلنوا
.( عليه الحرب( ٢٥٥
- ٢٥٢ ) انظر: "العواصم من القواصم" لابن العربي تحت عنوان: قاصمة التحكيم، وحاشية محب الدين الخطيب من ص ١٧٢ )
.١٧٧
٢٥٣ ) قال واحد من الشيعة: (وكان أبو موسى رجلًا مغفلا) وبعد أن ردد: (رواية الشيعة عن خلع أبي موسى لصاحبه وتثبيت )
عمرو لصاحبه) ردد زعمهم بأن أبا موسى قال لعمرو: (ما لك لا وفقك الله قد غدرت وفجرت، وإنما مثلك مثل الكلب إن
تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث). وزعم أن عمرا رد قائلا: (إنما مثلك مثل الحمار يحمل أسفارا)، رددوا ذلك الافتراء والكذب
والتشويه في جميع كتبهم منها: "في رحاب أئمة أهل البيت" تهدهم الأكبر السيد محسن الأمين دار التعارف بيروت ١٤٠٠ ه
١٩٨٠ م ج ٢ ص ٢١٠ ، "منهاج البراعة في شرح ج البلاغة" لعلامتهم ميرزا حبيب الله الخوئي، مؤسسة الوفاء بيروت ط ثانية
١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م، ج ١٥ - ص ٣٥٧ . "علي من المهد إلى اللحد" للسيد محمد كاظم القزويني، دار الصادق بيروت ط
ثامنة ١٤٠٠ ه - ١٩٨٠ م، ص ٤٩١ . وللأسف المحزن فقد تابع الكثير من الكتاب المحسوبين على أهل السنة والجماعة أباطيل
روايات الشيعة، وهم في حقيقتهم علمانيون تصدوا للكتابة دون دراية بحقيقة الشيعة، فراحوا يرددون روايام دون تمحيص: منهم
محمد رضا في كتابه: "علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- رابع الخلفاء الراشدين"، دار الكتب العلمية بيروت ص ٢٣١ وغيره
كثير.
. ٢٥٤ ) "البداية والنهاية" لابن كثير ج ٧ ص ٣١٧ )
وليس هذا فحسب، بل راحوا يستفزونه، بأفاعيل البغي والإجرام البشعة ساقوا ابن صاحب رسول الله، عبد الله
بن خباب، إلى ضفة النهر وضربوا عنقه، وبقرا بطن أم ولده عما في بطنها، لا لشيء إلا لأنه أقر بأنه سمع من أبيه عن
.( رسول الله حديث الفتنة، وأثنى على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي( ٢٥٦
وقتلوا رسول الإمام إليهم وقتلوا النسوة، واستحلوا المحارم، وقطعوا السبل، وعاثوا في الأرض فسادا وناصبوا عليا
العداء والبغضاء، وكما سبق وأبى خليفة التوحيد الراشد رتبة التأليه أبى هنا أيضا رتبة الكفر وسارع إلى المارقين
يستأصل شأفتهم وكانت إبادم بفضل من الله تعالى على يديه.
الشيعة أفرزت الخوارج الذين انبثقوا من الشيعة، فهما وجهان لعملة واحدة؛ عملة مزيفة غير شرعية، زيفها
اليهود في مصانعهم السرية، وروجوها في بلاد الإسلام بأيدي عملائهم من الشيعة على أحد وجهي العملة السبئية
بصمة الخوارج مع صورة علي هابطا إلى سحيق الكفر، وعلى وجهها الآخر طبعوا بصمة الشيعة رافعين عليا إلى مقام
الإلوهية في صورة الإله المعبود.
نكبة شيعية سادسة: قتلوا الإمام بوجه الخوارج:
إن روح التمرد في الخوارج قد كانت بسبب مكائد ابن سبأ ودسائسه وإن قتل علي -رضي الله عنه- قد كان
.( أثرا من آثار هذه الدسائس أيضا( ٢٥٧
٢٥٥ ) "البداية والنهاية" لابن كثير ج ٧ ص ٢٨٧ ، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير ج ٣ ص ١٧٠ ، "تاريخ الطبري" ج ٥ ص )
٧٨ ، وفي ص ٨٤ نجد قول الخوارج لعلي: (إنا حكمنا فلما حكمنا أثمنا وكنا بذلك كافرين، وقد تبنا، فإن تبت كما تبنا فنحن
منك ومعك، وإن أبيت فنحن منابذوك على سواء). وفي ص ١٧٣ - ج ٣ من "الكامل" كذلك.
٢٥٦ ) استجوبوه فجبههم بحديث: "ستكون فتنة، يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه، ويمسي فيها مؤمنا، ويصبح فيها )
كافرا، ويصبح فيها كافرا، ويمسي فيها مؤمنا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي".
وسألوه عن أبي بكر وعمر فأثنى عليهما، وعن عثمان في أول خلافته وآخرها؟ فشهد بأنه كان محقا في أولها وآخرها، وعن علي
قبل التحكيم وبعده؟ قال: إنه أعلم بالله منكم، وأشد توقيا على دينه، وأنفذ بصيرة فقالوا: إنك تتبع الهوى وتوالي الرجال على
أسمائها لا على أفعالها، وعلى تلك الإجابات فقط، ذبحوه ذبح الشاه وبقروا بطن امرأته في الوقت الذي عوضوا صاحب خنزير
قتلوه من أهل الذمة، وى أحدهم الآخر عن أكل بلحة نزلت من نخلة لكوا بغير حلها وثمنها، فمن الذي دبر ذلك الخبل داخل
أمة الإسلام؟؟
. ٨٢ ، "البداية والنهاية" ج ٧ ص ٢٨٨ ، "الكامل في التاريخ" ج ٣ ص ١٧٢ - انظر: "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٨١
وها هم بعد أن ألَّهوه كفَّروه لاستحلال دمه توطئة لاغتياله، وقبل تدبير الاغتيال تواطئوا على عصيانه وخذلوه
وكسروا قلبه.
لما فرغ من أهل النهروان أمر بالتوجه الفوري إلى قتال أهل الشام، واستنهض الناس، فطلبوا الرجوع أولا إلى
مصرهم بحجة الاستعداد بأحسن عدم، وفي معسكر النخيلة أمر الناس أن يلزموا عسكرهم، ويوطئوا على الجهاد
أنفسهم، ويقلوا زيارة نسائهم وأبنائهم، حتى يسيروا إلى الشام فأقاموا فيه أياما ثم تسللوا من معسكرهم وتركوه خاليا
فلما رأي علي ذلك دخل الكوفة وانكسر عليه رأيه في المسير( ٢٥٨ ). وله -كرم الله وجهه- في ذم شيعته والشكوى إلى
الله تعالى منهم، كلام يدمي القلوب حتى تمنى لقاء ربه وقال لهم: (وددت لو انبعث أشقاكم)( ٢٥٩ ). فكان ابن ملجم
يعاونه اثنان يباشرون الاغتيال في بيت الله وقت الفجر، بوجه الخوارج أحد وجهي العملة اليهودية، التي زيفها
وسبكها وطبعها ابن سبأ، وروجها في بلاد المسلمين.
ولحق الإمام بالرفيق الأعلى شاكيا إلى الله تعالى مكائد المؤسس وشيعته ونكبة المسلمين بنشأة الشيعة داخل جسم
أمة الإسلام ولسان حاله -رضي الله عنه- يحذرنا بعد استشهاده من الركون إلى من ظلموه، وما ظلمه إلا الغريب
الدخيل اليهودي المتمسلم ومن تبعه ممن لقبوا أنفسهم بلقب شيعة أهل البيت، وهم في الواقع والحقيقة وبما سردناه من
أدلة وبما سيأتي من أدلة شيعة اليهودي المتمسلم، ابن سبأ.
وبعد انتقال الإمام علي المبشر بالجنة إلى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا حيث يلقى الأحبة محمدا وصحبه خلا الجو
لابن سبأ فعاد من منفاه إلى الكوفة يتباكى بوجه عملته الشيعية مؤسسا ومروجا لجميع عقائدهم.
٢٥٧ ) "مكائد يهودية عبر التاريخ" عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، دار القلم، دمشق ط خامسة ١٤٠٥ ه ١٩٨٥ ه، ص )
.١٥٧
. ٩٠ ، "البداية والنهاية" ج ٧ ص ٣٢٤ وما بعدها، "الكامل" لابن الأثير ج ٣ ص ١٧٦ - ٢٥٨ ) "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ٨٩ )
١٠٩ ، دعا ربه: (أسأل الله - ٣٢٦ ، "تاريخ الطبري" ج ٥ ص ١٠٧ -٣٢٥-٣١٧- ٢٥٩ ) انظر: "البداية والنهاية" ج ٧ ص ٣٠٩ )
. أن يجعل لي منهم فرجا ومخرجا، وأن يريحني منهم عاجلا، وعن رواية ابن ملجم والقتل، انظر: من ص ١٤٣ إلى ١٤٨
المبحث الخامس
حاول الشيعة إنكار ابن سبأ
نشير إلى تلك المحاولة في مطلبين:
المطلب الأول: كتاب بمثابة القشة التي يتعلقا الغريق.
المطلب الثاني: عقدة الشيعة ولب القضية.
الملاحظ من استقراء مصادر الشيعة عن ابن سبأ، أن مؤلفي القديم منها (أهل القرن الثالث والرابع ومن جاء
بعدهم)...... أثبتوا تلك الشخصية، ولم ينكروها وتواتر ذلك عندهم (مثل الكشي والنوبختي والقمي والطوسي
وغيرهم) فلم يكن قد طال الأمد بين أيامهم وأيام ابن سبأ وأجيال المسلمين آنذاك يعملون الدور الذي قام به ذاك
اليهودي المتمسلم وفرقته، في جميع فتن القرن الأول.
فالدماء الطاهرة التي أريقت بسبب ذلك اللعين وفرقته وجمعيته السرية، من الأفاكين والقتلة، ما زالت حرارا
تلسع القلوب. فلم يتمكن هؤلاء القدامى المؤرخون للأحداث، الذين هم من حزب ذلك السبئي، من إنكار شخصيته
وإن حاولوا التبري منه ومن انتسام إلى حزبه.
ولما طال الأمد وتوالت القرون، واستشعر المحدثون والمعاصرون، من كتاب الشيعة وأعيام ودعام وصمة العار،
ودناءة السبة، التي أركسوا أنفسهم فيها، بنسبتهم إلى مؤسس مذهبهم السبئي راحوا يحاولون عبثا إنكار ابن سبأ،
وشطبه من التاريخ.
دحض ما ذهبوا إليه:
ودحض ما ذهب إليه هؤلاء وهؤلاء، ميسور بكلمات قليلة قبل الدخول في التفاصيل:
- فأما المنكرون: فقد تغافلوا ثبوت شخصية ابن سبأ، في مراجعهم ومصادرهم هم، (فضلا عن مراجع ومصادر
أهل السنة).
- وأما المتبرؤون: فكيف التبرؤ من ابن سبأ، وجميع ما نادى به من أفكار، هي بعينها ذات العقائد التي يعتنقها
الشيعة، القدامى منهم والمعاصرون، لم يكن فيما نادى به من أفكار مسبوقا بأحد بل هو المبتدع الأول، الأب الروحي
لهم جميعا سواء منهم المتبرؤن أو المنكرون، وفي ذلك يقول إحسان إلهي ظهير، (وأما دين الإمامية ومذهب الاثني
عشرية، ليس إلا مبنيا على تلك الأسس التي وضعتها اليهودية الأثيمة، بوساطة عبد الله بن سبأ الصنعاني اليمني،
الشهير بابن السوداء (والسوداء أمه)، مع إنكارهم التسليم إلى اليهودية وابن السوداء هذا. لكنه مجرد الإنكار فحسب
لا غيره، لأن إنكارهم وحده لا يكفي لتبرئتهم عن هذه الفصيلة وخروجهم عن هذه الشرذمة الطاغية الباغية، إلا أن
.( يثبتوا مخالفتهم ومعارضتهم للأفكار التي دسوها، والعقائد التي بثوها في الإسلام والمسلمين)( ٢٦٠
٢٦٠ ) "الشيعة والسنة" للأستاذ إحسان إلهي ظهير، رئيس تحرير مجلة ترجمان الحديث لاهور باكستان، نشر إدارة ترجمان السنة لاهور )
. باكستان، ط الثالثة والعشرون ١٤٠٤ ه- ١٩٨٤ م، ص ٢٩
المطلب الأول
كتاب بمثابة القشة التي يتعلقا الغريق
- قبل بلورة أفكار ابن سبأ من واقع ما جاءنا عنه من كتب الشيعة وكتب السنة القديم منها والحديث، التي
انتقينا منها ما ذكرناه يجدر بنا أن نشير إلى أسلوب من أساليب الشيعة في طمس حقائق التاريخ إذا كانت لا تتماشى
مع أهدافهم.
- إن جميع مراجع الشيعة على مدى ما يقرب من ثلاثة عشر قرنا أقرت بشخصية ابن سبأ وأثبتته دون إنكار،
وإن كان بعضها يتبرأ منه ومن أفعاله وأقواله دون جدوى فهو مؤسس تنظيمام، واضع بذور تشيعهم، الذي زرع
.( مذهبهم في دار الإسلام، وما نمت بذرة من بذور أفكاره إلا في بيئتهم ولا يمكنهم الفكاك من عاره ومسبته( ٢٦١
إلى أن ارتأت تنظيمام الشيعية الحديثة: إعدام ابن سبأ من التاريخ ومحوه، واعتباره أسطورة، لم تكن لها وجود،
ليريحوا أنفسهم من رائحته في تاريخهم المشبوه.
فخرجوا على العالم في أواخر القرن الثالث عشر الهجري بكتاب:
(عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى). تأليف أحدهم المدعو: السيد مرتضى العسكري. صدرت الطبعة الأولى منه
عام ١٣٧٥ ه.
فكان هذا الكتاب لهم بمثابة: (القشة التي يتعلقا الغريق).!!
فهم غارقون في بركة ابن سبأ الآسنة آخذون وارثون لجميع أفكاره التي ابتدعها ودسها في عالم الإسلام
والمسلمين ولا يجديهم ولا ينقذهم من القاع السحيق، لا كتاب ولا عشرات الكتب.
وممن تعلق بتلك القشة: الكاتب الشيعي اللبناني الشيخ محمد جواد مغنية، أحد كبار كتام المعاصرين، ومن أكثر
.( علمائهم إنتاجا في العصر الحاضر( ٢٦٢
٢٦١ ) ويصير بمشيئة الله خلال صفحات هذا الكتاب ربط جميع عقائدهم بمصدرها الوحيد الذي هو (ابن سبأ). )
قال في خطاب تقريظه للمؤلف المذكور: (كنت أجيب كما أجاب غيري على أساس الاعتراف بابن سبأ، ثم
الإنكار والتبري منه ومن أقواله، أما صاحب كتاب (ابن سبأ) فقد هدم البناء من الأساس، وأثبت بأن ابن سبأ
.( أسطورة لا وجود لها، وهذا هو الجديد في الكتاب) انتهى( ٢٦٣
ونقول: نعم، هدم المؤلف بناء الحقيقة والتاريخ من الأساس، وكم هدموا بناء عقيدة الإسلام والتوحيد من
الأساس.
- وقد سبق لمحمد جواد مغنية إثبات شخصية ابن سبأ، في مقام محاولة نفي مة الغلو عنهم، قال: (الغلاة
أصناف: منهم السبئية أتباع عبد الله بن سبأ، وهو أول من أظهر الغلو، قال هؤلاء: حل في علي جزء إلهي واتحد
بجسده وبه يعلم الغيب، وأتى في الغمام، والرعد صوته، والبرق تبسمه، وينتقل هذا الجزء الإلهي بنوع من التناسخ،
.( من إمام إلى إمام) انتهى( ٢٦٤
- ثم راح عبثا يدلل على براءة الشيعة من السبئية والغلاة، ووجوب البراءة منهم تحت عنوان: (الغلاة في نظر
.( الإمامية)( ٢٦٥
الدعاية على أوسع نطاق:
ويقترح - (مغنية المذكور)- على تنظيمام المدعومة بخمس أموال المتشيعين، أن تتولى نشره( ٢٦٦ ) على أوسع
نطاق فقال: (إني أرى أن يتفضل السادة العلماء والمراجع الكبار، في النجف الأشرف، بتخصيص مبلغ من الحقوق،
أو يأمروا من يمتثل أوامرهم من أصحاب الثراء، بإعادة طبع هذا الكتاب طبعا حديثا وأنيقا على أجود ورق، ثم
يعرض للبيع في البلاد الإسلامية والعربية، بواسطة شركات التوزيع، بثمن يقل عن نصف تكاليفه، كي يصبح في
متناول الجميع، كما هي الحال في سائر كتب الدعايات التي يرادا انتشار مبدأ وتشجيع فكرة، بل اقترح أن يأمروا
١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م - ٢٦٢ ) "عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى"، السيد مرتضى العسكري الشيعي، نشر دار الزهراء بيروت ط ٥ )
. - ج ١- ص ١١
. ٢٦٣ ) المرجع السابق -ج ١ ص ١٣ )
. ٢٦٤ ) "الشيعة في الميزان" محمد جواد مغنية ط الخامسة ١٤٠٤ ه- ١٩٨٤ م، نشر دار الجواد بيروت - ص ٢٩١ )
.٢٩٥- ٢٦٥ ) المرجع السابق ص ٢٩١ )
٢٦٦ ) أي نشر كتاب: "عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى" تأليف مرتضى العسكري - الشيعي. )
بترجمته إلى عدة لغات، وينشر على هذا النحو، وبذلك يقدمون خدمة للدين دوا جميع الأعمال والخدمات، هذا هو
.( والله الغرض الأكمل لمصرف الحق الإلهي، وسهم الإمام منه وإليه) انتهى( ٢٦٧
فما هو شأن ذلك الكتاب؟
كاتبه يرفض المتواتر عن ابن سبأ، في كتب السنة جميعها، لكوا أخذت من معين ابن جرير الطبري، والطبري
روى عن: (سيف بن عمر التميمي الأسدي)، ولكون سيف بن عمر أحب الصحابة، وذكر مناقبهم، فهو عنده
مرفوض، ويكون تاريخ الطبري تبعا لذلك مرفوض.
وجرأته وصلت إلى رفض مرويات سلفه من عتاة الشيعة، عن ابن سبأ كذلك، بزعم احتمال دس تلك المرويات
في كتبهم أو احتمال نقلهم تلك المرويات عن العامة: (ويقصدون بلفظ العامة: أهل السنة والجماعة).
- قد رفض أخبار الرواة، ولم يقنع بما نقله الحفاظ من الثقات، وشنع على كتاب الملل والنحل، ولم ينته إلى ما
.( كتبه علماء الجرح والتعديل، ولم يكتف برد أخبار علماء أهل السنة، وإنما ضعف ما كتبه أئمة الشيعة( ٢٦٨
ولماذا كل هذا؟
- لأن سيف بن عمر هو الراوي، وما شأن سيف بن عمر؟
أحب السلف الصالح، وترضى عليهم، ونشر أفضالهم، وأثنى على فتوحام، وأبرز بطولام، وفضح السبئية
أعداءهم.
١٥ وسهم الإمام هذا الذي جعله حقا إلهيا للإمام الغائب - ٢٦٧ ) "عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى" مرتضى العسكري ج ١ ص ١٤ )
الموهوم، وقدره الخمس من أموال كل شيعي على وجه الأرض، فرضه عليهم سلفهم من قادة تنظيمات السبئية دعما لمخططام
المدمرة، سيأتي عنه مزيد بيان بمشيئة الله (ضمن مباحث رسالة الدكتوراه).
٢٦٨ ) "عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام" سليمان بن حمد العودة، رسالة ماجستير من جامعة الإمام محمد بن )
١٤٠٢ ه-ط أولى ١٤٠٥ ه- ص ١٠١ دار طيبة، الرياض، /٧/ سعود الإسلامية، منحا درجة الماجستير بتقدير ممتاز، في ٢٤
. وقد أجاد المؤلف في نقد كتاب مرتضى العسكري في الصفحات من ٩٦ إلى ١١٠
- فقال عنه المؤلف الشيعي: (وراجت أكاذيب سيف، وشاعت في مصادر التاريخ الإسلامي، زهاء ثلاثة عشر
قرنا، ولم ينتبه العلماء إلى أكاذيبه كل هذه المدة، بل استطابوها، لأنه زينها بإطار من الثناء على أبي بكر) ( ٢٦٩ ). وقال
أيضا عن سيف: (كما زين ما اختلق في معارك الردة بإطار من مناقب الخليفة أبي بكر، وكذلك فعل فيما روى
واختلق عن فتوح الشام وإيران على عهد عمر، والفتن في عصر عثمان، وواقعة الجمل في عصر علي، فإنه زين جميعها
.( بإطار من مناقب الصحابة)( ٢٧٠
- وقال كذلك: (ومهما يكن من أمر فإن بضاعة سيف المزجاة إنما راجت لأنه طلاها بطلاء من مناقب
.( الصحابة)( ٢٧١
- جريمة سيف الكبرى في نظر الكاتب الشيعي هي: رواياته عن مناقب الصحابة، وتسجيل عظمة فتوحات
المظفرة، رافعين لواء الإسلام في الآفاق. ولذا فهو مرفوض، وما رواه كذب واختلاق وتلفيق وتزوير، ووضع
وتصحيف، وخرافات وأساطير، وتحريف وزندقة على حد تعبير الشيعي العسكري هذا. على مدى ستمائة صفحة في
مجلدين.
وما دليله على ذلك؟
وتغافل إقرار أهل السنة . استعار دليله من أهل السنة والجماعة، الذين ضعفوا سيفا في رواية حديث الرسول
والجماعة لسيف بن عمر بكونه إخباريا عارفًا، وعمدة في التاريخ.
.( - قال عنه الذهبي: (كان إخباريا عارفًا)( ٢٧٢
.( - وقال عنه ابن حجر: (ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ)( ٢٧٣
.( - وقال عنه محب الدين الخطيب: (وهو أعرف المؤرخين بتاريخ العراق)( ٢٧٤
. ٢٦٩ ) "عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى" مرتضى العسكري - الشيعي ج ٢ ص ٧٣ )
. ٢٧٠ ) المرجع السابق- ج ٢ - ص ٩٨ )
. ٢٧١ ) المرجع السابق- ج ٢ - ص ٩٩ )
. ٢٧٢ ) "ميزان الاعتدال" ج ٢ ص ٢٥٥ )
. ٢٧٣ ) "تقريب التهذيب" ج ١ ص ٣٤٤ )
وعنه وعن شيوخه يقول: (وهم أعرف الإخباريين بحوادث العراق)( ٢٧٥ )، وفي سبيل الموازنة بينه وبين أبي مخنف
الذي يعتبره الشيعة راويهم الأول، لما صال وجال في تشويه سيرة السلف الصالح، قال محب الدين الخطيب: (لوط بن
.( يحيى الشيعي المحترق، وسيف بن عمر العراقي المعتدل)( ٢٧٦
من مآثرهم ، فمسلك أهل السنة والجماعة، في دقتهم وحرصهم الشديد، في سلامة الإسناد إلى رسول الله
الكبرى التي لا تدانيهم فيها أمة من أمم الأرض أجمع فهذا ثقة من الحفاظ من أهل الحديث، وذاك فقيه في استنباط
الأحكام، وذلك أخباري عارف عمدة في التاريخ. تصنيف وتخصص وخبرة بالرجال لم يعرف التاريخ البشري لها
مثيلا.
وجعله سلما إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم ، وعلم الإسناد والرواية، مما خصص الله به أمة محمد
يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة، أهل الضلالات، وإنما الإسناد لمن أعظم الله عليه المنة، أهل
الإسلام، والسنة، يفرقون به بين الصحيح والسقيم، والمعوج والقويم، وغيرهم من أهل البدع والكفار، إنما عندهم
.( منقولات يأثروا بغير إسناد، وعليها من دينهم الاعتماد، وهم لا يعرفون فيها الحق من الباطل( ٢٧٧
للقاضي أبي بكر العربي- حققه وعلق على حواشيه محب " ٢٧٤ ) "العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي )
الدين الخطيب طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض ١٤٠٤ ه ١٩٨٤ م-
. ص ١١٥
. ٢٧٥ ) المرجع السابق- ص ١٥٤ )
. ٢٧٦ ) المرجع السابق- ص ١٧٧ )
. ٢٧٧ ) "مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية" ج ١- ص ٩ )
المطلب الثاني
عقدة الشيعة ولب القضية
- إن عقدة الشيعة التي ورثوها عن سلفهم السبئي هي: كره الصحابة وجهوا إليهم سهام الطعن والذم والتنقص،
ويسعون إلى تعدية مسلكهم ونقل عدوى مرضهم إلى كافة المسلمين بكل وسيلة.
فمن أحب الصحابة وأثنى عليهم وذكر مناقبهم وأشاع حسنام كما فعل سيف بن عمر فهو عدوهم اللدود، لا
يقبلون منه صرفا، ولا عدلا فيعمدون إلى تشويه سيرته كما شوهوا سيرة من أحب.
هذه هي العقدة الكامنة خلف تأليف كتاب مرتضى العسكري وأمثاله الرافضة.
- هذا أحدهم يتهم أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح -رضي الله عنهم- بالردة والتآمر، والتهالك على الإمرة
والسلطان، فقال: (وأي كارثة أقسى من كارثة الارتداد بعد الإيمان، لقد ترك القوم جثمان نبيهم لم يواروه في مقره
الأخير والكوا على الإمرة والسلطان) وأيد المستشرق: (لامنس) في جمه عليهم وعلى أمهات المؤمنين -رضي الله
عنهن- فقال: (إن الحزب القرشي الذي يرأسه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح كان وليد مؤامرات سرية مبرمة،
وإن أبطال هذه المؤامرة أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، ومن أعضاء هذا الحزب عائشة وحفصة).
فعلق باقر شريف الشيعي على جم (لامنس) بقوله: (وهو رأي وثيق للغاية)( ٢٧٨ )، وفي طعنه على عثمان ذي النورين
-رضي الله عنه وأرضاه- قال: (ساس عثمان الأمة حفنة من السنين، فكانت سياسته بعيدة كل البعد عن سنة
.(٢٧٩) الرسول
وقال: (إن عثمان يحمل قسطا ليس بالقليل في الجناية على نفسه، فكان اللازم عليه أن يترك الأمر لغيره ويستقيل
من منصبه)( ٢٨٠ ). وقال: (لقد كانت الثورة على عثمان ثورة اجتماعية لا تقل شأنا عن أنبل الثورات الإصلاحية التي
٢٧٨ ) "حياة الإمام الحسن بن علي" دراسة وتحليل باقر شريف القريشي قدم له الإمام كاشف الغطاء كلاهما شيعي، مطبعة الآداب )
. النجف نشر دار الكتب العلمية إيران - ط الثالثة ١٣٩٣ ه ١٩٧٣ م- ج ١ ص ١٤١
. ٢٧٩ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٢٢٤ )
. ٢٨٠ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣٠١ )
عرفها التاريخ)( ٢٨١ )، وقال: (حمل عمر إلى داره، وجراحاته تترف دما، وبادر أهله فأحضروا له طبيبا، فقال له: أي
.( الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ. فسقوه منه، فخرج من بعض طعناته، فقال الناس: خرج صديدا) انتهى( ٢٨٢
- وقال شيعي آخر: (وأما تفصيل مثالب عثمان فهي لا تحصى ولا تستقصي، وكفاك في ذلك اتفقا من بايعه
من الصحابة والتابعين على استحلال قتله وإهراق دمه، لما ظهر منه من البدع ومخالفة الله ورسوله. حتى أجمعوا على
.( استحلال قتله، وتركوا غسله وكفنه ودفنه، وبقي ملقى على المزابل) انتهى( ٢٨٣
- عينة من ملايين عبارات التهم على أفضل خلق الله بعد نبينا عليه وعلى آله وأصحابه صلاة الله وسلامه.
- إن هدفهم من تلك الكتابات واضح مرسوم هو: تشكيك المسلمين في سلفهم، فلا يبقى لهم قدوة ولا مثل
أعلى فهؤلاء يا عرب، يا مسلمون، هم أجدادكم، بناة مجدكم، كانوا هكذا على جانب من الحرص والطمع
والتكالب على حطام الدنيا، والمعاصي والتواطؤ على قتل وسفك الدماء، وخيانة نبيهم قبل أن يواروه التراب فبم
تعتصمون؟ هيا إلى دين آخر.
- وهل قصد ابن سبأ اليهودي المتمسلم أكثر من هذا الهدف المرسوم المدمر؟
- هذه هي عقدة الشيعة وهذا هو هدفهم وفي سبيل الوصول إلى مآرم، يكذبون من يمدح الصحابة، ويصدقون
من يجرحهم ويذمهم ويلعنهم. وصفهم ابن تيمية بقوله: (وهم أكذب الناس في النقليات، ومن أجهل الناس في
العقليات، يصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالاضطرار أنه من الأباطيل ويكذبون بالمعلوم من الاضطرار المتواتر
.( أعظم تواتر في الأمة جيلا بعد جيل)( ٢٨٤
لب القضية:
. ٢٨١ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣٠٣ )
٢٨٢ ) المرجع السابق- ج ١- ص ٢٠٢ - مجلدان للشيعي باقر شريف القرشي- الأول في ٥٨٤ صفحة والثاني في ٥٣٦ صفحة - )
جميعها على هذا المنوال والعياذ بالله.
- ٢٨٣ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" السيد عبد الله شبر الشيعي دار الأضواء بيروت ط الأولى ١٤٠٤ ه ١٩٨٣ م - ج ١ )
. ص ٣٢٥
. ٢٨٤ ) "منهاج السنة" ابن تيمية ج ١- ص ٣ )
وما أدخله الشيعة على الإسلام والمسلمين من عقائد غريبة دخيلة، تنافي التوحيد الذي جاء به خاتم المرسلين عليه
صلوات الله وسلامه، وتذم وتطعن وتشتم وتسب الصدر الأول من أهله، وذلك تحت ستار موالاة آل البيت.
والأمة المحمدية تأبى منهم ذلك فنحن نأبى إلا التوحيد الخالص الجامع لتوحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد
الأسماء والصفات، ونوالي ونحب ونوقر أبا بكر، وعمر وعثمان وعليا، وأمهاتنا أمهات المؤمنين وسائر آل بيت النبي
وسائر صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، ونأبى الطعن فيهم وذمهم ونأبى شتمهم وسبهم، فهل يجديهم شيئا إنكارهم
شخصية ابن سبأ ومحوه من التاريخ؟ لا يجديهم ذلك شيئا.
وهب أننا ألغينا عقولنا، وكذبنا المتواتر وسلمنا لهم بعدم وجود ابن سبأ ولا فرقته، ولا جمعيته السرية في التاريخ
فمن أين جاءوا ب:
١- عقائد( ٢٨٥ ): الإمامة، والوصية، والعصمة، والغيبة، والرجعة، وغيرها من عقائد ما أنزل اللها من سلطان؟
عقائد أوجبواا على الله تعالى أن يعين للبشر إماما، فزعموا أن النبي عين عليا بأمر من الله، وعلي فعل مثله لابنه
بأمر من الله.
وهكذا إلى الثاني عشر الحي الغائب في السرداب.
وأوجبوا على الله تعالى أن يرفع هؤلاء الاثني عشر فوق الأنبياء والرسل ونسبوا إليهم العصمة التي كانت للأنبياء
والرسل، بل وأشركوهم مع الله تعالى في العلم بالغيب، ويدخلون الجنة من يشاءون، ويدخلون النار من يشاءون، إلى
غير ذلك من صفات الألوهية؟؟
٢- ومن أين جاءوا، بتكفير أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة؟ إم لم يمقتوهم ويطعنوا عليهم فحسب بل
نسبوا إليهم الردة بخيانتهم نبيهم في زعمهم بعدم إنفاذ وصيته التي زعموها؟
فمن أين جاءواذا وذاك؟
إن هذا وذاك هما لب القضية.
٢٨٥ ) بعون الله يصير فضح تلك العقائد تباعا في هذا الكتاب. )
- ابن سبأ دعا إلى الطعن في الصحابة، والشيعة طوروا دعوته إلى آلاف الأسفار والكتب والدات والمصنفات
في طعن سلف الأمة، وتكفيرهم ولعنهم ولعن الأمة بأجمعها بكافة الأساليب المتنوعة.
- ابن سبأ ألَّه عليا والشيعة طوروا الأمر، ووصفوا أئمتهم بصفات الألوهية، بل وبزوا ابن سبأ ورفعوا أنفسهم
فوق الألوهية بإيجام على الله تعالى الواجبات.
- إن ابن سبأ لو كان حيا ينظر إلى ما فعله أتباعه الشيعة من تطوير لأفكاره، بمنطقهم وفلسفتهم التي عبئواا
كتبهم لوقف مشدوها مبهورا ولاستصغر نفسه بجانب هذا الابتكار وذاك الابتداع.
خلاصة النشأة
من بطن ابن سبأ نشأت الشيعة
إنه في يوم الجمعة: الثامن عشر من ذي الحجة عام ٣٥ ه( ٢٨٦ ) يوم مصيبة الإسلام الكبرى بمقتل الشهيد
المظلوم، عثمان ذي النورين، أعلى الله مقامه في دار الخلود. في هذا اليوم كانت ولادة الشيعة من بطن ابن سبأ
.( اليهودي المتمسلم ابن السوداء، الذي تظاهر بالإسلام وطلعت الأحداث الدامية على يديه( ٢٨٧
وقد أبعد الشيعة في عدوام على مقام النبوة. حتى زعم أحدهم أن النبي كان شيعيا، ينتمي إلى الشيعة، وأن
الشيعة تكونت في الإسلام بأمره، وأن التشيع ظهر في أيام نبي الإسلام وأنه كان يغذي بأقواله عقيدة التشيع لعلي
وأهل بيته، ويمكنها في أذهان المسلمين، ويأمرا في مواطن كثيرة( ٢٨٨ ). وزعم آخر أن التشيع أصل من أصول
الإسلام، دعا إليه رسول الله كما دعا إلى بقية أركان الدين، وقد نشأ التشيع لعلي في عهد رسول الله( ٢٨٩ ). وقال
.( شيعي ثالث: التشيع ولد أيام النبي، وأن النبي نفسه هو الذي غرسه في النفوس( ٢٩٠
وزعم (مغنية) رابعهم: أن النبي هو الذي بعث عقيدة التشيع وأوجدها ولم يكتف بما زعم، بل رمى أهل السنة
بتهمة ما زعم فقال: (وكما أثبت الشيعة من كتب أهل السنة وأقوالهم، أن النبي هو الذي بعث عقيدة التشيع ودعا
إليها، أثبتوا أيضا من طرق السنة أن النبي أول من أطلق لفظ الشيعة على من أحب عليا وتابعه)، وأضاف الشيعي
(مغنية) قائلا: (ثم قال صاحب تاريخ الشيعة: فكانت الدعوة إلى التشيع لعلي من محمد تمشي جنبا لجنب مع الدعوة
إلى شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وذا يتبين معنى أن المصدر الأول والأخير للشيعة والتشيع هو النبي دون
. ٢٨٦ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٤١٦ )
. ٢٨٧ ) المرجع السابق ج ٤ ص ٣٩٨ )
.٢٩- ٢٨٨ ) "الشيعة في التاريخ" محمد حسين الزين الشيعي دار الآثار بيروت ط ثانية ١٣٩٩ ه ١٩٧٩ م ص ٢٨ )
.٤٥- ٢٨٩ ) "أبو ذر الغفاري" محمد جواد آل الفقيه الشيعي دار الفنون بيروت ص ٤٤ )
. ٢٩٠ ) "هوية التشيع" د/ أحمد الوائلي الشيعي دار الزهراء بيروت ط أولى ١٤٠٠ ه ١٩٨٠ م- ص ٢٧ )
سواه، فإن كان التشيع هو السبب لتمزيق المسلمين وتفريق كلمتهم كما زعم بعض السنة، فالمسئول عن ذلك هو
النبي وحده دون سواه)( ٢٩١ ). انتهى.
هذه مزاعم الشيعة عن نشأم أجمعوا عليها في كتابام ولكن حقيقة أحوالهم تخالف ذلك فالنظر في عقائدهم،
وتمحيص تاريخهم يكذبان زعمهم، وهذا النظر وذلك التمحيص هما موضوع كتابي هذا، وما أقرر من الآن ما يلي:
إن ظهور التشيع إنما ظهر بأفكار (عبد الله بن سبأ) في أواخر خلافة عثمان -رضي الله عنه- عندما زعم ابن سبأ
أن لكل نبي وصي وعلي هو وصي محمد وتسلل إلى أقاليم الخلافة الراشدة يدعو إلى خلع عثمان وتولية علي ويؤلب
الناس على ولاة الخليفة حتى نجح تنظيمه السري في قتل الخليفة.
وساعة القتل ولد التشيع ولم يكن قبل ذلك له أدنى وجود لا في عهد النبي، ولا في عهد أبي بكر، ولا في عهد
عمر. وإنما كانت هناك فترة حمل للجنين الشيعي في باطن ابن سبأ.
بدأت فترة الحمل في باطن اليهودي. في اللحظة التي قرر فيها الرحلة إلى بلاد المسلمين، مع إظهار اعتناقه
للإسلام فتزاوج إسلامه المزعوم مع يهوديته في جماع آثم غير مشروع، وحال الجماع كانت لذة ابن سبأ ومن خلفه
من فصيلته لذة السعي إلى تشويه الإسلام وإفساد دين التوحيد وإثارة الفتنة بين أهله، لذة معاينة دماء المسلمين تراق
بسيوف بعضهم بعضا. وخلال فترة الحمل سفاحا في باطن ابن سبأ، كان الجنين الشيعي ينمو بضم أعضاء جدد إلى
أفكار الحامل ابن سبأ. أمثال: حكيم بن جبلة، والأشتر النخعي، وأشباههم، ينمو ويتغذى بسموم الحبل السري
الواصل بين بطن ابن سبأ وبطون هؤلاء.
حتى إذا اكتمل نمو الجنين (ابن الحرام) جاء المخاض، بزحف فرق البصرة، والكوفة، ومصر، إلى المدينة. حتى إذا
توافدوا، واجتمعوا، وتواطئوا، ودبروا، وتآمروا، وزوروا وانكبوا على الجريمة البشعة كانت ولادة جنينهم الشيعي
المشوه ساعة إراقة الدماء الزكية لذي النورين.
خرج ذلك الجنين المولود سفاحا من بطن ابن سبأ بمعاونة أتباعه خرج إلى الحياة طفلا غريبا دخيلا على بيئة
المسلمين النقية الطاهرة المطهرة.
.٢٠-١٩- ٢٩١ ) "الشيعة في الميزان" محمد جواد مغنية، دار التعارف بيروت ط رابعة ١٣٩٩ ه ١٩٧٩ م ص ١٧ )
وعاش المولود الشيعي على صدر ابن سبأ وفي أحضان أتباعه أياما بالمدينة، وخرج منها على صدور المتواطئين
على قتل عثمان غادر المدينة إلى غير رجعة إلى ساحات قتال المسلمين بعضهم بعضا، يلعق دماءهم.
حمل القتلة السبئية طفلهم الرضيع إلى البصرة وإلى صفين، حيث ولغ ابن سبأ وأتباعه في دماء المسلمين الغالية
وراحوا يرضعون التشيع الذي لم يزل طفلا عاجزا، حال خلافة علي -كرم الله وجهه- راحوا يرضعون طفل التشيع
من ثدي اليهودية على صدر ابن سبأ ومن أثداء الناقمين الحاقدين على قريش والصحابة.
حتى إذا قتل علي -رضي الله عنه- تكلم الطفل الشيعي وصار يكبر ويتطور وكل تنظيم من تنظيمات السبئية
المتتابعة يضيف إلى جسده إضافة جديدة، من اليهودية إضافة، من النصرانية إضافة، من اوسية إضافة، من الزندقة
إضافة، ومن الأساطير إضافة، حتى واجهنا اليوم خليطا من العقائد والأنظمة ما أنزل اللها من سلطان.
الفصل الثاني
عقائد الشيعة الاثني عشرية
تمهيد
حيث إن العصمة الإمامية، هي إحدى عقائد الشيعة الاثني عشرية، بل هي قطب الرحى الذي تدور حوله تلك
العقائد، كما سيتبين خلال بحث الرسالة بمشيئة الله، فإنه ينبغي دراسة العقائد الاثني عشرية، لأا مدخل لازم لفهم
العصمة الإمامية.
وإذا كنا قد تعرفنا على نشأة الشيعة في الفصل السابق بمباحثه الخمسة، وانتهينا إلى اليقين بكون المنشئ المؤسس
هو عبد الله بن سبأ اليهودي المتمسلم الذي بث وأشاع أفكاره الغريبة الدخيلة في دار الإسلام فإنا حال دراستنا
للعقائد الشيعية الاثني عشرية قد وجدنا التطابق التام بين هذه العقائد، وبين تلك الأفكار بما يؤكد التأكيد الجازم
بكون هذا اليهودي المتمسلم هو المؤسس الأول تأكيدا فوق تأكيد وجزما فوق جزم.
لذا رأينا النظر في العقائد الشيعية الاثني عشرية، بإلقاء نظرة على كل عقيدة على حدة، مسبوقة بفكرة المؤسس،
وقد انبنت العقيدة على الفكرة بصياغة العقائد، على أساس أكفار المؤسس.
وقد أكثرنا من عرض النصوص، التي صاغها المتشيعون في عقائدهم العشر، من كتبهم هم، المعتمدة الموثوقة
عندهم وجعلنا كل عقيدة في مبحث خاصا.
كل مبحث في مطلبين اثنين:
نبين في المطلب الأول: فكرة ابن سبأ.
وفي المطلب الثاني نبين: العقيدة الاثني عشرية هكذا في جميع المباحث العشرة، مع تفصيل يناسب كل مبحث.
وتقسيم هذا الفصل الثاني، وزعنا بحثه في المباحث العشرة التالية:
المبحث الأول: الوصية الشيعية الاثنا عشرية.
المبحث الثاني: الإمامية الشيعية الاثنا عشرية.
المبحث الثالث: الولاية الشيعية الاثنا عشرية.
المبحث الرابع: تكفير الأمة.
المبحث الخامس: الرجعة الشيعية الاثنا عشرية.
المبحث السادس: الغيبة الشيعية الاثنا عشرية.
المبحث السابع: المهدية الشيعية الاثنا عشرية.
المبحث الثامن: التقية الشيعية الاثنا عشرية.
المبحث التاسع: المتعة الشيعية الاثنا عشرية.
المبحث العاشر: أصل عقيدة العصمة الشيعية الاثني عشرية.
- فإلى المباحث العشرة سائلين العون من الله تعالى.
المبحث الأول
الوصية الشيعية الاثنا عشرية
نبحث تلك الوصية الشيعية في المطالب الأربعة التالية:
المطلب الأول: فكرة المؤسس ابن سبأ.
المطلب الثاني: بناء عقيدة الوصية على فكرة ابن سبأ.
المطلب الثالث: حديث الغدير الشيعي.
المطلب الرابع: حقيقة قصة الغدير.
المطلب الأول
فكرة المؤسس ابن سبأ
- ابن سبأ قذف بفكرة الوصية نفثة خبيثة من سمومه، سمما عقول عدد كبير ممن اعتنق الإسلام نفاقا، ممن
انضم إلى صفوف المسلمين حاملا لهم العداوة والبغض والحقد.
- كان يقول وهو على يهودية، في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلامذه المقالة: (يوشع بن نون كان وصي
.( موسى، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وآله- في علي -كرم الله وجهه- بمثل ذلك)( ٢٩٢
وقال ابن سبأ: (إنه كان ألف نبي، ولكل نبي وصي، وكان علي وصي محمد، ثم قال: محمد خاتم الأنبياء، وعلي
.( ووثب على وصي رسول الله)( ٢٩٣ ، خاتم الأوصياء، ثم قال بعد ذلك: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله
وقال: (قد أوصى النبي إلى علي بن أبي طالب، فهو أحق بالإمرة)( ٢٩٤ )، أي أن هذا اليهودي المتمسلم هو أول
لعلي بالإمامة من بعده، فهو بزعم ابن سبأ وصي رسول الله وخليفته على أمته من أحدث القول بوصية رسول الله
.( من بعده بالنص ( ٢٩٥
- ثم ترجم أتباع ابن سبأ فكرته إلى عقيدة بصياغة وافتعال أحداث وأحاديث متنوعة حول وصية مزعومة مع
تزوير ما افتعلوه على ألسنة أهل البيت.
- وقد أحسن ابن تبمية -رحمه الله- وصف ذلك بقوله: (الرافضة تنتحل النقل من أهل البيت لما لا وجود له.
وأصل من وضع ذلك لهم زنادقة، مثل رئيسهم الأول عبد الله بن سبأ، الذي ابتدع لهم الرفض، ووضع لهم أن النبي
٢٩٢ ) "فرق الشيعة" الحسن بن موسى النوبختي - الشيعي - ص ٢٢ ، "رجال الكشي" لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز )
. الكشي - الشيعي - ص ١٠١
.٣٤١ - ٢٩٣ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤٠ )
٢٩٤ ) "البداية والنهاية" ابن كثير ج ٧ - ص ١٦٧ وما بعدها. )
.٣٥٧- ٢٩٥ ) "الخطط المقريزية" المقريزي ج ٢ ص ٣٥٦ )
نص على علي بالخلافة، وأنه ظلم منع حقه، وقال: إنه كان معصوما، وغرض الزنادقة بذلك التوسل إلى هدم
.( الإسلام، ولهذا كان الرفض باب الزندقة والإلحاد)( ٢٩٦
فلننظر كيف صاغ الأتباع فكرة الوصية وجعلوها من أمهات العقائد الشيعية.
فإلى معاينة تطابق فكرة المؤسس مع عقيدة التشيع في المطلب الثاني.
. ٢٩٦ ) "الفتاوى" ج ٢٢ - ص ٣٦٧ )
المطلب الثاني
بناء عقيدة الوصية على فكرة ابن سبأ
أولا: عمد الأتباع، مصممو العقائد الشيعية، إلى آية بينة من كتاب الله تعالى يحرفوا عن معناها، وعن
مضموا، كدأم في جميع أدلة عقائدهم دون استثناء، آية ليس لها بدعواهم صلة، لا من قريب ولا من بعيد، فليس
بينها وبين علي بن أبي طالب أدنى مناسبة.
عمدوا إلى قوله تعالى: ﴿يا َأيها الرسولُ بلِّغْ ما ُأنزِلَ ِإَليك من ربك وِإنْ َلم تفْعلْ فَما بلَّغت رِساَلته واللَّه
.[ يعصمك من الناسِ ِإنَّ اللَّه َلا يه دي الْقَوم الْكَافرِين﴾ [المائدة: ٦٧
.( وافتعلوا حولها قصة الوصية الموضوعة. قصة (غدير خم) المصنوعة( ٢٩٧
ثانيا: وقبل عرض بعض عجائب القصة الشيعية، ينبغي علينا لمس المعنى الواضح للآية:
١- قد وردت في سياق بيان حال أهل الكتاب من اليهود والنصارى وكشف الانحراف فيما يعتقدون، وكشف
السوء فيما يصنعون، في تاريخهم كله، وبخاصة اليهود.
إذ إن الآيات قبلها مباشرة: ﴿وقَاَلت الْيهود يد اللَّه مغلُوَلةٌ غُلَّت َأيديهِم وُلعنوا ِبما قَاُلوا بلْ يداه مبسوطَتان ينفق
كَيف يشاءُ وَليزِيدنَّ كَثيرا منهم ما ُأنزِلَ ِإَليك من ربك طُغيانا وكُفْرا وَألْقَينا بينهم الْعداوةَ والْبغضاءَ ِإَلى يومِ الْقيامة
كُلَّما َأوقَدوا نارا للْحربِ َأطْفَأَها اللَّه ويسعونَ في الْأَ رضِ فَسادا واللَّه َلا ي حب الْمفْسِدين * وَلو َأنَّ َأهلَ الْكتابِ آمنوا
واتقَوا َلكَفَّرنا عنهم سيَئاتهِم وَلأَدخلْناهم جنات النعيمِ * وَلو َأنهم َأقَاموا التوراةَ والإِنجِيلَ وما ُأنزِلَ ِإَليهِم من ربهِم
.[٦٦ - لأكَلُوا من فَوقهِم ومن تحت َأرجلهِم منهم ُأمةٌ مقْتصدةٌ وكَثير منهم ساءَ ما يعملُو َ ن﴾ [المائدة: ٦٤
والآية بعدها مباشرة: ﴿قُلْ يا َأهل الْكتابِ َلستم علَى شيءٍ حتى تقيموا التوراةَ والْإِنجِيلَ وما ُأنزِلَ ِإَليكُم من
.[ ربكُم وَليزِيدنَّ كَثيرا منهم ما ُأنزِلَ ِإَليك من ربك طُغيانا وكُفْرا فَلَا تأْس علَى الْقَومِ الْكَافرِين﴾ [المائدة: ٦٨
. ٢٩٧ ) انظر: "منهاج السنة النبوية" لابن تيمية - ج ٤ من ص ٩ إلى ص ١٥ )
٢- وسياق بيان حال أهل الكتاب ليس في تلك الآيات الثلاث السابقة وهذه الآية اللاحقة فحسب، بل بدأ
السياق قبل ذلك من قوله تعالى: ﴿يا َأيها الَّذين آمنوا َلا تتخذُوا الْيهود والنصارى َأولياءَ بعضهم َأولياءُ بعضٍ ومن
.[ يتولَّهم منكُم فَإِنه منهم ِإنَّ اللَّه َلا يه دي الْقَوم الظَّالمين﴾ [المائدة: ٥١
والجماعة المسلمة، وواجب ٣- وهكذا مضى السياق في تقرير نوع العلاقة، بين أهل الكتاب وبين الرسول
الرسول في تعامله معهم، وواجب المسلمين ذلك إلى تقرير حقائق أساسية ضخمة في أصول التصور الاعتقادي، وفي
أصول النشاط الحركي للجماعة المسلمة، تجاه المعتقدات المنحرفة وتجاه المنحرفين.
وكلفه تبليغ ما أنزل إليه من ربه، كل ما أنزل إليه، لا يستبقي منه شيئا ، ٤- لقد نادى الله سبحانه الرسول
ولا يؤخر منه شيئا، مراعاة للظروف والملابسات، أو تجنبا للاصطدام بأهواء الناس وواقع اتمع، وإن لم يفعل فما
تبليغه: أن يجابه أهل الكتاب بأم ليسوا على شيء حتى يقيموا يكون قد بلغ ومن هذا الذي كلف الرسول
التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من رم، وهكذا، قاطعة، جازمة، صريحة، جاهرة، وأن يعلن كذلك كفر اليهود
بنقضهم الميثاق وقتلهم الأنبياء وكفر النصارى بقولهم: إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم وقولهم: إن الله ثالث ثلاثة،
كما يعلن أن المسيح -عليه السلام- أنذر بني إسرائيل عاقبة الشرك وتحريم الله الجنة على المشركين، وأن بني إسرائيل
.( لعنوا على لسان داود وعيسى ابن مريم، بعصيام وعدوام( ٢٩٨
٥- فالذي يبدو واضحا من السياق، قبل هذا النداء وهذا التكليف: ﴿يا َأيها الرسولُ بلِّغْ ما ُأنزِلَ ِإَليك من
ربك﴾ الآية- أن المقصود به مباشرة هو مواجهة أهل الكتاب بحقيقة ما هم عليه، وبحقيقة صفتهم التي يستحقوا بما
هم عليه، ومواجهتهم بأم ليسوا على شيء، ليسوا على شيء من الدين ولا العقيدة ولا الإيمان، ذلك أم لا يقيمون
التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من رم، ومن ثم فلا شيء مما يدعونه لأنفسهم، من أم أهل كتاب وأصحاب عقيدة
.( وأتباع دين( ٢٩٩
. ٢٩٨ ) "في ظلال القرآن" سيد قطب - ج ٢ - ص ٩٣٧ )
. ٢٩٩ ) "المرجع السابق" ج ٢ ص ٩٣٨ )
٦- وفوق وضوح دلالة السياق، وضوح دلالة النص، فقد جاءت التفاسير بما مضمونه( ٣٠٠ )، ﴿يا َأيها الرسولُ
بلِّغْ ما ُأنزِلَ ِإَليك من ربك﴾ نداء تشريف وتعظيم ناداه تعالى بأشرف الأوصاف، بالرسالة الربانية، أي بلغ رسالة
ربك غير مراقب أحدا ولا خائف أن ينالك مكروه، ﴿وِإنْ َلم تفْعلْ فَما بلَّغت رِساَلته﴾. قال ابن عباس: المعنى بلغ
جميع ما أنزل إليك من ربك، فإن كتمت شيئا منه فما بلغت رسالته، وهذا تأديب لحملة العلم من أمته ألا يكتموا
شيئا من أمر شريعته، ﴿واللَّه يعصمك من الناسِ﴾؛ أي يمنعك من أن ينالوك بسوء، قال الزمخشري: هذا وعد من الله
كان بالحفظ والكلاءة، والمعنى: والله يضمن لك العصمة من أعدائك، فما عذرك في مراقبتهم؟ روي أن رسول الله
يحرس حتى نزلت، فأخرج رأسه من قبة أدم وقال: انصرفوا أيها الناس، فقد عصمني الله -عز وجل- ﴿ِإنَّ اللَّه َلا
يه دي الْقَوم الْكَافرِين﴾؛ أي إنما عليك البلاغ، والله هو الذي يهدي من يشاء، فمن قضي له بالكفر لا يهتدي أبدا.
ثالثا: إلا أن أتباع اليهودي، تنكروا لهذا الوضوح، في محاولة التدليل على فكرة رئيسهم، فراحوا يعبثون بكلام
الله تعالى، محرفين له عن موضعه فكانت منهم صياغة مزورة، عنعنوها إلى لسان محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
٥١٤ ، وانظر: "تفسير / ٢٤٢ ، "الكشاف" ١ / ٣٠٠ ) انظر: "صفوة التفاسير" محمد علي الصابوني ج ١ ص ٣٥٥ ، "القرطبي" ٦ )
القرآن العظيم" لابن كثير ج ٢ - ص ٧١ ،٧٠ ،٦٩ ، وانظر: "تفسير المنار" لمحمد رشيد رضا ج ٦- ص ٤٦٣ و ٤٧٤ ، وانظر:
"التفسير الكبير" للإمام الفخر الرازي -ج ١٢ - من ص ٤٨ إلى ٥٠ حيث أكد ما وضحناه، وعدد ما جاء عن المفسرين في سبب
نزول الآية في عشرة أوجه، قال بعدها: واعلم أن هذه الروايات وإن كثرت إلا أن الأولى حمله على أنه تعالى آمنه من مكر
اليهود والنصارى، وأمره بإظهار التبليغ من غير مبالاة منهم، وذلك لأن ما قبل هذه الآية بكثير، وما بعدها بكثير، لما كان
كلاما مع اليهود والنصارى امتنع إلقاء هذه الآية الواحدة في البين على وجه تكون أجنبية عما قبلها وبعدها. انتهى ص ٥٠ . لكن
التزوير الشيعي سكت عن قول الرازي هذا؛ ليوهم بأن الرازي ممن قال بأن الآية نزلت في فضل علي، والرازي السني لم يقل
أا في فضل علي، فلا علاقة بين الآية وبين علي. انظر: "التفسير الكاشف" محمد جواد مغينة - دار العلم للملايين، بيروت ط
ثالثة ١٩٨٠ ج ٣ - ص ٩٨ حيث قال الشيعي مغنية: (وقال جماعة من السنة إن الآية نزلت في فضل علي بن أبي طالب، لا
في خلافته، ونقل هذه القول الرازي) انتهى.
نعم، نقل الرازي قول الشيعة كوجه عاشر من أوجه أسباب النزول حيث قال: (العاشر نزلت الآية في فضل علي بن أبي
طالب، ولما نزلت هذه الآية أخذ النبي بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه)، ثم أتبع ذلك مباشرة بما ذكرناه عاليه
معترضا علي قول الشيعة، لكن المفسر الشيعي سكت وأخفى عمدا وتدليسا قول الرازي النافي لقول الشيعة، وليوهم بأن الرازي
على رأيهم، خلافا للحقيقة.
أبي طالب، أي إلى من جعلوه إمامهم الخامس وأطلقوا تسمية: (حديث الغدير) على ما نسبوه إلى لسان هذا المظلوم
.( الأول من مظلومي الغدير( ٣٠١
ونظرا لطول الوضع الممل، حيث سطر المدعو: الطبرسي-الشيعي- كلامهم الموضوع، في تسع عشرة صفحة،
من كتابه "الاحتجاج" لذا نعرض حديث الغدير الشيعي على فقرات حتى يسهل تحليل كل فقرة على حدة مع
.( تركيزنا على مقاصد القوم( ٣٠٢
٣٠١ ) لا يهم في كتابي هذا تتبع العنعنة التي ألفها الشيعة أهل التزوير، والتي قلدوا فيها أهل السنة والجماعة، للإيهام بكون )
تزويرام صادرة عن لسان أحد أعلام الإسلام، من الصحابة أو من أهل البيت، أو عن لسان النبي نفسه أو جبريل. فنحن في
غنى عن تتبع زعم سند حديث الغدير الموضوع، الذي حشروا في سنده اثني عشر اسما عن "عن عن..." ليصلوا إلى لسان الإمام
أبي جعفر محمد الباقر الذي جعلوه معصومادف تصديق ما يضعون على لسانه، ويكفينا ما في متن الموضوع من بطلان فاضح.
٣٠٢ ) بلغ حرص هؤلاء القوم في إثبات باطلهم، حول وصية مزعومة، إلى إخراج كتاب بعنوان: "الغدير في الكتاب والسنة والأدب" )
تأليف الشيعي عبد الحسين أحمد الأميني النجفي، عني بنشره حسن إيراني بدار الكتاب العربي بيروت ط خامسة ١٤٠٣ ه
١٩٨٣ م في تسعة مجلدات.
المطلب الثالث
حديث الغدير الشيعي
في فقرة أولى منه:
قال الشيعة: (عن أبي جعفر محمد بن علي -عليه السلام- أنه قال: حج رسول الله -صلى الله عليه وآله- من
المدينة، وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبريل -عليه السلام- فقال له: يا محمد، إن الله جل اسمه
يقرئك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبيا ولا رسولا من رسلي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي
عليك من ذاك فريضتان مما تحتاج أن تبلغهما قومك: فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخلي
أرضي من حجة ولن أخليها أبدا. فنادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الناس: ألا إن رسول الله
يريد الحج فخرج -صلى الله عليه وآله- وخرج معه الناس، وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحجم،
وبلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعون ألف إنسان أو يزيدون، على نحو عدد
أصحاب موسى السبعين ألف الذي أخذ عليهم بيعة هارون، فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول
الله -صلى الله عليه وآله- البيعة لعلي بالخلافة على عدد أصحاب موسى، فنكثوا البيعة، واتبعوا العجل والسامري،
.( سنة بسنة ومثلا بمثل) انتهى( ٣٠٣
١- أتباع اليهودي وأولياؤه، يشبهون الأمة المحمدية المرحومة بأمة اليهود الملعونة… أتباع اليهودي وأولياؤه
يفترون ويطعنون في أفضل من مشى على أرض الله بعد الأنبياء والمرسلين…أتباع اليهودي وأولياؤه يحرفون ما
وصفهم به كتاب الله في قوله تعالى: ﴿ِإنَّ الَّذين اتخذُوا الْعجلَ سيناُلهم غَضب من ربهِم وذلَّةٌ في الْحياة الدنيا
.[ وكَذَلك نجزِي الْمفْترِين﴾ [الأعراف: ١٥٢
٣٠٣ ) "الاحتجاج" تأليف أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي - الشيعي، تعليقات وملاحظات السيد محمد باقر )
الخراسان - الشيعي، مؤسسة النعمان بيروت ج ١ ص ٦٨ ، وهذا الكتاب عند الشيعة الإمامية موضع اعتماد الأعلام والباحثين
الشيعة، فالثقة الكبيرة التي يتمتعا مؤلف الكتاب عندهم زرعت في نفوسهم الاعتماد عليه والنقل عنه دون تمحيص وتحقيق
وتدقيق في إسناد الأخبار والأحاديث على حد تعبير محمد بحر العلوم الشيعي في مقدمة الكتاب ص و ز، والطبرسي مجهول سنة
الولادة والوفاء، ويرجحون أنه كان بين القرن الخامس والسادس الهجري ص أ، ب، والطبرسي نسبة إلى طبرستان.
هؤلاء المغضوب عليهم، يفترون ويرمون سلفنا الصالح، بنكث بيعة معدومة، واتباع عجل اليهود، وسامري
.( اليهود،دف رد الذم القرآني للعصيان والعدوان اليهودي، إلى صدر خير أمة أخرجت للناس( ٣٠٤
٢- ثم لا يخفي اللمز والرمز الآثم، الذي تعارف عليه أتباع اليهودي وأولياؤه ومن تبعهم ممن تسموا باسم الشيعة
أبي ، اللمز والرمز الخارج على جميع الآداب البشرية في إطلاقهم لفظ العجل ولفظ السامري على وزيري الرسول
بكر وعمر -رضي الله عنهما- مما يؤكد لنا هدف تشويه السلف الذي ستريده بيانا بعون الله ضمن أهداف العصمة
الشيعية.
٣- أما الحجة، فحسبنا كتاب الله، المعين الذي لا ينضب، المعجز الباقي إلى يوم الدين، لا يخلي الله تعالى أرضه
منه أرضا. وتجسيم الشيعة حجة الله في بدن إمام، مردود بكون الإمام ميت، ﴿كُلُّ من علَيها فَان * ويبقَى وجه ربك
.[٢٧ - ذُو الْجلاَلِ والإِكْراِم﴾ [الرحمن: ٢٦
فمن وجه ربي كلامه غير المخلوق، لكونه صفة من صفات الخالق كلام الله في كتابه هو الحجة، دون الخلق
أجمعين وما إصرار الشيعة على تنصيب حجة بشرية إمامية إلا لتدمير كتاب الله الحجة الحق، بلسان من نصبوه إماما،
بما يؤلفونه ويضعونه على لسانه من كذب وزور وتان، ولذلك عودة لمزيد البيان.
٤- وهل يليق بمن عدوه حجة خامسة محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أحد أفراد الذرية الطاهرة
والنسل الشريف، أن يشبه أمة جده المصطفى عليه صلاة الله وسلامه، بأمة اليهود سنة بسنة ومثلا بمثل؟ وهل ينطلي
علينا أن الحفيد المبارك باقر العلم أبا جعفر الصادق بن علي زين العابدين قد لمز وزيري جده بتلك التسمية الآثمة؟
٥- وهل يخفى على الباقر ما تواتر عن جده الخليفة الراشد علي بن أبي طالب من الوجوه الكثيرة أنه قال على
منبر الكوفة، وقد أسمع من حضر: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر). وبذلك أجاب محمد بن الحنفية، فيما
.( رواه البخاري في صحيحه وغيره من علماء الملة الحنيفية ( ٣٠٥
٣٠٤ ) انظر: ما قصه القرآن الكريم عن عجل اليهود وسامريهم في الآيات من ١٤٨ إلى ١٥٢ من سورة الأعراف، حيث وصمهم )
الله تعالى بالظلم والضلال وببئس الأخلاف لنبيهم وبالافتراء وبكوم أذلة مغضوب عليهم، وكذلك في الآيات من ٨٣ إلى ٩٨
حيث اتخذوا العجل إلها بإغواء السامري اليهودي.
. ٣٠٥ ) "منهاج السنة النبوية" ابن تيمية - ج ١ - ص ٣ )
في فقرة ثانية:
قال الشيعة: (فلما وقف بالموقف، أتاه جبرئيل -عليه السلام- عن الله -عز وجل- فقال: يا محمد، إن الله -عز
وجل- يقرئك السلام ويقول لك: إنه قد دنى أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص، فاعهد
عهدك وقدم وصيتك، واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك، والسلاح والتابوت، وجميع ما
عندك من آيات الأنبياء فسلمه إلى وصيك وخليفتك من بعدك، حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب عليه
السلام، فأقمه للناس علما، وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم،
وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب -عليه السلام-
فإني لم أقبض نبينا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني وحجتي وإتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك
كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته، وذلك أني لا أترك أرضي بغير ولي ولا قيم
ليكون حجة لي على خلقي، فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، بولاية
وليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، علي عبدي ووصي نبيي والخليفة من بعده، وحجتي البالغة على خلقي، مقرون طاعته
بطاعة محمد نبيي، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي، من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، جعلته
علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك بيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته
دخل الجنة، ومن لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمد عليا، وخذ عليهم البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم الذي
.( واثقتهم عليه، فإني قابضك إليَّ ومستقدمك علي) انتهى( ٣٠٦
- وهكذا يزور أتباع اليهودي وأولياؤه، إرادة جمعيتهم الخفية، ليس على لسان النبي وجبريل ومحمد الباقر
فحسب، بل يفترون تتريلها من لدن رب العزة -تبارك وتعالى- بذاك الأسلوب الركيك الغريب المتنافي مع أسلوب
التتريل الحكيم وقد قصدت نقل الفقرة بكاملها، كعينة من الآلاف المصنوعة، بمصنع التزوير الشيعي.
- ثم بعد صياغتهم هذه، وما جاءا من تكرار وتأكيد، لأمر وصية مزعومة واستخلاف مجهول، مع زخارف
توريث آيات الأنبياء وتابوت بعهد وميثاق وبيعة، وإقامة عليم وسيط قيم ولي حجة بين الخالق والمخلوقين، إلى غير
ذلك من زخرف القول غرورا وتغريرا جاء أتباع اليهودي وأولياؤه بأبلغ الإساءة لنبينا محمد عليه صلاة الله وسلامه.
. ٣٠٦ ) "الاحتجاج" الطبرسي - الشيعي ج ١ ص ٦٩ )
في فقرة ثالثة:
قال الشيعة: (فخشي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من قومه وأهل النفاق والشقاق، أن يتفرقوا
ويرجعوا إلى جاهلية، لما عرف من عداوم، ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي من العداوة والبغضاء، وسأل جبرئيل أن
يسأل ربه العصمة من الناس، وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن الله جل اسمه، فأخر ذلك إلى أن بلغ
مسجد الخيف فأتاه جبريل -عليه السلام- في مسجد الخيف، فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس يهتدون
به، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد، حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة، فأتاه جبرئيل وأمره
بالذي أتاه فيه من قبل الله ولم يأته بالعصمة. فقال: يا جبرئيل، إني أخشى قومي أن يكذبوني، ولا يقبلوا قولي في علي
عليه السلام، فسأل جبرئيل كما سأل، بترول آية العصمة فأخره ذلك فرحل. فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة
أميال، أتاه جبرئيل عليه السلام، على خمس ساعات مضت من النهار، بالزجر والانتهار، والعصمة من الناس فقال: يا
محمد، إن الله -عز وجل- يقرئك السلام ويقول لك: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي وإن لم
.( تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) انتهى( ٣٠٧
- بئس القوم الذي ينسبون إلى نبيهم المرسل، تأخير البلاغ والتلكؤ والتردد في تنفيذ أمر ربه، خوفا من الناس،
بئس القوم الذين يصفون نبيهم بالتسويف والمماطلة، والاشتراط على ربه لحمايته، قبل تنفيذ أمره وإبلاغ رسالته،
بئس القوم الذين يفترون على نبيهم مراجعة ربه مرات، خوفا وفرطا، حتى يأتيه الزجر والانتهار.
بالمدينة، وقد أطلق - فأولا: يترل جبريل -عليه السلام- بالأمر أمر الحج والولاية والخلافة على النبي
الوضاعون على الولاية والخلافة لفظ الفريضة، مع فريضة الحج سواء، ورغم صدور أمر بإبلاغ الفريضتين إلى الناس،
إلا أن الرسول يخفي فريضة الولاية والخلافة، طوال الطريق من المدينة إلى الموقف؛ أي إلى وقفة عرفات، وفي زعم
فضلا عن إساءة التعليل الشيعي، بحصر سبب تأخير الإخفاء هذا طوال هذا الطريق: الإساءة الأولى ضد رسول الله
البلاغ، في كون الصحابة أهل نفاق وشقاق، تنطوي أنفسهم على العداوة والبغضاء لعلي بن أبي طالب وفي ذلك
. ٣٠٧ ) المرجع السابق -ج ١ - ص ٧٠ ،٦٩ )
ومخالفة لما مدح الله به رسوله وأصحابه في قوله تعالى: ﴿محمد رسولُ اللَّه والَّذين معه َأشداءُ علَى ازدراء بالنبي
.(٣٠٨)[ الْكُفَّارِ رحماءُ بينهم﴾ [الفتح: ٢٩
حال الوقوف بعرفات بذات الأمر المؤكد الموثق المعهود وثانيا: يعاود جبريل عليه السلام الترول إلى النبي
المكرر بصيغة طويلة مطولة مع تحريف آية قرآنية في قوله تعالى: ﴿الْيوم َأكْملْت َلكُم دينكُم وَأتممت علَيكُم ِنعمتي
٣٠٩ ). حرفها الوضاعون أتباع اليهودي وأولياؤه بإضافة: (بولاية وليي ومولى )[ و رضيت َلكُم الْإِسلَام دينا﴾ [المائدة: ٣
كل مؤمن ومؤمنة، علي عبدي ووصي نبيي والخليفة من بعده) إلى آخر التزوير الطويل المطول الذي زوروه على الله،
تعالى الله عن تزوير المزورين ورغم إعادة إصدار الأمر بذلك التفصيل الممل في عرفات، إلا أن الرسول يخشى قومه،
ولا يمتثل لأمر ربه، فلا يقوم بالبلاغ، سائلا جبريل سؤال ربه العصمة له من الناس. ومن هؤلاء الناس؟ إم أهل
القرن الأول خير القرون، السلف الصالح ومن دخل في دين الله أفواجا، بعدما جاء نصر الله والفتح، هؤلاء يصفهم
أتباع اليهودي وأولياؤه، بكوم أهل النفاق والشقاق، المنطوية أنفسهم على العداوة والبغضاء، لعلي بن أبي طالب،
وكأن علي بن أبي طالب ليس منهم، وكأنه ليس متآلفا مع جماعتهم ولا يأتي جبريل بالعصمة، فلا يقوم الرسول
فضلا عن الإساءة المتشعبة ضد سلف الأمة، بالبلاغ في الموقف، وفي تلك التهمة: الإساءة الثانية ضد رسول الله
وضد علي بن أبي طالب، وضد كلام الله، وضد رسول الوحي، بل ضد من أنزل الكتاب وبعث الرسول، تعالى الله
عن إساءات أهل الوصية المعدومة.
وثالثا: في مسجد الخيف (بمنى) بعد الإفاضة في أيام التشريق، يترل جبريل للمرة الثالثة، بالأمر نفسه: إقامة علي
علما للناس يهتدون به بولاية العهد له بالخلافة ونظرا لأن جبريل لم يأت بالعصمة المطلوبة المشروطة، فإن النبي لم
. يمتثل هنا في (منى) كذلك، فامتنع عن تنفيذ أمر ربه في زعم الصياغة الشيعية في الإساءة الثالثة ضد رسول الله
٣٠٨ ) انظر: "رسالة في الرد على الرافضة" تأليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب، تحقيق الدكتور ناصر بن سعد الرشيد، مركز البحث )
العلمي وإحياء التراث الإسلامي، مكة المكرمة ط ثانية بإشراف دار المأمون التراث ١٤٠٠ ه- ص ٨ ،٧ ،٦ ، تحت عنوان:
مطلب الوصية بالخلافة حيث قبح الشيخ كذب الشيعة والإساءة إلى النبي وإلى علي.
وهو واقف بعرفة قبل يوم الغدير بسبعة أيام، ثم لبس فيها دلالة على علي رضي الله ، ٣٠٩ ) ثبت أن الآية نزلت على الرسول )
، عنه بوجه، ولا على إمامته. انظر: "المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال" للذهبي - ص ٤٢٥
. وكذا "منهاج السنة النبوية" لابن تيمية - ج ٤ ص ١٧ ،١٦ ،١٥
ورابعا: في طريق العودة من مكة إلى المدينة، في موضع يقال له (كراع الغميم) يترل جبريل يأمر النبي للمرة
الرابعة بالذي أتاه فيه من قبل الله، ولم يأته بالعصمة المشروطة من قبل النبي، الذي كرر إبداء خشية من قومه وكرر
طلب العصمة، رافضا البلاغ بحجة التكذيب وعدم قبول قوله في تعيين علي للخلافة، مماطلا في تنفيذ أمر ربه المتكرر
للمرة الرابعة. في النص الشيعي، المسيء ضد رسول الله
وخامسا: بعد جزء آخر من طريق العودة عند موضع يقال له: (غدير خم) يترل جبريل على النبي بالزجر
للمرة الرابعة. وهذا التعبير المسيء هو خلاصة الإساءات والانتهار، على حد التعبير الشيعي المسيء ضد رسول الله
لحساب وصية استخلاف شيعية ما الشيعية في حديث الغدير الشيعي الهادف إلى تشويه السلف وتشويه سيرة النبي
أنزل اللها من سلطان. هذا مع شناعة التحريف لقوله تعالى: ﴿يا َأيها الرسولُ بلِّغْ ما ُأنزِلَ ِإَليك من ربك وِإنْ َلم
.[ تفْعلْ فَما بلَّغت رِساَلته واللَّه يعصمك من الناسِ﴾ [المائدة: ٦٧
تحريفا معنويا بتلبيسها مع (غدير خم)، وتحريفا لفظيا بشناعة القول الشيعي: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك
من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس). بإضافة (في علي) وعلي -كرم الله
وجهه- أول من يتبرأ ممن حرف كلام الله، ليعطي له ما ليس له بحق، ممن صاغ فكرة وصية ابن سبأ في غدير خم.
المطلب الرابع
حقيقة قصة الغدير
- هذه هي فكرة ابن سبأ عن الوصية، ثم بناء العقيدة الشيعية على فكرته، بصفته المؤسس للشيعة الإمامية، وهو
ما يهمنا إثباته والتركيز عليه في استعراضنا لعقائد الشيعة، في هذا الفصل الثاني.
- ونجد من المفيد، قبل انتقالنا إلى عقدة شيعية أخرى مع فكرا السبئية، أن نعرض أصل حقيقة قصة الغدير، التي
اختلستها الشيعة وحورا، ولبستا آية قرآنية، حرفتها ابتغاء التدليلا على فكرة المؤسس الأول ابن سبأ.
في السيرة النبوية لابن كثير:
خطب بمكان بين مكة والمدينة، مرجعه من حجة الوداع ١- فصل في إيراد الحديث الدال على أن النبي
قريب من الجحفة يقال له: (غدير خم). فبين فيها فضل علي بن أبي طالب، وبراءة عرضه، مما كان تكلم فيه بعض
من كان معه بأرض اليمن، بسبب ما كان صدر منه إليه من المعدلة، التي ظنها بعضهم جورا وتضييقا وبخلا والصواب
.( كان معه في ذلك( ٣١٠
٢- قال محمد بن إسحاق، في سياق حجة الوداع بسنده عن ابن ركانة قال: (لما أقبل علي من اليمن، ليلقى
بمكة، تعجل إلى رسول الله واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه، فعمد ذلك الرجل رسول الله
فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي، فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم، فإذا عليهم الحلل، قال:
ويلك ما هذا؟ قال: كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس. قال: ويلك انزع قبل أن تنتهي به إلى رسول الله
.( قال: فانتزع الحلل من الناس فردها في البز. قال: وأظهر الجيش شكواه لما صنعم)( ٣١١ .
٧٧٤ ه - دار المعرفة بيروت- تحقيق مصطفى عبد الواحد - ٣١٠ ) "السيرة النبوية" للإمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير ٧٠١ )
. ١٣٩٥ ه - ١٩٧٦ م - ج ٤ - ص ٤١٤
٣١١ ) المرجع السابق - ج ٤ - ص ٤١٥ وسند ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمره، عن يزيد بن )
طلحة بن يزيد بن ركانة.
٣- وقال الإمام أحمد بإسناده: (عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت فيه جفوة، فلما قدمت على رسول
ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: الله
.( بلى يا رسول الله. قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه)( ٣١٢
٤- (ولهذا لما تفرغ -عليه الصلاة والسلام- من بيان المناسك ورجع إلى المدينة، بين ذلك في أثناء الطريق،
فخطب خطبة عظيمة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عامئذ العاشر الهجري وكان يوم الأحد (بغدير خم) تحت
شجرة هناك، فبين فيها أشياء، وذكر من فضل علي وأمانته وعدله وقربه إليه ما أراح به ما كان في نفوس كثير من
.( الناس منه مع إعلامنا أنه لا حظّ للشيعة فيه، ولا متمسك لهم ولا دليل)( ٣١٣
إنصافا ، - إذن فواقعة حلل اليمن، وما اعتبره الجند جفوة من القائد، هما أصل وحقيقة ما قاله رسول الله
لقائد حملته اليمنية. وقد تناثر حوله اللغط من جند الحملة، حال عودم ضمن ركب الحجيج، العائد من حجة
الوداع.
- خلاف بشري بين اجتهاد القائد، الذي أراد تقديم جميع بضاعة الحملة بين يدي الرسول القائد الأعلى،
ليتصرف فيها بما يراه، وبين اجتهاد أعضاء الحملة، الذين رغبوا التجمل ببعض مغانم الحملة المشاركين فيها.
٤١٦ - وسند الإمام أحمد: حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن - ٣١٢ ) المرجع السابق - ج ٤ - ص ٤١٥ )
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة، وكذا رواه النسائي عن أبي داود الحراني، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الملك
. بن أبي غنية بإسناده نحوه، وهذا إسناد جيد قوي رجاله كله ثقات ص ٤١٦
٣١٣ ) المرجع السابق -ج ٤- ص ٤١٤ ، وقال ابن كثير في نفس الصفحة: (وقد اعتنى بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير )
الطبري- صاحب التفسير والتاريخ، فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه، وساق الغث والسمين والصحيح والسقيم، على
ما جرت به عادة كثير من المحدثين يوردون ما وقع لهم في ذلك الباب، من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه، وكذلك الحافظ
الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة) انتهى. مما يدعم ويؤازر أحد أعلام العصر الذين فهموا حقيقة
١٣٨٩ ه الذي قال: (إذا بدأ المشتغلون بتاريخ الإسلام من أفاضل - الشيعة، ألا وهو محب الدين الخطيب -رحمه الله- ١٣٠٣
المسلمين، في تمييز الأصيل عن الدخيل من سيرة هؤلاء الأفاضل العظماء، فإم ستأخذهم الدهشة لما اخترعه إخوان أبي لؤلؤة
وتلاميذ عبد الله بن سبأ واوس، الذين عجزوا عن مقاومة الإسلام وجها لوجه في قتال شريف، فادعوا الإسلام كذبا، ودخلوا
قلعته مع جنوده خلسة، وقاتلوهم بسلاح التقية، بعد أن حولوا مدلولها إلى النفاق، فأدخلوا في الإسلام ما ليس منه، وألصقوا
٥ وها نحن تأخذنا الدهشة من - بسيرة رجاله ما لم يكن فيها ولا من سجية أهلها) انظر: تصدير "العواصم من القواصم" ص ٤
بناء الوصية الشيعية على فكرة نفثها ابن سبأ، بل بناء جميع العقائد الشيعية على أفكار ذلك اليهودي المؤسس.
- فما بال الشيعة: يركبون وقائع التاريخ الإسلامي، ويتلاعبونا عوجا، لتدعيم أفكار زعيمهم؟ إذ لا محل
لإيقاع آية قرآنية على تلك الواقعة، مع تحريف الآية معنى ولفظا، إلا لاختلاق وصية ما أنزل اللها من سلطان. وهو
تحريف واختلاق مردود لما يلي:
أولا: الحديث الشريف: (من كنت مولاه فعلي مولاه) لا يدل على ولاية السلطة التي هي الإمامة أو الخلافة، ولم
يستعمل هذا اللفظ في القرآنذا المعنى، بل المراد بالولاية فيه: ولاية النصرة والمودة، التي قال الله تعالى فيها في كل
من المؤمنين والكافرين: ﴿بعضهم َأولياءُ بعضٍ﴾( ٣١٤ ) [التوبة: ٧١ ]. ومعناه. من كتب ناصرا له ومواليا له، فعلي له
فينصر من ينصر ، ناصر وموالي، أو من والاني ونصرني فليوال عليا وينصره، وحاصل معناه: أنه يقفو أثر النبي
النبي، وعلى من ينصر النبي أن ينصره، وهذه مزية عظيمة، وقد نصر -كرم الله وجهه- أبا بكر وعمر وعثمان
ووالاهم.
فالحديث ليس حجة على من والاهم مثله من أهل السنة والجماعة، بل حجة له على من يبغضهم ويتبرأ منهم،
أي حجة للسنة ضد الشيعة، وليس العكس، فهو لا يدل على الإمامة، بل يدل على نصره إماما ومأموما، ولو دل
.( على الإمامة عند الخطاب، لكان إماما مع وجود النبي، ولم يقل أحد بذلك( ٣١٥
ثانيا: ثم إننا نجزم بأن مسألة الإمامة، لو كان فيها نصا من القرآن أو الحديث لتواتر واستفاض، ولم يقع فيها ما
وذكرهم بنص الوصية ، وقع من الخلاف، ولتصدى علي -كرم الله وجهه- للقيام بأمر المسلمين يوم وفاة النبي
المزعومة، وبين لهم ما يحسن بيانه في ذلك الوقت، وكان هو الواجب عليه لو كان يعتقد أنه الإمام بعد رسول الله
بأمر من الله ورسوله، ولكنه لم يقل ذلك، ولا احتج بالآية، هو ولا أحد من آل بيته وأنصاره الذين يفضلونه على
غيره. لا يوم السقيفة ولا يوم الشورى بعد عمر، ولا قبل ذلك ولا بعده في زمنه، وهو الذي كانت لا تأخذه في الله
٣١٤ ) عن موالاة المؤمنين بعضهم لبعض قوله تعالى: ﴿والْمؤمنونَ والْمؤمنات بعضهم َأولياءُ ب عضٍ يأْمرونَ ِبالْمعروف وينهونَ عنِ )
الْمنكَرِ ويقيمونَ الصلَاةَ ويؤتونَ الزكَاةَ ويطيعونَ اللَّه ورسوَله ُأوَلئك سيرحمهم اللَّه ِإنَّ اللَّه عزِيز حكيم﴾ [التوبة: ٧١ ]. وعن
موالاة الكافرين بعضهم لبعض قوله تعالى: ﴿والَّذين كَفَروا بعضهم َأولياءُ ب عضٍ ِإلَّا تفْعلُوه تكُن فتنةٌ في الْأَ رضِ وفَساد كَبِير﴾
.[ [الأنفال: 73
٣١٥ ) "تفسير القرآن الحكيم" الشهير بتفسير المنار تأليف: السيد محمد رشيد رضا، منشئ المنار طبعة ثالثة أصدرا دار المنار بمصر )
. ١٣٧٥ ه ج ٦ - ص ٤٦٦ ،٤٦٥
لومة لائم، ولم يعرف التقية في قول ولا عمل، وإنما وجدت هذه المسائل ووضعت لها الروايات واستنبطت الدلائل
.( بعد تكون الفرق وعصبية المذاهب( ٣١٦
ثالثا: والوصية بالخلافة لا مناسبة لها في سياق محاجة أهل الكتاب، فهي مما لا ترضاه بلاغة القرآن، بل لو أراد
النص على خليفته من بعده وتبليغ ذلك للناس. لقاله في خطبته في حجة الوداع، وهي التي استشهد الناس النبي
فيها على تبليغه فشهدوا، وأشهد الله على ذلك.
دع سياق الآية وما قبلها وما بعدها، فإا هي نفسها لا تقبل أن يكون المراد بالتبليغ فيها تبليغ الناس إمارة علي:
فإن جملة ﴿وِإنْ َلم تفْعلْ﴾ الشرطية التي بعد جملة ﴿بلِّغْ﴾ الأمرية، وجملة أمر العصمة، وجملة التذييل التعليلي بنفي
.( هداية الكافرين لا يناسب شيًئا منها، تبليغ الناس مسألة الإمارة( ٣١٧
والخلاصة: أن هذه هي حقيقة قصة الغدير، التي ركبها الشيعة، واختلقوا حولها قصة وصية خلافة مزعومة، مع
تلبيس قصتهم بآية قرآنية حرفوها عن موضعها لفظا ومعنى، كدأم في تحريف الكلم عن مواضعه، الذي سنعاين منه
الكثير، وما كان انحرافهم هذا إلا لتأييد فكرة مؤسس فرقتهم ابن سبأ التي نفثها في جسم أمة الإسلام.
