Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

رد على جعفر مرتضى العاملي في كتابه بنات النبي أم ربائبه

رد على جعفر مرتضى العاملي في كتابه بنات النبي أم ربائبه
أبو معاذ السيد بن أحمد 


إهداء:
 إلى رسول الله وأهل بيته الطيبين الكرام.
صلوات الله وسلامه عليهم.
أكرم بهم من دوحةٍ طاب غرسها وصفا ماؤها، وأينعت ثمارها.
اللهم اجعلنا ممن أحبهم لوجهك.
ثم لقرابة نبيك.
واجعلنا دروعاً لهم من ألسن البهتان والزور.
((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ)) [آل عمران:31].
 

مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، حمداً كريماً طيباً مباركاً يملأ ما بين السماء والأرض وما بين المشرق والمغرب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
((قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [آل عمران:26].
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم المرسلين، وسيد الأولين والآخرين، المثنى عليه من قبل الكريم العظيم بقوله في كتابه: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلم:4].
وبعد:
فهذه أوراق رأيت أن أثبتها هنا وأفصِّل فحواها، فقد كثر في هذا الزمان المدّعون والكذابون، والذين يرتدون ثياب العلماء وما هم بعلماء، ولذلك وجب على كل طالب علم مجاهدة الباطل وبيان كذبه وزوره.
ولقد اطلعت على ما يسطره واحد من أساطين علماء الشيعة الإمامية المعاصرين، وهو العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتبه التي ما زالت تتوالى طباعتها وإصدارها، وكلها أراجيف وأكاذيب وافتراءات وتشويه للإسلام ولتاريخ المسلمين خاصة.
وقد وجدت هذا العلامة يذكر في مصنفاته آراء وأقوالاً ما أنزل الله بهامن سلطان، ووجدت الساحة الفكرية خالية ممن يرد على الرجل أقواله ويفندها ويكشف عوارها ويبين شذوذها، فحق لمثله أن يقول ما يشاء ما دام لا يوجد علماء يردون عليه زوره وبهتانه.
والراد على أهل البدع مجاهد كما قرر علماء المسلمين.
لكن ليس كل أحد يورد من الادعاءات ما ينبغي أو يجب الرد عليه.
ومن أهم هذه البدع وأشنعها وأرذلها ادعاء بعض علماء الشيعة الإمامية أن فاطمة رضي الله عنها هي الابنة الوحيدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هن ربائبه.
وهذا القول قال به جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبي الأعظم، وقد طبع الكتاب طبعة قديمة في مجلدات ثلاثة كبار، ثم أعيد طبعه في عشر مجلدات أصغر حجماً، وهو يحاول في كتابه هذا -كما يدعي- تنقية التاريخ الإسلامي من شوائبه، وإعادة صياغته، وواقع الأمر أنه يشوه التاريخ الإسلامي تشويهاً، وله في المجال ذاته: دراسات في التاريخ الإسلامي.
وله غير ذلك من كتب ومصنفات ينفث فيها أراجيفه وأكاذيبه مثل:
حادثة الإفك، وفيه يشكـك في حدوث الإفـك أصلاً، ويدعي أن المـراد من الآيات ليـس ما وقع عـلى عائشة أم المؤمنين، وإنما المـراد مـن الآيات هـو مارية لما قذفتها عائشة بابن عم قبطي لها في ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. إبراهيم عليه السلام، وكتابه أهل البيت في آية التطهير، والذي يحاول فيه جاهداً أن يقصر مفهوم أهل البيت الوارد في آية (33) من سورة الأحزاب على علي وفاطمة والحسن والحسين دون غيرهم.
وكتابه مأساة الزهراء، والذي حاول فيه إثبات وقوع حادثة الضرب على فاطمة الزهراء ولطمها على وجهها من عمر بن الخطاب.
وهذا ما لم يوافقه عليه علماء الشيعة الإمامية أنفسهم، وقد رد عليه محمد الحسيني بكتابه: هوامش نقدية.. قراءة في كتاب مأساة الزهراء، وقد فند أقاويله وأراجيفه في التاريخ، فكفى علماء السنة مؤونة الرد.
وفي هذه الأوراق سوف نبين- إن شاء الله- قصور هذا القول السابق بيانه حول بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس المراد من هذا البحث الرد على جعفر مرتضى العاملي بعينه، ولكن القصد إِظهار الحق وبيانه، وكشف الزور والبهتان لكل قارئ منصف؛ وإلا لو كـان قصدنا الرد عـلى العـلامة جعفر مرتضى العاملي لاحتاج الأمر منا لمجلدات وذلك لكثرة أراجيفه، فقد ادعى العديد من الأراجيف في كتابـه الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ومنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة بكراً لا ثيباً، وأن فاطمة الزهراء رضوان الله عليها دفن في حجرتها الرسول صلى الله عليه وسلم لا في حجرة عائشة، وغير ذلك من افتراءات وأوهام مما لا يجوز حتى الرد عليها نظراً لتفاهتها. ومنها قوله بعد بحث توصل فيه إلى أن أبا بكر الصديق دميم الوجه قال: (كان دميمًا قبيحاً، خفيف العارضين، معروق الخدين، غائر العينين، أجناً -أي مائل الظهر- لا يمسك إزاره) راجع الصحيح من سيرة النبي الأعظم (3/ 129، 3/ 289-290).
ورأى بعد دراسات له أن عائشة الصديقة بنت الصديق كانت كذلك قبيحة دميمة، ولم تكن شقراء وإنما سوداء.
مع أنه وردت أحاديث عن الشيعة الإمامية أنفسهم فيها لقب حميراء.
وراجع وسائل الشيعة (1/ 207) وفي علل الشرائع أيضاً وفي الأشعثيات أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينادي عائشة بـيا حميراء.
ولسنا هنا في معرض الرد على كل ذلك، وقد رد على هذه الادعاءات العجيبة الغريبة واحد من علماء الشيعة أنفسهم، وراجع كتاب مرجعية المرحلة وغبار التغيير لـجعفر الشاخوري البحراني (ص:218-220).
لأجل ذلك كله رأيت بيان الرد هنا على دعواه بأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هُن ربائبه، خاصة وأنه جعل لهذه المسألة كتاباً منفصلاً هو بنات النبي أم ربائبه، وقد ألزمت نفسي الاستشهاد بكتب الشيعة الإمامية ومراجعهم؛ لتكون الحجة أوكد وأشد إفحاماً للخصم، إضافة إلى مراجع التاريخ وكتب الأنساب خاصة وهي من الأهمية بمكان، ولا يجوز إغفال كتب الأنساب تلك في مسألة حساسة كهذه.
على أننا- إن شاء الله- ملتزمون أدب الحوار، معتذرون ابتداءً عن كل ما يرد منا من تقصير في لفظ أو عبارة.
والله أسأل أن يعيننا على صعاب الأمور، وأن يتقبل منا عملنا هذا، ويجعله في ميزان حسناتنا، إنه نعم المولى ونعم النصير.
وكتبه: السيد بن أحمد بن إبراهيم - من أرض الكنانة
وكان ابتداء كتابته في مصر يوليه 2000م
وانتهاء كتابته وتنقيحه في يناير 2001 م.
 

تمهيد:
 