٣١٦ ) المرجع السابق - ج ٦ - ص ٤٦٦ ، وانظر: "السيرة النبوية" لابن كثير ج ٤- ص ٥٠٠ حيث قال: (لو كان الأمر كما )
يزعم الرافضة أن رسول الله أوصى إلى علي بالخلافة لما رد ذلك أحد من الصحابة، فإم كانوا أطوع لله ورسوله في حياته
وبعد وفاته من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه ويؤخروا من قدمه، حاشا وكلا، ولم ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم
ومضادته في حكمه ونصه، ومن وصل من الناس إلى هذا ، ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور والتواطؤ على معاندة الرسول
المقام فقد خلع ربقة الإسلام وكفر بإجماع الأئمة الأعلام، وكان إراقة دمه أحل من إراقة الْمدام، ثم لو كان مع علي بن أبي
طالب -رضي الله عنه- نصا فلم لا -كان- يحتج به على الصحابة على إثبات إمارته عليهم وإمامته لهم؟ فإن لم يقدر على تنفيذ
ما معه من النص فهو عاجز، والعاجز لا يصلح للإمارة وإن كان يقدر ولم يفعل فهو خائن، والخائف الفاسق مسلوب معزول عن
الإمارة، وإن لم يعلم بوجود النص فهو جاهل، ثم وقد عرفه وعلمه من بعده هذا محال وافتراء وجهل وضلال. وإنما يحسن هذا في
أذهان الجهلة الطغام والمغترين من الأنام يزينه لهم الشيطان، بلا دليل ولا برهان، بل بمجرد التحكم والهذيان والإفك والبهتان).
، ٤٦٧ وانظر: "مختصر التحفة الاثني عشرية" للدهلوي ص ١٥٩ إلى ١٦٢ - ٣١٧ ) "نفس المنار" رشيد رضا- ج ٦ - ص ٤٦٦ )
. وانظر: "منهاج السنة" لابن تيمية ج ٤ من ص ٩ إلى ١٥
المبحث الثاني
الإمامة الشيعية الاثنا عشرية
نقسم هذا المبحث إلى أربعة مطالب:
المطلب الأول: ابتناء الإمامة على فكرة ابن سبأ.
المطلب الثاني: حصوة الإمامية المختومة.
المطلب الثالث: كتاب السماء الإمامي المختوم.
المطلب الرابع: لوح الإمامة الاثني عشرية الزمرد الأخضر.
المطلب الأول
ابتناء الإمامة على فكرة ابن سبأ
أولا: ابن سبأ هو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي بن أبي طالب، ذكر ذلك النوبختي الشيعي المتوفى عام
٣١٠ ه، وعقب بقوله: (فمن هناك قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية)( ٣١٨ ) نعم، نقول:
إن أصل الرفض مأخوذ من اليهود، لكون اليهودي المتمسلم ابن سبأ هو أول من ابتدع إمامة علي بن أبي طالب،
وجعلها فرضا من فروض الإسلام وركنا من أركانه، لإبطال إمامة الخلفاء الراشدين الثلاثة من قبله، لتحقيق أهداف
يهودية، انساق لها الشيعة عن جهل أو عن عمد.
نعم، فكرة الإمامة الشيعية ألقاها ابن سبأ في عالم الإسلام، لم يسبقها أحد، وهذا شاهد شيعي قد أقر بذلك،
.( ومكانته عندهم أنه من أكابر الطائفة، متكلم فيلسوف موثوق، إمامي الاعتقاد( ٣١٩
ثانيا: هذا فضلا عن جميع أهل السنة والجماعة، الموقنين بزعامة ابن سبأ لكل شيعي، لكونه صانع الإمامة الأسبق.
فمما قاله الشهرستاني الشافعي المذهب، المتوفى عام ٥٤٨ ه عن ابن سبأ، أنه أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي
-رضي الله عنه- ومنه انشعبت أصناف الغلاة، وأنه زعم أن عليا لا يجوز أن يستولى عليه، وأنه اجتمعت عليه جماعة
.( هم أول فرقة قالت بالتوقف( ٣٢٠
وقال المقريزي المتوفى عام ٨٤٥ ه: (وقام في زمن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عبد الله بن وهب بن
لعلي بالإمامة من بعده، فهو وصي رسول سبأ، المعروف بابن السودان السبئي، وأحدث القول بوصية رسول الله
الله وخليفته على أمته من بعده بالنص، ومن ابن سبأ هذا تشعبت أصناف الغلاة من الرافضة، وصاروا يقولون
. ٣١٨ ) "فرق الشيعة" الحسن بن موسى النوبختي الشيعي ص ٢٢ )
٣١٩ ) المرجع السابق ص ز، ح. )
٣٢٠ ) "الملل والنحل" أبي الفتح محمد عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني، دار الفكر بيروت تحقيق الأستاذ عبد العزيز محمد )
. الوكيل- ص ١٧٤
بالوقف، يعنون أن الإمامة موقوفة على أناس معينين، كقول الإمامية بأا في الأئمة الاثني عشر، وقول الإسماعيلية بأا
.( في ولد إسماعيل بن جعفر الصادق)( ٣٢١
ثالثا: صاغ الشيعة عقيدة الإمامة ابتناء على فكرة ابن سبأ، وجعلوها أصلا من أصول الدين، لا يتم الإيمان
عندهم إلا بالاعتقادا. وأصول الدين الشيعي حصروها في خمسة أصول: (التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة،
.( المعاد)( ٣٢٢
وسنرى كلما تقدمنا في البحوث بعون الله كيف هدمت الإمامة باقي أصولهم.
والذي يهمنا هنا الآن، هو إبراز بعض النصوص الشيعية، حول تأصيل فكرة المؤسس، لنرى كيف يستخف
أتباعه بعقول المسلمين، وكيف يتجرءون بتزويرهم إلى حد إنزال الكتب من السماء.
٣٢١ ) "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية" تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي، دار )
.٣٥٧ - صادر بيروت ج ٢- ص ٣٥٦
٣٢٢ ) "العقائد الإسلامية" الإمام المرجع الشيعي السيد محمد الحسيني الشيرازي، دار الجميع للنشر بيروت ط ثانية ١٣٩٩ ه )
. ١٩٧٩ م - ص ٧
المطلب الثاني
حصوة الإمامة المختومة
أوًلا: جاء في كافي الشيعة -الذي هو أوثق كتاب عندهم- خرافة أم أسلم والحصاة والختم، التي صاغوها
لإثبات الوصية والإمامة، قالوا: (جاءت أم أسلم يوما إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو في مترل أم سلمة
… فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إني قد قرأت الكتب وعلمت كل نبي ووصي، فموسى كان له وصيا في
حياته ووصيا بعد موته، وكذلك عيسى، فمن وصيك يا رسول الله؟ فقال لها: يا أم أسلم وصيي في حياتي وبعد مماتي
واحد، ثم قال لها: يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي، ثم رب بيده إلى حصاة من الأرض ففركها بإصبعه
فجعلها شبه الدقيق، ثم عجنها، ثم طبعها بخاتمه ثم قال: من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي، فخرجت
من عنده فأتيت أمير المؤمنين -عليه السلام- فقلت: بأبي أنت وأمي، أنت وصي رسول الله -صلى الله عليه وآله
وسلم؟ قال: نعم يا أم أسلم، ثم ضرب بيده إلى حصاة ففركها، فجعلها كهيئة الدقيق، ثم عجنها وختمها بخاتمه، ثم
قال: يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي. فأتيت الحسن -عليه السلام- وهو غلام فقلت له: يا سيدي أنت
وصي أبيك؟ فقال: نعم يا أم أسلم، وضرب بيده فأخذ حصاة ففعلا كفعلهما. فخرجت من عنده فأتيت الحسين
-عليه السلام- وإني لمستصغرة لسنه، فقلت له: بأبي أنت وأمي أنت وصي أخيك؟ فقال: نعم يا أم أسلم، ائتيني
بحصاة ثم فعل كفعلهم. فعمرت أم أسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين بعد قتل الحسين في منصرفه فسألته: أنت وصي
أبيك؟ فقال: نعم، ثم فعل كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين)( ٣٢٣ ) انتهى!!
- هذا حديث من أحاديث إثبات وصية الإمامة الشيعية، ساقواا الإمامة إلى الرابع في حوار الحصاة، المفروكة،
المعجونة، المختومة!! كعينة يدللا الشيعة على عقيدة الوصية والإمامة، دعما منهم لفكرة زعيمهم.
٣٢٣ ) "الأصول من الكافي" أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي -دار صعب ودار التعارف بيروت- صححه )
٣٥٦ ، هذا الكليني -الشيعي الأعور، كان شيخ الشيعة - وعلق عليه علي أكبر الغفاري =ط رابعة ١٤٠١ ه- ج ١ ص ٣٥٥
في وقته قبل هلاكه عام ٣٢٩ ه- وقد انتهت إليه رئاسة فقهاء الإمامية في أيام المقتدر - وأدرك زمان سفراء المهدي الغائب،
١٤ ،١٣ - مما نفهم منه باعه الطويل في تأصيل أفكار ابن سبأ بمثل - وقد انفرد بتأليف كتاب الكافي في أيامهم - انظر ج ١
حديث المتن، وغيره من ألوان الإفك الذي سنعاين منه الكثير -والله المستعان.
ثانيا: وهناك حصاة أخرى صلبة، ليست مفروكة كالدقيق ولا معجونة لكنها مطبوعة بختم الأئمة، واحدا بعد
الآخر حتى الثامن، جميعهم ختموها على صلابتها دون فرك وعجن، لامرأة أخرى أسماها الشيعة: حبابة الوالبية،
صنعوا عنها قصة يدللونا على الإمامة: قالوا: (عن حبابة الوالبية قالت: رأيت أمير المؤمنين فلم أزل أقفو أثره حتى
قعد في رحبة المسجد فقلت: يا أمير المؤمنين، ما دلالة الإمامة -يرحمك الله؟ فقال: ائتيني بتلك الحصاة وأشار بيده إلى
حصاة، فأتيتها، فطبع لي فيها بخاتمه، ثم قال لي: يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة، فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي
أنه إمام مفترض الطاعة، والإمام لا يعزب عنه شيء يريده. قالت: ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين، فجئت إلى
الحسن وهو في مجلس أمير المؤمنين والناس يسألونه فقال: يا حبابة الوالبية، قلت: نعم يا مولاي، قال هاتي ما معك،
فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين.
قالت: ثم أتيت الحسين وهو في مسجد رسول الله، فقرب ورحب ثم قال: إن في الدلالة دليل على ما تريدين،
أفتريدين دلالة الإمامة؟ فقلت: نعم يا سيدي، فقال: هاتي ما معك، فناولته الحصاة فطبع لي فيها. قالت: ثم أتيت علي
بن الحسين، وقد بلغ بي الكبر إلى أن ارتعشت، وأنا أعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة، فرأيته راكعا وساجدا
مشغولا بالعبادة، فيئست من الدلالة، فأومأ لي بالسبابة فعاد إليَّ شبابي… ثم قال لي: هاتي ما معك. فأعطيته الحصاة
فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا جعفر فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا الحسن موسى فطبع لي فيها، ثم أتيت الرضا فطبع لي فيها.
!!( وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر). انتهى( ٣٢٤
هذه هي حصاة الإمامة، في متحف الكليني، الذي انتهت إليه مشيخة ورئاسة فقهاء الإمامية في القرن الثالث ثم
الرابع، نجدها معروضة في حوزة المرأة الوالبية، داخل أوثق كتب الأحاديث الشيعية، خلف باب عليه لافته بعنوان:
(ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة)!!… المرأة الوالبية التي أعاد شباا علي بن الحسين بإماءة من
سبابته، فعاشت تتردد على الأئمة بحصاا، حتى الرضا (الثامن) الذي عمر من ١٤٨ ه إلى ٢٠٣ ه… فإذا كان
عمر بن الحسين من ٣٨ ه إلى ٩٥ ه، وعلى أيامه كان عمر المرأة ١١٣ سنة، إذن فقد تجاوزت المائتين!!. إما
تحفتان: تحفة الحصاة وتحفة المرأة ، أتحفناما الشيعة، دليلان على الإمامة حتى الثامن!!!.
ثالثًا: دليل الحصاة المفروكة المعجونة، أثبت به الكليني الشيعي عقيدة الإمامة حتى الرابع، ثم حصاة الوالبية أثبت
الإمامةا حتى الثامن… فكيف الإثبات حتى الحادي عشر؟؟
. ٣٢٤ ) المرجع السابق - ج ١ ص ٣٤٧ ،٣٤٦ )
عند الكليني: لا مشكلة، فقد أتحفنا بالرواية التالية: قال: (عن أبي هاشم داوود بن قاسم الجعفري قال: كنت عند
أبي محمد -عليه السلام أي الحسن العسكري الحادي عشر- فاستؤذن لرجل من أهل اليمن عليه، فدخل رجل
عبل( ٣٢٥ ) طويل جسيم، فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول، وأمره بالجلوس مجلسا ملاصقا لي. فقلت في نفسي:
ليت شعري من هذا؟ فقال أبو محمد -عليه السلام-: هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي -عليهم
السلام- فيها بخواتيمهم فانطبعت، وقد جاءا معه يريد أن أطبع فيها، ثم قال: هاا، فأخرج حصاة وفي جانب منها
موضع أملس فأخذها أبو محمد -عليه السلام- ثم أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، فكأني أرى نقش خاتمه الساعة
فقلت لليماني: رأيته قبل هذا قط؟ قال: لا والله وإني لمنذ دهر حريص على رؤيته حتى كأن .« الحسن بن علي »
الساعة أتاني شاب لست أراه فقال لي: قم فادخل فدخت. ثم ض اليماني وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهل
البيت ذرية بعضها من بعض، أشهد بالله أن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين -عليه السلام- والأئمة من
بعده وسألته عن اسمه فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم ابن أم غانم وهي الأعرابية اليمانية
!!( صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين والسبط إلى وقت أبي الحسن). انتهى( ٣٢٦
الذي قالوا عنه: (قد اتفق أهل الإمامة، « الأصول من الكافي » - تلك روايات ثلاث نجدها بين دفتي كتاب
وجمهور الشيعة، على تفضيل هذا الكتاب والأخذ به والثقة بخبره، والاكتفاء بأحكامه، وهم مجمعون على الإقرار
بارتفاع درجته وعلو قدره، على أنه القطب الذي عليه مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان إلى اليوم،
!!( وهو عندهم أجمل وأفضل من سائر أصول الأحاديث). انتهى( ٣٢٧
- هذا الكتاب المرموق عند الشيعة، الحاوي لتلك التحف، تحفة من أسموها: أم أسلم، وتحفة من أسموها: حبابة
أم غانم، وابنها مهجع، وما لديهم من حصى مطبوع بأختام الأئمة!! قد حوى ما هو أكذب؛ إذ ابتكروا خواتيم
أخرى، أنزلوها من السماء في كتاب مختوم وما أكثر خواتيم الشيعة، التي يطبعونا على عقول أتباعهم ممن سفه
نفسه بعقيدة الإمامة الشيعية!!
* * *
٣٢٥ ) رجل عبل أي ضخم: "لسان العرب". )
. ٣٢٦ ) المرجع السابق- ج ١- ص ٣٤٧ )
. ٣٢٧ ) المرجع السابق ج ١- ص ٢٦ )
المطلب الثالث
كتاب السماء الإمامي المختوم
أوًلا: قالوا: (عن معاذ بن كثير عن أبي عبد الله -عليه السلام السادس- قال: إن الوصية نزلت من السماء على
محمد كتابا مختوما -أي مكتوبا بخط إلهي- لم يترل على محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كتاب مختوم إلا الوصية.
فقال جبرئيل -عليه السلام-: يا محمد، هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك، وكان عليها خواتيم فتتح علي -عليه
السلام- الخاتم الأول ومضى لما فيها، ثم فتح الحسن -عليه السلام- الخاتم الثاني ومضى لما أمر به فيها، فلما توفي
الحسن ومضى، فتح الحسين -عليه السلام- الخاتم الثالث، فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل، واخرج بأقوام للشهادة،
لا شهادة لهم إلا معك، قال ففعل -عليه السلام- فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين -عليه السلام- قبل ذلك،
ففتح الخاتم الرابع، فوجد أن اصمت وأطرق لما حجب العلم. فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي -عليه
السلام- فتتح الخاتم الخامس، فوجد فيها أن فسر كتاب الله وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الأمة ثم دفعها إلى
!!( الذي يليه. قال: قلت له: جعلت فداك فأنت هو؟ قال: ما بي إلا أن تذهب يا معاذ، فتروي علي) انتهى( ٣٢٨
- فهل كان أبو عبد الله -جعفر الصادق- الذي اتخذه الشيعة لهم إماما سادسا هل كان جبانا يخشى الإعلان
عما تحت يده من أختام إلهية، في كتاب مكتوب بخط إلهي، نازل من السماء؟!!
أم أنه افتراء؟! ليس على امرأتين مجهولتين وابن إحديهما فقط، ولا على النبي وعلي وذريته فحسب، إنما صعد
.[ شيعة ابن سبأ الافتراء وجعلوه على الله تعالى: ﴿ومن َأَأَأظْ ظْ ظْلَلَلَمم ممنِ نِافْفْفْتتر رىعع لَلَلَىاللهللهِللهِِالْكَذب﴾ [الصف: ١١
- إم يسوقون افتراءهم على لسان الإمام.. لذلك جعلوه معصوما ثم أضافوا إليه صفات وأوصاف قدسية إلهية،
حتى إذا أرادوا نشر فكرة من أفكار ابن سبأ وبثها كعقيدة، كان التسليم والتصديق ممن انخدعم، على اعتبار أن
الخبر أو الحديث صادر من الإمام المقدس المعصوم، وتلك هي لعبة أتباع وأولياء ابن سبأ، التي سوف نركز عليها
ونزيدها بيانا بعون الله.
٣٢٨ ) المرجع السابق-ج ١- ص ٢٨٠ ،٢٧٩ ، وقد فسر علي أكبر الغفاري (الشيعي) على عبارة أبي عبد الله الأخيرة بقوله: (أي ما )
. بي بأس في إظهاري لك بأني هو، إلا مخافة أن تروي ذلك عني فأشتهر به) هامش ص ٢٨٠
- وها هم هنا قد أنزلوا وثيقة الوصية الإمامية مكتوبة من السماء، وهناك وثائق أخرى زعموا أيضا نزولها من
السماء، نذكرها في حينها. فهم لم يحرفوا آيات كتاب الله لفظًا ومعنى فحسب، وإنما اختلقوا كتبا أخرى نازلة من
السماء!! يزاحمونا كتاب الله تعالى الموجود في أيدي المسلمين وما كل ذلك الاختلاق والافتراء إلا لتدعيم أفكار
مؤسسهم الأكبر، وبثها كعقائد مناهضة لعقائد الإسلام.
ثانيا: وها هو العنوان الذي عنون به الكليني الباب الذي وضع تحته تلك الرواية الأخيرة التي نقلناها: (باب أن
.( الأئمة عليهم السلام لم يفعلوا شيًئا ولا يفعلون إلا بعهد من الله -عز وجل- وأمر منه لا يتجاوزونه)( ٣٢٩
هذا العنوان يدل في حد ذاته على مراد أتباع ابن سبأ؛ إذ جسموا عهد الله وأمره، في شكل كتاب من السماء،
مختوم بخواتيم من ذهب( ٣٣٠ ) قد نزل إلى النبي من الله بيد جبريل في زعمهم، ناوله النبي إلى علي ثم إلى الحسن
فالحسين، ثم ناوله الحسين إلى ابنه علي، ومن علي إلى ابنه محمد، ومن محمد إلى ابنه جعفر، وبما أن الراوي من الاثني
عشرية، الذين اختلفوا مع السبعية الإسماعيلية في الإمامة، بعد جعفر كما سنرى، فإم أكملوا الرواية ليجعلوا الإمامة
في موسى بن جعفر دون أخيه إسماعيل، بقولهم: (قال: -أي الراوي معاذ بن كثير- فقلت لأبي عبد الله -أي: جعفر-
: أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المترلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات. قال: قد فعل والله ذلك يا
معاذ. قال: فقلت: فمن هو جعلت فداك؟ قال: هذا الراقد، وأشار بيده إلى العبد الصالح -موسى بن جعفر- وهو
!!( راقد). انتهى( ٣٣١
- وفي الرواية الثانية من ذاك الباب: (ثم دفعه إلى ابنه موسى -عليه السلام- وكذلك يدفعه موسى إلى الذي
!!( بعده، ثم كذلك إلى قيام المهدي) انتهى( ٣٣٢
ثالثًا: وفي الرواية الرابعة في نفس الباب، أحاطوا الكتاب المختومالة الرهبة التي ارتعدت منها مفاصل النبي، إذ
زعموا على لسان جعفر أيضا قولهم: (حين نزل برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأمر، نزلت الوصية من
٣٢٩ ) "الأصول من الكافي" الكليني (الشيعي) ج ١- ص ٢٧٩ - حيث العنوان، وبعده عن الكتاب المختوم أربعة أحاديث. )
٣٣٠ ) المرجع السابق- ج ١- ص ٢٨٠ - وانظر أيضا: (الإمامة والتبصرة من الخيرة) للشيعي: أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه )
القمي- والد الشيخ الصدوق المتوفى ٣٢٩ ه -درا المرتضى بيروت- تحقيق مدرسة الإمام المهدي- قم الحوزة العلمية- ط أولى
. ١٩٨٥ م- ص ٣٩ ،٣٨
. ٣٣١ ) المرجع السابق- ج ١- ص ٢٨٠ )
. ٣٣٢ ) المرجع السابق- ج ١- ص ٢٨١ )
عند الله كتابا مسجلا، نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة، فقال جبرئيل: يا محمد، مر بإخراج من
عندك إلا وصيك، ليقبضها منا، وتشهدنا بدفعك إياها إليه. فأمر النبي بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا -عليه
السلام- وفاطمة فيما بين الستر والباب. فقال جبرئيل: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنت
عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيدا. قال:
.!!( فارتعدت مفاصل النبي)( ٣٣٣
- فإذا كان الأئمة قد تعينوا في كتاب إلهي، صار تسليمه في أجواء هيبة ورهبة تلك المراسيم، التي ارتعدت منها
مفاصل نبي المسلمين، وكل إمام يفك خاتمًا فيعمل ويؤدي المعهود إليه، فيما يخصه من صفحات الكتاب، المكتوب
بخط إلهي!! فكيف يسوغ لكم يا أتباع هذا النبي مخالفة الإمام أو الكفران بالإمامة؟!! عليكم بالإذعان له وطاعته، ثم
يخلو الميدان لأتباع ابن سبأ لصياغة أفكار الزعيم ووضعها على ألسنة هؤلاء الأئمة أنفسهم.
* * *
٣٣٣ ) المرجع السابق- ج ١- ص ٢٨٢ ،٢٨١ - في هذا الحديث برقم ٤ تحت الباب المذكور، حيث افتعل الشيعة فيه بعد ما )٠
ذكرنا من المتن حورا بين النبي وعلي ضمن مراسيم تسليم الكتاب المزعوم، ورد في سياقهم أمر الخمس الخطير، المسلوب من
أرزاق الشيعة إلى أفواه مروجي أفكار ابن سبأ؛ إذ زعموا أن النبي اشترط على علي حال تسليمه كتاب الوصية المختوم بحضور
جبريل بقوله: البراءة منهم على الصبر منك وكظم الغيظ، وعلى ذهاب حقي وغصب خمسك.) انتهى ص ٢٨٢ - وهذا الخمس
الإمامي وما يدره إلى جيوب أتباع اليهودي وأوليائه، هو هدف رئيسي من أهداف رفع مقام الأئمة إلى مترلة العصمة حتى التأليه،
يتم بحثه بإذن الله تفصيلًا في مبحث خاص (في رسالة الدكتوراه).
المطلب الرابع
لوح الإمامة الاثني عشرية الزمرد الأخضر
ثم طور الإمامية الاثنا عشرية، تزويرهم في جرأة منقطعة النظير، إلى ابتكار لوح أخضر من زمرد، يحوي كتابا
أبيض شبه لون الشمس، صاغوا فيه كلاما ركيكًا، نسبوه زورا وعدوانا إلى رب العالمين، تعالى الله عن تزوير الشيعة
علوا كبيرا، ووضعوا ذاك اللوح في يد فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- مع إقحام حفيدها محمد الباقر -رحمه الله- في
حوار مفتعل حول اللوح مع الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري، في رواية مفضوحة، وضعوها على لسان أبي عبد
الله جعفر الصادق.
وكل ذلك التزوير الشيعي، في دين الله يدلل به الإمامية على الإمامة الاثني عشرية متابعة منهم لأول من جعل
الإمامة نصا وفرضا مفروضا، شرخا لدين الإسلام، وتشتيتا لوحدة المسلمين.
- ونعرض التزوير في مقدمة لهم ثم في صلب تزويرهم:
أوًلا: مقدمة التزوير:
بسندهم المصطنع قالوا: (عن أبي بصير، عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: قال أبي لجابر بن عبد الله
الأنصاري: إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر: أي الأوقات أحببته، فخلا
به في بعض الأيام فقال له: يا جابر، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله -
صلى الله عليه وآله وسلم- وما أخبرتك به أمي أنه في هذا اللوح مكتوب؟ فقال جابر: أشهد بالله أني دخلت على
أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فهنيتها بولادة الحسين، ورأيت في يديها
لوحا أخضر، ظننت أنه من زمرد، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس!! فقلت لها: بأبي وأمي يا بنت رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم- ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الأوصياء من ولدي، وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك. قال جابر: فأعطتنيه أمك
فاطمة عليها السلام فقرأته واستنسخته فقال له أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ قال: نعم فمشى معه أبي إلى
مترل جابر، فأخرج صحيفة من رق، فقال: يا جابر، انظر في كتابك لأقرأ عليك، فنظر جابر في نسخته، فقرأه أبي
.!!( فما خالف حرف حرفًا، فقال جابر: أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا) انتهى( ٣٣٤
- هذه التوليفة من الحوار، الموضوعة على لسان جعفر الصادق -الذي اتخذوه إماما سادسا- وأمثالها من
محاورات ونصوص وصيغ، أراد أتباع ابن سبأ بثها في عالم الإسلام هي السر الكامن وراء تعصيم الإمام، بعصمة ما
أنزل اللها من سلطان، حتى إذا وضع أتباع اليهودي نصا مثل هذا، على لسان الإمام الذي جعلوه معصوما، صدقه
الناس.
- ولكن هيهات فما انخدع بالتزوير إلا أهل الجهل والجهالة، الذين استهانوا بقوله تعالى: ﴿فَفَفَوويلٌ لٌلِّلِّلَِّّلَّلَّذذ ينن ييكْ كْ كْتتبونَ نَ
الْلْلْكك تابب ِبِبِبأَأَأَييد يهِهِهِمم ُثُثُثمم ييقُقُقُوُلُلُلونَ نَ ه هذَ ذَ ذَا من ع ند اللهللهِللهِِللييش ترواِبِبِبههَثَثَثمم نا قَقَقَلليلًلًلًافَفَفَوويلٌ لٌلَّلَّهَّهمممماكَ كَ كَتتببتت َأَأَأييد يهِهِهِمم وويلٌ لٌلَّلََّّه همممم ما
.[ ييكْ كْ كْسِسِبِبونَ نَ نَ﴾ [البقرة: ٧٩
- قد تجاهل وتغافل المنخدعون، هذه الآية، التي وصفت أسلوب التزوير اليهودي باختلاق الكتب ونسبتها إلى
الله تعالى ابتغاء الخمس المسلوب من جيوب المنخدعين السفهاء، يكسبه أتباع اليهودي، القابعون خلف عقيدة الإمام
المعصومة.
- لقد استهتر الشيعة بالويل ونبذوا الآية جريا وراء من يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله!!
ثانيا: صلب التزوير:
الكتاب المكتوب، بأيدي أتباع اليهودي، المنسوب منهم زورا، إلى الله تعالى، في الرواية الشيعية الموضوعة، على
لسان أبي عبد الله جعفر، الذي زوروه في محاولة من محاولام لإثبات الإمامة الاثني عشرية، أعرضه هنا بكامله حتى
يتبين لذوي البصائر، إلى أي حد انحدر التزوير الشيعي: قالوا بعد توليفة الحوار التي عرضناها في مقدمة تزويرهم:
(فقال جابر: فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم
لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين، عظم يا محمد أسمائي واشكر
نعمائي ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين، ومديل المظلومين، وديان الدين، إني أنا الله لا إله إلا
أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، فإياي فاعبد وعلي فتوكل. إني
٣٣٤ ) "الأصول من الكافي" الكليني - الشيعي - ج ١ - ص ٥٢٧ كتاب الحجة. )
لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على
الأوصياء، وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت
حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة، جعلت
كلمتي التامة معه، وحجتي البالغة عنده، ِبعترته ُأثيب وُأعاقب، أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين، وابنه
شبه جده المحمود محمد الباقر علمي والمعدن لحكمتي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول
مني لأكرمن مثوى جعفر، ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، أتيحت بعده موسى فتنة عمياء حندس، لأن خيط
فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وأن أوليائي يسقون بالكأس الأوفى، من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي، ومن
غير آية من ككتابي فقد افترى علي، ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي، في
علي وليي وناصري ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاعا، يقتله عفريت مستكبر، يدفن في المدينة التي
بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي، حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه، فهو
معدن علمي وموضع سري وحجتي على خلقي لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته
كلمهم قد استوجبوا النار، وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وصيي، أخرج
رحمة للعالمين، عليه كمال موسى واء « م ح م د » منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي، الحسن، وأكمل ذلك بابنه
عيسى وصبر أيوب، فيذل أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رءوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون
ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم ويفشو الويل والرنه في نسائهم، أولئك أوليائي حقا،م
أدفع كل فتنة عمياء حندس، وم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والأغلال، أولئك عليهم صلوات من رم ورحمة،
!!!( وأولئك هم المهتدون). انتهى( ٣٣٥
ولنا كلمة نتدبرا المقاصد في هذا اللوح:
إنه نص مما ألفه الشيعة من عند أنفسهم ليحسبه الجاهلون تتريلا، ولنتدبر ما به من مقاصد شيعية:
. ٣٣٥ ) "الأصول من الكافي" الكليني - الشيعي - ج ١ - ص ٥٢٨ ،٥٢٧ )
١) عبارة: (إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك على الأنبياء، )
وفضلت وصيك على الأوصياء.) هي بعينها تعبير عن فكرة ابن سبأ: (إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي، وكان علي
.( وصي محمد، ومحمد خاتم الأنباء وعلي خاتم الأوصياء)( ٣٣٦
٢) عبارة: (لأن خيط فرضي لا ينقطع).. تعبير عن فكرة أول من أشهر القول بفرض إمامة علي بن أبي طالب )
ونظرا لكون الراوي (الكليني) -الإيراني بنسبته إلى كلين بالري في إيران- الذي كان شيخ الشيعة في وقته بالري
ووجههم، وقد أدرك سفراء المهدي الموهوم الأربعة، الذين هم أئمة الخفاء، الذي اكتملت في عصرهم (من ٢٦٠ ه
.( إلى ٣٢٩ ه) صياغة العقائد الاثني عشرية، خلف جدران بغداد( ٣٣٧
نظرا لذلك فقد صاغ الكليني، فكرة الزعيم، فجعلها في اثني عشر؛ لئلا ينقطع حبل فريضة الإمامة.. على حد
زعمهم.
٣) وخصوصا إذا نظرنا كذلك، إلى ما يدل على تضييق الخناق وحدة المتابعة، لهؤلاء المخربين، للتنكيلم في )
أيام الدولة العباسية، في فترة ما يسمى عند الشيعة بتسمية (الغيبة الصغرى) وقد ظهر ذلك في تزويرهم في عبارة:
(فيذل أوليائي في زمانه -أي زمن الغائب الثاني عشر الموهوم- وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رءوس الترك
والديلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم ويفشو الويل والرنه في
نسائهم). عبارة عبرت عن واقع هؤلاء المزورين في هذه الفترة، وما استحقوه من تنكيل، مما اضطرهم إلى بدعة الغيبة
الصغرى، ليتم لهم التخفي تحت أرض وخلف جدران بغداد مع ضمان إمدادهم بالخمس بواسطة التنظيم المالي الخفي
المستتر لسفراء المهدي الموهوم الأربعة.
. ٣٣٦ ) "تاريخ الطبري" ج ٤-ص ٣٤١ ،٣٤٠ )
٣٣٧ ) سكن الكليني بغداد، بعد كلين الإيرانية التي ينتسب إليها - سكن في بغداد في درب السلسلة بباب الكوفة، وحدثا سنة )
٣٢٧ هجرية، ولذلك يعرف أيضا بالسلسلي البغدادي أبو جعفر الأعور، وإدراكه لزمان سفراء المهدي، وانفراده بتأليف كتاب
(الكافي) إذ سأله بعض رجال الشيعة أن يكون عندهم كتاب كاف يجمع من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع
إليه المسترشد، على حد التعبير الوارد في تقدمة الكتاب ج ١- ص ١٤ ،١٣ لدليل على كون هذا الأعور المفتري على الله، من
أعيان تنظيم الخفاء الذي أسسه ابن سبأ لتخريب الإسلام.
٤) عبارة: (م أدفع كل فتنة عمياء حندس، وم أكشف الزلازل، وأدفع الآصار -والأغلال)!! لرفع مقام )
الاثني عشر إلى المترلة التي يتمكنا أتباع ابن سبأ الراكبين على أسمائهم من تحقيق أهدافهم التي يصير الكشف عنها
بعون الله، وما كانت الفتنة العمياء إلا بفعل هؤلاء الأتباع متابعة لزعيمهم.
٥) عبارة: (بعترته أثيب وأعاقب) فيها دعوة التفريط في تكاليف الإسلام، رد الإيمان بالعترة على الطريقة )
الشيعية، وفيها حصر الإمامة في عترة الحسين دون الحسن -رضي الله عنهما- إضافة إلى عبارة : (لا يؤمن عبد به إلا
جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار)!!.. فيها التحريض على نبذ الدين رد
الإيمان بتاسعهم بالتلويحذا الإغراء.
٦) عبارة: (من أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاعا) فيها تكذيب الدين، الذي دل على ختم النبوة )
بمحمد -عليه الصلاة والسلام- وفيها فتح باب ادعاء النبوة بعده -صلى الله عليه وسلم- وصدق أبو الحسن الملطي
المتوفى ٣٧٧ ه إذ قال: (والصنف الذي يقال لهم السبئية، يزعمون أن عليا شريك النبي -صلى الله عليه وسلم- في
النبوة، وأن النبي مقدم عليه إذ كان حيا، فلما مات ورث النبوة، فكان نبيا يوحى إليه، ويأتيه جبريل بالرسالة، كذب
.( أعداء الله، محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين.)( ٣٣٨
٧) عبارة: (سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي) فيها التهديد بالهلاك، لمن يرتاب في عصمة )
جعفر التأليهية، فهو الذي أكثروا على لسانه روايات الزور أكثر من غيره، حيث كانت لهم حرية الحركة في عهده،
فقد ولد في ٨٣ ه، وتوفي في ١٤٨ ه، أي أنه عاصر زوال الخلافة الأموية عام ١٢٤ ه، وعاش سنوات في ظل
الخلافة العباسية، التي خففت من خناق ومطاردة الشيعة في بداية عهدها، مما حدا بالشيعة إلى ركوب اسمه أكثر من
غيره.. ولذلك هددوا بالهلاك لمن يرتاب في روايتهم الموضوعة على لسانه، وجعلوا رد إفكهم المنسوب إليه كالراد
على الله تعالى وما كان جعفر الصادق -رحمه الله- إلا عبدا صالحًا من التابعين، يجوز عليه ما يجوز على البشر من
خطأ وصواب، هذا مع عبارة: (ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه)!! تخالف واقع وحقيقة جعفر الصادق، فإن من
أساء إلى سيرته وشوهها، هم تنظيم الشيعة الخفي المتستر خلف اسمه بنسبة حديث اللوح وأمثاله الكثير إليه زورا
. ٣٣٨ ) "التنبيه والرد" أبو الحسين الملطي - ص ١٨٤ ،٢٦ ،٢٥ )
وتانا، وما كان الشيعة أشياعه ولا أنصاره ولا أولياءه، بل كانوا وما يزالون أعداءه، بتشويه سيرته النقية.. بمثل تلك
الروايات.. لحساب أفكار زعيمهم المؤسس ابن سبأ.
٨) ثم إن (الكليني) الشيعي، ختم حديث اللوح بتعليق راويه أبي بصير: بقوله: (قال أبو بصير: لو لم تسمع في )
دهرك إلا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلا عن أهله.)( ٣٣٩ ) فيه الدلالة على سياسة التكتم والسرية، التي أراد فريق
أتباع ابن سبأ إحاطة أعمالهما.. إذ كيف يسوغ كتمان كلام الله إذا كان حديث اللوح من كلام الله؟!! كلام الله
تعالى للبشر كافة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فإذا كان كلام حديث اللوح من الله، فلم صيانته إلا عن
أهله؟!! ومن هم أهله!!
أهله هم كل من تعثر فهمه، وانخدع وتابع فريق التزوير الشيعي، مؤصل أفكار ابن سبأ، اليهودي المتمسلم،
الذين حق فيهم وصف الله تعالى لهم بقوله: ﴿وِإِإِإنَّنََّّ منهم َلَلَلفَفَفَرِرِرِيقًقًقًا ييلْلْلْووونَ نَ َأَأَألْلْلْسِسِنِنتهم ِبِبِبالْلْلْكك تابِ بِ للتتح س بوهه من الْلْلْكك تابِ بِ وما
هو من الْلْلْكك تابِ بِ وييقُقُقُوُلُلُلونَ نَ هو من ع ند اللهللهِللهِِ وما هو من ع ند اللهللهِللهِِ وييقُقُقُوُلُلُلونَ نَ ع لَلَلَى اللهللهِللهِِ الْلْلْ َ كَ كذذ ب وه همم ييععلَلَلَم مونَ نَ نَ﴾ [آل
.[ عمران: ٧٨
والخلاصة:
- أن عقيدة الإمامة الاثني عشرية، قد انبنت على فكرة ابن سبأ -أول من جعلها فرضا موقوفًا على الإمام علي
رضي الله عنه- ثم صاغ أتباعه عقيدا بعد ذلك في القرن الثالث الهجري -أيام سفراء الثاني عشر المعدوم- إذ
فرضوها موقوفة على اثني عشر، وجعلوها ركن دينهم.
- ثم راح فقهاء التشيع يثبتون عقيدم (المصنوعة في مصانع الخفاء).. بخرافات حصوات الإمامة المختومة!! ولم
يتورعوا عن الافتراء بزعم إنزال كتابا مختوم من السماء بخط إلهي ترتعد له مفاصل النبي!!.. وبلغتم الجرأة أن
صاغوا كلاما من الله تعالى بأفواههم، زعموا نزوله على النبي ، ومنه إلى ابنته، في لوح أخضر من الزمرد، فيه كتاب
أبيض شبه لون الشمس!!.
- تلك الخرافات وهذا الافتراء وهذه الجرأة.. زوروها على ألسنة من جعلوهم معصومين في أوثق كتبهم.
. ٣٣٩ ) "الأصول من الكافي" الكليني (الشيعي) ج ١ - ص ٥٢٨ )
المبحث الثالث
الولاية الشيعية الاثنا عشرية
- المسلمون يدينون بولاية من يوالي الله ورسوله، ومن أوائل من يوالون: علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-
ضمن إخوانه من الصحابة الأبرار، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وغيرهم من أجلاء الصحابة، مع الحسن، والحسين،
وجعفر، وعقيل، والعباس، وغيرهم من آل البيت، رضي الله عن الجميع، لكن الشيعة لهم مسلك آخر.. يوالون هذا
ويتبرءون من أولئك.. وقد أمعنوا في الولاية المشبوهة بالتبري، حتى جعلوها من أهم أسس الدين.
- وفي هذا المبحث نتفهم (الولاية الشيعية) في شقها الأول، أما الشق الثاني لها عن التبري فنخصص له المبحث
التالي بعنوان (تكفير الأمة).
وبحثنا هنا عن عقيدة الولاية الشيعية (الاثني عشرية في مطلبين:
- المطلب الأول: فكرة الولاية عند ابن سبأ.
- المطلب الثاني: عقيدة الولاية على الطريقة الشيعية.
المطلب الأول
فكرة الولاية عند ابن سبأ
سبق وأشرنا، إلى حكاية جماعة من أهل العلم، من أصحاب علي -كرم الله وجهه- أن عبد الله بن سبأ كان
يهوديا فأسلم، ووالى عليا -رضي الله عنه-.. وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ
.( منهم، وقال -كاذبا- أن عليا -رضي الله عنه- أمره بذلك ( ٣٤٠
ولم يرد أن هناك من سبق ابن سبأ في أمر ولاية أحد على حساب التبري من أحد، في مجتمع السابقين، من
المهاجرين والأنصار.. فالجميع يوالي بعضهم بعضا.. اتباعا لقوله تعالى: ﴿والْلْلْممؤ منونَ نَ والْلْلْممؤ مناتت ببعع ض ضههم َأَأَأوو ليياءُءُُ
ببععضٍ ييأْأْأْممرونَ نَ نَِبِبِبالْلْلْمم عروفف وييننهو نَ ع نِ الْلْلْممنكَ كَرِرِرِ وييققيممونَ نَ الصص لاَ لاَةَةَةَ وييؤؤ تتونَ نَ الززكَ كَاةَةَةَووييطط يععونَ نَ نَاللهللهَللهََوور س سوَلَلَلههُأُأُأوَلَلَلئئكك
.[ س ير ح مهم اللهللهُللهُُِإِإِإنَّنََّّاللهللهَللهََ ع عزِزِزِيززح ك يمم﴾ [التوبة: ٣
والجميع إنما يتبرءون ممن عداهم، يتبرءون من المشركين، ومن اليهود، ومن النصارى، فضلًا عن الكافرين، ممن أبى
الإسلام وكاد لأهله اتباعا لقوله تعالى: ﴿ وَأَأَأذَذَذَانٌ نٌ من اللهللهِللهِِ ورس وللهه ِإِإِإَلَلَلى النناسِ سِ ييوو م الْلْلْحح ج الألألأكْ كْ كْببرِرِرِ َأَأَأنَّنََّّ اللهللهَللهََ ببرِرِرِيءٌءٌٌ ممنن
الْلْلْممش رِرِرِكك ين ورس وُلُلُلهه ﴾ [التوبة: ٣]، وقوله تعالى: ﴿ييا َأَأَأييهها الَّلَّلَّذذ ينن آممنوا لاَ تتتخخ ُ ذُ ذوا الْلْلْييهودد والننصص ار رىَأَأَأوو لليياءَءََببععض هم
َأَأَأوو لليياءُءُُببععضٍ ضٍ﴾، وقوله تعالى: ﴿يياَأَأَأييهها الَّلَّلَّذذ ينن آممنوا لاَ تتتخخ ُ ذُ ذواالْلْلْكَ كَ كَاففرِرِرِينن َأَأَأوو لليياءَءََ ممنددونن الْلْلْم مؤؤ منِنِنِينين َأَأَأتترِرِرِيدد ونَ نَ نََأَأَأن
.[ تتجج علُلُلُواللهللهِللهِِعع لَلَلَييكُ كُمم س لْلْلْطَ طَ طَانناممبِبِبِيننا﴾ [النساء: ١٤٤
أما تبرؤ السلف بعضهم من بعض فلم يكن له وجود حتى ابتلي أهل الإسلام باليهودي ابن سبأ وفريقه المخرب،
الذي كان منه إشاعة الولاية للإمام علي بن أبي طالب، على أساس كونه المظلوم المسلوب منه الوصية النبوية،
المغتصب حقه في خلافة النبي على حد زعم اليهودي التخريبي الذي رمى السابقين، أبا بكر ، وعمر، وعثمان، بالظلم
والسلب والاغتصاب، ثم حرض على البراءة منهم فكان أول من ابتكر الولاء والبراء بين أعلام السابقين، داخل مجتمع
أكابر المؤمنين.
. ٣٤٠ ) "فرق الشيعة" النوبختي (الشيعي) ص ٢٢ )
بل إن اليهودي قد أضاف ابتكاره إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالافتراء عليه، بالزعم بأنه هو الذي
أمره بذلك!!.. فأخذه علي -وصار التحقيق- سأله عن طعنه على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، وعن التبري
.( منهم، فأقر به( ٣٤١
أقر به، وقد اغتر بمترلة القرب من الإمام، التي وصل إليها نفاقا.. إذ إنه لما تولى الخليفة الرابع علي بن أبي طالب
-رضي الله عنه- إمارة المؤمنين، اندس ابن سبأ مع المتمردين القتلة في جند الخليفة، وأظهروا الطاعة.. ثم أقبل محرك
الفتنة ومدبر مؤامراا ولبس ثياب التقوى المزورة، واندس في أنصار الخليفة ومؤيديه ثم تسلل إلى مكان القرب منه
حتى أجلسه تحت درجة منبره ومن المؤكد أن هذا الخبيث قد كان واسع الدهاء والمعرفة، عظيم الحيلة، حتى استطاع
أن يتسلل بالخدع والنفاق إلى مقدمة صفوف المسلمين، ثم وجد في قربه من الخليفة مجاًلا أمينا لمتابعة دسائسه
.( ومكايده، والتلاعب بأسس العقيدة الإسلامية وأصولها( ٣٤٢
وبعد التحقيق، وإقرار المنافق المغرور بالبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، بزعم الولاية لعلي بن أبي
طالب ما كان من الخليفة إلا أن أمر بقتله -قتلا تعزيريا- جزاء مسلكه الشاذ الغريب على مجتمع السلف فصاح
الناس إليه - من فريق الشغب المشايعين لابن سبأ-: (أتقتل رجلًا يدعو إلى حبكم أهل البيت، وإلى ولايتك والبراءة
.( من أعدائك؟..) فسيره إلى المدائن( ٣٤٣
أليس ابن سبأ هو القائل: (من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووثب على وصي
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).( ٣٤٤ )؟ وهو الذي أكثر الطعن على عثمان -رضي الله عنه- مع دعوته في السر
لولاية أهل البيت بزعم أن عليا وصي رسول الله حيث لم تجز وصيته، وزعم أن عثمان أخذ الأمر بغير حق، ويحرض
.( الناس على القيام في ذلك، والطعن على الأمراء، فاستمال الناس بذلك في الأمصار، وكاتب به بعضهم بعضا( ٣٤٥
. ٣٤١ ) "فرق الشيعة" النوبختي (الشيعي) ص ٢٢ )
٣٤٢ ) "مكائد يهودية عبر التاريخ" عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني - ( ١) في سلسلة أعداء الإسلام - دار القلم دمشق - ط )
.١٥٥ - خامسة ١٤٠٥ ه ١٩٨٥ م - ص ١٥٤
. ٣٤٣ ) "فرق الشيعة" النوبختي -الشيعي- ص ٢٢ )
. ٣٤٤ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ - ص ٣٤١ ،٣٤٠ )
. ٣٤٥ ) "تاريخ ابن خلدون" ج ٢- ص ١٠٢٨ ،١٠٢٧ )
إنه المبتكر الأول للولاية الشيعية، مع البراءة من خيرة الأمة، أي أنه المصمم الأول لعقيدة: لا ولاء إلا ببراء، على
الطريقة الشيعية التخريبية.
* * *
المطلب الثاني:
عقيدة الولاية على الطريقة الشيعية
نعم، نوالي علي بن أبي طالب .. مع جميع الصحابة وآل البيت رضي الله عن الجميع.. ولكن الشيعة يأبون منا
موالاة الجميع!!
فإذا قلنا: نوالي الإمام عليا، قالوا: لا يكفي، لا تصح الولاية إلا بالبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان، الذين ظلموه
واغتصبوا منه الخلافة!!! فإذا أنكرنا الظلم والاغتصاب مقررين ولاية الجميع.. قالوا: بل أنتم نواصب، قد ناصبتم
علي بن أبي طالب العداء!!
من هنا برز القول الشيعي المنكر: (لا ولاء إلا ببراء) هذه العبارة المنكورة التي غرس فكرا ابن سبأ.
وراح الأتباع يؤصلون فكرة المؤسس بصياغة العقائد حول الولاية على الطريقة الشيعية.. وحتى يمكن تمرير تلك
العقائد إلى الأدمغة الفارغة وضعوا كل صياغة على لسان إمام فلننظر في بضع ما وضعوه.
أوًلا: الولاية بديلة عن العبادات والشهادتين:
١- جعلوا الولاية فرضا، مع فروض الصلاة والزكاة والصوم والحج.. فإذا كان المسلمون يعلمون ابتناء
دينهم على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،
وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا.. فإن الشيعة أقاموا بناءهم على خمس: الصلاة
والزكاة، والصيام، والحج، والولاية؛ أي أم جعلوا الولاية من أسس الدين، بل جعلوها حجر زاوية
الدين كله فلا دين عندهم لمن لا يعتقد في الولاية على طريقتهم حتى ولو شهد الشهادتين وأقام الصلاة
وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت!!
٢- قالوا: (عن أبي بصير، عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: كنت عنده جالسا فقال له رجل: حدثني عن
ولاية علي، َأمن اللهِ أو من رسوله؟ فغضب ثم قال: ويحك كان رسول الله -صلى الله عليه وآله
وسلم- أخوف لله من أن يقول ما لم يأمره به الله، بل افترضه كما افترض الله الصلاة، والزكاة،
!!( والصوم، والحج.) انتهى( ٣٤٦
. ٣٤٦ ) "الأصول من الكافي" الكليني الشيعي- ج ١-ص ٢٩٠ ،٢٨٩ )
٣- وفي أصول كافيهم كذلك تحت باب بعنوان: (دعائهم الإسلام)- قالوا: (عن أبي حمزة، عن أبي جعفر
-عليه السلام- قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم
.( يناد بشيء كما نودي بالولاية.) انتهى( ٣٤٧
٤- نعم، داخل حزب ابن سبأ لم يناد بشيء كما نودي بالولاية، حيث جعلوها هي الأفضل فيما افتعلوا
على لسان أبي جعفر -محمد الباقر رحمه الله- إجابة على المدعو زرارة: (قال زرارة: فقلت: وأي شيء
.( من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل.) انتهى( ٣٤٨
٥- بل نسبوا إلى ابن الباقر -جعفر الصادق- أنه اختصر الأسس إلى ثلاثة: قالوا: (عن الصادق -عليه
السلام- قال: أثافي الإسلام ثلاثة: الصلاة، والزكاة، والولاية، ولا تصح واحدة منهن إلا بصاحبتها.)
.!!( انتهى( ٣٤٩
٦- بل إن الشيعة رخصوا في الفروض الأربعة ولم يرخصوا في الولاية الشيعية بقولهم: (عن عبد الحميد بن
أبي العلاء الأزدي، قال: سمعت أبا عبد الله -عليه السلام- يقول: إن الله -عز وجل- فرض على خلقه
.!!( خمسا، فرخص في أربع ولم يرخص في واحدة.)انتهى( ٣٥٠
ثانيا: طاعة التنظيم الخفي وراء الولاية الشيعية:
فماذا كان السبب المباشر من وراء فرض الولاية الشيعية وجعلها من الأصول؟!!
كان السبب هو: ضمان طاعة الرعية الشيعية لما يخرج من عقائد من لدن الأئمة، وهل خالف الأئمة دين الإسلام
بتلك العقائد المبتدعة التي نتدارس نصوصها؟!! كلا نحن نربأم عن مخالفة دين الإسلام.. إذن فمن يكون الفاعل؟!!
الفاعل هو الحزب الخفي الناشر لأفكار ابن سبأ، لضمان الطاعة للحزب دون الأئمة، ووسيلة أعضاء ذاك الحزب هي
ركوب ألسنة أئمة البيت، ففي الحوار المصنوع بين المدعو زرارة وبين أبي جعفر الباقر زعموا على لسانه قولهم: (ذروة
الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن الطاعة لإمام بعد معرفته، إن الله -عز وجل- يقول: ﴿ من ييطط عِ
الررس ولَ لَ فَفَفَقَقَقَدد َأَأَأطَ طَ طَاعع اللهللهَللهََ ومنتتوولَّلَّىَّى فَفَفَمم اَأَأَأرر س لْلْلْنناكك ع لَلَلَييهِهِهِمم ح فيظً ظً ظًا﴾ [النساء: ٨٠ ]، أما لو أن رجلًا قام ليله، وصام
٣٤٧ ) المرجع السابق -ج ٢- ص ١٨ - (في كتاب الإيمان والكفر- باب دعائم الإسلام) على حد تسميتهم في كافيهم هذا. )
. ٣٤٨ ) المرجع السابق -ج ٢- ص ١٨ )
٣٤٩ ) المرجع السابق -ج ٢- ص ١٨ - الأثافي جمع أثفية وهي الأحجار التي يوضع عليها القدر وأقلها ثلاثة. )
. ٣٥٠ ) المرجع السابق -ج ٢- ص ٢٢ )
اره، وتصدق بجميع ماله، وحج جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما
.( كان له على الله جلَّ وعز حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان.) انتهى ( ٣٥١
نعم، من يطع الرسول -نبينا محمد عليه صلوات الله وسلامه- فقد أطاع الله، فما بال الشيعة يلوون الطاعة إلى
الإمام؟!! إذا كنت أيها الإمام في طاعة الرسول، فلك الطاعة.. فكيف تخرج علينا بأحاديث ما أنزل اللها من
سلطان، وتنافي وتجافي طاعة الرسول؟!!.. ثم تطلب منا موالاتك بولاية خاصة، جعلتها أصل أصول الإسلام؟!! ثم
تطلب منا طاعتك تحت ديد عدم قبول العبادات والأعمال إلا بالولاية؟!!
لم ي دعِ أحد في الإسلام هذه المترلة.. إلا إذا كان من أهل التدليس ونحن نبرأ بأهل البيت من مة التدليس.. وما
أوقعهم في هذه الشبهة سوى من استغل أسماءهم، واعتلى ألسنتهم، بأحاديث هدامة، ما تفوه أحد منهم بحرف واحد
منها.
إذن، فالطاعة المطلوبة هي في حقيقتها: طاعة ابن سبأ وتنظيمه الخفي لذلك خصصوا بابا في كافيهم بعنوان:
(باب فرض طاعة الأئمة) مما قالوا فيه: (عن بشير العطار قال: سمعت أبا عبد الله -عليه السلام- يقول: نحن قوم
فرض الله طاعتنا، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته.) انتهى!!.
وقالوا: (عن أبي الحسن العطار- قال: سمعت أبا عبد الله -عليه السلام- يقول: أشرك بين الأوصياء والرسل في
.!!( الطاعة.) انتهى( ٣٥٢
ونظرا لتوزيع الموضوعات على أسنة الأئمة الذين رتبوهم على هواهم زعموا: (عن أبي الصباح قال: أشهد أني
سمعت أبا عبد الله -عليه السلام- يقول: أشهد أن عليا إمام فرض الله طاعته، وأن الحسن إمام فرض الله طاعته، وأن
الحسين إمام فرض الله طاعته، وأن علي بن الحسين إمام فرض الله طاعته، وأن محمد بن علي إمام فرض الله طاعته.)
!!( انتهى( ٣٥٣
ثالثًا: الولاية الشيعية استدراج لترع الدين بالكلية:
. ٣٥١ ) "الأصول من الكافي" الكليني (الشيعي) ج ٢- ص ١٩ ، ج ١ -ص ١٨٦ ،١٨٥ )
وانظر بحث عن زرارة هذا في "الشيعة والسنة" لإحسان إلهي ظهير، كمثال من رواة الشيعة، ص ١٧٤ إلى ١٧٩ - وسيأتي بيانه.
. ٣٥٢ ) المرجع السابق -ج ١- ص ١٨٦ )
. ٣٥٣ ) المرجع السابق -ج ١ -ص ١٨٦ )
- إنه ليس هناك من المسلمين من لا يوالي أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فكل من والى النبي والى أهل
بيته، وولاية الإمام علي المبشر بالجنة -كرم الله وجهه- ثابتة في قلب كل مسلم، وكذا ولاية الصالحين من الذرية
دون تحديد وكيف لا، ونحن نصلي على محمد وعلى آل محمد في تشهد كل صلاة؟!
- أما الولاية الشيعية لهؤلاء فلها شأن آخر ليست لوجه الله تعالى وإنما كانت استدراجا إلى السب واللعن في خير
أمة أخرجت للناس، كانت الطعم الذي يهوي بالبؤساء الذين يتناولونه إلى هوة العقائد الشيعية.. كان الفخ المنصوب
للعميان المساكين؛ للهبوطم داخل حفرة نبذ الدين بالكلية.
- هذه حقيقة الولاية الشيعية واضحة تماما فيما تقدم وفيما تأخر من كتابنا هذا وفي رسالتنا بعده، ولنرى الآن
بعض النصوص الشيعية التي ركزت على الولاية الخادعة قبل معاينة وجهها الآخر.
رابعا: أشهدوا المقبورين على الولاية:
قالوا دون حياء: (عن أنس بن مالك قال: أتى أبو ذر يوما إلى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
فقال: ما رأيت كما رأيت البارحة، قالوا: وما رأيت البارحة؟ قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
ببابه فخرج ليلا، فأخذ بيد علي بن أبي طالب -عليه السلام- وخرجا إلى البقيع، فما زلت أقفو أثرهما إلى أن أتيا
مقابر مكة، فعدل إلى قبر أبيه فصلى عنده ركعتين، فإذا بالقبر قد انشق، وإذا بعبد الله جالس وهو يقول: أنا أشهد أن
لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فقال له من وليك يا أبه؟ فقال: وما الولي يا بني؟ فقال: هو هذا علي، فقال:
وأن عليا وليي، قال: فارجع إلى روضتك. ثم عدل إلى قبر أمه آمنة فصنع كما صنع عند قبر أبيه فإذا بالقبر قد انشق
وإذا هي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك نبي الله ورسوله، فقال لها: من وليك يا أماه؟ فقالت: وما الولاية يا
.!!( بني؟ قال: هو هذا علي بن أبي طالب، فقالت: وأن عليا وليي، فقال: ارجعي إلى حفرتك وروضتك) انتهى( ٣٥٤
- ركبوا في دعوم إلى الولاية لسان خادم رسول الله أنس -رضي الله عنه، ولسان صادق اللهجة أبي ذر -
رضي الله عنه- وأشاع هذا الهراء من أطلقوا عليه لقب (الصدوق) المولود في قم بإيران، التي كانت وما زالت مركز
٣٥٤ ) "معاني الأخبار" للشيخ الجليل الأقدم (الصدوق) أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى ٣٨١ ه )
. (الشيعي) عني بتصحيحه علي أكبر الغفاري -دار المعرفة بيروت ١٣٩٩ ه ١٩٧٩ م- ص ١٧٩ ،١٧٨
نشر الولية الشيعية، وقد ولد بدعاء الغائب الموهوم، وأجازته ووثقته ناحيتهم المقدسة، القابعة خلف اسم صاحب
.( الأمر الموهوم الثاني عشر ( ٣٥٥
خامسا: حرفوا سبيل الله إلى الولاية:
وقالوا عن سبيل الله ليا لسبيله تعالى إلى الولاية الشيعية: (عن جابر، عن أبيه جعفر -عليه السلام- قال: سألته
عن هذه الآية في قول الله -عز وجل-: ﴿وَلَلَلئئن قُقُقُتتلْلْلْتتم فيسس بِبِبِيلِ لِ لِاللهللهِللهَِِأَأَأوو متتمم ﴾ [آل عمران: ١٥٧ ]، قال: أتدري ما
سبيل الله؟ قلت: لا والله إلا أن أسمعه منك. قال: سبيل الله هو علي -عليه السلام- وذريته، وسبيل الله: من قتل في
.!!( ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله) انتهى( ٣٥٦
- هل كان الصحابي الجليل جابر بن عبد الله جاهلًا بسبيل الله حتى يستفتي التابعي الباقر عن معناه؟؟.. أم أن
الحبكة الشيعية اقتضت إقحام اسم جابر لإشاعة الولاية الشيعية؟؟
- سبيل الله لا يتجسم في مخلوق. نعم، كان علي بن أبي طالب عاملًا في سبيل الله، لتكون كلمة الله هي العليا..
وقد استشهد في سبيل الله -رضي الله عنه وأرضاه- ولكن ليس هو بعينه سبيل الله، ولا يخفى هذا على جابر ولا على
الباقر، لكنه التلبيس الشيعي ليا بألسنتهم جذبا إلى ولاية خادعة.
سادسا: الولاية الترابية:
- هذا الجذب الخادع إلى ولاية التشيع، وما أكثره!! تحريفا وليا لآيات الله عن مواضعها، قالوا عن واقعة ما علق
بجسم وملابس الإمام علي من تراب في المسجد حال نومه على أرضه زاهدا متواضعا، وما كناه به لذلك رسول الله
٣٥٥ ) وصفوه بأنه: (شيخ من مشايخ الشيعة وركن من أركان الشريعة رئيس المحدثين، والصدوق فيما يرويه عن الأئمة المعصومين، )
ولد بدعاء صاحب الأمر صلوات الله عليه، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر، وصفه الإمام في التوقيع الخارج من الناحية المقدسة
بأنه فقيه خير مبارك.) انتهى ص ١٥ من المرجع السابق... وإمعانا في التضليل أورد هذا -الكذوب- الحديث المذكور تحت:
(باب معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.) ص ١٧٨ - إنه
من أعيان تنظيمام الخفية بالقرن الرابع الهجري.
٣٥٦ ) "معاني الأخبار" المدعو الصدوق الشيعي -ص ١٦٧ تحت (باب معنى سبيل الله) وقال تحته أيضا: (عن الحسن بن راشد قال: )
سألت أبا الحسن العسكري عليه السلام بالمدينة عن رجل أوصى بماله في سبيل الله؟ قال: سبيل الله شيعتنا.) انتهى... تحريض على
بذل المال ناحيتهم المقدسة!! القابعة في الخفاء بعنوان: خمس الإمام... يتقوون به على هدم الدين... مما سنبينه تفصيلًا بعون الله.
مازحا معه متلطفا، حيث ناداه بأبي تراب، قالوا وافتعلوا حول ذلك روايتهم التالية: (عن أبي قتادة القمي رفعه ،
إلى أبي عبد الله -عليه السلام- لم كنى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عليا -عليه السلام- أبا تراب؟ قال:
لأنه صاحب الأرض، وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها، وإليه سكوا، ولقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه
وآله وسلم- يقول: إذا كان يوم القيامة، ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة علي، من الثواب والزلفى
والكرامة، قال: يا ليتني كنت ترابا، أي يا ليتني كنت من شيعة علي، وذلك قوله -عز وجل-: ﴿وييقُقُقُولُ لُ لُالْلْلْكَ كَ كَاففرييا
.!!( َلَلَلييتنِنِنِيكُ كُ كُنتت تتررابا﴾ انتهى( ٣٥٧
-فإذا كان علي بن أبي طالب، صاحب الأرض وبه بقاؤها، وإليه سكوا!!.. فها هو قد مات كما يموت غيره،
وما زالت الأرض باقية وساكنة، أم أنه لم يمت، وفيه الجزء الإلهي، وهو الذي يجيء في السحاب.. كما قال ابن
سبأ؟!!
- وهل معنى أبي تراب، أن الإمام علي هو أبو الشيعة، حتى يتمنى الكافر أن يكون من أبنائه، الذين هم تراب؟!!
- إن معنى: ﴿وييقُقُقُولُ لُ الْلْلْكَ كَ كَاففر ييا َلَلَلييتنِنِنِي كُ كُنتت تترراببا﴾ [النبأ: ٤٠ ]: ويتمنى الكافر أنه لم يخلق ولم يكلف، ويقول:
يا ليتني كنت ترابا حتى لا أحاسب ولا أعاقب، قال المفسرون: وذلك حين يحشر الله الحيوانات يوم القيامة فيقتص
.( للجماء من القرناء، وبعد ذلك يصيرها ترابا، فيتمنى الكافر أن لو كان كذلك حتى لا يعذب( ٣٥٨
- فهل الإمام علي هو أبو تلك الحيوانات الصائرة إلى تراب؟!!.. أم أنه التلبيس الشيعي الفاضح الذي قصدوا به
تكفير من عداهم فأدىم إلى وصف أنفسهم؟؟!!
سابعا: الولاية وخير العمل:
- وابتدعوا في محاولة الجذب إلى الولاية الشيعية عبارة: (حي على خير العمل) ينادونا ضمن أذان الصلوات،
بعد حي على الفلاح، قاصدينا (الولاية)!!!.. زاعمين أن (الصادق عليه السلام سئل عن معنى: حي على خير
٣٥٧ ) ما زلنا مع المعاني التي يشيعها (صدوق) الشيعة في كتاب "معاني الأخبار" ص ١٢٠ تحت (باب معنى أبي تراب)- هذا القمي )
ابن بابويه من مؤصلي أفكار زعيمهم ابن سبأ.
والآية الكريمة التي حرفوا معناها هي آخر سورة النبأ.. وهذا الإفك نسبه الراوي إلى ابن عباس -رضي الله عنه.
، ٣٥٨ ) "صفوة التفاسير" محمد علي الصابوني -دار القلم بيروت ومكتبة جدة- ط خامسة ١٤٠٦ ه ١٩٨٦ م- ج ٣ ص ٥١٠ )
.٥١١
العمل؟ فقال: خير العمل الولاية)( ٣٥٩ )، وزاعمين (عن محمد بن مروان عن أبي جعفر قال: أتدري ما تفسير حي على
خير العمل؟ قلت: لا، قال: دعاك إلى البر، أتدري بر من؟ قلت: لا، قال: دعاك إلى بر فاطمة وولدها عليهم
!!( السلام.) انتهى( ٣٦٠
- لم يكن الباقر، ولا ابنه الصادق، من أهل البدع، ليبتدعوا إضافة إلى أذان بلال -رضي الله عنه- بين يدي
جدهما -عليه الصلاة والسلام. ولم يكن لتلك العبارة وجود في عهدهما لا على مآذن الدولة الأموية .. ولا مآذن
الدول العباسية.. لكنه التزوير الخائب.
- وبر فاطمة وولدها رضي الله عنها وعنهم، يكون باتباع سنة أبيها وجدهم، دون السقوط في هاوية الولاية
.( الشيعية، ودون إماتة السنة وإحياء البدعة، برفع تلك العبارة، من فوق مآذن البلاد المنكوبة بالعقائد الشيعية( ٣٦١
ثم هلم بنا إلى شق الولاية الثاني: شق تكفير الأمة.. ليكتمل لدينا مغزى الشق الأول، ونعي معنى القولة الشيعية:
(لا ولاء إلا ببراء) حتى لا ينخدع عاقل بدعوى الولاية الشيعية لآل البيت، تلك الدعوى الماكرة، الخالعة لدين الله
تعالى من جذوره، ولنا عودة بمشيئة الله إلى النظر في الولاية الشيعية، لنراها قد تطورت، فانتقلت من الاثني عشر إلى
فقهاء التشيع، في نظريتهم باسم: (نظرية ولاية الفقيه).
. ٣٥٩ )"معاني الأخبار" ابن بابويه القمي -صدوق الشيعة- ص ٤١ )
. ٣٦٠ ) المرجع السابق ص ٤٣ )
٣٦١ ) مما قاله موسى جار الله، عن تلك البلاد، الرافعة لشعار الولاية الهدام: (أرى المساجد في بلاد الشيعة متروكة مهملة، وصلاة )
الجماعة فيها غير قائمة، والأوقات غير مرعية، والجمعة متروكة تماما، وأرى المشاهد والقبور معبودة.) تعبيرا عن واقع بلاد (حي
على خير العمل) التي أضافت بدعة (علي ولي الله) إلى الشهادتين. انظر: "الوشيعة في نقد عقائد الشيعة" ص ٢٧ ، وانظر: "الشيعة
والتصحيح: الصراع بين الشيعة والتشيع" العلامة الدكتور موسى الموسوي.. شيعي، يحاور تصحيح بعض عقائد الشيعة وخصص
ربع كتابه لشئون التصحيح ط ١٤٠٨ ه ١٩٨٨ م ناقش فقهاء الشيعة، مستنكرا إضافة شهادة ثالثة: (أشهد أن عليا ولي الله) إلى
الشهادتين في الأذان- ص ١٠٤ إلى ١٠٦ - ومما قاله: (الشهادة الثالثة دخلت في أذان الصلوت بعد الغيبة الكبرى، ولكنها لم تظهر
ظهورا رسميا على مسرح الأحداث المذهبية إلا بعد أن أدخل الشاه إسماعيل الصفوي إيران في التشيع، وأمر المؤذنين بإدخال
الشهادة الثالثة في أذان الصلوات ومن على المآذن... ومنذ ذلك الحين ومساجد الشيعة في العالم تسير على الطريقة التي نماها
ووسعها الشاه الصوفي) ص ١٠٤ - وبعد أن أبدى يأسه من رجوع الشيعة عن بدعتهم قال: (لو كان الإمام علي على قيد الحياة،
ويسمع اسمه يذكر على المآذن في أذان الصلاة، لأجرى الحد على المسبب، والمباشر معا، فما بالنا نحن نؤدي عملًا في سبيل علي
. وهو لا يرتضيه.) ص ١٠٦
* * *
المبحث الرابع
تكفير الأمة
المذهب الشيعي يقول بفكر المسلمين من غير الشيعة، الحاضرين والماضين.. فالمسلمون في رأيهم كفار، سواء
أكانوا حكاما أو محكومين.. والذي أدىم إلى ذلك، أم يجعلون الإيمان بإمامة علي ومن حددوه من ذريته جزءًا
من الإيمان، كالإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فمن لم يؤمن بإمامة الأئمة من أهل البيت الذين
عينوهم، لم يكن مؤمنا ولذلك كفروا الصحابة، الذين قالوا بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان، وكفروا هؤلاء الخلفاء؛
لأم أخذوا ما ليس لهم من الإمامة، وكفروا المسلمين الذين أقروا إمامة أبي بكر وعمر وعثمان، الحاضرين والماضين
الذين لا يقولون بالإمامة الشيعية ولا يجعلوا أصل الدين، كفروا المسلمين الذين لا يأخذون بالولاية الشيعية، ولا
يجعلوا مع الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، كفروا حكام المسلمين، وجعلوهم أهل جور؛ لأم لم يستمدوا
حكمهم من الأئمة المعصومين، وجعلوا الرعية كفارا لأم اتبعوا أئمة الجور، ولم يؤمنوا بالإمامة، والولاية الشيعية.
.!!؟؟( فمن أين جاء الشيعة بعقيدة تكفير الأمة، وما حولها من لعن سلف الأمة وخلفها( ٣٦٢
٣٦٢ ) مما قاله موسى جار الله عن تجواله في بلاد الشيعة طوًلا وعرضا: (أكره شيء أنكرته في بلاد الشيعة، هو لعن الصديق، )
والفاروق، وأمهات المؤمنين: السيدة عائشة والسيدة حفصة، ولعن العصر الأول كافة، في كل خطبة، وفي كل حفلة ومجلس، في
البدء والنهاية، وفي ديابيج الكتب والرسائل، وفي أدعية الزيارات كلها، حتى في الأسقية، ما كان يسقي ساق إلا ويلعن، وما كان
يشرب شارب إلى ويلعن، وأول كل حركة، وكل عمل هو الصلاة على محمد وعلى آل محمد واللعن على الصديق، والفاروق،
وعثمان، الذين غصبوا حق أهل البيت وظلموهم... وهو عندهم أعرف معروف، يلتذ به الخطيب، ويفرح عنده السامع، وترتاح
إليه الجماعة، ولا ترى في مجلس أثر ارتياح إلا إذا أخذ الخطيب في اللعن، كأن الجماعة لا تسمع إلا إياه، أو لا تفهم غيره.) انظر
. كتابه: "الوشيعة في نقد عقائد الشيعة" تحقيق وتعليق وتقديم جماعة من كبار العلماء -مكتبة الكليات الأزهرية- القاهرة- ص ٢٧
المطلب الأول
ابن سبأ المبدع الأول للتكفير واللعن
١- ابن سبأ هو حامل لواء التكفير الأول؛ إذ كان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة
.( من أعدائه، وكاشف مخالفيه، وكفرهم على حد تعبير الكشي- الشيعي( ٣٦٣
٢- ابن سبأ ُأس الفتنة، الذي تناول أمر الأمة، نسابا الظلم إلى كل من أنكر بدعة الوصية، بزعم وثوب
.( الغصب من الخلفاء الثلاثة ضد رابعهم، حتى أوسع الأرض بذلك إذاعة( ٣٦٤
٣- ابن سبأ إمام ورائد جميع فرق الشيعة، منهم فرقة يقال لهم: (الكاملية أصحاب أبي كامل) الذي أكفر
جميع الصحابة بتركهم بيعة علي -رضي الله عنه- وطعن في علي أيضا بتركه طلب حقه، ولم يعذره في
القعود، حتى أكفروا عليا بترك قتالهم، فالصحابة كلهم عند هؤلاء مرتدون عن الدين وحكمهم حكم
.( أهل الردة( ٣٦٥
.( ٤- ابن سبأ الذي طاف بلاد المسلمين، ليلفتهم عن طاعة الأئمة ويلقي بينهم الشر( ٣٦٦
٥- وعندما بلغ الإمام علي -كرم الله وجهه- أن ابن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-
دعا به ودعا بالسيف، وهم بقتله، فشفع فيه أناس، فقال: والله لا يساكنني ببلد أنا فيه، فسيره إلى
.( المدائن( ٣٦٧
٦- عندما دخل سويد بن غفلة، على علي بن أبي طالب في إمارته، وقال له: إني مررت بنفر يذكرون أبا
بكر وعمر، يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك، منهم عبد الله بن سبأ -أول من وقع في أبي بكر وعمر-
فكان رد علي -رضي الله عنه-: ما لي ولهذا الخبيث الأسود، معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن
الجميل، ثم سيره إلى المدائن، وقال: والله لا يساكني في بلد أبدا، ثم ض إلى المنبر حتى اجتمع الناس،
. ٣٦٣ ) "رجال الكشي" ط مؤسسة الأعلمي كربلاء عراق- ص ١٠١ )
. ٣٦٤ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ ص ٣٤١ ،٣٤٠ )
٣٦٥ ) انظر: "أصول الدين" لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي ص ٣٣٢ ، وانظر "الملل والنحل" الشهرستاني - )
ص ١٧٥ ،١٧٤ عن فرقة الكاملية تحت أصناف الغالية التي ألقى بذرا وتزعمها ابن سبأ.
. ٣٦٦ ) "ذيب تاريخ دمشق الكبير" لابن عساكر - ج ٧ ص ٤٣١ )
. ٣٦٧ ) المرجع السابق -ج ٧- ص ٤٣٣ )
فذكر القصة في ثنائه عليهما بطوله، وفي آخره: ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد
.( المفتري( ٣٦٨
٧- ابن سبأ الذي فتح باب التكفير لمثل (أبي منصور العجلي) صاحب فرقة المنصورية الشيعية، الذي كان
يأمر أصحابه بخنق من خالفهم وقتلهم بالاغتيال، ويقول: (من خالفكم فهو كافر مشرك فاقتلوه، فإن
هذا جهاد خفي)، الزاعم أن جبريل -عليه السلام- يأتيه بالوحي من عند الله -عز وجل- وأن الله
.( بعث محمدا بالتتريل وبعثه هو -يعني نفسه- بالتأويل( ٣٦٩
ابن سبأ هذا هو المبتدع الأول في تكفير الأمة الإسلامية ولعن أهلها.
***
. ٣٦٨ ) "لسان الميزان" أحمد بن علي بن حجر العسقلاني -ج ٣ -ص ٢٩٠ )
٣٦٩ ) "فرق الشيعة" للنوبختي (الشيعي) ص ٣٩ ،٣٨ - (زعم أبو منصور -الشيعي هذا- أن الله -عز وجل- عرج به إليه فأدناه منه )
وكلمه ومسح يده على رأسه وقال له بالسرياني: أي بني، وذكر أنه نبي ورسول وأن الله اتخذه خليلًا، وكان من أهل الكوفة من
عبد القيس وله فيها دار وكان منشأه بالبادية، وكان أميا لا يقرأ، فادعى بعد وفاة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، أنه فوض
إليه أمره وجعله وصيه من بعده، ثم ترقى به الأمر إلى أن قال: كان علي بن أبي طالب نبيا ورسوًلا وكذا الحسن، والحسين، وعلي
. بن الحسين، ومحمد بن علي، وأنا نبي ورسول والنبوة في ستة من ولدي يكونون بعدي أنبياء آخرهم القائم.) انتهى ص ٣٩ ،٣٨
هذا الشيعي التابع لأفكار ابن سبأ... ساق الإمامة إلى الخامس... وجعلهم أنبياء مرسلين... ثم نسب إلى نفسه النبوة وإلى ستة
من أبنائه آخرهم القائم... وكفر الأمة!!... فمن غير ابن سبأ الذي فتح ذلكم الباب -باب الشر- باب التفكير وادعاء النبوة؟
المطلب الثاني
صياغة فكرة ابن سبأ في
نصوص عقائدية
برع الشيعة في صياغة فكرة إمامهم ابن سبأ تكفيرا وسبا ولعنا، لخير أمة أخرجت للناس؛ لأمة الإسلام؛ أمة نبينا
محمد عليه صلاة الله وسلامه!! فهيا ننظر في نصوصهم من أوثق كتبهم.
أوًلا: من مات ولم يعرف إمام زمانه كافر في عرف الشيعة:
معرفة الإمام عندهم هي معرفة الاثني عشر، حتى الغائب الموهوم الثاني عشر!! .. فمن لم يكن إماميا اثني عشريا،
يدين بالولاية الشيعية فهو عندهم كافر.
- قالوا: (عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله -عليه السلام-: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله
وسلم- من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم، قلت: جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه؟ قال:
.!!( جاهلية كفر ونفاق وضلال.) انتهى( ٣٧٠
- أي أنه من لا يعرف ويقر ويعترف، حاليا في عصرنا هذا، بأن إمامة طفل غائب في السرداب، فهو في نظر
الشيعة: كافر منافق ضال جاهلي.. حتى ولو أقر بإمامة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام!!.
ثانيا: من سمع من غير باب الاثني عشرية مشرك في العرف الشيعي:
ولماذا هذا التكفير؟ لضم المسلمين إلى السمع والطاعة لمن هم وراء الإمام، مثل الشيعي: المفضل بن عمر -
الوضاع- الذي وضع على لسان من جعلوه إمامهم السادس روايتهم التالية:
(عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله -عليه السلام-: من دان الله بغير سماع عن صادق، ألزمه الله البتة إلى
العناء، ومن ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله فهو مشرك، وذلك الباب المأمون على سر الله المكنون.)
.( انتهى( ٣٧١
. ٣٧٠ ) "الأصول من الكافي" الكليني (الشيعي) ج ١ ص ٣٧٧ )
٣٧١ ) المرجع السابق -ج ١- ص ٣٧٧ تحت باب: (من مات وليس له إمام) كتاب الحجة. )
- سمى أتباع ابن سبأ أنفسهم: الباب المأمون على سر الله المكنون، فمن سمع من غيرهم فهو مشرك!! ومن دان
بغير الأكاذيب والافتراءات، التي وضعوها على ألسنة الأئمة فهو مشرك!!.
ثالثًا: منكر الإمامة الاثني عشرية عندهم كافر ضال من أهل الجور وعبادته ساقطة:
- قالوا: (عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر -عليه السلام- يقول: كل من دان الله بعبادة يجهد فيها
نفسه، ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير، والله شانئ لأعماله، ومثله كمثل شاة ضلت عن
راعيها وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع من غير راعيها، فحنت إليها واغترت
ا، فباتت معها في ربضتها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت ذعيرة متحيرة، فبينا هي
كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، كذلك والله يا محمد، من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله -عز وجل-
ظاهرا عادًلا أصبح ضالا تائها، وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور
وأتباعهم لمعزولون عن دين الله، وقد ضلوا وأضلوا، فأعمالهم التي يعملوا كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف لا
.!!( يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد.) انتهى( ٣٧٢
- واضح أن حزب ابن سبأ الذي اخترع الوصية والإمامة والولاية، يهدد المسلم المتدين اتهد في العبادة بعدم
قبول سعيه، وبالوقوع في الحيرة والضلال، وببغض الله لأعماله، إذا أنكر الوصية والإمامة والولاية، ولم يتخذ الاثني
عشر له دينا، الاثنا عشر الذين اتخذهم الحزب أئمة بزعم أم تعينوا من عند الله.. واستتر في ظلهم يضرب الأمثال
على لسان خامسهم.
- ثم من هم أئمة الجور؟.. إم في نظر الحزب الشيعي جميع ما عدا الاثني عشر، وعلى رأس أئمة الجور عندهم:
الراشدون الثلاثة السابقون للإمام علي، إذ غصبوا حق وصيه وإمامه وولايته في زعم الحزب الشيعي الذي عزلهم
وأتباعهم عن دين الله، وجعلهم جميعهم ضالين مضلين، أعمالهم كرماد، لكفرهم بالوصية والإمامة والولاية الشيعية.
رابعا: نفي العتاب عن الاثني عشرية ولو انعدم عندهم الصدق والأمانة والوفاء، ونفي الدين عمن تولى أبا
بكر وعمر:
٣٧٢ ) المرجع السابق -ج ١- ص ٣٧٥ ،٣٧٤ تحت باب: (فيمن دان الله -عز وجل- بغير إمام من الله جل جلاله) كتاب الحجة. )
- لا بأس عند شيعة حزب ابن سبأ، من تحريف معنى آية من كتاب الله، لياا إلى أهدافهم، والذي سنعاين منه
الكثير.. فلأجل تكفير الأمة التي تتولى أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- وضعوا قاعد شيعية مؤداها: أنه لا دين لمن
دان الله بولاية أبي بكر وعمر، ولا عتب على من دان بولاية الاثني عشر، ثم وضعوا قاعدم على لسان من اتخذوه
إماما سادسا قالوا: (عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله -عليه السلام- إني أخالط الناس فيكثر عجبي
من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا -أي: أبا بكر وعمر- لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم
تلك الأمانة ولا الوفاء والصدق؟!! قال: فاستوى أبو عبد الله -عليه السلام- جالسا، فأقبل علي كالغضبان، ثم قال:
لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله، قلت: لا دين
!!( لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ قال: لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء.) انتهى( ٣٧٣
خامسا: العبث بكلام الله لتكفير من عداهم:
وبعد التأكيد الشيعي لتلك القاعدة الهدامة، الداعية إلى نبذ الأمانة والصدق والوفاء، تلك القاعدة التي قررها ابن
أبي يعفور على لسان السادس -الغضبان- راح ابن أبي يعفور يعبث بكلام الله تعالى على لسان هذا الغضبان قائلًا: (ثم
قال -أي جعفر الصادق في زعم ابن أبي يعفور-: ألا تسمع لقول الله -عز وجل-: ﴿اللهللهُللهُُوولليي الَّلَّلَّذذ ينن آممنواييخخ رِرِرِ ج جههم
من الظُّظُّلُُّلُلُمم اتت ِإِإِإَلَلَلى الننورِرِرِ﴾ يعني: من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله، وقال:
﴿والَّلَّلَّذذ ينن كَ كَفَفَفَررواَأَأَأوو لليياؤؤهم الطَّطَّاَّاغُغُغُوتت ييخخ رِرِرِ ج جوننههم من الننورِرِرِِإِإِإَلَلَلى الظُّظُّلُُّلُلُمم اتت ﴾ إنما عنىذا أم كانوا على نور الإسلام
فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله -عز وجل- خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر،
.!!( ٣٧٤ ) انتهى( ٣٧٥ )[ فأوجب الله لهم النار مع الكفار ف ﴿ُأُأُأوَلَلَلئئك َأَأَأصص ح ابب الننارِرِرِههم فيههاخخ اللدد ونَ نَ نَ﴾ [البقرة: ٢٥٧
سادسا: قاعدة اثنا عشرية دم البر والتقوى وتحرض على الظلم والإساءة:
- وتأكيدا وتثبيتا لقاعدة هدم البر والتقوى وضع الحزب الشيعي على لسان أبي عبد الله جعفر -السادس-
رواية: (عن عبد الله ابن سنان، عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: إن الله لا يستحي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس
. ٣٧٣ ) المرجع السابق -ج ١ -ص ٣٧٥ )
٣٧٤ ) الفقرات الثلاث المذكورة، والتي عبث بمعناها ابن أبي يعفور، وحرفها إلى الولاية وتكفير الأمة، هي ضمن تلك الآية الكريمة. )
٣٧٥ ) "الأصول من الكافي" الكليني الشيعي -ج ١ ص ٣٧٦ ،٣٧٥ ، باب: (فيمن دان الله -عز وجل- بغير إمام من الله) كتاب )
الحجة.
من الله وإن كانت في أعمالها بارة تقية، وإن الله ليستحي أن يعذب أمة دانت بإمام من الله، وإن كانت في أعمالها
.!!( ظالمة مسيئة.) انتهى( ٣٧٦
- بل بلغتم الجرأة أن نسبوا قاعدم إلى الله تعالى، على لسان أبي جعفر -الخامس- بوضعهم الرواية التالية:
(عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: قال الله تبارك وتعالى: لأعذبن كل رعية في الإسلام
دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله، وإن كانت الرعية في أعمالها بارة تقية، ولأعفون عن كل رعية في الإسلام
.!!( دانت بولاية كل إمام عادل من الله وإن كانت الرعية في أنفسها كظالمة مسيئة.) انتهى( ٣٧٧
سابعا: مؤدى النصوص الشيعية والسر الكامن في صياغتها:
- فهيا يا شيعة إلى الكذب والخيانة، ونقض الوفاء، وهيا إلى الظلم والإساءة، ولماذا تكبلون أنفسكم بالبر وتقوى
الله؟!! .. تحرروا من الخوف من الله، لا عليكم لوم، ولا عتب عليكم، ولا عليكم إلا أن تضعوا في قلوبكن ولاية
الاثني عشر -الذين تعينوا من الله عليكم أئمة- ولا عليكم مع تلك الولاية إلا أن تضعوا بجوارها في قلوبكم العداء
والبغض لفلان وفلان -وأنتم أذكياء تعلمون أما أبو بكر وعمر- لأما كفار، وجميع من والاهما وترضى عليهما
كفار -إا أمة الكفر إذا آمنتم بذلك يا شيعة وجعلتم الولاية والبراءة، هما دينكم فلا عذاب عليكم، فالعفو الشامل
في انتظاركم ودعوا الأغبياء أتباع فلان وفلان، يجهدون أنفسهم بالعبادة، فإم أصحاب النار هم فيها خالدونَ، فهيا
إلى الذنوب والمعاصي، إلى التحرر من تكاليف شرع فلان وفلان، هيا إلى نور الولاية ولا عليكم بعدها، فالإمام قسيم
.( الجنة والنار، ويدخلكم الجنة دون حساب !!( ٣٧٨
- أليس ذلك يا أهل الإسلام، يا من توالون أبا بكر وعمر وعثمان وعليا.. وتترضون عليهم هو لسان حال
أمثال تلك النصوص الشيعية الموضوعة على ألسنة الأئمة؟
. ٣٧٦ ) المرجع السابق -ج ١ -ص ٣٧٦ )
. ٣٧٧ ) المرجع السابق -ج ١ -ص ٣٧٦ )
٣٧٨ ) انظر "معاني الأخبار" لابن بابويه القمي (الشيعي) ص ١١٧ ،٥٢ ، (وهناك المزيد عن الإمام قسيم الجنة والنار - يدخل فيهما )
من يشاء) عند بحث ماهية العصمة الشيعية.
- ومن هنا نعي مقدما، قبل التفاصيل المسطورة بعون الله في كتابنا هذا ثم في رسالتنا بعده، السر الكامن خلف
رفع مقام الإمام إلى مقام العصمة النبوية، ثم إضافة أوصاف أخرى، لترفيع عصمة الإمام، إلى رتبة أعلى وأرفع من
رتبة النبوة، إلى رتبة عصمة التأليه كما سنرى.
- لكي يصدق المسلمون؛ إذ كيف يكذبون هؤلاء الأطهار من آل البيت؟ .. إن المسلمين يوقرون ويحبون آل
بيت نبيهم؛ لذا كانت سياسة الحزب استغلال هذا الحب والتوقير بنفخه بالعصمة؛ عصمة التأليه الرفيعة، لئلا يكذب
المسلمون ما ينساب إلى أسماعهم من لدن إمام معصوم، جعله الحزب الخفي حجة على العالمين، وعلى لسانه البريء
وضعت الروايات والقصص والأحاديث الهادمة لقيم وعقائد الإسلام، ولولا أن الله تعالى قيض لدينه طائفة ثبتها على
حق السنة والجماعة، لا يضرهم من خالفهم، لضاع الإسلام في غياهب كتب الشيعة.
ثامنا: الشيعة يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم.
يكفروم في نصوص كثيرة يصعب حصرها أذكر منها:
١) زعموا: (عن أبي عبد الله في قول الله -عز وجل- ﴿ِإنَّ الَّذين كَفَروا بعد ِإيماِنهِم ُثم ازدادوا كُفْرا لَّن تقْبلَ )
توبتهم﴾، قال: نزلت في فلان وفلان وفلان، آمنوا بالنبي -صلى الله عليه وآله- في أول الأمر وكفروا حيث عرضت
عليهم الولاية، حين قال النبي -صلى الله عليه وآله-: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين
عليه السلام، ثم كفروا حيث مضى رسول الله -صلى الله عليه وآله- فلم يقروا بالبيعة ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من
.( بايعوا بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء) انتهى( ٣٧٩
٢) لمز الشيعة أبا بكر وعمر وعثمان، خلفاء الرشاد بلقب: فلان وفلان وفلان - مع خلط كلام الله تعالى )
بلسان وضاع غير حافظ لكتاب الله، إذ كيف يخلط أبو عبد الله جعفر الصادق بين فقرتين من آيتين في آية واحدة؟
كان جعفر -رحمه الله- من حفاظ كتاب الله، ولم يجهل أن الله تعالى قال في سورة النساء: ﴿ِإنَّ الَّذين آمنوا ُثم
كَفَروا ُثم آمنوا ُثم كَفَروا ُثم ازدادوا كُفْرا لَّم يكُنِ اللهُ ليغفر َلهم ولاَ ليهديهم سِبيلًا﴾ [النساء: ١٣٧ ]، وقال في
. ٣٧٩ ) "الأصول من الكافي" الكليني -الشيعي- ج ١ ص ٤٢٠ )
سورة آل عمران: ﴿ِإنَّ الَّذين كَفَروا بعد ِإيماِنهِم ُثم ازدادوا كُفْرا لَّن تقْبلَ توبتهم وُأوَلئك هم الضالُّونَ﴾ [آل عمران:
.[٩٠
فلم يكن لهذا الحافظ خلط فقرة من هنا وأخرى من هناك، ليتوصلما إلى تكفير وزيري جده وزوج ابنتيه..
وفي هذا الخلط كفاية لفضح من هم خلف اسم جعفر الصادق -رحمه الله.
بنفي الإسلام عن وزيريه أبي بكر وعمر، إذ زعم ابن أبي يعفور ، ٣) وما كان جعفر الصادق مسيئا إلى جده )
-الشيعي- على لسانه القول: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله
!!!( ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما( ٣٨٠ ) في الإسلام نصيبا) انتهى( ٣٨١
٤) وما كان أبو عبد الله ينبز ويلمز أبا بكر وعمر وعثمان بألقاب الكفر والفسوق والعصيان، بما زعم )
الوضاعون على لسانه تأويلا باطلًا لكلام الله في روايتهم: (عن أبي عبد الله في قوله تعالى: ﴿وهدوا ِإَلى الطَّيبِ من
الْقَولِ وهدوا ِإَلى صراط الْحميد﴾ قال: ذاك حمزة، وجعفر، وعبيدة، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود، وعمار
هدوا إلى أمير المؤمنين -عليه السلام- وقوله: ﴿حبب ِإَليكُم الإِيمانَ وزينه في قُلُوِبكُم﴾ يعني: أمير المؤمنين ﴿وكَره
!!( ِإَليكُم الْكُفْر والْفُسوق والْعصيا َ ن﴾ الأول والثاني والثالث) انتهى( ٣٨٢
- نعم، هؤلاء السبعة من الأصحاب والآل، قد هدوا -رضي الله عنهم- إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط
الحميد، صراط الله وهو الجنة دار المتقين، وأرشدوا إلى الكلام الطيب والقول النافع، إذ ليس في الجنة لغو ولا
كذب( ٣٨٣ ) ... فهم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات الذين قال الله فيهم: ﴿ِإنَّ اللهَ يدخلُ الَّذين آمنوا وعملُوا
الصالحات جنات تجرِي من تحتها الأنهار يحلَّونَ فيها من َأساوِر من ذَ هبٍ وُلؤُلؤا ولباسهم فيها حرِير * وهدوا ِإَلى
.[٢٤ : الطَّيبِ من الْقَولِ وهدوا ِإَلى صراط الْحميد﴾ [الحج: ٢٣
٣٨٠ ) أي لأبي بكر وعمر. )
. ٣٨١ ) "الأصول من الكافي" الكليني -الشيعي- ج ١- ص ٢٧٤ ،٢٧٣ )
. ٣٨٢ ) المرجع السابق -ج ١ ص ٤٢٦ )
. ٣٨٣ ) "صفوة التفاسير" محمد علي الصابوني -ج ٢ ص ٢٨٧ )
أما أم هدوا فقط من السلف، فتخصيص شيعي دون مخصص، وكذا تجسيم الإيمان المحبب المزين في علي، أو
تجسيم صراط الحميد في شخصه، لتكفير وتفسيق أبي بكر، وعمر، وعثمان، ما هو إلا عدوان شيعي على الراشدين،
وعلى كتاب الله، وعلى أمة القرآن.
٥) وما كان أبو جعفر باقر العلم من أهل تحريف كلام الله وصولا إلى البراءة من أبي بكر وعمر وأشياعهما؛ إذ )
وضع الشيعة محاورة بينه وبين جابر بن عبد الله الصحابي -رضي الله عنهما- بينة البطلان في روايتهم: (عن جابر
قال: سألت أبا جعفر عن قول الله -عز وجل- ﴿ومن الناسِ من يتخذُ من دون اللهِ َأندادا يحبونهم كَحب اللهِ﴾
[البقرة: ١٦٥ ]... قال: هم والله أولياء فلان وفلان، اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما، فلذلك
قال: ﴿وَلو يرى الَّذين ظَلَموا ِإذْ يرونَ الْعذَاب َأنَّ الْقُوةَ للهِ جميعا وَأنَّ اللهَ شديد الْعذَابِ * ِإذْ تبرَأ الَّذين اتِبعوا من
الَّذين اتبعوا ورَأوا الْعذَاب وتقَطَّعت ِبهِم الأَسباب * وقَالَ الَّذين اتبعوا َلو َأنَّ َلنا كَرةً فَنتبرَأ منهم كَما تبرؤوا منا
١٦٧ ].ثم قال أبو جعفر - : كَذَلك يرِيهِم اللهُ َأعماَلهم حسرات علَيهِم وما هم ِبخارِجِين من النار﴾ [البقرة: ١٦٥
.( عليه السلام-: هم والله يا جابر، أئمة الظلمة وأشياعهم) انتهى( ٣٨٤
- فمن غير أعداء الإسلام، أتباع ابن سبأ، الذي فعل هذا التحريف العدواني؟ تحريفا معنويا، بل وتحريفا لفظيا
فيما يلي؟
تاسعا: الاثنا عشرية يحرفون آيات القرآن لحساب الولاية والتكفير:
١) هل كان باقر العلم، أبو جعفر بن علي زين العابدين، مدمرا لكتاب الله، بما زعمه الشيعة على لسانه في )
قولهم: (عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: نزل جبرئيلذه الآية هكذا: وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء
!!( فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين آل محمد نارا) انتهى( ٣٨٥
أضاف مدمروا كتاب الله (بولاية علي) داخل قوله تعالى: ﴿وَلقَد صرفْنا للناسِ في هذَا الْقُرآن من كُلِّ مَثلٍ فَأَبى
.[ َأكَْثر الناسِ ِإلَّا كُفُورا﴾ [الإسراء: ٨٩
٣٨٤ ) "الأصول من الكافي" الكليني -الشيعي- ج ١ - ص ٣٧٤ باب: (من ادعى الإمامة وليس لها بأهل ومن جحد الأئمة أو )
بعضهم ومن أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل).
. ٣٨٥ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٤٢٥ ،٤٢٤ )
كما أضافوا (في ولاية علي) (آل محمد) داخل قوله تعالى: ﴿وقُلِ الْحق من ربكُم فَمن شاءَ فَلْيؤمن ومن شاءَ
.[ فَلْيكْفُر ِإنا َأعتدنا للظَّالمين نارا َأحاطَ ِبهِم سرادقُها﴾ [الكهف: ٢٩
٢) وهل قلب أبو جعفر خطاب القرآن ضد اليهود، ليجعله في نحر أمة جده عليه صلاة الله وسلامه؟ ... ها هم )
الشيعة يزعمون ذلك في روايتهم على لسانه قالوا: (عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: نزل جبرئيل -عليه السلام-
ذه الآية على محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- هكذا: فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم
.( فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون) انتهى( ٣٨٦
،[ - الخطاب الموجه إلى اليهود في كتاب الله تعالى واضح في الآية: ﴿وِإذْ قُلْنا ادخلُوا هذه الْقَريَة﴾ [البقرة: ٥٨
الآية التي بدل اليهود قول الله فيها فوصفهم الله تعالى بقوله: ﴿فَبدلَ الَّذين ظَلَموا قَوًلا غَير الَّذي قيلَ َلهم فَأَنزلْنا علَى
.(٣٨٧)[ الَّذين ظَلَموا رِجزا من السماءِ ِبما كَانوا يفْسقُو َ ن﴾ [البقرة: ٥٩
- فهل حول الباقر الرجز الذي نزل على اليهود وجعله على أمة جده بزعم ظلم آل محمد حقهم؟ أم أن اليهود
هم الذين يحاولون بمثل تلك الروايات رد الحربة التي رشقها القرآن في صدورهم إلى صدر أمة الإسلام؟
٣) وهل تجرأ جعفر بن الباقر على تدمير آيات كتاب الله بحشر (ولاية علي) في التتريل، وكأن الكتاب لم يترل )
إلا لتلك الولاية؟!
... حلف الشيعة بالله تعالى على لسان -السادس- بالرواية التالية: (عن أبي بصير، عن أبي عبد الله -عليه
ثم قال: كذا والله نزلا .« سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع » : السلام- في قول الله تعالى
!!( جبرئيل -عليه السلام- على محمد -صلى الله عليه وآله وسلم) انتهى( ٣٨٨
٤٢٤ تحت باب (فيه نكت ونتف من التتريل في الولاية) دمر به - ٣٨٦ ) "الأصول من الكافي" الكليني - الشعيي- ج ١- ص ٤٢٣ )
الكليني آيات الله تدميرا.
٣٨٧ ) (وخبر عصيان اليهود لنبيهم، وجبنهم عن دخول الأرض المقدسة، وارتدادهم على أدبارهم خاسرين، وتحريمها عليهم يتيهون )
في الأرض أربعين سنة، وبراءة موسى من فسقهم) في الآيات من ٢٠ إلى ٢٦ من سورة المائدة.
. ٣٨٨ ) "الأصول من الكافي" الكليني -الشيعي- ج ١ - ص ٤٢٢ )
- هل تجرأ جعفر، على الافتراء على الله وكتابه، وعلى جبرئيل، وعلى جده بحشر (ولاية علي) في قوله تعالى:
٣٨٩ )؟!! ... أم أن الكليني، الشيعي، صاحب )[٢ : ﴿سأَلَ سائلٌ ِبعذَابٍ واقعٍ * للْكَافرِين َليس َله داف ع﴾ [المعارج: ١
كافي الشيعة، هو الذي افترى؟!!.. إنه بافترائه الذي قصد به تكفير الأمة، قد وصم الإمام جعفر بالكفر.
٤) ذاك واضح كذلك في نص الكليني الموضوع: (عن أبي عبد الله -عليه السلام-: ذلكم بأنه إذا دعي الله )
.( وحده وأهل الولاية كفرتم) انتهى( ٣٩٠
أقحم لفظ (وأهل الولاية) مع الله وحده في قوله تعالى: ﴿ذَلكُم ِبأَنه ِإذَا دعي اللهُ وحده كَفَرتم وِإن يشرك ِبه
تؤمنوا﴾ [غافر: ١٢ ]، وإن إضافة أهل الولاية مع الله وحده، لهو الشرك الذي آمن به الوضاعون.
٥) هؤلاء الوضاعون العابثون بآيات الله، هم الذين ألبسوا إيمام بظلم أبي بكر وعمر، وليس من والاهما؛ حيث )
وضعوا الرواية التالية:
(عن أبي عبد الله -عليه السلام- في قول الله -عز وجل-: ﴿الَّذين آمنوا وَلم يلِْبسوا ِإيمانهم ِبظُلْ ٍ م﴾ [الأنعام:
٣٩١ ) قال: بما جاء به محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- من الولاية، ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان، فهو )[٨٢
.( الملبس بالظلم) انتهى( ٣٩٢
.(٣٩٣)[ - المعلوم أن الظلم في الآية بمعنى الشرك بدليل قوله تعالى: ﴿ِإنَّ الشرك َلظُلْم عظي م﴾ [لقمان: ١٣
٣٨٩ ) كما رأينا حرف الشيعة هنا نص هاتين الآيتين بحشر (ولاية علي) وهناك عنهما تحريف شيعي آخر في سبب الترول، إذ زعموا )
أن المدعو: الحرث بن النعمان الفهري وهو بالأبطح، في غدير خم، اعترض على النبي بقوله: رفعت بضبعي ابن عمك تفضله
علينا، ثم ولى قائلا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو آتنا بعذاب أليم، فرماه الله بحجر
فسقط على هامته وخرج من دبره فقلته وأنزل الله: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين الآية... وقد رد ابن تيمية -رحمه الله- هذا
الزعم بأن الأبطح في مكة، وليس في غدير خم، وأن سورة سأل سائل مكية باتفاق أهل العلم نزلت قبل الهجرة، وقوله تعالى:
﴿وِإذْ قَاُلوا اللَّهم ِإن كَانَ هذَا هو الْحق من عن دك فَأَ مطر علَينا﴾ الآية ٣٢ من سورة الأنفال، نزلت ببدر بالاتفاق قبل غدير خم
بسنين كثيرة، وهذا المذكور ليس له ذكر في أسماء الصحابة الذين ذكروا في شيء من الحديث حتى في الأحاديث الضعيفة…إلخ
. انظر: "منهاج السنة" ج ٤ ص ١٤ ،١٣
. ٣٩٠ ) "الأصول من الكافي" الكليني -الشيعي- ج ١ ص ٤٢١ )
. ٣٩١ ) انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ج ٢ ص ١٣٤ ،١٣٣ )
. ٣٩٢ ) "الأصول من الكافي" الكليني -الشيعي- ص ٤١٣ )
- أما تفسير الظلم بكونه ولاية أبي بكر وعمر في مواجهة الإيمان بكونه ولاية علي، فلم يفتر به أحد سوى
الكليني وشيعته أتباع ابن سبأ، الرافعون لشعار لا ولاء إلا ببراء، الذين كفروا الناس باسم وصية النصب، إذ نصبوا
عليا علَما بين الله وخلقه (فمن عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن جهله كان ضالا، ومن نصب معه شيئا
كان مشركا، ومن جاء بولايته دخل الجنة) انتهى( ٣٩٤ )!! وروايتهم عن أبي جعفر أيضا: (إن عليا باب فتحه الله فمن
.( دخله كان مؤمنا، ومن خرج منه كان كافرا) انتهى( ٣٩٥
عاشرا: الاثنا عشرية يحتكرون الجنة ويلعنون الأمة ويشبهون أهلها بالخنازير والهمج:
- هذا الكليني -الإيراني- الذي ألف كتابه في عشرين سنة، الذي زعموا أنه قد عرض على القائم -الموهوم-
فاستحسنه وقال: كاف لشيعتنا( ٣٩٦ )!! هو بعينه الذي لعن الأمة وشبه أهلها بالخنازير في روايته التي حاولا إثبات
غيبة القائم -الموهوم- قال: (عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله -عليه السلام- يقول: إن في صاحب هذا
الأمر شبها من يوسف -عليه السلام- قال: قلت له: كأنك تذكره حياته أو غيبته؟ قال: فقال لي: وما ينكر من ذلك
هذه الأمة أشباه الخنازير، إن أخوة يوسف -عليه السلام- كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف وبايعوه،
وخاطبوه، وهم أخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال: أنا يوسف، وهذا أخي، فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن
!!( يفعل الله بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف) انتهى( ٣٩٧
- إذا كان أبو عبد الله جعفر، سليل بيت النبوة، قد اعتبر أمة الإسلام خنازير ملعونة، فمن أي أمة هو؟ ثم ما
وجه الشبه بين قصة يوسف -عليه السلام- الثابتة في كتاب الله، وبين قصة طفل مزعوم غاب في الخامسة من عمره
بالقرن الثالث الهجري، وما زال حيا إلى يومنا هذا، يمشي في أسواقنا ويطأ بسطنا في الزعم الشيعي؟
.٣٨١- ٣٩٣ ) انظر تفسيرها في تفسير ابن كثير المذكور - ج ٣ - ص ٣٨٠ )
. ٣٩٤ ) "الأصول من الكافي" الكليني -الشيعي- ج ١- ص ٤٣٧ )
. ٣٩٥ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٤٣٧ )
٣٩٦ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٢٥ من تقديم الشيعي المدعو علي محفوظ، الذي يفتخر في ص ٢٨ باحتواء الكافي على )
١٦١٩٩ حديًثا بما يزيد على ما في الصحاح الست.
. ٣٩٧ ) المرجع السابق -ج ١- ص ٣٣٧ ،٣٣٦ )
- لا وجه إلا حرقة الكليني من أمة الإسلام، التي نفس عنها باللعن داخل صفحات أوثق كتب الشيعة، حيث
أوهم أم خلقوا من طينة النور، وأن غيرهم همج إلى النار بقوله على لسان أبي عبد الله: (إن الله خلقنا من نور
عظمته، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقا وبشرا
نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا، وأبدام من طينة مخزونة
مكنونة أسفل من ذلك الطينة، ولم يجعل الله لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء؛ ولذلك صرنا نحن وهم
!!( الناس، وصار سائر الناس همج للنار وإلى النار) انتهى( ٣٩٨
حادي عشر: الاثنا عشرية يعتبرون أنفسهم عربا وغيرهم حشرات:
- هذا صدوق الشيعة -ابن بابويه القمي- يجعل الناس سوى الشيعة ذبابا وبقا في قوله: (عن محمد بن علي -
عليه السلام- قال: نحن العرب وشيعتنا منا وسائر الناس همج أو هبج، قال: قلت: وما الهمج؟ قال: الذباب، قلت:
!!( وما الهبج؟ قال: البق) انتهى( ٣٩٩
- وكيف يكون القمي -الأعجمي الشيعي- من العرب؟!!. لا مشكلة عند المستترين تحت السنة الأئمة، إذ
وضعوا: (عن ضريس بن عبد الملك قال: سمعت أبا عبد الله -عليه السلام- يقول: نحن قريش، وشيعتنا العرب،
وعدونا العجم) انتهى( ٤٠٠ )!! وبذلك يكون القمي الإيراني الفارسي عربيا، وعدوه معاوية بن أبي سفيان -رضي الله
عنه- أعجميا في عرف الشيعة.
٣٩٨ ) المرجع السابق- ج ١- ص ٣٨٩ - مما قاله الشيعة في وصف هذا الكليني -لاعن الأمة- وكتابه: (سيرة الكليني معروفة في )
التواريخ وكتب الرجل والمشيخات الحديثية، وكتابه النفيس الكبير الكافي رزق فضيلة الشهرة والذكر الجميل وانتشار الصيت مدد
رواة آثار النبوة، ودعاة علم آل محمد -صلى الله عليه وآله- وحماة شريعة آل البيت، ونقلة أخبار الشيعة…إلخ) ص ٨ من
التقديم - فهل من شريعة أهل البيت لعن الأمة!!؟
٣٩٩ ) "معاني الأخبار" ابن بابويه القمي -الشيعي- ص ٤٠٤ هذا القمي المعروف عندهم بالصدوق قالوا عنه: (أبو جعفر نزيل )
الري، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، ورد بغداد ٣٥٥ ه وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن، كان جليلا حافظا
للأحاديث ولد -قدس سره- هو وأخوه بدعوة صاحب الأمر على يد السفير الحسين بن روح) انتهى ص ١٣ ،١٠ مما يوحي لنا
نحن بأن سره المقدس عندهم هو أنه ربيب تنظيمات الخفاء.
٤٠٠ ) المرجع السابق ص ٤٠٤ ،٤٠٣ باب (نوادر المعاني). )
- ثم ذهب القمي بن بابويه إلى التكفير بقوله: (عن أبي الحسن موسى -عليه السلام- قال: الناس ثلاثة: عربي،
!!( ومولى وعلج، فأما العرب فنحن، وأما المولى فمن والانا، وأما العلج فمن تبرأ منا وناصبنا) انتهى( ٤٠١
ثاني عشر: تكفير آل البيت عدا الاثنا عشر:
بزعمه أن جعفر الصادق قال: (كذب من زعم أنه يعرفنا وهو ،« لا ولاء إلا ببراء » : - القمي هذا من رواد
متمسك بعروة غيرنا) انتهى( ٤٠٢ )!! إنه من رواد تكفير الأمة المخالفة لهم، حتى إنه كفر أهل البيت المخالفين لمذهب
الاثنا عشرية!! بزعم أن جعفر الصادق حاور حمران بن أعين - الشيعي- في الحوار التالي: (يا حمران، مد المطمر بينك
وبين العالم، قلت: يا سيدي وما المطمر؟ فقال: أنتم تسمونه خيط البناء، فمن خالفك على هذا الأمر فهو زنديق.
.( فقال حمران: وإن كان علويا فاطميا؟ فقال أبو عبد الله -عليه السلام-: وإن كان محمديا علويا فاطميا) انتهى( ٤٠٣
- ثم البراءة من المخالفين، ولو كانوا من أهل في روايته: (عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله -عليه
السلام-: ليس بينكم وبين من خالفكم إلا المطمر، قلت: وأي شيء المطمر؟ قال: الذي تسمونه التر، فمن خالفكم
.( وجازه فابرؤوا منه، وإن كان علويا فاطميا.) انتهى( ٤٠٤
ثالث عشر: جعلوا الإيمان بالاثني عشر كالإيمان بالأنبياء مع تكفير ولعن الراشدين الثلاثة ومعاوية كأم
أوثان وتكفير عائشة وحفصة:
- صدوق الشيعة القمي هذا، قد جمع اللعن والبراءة والتكفير فيما جاء في رسالة عقائده حيث قال: (اعتقادنا في
الظالمين أم ملعونون والبراءة منهم واجبة... والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، ممن ادعى الإمامة وليس بإمام
فهو الظالم الملعون، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون.. واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين
والأئمة من بعده أنه بمترلة من جحد نبوة الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة،
٤٠١ ) المرجع السابق ص ٤٠٣ ، العلج بكسر العين الرجل الضخم من كفار العجم، أو مطلق الكفر. )
. ٤٠٢ ) المرجع السابق - ج ١- ص ٣٩٩ )
. ٤٠٣ ) المرجع السابق - ج ١- ص ٢١٣ )
٤٠٤ ) المرجع السابق - ج ١- ص ٢١٣ - التر بضم التاء وشد الراء: الخيط الذي يمد على البناء فيقدر به استقامته - والمطمر أيضا: )
خيط البناء.
أنه بمترلة من آمن بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد -صلى الله عليه وآله- وقال الصادق: المنكر لآخرنا كالمنكر
لأولنا... وقال الصادق: من شك في كفر أعدائنا والظالمين فهو كافر... واعتقادنا في البراءة أا من الأوثان الأربعة،
والإناث الأربع، ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأم شر خلق الله، ولا يتم الإقرار بالله ورسوله والأئمة إلا بالبراءة
.( من أعدائهم( ٤٠٥
...( - واضح أن الأوثان الأربعة عند الشيعة هم: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية -رضي الله عنهم-( ٤٠٦
والإناث الأربع هن: عائشة وحفصة من أمهات المؤمنين، مع امرأة نوح وامرأة لوط.
رابع عشر: دعاء عدواني بلعن أبي بكر وعمر وابنتيهما بتسمية: (دعاء صنمي قريش).
وها هي فقرات من دعاء لعن شيعي، يرددونه حال زيارام البدعية لمشاهد قبور الأئمة، يلعنون فيه أبا بكر
وعمر، خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين، مع لعن ابنتيهما عائشة وحفصة من أمهات المؤمنين.
٤٠٥ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" تأليف العلامة الأكبر -الشيعي- السيد عبد الله شبر دار الأضواء بيروت- ط أولى )
٢٧٦ - هذا الشبر سماه الشيعة (علامة أكبر، وحجة الإسلام، مولود في النجف - ١٤٠٤ هجرية، ١٩٨٣ م - ج ٢- ص ٢٧٥
١١٨٨ ه، ومات بالكاظمية بالعراق ١٢٤٢ ه علما من أعلام الشيعة) انظر ترجمته ج ١ ص ١٠ إلى ٢١ ، الزاعم بتخليد
أعداء الشيعة -النواصب- في النار ج ٢ ص ٢٧٣ إلى ص ٢٨٠ ، حيث زعم: (وقد ورد في الناصب ما ورد من خلوده في النار،
وقد روى بأسانيد كثيرة عنهم (ع): لو أن كل ملك خلقه الله -عز وجل- وكل نبي بعثه الله، وكل صديق، وكل شهيد، شفعوا
في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله -عز وجل- من النار ما أخرجه الله أبدا، وإن الله -عز وجل- يقول في كتابه: ﴿ماكثين
فيه َأبدا﴾ وقد روى بأسانيد معتبرة عن أبي عبد الله (ع) قال: ليس بالناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلًا يقول:
أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم، وهو يعلم أنكم تتولوننا وتتبرءون من عدونا) انتهى ص ٢٨٠ -ج ٢
وقد كان أيضا ابن سبأ صاحب فكرة تكفير الأمة، يتولى أهل البيت -نفاقا- ويتبرأ من أعدائهم الموهومين.
٤٠٦ ) انظر: "الوشيعة في نقد عقائد الشيعة" موسى جار الله في تقديم الشيخ محمد أحمد عرفة عضو جماعة كبار العلماء بمصر سابقا، )
حيث استشهد برسالة بديع الزمان الهمذاني ص ١٦ إلى ص ١٨ - لخصها في ص ١٨ بقوله: فهذا بديع الزمان يبين أن عضد
الدولة مع ما أوتيه من قدرة وسلطان عجز أن يصلح قم والكوفة، لما فسدتا بالتنازع بين السنة والشيعة، وهم أن يسبي ويفرض
الجزية على من لم يصلِّ التراويح، وتركها علامة الشيعة؛ لأن التراويح من فعل عمر، ثم يذكر أن صبيا في هراه كان ينشد: إن
محمدا وعليا لعنا تيما وعديا. وهما قبيلتا أبي بكر وعمر، وذلك ليشفوا صدورهم بالكتابة إن عجزوا عن التصريح، ثم ذكر حال
البلاد التي تشيع فيها هذه المقالة من فساد وانتهاب. ثم ذكر أن الرفض بدأ في الكوفة بالنياحة على الحسين، وهذا أمر هين، ثم
تدرج بتناول معاوية، فرضي قوم وسخط آخرون، ثم تدحرجوا إلى عثمان، فنفرت الطباع، وكان الصراع والوقاع، ثم ارتقى
السب إلى الشيخين أبي بكر وعمر، فكانت الطامة الكبرى.
وقد أطلق الشيعة على دعائهم العدواني، اسم: (دعاء صنمي قريش).
اللهم العن صنمي قريش وجبتيها ) : قال الشيعة، أهل اللعن، ناسبين إفكهم إلى ابن عباس وإلى النبي
وطاغوتيها وإفكيها، وابنتيهما، اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا
دينك، وحرفا كتابك.. اللهم العنهما وأتباعهما وأولياءهما وأشياعهما ومحبيهما، فقد أخربا بيت النبوة، وردما
بابه، ونقضا سقفه واستأصلا أهله، وأبادا أنصاره، وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه ووارث علمه، وجحدا
إمامته، وأشركا برما، فعظم ذنبهما، وخلِّدهما في سقر... اللهم العنهم بعد كل منكر أتوه... وفرض غيروه...
وكافر نصروه، وإمام قهروه ... وخير بدلوه، وكفر نصبوه، وكذب دلسوه، وإرث غصبوه... وسحت أكلوه،
وخمس استحلوه... اللهم العنهم بعدد كل آية حرفوها، وفريضة تركوها وسنة غيروها... اللهم العنهم في مكنون
السر وظاهر العلانية، لعنا كثيرا أبدا دائما دائبا سرمدا لا انقطاع لعدده، ولا نفاذ لأمده، لعنا يعود أوله ولا
ينقطع آخره لهم ولأعوام وأنصارهم ومحبيهم ومواليهم، والمسلمين لهم، والمائلين إليهم، والناهقين باحتجاجهم...
.( اللهم عذم عذابا يستغيث منه أهل النار... إلخ) انتهى( ٤٠٧
كفىذا التكفير واللعن دليلا على: نجاح ابن سبأ في سلخ قطاع الشيعة، بجميع فرقهم، عن جسم أمة الإسلام
وما سطرناه في كتابنا وفي رسالتنا بعده من أدلة أخرى فهو فضل.
ثم إلى عقيدة... الرجعة... التي ألفها، وابتكرها، وابتدعها، أهل التشيع، خصيصا للانتقام من أعيان أمة الإسلام.
٤٠٧ ) "تحفة العوام" مطابق فتاوى: (آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي -مد ظله العالي- آية الله العظمى السيد روح الله )
الخميني -مد ظله العالي- آية الله العظمى السيد محسن الحكيم الطباطبائي -مد ظله العالي) حيدري كتب خانه بمبى الهند - ص
٤٢٣ ،٤٢٢ ،٤٢١ ، هؤلاء الثلاثة أصحاب فتوى هذا اللعن، هم من كبار مراجع التشيع في القرن الذي نعيشه.
المبحث الخامس
الرجعة الشيعية الاثنا عشرية
المسلمون يؤمنون باليوم الآخر، يوم البعث، يوم النشور، يوم القيامة... إذ إن الإيمان باليوم الآخر من عناصر
.( الإيمان المعلومة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره( ٤٠٨
والقرآن الكريم لم يذكر رجعة، وحياة ثانية، إلا في يوم القيامة، وطالبنا بالإيمانا...
قال تعالى بعد بيان مراحل خلق الإنسان: ﴿ُثم ِإنكُم بعد ذَلك َلميتونَ * ُثم ِإنكُم يوم الْقيامة تبعُثو َ ن﴾ [المؤمنون:
.(٤٠٩)[١٦ :١٥
لكن الشيعة جعلوها رجعتين؛ رجعة البعث، ورجعة أخرى إضافية قبل البعث، حيث يتم فيها إحياء أئمة الشيعة
وأعيام، لا لشيء إلا الانتقام من أهل السنة والجماعة وأعيام.
فمن أين جاءوا بتلك العقيدة؟!! وكيف صاغوها؟ .... هذا ما نبحثه الآن بعون الله في مطلبين:
المطلب الأول: فكرة ابن سبأ حول رجعة الأموات.
المطلب الثاني: رجعة الأموات الاثنا عشرية الانتقامية.
. ٤٠٨ ) "شرح العقيدة الطحاوية" للعلامة ابن أبي العز الحنفي - ص ٤٥٦ إلى ٤٧٥ )
.١٥ - ٤٠٩ ) مراحل الخلق بالآيات ١٢ )
المطلب الأول
فكرة ابن سبأ حول رجعة الأموات قبل البعث
أولا: الحقد اليهودي الدفين ضد العرب:
نذكر بما جاء عن ابن سبأ اليهودي في كتب الشيعة، وكتب السنة، من فقرات، حول الرجعة الشيعية، والتي
أوحت إلى الشيعة عقيدم... وأول ما نذكر به الحقد السبئي الدفين ضد العرب.
١- (فرقة ابن سبأ- قالت: إن عليا لم يقتل ولم يمت، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه.. أصحاب عبد الله
.( بن سبأ، كان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، وتبرأ منهم) انتهى( ٤١٠
واضح أن دافع استنكار موت الإمام هو الحقد الدفين في صدر ابن سبأ ضد العرب. لم يشف صدره ما سال من
دمائهم الزكية في وقعة الجمل ووقعة صفين، بعد إراقة دماء ذي النورين الطاهرة، التي كان هو وتنظيمه وفرقته خلف
فتنة إراقتها وإسالتها.
لم يشف ذلك غله، فتمنى مزيدا من الفتن بين العرب بعصا الإمام التي استتر في ظلها وراح يؤكد وينشر عدم
موته حتى يملك الأرض.
٢- (ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن، قال للذي نعاه: كذبت، ولو جئتنا بدماغه في سبعين صرة،
وأقمت على قتله سبعين عدلا لعلمنا أنه لم يمت، ولم يقتل حتى يملك الأرض) انتهى( ٤١١ ). ولماذا يا ابن سبأ تؤكد
وتصر على عدم موت علي بن أبي طالب، وقد سكن قلبه، وصعدت روحه إلى باريها راضية مرضية؟.
٣- أجاب وفرقته: (قالوا: إنا نعلم أنه لم يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بسيفه وسوطه، كما قادهم بحجته)
.( انتهى( ٤١٢
. ٤١٠ ) "فرق الشيعة" النوبختي -الشيعي- ص ٢٢ )
. ٤١١ ) المرجع السابق ص ٢٣ )
. ٤١٢ ) "المقالات والفرق" الأشعري القمي -الشيعي- ص ٢١ )
هذا هو التعليل: رغبة الانتقام من العرب، بالعصا والسوط والسيف رغبة اليهود التاريخية التي لا تفتر ضد العرب،
المبعوث منهم خاتم المرسلين، النبي العربي عليه صلوات الله سلامه.
٤- رغبة ضرب العرب بعضهم ببعض، أمنية تقتيل العرب بعضهم بعضا.. بتوهم فكرة رجعة أموات العرب،
ليسوقهم أحدهم علي بن أبي طالب العربي بعصاه وسوطه وسيفه.. تلك الفكرة العدوانية، التي تعجب منها ابن عباس
-رضي الله عنه.
كما قرر ابن أبي الحديد: (فلما قتل أمير المؤمنين -عليه السلام- أظهر ابن سبأ مقالته، وصارت له طائفة وفرقة
يصدقونه، ويتبعونه، وقال لما بلغه قتل علي: والله لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة، لعلمنا أنه لم يمت، ولا يموت،
حتى يسوق العرب بعصاه، فلما بلغ ابن عباس ذلك قال: لو علمنا أنه يرجع لما تزوجنا نساءه ولا قسمنا ميراثه)
.( انتهى( ٤١٣
ثانيا: الاعتقاد الصحيح بحياة المسيح ونزوله آخر الزمان:
١- المعلوم في عقيدة الإسلام، أنه من علامات الساعة الكبرى: نزول المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام- وقد
أشارت إلى ذلك الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.
٢- قال تعالى: ﴿وِإن من َأهلِ الْكتابِ ِإلاَّ َليؤمنن ِبه قَبلَ موته ويوم الْقيامة يكُونُ علَيهِم شهِيدا﴾ [النساء:
١٥٩ ]، أي: ما من أهل الكتاب إنسان إلا سيؤمن بعيسى قبل موته، ويوم القيامة سيشهد عيسى عليه. وقال تعالى:
﴿وِإنه َلعلْم لِّلساعة فَلاَ تمترنَّ ِبها﴾ [الزخرف: ٦١ ]، أي أن عيسى علامة على قرب الساعة، وهو الآن حي في
السماء، رفعه الله إليها بروحه وجسده خلافا لزعم أهل الكتاب، بقتله وصلبه.... بدليل قوله تعالى: ﴿وقَولهِم ِإنا
قَتلْنا الْمسِيح عيسى ابن مريم رسولَ اللهِ وما قَتلُوه وما صلَبوه وَلكن شبه َلهم وِإنَّ الَّذين اختلَفُوا فيه َلفي شك منه ما
.[١٥٨ : َلهم ِبه من علْمٍ ِإلاَّ اتباع الظَّن وما قَتلُوه يقينا * بل رفَعه اللهُ ِإَليه وكَانَ اللهُ عزِيزا حكيما﴾ [النساء: ١٥٧
٣- ونزوله -عليه السلام- قد تواترت به الأخبار، يترل إلى الأرض حكما عدلا، يحكم بشريعة سيد المرسلين
والذي نفسي » : كما صحت بذلك الأحاديث، فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن الرسول قال ، محمد
. ٤١٣ ) "شرح ج البلاغة" ابن أبي الحديد -الشيعي- ج ١ ص ٤٢٦ ،٤٢٥ )
بيده ليوشكن أن يترل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب، ويقتل الخترير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى
٤١٤ )... وضع الجزية أي إبطالها فلا يقبل من أحد )« لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها
إلا الإسلام.
.(٤١٥)« كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم » : وفي الحديث
٤- وقد ثبت في الصحاح أيضا أن عيسى هو الذي سيقتل الدجال وبعد أن تنتهي مهمة المسيح يموت فيصلي
.( عليه المسلمون( ٤١٦
ثالثا: تحريف ابن سبأ للعقيدة الصحيحة:
١- هذه العقيدة التي كان يعتقدها السلف، من واقع قرآم وأحاديث نبيهم، قد علم عنها ابن سبأ، وتسللا
إلى عقول العوام البسطاء... بمنطق: (العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمدا يرجع، وقد قال الله -عز
وجل-: ﴿ِإنَّ الَّ ذي فَرض علَيك الْقُرآنَ َلرادك ِإَلى معاد﴾ فمحمد أحق بالرجوع من عيسى... فقبل ذلك عنه،
!!( ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها.)انتهى( ٤١٧
٢- ابن كثير وصف فكرة ابن سبأ بقوله: (كان يهوديا فأظهر الإسلام، وسار إلى مصر، فأوحى إلى طائفة من
الناس كلاما اخترعه من عند نفسه، مضمونه أنه يقول للرجل: أليس قد ثبت أن عيسى ابن مريم سيعود إلى هذه
٤١٤ ) متفق عليه. )
٤١٥ ) أخرجه الشيخان وأحمد، والمراد بالإمام هنا المهدي -عليه السلام- قال الحافظ في فتح الباري: (تواترت الأخبار بأن المهدي )
من هذه الأمة، وأن عيسى -عليه السلام- سيترل ويصلي خلفه). ونرجئ بحث المهدي الآن حيث نحقق في أمره في عقيدة الغيبة
الشيعية.
٤١٦ ) "المهدي وأشراط الساعة" محمد علي الصابوني- طبع على نفقة المحسن الكبير السيد حسن عباس الشربتلي- ط أولى )
١٤٠١ ه ١٩٨١ م ص ٤١ ،٤٠ - وانظر: "التصريح فيما تواتر في نزول المسيح" للشيخ محمد شفيع مفتي باكستان - تحقيق
عبد الفتاح أبو غدة.
٤١٧ ) "تاريخ الطبري" ج ٤ - ص ٣٤٠ - والآية الشريفة برقم ٨٥ سورة القصص. )
أفضل منه، فما تنكر أن يعود إلى هذه الدنيا، وهو أشرف من الدنيا؟ فيقول الرجل: نعم، فيقول له: فرسول الله
!!( عيسى بن مريم -عليه السلام-... فافتتن بشر كثير من أهل مصر) انتهى( ٤١٨
٣- ابن سبأ، زعيم إفساد عقائد المسلمين، قد تجاهل أن شئون العقيدة توقيفية من عند الله تعالى، من واقع آيات
الله، ومن واقع الأحاديث النبوية الصحيحة، فقط، ولا اجتهاد فيها لبشر، فلا يقاس النبي محمد على النبي عيسى
عليهما السلام؛ إذ إن نبينا محمد -عليه صلاة الله وسلامه- قد مات، وصعدت روحه إلى باريها، وهو آمن على
فراشه، ودفن جسده الشريف في الحجرة النبوية الشريفة، أما المسيح -عليه السلام- فلم يمت ولم يقتل، وكان اليهود
يطاردونه لصلبه فأخفاه الله تعالى عنهم، ورفعه إليه بروحه وجسده، واختصه بالترول إلى الأرض بين يدي الساعة في
رجعة خاصة به وحده دون سائر البشر.
٤- وشتان بين عقيدة المسلمين في نزول عيسى -عليه السلام- بين يدي الساعة، وبين عقيدة اليهود والنصارى،
بأن النبي إيليا قد رفع إلى السماء وأنه لا بد أن يعود إلى الأرض في آخر الزمان، لإقامة دعائم الحق والعدل( ٤١٩ )، دون
عيسى الكاذب في نظر اليهود، وابن الله المصلوب لتكفير خطايا البشر في زعم النصارى.
٥- وإذا كان اليهودي ابن سبأ، إمام أهل الالتواء، قد برر قوله في أدمغة البسطاء، بأن محمدا ليس أقل من
أنه صاحب الكوثر، وهو أول من ينشق عه القبر يوم عيسى، فإن أشرف المرسلين غني عن التواء تبريره، ويكفيه
نفخة البعث.
٦- ثم إن الراجح في تفسير قوله تعالى: ﴿ِإنَّ الَّ ذي فَرض علَيك الْقُرآنَ َلرادك ِإَلى معاد﴾ [القصص: ٨٥ ].. أن
الذي أنزل عليك يا محمد القرآن وفرض عليك العمل به لرادك إلى مكة كما أخرجك منها في الموعد الذي قدره، وفي
الوقت الذي فرضه في يوم الفتح، وإنك اليوم لمخرج منها مطارد، ولكنك غدا منصور وإليها عائد، وهذا وعد من الله
.( بفتح مكة، ورجوعه -عليه السلام- إليها بعد أن هاجر منها( ٤٢٠
٤١٨ ) "البداية والنهاية" لابن كثير ج ٨ - ص ١٦٧ وما بعدها. )
. ٤١٩ ) انظر عن أصل الفكرة: "ضحى الإسلام" أحمد أمين - ج ٣ - ص ٢٣٧ )
. ٤٢٠ ) "في ظلال القرآن" سيد قطب - ج ٥ - ص ٢٧١٥ ، "صفوة التفاسير" الصابوني - ج ٢- ص ٤٤٨ )
٧- لكن ابن سبأ، قدوة أهل التحريف، قد لوى عنق الآية إلى رجعة مزعومة، ما أنزل اللها من سلطان، فشق
طريق التحريف، لجميع من جاء بعده من شيعته، الزاعمين أم شيعة أهل البيت.
٨- قال أحمد أمين: (والحق أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد، ومن
كان يريد إدخال تعاليم آبائه، من يهودية ونصرانية وزرادشتية.. إلى قوله: كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت
.( ستارا، يضعون وراءه كل ما شاءت أهواؤهم فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة)( ٤٢١
رابعا: ابن سبأ وجه فكرته وتحريفه وحقده إلى رجعة انتقامية.
بدأ ابن سبأ بفكرة رجعة النبي، ثم ثنى بفكرة رجعة الإمام علي، وثلث بفكرة تشبيه الإمام بعيسى، زاعما رفعه
إلى السماء، ويجيء في السحاب، والرعد صوته، والبرق سوطه( ٤٢٢ ).... جاء في دائرة المعارف: (فلما قتل علي زعم
ابن سبأ أن المقتول ليس عليا وإنما كان شيطانا تصور للناس في صورة علي، وأن عليا صعد إلى السماء كما صعد
إليها عيسى بن مريم -عليه السلام- وقال: كما كذبت اليهود والنصارى في دعواها قتل عيسى، كذلك كذبت
النواصب والخوارج في دعواها قتل علي، وإنما رأت النصارى شخصا مصلوبا شبهوه بعيسى، كذلك القائلون بقتل
علي رأوا قتيلا يشبه عليا، فظنوا أنه علي وعلي قد صعد إلى السماء، وأنه سيترل إلى الدنيا وينتقم من أعدائه+ وزعم
بعض السبئية أن عليا في السحاب، وأن الرعد صوته، ومن سمع منهم صوت الرعد قال: (السلام عليك يا أمير
المؤمنين) انتهى( ٤٢٣ )!! وقال المقريزي: (المعروف بابن السوداء السبئي.... وأحدث القول برجعة علي بعد موته إلى
الدنيا، وبرجعة رسول الله أيضا، وزعم أن عليا لم يقتل وأنه حي، وأن فيه الجزء الإلهي، وأنه هو الذي يجيء في
السحاب، وأن الرعد صوته والبرق سوطه، وأنه لا بد أن يترل إلى الأرض فيملأها عدلا كما ملئت جورا)
.( انتهى( ٤٢٤
. ٤٢١ ) "فجر الإسلام" أحمد أمين ص ٢٧٦ )
.١٠٢٨ - ٤٢٢ ) انظر: "أصول الدين" لعبد القاهر بين طاهر التميمي ص ٣٣٢ ، "تاريخ العلامة بن خلدون" ج ٢ - ص ١٠٢٧ )
.١٩ - ٤٢٣ ) "دائرة معارف القرن العشرين" محمد فريد وجدي - ج ٥ ص ١٧ )
. ٤٢٤ ) "المواعظ والاعتبار" المقريزي - ج ٢ ص ٣٥٧ ،٣٥٦ - وانظر: "الأنساب" للسمعاني - ج ٧ - ص ٢٤ )
بعدما استعرضنا فكرة الرجعة الشيعية، وأشرنا إلى من أحدثها، هيا ننظر كيف تم صب فكرة ابن سبأ في قالب
عقيدة شيعية على ألسنة الأئمة، بغيا وعدوانا على سلف الأمة، وعلى كتاب الله.
المطلب الثاني
رجعة الأموات الاثنا عشرية الانتقامية
أولا
ماهيتها الانتقامية في العقيدة الشيعية
١- قال الشيعة: (الرجعة عبارة عن حشر قوم عند قيام القائم، ممن تقدم موم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب
نصرته ومعونته، ويبتهجوا بظهور دولته، وقوم من أعدائه لينتقم منهم، وينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب والقتل
على أيدي شيعته، وليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته، وهي عندنا تختص بمن محض الإيمان ومحض
.( الكفر، والباقون مسكوت عنهم) انتهى( ٤٢٥
٢- إنا رجعة الانتقام؛ انتقام الشيعة من أهل السنة والجماعة؛ لشفاء الغليل بتعذيب وقتل من خالف الشيعة!!
٣- ثم نفهم من ذلك أن رجعة الأموات إلى الحياة قبل البعث في عقيدة الشيعة، تكون مع رجعة الثاني عشر
الغائب، الذي أبدعوا عنه العجائب، ولكوننا نبحث الرجعة بعد التكفير، لندلل على ابتداعها خصيصا، للانتقام من
سلف الأمة؛ لذا نرجئ الكلام عن القائم الموهوم إلى بحث عقيدة الغيبة الشيعية؛ غيبة الثاني عشر الصغرى والكبرى،
ونركز الآن على رجعة الانتقام.
. ٤٢٥ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" عبد الله شبر -الشيعي- ج ٢ ص ١٠ )
ثانيا
نفْيهم الإيمان عمن لا يؤمن
برجعتهم الانتقامية
١- ورجعة الانتقام جزء من الإيمان الشيعي، وأكد الشيعة رجعتهم بنفي صفة التشيع عمن لا يؤمنا، قالوا:
(عن الصدوق في كتاب صفات الشيعة عن الصادق (ع) قال: من أقر بسبعة أشياء فهو مؤمن، وذكر منها الإيمان
بالرجعة. وعن الرضا (ع) قال: من أقر بتوحيد الله. وأقر بالرجعة والمتعتين، وآمن بالمعراج والمسألة في القبر، والحوض
والشفاعة، وخلق الجنة والنار، والصراط والميزان والبعث، والجزاء والحساب، فهو مؤمن حقا، وهو من شيعتنا أهل
.( البيت) انتهى( ٤٢٦
٢- هكذا أيدوا فكرة ابن سبأ، بجعل الإيمان بالرجعة، كالإيمان بالبعث ومشاهد القيامة سواء. هددوا بالأئمة في
قولهم: (تضافرت الأخبار عن الأئمة الأطهار (ع): ليس منا من لا يؤمن برجعتنا، ففي الفقيه عن الصادق (ع) قال لي
منا من لا يؤمن بكرتنا ويستحلّ متعتنا.) انتهى( ٤٢٧ ). وبقولهم: (أصل الرجعة حق لا ريب فيه، ولا شبهة تعتريه،
.( ومنكرها خارج عن ربقة المؤمنين، فإا من ضروريات مذهب الأئمة الطاهرين.) انتهى( ٤٢٨
. ٤٢٦ ) المرجع السابق - ج ٢- ص ٣٤ )
. ٤٢٧ ) المرجع السابق - ج ٢- ص ١٠ )
. ٤٢٨ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٥٥ ،٥٤ )
ثالثا
أصناف الراجعين بعد الموت في الزعم الشيعي
١- الرجعة الشيعية المبتكرة، لا تكون لكل الناس، بل تكون لفريقين، فريق الإيمان المحض الذي يعتبرون أنفسهم
داخلين فيه بجملتهم، وفريق الكفر المحض الذي يدخلون فيه أهل السنة والجماعة!! والباقي المسكوت عنهمائم وهمج
... وهناك الفريق الثالث... المعدود المحدود الراجعون إلى الدنيا بعد موم، لا لشيء إلا لمباشرة التعذيب والتنكيل،
والقتل والتقتيل، لشفاء الغليل... وذاك الفريق الأخير هم الأئمة فقط لا غير، هم الذين يعلمون دون سائر البشر.
٢- زعموا: ... (عن أبي جعفر -عليه السلام- في قوله -عز وجل-: ﴿هلْ يستوِي الَّذين يعلَمونَ والَّذين لاَ
يعلَمونَ ِإنما يتذَكَّر ُأوُلو الألْبا ِ ب﴾ [الزمر: ٩]، قال: نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولوا
.( الألباب) انتهى( ٤٢٩
٣- ثم قالوا بعد تقسيمهم الثلاثي هذا: (إنما يرجع إلى الدنيا عند قيام القائم من محض الإيمان محضا، أو محض
الكفر محضا، وأما سائر الناس ممن سوى هذه الفرق الثلاث فبهائم وسباع وهمج رعاع ومقلدة وأتباع وغثاء، من أهل
!!( النقل ارد ومحض السماع، لا يعبأم، ولا يعتني بشأم، وإن كانوا من المنسوبين إلى العلم) انتهى( ٤٣٠
٤٢٩ ) "الحجة البيضاء في ذيب الإحياء" المدعو المولى محسن الكاشاني المتوفى ١٠٩١ ه - الشيعي الموصوف بقولهم: (المحقق العظيم )
والمحدث الكبير، الحكيم المتأله محمد بن المرتضى" صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري - مؤسسة الأعلمي بيروت - ط ثانية
. ١٤٠٣ ه- ١٩٨٣ م- ج ٤ - ص ٣٧٢
. ٤٣٠ ) المرجع السابق - ج ٤- ص ٣٧٢ )
رابعا
البغض الشيعي يتبلور ضد قريش
١- بلور الشيعة بغض ابن سبأ للعرب، فجعلوه في قريش، أشراف العرب وبيضة الإسلام... فصاغوا طائعين
لإيحاء ابن سبأ على لسان أبي جعفر الباقر القول: (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما
يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من
.( الناس: هذا ليس من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم) انتهى( ٤٣١
٢- وزعموا عن أبي جعفر أنه قال: (إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش، فضرب أعناقهم، ثم
.( خمسمائة أخرى، حتى يفعل ذلك ست مرات، قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال: نعم منهم، ومن مواليهم)( ٤٣٢
٣- ومثل ذلك ما رووه عن جعفر أيضا أنه قال: (إذا خرج القائم لم يكن بينه وبن قريش إلا السيف، ما يأخذ
.( منها إلا السيف، وما يستعجلون بخروج القائم؟ وما هو إلا السيف، والموت تحت ظل السيف) انتهى( ٤٣٣
٤- وعلى لسانه أيضا قالوا: (إن القائم يسير في العرب في الجفر الأحمر قلت: جعلت فداك، وما الجفر الأحمر؟
.( قال: فأمر إصبعه على حلقه قال: يعني الذبح) انتهى( ٤٣٤
٥- ووضعوا على لسانه البرئ أيضا في رجعة القائم القول: (إنه يخرج موتورا غضبانا أ سفًا ... يجرد السيف على
عاتقه ثمانية أشهر، يقتل هوجاء، فأول ما يبدأ ببني شيبة، فيقطع أيدهم ويعلقها في الكعبة، وينادي مناديه: هؤلاء
.( سراق الله، ثم يتناول قريشا فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف) انتهى( ٤٣٥
. ٤٣١ ) "الغيبة" للنعماني -الشيعي- ص ٢٣٣ )
. ٤٣٢ ) المرجع السابق - ص ٢٣٥ ، وانظر: "الإرشاد" للمفيد ص ٣٦٤ ، "وأعلام الورى" الطبري ص ٤٦١ )
.٢٣٤ - ٤٣٣ ) "الغيبة" للطوسي -الشيعي- ص ٢٣٣ )
. ٤٣٤ ) "بحار الأنوار" للمجلسي -الشيعي- ج ١٣ - ص ١٨١ )
٤٣٥ ) "الغيبة" للنعماني - ص ٣٠٨ . انظر: "الشيعة والتشيع فرق وتاريخ" لإحسان إلهي ظهير - ص ٣٧٧ ،٣٧٦ حيث علق - )
رحمه الله- بقوله: (فانظر الحقد والوتر على العرب عامة وعلى قريش خاصة، وهل هناك شك بعد ذلك في يهودية القوم
ومجوسيتهم، وتأسيس اليهودية والعنصر الإيراني لعقائدهم ومعتقدام).
خامسا
الإفصاح الشيعي عن الغل الموروث عن ابن
سبأ ضد العرب وأهل السنة:
١- ذلك كله ضد العرب النواصب في نظر الشيعة، أفصح به الشيعة عن الغل والكمد، الكامن في صدورهم،
الموروث عن زعيمهم ابن سبأ، أورد الكليني محدث القوم وبخاريهم قال: (عن سلام بن المستنير قال: سمعت أبا جعفر
-عليه السلام- يحدث: إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب فإن دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه، أو يؤدي
.( الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة، ويشد على وسطه الهميان، ويخرجهم من الأمصار إلى السواد) انتهى( ٤٣٦
٢- عبرت هذه الرواية عن كراهة الشيعة، لتشريع الجزية على أهل الكتاب في دار الإسلام، مع التعبير عن أمنية
ضرب الجزية على أعناق النواصب، المخالفين لتنظيمات الشيعة.
٣- وفي رواية لهم أخرى، جعلوا السيف في رقاب العرب، دون قبول الجزية ودون الاستتابة، زعموا عن أبي
.( جعفر القول: (يقوم القائم بأمر جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، ولا يستتيب أحدا) انتهى( ٤٣٧
٤- ولم تعجبهم سنة النبي السمحة، فصوروا قائمهم معاكسا لسنة النبي في صياغة سؤال من زرارة (الشيعي)
وجهره إلى أبي جعفر أيضا: (أيسير بسيرة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: هيهات يا زرارة، ما يسير بسيرته،
قلت: جعلت فداك لم؟ قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سار في أمته بالمن،؛ كان يتألف الناس،
.( والقائم يسير بالقتل، بذاك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحدا) انتهى( ٤٣٨
٥- هذا هو قائم الشيعة، الثاني عشر، الذي يتعجلون فرجه، أول الراجعين للانتقام من العرب، بالذبح والتقتيل،
لا يرجع من موته كما يرجع الباقون بل يرجع من غيبته الكبرى ، ليملأ الأرض قتلًا وتقتيلًا، بعد إقامة دولته الكوفية،
بادئا بنبش القبر النبوي، لإحياء أبي بكر وعمر، لقتلهما ثم صلبهما... كما سنرى حالا.
. ٤٣٦ ) "الروضة من الكافي" الكليني -الشيعي- ج ٨ ص ٢٢٧ )
. ٤٣٧ ) "الغيبة" النعماني -الشيعي- ص ٢٣٣ )
. ٤٣٨ ) المرجع السابق - ص ٢٣١ )
سادسا
جعلوا الكوفة هي عاصمة
رجعتهم الانتقامية
١- هكذا بلغ التطبيق الشيعي، لفكرة ابن سبأ، طورها إلى الحفيد الثاني عشر الموهوم لعلي بن أبي طالب، وكان
تطويرهم لفكرة زعيمهم بشكل أبشع!! في روايتهم المنسوبة إلى لسان جعفر الصادق، إجابة على تساؤلات افتعلها
المفضل بن عمر الشيعي في حديث طويل في ظهور القائم وكيفيته وعلاماته.. مما جاء فيه عن الكوفة.
٢- (قال المفضل: يا سيدي فأين تكون دار المهدي ومجتمع المؤمنين؟ قال: دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه
جامعها، وبيت ماله ومقتسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلوته الذكوات البيض من الغريين)
انتهى( ٤٣٩ )!!.. وبعد اختيار الشيعة لعاصمة ملك الموهوم التي كانت منبر الفتن في التاريخ الإسلامي، زينوها بالبركات
وقبول الدعوات، لترويج بضاعة العقائد الشيعية، من تحت ما انتشر فيها من قباب ومشاهد وأضرحة.
٣- (قال المفضل: يا مولاي، كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟ قال: إي والله لا يبقى مؤمن إلا كانا أو
حواليها، وليبلغن مربط شاه منها ألفي درهم، إي والله وليودن أكثر الناس أنه اشترى شبرا من أرض السبع بشبر من
ذهب، والسبع خطة من خطط همدان، ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، وليجاورن قصورها كربلاء، وليصيرن
الله كربلاء معقلا ومقاما تختلف فيه الملائكة، وليكونن لها شأن من الشأن، وليكونن فيها من البركات ما لو وقف
.( مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة) انتهى( ٤٤٠
سابعا
ورفعوا عاصمتهم الانتقامية فوق
قبلة الإسلام
. ٤٣٩ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" عبد الله شبر -الشيعي- ج ٢ - ص ٣٨ )
.٣٩ - ٤٤٠ ) المرجع السابق - ج ٢- ص ٣٨ )
١- ثم جعل شيعة ابن سبأ كوفتهم أجلَّ وأعلى من كعبة البيت الحرام: (ثم تنفس أبو عبد الله وقال: يا مفضل،
إن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء، فأوحى الله إليها أن اسكني كعبة ولا
تفتخري على كربلاء، فإا البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإا الربوة التي أوت إليها مريم
والمسيح، وفيها غسلت مريم عيسى واغتسلت من ولادا، إا خير بقعة عرج منها رسول الله وقت غيبته وليكونن
.( لشيعتنا فيها خيرة إلى ظهور قائمنا) انتهى( ٤٤١
أم غاب؟ وهل كان له عروج وقت غيبته؟ أم أا تعبير عن تعجب ابن سبأ من ، ٢- فهل مات رسول الله
رجوع عيسى وعدم رجوع محمد؟!! ثم إن موسى نودي من طور سيناء وليس من كربلاء، وربوة ولادة عيسى في
القدس وليست في كربلاء!! وهل كان يجهل جعفر الصادق ذلك، وقد ساقوا الرواية على لسانه؟ أم أنه التلبيس
الشيعي المكشوف، ليرفعوا به كوفة التشيع فوق قبلة المسلمين؟!!
ثامنا
حرفة العداء والبغضاء تؤدي بالشيعة إلى بشاعة
أمنية نبش القبر النبوي لصلب أبي بكر وعمر
١- وتستمر رواية نابشي القبور: (قال المفضل: يا سيدي، ثم يسير المهدي إلى أين؟ قال: إلى مدينة جدي رسول
الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فإذا وردها كان له فيها مقاما عجيبا، ويظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين.
قال المفضل: يا سيدي، ما هو ذاك؟ قال: يرد إلى قبر جده فيقول: يا معشر الخلائق هذا قبل جدي؟ فيقولون: نعم، يا
مهدي آل محمد. فيقول: ومن معه في القبر؟ فيقولون: صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر. فيقول وهو أعلمما،
والخلائق كلهم جميعا يسمعون: من أبو بكر وعمر؟ وكيف دفنا من بين الخلائق مع جدي رسول الله؟ وعسى المدفون
غيرهما؟ فيقول الناس: يا مهدي آل محمد ما ها هنا غيرهما، إما دفنا معه لأما خليفتاه وأبو زوجتيه. فيقول: هل
. ٤٤١ ) المرجع السابق - ج ٢- ص ٣٩ )
فيكم من يعرفهما؟ فيقولون: نعرفهما بالصفة وليس ضجيعا جدك غيرهما، فيقول: هل فيكم أحد يقول غير هذا
!!( ويشك في دفنهما هنا؟ فيقولون: لا. ) انتهى( ٤٤٢
٢- وكما علمنا فإن المؤمنين المسرورين بنبش قائمهم الموهوم هم الشيعة... أما الكافرون عندهم فهم كل من
والي الشيخين، الذين يسلمون عليهما بعد السلام على نبيهم، حال زيارم للمسجد النبوي .... ثم لماذا ذاك
الاستجواب؟ سؤال من الموهوم، وجواب من الناس؟!! إنه لتأكيد الحرقة والعدائية والاستنكار الشيعي، من جوار
الصاحبين لصاحبهما عليه صلاة الله وسلامه، وعليهما رضوان الله.
٣- ثم تأتي الرواية إلى النبش الشيعي: (فيأمر بعد ثلاثة أيام، ويحفر قبرهما، ويخرجهما، فيخرجان طريين،
.( كصورما في الدنيا فيكشف عنهما أكفاما، ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة، فيصلبهما عليها) انتهى( ٤٤٣
٤- من الذي قال ذلك؟!! الشيعة تقول: قائل ذلك هو جعفر الصادق، كبير آل البيت في عصره!!.. وهل
يصدق هذا الكلام من كان في قلبه ذرة من إيمان؟ الشيعة تقول: نعم صدقوه؛ لأن القائل هو الإمام المعصوم، عالم
الغيب، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى!!.. كيف ذلك والعصمة لا تكون إلا للأنبياء والمرسلين، ولا
يعلم الغيب إلا الله، وقد انتهى الوحي بموت خاتم الأنبياء والمرسلين؟... الشيعة تقول: العصمة ممتدة في الحجج الإلهية؛
الأئمة المعصومين!!.. الحجة على سائر البشر هما الكتاب والسنة فيهما الكفاية، الشيعة تقول: لا، ليس فيهما الكفاية،
فلا يفهمهما إلا الأئمة المعصومون، أهل البيت، وأهل البيت أدري بما فيه!!
٥- محاورة مع لسان حال الشيعة، نصلا مبكرا إلى فهم العلة من رفع مقام الإمام إلى رتبة العصمة، ثم طلائه
بأوصاف إلهية، كما سنرى تفصيلًا عما قريب بعون الله في أبحاث رسالة الدكتوراه.
٦- وفي الكتب الشيعية، لم يتفوه بتلك الرواية ابن سبأ، ولا أتباع ابن سبأ ولا تنظيمات ابن سبأ...إنما الذي
تفوها عندهم هو كبير عائلة أهل البيت (السادس) .. إذن يجب أن يكون معصوما، حتى يمكن تمرير مثل هذا الخبر
البشع، المعبر عن النقمة اليهودية ضد الإسلام وأهله.
. ٤٤٢ ) المرجع السابق - ج ٢- ص ٣٩ - وانظر: "الأنوار النعمانية" للجزائري -الشيعي- ج ٢ ص ٨٦ )
. ٤٤٣ ) "الأنوار النعمانية" الجزائري -الشيعي- ج ٢ - ص ٨٦ )
تاسعا
الموهوم الثاني عشر يفتن أهل ولاية أبي
بكر وعمر ثم يأمر الريح فتجعلهم
كأعجاز نخل خاوية
١- ونتحلى بالصبر مع بقية فقرات الرواية، حيث يطلب قائم الشيعة من أولياء أبي بكر وعمر، البراءة منهما
حال فتنة مزعومة، وهما مصلوبان أمواتا على الشجرة اليابسة، وعندما يأبون البراءة منهما يجعلهم أعجاز نخلة خاوية،
فإلى فقرم التالية:
٢- قالوا: (فتتحرك الشجرة وتورق وترفع ويطول فرعها، فيقول المرتابون من أهل ولايتهما: هذا والله الشرف
حقا ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما، فينشر خبرهما، فكل من في قلبه حبة خردل من محبتهما يحضر المدينة، فيفتنون
ما، فينادي منادي المهدي -عليه السلام-: هذان صاحبا رسول الله -صلى الله عليه وآله- فمن أحبهما فليكن في
معزل، ومن أبغضهما يكن في معزل، فيتجرأ الخلق جزأين، موال ومعاد، فيعرض على أوليائهما البراءة منهما،
فيقولون: يا مهدي، ما كنا نبرأ منهما وما كنا نعلم أن لهما عند الله هذه الفضيلة، فكيف نبرأ منهما وقد رأينا في هذا
الوقت من نضارما وغضاضتهما وحياة الشجرةما، بلى والله نبرأ منك وممن آمن بك وممن لا يؤمنما وممن
!!( صلبهما وأخرجهما وفعل ما فعلما. فيأمر المهدي عليه السلام ريحا فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية) انتهى( ٤٤٤
عاشرا
وصلت أمنية البشاعة الشيعية إلى إحياء أبي
بكر وعمر لحرقهما ونسفهما
١- وبعد انتهاء ذلك الجبار الموهوم من تلك الإبادة الشاملة لأهل السنة والجماعة، أولياء أبي بكر وعمر -رضي
الله عنهما- يتحول إليهما لحرقهما ونسفهما في اليم نسفا…في المزاعم الشيعية التالية:
. ٤٤٤ ) المرجع السابق - ج ٢- ص ٨٧ ،٨٦ )
٢- قالوا: (ثم يأمر بإنزالهما، فيترلان، فيحييهما بإذن الله، ويأمر الخلائق بالاجتماع، ثم يقص عليهم قصص
فعالهم في كل كور ودور، حتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم، وجمع النار لإبراهيم، وطرح يوسف في الجب،
وحبس يونس في بطن الحوت وقتل يحيى وصلب عيسى وعذاب جرجيس ودانيال، وضرب سلمان الفارسي، وإشعال
النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسين عليهما السلام وإرادة إحراقهما، وضرب الصديقة الكبرى فاطمة
الزهراء بسوط ورفس بطنها وإسقاطها محسنا، وسم الحسن، وقتل الحسين -عليه السلام- وذبح أطفاله وبني عمه،
وسبي ذراري رسول الله -صلى الله عليه وآله- وإراقة دماء آل محمد، وكل دم مؤمن، وكل فرج نكح حراما، وكل
ربا أكل، وكل خبيث وفاحشة وظلم، منذ عهد آم إلى قيام قائمنا. كل ذلك يعدده عليهما ويلزمهما إياه ويعترفان
به، ثم يأمرما، فيقتص منهما في ذلك الوقت مظالم من حضر، ثم يصلبهما على الشجرة، ويأمر نارا تخرج من
!!( الأرض وتحرقهما والشجرة، ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا) انتهى( ٤٤٥
٣- رحم الله جعفر الصادق، الذي شوه الشيعة سيرته، فليس هناك بد إذا صدقنا هذه الرواية عنه من الطعن فيه،
لكونه أهان جده، بنبش قبره وإهانة وزيريه، بتلك المزاعم البشعة التي امتلأتا كتب الشيعة.
حادي عشر
الرغبة الشيعية في قتل أبي بكر وعمر في
كل يوم ألف قتلة
١- هل اكتفى الشيعة بذلك في صياغة أفكار زعيمهم ابن سبأ، صاحب فكرة الرجعة الانتقامية؟ لا لم يشف
ذلك غلهم، بل رغبوا في قتل الشيخين في كل يوم وليلة ألف قتلة؛ فصوروا رغبتهم على مشهد من النبي وعلي
وفاطمة والحسن والحسين وباقي الأئمة.
٢- فواصلوا قائلين: (قال المفضل: يا سيدي، هذا آخر عذاما؟ قال: هيهات يا مفضل، والله ليردن، وليحضرن
السيد الأكبر محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والصديق الأعظم أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين،
. ٤٤٥ ) المرجع السابق - ج ٢- ص ٨٧ )
والأئمة عليهم السلام، وكل من محض الإيمان محضا، وكل من محض الكفر محضا، وليقتصن منهما بجميع المظالم، ثم
.( يؤمرما فيقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة، ويردان إلى أشد العذاب) انتهى( ٤٤٦
٣- وبذلك تمت الإساءة الشيعية، وأحاطت بالجميع، وعلى رأس الجميع السيد الأكبر -عليه صلاة الله وسلامه-
إذ إنه سبق ودعا ربه لينصر الإسلام بأحد العمرين، فكان النصر بعمر بن الخطاب، ثم استخلف حال مرضه أبا بكر
لإمامة صلاة المسلمين، ثم ها هو يتفرج، ويشهد حفيده، يقتلهما في كل يوم وليلة ألف قتلة!!!
مجاب الدعوة؟؟ وهل عين كافرا ليؤم المسلمين؟!! ٤- ألم يكن
٥- الإجابة مطلوبة من الوضاعين، المتمسحين بالنبي، والمتسترين خلف آله، فإن الوضع مفضوح، والإساءة للنبي
وآله وأصحابه وجميع السلف مكشوفة.
٦- وإذا كنا قد أشرنا ونبهنا إلى علة العصمة الإمامية، فإن تلك العلة هي بذاا تشكل هدفا متعمدا من أهداف
العصمة الإمامية، ألا وهو: تشويه السلف الذي نزيده بيانا عند بحث أهداف العصمة بمشيئة الله في رسالة الدكتوراه.
ثاني عشر
مع انتقام ثاني عشريهم أرجعوا باقي أئمتهم
والنبي وابنته لقتل أهل السنة ألف قتلة
٤٤٦ ) المرجع السابق - ج ٢ ص ٨٧ ، وانظر: "الشيعة والتشيع" لإحسان إلهي ظهير ص ٣٧٩ إلى ٣٨١ ، ص ٣٧٨ حيث قال - )
رحمه الله-: بلغوا في اللؤم والخبث والحقد لحاملي رايات الإسلام ومعلني كلمته ومبلغي رسالته، ومدمري حضارة اليهودية،
وشوكة اوسية، إلى حد لم يتصوره العقل ولم ترض به الإنسانية فقالوا: (إن القائم قال: ألا أنبئك بالخبر، يأذن الله لي فأخرج بين
الصفا والمروة فأجيء إلى الكوفة وأجيء إلى يثرب وأهدم الحجرة، وأخرج منا وهما طريان، فآمرما تجاه البقيع، وآمر
بالخشبتين يصلبان عليهما، فتورق من تحتها، فيفتتن الناسما أشد من الفتنة الأول، فينادي مناد من السماء: أبيدي، ويا أرض
خذي، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض مؤمن قد خلص قلبه للإيمان، قلت: يا سيدي ما يكون بعد ذلك؟ قال: الكَرة الكَرة؛
. الرجعة) انتهى!! هذا النص ورد في تفسير شيعي أسموه "البرهان في تفسير القرآن" ج ٢ ص ٤٠٧
١- وقد رتب الشيعة رجعتهم المصنوعة في مصنع تطوير أفكار ابن سبأ، فصنعوا أولا: رجعة غائبهم الثاني عشر
من غيبته، بصفته هو المهدي المنتظر عندهم، وقد أشرنا إلى بعض فعاله الانتقامية+ ثم من الموت يرجعون الحسين أولا،
يليه الإمام علي، ثم يرجعون النبي -عليه الصلاة والسلام!!
٢- قالوا: (ثم يظهر الحسين في انثى عشر ألف صديق، واثنين وسبعين رجلا من أصحابه يوم كربلاء، فيا لك
عندها من كرة زهراء بيضاء، ثم يخرج السيد الصديق الأكبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وينصب له القبة في
النجف، ويقام أركاا، ركن بالنجف وركنجر وركن بصنعاء وركن بأرض طيبة، لكأني أنظر إلى مصابيحها
.( تشرق في السماء والأرض كأضواء من الشمس والقمر، ثم يخرج السيد الأكبر محمد رسول الله) انتهى( ٤٤٧
في كلام ... ٣- وبعد النبي يرجعون ابنته فاطمة -رضي الله عنهما- ثم باقي الأئمة لعرض شكواهم على النبي
جعفر مع المفضل: (ثم لكأني أنظر يا مفضل إلينا معاشر الأئمة بين يدي رسول الله نشكو إليه ما نزل بنا من الأمة،
تبتدئ فاطمة وتشكو ما نالها، ويشكو إليه أمير المؤمنين، ويقوم الحسن إلى جده، ثم يقوم الحسين مخضبا بدمه، ثم يقوم
جدي علي بن الحسين وأبي الباقر، فيشكوان إلى جدهما رسول الله -صلى الله عليه وآله- ثم أقوم أنا فأشكو، ثم يقوم
ابني موسى فيشكو، ثم يقوم علي بن موسى فيشكو إلى جده، ثم يقوم محمد بن علي فيشكو إلى جده، ثم يقوم علي
.( بن محمد فيشكو إلى جده، ثم يقوم الحسن بن علي فيشكو إلى جده) انتهى( ٤٤٨
٤- والحسن هذا الأخير هو حادي عشريهم (المولود في ٢٣٢ ه المتوفى في ٢٦٠ ه)، وقبله (علي) عاشرهم
(ولد في ٢١٢ ه ومات في ٢٥٤ ه)، وقبله تاسعهم محمد (ولد في ١٩٥ ه ومات في ٢٢٠ ه) وقبله ثامنهم
علي (ولد في ١٤٨ ه ومات في ٢٠٣ ه)، وجمعيهم جاءوا إلى الدنيا بعد رحيل المتكلم في الرواية، الذي هو جعفر
٤٤٧ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" عبد الله شبر -الشيعي- ج ٢ - ص ٤١ وانظر: "الشيعة والتشيع فرق وتاريخ" الأستاذ )
إحسان إلهي ظهير -رحمه الله- عن رجعة الأئمة مع رجعة القائم ورجعة علي والنبي ص ٣٨٣ إلى ٣٨٧ ، حيث أورد نصوصا
أخرى من المصادر الشيعية.
. ٤٤٨ ) المرجع السابق - ج ٢ ضمن رواية طويلة ص ٤٢ إلى ٤٦ )
سادسهم (المولود في ٨٣ ه الميت في ١٤٨ ه)!!! فأنى وكيف علم بقدوم تلك الأسماء إلى الحياة الدنيا؟ وهم قد
.( كانوا غيبا من غيب الله؟!! إنه الإمام معصوم الشيعة الذي جعلوه علام الغيوب( ٤٤٩
٥- وهؤلاء الراجعون، تكون رجعتهم الانتقامية، للتشفي بالقتل؛ قتل النواصب أهل السنة والجماعة، الذين
يتهمهم الشيعة بتهمة عداء آل البيت في روايام الموضوعة، لتشويه السلف، والتي سنعاين بعضها بإذن الله في
موضعه، ليس القتل لمرة أو مرتين، ولكن القتل ألف قتلة!!
٦- قالوا: (قال الصادق (ع): تقوم فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فتقول: اللهم أنجز
وعدك وموعدك لي فيمن ظلمني وغصبني وضربني وأحزنني بكل أولادي، فتبكيها ملائكة السموات السبع وحملة
العرش وسكان الهواء ومن في الدنيا ومن تحت أطباق الثرى صائحين صارخين إلى الله تعالى، فلا يبقى أحد ممن قاتلنا
.( وظلمنا ورضي بما جرى علينا إلا قتل في ذلك اليوم ألف قتلة) انتهى( ٤٥٠
ثالث عشر
هول العداء الشيعي لأمة الإسلام تجسد
في عقيدة الرجعة
١- فإذا أضفنا إلى ما تقدم: عقيدة الشيعة عن ارتداد الأمة جمعاء، عدا أفراد قلائل لا يتجاوزون عدد أصابع
اليدين!! أدركنا هول العداء الشيعي ضد الأمة، وتصورنا كيف يتربصون أن تدورا الدوائر، فإذا لم تسعفهم الدنيا
بمطلوم، مات الواحد منهم يطوي وهم عقيدة الرجعة، مع فاطمة والأئمة، لينتقم ويشف صدره بدماء السنة!!
٢- قالوا: (عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (ع) قال: كان الناس أهل الردة بعد النبي (ص) إلى
ثلاثة: فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير،
٤٤٩ ) أضاف الشيعة علم الغيب إلى عصمة الإمام، ويتم بيان ذلك في بحث (جعلوا الإمام علام الغيوب) أما عن تواريخ الولادة )
والوفاة فانظر: "الأصول من الكافي" الكليني -الشيعي- ج ١ ص ٤٧٢ ،٤٨٦ ،٤٩٢ ،٤٩٧ ،٥٠٣ على التوالي مع المذكور في
المتن.
. ٤٥٠ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" عبد الله شبر -الشيعي- ج ٢ ص ٤٤ )
وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا، وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر، حتى جاءوا بأمير المؤمنين مكرها فبايع، وذلك قول
الله -عز وجل-: ﴿وما محمد ِإلاَّ رسولٌ قَد خلَت من قَبله الرسلُ َأفَإِن مات َأو قُتلَ انقَلَبتم علَى َأعقَابِكُم﴾ [آل
!!( عمران: ١٤٤ ] انتهى( ٤٥١
٣- إذن فجميع من بايع أبا بكر في نظر الشيعة قد ارتد..!! ولو تفكر الشيعة قليلا لعلموا أن نصهم هذا قد
أوقع هؤلاء الثلاثة أيضا في الردة، وأوقع الإمام في الجبن مع الردة كذلك؛ إذ إن أربعتهم قد بايعوا، ولا محل لدعوى
الإكراه التي لا تليق بشجاعة الإمام علي الذي يتمسحون باسمه.
٤- أما الآية المذكورة فقد قلوا لتكون ضد قامع الردة، كدأم في قلب الآيات على هواهم.
رابع عشر
قذفوا أم المؤمنين فأرجعوها في رجعتهم
لجلدها والانتقام منها
١- هذا الهوى الذي ساق الشيعة إلى الانتقام من أمنا عائشة في رجعتهم الانتقامية بقولهم: (روى الصدوق في
العلل عن الباقر (ع) قال: أما لو قد قام قائمنا، لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة
.( منها) انتهى( ٤٥٢
٢- هي أمنا بنص القرآن، البريئة من إفك الأفاكين بنص القرآن وهوى الشيعة يتنكر للقرآن، ويأبى إلا الانتقام.
خامس عشر
عقيدة الرجعة الشيعية في زيارام
- ٤٥١ ) "اخيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي" لشيخ الطائفة الإمامية أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ٣٨٥ )
٤٦٠ ه - صححه وعلق عليه وقدم له ووضع فهارسه حسن المصطفوي- طبعة إيران ١٣٤٨ ه - ص ٦، وهناك روايات
. الارتداد إلا خمسة وإلا سبعة، انظر: ص ٧ إلى ص ١١
. ٤٥٢ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" عبد الله شبر -الشيعي- ج ٢ - ص ٢٥ )
لأضرحة أئمتهم
١- حتى في الزيارات المبتدعة لقبور الأئمة وأضرحتهم، يتشفى الشيعة بعبارات عقيدة الرجعة منها ما جاء في
قولهم:
٢- قالوا: (في زيارة الحسين (ع) المروية في المصباح عن الصادق (ع): وأشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله، أني
بكم مؤمن وبإيابكم موقن -وفي زيارة العباس: أنا بكم وبإيابكم من الموقنين- وفي الجامعة الرجبية التي رواها
الأصحاب -رحمة الله وبركاته وتحياته حتى العود إلى حضرتكم، والفوز في كَرتكم- وفي الإقبال والمصباح في الدعاء
في اليوم الذي ولد فيه الحسين المروي عن الهمداني وكيل أبي محمد (ع): الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه
في أوبته، فنحن عائذون بقبره نشهد تربته وننتظر أوبته.
وفي زيارات القائم التي ذكرها السيد ابن طاووس فقرات كثيرة تدل على ذلك ففي بعضها: ووفقني يا رب
للقيام بطاعته والمثوى في خدمته، والمكث في دولته، واجتناب معصيته، فإن توفيتني اللهم قبل ذلك فاجعلني يا رب
فيمن يكر في رجعته ويملك في دولته ويتمكن في أيامه، وأن يجعل لي كَرة في ظهورك، ورجعة في أيامك؛ لأبلغ من
!!( طاعتك مرادي، وأشفي من أعدائك فؤادي... إلخ) انتهى( ٤٥٣
سادس عشر
اقتباس التدليل السبئي المنحرف
١- ثم إن مصممي العقائد الشيعية: قد تلقفوا استدلال ابن سبأ بآية: ﴿ِإنَّ الَّ ذي فَرض علَيك الْقُرآنَ َلرادك ِإَلى
.[ معاد﴾ [القصص: ٨٥
وجعلوه على ألسنة الأئمة.
٢- فزعموا: (عن الباقر -عليه السلام- في تفسيرها؛ أي في تفسير الآية- قال: ما أحسب نبيكم إلا سيطلع
عليكم اطلاعه.