 أولاً: بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاده في كتب ومراجع أهل السنة:
قبل الولوج في موضوع بحثنا رأيت هنا بيان موقف علماء أهل السنة والجماعة من هذه المسألة.
يرى أهل السنة والجماعة أن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ربائبه، وذلك مجمع عليه، وكلهن من خديجة رضوان الله عليهن، وأن أولاده الذكور إبراهيم والقاسم وعبد الله وكلهم من خديجة ما عدا إبراهيم. نعم هناك اختلاف طفيف نظراً لتكرار أسماء وألقاب، لذا اختلفوا في عدد أولاده صلى الله عليه وسلم الذكور ثلاثة أم أربعة والأصوب أنهم ثلاثة.
وأن اسميّ الطيب والطاهر هما ألقاب لـعبد الله.
وقد أثبت أهل السنة والجماعة أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم في كتبهم الإناث والذكور، وهاك ذكر بعض هذه المراجع إيجازاً للاستئناس في بيان هذه المسألة:
- المعارف لـابن قتيبه ت(276 هـ) (ص:132 – 133) تحقيق د. ثروت عكاشة.
- سير أعلام النبلاء لـشمس الدين الذهبي ت(748 هـ) (1/ 81 - 83، 2/ 246 – 250).
- تاريخ ابن الوردي لـزين الدين عمر بن مظفر الشهير بـابن الوردي ت(749هـ) (ص:184) طبعة النجف تحقيق محمد مهدي السيد حسن الخراساني.
- الطبقات الكبرى لـابن سعد تحت مادة: رقية رقم (3618) وزينب (8/ 30).
- أسد الغابة لـابن الأثير تحت مادة: رقية (6/ 113) وزينب (6/ 130).
- سيرة ابن هشام لـابن هشام ت(213هـ): زينب (2/ 306).
- تهذيب الأسماء واللغات: زينب (2/ 344).
- مجمع الزوائد: زينب (9/ 121).
- العقد الثمين: زينب (8/ 222).
- الإصابة في معرفة الصحابة لـابن حجر العسقلاني تحت اسم زينب (8/ 91).
- معرفة الصحابة لـأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحق بن مهران الأصبهاني ت(430هـ) ذكر هالة بنت خويلد أخت خديجة رقم (4043)، فاطمة الزهراء (ص:3187) رقم (3742)، رقية (ص:3196) رقم (3344)، زينب (3195)، أم كلثوم (ص:3199) رقم (3745)، خديجة ذكر زواجها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من عتيق بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ثم من أبي هالة مالك بن النباش بن زرارة وولدت لهما، ثم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وولدت له بناته وأولاده كلهم عدا إبراهيم (ص:3201) رقم (3746).
- نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار لـمؤمن بن حسن مؤمن المعروف بـالشبلنجي، ذكر أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبناته (ص:79-81) ولم يذكر أنهن ربائبه أو لسن بناته.
- تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس لـحسين محمد الحسن الدياربكري (1/ 273-276)، ذكر زينب ورقية وأم كلثوم وزواجهن على أنهن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ربائبه.
- ذخائر العقبى لـمحب الدين الطبري (ص:151).
- أحكام القرآن لـابن العربي 2/ 207).
- البداية والنهاية لـابن كثير الدمشقي (2/ 294).
- نثر اللآلئ للآلوسي (ص:162).
- الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي (ص:46).
- المستدرك للحاكم النيسابوري (3/ 161).
- الكامل لـابن الأثير (2/ 14).
ولكي نزيد القارئ الكريم بالمسألة وضوحاً ننقل نص ما ذكره الذهبي في المسألة، قال في ذكر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكبرهن زينب تزوجها أبو العاص، وقيل: العاص بن الربيع وكلا الاسمين مشهور) واسمه القسم بن الربيع... وكانت أمها خديجة خالة أبي العاص، ولم يكن لـزينب زوج غيره، وماتت سنة ثمان من الهجرة... ورقية تزوجها عثمان بن عفان ولم يكن لها زوج غيره، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب... وأم كلثوم بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وهي أصغرهن... فتزوجها عثمان بن عفان فماتت في حياة النبي ولـم تلد له...).
قال ابن حزم: (قال ابن الخياط: قال الحافظ عبد الغني: البنات أربع بلا خلاف، والصحيح في البنين أنهم ثلاثة، وأول من ولد القاسم ثم زينب ثم رقية، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم في الإسلام عبد الله ثم إبراهيم بـالمدينة، وأولاده كلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية، وكلهم ماتوا قبله إلا فاطمة، فإنها عاشت بعده ستة أشهر) سير أعلام النبلاء للذهبي (1/ 81-83).
وفي مستدرك الحاكم عشرات الأحاديث الدالة على أن زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه تزوج خديجة ثيباً لا بكراً، وأنها ولدت له أولاده الذكور والإناث ما عدا إبراهيم، وأشير إلى هذه الأحاديث:
حديث رقم (4758/ 356) وفيه بسنده: ولدت خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلامين وأربع نسوة: القاسم وعبد الله وفاطمة وأم كلثوم ورقية وزينب.
حديث رقم (6693/ 2291) وفيه ذكر زواج أبي العاص بن الربيع من زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، المستدرك.
حديث رقم (698/ 2296) وفيه ذكر زواج خديجة من أبي هالة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو هند بن النباش بن زرارة وابناه هند وهالة.
حديث رقم (6833/ 2431) عن زينب كبرى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة.
حديث رقم (6834/ 2432) عن مولد زينب ووفاتها.
ولولا خشية الإطالة لعرَّضت لآراء وأقوال علماء أهل السنة والجماعة.
وقد فتشت مراجع أهل السنة سطراً سطراً وكلمةً كلمة لأجد أي إشارة أو تلميح أو تصريح من قبل علماء أهل السنة في التشكيك ببنوة زينب ورقية وأم كلثوم رضي الله عنهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجد.
وعلى هذا فهناك إجماع بين علماء أهل السنة أن زينب ورقية وأم كلثوم بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه تزوج خديجة رضي الله عنها ثيباً لا بكراً.
ولم يشذ عن هذا الإجماع واحد.
دليل من القرآن:
وهناك دليل بسيط من القرآن الكريم على بنوة زينب ورقية وأم كلثوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كـفاطمة رضوان الله عليهن.
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ...)) [الأحزاب:59]
والتعبير بكلمة (بناتك) يدل على التعدد، وأنه يوجد غير فاطمة رضي الله عنها بنات لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
 ثانياً: أصل فكرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس جعفر مرتضى العاملي أول من قال بأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك رأيت دراسة أصل الفكرة وسبب نشأتها خاصة عند الشيعة الإمامية.
 رأي فرقة النصيرية:
النصيرية إحدى فرق الشيعة وهم ممن قالوا: بأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر ذلك ابن تيميه الحراني.
قال: (... وما ينكر هذا إلا من يقول الحسين ليس بابن فاطمة كما قال بعض النصيرية: وما كان الحسن والحسين أولاد علي، بل أولاد سلمان الفارسي، ومنهم من قال: ليس أبو بكر وعمر مدفونين عند النبي، وأن رقية وأم كلثوم ليستا بنتي النبي، بل بنتا خديجة من غيره...) المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال للحافظ الذهبي ت(748هـ)، وحققه محب الدين الخطيب طبعة دار عالم الكتب الرياض (1417هـ - 1996م). (ص:257)، وهو مختصر لـمنهاج السنة النبوية لـابن تيمية.
 
 المصادر التي اعتمدها علماء الشيعة الإمامية القدماء والمعاصرين:
من علماء الشيعة القدماء من ذهب إلى هذا النهج وادعى أن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكل من كتب في المسألة من المعاصرين أو القدماء تجده يحيل القارئ إلى أربعة مراجع هي:
كتاب الأنوار، وكتاب البدع، وكتاب اللمع، وكتاب البلاذري.
- كتاب الأنوار لم نعرف على وجه التحديد هل هو كتاب الأنوار العلوية للشيخ جعفر محمد النقدي أم هو كـتاب الأنوار المضيئة لـبهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني وأظنه الثاني ولم أعثر على الكتاب.
- وأما كتاب اللمع فلم أعثر عليه أيضاً.
- وأما كتاب البدع فهو كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة وعندي منه نسختان.
نسخة قديمة مكتوب في آخرها نسخة كتبها بخطه اسفنديار بن سلام الله الحسني الحسيني الطباطبائي في شهر رمضان سنة (1048هـ).
ونسخة حديثة طبعت مؤخراً.
وقد عرض صاحب الكتاب وهو أبو القاسم الكوفي ت(352هـ) رأيه هذا، وقد كتب محقق الكتاب في الهامش رداً على هذا الرأي فكفانا مؤونة الرد، فمما قاله محقق الكتاب: (قد عرفت رأي صاحب الكتاب في زينب ورقية أنهما ليستا ابنتي رسول الله ولا خديجة، وأن تزويج النبي إياهما عثمان بن عفان([1]) بعد أبي لهب وأبي العاص بن الربيع صحيح غير متنازع فيه، ولكن قد خالف صاحب الكتاب في هذا الرأي جماعة من أساطين العلماء من الفقهاء والنسابين ممن لا يستهان بهم، منهم: العلامة الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المتوفى سنة (431هـ) فإنه في أجوبة المسائل الحاجبية في جواب المسألة المتممة للخمسين لما سئل عن ذلك قال ما نصه: إن زينب ورقية كانتا ابنتي رسول الله، والمخالف لذلك شاذ بخلافه...).
- وأما كتاب البلاذري فاسمه أنساب الأشراف لـأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري([2]) وقد صدر في عدة أجزاء وطبعات اطلعت عليها جميعها فلم أجد ذكراً لهذه المسألة، وقد فتشتُ في الطبعة التي حققها واحد من علماء الشيعة:
الشيخ محمد باقر المحمودي وطبعتها مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت (1394هـ 1974م)، فلم أجد ذكراً للمسألة، وكذلك باقي طبعات الكتاب وأجزائه.
فـالبلاذري الذي أشير إليه بشكل دائم من أنه صاحب الرأي القائل بأن زينب ورقية ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم من هالة أخت خديجة رضي الله عنها.
فنص كلامه في أنساب الأشراف: (أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وولده:
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن هرم من بني عامر بن لؤي، ويقال: زائدة بن الأصم قبل الإسلام فولدت منه القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه كان يكنى، ومات وقد مشى وهو ابن سنتين، وولدت أيضاً زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد بن أسد...
وولدت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم أيضاً... فلما توفيت زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية من عثمان أيضاً، فلم تزل عنده حتى توفيت في سنة تسع. وولدت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة. أنساب الأشراف (1/ 402).
فهذا كما ترى البلاذري في أنساب الأشراف لم يشر أو يصرح بأن زينب ورقية وفاطمة وأم كلثوم ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل بين أنهن بناته، وأن زينب تزوجت ابن خالتها أبا العاص بن الربيع وأمه هالة بنت خويلد، والبلاذري من أقرب علماء الأنساب عصراً وزماناً.
وأود أن أشير هنا إلى النسخة المنقول منها الفقرة السابقة وهي نسخة معهد المخطوطات طبعة دار المعارف بـمصر تحقيق د. محمد حميد الله.
واطلعت على نسخة أنساب الأشراف التي حققها الشيخ محمد باقر المحمودي وهو من علماء الشيعة طبعة مؤسسة الأعلمي لمطبوعات (1394هـ - 1974م) واطلعت كذلك على القسم الرابع من الجزء الأول لـأنساب الأشراف، تحقيق إحسان عباس، نشر فرانتس شتاينر بفسيبادن -بيروت- (1400هـ -1979م)، المطبعة الكاثوليكية.
وكل هذه الأجزاء والنسخ لم تذكر أن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه هي الكتب الأربعة التي كان العزو لها في كتابات المعاصرين.
 آراء لبعض العلماء من الشيعة الإمامية الإثني عشرية في المسألة:
لعلماء الشيعة الإمامية الإثني عشرية العديد من الآراء الشاذة كما كان للقدماء، ولم يكن جعفر مرتضى العاملي أول من قال بالمسألة لا قديماً ولا حديثاً.
ومن العلماء الذين ذكروا هذا الرأي:
 حسون قلارجي الدُلفِي:
قال في كتابه الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام:
(تزوج بـمكة أولاً خديجة بنت خويلد قالوا: كانت عند عتيق بن عائذ المخزومي ثم عند أبي هالة زرارة بن نباش الأسدي، وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما والمرتضى في الشافي وأبو جعفر في التلخيص أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بها وكانت عذراء، يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة..).
ثم قال: (ولد من خديجة القاسم وعبد الله وهما: الطاهر والطيب، وأربع بنات: زينب ورقية وأم كلثوم وهي آمنة وفاطمة وهي أم أبيها، ولم يكن له ولد من غيرها إلا إبراهيم من مارية... وفي الأنوار والكشف واللمع وكتاب البلاذري أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه وأما القاسم والطيب فماتا بـمكة صغيرين..). الرسول الأعظم لـحسون قلارجي طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت (1393هـ - 1973م، ص15:17).
وقد أشار العلماء المعاصرين في ثنايا كلامهم لهذه المسألة إشارة عابرة لا تدل على تبنيهم هذا الرأي، وسوف أورد ذلك في ثنايا البحث.
 محمد حسين الأعلمي الحائري:
أشار في تراجم أعلام النساء إلى قول الطريحي في مجمع البحرين إلى أن زينب ورقية وأم كلثوم لسن من بنات الرسول وإنما هن ربائبه، لذلك رأيت لزاماً عليّ الرجوع لـمجمع البحرين فوجدته يذكر تحت مادة (رقا) ما نصه: (ورقية بنت رسول الله قيل: تزوجها عثمان، وقيل: إنها ربيبته وهو الأصح) مجمع البحرين للطريحي 1/ 194.
ولم يذكر الطريحي دليله على كون هذا الرأي هو الأصوب والأصح.
 المقدس الأردبيلي:
قال في زبدة البيان: (رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة، ولما مات أبوهما ربيتا في حجر رسول الله فنسبتا إليه كما كانت عادة العرب في نسبة المرَبَى إلى المرَبِي، وهما اللتان تزوجهما عثمان بعد موت زوجيهما) زبدة البيان في أحكام القرآن لـأحمد بن محمد المقدس الأردبيلي، المكتبة المرتضويةطهران طبعة المطبعة الحيدرية، تحقيق محمد الباقر (ص:575) الحاشية، نقلاً من مع الشيعة في الأصول والفروع للسالوس 1/ 181.
 محمد مهدي الكاظمي القزويني:
قال في منهاج الشريعة: (قد عرفت عدم ثبوت أنهما بنتا الرسول وعدم وجود فضل لهما تستحقان به الشرف والتقدم على غيرهما).
وقال أيضاً: (لم يرد شيء من الفضل في حق من زعموهن شقيقاتها بحيث يميزن به ولو عن بعض النسوة).
وقال أيضاً: (ما زعمه -أي ابن تيمية - من أن تزويج بنته لـعثمان فضيلة له من عجائبه من حيث ثبوت المنازعة في أنهما بنتاه) منهاج الشريعة لـمحمد مهدي الكاظمي القزويني (2/ 289-291) نقلاً من مع الشيعة للسالوس (1/ 182). هذا هو ما أردنا الإشارة إليه في بيان من قالوا: بأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هُن ربائبه.
 