. ٤٥٣ ) المرجع السابق - ج ٢- ص ٢٧ ،٢٦ )
وعن الصادق (ع) فيها قال: لا والله لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتى يجتمع رسول الله -صلى الله عليه وآله-
وعلي (ع)، فيلتقيان ويبيتان بالثوبة، وهو موضع بالكوفة؛ مسجد له عشر ألف باب. وعن السجاد في الآية. قال:
.( يرجع إليكم نبيكم. وعن الباقر (ع)؛ يعني الرجعة) انتهى( ٤٥٤
سابع عشر
التفوق على ابن سبأ في التدليل المنحرف
عبثا بآيات الله
ثم فاق المصمون زعيمهم، وحولوا كثيرا من آيات البعث والعذاب إلى الرجعة، وعلى لسان الأئمة كذلك!!
١) من هذه الآيات قوله تعالى: ﴿وَلنذيقَنهم من الْعذَابِ الأدنى دونَ الْعذَابِ الأكْبرِ َلعلَّهم يرجِعو َ ن﴾ )
[السجدة: ٢١ ]. المعلوم أن العذاب الأدنى أي الأقرب، أنه عذاب الدنيا. مصائبها وأسقامها وآفاا، وما يحل بأهلها
.( من البلايا، عساهم يرجعون إلى رم بالتوبة والعذاب الأكبر هو عذاب الآخرة، إن لم يرجعوا تائبين( ٤٥٥
- لكن الشيعة لووا الآية إلى رجعتهم بقولهم: (روى القمي عن الصادق (ع) قال: العذاب الأدنى عذاب الرجعة
.( بالسيف، والعذاب الأكبر في القيامة، ومعنى لعلهم يرجعون في الرجعة فيعذبون.) انتهى( ٤٥٦
- إن ختم الآية بعبارة ﴿َلعلَّهم يرجِعونَ﴾، واضح تماما بكون العذاب الأدنى في الدنيا؛ إذ علة هذا الباب، هي
تنبيه العصاة ليرجعوا إلى الطاعة، والشيعة يلوون هذا الوضوح إلى رجعتهم، فهل هناك بعد الموت إرادة تؤدي إلى
طاعة أو إلى معصية؟ أم أن الصحف قد طويت وفات زمن الطاعة وزمن المعصية؟!
٢) ومنها قوله تعالى: ﴿وَلئن قُتلْتم في سِبيلِ اللهِ َأو متم َل مغفرةٌ من اللهِ ورحمةٌ خير مما يجمعو َ ن﴾ [آل )
عمران: ١٥٧ ] بينة الدلالة، لكن الشيعة أبو إلا ليها إلى رجعتهم دون أدنى مناسبة، فقالوا: (روى القمي عن الباقر
(ع) أن المراد: القتل في سبيل علي وذريته: فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله، وليس أحد يؤمنذه الآية إلا وله
. ٤٥٤ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" عبد الله شبر-الشيعي- ج ٢- ص ١٣ )
. ٤٥٥ ) انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ج ٣- ص ٣٩٦ ،٣٩٥ ، "صفوة التفاسير" للصابوني -ج ٢ - ص ٥٠٦ ،٥٠٥ )
. ٤٥٦ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" عبد الله شبر-الشيعي- ج ٢ ص ١٦ )
قتلة وميتة، إنه من قتل في فينشر حتى يموت، ومن مات ينشر حتى يقتل. وقال (ع) في قوله تعالى: ﴿كُلُّ نفْسٍ ذَائقَةُ
الْم وت﴾ [آل عمران: ١٨٥ ]، ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه، إن من قتل لا بد أن يرجع إلى الدنيا
.( حتى يذوق الموت) انتهى( ٤٥٧
- وهل المقتول لم يذق الموت؟!! إنه كلام باطل يهدم بعضه، صدر عن هوى الرجعة الشيعية.
٣) ومنها قوله تعالى: ﴿ِإذْ جعلَ فيكُم َأنِبياءَ وجعلَكُم ملُوكًا﴾... قالوا عنها: (عن سليمان الديلمي قال: سألت )
أبا عبد الله (ع) عنها فقال: الأنبياء: رسول الله، وإبراهيم، وإسماعيل وذريته، والملوك الأئمة فقلت: وأي ملك
!!( أعطيتم؟ فقال: ملك الجنة وملك الكرة) انتهى( ٤٥٨
- إنه التدمير الشيعي لكتاب الله، إذ إن الفقرة القرآنية المذكورة جاءت في خطاب موسى لقومه، أي لبني
إسرائيل، ونص الآية هو: ﴿وِإذْ قَالَ موسى لقَومه يا قَومِ اذْكُروا ِنعمةَ اللهِ علَيكُم ِإذْ جعلَ فيكُم َأنِبياءَ وجعلَكُم ملُوكًا
.[ وآتاكُم ما َلم ي ؤت َأحدا من الْعاَلمين﴾ [المائدة: ٢٠
ورسول الله وإبراهيم وإسماعيل وذريته والأئمة، ليسوا من بني إسرائيل، الذي هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم-
فآية دلال في الآية تدل على كون الأئمة ملوك الجنة وملوك الرجعة؟!!!
٤) إن الشيعة تقلب الخطاب القرآني لبني إسرائيل لتجعله في نحر أمة محمد -عليه صلاة الله وسلامه- فقد قضى )
الله تعالى إلى بني إسرائيل بقوله: ﴿وقَضينا ِإَلى بِني ِإسرائيلَ في الْكتابِ َلتفْسِدنَّ في الأَ رضِ مرتينِ وَلتعلُن علُوا كَِبيرا *
فَإِذَا جاءَ وعد ُأولاهما بعثْنا علَيكُم عبادا َلنا ُأولي بأْسٍ شديد فَجاسوا خلاَلَ الديارِ وكَانَ وعدا مفْعوًلا * ُثم رددنا
٦]، الآيات عن بني إسرائيل- قال : َلكُم الْكَرةَ علَيهِم وَأمددناكُم ِبأَموالٍ وبِنين وجعلْناكُم َأكَْثر نفيرا﴾ [الإسراء: ٤
عنها الشيعة: (روى ثقة الإسلام في الكافي عن الصادق (ع) في قوله تعالى: ﴿وقَضينا ِإَلى بِني ِإسرائيلَ في الْكتابِ
َلتفْسِدنَّ في الأَ رضِ مرتينِ﴾، قال: قتل علي بن أبي طالب وطعن الحسن. ﴿وَلتعلُن علُوا كَِبيرا﴾، قال: قتل الحسين.
﴿فَإِذَا جاءَ وعد ُأولاهما﴾، إذا جاء نصر دم الحسين. ﴿بعثْنا علَيكُم عبادا َلنا ُأولي بأْسٍ شديد فَجاسوا خلاَلَ
. ٤٥٧ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" عبد الله شبر-الشيعي- ج ٢ - ص ١٣ )
. ٤٥٨ ) المرجع السابق - ج ٢- ص ١٧ )
الديا ِ ر﴾، قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع) فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه. ﴿وكَانَ وعدا مفْعوًلا﴾، خروج
!( القائم. ﴿ُثم رددنا َلكُم الْكَرةَ علَيهِم﴾، خروج الحسين في سبعين من أصحابه) انتهى( ٤٥٩
- فأي إسلام هذا؟ وأي ثقة ذلك؟ وأي صادق ذاك؟!! حتى يفسر آيات اللهذا الشكل؟!!
- إننا لم نبالغ في قولنا: إنه التدمير الشيعي لكتاب الله، فإن من أهداف تفخيم الإمام جعفر الصادق بوسام
العصمة، تدمير كتاب الله تعالى بلسانه (المعصوم) بمثل تلك الرواية وغيرها الكثير الكثير، التي سنعرض جانبا منها في
بحث أهداف العصمة بعون الله تعالى (في رسالة الدكتوراه).
- ونختم الرجعة بكلمة لشيعي يحاول تصحيح مسار قومه قال:
(إن الذين كانوا وراء فكرة الرجعة، ووضعوا الروايات لإثباا، لم يقصدوا منها رجعة الأئمة، بقدر ما كانوا
يقصدون رجعة الأعداء -حسب زعمهم- وذلك للانتقام منهم؛ لأن هذه الفكرة كانت توطد دعامة التفرقة بين
الشيعة والفرق الإسلامية الأخرى، تفرقة لا لقاء بعدها، ولو أن الذين كانوا وراء فكرة الرجعة كانوا مخلصين لائمة
الشيعة، لم يصوروهمذا المظهر الراغب في الحكم، حتى إن الله سيعيدهم إلى هذه الدنيا الفانية مرة أخرى ليحكموا
فيها بعض الوقت.
السبب في اختلاق الرجعة هو كما قلنا: استكمال العداء، وتمزيق الصف الإسلامي، بمثل هذه الخزعبلات التي
دونت وقيلت في انتقام الأئمة، من صحابة الرسول الذين خالفوا النص الإلهي في أمر الإمامة والخلافة، فكل حديث
من هذا النوع كان ولا يزال يزيد في تأجيج نار الفتنة، ويضر بالوحدة الإسلامية، ويقضي على كل بادرة من بوادر
.( الألفة والتقريب) انتهى( ٤٦٠
٤٥٩ ) "حق اليقين في معرفة أصول الدين" عبد الله شبر-الشيعي- ج ٢- ص ٢٦ ، وانظر: "الميزان في تفسير القرآن" للطباطبائي - )
. الشيعي- ج ١٣ - ص ٤٣
- ٤٦٠ ) "الشيعة والتصحيح: الصراع بين الشيعة والتشيع" العلامة الدكتور موسى الموسوي- ١٤٠٨ ه ١٩٨٨ م- ص ١٤٢ )
١٤٣ . المؤلف مولود في النجف عام ١٩٣٠ م وتخرج من جامعتها، حاصل على دكتوراه من جامعة طهران وأخرى من جامعة
باريس، تقلب أستاذا في جامعات طهران وبغداد، وطرابلس ليبيا، وهارفاد ولوس أنجلوس بأمريكا... إلخ على غلاف كتابه -
ومن المفيد الاستدلال بكلامه كشاهد على قومه الشيعة خلال رسالتنا.
ونقول: هل كان وراء فكرة الرجعة سوى ابن سبأ من بني يهود، العاملين على تمزيق الصف الإسلامي، وتأجيج
نار الفتنة؟؟ ثم من الذي عجن فكرة ابن سبأ بألسنة الأئمة لطبخ عقيدة الرجعة سوى رواة الشيعة المتشكلين في
تنظيمات خفية مدعومة، عاملة على القضاء المبيت المدبر على كل بادرة من بوادر الألفة والتقريب ؟؟ وكفى.
المبحث السادس
الغيبة الشيعية الاثنا عشرية
نتفهم الإنكار الشيعي لموت الإمام، بزعم غيبته، أو زعم دوام حياته وزعم رجوعه ليملأ الأرض عدلا وقسطا!!
في مطلبين:
المطلب الأول: فكرة ابن سبأ عن غيبة الأموات.
المطلب الثاني: جميع فرق التشيع اقتبست فكرة ابن سبأ.
المطلب الأول
فكرة ابن سبأ عن غيبة الأموات
١- أشار النوبختي الشيعي إلى أن أول فرقة في الإسلام قالت: إن عليا لم يقتل ولم يمت ولا يموت حتى يسوق
العرب بعصاه، ويملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا هي فرقة ابن سبأ، وأن ابن سبأ هو مبتكر فكرة
الغيبة، إذ قال للذي نعى علي بن أبي طالب: (كذبت، لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين
!!( عدلا، لعلمنا أنه لم يمت، ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض.) انتهى( ٤٦١
٢- وقد أكد الأشعري القمي الشيعي، عبارة ابن سبأ هذه، الرافضة لموت الإمام، حال كون ابن سبأ منفيا
بالمدائن، ثم أضاف وصف مسلك ابن سبأ وأصحابه، حيث توجهوا من المدائن إلى الكوفة فور سماع النعي، قال: (ثم
مضوا من يومهم حتى أناخوا بباب علي، فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بحياته، الطامع في الوصول إليه، فقال لهم من
حضر من أهله وأصحابه: سبحان الله!! أما علمتهم أن أمير المؤمنين قد استشهد؟!! قالوا: إنا نعلم أنه لم يقتل، ولا
.( يموت حتى يسوق العرب بسيفه وسوطه) انتهى( ٤٦٢
٣- قال البغدادي: (فلما قتل علي -رضي الله عنه- زعم ابن سبأ أن المقتول لم يكن عليا، وإنما كان شيطانا
تصور للناس في صورة علي، وأن عليا صعد إلى السماء كما صعد إليها عيسى ابن مريم -عليه السلام.
قال: كما كذبت اليهود النصارى في دعواها قتل عيسى، كذلك كذبت النواصب والخوارج في دعواها قتل
علي، إنما رأت اليهود والنصارى شخصا مصلوبا شبهوه بعيسى، كذلك القائلون بقتل علي رأوا قتيلا يشبه عليا فظنوا
أنه علي، وعلي قد صعد إلى السماء، وأنه سيترل إلى الدنيا وينتقم من أعدائه، فافتتن به الرعاع بعد قتل علي -رضي
الله عنه. قال لهم ابن السوداء: (والله لينبعن لعلي في مسجد الكوفة عينان تفيض إحداهما عسلا والأخرى سمنا،
.( ويغترف منها شيعته.) انتهى( ٤٦٣
. ٤٦١ ) "فرق الشيعة" النوبختي -الشيعي- ص ٢٣ ،٢٢ )
. ٤٦٢ ) "المقالات والفرق" للأشعري سعد بن عبد الله القمي ص ٢١ ،٢٠ )
٤٦٣ ) انظر: "الفرق بين الفرق" تأليف صدر الإسلام الأصولي العالم المتفنن عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي الإسفرائيني )
التميمي المتوفى في عام ٤٢٩ ه ١٠٣٧ م - دار الكتب العلمية بيروت - ط أولى ١٤٠٥ ه ١٩٨٥ م - ص ١٧٧ ، ص ١٧٩
٤- نلحظ إغواء المتشيعين بالسمن والعسل!!.. وأين؟ في الكوفة وفي مسجدها، يغترفون من هناك السمن
والعسل، كما بشرهم ابن سبأ، والحقيقة أن ابن سبأ وضع لهم السم في العسل، حتى تسممت عقولهم بأصناف البدع
التي اغترفوا منها فأركستهم في مقابر العقائد المهلكة.
٥) إذن فقد أشاع ابن سبأ رفض قبول خبر موت الإمام، وما هي إلا غيبة لا بد لها من رجعة، وفي الرجعة يملأ )
الإمام الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.
٦- ونلحظ التركيز على إلباس ابن سبأ لعلي بن أبي طالب بعبارة: (يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما
.( وجورا) حال أوبته من غيبته المزعومة( ٤٦٤
٧- قال الأشعري: (السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، يزعمون أن عليا لم يمت، وأنه يرجع إلى الدنيا قبل يوم
.( القيامة، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا)( ٤٦٥
٨- وأكد المقريزي عن ابن سبأ أنه زعم أن عليا لم يقتل وأنه حي وأن فيه الجزء الإلهي، وأنه هو الذي يجيء في
.( السحاب، وأن الرعد صوته والبرق سوطه، وأنه لا بد أن يترل إلى الأرض فيملأها عدلا كما ملئت جورا( ٤٦٦
- وقد رد البغدادي -رحمه الله- على قولة ابن سبأ المنكرة بقوله: (إن كان مقتول عبد الرحمن بن ملجم شيطانا يتصور للناس في
صورة علي، فلم لعنتم ابن ملجم؟ وهلا مدحتموه، فإن قاتل الشيطان محمود على فعله غير مذموم به، ويقال لابن السوداء: ليس
علي عندك وعند الذين تميل إليهم من اليهود أعظم رتبة من موسى وهارون ويوشع بن نون، وقد صح موت هؤلاء الثلاثة، ولم
ينبع لهم في الأرض عسل ولا سمن، سوى ينبوع الماء العذب من الحجر الصلد لموسى وقومه في التيه، فما الذي عصم عليا من
. الموت؟ وقد مات ابنه الحسين وأصحابه بكربلاء عطشا، ولم ينبع لهم ماء فضلا عن عسل وسمن؟!!) ص ١٧٩
٤٦٤ ) سنرى اختلاس تلك العبارة من عقيدة السنة والجماعة الصحيحة، ثم انحراف الشيعةا إلى أئمتهم. )
. ٤٦٥ ) "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" علي بن إسماعيل الأشعري -ج ١ - ص ٨٦ )
. ٤٦٦ ) "الخطط المقريزية" تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي -ج ٢ - ص ٣٥٧ )
المطلب الثاني
جميع فرق التشيع اقتبست فكرة ابن سبأ
إذا كان ابن سبأ، هو أول من ألبس شخصا بعينه بعبارة: (يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا) فإن أتباعه
المختلفين المتناحرين في أمر الإمامة، من بعد علي بن أبي طالب، قد ألبسوا أشخاصا آخرين بذات العبارة، في اقتباسهم
لأصل الفكرة من زعيمهم.
وما علينا لإثبات ذلك إلا أن نتتبع الفكرة في فرق الشيعة، من صفحات كتاب: النوبختي -الشيعي- الذي أشار إلى
ما ذكرناه، ثم أورد بيانا لمن أخذ بالفكرة، وطبقها على آخرين من بعد قتل علي بن أبي طالب ... وبيان تعداد تلك
الفرق الشيعية، المقتبسة لفكرة الغيبة السبئية كالتالي:
أولا
( فرق الشيعة الكيسانية( ٤٦٧
(قالت: إن محمد ابن الحنفية هو الإمام المهدي، فلما توفي بالمدينة، في المحرم سنة إحدى وثمانين، وهو ابن خمس
وستين سنة، تفرق أصحابه فصاروا ثلاث فرق:
٤٦٧ ) هي الفرقة التي قالت بإمامة محمد بن الحنفية، لأنه كان صاحب راية أبيه علي بن أبي طالب يوم البصرة دون أخويه من أبيه )
الحسن والحسين، وإنما سموا بذلك؛ لأن المختار بن أبي عبيد الثقفي كان رئيسهم، وكان يلقب (كيسان) وهو الذي طلب بدم
الحسين وثأره، وادعى أن محمد بن الحنفية أمره بذلك، وأنه الإمام بعد أبيه، وإنما لقب المختار (كيسان) لأن صاحب شرطته المكنى
بأبي عمره كان اسمه (كيسان)، وكان أفرط في القول والفعل والقتل من المختار جدا، وكان يقول: إن محمد بن الحنفية وصي علي
بن أبي طالب وأنه الإمام، وأن المختار قيمه وعامله، ويكفر من تقدم عليا، ويكفر أهل صفين والجمل، وكان يزعم أن جبرئيل -
عليه السلام- يأتي المختار بالوحي من عند الله. وروى بعضهم أنه سمي بكيسان (مولى علي بن أبي طالب) وهو الذي حمله على
الطلب بدم الحسين ودله على قتله، وكان صاحب سره ومؤامراته والغالب على أمره، انظر "فرق الشيعة" النوبختي -الشيعي- ص
.٢٤ -٢٣
١) (الكربية): قالت: إن محمد ابن الحنفية هو المهدي، سماه علي -عليه السلام- مهديا، لم يمت ولا يموت ولا )
يجوز ذلك، ولكنه غاب، ولا يدري أين هو: وسيرجع ويملك الأرض، ولا إمام بعد غيبته إلى رجوعه، وهم أصحاب ابن
.( كرب ويسمون الكربية.) انتهى( ٤٦٨
٢) (وفرقة قالت: إن محمد ابن الحنفية حي لم يمت، وأنه مقيم بجبل رضوى بين مكة والمدينة، تغذوه الآرام، تغدو )
عليه وتروح، فيشرب من ألباا ويأكل من لحومها، وعن يمينه أسد وعن يساره أسد، يحفظانه إلى أوان خروجه ومجيئه
وقيامه، وقال بعضهم عن يمينه أسد وعن يساره نمر، وهو عندهم الإمام المنتظر الذي بشر به النبي -صلى الله عليه وآله-
وأنه يملأ الأرضعدلا وقسطا، فثبتوا على ذلك حتى فنوا وانقرضوا إلا قليلا من أبنائهم وهم إحدى فرق الكيسانية.)
.( انتهى( ٤٦٩
٣) (الهاشمية): (فرقة منهم قالت: إن محمد بن الحنفية مات، والإمام بعده عبد الله بن محمد ابنه، وكان يكنى أبا )
هاشم، وهو أكبر ولده، وإليه أوصى أبوه، فسميت هذه الفرقة: الهاشمية، بأبي هاشم. وقالت هذه الفرقة مثل الكيسائية
.( في أبيه، بأنه المهدي، وأنه حي لم يمت، وأنه يحيي الموتى وغلوا فيه) انتهى( ٤٧٠
- هذه فرق ثلاث، من الشيعة الكيسانية، ألبست فكرة ابن سبأ عن الغيبة، لابن الحنفية أو لابنه، وبعد موت ابنه
المذكور، تفرق أصحابه إلى أربع فرق:
٤٦٨ ) المرجع السابق ص ٢٧ ،٢٦ - تلك الكربية الفرقة الشيعية التي اقتبست فكرة ابن سبأ: (كان منها حمزة بن عمارة البربري، )
الذي ادعى أنه نبي، وأن محمد بن الحنفية هو الله، فلعنه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين وبرئ منه، فاتبعه على رأيه رجلًا من
د يقال لأحدهما صائد وللآخر بيان، فكان بيان تبانا يتبن التبن بالكوفة، ثم ادعى أن محمد بن علي بن الحسين أوصى إليه،
وأخذه خالد بن عبد الله القسري هو وخمسة عشر رجلًا من أصحابه، فشدهم بأطنان القصب وصب عليهم النفط في مسجد
الكوفة وألهب فيهم النار، فأفلت منهم رجل فخرج بنفسه، ثم التفت فرأى أصحابه تأخذهم النار، فكر راجعا إلى أن ألقى بنفسه
في النار فاحترق، وكان حمزة بن عمارة نكح ابنته وأحل جميع المحارم، وقال: من عرف الإمام فليصنع ما شاء، فلا إثم عليه،
فأصحاب ابن كرب وأصحاب صائد وأصحاب بيان ينتظرون رجوعهم ورجوع أصحابه، ويزعمون أن محمد بن الحنفية يظهر
. بنفسه بعد الاستتار عن خلقه، يترل إلى الدنيا ويكون أمير المؤمنين، وهذه آخرم.) انتهى !! المرجع السابق ص ٢٩ ،٢٨ ،٢٧
ومن ذلك نلاحظ مدى تفشي فتنة ابن سبأ، ومدى انحدار المقتبسين من أفكاره!! لنعذر بني أمية، وبني العباس، إذ طاردوا هؤلاء
المخربين، وفقهوا فتنة التشيع.
. ٤٦٩ ) المرجع السابق - ص ٢٩ )
. ٤٧٠ ) المرجع السابق - ص ٣١ ،٣٠ )
١- (فرقة منهم قالت: مات عبد الله بن محمد، وأوصى إلى أخيه علي بن محمد بن الحنفية... فأوصى علي بن محمد
إلى ابنه الحسن وأمه أم ولد، وأوصى الحسن إلى ابنه علي بن الحسن، وأوصى علي بن الحسن إلى ابنه الحسن بن علي،
والوصية عندهم في ولد محمد بن الحنفية لا تخرج إلى غيرهم، ومنهم يكون القائم المهدي، وهم الكيسانية الخلصالذين
غلبوا على هذا الاسم، وهذه الفرقة خاصة تسمى: (المختارية).
إلا أنه خرجت منهم فرقة فقطعوا الإمامة بعد ذلك من عقبه، وزعموا أن الحسن مات ولم يوصإلى أحد، ولا وصي
!!( بعده ولا إمام حتى يرجع محمد بن الحنفية فيكون هو القائم المهدي) انتهى( ٤٧١
٢) فرقة قالت: أوصى أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي )
.( طالب الخارج بالكوفة( ٤٧٢
.( ٣) فرقة قالت: أوصى عبد الله بن محمد بن الحنفية إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب( ٤٧٣ )
. ٤٧١ ) المرجع السابق - ص ٣٢ ،٣١ )
٤٧٢ ) عبد الله بن معاوية ظهر سنة ١٧٧ ه بالكوفة، خالعا طاعة بني مروان، وداعيا إلى نفسه، فبايع له أهل الكوفة، وأتته بيعة )
المدائن، ثم قاتله عبد الله بن عمر والي الكوفة، فتفرق عنه أصحابه، كدأب أهل الكوفة الذين سبق وتفرقوا عن علي بن أبي طالب
وعن الحسن وعن الحسين وعن زيد بن علي بن الحسين، فخرج إلى المدائن، فلحق به جمع من أهل الكوفة، فغلبم على حلوان
والجبال وهمذان وأصبهان والري، واستفحل أمره، فجيء له بخراج فارس وكورها وأقام باصطخر، فسير ابن هبيرة أمير العراق
الجيوش لقتاله، فصبر لها ثم ازم إلى شيراز ومنها إلى هراه، حيث قبض عليه عاملها وقتله بأمر أبي مسلم الخراساني سنة ١٧٩ ه
(ذكره ابن الأثير في حوادث ١٧٩ ،١٧٧ ه.) فهذا الشجاع من شجعان الطالبين ورؤسائهم في عصره، ركب أحد أهل المدائن
شجاعته وراح ينسج حول سيرته بنسيج الانحراف الشيعي، وهذا المدائني المدعو عبد الله بن الحارث من سكان منفى ابن سبأ -
هو الذي زعم بأن عبد الله بن محمد بن الحنفية أوصى إلى عبد الله بن معاوية وهو يومئذ غلام صغير، فدفع الوصية إلى صالح بن
مدرك وأمره أن يحفظها حتى يبلغ عبد الله بن معاوية فيدفعها إليه، فهو الإمام وهو العالم بكل شيء، حتى غلا فيه وقال: إن الله
نور وهو في عبد الله بن معاوية -ولابن الحارث هذا فرقة من فرق الشيعة تسمى: الحارثية، يقولون: من عرف الإمام فليصنع ما
يشاء- المرجع السابق ص ٣٢ - وفي ص ٣٥ ،٣٤ قال النوبختي: (عبد الله بن الحارث كان أبوه زنديقا من أهل المدائن، فأبرز
لأصحاب عبد الله بن معاوية فأدخلهم في الغلو والقول بالتناسخ، وأسند ذلك إلى جابر بن عبد الله الأنصاري، ثم إلى جابر بن
يزيد الجعفي، فخدعهم بذلك حتى ردهم عن جميع الفرائض والشرائع والسنة.) انتهى !!.
وسنجد أن هذه الأفكار لها صداها في جميع المتشيعين.
٤) فرقة قالت: إن الإمام القائم المهدي هو: أبو هاشم ولي الخلق، ويرجع فيقول بأمور الناس، ويملك الأرض، )
.( ولا وصي بعده وغلوا فيه وهم: (البيانية) أصحاب بيان النهدي( ٤٧٤
- وعن الفرقة الثانية من الأربعة عاليه، التي هي فرقة: عبد الله بن معاوية، فقد افترقت بعد قَتلِ إمامها، عبد الله
بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، على يد أبي مسلم الخراساني، إلى ثلاث فرق:
١ - فرقة منهم قالت: إن عبد الله بن معاوية حي لم يمت، وأنه مقيم في جبال أصفهان، لا يموت أبدا حتى يقود
نواصيها إلى رجل من بني هشام من ولد علي وفاطمة.
٢ - وفرقة قالت: إن عبد الله بن معاوية هو القائم المهدي، الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله، وأنه يملك
الأرض ويملأها قسطًا وعدًلا بعدما مئلت ظلما وجورا، ثم يسلم عند وفاته إلى رجل من بني هاشم من ولد علي بن
أبي طالب عليه السلام، فيموت حينئذ.
٣ - فرقة قالت: إن عبد الله بن معاوية قد مات ولم يوص، وليس بعده إمام، فتاهوا وصاروا مذنبين بين
!!( صنوف الشيعة وفرقها، لا يرجعون إلى أحد) انتهى( ٤٧٥
٤٧٣ ) هؤلاء: هم غلاة الراوندية، نسبة إلى عبد الله بن الحرب الكندي الكوفي الراوندي -ذكر النوبختي أن (عبد الله بن محمد أوصى )
إلى محمد بن علي لأنه مات عنده بأرض الشراة بالشام وأنه دفع إليه الوصية إلى أبيه علي بن عبد الله بن العباس، وذلك أن محمد
بن علي كان صغي عند وفاة أبي هاشم- وأمره أن يدفعها إليه إذا بلغ، فلما بلغ دفعها إليه فهو الإمام وهو الله عز وجلَّ وهو
العالم بكل شيء فمن عرفه فليصنع ما شاء). انتهى - المرجع السابق - ص ٣٣ - وهذه فرقة أخرى من فرق الشيعة ألَّهت
الإمام، وسنسمع صدى التأليه السبئي في جميع المتشيعين.
٤٧٤ ) المرجع السابق - ص ٣٤ ،٣٣ ، - استطرد النوبختي عن البيانية قائ: (قالوا: إن أبا هاشم نبي بيا عن الله عز وجل، فبيان نبي، )
وتأولوا في ذلك قول الله عز وجلَّ: ﴿هذَا بيانٌ للناسِ وهدى﴾ [آل عمران: ١٣٨ ]، وادعى بيان بعد وفاة أبي هاشم النبوة،
وكتب إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين -عليه السلام- يدعوه إلى نفسه والإقرار بنبوته، ويقوله له: أسلم تسلم وترتق في
سلم وتنج وتغنم. وقتل بيان على ذلك وصلب). انتهى!! فانظر إلى فرقة أخرى من فرق الشيعة، حتى تعذر الأمويين الذين
واجهوا هذا الخبل داخل دولتهم.
٤٧٥ ) المرجع السابق - ص ٣٦ ،٣٥ - قال النوبختي عن هذه الفرقة الشيعية الكيسانية: إم قالوا: إن الأئمة آلهة وأم أنبياء وأم )
رسل وأم ملائكة، والأرواح تتناسخ، وأبطلوا القيامة والبعث والحساب، وزعموا أن لا دار إلا الدنيا، وأن القيامة إنما هي
وعن الفرقة الثالثة، من الأربعة، التي هي فرقة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب - الراوندية
نسبة إلى عبد الله بن الحرب الكندي الكوفي الراوندي، يسمون أيضا الشيعة العباسية - قد افترقوا إلى فرق منها:
١ - فرقة منهم يسمون: (الأبومسلمية) أصحاب أبي مسلم الخراساني، مؤسس الدولة العباسية، قالوا بإمامته،
وادعوا أنه حي لم يمت، وقالوا بالإباحات، وترك جميع الفرائض، وجعلوا الإيمان المعرفة لإمامهم فقط.. وإلى أصلهم
.( رجعت فرقة (الخرمية)( ٤٧٦
٢ - وفرقة أقامت على ولاية أسلافها، وولاية أبي مسلم وهم (الرزامية) أصحاب رزام، وأصلهم مذهب
.( الكيسانية( ٤٧٧
خروج الروح من بدن ودخولها في بدن آخر، وتأولوا القرآن على هواهم.. إلخ، ص ٣٨ ،٣٧ ،٣٦ فانظر إلى مدرسة ابن سبأ
الشيعية وكيف أخرجت عشرات الفرق الكيسانية، والإسماعيلية، والاثنا عشرية سواء كما سيصير إثباته بعون الله.
قال النوبختي الشيعي الاثنا عشري في ص ٤٢ ،٤١ : (قالت الكيسانية: يرجع الناس في أجسامهم التي كانوا فيها، ويرجع محمد -صلى
الله عليه وآله- وجميع النبيين فيؤمنون به، ويرجع علي بن أبي طالب فيقتل معاوية بن أبي سفيان وآل أبي سفيان ويهدم دمشق
ويغرق البصرة) انتهى!!
وهي نفس عقيدة الرجعة عند الاثني عشرية المبنية على فكرة ابن سبأ كما سبق وأثبتنا.
٤٧٦ ) المرجع السابق - ص ٤٧ - هؤلاء جانب من الشيعة، الذين افتتنوا بفعال الخراساني، حال إقامة الدولة العباسية، الذي كان )
مذهب الشيعة الكيسانية، الذي بعث إلى الصادق جعفر بن محمد قائلا: (إني قد أظهرت الكلمة ودعوت الناس عن موالاة بني
أمية إلى موالاة أهل البيت فإن رغبت في الأمر فلا مزيد عليك) فأعرض عنه جعفر -رحمه الله- قائلا: (ما أنت من رجالي، ولا
للشهرستاني - « الملل والنحل » الزمان زماني).. فحاد أبو مسلم إلى العباس عبد الله بن محمد السفاح، وقلده أمر الخلافة.. انظر
طبعة دار الفكر بيروت - تحقيق عبد العزيز الوكيل - ص ١٥٤ - أما عن الخرمية: فهم أتباع بابك الخرمي الذي ظهر في الجبال
بناحية أذربيجان في ٢٠١ ه، وكثروا واستباحوا المحرمات، وقتلوا الكثير من المسلمين، وجهز إليهم خلفاء بني العباس جيوشا
كثيرة، مع أفشين الحاجب ومحمد بن يوسف التغري وأبي دلف العجلي، وبقيت العساكر تغزوهم نحوا من عشرين عاما، إلى أن
للنوبختي « فرق الشيعة » أخذ بابك وأخوه إسحاق بن إبراهيم، وصلبا ب (سر من رأى) سنة ٢٣٣ ه في أيام المعتصم - انظر
هامش ص ٤٧ - وهذه فرقة شيعية أخرى من إفراز ابن سبأ، فلنعذر الدولة العباسية في عدائها التاريخي لكل متشيع.
للبغدادي - طبعة دار الكتب العلمية بيروت، « الفرق بين الفرق » للنوبختي - ص ٤٧ - وجاء عن الرزامية في « فرق الشيعة » (٤٧٧)
ط أولى، ١٤٠٥ ه ١٩٨٥ م - ما يلي: الرزامية قوم بمرو أفرطوا في موالاة أبي مسلم صاحب دولة بني العباس، وساقوا الإمامة
من أبي هاشم إليه، ثم ساقوها من محمد بن علي إلى أخيه عبد الله بن علي السفاح، ثم زعموا أن الإمامة بعد السفاح صارت إلى
أبي مسلم، وأقروا بذلك بقتل أبي مسلم وموته، إلا فرقة منهم يقال لهم (أبو مسلمية) أفرطوا في أبي مسلم غاية الإفراط، وزعموا
- ونسحت أنفسنا من بركة الشيعة الكيسانية وتفرق فرقها وقد عددنا منها ثلاث عشرة، لأننا قصدنا فقط من
استعراض بعضها إلى إبراز فكرة ابن سبأ عن الغيبة والمهدية التي ألبسها لعلي بن أبي طالب، وكيف اقتبس الكيسانية
فكرته، وألبسوها لابن الحنفية بن علي بن أبي طالب وآخرين.
- ثم هيا نتابع الفكرة، بالتحليق فوق بركة فرق الإسماعيلية والاثني عشرية، لنرى كيف تفشت الفكرة في جميع
فرق الشيعة.
أنه صار إل بحلول روح الإله فيه، وزعموا أن أبا مسلم خير من جبريل وميكائيل وسائر الملائكة، وزعموا أي أن أبا مسلم حي لم
يمت، وهم على انتظاره، وهؤلاء بمرو وهراه يعرفون (بالبركوكية) فإذا سئل هؤلاء عن الذي قتله المنصور قالوا: كان شيطا تصور
للناس في صورة أبي مسلم - ص ١٩٤ ، هؤلاء (البركوكيه) قد اقتبسوا قولهم الأخير هذا عن ابن سبأ زعيم عام عموم الشيعة.
ثانيا
فرق الشيعة النازلين بالإمامة إلى الخامس
إن الشيعة الإمامية النازلين بالإمامة من علي إلى الحسن إلى الحسين إلى علي بن الحسين، إلى ابنه أبي جعفر محمد
الباقر -الخامس- لما توفي الباقر عام ١١٤ ه، ودفن بالمدينة، افترق أصحابه -أي المتسترين خلف اسمه- إلى فرقتين:
١) فرقة (المغيرية): (قالت بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الخارج بالمدينة )
المقتولا، وزعموا أنه القائم، وأنه الإمام المهدي، وأنه لم يقتل وقالوا: إنه حي لم يمت، ومقيم بجبل يقال له: العلمية
-وهو الجبل الذي في طريق مكة ونجد- وهو عنده مقيم فيه حتى يخرج، لأن رسول الله -صلى الله عليه وآله- قال:
القائم المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي.
وكان المغيرة بن سعيد -الشيعي- قالذا القول، لما توفي أبو جعفر محمد بن علي الباقر، وأظهر المقالة بذلك،
فبرئت منه الشيعة أصحاب ابن الباقر أبي عبد الله جعفر.
!!( ٢) والفرقة الأخرى نزلت إلى القول بإمامة ابن الباقر: أبي عبد الله جعفر بن محمد..) انتهى( ٤٧٨ )
٤٧٨ ) المرجع السابق - ص ٦٣ ،٦٢ ، (إذا كان محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، قد خرج بالمدينة وا )
قد قتل، فإن أخاه إبراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن اتبى بن علي بن أبي طالب قد خرج بالبصرة ودعا إلى
إمامة أخيه محمد بن عبد الله، واشتدت شوكته، فبعث إليه المنصور بالخيل، فقتل بعد حروب كانت بينهم عام ١٤٥ ه، أما
المغيرة فقد نصبه بعض أصحابه إما، وزعم أن كلًا من الحسين وابنه علي وحفيده محمد الباقر قد أوصى إليه فهو الإمام إلى أن
يخرج المهدي، وأنكروا إمامة أبي عبد الله جعفر بن الباقر، وأن الإمامة في المغيرة بن سعيد إلى خروج المهدي، وهو عندهم: محمد
بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، وهو حي لم يمت.
ثم تراقى الأمر بالمغيرة إلى أن زعم أنه رسول نبي، وأن جبرئيل يأتيه بالوحي من عند الله، فأخذه خالد بن عبد الله القسري فسأله عن
ذلك فأقر به فاستتابه خالد، فأبى أن يرجع عن قوله فقتله وصلبه، وكان يدعي أنه يحيي الموتى، وقال بالتناسخ وكذلك قول
أصحابه إلى اليوم). انتهى كلام النوبختي الشيعي، ص ٦٣ ،٦٢ - فانظر إلى آثار التشيع كيف يفعل بأهله.
ثالًثا
فرق الشيعة بعد السادس
فلما توفي ابن الباقر، أبو عبد الله جعفر بن محمد بالمدينة عام ١٤٨ ه تفرقت شيعته -أي المتسترين خلف
مكانته- إلى ست فرق:
١) فرقة (الناووسية) -(نسبة إلى رئيسهم من أهل البصرة يقال له: الناووس- قالت: إن جعفر بن محمد حي لم )
يمت ولا يموت حتى يظهر ويلي أمر الناس، وإنه هو المهدي، وزعموا أم رووا عنه أنه قال: إن رأيتم رأسي قد أهوى
عليكم من جبل فلا تصدقوه، فإني أنا صاحبكم، وإنه قال لهم: إن جاءكم من يخبركم عني أنه مرضني وغسلني
!!( وكفنني، فلا تصدقوه، فإني صاحبكم صاحب السيف) انتهى( ٤٧٩
٢) فرقة (الإسماعيلية) الخالصة: (أنكرت موت إسماعيل بن جعفر في حياة أبيه وقالوا: كان ذلك على جهة )
التلبيس من أبيه على الناس لأنه خاف فغيبه عنهم وزعموا أن إسماعيل لا يموت حتى يملك الأرض ويقوم بأمر الناس،
وأنه هو القائم لأن أباه أشار إليه بالإمامة بعده وقلدهم ذلك له وأخبرهم أنه صاحبه والإمام لا يقول إلا الحق فلما
.( ظهر موته علمنا أنه قد صدق وأنه لم يمت). انتهى( ٤٨٠
٣) فرقة (المباركية) -(برئيس لهم كان يسمى: المبارك مولى إسماعيل بن جعفر- زعمت أن الإمام بعد جعفر )
بن محمد هو: محمد بن إسماعيل بن جعفر، وأمه أم ولد، وقالوا: إن الأمر كان لإسماعيل في حياة أبيه، فلما توفي قبل
أبيه، جعل جعفر بن محمد الأمر لمحمد بن إسماعيل، وكان الحق له ولا يجوز غير ذلك؛ لأا لا تنتقل من أخ إلى أخ
بعد الحسن والحسين، ولا يكون إلا في الأعقاب، ولم يكن لأخوي إسماعيل عبد الله وموسى في الإمامة حق، كما لم
!!( يكن لمحمد بن الحنفية حق مع علي بن الحسين). انتهى( ٤٨١
. ٤٧٩ ) المرجع السابق، ص ٦٧ ،٦٦ )
.٦٨ - ٤٨٠ ) المرجع السابق، ص ٦٧ )
٤٨١ ) المرجع السابق - ص ٦٩ ،٦٨ ، أقول: إن بحث فرق الشيعة، بحث واسع لا محل لتفصيله هنا، وإنما أسوق النصوص العديدة )
لبيان تعدد الفرق الشيعية، المتباينة المتناحرة، التي اقتبست فكرة ابن سبأ عن الغيبة والمهدية، الذي كان البادئ بإلباسها لشخص
علي بن أبي طالب، ثم حذا حذوه أتباعه أصحاب تلك الفرق العديدة، فألبسوها على هواهم لآخرين.
افترق المباركية على مقالات -شركية- كثيرة.. فقالت فرقة منهم: إن روح جعفر بن محمد جعلَت في أبي
الخطاب، ثم تحولت بعد غيبة أبي الخطاب في محمد بن إسماعيل بن جعفر، ثم ساقوا الإمامة في ولد محمد بن إسماعيل،
.( وتشعبت منهم فرقة ممن قالذه المقالة تسمى: (القرامطة)( ٤٨٢
(زعموا أن محمد بن إسماعيل حي لم يمت، وأنه في بلاد الروم، وأنه القائم المهدي، ومعنى القائم عندهم أنه يبعث
!!( بالرسالة وبشريعة جديدة، وينسخا شريعة محمد -صلى الله عليه وآله). انتهى( ٤٨٣
٤) فرقة (السمطية) -(تنسب إلى رئيس لهم يقال له: يحيى بن أبي السميط- قالت: إن الإمام بعد جعفر بن )
!!( محمد هو: ابنه محمد بن جعفر ثم إلى ولده من بعده). انتهى( ٤٨٤
٥) فرقة (الفطحية) -(قالت: الإمامة بعد جعفر في ابنه عبد الله بن جعفر الأفطح، وذلك أنه كان عند مضي )
جعفر أكبر ولده سنا، وجلس مجلس أبيه، وادعى الإمامة ووصية أبيه.. ومال إلى هذه الفرقة جل مشايخ الشيعة
وفقهاؤها، ولم يشكوا في أن الإمامة في عبد الله بن جعفر، وفي ولده من بعده، فمات عبد الله ولم يخلف ذكرا، فرجع
عامة الفطحية عن القول بإمامته، سوى قليل منهم إلى القول بإمامة موسى بن جعفر.. وعاش عبد الله بن جعفر بعد
!!؟( أبيه سبعين يوما أو نحوها). انتهى( ٤٨٥
إذ يتبين منه حيرة ؛ - وهذا النص من أوضح الأدلة على بطلان جميع نصوص الاثني عشرية المنسوبة إلى النبي
وبلبلة التنظيم الشيعي الخفي في أمر الإمامة التي يتخفى خلفها، واسم الإمام الذي يتستر خلف ستار اسمه.
٤٨٢ ) المرجع السابق - ص ٧٢ ،٧١ - (القرامطة) نسبة إلى حمدان قرمط، ولا محل هنا لبحث عقائد وفعال هذه الفرقة الشيعية )
التخريبية، إلا إثبات أا من فرق الغيبة السبئية.. أما أبو الخطاب هذا فهو محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع، صاحب فرقة
(الخطابية) -الشيعية- وهم الذين خرجوا في حياة أبي عبد الله جعفر بن محمد، فحاربوا عيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله بن
العباس -وكان عاملًا من قبلِ عمه (السفاح)- على الكوفة عام ١٣٢ ه - فبلغه عنهم أم أظهروا الإباحات ودعوا إلى نبوة أبي
الخطاب.. فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم، وأسر أبو الخطاب، فأتى به عيسى بن موسى فقتله في دار الرزق على شاطئ الفرات،
للنوبختي -الشيعي- ص ٧١ ،٧٠ ،٦٩ ، وانظر إلى نتاج الكوفة، لتعذر بني العباس « فرق الشيعة » : وصلبه مع جماعة منهم.. انظر
في مطاردة ذاك النتاج الخبيث.
. للنوبختي -الشيعي، ص ٧٣ « فرق الشيعة » (٤٨٣)
. ٤٨٤ ) المرجع السابق - ص ٧٧ ،٧٦ )
. ٤٨٥ ) المرجع السابق، ص ٧٨ ،٧٧ )
٦) الفرقة السادسة: (قالت: إن الإمام: موسى بن جعفر بعد أبيه وأنكروا إمامة عبد الله، وخطَّئوه في فعله، )
!!( وجلوسه مجلس أبيه، وادعائه الإمامة) انتهى( ٤٨٦
٤٨٦ ) المرجع السابق، ص ٧٩ ،٧٨ ، قال النوبختي الشيعي الاثنا عشري عن تلك الفرقة: (وكان فيهم من وجوه أصحاب أبي عبد الله )
مثل: هشام بن سالم، عبد الله بن أبي يعفور، عمر بن يزيد بياع السابري، محمد بن النعمان أبي جعفر الأحول، عبد الله بن زرارة،
جميل بن دراج، أبان بن تغلب، هشام بن الحكم، وغيرهم من وجوه الشيعة). انتهى. وما وجوه الشيعة هؤلاء إلا أهل الوضع
على لسان جعفر الصادق، كما سنرى كثيرا من روايام الموضوعة.
رابعا
بعد السابع
وبعد موت موسى بن جعفر -السابع- تفرق القائلون بإمامته، إلى فرق منها:
١ - (القطعية) -(زعمت أنه مات في حبس السندي بن شاهك، وأن يحيى بن خالد البرمكي، سمه في رطب
وعنب، بعثهما إليه فقتله، وأن الإمام بعد موسى: علي بن موسى الرضا، فسميت هذه الفرقة: القطعية؛ لأا قطعت
!!( على وفاة موسى بن جعفر، وعلى إمامة علي ابنه بعده). انتهى( ٤٨٧
٢ - (الواقفة) -(قالت: إن موسى بن جعفر لم يمت، وأنه حي، ولا يموت حتى يملك شرق الأرض وغرا،
ويملأها كلها عدًلا كما ملئت جورا، وإنه القائم المهدي، وزعموا أنه خرج من الحبس ولم يره أحد ارا ولم يعلموا
به، وأن السلطان وأصحابه ادعوا موته وموهوا على الناس وكذبوا، وأنه غاب عن الناس واختفى، ورووا في ذلك
روايات عن أبيه جعفر بن محمد، أنه قال: هو القائم المهدي، فإن يدهده رأسه عليكم من جبل فلا تصدقوا، فإنه
!!( القائم). انتهى( ٤٨٨
- (وقال بعضهم: إنه القائم وقد مات، ولا تكون الإمامة لغيره حتى يرجع فيقوم ويظهر، وزعموا أنه قد رجع
بعد موته، إلا أنه مختف في موضع من المواضع، حي يأمر وينهى، وأن أصحابه يلقونه ويرونه، واعتلوا في ذلك
!!( بروايات عن أبيه، أنه قال: سمي القائم قائما؛ لأنه يقوم بعد ما يموت). انتهى( ٤٨٩
- (وقال بعضهم: إنه قد مات وإنه القائم، وإن فيه شبها من عيسى ابن مريم -صلى الله عليه- وإنه لم يرجع،
ولكنه يرجع في وقت قيامه، فيملأ الأرض عدًلا كما ملئت جورا، وإن أباه قال: إن فيه شبها من عيسى ابن مريم،
!!( وإنه يقتل في يدي ولد العباس فقد قتل). انتهى( ٤٩٠
. ٤٨٧ ) المرجع السابق، ص ٨٠ ،٧٩ )
. ٤٨٨ ) المرجع السابق، ص ٨٠ )
. ٤٨٩ ) المرجع السابق، ص ٨٠ )
. ٤٩٠ ) المرجع السابق، ص ٨١ ،٨٠ )
!!( - (وأنكر بعضهم قتله وقالوا: مات ورفعه الله إليه، وأنه يرده عند قيامه). انتهى( ٤٩١
- (وفرقة يقال لها: (البشرية) -أصحاب محمد بن بشير، مولى بني أسد من أهل الكوفة قالت: إن موسى بن
جعفر لم يمت، ولم يحبس، وإنه حي غائب، وإنه القائم المهدي، وإنه في وقت غيبته استخلف على الأمر محمد بن
بشير، وأقامه مقام نفسه، فمحمد بن بشير الإمام بعده، ولما توفي ابن بشير أوصى إلى ابنه سميع بن محمد بشير، فهو
!!( الإمام، ثم من أوصى إليه سميع فهو الإمام المفترض الطاعة، إلى وقت ظهور موسى وخروجه) انتهى( ٤٩٢
- خمسة أقوال لفرق (الواقفة) -الواقفين على موسى بن جعفر: إنه الإمام القائم، وسموا واقفة لوقفهم على
إمامته لم يتجاوزوه إلى غيره، خمسة أقوال تردد فيها صدى فكرة ابن سبأ.
وقد لقب المخالفون للواقفة، ممن قال بإمامة علي بن موسى، من بعد موسى بن جعفر - لقبوا الواقفة بلقب:
.( (الممطوره)( ٤٩٣
. ٤٩١ ) المرجع السابق، ص ٨١ )
٤٩٢ ) المرجع السابق - ص ٨٣ ، هؤلاء (البشرية) أنكروا الزكاة والحج وسائر الفرائض وقالوا بإباحة المحارم من الفروج والغلمان.. )
وقالوا بالتناسخ، وأمروا بأداء ما يلزم الناس من حقوق الإمام في أموالهم إليهم هم، إلى قيام القائم، وزعموا أن علي بن موسى
ومن ادعى الإمامة من ولد موسى بعده فغير طيب الولادة ونفوهم عن أنسام، وكفروهم في دعواهم الإمامة، وكفروا القائلين
بإمامتهم، واستحلوا دماءهم وأموالهم - انظر: ص ٨٤ ،٨٣ ، مما يشتم منه رائحة الاستئثار بالخمس الشيعي، الذي سيأتي بيانه
كهدف من أهداف العصمة الإمامية.
٤٩٣ ) في مناظرة بين (الواقفة) وغيرهم من الشيعة، وصفهم أحدهم بقوله: ما أنتم إلا كلاب ممطورة، أراد أم أنتن من جيف، لأن )
الكلاب إذا أصاا المطر فهي أنتن من الجيف - انظر: المرجع السابق، ص ٨٢ ،٨١ ، وفي هامش ص ٨١ جاء ما نصه: (كان بدء
الواقفة، أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعفة، زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها -أي خمس الإمام- فحملوها
إلى وكيلين لموسى بن جعفر بالكوفة، أحدهما حيان السراج وآخر كان معه، وكان موسى في الحبس، فاتخذا بذلك دورا وعقارا
واشتريا الغلَّات، فلما مات موسى وانتهى الخبر إليهما أنكروا موته، وأذاعا في الشيعة أنه لا يموت لأنه القائم. واستبان للشيعة
أما إنما قالا ذلك حر على المال). انتهى!! وهذه إشارة مهمة يشتم منها هدف خمس الإمام الشيعي، بالإصرار على غيبة الثاني
عشر الموهوم، ضمانا لاستدامة تحصيل الخمس إلى جيوب الخفاء.
خامسا
بعد الثامن
ثم إلى من نزلوا بالإمامة إلى علي بن موسى الرضا -الثامن- الذين هم (القطعية) - قد افترقوا إلى عدة فرق:
فرقة قالت بإمامة أحمد بن موسى بن جعفر وأجازوها في أخوين، وأخرى رجعوا إلى الوقوف بعد موسى بن جعفر..
وسبب هاتين الفرقتين أن الرضا المتوفى بطوس من كور خراسان عام ٢٠٣ ه، ولم يكن له سوى ابنا واحدا، هو
محمد بن علي، كان في السابعة من عمره وقت وفاة أبيه، فأبى هؤلاء الشيعة إمامته.. لطفولته، وقالوا: لا يجوز الإمام
إلا بالغا.
وباقي الشيعة -المتسترين خلف أسماء الأئمة- لم يروا بأسا من إمامة الطفل: محمد بن علي.. متعللين بدعوى
الإلهام، والنكت والرؤيا والملك المحدث، ورفع المنار، والعامود، وعرض الأعمال، وغير ذلك من الابتكارات الشيعية
المضافة إلى العصمة الإمامية، التي يصير تفصيلها في بحثنا عن ماهية العصمة الشيعية بإذن الله في رسالة الدكتوراه.
وقد توفي ذلك الإمام، الذي عده شيعة ابن سبأ تاسع الأئمة، في عام ٢٢٠ ه و هو ابن خمس وعشرين سنة،
.( وأمه أم ولد، مع أن أبيه الرضا -الثامن- كان ختن الخليفة المأمون العباسي على ابنته( ٤٩٤
للنوبختي -الشيعي، من ص ٨٥ إلى ٩١ ، وفي تزويج الخليفة العباسي ابنته لعلي بن موسى بن جعفر « فرق الشيعة » : ٤٩٤ ) انظر )
الصادق، أبلغ دليل على تآلف ذرية العباس مع ذرية علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وبطلان دعوى الشيعة عن اضطهاد
بني العباس لذرية علي بن أبي طالب.
سادسا
بعد التاسع
وبعد وفاة التاسع هذا، نزل القائلون بإمامته، إلى القول بإمامة ابنه: علي بن محمد -عاشرهم- سوى نفر منهم
يسير عدلوا عنه إلى القول بإمامة أخيه: موسى بن محمد، ثم رجعوا إلى إمامة علي بن محمد.. وقد توفي هذا العاشر ب
.( (سر من رَأى)، التي كانت عاصمة الخلافة العباسية بعد بغداد في عام ٢٥٤ ه( ٤٩٥
٤٩٥ ) انظر المرجع السابق - ص ٩٢ ،٩١ من هؤلاء الشيعة، النازلين إلى إمامة العاشر علي بن محمد، ذهبت فرقة إلى القول بنبوة )
رجل يقال له محمد نصير النميري، شيعي من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي -الحادي عشر- ادعى هذا (النميري) أنه نبي بعثه
أبو الحسن العسكري -العاشر- وكان يقول بالتناسخ، ويغلو في أبي الحسن ويقول فيه بالربوبية، ويقول بالإباحة للمحارم، ويحلِّل
نكاح الرجال بعضهم بع في أدبارهم، ويزعم أن ذلك من التواضع، والتذلُّل وأنه إحدى الشهوات والطيبات. انظر ص ٩٤ ،٩٣
من المرجع المذكور. وهذه فرقة أخرى من فرق التشيع، التي تسترت خلف مكانة الأئمة، والأئمة منهم أبرياء، والعباسيون إنما
طاردوا هذه الفرق التخريبية، مع حفظ مكانة الأئمة الموقَّرة.
سابعا
بعد العاشر
ونعاود متابعة فكرة ابن سبأ عن الرجعة ، نجدها عادت إلى الظهور في البيئة الشيعية، بعدما توفي من اتخذوه
عاشرا -أي بعد وفاة علي بن موسى بن جعفر- بعد حوالي قرنين من زمان ابن سبأ.
قالت فرقة من أصحاب العاشر -أي ممن تستروا بدعوى صحبته- (بإمامة ابنه: محمد، وقد توفي في حياة أبيه ب
(سر من رَأى)، وزعموا أنه حي لم يمت، واعتلوا في ذلك بأن أباه أشار إليه وأعلمهم أنه الإمام من بعده، والإمام لا
يجوز عليه الكذب، ولا يجوز البداء فيه، فهو وإن كانت ظهرت وفاته لم يمت في الحقيقة، ولكن أباه خاف عليه فغيبه،
!( وهو القائم المهدي، وقالوا فيه بمثل مقالة أصحاب إسماعيل بن جعفر). انتهى( ٤٩٦
- (ومال آخرون إلى أخيه: جعفر بن علي، وقالوا: أوصى إليه أبوه بعد مضي محمد وأوجب إمامته وأظهر أمره،
وأنكروا إمامة محمد أخيه وقالوا: إنه فعل ذلك أبوه اتقاء عليه ودفاعا عنه وكان الإمام في الحقيقة عندهم - جعفر بن
علي) انتهى( ٤٩٧ )!! - (وقال سائر الشيعة بإمامة الحسن بن علي.. وتوفي ب (سر من رَأى) عام ٢٦٠ ه، ودفن في
داره في البيت الذي دفن فيه أبوه وهو ابن ثمان وعشرين سنة.. وتوفي ولم ير له أثر، ولم يعرف له ولد ظاهر، فقسم
!!( ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه وهي أم ولد). انتهى( ٤٩٨
- وبعد وفاة الحسن بن علي -العسكري- الموصوف بالعسكري لكونه عاش ومات في بلد العسكر العباسي في
(سر من رَأى)، ولم يكن له خلف، وقع المتشيعون المنتفعون بالإمامة، الذين نزلواا وأوصلوها إلى الحسن العسكري،
وعدوه حادي عشريهم.. وقعوا في ورطة معقدة، وسقطوا في مطب حاد، انحدرم إلى أعقد خلاف، أدىم إلى
التفرق، إلى أربع عشرة فرقة.
٤٩٦ ) المرجع السابق - ص ٩٤ - البداء الشيعي نبحثه لاح في هدمهم للأسماء والصفات. )
. ٤٩٧ ) المرجع السابق - ص ٩٥ )
٤٩٨ ) المرجع السابق - ص ٩٦ ،٩٥ ، سائرهم عدا من قال بإمامة محمد، ومن قال بإمامة جعفر. )
ثامنا
بعد الحادي عشر
في محاولة الخلاص، من مشكلة عدم إنجاب الحادي عشر، والخروج من قَهرِ موته دون ولد، حام المتشيعون حول
فكرة المؤسس، عن الغيبة والرجعة، فاهتبلوها، وهم في اهتبالها هروبا من ورطتهم، لا يزالون مختلفين متناحرين.. في
الفرق الأربعة عشر التالية:
١ - فرقة قالت: (الحسن بن علي -العسكري الحادي عشر- حي لم يمت، وإنما غاب وهو القائم، ولا يجوز أن
يموت، ولا ولد له ظاهر، لأن الأرض لا تخلو من إمام.. وإنما القائم المهدي الذي يجوز الوقوف على حياته، من
ظهرت له وفاة عن غير خلف، فيضطر شيعته إلى الوقوف عليه إلى أن يظهر، لأنه لا يجوز موت إمام بلا خلف، فقد
!!( صح أنه غاب). انتهى( ٤٩٩
٢ - فرقة قالت: (الحسن بن علي مات، وعاش بعد موته، وهو القائم المهدي، فهو اليوم حي مستتر لا يظهر،
وسيظهر ويقوم بأمر الناس، ويملأ الأرض عدًلا كما ملئت جورا، وإنما قالوا: إنه حي بعد الموت، وإنه مستتر خائف؛
.( لأنه لا يجوز عندهم أن تخلو الأرض من حجة قائم على ظهرها، عدل حي ظاهر، أو خائف مغمور). انتهى( ٥٠٠
٣ - فرقة رجعت إلى القول: (بإمامة محمد بن علي -أخي الحسن العسكري- وزعمت أن أخواه الحسن
وجعفر ادعيا ما لم يكن لهما، وأن أباهما لم يشر لهما بشيء من الوصية والإمامة ولا روي عنه في ذلك شيء أصلًا..
فلا بد من القول بإمامته، وأنه القائم المهدي، أو الرجوع إلى القول ببطلان الإمامة أصلًا، وهذا مما لا يجوز).
!!( انتهى( ٥٠١
- فهذه فرق ثلاث اقتبست فكرة ابن سبأ وطبقتها، في الحسن بن علي العسكري، في الأولى والثانية، وفي أخيه
٧. ، محمد في الثالثة.. وهناك فرقة أخرى حولت الإمامة إلى أخيه جعفر، نشير إليها في ٦ ،٥ ،٤
. ٤٩٩ ) المرجع السابق، ص ٩٧ ،٩٦ )
. ٥٠٠ ) المرجع السابق، ص ٩٨ ،٩٧ )
. ٥٠١ ) المرجع السابق، ص ١٠١ ،١٠٠ )
٤ - فرقة قالت: (الحسن بن علي توفي، والإمام بعده أخوه جعفر، وإليه أوصى الحسن، ومنه قبل الإمامة، وعنه
!!( صارت إليه.. فجعفر وصي الحسن وعنه أفضت إليه الإمامة، ورجعوا إلى بعض قول الفطحية). انتهى( ٥٠٢
٥ - فرقة قالت: (مثل مقالة الفطحية.. فزعموا أن الحسن بن علي توفي وأنه الإمام بعد أبيه، وأن جعفر بن علي
الإمام بعده، كما كان موسى بن جعفر إماما بعد عبد الله بن جعفر.. الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن
والحسين صحيح.. وإنما ذلك إذا كان للماضي خلف من صلبه فإا لا تخرج منه إلى أخيه بل تثبت في خلفه، وإذا
!!( توفي ولا خلف له رجعت إلى أخيه ضرورة). انتهى( ٥٠٣
٦ - فرقة قالت: (الإمام بعد الحسن: جعفر، وأن الإمامة صارت إليه من قبلِ أبيه، لا من قبلِ أخيه محمد، ولا
من قبلِ أخيه الحسن، ولم يكن محمد إماما ولا الحسن أيضا، لأن محمدا توفي في حياة أبيه، وتوفي الحسن ولا عقب له
وكان مدعيا مبطلًا، والدليل على ذلك أن الإمام لا يموت حتى يوصي، ويكون له خلف، والحسن قد توفي ولا وصي
!!( له ولا ولد، فادعاؤه الإمامة باطل). انتهى( ٥٠٤
٧ - فرقة (النفيسية) قالت: (إن محمد بن علي الميت في حياة أبيه كان الإمام بوصية من أبيه إليه.. فلما حضرت
وفاة محمد.. ولم يجز إلا أن يوصي، أوصى إلى غلام لأبيه صغير كان في خدمته يقال له: نفيس، وكان ثقة أمينا عنده،
ودفع إليه الكتب والعلوم والسلاح وما تحتاج إليه الأمة، وأوصاه إذا ح دثَ بأبيه ح دثُ الموت يؤدي ذلك كله إلى
أخيه جعفر.. فقالوا بإمامة جعفر من هذا الوجه وناظروا عليها، وهذه الفرقة تتقول على الحسن العسكري -حادي
عشر الاثني عشرية- تقوًلا شديدا، وتكفره وتكفر من قال بإمامته، وتغلوا في القول في جعفر وتدعي أنه القائم،
وتفضله على علي بن أبي طالب، وتعتقد في ذلك بأن القائم أفضل الخلق بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله- وُأخذَ
!!( نفيس ليلًا وُألْقي في حوض كان في الدار كبير فيه ماء كثير، فغرق فيه فمات). انتهى( ٥٠٥
- فهذه أربع فرق شيعية أخرى، ضربت في بعضها، وأرهق بعضها بعضا، وقد اقتبست الأخيرة فكرة زعيمهم
. ٥٠٢ ) المرجع السابق، ص ٩٩ ،٩٨ )
. ٥٠٣ ) المرجع السابق، ص ١١٢ )
. ٥٠٤ ) المرجع السابق، ص ١٠٠ )
. ٥٠٥ ) المرجع السابق، ص ١٠٨ ،١٠٧ ،١٠٦ )
العام، مع دفع الكتب والعلوم والسلاح وما تحتاج إليه الأمة، مما جعله الشيعة خاصا بالإمام المعصوم، إلى يد المدعو:
(نفيس) -الغريق- الذي أهان مقام أول من انتحلوا إمامته، وكفر الحادي عشر مع من نصبه حادي عشر.
- ثم هناك فرقتان، إحداهما توقفت، والأخرى قررت خلو الأرض من الإمام الحجة، وبياما:
٨ - فرقة: (لما سئلوا: وقيل لهم: ما تقولون في الإمام أهو جعفر أم غيره؟ قالوا: لا ندري ما نقول في ذلك، أهو
من ولد الحسن أم من إخوته، فقد اشتبه علينا الأمر، إنا نقول: إن الحسن بن علي -الحادي عشر- كان إماما وقد
!!( توفي، وأن الأرض لا تخلو من حجة، ونتوقف ولا نقدم على شيء حتى يصح لنا الأمر ويتبين). انتهى( ٥٠٦
٩ - وقالت فرقة: (الحسن بن علي -العسكري- قد صحت وفاة أبيه وجده وسائر آبائه، فكما صحت وفاته
بالخبر الذي لا يكذب مثله، فكذلك صح أنه لا إمام بعد الحسن، وقد روي عن الصادقين أن الأرض لا تخلو من
حجة إلا أن يغضب الله على أهل الأرض بمعاصيهم فيرفع عنهم الحجة وليس في قولنا بطلان الإمامة، والأرض اليوم
بلا حجة إلا أن يشاء الله، فيبعث القائم من آل محمد -صلى الله عليه وآله- والحجة علينا إلى بعث القائم وظهوره:
!!( الأمر والنهي من المتقدمين -الأحد عشر). انتهى( ٥٠٧
- جميع شيعة تلك التسعة المتناحرة، هم من أهل الإقرار بحقيقة موت الحادي عشر دون إنجاب.. لكن هناك
بخلافهم خمس فرق أخرى، أبت هذه الحقيقة، وراحت تختلق للحادي عشر ولدا، إذ في قبول حقيقة انقطاع النسل
بموت حادي عشريهم دون ولد كبوة لهم ونكبة، تتمثل في ذهاب سلطان منتحلي الإمامة، عن عقول من ساقوهم
خلف الحجج البشرية، وأضلوهما ضلاًلا بعيدا عن حجة كتاب الله وسنة رسوله، فضلًا عما في رضاء منتحلي
الإمامة، بقدر الله القاضي بانقطاع النسل، من انقطاع ما تدره عليهم إمامتهم المعصومة من أموال ترفد تنظيمام
الخفية.
- لذا صار اختلاق ابنا للحادي عشر - ألبسوه فكرة ابن سبأ وأوهموا به بأشكال متعددة، في الفرق الشيعية
الخمس التالية:
. ٥٠٦ ) المرجع السابق، ص ١٠٨ )
. ٥٠٧ ) المرجع السابق، ص ١٠٦ ،١٠٥ )
١٠ - فرقة قالت: (للحسن بن علي -العسكري- ابنا سماه محمدا ودلَّ عليه، وليس الأمر كما زعم من ادعى
أنه توفي ولا خلف له، وكيف يكون إمام قد تثبتت إمامته.. ثم توفي ولا خلف له؟ ولكن خلفه قائم، وولد قبل وفاته
بسنين، وقطعوا على إمامته وموت الحسن، وأن اسمه: محمد، وزعموا أنه مستور لا يرى، خائف من جعفر وغيره من
أعدائه، وأا إحدى غيباته، وأنه هو الإمام القائم، وقد عرف في حياة أبيه ونص عليه، ولا عقب لأبيه غيره، فهو
!!( الإمام لا شك فيه). انتهى( ٥٠٨
١١ - وقالت فرقة أخرى: (الإمام بعد الحسن: ابنه محمد، وهو المنتظر، غير أنه مات، وسيجيء ويقوم
!!( بالسيف، فيملأ الأرض قسطًا وعدًلا كما ملئت ظلما وجورا). انتهى( ٥٠٩
١٢ - وفرقة قالت: (بل ولد للحسن ولد، بعده بثمانية أشهر، وأن الذين ادعوا له ولدا في حياته، كاذبون
!!( مبطلون في دعواهم، وقد كان أمر أن يسمى محمدا وأوصى بذلك، وهو مستور لا يرى). انتهى( ٥١٠
١٣ - وفرقة قالت: (لا ولد للحسن أصلًا، لأنا قد امتحنا ذلك وطلبناه بكل وجه فلم نجده، ولو جاز لنا أن
نقول في مثل الحسن وقد توفي ولا ولد له أن له ولدا خفيا، لجاز لنا أن نقول في مثل هذه الدعوى في كل ميت عن
غير خلف.. الحسن وقد توفي ولا ولد له ولكن هناك حبل قائم قد صح في سرية له، وستلد ذكرا إماما متى ما ولدت
!!( فإنه لا يجوز أن يمضي الإمام ولا خلف له فتبطل الإمامة وتخلو الأرض من الحجة). انتهى( ٥١١
١٤ - نأتي إلى فرقة الإمامية الاثني عشرية الآخذة بفكرة ابن سبأ؛ إلباسا لشخصية موهومة لا وجود لها،
شكلوها إلى عقيدة شيعية من أصول وأمهات العقائد الاثني عشرية، الذين يعتبرون أنفسهم هم الفرقة الناجية دون
الفرق الشيعية الأخرى التي أشرنا إلى حوالي الخمسين منها، ودون أهل السنة والجماعة وكافة المسلمين.
قالت هذه الفرقة:
(ليس القول كما قال هؤلاء كلهم، بل لله عز وجلَّ في الأرض حجة من ولد الحسن بن علي، وهو وصي لأبيه،
. ٥٠٨ ) المرجع السابق، ص ١٠٣ ،١٠٢ )
. ٥٠٩ ) المرجع السابق، هامش ص ٩٦ )
. ٥١٠ ) المرجع السابق، ص ١٠٣ )
. ٥١١ ) المرجع السابق، ص ١٠٤ ،١٠٣ )
ولا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ولا يجوز ذلك، ولا تكون إلا في عقب الحسن بن علي -الحادي
عشر- إلى أن ينقضي الخلق، ولو كان في الأرض رجلان لكان أحدهما الحجة، ولا يجوز أن تخلو الأرض من حجة،
ولو خلت ساعة لساخت الأرض ومن عليها، فنحن مستسلمون بالماضي وإمامته مقرون بوفاته، معترفون بأن له خلفًا
قائما من صلبه، وأن خلفه هو الإمام من بعده حتى يظهر ويعلن أمره، ولا يجوز ذكر اسمه ولا السؤال عن مكانه حتى
يؤمر بذلك، إذ هو -عليه السلام- مغمود خائف مستور، لأن في إظهار ما ستر عنا وكشفه إباحة دمه ودمائنا، وفي
ستر ذلك والسكوت عنه حقنهما وصيانتهما، ولا يجوز لنا ولا لأحد من المؤمنين أن يختاروا إماما برأي واختيار، وإنما
يقيمه الله لنا ويختاره ويظهر إذا شاء، والإمام عليه السلام أعرف بنفسه وزمانه منا، فكيف يجوز في زماننا هذا مع
!!( شدة الطلب وجور السلطان، ومع ذلك فإنه لا بد من أن يعلم أمره ثقاته وثقات أبيه وإن قَلُّوا..)انتهى( ٥١٢
- هذا الكلام قاله الاثنا عشرية بعد وفاة الحادي عشر عام ٢٦٠ ه صاغه ثقات الموهوم وثقات أبيه، على حد
تعبيرهم، وما هؤلاء الثقات إلا التنظيم الخفي الأم الممتد متتابعا من تنظيم ابن سبأ السري في القرن الأول، الوارث
لأفكاره وأهدافه، الذي طورها في القرن الثالث ثم الرابع، وصاغها في عقائد شيعية، ما أنزل اللها من سلطان.
- ونحن في تحليقنا فوق برك الفرق الشيعية، التي ذكرناها، المتصلة بفكرة ابن سبأ التي نحن بصددها، قد التزمنا
بالنقل عن كتاب النوبختي (الاثني عشري) عن فرق الشيعة، دون غيره من كتب السنة عن الفرق، لتكون الدلالة أبلغ
في كون تلك الفرق الشيعية قد هدم بعضها بعضا، فأبطل بعضها بعضا، فصارت جميعها زاهقة، دون جهد منا سوى
الصبر على سرد ما ذكرناه عنها.. والحمد لله الذي قَيض من اشتد في طلبها، من الأمويين والعباسيين فقد لمسنا بعض
تخريبها داخل جسم الإسلام.
- فلنجدد نشاطنا بعنوان آخر متصل بفكرة غيبة ابن سبأ، نركز تحته على عقيدة (المهدية الاثني عشرية) بغيبتها
الصغرى وغيبتها الكبرى في دراسة مقارنة نبينا كيف اختلس مصممو العقائد الشيعية من عقيدة السنة، ليحرفوها
إلى اثني عشرية في محاولة خروجهم من مأزق عقم حادي عشريهم، وكبوة موته دون ولد.
- ولنتذكر أن البحوث في فصلنا هذا التي نربط فيها بين أفكار ابن سبأ وبين العقائد الشيعية، لهي وثيقة الصلة
بموضوع العصمة الإمامية؛ إذ إن الوصية زعموها للمعصوم، والإمامة الشيعية جعلوها لمن زعموا لهم العصمة، والولاية
. ٥١٢ ) المرجع السابق، ص ١٠٨ إلى ١١٢ )
الشيعية ما جعلوها إلا لمعصومهم الذي يتسترون خلفه، وهؤلاء المتسترون في الخفاء كفروا الأمة بما وضعوه على
ألسنة الأئمة المعصومين عندهم، ثم إم عبروا عن رغبتهم الانتقامية الدفينة بابتكار عقيدة رجعة الأئمة المعصومين،
لشفاء غليل الشيعة من سلف الأمة وأعياا، وأنكروا موت الإمام، وزعموا غيبته، ليملأ الأرض عدًلا بعصمته بعد أن
ملئت جورا متمثلًا في نبذ ومطاردة أهل التشيع في نظرهم، وهاهم جعلوا ثاني عشريهم المعدوم، الذي عصموه، مهديا
غائبا، ينتظرون قيام عصمته، ويتعجلون فرجه في مبحثنا التالي.
المبحث السابع
المهدية الشيعية الاثنا عشرية
فكرة ابن سبأ عن الرجعة، وفكرته عن الغيبة، قد اتضحتا في المبحثين السابقين، وما ذكرناه هناك عن هاتين
الفكرتين، يمتد معناه هنا كذلك، كأصل للعقيدة المهدية الشيعيةَّ الاثني عشرية، فنحيل إلى ما ذكرناه هناك.
وهنا يجدر بنا قبل بيان عقيدة المهدي الشيعية، التي أنكرواا قَدر الله تعالى، القاضي بموت حادي عشريهم
الحسن العسكري دون ولد، يجدر بنا بيان العقيدة السنية الصحيحة عن المهدي، ثم نناظر ونناقش عقيدة الشيعة المهدية
الاثني عشرية بعد ذلك.
فنستعين بالله تعالى، ونبحث هذا المبحث في المطالب الستة التالية:
المطلب الأول: عقيدة المهدي السنية.
المطلب الثاني: مغالطة اثنا عشرية بنسبة عقيدة مهديهم إلى أهل السنة.
المطلب الثالث: خرافات اثنا عشرية حول طفل زعموه مهديا.
المطلب الرابع: واقع ثامنهم إلى أحد عشريهم ينفي زعم مهديهم.
المطلب الخامس: ثبوت موت حادي عشريهم دون ذُرية.
المطلب السادس: سفراء ثاني عشريهم دليل على عدمه وعلى جمعية سرية.
المطلب الأول
عقيدة المهدي السنية
َأمر المهدي َأمر معلوم، والأحاديث فيه مستفيضة، بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد من أهل العلم
تواترها، وهي متواترة تواترا معنويا لكثرة طرقها، واختلاف مخارجها وصحابتها ورواا وألفاظها، فهي بحق تدلُّ على
أنَّ الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق، وهو محمد بن عبد الله العلوي الحسني، من ذرية الحسن بن علي بن
أبي طالب -رضي الله عنهما- وهذا الإمام من رحمة الله عز وجلَّ بالأمة في آخر الزمان، يخرج فيقيم العدل والحق
.( ويمنع الظلم والجور، وينشر الله به لواء الخير على الأمة، عدًلا وهداية وتوفيقًا وإرشادا للناس( ٥١٣
الأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها، منها خمسون حديًثا، منها الصحيح، » : قال الشوكاني
والحسن، والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دوا في جميع
الاصطلاحات المحررة في الأصول، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة جدا، لها حكم الرفع إذ لا
مجال للاجتهاد في مثل ذلك، فتقرر أنَّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، والأحاديث الواردة في الدجال
« عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر »: يليه ،« الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي » : ٥١٣ ) انظر كتاب )
كلاهما بقلم عبد المحسن بن حمد العباد -المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة- طبع في مطابع الرشيد بالمدينة المنورة - ط
أولى ١٤٠٢ ه، ص: ١٥٨ ،١٥٧ - في كلمة ألقاها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز على بحث المؤلف الذي حاضر
به عام ١٣٨٨ ه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد استطرد سماحته بقوله: (وقد اطلعت على كثير من أحاديثه -المهدي-
فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره، وكما قال ابن القيم وغيره: فيها الصحيح، وفيها الحسن، وفيها الضعيف المنجبر، وفيها أخبار
موضوعة، ويكفينا من ذلك ما استقام سنده سواء كان صحيحا لذاته أو لغيره، وسواءً كان حسنا لذاته أو لغيره، وهكذا
الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشد بعضها بعضا، فإا حجة عند أهل العلم، فإن المقبول عندهم أربعة أقسام: صحيح لذاته،
وصحيح لغيره، وحسن لذاته، وحسن لغيره، هذا ما عدا المتواتر، أما المتواتر فكله مقبول، سواء كان تواتره لفظيا أو معنويا،
وأما أمر المسيح ابن مريم -عليه » : فأحاديث المهدي من هذا الباب متواترة تواترا معنويا). ص: ١٥٨ ، وعن المسيح قال سماحته
الصلاة والسلام- وأمر المسيح الدجال، فأمرهما أظهر وأظهر، فالأمر فيهما قطعي، وقد أجمع على ذلك علماء الأمة، وبينوا للناس
وكلها صحيحة ، أن المسيح نازلٌ في آخر الزمان كما أن الدجالَ نازلٌ في آخر الزمان، وقد تواترت بذلك الأخبار عن النبي
متواترة، بترول عيسى -عليه الصلاة والسلام- في آخر الزمان، وحكمه بشريعة محمد -عليه الصلاة والسلام- وقتله الدجال
. ص: ١٦١ ،١٦٠ ،« مسيح الضلالة
.( انتهى( ٥١٤ « متواترة، والأحاديث الواردة في نزول عيسى -عليه الصلاة والسلام- متواترة
- ولبيان عقيدة المهدي السنية الصحيحة يحسن عرضها في النقاط التالية:
أوًلا: بعض ما في الصحيحين متعلقًا بشأن المهدي:
١) روى البخاري في صحيحه، في باب نزول عيسى ابن مريم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله )
.«؟ كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم » :
من صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- بمثل حديثه عند البخاري، « الإيمان » ٢) روى مسلم في كتاب )
وفيه تفسير ابن أبي ذئب راوي ،«؟ كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فأمكم منكم » : ورواه أيضا عن أبي هريرة بلفظ
. فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم :« فأمكم منكم » : الحديث لقوله
لا تزال طائفة من أمتي » : يقول عن جابر -رضي الله عنه- أنه سمع النبي ،« صحيحه » ٣) وروى مسلم في )
فيقول أميرهم: تعالَ صلِّ لنا، فيقول: لا، يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فيترل عيسى ابن مريم
.« إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة
- فهذه الأحاديث التي وردت في الصحيحين، تدلُّ على أمرين: أحدهما: أنه عند نزول عيسى ابن مريم -عليه
الصلاة والسلام- من السماء يكون المتولي لإمرة المسلمين رجلًا منهم.
والثاني: أن حضور أميرهم للصلاة وصلاته بالمسلمين، وطلبه من عيسى عند نزوله أن يتقدم ليصلي لهم، يدلُّ
على صلاح في هذا الأمير وهدى.
- وهي وإن لم يكن فيها التصريح بلفظ المهدي، إلا أا تدلُّ على صفات رجل صالح يؤم المسلمين في ذلك
الوقت، وقد جاءت الأحاديث في السنن والمسانيد وغيرها، مفسرة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين، ودالة على أن
،١٧٥ - ٥١٤ ) المرجع السابق، ١٧٤ ،١٧٣ ، ذكره المؤلف ضمن من حكى تواتر أحاديث المهدي ونقل كلام ستة منهم، ص ١٧١ )
١٧١ ، وبعد بيان أسماء ستة وعشرين صحابيا رووا أحاديث - بعدما ذكر عشرة ممن ألفوا كتبا في شأن المهدي، ص ١٦٨
.١٦٨ - وأسماء ستة وثلاثين إماما خرجوا الأحاديث والآثار الواردة في المهدي في كتبهم، ص ١٦٦ ، المهدي عن النبي
.( ذلك الرجل الصالح يسمى محمد بن عبد الله، ويقال له: المهدي، والسنة يفسر بعضها بعضا( ٥١٥
ثانيا: بعض الأحاديث في المهدي في غير الصحيحين:
١) روى أبو داود في سننه، من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زر عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله )
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطول اللهُ ذلك اليوم، حتى يبعث فيه رجلًا مني، أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه » : قال
.(٥١٦)« اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطًا وعدًلا كما ملئت ظلما وجورا
٢) وقال أبو داود في سننه: حدثنا سهل بن تمام بن بديع، حدثنا عمران بن القطان، عن قتادة، عن أبي نضرة، )
المَهِدي مني، أجلى الجبهة أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدًلا » : عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله
.(٥١٧)« كما ملَئت ظُلما وجورا، ويملك سبع سنين
يقول: ٣) وقال أبو داود في سننه بسنده، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله )
.(٥١٨)« المَه دي من عترتي من وَلد فاطمة »
أبشركم بالمهدي، يبعث على اختلاف » : ٤) عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله )
من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطًا كما ملئت ظلما وجورا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم
. ٥١٥ ) المرجع السابق، ص ١٧٦ ،١٧٥ )
منهاج » ٥١٦ ) المرجع السابق - ص ١٧٨ ، قال مؤلفه العباد: (أشار إلى صحته ابن القيم في المنار المنيف، وصححه ابن تيمية في )
وقال عنه الألباني في تخريج أحاديث المشكاة: وإسناده حسن)، ،« مصابيح السنة في فصل الحسان » وقد أورده البغوي في ،« السنة
.١٨٠ - انظر ص ١٧٨
رواه أبو داود بإسناد جيد، وأورده البغوي في :« المنار المنيف » قال ابن القيم في » : ٥١٧ ) المرجع السابق، ص ١٨١ ،١٨٠ ، قال العباد )
الجامع » في فصل: الحسان، وقال الألباني في تخريج أحاديث المشكاة: وإسناده حسن، ورمز لصحته السيوطي في « مصابيح السنة »
. ص ١٨١ ،« الصغير
الجامع » وأخرجه ابن ماجه، عن سعيد بن المسيب، وقد أورد هذا الحديث السيوطي في » : ٥١٨ ) المرجع السابق، ص ١٨٢ ، قال العباد )
في فصل الحسان، وقال الألباني في تخريج أحاديث المشكاة: وإسناده « مصابيح السنة » ورمز لصحته، وأورده البغوي في « الصغير
.( ص ١٨٢ ) « جيد
.(٥١٩)« غناءً ويسعهم عدله المال صحاحا، قال له رجل: ما صحاحا؟ قال: بالسوِية، ويملأ الله قلوب أمة محمد
إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا » : المهدي، فقال ذكر إلى رسول الله » : ٥) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال )
.( فتسع، وليملأن الأرض عدًلا وقسطًا كما ملئت جورا وظلما( ٥٢٠
يكون في أمتي المهدي، إن قَصر فسبع، وإلا فثمان، » : قال ، ٦) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي )
وإلا فتسع، تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها، يرسل السماء عليهم مدرارا، ولا تدخر الأرض شيًئا من النبات،
.(٥٢١)« والمال كدوس، يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذ
٧) قال ابن القيم في المنار المنيف: وقال الحارث بن أبي أسامة في مسنده: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثنا )
يترل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم » : إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر، قال: قال رسول الله
قال ابن القيم: وهذا إسناد ،« المهدي: تعال صلِّ بنا فيقول: لا، إن بعضكم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة
.( جيد( ٥٢٢
الثالث مما أوردناه من - « صحيحه » - ولفظ حديث جابر هذا، قريب من لفظ حديثه عند مسلم في
الصحيحين- فهذا الحديث الذي أورده ابن القيم، فيه وصف الأمير المذكور بأنه: المهدي، ويكون وغيره من
الأحاديث الكثيرة الدالة على خروج المهدي آخر الزمان مفسرة للمرادذا الحديث الذي رواه مسلم، والتي عنده
.( وعند البخاري في معناه( ٥٢٣
ثالثًا: بعض أقوال أهل السنة عن المهدي:
رواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كثير، :« مجمع الزوائد » قال الهيثمي في » : ٥١٩ ) المرجع السابق، ص ١٧٧ ، قال العباد )
.« ورجالهما ثقات
.« ٥٢٠ ) المرجع السابق، ص ١٧٧ ، قال العباد: (قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات، وفي بعضهم بعض ضعيف )
٥٢١ ) المرجع السابق، ص ١٧٧ ، قال العباد: (قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات). )
٥٢٢ ) المرجع السابق، ص ١٧٧ ، قال العباد: (وبالرجوع إلى ما قاله أهل هذا الفن في سند الحديث، وجدت أن السند متصل من أوله )
« المسند » إلى آخره لا انقطاع فيه)، ثم فصل -أثابه الله- تقييم كلِّ راوٍ من رواته الأربعة حتى جابر، فضلًا عن ترجمة صاحب
.١٨٥ - المذكور في الصفحات ١٨٢
. ٥٢٣ ) المرجع السابق، ص ١٧٦ ،١٨٦ )
١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الأحاديث التي يحتجا على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو )
لو لم » : في الحديث الذي رواه ابن مسعود داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره، كقوله
يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل مني أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم
المهدي » : رواه الترمذي وأبو داود، من رواية أم سلمة وفيه .« أبي، يملأ الأرض قسطًا وعدًلا كما ملئت جورا وظلما
ورواه عن علي ،« يملك الأرض سبع سنين » : ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد، وفيه ،« من عترتي من ولد فاطمة
وسيخرج من صلبه رجل يسمى إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله » : رضي الله عنه، أنه نظر إلى الحسن، وقال
.(٥٢٤)« باسم نبيكم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق، يملأ الأرض قسطًا
قال: إسناده ضعيف، والأحاديث ،« ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم » : ٢) قال الإمام القرطبي، بعد ذكر حديث )
في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة، ثابتة أصح من هذا الحديث، فالحكما عن النبي
أي: لا مهدي كاملًا معصوما إلا عيسى، ،« ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم » : دونه، وقال: يحتمل أن يكون قوله
.( قال: وعلى هذا تجتمع الأحاديث ويرتفع التعارض.( ٥٢٥
بذكر المهدي، وأنه من أهل بيته، وأنه قد تواترت الأخبار واستفاضت، عن رسول الله » : ٣) قال ابن القيم )
يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدًلا، وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة، ويصلِّي
.(٥٢٦)« عيسى خلفه
من ولد الحسن بن علي، يخرج في آخر الزمان، وقد امتلأت ، أنه رجل من أهل بيت النبي » : ثم رجح القول
الأرض جورا وظلما، فيملأها قسطًا وعدًلا، وأكثر الأحاديث على هذا تدلُّ، وفي كونه من ولد الحسن رضي الله عنه
. ابن تيمية، ج ٤، ص ٢١١ « منهاج السنة النبوية » (٥٢٤)
ذكر بعض العلماء الذين » : عبد المحسن بن حمد العباد، ص ١٨٨ ، تحت عنوان ،« عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر » (٥٢٥)
حيث ذكر كلام: الحافظ أبي جعفر العقيلي المتوفى ،« احتجوا بأحاديث المهدي واعتقدوا موجبها وحكاية كلامهم في ذلك
٣٢٢ ه، والإمام ابن حبان البستي المتوفى ٣٥٤ ه، والخطابي المتوفى ٣٨٨ ه، والإمام البيهقي المتوفى ٤٥٨ ه، والقاضي
ثم أورد قول الإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي صاحب التفسير المشهور، ،« الشفاء » عياض المتوفى ٥٤٤ ه، في كتابه
كما نقل ذلك عنه السيوطي في آخر جزء العرف الوردي في أخبار ،« التذكرة في أمور الآخرة » المتوفى ٦٧١ ه، في كتابه
.١٩٠ - المهدي، ثم جاء بقول ابن تيمية عاليه، ص ١٨٦
لابن القيم، فصل: المهدي. « المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف » ٥٢٦ ) المرجع السابق، ص ١٩١ ، من كتاب )
سر لطيف، وهو أن الحسن -رضي الله عنه- ترك الخلافة لله، فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق، المتضمن
للعدل الذي يملأ الأرض، وهذه سنةُ الله في عباده، أنه من ترك شيًئا لأجله أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه، وهذا
.(٥٢٧)« بخلاف الحسين رضي الله عنه، فإنه حرص عليها، وقاتل فلم يظفرا، والله أعلم
، يكون من أهل البيت من ذُرِية فاطمة بنت رسول الله » : ٤) وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير عن المهدي )
من ولد الحسن لا الحسين كما تقدم النص على ذلك، في الحديث المروي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
.(٥٢٨)« والله أعلم
من الأخبار، ومن ذلك إخباره - والحاصل أنه من عقائد أهل السنة، التصديق بكل ما صح عن رسول الله
بشأن المهدي، فالأحاديث إذا كانت صحيحة، يجب العمل بموجبها، سواء كانت في الصحيحين أو في غيرهما، ومن
.( ذلك أحاديث المهدي، وكتب العقائد عن أهل السنة، قد أوضحت ذلك( ٥٢٩
رابعا: لا علاقة لعقيدة أهل السنة في المهدي بعقيدة الشيعة:
أشار أعلام السنة إلى ذلك، ونذكر بعض ما قيل:
وهو أحد » : في فصل في ذكْرِ المهدي الذي يكون في آخر الزمان « الفتن والملاحم » ١) قال ابن كثير في كتاب )
الخلفاء الراشدين، وليس هو المنتظر الذي تزعم الرافضة وترتجي ظهوره في سرداب سامراء، فإن ذلك ما لا حقيقة له
ولا عين ولا أثر، ويزعمون أنه محمد بن الحسن العسكري، وأنه دخل السرداب وعمره خمس سنين.. كما يزعمه
جهلة الرافضة من أنه موجود فيه الآن، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان، فإن هذا نوع من الهذيان، وقسط كبير
من الخذلان شديد من الشيطان، إذ لا دليل على ذلك ولا برهان، لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا
.( استحسان)( ٥٣٠
. ٥٢٧ ) المرجع السابق، ص ١٩٣ ، وقال أبو الحسن السمهوري، المتوفى ٩١١ ه، مثل ذلك، انظر ص ١٩٥ )
لابن كثير، فصل في ذكر المهدي. « الفتن والملاحم » ٥٢٨ ) المرجع السابق، ص ١٩٦ ، من كتاب )
،٢٠٩ - ٥٢٩ ) المرجع السابق، ص ٢١٧ ، ساق المؤلف أقوال آخرين غير ما ذكرنا ممن يثبتون عقيدة المهدي السنية، ص ٢٠٢ )
.٢٢١ - ٢١٩ ، ونفى ظن ما قد يتعارض مع أحاديث المهدي، ص ٢١٩ - وناقش من أنكرها أو تردد في شأا، ص ٢٠٩
. ٥٣٠ ) المرجع السابق، ص ١٩٧ ،١٩٦ )
وأما الرافضة » : في فصل الكلام على أحاديث المهدي ،« المنار المنيف » ٢) وقال ابن القيم في آخر كتاب )
الإمامية فلهم قول وهو: أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري، المنتظر من ولد الحسين لا من ولد الحسن، الحاضر
في الأمصار، الغائب عن الأبصار، الذي يورث العصا ويختم الفضا، دخل سرداب سامرا طفلًا صغيرا من أكثر من
خمسمائة سنة -بالنسبة لزمان ابن القيم المتوفى عام ٧٥١ ه- فلم تره بعد ذلك عين، ولم يحس فيه بخبر ولا أثر،
وهم ينتظرونه كل يوم، يقفون بالخيل على باب السرداب، ويصيحون به أن يخرج إليهم: اخرج يا مولانا، ثم يرجعون
.(٥٣١)« بالخيبة والحرمان، فهذا دأم ودأبه.. ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم، وضحكةً يسخر منهم كل عاقل
الاثنا عشرية الذين ادعوا أن » :« منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية » ٣) وقال ابن تيمية في )
اسمه محمد بن عبد الله، ولهذا هذا مهديهم، مهديهم اسمه: محمد بن الحسن، والمهدي المنعوت الذي وصفه النبي
حذفت طائفة لفظ الأب حتى لا يناقض ما كذبت، وطائفة حرفته وقالت: جده الحسين وكنيته أبو عبد الله، فمعناه
محمد بن أبي عبد الله، وجعلت الكنية اسما، وممن سلك هذا ابن طلحة في كتابه الذي سماه: غاية السول في مناقب
الرسول.
يواطئ اسمه اسمي » : فهل يفهم أحد من قوله ، ومن له أدنى نظر يعرف أن هذا تحريف وكذب على رسول الله
إلا أن اسم أبيه: عبد الله، وهل يدلُّ هذا اللفظ على أن جده كنيته: أبو عبد الله؟!! ثم أي تمييز « واسم أبيه اسم أبي
يحصل لهذا؟ فكم من ولد الحسين من اسمه محمد وكل هؤلاء يقال في أحدهم: محمد بن أبي عبد الله كما قيل في
هذا، وكيف يعدل من يريد البيان إلى من اسمه: محمد بن الحسن، فيقول اسمه محمد بن عبد الله، ويعني بذلك أن جده
أبو عبد الله؟!، وأيضا فإن المهدي المنعوت من ولد الحسن بن علي لا من ولد الحسين، كما تقدم لفظ حديث علي
.(٥٣٢)« رضي الله عنه
إن هذا المعصوم الذين يدعونه، في وقت ما قد ولد عندهم لأكثر من أربعمائة وخمسين سنة -بالنسبة » : وقال
لزمان ابن تيمية المتوفى ٧٢٨ ه- دخل السرداب عندهم سنة ستين ومائتين، وله خمس سنين عند بعضهم وأقل من
ذلك عند آخرين، ولم يظهر منه شيء مما يفعله أقل الناس تأميرا، مما يفعله آحاد الولاة والقضاة والعلماء، فضلًا عما
. ٥٣١ ) المرجع السابق، ص ١٩٤ )
. ابن تيمية، ج ٤، ص ٢١١ « منهاج السنة النبوية » (٥٣٢)
يفعله الإمام المعصوم، فأي منفعة للوجود في مثل هذا لو كان موجودا؟!! فكيف إذا كان معدوما؟!! والذين آمنوا
ذا المعصوم، أي لطف وأية منفعة حصلت لهم به نفسه في دينهم أو دنياهم؟!! وهذا الذي تدعيه الرافضة، إما مفقود
عندهم، وإما معدوم عند العقلاء، وعلى التقديرين فلا منفعة لأحد به، لا في دين ولا في دنيا، فمن علَّق دينه
باهولات التي لا يعلم موا، كان ضالا في دينه، لأن ما علق به دينه لم يعلم صحته، ولم يحصل له به منفعة، فهل
.(٥٣٣)« يفعل مثل هذا إلا جاهل
في كلمته الختامية تحت العنوان « عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر » ٤) وقال العباد مؤلف كتاب )
إن أحاديث المهدي الكثيرة، التي ألف فيها المؤلفون وحكى تواترها جماعة، واعتقد موجبها أهل السنة » : عاليه
والجماعة.. تدلُّ على حقيقة ثابتة بلا شك، هي حصول مقتضاها في آخر الزمان، ولا صلة البتة لهذه الحقيقة الثابتة
عند أهل السنة، بالعقيدة الشيعية، فإن ما يعتقده الشيعة من خروج مهدي منتظر يسمى: محمد بن الحسن العسكري
من نسل الحسين -رضي الله عنه- لا حقيقة له ولا أصل، وعقيدم بالنسبة لمهديهم في الحقيقة عقيدة موهومة كما
أن إمامة الأئمة الماضين عندهم في الحقيقة إمامة موهومة لا حقيقة لها ولا وجود، إلا إمامة علي بن أبي طالب وابنه
الحسن -رضي الله عنهما- وهما بريئان منهم ومن اعتقادهم بلا شك، أما أهل السنة فمعتقدهم في الماضي حقيقة
موجودة، وسادات الأئمة عندهم هم الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- وقد تولوا الإمامة حقا وكانوا أحقا
.(٥٣٤)« حقيقة ثابتة بلا شك أيضا وأهلها، ومعتقدهم في المستقبل عند نزول عيسى ابن مريم
* * *
. ٥٣٣ ) المرجع السابق، ج ٤، ص ٢١٣ ،٢١٢ )
٥٣٤ ) الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي يليه عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر، عبد المحسن بن حمد )
العباد، ص ٢٢١ ، المؤلف في كتابه حتى ص ١٥٢ ، رد على رسالة للشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية في
ومن ص ١٥٣ حتى آخره ص ٢٢٢ أبان عقيدة السنية الصحيحة في ،« لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر » : قطر عنواا
المهدي.
المطلب الثاني
مغالطة اثنا عشرية بنسبة عقيدة مهديهم
إلى أهل السنة
قد اتضح لنا في المطلب الأول عقيدة أهل السنة والجماعة في المهدي المنتظر، الذي يخرج في آخر الزمان، بين
يدي الساعة، يملأ الأرض عدًلا وقسطًا كما ملئت ظلما وجورا( ٥٣٥ ).. ولا صلة ولا علاقة بين عقيدم وعقيدة
الشيعة، فلا وجود ولا أثر عندهم، لوهم كون المهدي هو الطفل المعدوم ابن الحسن العسكري، أو وهم غيبته
الموهومة.
لكن الشيعة في مؤلفام.. يوهمون الناس بأن عقيدم في المهدي، هي عقيدة كافة المسلمين!!
١) يقول شبر -الشيعي: (ورد في روايات متواترة وأحاديث متضافرة، البشارة بالمهدي (ع) وبأنه تكون له )
غيبة من طرق العامة والخاصة، وقد روى ذلك من العامة: البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ومؤلف جامع
.( الأصول، وغيرهم). انتهى( ٥٣٦
ولم يرد لا في البخاري، ولا في مسلم، ولا في أبي داود، ولا في الترمذي، ولا في جامع الأصول، إلا البشارة
!!( بالمهدي، ولا أثر في تلك المراجع، ولا في غيرها، من مراجع السنة المعتبرة.. للزعم بأنه تكون له غيبة( ٥٣٧
لأبي العباس أحمد بن محمد بن حجر المكي الهيتمي، « القول المختصر في علامات المهدي المنتظر » : ٥٣٥ ) انظر فضلًا عن المرجع السابق )
دراسة وتحقيق وتعليق مصطفى عاشور، مكتبة القرآن، القاهرة.
للشيخ العالم العلامة يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي « عقد الدرر في أخبار المنتظر وهو المهدي -عليه السلام » : وانظر
حققه وراجع نصوصه وعلق عليه وخرج أحاديثه: الشيخ ،« الفتن وأشراط الساعة » الشافعي السلمي، الكتاب الأول من كتاب
مهيب بن صالح بن عبد الرحمن البورني، مكتبة المنار الزرقاء، الأردن، ط: أولى، ١٤٠٥ ه، ١٩٨٥ م.
تأليف العلامة الأكبر السيد عبد الله شبر -الشيعي- دار الأضواء، بيروت، ط أولى « حق اليقين في معرفة أصول الدين » (٥٣٦)
. ١٤٠٤ ه ١٩٨٥ م، ج ١، ص ٣٧٩
٥٣٧ ) الشيعي شبر هذا، الذي يعتبر نفسه مع الشيعة هم (الخاصة) ويشيرون إلى أهل السنة والجماعة بلفظ: (العامة) قد استدل على )
الغيبة المزعومة، بما لا يستفاد منه غيبة لا من قريب ولا من بعيد، حيث ساق قول ابن خلكان كدليل له من (العامة) على حد
تعبيره قائلًا: (قال ابن خلكان في تاريخه: هو ثاني عشر الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، المعروف الحي، وهذا الذي تزعم
٢) ويواصل الشيعي المذكور عبارته السابقة بقوله: (وقد ورد في كتب العامة من الروايات في القائم المهدي ما )
الصواعق » يزيد على مائة وخمسين حديًثا، وفي الكتب المعتبرة والأصول المقررة ما يزيد على ألف حديث، وفي
لابن حجر في أحوال العسكري ما لفظه: ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة (ع) وعمره عند وفاة « المحرقة
أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة، وسمي القائم المنتظر، قيل لأنه (ع) ستر بالمدينة وغاب ولم يعرف أين
!!( ذهب، وذكر نحو ذلك غيره من العامة). انتهى( ٥٣٨
الصواعق » ٣) شبر -الشيعي- بعبارته هذه، يستدل بقول ابن حجر السني على غيبة مزعومة، وبالرجوع إلى )
ورجع الحسن إلى داره وأقام عزيزا مكرما، وصلات الخليفة تصل إليه » : لابن حجر، نجده رحمه الله قد قال « المحرقة
كل وقت، إلى أن مات ب (سر من رَأى)، ودفن عند أبيه وعمه، وعمره ثمانية وعشرون سنة، ويقال: إنه سم أيضا
ولم يخلف غير ولده: أبي القاسم محمد الحجة: وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة ويسمى
القائم المنتظر، قيل لأنه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب، ومر في الآية الثانية عشر قول الرافضة فيه أنه
الشيعة أنه المنتظر والقائم المهدي، وهو صاحب السرداب عندهم، وأقاويلهم فيه كثيرة، وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من
السرداب ب (سر من رَأى)، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولما توفي أبوه كان عمره
خمس سنين واسم أمه خمط وقيل نرجس، والشيعة يقولون: إنه دخل السرداب في دار أبيه، وأمه تنظر إليه، فلم يخرج بعد إليها،
وذلك في سنة خمس وستين ومائتين، وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين وهو الأصح، وأنه لما دخل السرداب كان عمره
أربع سنين، وقيل: خمس سنين، وقيل: إنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين وعمره عشر سنين، والله أعلم). انتهى!! ص
٣٨٠ ،٣٧٩ ، ج ١، من المرجع الأسبق، فأي دلالة في قول ابن خلكان السني تثبت مطلوب شبر -الشيعي؟!! لا دلالة.
٥٣٨ ) المرجع السابق، ج ١، ص ٣٧٩ ، ما ورد في كتب العامة -السنة- من الروايات في القائم المهدي لا شأن لشبر -الشيعي- به، )
فلا دلالة فيها لهم، وأهل السنة والجماعة أدرى بما ورد في كتبهم منه أو من أمثاله، أما ما يزيد على الألف حديث الواردة فيما
أسماه: الكتب المعتبرة والأصول المقررة؛ أي الكتب الشيعية حسب مقصوده، فجميعها موضوعة وكثير منها اختلسوه من أهل
السنة، مع تحريفه وتحويره وتلبيسه بالثاني عشر الطفل المعدوم، وما إقحام أهل السنة في عقيدم عن المهدي إلا تضليل وخبث،
كانت الرافضة من أجهل الناس وأضلهم، كما أن النصارى من أجهل الناس، والرافضة من أخبث الناس، كما أن » : قال ابن تيمية
وقد ،« منهاج السنة » ص ١٤٦ - ج ١ من .« اليهود من أخبث الناس، ففيهم نوع من ضلال النصارى ونوع من خبث اليهود
تأليف نجم الدين جعفر بن « المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية » : ورد مثل تدليس شبر -الشيعي- في كتاب
محمد العسكري -شيعي، ج ١ ص ٢٠٠ بنفس أسلوب الكذب على ابن حجر تحت رقم ١٧ من السنة المعترفين بأن المهدي من
ولد الحسن العسكري في زعمه الكاذب على أهل السنة.
.( انتهى( ٥٣٩ .« المهدي، وأوردت ذلك مبسوطًا فراجعه فإنه مهم
٤) هذه هي عبارة ابن حجر كاملة نلحظ فيها كلمة: ويقال، وكلمة: قيل، لكن شبر -الشيعي- قد ابتسر )
العبارة للإيهام بأن السنة -العامة- يوافقون دعواهم، وأهل السنة أنقياء، من تحكك وتمحك شبرم وأمثاله. ولنراجع
ما أحالنا إليه ابن حجر وأورده مبسوطًا في صواعقه المحرقة، ووصفه بأنه مهم، فبه يتم افتضاح تجني شبر -الشيعي.
قال ابن حجر:
ورواية كونه من ولد الحسين واهية جدا، ومع ذلك لا حجة فيه لما زعمته الرافضة، أن المهدي هو الإمام أبو »
القاسم محمد الحجة بن الحسن العسكري، ثاني عشر الأئمة الآتين في الفصل الآتي على اعتقاد الإمامية، ومما يرد عليهم
واسم أبي محمد الحجة لا يوافق ذلك، ويرده أيضا قول علي: ، ما صح أن اسم أبي المهدي يوافق اسم أبي النبي
مولد المهدي بالمدينة، ومحمد الحجة هذا إنما ولد ب (سر من رَأى)، سنة خمس وخمسين ومائتين.
ومن اازفات والجهالات، زعم بعضهم أن رواية أنه من أولاد الحسن ورواية اسم أبيه اسم أبي كل منهما وهم،
وزعمه أيضا أن الأمة اجتمعت على أنه من أولاد الحسين، وأنى لهم بتوهيم الرواة بالتشهي ونقل الإجماع بمجرد
التخمين والحدس، والقائلون من الرافضة بأن الحجة هذا هو المهدي يقولون: لم يخلف أبوه غيره وعمره خمس سنين،
آتاه الله فيها الحكمة كما آتاها يحيى -عليه الصلاة والسلام- صبيا، وجعله إماما في حال الطفولية كما جعل عيسى
كذلك، توفي أبوه ب (سر من رَأى) وتستر هو بالمدينة، وله غيبتان: صغرى منذ ولادته إلى انقطاع السفارة بينه وبين
شيعته، وكبرى وفي آخرها يقوم، وكان فقده يوم الجمعة سنة ست وتسعين ومائتين فلم يدر أين ذهب، خاف على
نفسه فغاب، فقال ابن خلكان: والشيعة ترى فيه أنه المنتظر والقائم المهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم
فيه كثيرة، وهم ينتظرون خروجه آخر الزمان من السرداب ب (سر من رَأى)، دخله في دار أبيه وأمه تنظر إليه سنة
خمس وستين ومائتين وعمره حينئذ تسع سنين، فلم يعد يخرج إليها، وقيل: دخله وعمره أربع، وقيل: سبعة عشر.
انتهى ملخصا. والكثير على أن العسكري لم يكن له ولد، لطلب أخيه جعفر ميراثه من تركته لما مات، فدلَّ طلبه أن
أخاه لا ولد له وإلا لم يسعه الطلب، وحكى السبكي عن جمهور الرافضة أم قائلون بأنه لا عقب للعسكري وأنه لم
تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب سيدنا » : ويليه كتاب « الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة » (٥٣٩)
كلاهما تأليف المحدث الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي، المكي، المتوفى ٩٧٤ ه، دار الكتب العلمية، بيروت، « معاوية بن أبي سفيان
. ط: ثانية، ١٤٠٥ ه، ١٩٨٥ م، ص ٣١٤
يثبت له ولد بعد أن تعصب قوم لإثباته، وأن أخاه جعفرا أخذ ميراثه، وجعفر هذا ضللته فرقة من الشيعة ونسبوه
للكذب في ادعائه ميراث أخيه، ولذا سموه، واتبعته فرقة وأثبتوا له الإمامة، والحاصل: أم تنازعوا في المنتظر بعد وفاة
العسكري على عشرين فرقة، وأن الجمهور غير الإمامية على أن المهدي غير الحجة هذا، إذ تغيب شخص هذه المدة
بذلك أظهر بوصفه بغير ذلك مما مر. المديدة من خوارق العادات، فلو كان هو لكان وصفه
ثم المقرر في الشريعة المطهرة أن الصغير لا تصح ولايته، فكيف ساغ لهؤلاء الحمقى المغفلين أن يزعموا إمامة من
لم يخبر به، ما ذلك إلا مجازفة وجراءة على الشريعة الغراء، قال عمره خمس سنين وأنه أوتي الحكم صبيا، مع أنه
بعض أهل البيت: وليت شعري من المخبر لهمذا وما طَرِيقُه؟!! ولقد صاروا بذلك، وبوقوفهم بالخيل على ذلك
.( السرداب، وصياحهم بأن يخرج إليهم، ضحكة لأولي الألباب). انتهى( ٥٤٠
٥) هذا كلام ابن حجر -السني- ليس كما أوهم الشيعي وضلَّل. ومن تضليل شبر -الشيعي- المكشوف أيضا، )
وليس في هذا الزمان إمام موجود غيره، فوجب القول بإمامته، وقد تواتر عنه (ص) من » : قوله عن مهديهم المعدوم
..( طرق العامة والخاصة، أن من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية) انتهى( ٥٤١
٦) نعم، قال الشيعة -الخاصة- ذلك( ٥٤٢ )، أما السنة -العامة- فلم يقولوا ذلك، إنما قالوا: عن ابن عمر رضي )
من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن » : قال: سمعت رسول الله يقول الله عنهما عن النبي
رواه مسلم( ٥٤٣ )، وشتان بين البيعة السنية، وبين الإمامة الشيعية. .« مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية
٧) ثم كيف يبني شبر -الشيعي- القول بإمامة مهديهم على عدم وجود غيره للإمامة في هذا الزمان؟!! إنه مع )
. ٥٤٠ ) المرجع السابق، ص ٢٥٦ ،٢٥٥ )
. عبد الله شبر - الشيعي، ج ١ - ص ٣٨٠ « حق اليقين في معرفة أصول الدين » (٥٤١)
الشيعي أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي المتوفى « الأصول من الكافي » :( ٥٤٢ ) انظر من كتب (خاصة ابن سبأ )
٣٢٩ ه - دار التعارف، بيروت، ط رابعة ١٤٠١ ه - ج ١، ص ٣٧٧ ،٣٧٦ (باب من مات وليس له إمام) ضم / ٣٢٨
أربعة أحاديث موضوعة منها: (من مات لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية).
٦٧٦ ه، حققه وخرج أحاديثه عبد - تأليف الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي، ٦٣١ « رياض الصالحين » (٥٤٣)
العزيز رباح، وأحمد يوسف الدقاق، راجعه الشيخ شعيب الأرناؤوط، دار المأمون للتراث، دمشق، ط عاشرة، ١٤٠٩ ه،
١٩٨٩ م، مكتبة المنار الزرقاء، الأردن، ص ٢٤١ ، وفي ص ٢٤٢ وفي رواية له: ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتة
جاهلية، تحت باب: وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية، وتحريم طاعتهم في المعصية.
تجنيه على أهل السنة، وتحككهم، يوجب باطلًا بناءً على باطل، وما بني على باطل فهو باطل.
قد ذكر محمد بن جرير الطبري، وعبد الباقي بن نافع وغيرهما من أهل العلم بالأنساب » : يقول ابن تيمية
والتواريخ، أن الحسن بن علي العسكري لم يكن له نسل ولا عقب، والإمامية الذين يزعمون أنه كان له ولد يدعون
أنه دخل السرداب بسامراء وهو صغير، منهم من قال: عمره سنتين، ومنهم من قال: ثلاث، ومنهم من قال: خمس
سنين، وهذا لو كان موجودا معلوما لكان الواجب في حكم الله الثابت بنص القرآن والسنة والإجماع أن يكون
محضونا عند من يحضنه في بدنه كأمه وأم أمه ونحوهما من أهل الحضانة، وأن يكون ماله عند من يحفظه، إما وصي أبيه
إن كان له وصي، وإما غير الوصي إما قريب وإما نائب لدى السلطان، فإنه يتيم لموت أبيه، والله تعالى يقول:
﴿وابتلُوا الْيتامى حتى ِإذَا بلَغوا النكَاح فَإِنْ آنستم منهم رشدا فَادفَعوا ِإَليهِم َأمواَلهم وَلا تأْكُلُوها ِإسرافًا وِبدارا َأنْ
.[ يكْبروا﴾ [النساء: ٦
فهذا لا يجوز تسليم ماله إليه، حتى يبلغ النكاح ويؤنس منه الرشد، كما ذكر الله تعالى ذلك في كتابه.
فكيف يكون من يستحق الحجر عليه في بدنه وماله إماما لجميع المسلمين معصوما، لا يكون أحد مؤمنا إلا
بالإيمان به؟! ثم هذا باتفاق منهم سواء قدر وجوده أو عدمه لا ينتفعون به لا في الدين ولا في الدنيا، ولا علم أحدا
شيًئا، ولا عرف له صفة من صفات الخير ولا الشر، فلم يحصل به شيء من مقاصد الإمامة ومصالحها، لا الخاصة ولا
العامة، بل إن قدر وجوده فهو ضرر على أهل الأرض، بلا نفع أصلًا، فإن المؤمنين به لم ينتفعوا به أصلًا، ولا حصل
لهم به لطف ولا مصلحة، والمكذبون به يعذبون عندهم على تكذيبهم به، فهو شر محض لا خير فيه، وخلق مثل هذا
.(٥٤٤)« ليس من فعل الحكيم العادل
٨) إن تحكك الشيعة الإمامية بأهل السنة والجماعة، للتدليس على الناس بكون عقيدة السنة المهدية هي بذاا )
عقيدة المهدية الشيعية كثير يصعب إحصاؤه.
٩) قال الشيعي محمد رضا المظفر، يوهم بذلك: (إن البشارة بظهور المهدي من ولد فاطمة في آخر الزمان، )
ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وآله- بالتواتر، وسجلها المسلمون جميعا فيما رووه من الحديث عنه على اختلاف
. ابن تيمية، ج ٢، ص ١٣٢ ،١٣١ « منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية » (٥٤٤)
مشارم. وليست هي الفكرة المستحدثة عند الشيعة، دفع إليها انتشار الظلم والجور، فحملوا بظهور من يطهر
!!( الأرض من رجس الظلم، كما يريد أن يصورها بعض المغالطين غير المنصفين) انتهى( ٥٤٥
عن البشارة بالمهدي، لكنهم لم يستحدثوا تلبيسها، بعين طفل ١٠ ) نعم، سجل المسلمون أحاديث نبيهم )
معدوم، خائف، مذعور، غائب موهوم، ولا شأن لنا بأحلام الشيعة، إنما الواجب علينا استخلاص الأهداف من
خلف اختلاق طفل للحسن العسكري حادي عشريهم، لتلبيسه الإمامة، وتلبيس أحاديث النبي به بعد تحريفها، بمئات
الأحاديث الموضوعة على ألسنة الأئمة.
١١ ) فلنتأمل أهم الأهداف في كلام أحدهم تحت عنوان: (أخو الزكاة) قال: (والمسلم يعتقد بوجوب الخمس )
من الغنائم والفوائد بشرائطها المذكورة في الكتب الفقهية، ويختص نصفه بالإمام -عليه السلام- مع أنه أغنى الناس
وأن الأرض كلها له، ولكن يأخذه عن المسلمين ليطهرهم ويطهر أموالهم.. فيصرف في المصالح الاجتماعية والدينية،
ويختص نصف الخمس لذراري النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عوضا عن الزكاة المختصة بغيرهم، وإن لم يؤد
المسلم خمسه الواجب، فهو غاصب لحق الإمام والذراري المساكين وآكل مالهم بالباطل، ويتعلق هذا الخمس بالغوص
!!( والكتر والمعدن وأرباح المكاسب وغيرها ما سوى المؤن) انتهى( ٥٤٦
بيت القصيد:
١٢ ) هذا الخمس هو بيت القصيد؛ إذ كيف يدوم سلبه من جيوب المتشيعين إذا زالت الإمامة بموت الحادي )
عشر دون إنجاب؟.. لذا كان الجهد الجبار من فقهاء التشيع، بإيعاز تنظيم الخفاء، لوضع مئات الأحاديث ونسبتها إلى
النبي والأئمة، حول ابنٍ غائبٍ للحادي عشر، نسجوا حوله المعجزات الخرافية، إقناعا لسذاجة المتشيعين، لاستمرار
دفْعِ خمسِ إنتاجهم وكدهم وعرقهم إلى الغائب والذرية النبوية، ولا غائب هناك، ولا ذرية هنالك.. إنما هناك
.( وهنالك جمعيات سرية خفية محكمة التنظيم، وارثة لتنظيم ابن سبأ الأول( ٥٤٧
الشيخ محمد رضا المظفر -الشيعي- دار الزهراء بيروت، ط ثالثة ١٤٠٠ ه، ١٩٨٠ م ص ١١٥ - تحت « عقائد الإمامية » (٥٤٥)
عنوان: (عقيدتنا في المهدي).
. السيد أحمد الواحدي -الشيعي- مؤسسة الأعلمي بيروت، ط ثانية ١٣٩٨ ه، ١٩٧٨ م ص ٣٤ « تعاليم إسلامية » (٥٤٦)
٥٤٧ ) قد خصصنا بحًثا مستقلا عن الخمس الشيعي، كهدف من أهداف العصمة الإمامية، في الباب الثاني من رسالتنا لنيل الدكتوراه. )
١٣ ) ويواصل الشيعي -المظفر- عبارته السابقة بقوله: (ولولا ثبوت فكرة المهدي عن النبي، على وجه عرفها )
جميع المسلمين، وتشبعت في نفوسهم واعتقدوها لما كان يتمكن مدعو المهدية في القرون الأولى، كالكيسانية
والعباسيين وجملة من العلويين وغيرهم، من خدعة الناس واستغلال هذه العقيدة فيهم، طلبا للملك والسلطان، فجعلوا
!!( ادعاءهم المهدية الكاذبة طريقًا للتأثير على العامة وبسط نفوذهم عليهم). انتهى( ٥٤٨
١٤ ) وهل هناك فرق بين مدعي المهدية في القرون الأولى من الكيسانية وغيرها، وبين مدعي المهدية الاثني )
عشرية سوى في الشخص فقط؟؟ جميعهم اقتبسوا فكرة ابن سبأ، وألبسوها لشخص معين حسب هواهم، وقد سبق
وأثبتنا ذلك بتعداد الفرق الشيعية الآخذة بفكرة ابن سبأ، ووجدنا أن جميع تلك الفرق قد طبقت فكرة مؤسسها،
على آدمي وجد على ظهر الدنيا ثم مات، أما الاثنا عشرية، فقد طبقت فكرة المؤسس على معدوم لا وجود له أصلًا،
لذا فإن الاثني عشرية هم كذلك من مدعي المهدية الكاذبة، التي تمكنواا من خدعة الناس، والتأثير على العامة،
وبسط نفوذهم عليهم؛ تخديرا لهم وسلبا لأموالهم، وإذا كانت الفرق التي عددناها قد دالت واندثرت، فإن الاثني
عشرية مع الإسماعيلية، ما زالتا تستغلان الفكرة طلبا للملك والسلطان.. وإن هذا الشيعي في مغالطته المسطورة عاليه،
قد وصف فرقته الاثني عشرية التي ينتمي إليها، والتي تدر عليه وعلى أمثاله الكثير من أموال خمس الإمام.
١٥ ) إن مغالطات الشيعة في تمحكها المكشوف بعقيدة أهل السنة المهدية الصحيحة، تفوق الوصف، لا يكفون )
عنها في مؤلفام، لدرجة أم أفردوا لها الكثير من الكتب( ٥٤٩ )، ونكتفي بما سقناه عن مغالطة الشيعيين -شبر
.( والمظفر- تدليلًا على التجني على أهل السنة( ٥٥٠
. محمد رضا المظفر -الشيعي، ص ١١٥ « عقائد الإمامية » (٥٤٨)
الشيخ محمد نجم الدين جعفر بن محمد العسكري - « المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية » : ٥٤٩ ) من تلك الكتب )
تأليف (آية الله العظمى المرحوم السيد صدر الدين الصدر -قدس « المهدي » شيعي- مؤسسة الإمام المهدي -في مجلدين- وكتاب
« إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب عجل فرجه » الله سره) -شيعي- دار الزهراء بيروت ١٤٠٥ ه، ١٩٨٥ م، وكتاب
تأليف شيخ الفقهاء المحدثين الحاج الشيخ علي اليزدي الحائري المتوفى ١٣٣٣ ه -شيعي- دار النعمان بيروت - طبع مطبع دار
النعمان بالنجف الأشرف - ط ثالثة ١٣٩٠ ه، ١٩٧١ م في مجلدين.
بزعم تعاضد صحاح أهل السنة معهم، يوهم القراء بأن « تاريخ الغيبة الصغرى » ٥٥٠ ) تجنى كذلك محمد الصدر -الشيعي- في كتابه )
مهديهم المعدوم الذي هو من ضروريات مذهبهم، هو من قطعيات الإسلام عند الجميع، بنفس تدليس شبر والمظفر، المذكورين
المطلب الثالث
خرافات اثنا عشرية حول طفل زعموه مهديا:
إنَّ زعماء الاثني عشرية، في طريق ادعاء المهدية، لثاني عشريهم، لخداع الناس، والتأثير على العامة، ابتغاء بسط
النفوذ عليهم، راحوا ينسجون الخرافات، حول الطفل الغائب المعدوم، وإليكم اثنتان منها حول أمه وحول مولده.
أوًلا: خرافات الأم
أما عن الأم، فقد نسجوا حولها رواية طويلة، يلبسون فيها الإسلام بالنصرانية، ومجرد عرضها كما هي دون تعليق
منا، فيه الدليل الكافي على الوضع الشيعي المكشوف، لكن من المناسب عرضها في فقرات، مع تعليق منا يسير.
١ - قالوا: (في البحار عن بشر بن سليمان النحاس، وهو من ولد أبي أيوب الأنصاري، أحد موالي أبي الحسن
وأبي محمد -العاشر والحادي عشر- وجارهما ب (سر من رَأى)، قال: أتاني كافور الخادم، فقال: مولانا أبو الحسن
علي بن محمد العسكري -العاشر- يدعوك إليه، فأتيته، فلما جلست بين يديه قال عليه السلام لي: يا بشر إنك من
ولد الأنصار، وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإني مزكيك ومشرفك
بفضيلة تسبقا الشيعة في الموالاة، ِبسِر أطلعك عليه، وأنفذك في ابتياع أمة، فكتب كتابا لطيفًا بخط روحي ولغة
!!( رومية، وطبع عليه خاتمه.) انتهى( ٥٥١
- إقحام اسم الأنصار لزيادة التأثير.. بزعم تكليف رجل من ذريتهم لشراء َأمة -جارية- وكتاب بلغة رومية!!..
وكأن الإمام المعصوم عليم بلغات البشر!!!، وسنرى في باب ماهية العصمة كيف جعلوه بكل شيء عليم!!
- ثم تقول الرواية بأن العاشر أعطى بشرا هذا مائتين وعشرين دينارا، وأمره بالتوجه إلى بغداد، حيث زواريق
السبايا عند معبر الفرات، وتاجر الجواري المدعو عمر بن يزيد النخاس، عنده جارية تمتنع من العرض، حتى إذا نظرت
عاليه في المتن. انظر مغالطة الصدر هذا في كتابه المذكور ص ٢٤١ ،٢٤٠ ،٢١١ - من منشورات مكتبة الألفين - كويت - ط
ثانية ١٤٠٠ ه، ١٩٨٠ م.
بحار » علي اليزدي الحائري -الشيعي- ج ١ ص ٣١٢ ، نقل اليزدي روايته من « إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب » (٥٥١)
للشيعي السي. « الأنوار
في كتاب العاشر، بكت بكاءً شديدا، وأصرت على النخاس ليبيعها لصاحب هذا الكتاب، فباعها إليه، يقول الراوي:
٢ - (وتسلَّمت الجاريةَ ضاحكةً مستبشرةً، وانصرفتا إلى الحجرة التي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها
القرار حتى أخرجت كتاب مولانا (ع) من جيبها، وهي تلثمه، وتطبقه على جفنها، وتضعه على خدها، وتمسحه
على بدا، فقلت تعجبا منها: تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه؟ فقالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد
الأنبياء، أعرني سمعك وفرغ لي قلبك، أنا مليكة بنت يشوعا ابن قيصر، ملك الروم، وأمي من ولد الحواريين، تنسب
!!( إلى وصي المسيح شمعون.) انتهى( ٥٥٢
- جعلوا الجارية الرومية عالمة بمحل أولاد الأنبياء، نصرانية حفيدة قيصر وحفيدة شمعون الوصي!! كما جعلوا
الأئمة أوصياء تطبيقًا لوصية ابن سبأ، وفي تأثير وجذب ماكر لمشاعر المسلمين يتبين في حكاية من أسموها: (مليكة) إذ
وضعوا على لساا الفقرة التالية:
٣ - (أنبئك بالعجب: إن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة، فجمع في قصره
من نسل الحواريين من القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل، وجمع من أمراء
الأجناد وقواد العكسر ونقباء الجيوش وملوك الشعائر أربعة آلاف، وأبرز منو ملكه عرشا مصاغًا من أصنافا
لجواهر، ورفعه فوق أربعين مرقاة، فلما صعد ابن أخيه وأحدقت الصلب وقامت الأسقافة عكفا ونشرت أسفار
الأنجيل، تسافلت الصلب من الأعلى فلصقت الأرض، وتعوصب أعمدة العرش، فاارت إلى القرار، وخر الصاعد من
العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدي: أيها الملك: (عفنا من ملاقاة
هذه النحوس، الدالة على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني، فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا، وقال
للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة، وارفعوا الصلبان، وأحضروا أخا هذا المدبر العاهر المنكوس، لأزوجه هذه الصبية،
فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، ولما فعلوا ذلك، حدث على الثاني مثل ما حدث على الأول، وتفرق الناس، وقام جدي
!!( قيصر مغتما.) انتهى( ٥٥٣
- كما أقحموا الأنصار في الرواية للتأثير على مشاعر المسلمين، كذلك بشروا هنا بزوال الدين المسيحي،
. ٥٥٢ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣١٣ )
. ٥٥٣ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣١٤ )
والوضاعون أتباع ابن سبأ لا نصيب لهم في نصرانية ولا إسلام، وسيان عندهم زوال النصرانية أو زوال الإسلام، ثم
يتبين المزج بين النصرانية والإسلام فيما وضعه أتباع اليهودي المتمسلم على لسان الجارية (مليكة) في الفقرة التالية:
٤ - (ورأيت في تلك الليلة كأن المسيح (ع) وشمعون وعدة من الحواريين، قد اجتمعوا في قصر جدي، ونصبوا
فيه منبرا من نور، يباري السماء علُوا وارتفاعا، في الموضع الذي كان نصب جدي فيه عرشه، ودخل عليه محمد -
صلى الله عليه وآله- وختنه ووصيه (ع) وعدة من أبنائه، فتقدم المسيح إليه فاعتنقه، فقال له محمد -صلى الله عليه
وآله-: يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمد ابن صاحب
هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون وقال له: قد أتاك الشرف، فصل رحمك إلى رحم آل محمد -صلى الله عليه
وآله. قال: قد فعلت، فصعد عند ذلك المنبر، فخطب محمد -صلى الله عليه وآله- وزوجني من ابنه، وشهد المسيح
!!( وشهد أبناء محمد والحواريون، فلما استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل) انتهى( ٥٥٤
- هذه عينة من نسيج الشيعة حول أم الثاني عشر!!
جعلوا قراا كذلك للتأثير على العامة، وبسط النفوذ الشيعي على أفئدم ولم يغفل الوضاعون استحضار أم
العريس وأم العروس في احتفالهم فوضعوا على لسان الجارية الرومية فقرم التالية لتليين أعصاب المسلمين:
٥ - (فرأيت أيضا بعد أربع عشرة ليلة، كأن سيدة نساء العالمين قد زارتني، ومعها مريم بنت عمران، وألف من
وصايف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيدة النساء (ع) أم زوجك أبي محمد (ع)، فأتعلقا وأبكي وأشكو إليها
امتناع أبي محمد من زيارتي، فقالت سيدة النساء (ع): إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله على مذهب
النصارى، وهذه أختي مريم بنت عمران تبرأ إلى الله من دينك، فإن ملت إلى رضاء الله تعالى ورضا المسيح وزيارة أبي
محمد إياك، فقولي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي محمدا رسول الله -صلى الله عليه وآله- فلما تكلمتذه الكلمة
!!( ضمتني إلى صدرها، سيدة نساء العالمين وطيبت نفسي وقالت: الآن توقعي زيارة أبي محمد). انتهى( ٥٥٥
- ثم دغدغ الوضاعون أعصاب الشاب والعذاري بعبارات الغرام في اللقاء الليلي الغرامي، على لسان الجارية في
قولها:
. ٥٥٤ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣١٥ ،٣١٤ )
. ٥٥٥ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣١٥ )
٦ - (فلما نمت من الليلة القابلة رأيت أبا محمد -عليه السلام- وكأني أقول: قد جفوتني يا حبيبي، بعد أن أتلفت
نفسي معالجة حبك، فقال: ما كان تأخري عنك إلا لشركك، فقد أسلمت، وأنا زائرك في كلِّ ليلة، إلى أن يجمع الله
.( شملنا في العيان، فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية) انتهى( ٥٥٦
- ذاك اللقاء الغرامي الذي لم ينقطع كل ليلة!! كان بعد السهد ولوعة هوى الحب حتى المرض العضال، الذي
توسلت به الجارية إلى جدها القيصر لفك أسارى المسلم على حد تعبير الوضاعين، تقريبا لأم مهديهم الموهوم إلى
القلوب الساذجة في الفقرة التالية:
٧ - (وضرب صدري بمحبة أبي محمد -عليه السلام- حتى امتنعت عن الطعام والشراب، فضعفت نفسي ودق
شخصي ومرضت مرضا شديدا، فما بقي من مداين الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن دوائي، فلما برح به
اليأس، قال: يا قرة عيني هل يخطر ببالك شهوة فأزودكها من هذه الدنيا، فقلت: يا جدي أبواب الفرج علي مغلقة،
فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال وتصدقت عليهم ومننتهم
الخلاص، رجوت أن يهب المسيح وأمه عافية، فلما فعل ذلك تجلدت في إظهار الصحة من بدني قليلًا، وتناولت يسيرا
!!( من الطعام، فسر بذلك وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم) انتهى( ٥٥٧
- إم يدقون على أوتار القلوب.. حتى تحن إلى من كانت سببا في إعزاز أسارى المسلمين لدى الروم.. أم
مهديهم المزعوم!!! حتى إذا سألها بشر -الراوي- عن كيفية وقوعها في أسر المسلمين؟ أخرج الوضاعون الكيفية في
الفقرة التالية:
٨ - (قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الأسارى؟ فقالت: أخبرني أبو محمد -عليه السلام- ليلة من الليالي
أن جدك سيسير جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثم يتبعهم، فعليك باللحاقم متنكرة في زي الخدم مع عدة
من الوصايف من طريق كذا، ففعلت ذلك فوقفت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وشهدت، وما
شعر بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك، وذلك بإطلاعي إياك عليه. ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه
. ٥٥٦ )المرجع السابق - ج ١ - ص ٣١٦ ،٣١٥ )
. ٥٥٧ )المرجع السابق - ج ١ - ص ٣١٥ )
!!( في سهم الغنيمة عن اسمي؟ فأنكرته وقلت: نرجس، اسم الجواري) انتهى( ٥٥٨
- ولتغطية عجيبة حكايتها بالعربية مع كوا رومية، ساق الوضاعون السبب على لساا في الفقرة التالية:
٩ - (قلت: العجب أنك رومية ولسانك عربي؟ قالت: نعم، من ولع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب، أن
أوعز إلى امرأة ترجمانة له في الاختلاف إلي، وكانت تقصدني صباحا ومساءً وتفيدني العربية، حتى استمر لساني عليها
!!( واستقام) انتهى( ٥٥٩
- وحتى يكتمل لهم حبك قصة أم مهديهم المعدوم، ظنا منهم أا بليغة مؤثرة، وحقيقتها أا كاشفة فاضحة،
راحوا يختمون أسطورم بالفقرة التالية:
١٠ - (قال بشر: فلما انكفأتا إلى (سر من رَأى)، دخلت على مولاي أبي الحسن (ع) فقال: أراك الله عز
الإسلام وذلَّ النصرانية وشرف محمد وأهل بيته؟ قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني، قال
عليه السلام: فإني أحب أن أكرمك، فأيما أحب إليك؟ عشرة آلاف دينار، أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت: بشرى
بولد لي؟ قال لها: أبشري بولد، يملك الدنيا شرقًا وغربا، ويملأ الأرض قسطًا وعدًلا كما ملئت ظلما وجورا. قالت:
ممن؟ قال: ممن خطبك رسول الله -صلى الله عليه وآله- له ليلة كذا في هر كذا من سنة كذا بالرومية، قال لها: ممن
زوجك المسيح ووصيه. قالت: من ابنك أبي محمد (ع)؟ فقال: هل تعرفينه؟ قالت: هل خلت ليلة لم يزرني فيها، منذ
الليلة التي أسلمت على يد سيدة النساء (ع)!! قال: فقال مولانا: يا كافور ادع أختي حكيمة (رض)، فلما دخلت
قال لها: هاهي، واعتنقتها طويلًا ومالتا كثيرا، فقال لها أبو الحسن: يا بنت رسول الله خذيها إلى مترلك، وعلميها
!!( الفرائض والسنن فإا زوجة أبي محمد وأم القائم (عج) انتهى( ٥٦٠
- عشر فقرات، منسوجة بأصابع مفكرين، صدمهم زوال الإمامة التي ابتدعتها أسلافهم، بانقطاع نسل حادي
عشريهم، وعز عليهم انقطاع النفع الهائل العائد عليهم من جيوب أهل غفلة التشيع.. فنسجوا ثوب الفخامة من عشر
قطع براقة، ألبسوه بدن جارية، يبرق في أعين من استخفوا بعقولهم، وإمعانا في الاستخفاف، نسجوا ثوبا آخر، ألبسوه
. ٥٥٨ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣١٦ )
.٣١٦ - ٥٥٩ ) المرجع السابق - ج ١ )
٣١٧ - (عج) عند الشيعة بمعنى: عجلَ الله فرجه؛ أي فرج هذا الموهوم الغائب الخائف. - ٥٦٠ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣١٦ )
مولودا تولد في فكرهم، الهادف إلى دوام الإمامة، التي جعلوها معصومة، أكملوا به اثني عشر.. فلننظر فيما نسجوا
حول مولودهم العجيب.
ثانيا: خرافة المولود:
في رواية طويلة حول المولود، تكشف سعة الخيال، الهادف إلى جذب أهل أحلام اليقظة، نسج زعماء الشيعة في
القرن الثالث الهجري روايتهم الثالثة، التي نقسمها إلى فقرات، مع تعليق منا يسير.
١ - قال الشيعة: (في البحار عن محمد بن عبد الله المطهري قال: قصدت حكيمة بنت محمد -عمة الحادي
عشر- بعد مضي أبي محمد -الحادي عشر- أسألها عن الحجة وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هم فيها.
فقلت: يا مولاتي هل كان للحسن ولد؟ فتبسمت ثم قالت: إذا لم يكن للحسن عقب فمن الحجة من بعده؟ وقد
!!( أخبرتك أن الإمامة لا تكون للأخوين بعد الحسن والحسين). انتهى( ٥٦١
- جعلوا (حكيمة) المذكورة رحمها الله، إمامية خبيرة بقواعد الإمامة التي ابتدعوها!! إن الحجة كانت وما زالت
هي كتاب الله وسنة رسوله، قبل الحسن الميت وبعده، كانت وما زالت ولن تزول حتى قيام الساعة. ونربأ بعمة
الحسن العسكري من ابتداع حجة بشرية من دون كتاب الله وسنة رسوله، هذه البريئة التي ركبوا لساا بفقرام
الخرافية التالية:
٢ - قالوا: (فقلت: يا سيدتي حدثيني بولادة مولاي وغيبته، قالت: نعم، كانت لي جارية يقال لها: نرجس،
فزارني ابن أخي -الحادي عشر- وأقبل يحد النظر إليها، فقلت له: يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك؟ فقال عليه
السلام: لا يا عمة، ولكن أتعجب منها، فقلت: وما أعجبك؟ فقال عليه السلام: سيخرج منها ولد كريم على الله عز
!!( وجلَّ، والذي يملأ الله به الأرض عدًلا وقسطًا كما ملئت جورا وظلما.) انتهى( ٥٦٢
- كشفوا حجاب الغيب عن حادي عشريهم، وجعلوه علَّاما للغيوب، فمن قواعد العصمة الشيعية عندهم أن
جعلوا الإمام علام الغيوب، كما سنرى بعون الله عند بحث ماهية العصمة.
. ٥٦١ ) المرجع السابق - ج ١ ص ٣١٨ ،٣١٧ )
. ٥٦٢ ) المرجع السابق - ج ١ ص ٣١٨ )
وتصف الرواية استئذان (حكيمة) من أخيها -العاشر- لتهب الجارية إلى ابنه الحادي عشر، وفي زيارة لها لابن
أخيها بعد موت أخيها، وجلوس ابن أخيها محله في الإمامة، عزم عليها للمبيت عنده.
٣ - قالوا: (فقال: يا عمتاه بيتي الليلة عندنا، فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز وجلَّ، الذي يحيي به
الله عز وجلَّ الأرض بعد موا، قلت: ممن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيًئا من أثر الحمل؟ فقال: من نرجس! لا
من غيرها. فقالت: فوثبت إلى نرجس فقلبتها ظهرا لبطن، فلم أرا أثرا من حمل، فعدت إليه فأخبرته بما فعلت،
فتبسم ثم قال لي: إذا كان وقت الفجر، يظهر لكا الحبل، قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر
وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنبا إلى جنب، حتى إذا كان في آخر الليل وقت طلوع الفجر وثبت فزعة، فضممتها
إلى صدري وسميت عليها، فصاح أبو محمد وقال: اقرئي عليها {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.. فأجابني الجنين من بطنها
يقرأ كما أقرأ وسلَّم علَي، قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت، فصاح لي أبو محمد: لا تعجبي من أمر الله عز وجلَّ، إن
الله ينطقنا بالحكمة صغارا، ويجعلنا حجة في أرضه كبارا، فلم يستتم الكلام حتى غيبت عني نرجس فلم أرها، كأنه
ضرب بيني وبينها حجاب، فلم ألبث أن كشف الحجاب بيني وبينها، وإذا أناا وعليها من أثر النور ما غشي
بصري، وإذا أنا بالصبي ساجدا على وجهه، جاثيا على ركبتيه، رافعا سبابتيه نحو السماء، وهو يقول: أشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأن جدي رسول الله، وأن أبي أمير المؤمنين، ثم عد إماما إماما، إلى أن بلغ نفسه فقال
!!( (عج): اللهم أنجز لي وعدي وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، واملأ الأرض بي عدًلا وقسطًا.) انتهى( ٥٦٣
- بمثل تلك الروايات، يدلل الشيعة الاثنا عشرية، على إمامة الاثني عشر!!.. هذا هو مولودهم صاحب العصمة،
يتكلم من بطن أمه ويسلِّم على عمته من داخل البطن، التي لم يظهر عليها الحبل!! ونور وحجاب وتغييب!! ويترل
المولود صبيا ساجدا جاثيا، ناطقًا بالشهادتين، معددا للأئمة من الأول إلى نفسه!!! ويطلبون من الناس عدم التعجب
بحجة قدرة الله الذي ينطق الأئمة بالحكمة صغارا ويجعلهم حجة في أرضه كبارا!!! وجلَّ اللهُ عن مزاعم الشيعة،
الهادفة إلى تشكيل كهنوت إمامي داخل أمة الإسلام. نعم، هو القادر تبارك وتعالى، لكن الشيعة جعلوا الإمام معه
على كل شيء قدير، كما سنرى في بحث ماهية العصمة الشيعية، وما تلك الهالة الخرافية، التي لابسواا ولادة طفل
معدوم، إلا لتمرير خططهم عن طريقه وباسمه، الذي يقولون بعد ذكره: (عج) اختصار عبارم (عجل الله فرجه)!!!
. ٥٦٣ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣٢٠ ،٣١٩ )
٤ - ثم زعم الشيعة رفرفة الطير فوق رأس المولود!! وطيران الطير به في جو السماء حيث تغيب الطير به أربعين
يوما، تعيده بعدها، يمشي على رجليه ثم تطير به وتعيده كل أربعين يوما!!! قالوا على لسان (حكيمة): (فصاح أبو
محمد الحسن عليه السلام فقال: يا عمه، تناوليه فهاتيه، فتناولته وأتيت به نحوه، فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على
يدي سلَّم على أبيه، فتناوله الحسن والطير ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها فقال له: احمله واحفظه ورده إلينا في
كل أربعين يوما، فتناوله الطائر وطار به في جو السماء، وأتبعه سائر الطير. قالت حكيمة: فقلت: ما هذا الطاير؟
قال هذا روح القدس الموكل بالأئمة، يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم، قالت حكيمة؟ فلما أن كان بعد أربعين
يوما رد الغلام، ووجه إليَّ ابن أخي، فدعاني فدخلت عليه، فإذا أنا بصبي متحرك يمشي بين يديه، فقلت: يا سيدي
هذا ابن سنتين فتبسم عليه السلام ثم قال: إن أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم،
وإن الصبي منا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة، وإن الصبي منا ليتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه
عز وجلَّ، وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتترل عليه صباحا ومساءً، قالت حكيمة: فلم أزل أرى ذلك الصبي كل
أربعين يوما، إلى أن رأيته رجلًا قبل مضي أبي محمد عليه السلام بأيام قلائل، فلم أعرفه، فقلت لأبي محمد: من هذا
الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال: ابن نرجس وخليفتي من بعدي، وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي.)
!!( انتهى( ٥٦٤
- اختلق شيعة ابن سبأ روحا للقدس وجعلوه موكَّلا بالأئمة!! كما جعلوا الملائكة طوع بنان الإمام الرضيع!!
إا العصمة الشيعية، التي سنرى أم طوروها لزعامة الملأ الأعلى وقيادة عالم الجن مع عالم الملائكة، عند بحثنا لماهية
العصمة الشيعية بعون الله في رسالة الدكتوراه.
ثم إن الإمام الحسن والإمام الحسين -رضي الله عنهما- نشآ كما ينشأ غيرهم من البشر، ولم يرد عن أحدهما أنه
تكلم في بطن فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ولم يمش أحد منهما بعد أربعين يوما، ولم يتكلم أحدهما في المهد، إلى
غير ذلك من مزاعم شيعية موضوعة على لسان الحسن العسكري ولسان عمته، مما يقطع بكون تلك الشطحات
كانت من وضع جمعية سرية خفية دبرت تولد فخامة ذاك الطفل الفخيم المفخم، بغية استدامة تحقيق الأهداف المعادية
لأمة الإسلام، تلك الأهداف التي وضع حجر أساسها ابن سبأ.
. ٥٦٤ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣٢١ ، ٣٢٠ )
* * *
المطلب الرابع
واقع ثامنهم إلى أحد عشريهم ينفي
زعم مهديهم
١) لنا أن نتساءل: ممن كان الحسن العسكري يخاف على ابنه الموهوم؟ )
لقد كان هو وأبوه وجده وجد أبيه في غاية الأة ومنتهى التوقير والتكريم من قبل خلفاء بني العباس، وما افتعل
الشقاق بين الجانبين -العلوي والعباسي- سوى الشيعة، وما كان بنو العباس يطاردون سوى جمعيات التشيع السرية،
وفرقهم المتناحرة، التي سعت في الأرض بالفساد، وشوهت عقيدة التوحيد، فقد ادعى من ادعى منهم النبوة، وألَّه من
َألَّه منهم الأئمة، هذه الفرق المنحرفة وتلك الجمعيات الخفية، هي التي نشطت الخلافة العباسية في مطاردا، لتطهير
جسم الأمة من إفسادها، أما أبناء العمومة من النسل الشريف، فقد كان بينهم وبين خلفاء بني العباس الود والتراحم
والتعاون على البر والتقوى، وعلى رفْعِ راية الإسلام وتنقيتها من شوائب المفسدين.
٢) ودليلنا على ما كان يتمتع به الحسن العسكري، من الأمن والأمان والأة، هو من كتابات الشيعة أنفسهم: )
- قال أحدهم: (الناظر في تواريخ أبي الحسن الرضا، وأبي جعفر الجواد، وأبي الحسن الهادي، وأبي محمد
العسكري -عليهم السلام؛ أي الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر- يرى خطة الخلفاء معهم، وأم يعدون لهم
أنواع الأة والعظمة، من حيث المسكن والدار والأثاث والرياش، والجواري والغلمان، وأنواع المراكب وزينتها).
وقال: (إن سياسية العباسيين مع الأئمة الاثني عشر تغيرت أخيرا عما قبل، وصارت سياستهم في تعظيمهم
!!( وتجليلهم، وهذه الخطة قد سنها المأمون.) انتهى( ٥٦٥
٣) شهادة بالواقع الذي ينتفي معه خوف الحسن على وليده الموهوم لكن الشيعي علَّل ذلك الواقع بقوله: )
(لأغراض كانت الخلفاء تقصدها من هذه الخطة، فتكون المراقبة عليهم أشد، سيما في زمان أبي الحسن وأبي محمد.)
. تأليف آية الله العظمى السيد صدر الدين الصدر -الشيعي- ص ١٨٢ « المهدي » (٥٦٥)
!!( انتهى( ٥٦٦
- هذه العلة التي يقصدا الشيعي تشويه خلفاء بني العباس، هي في حقيقتها حجة لنبي العباس، وليست حجة
للشيعة؛ إذ إن المفاسد الشيعية التي شاعت واستفحل أمرها في أيام الأئمة الأربعة المذكورين امتدادا لفتنة ابن سبأ
الكبرى، كانت الدافع للخلفاء إلى ضم أبناء عمومتهم للعيش المكرم في جوارهم وبين أظهرهم، وقاية لهم وصونا
لكرامتهم، ممن أشاع بدعة المفاهيم الشيعية المنكرة، باستغلال أسمائهم النقية البريئة من تلك المفاهيم.
٤) ومما يدلنا على نقاء وبراءة تلك الأسماء الأربعة، من تلك المفاهيم المنكرة، المصنوعة في مصانع روايات )
تنظيمات شيعية خفية، مما يدلنا على ذلك، ابتعاد الأربعة عن الشبهات في جوار حاضرة الخلافة، في بغداد ثم في (سر
من رَأى)، نستشف ذلك من احتجاجهم الذي قرره الشيعي صدر الدين الذي أطلقوا عليه لقب: (آية الله العظمى)
وعلَّلَه على هواه الشيعي، قال:
- (علي بن الحسين بن علي المسعودي في كتابه إثبات الوصية قال: وروى أن أبا الحسن صاحب العسكر -
العاشر- احتجب عن كثير من الشيعة إلا عن عدد يسير من خواصه، فلما أفضى الأمر إلى أبي محمد -الحادي عشر-
!!( كان يكلِّم شيعته الخواص وغيرهم من وراء الستور، إلا في الأوقات التي يركب فيها إلى دار السلطان) انتهى( ٥٦٧
- إذن كان الحادي عشر يركب إلى دار السلطان، فماذا كان يفعل هناك؟ إلا الصلة الودودة بأبناء العمومة،
ومشاركتهم حمل هموم الأمة؟ وما معنى: كان يكلم شيعته الخواص وغيرهم من وراء الستور؟!! سوى حرصه -رحمه
الله- على أن ينأى بنفسه بعيدا عن شبهة الحزب الشيعي، المعادي للدولة بجمعياته السرية الخفية؟
لقد كان هو وأبوه وأجداده -رحمهم الله- يحتجبون عمن استغل أسماءهم الموقَّرة من تشكيلات أتباع ابن سبأ
الخفية.
٥) هذا هو الواقع الذي كان يعيشه الأئمة، واقع التعاون والتناصح مع ولي الأمر، مع البراءة والابتعاد عمن )
ركب أسمائهم، لكن الشيعي حرف هذا الواقع إلى خطة مزعومة وغيبة موهومة، قال:
. ٥٦٦ ) المرجع السابق - ص ١٨٣ ،١٨٢ )
. ٥٦٧ ) المرجع السابق - ص ١٨٢ ،١٨١ )
(وأن ذلك -أي الاحتجاب- إنما كان منه ومن أبيه قبله -أي من الحادي عشر والعاشر- مقدمة لغيبة صاحب
الزمان لتألف الشيعة ذلك، ولا تنكر الغيبة، وتجري العادة بالاحتجاب، والاستتار) انتهى( ٥٦٨ )!! تعليل لا يصدر إلا
عن عضو في جمعية سرية شيعية تنسب إلى الحسن وأبيه العلم بالغيب، ثم إن العادة لهذين العلمين، لم تجرِ بالاحتجاب
والاستتار عن المسلمين، اللهم إلا نأيا وامتعاضا من شيعة الخفاء السرية، إذ كانا -رحمهما الله- من أعيان أهل الحلّ
والعقد، فكيف يستترون عن سائر الناس؟
٦) ثم راح الشيعي يمعن في تحريف واقع براءة الإمامين، من الغايات الشيعية، ناسبا إليهما التخطيط لغاية الغيبة )
الموهومة، في تناقض واضح البطلان، في كلامه التالي، الدال على سرية التنظيمات السرية.
- قال: (نعم، قد اعتادت الشيعة على تشرفهم بخدمة إمامهم متى ما أرادوا، ولو سرا من زمان أمير المؤمنين -
عليه السلام- إلى زمان العسكريين أبي الحسن وأبي محمد -عليهما السلام- ولو حرموا من هذه النعمة دفعة واحدة
كان في مظان ورود الشك والشبهة لهم، بل ربما تزلزلت عقائد بعضهم، فأراد الإمامان بالخطة التي اتخذاها، التي
!!( أشار إليها المسعودي، أن يعتاد الشيعة قليلًا قليلًا ويألفون غيبة الإمام) انتهى( ٥٦٩
- ولماذا يكون شرف خدمة الإمام سرا؟!! إم أقحموا الأئمة وعلى رأسهم الإمام علي أمير المؤمنين في
سريتهم!!! ثم نسب أهل السرية القابعون تحت أرض الأمة خطتهم إلى العسكرِيين العاشر والحادي عشر، تلك الخطة
التي ابتكرها الزعماء السريون، لمنع ورود الشك والشبهة في أدمغة من استغفلوهم، ولعدم زلزلة عقائد تلك الأدمغة
المستغفلة، نتيجة موت الحادي عشر دون ذُرية.
٧) وَأيد الشيعي دعواه المتناقضة بقوله: (اتخذ كلٌّ من أبي الحسن وأبي محمد -عليهما السلام؛ العاشر والحادي )
عشر- هذه الخطة لهذه الغاية الشريفة -غاية غيبة الثاني عشر- وأيد ذلك شدة المراقبة عليهم من الملوك والخلفاء
المعاصرين لهم، وذلك يوجب بالطبع قلَّة ملاقام وزيارم خوفًا، سيما من شيعتهم المعروفين، وأيد ذلك أيضا شوكة
الإمامين وجلالتهما الظاهرية وكثرة الخدم والغلمان، وما كانا فيه من الأة والعظمة، الموجبة قهرا لقلَّة زيارة عامة
. ٥٦٨ ) المرجع السابق - ص ١٨٢ )
. ٥٦٩ ) المرجع السابق - ص ١٨٢ )
!!( الشيعة لهما، بل والخواص إلا في أوقات خاصة وأزمنة معينة) انتهى( ٥٧٠
- كلام شيعي يهدم بعضه بعضا. إن شوكة الإمامين وجلالتهما، لم تكن ظاهرية، بل كانت شوكتهما حقيقية،
مستمدة من شوكة أبناء العمومة خلفاء العباسية، وكانت جلالتهما حقيقية، مكتسبة من إجلال الجميع للنسل
الشريف.
- ونعم: كثرة الخدم والغلمان، وما كان فيه من الأة والعظمة، قهرت شيعة ابن سبأ، وعبأَت قلوب شيعة
الخفاء بالخوف.
٨) أما الإمامان، فلم يكن هناك مع نعمة الأة والعظمة ما يدعوهما إلى إخفاء الولد المسكين، وتغيبه في ظلمات )
سرداب مخيف، وما كانت المراقبة الشديدة من الملوك والخلفاء إلا لدرء المؤامرات الشيعية الهدامة، وما كان خوف
الإمامين -رحمهما الله- إلا من شبهات من يحوم حولهما من أعضاء الحزب الخفي الطريد.
- وبعون الله تعالى نزيد هذا الجانب بحًثا، عند إثباتنا براءة من اتخذوهم أئمة، من تنظيمات التشيع السرية،
حيث نعددهم واحدا بعد آخر، وهم جميعا بمنأى عن تلك التنظيمات، في بحث التنظيمات الاثني عشرية، كوعاء أفرز
نظرية (ولاية الفقيه الشيعية) ضمن مباحث الباب الأخير الدستورية في رسالة الدكتوراه بمشيئة الله تعالى.
. ٥٧٠ ) المرجع السابق - ص ١٨٢ )
المطلب الخامس
ثبوت موت حادي عشريهم دون ذرية
١) إنه قد ثبت رسميا موت الحسن العسكري دون ذُرية، وقد تمَّ توزيع ميراثه شرعا بحكم قضائي بناءً على ذلك )
دون اعتراض من أحد المعاصرين لموت الحسن لا من عصبته ولا من أرحامه ولا من المسلمين ولا حتى من غير
المسلمين لا في عصره ولا حتى بعد عصره حتى يومنا هذا، لكن الشيعة تنكَّروا لتلك الرسمية وهذا الشرع وذاك
القضاء، وأرادوا من المسلمين إلغاء عقولهم وأفهامهم!! والأمر عندهم يسير لا يكلفّهم سوى أحاديثَ على ألسنة
الذين جعلوهم معصومين، يبشرونا من يصدق دعواهم.
٢) قالوا: (في الاحتجاج عن السجاد (ع) -الرابع- قال: إن أهل زمان غيبته -غيبة الثاني عشر- القائلون )
بإمامته المنتظرون لظهوره، أفضل أهل كل زمان؛ لأن الله -تعالى ذكْره- أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما
صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة ااهدين بين يدي رسول الله بالسيف
!!( أولئك المخلصون حقا، وشيعتنا صدقًا، والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا) انتهى( ٥٧١
- فأية معرفة هذه وأي فَهم وأي عقل؟ يصدق بغيبة تجعل المصدقا بمنزلة ااهدين الأوائل؟، وهل يتفاضل
أهل كل زمان بإمام موهوم؟!!
٣) إن دعاة هذا الوهم سرا وجهرا، هم دعاة الدين الشيعي، المخلصون لزعماء الجمعيات السرية، شيعة ابن )
سبأ، الذين أهانوا شهداء بدر وأحد، بما أشاعوه على لسان زين العابدين السجاد أيضا، في قولهم: (عن السجاد (ع)
قال: من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأحد) انتهى( ٥٧٢ )!!، والذين
استخفوا بأفهام وعقول شيعتهم بقولهم: (عن السجاد (ع) قال: إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجلَّ عن شيعتنا العاهة،
وجعل قلوم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلًا، ويكونون حكام الأرض وسنامها)
انتهى( ٥٧٣ )!! وقولهم: (عن الصادق (ع) -السادس- قال: إن قائمنا إذا قام، يعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف
. شبر -الشيعي- ج ١ - ص ٣٨٧ ،٣٨٦ « حق اليقين في معرفة أصول الدين » (٥٧١)
. ٥٧٢ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣٨٧ )
. ٥٧٣ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣٨٨ ،٣٨٧ )
!!( ذَكَر لا يولد فيهم أنثى، ويبنى له في ظهر الكوفة مسجد له ألف باب) انتهى( ٥٧٤
٤) أحاديث صدرت من بؤرة الكوفة، حيث التجمعات السرية الخفية، التي استخفت بالأفهام والعقول، بمئات )
الروايات، على غرار قولهم عن رضعيهم الموهوم: (لما ُأتي به إلى أبيه العسكري، وأجلسه في راحته اليسرى فاستوى
ولي الله جالسا، ثم قال (ع): يا بني اقرأ مما أنزل الله على أنبيائه ورسله، فابتدأ بصحف آدم فقرأها بالسريانية،
وكتاب إدريس، وكتاب نوح، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وإنجيل عيسى، وفرقان
!!( رسول الله -صلى الله عليه وآله- ثم قص قصص الأنبياء والمرسلين إلى عهده) انتهى( ٥٧٥
٥) هل نصدق هذا الوهم الموضوع، أم نصدق أهل الحلِّ والعقد في حاضرة الخلافة؟!! )
إن الشيعة وصفوا ما دار لدى أهل الحلِّ والعقد، حال موت الحسن العسكري، في رواية من روايات كافيهم،
ومن روايتهم نناقشهم.
قالوا: (كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع والخراج بقُم فجرى في مجلسه يوما ذكْر العلوية ومذاهبهم،
وكان شديد النصب، فقال: ما رأيت ولا عرفت ب (سر من رَأى) رجلًا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد
بن الرضا، في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم
!!( والخطر، وكذلك القواد والوزراء وعامة الناس) انتهى( ٥٧٦
- هذا الثناء من فم عامل الخليفة على الضياع والخراج ولا يتماشى مع وصفه بشدة النصب، بل على العكس،
يدلُّ على التقدير والإعزاز للذُّرية من آل البيت، وإذا كان ابن خاقان قد نصب العداء لأحد، فإنما نصبه واشتد به ضد
التشيع التخريبي الساكن في قم؛ بؤرة التشيع التالية بعد الكوفة، لقد أوعز زعماء الكوفة وقم إلى شيعتهم لإطلاق
لقب (ناصبي)، وتوجيه مة (مناصبة أهل البيت العداء)، على كلِّ من خالف عقائدهم المبتدعة، المبنية على أفكار ابن
. ٥٧٤ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣٨٨ )
. ٥٧٥ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣٨١ )
الكليني -الشيعي- ج ١ - ص ٥٠١ - كتاب الحجة - باب (مولد أبي محمد الحسن بن علي) - حكى « الأصول من الكافي » (٥٧٦)
حيث ذكر أن الس ،« إكمال الدين وإتمام النعمة » الرواية كذلك محمد بن علي الحسين بن بابويه (الصدوق) الشيعي، في كتابه
المذكور كان في شعبان ٢٧٨ ه بعد موت الحادي عشر ثمانية عشر عاما، ووصف العامل المذكور بأنه كان من أنصب خلق الله
.١٦٢ : لصدر الدين الصدر -الشيعي- الرواية ص ١٥٧ « المهدي » وأشدهم عداوة - انظر
سبأ.
٦) وبعدما حكى ابن خاقان حكايته، عن توقير أبيه العظيم وتبجيله للحسن العسكري، أكَّد منزلته الرفيعة )
بقوله: (فما سألت أحدا من بني هاشم، والقواد، والكُتاب، والقضاة، والفقهاء، وسائر الناس، إلا وجدته عنده في
غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع، فعظم قدره عندي إذ لم أر له وليا ولا عدوا إلا وهو يحسن القول فيه والثناء
!!( عليه). انتهى( ٥٧٧
- هذا المرفوع الذكر، الرفيع الجليل، بين أبناء قومه، ممن كان يخاف على وليده؟ حتى يؤدي به خوفه إلى تغييب
فلذة كبده في سرداب مظلم رهيب كما تساءلنا؟!! إن الجمعية السرية الأم، الوارثة لأفكار ابن سبأ، هي التي ركبت
الذِّكْر المرفوع والسيرة النقية لهذا الهاشمي الصالح، وتستروا بإمامته، وعدوه حادي عشر، توصلًا باعتلاء لسانه، وألسنة
العشرة قبله، ولسان ثاني عشريهم المعدوم، إلى تحقيق مآرم وغايام العدائية، لشخصه وأشخاص العشرة من قبله،
أما أهل الحلِّ والعقد من بني هاشم، والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء، وسائر الناس، فهم الأولياء للحسن
العسكري وللعشرة قبله، من الذُّرية النبوية المطهرة.
٧) ثم حكى ابن خاقان ملابسات موت الحسن العسكري بعد مرضه، فأبان مدى اهتمام الخليفة بشخص )
الحسن -رحمه الله- قال: (فركب -أبي- من ساعته -فور علمه باعتلال الحسن- فبادر إلى دار الخلافة، ثم رجع
مستعجلًا، ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين، كلهم من ثقاته وخاصته، فأمرهم بلزوم دار الحسن وتعرف خبره
وحاله، وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه، وتعاهده صباحا ومساءً.
فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أخبروه أنه قد ضعف، فأمر المتطببين بلزوم داره، وبعث إلى قاضي القضاة
فأحضره مجلسه، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه، فأحضرهم، فبعثم إلى دار
الحسن، وأمرهم بلزومه ليلًا وارا، فلم يزالوا هناك حتى توفي -عليه السلام- فصارت (سر من رَأى) ضجة
!!( واحدة). انتهى( ٥٧٨
- خدم، وأطباء، وقضاة، وقاضي القضاة، أهل أمانة وورع ودين من قبل الخليفة، هل يتواطَأ هؤلاء على إنكار
. الكليني -الشيعي- ج ١ - ص ٥٠٤ « الأصول من الكافي » (٥٧٧)
. ٥٧٨ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٥٠٥ )
وإخفاء ابن موهوم، للحسن الميت رفيع الشأن؟!!
٨) ثم أضاف ابن خاقان يصف الجنازة، ويقرر ثبوت الموت دون ولد، قال: (وبعث السلطان إلى داره -دار )
الميت- من فتشها وفتش حجرها، وختم على جميع ما فيها، وطلبوا أثر ولد له، وجاءوا بنساء يعرفن الحمل، فدخلن
إلى جواريه ينظرن إليهن، فذكر بعضهم أن هناك جاريةا حمل، فجعلت في حجرة ووكلا نحرير الخادم وأصحابه
ونسوة معهم، ثم أخذوا بعد ذلك في يئته - أي يئة الميت للدفن، وعطلت الأسواق، وركبت بنو هاشم والقواد
وأبي وسائر الناس إلى جنازته، فكانت (سر من رَأى) يومئذ شبيها بالقيامة، فلما فرغوا من يئته بعث السلطان إلى
أبي عيسى بن المتوكل، فأمره بالصلاة عليه، فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه، دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه،
فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية، والقواد والكُتاب والقضاة والمعدلين، وقال: هذا الحسن بن علي بن محمد
بن الرضا، مات حتف أنفه على فراشه حضره من حضر من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان، ومن القضاة فلان
وفلان، ومن المتطببين فلان وفلان، ثم غطى وجهه وأمر بحمله، فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه
!!( أبوه). انتهى( ٥٧٩
- نفهم من ذلك، أنه كان هناك للجمعية السرية الشيعية، جهاز إعلامي خفي، اختص بنشر الشائعات، ابتغاء
بذر بذور الفتنة، تلك الشائعات التخريبية، التي لم تنقطع من أيام المؤسس الشيعي الأول ابن سبأ، في القرن الأول حتى
ذاك القرن الثالث، عام موت من اتخذوه حادي عشريهم في ٢٦٠ ه، إذ كان عرض الميت على الأهل والقوم من
أهل الحلِّ والعقد، بكشف وجهه، لدحض إشاعة موته مقتوًلا، وكانت دقة التحريات، بحًثا عن خلف في بطون
جواري الميت، لدحض إشاعة ولد له، أوهم به الشيعة لدوام تحقيق غايام.
- وأكد ابن خاقان، رد فعل السلطان والناس، ضد تلك الإشاعة الشيعية الأخيرة، بقوله: (لما دفن أخذ السلطان
والناس في طلب ولد له، وكثر التفتيش في المنازل والدور، توقفوا عن قسمة ميراثه، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ
الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل، فلما بطل الحمل عنهن، قسم ميراثه بين أمه وأخيه
!!( جعفر). انتهى( ٥٨٠
. ٥٧٩ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٥٠٥ )
. ٥٨٠ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٥٠٥ )
- رواية ابن خاقان هذه، قد وردت في أهم مراجع الشيعة -في الكافي لثقتهم الكليني- أثبتت ملابسات وفاة
الحسن العسكري دون عقب، ولا محل معها لتصديق وهم الثاني عشر.
* * *
المطلب السادس
أبلغ دليل: سفراء ثاني عشريهم دليل على
عدمه وعلى جمعية سرية
إنَّ أبلغ دليل على جمعية سرية شيعية أشاعت وهم الثاني عشر لهو ما أطلقوا عليه: (سفراء المهدي)، هؤلاء
السفراء الأربعة الذين عينتهم الجمعية السرية في فترة ما أسموه: (الغيبة الصغرى) من عام ٢٦٠ ه إلى عام ٣٢٩ ه،
هؤلاء الأربعة مجهولو النسب الذين سبقت الإشارة إليهم في مقام بيان جهالة نسب زعيمهم ابن سبأ، هؤلاء الأربعة
هم في الحقيقة وكلاء الجمعية السرية، وليسوا سفراء المهدي كما زعموا وما زالوا يزعمون.
إصدار وتحصيل:
أربعة وكلاء سريون، قد تحددت مهمتهم في اتجاهين: اتجاه الإصدار، واتجاه التحصيل:
- فعن مهمة الإصدار، فهي تتمثل في تمرير إرادة الجمعية السرية، إلى قطاع من استخفُّوا بعقولهم من المتشيعين،
على شكل ما أطلقوا عليه: (توقيعات الناحية المقدسة) على وهم أا قد صدرت عن المهدي المقدس الغائب.
- وأما مهمة التحصيل: فإا تتمثل في قبض أخماس أرزاق المتشيعين المخدوعين، لتصب في خزائن الجمعية السرية
على زعم أا تصل إلى المقدس الغائب!!! وهي في حقيقتها طعمة لأعضاء الجمعية السرية وتشكيلاا الخفية، يتقوون
بأموالها الطائلة على دوام الكيد للإسلام وأهله.
- ويكفينا في هذا المقام، عرض بعض النصوص الشيعية، الدالَّة على الجمعية السرية، والكاشفة لهذين الاتجاهين،
التي انطلت على قطاع الضحايا المخدوعين.
ناحيتهم المقدسة:
قالوا: (ترك مولانا المهدي أخبار آبائه وأجداده وأحاديثهم بين أيدي الناس، مع ما صدر عن ناحيته المقدسة من
المكاتبات والتوقيعات، وزاد على ذلك وهو الشفيق الرءوف، أن عين لهم وكلاء وسفراء ونوابا وأبوابا في غيبته
الصغرى كان الواجب الرجوع إليهم، وفي غيبته الكبرى فالواجب الرجوع إليهم والاعتماد عليهم و الثقةم).
!!( انتهى( ٥٨١
إنَّ عشرات النصوص الشيعية، بل المئات منها، التي نعرضها في كتابنا هذا، ثم في رسالتنا من بعده، تحت بصائر
أولي الألباب، والتي جئناا من كتبهم هم، وهي ما تركه مولاهم المزعوم عن أخبار آبائه وأجداده وأحاديثهم،
جميعها ناطقة بالوضع المفضوح من قبلِ الجمعية السرية، وما عين للشيعة الوكلاء والسفراء والنواب والأبواب، سوى
الجمعية السرية، في تنظيمام الخفية.
ادعاء المعجزات على يد السفراء:
قالوا: (قال الطبرسي (ر ٥) في الاحتجاج: أما الأبواب المرضيون والسفراء الممدوحون، فأولهم الشيخ الموثوق
به، أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري، نصبه أوًلا أبو الحسن علي بن محمد العسكري، ثم ابنه أبو محمد الحسن بن
علي، فتولى القيام بأمورهما حال حياما، ثم بعد ذلك قام بأمر صاحب الزمان، وكانت توقيعاته (ع) وجواب
المسائل تخرج على يديه، فلما مضى لسبيله قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه وناب منابه في جميع ذلك، فلما
مضى قام أبو القاسم حسين بن روح من بني نوبخت، فلما مضى قام مقامه أبو الحسن علي بن محمد السمري.
ولم يقم أحد منهم بذلك إلا بنص عليه من قبلِ صاحب الزمان، ونص صاحبه الذي تقدم عليه، فلم تقبل الشيعة
قولهم إلا بعد ظهور آية معجزة تظهر على يد كلِّ واحد منهم، من قبلِ صاحب الأمر، تدلُّ على صدق مقالتهم
!!( وصحة نيابتهم) انتهى( ٥٨٢
هؤلاء هم الأربعة الموثوقم لدى الجمعية السرية، على أيديهم يخرج جواب المسائل الشيعية، من مكمن
مفكري الجمعية السرية، على هيئة: (توقيعات)!!، يخدعونا أهل التشيع بزعم كوا صادرة عن المعصوم المهدي
صاحب الأمر والزمان، فإلى عينة من تلك التوقيعات، ثم إلى عينة من الآيات المعجزة التي افتعلوها.