 ثالثاً: السبب الحقيقي وراء إثارة هذه الدعوى: [السبب الحقيقي في جعل الشيعة زينب ورقية وأم كلثوم ربائب للرسول]:
ولعل القارئ الكريم يتساءل عن السبب الحقيقي وراء إثارة هذه الدعوى؟
ما الذي يستفيده الشيعة الإمامية الإثنا عشرية من مسألة كون زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هُن ربائبه؟
والجواب عن ذلك يتلخص ببساطة في قول نعمة الله الجزائري ت(1112هـ).
(وأما الختن الحقيقي فهو علي؛ لأن زوجتي عثمان إما من زوج خديجة الأول أو من أختها، وكانت فقيرة فربتها خديجة في بيتها، وهذا هو الأصح عندنا) زهر الربيع (2/ 336)([3]).
فالقصد من وراء ذلك جعل علي هو الصهر الوحيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفاطمة هي الابنة الوحيدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك بالكاد يدخل علماء الشيعة رقية وأم كلثوم وزينب في قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنهن ربائبه لا بناته.
يقول أحمد بن عزيز الموسوي الفالي: (أقول: أما رقية وأم كلثوم فإنهماداخلتان في قُربى الرسول الذين أمر الله بمودتهم ومودتهما فرض على المسلمين كمودة غيرهما من ذوي القربى)، قاطع البرهان في الرد على الجبهان لـأحمد بن عزيز الموسوي الفالي (ص:321).
هذا هو نهج القوم ومرادهم فتأمل مكرهم وما يبثونه من فتن وفساد والله المستعان.
 
 رابعاً: كانتا ربيبتيه من جحش:
وردت هذه العبارة في ذكر المسألة كون رقية وأم كلثوم كانتا ربيبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من جحش.
ذكر العبارة المجلسي في بحار الأنوار (22/ 367)، وابن شهرآشوب في المناقب (1/ 209).
وذكرها كل من نقل عنهما، وأن العبارة وردت كما نص ابن شهرآشوب وغيره في الأنوار والكشف واللمع وكتاب البلاذري.
وعبثاً حاولت أن أعرف مَنْ هو (جحش) هذا دون جدوى.
وفتشت المراجع والمصادر سطراً سطراً وكلمةً كلمة لأجد ذكراً لـجحش هذا دون جدوى.
فمسألة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ترتبط في أحداثها على حد زعم الشيعة بأشخاص محددين هم:
زينب ورقية وأم كلثوم: بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.
عتيق بن عائذ المخزومي: زوج خديجة الأول.
زرارة بن النباش الأسدي: زوج خديجة الثاني وكنيته أبو هالة.
خديجة بنت خويلد: أول أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هالة بنت خويلد: أخت خديجة وأم أبي العاص بن الربيع الذي تزوج زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء هم الأشخاص المرتبطون بالمسألة فمن هو جحش هذا؟
لقد ظللت أكثر من عامين أحاول معرفة مَنْ هو جحش هذا فلم أصل لشيء فعلمت أن علماء الشيعة كمن يجمع الحطب ليلاً، فلا يدري ما فيه، وإلا فليدلنا أي عالم من علماء الشيعة الإمامية عن سر جحش.
فزوج هالة بنت خويلد اسمه الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف.
فيا ترى مَنْ هو جحش هذا؟!!
 
 خامساً: الأدلة الواهية التي ذكرها من قالوا بأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هُن ربائبه:
 