عينة التوقيعات:
- قالوا: (عن أبي عمرو العمري -السفير الأول- قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في
. صدر الدين الصدر -الشيعي- ص ١٨٧ « المهدي » (٥٨١)
. شبر -الشيعي- ج ١ - ص ٣٨٢ « حق اليقين في معرفة أصول الدين » (٥٨٢)
الخلف، وذكر ابن أبي غانم أن أبي محمد مضى ولا خلف له، ثم إم كتبوا في ذلك كتابا؛ وأنفذوه إلى الناحية،
وأعلموه بما تشاجروا فيه، فورد جواب كتام بخطه -عليه السلام وعلى آله وآبائه-: بسم الله الرحمن الرحيم، إنه
ُأي إلَي ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمرهم، يا هؤلاء ما لكم في الريب
تترددون وفي الحيرة تنعكسون؟! فلما قبضه الله -أي الحادي عشر- ظننتم أنَّ الله أبطل دينه وقطع بينه وبين خلقه،
كلا ما كان ذلك، وإن الماضي (ع) مضى سعيدا فقيدا، وفينا وصيه وعلمه وخلفه ومن يسد مسده، ولا ينازعنا
موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا كافر جاحد، فاتقوا الله وسلموا لنا وردوا الأمر إلينا، ولولا ما عندنا من محبة
صاحبكم -العمري- لكنا عن مخاطبتكم في شغل، مما قد امتحنا به، منازعة الظالم العتل الضال، المتتابع في غيه، المضاد
لربه المدعي ما ليس له، الجاحد حق من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب - يقصدون جعفرا عم المعدوم)
!!( انتهى( ٥٨٣
- منه يتبين السب ضد عميد العائلة العلوية جعفر، الوارث لأخيه الحسن، وعدم رضاء أعضاء الناحية الخفية
عنه، لكونه -رحمه الله- قد تصدى لشائعام وعقائدهم، مما أدى إلى رميه بكل نقيصة قالوا عنه: (وتولى جعفر بن
علي أخو أبي محمد -عليه السلام- أخذ تركته، وسعى في حبس جواري أبي محمد -عليه السلام- واعتقال حلائله،
وشنع على أصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوده والقول بإمامته، وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشردهم، وجرى
على مخلفي أبي محمد -عليه السلام- بسبب ذلك كل عظيمة، من اعتقال وحبس وديد وتصغير واستخفاف وذلّ)
!!( انتهى( ٥٨٤
- لذلك سبته الناحية الخفية، ورموه بقولهم: (جعفر معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور) انتهى( ٥٨٥ )!! مع
اامه بالتزّلف إلى السلطان، لينال الإمامة الشيعية في قولهم: (وحاز جعفر ظاهر تركة أبي محمد -عليه السلام-
واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه، ولم يقبل أحد منهم ذلك ولا أعتقده فيه، فصار إلى سلطان الوقت، يلتمس مرتبة
. الحائري الشيعي- ج ١ ص ٤٣٩ ،٤٣٨ « إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب » (٥٨٣)
لثقة المحدثين -الشيعي- الشيخ عباس القمي، تقديم وتعليق الشيخ محمد كاظم « الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية » (٥٨٤)
. الخراساني -الشيعي- دار الأضواء بيروت، ط أولى ١٤٠٤ ه ١٩٨٤ م - ص ٢٧٣
. الكليني -الشيعي- ج ١ - ص ٥٠٤ « الأصول من الكافي » (٥٨٥)
.( أخيه، وبذل ماًلا جليلًا، وتقرب بكلّ ما ظن أنه يتقرب به، فلم ينتفع بشيء من ذلك). انتهى( ٥٨٦
- رحم الله جعفرا -عميد العائلة المرموقة- كيف ينتفع بمرض الوباء الشيعي المطارد؟ وكيف يبذل ماًلا ليكون
على رأس ذاك الوباء المعزول في غياهب الخفاء؟!! ولا نستغرب التشويه الشيعي ضده وهو من النسل الشريف، فقد
شوهت الناحية الخفية من هم أفضل منه، من السلف الصالح.
عينة المعجزات:
أما آيات الجمعية السرية المعجزات، التي افتعلتها وأشاعتها، في أوساط المخدوعين، للتدليل على صحة نيابة
سفراء المعدوم، فها هي عينة منها: قالوا: (قال الصدوق: حدثنا الحسين بن علي القمي المعروف بأبي علي البغدادي
قال: كنت ببخارى فدفع إلي المعروف بابن جاوشير عشرة سبائك ذهبا، وأمرني أن أسلمها بمدينة السلام -ببغداد-
إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح -قدس الله روحه؛ السفير الثالث للمعدوم- فحملتها معي، فلما بلغت أموية
ضاعت مني سبيكة من تلك السبائك، ولم أعلم بذلك، حتى دخلت مدينة السلام فأخرجت السبائك لأسلمها
فوجدا ناقصة واحدة منها، فاشتريت سبيكة مكاا بوزا وأضفتها إلى التسع سبائك، ثم دخلت على الشيخ أبي
القاسم الروحي -قدس الله روحه- ووضعت السبائك بين يديه، فقال لي: خذ لك تلك السبيكة التي اشتريتها، وأشار
إليها بيده فإن السبيكة التي ضيعتها قد وصلت إلينا، وهو ذاهي، ثم أخرج تلك السبيكة التي كانت ضاعت مني
!!( بأموية، فنظرت إليها وعرفتها). انتهى( ٥٨٧
إا أموال المسلمين، يبذلها ضحايا التدليس، وتتحول إلى سبائك الذهب، إلى أيدي وكلاء ونواب وأبواب
وسفراء الجمعية السرية، أعضاء ناحية الشيعة المقدسة، التي يقدسها الضحايا، على وهم أا ناحية المهدي المقدس،
وللرواية بقية تكشف الضحايا من النساء كذلك، اللاتي يبذلن حليهن من الذهب والجوهر، على وهم أا تنكب في
حجر آل بيت النبي، قال نفس الراوي القمي -حالفًا على صدقه بالأئمة الاثني عشر-: (ورأيت تلك السنة بمدينة
السلام امرأة تسألني عن وكيل مولانا -عليه السلام- من هو؟ فأخبرها بعض القميين أنه أبو القاسم الحسين بن روح،
وأشار لها إليه فدخلت عليه وأنا عنه فقالت له: أيها الشيخ أي شيء معي؟ فقال: ما معك فألقيه في دجلة، ثم ائتيني
. عباس القمي -الشيعي- ص ٢٧٣ « الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية » (٥٨٦)
. ٥٨٧ ) المرجع السابق - ص ٢٩١ )
حتى أخبرك، قال: فذهبت المرأة وحملت ما كان معها فألقته في دجلة، ثم رجعت ودخلت إلى أبي القاسم الروحي -
قدس الله روحه- فقال أبو القاسم -رضي الله عنه- لمملوكة له: أخرجي إلَي الحقة، فأخرجت إليه حقة، فقال
للمرأة: هذه الحقة التي كانت معك ورميتا في دجلة، أخبرك بما فيها أو تخبريني؟ فقالت له: بل أخبرني، فقال: في
هذه الحقة زوج سوار ذهب، وحلقة كبيرة فيها جوهر، وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر، وخاتمان أحدهما فيروز
والآخر عقيق، وكان الأمر كما ذكر لم يغادر منه شيًئا، ثم فتح الحقة فعرض علَي ما فيها، ونظرت المرأة إليه فقالت:
!!( هذا الذي حملته بعينه ورميت به في دجلة، فغشي علَي وعلَى المرأة فرحا بما شاهدناه من صدق الدلالة) انتهى( ٥٨٨
بمثل تلك الروايات، التي يملأ الشيعةا كتبهم، يستدرجون الضحايا، الذين استخفّوا بعقولهم لإعمار خزائن
الجمعية السرية، بتقديس روح سفيرها ابن روح، وبالترضي عنه وكأنه أحد الصحابة الأبرار!!
والخلاصة:
- أن الشيعة الاثني عشرية، عندما وقعوا في مأزق موت حادي عشريهم، دون ولد، راحوا يختلسون عقيدة
المهدي السنية الصحيحة لإلباسها بشخصية معدومة، بزعم طفل خفي مولود للحسن العسكري، وأحاطوه وأمه
بخرافات غريبة، وقد اختلقوا هذا المعدوم، وجعلوا له غيبة صغرى، من ٢٦٠ إلى ٣٢٩ ه، وغيبة كبرى إلى آخر
الزمان، يتعجلون فيها فرجه، وبيت قصيدهم فيما اختلفوا هو: دوام عقيدة الإمامة، بما تدره على تنظيمام الخفية من
أموال الخمس الطائلة.
- وقد أثبتنا مغالطة الشيعة في نسبة عقيدم إلى أهل السنة، وأثبتنا مكانة الحسن العسكري، ومكانة آبائه
المرموقة، داخل حاضرة الخلافة العباسية، وبراءم من تنظيمات الخفاء، الراكبة على أسمائهم النقية، بما ينفي خوف
الحسن العكسري المزعوم، وينفي تغييب ولده، الذي لم يوجد، في سرداب التشيع، المظلم الظالم.
- وهذا التشيع الظالم، المبني على أفكار ابن سبأ، صاحب تنظيم الخفاء في القرن الأول الهجري، هو الذي أفرز
سفراء المعدوم الأربعة الذين هم في حد ذام أبلغ دليل على جمعية سرية، تولت إصدار توقيعات، بزعم صدورها
عن ناحية المهدي المقدسة، وتولت تحصيل أخماس أرزاق المخدوعين، بزعم توريدها إلى ناحية المهدي المقدسة، وما
. ٥٨٨ ) المرجع السابق - ص ٢٩٢ ،٢٩١ )
تلك الناحية سوى الجمعية السرية، العاملة على تأصيل أفكار ابن سبأ، في عقائد منافية للإسلام، سلبا لأموال
المسلمين، وتضليلًا لهم عن الدين الحنيف.
المبحث الثامن
التقية الشيعية الاثنا عشرية
لنتفهم ماهية عقيدة التقية الشيعية الاثني عشرية، يلزم عرضها في المطالب الخمسة التالية:
المطلب الأول: ابن سبأ شيخ مشايخ تقية الكذب.
المطلب الثاني: تقية كَتمِ الدين الشيعي وحجبه.
المطلب الثالث: افتراءُ التقية على الأئمة والنبي وكتاب الله.
المطلب الرابع: أسباب التأصيل الشيعي لعقيدة تقيتهم.
المطلب الخامس: رد مزاعم شيعية حولَ تقيتهِم.
- ثم ختام بشهادة َأحدهم.
* * *
المطب الأول
ابن سبأ شيخ مشائخ تقية ال َ كذب
شيخ المُنافقين:
١) الكارهون للإسلام، الناقمون على أهله، الذين غُلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين، قد عبُئوا صدورهم بالغلِّ )
المكبوت، ولا حيلةَ لهم للتنفيسِ عن ذاك الكبت، إلا بكيد الخَفاءِ، وقد كان أشد الكيد من إخوان يهود، بوصفهم
.[ أشد عداوة: ﴿َلتجِدنَّ َأشد الناسِ عداوةً للَّذين آمنوا الْيهود والَّذين َأشركُوا﴾[المائدة: ٨٢
وتمَّ تطهير البلاد من رجسهم في ، ٢) وحيث قد خابت مكائد يهود بالمدينة، وصار جلاؤهم في حياة النبي )
عهد خليفة الرشاد الثاني عمر -رضي الله عنه- فإن الكيد قد تجدد في عهد خليفة الرشاد الثالث عثمان -رضي الله
عنه- في شخص اليهودي الوافد من اليمن، متظاهرا بالإسلام، مبطنا لأشد العداوة، مدبرا للمكائد الهدامة، التي
استعرضنا ألوانا منها في الفصل الأول، حتى غَدا معلوما من سيرة الدين بالضرورة، أن شيخ المنافقين، في عهد خليفتي
الرشاد عثمان وعلي -رضي الله عنهما- هو ذاك اليهودي المتمسلم المدعو: عبد الله بن سبأ، تماما كما هو معلوم من
هو: عبد الله بن ُأبي بن سلول، مع فارق هلاك ابن سلول السيرة النبوية بالضرورة، أن شيخ المنافقين في عهده
دون تنظيم خفي يخلفه، وهلاك ابن سبأ، وقد خلف تنظيما خفيا، ينخر في جسم الأمة على مر الأجيال.
شيخ الكذَّابين:
٣) فإذا علمنا أن أول آيات المنافق، هي: الكذب، فقد كان ابن سبأ شيخ الكذَّابين، حيث كان كذبه على إمام )
المسلمين، في رواية النوبختي الشيعي: (عبد الله بن سبأ كان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة
وتبرأ منهم، وقال: إن عليا -عليه السلام- أمر بذلك فأخذه علي فسأله عن قوله هذا، فأقر به فأمر بقتله، فصاح
الناس إليه: يا أمير المؤمنين: أتقتل رجلًا يدعو إلى حبكم أهل البيت، وإلى ولايتك، والبراءة من أعدائك؟! فَسيره إلى
!!( المدائن) انتهى( ٥٨٩
شيخ الطعن والبهتان:
. للنوبختي -الشيعي- ص ٢٢ « فرق الشيعة » (٥٨٩)
٤) بماذا كان اليهودي يطعن؟ كان يطعن بأحاديث زعمها، أن لكلِّ نبي وصيا، وعلي هو وصي النبي، فهو )
الأحق بالخلافة، وقد اغتصبها منه أبو بكر وعمر وعثمان، وتواطأ الصحابة مع ثلاثتهم.
أظهر الطعن، أي: أشاعه، ونشره في أوساط الجهل، مع الدعوة إلى عقام بالبراءة منهم، وإثبات التبرؤ بالسب
واللعن والشتم، إلخ.
- ثم يعلن اليهودي في أوساط الجهل، التي أشاع فيها طعنه، أن الآمر له بإشاعة الطعن هو علي بن أبي طالب
نفسه!!! أي أنه الكذب، مع الافتراء، ومع البهتان.
٥) وبعد التحقيق والإقرار بجريمة الطعن، كان حكم الإمام هو: الإعدام، وهذا الحكم قد سنه الخليفة الراشد )
عقوبة تعزيرية، لكل من يرتكب جريمة الطعن في أحد الخلفاء الراشدين أو أحد الصحابة.
وإذا كان الإمام قد خفَّف الحكم إلى عقوبة النفي، فإنما كان ذلك لاعتبارات سياسية وقتية، لخَّصها ابن عباس -
رضي الله عنهما- بقوله للإمام: (إن قتلته اختلف عليك أصحابك، وأنت عازم على العود إلى قتال أهل الشام،
!!( وتحتاج إلى مداراة أصحابك، فلما خشي من قتله الفتنة التي خافها ابن عباس، نفاه إلى المدائن) انتهى( ٥٩٠
أي أن هذا النفي، لا ينفي سنة القتل الراشدة، لكل من ارتكب جريمة الطعن.
٦) هذا استطراد نزيده تفصيلًا بإذن الله، في بحثنا حول تشويه السلف، كهدف من أهداف العصمة الشيعية، )
في رسالة الدكتوراه، أما هنا فيهمنا إثبات زعامة ابن سبأ لفريق الكذب والافتراء والبهتان، إذ َألَّف أقواًلا طاعنةً
هدامةً، وقام بنشرها، ناسبا أقواله إلى لسان الإمام، وزاعما أن الإمام هو الذي أمره بنشرها، أي أن ابن سبأ سن
لشيعته سنة تأليف الأقوال ونسبتها إلى الإمام، سنة الكذب، سنة الكذب مع الافتراء والبهتان.
٧) وعندما سن الإمام سنة الإعدام، ضد الكاذب المفتري، كان الصياح من الفريق المحيط بابن سبأ، لاتقاء )
. القتل، بشعار حب أهل بيت النبي!!! وهو شعار كاذب، يتناقض مع جريمة الطعن في صحابة ذات النبي
شيخ التقية:
. عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي - ص ١٧٩ ،١٧٨ « الفرق بين الفرق » (٥٩٠)
٨) تلك هي التقية، التي سنها ابن سبأ وأصحابه: إشاعة الأقوال الكاذبة، المنتفخة بالافتراء والبهتان، لتحقيق )
الأهداف الهدامة، ثم اتقاء رد الفعل بمظهر يخالف الباطن، أي بالكذب سمة النفاق.
- إا تقية الكذب، الموصوفا ابن سبأ، على لسان جعفر الصادق حيث قال: (إنا أهل بيت صديقون، لا
نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله (ص) أصدق الناس لهجة
وأصدق البرية كلها، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين -عليه السلام- أصدق من برأ الله بعد رسول
!!( وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفتري على الله الكذب عبد الله بن سبأ) انتهى( ٥٩١ ، الله
شيخ السرية والتكتم:
٩) سرية تدبير الخفاء، أحاطه ابن سبأ بمظهر الإيمان والتقوى والصلاح، ودعم تدبيره السري بقوالب مدهونة )
بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عبر الطبري عن ذلك التدبير، وعن تلك السرية، وعن إحكام خطط ذاك النفاق
بقوله: (كان عبد الله بن سبأ يهوديا، فأسلم زمان عثمان، ثم تنقل في بلاد المسلمين يحاول ضلالتهم، قال لهم: إن
فاضوا في هذا الأمر فحركوه، وابدءُوا بالطعن على أمرائكم، ، عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسولِ الله
وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر، فبثَّ دعاته، وكاتب من كان
استفسد في الأمصار وكاتبوه، ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم
.( يريدون غير ما يظهرون، ويسِرون غير ما يبدون). انتهى( ٥٩٢
شيخ المتمحكين بأهل البيت:
١٠ ) وعبر ابن خلدون عن تمحك المنافق بأهل البيت، في استمالة الناس بقوله: (عبد الله بن سبأ، كان يهوديا )
وهاجر أيام عثمان فلم يحسن إسلامه، وكان يكثر الطعن على عثمان ويدعو في السر لأهل البيت، فاستمال الناس
.( بذلك في الأمصار، وكاتب به بعضهم بعضا). انتهى( ٥٩٣
. للطوسي -الشيعي- ص ١٠٨ - رواية برقم ١٧٤ « اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي » (٥٩١)
. لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري - ج ٤ - ص ٣٤١ ،٣٤٠ « تاريخ الطبري » (٥٩٢)
. ابن خلدون - ج: ٢، ص: ١٠٢٨ ،١٠٢٧ « تاريخ العلامة ابن خلدون » (٥٩٣)
شيخ التزييف:
١١ ) وعبر ابن كثير عن اختراع الكلام، مع إظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لتمرير الكلام الموضوع )
المخترع بقوله: (عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأظهر الإسلام وسار إلى مصر، فأوحى إلى طائفة من الناس كلاما
اخترعه من عند نفسه). وبعدما ذكر ابن كثير مضمون الكلام المخترع قال عن ابن سبأ: (ثم يقول: فهو -أي: علي
بن أبي طالب- أحق بالإمرة من عثمان، وعثمان معتد في ولايته ما ليس له، فأنكروا عليه، وأظهروا الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، فافتتن به بشر كثير من أهل مصر، وكتبوا إلى جماعات من عوام أهل الكوفة والبصرة، فَتمالُئوا
.( وتكاتبوا فيه). انتهى( ٥٩٤
١٢ ) إا تقية ابن سبأ، يظهر بعباءة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يخدعا أهل الإسلام، يتقي بمظهره )
انكشاف أمره، يتقي بعباءته المزيفة افتضاح المخبوء داخل باطنه، وما تحركاته في بلاد المسلمين، ومكائده،
وتزويراته، ونكباته، التي فصلناها في فصلنا الأول، بخافية عن أهل العلم.
طاغوت الجمعية السرية:
١٣ ) إنه زعيم الجمعية السرية الشيعية الأولى الأم، التي أسست التقية، يخدعونا المسلمين خاصة، دون سائر )
البشر، ولم يجانب الشيخ أبو زهرة -رحمه الله- الصواب في تسميته له: (الطاغوت الأكبر) حيث أرجع الشيخ أسباب
الفتنة الكبرى إلى: (وجود طوائف من الناقمين على الإسلام، الذين يكيدون لأهله، ويعيشون في ظله، وكان أولئك
يلبسون لباس الغيرة على الإسلام، وقد دخلوا في الإسلام ظاهرا، وأضمروا الكفر باطنا، فأخذوا يشيعون السوء عن
ذي النورين عثمان، ويذكرون علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالخير، وينشرون روح الفتنة في البلاد، ويتخذون
.( ما يفعله بعض الولاة ذريعة لدعايتهم، وكان الطاغوت الأكبر لهؤلاء: عبد الله بن سبأ). انتهى( ٥٩٥
. ابن كثير، ج: ٧، ص ١٦٧ « البداية والنهاية » (٥٩٤)
. الإمام محمد أبو زهرة، ص: ٢٩ « تاريخ المذاهب الإسلامية » (٥٩٥)
المطلب الثاني
تقيةُ كَتمِ الدين الشيعي وحجبه
١) أخذ الشيعة بتلك المعاني المحيطة بتقية ابن سبأ، التي تضمنت السرية والتكَتم، والكذب والخداع، والرياء )
والنفاق، وصاغواا عقيدة من عقائدهم، جعلوها أصلًا من أصول الدين، فمن لم يدين بتقيتهم فليس منهم، وكما
هي العادة صاغوا معانيهم على ألسنة الأئمة، فإلى نصوص تقيتهم، من أمهات كتبهم:
٢) قالوا: (عن أبي عمر الأعجمي، قال: قال لي أبو عبد الله -عليه السلام-: يا أبا عمر، إن تسعة أعشار الدين )
!!( في التقية، ولا دين لمن لا تقية له). انتهى( ٥٩٦
!!( - وقالوا: (قال أبو جعفر -عليه السلام-: التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له). انتهى( ٥٩٧
٣) ولماذا جعلوا تقيتهم بتلك المنزلة؟ جعلوها كذلك لكتم الأحاديث الشيعية المصنوعة في جمعيات الخفاء، )
لكوا فاضحة تصدم حس المسلمين، إذا أذاعتها الجمعية السرية، خارج دائرة من انخدع بالتشيع، فلذا كانت
روايتهم:
- (عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله -عليه السلام- يقول: التقية ترس المؤمن، والتقية حرز
المؤمن، ولا إيمان لمن لا تقية له، إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين الله عز و جلَّ به فيما بينه وبينه، فيكون له
عزا في الدنيا ونورا في الآخرة، إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه، فيكون له ذًلا في الدنيا وينزع الله عز
!!( وجلَّ ذلك النور منه). انتهى( ٥٩٨
- أبو عبد الله جعفر الصادق، ينهي عن إذاعة أحاديثه؟!! لقد كان -رحمه الله- أستاذًا محاضرا في صحن المسجد
فكيف ينهى عن إذاعتها؟!! ، النبوي، شارحا ومذيعا لأحاديث جده
٤) ثم هل كان -رحمه الله- يعبد الله تعالى سرا، حتى يدعو إلى عبادة السر؟ ويفتري عليه تعالى بأنه أبى إلا أن )
الكليني -الشيعي- ج ٢ - ص ٢١٧ باب التقية. « الأصول من الكافي » (٥٩٦)
. ٥٩٧ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٢١٩ )
. ٥٩٨ ) المرجع السابق - ج ٢ ص ٢٢١ )
يعبد سرا وأبى له إلا التقية؟ في الصياغة الشيعية التالية:
- (عن أبي عمرو الكناني قال: قال أبو عبد الله -عليه السلام-: يا أبا عمر أرأيتك لو حدثتك بحديث أو أفتيتك
بفتيا، ثم جئتني بعد ذلك فسألتني عنه فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك أو أفتيتك بخلاف ذلك، بأيهما كنت تأخذ؟
قلت: بأحدثهما وأدع الآخر، فقال: قد أصبت يا أبا عمرو، أبى الله إلا أن يعبد سرا، أما والله لئن فعلتم ذلك إنه
!!( الخير لي ولكم، وأبى عز وجلَّ لنا ولكم في دينه إلا التقية). انتهى( ٥٩٩
٥) إا صياغة الجمعية السرية، التي أمرت بحجب العقائد الشيعية عن المسلمين، حتى لا يفتضح أمرها، إذ قالوا )
على لسان جعفر أيضا:
- (عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: اتقوا على دينكم فاحجبوه بالتقية، فإنه لا
إيمان لمن لا تقية له، إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير، لو أن الطير، تعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلا
أكلته، ولو أن الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبونا أهل البيت، لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم، في السر والعلانية،
!!( رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا). انتهى( ٦٠٠
- وذا التشبيه ينخدع المتشيع، فيحجب دينه بالتقية، بوهم حب وولاية أهل البيت!!
وكما قال ابن تيمية: (لا نسلِّم أن الإمامية أخذوا مذهبهم من أهل البيت، لا الاثني عشرية ولا غيرهم، بل هم
مخالفون لعلي -رضي الله عنه- وأئمة أهل البيت، في جميع أصولهم التي فارقوا فيها أهل السنة والجماعة، فإن الثابت
عن علي -رضي الله عنه- وأئمة أهل البيت يناقض مذهب الرافضة، والنقل بذلك ثابت مستفيض في كتب أهل
.( العلم، بحيث إن معرفة المنقول، عن أئمة أهل البيت يوجب علما ضروريا بأن الرافضة مخالفون لا موافقون)( ٦٠١
٦) وهل في حب أهل البيت وولايتهم، ما يوجب حجب دينهم بالتقية؟!! إن دين أهل البيت هو دين الإسلام، )
ودين الإسلام دين مفتوح للعالمين، فكيف يأمر أهل البيت بحجب دين الإسلام؟!! إن الآمرون بالحجب هم الرافضة،
المخالفون لأهل البيت، اتقاء فضح عقائدهم الدخيلة على دين أهل البيت.
. ٥٩٩ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٢١٨ )
. ٦٠٠ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٢١٨ )
. ابن تيمية، ج: ٢، ص: ١١٦ ،« منهاج السنة النبوية » (٦٠١)
* * *
المطلب الثالث
افتراء التقية على الأئمة والنبي وكتاب الله
إن أبلغ دليل على صدور جميع الروايات الشيعية عن جمعيات الخفاء السرية، وعلى براءة ألسنة أهل البيت منها،
لهو الأمر بالكتم والتكَتم، وتبشير الكاتمين، والويل لمن لا يتكتم بالتقية الشيعية.
أوًلا: افتروا على جعفر تقية كَتمِ الدين والنفاق والخداع والمرواغة:
١ - قالوا: (عن سليمان بن خالد، قال أبو عبد الله -عليه السلام-: يا سليمان! إنكم على دين، من كتمه أعزه
!!( الله، ومن أذاعه أذله الله). انتهى( ٦٠٢
٢ - وقالوا: (عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله -عليه السلام-: يا معلى! اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من
كَتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة، يقوده إلى الجنة، يا معلى، من أذاع أمرنا
ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة تقوده إلى النار، يا معلى، إن
!!( التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له). انتهى( ٦٠٣
٣ - وقالوا: (عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: إن أمرنا مستور مقنع بالميثاق، فمن هتك علينا أذله الله)
!!( انتهى( ٦٠٤
- لم يكن هناك ما يدعو الإمام جعفر الصادق بأن يتكتم عليه أو يتستر منه، وأهل السنة والجماعة ينزهونه عن
تلك الخصلة، التي ألصقها به الشيعة، وينزهونه كذلك عن خصلة النفاق، بله أن يأمرا، كما أساء إليه الشيعة في
روايام:
٤ - قالوا: (عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله -عليه السلام- يقول: إنه ليس من احتمال أمرنا، التصديق
له والقبول فقط، من احتمال أمرنا ستره وصيانته من غير أهله، فأقرئهم السلام وقل لهم: رحم الله عبدا اجتر مودة
الكليني -الشيعي- ج ٢ - ص ٢٢٢ باب الكتمان. « الأصول من الكافي » (٦٠٢)
. ٦٠٣ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٢٢٤ ،٢٢٣ )
. ٦٠٤ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٢٢٦ )
!!( الناس إلى نفسه، فحدثوهم بما يعرفون واستروا عنهم ما ينكرون). انتهى( ٦٠٥
- فهل أمر جعفر بمجاراة الناس بالنفاق؟ وهل يكون اجترار مودة الناس بخصلة النفاق؟
٥ - وقالوا: (عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله (ع) إني أقعد في المسجد فيجيء الناس فيسألوني، فإن لم
أجبهم لم يقبلوا مني وأكره أن أجيبهم بقولكم وما جاء عنكم فقال لي: انظر ما علمت إنه من قولهم فأخبرهم
بذلك). انتهى( ٦٠٦ )!! فلماذا يكره الإجابة بقول جعفر وما جاء عنه؟!!
٦ - وقالوا: (عن حسين بن معاذ عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي عن أبي عبد الله (ع) قال لي: بلغني أنك تقعد
في الجامع فتفتي الناس! قال: قلت: نعم، وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، إني أقعد في المسجد فيجيء
الرجل يسألني عن الشيء، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجيء الرجل أعرفه بحبكم أو مودتكم فأخبره
بما جاء عنكم، ويجيء الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول جاء عن فلان كذا فأدخل قولكم فيما بين ذلك، قال
!!( فقال لي: اصنع كذا فإني كذا أصنع). انتهى( ٦٠٧
- لم يصنع جعفر ذلك، فلم يكن بوجهين ولم يكن بثلاثة وجوه، إنما هذه الرواية عن جمعية التخريب السرية،
تضمنت توجيها لاتباع أسلوب الخداع والمراوغة، بإخفاء الروايات الشيعية عن غير الشيعي.
ثانيا: افتراء التقية على الباقر بالبرانية والجوانية:
أهل السنة والجماعة ينزهون جعفرا من أن يكون من أهل ذاك الأسلوب الملتوي، كما ينزهون أباه كذلك
من افتراء الشيعة حيث وصموه بالنفاق في روايتهم:
- قالوا: (عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر -عليه السلام-: خالطوهم بالبرانية، وخالفوهم بالجوانية، إذا كانت
!!( الإمرة صبيانية). انتهى( ٦٠٨
. ٦٠٥ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٢٢٣ ،٢٢٢ )
. الطوسي -الشيعي- ص ٣٣٠ - برقم ٦٠٢ « اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي » (٦٠٦)
٦٠٧ ) المرجع السابق - ص ٢٥٣ ،٢٥٢ ، حديث شيعي برقم ٤٧٠ - والراوي كوفي. )
الكليني -الشيعي- ج ٢ - ص ٢٢٠ - باب التقية. « الأصول من الكافي » (٦٠٨)
- لم يكن باقر العلم ابن علي بن الحسين، الذي يتمسح به الشيعة، إذ جعلوه إمامهم الخامس، لم يكن منافقًا،
ولم يأمرذا النفاق الركيك.
ثالثًا: افتراء التقية على الحسين بوصمه بالنفاق:
وإذا كان الشيعة، قد أساءوا إلى أبي جعفر محمد الباقر، بالبرانية (الظاهر) المخالفة للجوانية (الباطن)، فقد أساءوا
إلى جده الحسين -رضي الله عنه- وإلى جد الحسين -عليه الصلاة والسلام.
- قالوا: (عن أبي عبد الله أن رجلًا من المنافقين مات، فخرج الحسين بن علي -صلاة الله عليهما- يمشي معه،
فلقيه مولى له، فقال له الحسين -عليه السلام-: أين تذهب يا فلان، فقال: أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها،
فقال له الحسين -عليه السلام-: انظر أن تقوم على يميني فما تسمع أقول فقل مثله، فلما أن كَبر عليه وليه -ولي
الميت- قال الحسين: الله أكبر، اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة، اللهم اجز عبدك في عبادك
وبلادك، وأصله حر نارك وأذقه أشد عذابك، فإنه كان يتولى أعداءك ويعادي أولياءك، ويبغض أهل بيت نبيك).
!!( انتهى( ٦٠٩
- هل درى أغبياء الوضع، أم قد وصموا الحسين الذي تمسحوا به باتخاذه إماما ثالًثا، قد وصموه بالنفاق؟!! إذ،
ما الذي أجبره -عليه رضوان الله- على إظهار الصلاة على منافق -بالبرانية- وإسرار لعنه -بالجوانية- وهو شهيد
إباء بذل البيعة للحاكم؟ هل كان جبانا تجاه المنافقين، شجاعا تجاه الحكَّام؟!! ألا ما أسوأ الإساءات التي شوهواا
سلفنا الصالح.
: رابعا: افتروا بتقيتهم على النبي
- قالوا: (عن عبد الله -عليه السلام- قال: لما مات عبد الله بن أبي بن سلول، حضر النبي جنازته، فقال عمر
لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ألم ينهك الله أن تقوم على قبره؟ فقال له: ويحك ما يدريك ما فعلت؟ إني
قلت: اللهم احش جوفه نارا واملأ قبره نارا واصله نارا، قال أبو عبد الله -عليه السلام-: فأبدا من رسول الله ما كان
الشيعي- ج ٣ - ص ١٨٩ - كتاب الجنائز باب الصلاة على الناصب. - « الفروع من الكافي » (٦٠٩)
!!( يكره). انتهى( ٦١٠
- وندع التعليق للأستاذ إحسان إلهي ظهير -رحمه الله- قال: (فهذه عقيدة الشيعة في التقية، أن رسول الله
كان يخدع الناس -عياذًا بالله- حيث كان يظْهِر مخالفة أوامر الله ونواهيه، حيث كان يعمل هو نفسه، غير ما يعمله
لأم ما كانوا يعلمون أن رسول الله يدعو له أو يدعو عليه، فالرسول ، أصحابه، حسب ما يرونه من رسول الله
كان يلعن على شخص، حيث كان رفقاؤه يترحمون له في نفس الوقت، فكان سره يخالف علانيته، وظاهره يخالف
باطنه، حيث عمر ما كان يريد ذلك، حسب روايام -عياذًا بالله مئات المرات- ولك أن تسأل: أي شيء كان
حتى ُأقهر على الصلاة على عبد الله بن أبي؟ مع أن الإسلام كان قويا آنذاك، وما نافق ابن أبي ، يخوف رسول الله
إلا خوفًا من الإسلام وشوكته وطمعا في منافعه وفوائده؟ فما صاغ الشيعة هذه الفرية إلا لإثبات عقيدم النجسة، أن
كان يعمل بالتقية، أي الكذب، كما كان أئمتهم يعملونا، فهذه هي التقية عند الشيعة، التي يدعون رسول الله
.( أا ليس إلا كتمانا لأمر، صيانة للنفس ووقاية للشر، فهل يشك أحد في هذه بأا عين النفاق والكذب؟)( ٦١١
خامسا: افتروا بتقيتهم على كتاب الله تعالى:
وإذا كان الشيعة قد أساءوا إلى رسول الله بتقيتهم، فإم قد أساءوا إلى كتاب الله كذلك بتأويلهم المنحرف إلى
تقيتهم.
١ - قالوا: (عن أبي عبد الله -عليه السلام- في قول الله عز و جلَّ: ﴿ُأوَلئك يؤتونَ أَجرهم مرتينِ ِبما صبروا﴾
!!( قال: بما صبروا على التقية ﴿ويد رءُونَ ِبالْحسنة السيئَةَ﴾ قال: الحسنة التقية، والسيئة الإذاعة). انتهى( ٦١٢
٢ - ولا مناسبة البتة، بين هذا التأويل وبين كلام الله تعالى، إذ إن المذكورين الذين يؤتون أجرهم مرتين، هم
أهل الكتاب الذين أعلنوا إيمام وإسلامهم، وأظهروا الإعراض عن اللغو، والمفاصلة بينهم وبين الجاهلين، في أربعة
آيات من سورة القصص من الآية ٥٢ إلى الآية ٥٥ ، والآيات مع موجز تفسيرها:
. ٦١٠ ) المرجع السابق - ج ٣ - ص ١٨٨ )
تأليف الأستاذ إحسان إلهي ظهير - الناشر إدارة ترجمان السنة لاهور باكستان - الطبعة الثالثة والعشرون « الشيعة والسنة » (٦١١)
. ١٤٠٤ ه ١٩٨٤ م - ص ١٦٣ ،١٦٢
الكليني -الشيعي- ج ٢ - ص ٢١٧ - باب التقية. « الأصول من الكافي » (٦١٢)
٣ - ﴿الَّذين آتيناهم الْكتاب من قَبله هم ِبه يؤمنونَ﴾ أي الذين أعطيناهم التوراة والإنجيل من قبل هذا القرآن
-من مسلمي أهل الكتاب- همذا القرآن يصدقون.
﴿وِإذَا يتلَى علَيهِم قَاُلوا آمنا ِبه ِإنه الْح ق من ربنا ِإنا كُنا من قَبله مسلمين﴾ أي كنا من قبل نزوله موحدين
لله، مستسلمين لأمره، مؤمنين بأنه سيبعث محمدا وينزل عليه القرآن.
﴿ُأوَلئك يؤتونَ أَجرهم مرتينِ﴾ أي أولئك الموصوفون بتلك الصفات يعطون ثوام مضاعفًا، مرة على إيمام
بكتام ومرة على إيمام بالقرآن ﴿ِبما صبروا﴾ أي بسبب صبرهم على اتباع الحق وتحملهم الأذى في سبيل الله،
قال قتادة: نزلت في أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق يأخذونا وينتهون إليها، حتى بعث اللهُ
فآمنوا به وصدقوه، فأعطاهم الله أجرهم مرتين بما صبروا، وذكر أن منهم سلمان وعبد الله بن سلام محمدا
﴿ويد رءُونَ ِبالْحسنة السيئَةَ﴾، أي ويدفعون الكلام القبيح -كالسب والشتم- بالحسنة، أي الكلمة الطيبة الجميلة،
قال ابن كثير: لا يقابلون السيء بمثله ولكن يعفون ويصفحون، ﴿ومما رزقْناهم ينفقُونَ﴾، أي ومن الذي رزقناهم
من الحلال ينفقون في سبيل الخير، ﴿وِإذَا سمعوا اللَّغو َأعر ضوا عنه﴾، وإذا سمعوا الشتم والأذى من الكفار وسمعوا
ساقط الكلام لم يلتفتوا إليه ولم يردوا على أصحابه.
﴿وقَاُلوا َلنا َأعماُلنا وَلكُم َأعماُلكُم﴾ أي لنا طريقنا ولكم طريقكم.
﴿سلَام علَيكُم﴾ أي سلام متاركة ومباعدة، ﴿َلا نبتغي الْجاهلين﴾، أي لا نطلب صحبتهم ولا نريد مخالطتهم،
قال الصاوي: كان المشركون يسبون مؤمني أهل الكتاب ويقولون: تبا لكم أعرضتم عن دينكم وتركتموه! فيعرضون
عنه ويقولون: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، مدحهم تعالى بالإيمان، ثم مدحهم بالإحسان، ثم مدحهم بالعفو والصفح
.( عن أهل العدوان( ٦١٣
٤ - فأين تلك المعاني من معاني تقية الشيعة، لا مناسبة ولا أدنى صلة، إنما هو العدوان على كتاب الله، الذي
سنرى منه الكثير من جعبة التشيع.
٥ - بل وصموا جعفرا بالعبث بآيات الله، إذ قالوا: (عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد الله -عليه
. محمد علي الصابوني، ج ٢، ص: ٤٣٩ ،٤٣٨ « صفوة التفاسير » (٦١٣)
السلام- فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجلَّ، فأخبرها، ثم دخل عليه داخل، فسأله عن تلك الآية، فأخبره
بخلاف ما أخبر الأول، فدخلني من ذلك ما شاء الله، حتى كان قلبي يشرخ بالسكاكين، فقلت في نفسي: تركت أبا
قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه، وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله؟!! فبينا أنا كذلك، إذ دخل آخر فسأله
!!( عن تلك الآية، فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي، فسكنت وعلمت أن ذلك من تقية) انتهى( ٦١٤
٦ - لم يكن جعفر الصادق منافقًا، ولم يعبث بآيات الله تعالى، إنما الفاعل ذلك هم أعضاء الجمعيات السرية
الشيعية، الذين أكثروا الوضع على ألسنة الأئمة، بعد أن جعلوهم معصومين، ورفعوهم فوق منزلة الأنبياء
والمرسلين، تحقيقًا لأهدافهم الهدامة.
* * *
. الكليني -الشيعي- ج ١ - ص ٢٦٦ ،٢٦٥ « الأصول من الكافي » (٦١٤)
المطلب الرابع
أسباب التأصيل الشيعي لعقيدة تقيتهم
أوًلا: لتكون في مواجهة أهل السنة:
- لقد صاغ الشيعة تقيتهم، لا لاتقاء الشر، ولا لتكون في مواجهة الكفار والمشركين، ولا لتكون في مواجهة
أعداء الإسلام، وإنما صاغوها خصيصا لتكون في مواجهة المسلمين، من أهل السنة والجماعة.
قالوا: (عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي عبد الله -عليه السلام- وعنده أبو حنيفة، فقلت له: جعلت
فداك، رأيت رؤيا عجيبة، فقال لي: يا ابن مسلم، هاا إن العالما جالس، وأومأ بيده إلى أبي حنيفة، فحكى ابن
مسلم رؤياه وعبرها له أبو حنيفة، فقال أبو عبد الله -عليه السلام-: أصبت والله يا أبا حنيفة). انتهى، وإلى هنا
معقول، ثم باقي الرواية في غير المعقول: (قال: ثم خرج أبو حنيفة من عنده، فقلت له: جعلت فداك، إني كرهت تعبير
هذا الناصب، فقال: يا ابن مسلم، لا يسوؤك الله، فما يوافق تعبيرهم تعبيرنا، ولا تعبيرنا تعبيرهم، وليس التعبير كما
عبره، قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك: أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟! قال: نعم، حلفت عليه أنه أصاب
!!( الخطأ). انتهى( ٦١٥
- ومعروف أن أبا حنيفة -رحمه الله- ما كان ذا سلطة وشوكة، حتى يهاب ويخاف منه، بل كان مبغوضا عند
أصحاب الحكم والجاه وناقما عليهم، ثم هو لم يطلب من أبي عبد الله أن يمدحه، ولا أن يوجه السائل عن الرؤيا إليه،
بل أبو عبد الله من نفسه مدحه، ووجه محمد بن مسلم أن يسأله تعبير الرؤيا، ولما أجابه صوبه، وحلف عليه، ولكن
.( بعد توليه خطَّأه وتبرأ منه، فماذا يقال لهذا؟!! أله اسم غير النفاق؟( ٦١٦
ثانيا: لستر تخبط جمعيام السرية:
١) هؤلاء ال وضاعون المزورون، الذين تعودوا الكذب، فسوغوه وسموه بغير اسمه، ثم وضعوا الأحاديث في فضله، )
هؤلاء هم الذين احتاجوا إلى التقية، والتجُئوا إليها حينما عرفوا أقواًلا متضاربة وآراءً متناقضة صدرت عن زعمائهم،
. الكليني -الشيعي- ج ٨ - ص ٢٩٢ « كتاب الروضة من الكافي » (٦١٥)
. إحسان إلهي ظهير - ص ١٦٥ « الشيعة والسنة » (٦١٦)
ورثة ابن سبأ، حال تتابعهم في تنظيمام المتتابعة، فلما كان الاعتراض عليهم أن أئمتهم الذين يزعمون لهم العصمة
من الخطأ والنسيان، كيف اختلفوا في شيء واحد؟ فجوزوه وحرموه تارة أخرى؟ وقالوا بشيء في وقت ثم قالوا
!!( بنقيضه في وقت آخر؟!! لم يجدوا الجواب إلا أن قالوا: إن الأئمة قالوا هذا، أو ذاك تقية( ٦١٧
٢) وفي نسبة التخبط إلى جعفر الصادق في روايام السابقة، دليل على تخبط الزعامة الشيعية، وفي رواية أخرى )
أدلُّ على ما قلنا هي قولهم: (عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر -الباقر- قال: سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاء رجل
فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه عنها بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما
خرج الرجلان، قلت: يا ابن رسول الله، رجلان من أهل العراق من شيعتكم، قدما يسألان وأجبت كل واحد منهما
بغير ما أجبت صاحبه!! فقال: يا زرارة، إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم
!!( الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم).( ٦١٨
٣) إن إقحام اسم محمد الباقر -رحمه الله- في هذه الرواية، لهو إقحام متعمد، تعمده زرارة بن أعين الشيعي - )
من زعماء الوضاعين- لتعليل تخبط التنظيمات الخفية، التي كان ينتمي إليها، فأساء إلى الإمام الذي تمسحوا باسمه
واتخذوه إماما خامسا، إذ نسبوا إليه تعمد تغيير الفتيا والأحكام الشرعية، باسم التقية، وهو بريء من تلك الوصمة،
التي وصمها الشيعة.
٤) يقول أبو زهرة عن محمد الباقر: (كان مقصد العلماء من كل بلاد العالم الإسلامي، وما زار أحد المدينة إلا )
عرج على بيت محمد الباقر يأخذ عنه، وكان ممن يزوره من يتشيعون لآل البيت في السر، ومن نبتت في نفوسهم
نابتة الانحراف، إذ فرخت في خلايا الكتمان الذي تذرعوا به آراء خارجة عن الدين، فكان يصدهم ويردهم منبوذين
مذمومين، وكان يقصده أئمة الفقه الإسلامي، كسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبي حنيفة شيخ فقهاء العراق،
وكان يرشد من يجيء إليه، ولقد كان -رضي الله عنه- مفسرا للقرآن الكريم، ومفسرا للفقه الإسلامي، مدركًا
حكمة الشرع، فاهمًا أجل الفهم لمراميها، وكان راوية للأحاديث، روى أحاديث آل البيت، وروى أحاديث الصحابة
. إحسان إلهي ظهير، ص: ١٨٢ ،١٨١ « الشيعة والسنة » (٦١٧)
. الكليني -الشيعي- ج ١ - ص ٦٥ « الأصول من الكافي » (٦١٨)
.( من غير تفرقة)( ٦١٩
٥) هذا هو ثناء أهل السنة والجماعة على الباقر، وتلك هي إساءة الشيعة إليه، تلك الإساءة التي شوهته، )
وكانت سببا لطعن بعضهم فيه، وانصرافهم عن إمامته، روى النوبختي الشيعي عنهم قال: (إم سمعوا رجلًا منهم يقال
له: عمر بن رباح، زعم أنه سأل أبا جعفر -عليه السلام- عن مسألة فأجابه فيها بجواب، ثم عاد إليه في عام آخر
فسأله عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأول، فقال لأبي جعفر: هذا خلاف ما أجبتني في هذه
المسألة العام الماضي!! فقال له: إن جوابنا ربما خرج على وجه التقية، فشك في أمره وإمامته، فلقي رجلًا من أصحاب
أبي جعفر يقال له: محمد بن قيس، فقال له: إني سألت أبا جعفر عن مسألة فأجابني فيها بجواب، ثم سألته عنها في عام
آخر فأجابني فيها بخلاف جوابه الأول!! فقلت له: لم فعلت ذلك؟ فقال: فعلته للتقية، وقد علم الله أني ما سألته عنها
إلا وأنا صحيح العزم على التدين بما يفتيني به وقبوله والعمل به، فلا وجه لاتقائه إياي!، وهذه حالي، فقال له محمد
بن قيس: فلعله حضرك من اتقاه؟ فقال: ما حضر مجلسه في واحدة من المسألتين غيري، لا ولكن جوابيه جميعا خرجا
على وجه التبخيت، ولم يحفظ ما أجاب به في العالم الماضي فيجيب بمثله، فرجع عن إمامته، وقال: لا يكون إماما
يفتي بالباطل على شيء بوجه من الوجوه ولا في حال من الأحوال، ولا يكون إماما من يفتي تقية بغير ما يجب عند
!!( الله، ولا من يرخي ستره ويغلق بابه، ولا يسع الإمام إلا الخروج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). انتهى( ٦٢٠
٦) إن التقية الشيعية الموضوعة، كانت لستر تخبط الجمعيات السرية الشيعية المتمسحة بأسماء الأئمة، ولم تكن )
التقية الشيعية من دأب الأئمة.
ثالثًا: الكذب الدائر بين التقية والبداء:
١ - سبب ثالث للتقية الشيعية الموضوعة، نستشفُّه من رواية النوبختي الشيعي، إذ ابتكر زعماء الوضع الشيعي
بدعتين هما: القول بالبداء، وإجازة التقية، واتين البدعتين يمكن استغفال شيعتهم فلا يفطنون إلى كذب زعمائهم
الوضاعين، الذين يراوغوناتين البدعتين، فلندع البيان إلى السطور التالية للرواية الشيعية، ففيها بيان المطلوب:
٢ - قال النوبختي عن تفرق المتشيعين لأبي جعفر محمد بن علي -الخامس- النازلين إلى التشيع لابنه أبي عبد الله
. الإمام محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، ص: ٦٨٩ ،٦٨٨ « تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد الفقهية » (٦١٩)
. للحسن بن موسى النوبختي -الشيعي- ص ٦١ ،٦٠ ،٥٩ « فرق الشيعة » (٦٢٠)
جعفر بن محمد -السادس- قال عنهم: (فلم تزل -أي: تلك الفرقة المتشيعة- ثابتة على إمامته أيام حياته، غير نفر
منهم يسير، فإم لما أشار جعفر بن محمد إلى إمامة ابنه إسماعيل، ثم مات إسماعيل في حياة أبيه، رجعوا عن إمامة
جعفر، وقالوا: كذبنا ولم يكن إماما، لأن الإمام لا يكذب ولا يقول ما لا يكون، وحكَوا عن جعفر أنه قال: إن الله
عز وجلَّ بدا له في إمامة إسماعيل، فأنكروا البداء والمشيئة من الله، وقالوا هذا باطل لا يجوز، ومالوا إلى مقالة سليمان
بن جرير، وهو الذي قال لأصحابهذا السبب أن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين، لا يظهرون معهما من
أئمتهم على كذب أبدا، وهما القول بالبداء وإجازة التقية، فأما البداء، فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محلّ
الأنبياء من رعيتها، في العلم فيما كان ويكون، والإخبار بما يكون في غد، وقالوا لشيعتهم: إنه سيكون في غد وفي
غابر الأيام كذا وكذا، فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم: ألم نعلمكم أن هذا يكون، فنحن نعلم من قبل
الله عز وجلَّ ما علمته الأنبياء، وبيننا وبين الله عز وجلَّ مثل تلك الأسباب التي علمتا الأنبياء، عن الله ما علمت،
وإن لم يكن ذلك الشيء الذي قالوا إنه يكون على ما قالوا، قالوا لشيعتهم: بدا لله في ذلك بكونه -يقصدون أن الله
غَير رأيه بما بدأ له بعقيدة البداء عندهم، تعالى الله عن قصدهم وعن عقيدة بدائهم- وأما التقية، فإنه لما كثرت على
أئمتهم، مسائل شيعتهم في الحلال والحرام، وغير ذلك من صنوف أبواب الدين، فأجابوا فيها، وحفظ عنهم شيعتهم
جواب ما سألوهم وكتبوه ودونوه ولم يحفظ أئمتهم تلك الأجوبة، لتقادم العهد وتفاوت الأوقات، لأن مسائلهم لم
ترد في يوم واحد ولا في شهر واحد، بل في سنين متباعدة وأشهر متباينة وأوقات متفرقة، فوقع في أيديهم في المسألة
الواحدة، عدة أجوبة مختلفة متضادة، وفي مسائل مختلفة أجوبة متفقة، فلما وقفوا على ذلك منهم، ردوا إليهم هذا
الاختلاف والتخليط في جوابام وسألوهم عنه، وأنكروه عليهم، فقالوا: من أين هذا الاختلاف وكيف جاز ذلك؟،
قالت لهم أئمتهم: إنما أجبناذا للتقية، ولنا أن نجيب بما أجبنا، وكيف شئنا، لأن ذلك إلينا، ونحن أعلم بما يصلحكم
وما فيه بقاؤنا وبقاؤكم، وكف عدوكم عنا وعنكم.
فمتى يظهر من هؤلاء على كذب؟!! ومتى يعرف لهم حق من باطل؟!! فمال إلى سليمان بن جرير هذا، لهذا
!!( القول جماعة من أصحاب أبي جعفر، وتركوا القول بإمامة جعفر -عليه السلام). انتهى( ٦٢١
٣ - هذا نص فاضح، يفضح أفاعيل جمعية المتشيعين السرية، التي أشاعت أوًلا النص على إمامة إسماعيل بن جعفر
-ولم ينص جعفر على إسماعيل ولا على غيره- ثم لما خيبهم الله بموت إسماعيل في حياة أبيه، فضحهم جزء منهم بما
. ٦٢١ ) المرجع السابق - ص ٦٦ ،٦٥ ،٦٤ ،٦٣ )
جاء في الرواية، عن البداء الذي جعلوه ضمن عقائدهم الشيعية، أما التقية فقد ابتكروها لإخفاء الكذب الموضوع،
المؤدي إلى الاختلاف والتخليط، وما كان هناك من الأئمة اختلاف ولا تخليط.
رابعا: التقية لتدعيم وهم فرج الغائب المنتظر:
١ - سبب رابع لتقية الشيعة، هو أن زعماء التشيع، كانوا يبثون لشيعتهم بالأماني الكاذبة، لتثبيتهم على التشيع،
يمنوم بقرب الفرج، وكشف غمة مطاردم والتنكيلم، فإذا عاش الشيعي في خيال الأماني، تيسرت عليه معاناة
التقية، وأمنية الشيعة الكبرى التي توارثها هي: وهم القائم الغائب المهدي المنتظر، الذي بدأ ابن سبأ بالإيهام بأنه هو
شخص علي بن أبي طالب، زاعما غيبته وعدم موته، ثم تتابع أعضاء جمعيته السرية، يوهمون بأنه محمد بن الحنفية مرة،
وأنه الحسين مرة، وأنه علي بن الحسين مرة، وهكذا حتى ثاني عشريهم المعدوم كما ذكرنا، وحيث لم يكن الأمر كما
زعموا، فإم كانوا ينسبون أمانيهم الكاذبة إلى التقية، زاعمين أن الأئمة قد قالوا ما قالوا على سبيل التقية.
٢ - قالوا: (عن الحسين بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، قال: قال لي أبو الحسن
-عليه السلام-: الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة، قال: وقال يقطين بن علي بن يقطين: ما بالنا قيل لنا فكان،
وقيل لكم فلم يكن؟ قال: فقال له علي: إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد، فعللنا بالأماني، فلو قيل لنا: إن
هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة، لقست القلوب ولرجع عامة الناس عن الإسلام، ولكن قالوا: ما
!!( أسرعه وما أقربه تألفًا لقلوب الناس وتقريبا للفرج). انتهى( ٦٢٢
٣ - هذا المَخرج هو مخرج الأماني الخفي، الذي أخرج الرواية التالية: (عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا
جعفر -عليه السلام- يقول: يا ثابت إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر -خروج المهدي- في السبعين،
فلما أن قُتلَ الحسين -صلوات الله عليه- اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض، فَأَخره إلى أربعين ومائةَ، فحدثناكم
!!( فأذعتم الحديث، فكشفتم قناع الستر، ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا). انتهى( ٦٢٣
خامسا: لتعليل مدح الأئمة للصحابة بعلَّة التقية:
الكليني -الشيعي- ج ١ ص ٣٦٩ - باب كراهية التوقيت. « الأصول من الكافي » (٦٢٢)
٦٢٣ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٣٦٨ باب كراهية التوقيت. )
ولخلفائه ، ١) وهناك ضرورة أخرى للقول بالتقية، وهي أنه قد صدر عن الأئمة مدح لأصحاب رسول الله )
الراشدين، اعترافًا بفضلهم وسبقهم إلى الخيرات، وإقرارا بخلافتهم وإمامتهم، وإعلان البيعة لأبي بكر وعمر وعثمان،
عن علي، وأهل بيت النبي -رضي الله عن الجميع- مع التزاوج والمصاهرة فيما بينهم، والعلاقات الطيبة الوثيقة
الثابتة، في معاملام وسيرم وأقوالهم، وتبرئتهم عن ذم الشيعة لهم، فتحير الشيعة وحاروا في هذا، إذ لا يقوم مذهبهم
والعداء الشديد لهم ولمن والاهم، مع ادعاء الولاء لأهل البيت وزعم الإخلاص ، إلا بالبراءة من أصحاب محمد
لهم، فلما رأوا هذا المأزق لم يجدوا منه خلاصا إلا القول: إن الأئمة ما قالوا هذا إلا تقية، فكانوا يبطنون خلاف ما
.( يظهرون( ٦٢٤
٢) وصم الشيعة من اتخذوهم أئمة، بوصمة النفاق، والأئمة ليسوا من الشيعة، وإنما هم من أهل السنة )
والجماعة، وكانوا من أهل التقوى، ولم يكونوا من أهل التقية، وقد تمنى محمد الباقر -رحمه الله- أن يتقرب إلى الله
تعالى بسفك دماء هؤلاء المفترين أهل التقية، إذ كان -رضي الله عنه- يجلُّ الصحابة، ويختص بفضل من الإجلال
للشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ويقول في ذلك: (من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة،
ولقد قال لجابر الجعفي: يا جابر، بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أم يحبوننا، ويتناولون أبا بكر وعمر -رضي الله
عنهما- ويزعمون أني أمرم بذلك، فأبلغهم أني إلى الله منهم بريء، والذي نفس محمد بيده، لو وليت لتقربت إلى
.( الله تعالى بدمائهم)( ٦٢٥
٣) أكد -أثابه الله تعالى- حكم جده الإمام علي بن أبي طالب التعزيري، بإعدام كل من تعرض لصحابة )
بسوء، وأهل التقية هم أهل ذاك السوء. رسول الله
. إحسان إلهي ظهير، ص: ١٨٨ « الشيعة والسنة » (٦٢٤)
. محمد أبو زهرة، ص: ٦٨٩ « تاريخ المذاهب الإسلامية » (٦٢٥)
* * *
المطلب الخامس
رد مزاعم شيعية حول تقيتهم
من هذا العرض الفاضح لمضمون عقيدة التقية الشيعية، من واقع نصوص الشيعة في كتبهم هم، يتبين لنا عدم
جدوى مزاعم بعضهم تخفيفًا لخطورة تقيتهم، وهاكم بعض مزاعمهم:
أوًلا: التقوى شعار آل البيت وليس التقية:
- زعموا أن التقية: (كانت شعارا لآل البيت -عليهم السلام- دفعا للضرر عنهم وعن أتباعهم، وحقنا لدمائهم،
!!( واستصلاحا لحال المسلمين، وجمعا لكلمتهم، وَلما لشعثهم).( ٦٢٦
- لم تكن التقية شعارا لآل البيت، ولكن كان شعارهم التقوى، وما كانت التقية إلا شعارا للمتشيعين
المتمسحين بآل البيت،ا ينافقون سائر المسلمين، كما قال ابن تيمية: (إن المنافقين ليسوا من المؤمنين، ولا من أهل
الرافضة، ومن انطوى إليهم، والنفاق والزندقة في الرافضة، أكثر منه في سائر الطوائف، بل لا بد لكل منهم من شعبة
نفاق، فإن أساس النفاق الذي بني عليه: الكذب، وأن يقول الرجل بلسانه ما ليس في قلبه، كما أخبر الله تعالى عن
المنافقين، أم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوم، والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التقية، وتحكي هذا
عن أئمة أهل البيت، الذين برأهم الله عن ذلك، حتى يحكوا ذاك عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائي!!
وقد نزه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صدقًا وتحقيقًا للإيمان، وكان
.( دينهم التقوى لا التقية). انتهى( ٦٢٧
ثانيا: تنزيه القرآن عن تقية التشيع:
- كما زعموا أن القرآن الكريم قد شرع تقيتهم -بزعمهم- إذ قالوا: وإذا كان طعن من أراد أن يطعن،
يستند إلى زعم عدم مشروعيتها من ناحية دينية، فإنا نقول له: أوًلا: إننا متبعون لأئمتنا -عليهم السلام- ونحن تدي
داهم، وهم أمروناا وفرضوها علينا وقت الحاجة، وهي عندهم من الدين، وقد سمعت قول الصادق -عليه
. محمد رضا المظفر -الشيعي- دار الزهراء بيروت - ط ثالثة ١٤٠٠ ه ١٩٨٠ م - ص ١٢٣ « عقائد الإمامية » (٦٢٦)
ابن تيمية - ج ١ - ص ١٥٩ - مطلب أن التقية من أصول دين الرافضة. « منهاج السنة النبوية » (٦٢٧)
السلام-: من لا تقية له لا دين له. ثانيا: قد ورد تشريعها في نفس القرآن الكريم، ذلك قوله: ﴿ِإلَّا من ُأكْ ِ ره وقَلْبه
مطْ مئن ِبالْإِيمان﴾ وقد نزلت الآية في عمار بن ياسر، الذي التجأ إلى التظاهر بالكفر، خوفًا من أعداء الإسلام،
وقوله تعالى: ﴿ِإلَّا َأنْ تتقُوا منهم تقَاةً﴾، وقوله تعالى: ﴿وقَالَ ر جلٌ مؤمن من آلِ فر عونَ ي ْ كتم ِإيمانه﴾.
!!( انتهى( ٦٢٨
فأما: أوًلا: فهو مردود بما أثبتناه عن براءة الأئمة من تقية الشيعة، والشيعة لا يهتدوندي الأئمة، وإنما يتبعون
أئمة جمعيتهم السرية، والتقية الشيعية ليست من دين الله في شيء.
وأما: ثانيا: ( ١) فقد رده ابن تيمية بقوله: (وقول الله تعالى: ﴿َلا يت خذ الْمؤمنونَ الْكَافرِين َأولياءَ من دون
.[ الْمؤمنِين ومن يفْعلْ ذَلك فَلَيس من اللَّه في ش يءٍ ِإلَّا َأنْ تتقُوا منهم تقَاةً﴾ [آل عمران: ٢٨
إنما هو الأمر بالاتقاء من الكفار، لا الأمر بالنفاق والكذب، والله تعالى قد أباح لمن أكره على كلمة الكفر أن
يتكلما، إذا كان قلبه مطمئن بالإيمان، لكن لم يكره أحد من أهل البيت على شيء من ذلك، حتى إن أبا بكر -
رضي الله عنه- لم يكره أحدا، لا منهم ولا من غيرهم، على متابعته، فضلًا أن يكْرِههم على مدحه والثناء عليه، بل
كان علي وغيره من أهل البيت، يظهرون ذكْر فضائل الصحابة، والثناء عليهم والترحم عليهم، والدعاء لهم، ولم يكن
أحد يكْرِههم على شيء منه باتفاق الناس، فعلم أن ما تتظاهر به الرافضة هو من باب الكذب والنفاق، وأم يقولون
.( بألسنتهم ما ليس في قلوم، لا من باب ما يكره المؤمن عليه من التكلم بالكفر). انتهى( ٦٢٩
٢) والاحتجاج بالصحابي عمار بن ياسر -رضي الله عنه- الذي كان سببا في نزول قوله تعالى: ﴿من كَفَر )
ِباللَّه من بعد ِإيماِنه ِإلَّا من ُأكْ ِ ره وقَلْبه مطْ مئن ِبالْإِيمان وَلكن من شرح ِبالْكُفْرِ صدرا فَعلَيهِم غَضب من اللَّه وَل هم
عذَاب عظيم﴾ [النحل: ١٠٦ ]. - احتجاج مردود، وقياس مع الفارق، إذ إن عمارا نطق بكلمة الكفر أمام
الكافرين لاتقاء تعذيبهم له، أما التقية الشيعية فليست أمام الكافرين، إنما جعلوها لتكون في مواجهة المسلمين، اتقاء
فضح دينهم المنحرف، وعقائدهم الفاسدة، إذ شرعوا السرية والتكَتم لتغطية دينهم وعقائدهم.
. محمد رضا المظفر -الشيعي- ص ١٢٥ « عقائد الإمامية » (٦٢٨)
. ابن تيمية - ج ١، ص ١٦٠ ،١٥٩ « منهاج السنة النبوية » (٦٢٩)
٣) ثم إن الاحتجاج بمؤمن آل فرعون، احتجاج مردود، إذ إن هذا المؤمن قد جهر وصدع بالحق في مواجهة )
كفر قومه، قال ابن كثير: (كان هذا الرجل يكتم إيمانه عن قومه القبط، فلم يظهر إلا هذا اليوم حين قال فرعون:
﴿ذَروِني َأقْتلْ موسى﴾ فأخذت الرجل غضبة لله عز وجلَّ، وأفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر، كما ثبت
بذلك الحديث، ولا أعظم من هذه الكلمة عند فرعون، وهي قوله: ﴿َأتقْتلُونَ ر جلًا َأنْ يقُولَ ربي اللَّه﴾، وقد انفعل
.( فرعون لكلامه واستمعه وكف عن قَتلِ موسى -عليه السلام)( ٦٣٠
فهذا المؤمن قد أدى دوره في مواجهة من علا في الأرض وادعى الربوبية، قال قطب: (إا جولة ضخمة، هذه
.( التي جالها الرجل المؤمن مع المتآمرين من فرعون وملئه، وإنه منطق الفطرة المؤمنة في حذر ومهارة وقوة كذلك)( ٦٣١
٤) كتم الإيمان عن الكفار شيء، وكتم الدين الشيعي عن المسلمين شيء آخر، فلا وجه للاحتجاج بمؤمن آل )
فرعون وظلمه بالتقية الشيعية، ذلك الظلم الذي ظلموا به أهل الكهف كذلك، قال إحسان إلهي: (وكذبوا على
أصحاب الكهف، حيث اموهم بالنفاق، وخداع الناس، بإظهار خلاف ما يبطنون في قلوم( ٦٣٢ )، حيث نقلوا عن
ما بلغ التقية أحد تقية أصحاب الكهف، إن كانوا ليشهدون الأعياد ويشدون الزنانير فأعطاهم الله » : جعفر أنه قال
أجرهم مرتين). انتهى ( ٦٣٣ )، مع أن الرب تبارك وتعالى أخبر عكس ذلك حيث ذَكَر في كلامه المحكم: ﴿ِإنهم فتيةٌ
آمنوا بربهِم وزِدناهم ه دى * وربطْنا علَى قُلُوِبهِم ِإذْ قَاموا فَقَاُلوا ربنا رب السماوات والْأَرضِ َلن ندعو من دوِنه
ِإَلها َلقَد قُلْنا ِإذًا شطَطًا * هؤَلاءِ قَومنا اتخ ُ ذوا من دوِنه آلهةً َلوَلا يأْتونَ علَيهِم ِبسلْطَان بينٍ فَمن َأظْلَم ممنِ افْت رى
علَى اللَّه َ كذبا * وِإذ اعتزلْتموهم وما يعبدونَ ِإلَّا اللَّه فَأْووا ِإَلى الْكَهف ينشر َلكُم ربكُم من رحمته ويهيئْ َلكُم
. ابن كثير ج: ٤، ص: ٧٠ ، وانظر كامل القصة حتى ص: ٧٣ « تفسير القرآن العظيم » (٦٣٠)
سيد قطب، ج: ٥، تفسير جولة مؤمن آل فرعون - من ص: ٣٠٧٨ إلى ٣٠٨٣ ، تفسير الآيات من ٢٨ « في ظلال القرآن » (٦٣١)
إلى ٤٥ من سورة غافر.
الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبد الواحد وافي في كتابه: (بين الشيعة وأهل السنة)، تأليف: إحسان إلهي ظهير - » (٦٣٢)
إدارة ترجمان السنة لاهور - باكستان - رئيس تحرير مجلة ترجمان الحديث لاهور باكستان والأمين العام لجمعية أهل الحديث
بباكستان - ط ثانية ١٤٠٦ ه ١٩٨٦ م - ص ١٩١ - وانظر كامل الفصل الثالث عن (التقية) من ص: ١٨٧ إلى ١٩٨ حيث
استهله إحسان بقوله: (الدكتور وافي ذكر من معتقدات الشيعة: التقية، موافقًا إياهم في جوازها، ولا يعلم الدكتور أن التقية
الشيعية مخالفة للقرآن والسنة كل المخالفة، حيث إن معناها الكذب المحض والنفاق الخالص، ).
. الكليني - ج ٢ - ص ٢١٨ « الأصول من الكافي » (٦٣٣)
١٦ ]، قاموا فقالوا، ثم اعتزال المفاصلة، وهجرة إلى الكهف، هجرانا لقومهم - من َأمرِكُم مرفَقًا﴾ [الكهف: ١٣
الذين اتخذوا من دون الله آلهة، فأين ذلك المسلك الحميد من مسلك التقية الشيعية؟
ختام بشهادة أحدهم:
،( - وفي ختام كلامنا، عن عقيدة التقية الشيعية، نقدم شهادة شيعي يحاول تصحيح بعض ما وقع فيه قومه( ٦٣٤
قال:
١ - (إنني أعتقد جازما، أنه لا توجد أمة في العالم، أذلَّت نفسها وأهانتها، بقدر ما أذلت الشيعة نفسها، في
قبولها لفكرة التقية، والعملا، ويتحدثون عن وجوب العمل به لا سيما أمام الفرق الإسلامية الأخرى، إا تعني: أن
تقول شيًئا وتضمر شيًئا آخر، أو تقوم بعمل عبادي أمام سائر الفرق الإسلامية، وأنت لا تعتقد به، ثم تؤديه بالصورة
.( التي تعتقدا في بيتك). انتهى( ٦٣٥
٢ - وعدد الكاتب شخصيات من اتخذوهم أئمة، مؤكدا أم كانوا أبعد الناس عن التقية، وأكثر الناس مقتا لها،
متعجبا من واقع عدم عمل الأئمة بالتقية، فكيف يأمرون الشيعة بالعملا؟!!
وقال عن السادس: (ومن الغريب أن بعض رواة الشيعة، روت عن الإمام الصادق روايات، في وجوب التقية
على شيعته، في حين أنه وشيعته لم يكونوا بحاجة إليها، فالإمام كان يدرس في مسجد الرسول (ص) وحوله آلاف من
التلاميذ والطلاب والمستمعين، وليت شعري أن أعرف كيف يمكن لمدرسة فقهيةذه السعة وكثرة الطلاب والتلاميذ
أن تبنى على التقية؟ وأية تقية استعملها الإمام في بناء مدرسته الفقهية، التي يضع أساسها إمام المسلمين وبصورة
.( علنية؟). انتهى( ٦٣٦
٣ - ثم أشار الكاتب إلى العمل السري وإلى المال -الخمس الشيعي- في بيان كشف العلَّة الكامنة، خلف التقية
ألفه عام ١٤٠٨ ه ١٩٨٨ م قال « الشيعة والتصحيح، الصراع بين الشيعة والتشيع » : ٦٣٤ ) هو الدكتور موسى الموسوي في كتابه )
عن نفسه: (ولدت ونشأت وترعرعت، في بيئة الزعامة الكبرى للطائفة الشيعية، على يد أكبر زعيم وقائد ديني عرفه تاريخ
التشيع، منذ الغيبة الكبرى وحتى هذا اليوم، وهو جدنا الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي). ص ٥ في التقديم.
. ٦٣٥ ) المرجع السابق - ص ٥٢ ،٥١ )
. ٦٣٦ ) المرجع السابق - ص ٥٥ )
الشيعية، قال: (يمكن القول أن العمل السري المذهبي، بدأ من عصر ظهرت التقية فيه بمظهر الواجب الشرعي، الذي
يجب أن يتبعه كلُّ من له فكرة دينية، ويخشى أن يظهرا أمام السلطة الحاكمة أو الأكثرية الإسلامية، ولذلك كان
للتقية دورا كبيرا، في إسناد الزعامات المذهبية الشيعية، التي ظهرت بعد الغيبة الكبرى، فبالتقية استمرت تلك
الزعامات في نشاطها في مأمن من السلطة الحاكمة، كما أن الأموال كانت تصل إليها تحت غطاء التقية أيضا).
!!( انتهى( ٦٣٧
٤ - إذن فالتقية كانت من وضع الزعامات المذهبية السرية الشيعية، ولم يشرعها إمام من الأئمة، الذين قبعت
قيادات تنظيمات الخفاء خلف أسمائهم النقية، تلك التقية التي نفث فكرا ابن سبأ، ثم تطورت إلى ضرورة شيعية، في
مواجهة المسلمين لسلب أموالهم في هدوء، واقتناص غفلام لإفساد عقيدم السلفية في سكون.
٥ - ثم يصف الكاتب -الإيراني الشيعي- قومه بازدواجية الشخصية، نتيجة تقية الخوف، أو تقية الخجل، المؤدية
إلى تخلُّف الشخصية الشيعية، قال: (وهكذا أخذت طابعا حزينا في تكوين الشخصية الشيعية، وإنني لا أشك، أن
التقية كانت من أهم الأسباب، التي أدت التخلُّف الفكري والاجتماعي والسياسي، للمجتمعات الشيعية أينما
وجدت، فقد سرت في دمائهم، ومنعتهم من الظهور بالمظهر الذي كانوا عليه، خوفًا أو خجلًا، وحتى في إيران القطر
الشيعي، وعندما كانت السلطة الحاكمة شيعية خالصة، كان الشعب الإيراني يسلك طريق التقية كواجب ديني،
لمواجهة بطش السلطان واستبداده، فيضمر لهم بالقلب ما يناقضه في العلن، وهكذا تميز الشعب الإيراني، كسائر
!!( نظرائه من الشيعة، بازدواجية الشخصية). انتهى( ٦٣٨
، ٦ - هكذا يكون مصير من خالف وخرج وتمرد، على المحجة البيضاء، التي ورثها السلف الصالح، عن النبي
والتي لا يزيغ عنها إلا هالك، وسريان التقية في دماء اتمعات الشيعية، كان جزاء اغترارهم بزعامام، التي
ربتهم على تقية الخوف والتخلُّف، وعودم على العملا حتى مع أنفسهم.
- يقول إحسان إلهي: (إن الشيعة لا يظهرون بغير ما يبطنون لنا أهل السنة خاصة، بل إم يعودون على الكذب
حتى مع أهل مذهبهم، كي يصير الكذب والنفاق سجيتهم وطبيعتهم، كما روى الطوسي في أماليه أن جعفرا -
. ٦٣٧ ) المرجع السابق - ص ٥٦ )
. ٦٣٨ ) المرجع السابق - ص ٥٧ ،٥٦ )
السادس- قال لشيعته: عليكم بالتقية، فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره، مع من يأمنه لتكون سجيته مع من
.( يحذره).( ٦٣٩
٧ - ثم يقول الكاتب فاضحا عامة الشيعة وزعماء الشيعة: (التقية في الفكر الشيعي، تجاوزت عامة الناس،
واستقرت في أعماق قلوب القادة من زعماء المذهب، يعيش اتمع الشيعي بقيادة زعاماته مغلقًا على نفسه بالتقية،
فيظهر شيًئا ويبطن شيًئا آخر، وعندما أكتب هذه السطور، هناك آلاف مؤلَّفة من الشيعة الإمامية، يعملون بالتقية في
أعمالهم الشرعية، فهم يحملون معهم التربة الحسينية التي يسجدون عليها في مساجدهم، ولكنهم يخفوا في مساجد
الفرق الإسلامية الأخرى، وكثير منهم يقيمون الصلوات في مساجد السنة مقتديا بإمام المسجد، وإذا عادوا إلى بيوم
أعادوا الصلاة عملًا بالتقية، معتمدين على روايات نسبت إلى أئمة الشيعة في التقية، إن ما نسبوه إلى الإمام الصادق
!!( من أنه قال: التقية ديني ودين آبائي، إن هو إلا كذب وزور وتان، على ذلك الإمام العظيم). انتهى( ٦٤٠
- وكفى بتلك الشهادة التي شهدا شيعي على قومه، والحمد لله رب العالمين.
، إحسان إلهي ظهير ص ١٩٦ « بين الشيعة وأهل السنة » : ٦٣٩ ) الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبد الواحد وافي في كتابه )
. لعبد الله شبر -الشيعي- ص ٣٢٠ « الأصول الأصلية » والنص المنسوب إلى جعفر ورد في
. العلاَّمة الدكتور موسى الموسوي - ص ٥٩ ،٥٨ ،٥٧ « الشيعة والتصحيح، الصراع بين الشيعة والتشيع » (٦٤٠)
المبحث التاسع
المتعة الشيعية الاثنا عشرية
نبحث زواج المتعة الشيعية في المطالب التالية:
المطلب الأول: أصل فكرة المتعة.
المطلب الثاني: أحكام عقيدة المتعة الشيعية بالنساء.
المطلب الثالث: أحاديث التحريض على متعتهم ينسبوا إلى الأئمة.
. المطلب الرابع: أحاديث التحريض على متعتهم يفترونا على رسول الله
المطلب الخامس: شبهة شيعية حول آية قرآنية.
المطلب السادس: شبهة شيعية حول الخليفة الراشد عمر.
* * *
المطلب الأول
أصل فكرة المتعة
قد علمنا من الفصل الأول أنَّ المؤسس الأول للشيعة هو عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي أظهر الإسلام
ليكيد لأهله، وفق خطط سرية مرسومة، صار حبكها داخل جمعيته السرية الأم، وقد توالد من تلك الأم على مر
الأجيال والقرون، جمعيات سرية متشاة تخفَّت خلف راية أهل بيت النبي، وثابرت دون كلل أو ملل، في هدم
الدين وإفساد أهله.
- يقول الميداني تحت عنوان: (اليهود والجمعيات السرية): لما كذب اليهود على الله، إذ زعموا أن فضله
منحصر فيهم، وأم شعب الله المختار في كل زمان ومكان، ولما لم يستطيعوا بسبب أنانيتهم وحسدهم أن يقبلوا
اصطفاء الله لعيسى ابن مريم، آخر أنبياء بني إسرائيل -عليه السلام- ولا أن يقبلوا اصطفاء الله لمحمد بن عبد
الله، فخر العرب، وخاتم الأنبياء، ورسول الله للناس أجمعين -صلوات الله عليه.
ولما لم يستطيعوا أن يجعلوا من بني إسرائيل، كثرة كاثرة وقوة قاهرة في الأرض، َلجُئوا إلى سبل الحيلة والمكر،
سعيا لما تصبوا إليه أحلامهم، من بسط نفوذهم في الأرض، ومد سلطام على العالمين، ووضعوا تحت أعينهم
هدفين رئيسيين، كي تبلغ قلتهم القليلةم، والظفر بالكثرة الكاثرة من الأمم من دوم:
- الهدف الأول: تجزئة أمم الأرض، وإغراء بعضها ببعض، وإثارة الحروب فيما بينها، وإيقاد نيران الفتن
داخل شعوا.
- الهدف الثاني: إفساد عقائد الأمم، وإفساد مفاهيمها، وأخلاقها ونظمها، وإبعادها عن صراط الله، حتى
تفقد هذه الأمم عوامل قوا ومجدها.
وبتحقيق هذين الهدفين، يزعم اليهود أم سيجدون سبل السيطرة على هذه الأمم ممهدة لهم، وينسون أن الله
من ورائهم محيط.
ومن حيلهم التي اتخذوها لتجزئة الأمم وإفسادها، تأسيس الجمعيات السرية، الجمعيات ذات الأهداف
.( السرية( ٦٤١
ويزعمون أم يستطيعون أن يحكموا العالم، على الرغم من قلَّة عددهم، متى أحكموا سياسة المكر والخداع،
وأتقنوا وسائل الحيلة، واستخدموا المال والدهاء، وبثّ النظريات البراقة، وغمسوا القطعان السائمة من الشعوب
الأخرى بالجهل والخمر والنساء والقمار والملاهي والإلحاد بالله، ومحاربة كل فضيلة خلقية، ويرون أن انغماس
الأجيال في هذه الشهوات المهلكة سيجعل منها قطعانا هائمة في الأرض، تستشرف إلى راعٍ مالك لقواه
الإنسانية، حتى يرعاها بدهائه وذكائه، ولن يكون عند ذلك قوة متماسكة في الأرض إلا قوة اليهود، الذين
.( سيعرفون بزعمهم كيف يسوسون هذه القطعان، هكذا يزعمون وهكذا يقولون في مقررام السرية( ٦٤٢
وكانت المغنيات والعواهر اليهوديات، من كبريات أدوات الإفساد في معظم البلاد التي وجد فيها جماعة من
اليهود، وكان اليهود يحققون عن طريقهن أمورا كثيرة مهدمة للأمة التي يعيشون بينها، أدناها سلب المال الحرام
بالفحش والدعارة، ويتبع ذلك إفساد الأخلاق، وزعزعة الدين، والتجسس على الأمة لصالح عدوها، والتأثير
على ذوي السلطان لتحقيق مخطط اليهود داخل الأمة، ثم تطور أمرهن في البلاد التي أخذت تتحلل من القيود
الدينيةا، فصارت لهن بيوت حمراء في أحياء موبوءة بالفساد، تجلب إليها طلاب الإثم، والشبان الطائشين،
والمراهقين الجهلة.
وأسرع الشرِهون اليهود، في معظم البلاد التي توزعوا فيها، يتاجرون بالفاحشة، فينشروا، ويسلبون المال
الحرام، ويتصيدون كلّ ساقط وساقطة أخذًا إلى بيوت الر ق اليهودية، التي تؤجر الأجساد لمن يشتري سخط الله
.( وغضبه بماله، طلبا للذة الحرام( ٦٤٣
- ويقول عطار تحت عنوان: (الصهيونية وراء كل حركات الهدم ومذاهبه): عرف اليهود من أنفسهم أكثر
مما يعرفه عنهم البشر، فعزلوا أنفسهم عنهم، وائتمروا بكلِّ بني الإنسان، وجميع القيم والمقدسات، وأخذوا
عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني - كتابه الأول في سلسلة أعداء الإسلام - دار القلم دمشق - « مكائد يهودية عبر التاريخ » (٦٤١)
. ط: خامسة، ١٤٠٥ ه، ١٩٨٥ م، ص: ٢٠٠ ،١٩٩
. ٦٤٢ ) المرجع السابق، ص: ٢٠٣ )
. ٦٤٣ ) المرجع السابق، ص: ٣١٥ )
يدبرون المكائد لإيقاع البشر في الظلمات والمهاوي السحيقة، ولهدم القيم والمقدسات والأرحام الإنسانية.
ولما كان الائتمار يقتضي التنظيم السري والتضليل والخداع والكذب والغش، فقد أسسوا جمعيام السرية،
التي أخذت تزداد على مر الأيام، لهدم الإنسان وقيمه، طمعا في السيطرة على العالم وكل من فيه وما فيه.
ولذلك خططوا منذ العصور الغابرة، وأخذوا يبتكرون من وسائل الهدم ما يتفق مع كلِّ عصر، فيتخذون
لكل حالة لبوسها، ولكل عصر ما يناسبه، ولكل مجتمع ما يتفق مع معتقده وعاداته وتقاليده.
وب دءُوا من الرحم الإنساني، وأرادوا إفساده، ولكن الإنسانية وقفت لهم بالمرصاد، وحاربتهم الديانات، فلم
يلقوا السلاح، وإنما أخذوا يجددون وسائل حرم، حتى انتصروا في القرن العشرين، فلوثوا الأعراق، وفرقوا
نسيج روابط الأسرة، وقضوا على حنان الوالدين وبر الأولاد بآبائهم.
وعندما تصل الإنسانية إلى هذه المرحلة تفقد خصائصها الأصلية، وينقلب الإنسان حيوانا أو شرا من
الحيوان، فلم تعد العفة زخرا يصان، وعندما تتمزق العفة، وتفقد الغيرة عليها، تنهار مجموعة من الأخلاق
الكريمة، التي تثقل ميزان الإنسانية، وبذلك تنحلُّ اتمعات وتتقوض صروحها، وينقلب الإنسان حيوانا في قطيع
مفكك الأواصر.
وتبِع تم زق العفَّة فساد القيم، فلم يعد الزواج كماًلا إنسانيا يباركه الله، بل صار ضرورة حيوانية، وانحدرت
فكرته السامية حتى ارتفع عليها السفاح، وشاع الفسق حتى صار حلية وزينة، وصارت البكارة عارا، والصون
جمودا، وحراسة الوالدين أولادهما من الموبقات، عبودية يجب أن تتحطم قيودها في عصر التحرر والانطلاق الذي
فقد الآباء والأمهات فيه سلطتهم على أولادهم، حتى رضوا وصاروا جميعا أحرارا في ارتكاب الموبقات.
ووراء هذا الانقلاب البشع: اليهود، فهم الذين قضوا على الرحم الإنساني، وعلى العفَّة والغيرة، بواسطة
دعوام الهدامة، التي أطلقها فلاسفتهم وكتام وأتباعهم، من المفكرين والأدباء والشعراء، وبخاصة المسيحيين
منهم، وليسوا وحدهم، فقد تبعهم صنائع اليهود والنصارى، ممن يحملون أسماء إسلاميةً وعربية، يدعون إلى هدم
العفَّة والأخلاق.
وليس بغريب على اليهود، أن يدعو إلى هدم قيم العفَّة، فكتبهم المقدسة طافحة بذكر المخازي التي افتروها،
على الرسل الكرام البررة الصالحين، وذلك ليجدوا الأسوة في أصلح الصالحين طرا، وهم الأنبياء والمرسلين.
فإذا كان النبي المرسل داود، يقترف جريمة الزنا مع زوجة مجاهد عظيم مخلص، وإذا كان ابنه يزني بابنته،
ويزني بنساء أبيه!! فلا غضاضة إذا زنا العامة.
ومعاذ الله أن يكون الرسل والأنبياء كما يصفهم اليهود، في كتبهم المقدسة التي ألَّفوها، ليسوغواا
جرائمهم، ويبيحوا الزنا، وكل المنكرات، بنصوص منسوبة إلى الله كذبا.