 أدلة الجزائري:
يقول الجزائري ت(1112هـ): (لأن زوجتي عثمان إما من زوج خديجة الأول أو من أختها وكانت فقيرة فربتها خديجة في بيتها وهذا هو الأصح عندنا) زهر الربيع للجزائري (2/ 336).
وقال حسون قلارجي الدُلفي في كتابه الرسول الأعظم (ص:15-17):
(إن رقية وزينب كانتا ابنتيَ هالة أخت خديجة).
والجواب عن ذلك من أفواه علماء الشيعة الإمامية أنفسهم.
يقول هاشم معروف الحسيني: (وأسرعت هالة أم أبي العاص بن الربيع وكانت أختاً لـخديجة لتخطب منها كبرى بناتها زينب إلى ولدها المعروف بين المكيين بجاهه وماله وأمانته ومروءته، سيرة المصطفى.. نظرة جديدة لـهاشم معروف الحسيني (ص:64)، وفي هذا النقل جواب عن هذه الفرية؛ إذ كيف يكون ابن هالة من التجار المعدودين بين المكيين بجاهه وماله ويترك أخواته يتربين في حجر خديجة؛ ويصبحن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم على أساس أنهن ربائبه!
فهل تكون هالة فقيرة وابنها من أغنياء وتجار مكة؟!!
وإذا كانت زينب ابنة هالة وربتها خديجة فكيف تخطب هالة زينب لابنها أبو العاص بن الربيع، وهل يجوز أن يتزوج الأخ أخته؟!
يقول ابن شهرآشوب وغيره ممن نقلوا العبارة المشهورة التي يرددونها كالببغاوات (يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة، المناقب لـابن شهرآشوب (1/ 206).
فكيف يعقل أن زينب ابنة هالة وتزوجت أبا العاص بن الربيع الذي أمه أيضاً هالة أخت خديجة!!
أما أدلة العلامة جعفر مرتضى العاملي فتتلخص فيما يلي:
1- استدلاله بعبارة مغلطاي([4]) عن خديجة (.. ثم خلف عليها أبو هالة النباش بن زرارة فولدت له هنداً والحارث وزينب وكانت تكنى أم هند وتدعى الطاهرة).
2- ما ورد في رواية عن عمرو بن دينار: أن أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف وكان زوجاً لبنت خديجة..).
3- اختلاف المصادر في وقت مولد زينب وعمرها عند الزواج، وقد يبلغ عمرها عشر سنوات كما يرى محمد حسن آل ياسين في كتابه: كتاب النبوة (ص:65).
4- ادعاء أن هناك محاولة لإيجاد منافسين لـعلي لكونه الصهر الوحيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلذلك ادعوا أن زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصبح عثمان وأبو العاص بن الربيع أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5- يحاول العلامة جعفر مرتضى العاملي إعادة صياغة التاريخ فيقول: (لقد رُوي أنه كانت لـخديجة أخت اسمها هالة تزوجها رجل مخزومي، فولدت له بنتاً اسمها هالة، ثم خلف عليها رجل تميمي يقال له: أبو هند فأولدها ولداً اسمه هند...وكان لهذا التميمي امرأة أخرى قد ولدت له زينب ورقية فماتت ومات التميمي، فلحق ولده هند بقومه وبقيت هالة أخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأخرى، فضمتهم خديجة إليها وبعد أن تزوجت بالرسول صلى الله عليه وسلم ماتت هالة، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والرسول صلى الله عليه وسلم). وكان العرب يزعمون أن الربيبة ابنة، ونسبتا إليه... مع أنهما ابنتا أبي هند زوج أختها، وكذلك كان الحال بالنسبة لـهند نفسه، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (1/ 120-125).
6- يرى العلامة جعفر مرتضى العاملي أن رقية وأم كلثوم كانتا صغيرتين وأن رقية كانت أصغر من الكل وحتى من فاطمة رضي الله عنها، فكيف يستقيم لدى فكره أن رقية تزوجت من عثمان وهاجرت الهجرة الأولى إلى الحبشة، وأسقطت في السفينة، ثم هاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة؟ يقول:
(نعم.. كيف نصدق هذا، ونحن نعلم أن الهجرة الأولى للحبشة كانت بعد البعثة بخمس سنين، فكيف تكون رقية قد تزوجت قبل البعثة بـابن أبي لهب، ثم فارقها ليتزوجها عثمان، وتحمل منه قبل الهجرة إلى الحبشة، وهي إنما ولدت قبل البعثة؟! إن ذلك لعجيب!! وعجيب حقاً!!
وإن ذلك ليؤكد ويؤيد: أن رقية التي تزوجها عثمان هي غير رقية التي يدعي أنها بنت الرسول، والتي يقال: إنها ولدت بعد البعثة، وأن التي تزوجها عثمان هي ربيبة النبي لا ابنته.
وقد كانت العرب تطلق على ربيبة الرجل أنها ابنته، وكذلك يقال بالنسبة لـأم كلثوم؛ لأن الفرض أنها قد ولدت بعد البعثة، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (1/ 124-125).
هذه هي كل الأدلة التي ساقها من ادعوا أن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وللجواب عن هذه الأدلة ينبغي أن ألفت انتباه القارئ الكريم إلى ما سبق بيانه من هدف وغرض الشيعة الإمامية من إثارة هذه الدعوة.
 الرد على أدلة جعفر مرتضى العاملي:
1- عبارة مغلطاي (فولدت له هنداً والحرث وزينب).
هذه العبارة لا تعني أن أبا العاص تزوج زينب ابنة خديجة من أبي هالة النباش بن زرارة.
وعلى فرض صحة هذا القول، فالذي زوج أبا العاص هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي رد إليه زينب ابنته بعد إسلامه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً.
2- أما رواية عمرو بن دينار فليس فيها ما يثبت أن أبا العاص تزوج بنت خديجة من غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكثيراً ما ينسب الأبناء إلى الأمهات لغاية وعلة تتصل بالتمييز وبالشرف، كأن يقال محمد بن الحنفية مثلاً، وغير ذلك كثير، فهذا لا يعني أن محمداً ليس ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
3- اختلاف المصادر في وقت ولادة زينب رضي الله عنها وعمرها عند الزواج الذي افترضه محمد حسن آل ياسين أنه عشر سنوات، فعلى فرض صحة ذلك، فإن النساء في الجاهلية كن يبلغن مرتبة النساء –البلوغ- في سن مبكرة، وذلك معروف حسب طبيعة البيئة الجغرافية.
وهناك دليل آخر ينبغي النظر إليه، وهو سؤال بسيط عن عمر فاطمة الزهراء رضي الله عنها عند زواجها؟ ذكر محمد تقي التستري في كتابه تواريخ النبي والآل أن مولد الصديقة كان بعد النبوة بخمس سنوات كما صرح الكليني في الكافي (1/ 457)، وفي بحار الأنوار (43/ 6)، والمسعودي في إثبات الوصية (ص:154)، وهذا هو الأصوب، وهناك قول آخر يرى ولادتها بعد سنتين من المبعث في مصباح التهجد (ص:733) لـشيخ الطائفة، والعامة -أي أهل السنة - ترى مولدها بعد البعثة بخمس سنين، قال التستري: (والتعويل على رواية الخاصة -أي الشيعة -) فعلى هذا يكون عمر فاطمة رضي الله عنها عند زواجها في السنة الأولى من الهجرة تسع سنوات، وعلى القول الثاني للشيعة يكون عمرها اثنتي عشرة سنة. فهل يقر علماء الشيعة باستبعاد ذلك الزواج أم لا؟
وإن أقروا به فلم لا يقرون بزواج زينب أيضاً!! راجع تواريخ النبي والآل (ص:24).
4- ادعاء أن علماء السنة والمؤرخين جعلوا من عثمان بن عفان ومن أبي العاص بن الربيع صهرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون هناك منافسة مع مكانة علي بن أبي طالب.
فجواب ذلك أن المسألة ليست مباراة رياضية، ومكانة علي معروفة بين الصحابة، وكذا مكانة غيره.
وماذا سوف يقول علماء الشيعة في مصاهرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لـأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبي سفيان بن حرب لما تزوج من عائشة بنت الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب وأم حبيبة بنت أبي سفيان.
هل في هذا منافسة أيضاً؟!
5- ادعاء العلامة جعفر مرتضى العاملي حبكة قصصية ليبين أن زينب ورقية وأم كلثوم بنات هالة أخت خديجة، وقد ربتهم خديجة وضمتهم إليها، وهو ادعاء غريب ويصلح كقصة سينمائية خاصة مع توالي الأحداث التي ذكرها العاملي، وتشابكها مع وجود المفاجأة في نهاية القصة.
ولتتأمل معي أيها القارئ الكريم أحداث هذه القصة كما يتخيلها العاملي: هالة أخت خديجة.
زوج هالة الأول رجل مخزومي لم يذكر لنا اسمه.
ولدت هالة لزوجها الأول هذا بنتاً اسمها هالة.
مات زوج هالة الأول ثم خلف عليها زوج آخر تميمي يُقال له: أبو هند، ولدت هالة للزوج الثاني ولداً اسمه هند.
كان لهذا الزوج الثاني زوجة أخرى قد ولدت له زينب ورقية ثم ماتت.
فلما مات الزوج الثاني لحق هند بقوم أبيه.
وبقيت هالة أخت خديجة مع الطفلتين اللتين من الزوجة الأخرى أي زينب ورقية.
ثم ماتت هالة فضمت خديجة الطفلتين فنسبتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنهما ابنتا أبي هند زوج أخت خديجة.
وأنت أيها القارئ الكريم تلاحظ تلك الموهبة الكامنة لدى العلامة جعفر مرتضى العاملي في إعادة صياغة أحداث التاريخ لجعله يصلح كسيناريو لقصة سينمائية.
ألا تلاحظ حبكة القصة والأحداث والمفاجأة في النهاية وعنصر الحركة وكثرة من ماتوا وانتسب أولادهم لغيرهم.
فقد مات أبو هالة الزوج الأول لـهالة، ثم مات أبو هند الزوج الثاني لـهالة، ثم ماتت زوجة أبي هند الأولى التي ولدت له زينب ورقية، ثم ماتت هالة أخت خديجة.
أحداث دامية صاغتها يد العلامة، والعجيب أنه لم يُكتشف حتى الآن سينمائياً مع أن موهبته صياغةً وتأليفاً وإخراجاً واضحةٌ جداً.
وهلا سأل العلامة نفسه، كما انضم ولحق هند بقومه لم لا تلحق زينب ورقية بقوم أبيهما أو قوم أمهما؟!
ولماذا تضمهم هالة لها أصلاً وهما بنتان لضرة سابقة لها!؟
ولماذا تضم خديجة البنتين بعد موت هالة مع أن من أبنائها أبي العاص بن الربيع من التجار المعدودين بـمكة، ويكفي أن أباه من عبد شمس بن عبد مناف. فأسألكم بالله. هل في الجاهلية كان النساء هن اللواتي يكفلن الأطفال اليتامى مع وجود الرجال القادرين على ذلك؟
ولماذا لم يذكر العلامة في أحداث القصة الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف أحد أزواج هالة والتي ولدت له أبا العاص بن الربيع؟
وليلاحظ القارئ الكريم أن العلامة جعفر مرتضى العاملي لم يذكر في أحداث هذه القصة اسم (جحش) ولم ترد عبارة (كانتا ربيبتيه من جحش) هذا مع كثرة الأحداث وتشعبها، ولم يفسر لنا اسم (جحش) هذا في قصته تلك. فسبحان واهب العقول!!
6- يبدي العلامة جعفر مرتضى العاملي تعجبه، إذ كيف تتزوج رقية قبل البعثة بـابن أبي لهب ثم يفارقها ليتزوجها عثمان، ثم تهاجر معه الهجرتين.
ويخرج العلامة من هذا العجب بنتيجة واحدة وهي: أن رقية التي تزوجها عثمان بن عفان غير رقية التي يدعي أنها بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، والقول نفسه يقال عن أم كلثوم.
أقول: لماذا إذاً لا يجوز أن تكون فاطمة التي تزوجها علي بن أبي طالب ليست هي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكون فاطمة أخرى!؟
أو تكون فاطمة الزهراء ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ابنته، فتكون بنت هالة وقد ضمتها لها خديجة؟!
فكما أن افتراضات وجود أكثر من رقية وأكثر من أم كلثوم وأكثر من زينب يوجب علينا أن نفترض وجود أكثر من فاطمة.
وكما أنه توجد احتمالات أن رقية وأم كلثوم وزينب ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذلك توجد احتمالات أن فاطمة ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ابنته.([5]).
 

آراء علماء الشيعة الإمامية التي تثبت أن زينب ورقية وأم كلثوم أمهم خديجة وأبوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 
 آراء علماء الشيعة الإمامية التي تثبت أن زينب ورقية وأم كلثوم أمهم خديجة وأبوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 
 نعمة الله الجزائري ت(1112هـ):
قال في الأنوار النعمانية (1/ 367):
(وأما أزواجه: فأول امرأة تزوجها خديجة بنت خويلد وكانت قبله عند عتيق بن عائذ المخزومي فولدت له جارية، ثم تزوجها أبو هالة الأسدي فولدت له هند بن أبي هالة ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وربى ابنها هنداً، فأول ما حملت وولدت عبد الله بن محمد وهو الطيب والطاهر وولدت له القاسم وقيل: إن القاسم أكبر ولده، وكان يكنى به والناس يغلطون فيقولون: ولد له منها أربع بنين، القاسم وعبد الله والطيب والطاهر، وإنما ولدت له ابنان، وأربع بنات زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، فأما زينب بنت رسول الله فتزوجها أبو العاص بن الربيع).
ثم ذكر الجزائري بعد ذلك اختلاف علماء الشيعة الإمامية في هذه المسألة فقال: (وقد تقدم اختلاف أصحابنا رضي الله عنهم في أن رقية وأم كلثوم هل هما ربيبتاه صلى الله عليه وسلم أم ابنتاه والحال عندنا لا يتفاوت).
 محمد بن يعقوب الكليني ت328هـ):
وهذا هو محمد بن يعقوب الكليني بن إسحاق الرازي ت(328هـ) الملقب بـثقة الإسلام، وصاحب أهـم كتاب ومصنف لدى القوم هو كتاب الكافي، وقد عقد فيه باباً بعنوان: (مولد النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته) وقد ذكر ما نصه:
(تزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة فولد له منها قبل مبعثه عليه السلام القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم، وولد له بعد مبعثه الطيب والطاهر وفاطمة) الأصول من الكافي (1/ 439-440).
ولم يتعقبه الفيض الكاشاني في كتابه الوافي، وهذا أصدق دليل على صحة ما ذكره الكليني في الكافي.
 بهاء الدين محمد بن حسين العاملي ت(1003هـ):
وذكر بهاء الدين محمد بن حسين العاملي ت(1003هـ) في كتابه المخلاة (ص:17)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا سيد المرسلين وحبيب رب العالمين قبض الله أولاده في حياته ليعظم له الزلفى في درجاته، فمات وله من الأولاد ستة أو سبعة أو ثمانية نجوم: القاسم وعبد الله والطيب والطاهر وإبراهيم وزينب ورقية وأم كلثوم ولم يتأخر بعد من أولاده إلا فاطمة الزهراء).
ولا يخفى على جعفر مرتضى العاملي ولا على القارئ الكريم أن بهاء الدين هذا من علماء الشيعة وكتابه الكشكول من أشهر الكتب الجامعة للطائف الأخبار والأشعار.
 الشيخ عباس القمي:
أما الشيخ النسابة عباس القمي وهو من علماء الشيعة المعاصرين، وله في علم النسب والتاريخ يدٌ طُولى، وهو صاحـب كتاب الكُنى والألقاب وكتب أخرى، ذكر في كتابه منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل (1/ 152).
(أولاده صلى الله عليه وسلم ورد في قرب الإسناد عن الإمام الصادق: أنه ولد لرسول الله من خديجة: القاسم والطاهر وفاطمة وأم كلثوم ورقية وزينب).
 
 أبو الفرج الأصفهاني ت(356هـ):
قال في مقاتل الطالبيين عن خديجة رضي الله عنها: تزوجت صلوات الله عليها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين يقال لأحدهما عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم... فخلف عليها أبو هالة بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن حرزة بن أسيد بن عمرو بن تيم، فولدت له ابناً يقال له: هند، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه الحسن بن علي بن أبي طالب حديث صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهور وقال فيه: سألت خال هند بن أبي هالة عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له وصافاً).
ولا يخفى على العلامة العاملي أن الأصفهاني علامة في الأنساب، وله في ذلك العديد من المصنفات.
 محمد باقر المجلسي ت(1111هـ):
أما خاتمة المحدثين وباقر علوم أهل البيت محمد باقر المجلسي وهو من كبار علماء الشيعة الإمامية ومن أهم كتبه، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول وهو شرح مسهب لكتاب الكافي للكليني وبيان حالة أحاديثه، وكتاب بحار الأنوار وهو بمثابة الموسوعة الحديثية الفقهية في أكثر من مائة وعشرين جزءًا، ويعتبر من الكتب الحديثية الثمانية المعتمدة عند الشيعة الإمامية.
قال المجلسي هذا في بحار الأنوار ما نصه: عن أبي عبد الله قال: (دخل رسول الله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول: والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أن لأمك علينا فضلاً، وأي فضل كان لها علينا، ما هي إلا كبعضنا فسمعت مقالتها فاطمة، فلما رأت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت فقال لها: (ما يبكيك يا بنت محمد؟) قالت: ذكرت أمي فتنقصتها فبكيتُ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (مه يا حميراء! فإن الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود، وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهراً وهو عبد الله وهو المطهر، وولدت مني القاسم وفاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب وأنتِ ممن أعقم الله رحمه فلم تلد لي). بحار الأنوار، طبعة جديدة (جـ16)، وهذا الحديث نقله المجلسي من الخصال (ص:404-405) لـابن بابويه القمي، وذكره أيضاً المجلسي في مرآة العقول شرح أخبار آل الرسول (1/ 352).
وبصرف النظر عن تعليقنا على الحديث وما حوى من ركاكة في اللفظ والأسلوب مما لا يجوز نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب إلا أن ما يهمنا هنا هو نص الحديث الذي يثبت أن فاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب هن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها، وقد تتبعت الحديث في كتاب الخصال وسيأتي بيانه.
ورواية أخرى ذكرها المجلسي في بحار الأنوار: (أول من ولد لرسول الله بـمكة قبل النبوة القاسم، ويكنى به، ثـم ولد له زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، وولد في الإسلام عبد الله فسمي الطيب والطاهر وأمهم جميعاً خديجة بنت خويلد).
نقلاً من: المقتطف، لـطاهر حسن ملحم، طبعة دار الكتاب الإسلامي بيروت، (1413هـ- 1992م)، (ص:172).
ثم ذكر في بقية الرواية زواج زينب من أبي العاص بن الربيع وولدت له أُمامة التي تزوجها المغيرة بن نوفل، ثم فارقها، وتزوجها علي بن أبي طالب بوصية من فاطمة، ثم ماتت زينب في السنة الثامنة من الهجرة، وماتت رقية سنة خمس من الهجرة، وقيل: إن زينب ولدت لـأبي العاص ولداً أيضًا اسمه: علي مات في ولاية عمر.
ورقية التي تزوجها عتبة بن أبي لهب وطلقها قبل الدخول بها بأمر من أبيه، ثم تزوجها عثمان بن عفان وولدت له عبد الله ومات وعمره ست سنوات سنة أربع من الهجرة، وماتت رقية في غزوة بدر، ثم تزوج عثمان أم كلثوم سنة ثلاث وتوفيت في شعبان سنة سبع من الهجرة.
ورواية أخرى ذكرها المجلسي في معاني الأخبار عن أبي عبد الله الصادق.
ومرة أخرى يشير المجلسي إلى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، وذلك في بحار الأنوار، ويروي عدة أحاديث بسنده تدلل على أن زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ربائبه رضي الله عنهن.
نعم سبق الإشارة إلى ذلك في كتابه مرآة العقول، ولكنه هنا أيضاً يشير إلى الأمر ذاته، ويضيف سطراً واحداً يشير فيه إلى ما ورد في الأنوار واللمع وكتاب البلاذري من أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه من جحش. بحار الأنوار للمجلسي (2/ 376-386).
ويعلم الله أنني ما علمت من هو جحش هذا، وأن العبارة نفسها ينقلها علماء الشيعة دون تدبر أو وعي.
 