فكتبهم المقدسة تجعل الزنا (نعمة) والنعمة أثر من آثار رضا الله -تعالى عن ذلك علوا كبيرا- وما جعلوه
كذلك إلا لدفع اليهوديات إلى أحضان من بيدهم الأمر، لتهبطم من عليائهم إلى درك الجريمة، وهن يعتقدن أن
فعلتهن نعمة من نعم الله عليهن، تدلُّ على رضاه عنهن وعما يفعلن!!
ويجدد اليهود دائما تذكير نسائهمذه النعمة، التي أكرمهنا الله!! حتى يحققوا أغراضهم، بواسطة
نسائهم، اللاتي يمزقن أعراضهن عن رضا وطواعية، طمعا في دنيا أو منافع تصل إلى اليهود جميعا، وتلقاء هذه
المنافع التي يحصلون عليها يصاب الفاعلون بالخسائر والأضرار، التي تتجدد، وتلد خسائر وأضرارا على مر
الأيام.
واليهود مستعدون في كل زمان ومكان للتضحية بنسائهم وبنام، في سبيل الحصول على مكاسب، وتأكيدا
لذلك قرر مؤتمر اليهود العاشر في سنة ١٩١٢ بالإجماع على اتخاذ قرار سري بفلسطين، ما نص ترجمته: (ليس
من بأس بأن نضحي بالفتيات في سبيل الوطن القومي، ولئن كانت هذه التضحية قاسية ومستنكرة، فإا كفيلة
!!( بأن تو صل إلى أحسن النتائج، وماذا عسى أن نفعل مع شعب يؤثر البنات ويتهافت عليهن وينقاد لهن)( ٦٤٤
إذا علمنا تلك الحقائق المعلومة، عن اليهود وجمعيام وتنظيمام السرية، قديما وحديثًا، الهادفة إلى تدمير
تأليف أحمد عبد الغفور عطار، منشورات المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، ط: أولى، ١٣٩٤ ه، « الشيوعية وليدة الصهيونية » (٦٤٤)
. ١٩٧٤ م، ص: ١٣٥ إلى ٢٣٨
العفَّة، وهتك الأعراض، كهدف أساسي من أهدافها التخريبية( ٦٤٥ )، فلا غرابة إذا وجدنا الشيعة يصرون على
زواج المتعة المؤقت، ولا عجب إذا وجدناهم يصوغون من المتعة المؤقتة بالنساء، عقيدة من عقائدهم الأساسية،
ناسبين صياغتهم إلى المعصوم كما هو ديدم، فإلى بيان عقيدم، المبنية على فكرة قوم مؤسسهم.
* * *
تأليف: فؤاد بن سيد عبد الرحمن الرفاعي، طبعة: ثالثة، ١٤٠٦ ه، مجلد قطع صغير في ١١١ صفحة، « حقيقة اليهود » : ٦٤٥ ) انظر )
دار الفكر العربي، مجلد قطع متوسط في ٢٩٦ ،« صابر عبد الرحمن طعيمة » ، غاية وهدفًا « الماسونية والصهيونية والشيوعية » : وانظر
تأليف داود عبد الغفور سنقراط - الد الأول في سلسلة (أبناء يهوذا في الخفاء)، قطع « جذور الفكر اليهودي » : صفحة، وانظر
للمؤلف « القوى الخفية لليهودية العالمية الماسونية » : صغير في ١٣٨ صفحة، دار الفرقان عمان، ط: ثانية ١٤٠٤ ه، ١٩٨٤ م، وانظر
اليهود في » : بعنوان « الد الثالث » : المذكور، الد الثاني من سلسلته المذكورة، قطع صغير في ٢٠٦ صفحة، بقية السلسلة كالتالي
ثم انظر: ،« اليهود في الوطن العربي » : الد الخامس، بعنوان ،« اليهود في المعسكر الشرقي » : الد الرابع بعنوان ،« المعسكر الغربي
تأليف عجاج نويهض، دار طلاس، دمشق، ط: ثانية، ١٩٨٧ م، في مجلدين ٣٢٠ ،٣٢٨ من ،« بروتوكولات حكماء صهيون »
الصفحات.
المطلب الثاني
أحكام عقيدة المتعة الشيعية بالنساء
المتعة الشيعية بالنساء، بمعنى الزواج المؤقت، أو الزواج المنقطع، المحدد بمدة معينة، لقاء أجر محدد، بلا نفقة
وبلا توارث، هي سمة انفردا الشيعة الإمامية، دون سائر أهل القبلة، إذ جعلوها ضمن عقائدهم الأصولية
الراسخة، وابتدعوا لها أحكاما نسبوها إلى من اتخذوهم أئمة معصومين، بل إم وضعوا الأحاديث النبوية، لتأييد
وإفشاء متعتهم، وها هي خلاصة أحكام متعتهم.
١ - زعموا أن جعفرا الصادق، وضع صيغة الإيجاب في المتعة، وأوهموا أنه بناها على كتاب الله وسنة
رسوله، حيث سأله سائل: كيف أقول لها إذا خلوتا؟ (قال: تقول: أتزوجك متعة على كتاب الله وسنة
رسوله، لا وارثة ولا موروثة، كذا وكذا يوما، وإن شئت كذا وكذا سنة، بكذا وكذا درهمًا، وتسمي من الأجر
!!( ما تراضيتما عليه قليلًا كان أم كثيرا). انتهى( ٦٤٦
٢ - وجعلوا الزواج المؤقت دون شهود، قالوا: (سئل أبو عبد الله -الإمام السادس عندهم- عن رجل تمتع
بامرأة بغير شهود، قال: أوليس عامة ما تتزوج فتياتنا ونحن نتعرق الطعام على الخوان ونقول: يا فلان، زوج فلانا
!!( فلانة فيقول: نعم). انتهى( ٦٤٧
٣ - وجعلوه بدون الولي، إذ نسبوا إلى جعفر أنه قال: (لا بأس بتزويج البكر إذا رضيت بغير إذن أبويها).
!!( انتهى( ٦٤٨
- وقال الحلي.. في كتابه الفقهي الشيعي المشهور: (للبالغة الرشيدة، أن تتمتع بنفسها، وليس لوليها
. الكليني، الشيعي، ج ٥، ص ٤٥٥ « الفروع من الكافي » (٦٤٦)
. ٦٤٧ ) المرجع السابق - ج ٥ - ص ٢٤٩ )
. لإحسان إلهي ظهير - ص ٢٢٤ « الشيعة وأهل البيت » الطوسي -الشيعي- ج ٧ - ص ٢٥٤ - نقلًا عن « ذيب الأحكام » (٦٤٨)
!!( اعتراض، بكرا كانت أو َثيبا). انتهى( ٦٤٩
٤ - بل إم أغمضوا عن البلوغ والرشد، حيث أجازوا المتعة بالصبية الصغيرة، في صيغتهم التالية: (سئل
أبو جعفر عن الجارية -البنت الصغيرة- يتمتعا الرجل؟ قال: نعم، إلا أن تكون صبية تخدع، قال: فقلت:
!!( أصلحك الله، فكم ح د الذي إذا بلغته لم تخدع؟ قال: بنت عشر سنين). انتهى( ٦٥٠
- كما أجازوا التمتع بالصغيرة بغير الوطأ.. قالوا: (يجوز التمتع بالصغيرة، وإن كانت المدة قليلة، لجواز
.( الاستمتاعا بغير الوطأ، وإنما لا يجوز الدخولا قبل بلوغها)!! انتهى( ٦٥١
٥ - وعن المدة، أجاز الشيعة الإمامية، أن تكون لمدة ساعة أو أقل أو أكثر، حتى إم أجازوا متعة اامعة،
لمرة واحدة.
- قالوا: (إذا عقد الأب أو الجد الأبوي للصغير على امرأة لمدة ساعة أو ساعتين كفى ذلك، وكذا يجوز أن
يزوجا الصغيرة لأحد كذلك، والأحوط استحبابا جعل المدة في كلتي الصورتين بحيث يمكن أن يستمتع الزوج
.( بالزوجة). انتهى( ٦٥٢
- ورووا عن أبي الحسن -الإمام العاشر عندهم- أنه سئل: (كم أدنى أجل المتعة؟ هل يجوز أن يتمتع الرجل
بشرط مرة واحدة؟ قال: نعم. وعن جده أبي عبد الله: على مرة واحدة؟ -أي مجامعة لمرة واحدة- قال: لا بأس،
!!( ولكن إذا فرغ فليحول وجهه ولا ينظر). انتهى( ٦٥٣
لنجم الدين الحلي -الشيعي- المتوفَّى ٦٧٦ ه - ص ١٨٦ ط طهران ١٣٧٧ ه - نقلًا عن المصدر « شرائع الإسلام » (٦٤٩)
السابق.
. الكليني -الشيعي- ج ٥ - ص ٤٦٣ « الفروع من الكافي » (٦٥٠)
فتاوى مرجع (المسلمين) زعيم الحوزة العلمية السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي -الشيعي- الجزء الثاني عن « منهاج الصالحين » (٦٥١)
المعاملات ص ٢٦٧ مسألة برقم ١٣١٥ - دار الزهراء بيروت - الطبعة الثانية والعشرون.
لسماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي -الشيعي- مؤسسة الوفاء، بيروت - ط الرابعة « المسائل الإسلامية » (٦٥٢)
. ١٤٠٢ ه - ١٩٨٢ م - ص ٥٨٢ - المسألة برقم ٢٦١١
. الكليني -الشيعي- ج ٥ ص ٤٦٠ « الفروع من الكافي » (٦٥٣)
٦ - وعن عدد مرات المتعة بامرأة واحدة، فلا حدود؛ إذ أجاز الشيعة التمتع بالمرأة مرات، مدة بعد مدة،
بفاصل زمني بين المدة والمدة، أو بغير فاصل، إذ رووا أن جعفرا الصادق سئل: (عن الرجل يتمتع بالمرأة مرات؟
قال: لا بأس، يتمتعا ما شاء)!! وأبوه محمد الباقر صرح كما رووا عنه، (نعم كما شاء، لأن هذه مستأجرة).
!!( انتهى( ٦٥٤
٧ - وعن عدد النساء، اللاتي يمكن للشيعي التمتعن، فلا حدود، إذ زعموا أن أبا جعفر قال: (المتعة
!!( ليست من الأربع، لأا لا تطلَّق ولا تورث ولا ترث، وإنما هي مستأجرة). انتهى( ٦٥٥
- وابنه أبو عبد الله ذكر له المتعة وقيل له: أهي من الأربع؟ (قال: تزوج منهن ألفًا، فإن مستأجرات).
!!( انتهى( ٦٥٦
!!( - فلذلك قرروا: (لا تنحصر المتعة في عدد، فيجوز التمتع بما شاء الرجل من النساء). انتهى( ٦٥٧
٨ - والمتعة الشيعية تكون لقاء أجر، يتفق عليه بين الرجل والمرأة، رووا عن جعفر أنه سئل عن متعة النساء؟
(قال: حلال، وإنه يجزئ فيه درهم فما فوقه). - ورووا عن ابنه جعفر: (وكف من طعام، دقيق أو سويق أو تمر).
!!( انتهى( ٦٥٨
. ٦٥٤ ) المرجع السابق - ج ٥ ص ٤٦٠ )
للطوسي أيضا - ج ٣ - ص ١٤٧ - نقلًا عن « الاستبصار » ، للطوسي -الشيعي- ج ٧ - ص ٢٦٣ « ذيب الأحكام » (٦٥٥)
. لإحسان إلهي ظهير - ص ٢٢٤ « الشيعة وأهل البيت »
له - ج ٧ - ص ٢٥٩ - نقلًا عن المصدر السابق. « ذيب الأحكام » ، الطوسي -الشيعي- ج ٣ - ص ١٤٧ « الاستبصار » (٦٥٦)
. أبو القاسم الموسوي الخوئي -الشيعي- ج ٢ - ص ٢٦٥ - مسألة ١٣٠٤ « منهاج الصالحين » (٦٥٧)
الكليني -الشيعي- ج ٥ - ص ٤٥٧ ، وفي ص ٤٦١ نجدهم يجعلون للمتمتع أن يحاسب المتمتعا على « الفروع من الكافي » (٦٥٨)
أجرته التي أعطاها إياها، فيخصم منها حسب العمل، إذ رووا عن أبي الحسن أنه سئل: (أن الرجل يتزوج المرأة متعة، تشترط له أن
تأتيه، كل يوم حتى توفيه شرطه، أو تشترط أياما معلومة تأتيه فيها، فتغدر به فلا تأتيه على ما شرط عليها، فهل يصلح له أن يحاسبها
على ما لم تأته من الأيام، فيحبس عنها مهرها بحساب ذلك؟ قال: نعم، ينظر ما قطعت من الشرط، فيحبس عنها من مهرها بمقدار ما
لم تف به، ما خلا أيام الطمث فإا لها). انتهى!!
.( ٩ - وليس فيها نفقة، قالوا: (ليس للمتمتعا حق النفقة حتى لو حملت ممن تمتعا). انتهى( ٦٥٩
١٠ - ولا سلطان للرجل على المرأة، في أن تقر في البيت، فلها الخروج دون إذنه، قالوا: (يجوز للمستمتع
ا أن تخرج من مترل زوجها بدون إذنه، ولكن إذا استلزم خروجها تفويت حق زوجها -في متعة اامعة- حرم
عليها الخروج). انتهى( ٦٦٠ )!! وحق اامعة للرجل فقط، دون المرأة، في قولهم: (ليس للمتمتعا حق المضاجعة،
!!( كما لا ترث من الزوج، ولا يرث منها الزوج). انتهى( ٦٦١
١١ - وعن العدة، قالوا: (على المتمتعا أن تعتد مع الدخول بعد انتهاء الأجل، كالمطلقة، سوى أن المطلقة
تعتد بثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر، وهي بحيضتين، أو بخمسة وأربعين يوما، أما العدة من الوفاة فهما فيها سواء،
!!( ومدا أربعة أشهر وعشرة أيام). انتهى( ٦٦٢
١٢ - وهناك روايتان مدهشتان، فيهما تحريض الزوجات على التمتع بغير أزواجهن، الأولى ما رواه
الطوسي: (عن فضل مولى محمد بن راشد أنه قال لجعفر الصادق: إني تزوجت امرأة متعة، فوقع في نفسي أن لها
زوجا، ففتشت عن ذلك، فوجدت لها زوجا، قال -أي جعفر-: ولم فتشت؟). انتهى( ٦٦٣ ). والثانية ما رواه
الكليني: (عن أبان بن تغلب أنه قال: قلت لأبي عبد الله: إني أكون في بعض الطرقات، فأرى المرأة الحسناء، ولا
آمن أن تكون ذات بعل أو من العواهر؟ قال -أي جعفر-: ليس هذا عليك، إنما عليك أن تصدقها في نفسها).
!!( انتهى( ٦٦٤
هذه هي خلاصة أحكام المتعة الشيعية المبتدعة، وللتحريض على إتياا وإفشائها، بين الرجال والنساء، داخل
اتمعات الشيعية، وضع الوضاعون أحاديث الحض والتزيين والترغيب، ناسبين إياها إلى ألسنة الأئمة الذين
. محمد الحسيني الشيرازي -الشيعي- ص ٥٨٢ - المسألة ٢٦٠٦ « المسائل الإسلامية » (٦٥٩)
. ٦٦٠ ) المرجع السابق - ص ٥٨٢ - المسألة ٢٦٠٩ )
. ٦٦١ ) المرجع السابق - ص ٥٨٢ - المسألة ٢٦٠٧ )
- محمد جواد مغنية -الشيعي- دار التعارف بيروت، ط رابعة ١٣٩٩ ه - ١٩٧٩ م - ص ٣٥٨ ،٣٥٧ « الشيعة في الميزان » (٦٦٢)
. للخوئي -الشيعي- ج ٢ - ص ٢٦٦ المسألة ١٣١٠ « منهاج الصالحين » وانظر
. لإحسان إلهي ظهير - ص ٢٢٢ « الشيعة وأهل البيت » : للطوسي -الشيعي- ج ٧ - ص ٢٥٣ ، نقلًا عن « ذيب الأحكام » (٦٦٣)
. الكليني -الشيعي- ج ٥ - ص ٤٦٢ « الفروع من الكافي » (٦٦٤)
جعلوهم معصومين، وإلى لسان نبي الإسلام -عليه صلاة الله وسلامه- بل إم قد تطاولوا على كتاب الله تعالى،
يلوون منه الآيات إلى متعتهم، فلننظر بعض ما قالوا، مع مناقشة منا يسيرة.
* * *
المطلب الثالث
أحاديث التحريض على متعتهم
ينسبوا إلى الأئمة
١) نسبوا إلى جعفر الصادق -الإمام السادس عندهم- أنه قال: (إن المتعة من ديني ودين آبائي، فمن عمل )
ا عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا، واعتقد بدين غيرنا، والمتعة مقربة إلى السلف وأمان من الشرك، وولد
المتعة أفضل من ولد النكاح، ومنكرها كافر مرتد، ومقرها مؤمن موحد، لأن له في المتعة أجران، أجر الصدقة
!!( التي يعطيها للمستمتعة وأجر المتعة). انتهى( ٦٦٥
٢) نسبوا إلى أبي جعفر -الإمام الخامس عندهم- أنه سأله سائل: (للمتمتع ثواب؟ قال: إن كان يريد )
بذلك وجه الله تعالى، وخلافًا على من أنكرها، لم يكلمها كلمة -أي المتمتعا- إلا كتب الله لها حسنة، ولم
يمد يده إليها إلا كتب له حسنة، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنبا، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما مر من الماء
!!( على شعره. قلت: بعدد الشعر؟ قال: نعم بعدد الشعر). انتهى( ٦٦٦
٣) وزعموا أن جعفرا الصادق أبا عبد الله، أجاب على من سأله عن المتعة بقوله: (وإني لأكره للرجل )
المسلم، أن يخرج عن الدنيا قد بقيت عليه خلة من خلال الرسول -صلى الله عليه وآله- لم يقضها).
!!( انتهى( ٦٦٧
لإحسان إلهي ظهير - « الشيعة وأهل البيت » : للملا الكاشاني -الشيعي- ج ٢ - ص ٤٩٥ - نقلًا عن » ٦٦٥ ) تفسير منهج الصادقين )
الذي كان تعليقه -رحمه الله-: (ودليل كون المتعةتانا وافتراء على أهل البيت، وكذبا وزورا عليهم، أنه لم يثبت في كتاب ما، وحتى
في كتب القوم أنفسهم، ذكر واحدة من النساء اللاتي تمتعا أحد من أئمتهم، الاثني عشر، بما فيه آخرهم الغائب الذي لم يولد بعد،
مع أن جميع النساء لجميع أئمتهم ذكرن، وذكر أسماؤهن في الكتب التي هم ألفوها في سيرهم وسوانحهم، من علي بن أبي طالب -
رضي الله عنه- إلى الحسن العسكري والغائب الموهوم، كما أنه لم يثبت واحد من أولادهم بأنه كان حصيلة المتعة وثمرا، وهذا مع
. أم ملَُئوا كتب التاريخ والأنساب والسير من الأساطير والأباطيل). ص ٢٢٧
الشيخ الجليل الأقدم (الصدوق) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي -الشيعي- المتوفَّى « من لا يحضره الفقيه » (٦٦٦)
. ٣٨١ ه - ج ٣ - ص ٣٦٦
. ٦٦٧ ) المرجع السابق - ج ٣ - ص ٣٦٦ )
!!( ٤) وأضافوا إلى جعفر أيضا قولهم: (ليس منا من لم يؤمن بكرتنا -رجعتنا- ويستحلّ متعتنا). انتهى( ٦٦٨ )
٥) واخترعوا على لسان محمد الباقر، أنه قال: (إن النبي -صلى الله عليه وآله- لما أسري به إلى السماء )
قال: لحقني جبريل -عليه السلام- فقال: يا محمد، إن الله تبارك وتعالى يقول: إني قد غفرت للمتمتعين من أمتك
!!( من النساء). انتهى( ٦٦٩
٦) ورواية حول أبي الحسن -الإمام العاشر عندهم- قال له أحدهم: (جعلت فداك، إني كنت أتزوج المتعة )
فكرهتها وتشاءمتا، فأعطيت الله عهدا بين الركن والمقام، وجعلت على ذلك نذرا وصياما أن لا أتزوجها، ثم
إن ذلك شق علي، وندمت على يميني، ولكن بيدي من القوة ما أتزوج في العلانية، فقال لي: عاهدت الله أن لا
!!( تطيعه، والله لئن لم تطعه لتعصينه). انتهى( ٦٧٠
٧) وهناك قصة رواها الكليني، محدث الشيعة الكبير عندهم، في كافيه، عن رجل من قريش، أنه قال: )
(بعثت إلى ابنة عمة لي، كان لها مال كثير قالت: قد عرفت كثرة من يخطبني من الرجال، فلم أزوجهم نفسي،
وما بعثت إليك رغبة في الرجال، غير أنه بلغني أنه أحلها الله عز وجل في كتابه وبينها الرسول -صلى الله عليه
وآله- في سنته، فحرمها زفَر -يعني: عمر، كما صرح به في الهامش- فأحببت أن أطيع الله عز وجل فوق عرشه،
وأطيع رسول الله -صلى الله عليه وآله- وأعصي زفر، فتزوجني متعة، فقلت لها: حتى أدخل على أبي جعفر -
!!( عليه السلام- فأستشيره، فدخلت عليه فخبرته، فقال: افعل، صلى الله عليكما من زوج). انتهى( ٦٧١
براءة الأئمة من متعة التشيع:
هذا ما تيسر من أحاديث الأئمة الموضوعة، فهل يدري القوم أم بما وضعوا قد أساءوا إلى الأئمة؟ حيث
أوقعوهم في هوة المقت الإلهي، إذ جعلوهم يقولون ما لا يفعلون، بنص قوله تعالى: ﴿يا َأيها الَّذين آمنوا لم تقُوُلونَ
!!؟[ ما َلا تفْعلُونَ * كَبر مقْتا عند اللَّه َأنْ تقُوُلوا ما َلا تفْعلُونَ﴾ [الصف: ٣ ،٢
. ٦٦٨ ) المرجع السابق - ج ٣ - ص ٤٥٨ )
. ٦٦٩ ) المرجع السابق - ج ٣ - ص ٤٦٣ )
. الكليني -الشيعي- ج ٥ - ص ٤٥٠ « الفروع من الكافي »(٦٧٠)
الكليني -الشيعي- ج ٥ - ص ٤٦٥ - باب النوادر. « الفروع من الكافي » (٦٧١)
الدليل على ما أوقعوا الأئمة فيه، في قصتهم التالية: (جاء عبد الله بن عمير إلى أبي جعفر، فقال له: ما تقول في
متعة النساء؟ قال: أحله الله في كتابه وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وآله- فهي حلال إلى يوم القيامة، فقال: يا أبا
جعفر مثلك يقول هذا، وقد حرمها عمر وى عنها؟ فقال: وإن كان فعل، قال: إني أعيذك بالله من ذلك أن تحلَّ
شيًئا حرمه عمر، قال: فأنت على قول صاحبك وأنا على قول رسول الله -صلى الله عليه وآله- فهلم ألاعنك أن
القول ما قال رسول الله -صلى الله عليه وآله- وأن الباطل ما قال صاحبك، فأقبل عبد الله بن عمير فقال: يسرك
أن نساءَك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن؟ قال: فأعرض عنه أبو جعفر -عليه السلام- حين ذكر نساءه
!!( وبنات عمه). انتهى( ٦٧٢
كفىذا النص دليلًا على براءة الأئمة مما وضعه الشيعة، ثم إلى نصوصهم الموضوعة، تجنيا، على رسول الله
.( الناطقة بالتزوير والبطلان( ٦٧٣
* * *
. الكليني -الشيعي- ج ٥ - ص ٤٤٩ « الفروع من الكافي » (٦٧٢)
تأليف: محمد مال الله - مكتبة ابن تيمية، ط: ثالثة، رمضان ١٤٠٩ ه، من ص: ١١٧ إلى ص: « الشيعة والمتعة » : ٦٧٣ ) انظر )
.« غرائب وعجائب المتعة عند الشيعة » : آخر الكتاب، تحت عنوان
المطلب الرابع
أحاديث التحريض على متعتهم يفترونا على
رسول الله
!!( قال: (من خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة وهو أجدع). انتهى( ٦٧٤ ١) زعموا أن رسول الله )
قال: (من تمتع مرة واحدة عتق ثلثه من النار، ومن تمتع مرتين عتق ثلثاه من النار، ومن ٢) وزعموا أيضا أنه )
!!( تمتع ثلاث مرات عتق كله من النار). انتهى( ٦٧٥
بأنه قال: (من تمتع مرة أمن من سخط الجبار، ومن تمتع مرتين حشر ٣) كما افترى الشيعة على رسول الله )
!!( مع الأبرار، ومن ثلاث مرات زاحمني في الجنان). انتهى( ٦٧٦
حاشاه- قال: (من تمتع مرة - ٤) وغلوا في تحريضهم على إتيان المتعة، إلى درجة أن نسبوا إلى رسول الله )
كان درجته كدرجة الحسين -عليه السلام؛ الإمام الثالث المعصوم حسب زعمهم- ومن تمتع مرتين كان درجته
كدرجة الحسن -عليه السلام؛ الإمام الثاني المعصوم في زعمهم- ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي بن
!!( أبي طالب -عليه السلام؛ الإمام المعصوم الأول لديهم- ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي). انتهى( ٦٧٧
، - مهما كتب الشيعة في تبرير متعتهم، وقد كتبوا الكثير( ٦٧٨ )، فإن في نسبتهم تلك الأقوال إلى رسول الله
الكفاية لدحض ما كتبوا، إذ كيف يدعو الرسول -حاشاه- إلى مفسدة المتعة؟!!
لإحسان إلهي « الشيعة وأهل البيت » للملا فتح الله الكاشاني -الشيعي- ج ٢ - ص ٤٨٩ - نقلًا عن « تفسير منهج الصادقين » (٦٧٤)
. ظهير - ص ٢١٧
. ٦٧٥ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٤٩٢ - نقلًا عن المصدر السابق ص ٢١٨ )
. ٦٧٦ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٤٩٣ - نقلًا عن المصدر السابق ص ٢١٩ ،٢١٨ )
٦٧٧ ) المرجع السابق - ج ٢ - ص ٤٩٣ - نقلًا عن المصدر السابق ص ٢١٩ ، ولم يتحمل إحسان إلهي ظهير مع نقله لتلك )
الافتراءات، فقال مستغفرا مما نقل: (فانظر إلى القوم، ما أقبحهم وأكذم، وما ألعنهم وأبعدهم من الشريعة الإسلامية الغراء، وتعاليمها
النقية البيضاء، وما أجرأهم على الملذات والشهوات التي أصبغوا عليها صبغة الدين والشريعة، وما أشجعهم على الافتراء على رسول
الله الصادق الأمين الناهي عن المنكرات، والمحترز والمتجنب عن السيئات، والقوم لا يريدون من وراء ذلك إلا أن يجعلوا دين الله الخالد
لعبة يلعبا الفساق والفجار، ويسخر به الساخرون والمستهزئون التي ورثوها من اليهودية البغضاء التي أسست هذه العقائد وهذه
الشيعة » المذاهب). ص ٢١٨ . فانظر بحثه المفيد -رحمه الله- عن المتعة الشيعية في الصفحات من ٢١٧ إلى ٢٣٠ من كتابه المذكور
.« وأهل البيت
بقلم الإمام الأكبر محمد الحسين آل كاشف الغطاء -الشيعي- « أصل الشيعة وأصولها » : ٦٧٨ ) انظر ما كتبه الشيعة في تبرير متعتهم )
مؤسسة الأعلمي - بيروت - قدم له الحجة السيد مرتضى العسكري -الشيعي- ط رابعة ١٤٠٢ ه - ١٩٨٢ م - من ص ٩٤ حتى
محمد جواد مغنية -الشيعي- دار الكتاب الإسلامي - بيروت - ١٣٩٩ ه - ١٩٧٩ م - من ص « من ذا وذاك » : ص ١١٦ . وانظر
مصائب المتعة:
يقول الدهلوي: إذا تأمل العاقل في أصل المتعة، يجد فيها مفاسد مكنونة، كلها تعارض الشرع، منها:
أ - تضييع الأولاد، فإن أولاد الرجل، إذا كانوا منتشرين في كل بلدة، ولا يكونون عنده، فلا يمكنه أن يقوم
بتربيتهم، فينشؤون من غير تربية، كأولاد الزنا، ولو فرضنا أولئك الأولاد إناًثا، يكون الخزي أزيد، لأن نكاحهن لا
يمكن بالأكفاء أصلًا.
ب - ومنها: احتمال وطء موطوءة الأب للابن، بالمتعة أو النكاح، أو بالعكس، بل وطء البنت، وبنت البنت،
وبنت الابن، والأخت، وبنت الأخت، وغيرهن من المحارم في بعض الصور، وخصوصا في مدة طويلة، وهو أشد
المحظورات، لأن العلم بحبل امرأة المتعة في مدة شهر واحد أو أزيد لا يكون حاصلًا، ولا سيما إن وقعت المتعة في
السفر، ويكون السفر طويلًا، ويتفق في كل مترل الشغل بالمتعة الجديدة، ويتعلق الولد في كل منها، وتولد جارية من
بعد تلك العلوقات، ويرجع هذا لرجل إلى ذلك الطريق بعد خمسة عشر عاما مثلًا، أو يمر إخوته أو بنوه في تلك
المنازل، فيفعلون بتلك البنات متعة أو ينكحون.
ج - ومنها: عدم تقسيم ميراث مرتكب المتعة مرات كثيرة، إذ لا يكون ورثته معلومين، ولا عددهم ولا
أسماؤهم وأمكنتهم، فلزم تعطيل أمر الميراث، وكذلك لزم تعطيل ميراث من ولد بالمتعة، فإن آباءهم وإخوم
مجهولون، ولا يمكن تقسيم الميراث ما لم يعلم حصر الورثة في العدد، ويمتنع تعيين سهم من الأسهم ما لم تعلم صفات
الورثة، من الذكورة والأنوثة والحجب والحرمان.
د - وبالجملة، فالمفاسد المترتبة على المتعة مضرة جدا، ولا سيما في الأمور الشرعية، كالنكاح والميراث، فلهذا
حصر الله سبحانه أسباب حل الوطء في شيئين: النكاح الصحيح وملك اليمين، لأن الاختصاص التام الحاصل بين
المرء وزوجته بسبب هذين العقدين ليحفظ الولد ويعلم الإرث، قال تعالى: ﴿ِإلَّا علَى َأزواجِ ِ هم أو ما ملَ َ كت
َأيمانهم﴾ [المؤمنون: ٦]، وعقب هذا الموضوعين بقوله: ﴿فَمنِ ابتغى وراءَ ذَلك فَأُوَلئك هم الْعادونَ﴾ [المؤمنون:
٧]، وظاهر أن امرأة المتعة ليست بزوجة، وإلا لتحققت لوازم الزوجية فيها، من الإرث والعدة والطلاق والنفقة
.( والكسوة وغيرها، وليست هي أيضا بملك يمين، وإلا لجاز بيعها وهبتها وإعتاقها( ٦٧٩
للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي -الشيعي- مؤسسة « الميزان في تفسير القرآن » : ١٨٢ إلى ص ١٩٠ - آخر الكتاب. وانظر
التفسير » : الأعلمي - بيروت - ط خامسة - ١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م - ج ٤ - في بحثه الروائي من ص ٢٨٩ إلى ص ٣١٠ . وانظر
. محمد جواد مغنية -الشيعي- دار العلم للملايين - بيروت - ط ثالثة ١٩٨١ م - ج ٢ - من ص ٢٩٥ إلى ص ٣٠٠ « الكاشف
شاه عبد العزيز الإمام ولي الله أحمد عبد الرحيم الدهلوي - تعريب الشيخ غلام محمد محيي :« مختصر التحفة الاثني عشرية » (٦٧٩)
الدين عمر الأسلمي - اختصره وهذبه السيد محمود شكري الآلوسي ١٢٧٣ ه - ١٣٤٢ ه - تحقيق وتعليق محب الدين الخطيب
بتلك الأحاديث، التي ، إلى إفساد أمته، بمفاسد المتعة؟؟ وهل تفوه رسول الله - فهل عمد رسول الله
في الجنان؟!! جعلت فاعل المتعة عتيق النار؟ وجعلته في درجة النبوة؟ وجعلته مزاحما له
قد تفوه بتلك الأحاديث، فمن سوى جمعية الخفاء الشيعية قد افتعلها؟؟ - وإذا لم يكن رسول الله
وتخريبا ، - إا جمعية التخريب السرية، التي وضعت تلك الأحاديث وأمثالها، إساءة إلى شخص رسول الله
لأرحام أمته.
٥) وبالغ الشيعة في غلوهم في أمر متعتهم، حتى وضعوا الرواية التالية: قالوا: (يروي حضرة سلمان الفارسي )
والمقداد بن الأسود الكندي وعمار بن ياسر -رضي الله عنهم- حديًثا صحيحا أن خاتم المرسلين قال: إن من تمتع في
حياته مرة يكون من أهل الجنة، حين يجلس مع المرأة المتمتعا بقصد المتعة، يترل ملك من السماء يظل يحفظه في
مجلسه حتى يغادرها، والحديث بين الاثنين يكون بمرتبة التسبيح، وحين يمسك الواحد يد الآخر فإن أصابعهما تخلو من
الذنوب، وحين يقبل الرجل المرأة يهبه الله عن كلِّ قبلة ثواب الحج والعمرة، وحين ينصرف إلى جماعها يعطيه الله عن
كل لذَّة وشهوة ثوابا يعادل الجبال، وحين يفرغ ويغتسل، شريطة أن يؤمن أن الله حق وأن المتعة سنة من سنن رسول
الله يخاطب الله الملائكة قائلًا: انظروا إلى عبدي هذا فقد قام واغتسل واعترف بي إلهًا له فاشهدوا أني غفرت له ذنوبه،
وسوف أهبه من الثواب ما يعادل عدد شعر بدنه، وأغفر له عشرات الذنوب، وأرفعه عشرات الدرجات، ويقول
رواة الحديث: فسمع أمير المؤمنين فضائل المتعة فقال: ما هو ثواب من يسعى إلى هذا العمل الخير؟ فقال: حين يفرغ
!!( منه ويغتسل فإن الله يخلق من كل قطرة تسقط من جسده ملكًا يسبح لله ويقدسه، وينال الثواب). انتهى( ٦٨٠
!!( ٦) وقالوا كذلك: (قال السيد العالم: من تمتع بامرأة فكأنه زار الكعبة سبعين مرة). انتهى( ٦٨١ )
٧) وقالوا كذلك: (من يزيد من فعل هذا الأمر الخير - أي المتعة - يرفعهم الله إلى أعلى الدرجات الإلهية.. )
وهم يمرون كالبرق من الصراط، ويكون معهم سبعون صنفًا من الملائكة، ويقول الناظرون: أهؤلاء من الملائكة
- طبع ونشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض، المملكة العربية السعودية، ١٤٠٤ ه،
. ص: ٢٢٨ ،٢٢٧
الشيخ محمد منظور نعماني -كبير علماء الهند- ترجمة د/ سمير عبد الحميد إبراهيم - مطبعة « الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام » (٦٨٠)
عبير للكتاب والأشغال التجارية - حدائق حلوان القاهرة - ص ٢١٩ ،٢١٨ ، نقل الشيخ نعماني هذا الحديث الموضوع من رسالة
بالفارسية، ترجمت إلى الأردية للعلامة السي الشيعي بعنوان: (عجالة حسنة ترجمة رسالة متعة للعلامة باقر مجلسي الأصفهاني ص
١٦ طبع لاهور). :١٤
.( ٦٨١ ) المرجع السابق - ص ٢١٩ - عن: (عجالة حسنة ص ١٦ )
المقربين أم من الأنبياء والرسل؟ فتجيب الملائكة: لا، إم أولئك الذين طَبقُوا سنة النبي -أي: المتعة- وهم ذاهبون إلى
!!( الجنة بغير حساب، يا علي: المؤمن ينال جزاء سعيه). انتهى( ٦٨٢
- يقول الشيخ نعماني، في تعليقه على تلك الروايات الثلاث: لعل القارئ يستطيع أن يفهم من تلك الروايات،
التي ينقلها العلاَّمة السي الشيعي في كتابه عن روايات الشيعة، والتي تنسب إلى رسول الله، أن المتعة في المذهب
..( الشيعي، لها مكانة تفوق مكانة الصلاة والصوم والحج وغيرها من العبادات، ودرجتها أعلى من كلِّ ما سبق)( ٦٨٣
ويقول: (المتعة من قضايا الشيعة الاثني عشرية المشهورة، إلا أن القليل من الناس يعرفون أن المتعة ليست جائزة فقط
لدى أصحاب المذهب المذكور، بل هي عبادة أسمى وأعلى درجة من الصلاة والصوم والحج، وثواا وأجرها أعظم
من ثواب وأجر الصلاة والصوم والحج، ولا شك أن هذا الأمر هو من خصائص المذهب الشيعي فقط، فلا يوجد
.( مذهب في الدنيا يجعل مثل هذا العمل عملًا يثاب الإنسان عليه، ويصل بالإنسان إلى أرقى درجات العبادة)( ٦٨٤
- فمن الذي رفع مكانة المتعة إلى أرقى درجات العبادة، سوى اليهود الذين عملت جمعيام السرية لنسف
الرحم الإنساني؟!!
- يقول الموسوي: (إن الإسلام الذي جاء لتكريم الإنسان كما تقول الآية: ﴿وَلقَد كَرمنا بنِي آدم﴾ [الإسراء:
هل يقضي بقانون فيه من إباحة الجنس، والحطّ من ،« إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق » : ٤٨ ] ويقول رسول الله
كرامة المرأة، ما لا نجده حتى في اتمعات الإباحية؟ فأين يكون موقع المرأة وكرامتها والاحتفاظ بأخلاقها من قانون
المتعة؟ إن موقعها من هذا القانون هو الذلُّ والهوان، وشأا كالسلعة، التي يستطيع الرجل أن يكدسها واحدة فوق
الأخرى، بلا عد ولا حد، إن المرأة التي شرفها الله أن تكون ُأما، هل يليقا أن تقضي أوقاا بين أحضان الرجال؟
واحدا بعد الآخر باسم شريعة محمد؟ لقد أراد بعض فقهاء الشيعة أن يصوروا المتعة وكأا فضل من الله، حيث شرع
قانونا شرعيا يمنع الرجل من الوقوع في البغاء، ولكن عزب عن بالهم أن الإسلام ليس دين الرجال فحسب، بل أنزل
للناس كافة بما فيهم النساء، وأن القوانين الإلهية والشرائع السماوية، لم تترل لإرضاء شهوات الناس، وإشباع
غرائزهم، تحت غطاء الشرعية والقانون، إن الإسلام جاء ليخرج الناس من إباحية الجاهلية، ويقيدهم بالفضيلة
.( والأخلاق، لا أن يمنح الجاهلية ومظاهرها قداسة التشريع والقانون الإلهي)( ٦٨٥
.( ٦٨٢ ) المرجع السابق - ص ٢٢٠ ،٢١٩ - عن: (عجالة حسنة ص ١٧ )
. ٦٨٣ ) المرجع السابق - ص ٢٢٠ )
. ٦٨٤ ) المرجع السابق - ص ٢١٧ )
للعلامة الدكتور موسى الموسوي -الشيعي- الذي يحاول تصحيح بعض » ٦٨٥ ) الشيعة والتصحيح - الصراع بين الشيعة والتشيع )
. مسار قومه - ط ١٤٠٨ ه ١٩٨٨ م - ص ١١٠ ،١٠٩
- ويقول موسى جار الله: (المتعة إجارة المرأة نفسها ليتمتعا الرجال، وتجارة المرأة بفرجها امتهان لها، وهتك
لشرفها، وفتك لعزا، ولا يستحلها إلا من يبتذل النساء، ويحقر الأزواج، ويظلمها أشد الظلم، وأخس رجل على
وجه الأرض، لا يرضى أن يتمتع أحد بأخته أو بنته، فكيف يستحلها الفقيه أو الإمام في بنات الأمة؟). وقال: (المتعة
بأجرة إلى أجل، إجارة، وإجارة المنفعة بيع وتجارة، ولم يستحل دين تجارة المرأة، ببدا وعرضها وشرفها وعفافها،
ولو جاز لامرأة بذل شرفها وعفافها مقابل أجرة، بالغة أو تافهة، لحسن لها بذل شرفها في سبيل هواها وشغفها
لعشيقها، فإن بذل المرأة نفسها في سبيل الهوى والحب، إجابة لداعي الهوى، أقرب إلى العفاف والشرف من بذلها في
.( سبيل حفنة من مال)( ٦٨٦
المطلب الخامس
شبهة شيعية حول آية قرآنية
.[ أثار الشيعة متعتهم حول قوله تعالى: ﴿فَما استمتعتم ِبه منهن فَآتوهن أُ جورهن فَرِيضةً﴾ [النساء: ٢٤
قالوا: (عقد الزواج الذي يقصد منه النسل ونظام العائلة وبقاء النوع، وهو عندنا قسمان: عقد الدوام، وهو
الزواج المطلق والعقد المرسل، وعقد الانقطاع، وهو الزواج المقيد والنكاح المؤقت، والأول هو الذي اتفقت عليه
عامة المسلمين، وأما الثاني ويعرف بنكاح المتعة، المصرح به في الكتاب الكريم بقوله تعالى: ﴿فَما استمتعتم ِبه منهن
فَآتوهن أُ جورهن﴾ فهو الذي انفردت به الإمامية من بين سار فرق المسلمين، بالقول بجوازه، وبقاء مشروعيته إلى
!!( الأبد). انتهى( ٦٨٧
وقالوا: (المراد بالاستمتاع المذكور في الآية، على نكاح المتعة بلا شك، فمن المتعين أن يحمل الاستمتاع المذكور
!!( في الآية على نكاح المتعة). انتهى( ٦٨٨
هذه الشبهة ردها الدهلوي بقوله:
١ - ما قالت الشيعة: أن قوله تعالى: ﴿فَما استمتعتم ِبه منهن فَآتوهن أُ جورهن فَرِيضةً﴾ نزل في حلِّ المتعة،
فغلط محض، ونسبة روايته إلى ابن مسعود وغيره من الصحابة، محض افتراء، وإن نقل في تفاسير أهل السنة غير المعتبرة
أيضا، فإنه خلاف نظم القرآن، وكل تفسير كذلك ليس بمسموع ولا مقبول، ولو كان من رواية الصحابي؛ لأنه
تأليف: موسى جار الله - تحقيق وتعليق وتقديم جماعة من كبار العلماء - مكتبة الكليات « الوشيعة في نقد عقائد الشيعة » (٦٨٦)
الأزهرية، القاهرة، ص ٢٠٤ ، تجول المؤلف رحمه الله عام ١٩٣٠ م في بلاد الشيعة، فكتب عنهم بحوثه المفيدة في كتابه هذا، منها بحث
. وافي بعنوان: (لم يكن في الإسلام نكاح متعة ولم يترل في جوازها القرآن) من ص ١٨٧ ، حتى ص ٢٣١
. محمد الحسين آل كاشف الغطاء -الشيعي- ص ٩٤ ،٩٣ « أصل الشيعة وأصولها » (٦٨٧)
. محمد حسين الطباطبائي -الشيعي- ج ٤ ص ٢٧٢ ،٢٧١ « الميزان في تفسير القرآن » (٦٨٨)
سبحانه بين أوًلا المحرمات( ٦٨٩ )، بقوله تعالى: ﴿حرمت علَيكُم ُأمهاتكُم﴾ إلى قوله: ﴿والْمحصنات من النساءِ ِإلَّا ما
ملَ َ كت َأيمانكُم كتاب اللَّه علَيكُم﴾ ثم قال: ﴿وُأحلَّ َلكُم ما وراءَ ذَلكُم﴾، أي: غير المحرمات المذكورة، ولكن
بشرط: ﴿َأنْ تبتغوا ِبأَموالكُم﴾ من المهور والنفقات، فبطلذا الشرط تحليل الفروج وإعارا، فإا منفعة محضة بلا
حرج، ثم قال: ﴿محصنِين غَير مسافحين﴾ يعني في حال كونكم، مخصصين أزواجكم بأنفسكم ومحافظين لهن،
ولكي لا يرتبطن بالأجانب، ولا تقصدوان محض قضاء شهوتكم، وصب مائكم، واستبراء أوعية المني، فبطلت المتعة
ذا القيد، لأن الاحتياط والاختصاص، لا يكون مقصودا في المتعة أصلًا، لأن امرأة المتعة، كل شهر تحت صاحب، بل
كل يوم في حجر ملاعب.
ثم فرع على النكاح قوله: ﴿فَما استمتعتم ِبه منهن﴾ الآية، يعني إذا قررتم الصداق في النكاح، فإن تمتعتم به -
بعقد النكاح- منهن بالدخول والوطء، يلزمكم تمام المهر، وإلا فنصفه، فقطع هذه الآية عما قبلها، وحملها على
الاستئناف، باطل صريح، باعتبار العربية، لأن الفاء تأبى القطع والابتداء، بل تجعل ما بعدها مربوطًا بما قبلها.
٢ - وما يروون أن عبد الله بن مسعود، كان يقرأ هذه الآية مع ضم (إلى أجل) بعد ﴿منهن﴾ فغير صحيح؛ لأن
هذه الرواية لم توجد في كتاب من كتب أهل السنة المعتبرة، ولو سلمنا بثبوا في قراءة منسوخة، فهي لا تستعمل في
إثبات الأحكام، مع كون القراءة المشهورة المتواترة تخالفها، ولو سلمنا ذلك لا نسلم دلالتها على المتعة أيضا، لأن
لفظ (إلى أجل مسمى) متعلق بالاستمتاع، لا بنفس العقد، والمدة المتعينة في المتعة إنما تكون متعلقة بنفس العقد لا
بالاستمتاع، فصار معنى الآية هكذا: فإن تمتعتم بالمنكوحات إلى مدة معينة فأدوا مهورهن تماما، وفائدة زيادة هذه
العبارة -إذا كانت- دفع ما عسى أن يتوهم، أن وجوب تمام المهر معّلق بمضي تمام مدة النكاح، كما اشتهر في
العرف، أن ثلث المهر يعجل والثلثين يجعلان مؤجلين، إلى بقاء النكاح، فهذا التأجيل يحصل بتصرف المرأة واختيارها،
وإلا فلها المطالبة بعد الوطء مرة، بتمام المهر في الشرع.
٦٨٩ ) ذكر القرآن الكريم في ثلاث آيات، من سورة النساء، من ٢٢ إلى ٢٤ ، في المحرمات خمس عشرة نسوة، أولاها: امرأة في )
نكاح أبيك، وأخراها محصنة لم تدخل في حيطة نكاحك، قال تعالى: ﴿وَلا تنكحوا ما نكَح آباؤكُم من النساءِ ِإلَّا ما قَد سلَف ِإنه كَانَ
فَاحشةً ومقْتا وساءَ سِبيلًا * حرمت علَيكُم ُأمهاتكُم وبناتكُم وَأخواتكُم وعماتكُم وخاَلاتكُم وبنات الَْأخِ وبنات الْأُخت وُأمهاتكُم
اللَّاتي َأرضعنكُم وَأخواتكُم من الرضاعة وُأمهات ِنسائكُم وربائبكُم اللَّاتي في حجورِكُم من ِنسائكُم اللَّاتي دخلْتم ِبهِن فَإِنْ َلم تكُونوا
دخلْتم ِبهِن فَلَا جناح علَيكُم وحلَائلُ َأبنائكُم الَّذين من َأصلَاِبكُم وَأنْ تجمعوا بين الْأُختينِ ِإلَّا ما قَد سلَف ِإنَّ اللَّه كَانَ غَفُورا رحيما *
والْمحصنات من النساءِ ِإلَّا ما ملَكَت َأيمانكُم كتاب اللَّه علَيكُم وُأحلَّ َلكُم ما وراءَ ذَلكُم َأنْ تبتغوا ِبأَموالكُم محصِنين غَير مسافحين
فَما استمتعتم ِبه منهن فَآتوهن ُأجورهن فَرِيضةً وَلا جناح علَيكُم فيما تراضيتم ِبه من بعد الْفَرِيضة ِإنَّ اللَّه كَانَ عليما حكيما﴾، انظر
. موسى جار الله - من ص ٢١٢ إلى ٢١٨ « الوشيعة في نقد عقائد الشيعة » : حول تلك المحرمات
٦٩٠ ) أيضا في باب النكاح، يعني: إن لم )[ ٣ - وسياق قوله تعالى: ﴿ومن َلم يستطع منكُم طَوًلا﴾ [النساء: ٢٥
يستطع منكم أحد أن يؤدي مهر الحرائر ونفقتهن، فلينكح الإماء المسلمات.
فحمل العبارة المتوسطة على المتعة، بقطع الكلام من السياق والسباق، تحريف صريح لكلام الله تعالى.
٤ - بل ِإنْ تأملَ عاقل في سياق هذه الآية، يجد حرمة المتعة صريحة لأن الله أمر فيها بالاكتفاء بنكاح الإماء، في
عدم الاستطاعة بطول الحرائر، فلو كان أحل المتعة في الكلام السابق لما قال بعده: ﴿ومن لم يستطع منكم طوًلا﴾ لأن
المتعة في صورة عدم الاستطاعة بنكاح الحرة، ليست قاصرة على قضاء حاجة الجماع، بل كانت بحكم (لكل جديد
لذة أطيب وأحسن)، وأية ضرورة كانت داعية إلى تحليل نكاح الإماء،ذا التقييد والتشديد وإلزام الشروط والقيود
﴿انظُر كَيف نبين َلهم الْآيات ُثم انظُر َأنى يؤفَكُونَ﴾.
٥ - وبالجملة: إن هذه الآيات صريحة الدلالة، على تحريم المتعة، وقد تبين عدم دلالة الآية، التي استدلا الشيعة
.( على مدعاهم، بل على خلافه)( ٦٩١
- إن الله تعالى، قد عقب على الآيات المذكورة بقوله: ﴿يرِيد اللَّه ليبين َلكُم ويهديكُم سنن الَّذين من قَبلكُم
ويتوب علَيكُم واللَّه عليم حكيم * واللَّه يرِيد َأنْ يتوب علَيكُم ويرِيد الَّذين يتبِعونَ الشهوات َأنْ تميلُوا ميلًا
.[ عظيما﴾ [النساء: ٢٧ ،٢٦
ومن هم الذين يتبعون الشهوات، ويريدون أن نميل ميلًا عظيما؟
هل هم إلا الذين يستحلون التمتع بكف من بر، ثم يقولون: (من لم يقل بكرتنا ويستحل متعتنا فليس منا)؟ ثم إن
كانت جملة: ﴿فَما استمتعتم ِبه منهن﴾ في حلِّ المتعة، فأين كان الله الذي لا ينسى ولم يكن نسيا؟ وأين كان قوله؟
.(٦٩٢)[ الذي منه بدأ وإليه يعود: ﴿ولْيستعفف الَّذين َلا يجِدونَ ِنكَاحا حتى يغنِيهم اللَّه من فَضله﴾ [النور: ٣٣
٦٩٠ ) الآية ٢٥ من سورة النساء، جاءت بعد قوله تعالى: ﴿والْمحصنات من النساءِ ِإلَّا ما ملَكَت َأيمانكُم كتاب اللَّه علَيكُم وُأحلَّ )
َلكُم ما وراءَ ذَلكُم َأنْ تبتغوا ِبأَموالكُم محصِنين غَير مسافحين فَما استمتعتم ِبه منهن فَآتوهن ُأجورهن فَرِيضةً وَلا جناح علَيكُم فيما
تراضيتم ِبه من بعد الْفَرِيضة ِإنَّ اللَّه كَانَ عليما حكيما﴾ الآية ٢٤ ، ثم جاء قوله تعالى في الآية ٢٥ : ﴿ومن َلم يستطع منكُم طَوًلا َأنْ
ين كح الْمحصنات الْمؤمنات فَمن ما ملَكَت َأيمانكُم من فَتياتكُم الْمؤمنات واللَّه َأعلَم ِبإِيماِنكُم بعضكُم من ب عضٍ فَانكحوهن ِبإِذْن
َأهلهِن وآتوهن ُأجورهن ِبالْمعروف محصنات غَير مسافحات وَلا متخذَات َأخدان فَإِذَا ُأحصن فَإِنْ َأتين ِبفَاحشة فَعلَيهِن ِنصف ما
علَى الْمحصنات من الْعذَابِ ذَلك لمن خ شي الْعنت منكُم وَأنْ تصِبروا خير َلكُم واللَّه غَفُور رحيم﴾ وبذلك يكون السياق من الآية:
٢٢ إلى ٢٥ كاملًا، أمام نظر القارئ، توضيحا لما في المتن.
شاه عبد العزيز الإمام ولي الله أحمد عبد الرحيم الدهولي، اختصره السيد محمود شكري « مختصر التحفة الاثني عشرية » (٦٩١)
. الآلوسي، ص: ٢٣٠ ،٢٢٩ ،٢٢٨
. موسى جار الله، ص: ٢٢٤ ،٢٢٣ ،« الوشيعة في نقد عقائد الشيعة » : ٦٩٢ ) انظر )
ثم أين المتعة من قوله تعالى: ﴿محصنِين غَير مسافحين وَلا مت خذي َأخدان ومن يكْفُر ِبالْإِيمان فَقَد حبِطَ عملُه
.[ وهو في الْآخرة من الْخاسرِين﴾ [المائدة: ٥
وقوله: ﴿محصنات غَير مسافحات وَلا مت خذَات َأخدان﴾ [النساء: ٢٥ ] السفاح خلاف العفاف، وخلاف
النكاح، أي عكس الإحصان، السفاح هو الزنا، في عبارة كتب الفقه، أو ما يقاربه ويؤدي إليه، وأصل المادة هو
السفح، والسفاح، في ماء الحياة، إذا صرف في غير الحرث، ﴿ِنساؤكُم ح رثٌ َلكُم فَأْتوا حرَثكُم َأنى شئْتم﴾ [البقرة:
٢٣٣ ]، ولا يكون إتيان النساء إلا بمقتضى ما كتب الله: ﴿فَالْآنَ باشروهن وابتغوا ما كَتب اللَّه َل ُ كم﴾ [البقرة:
.[١٨٧
فصرف ماء الحياة على غير ما في هذه الآيات، هو السفاح، في وضع اللسان، وفي أدب القرآن، وأي عمل في
مسألة حلِّ المحصنات، يمكن أن يكون حابطًا وفي الآخرة خاسرا؟ سوى سفح ماء الحياة خاسرا؟ سوى سفح ماء
الحياة في غير حرثه؟ في غير ابتغاء ما كتب الله؟ إن متعاطي المتعة قد انطبق عليه قوله تعالى: ﴿ومن يكْفُر ِبالْإِيمان فَقَد
حبِطَ عملُه وهو في الْآخرة من الْخاسرِين﴾ الذي جاء بعد قوله: ﴿محصنِين غَير م سافحين وَلا مت خذي
.( َأخدان﴾( ٦٩٣
يقول ابن تيمية -رحمه الله-: ( إن الله تعالى، إنما أباح في كتابه الزواج، وملك اليمين، وحرم ما زاد على ذلك
بقوله تعالى: ﴿والَّذين هم لفُروجِهِم حافظُونَ * ِإلَّا علَى َأزواجِهِم أو ما ملَ َ كت َأيمانهم فَإِنهم غَير ملُومين﴾
.( [المؤمنون: ٦ ،٥ ]، والمستمتعا بعد التحريم، ليست زوجة ولا ملك يمين، فتكون حراما بنص القرآن)( ٦٩٤
* * *
موسى جار الله، ص: ٢٢١ ،٢٢٠ بتصرف. ،« الوشيعة في نقد عقائد الشيعة » (٦٩٣)
. ابن تيمية، ج: ٢، ص: ١٥٥ ،« منهاج السنة النبوية » (٦٩٤)
المطلب السادس
شبهة شيعية حول الخليفة الراشد عمر
فمنها ما زعموه، أن عمر بن ، أثار الشيعة الشبهات، التي يصعب عدها وحصرها، حول صحابة رسول الله
الخطاب -رضي الله عنه- قد ى عن المتعة من عند نفسه، فحرم ما أحل الله، قالوا: (الخليفة عمر -رضي الله عنه-
قد اجتهد برأيه لمصلحة رآها بنظره للمسلمين في زمانه وأيامه، اقتضت أن يمنع من استعمال المتعة، منعا مدنيا لا دينيا،
لمصلحة زمنية ومنفعة وقتية، ولذا تواتر النقل عنه أنه قال: متعتان كانتا على عهد رسول الله، وأنا أحرمهما وأعاقب
عليهما، ولم يقل إن رسول الله حرمهما أو نسخهما، بل نسب التحريم إلى نفسه، وجعل العقاب عليها منه لا من الله
!!( سبحانه). انتهى( ٦٩٥
- وهذه الشبهة مردودة، إذ إن عمر -رضي الله عنه- لم يحرمها من تلقاء نفسه ولم يكن مبتدعا في ذلك، بل إنه
روى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (لما ولي عمر حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا ، حرم ما حرم رسول الله
أحل المتعة ثلاًثا ثم حرمها علينا، وأنا أقسم بالله قسما بارا، أن لا أجد أحدا من الناس أيها الناس، إن رسول الله
أحلَّها بعدما حرمها، ولا أجد رجلًا من المسلمين أحصن متمتعا إلا رجمته، حتى يأتي بأربعة يشهدون أن النبي
.( أحلَّها بعد أن حرمها)( ٦٩٦ متمتعا لم يحصن إلا جلدته مائة جلدة، إلا أن يأتي بشهود يشهدون أن رسول الله
له، وليس هذا - فالفاروق -رضوان الله عليه- ى عن هذا النكاح، بعد أن تأكَّد من ي وتحريم النبي
. بتشريع من عنده، بل هو مبلِّغٌ ومنفِّذٌ، لنهي النبي
- وفي ديد عمر -رضي الله عنه- برجم المحصن الذي باشر هذا النكاح بعد علمه بالتحريم، دليل على ثبوت
عنها عنده وعلمه به، وإلا فما كان وهو الملقب بالفاروق ليقدم على التهديد بإقامة حد من حدود ي رسول الله
.( الله، فيه إزهاق روح بدون بينة من أمره وبدون ضياء من مشكاة النبوة( ٦٩٧
- وقد وافق عمر -رضي الله عنه- كثير من الصحابة في ذلك، وروايات تحريم المتعة لم ينفردا الفاروق، بل
رواها كثير من الصحابة( ٦٩٨ )، وكان التابعون يسمون المتعة: الزنا الصريح( ٦٩٩ ). كما اعتبرها السلف هي السفاح.
. محمد الحسين آل كاشف الغطاء -الشيعي- ص ١٠١ « أصل الشيعة وأصولها » (٦٩٥)
لأبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي « رسالة تحريم نكاح المتعة » : طبعة عبد الباقي - ج ١، ص: ٦٤١ ، وانظر « سنن ابن ماجه » (٦٩٦)
الشافعي، حقق نصوصها وخرج أحاديثها وعلق عليها فضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري، الأستاذ المشارك في قسمي السنة
والعقيدة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، دار طيبة، الرياض، ص: ٧٥ ،٧٤ ، باب: من رأى العقوبة على من ارتكب ما حرم
. عليه من نكاح المتعة، الحديث برقم: ٦٣
تأليف: محمد مال الله، تقديم: نظام الدين محمد الأعظمي، مكتبة ابن تيمية، ودار الصحوة الإسلامية، ط ثالثة، « الشيعة والمتعة » (٦٩٧)
. ١٤٠٩ ه، ص: ١٨ ،١٧
يوم خيبر، عن لحوم الحمر الأهلية، وعن المتعة، متعة النساء وما كنا - عن ابن عمر أنه قال: (ى رسول الله
مسافحين). وعن سالم بن عبد الله عن أبيه، أنه سئل عن المتعة؟ قال: (لا أعلمها إلا السفاح)، يعني متعة النساء، عن
.( قتادة ﴿محصنات غَير مسافحات﴾ قال: (المسافحات هي البغي التي تؤجر نفسها لمن عرض لها)( ٧٠٠
- وقد أجاد الفخر الرازي في الإجابة عن ي عمر -رضي الله عنه- عن المتعة، فقال: (ذكر -عمر- هذا الكلام
في مجمع من الصحابة، وما أنكر عليه أحد، فالحال ها هنا لا يخلو، إما أن يقال إم عالمون بحرمة التمتع فسكتوا، أو
كانوا عالمين بأا مباحة ولكنهم سكتوا على سبيل المداهنة، أو ما عرفوا إباحتها ولا حرمتها فسكتوا لسكوم
متوقفين في ذلك، والأول هو المطلوب.
حكم بإباحة المتعة ثم قال: إا محرمة والثاني: يوجب تكفير عمر وتكفير الصحابة، لأن من علم أن النبي
محظورة من غير نسخ لها فهو كافر بالله، ومن صدقه مع علمه بكونه مخطئًا كان كافرا أيضا، وهذا يقتضي تكفير الأمة
وهو على حد قوله: ﴿كُنتم خير ُأمة﴾.
والقسم الثالث: وهو أم ما كانوا عالمين بكون المتعة حراما أو مباحة، ولهذا سكتوا، فهذا أيضا باطل؛ لأن المتعة
بتقدير كوا مباحة تكون كالنكاح، واحتياج الناس إلى معرفة الحال في كل واحد منها عام في حق الكل، ومثل هذا
يمنع أن يكون مخفيا، بل يجب أن يشتهر العلم به، فكما أن الكلِّ كانوا عارفين بأن النكاح مباح، وأن إباحته غير
منسوخة، وجب أن يكون الحال في المتعة كذلك، ولما بطل هذان القسمان، ثبت أن الصحابة إنما سكتوا عن الإنكار
.( على عمر -رضي الله عنه- لأم عالمين بأن المتعة صارت منسوخة في الإسلام)( ٧٠١
٦٩٨ ) انظر: المرجع السابق، ص: ٢٣ ،٢٢ ،٢١ ، حيث أورد تسع روايات. )
. ٦٩٩ ) المرجع السابق، ص: ٢٤ )
المقدسي، ص: ٧١ ،٧٠ ،٦٩ ، باب: من سمى نكاح المتعة سفاحا والسفاح زنا. ،« رسالة تحريم نكاح المتعة » (٧٠٠)
للإمام الفخر الرازي، ط: ثانية، نشر: دار الكتب العلمية، طهران، ج: ١، ص: ٥٠ ، ومن الغريب أن نجد « التفسير الكبير » (٧٠١)
نشر مؤسسة عز الدين بيروت، طبعة « التفسير المبين » المدعو: محمد جواد مغنية -الشيعي- الذي تصدى لتفسير القرآن فيما أسماه
ثانية منقحة ومزيدة ١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م نجده في ص ١٠٣ يوهم القارئ أن الفخر الرازي قد أحلَّ المتعة والشيعة، فقال مغنية
عند تعرضه لتفسير قوله تعالى: ﴿فَما استمتعتم ِبه منهن فَآتوهن ُأجورهن فَرِيضةً﴾ قال الشيعي (مغنية) بالحرف الواحد: (وندع
الكلام هنا للفخر الرازي، فقد كتب حول هذه الآية صفحات طواًلا، نقتطع منها ما يتناسب مع هذا الموجز، قال ما نصه
بالحرف الواحد: المرادذه الآية حكم المتعة، واتفقوا على أا كانت مباحة في ابتداء الإسلام. وعن ابن عباس ثلاث روايات في
ذلك، أما عمران بن حصين فإنه قال: نزلت آية المتعة في كتاب الله تعالى ولم يترل بعدها آية تنسخها، وروى بن جرير الطبري أن
علي بن أبي طالب قال: لولا أن عمر ى الناس عن المتعة ما زنى إلا شقي، ﴿وَلا جناح علَيكُم فيما تراضيتم ِبه من بعد الْفَرِيضة﴾
« إذا تم الزواج المؤقت بين الرجل والمرأة، وانقضى الوقت أو أوشك، ثم بدأ لهما أن يزيدا في الوقت والأجرة فلا بأس في ذلك
انتهى!! وبالرجوع إلى تفسير الفخر الرازي -رحمه الله- نجد خلاف ما أوهم به مغنية الشيعي، نجد الصفحات الطوال من ص
- وقال أبو الفتح المقدسي: (وهذا يدلُّ على صحة ما قلناه من الإجماع على تحريمها، لأن عمر بن الخطاب -
رضي الله عنه- في هذه الأخبار وفيما تقدمها، ى عنها على المنبر، وتوعد عليها وغلَّظ أمرها وذكر أن رسول الله
حرمها وى عنها، وذلك بحضرة المهاجرين والأنصار، فلم يعارضه أحد منهم، ولا رد عليه قوله في ذلك، مع ما
كانوا عليه من الحرص على إظهار الحق وبيان الواجب ورد الخطأ، كما وصفهم الله ورسوله في ذلك، لأنه لا يجوز
لمثلهم المداهنة في الدين، ولا السكوت على استماع الخطأ، لا سيما فيما هو راجع إلى الشريعة، وثابت في أحكامها
على التأبيد، فلما سكتوا على ذلك ولم ينكره أحد منهم، علم أن ذلك هو الحق، وأنه ثابت في الشريعة، من نسخ
المتعة وتحريمها كما ثبت عنده، فصار ذلك كأن جميعهم قرروا تحريمها، وتثبتوا من نسخها، فكانت حراما على التأبيد،
وقد روى ذلك جماعة من الصحابة سوى عمر، فروى تحريمها عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد الله
بن مسعود، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، لأنه رجع عن إباحتها لما بان له صواب ذلك ونقل إليه تحريمها
وهو مذهب التابعين والفقهاء والأئمة أجمعين، ولو لم يقل بتحريم المتعة إلا واحد من الصحابة -رضوان ، عن النبي
الله عليهم- إذ لم يكن له فيهم مخالف، لوجب علينا الأخذ بقوله والمصير إلى علمه، لأنه لم يقل ذلك إلا عن علم
ثاقب، وقد أجمعوا على ذلك فكان من خالف ذلك واستحل نكاح المتعة، مخالفًا للإجماع معاندا للحق
.( والصواب)( ٧٠٢
٤٨ إلى ٥٤ - ج ١٠ من الطبعة المذكورة، ينافحا الرازي ضد المتعة الشيعية، بعرض الحجج بأسلوبه المنطقي السلس، حتى
انتهى في ص: ٥٤ إلى أن قال: (قوله -قول الشيعي- أن عمر أضاف النهي عن المتعة إلى نفسه، قلنا: قد بينا أنه لو كان مراده أن
المتعة كانت مباحة في شرع محمد وأنا أى عنها، لزم تكفيره وتكفير كل من لم يحاربه وينازعه، ويفضي ذلك إلى تكفير أمير
المؤمنين حيث لم يحاربه، ولم يرد ذلك القول عليه، وكل ذلك باطل، فلم يبق إلا أن يقال: كان مراده أن المتعة كانت مباحة في
نسخها، وعلى هذا التقدير يصير هذا الكلام حجة لنا في مطلوبنا -والله وأنا أى عنها لما تثبت عندي أنه ، زمن الرسول
أعلم). انتهى.
عن الشيعة: (والقوم من أكذب الناس في النقليات، وأجهل الناس في العقليات، « المنتقى » فإذا ذكرنا قول ابن تيمية ص: ١٩ ، من
وقد كانوا عند العلماء أجهل الطوائف، وقد دخل منهم على الدين من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد). زالت عنا الغرابة.
محمد مال الله، ص: ٢٠ ،١٩ ، ومن البديهي أن ،« الشيعة والمتعة » للمقدسي، ص: ٧٧ ، نقلًا عن « تحريم نكاح المتعة » : ٧٠٢ ) انظر )
يؤدي العناد الشيعي للحق والصواب، إلى تكوين بيوت للدعارة، يمارس صنف من النساء بين ظلمات جدراا، البغاء الجنسي
في الرد على » : المأجور، حتى أجاز بعضهم ما يسمى بالمتعة الدورية، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في رسالته
تحقيق: الدكتور ناصر بن سعد الرشيد - توزيع مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة، مطلب « الرافضة
ومنها: -أي من قبائح الرافضة- إباحتهم نكاح المتعة، بل يجعلوا خيرا من سبعين نكاحا دائما، وقد جوز » : المتعة ص ٣٤ ، قال
لهم شيخهم الغالي علي بن العالي أن يتمتع اثنا عشر نفسا في ليلة واحدة بامرأة واحدة، وإذا جاءت بولد منهم، أقرعوا فمن
خرجت قرعته كان الولد منه، قلت: هذا مثل أنكحة الجاهلية التي أبطلها الشرع)، وحول تلك المتعة الدورية قال الدهلوي في
والخلاصة:
١ - المتعة كانت في الجاهلية، وبقيت في صدر الإسلام بقاء العوائد القديمة، التي لا تستأصل إلا بزمن، كانت
أمرا تاريخيا، ولم تكن بإباحة من الشرع أصلًا، مثل المحرمات التي نزلت فيها: ﴿ِإلَّا ما قَد سلَف﴾، وقد نزلت في أشد
المحرمات.
٢ - يمكن أن البعض كان يرتكبها في صدر الإسلام، جريا على العادة، مستحلا أو جاهلًا، على استصحاب
الحال ودوام العادة، ولم تكن بإذن من الشارع.
٣ - نسخت المتعة، وحرمت تحريم أبد، كما حرمت كثير من عوائد الجاهلية، ولم يكن نسخ المتعة من باب
نسخ حكم ثبت بنص الشارع، بل من باب تحريم أمر جاهلي، فيه مفسدة أدبية واجتماعية، وفيه امتهان للمرأة
وإهانة، نسخت المتعة بسنن مستفيضة، ونودي بتحريمها مرات عديدة، ونسخت بكل آية نزلت في النكاح.
٤ - لم يترل في المتعة آية، ومن زعم أن قوله: ﴿فَما استمتعتم ِبه منهن﴾ نزل في متعة الشيعة، فقد وهم وهمًا
نشأ من جهله باللغة، ومن جهله أدب البيان، دعاه إليه هواه، ولا يوجد في غير كتب الشيعة، قول لأحد أن الآية
.( نزلت في متعة النساء، وقد أجمعت الأمة على تحريم المتعة( ٧٠٣
٥ - الشيعة في مسألة المتعة، يطيعون تدابير الجمعية السرية، الداعية إلى هدم العفَّة، وتحطيم الأخلاق، ويستدلون
بأحاديث موضوعة من صنع تلك الجمعيات الخفية، وقد زوروها، إساءة ضد أشخاص الأئمة -رحمهم الله- وضد
. شخص رسول الله
٦ - تبين بطلان الشبهة، التي أثارها الشيعة، ضد الخليفة الراشد عمر -رضي الله عنه وأرضاه- ولا غرابة بعد إذ
حكم الشيعة بارتداد الصحابة أن يثيروا ضدهم الشبهات الباطلة، فما أشنع مذهب قوم يعتقدون ارتداد من اختاره الله
.( لصحبة رسوله ونصرة دينه( ٧٠٤
إم يحسبون متعة النساء خير العبادات وأفضل القربات، ويوردون في فضائلها أخبارا » : ص: ٢٢٧ « مختصر التحفة الاثني عشرية »
كثيرة موضوعة ومفتراة، وعندهم متعة الخلية جائزة بالإجماع، ومتعة المشركة واوسية سواء كانت خلية أو محصنة جائزة إذا
تحركت ألسنتهن بقول: لا إله إلا الله، وإن لم يكن في قلون من معناها شيء، وكذلك يجوزون المتعة الدورية، وإن كان الاثنا
عشرية ينكرون هذا التجويز ولكن يقول محققوهم: إا ثابتة في كتبنا لا يجوز إنكارها، وصورا أن يستمتع جماعة من امرأة
واحدة، ويقرروا الدور والنوبة لكل منهم، فيجامعها من له النوبة من تلك الجماعة في نوبته، مع أن خلط المائين في الرحم لا يجوز
في شريعة من الشرائع، إذ لا يثبت حينئذ نسب العلوق إلى أحد منهم، والحال أن حفظ الأنساب مما به الامتياز بين الإنسان
والحيوان). لا شك أن العناد الشيعي للحق والصواب، بإصرارهم على عقيدة المتعة، قد أدى إلى فتح أبواب تلك الشرور وأمثالها.
. موسى جار الله، ص: ٢٢٦ ،٢٢٥ ،« الوشيعة في نقد عقائد الشيعة » (٧٠٣)
. محمد بن عبد الوهاب، ص: ١٤ ،« رسالة في الرد على الرافضة » (٧٠٤)
٧ - إن تحليل المتعة الشيعية، ما هو إلى صدى لسياسة اليهود المدمرة للرحم الإنساني، الذين ينتمي إليهم ابن
سبأ، المؤسس الأول لجميع فرق الشيعة.
* * *
المبحث العاشر
أصل عقيدة العصمة الشيعية الاثني عشرية
قلنا: إنه لا جدوى من محاولة الشيعة إنكار شخصية ابن سبأ، ولا جدوى من محاولة شطبه ومحوه من صفحات
التاريخ، إذ إن تلك المحاولة كانت تجدي لو اختلفت عقائد الشيعة عن أفكاره، ولكن الواقع أن جميع عقائد الشيعة قد
تأصلت ابتناءً على أفكار ذاك اليهودي المتمسلم.
وقد أثبتنا في المباحث التسعة السابقة من هذا الفصل، مدى الترابط الوثيق بين أفكار ابن سبأ وعقائد الشيعة،
وكيف التحمت كل فكرة من أفكاره بكل عقيدة من عقائدهم، وحال تجوالنا خلال تلك العقائد أشرنا بأضواء الأدلة
الكاشفة إلى الفاعل المستتر الذي كان يصوغ العقائد بصنع الأحاديث الموضوعة، على لسان رسول الله، وعلى ألسنة
. ، أكابر السلف من أمته
ذاك المستتر المتمثل في فقهاء الجمعيات الخفية، المتتابعة المنبثقة عن جمعية ابن سبأ الأم.
وحيث إن موضوع رسالتنا الرئيسي هو: (العصمة الشيعية الاثنا عشرية)، فقد أخرنا الكلام عنها ضمن العقائد
الشيعية، إلى هذا المبحث العاشر -الأخير- حتى ننتقل من بيان أصل فكرا مباشرة إلى أبواب الرسالة.
فما علينا في هذا المبحث إلا بيان أصل فكرة (العصمة الشيعية).
أصل فكرة العصمة الشيعية هي مسألة الغلو:
١ - نتذاكر ما سبق ونقلناه عن كتب الشيعة، وكتب السنة، عن ابن سبأ، حول مسألة الغلو، غير المسبوق،
قلوب أمته، بنور الذي نفثه ابن سبأ داخل أمة الإسلام، ذاك الغلو غير المسبوق بمثله، من يوم أن أضاء مبعث النبي
التوحيد الخالص.
٢ - حكى التاريخ عن: مكذبين، وعن منافقين، وعن كفار، وعن مشركين تنكروا للرسالة المحمدية النبوية،
وواجهوها بالكيد تارة، وبالمراوغة مرة وبالقتال كرة، وحكى التاريخ عن الكذابين زاعمي النبوة، مثل الأسود العنسي
ومسيلمة الكذاب وغيرهما، حتى إن التاريخ قد فضح خفة العقول البشرية، التي توجهت إلى مجسمات الأصنام، سواءً
بالعبادة لها من دون الله تعالى، أو بإشراكها معه سبحانه بالعبادة.
٣ - أما مسألة الغلو، بمعنى رفْع واحد من البشر إلى مرتبة الألوهية أو بمعنى إضافة صفة من صفات الألوهية إلى
واحد من البشر، فهذه لم يكن للعربا عهد، سواءً في جاهليتهم قبل الإسلام، أو في إسلامهم بعد ظهور الإسلام،
حتى ابتليت أمة الإسلام بكيد اليهود أهل الخبرة وأهل السابقة في إفساد التوحيد، بتأليه البشر، هؤلاء اليهود الذين
سبق ونجحوا بتنظيمام السرية، في إفساد التوحيد الذي جاء به المسيح -عليه سلام الله- إذ انتدبوا منهم المدعو:
(بولس) لينفثوا به عقيدة التثليث، داخل مجتمعات التوحيد المسيحية.. إلى أن انحدروا بتلك اتمعات، إلى هوة
الشرك.
٤ - هؤلاء اليهود هم أنفسهم، بأشخاص أجيالهم اللاحقة، وجمعيام الخفية المتتابعة، المتولدة بعضها من بعض،
قد راحوا يجربون خبرم في إفساد التوحيد، بإفشاء الغلو، داخل اتمعات الإسلامية، وغرهم نجاحهم السابق في رفْعِ
التوحيد من الأرض داخل اتمعات المسيحية، فانتدبوا منهم المدعو: (عبد الله بن سبأ) للقيام بمهمة إفساد الإسلام،
بإفشاء الغلو، فكان اختيارهم لشخصية علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ليشيعوا حول اسمه مسألة الغلو.
٥ - وكما استغل بولس اليهودي، واقع حب وإجلال المسيحيين لشخص المسيح -عليه سلام الله- في تحقيق
مأربه، حتى انحرفم جميعا إلى سحيق الغلو، فإن ابن سبأ كذلك، قد استغل حب المسلمين وإجلالهم للإمام علي
كرم الله وجهه، لينحرفم إلى سحيق الغلو.
٦ - فلنبدأ ونتذاكر، ما سبق ونقلناه، عن مصادر التاريخ الشيعية، ومصادر التاريخ السنية، عن ابن سبأ حول
مسألة الغلو، ثم نثني بجولة أخرى تاريخية، عن سلفه بولص حول مسألة الغلو كذلك، بوصفهما من أعيان أهل خبرة
إفساد دين الله تعالى بكيد الغلو.
المطلب الأول
مؤسس الشيعة وغلو تأليه الإمام
١) قال النوبختي -الشيعي- عن فرقة ابن سبأ: (هي أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبي -صلى الله عليه )
.( وآله- من هذه الأمة، وأول من قال فيها بالغلو، هذه الفرقة تسمى السبئية، أصحاب عبد الله بن سبأ). انتهى( ٧٠٥
٢) ذكر القمي -الشيعي- ما وصف ابن سبأ به الإمام عليا -رضي الله عنه- إذ أضاف إليه صفة من صفات )
الألوهية، ألا وهي صفة العلم بالغيب.
قال القمي (ولما بلغ ابن سبأ وأصحابه نعي علي وهو بالمدائن قالوا: إنا نعلم أنه لم يقتل ولا يموت حتى يسوق
.( العرب بسيفه وسوطه، كما قادهم بحجته، وإنه ليسمع النجوى، ويعرف تحت الديار المغفل). انتهى( ٧٠٦
وهل يسمع النجوى إلا الله؟! وهل يعرف المخبوء المغفل تحت الديار وخلف الجدران سوى الله؟! إا صفة العلم
بالغيب، التي لا يوصفا إلا الله وحده، فما بال ابن سبأ يتسلل بإضافة تلك الصفة إلى الإمام؟!!
٣) قال الكشي -الشيعي-: (ذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم، ووالى عليا (ع)، )
كان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله (ص) في
.( علي (ع) مثل ذلك). انتهى( ٧٠٧
٤) إن خبير الغلو الأول في التاريخ الإسلامي، الذي هو ابن سبأ، قد تسلل من بين الصفوف حتى وصل بدهائه )
ونعومة ملمسه إلى الصف الأول، يتلوى زاحفًا ببشاشة الحب المصطنعة على محياه تجاه الإمام، وقد أخفى تحت
طيات قلبه مهمته التي انتدبته لها جمعية قومه السرية حتى تمكن أوًلا من خداع سليم القلب، الخليفة الراشد إمام
المسلمين، فأجلسه تحت درجة منبره.
قال البغدادي -رحمه الله-: (وقد ذكر الشعبي أن عبد الله بن السوداء أراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوقًا
. النوبختي -الشيعي- ص ٢٢ « فرق الشيعة » (٧٠٥)
. للأشعري سعد بن عبد الله القمي - ص ٢١ « المقالات والفرق » (٧٠٦)
. لشيخ الطائفة -الطوسي الشيعي- ص ١٠٨ - حديث برقم ١٧٤ « اختبار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي » (٧٠٧)
وأنه خير ، ورياسة، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصي، وأن عليا -رضي الله عنه- وصي محمد
الأوصياء، كما أن محمدا خير الأنبياء، فلما سمع ذلك منه شيعة علي قالوا لعلي: إنه من محبيك، فرفع علي قدره،
.( وأجلسه تحت منبره، ثم بلغه غلوه فيه فَهم بقلته). انتهى( ٧٠٨
- هم بقتله بعد أن انكشف أمره، وشاع وافتضح، نتيجة نفثه الغلو التي نفثها في بيئة الكوفة، لأول مرة غير
مسبوق بأحد، ولو كان نقي السريرة، الإمام يسمع النجوى كما غلا فيه ابن سبأ، لسمع نجوى صدر ذاك الغالي،
ولو كان طاهر القلب، الإمام يعرف تحت الديار المغفل كما زعم له ابن سبأ، لعرف ما أخفاه ذاك المنافق تحت طيات
قلبه، من قبل تقريبه، برفع قدره ومن قبل إجلاسه تحت درجة منبر الخليفة الإمام، ولكن أنى للإمام معرفة الغيب الذي
لا يعلمه إلا الله وحده؟!!
- علم الإمام، خليفة التوحيد الرابع، بمخبوء صدر الغالي المنافق فقط وقتما اغتر ابن سبأ، وظن أن تأليه الإمام
يرضي علي بن أبي طالب، وقتما أذن الله بفضح ابن سبأ ومخططات قومه، حالما أضله شيطانه، على مرأى ومسمع من
جمع المسلمين، وأعلن تأليه الإمام، بكلمات شيطانية، تواترت إلينا عنه، في الوقت الذي منح نفسه هو رتبة النبوة.
٥) قال ابن أبي الحديد: (وبمقتضى ما شاهد الناس من معجزاته، وأحواله المنافية لقوى البشر -يقصد الإمام )
عليا- غلا فيه من غلا، حتى نسب إليه أن الجوهر الإلهي حلَّ في بدنه، كما قالت النصارى في عيسى -عليه السلام-
وأول من جهر بالغلو في أيامه عبد الله بن سبأ، قام إليه وهو يخطب فقال له: أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له:
.( ويلك من أنا؟ فقال أنت الله). انتهى( ٧٠٩
- الله أكبر، فقد صدم وكيل خبراء الغلو، حس أمة التوحيد، وحس إمامها، ليس في اجتماع مغلق، ولا في جلسة
سرية، بل كانت الصدمة في اجتماع المسلمين الكبير المهيب الموقر، داخل مسجد التوحيد الجامع للملأ من أهل
الإسلام، حال خطبة إمام الرشاد الرابع، قامت الدنيا ولم تقعد، سارع حامي التوحيد -كرم الله وجهه- إلى عقد
المحكمة العليا لحماية أمن التوحيد، وكان هو قاضيها، وقامت سلطات المباحث الإسلامية، بجمع كل من قال قولة ابن
سبأ مقرنين معه في الأصفاد.
. عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي، ص: ١٧٨ « الفرق بين الفرق » (٧٠٨)
. ابن أبي الحديد المدائني - ج ١ - ص ٤٢٥ « شرح ج البلاغة » (٧٠٩)
- وصف ابن أبي الحديد ذلك بقوله: (فأمر بأخذه -يقصد علي بن أبي طالب أمر بأخذ ابن سبأ- وأخذ قوما
كانوا معه على رأيه، وقد كان علي عثر على قوم خرجوا من محبته باستحواذ الشيطان عليهم، إلى أن كفروا برم،
وجحدوا ما جاء به نبيهم، واتخذوه ربا وإلهًا، وقالوا: أنت خالقنا ورازقنا، فاستتام وتوعدهم، فأقاموا على قولهم،
.( فحفر لهم حفرا دخن عليهم فيها، طمعا في رجوعهم، فأبوا فحرقهم بالنار). انتهى( ٧١٠
- سلك الإمام سبيل الشرع في مواجهة المرتد، استتابه، عساهم يتوبون، ومع الإصرار على الردة، كان الحكم
الراشد بالإعدام.
أما زعيم الردة -ابن سبأ- فقد راوغ وأظهر التوبة منافقًا، إلى حين تتهيأ له ظروف أخرى ملائمة، للسير قدما في
تنفيذ مخطط قومه، الهادف إلى إفساد دين اللهدم التوحيد.
- قال ابن أبي الحديد (ثم إن جماعة من أصحاب علي، منهم عبد الله بن عباس، شفعوا في عبد الله بن سبأ خاصة،
وقالوا: يا أمير المؤمنين إنه قد تاب فاعف عنه، فأطلقه بعد أن اشترط عليه أن لا يقيم في الكوفة، فقال: أين أذهب؟
.( قال: المدائن، فنفاه إلى المدائن). انتهى( ٧١١
- إا المفاصلة، التي حكما الإمام بينه وبين ذاك المفضوح، ثم واتت فرصة الاستمرار في المخطط بعد قتل الإمام
-عليه رضوان الله.