 ابن بابويه القمي ت(381هـ):
انظر نص الحديث كما ذكره ابن بابويه القمي في الخصال والذي سبق وأورده المجلسي في بحار الأنوار، الخصال لـابن بابويه القمي (ص:404).
وهاك ابن بابويه يذكر حديثاً آخر في الخصال ونصه: (عن أبي عبد الله قال: (ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة: القاسم والطاهر وهو عبد الله وأم كلثوم ورقية وزينب وفاطمة وتزوج علي بن أبي طالب فاطمة، وتزوج أبو العاص بن الربيع وهو رجل من بني أمية زينب، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم فماتت ولم يدخل بها، فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية. وولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم من مارية وهي أم إبراهيم أم ولد) الخصال (ص:405).
فهذان كما يرى القارئ الكريم حديثان رواهما ابن بابويه القمي الملقب بـالصدوق عند الشيعة.
 أبو الفضل الحسن الطبرسي الملقب بأمين الإسلام:
أما الملقب بـأمين الإسلام أبو الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب كتاب إعلام الورى فقد قال في كتابه هذا في الباب الخامس الفصل الأول تحت عنوان في ذكر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاده ما نصه:
(أول امرأة تزوجها رسول الله خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، تزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة وكانت قبله عند عتيق بن عائذ المخزومي فولدت له جارية، ثم تزوجها أبو هالة الأسدي فولدت له هند بن أبي هالة ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وربى ابنها هنداً) إعلام الورى للطبرسي (ص:139-141).
ثم قال: (وولدت له القاسم وقيل: إن القاسم أكبر أولاده وهو بكره وبه كان يكنى والناس يغلطون فيقولون: ولد له أربعة بنين القاسم وعبد الله والطيب والطاهر، وإنما ولد له منها ابنان وأربع بنات، زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة) إعلام الورى للطبرسي (ص:139-141).
ثم فصَّل زواج كل ابنة من البنات الأربعة، ولم يذكر أن زينب ورقية وأم كلثوم ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك بين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة ثيباً لا بكراً فهلا اقتنع جعفر مرتضى وتابعوه بواحد من كبار علماء الشيعة الإمامية الملقب بـأمين الإسلام.
 ابن شهرآشوب ت(588هـ) وهو محمد بن علي:
وهذا عالم آخر من كبار علماء الشيعة الإمامية وهو ابن شهرآشوب في كتابه المناقب يصرح أولاً بالصواب ثم ينقل الرأي الآخر البلاذري وأبو القاسم الكوفي والمرتضى وأبو جعفر الطوسي.
يقول: (تزوج بـمكة أولاً خديجة بنت خويلد قالوا: وكانت عند عتيق بن عائذ المخزومي ثم عند أبي هالة زراره بن نباش الأسدي، وروى أحمد البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، والمرتضى في الشافي، وأبو جعفر في التلخيص أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بها وكانت عذراء، يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة) المناقب لـابن شهرآشوب (1/ 206).
ثم ذكر ابن شهرآشوب أيضاً أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(أولاده: ولد من خديجة القاسم وعبد الله وهما الطاهر والطيب وأربع بنات وهن زينب ورقية وأم كلثوم وهي آمنة وفاطمة وهي أم أبيها ولم يكن له ولد من غيرها إلا إبراهيم من مارية)... ثم أعاد ابن شهرآشوب ذكر الرأي الآخر هنا أيضاً فقال:
(وفي الأنوار والكشف واللمع وكتاب البلاذري أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه من جحش) المناقب لـابن شهرآشوب (1/ 209).
وهنا إضافة جديدة وأظن ابن شهرآشوب أخطأ في النقل فكتب: (كانتا ربيبتيه من جحش، ولا أدري من هو جحش هذا وما أدخله هنا؟ فهل هو زوج هالة أم زوج خديجة رضي الله عنها، ومعلوم من النصوص السابقة، أنه لا هذا ولا ذاك).
1 محمد بن محمد بن النعمان العكبري المعروف بالشيخ المفيد ت(413هـ):
وهذا عالم من أساطين علماء الشيعة وشيخ المذهب في زمانه، وله من المصنفات ما يقرب المائتين، ذكر في كتابه المسائل السروية وغيره من كتبه فصلاً عن زواج بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، فصّل فيه المسألة تفصيلاً مبيناً المخرج في ثلاثة أمور هي بإيجاز.
أولاً: تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتيه قبل البعثة بكافرين ليس بأعجب من قول لوط عليه السلام: ((هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ)) [هود:78] فدعاهم إلى العقد عليهم لبناته وهم كفار ضلال قد أذن الله تعالى في هلاكهم.
ثانياً: زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنتيه لـعثمان على ظاهر الإسلام فكونه أي عثمان تغير بعد ذلك فليس على النبي تبعة فيما يحدث في العاقبة، وليس بمنكر أن يستر الله عز وجل عن نبيه نفاق كثير من المنافقين.
ثالثاً: أن يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصية بأن يكون الله عز وجل أباحه مناكحة من ظاهره الإسلام وإن علم من باطنه النفاق وخصه بذلك ورخص له فيه.
هذه هي الأوجه الثلاثة التي ذكرها واحد من أساطين علماء الشيعة، ولاحظ رميه لـعثمان رضي الله عنه بالكفر والنفاق.
قال: (فهذه الأجوبة الثلاثة عن تزويج النبي صلى الله عليه وسلم لـعثمان وكل واحـد منها كافٍ بنفسه مستغن عما سواه، والله الموفق للصواب) المسائل السروية (ص:92-93).
1 أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي ت334 هـ:
قال أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي ت(334) في كتابه الهداية الكبرى (ص:39).
(ذكر أولاد رسول الله: عن أبي عبد الله جعفر الصادق قال: ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة ابنة خويلد القاسم وبه يكنى وعبد الله والطاهر وزينب ورقية وأم كلثوم وكان اسمها آمنة وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء وإبراهيم من مارية وكانت أمة أهداها المقوقس ملك الإسكندرية).
ثم قال: (وروي أن زينب كانت ربيبة رسول الله من جحش زوج خديجة قبل النبي ولم يصح هذا الخبر، ولا ملك خديجة أحد غير رسول الله، ولا ملك زوجة غيرها حتى توفيت) الهداية الكبري للخصيبي (ص:40).
1 الشيخ محمد رضا الحكيمي:
وهذا عالم آخر من علماء الشيعة الإمامية المعاصرين يثبت في أكثر من موضع أن زينب ورقية وأم كلثوم هُن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ محمد رضا الحكيمي في كتابه أعيان النساء عبر العصور المختلفة تحت اسم أمامة (ص:43).
(أمامة بنت أبي العاص بن الربيع: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها فدخل على أهله ومعه قلادة... فقال: لآعطينها أحبكن إليَّ. فقلن: يدفعها إلى ابنة أبي بكر. فدعا بابنة أبي العاص من زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم فعلقها في عنقها، وتزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة الصديقة فاطمة، ثم تزوجها المغيرة بن نوفل).
وذكر تحت اسم أم البنين الكلابية (تزوج بـأم البنين -أي علي بن أبي طالب - بعد وفاة الصديقة فاطمة أو بعد زواجه من أمامة بنت زينب بنت الرسول) أعيان النساء (ص:145).
وذكر تحت اسم زينب (زينب بنت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ولدت في سنة ثلاثين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ترعرعت وبلغت سن الزواج طلبتها هالة بنت خويلد من أختها خديجة بنت خويلد لابنها أبي العاص بن الربيع فزوجها رسول الله لـأبي العاص... وأسلم أبو العاص بن الربيع سنة (7هـ) في المحرمفرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بذلك النكاح الأول، وفي رواية رد عليه ابنته بنكاح جديد وتوفيت زينب سنة ثمان من الهجرة) أعيان النساء (ص:189).
كما ترجم المصنف لـخديجة رضي الله عنها وذكر زواجها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما ترجم لـأم كلثوم. أعيان النساء (545-546).
ومما قاله المصنف في ترجمته لـخديجة رضي الله عنها.
(فتزوجها رسول الله وولدت له صلى الله عليه وسلم القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم) أعيان النساء (ص:106-107).
1 الشيخ محمد تقي التستري:
وأضيف هنا رأي واحد من علماء الشيعة الإمامية المعاصرين، وهو عالم بالرجال، وله من المصنفات الكثير في هذا المجال.
قال الشيخ محمد تقي التستري في كتابه تواريخ النبي والآل تحت ذكر أولاد النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر بناته الأربعة، ثم نقل آراء علماء الإمامية منهم الكليني في الكافي (3/ 236)، وابن بابويه القمي الملقب بـالصدوق في الخصال (ص:404)، ومصعب الزبيري في نسب قريش (ص:12)، والمسعودي في مروج الذهب (2/ 291)، ولم يذكر أي حديث عن كون رقية أو أم كلثوم أو زينب ربائب النبي صلى الله عليه وسلم لا بناته.
 
1 هاشم معروف الحسيني:
وهذا عالم آخر من علماء الشيعة الإمامية المعاصرين يصرح أن زينب ورقية وفاطمة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها.
يقول هاشم معروف الحسيني في كتابه: سيرة المصطفى.. نظرة جديدة (ص:64).
(وقد أنجبت له ستة أولاد ما بين ذكر وأنثى: القاسم وبه يكنى، وزينب ورقية وأم كلثوم وعبد الله وفاطمة...) ثم ذكر بإيجاز حياة كل منهم ووفاته ومن قوله: (وأسرعت هالة أم أبي العاص بن الربيع وكانت أختاً لـخديجة لتخطب منها كبرى بناتها زينب إلى ولدها المعروف بين المكيين بجاهه وماله وأمانته ومروءته).
وفي هذا النص وغيره مما سبق رد بليغ على جعفر مرتضى العاملي الذي يدعي أن زينب ورقية وأم كلثوم ربائب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن أمهن هالة أخت خديجة، ولفقر هالة ضمت خديجة أولادها إليها، مع أن كل النصوص التي أوردناها من كتب أئمة علماء الشيعة تجمع على أن هالة أم أبي العاص بن الربيع فكيف تكون زينب أيضاً أمها هالة فيكون الابن تزوج أخته؟!
وأي فقر يصيب هالة وابنها من التجار المعدودين في مكة أمانةً ومروءةً ومالاً كما ذكر هاشم معروف الحسيني في النص السابق؟!
1 عبد الرزاق المقرم:
وهذا من علماء الشيعة المعاصرين وهو عبد الرزاق المقرم يذكر في كتابه: وفاة الصديقة الزهراء (ص:13-14) ما يلي:
(واتفق المؤرخون -إلا من شذ- على أن هؤلاء الأولاد ولدتهم خديجة من رسول الله، وممن تعرض لذلك...).
ثم ذكر جمعاً من علماء السنة ثم قال: (واعترف به من علماء الإمامية الشيخ الكليني في الكافي في باب مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتعقب عليه الفيض في المناقب، وقال به الطبرسي في إعلام الورى صفحة (86)، وابن شهرآشوب في المناقب (1/ 110)، والمجلسي بعد أن أختاره في مرآة العقول الجزء (1) صفحة (352) حكاه عن الخصال للصدوق وعن المنتقى ورواه عن ابن عباس). والكلام السابق بنصه ذكره صاحب كتاب أعيان النساء عبر العصور المختلفة الشيخ محمد رضا الحكيمي وهو من كبار علماء الشيعة وسبق بيان رأيه.
وقد نقل كلا العالمين: محمد رضا الحكيمي في أعيان النساء عبر العصور المختلفة، وعبد الرزاق المقرم في وفاة الصديقة الزهراء، أسماء العديد من المراجع التي ذكرت أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المراجع كما ذكراها هي:
ابن جرير في تاريخه (2/ 197، 3/ 175).
ابن الأثير في الكامل (2/ 14).
أبو الفداء في المختصر (1/ 153).
ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 194).
ابن قتيبة في المعارف (ص:61).
أبو الحسن الدياربكري في تاريخ الخميس (1/ 308).
المسعودي في مروج الذهب (1/ 406-407).
سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص:172).
المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص:151).
الحاكم النيسابوري في المستدرك (3/ 161).
الشبراوي في الإتحاف بحب الأشراف (ص:46).
أبو بكر بن العربي الأندلسي في أحكام القرآن (2/ 207).
ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمتهن.
ابن حجر في الإصابة في ترجمتهن.
نثر اللآلئ للآلوسي (ص:162).
ومن علماء الإمامية ذكر:
الكليني في الكافي باب: مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
الفيض الكاشاني في الوافي لم يتعقب الكليني.
أمين الإسلام الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى (ص:76).
ابن شهرآشوب في المناقب (1/ 110).
محمد باقر المجلسي في مرآة العقول (1/ 352).
الخصال لـابن بابويه القمي.
المنتقى.
 
1 شيخ الطائفة الطوسي ت(460هـ):
قال في كتابه الغيبة: (عن أبي عبد الله بن محمد الصفواني، عن الحسن بن روح وقد سأله بعض المتكلمين فقال له: كم بنات رسول الله؟ فقال: أربع، قال: فأيهن أفضل؟ فقال فاطمة. فقال: ولِمَ؟).
نقلاً من: المقتطف، لـطاهر حسن ملحم (ص:170).
1 عبد الله الحميري:
ذكر في كتابه قرب الإسناد: (قد ورد فيه عن جعفر الصادق قال: (ولد لرسول الله من خديجة: القاسم والطاهر وأم كلثوم ورقية وزينب وفاطمة) المقتطف (ص:172).
ثم ذكر زوج كل ابنة من البنات الأربع رضوان الله عليهن.
1 أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي:
قال في زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة: (ولدت له القاسم والطاهر وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة) المقتطف (ص:174).
1 محمد الحسيني:
وأود هنا أن أختم حديثي هذا عن علماء الشيعة الإمامية ورأيهم فيما افتراه جعفر مرتضى العاملي وما أثاره من فتنة، برد واحد من علماء الشيعة الإمامية المعاصرين في كتابه هوامش نقدية.. قراءة في كتاب مأساة الزهراء لـمحمد الحسيني. يقول في رده على افتراءات جعفر مرتضى العاملي:
(ومع ذلك فالأكثر إشكالية والأعقد هو: أن العاملي نفسه لا يرى حجية قول الفقهاء في المسائل التاريخية لمجرد كونهم فقهاء؛ لأن تبحرهم وتضلعهم في الفقه وبعض حقول المعرفة الإسلامية الأخرى لا ينسحب على حقل تاريخ أو أي حقل آخر، ولذلك لم يجد العاملي غضاضة في مناقشة المفيد في مسألة بنات النبي صلى الله عليه وسلم غير فاطمة الزهراء.
قال عن الشيخ المفيد: (... غير أن تبحره في العلم لا ينسحب على جميع العلوم -يقصد الشيخ المفيد -)
(ومعنى كلامه أن الشيخ المفيد وإن كان حجة في الفقه وما يدخل في اختصاصه كفقيه، فإنه ليس كذلك في حقل التاريخ، وعليه فلا حرج من مناقشته وعدم الاعتناء بآرائه التاريخية وقبولها قبول المسلمات).
وفي ضوء هذه الرؤية خالف مرتضى العاملي وبجرأة ما عليه العلماء وخاصة الشيخ المفيد في مسألة بنات النبي، ولـم يجد بأساً في الخروج على اتفاقهم، فنفى أن يكون للنبي من البنات غير الزهراء؛ مع أن كلمات أعلام الشيعة منذ عهد الشيخ المفيد إلى ما يقرب عصرنا متضافرة على أن له من البنات غيرها.
ولم تكن هذه المقولة التاريخية اليتيمة التي يخالف فيها مرتضى العاملي مشهور العلماء، بل له غيرها المزيد، ومن ذلك رأيه في دفن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه- حسب رأيه- دفن في بيت فاطمة مع أن المعروف والمشهور أنه دفن في حجرة عائشة....
ومن ذلك خلافه المشهور بشأن زواج خديجة، وأنها لم تكن متزوجة قبلالنبي.. إلى غير ذلك من المقولات التاريخية المخالفة لما عليه المشهور والمعروف) هوامش نقدية.. قراءة في كتاب مأساة الزهراء لـمحمد الحسيني طبعة الكويت الثانية (ص:10-11).
هذا هو رأي عالم معاصر من علماء الإمامية رد جعفر مرتضى العاملي بفتنته وكيده في نحره.
وكفانا مؤونة الرد عليه وبيان ما توهمه وما هو عليه من ضلال.
وإلى هنا تم استشهادنا بأقوال (19) عالماً من علماء الشيعة الإمامية القدماء والمعاصرين، ولو أحببنا المزيد لزدنا، لكننا آثرنا هنا الإيجاز وما سلف فيه الكفاية لمن كان له دراية.
وقد أورد واحد من علماء الشيعة المعاصرين، وهو طاهر حسن ملحم في كتابه: المقتطف من كل فن، العديد من أقوال الشيعة الإمامية في المسألة نفسها الذين قالوا: إن زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فذكر قول الشيخ الصدوق، والكليني في الكافي، والطوسي في كتابه الغيبة، والطبرسي في كتابه إعلام الورى، وما ورد في كتاب قرب الإسناد، والمجلسي في بحار الأنوار، وفي معاني الأخبار، وقول أبي مخنف الأزدي لوط بن يحيى، وقول الحسن الدياربكري، وقول السيد محمد بن السيد عبد الكريم في رسالته، والشيخ أبو علي في رجاله، والسيد محسن البغدادي الأعرجي في رجاله، وما ذكر في حدائق الألباب، وما ذكره الشيخ الأفتوني في منظومته، وما ذكر في الروضة، وقول الشيخ الشبلنجي، وقول الشيخ الصبان، وما ذكر في كتاب ناسخ التواريخ، وما ذكره المسعودي في مروج الذهب، وقد أسهب في نقل أقوال من سبق ذكرهم (ص:170-192).
وقد ذكر كل من نقل عنهم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجهن وأولادهن. ولولا خشية الإطالة لنقلنا ما ذكره تفصيلاً.
وهذا تمام قولنا في هذه المسألة.
أسأل الله عز وجل أن يجعل لرسالتي هذه القبول لدى أولي الألباب والعقول.
والحمد لله رب العالمين.
 زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ربائبه:
 
 المراجع التي ذكرت زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة ثيباً لا بكراً وأنها ولدت له: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضوان الله عليهن:
<PICTURE1211>
<PICTURE1212>
 