- قال ابن الحديد: (فلما قتل أمير المؤمنين -عليه السلام- أظهر -ابن سبأ- مقالته، وصارت له طائفة وفرقة،
يصدقونه ويتعبونه.. وتفاقم أمرهم، وشاع بين الناس قولهم، وصار لهم دعوة يدعون إليها وشبهة يرجعون إليها،
وهي: ما ظهر وشاع بين الناس من أبخار بالمغيبات حالا بعد حالٍ، فقالوا: إن ذلك لا يمكن أن يكون إلا من الله
!!( تعالى، ومن حلت ذات الإله في جسده). انتهى( ٧١٢
٦) وإذا كان ابن سبأ قد ألقى في روع أتباعه المغترين به، ألوهية علي بن أبي طالب!! فلا بأس عنده أن يلقي في )
روعهم أيضا أنه هو نفسه نبي، وقد كان أن ادعى ابن سبأ لنفسه النبوة، ادعى الربوبية للإمام علي أوًلا، في رواية
. ٧١٠ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٤٢٥ )
. ٧١١ ) المرجع السابق - ج ١ ص ٤٢٥ )
. ٧١٢ ) المرجع السابق - ج ١ - ص ٤٢٦ )
الكشي -الشيعي-: (عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وهو يحدث أصحابه بحديث عبد الله بن
سبأ، وما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: إنه لما ادعى ذلك فيه استتابه أمير المؤمنين).
.( انتهى( ٧١٣
- ثم مع ادعاء الربوبية وادعاء الألوهية الإمامية، كان ادعاء النبوة لنفسه ثانيا، في رواية الكشي أيضا: (عن عبد
الله بن سنان قال: حدثني أبي عن أبي جعفر (ع) أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين (ع)
هو الله -تعالى عن ذلك- فبلغ ذلك أمير المؤمنين (ع) فدعاه وسأله، فأقر بذلك وقال: نعم، أنت هو، وقد كان ألقي
في روعي أنك أن الله وأني نبي، فقال له أمير المؤمنين (ع): ويلك قد سخر منك الشيطان، فارجع عن هذا ثكلتك
!!( أمك وتب، فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام). انتهى( ٧١٤
- هذا توحيد الربوبية، سعى ابن سبأ إلى هدمه، وهذا توحيد الألوهية سعى ابن سبأ في هدمه، ثم توحيد الأسماء
والصفات كذلك قد سعى ابن سبأ في هدمه، بإضافة صفة العلم بالغيب إلى الإمام.
- كان أول من أعمل معاول الهدم، في كل قسم من أقسام التوحيد الثلاثة، هو عبد الله بن سبأ، المؤسس الأول
لكافة فرق الشيعة، كما أنه أول من فتح باب ادعاء النبوة، لكل متشيع ادعاها من بعده، وليسأل السائل: ما هي صلة
موضوع تأليه ابن سبأ للإمام، بموضوع عصمة الإمام الشيعية؟
الإجابة على هذا السؤال نجدها بعون الله تعالى داخل مباحث الفاصل الأول من الباب الأول، في رسالة
الدكتوراه، بعنوان: (ماهية العصمة الشيعية)، حيث نجد الشيعة، لم يمددوا عصمة الأنبياء والمرسلين إلى أئمتهم
فحسب، بل إم أضافوا إلى عصمة أئمتهم من الإضافات، ما رفعواا أئمتهم إلى مرتبة الألوهية، سائرين على نفس
الدرب، الذي سلكه مؤسس عقائدهم الأول، ابن سبأ.
* * *
. الطوسي -الشيعي- ص ١٠٧ ، حديث برقم ١٧١ « اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي » (٧١٣)
. ٧١٤ ) المرجع السابق - ص ١٠٧ ،١٠٦ ، حديث برقم ١٧٠ )
المطلب الثاني
سلف مؤسس الشيعة وغل و التأليه
لم يكن ابن سبأ بدعا في عالم اليهود، بل كان يترسم خطى سلفه المدعو: بولس -اليهودي- الذي دخل في
النصرانية لإفساد دين أهلها، بتأليه نبي الله عيسى ابن مريم -عليه سلام الله.
وغر اليهود ما أحرزه وكيلهم -بولس- من نجاح كامل في إخراج النصارى من دين التوحيد، فراحوا يجربون
خبرم تلك بوكيلهم -ابن سبأ- داخل مجتمعات الإسلام، فلم يحرزوا النجاح الكامل، الذي غرهم إحرازه من قبل،
بل كان نجاحهم جزئيا محدودا، في طائفة الشيعة.
لذا نرى من المفيد، إلقاء نظرة فاحصة، على خبرة الغلو اليهودية، التي مارسها سلف المؤسس، لنرى كيف نجح في
إفساد النصرانية من قبل، ولكون هذه النظرة، تساعد في تفهم مسلك تنظيمات وجمعيات ابن سبأ وأتباعه، وتفهم
أهدافهم، التي سعوا إلى تحقيقها بمسلكهم هذا.. وبالله التوفيق.
- يقول الشيخ أبو زهرة -رحمه الله- في ترجمة (بولس): (إن لبولس هذا لشأنا في المسيحية، فهي تنسب إليه أكثر
مما تنسب لأحد سواه، فرسائله هي التي شرحتها، وقد كان بنشاطه الجم، وتطوافه في الأقاليم مشرقًا ومغربا، لا
يستقر في مكان على نية الإقامة فيه، بل على قصد في الرحيل إلى غيره، أشد دعاا.
وقد تأثر المسيحيون خطاه، وتعرفوا أخباره وأقواله، ما دونه منها في رسائله، وما ألقاه في الجموع وتناقلوه، وإن
.( لم يدونه هو، وتأثروا أعماله، فاحتذوا حذوه وسلكوا مسلكه، واعتبروه القدوة الأولى). انتهى( ٧١٥
تأليف » تبحث في الأدوار التي مرت عليها عقائد النصارى، وفي كتبهم وفي مجامعهم المقدسة وفرقهم « محاضرات في النصرانية » (٧١٥)
رحمه الله- طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - - « فضيلة الشيخ محمد أبو زهرة
. الرياض - المملكة العربية السعودية - ١٤٠٤ ه، ص: ٨٥
- المعلوم أن مصدر المسيحية هو: الكتاب المقدس لدى النصارى، يشمل التوراة والأناجيل ورسائل الرسل وتسمى التوراة
(أسفارها الموسوية وغيرها) : كتب العهد القديم، وتسمى الأناجيل ورسائل الرسل: كتب العهد الجديد، فمن العهد القديم
يعرفون أخبار العالم في عصوره الأولى وأجياله القديمة، وشرائع اليهودية الاجتماعية والدينية، وتاريخ نشأم وحكومام
وحوادثهم، والنبوات السابقة منذ هبوط الإنسان على هذه الأرض، والبشارات بالنبيين اللاحقيين وبالمسيح، وفيها يجدون أدعية
بولس اليهودي:
في سفر أعمال الرسل، تفصيل لحياة بولس، وقد أخذت أعماله من ذلك السفر الشطر الأكبر، وقد جاء فيه أن
مولده كان في طرسوس، وتربى في أورشليم، واسمه الأصلي (شاول)، وهذا نص الفقرة الثالثة من الإصحاح الثاني
والعشرين حكاية عنه: (أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكه، ولكن ربيت في هذه المدينة أورشليم). ولقد
جاء أنه من الفريسيين، الذين يقولون: إن هناك قيامة يشاركون فيها ملك المسيح في الدنيا، فقد جاء في الإصحاح
الثالث والعشرين: (ولما علم بولس أن قسما منهم صدوقيون، والآخرون فريسيون صرح في امع: أيها الرجال
.( الإخوة أنا فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم)( ٧١٦
- نلاحظ الصلة بين عقيدة قيامة الأموات، التي يزعم بولس وجماعته أم فيها يشاركون ملك المسيح في الدنيا،
وبين عقيدة الرجعة، التي أخذها الشيعة من فكرة ابن سبأ، وصاغوها عقيدة أساسية من ضمن عقائدهم.
- ونلاحظ أن كاتب سفر أعمال الرسل هو: (لوقا) صاحب أحد الأناجيل الأربعة، قد رافق بولس في أسفاره
وأعماله، وجاء في رسائل بولس، ما يشير إلى هذه الرفقة وتلك الملازمة، وكلهم يتفقون على أن لوقا من تلاميذ
.( بولس ورفقائه، ولم يكن من تلاميذ المسيح ولا من تلاميذ حوارييه، ولبولس هذا الشأن الخطير في المسيحية( ٧١٧
- كما أن المدعو: مرقس، صاحب إنجيل آخر من الأناجيل الأربعة قد صاحب هو الآخر المدعو بولس.. جاء في
متوارثة تعين على أداء العبادات والقيام بالطقوس الدينية كمزامير داود.. إلخ، أما كتب العهد الجديد وأولها الأناجيل: والأناجيل
المعتبرة عندهم أربعة: إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا، ومكان الأناجيل في النصرانية مكان القطب والعماد،
تشتمل على عقيدة ألوهية المسيح في زعمهم والصلب والفداء، وهذه الأناجيل الأربعة هي التي تعترفا الكنائس، وتقرها الفرق
المسيحية، وتأخذا ص ٤٩ ،٤٨ ، وهذه الأناجيل الأربعة، لم يملها المسيح، ولم تترل عليه هو بوحي أوحي إليه، ولكنها كتبت
من بعده - ص ٥٠ - وبعد الأناجيل تأتي في العهد الجديد: رسائل رسلهم، ويسموا ما عدا رسالة أعمال الرسل: الأسفار
التعليمية كما يسمون الأناجيل ورسالة أعمال الرسل: الأسفار التاريخية لأن الأناجيل تعني بشرح حياة السيد المسيح وحكاية
أحواله وبعض أقواله ومواعظه، أما الرسائل فإا تعني بالناحية التعليمية التي تبينا الديانة، والرسائل اثنتان وعشرون رسالة،
الأولى وتسمى أعمال الرسل وتنسب إلى لوقا صاحب الإنجيل ثم اختص بولس وحده بأربع عشرة رسالة - ص ٨٢ ، وهذه
. الرسائل تشرح المسيحية الحاضرة بأكثر من الأناجيل، وقد كتبت جمعيها باليونانية ص ٨٣
. ٧١٦ ) المرجع السابق - ص ٨٦ ،٨٥ )
. ٧١٧ ) المرجع السابق، ص ٥٩ ،٥٨ ،٥٧ )
سفر الأعمال: (أن الرسل بعد صعود السيد المسيح كانوا يجتمعون في بيته، وقد لازم مرقس خاله برنابا - وهو من
.( الرسل - وبولس الرسول في رحلتهما إلى أنطاكية وتبشيرهما بالمسيحية فيها)( ٧١٨
جهالة جنس بولس:
نجد كُتاب المسيحية، متفقين على أنه من اليهود، ولكن جاء في سفر أعمال الرسل أيضا، ما يدلُّ على أنه
روماني، ففي آخر الإصحاح الثاني والعشرين منه ما نصه: (فلما مدوه للسياط قال بولس لقائد المائة الواقف: أيجوز
لكم أن تجلدوا إنسانا رومانيا غير مقضي عليه، فإذ سمع قائد المائة ذهب إلى الأمير وأخبره قائلًا: انظر ما أنت مزمع أن
تفعل، لأن هذا الرجل روماني، فجاء وقال له: قل لي أنت روماني؟ فقال: نعم، فأجاب الأمير: أما أنا فبمبلغ كبير
اقتنيت هذه الرعوية، فقال بولس: أما أنا فقد ولدت فيها، وللوقت تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه،
!!( واختشى الأخير لما علم أنه روماني لأنه قَيده). انتهى( ٧١٩
- ونص كونه يهودي ولد في طرسوس -الشام- تربى في أورشليم -القدس- وكونه روماني - نصان متعارضان،
لعلَّ أرجحهما أنه يهودي، لأنه ذكر أنه رماني، عندما رأى أن جسمه سيكوى بالسياط فأعمل الحيلة، ولقد صرح في
سفر الأعمال أيضا أنه قال: إنه فريسي، ليوقع الخلاف بين الصدوقيين والفريسيين، فهو ما صرحذا التصريح إلا
ليوقع الفرقة بينهم، وينجو من كيدهم بتدبير فريق منهم، وقد تمَّ له ما أراد، فاختلفوا وجرى بينهم نزاع شديد، كما
دلت على ذلك الفقرات التي ذكرت من بعد في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الأعمال، وإذن فلا نستطيع أن
.( نستبين جنسه من هذا، على وجه تطمئن إليه النفس( ٧٢٠
- فهذا بولس اليهودي مجهول الجنس، وذاك ابن سبأ اليهودي مجهول النسب، كلاهما يتحايل ويراوغ، لينجو من
العقاب، هذا بزعم الجنسية الرومانية، لينجو من السوط، وذاك يزعم الحب والموالاة لأهل البيت، متظاهرا بالتوبة،
لينجو من الإعدام حرقًا.
عداء بولس للمسيحية:
. عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، ص: ٣٥ « مكائد يهودية عبر التاريخ » : ٧١٨ ) المرجع السابق، ص ٥٥ ، وانظر )
. محمد أبو زهرة، ص: ٨٦ « محاضرات في النصرانية » (٧١٩)
. ٧٢٠ ) المرجع السابق، ص ٨٧ ،٨٦ )
كان بولس هذا في صدر حياته، من أشد أعداء المسيحية، وأبلغهم كيدا لها، وأكثرهم إمعانا في أذى معتنقيها،
كما يدلُّ على ذلك ما جاء في سفر الأعمال، في مواضع كثيرة منه، ففي الإصحاح الثامن منه: (وحدث في ذلك
اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة، ما عدا الرسل، وحمل
رجال أتقياء استفانوس، وعملوا عليه مناحة عظيمة، وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة، وهو يدخل البيوت، ويجر
رجاًلا ونساءً، ويسلمهم إلى السجن). انتهى!!
وجاء في الإصحاح التاسع: (أما شاول فكان لم يزل ينفث ددا وقتلًا على تلاميذ الرب، فتقدم إلى رئيس
الكهنة، وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات، حتى إذا وجد أناسا في الطريق رجاًلا أو نساءً يسوقهم موثقين
إلى أورشليم). انتهى!!
ويجيء في ذلك السفر أيضا اعترافه الصريح بذلك الماضي، منها ما جاء في الإصحاح الثاني والعشرين، مخاطبا
اليهود: (كنت غيورا لله، كما أنتم جميعكم اليوم، واضطهدت هذا الطريق، حتى الموت، مقيدا ومسلما إلى السجون
رجاًلا ونساءً، كما يشهد لي أيضا رئيس الكهنة وجميع المشيخة الذين إذا أخذت منهم رسائل للإخوة إلى دمشق،
!!( ذهبت لآتي بالذين هناك إلى أورشليم مقيدين لكي يعاقبوا). انتهى( ٧٢١
ثم كانت حيلته للدخول في المسيحية:
سفْر الأعمال يقول: إن ذلك الرجل، الذي كاد للمسيحية هذا الكيد، وآذى أهلها ذلك الإيذاء، وقد انتقل من
الجبت والطاغوت إلى المسيحية فجأة، من غير مقدمات تقدمت ذلك الانتقال، ولا تمهيدات مهدت له، فيقول في
الإصحاح التاسع: (في ذهابه حدث أن اقترب إلى دمشق، فبغتة أبرق حوله نور من السماء، فسقط على الأرض،
وسمع صوتا قائلًا له: شاول، لماذا تضطهدني؟ فقال: من أنت يا سيدي؟ فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده، فقال
وهو مرتعد متحير: يا رب ماذا تريد أن أفعل؟ فقال له الرب: قم وادخل المدينة، فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل).
.( انتهى( ٧٢٢
- بتلك الحيلة دخل بولس أو شاول في المسيحية، وحاول أن يتصل بتلاميذ المسيح، ولكنهم أوجسوا منه خيفة،
. ٧٢١ ) المرجع السابق، ص ٨٨ ،٨٧ )
. ٧٢٢ ) المرجع السابق، ص ٨٨ )
ولم يصدقوا إيمانه إلى أن شهد له المدعو: برنابا بالإيمان، كما جاء في نفس الإصحاح التاسع من السفر المذكور: (ولما
جاء شاول إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ، وكان الجميع يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ، فأخذه برنابا
!!( وأحضره إلى الرسل وحدثهم كيف أبصر الرب في الطريق وأنه كلمه، وكيف جاهر في دمشق باسم يسوع)( ٧٢٣
- ومن ذلك الوقت، صار بولس القوة الفعالة، والحركة الدائبة في الدعاية المسيحية، كما تدلُّ على ذلك عبارات
سفر الأعمال، وقد اصطحب في رحلاته برنابا، وهناك نجد حلقة مفقودة، فلم يبين لنا سفر الأعمال، على من تلَقَّى
مبادئ المسيحية التي أخذ يبشرا، والتي دونها في رسائله الأربع عشرة، والتي يضيف بعض الكُتاب سفر الأعمال،
وينسبه إليه بدل نسبته إلى لوقا؟ لم تبين لنا الكتب المسيحية على من تلَقَّى مبادئ المسيحية؟ ولعلهم يعتقدون أنه ليس
في حاجة إلى التلقِّي، لأنه انتقل من مرتبة الكافر المناوئ إلى مرتبة الرسل في المسيحية، وصار ملهما ينطق بالوحي، في
.( اعتقادهم، فلم يكن في حاجة إلى التعليم والدراسة؛ لأن الوحي كفاه مؤنة الدرس وتعبه( ٧٢٤
فهم يزعمون أن الروح القدس، خاطبه واختصه بالخطاب، هو وبرنابا من بين الأنبياء والمعلمين، فقد جاء في
الإصحاح الثالث عشر من رسالة الأعمال: (وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا
وشاول للعمل الذي دعوما إليه، فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما، فهذان إذ أرسلا من
!!( الروح القدس انحدرا إلى سلوكية، ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرص). انتهى( ٧٢٥
دخل المسيحية لتأليه المسيح:
جاء في رسالة بولس إلى أهل رومية في الإصحاح الأول منها: (أوًلا أشكر إلهي يسوع المسيح من جهة جميعكم،
إن إيمانكم ينادي به في كلِّ العالم، فإن الله الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي، كيف بلا انقطاع أذكركم).
!!( انتهى( ٧٢٦
يقول لوقا في ختام حكايته لقصة أستاذه بولس، وكيف هبط عليه يسوع -في رسالة أعمال الرسل-: (وللوقت
. ٧٢٣ ) المرجع السابق، ص ٨٨ ،٦٩ )
. ٧٢٤ ) المرجع السابق، ص ٨٩ ،٨٨ )
. ٧٢٥ ) المرجع السابق، ص ٧٠ )
. ٧٢٦ ) المراجع السابق، ص ٦٧ )
جعل يكرز في اامع بالمسيح أن هذا هو ابن الله). انتهى!!.. علما بأن هذه الفكرة لم تكن قد عرفت من قبل، وبعد
أن دخل هذا اليهودي الماكر في المسيحية، وأحلَّ نفسه منها في مركز المعلِّم الأول، أخذ يطوف في الأقاليم، يبشر
بالمسيحية الجديدة، ضمن خطة فيها دهاء كبير، فيلقي الخطب وينشئ الرسائل، حتى كانت رسائله هي الرسائل
التعليمية، بما حوت من مبادئ اعتقادية وشرائع علمية، وذه الخطة الماكرة، استطاع هذا الرجل أن يحرف في جوهر
الديانة المسيحية، بدون أن يستطيع أحد معارضته، لأنه زعم لهم أنه يتلقَّى التعاليم من المسيح تلقيا إلهاميا روحيا -ومن
روح القدس كذلك- وصدقوه في ذلك، وأدخل في المسيحية ما أدخل، وحرف فيها ما حرف، وكاد لدين الله أيما
.( كيد، وقتل في اضطهادات نيرون سنة ٦٦ م أو ٦٧ م( ٧٢٧
وكانت عقيدة النصارى نفثة بولسية يهودية:
عقيدة النصارى التي لا تختلف بالنسبة لها الكنائس، وهي أصل الدستور الذي بينه امع النيقاوي هي: (الإيمان
بإله واحد أب واحد، ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى ورب واحد يسوع، الابن
الوحيد المولود من الأب قبل الدهور من نور الله، إله حق من إله حق، مولد غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر الذي
به كان كل شيء، والذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خطايانا، نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس، ومن
مريم العذارء تأنس، وصلب عنا على عهد بيلاطس، وتألم وقبر، وقام من الأموات في اليوم الثالث على ما في الكتب،
وصعد إلى السماء، وجلس على يمين الرب، وسيأتي بمجد، ليدين الأحياء والأموات، ولا فناء لملكه، والإيمان بالروح
القدس الرب المحيي المنبثق من الأب، الذي هو مع الابن يسجد له ويمجد، الناطق بالأنبياء)..
- هذا هو جوهر العقيدة النصرانية ولبها، الذي لا اختلاف فيه عندهم، والذي يستفاد من هذا، أن أساس
عقيدم، يقوم على ثلاثة عناصر:
١ - العنصر الأول: التثليث والإيمان بثلاثة أقانيم.
٢ - العنصر الثاني: صلب المسيح فداء عن الخليقة، وقيامه من قبره ورفعه.
عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، دار القلم، دمشق، ط: خامسة، ١٤٠٥ ه، ١٩٨٥ م، ص: « مكائد يهودية عبر التاريخ » (٧٢٧)
.٣٦ ،٣٥
.( ٣ - العنصر الثالث: أنه يدين الأحياء والأموات( ٧٢٨
فماذا كان شأن امع النيقاوي؟
اامع في المسيحية هي كما يقول علماؤهم: جماعات شورية في المسيحية، قد رسم رسلهم نظامها في حيام،
حيث عقدوا امع بأورشليم بعد ترك المسيح لهم باثنتين وعشرين سنة، فقد قالوا: إن التلاميذ والمشايخذا امع،
الذي بينه سفر الأعمال في إصحاحه الخامس عشر، قد سنوا للمسيحيين سنة جمع اامع، لدراسة ما يتعلق بالعقيدة
والشريعة، وقد أحصى -أحدهم- اامع العامة من القرون الأولى للمسيحية إلى سنة ١٨٦٩ م، كانت عدا عشرين
.( مجمعا، وكان أعظم هذه اامع، وأبعدها أثرا وأكبرها شأنا، هو: مجمع نيقية( ٧٢٩
لما اعتزم المدعو: قسطنطين إمبراطور روما -الوثني- الدخول في النصرانية، بعد أن منح النصارى عطفه، ووجدهم
في اختلاف شديد حول شخص المسيح، أمر عام ٣٢٥ م بعقد مجمع نيقية، يقول المدعو ابن البطريق المسيحي في
وصف اتمعين ما نصه: (بعث الملك قسطنطين إلى جميع البلدان، فجمع البطارقة الأساقفة، فاجتمع في مدينة نيقية
ثمانية وأربعون وألفان من الأساقفة، وكانوا مختلفين في الآراء والأديان، فمنهم من كان يقول: إن المسيح وأمه إلهان
من دون الله، وهم البربرانية ويسمون المريميين، ومنهم من كان يقول: إن المسيح من الأب بمترلة شعلة نار انفصلت
من شعلة نار فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها، وهي مقالة سابليوس وشيعته، ومنهم من كان يقول: لم تحبل به
مريم تسعة أشهر، وإنما مر في بطنها كما يمر الماء في الميزاب، لأن الكلمة دخلت في أذا، وخرجت من حيث يخرج
الولد من ساعتها، وهي مقالة البيان وأشياعه ومنهم من كان يقول: إن المسيح إنسان خلق من اللاهوت كواحد منا
في جوهره، وإن ابتداء الابن من مريم، أن اصطفى ليكون مخلصا للجوهر الإنسي صحبته النعمة الإلهية، وحلت فيه
بالمحبة والمشيئة، ولذلك سمي: ابن الله، ويقولون: الله جوهر قديم واحد، وإقنوم واحد، ويسمونه بثلاثة أسماء، ولا
يؤمنون بالكلمة ولا بروح القدس، وهي مقالة بولس الشمشاطي، بطريرك أنطاكية وأشياعه، وهم البوليقانيون،
ومنهم من كان يقول: إم ثلاثة آلهة لم تزل: صالح، وطالح، وعدل بينهما، وهي مقالة مرقيون اللعين وأصحابه،
وزعموا أن مرقيون رئيس الحواريين وأنكروا بطرس، ومنهم من كان يقول: بألوهية المسيح وهي مقالة بولس
. أبو زهرة، ص: ١٢١ ،١٢٠ ،« محاضرات في النصرانية » (٧٢٨)
. ٧٢٩ ) المرجع السابق، ص: ١٤٨ ،١٤٧ ،١٤٦ )
!!( الرسول، ومقالة الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفًا). انتهى( ٧٣٠
فماذا كان موقف الملك قسطنطين الوثني؟
اجتمع أولئك المختلفون، وسمع قسطنطين مقال كل فرقة من ممثليها، فعجب أشد العجب مما رأى وسمع، فأمرهم
أن يتناظروا لينظر الدين الصحيح مع من؟ وأخلى دارا للمناظرة، ولكنه جنح أخيرا إلى رأي بولس، وعقد مجلسا
خاصا للأساقفة الذين يمثلون هذا الرأي، وكانت عدم ثمانية عشر وثلاثمائة.
- يقول في ذلك ابن البطريق: (وضع الملك للثلاثمائة والثمانية عشر أسقفًا مجلسا خاصا عظيما، وجلس في
وسطهم وأخذ خاتمه وسيفه وقضيبه، فدفعه إليهم وقال لهم: قد سلطتكم اليوم على مملكتي، لتصنعوا ما ينبغي لكم أن
تصنعوا مما فيه قوام الدين وصلاح المؤمنين، فباركوا الملك، وقلدوه سيفه وقالوا له: أظهر دين النصرانية، وذُب عنه،
ووضعوا له أربعين كتابا في السنن والشرائع، منها ما يصلح للملك أن يعلمه ويعمل به، ومنها ما يصلح للأساقفة أن
!!( يعملوا به). انتهى( ٧٣١
إذن قرر امع ألوهية المسيح، وأنه من جوهر الله، وأنه قديم بقدمه، وأنه لا يعتريه تغيير ولا تحول، وفرضت تلك
.( العقيدة على المسيحيين قاطبة، مؤيدة بسلطان قسطنطين، لاعنة كل من يقول غير ذلك( ٧٣٢
هكذا نجح اليهود، بجمعيام السرية، وبوكيلهم بولس، في هدم التوحيد، الذي جاء به رسول الله عيسى ابن مريم
-عليه سلام الله.
يقول الجبهان عن مجمع نيقية وقسطنطين: (لقد كان عدد من اجتمعوا في امع الأول - في نيقية عام ٣٢٥ ه
٢٠٤٨ ) أسقفًا، ولكن ( ٣١٨ ) من هؤلاء غلبوا الباقين على أمرهم، واستطاعوا بمساندة الملك قسطنطين الوثني ) -
إعلان صيغة (الأمانة) التي تتضمن تأليه المسيح، وفرضها على الناس بالبطش والإرهاب، وفي هذا امع أتم المتآمرون
ما بدأه (بولس اليهودي) وحققوا ما أراده، حينما حول المسيحية من دين مثالي كما جاء به المسيح صلوات الله
وسلامه عليه، إلى دين خليط من الوثنيات والخرافات والأساطير، كما هو مشاهد الآن وكما تنص عليه أمانتهم التي
. ٧٣٠ ) المرجع السابق، ص: ١٥٣ ،١٥٢ )
. ٧٣١ ) المرجع السابق، ص: ١٥٣ )
. ٧٣٢ ) المرجع السابق، ص: ١٥٤ )
.( كان يجب أن تسمى: الخيانة)( ٧٣٣
ويقول عن اامع النصرانية: (لقد عقد النصارى ما يزيد على عشرين مجمعا، كان أولها امع الذي انعقد في
نيقية عام ٣٢٥ م، والذي وضعوا فيه صيغة (الأمانة)، وكان آخرها امع الذي انعقد في روما عام ١٩٦٤ م والذي
تمخض عن تبرئة اليهود من دم المسيح، ولكي يعرف فداحة آثار هذه اامع المدمرة، يكفي أن تعرف أا كانت
مصنعا لإنتاج الآلهة.
ففي امع الأول: ألَّهوا عيسى -عليه السلام- وفي امع الثاني: ألَّهوا روح القدس -عليه السلام- وفي امع
الثالث: ألَّهوا مريم -عليها السلام- وفي امع الثاني عشر: منحوا الكنيسة حق الغفران والحرمان، ومنح هذا الحق لمن
تشاء من القساوسة ورجال الكهنوت، وفي امع العشرين: قرروا عصمة الباب، والإقرار بعصمته يعطيه حق النسخ
والتشريع، بل وربما حق عزل آلهة وترشيح أخرى، والبقية تأتي ما دام يوجد على وجه الأرض يهود، لا يتورعون عن
.( تقمص النصرانية، عندما يقررون العبث بأحشائها( ٧٣٤
- وليسأل سائل: ما هي صلة موضوع بولس اليهودي، الذي أفسد دين النصارى، بموضوع عصمة الإمام
الشيعية ؟
٧٣٣ ) "ما يجب أن يعرفه المسلم من حقائق عن النصرانية والتبشير" تأليف: إبراهيم السليمان الجبهان – طبع ونشر رئاسة إدارات )
البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - ١٤٠٤ ه - ص ٤٧ – وجاء المؤلف بصيغة (الأمانة) النصرانية التي أوجب
تسميتها: (الخيانة) – لكوا خيانة للتوحيد – ونصها ص ٤٨ : (نؤمن بالله الواحد الأب، ضابط الكل ملك كل شيء، صانع ما
يرى وما لا يرى، وبالرب الواحد يسوع ابن الله الواحد، بكر الخلائق كلها الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها، وليس بمصنوع،
إله حق من إله حق، من جوهر أبيه، الذي بيده أتقنت العوالم وخلق كل شيء، الذي من أجلنا معشر الناس ومن أجل خلاصنا
نزل من السماء وتجسد من روح القدس وصار إنسانا، وحبل به وولد من مريم البتول. وصلب أيام بيلاطس، ودفن وقام في اليوم
الثالث كما هو مكتوب، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه، وهو مستعد للمجيء تارة أخرى، للقضاء بين ا لأحياء
والأموات ونؤمن بروح القدس المحي المنبثق من أبيه هو الذي بموقع الأب، والابن يسجد له ويمجد، والناطق بالأنبياء، وبكنيسة
واحدة جامعة مقدسة رسولية، وبمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، ونترجي قيامة الموتى والحياة والدهر العتيد آمين.) انتهى!!
ثم صيغة التثليث ونصها: (والأب والابن وروح القدس، هي ثلاثة أقانيم وثلاثة وجوه وثلاثة خواص، توحيد في تثليث، وتثليث في
توحيد، كبان واحد بثلاثة أقانيم إله واحد جوهر واحد طبيعة واحدة.) انتهى!!
هذه هي صيغة جمعية بولس اليهودي مؤسس النصرانية-وسنطالع الكثير من صياغات جمعية ابن سبأ اليهودي مؤسس الشيعة.
. ٧٣٤ ) المرجع السابق – ص ٤٥ )
الإجابة على هذا السؤال، نجدها حال مطالعة الكثير من النصوص الشيعية، حول اثني عشر، لم يزعموا عصمتهم
فقط كما يتوهم الكثير بل أضافوا إلى عصمتهم المئات من الصياغات المتشاة لصياغة نص أمانة النصارى، تلك
الصياغات الشيعية التي ملَئواا كتبهم، رافعينا الاثني عشر إلى مصاف الآلهة.
فإلى مباحث رسالة الدكتوراه، حول العصمة الشيعية الاثني عشرية، والتي كان هذا الكتاب، عن النشأة والعقائد،
مدخلًا ضروريا لها، سائلين المولى عز وجلَّ السداد والرشاد.
* * *
فهرس المصادر والمراجع
أوًلا: كشف مراجع أهل السنة
تأليف: أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد البر - « الاستيعاب في معرفة الأصحاب » -١
الأندلسي المغربي- ت: ٤٦٣ ه، تحقيق: علي محمد البجاوي، مكتبة ضة مصر، القاهرة.
ابن الأثير - أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني بن الأثير، ت: « أسد الغابة في معرفة الصحابة » -٢
٦٣٠ ه، تحقيق: محمد إبراهيم البنا، ومحمد أحمد عاشور، ومحمود عبد الوهاب فايد، طبعة: الشعب، القاهرة.
الدكتور: إبراهيم علي شعوط، الأستاذ بجامعة الأزهر، ط: خامسة، ،« أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ » - ٣
١٤٠٣ ه، ١٩٨٣ م، المكتب الإسلامي، بيروت ودمشق.
أبو منصور عبد القاهر بن طاهر - التميمي البغدادي، ت: ٤٢٩ ه، ط: أولى، التزم « أصول الدين » - ٤
نشره: مطبعة مدرسة الإلهيات بدار الفنون التركية، باستامبول، مطبعة الدولة، ١٣٤٦ ه، ١٩٢٨ م.
خير الدين الزركلي، القاهرة، ط: ثالثة، ١٣٨٩ ه، مطبعة: دار العلم للملايين. « الأعلام » - ٥
للإمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعانيّ، ت: ٥٦٢ ه، حقَّقه: « الأنساب » - ٦
محمد عوامة، الناشر: محمد أمين دمج، بيروت، ط: أولى، ١٣٩٦ ه، ١٩٧٦ م.
أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي - ت: ٧٧٤ ه، مكتبة المعارف، بيروت، ط: « البداية والنهاية » - ٧
ثانية، ١٣٩٤ ه، ١٩٧٤ م.
تأليف: عجاج نويهض - دار طلاس، دمشق، ط: ثانية، ١٩٨٧ م. « بروتوكولات حكماء صهيون » - ٨
للجاحظ أبي عثمان عمرو بن بحر، ت: ٢٥٥ ه، تحقيق: عبد السلام هارون، مطبعة لجنة « البيان والتبيين » - ٩
التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، ط أولى ١٣٦٨ ه، ١٩٤٩ م.
للإمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير، القرشي الدمشقي، ت: « تفسير القرآن العظيم » - ١٠
٧٧٤ ه، دار العلم، بيروت، ط: ثانية، ودار المعرفة، بيروت، ١٣٨٨ ه، ١٩٦٩ م.
للشيخ: محمد شفيع، مفتي باكستان، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة. ،« التصريح فيما تواتر في نزول المسيح » - ١١
تأليف السيد: محمد رشيد رضا، منشئ المنار، ط: ثالثة، ،« تفسير القرآن الحكيم المشتهر بتفسير المنار » - ١٢
أصدرا: دار المنار بمصر، ١٣٧٥ ه.
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي - المالكي الإشبيلي - ،« تاريخ العلامة ابن خلدون » - ١٣
ت: ٨٠٨ ه، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط ١٩٦٦ م.
محمد مرتضى الزبيدي، المطبعة الأميرية، القاهرة، ١٣٠٧ ه. « تاج العروس » - ١٤
أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي، ت: ٣٧٧ ه، تحقيق: محمد ،« التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع » - ١٥
زاهد الكوثري، مكتبة المثنى، بغداد، ١٣٨٨ ه.
لقاضي القضاة: عبد الجبار بن أحمد الهمذانيّ، ت: ٤١٥ ه، حقَّقه وقدم له، « تثبيت دلائل النبوة » - ١٦
الدكتور: عبد الكريم عثمان، دار العربية للطباعة والنشر، بيروت.
الإمام: محمد أبو زهرة، ت: ،« تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد وتاريخ المذاهب الفقهية » - ١٧
١٣٩٣ ه، دار الفكر العربي.
أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي، المعروف بابن عساكر، ،« ذيب تاريخ دمشق الكبير » - ١٨
ت: ٥٧٠ ه، دار المسيرة، بيروت، ط: ثالثة، ١٣٩٩ ه، ١٩٧٩ م، ترتيب: عبد القادر زيدان.
لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، ت: ٣١٠ ه، دار « تاريخ الطبري - تاريخ الرسل والملوك » - ١٩
المعارف، القاهرة، ط: الرابعة.
أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، ت: ٧٤٨ ه، مكتبة ،« تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام » - ٢٠
القدس، القاهرة، ١٣٦٧ ه.
الإمام الفخر الرازي، ط: ثانية، نشر: دار الكتب العلمية، طهران. « التفسير الكبير » - ٢١
الشيخ: محمد منظور نعماني، كبير علماء الهند، ترجمة دكتور: سمير « الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام » - ٢٢
عبد الحميد إبراهيم، مطبعة عبير للكتاب والأشغال التجارية، حدائق حلوان، القاهرة.
تأليف: داود عبد الغفور سنقرط، الد الأول في سلسلة: (أبناء يهوذا في ،« جذور الفكر اليهودي » - ٢٣
الخفاء)، دار الفرقان، عمان، ط: ثانية، ١٤٠٤ ه، ١٩٨٤ م.
تأليف: فؤاد بن سيد عبد الرحمن الرفاعي، طبعة ثالثة، ١٤٠٦ ه. « حقيقة اليهود » - ٢٤
نشر: مصطفى أفندي فهمي وأخويه، القاهرة، ١٣٢١ ه. ،« حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة » - ٢٥
الدكتور: أمين القضاة، مكتبة المنار، الأردن، طبعة أولى، ،« الخلفاء الراشدون - أعمال وأحداث » - ٢٦
١٤٠٦ ه، ١٩٨٦ م.
محمود شاكر، المكتب الإسلامي، بيروت ودمشق، ط: رابعة، ١٤٠٦ ه، ١٩٨٦ م. « خراسان » - ٢٧
محمد فريد وجدي. « دائرة معارف القرن العشرين » - ٢٨
لمحب الدين الخطيب، ط: ثانية، ١٤٠٧ ه، المكتبة السلفية، القاهرة. « ذو النورين عثمان بن عفان » - ٢٩
تأليف الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، تحقيق الدكتور: ناصر بن سعد « رسالة في الرد على الرافضة » - ٣٠
الرشد، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، مكَّة المكرمة، ط: ثانية، إشراف: دار المأمون للتراث،
١٤٠٠ ه.
الرد على من كَذَّب للأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي، يليه عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي » - ٣١
كلاهما بقلم: عبد المحسن بن حمد العباد، المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، طبع في مطابع الرشيد ،« المنتظر
بالمدينة المنورة، ط: أولى، ١٤٠٢ ه.
تأليف: أبي زكريا، يحيى بن شرف النووي، الدمشقي، ٦٣١ ٦٧٦ ه، حقَّقه « رياض الصالحين » - ٣٢
وخرج أحاديثه: عبد العزيز رباح، وأحمد يوسف الدقاق، راجعه: الشيخ شعيب الأرناؤوط، دار المأمون للتراث،
دمشق، ط: عاشرة، ١٤٠٩ ه، ١٩٨٩ م، مكتبة المنار، الزرقاء، الأردن.
الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبد الواحد وافي، في كتابه: بين الشيعة وأهل السنة، تأليف: » - ٣٣
إحسان إلهي ظهير، رئيس تحرير مجلة ترجمان الحديث، لاهور، باكستان، والأمين العام لجمعية أهل الحديث بباكستان،
إدارة ترجمان السنة لاهور، باكستان، ط: ثانية، ١٤٠٦ ه، ١٩٨٦ م.
لأبي الفتح نصر بن إبراهيم، المقدسي الشافعي حقَّق نصوصها وخرج أحاديثها « رسالة تحريم نكاح المتعة » - ٣٤
وعلَّق عليها فضيلة الشيخ: حماد بن محمد الأنصاري، الأستاذ المشارك في قسم السنة والعقيدة، الجامعة الإسلامية، في
المدينة المنورة، دار طيبة بالرياض.
٧٧٤ ه، دار المعرفة بيروت، تحقيق: مصطفى : للإمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير، ٧٠١ « السيرة النبوية » - ٣٥
عبد الواحد، ١٣٩٥ ه - ١٩٧٦ م.
لابن هشام، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر. « سيرة النبي » - ٣٦
للأستاذ: إحسان إلهي ظهير، رئيس تحرير مجلة ترجمان الحديث، لاهور، باكستان، نشر: « الشيعة والسنة » - ٣٧
إدارة ترجمان السنة، لاهور باكستان، ط: الثالثة والعشرون، ١٤٠٤ ه، ١٩٨٤ م.
المؤرخ الفقيه الأديب: أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي - ،« شذرات الذهب في أخبار من ذهب » - ٣٨
ت: ١٠٨٩ ه، المكتب التجاري للطباعة والنشر، بيروت.
للعلامة ابن أبي العز الحنفي. ،« شرح العقيدة الطحاوية » - ٣٩
إحسان إلهي ظهير، طبعة ونشر: إدارة ترجمان السنة، لاهور باكستان، ،« الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ » - ٤٠
ط: الأولى، ١٤٠٤ ه.
تأليف: محمد مال الله، تقديم: نظام الدين محمد الأعظمي، مكتبة ابن تيمية، ودار ،« الشيعة والمتعة » - ٤١
الصحوة الإسلامية، ط: ثالثة، رمضان: ١٤٠٩ ه.
تأليف: أحمد عبد الغفور عطار، منشورات: المكتبة العصرية، صيدة، ،« الشيوعية وليدة الصهيونية » - ٤٢
بيروت، ط: أولى، ١٣٩٤ ه، ١٩٧٤ م.
ابن تيمية، ط: بيروت، ١٣٩٨ ه، تحقيق: محيي الدين. ،« الصارم المسلول على شاتم الرسول » - ٤٣
محمد علي الصابونيّ، دار القلم، بيروت، ومكتبة جدة، ط: خامسة، ١٤٠٦ ه، ،« صفوة التفاسير » - ٤٤
١٩٨٦ م.
الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، ويليه كتاب تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه » - ٤٥
تأليف: المحدث الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي المكِّي، المتوفَّى ٩٧٤ ه، دار ،« بسلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان
الكتب العلمية، بيروت، ط: ثانية، ١٤٠٥ ه، ١٩٨٥ م.
عبد الوهاب بن علي السبكي، تحقيق: عبد الفتاح الحلو، وحمود الطناحي، « طبقات الشافعية الكبرى » - ٤٦
مطبعة عيسى البابي الحلبي، ط: أولى، ١٣٨٣ ه.
للشيخ العالم العلامة: يوسف بن يحيى بن علي « عقد الدرر في أخبار المنتظر وهو المهدي -عليه السلام » - ٤٧
بن عبد العزيز المقدسي الشافعي السالمي، الكتاب الأول من مكتبة الفتن وأشراط الساعة، حقَّقه وراجع نصوصه وعلَّق
عليه وخرج أحاديثه، الشيخ: مهيب بن صالح بن عبد الرحمن البوريني، مكتبة المنار، الزرقاء، الأردن، ط: أولى،
١٤٠٥ ه، ١٩٨٥ م.
محمد رضا، دار الكتب العلمية، بيروت. ،« علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- رابع الخلفاء الراشدين » - ٤٨
صادق إبراهيم عرجون، دار السعودية للنشر والتوزيع، ط: ثالثة، ١٤٠٤ ه، ،« عثمان بن عفان » - ٤٩
١٩٨٣ م.
للقاضي أبي بكر بن العربي، حقَّقه ،« العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي » - ٥٠
وعلَّق على حواشيه: محب الدين الخطيب، طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة
والإرشاد، الرياض، ١٤٠٤ ه، ١٩٨٤ م.
سليمان بن حمد العودة، رسالة ماجستير من ،« عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام » - ٥١
١٤٠٢ ه، نشر: دار طيبة، /٧/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، منحا درجة الماجستير بتقدير ممتاز في ٢٤
ط: أولى، ١٤٠٥ ه، الرياض.
بقلم: سيد قطب، دار الشروق، بيروت والقاهرة، الطبعة الشرعية السابعة، ،« في ظلال القرآن » - ٥٢
١٣٩٨ ه، ١٩٧٨ م.
للإمام الحافظ: أحمد بن علي « فتح الباري بشرح صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري » - ٥٣
٨٥٢ ه، قرأ أصله وأشرف على مقابلة نسخه المطبوعة والمحفوظة: عبد العزيز بن عبد - بن حجر العسقلاني، ٧٣٣
الله بن باز، الأستاذ بكلية الشريعة بالرياض، رقَّم كتبه وأبوابه وأحاديثه واستقصى أطرافه ونبه على أرقامها في كلِّ
حديث: محمد فؤاد عبد الباقي، قام بإخراجه وتصحيح تجاربه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب، المكتبة
السلفية، القاهرة، دار الفكر، بيروت.
تأليف: صدر الإسلام الأصولي العالم المتفنن: عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي ،« الفرق بين الفرق » - ٥٤
الإسفرائيني التيمي، ت: ٤٢٩ ه، ١٠٣٧ م، دار الكتب العلمية، بيروت، ط أولى، ١٤٠٥ ه، ١٩٨٥ م.
ابن حزم الأندلسي، ت: ٤٥٦ ه، طبعة محمد علي صبيح، القاهرة. ،« الفصل في الملل والأهواء والنحل » - ٥٥
أحمد أمين، دار الكتاب العربي، بيروت، ط: عاشرة، ١٩٦٩ م. ،« فجر الإسلام » - ٥٦
مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٩٨٦ م. ،« القاموس المحيط » - ٥٧
داود عبد الغفور سنقرط، الد الثاني من سلسلته: (أبناء يهوذا ،« القوى الخفية لليهودية العالمية الماسونية » - ٥٨
في الخفاء)، وبقية السلسلة بالعناوين التالية: الد الثالث بعنوان: (اليهود في المعسكر الغربي)، الد الرابع بعنوان:
(اليهود في المعسكر الشرقي)، الد الخامس بعنوان: (اليهود في الوطن العربي).
لأبي العباس أحمد بن محمد بن حجر المكي الهيتمي، دراسة ،« القول المختصر في علامات المهدي المنتظر » - ٥٩
وتحقيق وتعليق: مصطفى عاشور، مكتبة القرآن، القاهرة.
عز الدين بن الأثير الجزري، ت: ٦٣٠ ه، ط: دار الفكر، بيروت، ١٣٩٨ ه، ،« الكامل في التاريخ » - ٦٠
١٩٧٨ م.
عز الدين بن الأثير الجزري الشيبانيّ، ت: ٦٣٠ ه، دار صادر بيروت. ،« اللباب في ذيب الأنساب » - ٦١
شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني - ت: ٨٥٢ ه. « لسان الميزان » - ٦٢
ابن خلدون أبو زيد عبد الرحمن بن ،« مقدمة ابن خلدون - خزانة العلوم الاجتماعية والسياسية والأدبية » - ٦٣
محمد بن خلدون - الحضرمي المالكي الإشبيلي - ت: ٨٠٨ ه.
محمد علي الصابونيّ، طبع على نفقة المحسن الكبير السيد: حسن عباس ،« المهدي وأشراط الساعة » - ٦٤
الشربتلي، ط: أولى، ١٤٠١ ه، ١٩٨١ م.
أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، توفي ٣٣٠ ه، مكتبة ،« مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين » - ٦٥
النهضة المصرية، ط: ثانية ١٣٨٩ ه، بتحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد.
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ت: ٧٤٨ ه، دار إحياء ،« ميزان الاعتدال في نقد الرجال » - ٦٦
الكتب العلمية، عيسى البابي الحلبي، ط: أولى، ١٣٨٠ ه.
تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي ،« المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، المعروف بالخطط المقريزية » - ٦٧
المقريزي، ت: ٨٤٥ ه، دار صادر بيروت.
أنور الجندي، دار الاعتصام، « المخططات التلمودية، اليهودية الصهيونية في غزو الفكر الإسلامي » - ٦٨
القاهرة، ط: الثانية، ١٣٩٧ ه، ١٩٧٧ م.
صابر عبد الرحمن طعيمة، دار الفكر العربية. « الماسونية والصهيونية والشيوعية - غاية وهدفًا » - ٦٩
عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، رقم ( ١) في سلسلة أعداء الإسلام، دار « مكائد يهودية عبر التاريخ » - ٧٠
القلم دمشق، ط: خامسة، ١٤٠٥ ه، ١٩٨٥ م.
وهو مختصر منهاج السنة، تأليف: « المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال » - ٧١
٨٢٧ ه، اختصره الحافظ: أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي: - شيخ الإسلام تقي الدين أحمد ابن تيمية، ٧٦١
٧٤٨ ه، حقَّقه وعلَّق حواشيه ووقف على طبعه خادم العلم الشريف: محب الدين الخطيب. - ٦٧٣
تأليف: شاه عبد العزيز الإمام ولي الله أحمد عبد الرحيم الدهلوي، تعريب « مختصر التحفة الاثني عشرية » - ٧٢
الشيخ: غلام محمد بن محيي الدين عمر الأسلمي، اختصره وهذَّبه السيد: محمود شكري الآلوسي: ١٢٧٣ ه -
١٣٤٢ ه، تحقيق وتعليق: محب الدين الخطيب، طبع ونشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء
والدعوة والإرشاد، الرياض، المملكة العربية السعودية، ١٤٠٤ ه.
محاضرات في النصرانية - تبحث عن الأدوار التي مرت عليها عقائد النصارى وفي كتبهم وفي مجامعهم » - ٧٣
تأليف فضيلة الشيخ: محمد أبو زهرة، طبع ونشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء ،« المقدسة وفرقهم
والدعوة والإرشاد، الرياض، المملكة العربية السعودية، ١٤٠٤ ه.
تأليف: إبراهيم السليمان الجبهان، طبع « ما يجب أن يعرفه المسلم من حقائق عن النصرانية والتبشير » - ٧٤
ونشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض المملكة العربية السعودية،
١٤٠٤ ه.
جمع وترتيب: عبد الرحمن بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي، ،« مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية » - ٧٥
وابنه محمد.
جواد علي، ط: أولى، ١٩٦٩ م، بيروت. « المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام » - ٧٦
صالح العلي، ط: السادسة، بغداد. « محاضرات في تاريخ العرب » - ٧٧
ابن تيمية، دار الكتب العلمية، بيروت. « منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية » - ٧٨
الشيخ: عبد الله بن زيد آل محمود، رئيس المحاكم الشرعية في ،« ٧٩ - لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر
قطر.
٧٣٣ ه، المؤسسة - شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، ٦٧٧ ،« اية الأرب في فنون الأدب » - ٨٠
المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.
موسى جار الله، تحقيق وتعليق وتقديم: جماعة من كبار العلماء، مكتبة « الوشيعة في نقد عقائد الشيعة » - ٨١
الكليات الأزهرية، القاهرة.
أحمد حسين، ط: ثالثة، الرياض، ١٤٠٠ ه. ،« اليمن عبر التاريخ » - ٨٢
كشف مراجع أهل التشيع
هاشم معروف الحسيني -شيعي- دار الكتب الشيعية، بيروت. « الانتفاضات الشيعية عبر التاريخ » - ٨٣
السيد محمد كاظم القزويني -شيعي- مؤسسة الوفاء - بيروت - ط ،« الإمام علي من المهد إلى اللحد » - ٨٤
حادي عشر - ١٤٠٢ ه - ١٩٨٢ م.
محمد جواد آل الفقيه -شيعي- دار الفنون بيروت. « أبو ذر الغفاري » - ٨٥
محمد بن النعمان المفيد - عبد الله محمد بن محمد بن النعمان « أوائل المقالات في المذاهب المختارات » - ٨٦
العكْبرِي البغدادي - الملقب بالمفيد - ت: ٤١٣ ه - تعليق: فضل الله الزنجانيّ -كلاهما شيعي- المطبعة الحيدرية
النجف - ط ثالثة ١٣٩٣ ه.
ثقة المحدثين - في الزعم الشيعي - الشيخ عباس القمي - تعليق: « الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية » - ٨٧
محمد كاظم الخراسانيّ -كلاهما شيعي- دار الأضواء بيروت - ط أولى - ١٤٠٤ ه - ١٩٨٤ م.
لشيخ الطائفة الإمامية أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي « اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي » - ٨٨
٤٦٠ ه) - شيعي ط إيران - ١٣٨٤ ه - تصحيح حسن المصطفوي - شيعي. - الطوسي ( ٣٦٥
أبو الحسن علي بن علي بن بابويه القمي - والد الشيخ (الصدوق) المتوفَّى « الإمامة والتبصرة من الخيرة » - ٨٩
٣٢٩ ه -شيعي- دار المرتضى - بيروت - تحقيق مدرسة الإمام المهدي - قم الحوزة العلمية - إيران - ط أولى
١٩٨٥ م.
الإمام الفقيه المحقِّق محمد بن محمد بن النعمان العكْبرِي البغدادي - الملقب بالشيخ المفيد - « الإرشاد » - ٩٠
شيعي- ت ٤١٣ ه.
تأليف أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي -شيعي- تعليقات وملاحظات « الاحتجاج » - ٩١
محمد باقر الخراسانيّ -شيعي- مؤسسة النعمان - بيروت.
أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ت ٣٢٩ ه - دار صعب « الأصول من الكافي » - ٩٢
ودار التعارب - بيروت - صححه وعلَّق عليه: علي أكبر الغفاري - ط رابعة ١٤٠١ ه.
بقلم الإمام الأكبر: محمد الحسين آل كاشف الغطاء -الشيعي- مؤسسة الأعلمي « أصل الشيعة وأصولها » - ٩٣
- بيروت - قدم له الحجة السيد مرتضى العسكري -الشيعي - ط رابعة ١٤٠٢ ه - ١٩٨٢ م.
لمؤلفه العالم العامل والكامل الباذل صدر الحكماء ورئيس العلماء السيد: نعمة الله « الأنوار النعمانية » - ٩٤
الجزائري - ت ١٠١٢ ه -شيعي- مؤسسة الأعلمي - بيروت.
تأليف شيخ الفقهاء والمحدثين الحاج الشيخ: علي « إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب عجل فرجه » - ٩٥
اليزري الحائري - متوفَّى ١٣٣٣ ه -شيعي- دار النعمان بيروت - طبع بمطابع دار النعمان بالنجف الأشرف - ط
ثالثة ١٤٩٠ ه - ١٩٧١ م.
تأليف الشيخ: محمد باقر السي -الشيعي- مؤسسة « بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار » - ٩٦
الوفاء - بيروت - ط ثانية ١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م.
محمد الصدر -شيعي- دار المعارف بيروت - ط ثانية ١٤٠٠ ه - وهو « تاريخ الغيبة الصغرى » - ٩٧
الكتاب الأول من الموسوعة المكونة من أربعة كتب - من منشورات مكتبة الألفين - الكويت - ط ثانية ١٤٠٠ ه
١٩٨٠ م. -
محمد جواد مغنية -شيعي- دار العلم للملايين - بيروت - ط ثالثة ١٩٨٠ م. « تفسير الكاشف » - ٩٨
للملا فتح الله الكاشانيّ الشيعي. « تفسير منهج الصادقين » - ٩٩
محمد جواد مغنية - نشر مؤسسة عز الدين بيروت - طبعة ثانية منقّحة - ومزيدة « التفسير المبين » - ١٠٠
١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م.
مطابق فتاوى آية الله العظمى: السيد أبو القاسم الخوئي -مد ظله العالي- وآية الله « تحفة العوام مقبول » - ١٠١
العظمى: السيد روح الله الخميني -مد ظله العالي- آية الله العظمى السيد: محسن الحكيم طباطبائي مد -ظله العالي،
شيعي- حيدري كتب خانه بمبي الهند.
السيد أحمد الواحدي -شيعي- مؤسسة الأعلمي بيروت - ط ثانية ١٣٨٩ ه - « تعاليم إسلامية » - ١٠٢
١٩٧٨ م.
لشيخ الطائفة الجعفرية العلاّمة الثاني - آية الله المامقانيّ -شيعي- ط « تنقيح المقال في علم الرجال » - ١٠٣
المرتضوية بالنجف ١٣٥٢ ه.
دراسة وتحليل: باقر شريف القرشي -شيعي- نشر مؤسسة الوفاء بيروت ،« حياة الإمام الحسن بن علي » - ١٠٤
- ط ثالثة ١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م - قدم له الإمام كاشف الغطاء -شيعي- مطبعة الآداب النجف - نشر دار الكتب
العلمية - إيران - ط: ثالثة ١٣٩٣ ه - ١٩٧٣ م.
تأليف العلامة الأكبر: عبد الله شبر -شيعي- دار الأضواء بيروت - « حق اليقين في معرفة أصول الدين » - ١٠٥
ط أولى ١٤٠٤ ه - ١٩٨٣ م.
تأليف: أبي عمر محمد بن عبد العزيز « رجال الكشي المسمى بمعرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين » - ١٠٦
الكشي - من علماء الشيعة في القرن الرابع الهجري - ت ٣٤٠ ه.
لأبي جعفر بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ت: ٣٢٩ ه -شيعي- دار « الروضة من الكافي » - ١٠٧
صعب ودار التعارف - بيروت - ط رابعة ١٤٠١ ه - صححه وعلَّق عليه: علي أكبر الغفاري -شيعي.
نجم الدين الحلي -الشيعي- ت ٦٧٦ ه -شيعي- ط طهران ١٣٧٧ ه. « شرائع الإسلام » - ١٠٨
شرح ج البلاغة الجامع لخطب ورسائل وحكم أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه وعلى » - ١٠٩
عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن أبي الحديد -المدائني- ت ٦٥٦ ه - نشر دار الأندلس بيروت - ط « آله السلام
الثالثة ١٤٠٣ ه.
للعلامة الدكتور: موسى الموسوي -شيعي- يحاول « الشيعة والتصحيح - الصراع بين الشيعة والتشيع » - ١١٠
تصحيح بعض عقائد الشيعة - وخصص ريع كتابه لشئون التصحيح - ط ١٤٠٨ ه - ١٩٨٨ م.
محمد حسين الزين -شيعي- دار الآثار بيروت - ط أولى ١٤٩٧ ه - ١٩٧٧ م. « الشيعة في التاريخ » - ١١١
محمد جواد مغنية -شيعي- نشر دار الجواد بيروت - ط خامسة - ١٤٠٤ ه - « الشيعة في الميزان » - ١١٢
١٩٨٤ م - ونشر دار التعارف بيروت - ط رابعة ١٣٩٩ ه - ١٩٧٩ م.
الإمام المرجع -الشيعي- السيد محمد الحسيني الشيرازي - دار الجميع للنشر - « العقائد الإسلامية » - ١١٣
بيروت - ط ثانية ١٣٩٩ ه - ١٩٧٩ م.
الشيخ محمد رضا المظفر -شيعي- عميد كلية الفقه بالنجف الأشرف - بالعراق - « عقائد الإمامية » - ١١٤
دار الزهراء بيروت - ط ثالثة - ١٤٠٠ ه - ١٩٨٠ م.
تصنيف فيلسوف الإسلام السيد: إبراهيم الموسوي الزنجانيّ -شيعي- ط « عقائد الإمامية الاثنا عشرية » - ١١٥
أولى ١٣٩٧ ه - ١٩٧٧ م.
- ( تأليف الدكتور نوري جعفر -شيعي- من مطبوعات النجاح، القاهرة - رقم ( ١١ « علي ومناوئوه » - ١١٦
ط رابعة ١٣٩٦ ه - ١٩٧٦ م - قدم له الأستاذ عبد الهادي مسعود - بوزارة الثقافة والإرشاد القومي، ومدرس
مع رجال الفكر » : الفهارس العامة بدار الكتب المصرية - راجعه وعلَّق عليه: السيد مرتضى الرضوي - مؤلِّف كتاب
وهذان من أعضاء جماعة التقريب بالقاهرة. - « بالقاهرة
عبد الحسين أحمد الأميني النجفي -شيعي- عني بنشره حسن إيرانيّ « الغدير في الكتاب والسنة والأدب » - ١١٧
-شيعي- بدار الكتاب العربي - بيروت - ط خامسة - ١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م.
شيخ الطائفة الطوسي -شيعي- مكتبة نينوى الحديثة - طهران. « الغيبة » - ١١٨
أبي جعفر محمد يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي - ت ٣٢٩ ه -شيعي- دار « الفروع من الكافي » - ١١٩
صعب ودار التعارف - بيروت ط رابعة ١٤٠١ ه - صححه وعلَّق عليه: علي أكبر الغفاري - شيعي.
تأليف اتهد الأكبر -شيعي- السيد محسن الأمين - دار التعارف « في رحاب أئمة أهل البيت » - ١٢٠
للمطبوعات - بيروت ١٤٠٠ ه - ١٩٨٠ م.
أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن بن موسى بن بابويه القمي -شيعي- « فقيه من لا يحضره الفقيه » - ١٢١
تحقيق السيد حسن الخراسان -شيعي- ط خامسة نشر الشيخ علي الأخوندي - « الصدوق » المشهور عندهم بلقب
شيعي.
تأليف المحقق الشهير والمؤرخ الكبير الشيخ: عباس القمي -شيعي- مؤسسة الوفاء « الكنى والألقاب » - ١٢٢
بيروت - ط ثانية ١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م.
يوسف بن أحمد البحرانيّ -شيعي- تحقيق محمد « لؤلؤة البحرين في الإجازات وتراجم رجال الحديث » - ١٢٣
صادق بحر العلوم -شيعي- ط النعمان - النجف - ١٩٦٥ م.
آية الله العظمي السيد: صدر الدين الصدر -شيعي- دار الزهراء بيروت - ١٤٠٥ ه - « المهدي » - ١٢٤
١٩٨٥ م.
فتاوى مرجع المسلمين زعيم الحوزة العلمية السيد أبو القاسم الخوئي -شيعي- دار « منهاج الصالحين » - ١٢٥
الزهراء بيروت - ط الثانية والعشرون.
لسماحة آية الله العظمى السيد: محمد الحسيني الشيرازي - مؤسسة الوفاء بيروت « المسائل الإسلامية » - ١٢٦
- ط رابعة - ١٤٠٢ ه - ١٩٨٢ م.
تأليف مراجع من العلماء الشيعة مكتبة الماحوزي المنامة - البحرين. « مجموعة مواليد الأئمة » - ١٢٧
تأليف مراجع من العلماء الأعلام -شيعة- منشورات مكتبة العلوم - البحرين « مجموعة وفيات الأئمة » - ١٢٨
- المنامة - الطبعة الجديدة - ١٣٩٥ ه - ١٩٧٥ م.
ميرزا حبيب الله الخوئي -شيعي- مؤسسة الوفاء - بيروت - ط « منهاج البراعة في شرح ج البلاغة » - ١٢٩
ثانية ١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م.
للشيخ الجليل الأقدم الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي - « معاني الأخبار » - ١٣٠
ت ٣٨١ ه -شيعي- عني بتصحيحه علي أكبر الفغاري - دار المعرفة بيروت - ١٣٩٩ ه - ١٩٧٩ م.
المولى محسن الكشانيّ - ت: ١٠٩١ ه -شيعي- موصوف عندهم « المحجة البيضاء في ذيب الإحياء » - ١٣١
صححه وعلَّق عليه: على أكبر الغفاري - - « المحقِّق العظيم والمح دث الكبير الحكيم المتأله محمد بن المرتضى » بعبارة
مؤسسة الأعلمي - بيروت - ط ثانية ١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م.
للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي -شيعي- مؤسسة الأعلمي - بيروت « الميزان في تفسير القرآن » - ١٣٢
- ط خامسة ١٤٠٣ ه - ١٩٨٣ م.
تأليف نجم الدين جعفر بن محمد العسكري - « المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية » - ١٣٣
شيعي- مؤسسة الإمام المهدي.
محمد جواد مغنية -شيعي- دار الكتاب الإسلامي - بيروت - ١٣٩٩ ه - ١٩٧٩ م. « من ذا وذاك » - ١٣٤
سعد بن عبد الله الأشعري القمي -شيعي- ت ٣٠١ ه. « المقالات والفرق » - ١٣٥
للنقرشي -الشيعي- ت ١٠١٥ ه. « نقد الرجال » - ١٣٦
. الدكتور: أحمد الوائلي -شيعي- دار الزهراء - بيروت - ط أولى ١٤٠٠ ه ١٩٨٠ « هوية التشيع » - ١٣٧
* * *
المحتويات
مقدمة المصنف
الفصل الأول: نشأة الشيعة
تمهيد:
المبحث الأول: المؤسس
المطلب الأول: ابن سبأ في كتب الشيعة
أوًلا: النوبختي
ثانيا: القمي
ثالًثا: الكشي
رابعا: ابن بابويه القمي
خامسا: الطوسي
سادسا: ابن أبي الحديد
المطلب الثاني: ابن سبأ في كتب السنة
١ - الطبري: ت ٣١٠ ه
٢ - أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري - ت ٣٣٠ ه
٣ - أبو الحسين الملطي - ت ٣٧٧ ه
٤ - عبد الجبار الهمذانيّ - ت ٤١٥ ه
٥ - عبد القاهر البغدادي - ت ٤٢٩ هnews.
albainah.net : موقع أخبار البينة www.albainah.net : موقع البينة
٦ - ابن طاهر التميمي - البغدادي - ت ٤٢٩ ه
٧ - ابن خلدون - ت ٨٠٨ ه
٨ - ابن حزم الأندلسي - ت ٤٥٦ ه
٩ - الشهرستانيّ - ت ٥٤٨ ه
١٠ - ابن عساكر - ت ٥٧١ ه
١١ - ابن الأثير الجزري - ت ٦٣٠ ه
١٢ - السمعانيّ - ت ٥٦٢ ه
١٣ - ابن تيمية - ت ٧٢٨ ه
١٤ - الذهبي - ت ٧٤٨ ه
١٥ - الحافظ ابن كثير - ت ٧٧٤ ه
١٦ - المقريزي - ت ٨٤٥ ه
١٧ - ابن حجر العسقلانيّ - ت ٨٥٢ ه
١٨ - السيد محمد رشيد رضا - ت ١٣٥٤ ه
١٩ - أحمد أمين - ت ١٣٧٣ ه
٢٠ - الشيخ محمد أبو زهرة - ت ١٣٩٣ ه
٢١ - محمد فريد وجدي
٢٢ - أنور الجندي
المطلب الثالث: الأصل اليهود ي اليم ني لابن سبأ
أوًلا: الأصل اليهودي
ثانيا: الأصل اليمني
ثالًثا: لا تعارض فهو يمني صنعانيّ سبئي ومآله إلى الحيرة
رابعا: لا تعارض فهو حميري كذلك
خامسا: نوعية البشر الذي نزل فيهم ابن سبأ في الكوفة
المطلب الرابع: ابن سبأ مجهول النسب
كدأب زعماء التنظيمات السرية اليهودية على مر التاريخ
كما قرر الشيعة تلك الجهالة عن سفراء الثاني عشر الموهوم الأربعة
المبحث الثاني: تحركات المؤسس في بلاد المسلمين
المطلب الأول: ابن سبأ في الحجاز
- نزح ابن سبأ من اليمن إلى الحجاز أوًلا
- واجه في المدينة الاستقرار والأمن والرخاء واليقين
- فتجاوز إلى العراق
المطلب الثاني: ابن سبأ في البصرة
- صنيعته في البصرة - حكيم بن جبلة العبدي
- عاش زمنا في تكوين جناحه البصري إلى أن تنبه إليه أميرها ابن عامر
- الأمير ابن عامر الفاتح ااهد ( من قبلِ عثمان)
- ابن عامر الأمير وابن جبلة العميل
المطلب الثالث: ابن سبأ في الكوفة
أميرها سعيد بن العاص (من قبلِ عثمان)
- مسعر الفتنة: الأشتر
- براءة الوليد بن عقبة وعدل الخليفة الراشد الثالث
- قرار إبعاد الأشتر والمشاغبين الناقمين على قريش
- عصيان (الأشتر وزملائه) بعد توبة في فتنة يوم الجرعة
المطلب الرابع: ابن سبأ في الشام:
- ابن سبأ لم ينجح في تجنيد فرد واحد من أهل الشام
- المحاولة الأولى في عام ٣٠ ه
- ركوب الخلاف لصنع الفتن
- اجتهاد أبي ذر الزاهد
- اجتهاد معاوية وحكمته وتلَطُّفه
- أسلوب المؤسس في بذر الشقاق
- المحاولة الثانية وخيبة الشامية عام ٣٣ ه
المطلب الخامس: ابن سبأ في مصر:
- كان ظهوره في مصر عام ٣٤ ه حيث القنائص كثيرة
- نزل على ربعة السبئي من قبلائل السكون اليمنية
- هناك دبر إزهاق روح الخليفة وأظهر التشيع مع تشويه السلف
- كانت خطواته في مصر كالتالي:
أوًلا: استمالة وإعداد الناقمين
ثانيا: استمالة من يحمل في قلبه غَلًا ضد الخليفة
ثالًثا: محاولة استمالة وتحريض صحابي جليل
- سمو الأدب العثمانيّ الراشد
رابعا: مكيدة عزل فاتح مصر
خامسا: مقالات التحريض الإعلامية
سادسا: تعبئة فرق الفتنة
المبحث الثالث: إمام التزوير المؤسس وقَتل الخليفة:
- المُعلِّم الأولُ للتزوير
- حاقت اللعنة بابن سبأ وتجمعاته الثَّلاثة
- المطلب الأول: التزوير على الخليفة:
- تزوير سبئي
المطلب الثاني: التزوير على ُأمهات المؤمنين:
- تزوير سبئي آخر
المطلب الثالث: التزوير على كبارِ الصحابة:
تزوير سبئي َثالث
المطلب الرابع: تزوير الفتنة الكُبرى:
- تزوير سبئي رابع
- تحليلُ هذا التزوير
- ترديد نداءِ العلاّمة المحقِّق محب الدين الخطيب إلى المسلمين
المطلب الخامس: الجنايةُ الكُبرى:
- الشيعةُ لا يرعون حرمةَ الحرم النبوي
- اختيار عثمان الرفيق الأَعلَى
- تزوير شيعي إضافيّ
- فطنةُ معاوية رضي الله عنه
- إيثار وشفقة عثمانية
المبحث الرابع: مكائد المؤسس بعد جنايته الكبرى
المطلب الأول: بيعة الإمام وإساءة الشيعة:
- كانت بيعة ولم تكن وصية موهومة
- زهد الإمام
- عقد البيعة على مرحلتين
- الإساءة الشيعية
- شقشقة ساقطة
- فوضى وعصيان
المطلب الثاني: ابن سبأ والجمل:
- اجتهادات صحابية ثلاثة
- عزم طلحة والزبير على نجدة الإمام
- هدف الأم الإصلاح بين أبنائها
- هدف الإمام لمُّ الشمل ولم تكن عنده نية قتال
- المؤسس وعناصر فتنته أنشبوا القتال
أوًلا: ابن جبلة صنعية ابن سبأ أنشب القتال
ثانيا: ابن سبأ وشيعته أنشبوا القتال
- حكمة الإمام وذُعر القَتلََة
- جلسة سرية برئاسة المؤسس
- وكانت مصيبة الجمل بتدبير المؤسس
المطلب الثَّالث: ابن سبأ ونكباته الشيعية في صفّين والنهروان:
نكبة شيعية أولى: أكرهوا الإمام على قبول التحكيم لئلا ينتصر
نكبة شيعية ثانية: فرضوا على الإمام نائبه في التحكيم
نكبة شيعية ثالثة: دورهم السري في إفراز الخوارج
نكبة شيعية رابعة: كلمة حق أرادواا باطل كَفَّرواا الإمام
نكبة شيعية خامسة: شوهوا الحكمين وخذلوا الإمام
نكبة شيعية سادسة: قتلوا الإمام بوجه الخوارج
المبحث الخامس: حاول الشيعة إنكار ابن سبأ
- دحض ما ذهبوا إليه
المطلب الأول: كتاب بمثابة القشة التي يتعلَّقا الغريق
المطلب الثاني: عقدة الشيعة ولب القضية
خلاصة النشأة: من بطن ابن سبأ نشأت الشيعة
الفصل الثاني: عقائد الشيعة الاثني عشرية
تمهيد:
المبحث الأول: الوصية الشيعية الاثنا عشرية
المطلب الأول: فكرة المؤسس ابن سبأ
المطلب الثاني: بناء عقيدة الوصية على فكرة ابن سبأ
أوًلا: عمدوا إلى الآية ٦٧ من سورة المائدة وافتعلوا حولها قصة
ثانيا: المعنى الواضح لهذه الآية
ثالثًا: أتباع اليهودي تنكَّروا لهذا الوضوح
المطلب الثالث: حديث الغدير الشيع ي
في فقرة أولى منه
في فقرة ثانية
في فقرة ثالثة
بئس القوم الذين ينسبون إلى نبيهم تأخير البلاغ والتردد في تنفيذ أمر ربه
المطلب الرابع: حقيقة قصة الغدير
في السيرة النبوية لابن كثير
واقعة حلول اليمن وخلاف الإمام مع جنده
لا يدلُّ على ولاية السلطة « من كنت مولاه فعلي مولاه » أوًلا: حديث
ثانيا: الإمامة لو كان فيها نص لتواتر واستفاض
ثالثًا: الوصية بالخلافة ليس لها ماسبة في سياق محاجة أهل الكتب
الخلاصة: قصة الغدير المنحرفة كانت لتأييد فكرة المؤسس عن وصية مزعومة
المبحث الثَّاني: الإمامة الشيعية الاثنا عشرية
المطلب الأول: ابتناء الإمامة على فكرة ابن سبأ
المطلب الثاني: حصوة الإمامة المختومة
أوًلا: في كافي الشيعة أوثق كتاب عندهم خرافة أم أسلم والحصاة والختم صاغوها لإثبات الوصية والإمامة
ثانيا: حصاة أخرى لمن أسموها حبابة الوالبية يدللون بخرافتها على الإمامة
ثالثًا: حصاة متحف الكليني في يد حفيد المرأة لإثبات الإمامة من التاسع إلى الحادي عشر
المطلب الثالث: كتاب السماء الإمام ي المختوم
أوًلا: الزعم بكتاب وصية بخطِّ إلهي إلى النبي بخواتيم يفضلها كلُّ إمام
ثانيا: جسموا عهد الله للأئمة في شكل كتاب من الله بيد جبريل إلى النبي مختوم بخوام من ذهب
ثالثًا: أحاطوا الكتاب المختومالة الرهبة التي ارتعدت منها مفاصل النبي
المطلب الرابع: لوح الإمامة الاثني عشرية الزمرد الأخضر
وضعوا لوحا أبيض في يد الزهراء نسبوه زورا وعدوانا إلى رب العالمين.
أوًلا: مقدمة التزوير بحوار موضوع على لسان جعفر الصادق
ثانيا: صلب التزوير لإثبات الإمامة الاثني عشرية
ولنا كلمة نتدبرا المقاصد في هذا اللوح
والخلاصة: أن عقيدة الإمامة الاثني عشرية انبنت على فكرة ابن سبأ أول من جعلها فرضا موقوفًا على الإمام علي ثم راح
فقهاء التشيع يثبتوا بخرافام
المبحث الثالث: الولاية الشيعية الاثنا عشرية
المطلب الأول: فكرة الولاية عند ابن سبأ
المطلب الثاني: عقيدة الولاية على الطريقة الشيعية
أوًلا: الولاية بديلة عن العبادات والشهادتين
ثانيا: طاعة التنظيم الخفي وراء الولاية الشيعية
ثالثًا: الولاية الشيعية استدراج لترع الدين بالكلِّية
رابعا: أشهدوا المقبورين على الولاية
خامسا: حرفوا سبيل الله إلى الولاية
سادسا: الولاية الترابية
سابعا: الولاية وخير العمل
المبحث الرابع: تكفير الأمة
- المذهب الشيعي يقول بكفر الراشدين والصحابة والمسلمين بأم لا يأخذون بالولاية على الطريقة الشيعية
- المطلب الأول: ابن سبأ المبدع الأ ول للتكفير واللعن
- المطلب الثاني: صياغة فكرة ابن سبأ في نصوص عقائدية
أوًلا: من مات ولم يعرف إمام زمانه كافر في ع رف الشيعة
ثانيا: من سمع من غير باب الاثني عشرية مشرك في الع رف الشيعي
ثالثًا: منكر الإمامة الاثني عشرية عندهم كافر من أهل الجور وعبادته ساقطة
رابعا: نفي العتاب عن الاثني عشرية لو انعدم عندهم الصدق والأمانة والوفاء ونفي الدين عن من تولَّى أبا بكر وعمر
خامسا: العبث بكلام الله لتكفير من عداهم.
سادسا: قاعدة اثنا عشرية دم الِبر والتقوى وتحرض على الظلم والإساءة
سابعا: مؤدى النصوص الشيعية والسر الكامن في صياغتها
ثامنا: الشيعة يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان في نصوص كثيرة
تاسعا: الاثنا عشرية يحرفون آيات القرآن لحساب الولاية والتكفير
عاشرا: الاثنا عشرية يحتكرون الجنة ويلعنون الأمة ويشبهون أهلها بالخنازير والهمج
حادي عشر: الاثنا عشرية يعتبرون أنفسهم عربا وغيرهم حشرات
ثاني عشر: تكفير آل البيت عدا الاثني عشر
ثالث عشر: جعلوا الإيمان بالاثني عشر كالإيمان بالأنبياء مع تكفير ولعن الراشدين الثلاثة ومعاوية كأم أوثان وتكفير عائشة
وحفصة
رابع عشر: دعاء عدواني بلعن أبي بكر وعمر وابنتيهما بتسمية (دعاء صنمي قريش)
المبحث الخامس: الرجعة الشيعية الاثنا عشرية
المطلب الأول: فكرة ابن سبأ حول رجعة الأموات قبل البعث
أوًلا: الحقد اليهودي الدفين ضد العرب
ثانيا: الاعتقاد الصحيح بحياة المسيح ونزوله آخر الزمان
ثالثًا: تحريف ابن سبأ للعقيدة الصحيحة
رابعا: ابن سبأ وجه فكرته وتحريفه وحقده إلى رجعة انتقامية
المطلب الثاني: رجعة الأموات الاثنا عشرية الانتقامية
أوًلا: ماهيتها الانتقامية في العقيدة الشيعية
ثانيا: نفيهم الإيمان عن من لا يؤمن برجعتهم الانتقامية
ثالثًا: أصناف الراجعين بعد الموت في الزعم الشيعي
رابعا: البغض الشيعي يتبلور ضد قريش
خامسا: الإفصاح الشيعي عن الغلِّ الموروث عن ابن سبأ ضد العرب وأهل السنة
سادسا: جعلوا الكوفة هي عاصمة رجعتهم الانتقامية
سابعا: ورفعوا عاصمتهم الانتقامية فوق قبلة الإسلام
ثامنا: حرقة العداء والبغضاء تؤدي بالشيعة إلى بشاعة أمنية نبش القبر النبوي لصلب أبي بكر وعمر
تاسعا: الموهوم الثاني عشر يفتن أهل ولاية أبي بكر وعمر ثم يأمر الريح فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية
عاشرا: وصلت أمنية البشاعة الشيعية إلى إحياء أبي بكر وعمر لحرقهما ونسفهما
حادي عشر: الرغبة الشيعية في قتل أبي بكر وعمر في كل يوم ألف قتلة
ثاني عشر: مع انتقام ثاني عشريهم أرجعوا باقي أئمتهم والنبي وابنته لقتل أهل السنة ألف قتلة
ثالث عشر: هول العداء الشيعي لأمة الإسلام تجسد في عقيدة الرجعة
رابع عشر: قذفوا أم المؤمنين فأرجعوها في رجعتهم لجلدها والانتقام منها
خامس عشر: عقيدة الرجعة الشيعية في زيارم لأضرحة أئمتهم
سادس عشر: اقتباس التدليل السبئي المنحرف
سابع عشر: التفوق على ابن سبأ في التدليل المنحرف عبًثا بآيات الله تعالى
- ختام بحث الرجعة بكلمة الشيعي يحاول تصحيح مسار قومه.
المبحث السادس: الغيبة الشيعية الاثنا عشرية
المطلب الأول: فكرة ابن سبأ عن غيبة الأموات
المطلب الثاني: جميع فرق التشيع اقتبست فكرة ابن سبأ
أوًلا: فرق الشيعة الكيسانية
ثانيا: فرق الشيعة النازلين بالإمامة إلى الخامس
ثالثًا: فرق الشيعة بعد السادس
رابعا: بعد السابع
خامسا: بعد الثَّامن
سادسا: بعد التاسع
سابعا: بعد العاشر
ثامنا: بعد الحادي عشر
- صار اختلاق ابنا للحادي عشر
- نأتي إلى فرق الإمامية الاثني عشرية الآخذة بفكرة ابن سبأ
المبحث السابع: المهدية الشيعية الاثنا عشرية
المطلب الأول: عقيدة المهدي السنية
أوًلا: بعض ما في الصحيحين متعلَّقًا بشأن المهدي
ثانيا: بعض الأحاديث في المهدي في غير الصحيحين
ثالثًا: بعض أقوال السنيين عن المهدي
رابعا: لا علاقة لعقيدة أهل السنة في المهدي بعقيدة أهل الشيعة
المطلب الثاني: مغالطة الاثني عشرية بنسبة عقيدة مهديهم إلى أهل السنة
- بيت القصيد: الخُمس هو بيت القصيد
المطلب الثالث: خرافات اثنا عشرية حول طفل زعموه مهديا
أوًلا: خرافات الأم
ثانيا: خرافة المولود
المطلب الرابع: واقع ثامنهم إلى أحد عشريهم ينفي زعم مهديهم
المطلب الخامس: ثبوت موت حادي عشريهم دون ذرية
المطلب السادس: أبلغ دليل: سفراء ثاني عشريهم دليل على عدمه وعلى جمعية سرية
- إصدار وتحصيل
- ناحيتهم المقدسة
- ادعاء المعجزات على يد السفراء
- عينة التوقيعات
- عينة المعجزات
- الخلاصة
المبحث الثامن: التقية الشيعية الاثنا عشرية
المطلب الأول: ابن سبأ شيخ مشايخ تقية الكذب
- شيخ المنافقين
- شيخ الكذابين
- شيخ الطَّعن والبهتان
- شيخ التقية
- شيخ السرية والتكَتم
- شيخ المتمحكين بأهل البيت
- شيخ التزييف
- طاغوت الجمعية السرية
المطلب الثاني: تقية كَتم الدين الشيعي وحجبه
المطلب الثالث: افتراء التقية على الأئمة والنبي وكتاب الله
أوًلا: افتروا على جعفر تقية كتم الدين والنفاق والخداع والمراوغة
ثانيا: افتراء التقية على الباقر بالبرانية والجوانية
ثالثًا: افتراء التقية على الحسين بوصمه بالنفاق
رابعا: افتروا بتقيتهم على النبي
خامسا: افتروا بتقيتهم على كتاب الله تعالى
المطلب الرابع: أسباب التأصيل الشيعي لعقيدة تقيتهم
أوًلا: لتكون في مواجهة أهل السنة
ثانيا: لستر تخبط جمعيام السرية
ثالثًا: الكذب الدائر بين التقية والبداء
رابعا: التقية لتدعيم وهم فرج الغائب المنتظر
خامسا: لتعليل مدح الأئمة للصحابة بعلَّة التقية
المطلب الخامس: رد مزاعم شيعية حول تقيتهم
أوًلا: التقوى شعار آل البيت وليس التقية
ثانيا: تتريه القرآن عن تقية التشيع
- ختام بشهادة أحدهم
المبحث التاسع: المتعة الشيعية الاثنا عشرية
المطلب الأول: أصل فكرة التمتع
المطلب الثاني: أحكام عقيدة المتعة الشيعية بالنساء
المطلب الثالث: أحاديث التحريض على متعتهم ينسبوا إلى الأئمة
- براءة الأئمة من متعة التشيع
المطلب الرابع: أحاديث التحريض على متعتهم يفترونا على رسول الله
- مصائب المتعة
المطلب الخامس: شبهة شيعية حول آية قرآنية
المطلب السادس: شبهة شيعية حول الخليفة الراشد عمر
- الخلاصة
المبحث العاشر: أصل عقيدة العصمة الشيعية الاثني عشرية
- أصل فكرة العصمة الشيعية هي مسألة الغلو
المطلب الأول: مؤسس الشيعة وغل و تأليه الإمام
المطلب الثاني: سلف مؤسس الشيعة وغل و التأليه
- بولس اليهودي
- جهالة جنس بولس
- عداء بولس للمسيحية
- ثم كانت حيلته للدخول في المسيحية
- دخل المسيحية لتأليه المسيح
- وكانت عقيدة النصارى نفثة بولسية يهودية
- فماذا كان شأن امع النيقاوي؟
- فماذا كان موقف الملك قسطنطين الوثني؟
- صلة موضوع بولس اليهودي بموضوع عصمة الإمام الشيعية ..