<PICTURE1213>
 
 المراجع والمصادر حسب ترتيبها في البحث كما وردت في الهامش:
القرآن الكريم:
ا- الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم جعفر مرتضى العاملي، دراسة وتحليل، نشر جماعة المدرسين- قم، إيران (1414هـ). منه طبعتان إحداهما في عشرة مجلدات والأخرى في ثلاثة.
2- سير أعلام النبلاء، شمس الدين الذهبي، ط دار الفكر- لبنان - بيروت (1417هـ 1997م). تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي. وبهامشه أحكام الرجال من ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي.
3- المستدرك على الصحيحين، الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري ط دار الكتب العلمية – بيروت - لبنان (1411هـ 1990م). ومع الكتاب تضمينات الإمام الذهبي في التلخيص والميزان، والعراقي في أماليه، والمناوي في فيض القدير وغيرهم، دراسة مصطفى عبد القادر عطا.
4- مجمع البحرين، فخر الدين الطريحي ت(1085هـ)، (ط2) مؤسسة الوفاء- بيروت - لبنان (1403هـ - 1983م). تحقيق أحمد الحسيني.
5- الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار، حسون قلارجي الدُلفي، ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت - لبنان (1393هـ - 1973م).
6- الأنوار النعمانية، نعمة الله الجزائري الموسوي ت(112هـ)، ط بنفقة الحاج محمد باقر مكتبة الحقيقة تبريز، والحاج سيد هادي بني هاشم سوق الجمعة، مطبعة شركت جاب- إيران، تصحيح عيسى الأهري وعمران العز يبدوستي.
7- الكافي، محمد بن يعقوب الكليني الرازي ت(328هـ)، ط دار الكتب الإسلامية، طهران، إيران شرح وتعليق علي أكبر الغفاري، وتصحيح وعناية الشيخ محمد الأخوندي.
8- المخلاة، بهاء الدين محمد بن حسين العاملي ت(1003هـ)، ط دار الفكر للجميع ودار القاموس للحديث- بيروت – لبنان.
9- منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، الشيخ عباس القمي، ط الدار الإسلامية بيروت – لبنان – (1994م. 1414هـ) تعريب نادر التقي.
15- مقاتل الطالبيين، أبو الفرج الأصفهاني.
11- بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي ت(1111هـ)، ط دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي. الطبعة الجديدة محققة ومنقحة لبنان - بيروت (1412هـ - 1992م).
12- الخصال، ابن بابويه القمي الصدوق ت381هـ، ط مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم 1414هـ صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري.
13- إعلام الورى بأعلام الهدى، أبو الفضل بن الحسن الطبرسي منأعلام القرن السادس ط 3 دار الكتب الإسلامية- إيران، قدم له: محمد مهدي السيد حسن الخراساني.
14- سيرة المصطفى.. نظرة جديدة، هاشم معروف الحسيني، ط دار التعارف للمطبوعات بيروت- لبنان (1416هـ - 1996م).
15- المناقب، ابن شهرآشوب السروي المازندراني، ط دار الأضواء- بيروت - لبنان (1991م - 1412هـ)، تحقيق وفهرسة د. يوسف البقاعي..
16- وفاة الصديقة الزهراء، عبد الرزاق المقرم، ط مؤسسة الوفاء – بيروت - لبنان (1403هـ - 1983م).
17- أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت - لبنان (1394هـ - 1974م). حققه وعلق عليه محمد باقر المحمودي.
18- المسائل السروية، الشيخ المفيد: محمد بن محمد بن النعمان العكبري، ط مهر- قم 1413هـ - تحقيق صائب عبد الحميد.
19- أعيان النساء عبر العصور المختلفة، الشيخ محمد رضا الحكيمي، ط مؤسسة الوفاء- بيروت - لبنان (1403هـ - 1983م).
20- الهداية الكبرى، أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي ت(334هـ)، ط مؤسسة البلاغ، بيروت - لبنان (1411هـ - 1991م).
21- أعيان الشيعة، محسن الأمين، الطبعة القديمة.
22- تواريخ النبي والآل، الشيخ محمد تقي التستري.
23- ألف كلمة مختارة لسيد البلغاء وإمام الفقهاء علي بن أبي طالب، ط الأداب بالنجف (1977م).
24- هوامش نقدية.. قراءة في كتاب مأساة الزهراء، محمد الحسيني، (ط2) الكويت (1997م). دار النشر مجهولة.
25- قاطع البرهان في الرد على الجبهان، أحمد بن عزيز الموسوي الفالي، ط كربلاء – العراق.
26- تراجم أعلام النساء، الشيخ محمد حسين الأعلمي الحائري، ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت - لبنان (1407هـ - 1987م).

زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ربائبه 1
أبي معاذ السيد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي. 1
/ رد على جعفر مرتضى العاملي في كتابه بنات النبي أم ربائبه \. 1
إهداء: 2
مقدمة: 3
تمهيد: 6
 أولاً: بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاده في كتب ومراجع أهل السنة: 6
 ثانياً: أصل فكرة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم: 9
 رأي فرقة النصيرية: 9
 المصادر التي اعتمدها علماء الشيعة الإمامية القدماء والمعاصرين: 9
 آراء لبعض العلماء من الشيعة الإمامية الإثني عشرية في المسألة: 11
 حسون قلارجي الدُلفِي: 11
 محمد حسين الأعلمي الحائري: 12
 المقدس الأردبيلي: 12
 محمد مهدي الكاظمي القزويني: 12
 ثالثاً: السبب الحقيقي وراء إثارة هذه الدعوى: [السبب الحقيقي في جعل الشيعة زينب ورقية وأم كلثوم ربائب للرسول]: 13
 رابعاً: كانتا ربيبتيه من جحش: 14
 خامساً: الأدلة الواهية التي ذكرها من قالوا بأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هُن ربائبه: 14
 أدلة الجزائري: 15
 الرد على أدلة جعفر مرتضى العاملي: 17
آراء علماء الشيعة الإمامية التي تثبت أن زينب ورقية وأم كلثوم أمهم خديجة وأبوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: 20
 آراء علماء الشيعة الإمامية التي تثبت أن زينب ورقية وأم كلثوم أمهم خديجة وأبوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: 20
 نعمة الله الجزائري ت(1112هـ): 20
 محمد بن يعقوب الكليني ت328هـ): 20
 بهاء الدين محمد بن حسين العاملي ت(1003هـ): 20
 الشيخ عباس القمي: 21
 أبو الفرج الأصفهاني ت(356هـ): 21
 محمد باقر المجلسي ت(1111هـ): 21
 ابن بابويه القمي ت(381هـ): 23
 أبو الفضل الحسن الطبرسي الملقب بأمين الإسلام: 23
 ابن شهرآشوب ت(588هـ) وهو محمد بن علي: 24
1 محمد بن محمد بن النعمان العكبري المعروف بالشيخ المفيد ت(413هـ): 24
1 أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي ت334 هـ: 25
1 الشيخ محمد رضا الحكيمي: 25
1 الشيخ محمد تقي التستري: 26
1 هاشم معروف الحسيني: 26
1 عبد الرزاق المقرم: 27
1 شيخ الطائفة الطوسي ت(460هـ): 28
1 عبد الله الحميري: 29
1 أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي: 29
1 محمد الحسيني: 29
زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ربائبه: 30
 المراجع التي ذكرت زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة ثيباً لا بكراً وأنها ولدت له: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضوان الله عليهن: 30
 المراجع والمصادر حسب ترتيبها في البحث كما وردت في الهامش: 30


([1]) وواضح لكل لبيب ما وقع فيه المحقق من أخطاء فمعلوم أن رقية وأم كلثوم همـا اللتان تزوجهما عثمان لا رقية وزينب، وقـد كانتا من قبل رقية وأم كلثوم عقد عليهما ابنا أبي لهب عتـبة وعتـيبة وطلقاهما قبل الدخول بهما بأمر من أبيهما، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عتبة هذا -ويقال أنه عتيبة لا عتبة- أن يسلط الله عليه كلباً فكان ذلك، وقد خرج عتبة في تجارة حتى نزلوا مكاناً من الشام ليلاً فجاء الأسد تلك الليلة، فجعل عتبة يقول: يا ويل أمي هو والله قاتلي كما دعا عليّ محمد قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام، فجعل عتبة يكرر ذلك، فعدا عليه الأسد من بين القوم فأخذ رأسه ففدغه.
أما زينب التي ادعى أنها بنت هالة أخت خديجة فمعلوم أنها تزوجت أبا العاص بن الربيع وأمه هالة بنت خويلد، فهلا سأل أحد علماء الشيعة الذين ينقلون دون تدبر أو وعي كيف يتزوج الأخ أخته؟!.

([2]) أحمد بن يحيى بن جـابر بن داوُد البغدادي البلاذري ت(279 هـ- 892م)، أديب وشاعر ومؤرخ ونسابة، من كتبه: كتاب البلدان الصغير، والبلدان الكبير، والتاريخ في أنساب الأشراف وأخبارهم، وفتوح البلدان، والاستقصاء في الأنساب، والأخبار سوّده في أربعين مجلداً. راجع مصادر ترجمته في معجم المؤلفين (2/ 202).

([3]) ذكرت هنا السبب وراء هذه الدعوى، مع أن الجزائري سوف تتناقض أقواله ويحاول إثبات أن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة هُن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة كما أورد فـي الأنوار النعمانية (1/ 367)، ويحاول أن ينفي كون رقية وزينب وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أورد في زهر الربيع (2/ 336). وهذا نموذج من التخبط في المسألة وقد عرضنا كلا الرأيين أمانةً للنقل وإحقاقاً للحق في بحثنا هذا، والله المستعان.

([4]) هو أحمد بن أبي الغيث الشهير بـ(مغلطاي) الحنفي، متكلم، ومؤرخ، وأديب، وخطيب، وُلد بالمدينة، ونشأ بها، وأمَّ بالمسجد النبوي ودرس وخطب به وتوفي ودفن بالبقيع ت(1134 1722م). راجع مصادر ترجمته في معجم المؤلفين (2/ 40).

([5]) لا شك أن القارئ الكريم يعلم أن هذه الافتراضات لإفحام هذا الخصم العنيد وبيان أوهامه التي ذهب إليها، وإلا فأهل السنة والجماعة مجمعون على أن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة.