أحكام الرَّوافِض ؛ شبهاتهم ؛ كيفية التعامل معهم
أحكام الرَّوافِض ؛ شبهاتهم ؛ كيفية التعامل معهم
عبدالرحمن السحيم
الحمد الله الذي أنار قلوب أوليائه بالسُّـنّة ، واصطفاهم لاتِّبَاع نَبِيِّـه صلى الله عليه وسلم .
في حين أظْلَمَتْ قُلُوب أعدائه بالشِّرْك والبِدْعة .
القائل في مُحكم كتابه : ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)
قال ابن عباس رضي الله عنهما : يعني : يوم القيامة ، حين تَبْيَضّ وُجُوه أهل السنة والجماعة، وتَسْوَدّ وُجُوه أهل البِدْعَة والفرقة .
والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده ، القائل : عليكم بِسُنَّتِي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة . رواه الإمام أحمد وغيره، وهو حديث صحيح .
والقائل عليه الصلاة والسلام : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلاَّ ملة واحدة . قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي . رواه الترمذي وغيره .
فالتمسّك بالسُّنَّة نَجاة , والتخلّف عن ركبها هلاك .
قال الإمام الزهري : كان مَن مَضى مِن عُلمائنا يقولون : الاعتصام بالسُّـنَّة نَجَاة .
وقال الإمام مالك رحمه الله : مثل السُّنَّة مثل سفينة نوح ؛ من رَكِبها نَجَا ، ومَن تَخَلّف عنها غَرِق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا حق ، فإن سفينة نوح إنما رَكِبها مَن صَدّق المرسلين واتبعهم، وإن من لم يركبها فقد كَذّب المرسلين ، واتَّباع السنة هو اتِّباع الرسالة التي جاءت من عند الله ، فتابِعها بِمَنْزِلة مَن رَكِب مع نوح السفينة باطنا وظاهرا ، والْمُتَخَلِّف عن اتِّبَاع الرسالة بِمَنْزِلة الْمُتَخَلِّف عن اتَّباع نوح عليه السلام ورُكوب السفينة معه . اهـ .
وقد عَلِم أعداء الله أن أسهل الطُّرُق للـنَّيْل مِن هذا الدِّين العظيم إنما هو بإسقاط رموزه ، مِن خلال الطعن المباشِر تارة ، والتشكيك به وبِحَمَلَتِه تارات أخُر .
فَعَمِدُوا إلى خَرْق هذه السفينة بأيدي تنتسب إلى الدِّين – زُورا وبُهتانا – ذلك أن أهل الدار أعرَف بها ، وأدْرَى بأماكن الضعف فيها ؛ وذلك بإدخال أُناس باسْم الدِّين إلى هذا الدِّين ، يُفسِدون في الأرض ولا يُصْلِحون .
فكان أول ذلك الـنِّتَاج الـنَّكِد : هو نِتاج ابن السوداء – ابن سبأ – اليهودي الذي تدثّر بِدِثار الإسلام ! فأنشأ قاعِدة الرفض ، التي غُذِيَت بِلِبَان الباطِنية .
ومِنذ ذلك الحين والأمة تئنّ مِن جَرّاء ذلك الفساد ، ومَعَاول الرَّفْض تهدِم في صُروح أمة الإسلام باسْم الإسلام ، فتَقْتُل بِلا هوادة ، وتسفِك الدماء البريئة ، بل وقَتَلَتْ الحجيج في طُرُق الحج ، وفي جوار البيت العتيق في البلد الأمين ، على يَد عدو الله أبي طاهر القرمطي .
وهو الذي تَعَرّض للحجاج في طريقهم وقَتَلَهم على مدى سنوات ، حتى كان من شأنه أن قَتَل الحجاج في الْحَرَم ، ورَدَم بئر زمزم بالقتلى ، وقد أمَر بعد ذلك بِقَلْع الحجر الأسود ، وقَلْع باب الكعبة ، ونَزَع كسوتها .
ثم أخذ الحجر الأسود إلى بلده ! وبقي عنده
ولتفاصيل هذه الحوادث تُراجع البداية والنهاية لابن كثير . ابتداء مِن سنة (311 هـ ) إلى سنة (317 هـ ) .
قال ابن كثير في حوادث سنة ( 317هـ ) :
وقد ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحادًا لم يسبقه إليه أحد ولا يَلحقه فيه ، وسيجازيه على ذلك الذي لا يُعذِّب عذابه أحد ، ولا يُوثِق وثاقه أحد .
وإنما حَمَل هؤلاء على هذا الصنيع أنهم كانوا كفارًا زَنادقة ، وقد كانوا مُمَالِئين للفاطميين الذين نَبَغُوا في هذه السنة ببلاد إفريقية مِن أرض المغرب ، ويلقب أمير هم بالمهدي، وهو أبو محمد عبيد الله بن ميمون القداح .
وقد كان صباغا بِسَلَمِية ، وكان يَهوديا فادَّعَى أنه أسْلم ، ثم سار مِنها إلى بلاد إفريقية ، فادَّعَى أنه شَريف فاطمي ، فَصَدَّقَه على ذلك طائفة كثيرة مِن البربر وغيرهم مِن الجهلة . اهـ .
ولم تكن تلك بأول فضائح القوم ، كما أنها لم تكن بآخِرها ! إلاّ أن مثل تلك الأفعال الْمُوغِلة في الشناعة تكشِف حقائق القوم ، وما يُكنّونه وما يُضمِرونه مِن عداء وحِقد دفين للإسلام وأهله ، ومِن أجل ذلك .
قال ابن كثير : وذكر ابن الاثير أن المهدي هذا كَتَب إلى أبي طاهر يَلُومُه على ما فَعل بمكة حيث سَلّط الناس على الكلام فيهم ، وانْكَشَفَتْ أسْرَارهم التي كانوا يُبْطِنُونها بِمَا ظَهر مِن صَنيعهم هذا القبيح ! وأمَرَه بِرَدّ ما أخَذه منها ، وعَودِه إليها . اهـ .
وكان مما اسْتَنَد إليه القوم : إثارة الشُّبُهات ، والتشكيك في دِين الله ، والطعن بِحَمَلتِه .
وتِلك حُجّة إبليس حين زَيَّن لآدم عليه الصلاة والسلام الأكْل مِن الشجرة ، فأراه إياها بِصُوَر الْخُلْد والملك .
قال ابن القيم رحمه الله : وإنما سُمِّيت الشُّبْهَة شُبْهَة لاشْتِبَاه الحق بالباطل فيها ، فإنها تُلْبَس ثَوب الحق على جِسْم الباطل . اهـ .
ولَمّا كانت الشُّبْهَة تلتبس بالْحقّ كان لا بُدّ مِن بيان شافٍ لكثير مِن شُبُهات القوم .
وقد يسّر الله وأعان على بيان كثير مِن أحوال الرافضة ، ودحض كثير مِن شُبهاتهم ، وإلْزامهم بالحجة والبيان ، والاحتكام إلى العقل السليم ، والنقل مِن كُتبهم قبل كُتُب أهل السنة .
ولَمّا كان ذلك متفرِّقًا في أودية الشبكة ( الإنترنت ) فقد يَسّر الله جَمْع ذلك كله على يَدِ أخت فاضلة ، في ملف واحد .
فاسأل الله القبول ، أسأله سبحانه وتعالى لأختنا التوفيق والسداد وأن يُجزِل الله لها الأجر والمثوبة.
كتبه
22 / 10 / 1431 هـ
الفصل الأول
ملاحظة :
لفتح الرَّوابِط مِن ملفات الوورد يُضغَط على الرَّابِط بِزِرِّ الفأرة الأيمن ثمّ يُختار (فتح ارتباط تشعّبي) .
أو يُضغط على الرَّابِط بِزِرِّ (Ctrl) مِن لوحة المفاتيح ثمّ زِرِّ الفأرة الأيسر .
هل الرافضة أو الشيعة كفار ؟
هل الرافضة أو الشيعة كفار ؟ مع أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . وجزاكم الله عن الإسلام خير الجزاء .
الجواب :
ليس كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صار مسلما، فالمنافقون يشهدون هذه الشهادة ومع ذلك لا تنفعهم ، بل هم كما وصف الله عز وجل ( فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )
وذلك أن شهادة التوحيد لها شروط وأركان ولها نواقض ، فمن أتى بناقض من نواقض هذه الشهادة فإنه لا ينفعه عمل .
وكذلك الحال بالنسبة للرافضة فإنهم أشد كفرا من اليهود والنصارى كما نص على ذلك العلماء. قال الشيخ القحطاني الأندلسي في نونيته المشهورة :
لا تعتـــــــقد ديـــن الروافـــــض إنـــهم أهل المحال وحِزبةُ الشيطــان
إن الروافض شرّ من وطئ الحصى من كـــــــل إنس ناطق أو جــان
مدحــــــوا النبي وخــــــــوّنوا أصحـابه ورموهـــــــم بالظلم والعـــــــدوان
حبـــــــــوا قــــــرابته وسبـــــوا صحــــــبه جـــــــــــدلان عند الله منتقــضان
فــكـــــــأنما آل النبـــــــــي وصحـــــــبه روح يضــــــــم جميعها جسدان
وقد بسط القول فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في كتابه النافع : منهاج السنة النبوية ، وقد اختصره الشيخ عبد الله الغنيمان في مجلدين .
والرافضة عموما يُعظّمون القبور والأموات ، والشرك أصل فيهم .وليس شيء أضرّ على الإسلام من الرافضة ، ومن قرأ التاريخ عَرَف ذلك .
فمن أسقط الخلافة العباسية سواهم ؟ ومن جرّأ المغول على سفك دماء المسلمين في بغداد وسائر البلاد الإسلامية إلاّ هـم ؟ ومن روّع الحجاج وقطع عليهم الطريق - من سنة 313 - 317 هـ - سوى القرامطة الرافضة ؟
ومن قتل الحجيج وردم بئر زمزم بجثث القتلى - سنة 317 هـ - غيرهم ؟ ومن اقتلع الحجر الأسود من الكعبة وسرقه سوى القرامطة الرافضة ؟ وما حصل في مكة - شرّفها الله - منهم عام 1407 هـ من ترويع للحجاج وقتل لبعضهم عنّـا ببعيد !
وما حصل في مخيّمات الفلسطينيين من قِبل حركة أمل الرافضية . وما يحصل الآن في العراق من تقتيل لأهل السنة .
كل هذا وغيره يدلّ أوضح دلالة على أنهم أشد خطرا على الإسلام من أعدائه الظاهرين . ولكننا خُدعنا بشعراتهم البرّاقة ودعاواهم الفجّـة يوم أغفلنا قراءة التاريخ - القديم والحديث - قراءة فاحصة .
إلا أنه ينبغي التفريق بين الرافضة وبين الشيعة .
فالشيعة هم الذين كانوا في صدر الإسلام ، وكانوا يختلفون مع أهل السنة في قضايا فرعية ، ثم تطوّر الأمر إلى الرفض ثم إلى الغلوّ في الرفض .
ولذا ينبغي التنبه إلى تسمية الأشياء بأسمائها ، فلا يُسمون اليوم إلا ( الرافضة ) ولا يُقال لهم شيعة .والله تعالى أعلى وأعلم .
توضيح مخاطِر الرافِضة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل
كثر الكلام عن الفئة الضالة ( الرافضة ) ممكن يا شيخ توضح مخاطرهم وتنصح الناس حتى لا يقعوا في شباكهم ؟ ويتبعوا طرقهم ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
الرافضة شرّ من اليهود والنصارى ، وذلك لأنهم ينتسبون إلى الإسلام ، والإسلام منهم براء !
وقد حذّر السلف من صُحبة الرافضة ، بل حتى منعوا من إلقاء السلام عليهم !
وهم يُضمرون عداء واضحا لأهل الإسلام ، وربما طفح هذا العداء حتى صرّحوا به ، كما قال الله عزّ وَجَلّ عن إخوانهم : (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) .
قال الإمام البربهاري : واعلم أن الأهواء كلها ردية تدعو إلى السيف ، وأردؤها وأكفرها الرافضة والمعتزلة والجهمية ، فإنهم يريدون الناس على التعطيل والزندقة .
قال الإمام الشعبي : أحذركم الأهواء المضلة وشرها الرافضة .
وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم : عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام وكذا ، فما رأيت أوسخ وسخا ، ولا أقذر قذرا ، ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة !
وسُئل الإمام أحمد عن رجل له جار رافضي يُسلِّم عليه . قال : لا ، وإذا سلَّم عليه لا يَردّ عليه !
وقال علي بن عبد الصمد : سألت أحمد بن حنبل عن جار لنا رافضي يُسَلِّم عليّ ، أرُدّ عليه ؟ قال : لا . روى ذلك كله الخلاّل في كتاب " السنة " .
وجرائم الرافضة لا تخفى على ذي بصيرة ، فجرائمهم عبر التاريخ حتى سوّدوا صفحات من التاريخ بَسوء أفعالهم ، سوّد الله وجوههم وأخزاهم .
وما فعلوه في الحجيج ليس ببعيد ، ولهم في ذلك سلف بعدو الله أبي طاهر القرمطي الذي قَتَل الحجيج ورَدَم بهم بئر زمزم ، وكان قبل ذلك أخاف الحجاج وقَطَع السبيل !
ثم لم يكتَفِ بذلك بل سَرَق ما في الكعبة وأقتلَع بَابها ، ثم ضَرَب الحجر الأسود بِدبّوس ثم اقتلعه هو وأتباعه ، وبقيَت الكعبة يَحُجّ إليها الناس أكثر من عشرين عاما ، والحجر الأسود لدى القرامطة في الإحساء ثم في العِراق، ثم أُعيد إليها بعد أكثر من عشرين عاما !
وهذا فِعْل من يدَعون الإسلام !
وما أكثر أفعال الرافضة المشابِهة لهذا الفِعْل قديما وحديثا !
ومن أرَاد العِبْرَة فليقرأ التاريخ ..
اقرأ إن شئت في البداية والنهاية في أحداث سنة 317 هـ وما بعدها .
والله تعالى أعلم .
ما حُـكم مصاحبة الرافضة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم السلام والضحك مع الشيعة وهل هم مسلمون؟ وجزاكم الله خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإيــاك
سبق أن سُئلت هذا السؤال ، وهو مع إجابته هنا :
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=143
وهنا أيضا :
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=144
والرافضة لم يدخلوا في الإسلام أصلًا حتى يخرجوا منه ! أو يُحكم بإسلامهم .
والله تعالى أعلم
مصاحبة أهل البدع والزندقة
بداية أسال الله لك التوفيق والسداد وان يعينك على إجابة سؤالي وتقديم النصيحة ويرزقني العزيمة والثبات في تنفيذها
الحقيقة أنا محتارة في موضوع وسأشرح لك المشكلة ، أود أن أعرف حكم من جالس الشيعة وحادثهم ولم يكرههم ؟
أنا أدرس في المرحلة الجامعية وقد تعرفت على فتيات من القطيف ، وهن شيعيات و اعتبرتهن صديقاتي ولكن أمي خائفة علي ودوما تحذرني منهن ، أعلم أنهم يحقدون على أهل السنة وقد قرأت عن الشيعة كثيرا و عن أفعالهم لكني لا أرى ذلك فيهم بل وقد بررت لي إحداهن أن الشيعة فرق وطوائف مختلفة و لكل منهم معتقدات وعادات . أما من صادقت فإنهن خدومات ومخلصات معي ولم أسمع منهن كلمة تسيء إلى الدين مع إني أرى ملامح البؤس والحزن في وجوههن إذا جاء يوم عاشوراء ولا يلبسن إلا الألوان الغامقة والأسود ولم أتجادل حول أي موضوع يخص الدين
قالت لي إحدى الأخوات أن جلوسك معهن لا يجوز وأنها قرأت لابن القيم ( من لم يشك بكفرهم فقد كفر )
فهل هذا صحيح ؟
لا أرى أنهن قادرات على التأثير بي و تغيير ما آمنت به لكن ألا يمكن أن أؤثر فيهن مع الأيام هل أترك هذه الصحبة وكيف؟ قد يتعجبون مني إن تركتهم دون سبب وكيف أكرههم ولم يصدر منهم أي فعل يستحق ذلك و هل يعتبر هذا من الولاء ؟
لا أدري ماذا أفعل ! انصحني يا شيخ جزيتم خيرا ونفع الله بعلمكم
الجواب :
أولًا :
يجب أن لا يغيب عن ذهنك أن الكذب والنفاق هو دين الرافضة ، والذي يُسمّونه " التّـقـيّـة " وهو عندهم تسعة أعشار الدِّين ، وفي حديث عندهم أيضا : من لا تّـقـيّـة له لا دين له . ويروون عن جعفر الصادق – وهو منهم برئ – أنه قال : التّـقـيّـة ديني ودين آبائي وأجدادي .
وعندهم أيضا حديث : من صلّى خلف سُنيّ تّـقـيّـة فكأنما صلّى خلف نبيّ !
فهذا التعامل الحسن وعدم إظهار الكُره هو من هذا الباب من باب التّـقـيّـة
ثم إنهم لا يملكون قوّة الحجة فيُحاولون كسب " العامّة " يعني أهل السنة بهذه الطريقة .
ولا يغررك طيب كلامهم فما تُخفي صدورهم أكبر .
فهم كملامس الحياة وكأنياب الليث !
ثانيًا :
جلوسك معهم ومُصاحبتهم يُطمعهم فيك أكثر .
بالإضافة إلى مُجالسة أهل الضلال تكثير لسوادهم .
وهم شـرّ من وطئ الحصى كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .
وإني لأتساءل :
كيف تطيب نفوسنا أن نُجالس من يطعنون في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وإن لم يتفوّهوا بهذا أمامنا ، فهذا اعتقادهم الذي تنضح به كتبهم .
كيف تطيب نفوسنا أن نُصاحبهم وهم يلعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ؟
أما والله لو لعن أحد آباءنا أو سبّهم لما جالسناه !
فكيف نُجالس من يلعن خيار هذه الأمة ؟
كيف تطيب نفوسنا لمجالسة أقوام يرون سفك دمائنا قُربة ؟!!
ثالثًا :
كان السلف يقولون : الشُّبَه خطّافة .
أي تؤثر وتخطف العقل .
ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان الدجال
فقال عليه الصلاة والسلام : من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات . رواه أحمد وأبو داود .
وقصدي من ذلك أن الشخص قد يظن أنه على درجة من الإيمان فيأتي إلى مواطن الشُّبهات فيزل ويقع من حيث لا يشعر .
رابعًا :
بالنسبة لدعوتهم فهو شبه الريح وأخو المستحيل !
أذكر أنني قابلت رافضيًا هداه الله إلى الإسلام فسألته : كيف يُمكن أن أعرف أن الرافضي قد اقتنع وأنه لا يستعمل معي " التّقيّة " ؟
قال : هذا لا يُمكن إلا إذا أسلم وحسُن إسلامه .
أما من خلال النقاش والمجادلة فلا يُمكن ذلك
وأفاد أيضا أن دعوتهم أصعب ما تكون
إذ قد رضعوا بغض " العامّة " يعني أهل السنة رضعوا بغضنا مع حليب أمهاتهم .
والحوادث على ذلك كثيرة ، والشواهد أكثر .
فاعتبري بمن مضى واعتبري بما جرى لا تكوني عبرة لغيرك .
وهنا موضوع له صِـلـة :
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=144
والله يحفظك ويرعاك ويكفيك شرّهم وكيدهم ومكرهم .
والله تعالى أعلى وأعلم .
هل يجوز أكل أو قبول طعام الرافضة الذي يوزع في عاشوراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم زادك الله علما
أحدهم طرح علي هذا السؤال كي أطرحه عليك جزاك الله خير وهو : هل نأكل طعام الرافضة أو حتى نقبله والذي يقومون بتوزيعه على العامة - أي من غير الروافض - يوم عاشوراء ؟ وهل يقاس هذا الطعام على طعام اليهود والنصارى ؟ وكنا قد سمعنا أنه لا يجوز لأنه طعام أهل لغير الله به (قرابين للحسين رضي الله عنه ) ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وزادك الله حرصا
سبق أن ورد سؤال مشابه على اللجنة الدائمة للإفتاء
والسؤال وجوابه هنا :
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=224
وبناء عليه فلا يجوز أكل ذبائح الرافضة لا في عاشوراء ولا في غيره ولا يؤكل طعامهم الذي يصنعونه في عاشوراء
وهم لا يألون جُهدا في غشّ أهل السنة
وإليك بعض الأقوال التي تُبين حقيقة عداوتهم لأهل السنة
وقد أباحوا دماء أهل السنة وأموالهم فعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في قتل الناصب ؟
فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل . (وسائل الشيعة 18/463)، (بحار الأنوار 27/231).
وعلق الخميني على هذا بقوله : فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه ، وابعث إلينا بالخمس.
وقال نعمة الله الجزائري: (إن علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل) (الأنوار النعمانية 3/308).
وهذا بعض ما يروونه في كتبهم .
ونحن لا نعتقد صحة ما يروونه عن جعفر الصادق رحمه الله ، بل هم يكذبون عليه ويُسيئون إليه.
ويقصدون بالناصبي أو المخالِف ( السـُّــنِّـــي )
----
وهذه نظرة سريعة في تاريخ الرافضة
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=144
وهنا = بيان لبعض أحوالهم ، في جواب لمن سألت عن مصاحبة الرافضيات
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=143
والرافضة قبحهم الله لا دين ولا عقل !
بل هوى بهم الهوى ، كما يقول الإمام الذهبي
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وقد أتهم طائفة من أتباع الأئمة بالميل إلى نوع من الاعتزال ولم يعلم عن أحد منهم أنه اتهم بالرفض لبعد الرفض عن طريقة أهل العلم ، فإن المعتزلة وإن كانت أقوالهم متضمنة لبدع منكرة فإن فيهم من العلم والدين والاستدلال بالأدلة الشرعية والعقلية والرد على ما هو أبعد عن الإسلام منهم من أهل الملل والملاحدة ، بل ومن الرد على الرافضة ما أوجب أن يدخل فيهم جماعات من أهل العلم والدين . اهـ .
وقال رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :
والله يعلم أني مع كثرة بحثي وتطلعي إلى معرفة أقوال الناس ومذاهبهم ما علمت رجلا له في الأمة لسان صدق يتهم بمذهب الإمامية فضلا عن أن يقال إنه يعتقده في الباطن .
فيا ليت بعض بني قومي يعلمون !
لماذا يكره الشيعة أبا هريرة - رضي الله عنه - ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي بارك الله فيكم عن سبب كره الشيعة لأبي هريرة رضي الله عنه
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وهل أحَبّ الرافضة أحدًا ؟!
هم يكرهون الصحابة رضي الله عنهم عدا ثلاثة أو أربعة يزعمون أنهم يوالونهم !
وهم يُصرِّحون بحقدهم على الصحابة رضي الله عنهم خاصة الخلفاء الثلاثة ، أبي بكر وعمر وعثمان .
وهذا ما يُصرِّح به كبراؤهم قديما وحديثًا
بل يسبُّون ويلعنون أبا بكر وعُمر وابنتيهما رضي الله عنهن
يعنون بذلك أمهات المؤمنين : عائشة وحفصة
ويطعنون بذلك ي عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول شيخهم الصفّار :
" إحنا الشيعة نكره أبو بكر وعمر وعثمان ... الواقع : إحنا نحقد عليهم ، ونبغضهم ، ونلعنهم "
وهذا بصوته هنا :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=21682
ولدى الرافضة دعاء يُسمونه دعاء صنمي قريش .. يطبعونه طبعات ملوّنة ، ويحفظونه ، ويلعنون من خلاله – بزعمهم – صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما –
يعنون بذلك أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة .
ويعتقدون في عقائدهم الباطلة أن القائم ( مهدي الرافضة ) إذا خرج من سرداب سامرّاء ! أنه سوف يُخرج جثة أبي بكر وجثة عمر ويُقيم عليهما الحدّ !
هذه الخرافة وادِّعاء القصاص من الميت لم يقُل بها أحد إلا الرافضة !
لأنهم لا عِلم ولا عقل !
سُئل إمامهم الخوئي :
عن الجفر الأحمر، من الذي يفتحه ودم مَن الذي يُراق ؟
فقال: يفتحه صاحب الزمان عجل الله فَرَجَه ، ويريق به دماء العامة النواصب - أهل السنة - فيمزقهم شذر مذر ، ويجعل دماءهم تجري كدجلة والفرات، ولينتقمن من صنمي قريش - يقصد أبا بكر وعمر- وابنتيهما - يقصد عائشة وحفصة - ومن نعثل - يقصد عثمان - ومن بني أمية والعباس فينبش قبورهم نبشًا . اهـ .
هكذا يعتقد الصحابة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
بينما لا يعتقدون هذا الاعتقاد لا في فرعون ولا في هامان ! ولا في أبي جهل فرعون هذه الأمة !
ولا في غيرهم من الكفرة
وإنما يزعمون ذلك في حق سادات الأمة وأئمة الإسلام
والقصد واضح وهو هدم الإسلام
ومن هذا المنطلق يكرهون أبا هريرة رضي الله عنه لأنه راوية الإسلام
ويشترك مع الرافضة غيرهم من أهل الكفر والزندقة ومن أهل البدع
لأنهم – أحيانًا - لا يستطيعون الطعن في الدِّين مُباشرة فيطعنون في حملته
وهذا الذي يُفسِّر لنا سرّ طعن الرافضة في الصحابة رضي الله عنهم .
وأئمة آل البيت رضي الله عنهم تبرّؤوا من هذا السب والطعن
ذلك لأن السب والشتم ليس إلا دين الرافضة
والله تعالى أعلم .
عمي شيعي فكيف أدعوه ؟
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
أحد أقاربي-و هو عمي - شيعي رافضي -و العياذ بالله تعالى- يسب الصحابة و يقول بأن صلاتنا كلنا باطلة و هو أكيد لا يصلي. ويسب أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن فيقول مستدلا بغير حق بآية التحريم { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات ...} الآية. فيقول أنهن غير مسلمات و لا مؤمنات .
فكيف أتعامل معه ؟ هل أهجره ؟ وكيف أنصحه ؟
من فضلكم أرجوا ردا كافيا شافيا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الجواب :
دعوة الرافضة شبه المستحيل !
وذلك لأنهم يستعملون ( الـتّقـيّة ) وهي عندهم تسعة أعشار الدِّين ! وعندهم أن " من لا تقيّة له لا دِين له "
ومن كان هذا حاله في سب ديننا وفي الطّعن في عرض نبينا صلى الله عليه وسلم ، والنيل من أمهاتنا فهجره هو المتعيّن ، والتقرّب إلى الله ببغضه أيضا متُعيّن .
ولا يجوز إكرام من كان هذا شأنه .
ومثل هذا شرّه مستطير ، إذا أردت دعوته تسببت في سبّ أمهات المؤمنين وفي الطعن في عرض سيد الأولين والآخِرين .
وقد قال الله عز وجل : ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) فَمسبّة الكفار قُربة ، ولكنها إذا أدّت إلى مفسدة فإنه يُمنع منها .
ومثله دعوة مثل هذا الرافضي قُربة ولكنها تكون سببا في مسبّة أمهات المؤمنين والطعن في دين الله عز وجل فتُترك دعوة مثل هذا .
والله تعالى أعلى وأعلم .
ما صحة قول : كلنا مسلمين شيعة كنا أم سنة فلا فرق ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة قول كلنا مسلمين شيعة كنا أم سنة فلا فرق ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إذا صح أنه لا فرق بين الليل والنهار ، ولا بين الثرى والثريا
فيصحّ أنه لا فرق بين الكفر والإسلام !
فالرفض شرك وكُفر
والرفض دين آخر غير دين الإسلام
ليس لهم مساجد بل حسينيات
ليس عندهم قرآن بل مصحف فاطمة
يحجّون إلى كربلاء والنجف والعتبات المقدسة - بزعمهم - !
يُقدّسون مراقد الأئمة !
يَدعون عليا والحسين من دون الله !
أي إسلام هذا ؟؟!!!
فنحن لا نلتقي مع الرافضة إلا أننا نعيش وإياهم على سطح الأرض !
وهم يقولون مثل ذلك حتى قال أحد ملاليهم ! نحن لا نلتقي مع السنة لا في رب ولا في رسول ولا في دين
والله المستعان
كيف أهدي شيعيّا ليصبح سنيّا ؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيف أجعل شيعي يصبح سني ساعدوني جزاكم الله خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
أظن هذا أخو المستحيل ! إلا أن يشاء الله .
لأن تسعة أعشار دِين الرافضة هو التقيَّـة ! وهو إظهار خِلاف ما يُبطِن .
وأفضل ما تدعوه إليه :
الاعتقاد بِسلامة القرآن من التحريف .
فإذا آمن بهذا وصدّقه اعتقادا جازما ، سَهُل ما بعد ذلك ؛ لأنه يكون بينك وبينه مَرْجِع مُشترك مُتّفق على صِحّته .
وإذا تم الاتفاق على هذا فنتقل إلى الخطوة الثانية ، وهي إلزامه بِقبول مَن جَمَع هذا القرآن ، وعدم التعرّض لهم ( وهم الخلفاء الثلاثة ) ؛ لأن هذا مِن لوازِم الإيمان بالقرآن .
ثم التدرّج معه بعد ذلك في مسائل الاعتقاد .
وأفضل ما رأيت ثلاثة كُتُب :
الأول : بُطلان عقائد الرافضة ، تأليف : محمد عبد الستار التونسوي
http://www.up4uae.com/index.php?action=viewfile&id=4705
والثاني : الشيعة والتصحيح ، للدكتور : موسى الموسوي – على ملحوظات فيه – إلاّ أنه جيد في دعوة الرافضي .
ونسخة منه هنا :
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=1940
والثالث : لله ثم للتاريخ ، لحسين الموسوي .
ونسخة منه هنا :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=14
والله تعالى أعلم .
هل تجوز للمرأة مصاحبة النصرانيات والشيعيات ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل : هل لي أن أعلم حكم صحبتي لفتيات شيعيات أو نصرانيات أو ما شابه؟
و جزاكم الله كل خير و أسكنكم فسيح جناته مع الحبيب المصطفى - صلى الله عليه و سلم - و صحبه الكرام
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وأسكنك فسيح جناته
قال عليه الصلاة والسلام : لا تصحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تَقِيّ , رواه الإمام أحمد .
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .
والإنسان ابن بيئته يتأثّر ويُؤثِّر ، ومَن صَاحَب الأجرب أصابه الجرب !
قال عليه الصلاة والسلام : الرَّجُل على دِين خليله ، فليَنظر أحدكم من يُخالِل . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وقال الألباني : حسن ،
ومعنى " من يُخالِل " : أي لينظر من يُصاحِب .
كان فتى يعجب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرآه يوما وهو يماشي رَجُلا مُتَّهَمًا ، فقال له :
لا تصحب الجاهل ***إيـاك وإيـاه
فكم من جاهل أردى*** حليما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء *** إذا ما هو مَاشَاه
وللشيء من الشيء ***مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب *** دليل حين يلقاه
وقال الإمام مالك : الناس أشكال كأجناس الطير ؛ الحمام مع الحمام ، والغراب مع الغراب ، والبط مع البط ، والصعو مع الصعو ، وكل إنسان مع شكله !
قال ابن حبان :
العاقل يجتنب مماشاة الْمُرِيب في نفسه ، ويفارق صحبة الْمُتَّهَم في دِينه ؛ لأن من صحب قوما عُرف بهم ، ومن عاشر امْرًا نُسِب إليه .
وقال أيضا :
إن من أعظم الدلائل على معرفة ما فيه المرء من تقلبه وسكونه هو الاعتبار بمن يحادثه ويَودّه ، لأن المرء على دين خليله ، وطير السماء على أشكالها تقع ، وما رأيت شيئا أدلّ على شيء ولا الدخان على النار مثل الصاحب على الصاحب .
وأنشدني الأبرش :
يُقاس المرء بالمـــــرء إذا ما هو ماشـاه
وذو العرّ إذا احتــكّ ذا الصحة أعداه
وللشيء من الشيء مقايـــيس وأشبـــاه
وللروح على الــروح دليــل حين يلقــاه
فلا تجوز مُصاحبة هؤلاء إلاّ على وَجَل ، ولِمَن أراد دعوتهم ، وعَرف شُبهاتهم ، وكان على عِلم وبصيرة .
وذلك أن هؤلاء مِن جنس نافخ الكير ، إما أن يُحرِق ثيابك ، وغما أن تجد منه ريحا خبيثة !
وأي خُبث فوق مسبة الله عزّ وَجَلّ ونسبة الصاحبة والولد إليه ؟
وأي خُبث بعد مَسَبّة خيار الأمة وأمهات المؤمنين ؟
فالأول هو دين النصارى !
والثاني هو دِين الرافضة !
وهم – كما يقول ابن القيم – كالخنازير ! تركوا ما أحلّ الله ووقعوا فيما حرّم الله !
فإن الخنْزِير يترك الطيبات ويأكل فضلاته !
قال ابن القيم رحمه الله :
واقرأ نسخة الخنازير مِن صُور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب ! وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ، ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رَجِيعِه فيُبادِر إليه ! فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده مُنطبقا عليهم ، فإنهم عَمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ، ثم والَوا كُلّ عَدو لهم من النصارى واليهود والمشركين ، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خير منهم ! فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير ؟ فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين .
والله تعالى أعلم .
هل يجوز دفن الشيعي في مقابر المسلمين إذا لم يؤمن بتحريف القرآن ولم يسب الصحابة ؟
فضيلة الشيخ : هذا شخص شيعي لا يسب الصحابة ولا يرى أن القرآن محرف , ويصوم لصوم أهل السنة , ويفطر لفطرهم , وعيدهم عيده , وكل أحواله معك , إلا أن صلاته صلاة الشيعة , فهل إذا مات جاز أن يدفن في مقابر أهل السنة والجماعة ؟ علما بأنه لم يسمع له شركيات سواء الأقوال أو الأفعال , ولكن ربما كان يفعل هذا في شبابه أو لم يفعلها ربما .. فما قولكم بارك الله فيكم .
وإذا لم يجز أن ندفنه في مقابر أهل السنة والجماعة , فهل هذا يعني أنه لا يجوز الصلاة عليه أيضا ؟ وهل هذا يعني أنه ينبغي لأبنائه من أهل السنة والجماعة دفنه في مقابر الجعفرية !!
الجواب :
من كان على مثل الوصف المذكور في السؤال فهو مسلم ، وهو شيعي ، وليس رافضيا .
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
البدعة كبرى وصغرى .
وقال : البدعة على ضَرْبين :
فبدعة صغرى ، كغلو التشيع ، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرّف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدِّين والوَرَع والصِّدق ، فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ، وهذه مَفْسَدة بَـيِّـنَة .
ثم بِدعة كُبرى ، كالرَّفْض الكامل والغلو فيه والْحَطّ على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدعاء إلى ذلك ؛ فهذا النوع لا يُحْتَجّ بهم ولا كَرامة . وأيضا فما اسْتَحْضِر الآن في هذا الضَّرْب رَجلا صَادقا ولا مَأمونا ، بل الكذب شعارهم ، والتقية والنفاق دثارهم ، فكيف يُقبل نَقْل من هذا حاله حاشا وكلا ؟ فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو مَن تَكَلَّم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية ، وطائفة ممن حَارب عليا - رضي الله عنه - وتَعرّض لسبِّهم ، والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يُكفِّر هؤلاء السادة ويتبرأ مِن الشيخين أيضا ، فهذا ضَال مُعَثَّر . اهـ .
فإذا كان ذلك الشخص لا يَقول بتحريف القرآن ولا يسبّ الصحابة ، ولا يأتي بِما يَكفر به ، ويتعبّد على طريقة أهل السنة ؛ فهو مُسلم ، وليس لنا إلاَّ الظاهر ، إلاّ أن يَظهر لنا خلاف ذلك .
ويُعامل مُعاملة المسلم ، فيُغسّل ويُصلى عليه ويُدفَن في مقابر المسلمين ، ولا يُمكّن الرافضة منه ، وليس بينه وبين الرافضة تَوَارث .
والله تعالى أعلم .
هل يجوز تولّي الشيعي لمنصِب الإشراف في منتديات أهل السُنّة ؟
بارك الله فيكم هل يجوز تولية شيعي كمشرف في أحد المنتديات العامة (والتي غالبها لأهل السنة) من باب اتقانه للقسم الذي سيشرف عليه وهو لن يدعو إلى مذهبه طبقا لقوانين المنتدى فقط يقوم بدوره الإشرافي على هذا القسم وهو ليس قسم إسلامي؟
أريد الرد بارك الله فيكم لأني وجدت ذلك في بعض منتديات أهل السنة وإنا لله وإنا راجعون .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
لا يجوز تولية الرافضي شيئا مما يتعلق بأهل السنة ، لا في الإشراف ولا في غيره ، ولو كان مُتقنا لِعمله ، وذلك لأنه غير مؤتمن على شيء !
والرافضة يرون أن الكيد لأهل السنة قُربة !
بل يرون أن أهل السنة أنجاس ! وأنهم أولاد زِنا !
وهذا ليس من عندي ! بل هو مما تطفح به كتبهم !
روى الكليني في ( الكافي 8/285) عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَفْتَرُونَ وَيَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ ! فَقَالَ لِي : الْكَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلادُ بَغَايَا مَا خَلا شِيعَتَنَا !
والسُّنِّي عندهم حَلال الدم والْمَال !
في الكافي (7/374) – وهو أصحّ كُتُب الرافضة – : عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) عَنْ مُؤْمِنٍ قَتَلَ رَجُلا نَاصِبًا مَعْرُوفًا بِالنَّصْبِ عَلَى دِينِهِ غَضَبًا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَيُقْتَلُ بِهِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا هَؤُلاءِ فَيَقْتُلُونَهُ بِهِ ، وَ لَوْ رُفِعَ إِلَى إِمَامٍ عَادِلٍ ظَاهِرٍ لَمْ يَقْتُلْهُ بِهِ .
قال داود بن فرقد : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في قتل الناصب ؟
فقال: حلال الدم ، ولكني " أتّقي " عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل . ( وسائل الشيعة 18/463) ، (بحار الأنوار 27/231) .
وعلق عليه الخميني بِقوله : فإن استطعت أن تأخذ ماله فَخُذْه ، وابْعث إلينا بالخمس .
وقال السيد نعمة الله الجزائري: إن عليّ بن يقطين - وزير الرشيد - اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين ، فأمَر غِلمانه وهَدَموا أسْقف الْمَحْبَس على الْمَحْبُوسِين ، فماتوا كلهم ، وكانوا خمسمائة رجل . (الأنوار النعمانية 3/308).
ويقول الخميني : ( ولا تجوز الصلاة على الكافر بأقسامه ، حتى المرتد ومن حُكم بِكُفْره ، ممن انتحل الإسلام كالنواصب والخوارج ) !
كما أفتى بنجاسة أهل السنة ، فقال : ( والنواصب والخوارج لعنهما الله تعالى نجسان من غير تَوقُّف ) ! (من كتاب تحرير الوسيلة للخميني)
والله تعالى أعلم .
حكم الدراسة في مدرسة شيعية وتحرف القرآن ؟
السلام عليكم أنا كنت ساكنة بمنطقة سنية بعيدون عن الشيعة والآن رجعت لمنطقتي ومسقط رأسي وداومت بالمدرسة لكن وللأسف مدرسة القرآن الكريم شيعية تحرف القرآن لنا بالتفسير حسب عقولهم المريضة وكل تفسيرها شرك بشرك والله إني أبكي في الصف وإذا فيه قول لعمر ابن الخطاب تحذفه وحنا السنة ساكتتين ما نقدر نتكلم مثلا تقول آية البقرة ( وعلم الأسماء كلها) تفسرها لنا على أنه اسم فاطمة الزهراء وتفسيرات كثيرة ما أذكرها لأن حرام علما أن التفسير الموجود بالكتاب لا تعترف فيه فماذا أفعل جزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
عليها أن تجتهد في معرفة الحقّ بِدليله ، حتى تكون على بينة .
وأن تُراجِع كُتب التفسير المعتمدة عند أهل السنة ، أو مختصرات التفاسير ، وتعلم أن أمْر الرافضة أمْر مُحْدَثَ ، فَمِن الطبيعي أن تفاسيرهم وأحاديثهم مُحْدَثَة .
وإن استطاعت الانتقال عن تلك المدرسة فلتَفْعَل ، وإلاّ فعليهن مُطالبة إدارة المدرسة بتغيير المعلمة .
وكان الله في عونكن .
حكم تكفير المعين من الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ هل يجوز تكفير المعين من عوام الشيعة بعد معرفة أنهم يتوكلون أحيانا على غير الله عز و جل ( يقولون يا علي و يقولون أنه علي رضي الله عنه عنده جاه عند الله لذا يتوكلون عليه ) و كذلك عندما يطلبون شيء يقولون الله و أبو الحسن أو الله و أهل البيت . و كذلك يكرهون الصحابة و يسبون الصديق و الفاروق رضي الله عنهما . و يدعون الأئمة عن زيارة قبر الإمام علي و الإمام الحسين في كربلاء و النجف كما يزعمون . قرأت في أحد المواقع هيأة كبار العلماء كفرت من يدعون قببا و يتوكلون و يذبحون لغير الله .
الجواب :
سبق أن نَقلت فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية ، جوابًا على سؤال :
ما حكم عوام الروافض الإمامية الاثني عشرية ؟
http://almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=856
وهنا :
هل الرافضة أو الشيعة كفار ؟
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=144
والله تعالى أعلم .
كيف أعامل والديَّ وهما شيعيان وأنا دخلت مذهب أهل السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله
يا شيخ أطال الله عمركم في خير كنت شيعيا وأنا الآن من أهل السنة والجماعة وأمي وأبي لا يعلمان بذلك ولم أخبرهما كذلك أخوتي وأنا أعيش معهم في بيت فكيف أتعامل معهم هل أعاملهم باللين والرفق أم بالغلظة ؟ وكيف أفاتحهما بالحديث عن أني انتقلت إلى مذهب الحق مذهب أهل السنة والجماعة وحكم الأكل والشرب معهم هل أعاملهم على أنهم مسلمون أم ماذا
أفتنا يا شيخ جزاك الله خيرا ورحم الله والديك و جعل مثواهما الجنة
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من ابتُلي بوالدين عاصيين أو مشركين فإنه يُعاملهم كما كان الصحابة رضي الله عنهم يُعامِلون والديهم الذين كانوا على الشِّرك
ومن كان كذلك فَلَه في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أسوة وقدوة ، فقد كانت أمّـه مُشرِكة وكانت تُجاهده على أن يكفر بالله ، ففي صحيح مسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال : حَلَفَتْ أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ، ولا تأكل ولا تشرب . قالت : زعمت أن الله وصاك بوالديك ، وأنا أمك وأنا آمرك بهذا . قال : مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد ، فقام بن لها يقال له عُمارة فسقاها ، فجعلت تدعو على سعد فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) ، ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ) وفيها ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) .
وقد ثبت عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : إن أمي قدمت وهي راغبة ، أفأصِل أمي ؟ قال : نعم ، صِلي أمك . رواه البخاري ومسلم .
فَـيُحْسِن إلى والديه وإن جاهداه على الشِّرك والكُفر بالله ، لقوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ) .
ولقوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)
أما بالنسبة للطعام ، فإن كان من ذبائحهم فلا يأكل ، وإن كان من غير ذبائحهم ، فأمره أيسر ، وإن أكل فالذي يظهر أنه لا بأس به .
فالمحذور أن يأكل من ذبائحهم .
والله تعالى أعلم .
هل يجوز السلام على الرافضي ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز السلام على الرافضي (الشيعي) ؟ وهل يجوز الرد عليه بالسلام ؟
أفيدونـــا وجزاكم الله ألف خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السلام إكرام ، والرافضة لا يستحقون التكريم ، بل حقهم الإهانة والإذلال لما هم عليه من الشِّرك الأكبر ، ولما يقعون فيه من الطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بسب أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن .
ولما كان السلام للتكريم مُنِع من ابتداء اليهود والنصارى بالسلام ، فقال عليه الصلاة والسلام :.
لا تبدؤا اليهود ولا النصارى بالسلام ، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه . رواه مسلم .
وأما الرد فهو أهون ، فـيُردّ عليهم السلام ؛ لأنه من باب ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يردّ السلام على اليهود مع أنهم يقولون : السام عليكم ( يعني الموت ) فيردّ عليهم : وعليكم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم . رواه البخاري ومسلم .
والله تعالى أعلى وأعلم .
كيف يُعامَل الجار الرافضي ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
جاري شيعي فهل يجوز زيارته في بيته أو قبول دعوته إلى بيته أو إلى أي مكان آخر ؟ و هل يجوز أن ندعوه في المناسبات و غيرها ؟
و شكرًا
الجواب :
روى أبو بكر الخلاّل في كتاب " السنة " عن يوسف بن موسى أن أبا عبد الله [ الإمام أحمد ] سُئل - وأخبرني علي بن عبد الصمد - قال : سألت أحمد بن حنبل عن جارٍ لنا رافضيّ يُسَلِّمُ عَلَيّ أرُدّ عليه ؟ قال : لا .
وروى أيضا عن إسماعيل بن إسحاق الثقفي النيسابوري أن أبا عبد الله سُئل عن رجل له جار رافضي يُسَلِّم عليه . قال : لا ، وإذا سَلّم عليه لا يَرُدّ عليه .
فإذا كان السلف يَمنعون من السلام عليه ومِن رَدّ السلام ، فكيف بِدعوته ؟
مع أن أهل العلم يُجيزون ردّ السلام على اليهودي أو النصراني إذا سلَّم ، وأما الرافضي الطاعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم السابّ لأصحابه ، فهذا لا يُردّ عليه ولا كرامة له .
والله تعالى أعلم .
الرافضة يقولون : أن أهل السنة لا يعظمون حرمات الأنبياء
فضيلة الشيخ وفقكم الله
الشيعة الروافض قبحهم الله بين الفينة والأخرى يلقون ببعض الشبهات على المسلمين ليضلونهم يشككون في عقيدتهم وكأنما يتمثلون قول القائل : رمتني بدائها وانسلت " وقد أثاروا هذه المسائل من كتب أهل السنة على أن أهل السنة لا يعظمون حرمات الأنبياء فنرجو منكم الرد عليهم وجزاكم الله خيرًا
يقولون :
يقول ابن الجوزي: واختلفوا في هذا الذي سأل فيه نوح على قولين: أحدهما : أنه ابن نوح لصلبه ، قاله ابن عباس ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، والضحاك ، والجمهور .
والثاني : أنه ولد على فراشه لغير رِشدة ولم يكن ابنه
روى ابن الأنباري باسناده عن الحسن أنه قال : لم يكن ابنَه ، إِن امرأته فجرت وعن الشعبي قال: لم يكن ابنه ، إِن امرأته خانته
وعن مجاهد نحو ذلك
وقال ابن جريج : ناداه نوح وهو يحسب أنه ابنه ، وكان وُلد على فراشه
فعلى القول الأول ، يكون في معنى قوله : { إِنه ليس من أهلك } قولان :
أحدهما : ليس من أهل دينك .
والثاني : ليس من أهلك الذين وعدتك نجاتهم . قال ابن عباس : ما بغت امرأة نبي قط ، وإِنما المعنى : ليس من أهلك الذين وعدتك نجاتهم . وعلى القول الآخر : الكلام على ظاهره ، والأول أصح ، لموافقته ظاهر القرآن ، ولاجتماع الأكثرين عليه ، وهو أولى من رمي زوجة نبي بفاحشة . ( زاد المسير ج 3 / ص 347 – 348 )
ويقول: قوله تعالى : { إِني أعظك أن تكون من الجاهلين } فيه ثلاثة أقوال:
أحدها : أن تكون من الجاهلين في سؤالك مَنْ ليس مِنْ حزبك .
والثاني : من الجاهلين بوعدي ، لأني وعدت بانجاء المؤمنين .
والثالث : من الجاهلين بنسبك ، لأنه ليس من أهلك . ( زاد المسير ج 3 / ص 348 )
أقول: ابن الجوزي رجح الرأي الذاهب إلى صيانة زوجات الأنبياء, ولكنه لم يشنع على من اتهمهن بالزنا !!
ويقول الطبري في تفسيره:
تفسير الطبري - ( ج 15 / ص 340 ):
واختلف أهل التأويل في معنى قوله: (ليس من أهلك) .
فقال بعضهم: معناه: ليس من ولدك ، هو من غيرك. وقالوا: كان ذلك من حِنْثٍ. (1)
*ذكر من قال ذلك:
18208- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم، عن عوف، عن الحسن، في قوله إنه ليس من أهلك)، قال: لم يكن ابنه.
18209- حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا يحيى بن يمان، عن شريك، عن جابر، عن أبي جعفر: (ونادى نوح ابنه) ، قال: ابن امرأته.
18210- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية، عن أصحاب ابن أبي عروبة فيهم ، [عن] الحسن قال: لا والله ، ما هو بابنه. (2)
__________
(1) " الحنث " (بكسر الحاء وسكون النون ) ، الذنب والمعصية . وفي الحديث " يكثر فيهم أولاد الحنث " ، أي : أولاد الزنا . ويروى " الخبث " ( بالخاء مضمومة والثاء ) ، من " الخبث " ، وهو الفساد والفجور . وفي الحديث : " إذا كثر الخبث كان كذا وكذا " ، أي : الفسق والفجور . وفي الحديث " أنه أتى برجل مخدج سقيم ، وجد مع أمة يخبث بها " ، أي : يزني بها . ويقال : " هو ابن خبثة " ، لابن الزنية ، ولد لغير رشدة .
(2) الأثر : 18210 - كان في المطبوعة : " عن أصحاب ابن أبي عروبة فيهم الحسن " ، وهو كلام لا معنى له ، وخاصة بعد تصرفه في نص المخطوطة ، لأنه لم يفهم معنى هذا الإسناد ، إذ كان فيها : " عن أصحاب ابن أبي عروبة فيهم الحسن " ، وهذا أيضًا فاسد ، يصلحه ما زدته بين القوسين، فإن " ابن علية " يروي عن " سعيد بن أبي عروبة " ، و " ابن أبي عروبة " روى عن " الحسن البصري ".
تفسير الطبري - ( ج 15 / ص 341 )
18211-. . . . قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر: (ونادى نوح ابنه) ، قال: هذه بلغة طيّ لم يكن ابنه، كان ابن امرأته.
18212- حدثني المثني قال ، حدثنا عمرو بن عون قال ، حدثنا هشيم، عن عوف، ومنصور، عن الحسن في قوله: (إنه ليس من أهلك) ، قال: لم يكن ابنه. وكان يقرؤها: ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) (1)
18213- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة قال: كنت عند الحسن فقال: "نادى نوح ابنه"، لعمْر الله ما هو ابنه ! قال: قلت : يا أبا سعيد يقول: (ونادى نوح ابنه) ، وتقول: ليس بابنه؟ قال: أفرأيت قوله: (إنه ليس من أهلك) ؟ قال: قلت إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك، (2) ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه. قال: إن أهل الكتاب يكذبون.
18214- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: سمعت الحسن يقرأ هذه الآية: (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)، فقال عند ذلك: والله ما كان ابنه . ثم قرأ هذه الآية: (فَخَانَتَاهُمَا) ، [ سورة التحريم: 10] قال سعيد: فذكرت ذلك لقتادة، قال: ما كان ينبغي له أن يحلف!
18215- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد : (فلا تسألن ما ليس لك به علم) ، قال: تبيّن لنوح أنه ليس بابنه.
__________
(1) الأثر : 18212 - انظر ما سيأتي رقم : 18246 .
(2) في المخطوطة : " إنه ليس من أهلي " ، وفوقها حرف ( ط ) دلالة على الخطأ .
تفسير الطبري - ( ج 15 / ص 342 )
18216- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (فلا تسألن ما ليس لك به علم) ، قال: بين الله لنوح أنه ليس بابنه.
18217- حدثني المثني قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد مثله.
18218- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
قال ابن جريج في قوله: (ونادى نوح ابنه) ، قال: ناداه وهو يحسبه أنه ابنه وكان وُلد على فراشه
18219- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا إسرائيل، عن ثوير، عن أبي جعفر: (إنه ليس من أهلك) ، قال: لو كان من أهله لنجا.
18220- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا سفيان، عن عمرو، سمع عبيد بن عمير يقول: نرى أن ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم "الولد للفراش"، من أجل ابن نوح.
18221- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية، عن ابن عون، عن الحسن قال: لا والله ما هو بابنه.
وبعد سرد هذه الطعون, ذكر الرأي الآخر الذي يذهب إلى صيانة أعرض الأنبياء. إلى أن قال:
تفسير الطبري - ( ج 15 / ص 346 ):
قال أبو جعفر: ((( وأولى القولين ))) في ذلك بالصواب قول من قال: تأويل ذلك: إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم، لأنه كان لدينك مخالفًا ، وبي كافرًا = وكان ابنه لأن الله تعالى ذكره قد أخبر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أنه ابنه فقال: (ونادى نوح ابنه) ، وغير جائز أن يخبر أنه ابنه فيكون بخلاف ما أخبر. وليس في قوله: (إنه ليس من أهلك) ، دلالةٌ على أنه ليس بابنه، إذ كان قوله: (ليس من أهلك) ، محتملا من المعنى ما ذكرنا، ومحتملا أنه ليس من أهل دينك، ثم يحذف "الدين" فيقال: (إنه ليس من أهلك)، كما قيل: (واسأل القرية التي كنا فيها)، [سورة يوسف: 82] .
أقول: نلاحظ أن تعبير الطبري هو أن صيانة أعراض الأنبياء هو (( أولى )) القولين! وأن هناك رأيا آخر قائما بذاته!
ولنر ما يقوله القرطبي:
تفسير القرطبي - ( ج 9 / ص 46 ):
قوله تعالى: (قال يا نوح إنه ليس من أهلك) [ أي ليس من أهلك ] الذين وعدتهم أن أنجيهم، قاله سعيد بن جبير.
وقال الجمهور: ليس من أهل دينك ولا ولايتك، فهو على حذف مضاف، وهذا يدل على أن حكم الاتفاق في الدين أقوى من [ حكم ] النسب.
(إنه عمل غير صالح) قرأ ابن عباس وعروة وعكرمة ويعقوب والكسائي " إنه عمل غير صالح " أي من الكفر والتكذيب، واختاره أبو عبيد.
وقرأ الباقون " عمل " ابنك ذو عمل غير صالح فحذف المضاف، قاله الزجاج وغيره.
قال: ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت * فإنما هي إقبال وإدبار أي ذات إقبال وإدبار.
وهذا القول والذي قبله يرجع إلى معنى واحد.
ويجوز أن تكون الهاء للسؤال، أي إن سؤالك إياي أن أنجيه.
عمل غير صالح. قاله قتادة.
وقال الحسن: معنى عمل غير صالح أنه ولد على فراشه ولم يكن ابنه. وكان لغير رشدة،
وقال أيضا مجاهد. قال قتادة سألت الحسن عنه فقال: والله ما كان ابنه، قلت إن الله أخبر عن نوح أنه قال: " إن ابني من أهلي " فقال: لم يقل مني، وهذه إشارة إلى أنه كان ابن امرأته من زوج آخر، فقلت له: إن الله حكى عنه أنه قال: " إن أبني من أهلي " " ونادى نوح ابنه " ولا يختلف أهل الكتابين أنه ابنه، فقال الحسن: ومن يأخذ دينه عن أهل الكتاب ! إنهم يكذبون. وقرأ: " فخانتاهما " [ التحريم: 10 ].
وقال ابن جريج: ناداه وهو يحسب أنه ابنة، وكان ولد على فراشه، وكانت امرأته خانته فيه، ولهذا قال: " فخانتاهما ".
وقال ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط، وأنه كان ابنه لصلبه.
وكذلك قال الضحاك وعكرمة وسعيد بن جبير وميمون بن مهران وغيرهم، وأنه كان ابنه لصلبه.
وقيل لسعيد بن جبير يقول نوح: " إن ابني من أهلي " أكان من أهله ؟ أكان ابنه ؟ فسبح الله طويلا ثم قال: لا اله إلا الله ! يحدث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أنه ابنه، وتقول إنه ليس ابنه ! نعم كان ابنه، ولكن كان مخالفا في النية والعمل والدين، ولهذا قال الله تعالى: " إنه ليس من أهلك "، وهذا هو الصحيح في الباب إن شاء الله تعالى لجلالة من قال به، وإن قوله: " إنه ليس من أهلك " ليس مما ينفي عنه أنه ابنه.
وقوله: " فخانتاهما " [ التحريم: 10 ] يعني في الدين لا في الفراش، وذلك أن هذه كانت تخبر الناس أنه مجنون، وذلك أنها قالت له: أما ينصرك ربك ؟ فقال لها: نعم. قالت: فمتى ؟ قال: إذا فار التنور، فخرجت تقول لقومها: يا قوم والله إنه لمجنون، يزعم أنه لا ينصره ربه إلا أن يفور هذا التنور، فهذه خيانتها.
وخيانة الأخرى أنها كانت تدل على الأضياف على ما سيأتي إن شاء الله. والله أعلم. ( تفسير القرطبي ج 9 / ص 46- 47 )
وأيضا ابن كثير قال في تفسير قوله تعالى ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ):
وقد نص غير واحد من الأئمة على (( تخطئة )) من ذهب في تفسير هذا إلى أنه ليس بابنه، وإنما كان ابن زِنْية ، ويحكى القول بأنه ليس بابنه، وإنما كان ابن امرأته عن مجاهد، والحسن،
وعُبَيد بن عُمَير، وأبي جعفر الباقر (!!) وابن جُرَيج،
واحتج بعضهم بقوله: { إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } وبقوله: { فَخَانَتَاهمُا } [التحريم: 10]، فممن قاله الحسن البصري، احتج بهاتين الآيتين. وبعضهم يقول: كان ابن امرأته. وهذا يحتمل أن يكون أراد ما أراد الحسن، أو أراد أنه نسب إليه مجازا، لكونه كان ربيبًا عنده، فالله أعلم. ( تفسير ابن كثير ج 4 / ص 326 )
كما أن ابن كثير صرح في إحدى المواضع بأن زوجات الأنبياء معصومات من الزنا – كما يذهب إليه الشيعة – حيث قال:
وليس المراد: { فَخَانَتَاهُمَا } في فاحشة، بل في الدين، فإن نساء الأنبياء معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة؛ لحرمة الأنبياء. ( تفسير ابن كثير ج 8 / ص 171 )
ولكن جاء الألباني في سلسلته الصحيحة فلم يستسغ هذا النص الصريح, وأكد على أن الزنا ممكن الوقوع لزوجات الأنبياء يقول:
2507 - " أما بعد يا عائشة ! فإنه قد بلغني عنك كذا و كذا ، [ إنما أنت من بنات آدم ] ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه . و في رواية : فإن التوبة من الذنب الندم " .
إلى أن يقول: يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقطع ببراءة عائشة رضي الله عنها إلا بعد نزول الوحي . ففيه إشعار قوي بأن الأمر في حد نفسه ممكن الوقوع ، و هو ما يدندن حوله كل حوادث القصة و كلام الشراح عليها
و لا ينافي ذلك قول الحافظ ابن كثير ( 8 / 418 ) في تفسير قوله تعالى : *( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا و قيل ادخلا النار مع الداخلين )* ( التحريم : 10 ) : " و ليس المراد بقوله: *( فخانتاهما )* في فاحشة ، بل في الدين ، فإن نساء الأنبياء معصومات عن الوقوع في الفاحشة لحرمة الأنبياء كما قدمنا في سورة النور " .و قال هناك ( 6 / 81 ) : " ثم قال تعالى : *( و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم )* ، أي : تقولون ما تقولون في شأن أم المؤمنين ، و تحسبون ذلك يسيرا سهلا ، و لو لم تكن زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لما كان هينا ، فكيف و هي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم الأمي خاتم الأنبياء و سيد المرسلين ، فعظيم عند الله أن يقال في زوجة نبيه و رسوله ما قيل ، فإن الله سبحانه و تعالى يغار لهذا ، و هو سبحانه لا يقدر على زوجة نبي من الأنبياء ذلك ، حاشا و كلا ، و لما لم يكن ذلك ، فكيف يكون هذا في سيدة نساء الأنبياء زوجة سيد ولد آدم على الإطلاق في الدنيا و الآخرة ، و لهذا قال تعالى : *( و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم )* " .
أقول : فلا ينافي هذا ما ذكرنا من الإمكان ، لأن المقصود بـ " العصمة " الواردة في كلامه رحمه الله و ما في معناها إنما هي العصمة التي دل عليها الوحي الذي لولاه لوجب البقاء على الأصل ، و هو الإمكان المشار إليه ، فهي بالمعنى الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " فالمعصوم من عصمه الله " في حديث أخرجه البخاري و غيره ، و ليس المراد بها العصمة الخاصة بالأنبياء عليهم الصلاة و السلام ، و هي التي تنافي الإمكان المذكور ، فالقول بهذه في غير الأنبياء إنما هو من القول على الله بغير علم ، و هذا ما صرح به أبو بكر الصديق نفسه في هذه القصة خلافا لهواه كأب ، فقد أخرج البزار بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها أنه لما نزل عذرها قبل أبو بكر رضي الله عنها رأسها ، فقالت : ألا عذرتني ؟ فقال : أي سماء تظلني ، و أي أرض تقلني إن قلت ما لا أعلم ؟! ]2[ و هذا هو الموقف الذي يجب على كل مسلم أن يقفه تجاه كل مسألة لم يأت الشرع الحنيف بما يوافق هوى الرجل ، و لا يتخذ إلهه هواه . انتهى كلام الألباني
وراجع كلامه في شرح الحديث رقم 1208
الجواب :
هذه شُبُهات أوهى من بيت العنكبوت
ولا يحق للرافضة الكلام في مسائل العلم ؛ لأنهم أعداء العلم والعقل !
ولا يحق لهم الكلام في هذه المسائل على وجه الخصوص ؛ لأنهم يطعنون في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيتّهمون أمهات المؤمنين بالزنا ، خاصة عائشة وحفصة رضي الله عنهما ، واتِّهام عائشة رضي الله عنها على وجه الخصوص تكذيب بصريح القرآن ، مع ما فيه من سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والرافضة إذا اتّهمت أمهات المؤمنين - زوجات النبي صلى الله عليه وسلم - فقد أخرجوا أنفسهم من دائرة الإيمان - التي لم يدخلوها أصلا ! - ، لقوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) .
وإذا اتّهموا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وطعنوا في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقد نسبوا الخبيث إلى الطيب ، ولزِمهم القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن طيبا ، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الطّيب الْمُطيَّب .
ولكن هذا لازم قولهم في اتِّهام زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، والطعن في عرضه عليه الصلاة والسلام .
هذا رد سريع مقتضب .
وإلا فإن الرد يحتاج إلى تفصيل .. وإزالة ما يعلق بالذهن من شُبُهات القوم ..
هل يجوز أن يدخَل الروافِض الحرمين ؟
فضيلة الشيخ : وفقكم الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قرأت لعلماء أجلاء على تكفير الروافض(الشيعة) ومن هؤلاء الإمام مالك رحمه الله مستدلا بقوله تعالى في سورة الفتح (يغيظ بهم الكفار).
السؤال: هل يسمح لهؤلاء أن يدخلوا المسجد الحرام والنبوي ،وقد قال تعالى:( إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) ، فهل دخولهم صحيح أم خطأ؟
أرجو التوضيح بارك الله فيكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
ووفقك لكل خير
وأنا أقول : إن الرافضة لم يَدخلوا الإسلام أصلا حتى يُحكَم بِكفرِهم !
بل لهم دِين مُستَقِلّ ، ولهم مُصحف غير مصحف المسلمين " مصحف فاطمة "
بل وحتى الاسم ، فاسمهم " الرافضة " !
وهم يَعترفون بذلك كله في كُتبهم
وقد صرّح بعض معاصريهم بأنهم لا يَجتمعون مع أهل السنة لا في ربّ ولا في دِين ولا في نبيّ !
وإذا كان الأمر كذلك فإنه يَجب منعهم من دخول الحرم .
ومَن سَفَك الدم الحرام في الحرم إلا الرافضة ؟!
ومن قَتل الحجيج قديما وحديثا إلا الرافضة ؟!
وكل ذلك بِدعوى الإسلام !
وتحت شِعار " محبة آل البيت " !
وحقيقة دِين الرافضة الكفر الصريح والزندقة المكشوفة !
قال الشيخ القحطاني الأندلسي في نونيته المشهورة :
لا تعتـــــــقد ديـــن الروافـــــض إنـــهم أهل المحال وحِزبةُ الشيطــان
إن الروافض شرّ من وطئ الحصى من كـــــــل إنس ناطق أو جــان
مدحــــــوا النبي وخــــــــوّنوا أصحـابه ورموهـــــــم بالظلم والعـــــــدوان
حبـــــــــوا قــــــرابته وسبـــــوا صحــــــبه جـــــــــــدلان عند الله منتقــضان
فــكـــــــأنما آل النبـــــــــي وصحـــــــبه روح يضــــــــم جميعها جسدان
والله تعالى أعلم .
ما هي الحدود التي نسمح للشيعة بها كي يتناقشوا مع أهل السُنّة حول عقائدهم ؟
السلام عليكم و رحمة الله
لدي منتدى حواري للرد على الرافضة هداهم الله , و كما تعلم فضيلتكم فإنهم قوم لا يقبلون الحق بسهولة بل يراوغون مراوغة الثعالب , و لهم شبهات و تطاولات على السلف الصالح رحمهم الله
فما هي الحدود التي نسمح للشيعة أن يتطرقوا إليها ؟ و هل نسمح لهم بإثارة الشبهات رغم أن الإخوة نفع الله بهم يقومون بالرد عليهم ؟ و هل يجوز السخرية برموز الشيعة ؟
نرجو الإفادة و جزاكم الله خير الجزاء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرًا .
أولًا : لا يجوز فتح باب الشُّبُهات على الأعضاء ، لأن هناك من تنقدح في ذهنه الشُّبْهة ثم لا يِجد قوّة تُزيلها بِقدر ما علِقتْ بذهنه ، فيأثم من أذِن وسَمَح بِنشر الشُّبُهات .
وقد يُقال : لا بُد من بيان الحق ، ودحض الشُبهات .
فالجواب : نعم ، هذا صحيح .
ولكن ليس بهذه الطريقة .
هناك منتديات ومواقع متخصصة في ذلك . أما عامة المنتديات فلا .
لأنه قد يكون عندنا ألف عضو ، الأكثر والأغلبية لا يَدرون شيئا عن تلك الشُّبُهات ، والقِلّة هم الذين لديهم علم ومعرفة بها .
فلِم تُتفتح أبواب الشُّبُهات على أناس أذهانهم خالية منها ؟!
ويَجب بيان الحق بِدليله قبل إثارة شُبهة ، وقبل إيرادها على الناس .
وهذه طريقة الراسخين في العلم .
ثانيًا : دعوة الرافضة شِبْه المستحيل !
سألت مرة رافضيا أسلَم .. سألته عن دعوة الرافضة ، فقال : هي شِبْه المستحيل .
ولا يجوز أن يُفتَح لهم باب إثارة الشبهات ، ولا الطعن في الصحابة فمن بَعدهم بِحجّة حرية الفِكر !
فإن من فتح لهم الباب لذلك أثِم وتحمَل وِزر ذلك .
أما من أراد معرفة الحق فيُبيّن له ، ويُلزَم بالأدب مع سادات الأمة ، وإن لم يكن يعتقد ذلك ..
فيُناقش بأدب .. وإن كان يعتقد خلاف ذلك .
أليس السُّنِّي إذا دخل منتدياتهم تأدّب معهم ؟!
وإن لم يتأدّب مع شيوخ الضلال تم طرده !
فأهل الحق أولى بإلزام أهل الباطل بذلك .
وتجوز السخرية برموز الشيعة الذين هم على الضلال ، إلا أن يُخشى أن يُؤدِّي ذلك إلى مفسدة، بحيث يسخرون أو يَسُبّون علماءنا ، فلا .
أما من تعلّقوا بهم من أئمة آل البيت فلا يجوز التعرّض لهم ، لأنهم أئمة أجلاء ، وإن تعلّق بهم الرافضة ، وإن كَذَبَتْ عليهم الرافضة .
والله تعالى أعلم .
ما رأيكم بعمل تحالف إسلامي سني وشيعي قائم على أساس الشهادتين والقرآن الكريم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي العلماء الأفاضل وطلبة العلم الكرام بعمل تحالف بين السنة والشيعة في الدول الخاضعة للاحتلال الأجنبي مثل العراق وأفغانستان ؟ على أن يكون هذا العمل مشروط بشروط الشهادتين وصريح القرآن الكريم وعدم الدخول بتفاصيل الخلافات بين الفريقين وأن توجه الجهود لغرض إخراج المحتل والله أعلم والسلام عليكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي يَطلب القرب من الرافضة كالذي يتطلّب جذوة نار في قاع البحر !
والذي يُريد مُسالمة الرافضة أو نُصرتهم فهو كالذي يُريد مسالمة العقارب والأفاعي السامة !
و
ما سالمناهن منذ حاربناهن
http://saaid.net/Doat/assuhaim/163.htm
وقديما قيل :
اقرءوا التاريخ إذ فيه العِبَر *** ضل قوم ليس يَدرون الخبر !
شواهد التاريخ كثيرة وكثيرة جدا على غَدر الرافضة ، بل شواهد الواقع المعاصر المشاهَد شاهدة بذلك ..
فكيف يُطلب التقارب مع أناس لا عهد لهم ولا وفاء ؟
بل مع أناس يَرون سفك دماء أهل السنة ( العامة – الناصِبة ) قُربة إلى الله ؟!
هذا غير ممُكن إلا أن يتنازل الرافضة عن كُفرهم وشركهم ، وأن يُؤمنوا بالكتاب والسنة .
أما ما عدا ذلك فعبث !
والتاريخ أثبت أن يد الرافضة بِيَد العدو المحتلّ ..
فكيف نطلب حرب عدو أيديهم في يده ؟
وقلوبهم معه ؟!
والله المستعان .
ماذا يعني " الخُمس " عند الشيعة وعند السنة ؟
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
ماذا يعني " الخُمس " عند السنة وعند الشيعة ؟
جزاك الله خير وأحسن الله إليك
الجواب :
وبارك الله فيك وجزاك الله خيرًا وإليك أحسن
الْخُمْس عند المسلمين : يَعني ما جاء في قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
وهو خُمس الغنيمة ، والغنيمة : هي ما انتزعه المسلمون من الكفار بالغَلَبة والقهر .
وتفصيل مصارِف الْخُمس عند المسلمين مبسوط في كُتُب التفسير وكُتُب أحكام القرآن ، كأحكام القرآن للشافعي ، وأحكام القرآن لابن العربي ، وأحكام القرآن للجصّاص ، وتفسير القرطبي " الجامِع لأحكام القرآن " ، وأضواء البيان للشنقيطي ، وكُتُب الفقه عموما .
وأما الْخُمس عند الرافضة ، فهو خُمس أموالهم ، يُدفَع للقيادات الدينية عندهم !
فهي تشريع زائد عما عليه أهل الإسلام !
ولما قام أحد تُجّار الرافضة بإعطاء الخمس مُضاعَفًا – لِشِدّة موالاته – سَمّوه ( أبو خُمسين ) ! هكذا رُوي لنا !
والله تعالى أعلم .
يقول : لماذا يتمّ التفريق بين أهل السُـنّـة والشيعة والأباضية وغيرها مِـن المذاهب ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ سائل يسأل
سؤالي للشيخ عبد الرحمن السحيم هو عن التفرقة المذهبية في الإسلام
لماذا لا يتوحد المسلمون تحت راية واحدة وبدون مذهب أو طائفة كفانا كل هذا، ومثلا في عمان يوجد سنة وأباضيون وشيعة ، وفي الإمارات سنة وشيعة ومالكيون وفئة قليلة أباضية ، وغيرهم من بلاد العالم الإسلامي، لماذا كل هذا ؟
والله تعالى قال في كتابه العزيز( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) صدق الله العظيم، حقيقة جميع علماء العالم الإسلامي محاسبون أمام الله لهذه التفرقة ، وعليهم للرجوع إلى الله والاستخارة لله تعالى لإثبات الحقيقة ؟
هذا وأشكر الشيخ عبد الرحمن السحيم ووفقه الله لما فيه الخير للأمة الإسلامية جمعاء .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
جاء في نصوص الوحيين الإخبار عن افتراق هذه الأمة واختلاف الناس .
قال تعالى : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) .
وقال عزّ وَجَلّ : (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) .
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الأهواء ، وأن الهوى يَتجارى بِصاحبه كما يَتَجارى داء الْكَلَب بِصاحبه !
قال عليه الصلاة والسلام : سيخرج في أمتي أقوام تجاري بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بِصَاحِبه لا يَبْقى منه عِرْق ولا مَفْصِل إلاَّ دَخَله . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
ولله عزّ وَجَلّ في ذلك الاختلاف والافتراق حِكْمَة بالغة .
ومن ذلك :
1 – تمييز الحق من الباطل والطيب من الخبيث ، إذ تتبيّن الأشياء بِضِدِّها .
قال تعالى : (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ)
وقال عزّ وَجَلّ : (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) .
2 – بيان الصادق مِن الكاذب في دعوى الْمَحبَّـة .
3 – إثبات الاتِّبَاع على الحقيقة ، فكلّ يدّعي اتِّبَاع النبي صلى الله عليه وسلم والـتَّمَسُّك بِسُنّته ، وإثبات ذلك بالاعتصام بالكتاب والسنة ، ونبذ الفُرْقَة .
4 – تَميُّز الأمة الوسَط ، ولا يَكون الوسط وسطا إلاَّ في مقابِل طرفين !
5 – الصراع بين الحق والباطل باقٍ إلى قيام الساعة ، ومن ذلك الصراع بين السنة والبدعة .
إلى غير ذلك مِن الْحِكَم في وُجود الافتراق .
ولا يُمكن أن تلتقي السنة والبِدْعة ، إلاَّ إذا الْتَقَى الضبّ والْحُوت ، كما يقول ابن القيم .
ولا يُمكن التقريب ولا التقارب مع أهل الزندقة إلا أن يتخلّوا عن كُفرهم وزندقتهم .
وليس من الافتراق ولا مِن الاختلاف المذموم ما يَكون بين أصحاب المذاهب المتبوعة من اختلافات فقهية ، إلاَّ إذا ترتّب على ذلك صِراع وخِصام .
وذلك لأن الْخِلاف في المسائل الفقهية يفتح أُفُقًا أوسع ، ويُوجِد رُخصة للناس فيما لهم فيه رُخصة وفُسْحَة .
كما أن أئمة المذاهب المتبوعة لا يختلفون غالبا في الأصول ، وأعني به ما يتعلّق بالعقائد .
وقد كان الإمام الشافعي يَزور الإمام أحمد ، مع أن الشافعي شيخ لأحمد ، بل وكان يسأله في بعض المسائل والأحاديث ، ومع وُجود الخلاف بينهما في مسائل فقهية كثيرة ، إلاَّ أنه كان بينهم مِن الودّ والإخاء ما يستحقّ أن يكون مَضْرِب مثل لأخلاق العلماء وإن اخْتَلَفُوا في مسائل .
وعليك أيتها الفاضلة الاعتناء بِكِتابة الآيات .
وسبق :
ما حكم قول : " صدق الله العظيم " عقب الآية أو بعد التلاوة ؟
http://www.almeshkat.com/vb/showthread.php?p=385198
والله تعالى أعلم .
تقول متقدم لها زوج شيعي وهي سنيّة فهل لها قبوله زوجًا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم أنا متقدم لزواجي شاب لبناني شيعي و أريد أن أعرف هل زواج السنية من الشيعي حرام أم لا؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يجوز للسُّـنِّـيَّة أن تتزوّج رافضي .
وسبق :
زواج السني من شيعية ، وزواج الشيعية مِن سُني ، وأكل ذبائحهم
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=224
والله تعالى أعلم .
حكم لعن الشيعة والروافض ولعن المعين والحكم بالكفر للجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الكريم
كثر في الغرف الصوتية لعن الروافض فيقال لعنهم الله أو لعنة الله عليهم بل ويكون لعن الشيعة كلهم , ولعن أشخاص معينين ممن يدخلون يسبون ويخرجون فيقال لعنك الله , ووصف الجميع بالكفار، وأصبح الأمر سهل تكفير كل أحد والاتهام بالنفاق والفسق
فقلت لهم بعدم تعميم التكفير واللعن لجميع الشيعة وكذلك عدم لعن المعين إلا من تم لعنه من قبل فىيكتاب الله أو أحاديث الحبيب وإلا فيكون اللعن عام وشامل مثل لعنة الله على الكافرين أو الظالمين أو المتبرجات وعدم وصف واحد بعينه انه ملعون أو واحدة والله أعلم
فأرجو من حضرتك يا شيخ تفصيل الأمر بيان الكفر واللعن للشيعة عموما وللروافض خصوصا , ولمن يسبون الله مثلا أو الصحابة الأطهار أو يكتبون كلمات بذيئة في الغرف الصوتية ويخرجون , وكذلك بيان لعن الجميع
غفر الله لك وأسكنك الفردوس الأعلى مع الحبيب آمين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
أما الرافضة فلعنهم قُربة ؛ لأنهم يلعنون خيار الأمة ، بل يلعنون أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فيلعنون أبا بكر وعمر وابنتيهما ( عائشة وحفصة) رضي الله عنهم أجمعين .
ومَن لا يرعوي عن اللعن ، فلا ينبغي التورّع عن لعنه ، إلاّ أن يُفضي ذلك إلى حَمْلِهم على لَعْن الأخيار .
وأما الشيعة فمنهم من ليسوا كفارا ، مثل من كان به تشيّع من العلماء ، ومثل : الزيدية ، فهؤلاء ليسوا بِكفّار ، وليس اللعن دِينا لهم ، كَحَال الروافض .
وسبق :
حُكم لعن الشخص المعيّن .
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=12165
والله تعالى أعلم .
هل يجوز اتباع الشيعة وترديد أذانهم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: هناك بعض المشايخ المشاهير من المقرئين والمبتهلين نعرفهم جميعا واشتهروا بجمال الأداء وحسن التلاوة والمفترض بأنهم من أهل السنة.
ولكن عندما سمعت الأذان بصوتهم في إحدى الدول الشيعية الكبرى -وبدون ذكر أسماء هؤلاء المشايخ أو الدول- وسمعتهم يرددون الأذان بالصيغة التي يرددها الشيعة وهى مقولة "أشهد أن عليا ولي الله" وجملة "حي على خير العمل" وفى نهاية الأذان يقولون "وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم" ولا يقولون حتى وعلى آله وصحبه وسلم. فهل هذا يليق أو يصح حتى لو على سبيل المجاملة؟
وهناك من يقول أنهم مرتبطون بشروط وعقد بينهم فيفعلون ذلك من أجل المال فهل هذا يصح شيخنا الحبيب؟
نرجوا من فضيلتكم إبداء الرأي في هذا الموضوع وأيضا نريد توضيحا ونصيحة من فضيلتكم هل نقوم بنشر هذا الزلل لهؤلاء المشايخ على العام حتى يتعظ الناس ويحذرون منها؟ لان لهم مدارس وأتباع كما نعلم. مع العلم أنني سمعت أن منهم من تاب وأناب إلى الله واعترف بخطئه ومنهم من أصبح في ذمة الله. ولا نعرف بالتأكيد هل ما حدث هذا كان مجاملة أم اعتقادا منهم وفى غالب الظن أنه مجاملة ومن أجل المال. والله تعالى أعلى وأعلم
ملاحظه مهمة : الشيعة يستغلون هذه التسجيلات يقومون بنشر هذه الصيغ من الأذان في مواقعهم ومنتدياتهم ولقد حصلت على هذه الصيغ من الأذان من أحد مواقع الشيعة في القرآن أثناء بحثي عن تلاوة وأذان لشيخ من هؤلاء المشايخ!!
فما هو رأي فضيلتكم في هذا الموضوع وجزاكم الله كل خير وزادكم من فضله وعلمه وكرمه وإحسانه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
قصدك " الرافضة " وليس الشيعة !
من تاب فلا يُحذّر من فِعله . وكذلك من مات ؛ لأنه أفضى إلى ما قَدَّم .
ومن أصرّ على ذلك فيُحذّر منه ، حتى لا يُغترّ به وبِفعلِه .
ولا يجوز رفع الأذان على طريقة الرافضة ، ولا التعاون معهم ، ولا مُجاملتهم .
فالرافضة لا يُجاملون أحدًا ، بل يسبّون ويلعنون خيار الأمة ، فكيف يُجامَلون ؟
والله تعالى أعلم .
اكتشفت أنّ صديقتي شيعية ، فهل آثَم إذا لم أصارحها بعدم رغبتي في وجودها ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل وزادكم من فضله
لدينا موظف في إحدى مؤسساتنا سني المذهب وزوجته شيعية وهم أغراب وليسوا من أهل البلد وطلب منا أن نستقبل زوجته أيام الاجتماع الأسبوعي في منزلنا كي ترفه عن نفسها
في البداية ونحن نعرف بأنه سني ولم يخطر في بالنا أن زوجته شيعية أدخلناها منزلنا وعاملناها بكل حب وأصبحت واحدة من أفراد العائلة تدخل بيتنا وقت ما تشاء
تقربيًا منذ شهر اكتشفنا بأنها شيعية ، الآن هي معنا منذ سنة كاملة لم تتدخل في ديننا ، وتصلي دون وضع حاجز حجري أو ورقة كما يفعل الشيعة
لم نسمع ما يؤذينا السيدة في حالها زيارتها لنا كأي إنسان عادي
المشكلة الآن بعد معرفتنا بمذهبها أصبحنا لا نرتاح من مقدمها الأسبوعي إلينا لكن ماذا نفعل ؟
هي تعودت على الجلسة الأسبوعية التي تقام في منزلنا تأتي دون استئذان كما تعودت
فهل نأثم إذا لم نصارحها بأننا لا نرغب بوجودها في حياتنا ؟ وهي الآن تأكل من زادنا .. هل في ذلك شيء ؟ ونحن خجلا لا نقوى على أخبارها بعدم رغبتنا بها ما الحل في هذا الأمر ؟
حفظكم ربي من كل سوء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
إذا كان في صُحبتها دعوة لها ، وتأثير عليها ، فيجوز لهن صُحبتها .
وإن كان لها تأثير عليهنّ ، أو يسمعن منها ما يسوء ، فلا يجوز لهنّ صُحبتها .
وسبق أن أجبتك :
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=76755
والله تعالى أعلم .
ما حكم من يساند الشيعة ويدافع عنهم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ أحببت أن أسأل فضيلتكم عن بعض الإخوة الذين يدفعون عن حزب اللات وعن الشيطان حسن نصر الله
أنا مشرف بأحد المنتديات على الساحات الإسلامية ورأيت بعض الأعضاء يسندون الشيعة ويدفعون على حزب اللات اللبناني ويحبون شخصية حسن نصر الله زعيم الروافض ويقولون أنه شخصية مهمة ويدافع عن المسلمين ويقاتل اليهود
فما رأي فضيلتكم فهؤلاء الأعضاء مع أنهم يدعون أنهم أهل سنة ، فكيف يكونون أهل سنة ويحبون رموز الشيعة ؟ ويدافعون عنهم
فهل بذلك ينطبق عليهم أنهم روافض
أرجو من فضيلتكم الرد على هذه المسألة المهمة لي وجزاكم الله عنا خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
اعترف أمين الحزب السابق للحزب " صبحي الطفيلي " أن الحزب جناح لإيران !
والرافضة لها أيادٍ في فلسطين ، ولكنها أيادٍ سوداء ، مُلطّخة بدماء الفلسطينيين !
وما فعلته حركة " أمل " في المخيمات الفلسطينية يَفُوق ما فعله اليهود ..
وقبل عدة سنوات صدر كتاب " حركة أمل المخيمات الفلسطينية " ، من قرأه عرف حقيقة الرافضة ، ودورهم في قتل أهل السنة وسفك دمائهم كلما حانت لهم الفرصة .
وهذا يؤكِّد على حقيقة تاريخية – طالما غفل عنها الكثير – وهي : أن الرافضة صنيعة يهودية ..
وقد ذَكَر الإمام الشعبي مُشابهة الرافضة لليهود مِن أكثر من أربعين وجهًا !
ومن أراد الوقوف على حقيقة هذا الأمر فليقرأ كتاب " بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود " تأليف : عبد الله الجميلي ، طُبِع في مجلدين .
وما يُزعم من قِتال الرافضة لليهود ما هو إلاّ وَهْم مِن الأوهام .. وما كان مِن حِزْب " اللات " ما هو إلاّ مُناورات ، وفُقّاعة ما لبثت أن تبخّرت !
وقد صرّح رئيس الحزب مؤخّرا وطمأن اليهود بأنه لن ينطلق مِن لبنان صاروخ واحد !
وهذا في هجوم اليهود الأخيرة على غزة ..
وفي مذكرات شارون قبّحه الله :
ولم أرَ يوما في الشيعة عداء إسرائيل على المدى البعيد "
ولو حلفت ما حنثت .. أنه لو تمكّن حزب " اللات " مِن رِقاب المسلمين ، لَمَا توانى عن فِعل ما فعله إخوانهم الرافضة في العراق .
ولا غرابة في ذلك ؛ لأن هذا دِين يتديّن به الرافضة ، وعقيدة يعتقدونها في التقرّب بِقتل السني .
وليس هذا من التجنّي على الرافضة ، بل هذا ما نطقت به أصح كُتبهم !
في الكافي للكليني الرافضي (7/374) : عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) عَنْ مُؤْمِنٍ قَتَلَ رَجُلا نَاصِبًا مَعْرُوفًا بِالنَّصْبِ عَلَى دِينِهِ غَضَبًا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَيُقْتَلُ بِهِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا هَؤُلاءِ فَيَقْتُلُونَهُ بِهِ ، وَ لَوْ رُفِعَ إِلَى إِمَامٍ عَادِلٍ ظَاهِرٍ لَمْ يَقْتُلْهُ بِهِ .
ونحن أهل السنة نبرأ إلى الله مما ألصقته الرافضة بأئمة آل البيت ، وآل البيت براء مما افترته الرافضة .
ومن أراد قراءة كتاب " حركة أمل والمخيمات .. " فليتفضل بتحميل نسخة من هنا :
حركة أمل والمخيمات .
http://www.4shared.com/file/21867698/90f88e01/___online.html?err=no-sess
فمن يُدافع عن الرافضة بعد ذلك ، فإنه يُدافِع عن القوم المجرمين .
والله تعالى أعلم
ما حكم سماع أو رؤية عزاء الشيعة ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياك الله شيخنا الفاضل.
سؤالي هو : ما حكم سماع أو رؤية عزاء الشيعة ؟ و جزاك الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
ما يفعله الرافضة فيما يُسمونه العزاء ، هو مُنكر عظيم ، يتضمّن في عاشوراء ضرب الصدور والرؤوس ، ولَطْم الخدود !
وفي غيره مِن مراسم العزاء لا تخلو مِن مُنكر ، والأصل أن يُنكَر المنكر ، لا أن يُشاهَد ويُقَرّ !
كما أن عزاء الرافضة يتضمن غالبا الشرك ، والاستغاثة بالأولياء ، والغلو في أشخاصهم ، مما يُعتبر منكرا عظيما ، بل كثير مما يصدر منهم شرك صريح . نسأل الله السلامة والعافية .
والله أعلم .
أريد دعوة أحد الشيعة إلى الإسلام فكيف أبيّن له بطلان مذهبه ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لدي شخص ذو مذهب شيعي وأريد هدايته إلى المذهب السني ولكني لا أملك من الحجج القوية أو الأدلة المبرهنة على بطلان مذهبهم فأرجو منكم أن تساعدوني ولكم جزيل الشكر
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكرا لك .
اقرأ في الكتب التي نقضت المذهب الرافضي .
مثل : كُتب الدكتور موسى الموسوي ، وله :
الشيعة والتصحيح ، ونسخة منه هنا :
http://almeshkat.net/books/open.php?cat=31&book=4697
يا شيعة العالَم استيقظوا
ونسخة منه هنا :
http://almeshkat.net/vb/uploaded/98_1280158893.rar
وكتاب حسين الموسوي : لله ثم للتاريخ
ونسخة منه هنا :
http://almeshkat.net/books/open.php?book=14&cat=10
وقراءة الشبهات التي يُثرها الرافضة ، مثل هذه :
الإجابات الْجَلِـيَّـة عن الشُّـبُهات الرافضية
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1733
إشكالية حول موقف بعض الصحابة مِن آل البيت
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=73269
مَن هُم آل محمد و آل البيت ؟؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=60454
مذهب آل البيت بين السنة والرافضة .. وهل يأخذ أهل السنة بمذهب آل البيت ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=60527
لماذا لا يذكر أهل السنة حديث العترة ؟
http://almeshkat.com/vb/showthread.php?t=43999
والله تعالى أعلم .
هل يجوز للمسلم السني زيارة مزارات الشيعة ؟ وما حُكم الدعاء لدولة إيران؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
السؤال الأول هل يجوز للمسلم السني زيارة مزارات الشيعة مثل مشهد وقم أو حرم الإمام الرضا أو حرم الإمام الخميني وحكم زيارة حوزاتهم العلمية
السؤال الثاني ما حكم الدعاء لإيران كأن يقول اللهم بلغنا الصلاة بإيران بلد العز قبل الممات
هذا ودمتم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يجوز زيارة تلك المشاهد والمقامات إلاّ لمن يستطيع الإنكار ؛ لِمَا في تلك المشاهد من مظاهر الشرك الصريح ، فمن لا يستطيع الإنكار وَجب عليه مُفارقة المكان ، والابتعاد أصلا عن مواطن الشرك .
وكذلك زيارة الحوزات العلمية ( حوزات الجهل ) ! لأن المسلم لا يدري ما يعلق بِقلبه من شُبُهات وجهالات وضلالات الرافضة ، وقد حذَّر السلف من الاستماع إلى أهل الأهواء ، فكيف بأهل الكفر والزندقة ؟!
وأما قول : (اللهم بلغنا الصلاة بإيران بلد العز قبل الممات)
فهذا عَجَب !
متى كانت إيران بلد العِـزّ ؟!
وهل للصلاة في إيران مزية أو فضل ؟!
أجُعِلت إيران مثل المسجد الأقصى ؟!
ونسأل الله أن لا يُمكِّن للرافضة ، فقديما لما تولّى العبيديون في مصر نُقِش سبّ الصحابة على الجدران !
وكيف فعلوا بالعالم المسلم ( أبي بكر النابلسي ) حينما سلخوه وهو حيّ !
وحديثا رأينا ما تفعله الرافضة اليوم في إخواننا أهل السنة في إيران !
حتى لا يُسمح لهم إقامة مسجد في إيران !
وهذا ما أفاده الدكتور : أبو منتصر البلوشي ، حيث يقول : وطهران هي العاصمة الوحيدة في العالم لا يوجد فيها مسجد واحد للسنة مع وجود عشراتالأديرة و الكنائس و المعابد لليهود والنصارى و الهندوس والمجوس فيها ..
ورأينا وسمعنا ما فعلته أيادي إيران في فلسطين على أيدي ميليشياتها في لبنان ، وما فعلته في المخيمات الفلسطينية ، على أيدي حركة أمل ، ومن أراد معرفة حققيقة تلك الحركة ومجازرها في حق الفلسطينيين فليقرأ كِتاب :
أمل والمخيمات الفلسطينية ، تأليف : عبد الله محمد الغريب .
وهو هنا :
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=1974
وحديثا رأينا ما تفعله إيران على أيدي حزب ( اللات والعُزّى ) والذي اعترف أمين الحزب السابق أن الحزب جناح لإيران !
ورأينا مآسي من آثار الحقد الصفوي الرافضي في العراق ، وكيف يصنعون بإخواننا أهل السنة مما يشيب له الولدان .
ووالله لو تمكّن الرافضة من أهل السنة لفعلوا بهم مثل ما فعله الأفاعيل !
وتُشير بعض الإحصائيات في العراق أنه تم تصفية ما يزيد على ثلاثة آلاف عالم سُنّي في شتّى المجالات على أيدي الرافضة .
بل أصبحت التصفيات في العراق على مُجرّد الأسماء ! فمن يُسمّى باسم ( عُمر ) يتم قتله أشنع القتلات .
فأي عِـزّ يُدعى به لإيران ؟!
والله المستعان .
الأباضة و الروافض يشاركونا مصلانا و تصدينا لهم فما رأي فضيلتكم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظك الله
أنا طالب أدرس في إحدى الجامعات الغربية ولله الحمد توفر لنا الجامعة مصلى خاص حيث نصلي فيه جميع الصلوات بالإضافة إلى صلاة الجمعة , علما بأنه يصلي فيه عدد من الأباضة والروافض , ويشرف على المصلى بفضل الله أهل السنة والجماعة , ولقد واجهنا العديد من المشاكل في الفترة الأخيرة مع الأباضة بدءًا من وضعهم كتيبات تدعو لمذهبهم في المصلى ومن ثم مطالبتهم بالإشراف على المسجد حيث خاطبوا المسؤولين في الجامعة لتحقيق هذا الهدف ولكن بفضل الله سبحانه تعالى وبفضل مجموعة من الشباب لم تتحقق غايتهم , وفي هذه الأيام اتجهوا إلى اتباع أسلوب جديد متحدين فيه المنظمة المسؤولة عن المسجد وقوانين الجامعة حيث أنهم يلقون الدروس فيما بينهم في المسجد .
فما رأيك فضيلة الشيخ في الأسلوب الذي يجب اتباعه مع هؤلاء؟ وأرجو منك يا فضيلة الشيخ تبيين حكم مخالطة أمثال هؤلاء من الأباضة و غيرهم
وفقك الله لما يحب ويرضى
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
لا يَجوز السّماح للفِرَق المبتدَعة نشر مذاهبهم الباطلة
ويكفي في بطلانها انتسابها إلى غير السُّـنَّـة !
وأما مخالطتهم فلا بأس بها إذا كان الإنسان لا يتأثر بهم ، أو كان يرجو أن يُؤثِّر عليهم .
والله تعالى أعلم .
ما رأيكم بعبارة (لستُ سنيًا، ولستُ شيعيًا، ولا أنتمي لأي فرقة من الفرق الإسلامية) ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الكريم وحفظك لنا
قرأت على الانترنت رسالة بعنوان (لستُ سنيًا، ولستُ شيعيًا، ولا أنتمي لأي فرقة من الفرق الإسلامية)
ونقلتها اختصارًا
لستُ سنيًا، ولستُ شيعيًا، ولا أنتمي لأي فرقة من الفرق الإسلامية لقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }(سورة الأنعام الآية159)،
بل أنا مسلم فقط لقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }(سورة آل عمران الآية102)
ولقوله تعالى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }( سورة الأنعام الآية153)
فأنا العبد لله لدي سؤال لجميع الفرق الإسلامية بمذاهبها وعلمائها وأفرادها؛ من أمركم أن تكونوا سنة أو شيعة أو غير ذلك؟ أو من سماكم بالسنة أو الشيعة أو غيرها من الأسماء؟. فالله الملك المتصرف بما في السماوات والأرض بأمره وفعله هو من سماكم يا عباد الله بالمسلمين والدليل قوله سبحانه وتعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }( سورة الحج الآية78)،
والله سبحانه وتعالى هو من أمر قدوة المسلمين محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يكون أول المسلمين والدليل قول الله عز وجل:{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}(سورة الزمر الآية12)، والله سبحانه وتعالى يقول:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(سورة فصلت الآية33).
فلا أصل للتعدد الفرق والمذاهب في الإسلام، فالدين من الله الواحد والدليل قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا }(سورة الفتح الآية 28)،
فإذا أردنا أن ننال مرضاة الله وجنته، فعلينا أن نعبد الله بما أمر، لا بهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}}، ولا بهوى أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، ولا بهوى الصحابة رضي الله عنهم، ولا بهوى العلماء والمراجع والمشائخ جزاهم الله خيرًا والدليل قول الله تعالى: {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ }( سورة آل عمران الآية80).
ومن الخطأ الإقرار بالاختلاف بين المسلمين لأن ذلك اعتراف بالسير على خطى بني إسرائيل والدليل قول الله سبحانه وتعالى: {وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }(سورة الجاثية الآية17)
===
أرجو الرد من فضيلتكم ومعذرة على الإطالة وجزاكم الله عنى وعن المسلمين خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هذا قول باطل ، وكانت هذه الرسالة وصلتني عبر البريد ولم أنشط للردّ عليها .
فقوله : (لستُ سنيًا، ولستُ شيعيا) هذا قول باطل ، فمن لم يكن سُنِّـيًّا فهو بِدعيّ !
والسنة ليست فرقة كباقي الفِرق ينتفي منها من شاء ، أو يتبرأ منها من تبرّأ من البِدع والأحزاب ، وإنما هي انتماء إلى سُنة النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن القيم رحمه الله : فإن الآفات كلها تحت الرسوم والتقيد بها ، ولزوم الطرق الاصطلاحية ، والأوضاع المتداولة الحادثة ؛ وهذه هي التي قطعت أكثر الخلق عن الله وهم لا يشعرون ، والعجب أن أهلها هم المعروفون بالطلب والإرادة والسير إلى الله وهم - إلاَّ الواحد بعد الواحد - المقطوعون عن الله بتلك الرسوم والقيود ! وقد سئل بعض الأئمة عن السنة فقال : ما لا اسم له سوى السنة . يعني : أن أهل السنة ليس لهم اسم ينسبون إليه سواها . اهـ .
وكل تعصّب فهو مذموم إلاّ التعصّب للسُّـنَّـة ، فقد كان الصحابة يُوالون عليها ويُعادون من أجلها ، وكانوا يغضبون إذا تُركت السنة أو خُولِفت .
وكنت أشرت إلى هذا هنا :
والله لا أُكلّمك أبدًا..
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2143
وأما استدلاله بقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) فهو استدلال في غير مَحلّه .
فأهل السنة هم أهل الجماعة ، ولم يُفرِّقوا دينهم ، وإن اختلفت أقوال أئمة أهل السنة في المسائل الفقهية ، إلاّ أن أصول الاعتقاد عندهم واحدة .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ابن عباس قوله : (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا) ، وقوله : (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا) ، وقوله : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ) ، وقوله : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) ، ونحو هذا في القرآن ، قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة ، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة .
ومن تمسّك بالسُّـنَّـة فقد امتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : عليكم بِسُنَّتِي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .
ثم إن تفريق الدِّين إنما هو في مفارقة الجماعة ، وفي سُلوك سُبل الضلال .
قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا) : كل ضالّ فَلِدِينِه مُفَارِق ، وقد فرَّق الأحزابُ دينَ الله الذي ارتضاه لعباده ، فَتَهَوّد بعض ، وتَنَصّر آخرون ، وتَمَجّس بعض . وذلك هو " التفريق " بِعَينِه ، ومَصير أهله شيعًا متفرقين غير مجتمعين ، فهم لِدِين الله الحقِّ مفارقون، وله مفرِّقون . اهـ .
وأخبر عليه الصلاة والسلام أن أمته سوف تفترق على فِرق كثيرة ، وان الخلاص والمنجا في التمسّك بالسنة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقال : وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلاَّ ملة واحدة . قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي . رواه الترمذي وغيره .
فالتمسّك بالسُّـنَّـة نَجاة , والتخلّف عن ركبها هلاك .
قال الإمام الزهري : كان من مضى مِن علمائنا يقولون : الاعتصام بالسُّـنَّة نَجَاة .
وقال الإمام مالك رحمه الله : مثل السُّـنَّة مثل سفينة نوح ؛ من رَكِبها نجا ، ومَن تَخَلّف عنها غَرِق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا حق ، فإن سفينة نوح إنما رَكِبها مَن صَدّق المرسلين واتبعهم، وإن من لم يركبها فقد كَذّب المرسلين ، واتَّباع السنة هو اتِّباع الرسالة التي جاءت من عند الله ، فتابِعها بِمَنْزِلة مَن رَكِب مع نوح السفينة باطنا وظاهرا ، والْمُتَخَلِّف عن اتِّبَاع الرسالة بِمَنْزِلة الْمُتَخَلِّف عن اتَّباع نوح عليه السلام وركوب السفينة معه . اهـ .
وكذلك الاستدلال بقوله تعالى : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) ، لا يصحّ على ترك السنة ولا ترك الانتساب إليها ؛ لأن اتِّـبَاع السُّـبُل إنما هو في ترك السنة واتِّباع البِدع !
قال الإمام مجاهد في تفسير قوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) : البدع والشبهات .
وقوله : (فالله الملك المتصرف بما في السماوات والأرض بأمره وفعله هو من سماكم يا عباد الله بالمسلمين) ، كلمة حقّ أُريد بها باطل ، فإن الله تعالى هو الذي سمانا مسلمين ، ولا يُنافي هذا التمسّك بالسنة ولا الانتساب إليها ؛ ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرنا بالتمسّك بِسُنّته ، والاعتصام بها .
والْمُسمَّيَات إذا كان لها أصل شرعي فليست مما يجب الانتفاء منه ، ولا البراءة منه !
ألا يرى القارئ الكريم أن الله سَمّى الصحابة بـ " المهاجرين والأنصار " ؟ كما في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ، وكما في قوله تعالى: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ) .
فلم يُخرجهم ذلك عن الانتساب إلى الإسلام ، وليس فيه ما يُنافي قوله تعالى : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) .
وقوله : (والله سبحانه وتعالى هو من أمر قدوة المسلمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يكون أول المسلمين)
أقول : وهذا حقّ لا مرية فيه ، إلاّ أن الاستدلال به على ما أراد غير صحيح ، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم انتسب إلى جدِّه فقال : أَنَا النَّبِيُّ لا كَذِبْ ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ . رواه البخاري ومسلم .
وانتَسب عليه الصلاة والسلام إلى الْمُهاجِرين ، فقال : لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرًَا مِنْ الأَنْصَارِ ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا ، الأَنْصَارُ شِعَارٌ ، وَالنَّاسُ دِثَارٌ . رواه البخاري ومسلم .
وقوله : (فلا أصل للتعدد الفرق والمذاهب في الإسلام) ، صحيح ، أنه لا أصل للفِرق الضالة ، أما اختلاف أئمة الفتوى وأئمة المذاهب فهذا أمر معروف من زمن الصحابة رضي الله عنهم .
واختلاف الصحابة في الفَهْم والفتوى أمر مشهور معروف ، بل إنه وقع في زمنه عليه الصلاة والسلام ، فلم يُعنِّف أحدا على فَهْم فهمه ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام لأصحابه : لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمْ الْعَصْرُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرَدْ مِنَّا ذَلِكَ ، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ .
قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَغَيْره : فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفِقْه أَنَّهُ لا يُعَاب عَلَى مِنْ أَخَذ بِظَاهِرِ حَدِيث أَوْ آيَة ، وَلا عَلَى مِنْ اِسْتَنْبَطَ مِنْ النَّصّ مَعْنَى يُخَصّصهُ ، وَفِيهِ أَنَّ كُلّ مُخْتَلِفَيْن فِي الْفُرُوع مِنْ الْمُجْتَهِدَيْن مُصِيب . نقله ابن حجر .
وقد انعقد الإجماع على الأخذ بالإجماع !
والأخذ بالإجماع هو سبيل المؤمنين ، كما قال تعالى : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) ، فَسَبِيل المؤمنين هنا هو " الإجماع " .
وقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى بِسؤال أهل العلم ، والعلماء هم ورثة الأنبياء ، ومن أراد الاكتفاء بالقرآن وحده دون السنة فقد ضلّ وناقَض نفسه ، فإن الله تعالى قال في مُحكم كتابه : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) .
وكذلك من أراد أن يتّخذ له فِقها جديدا غير فقه أئمة المسلمين ، وهذا سبق التفصيل فيه هنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1924
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=282
وأما قوله : (فإذا أردنا أن ننال مرضاة الله وجنته، فعلينا أن نعبد الله بما أمر، لا بهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، فهذه زلّـة ، وسوء أدب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم .
وقوله : (ولا بهوى أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، ولا بهوى الصحابة رضي الله عنهم، ولا بهوى العلماء والمراجع والمشائخ) ، وهذا خطأ أيضا ، فإن العلماء الربانيين لا يقولون بآرائهم ، ولا يُفتُون بأهوائهم ، بل هم المرجع لِفهم كِتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك أُمِرنا أن نسأل أهل العلم فيما لا تعلم .
فقد أمر الله بِسؤال العلماء ، وأحال عليهم ، فقال سبحانه وتعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .
وما ذلك إلاّ لأن العلماء أعلم بِدِين الله وأعرف ، وقد استشهد الله بهم على أعظم مشهود ، وهو توحيده سبحانه وتعالى ، وقَرَن شهادته بشهادتهم ، فقال تبارك وتعالى : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره :
فأمَرَ تَعَالى بِـرَدّ المتنازَع فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسنة ، ويدل هذا على صحة كون سؤال العلماء واجبا ، وامتثال فتواهم لازِمًا .
قال سهل بن عبد الله رحمه الله : لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء ، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم وأخراهم .
وفي تفسير قوله تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا ) .
قال رحمه الله : ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي يستخرجونه ، أي لَعَلِمُوا ما ينبغي أن يُفْشَى منه ، وما ينبغي أن يُكْتَم . اهـ .
وقوله : (ومن الخطأ الإقرار بالاختلاف بين المسلمين لأن ذلك اعتراف بالسير على خطى بني إسرائيل) ، أقول : ومن الخطأ أيضا عدم الاعتراف بالخطأ ؛ لأنه لا سبيل إلى إصلاح الخطأ ما لم نعرفه ، كما لا سبيل إلى علاج المرض ما لم يتمّ تشخيص الداء !
والعلماء يُفرِّقون بين الاختلاف في المسائل الفقهية – كما تقدّم – وبين الخلاف في مسائل الاعتقاد ، ومُخالفة الشرع ، وذلك لأن الخلاف على نوعين :
الأول : اختلاف تنوّع ، وهذا ما تأتي به النصوص ، وتتابين فيه الأفهام .
الثاني : اختلاف تضادّ ، وهذا قد يقع في الأفهام ، ولكنه لا يكون في النصوص .
والاختلاف المذموم ما ترتّب عليه تناحر وتنازع وضلال وبِدع ، أما مُجرّد الخلاف فليس مما يُذمّ ، كما تقدّم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُعنّف أصحابه حينما تباينت أفهامهم للنصّ .
كما أن الاعتراف بالافتراق هو مما تقتضيه أحاديث الافتراق ، وإلاّ فكيف يتم تطبيق تلك الأحاديث وفهمها ؟
والله تعالى أعلم .
الروافِض يدّعون أنّ يزيد بن معاوية ليس صحابيا وأنه قتل الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
شيخنا الكريـم عبد الرحمن حفظكم الله تعالى
نرى الروافض لهم اجتهاد في هذه الفترة فيدخلون منتديات سنية. ويطرحون شبهات أو سيرة مقتل الحسين رضي الله عنـه..فهل لديكم شيخنا الكريـم مقال أو بحث عن هذا الموضوع أو فتاوى.
أحدهم يقول أن يزيد لا يعتبر من الصحابة لأنه قاتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يرد على هذه الشبهة؟
وسؤال طرح على أهل السنة وأعتقد مدعومين من أئمة الروافض في طرح مثل هذه الشبهات، قولهم: ما حكم الشخص الذي يقاتل إمام زمانه ؟
وهو يريد أن يصل إلى شيء ما؟
فرجوا أن تساعدنا شيخنا الكريـم وفقكم الله تعالى لما فيه الخيـر
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفقك الله لكل خير
الرافضة هم من قَتَل الحسين ! وهم من خَذَلُوه ، وكانوا واعدوه النُّصرة !
وهذا ليس بِكلام وقول أهل السنة بل باعتراف الرافضة أنفسهم ! وبِنقْل أقوال أئمة آل البيت في ذلك
وسبق الجواب بالتفصيل عن بعض شُبُهات الرافضة المتعلقة بذلك في :
الإجابات الْجَلِـيَّـة عن الشُّـبُهات الرافضية
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1733
وهنا في :
سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=78617#post78617
وأما مَقْتَل الحسين رضي الله عنه والتفصيل في ذلك ، فخير من فصّل فيه بإنصاف الإمام ابن كثير في البداية والنهاية .
وعقيدة أهل السنة والجماعة الكفّ عما شَجَر ووقع بين الصحابة ، امتثالًا لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا ، وإذا ذُكرت النجوم فأمسكوا ، وإذا ذُكر القدر فأمسكوا. رواه الطبراني في الكبير واللالكائي في الاعتقاد . وصححه الألباني .
ولا نسبّ أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم امتثالًا لأمره عليه الصلاة والسلام حينما قال : لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي ، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبا ما أدرك مُـدّ أحدهم ولا نصيفـه . رواه البخاري ومسلم .
والله أعلم .
هل يجوز أن أدعي على الروافض لأنهم يقومون بـِـإيذائنا ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم
نحن في العراق يؤذوننا الروافض بتهديدنا مثلا أو تهجيرنا أو قتل إخواننا أو ...
فنحن دائما مثلا اتصل خالتي أو أي شخص آخر الشيعي مهجرينهم أو قتلوا ابنهم أو ما شابه هذا عن طريق الكلام ندعي عليهم مثلا
أدعي عليهم وأقول الله يهلك الشيعة أو حدث انفجار وقتل مجموعه من الشيعي نقول عساهم أكثر من هذا أو نقول الله ينتقم منهم
فهل هذا يجوز أرجو إيضاح لي هذا و جزاك الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
ما أطيبكم أهل السنة !
الرافضة تقتل النساء والأطفال ، فلا تَرحم شيخا لِكِبر سِنّـه ، ولا صغيرا لصِغره ، ولا امرأة ولا وليدا ! وأنتم تتساءلون : هل يجوز أن ندعو عليهم ؟!
الرافضة تَحْكُم على أعدائهم بالقتل ، وبأن الناصبي ( السُّنِّي ) حلال الدم والمال ! وبأنه نجس ، وأنهم أبناء بغايا !
كل هذا مُثبت في فتاوى القوم وفي كُتُبهم المعتبرة المعتمدة عندهم ..
ونحن نتساءل : هل يجوز سبّهم والدعاء عليهم ؟
هؤلاء بُغضهم والدعاء عليهم قُربة إلى الله .
بل وقًتْل الْمُقاتِل منهم رحمة للعباد والبلاد .
فهم قد عاثوا في أرض العراق فسادا ، وليس هذا بأمر مُستغرب ، فتاريخهم أشدّ ما يكون سوادا وظلما وغدرا .
فمن قتل الحجيج وردم بهم بئر زمزم سواهم ؟
ومن اقتلع الحجر الأسود وسرقه غيرهم ؟
ومن أسقط الخلافة العباسية في بغداد إلاّ الرافضة ؟
يقول الإمام الذهبي عن ابن العلقمي الذي أسقط الخلافة : ورأى أن هولاكو على قصد العراق فكاتبه وجَسَّره وقوّى عزمه على قصد العراق ليتخذ عنده يدا ، وليتمكن من أغراضه ، وحفر للأمة قليبا فأوقع فيه قريبا ! وذاق الهوان ! وبقي يَركب كَديشا وَحْده بعد أن كانت ركبته تُضاهي موكب سلطان ! فمات غَبنا وغمّا ، وفي الآخرة أشد خزيا وأشد تنكيلا . اهـ .
ومن مكّن للكفار في العراق حديثا إلاّ الرافضة ؟
ومن قتل الحجيج في مكة عام 1407 إلاَّ الرافضة ؟
وتاريخهم مليء بالمخازي ..
والشيء مِن معدنِه لا يُستغرب .
والله تعالى أعلم .
من أشد خطرا على المسلمين الروافض أم الإسرائليون ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أشد خطرا على المسلمين الإسرائيلين أم الشيعة ومن يجب أن نقضى عليه أولا
خاصة وأن صلاح الدين رضي الله عنه ليحرر المسجد الأقصى حرره الله وفك كرب أهله قام بالقضاء على الدولة الفاطمية (الشيعة) في مصر وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
تقصد الرافضة ، وليست الشيعة .
الرافضة واليهود : وَجْهان لِعُملة واحدة ، والرفض صَنيعة يهودية ، إلاّ أن الذي يُبطِن لك خلاف ما يُظهِر أخطر . خاصة إذا كان يتمسّح بِدِين الإسلام ويزعم أنه مسلم ! فهذا قد يصِل إلى ما لا يصِل إليه غيره ، وقد يُخدَع به فئام من المسلمين
وهل أسقط الخلافة في بغداد قديما إلاّ ابن العلقمي الرافضي ؟
وهل ساعد على دُخول العدوّ الْمُحْتَلّ إلى العراق إلا أحفاد ابن العلقمي ؟!
والتاريخ يُعيد نفسه .
والحية لا تُؤمن وإن كانت ناعمة الملمس !!
وكان أبو بكر النابلسي رحمه الله أفتى من كان عنده عشرة أسهم فليَرْمِ الروم النصارى بِسَهم ويرمي الرافضة العبيديين بِسَهم !
فأحضروه وسألوه عن الفتوى فأقَرّ بها ، فأمروا جزّارا يهوديا ليسلخ جِلْدَه !
والله تعالى أعلم .
الرد على مَن يقول أنّ الروافض مسلمون وأنه لا صحة لِما يروى عنهم أنهم يسبون الصحابة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا شيخ وجدت هذه الفتوى في احد المنتديات و استعجبتها فما تعليقكم وفقك الله
أجوبة أهل العلم من السنة عن تكفير الشيعة
السؤال :
ما رأيكم في الشيعة وطوائفها وما يقال عنها؟ وهل القول بتكفيرهم جائز؟ وهل الكلام في حقهم يجرى على كل الفرق منهم؟ وخاصة أن منهم عاميون لا يعلمون عن قول مشايخهم شيئًا؟ أنا أراهم إخواننا ومسلمين، ومعجب كثيرًا بإيمانهم وجهادهم، وخاصة حسن نصر الله ومن معه، ولكن هناك من يطعن فيهم، ويقول أنهم كفار وسمعت أنهم يسبون الصحابة، وإن كان هذا الفعل صحيح، فهل يعذروا بجهلهم؟.
جواب محمد سعيد رمضان البوطي :
الشيعة بمختلف فئاتهم مسلمون، ولا يجوز تكفيرهم، وأنت محقّ في ارتياحك إليهم وإعجابك بكثير منهم، كالشيخ حسن نصر الله.
أمّا ما يُروى عنهم من سبهم الصحابة، فالأرجح أنها روايات كاذبة أو غير دقيقة، ولكن إن سمعت من يسب الصحابة، فاعلم أنه فاسق سواء كان شيعيًا أو سنيًا، مرتكب لجريمة شنيعة في حق رسول الله الذي قال: الله، الله في أصحابي
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
تَشَابَهتْ قُلوبهم ! صوفي يمدح رافضي !
والذي يُنكر أن الرافضة يسبّون الصحابة مثل الذي يُنكِر أن النصارى يقولون بالتثليث ، أو يُنكِر إيمان النصارى بعقيدة الصّلْب !!
السب والتكفير واللعن أصل أصيل في دين الرافضة !
تتوارثه الأجيال ، يَدِين به السابق واللاحِق !
وسبق :
تقول : يجب علينا احترام الرافضة ؟!
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=71956
هل يُسلَّم على الرافضة ؟
http://almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=557
هل الرافضة أو الشيعة كفار ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=76832
زواج السني من شيعية ، وزواج الشيعية مِن سُني ، وأكل ذبائحهم
http://almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=224
حزب اللات !!
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=76833
علمت أن بعض فرق الروافض يحبون ابن ملجم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم عبد الرحمن السحيم حفظكم الله
علمت أن بعض فرق الروافض يحبون ابن ملجم اللعين قاتل سيدنا أبو الحسن علي رضي الله عنه ويترضون عنه لأنهم يعتبرونه خلص عليًا رضوان ربي عليه من الجسد التراب إلى اللاهوت
فأين أجد هذا في كتبهم حفظك الله وبارك الله فيك وفي علمك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
هذا في عقائد النصيرية ، والذين لُطِّف اسمهم إلى " العَلوية " ! ليتقبّلهم الناس !
وَوَرَدَ هذا في التعريف بالنصيرية في " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة " ، ونسخة منها هنا :
http://almeshkat.net/books/open.php?cat=47&book=550
وهي فِرقة يكتنفها الغموض كثيرا ! وليس لهم كُتب كثيرة ، مثل الإسماعيلية ، ولذلك تجد أن أتباع هذا الدين الباطل لا يعرفون عنه إلاَّ النزر اليسير ، بل إنهم لا يُعلّمون النساء دِينهم !
وبالله تعالى التوفيق .
هل يجوز الفرَح بنجاح أحد زعماء الروافض ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل حفظك الله و رعاك
هل يجوز الاعتراف و الإعجاب بنجاح أحد زعماء الشيعة الروافض أو غيرهم من أعداء الدين ؟
هل يجوز فتح موضوع خاص مثل هذا للنقاش بحسن نية تنبيه (و من غير علم حكم الشرع فيك) ؟
جزاك الله عنا خير الجزاء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لا يجوز الاعتراف بالكُفر ؛ لأن هذا مِن الرضا به . ولذلك لَمّا كاتَب النبي صلى الله عليه وسلم هِرقل – وهو رئيس النصارى في زمانه – لم يُكاتِبه بِما هو عليه مِن الملك ، بل قال عليه الصلاة والسلام : من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم . رواه البخاري ومسلم .
ولا يجوز الإعجاب بما عليه الكفار ولا ما عليه أهل الزندقة – وإن انتسبوا إلى الإسلام – مثل الرافضة . لعموم قوله تعالى : (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) .
ولأن ما يتوصّلون إليه هو نصيبهم في هذه الدنيا ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يُعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة ، وأما الكافر فيُطعم بحسنات ماعمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها . رواه مسلم .
وسبق :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=76833
والله تعالى أعلم .
ماذا يقصد الروافض بكلمة (اللهم عجل فرجهم) ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال وهو عندما يكتب أحد الروافض أي موضوع فإنه يكتب (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعجل بفرجهم) فمن هم المقصودين بتعجيل فرجهم؟
وجزاك الله خيرا وبارك بعلمك وعملك وجعله في ميزان حسناتك .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
يَقصدون بذلك تعجيل فَرَج مهدي الرافضة ! الذي دَخَل سرداب سامراء منذ أكثر من ألف عام فيما يزعمون !
على أن الرافضة أنفسهم قد اختلفوا فيما بينهم : هل وُلِد للإمام الحادي عشر أوْ لم يولَد له ؟
والصحيح أنه لم يُولَد أصلا ! وإنما فعلوا ذلك ليُلبِّسُوا على عامة الروافض ، ودغدغة مشاعرهم ، وأكل أموالهم بالباطل !
والله تعالى أعلم .
ما حكم قول أخي للروافض ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل حفظك الله ما حكم قول أخي للروافض ؟خصوصا في المحاورة معهم في المنتديات وجزاك الله كل خير وفضل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لا يجوز أن يُقال للرافضي ( أخي ) ؛ لأن الكافر لا يكون أخًا للمسلم .
ولِلعِلْم فإن الرافضة يعتبرون أهل السنة ( نواصب ) والناصبي عندهم كافِر حلال الدم والمال ، بل يعتبرونه نجس ! ويعتبرون كل الناس أولاد زِنا عدا الرافضة !!
وهذا فيه نصوص في أصح كُتب الرافضة !
وسبق النقل هنا :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=71956
ويجوز أن يُقال له : يا صاحبي .
وسبق :
هل يجوز السلام على الرافضي ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=26778
هل الرافضة أو الشيعة كفار
http://almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=144
والله تعالى أعلم .
هل يجوز أن يدعو المسلم على الروافض فيقول " اللهم زدهم شركًا بك " ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أسأل الله أن ينفعنا بعلمكم
قبل فترة كنت قد رأيت ردودا من أحد الأخوة يدعو فيها على الرافضة بأن يزيدهم الله شركا به ويعذبهم
فردت إحدى الأخوات كيف تدعو أن يُشرك بالله عز وجل؟ وحصلت مناقشة حادة بينهما
هل يمكن الاحتجاج بدعاء نوح عليه السلام على قومه بأن قال " ولا تزد الظالمين إلا ضلالا" وكذلك دعاء موسى عليه السلام " ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم"
أم أن دعاء الأخ ليس صوابا ؟ ولا يجوز أن يدعو به؟
جزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لا يجوز الدعاء بمثل هذا ؛ لأنه من الدعاء بالإثم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ . رواه مسلم .
وفَرْق بين الدعاء عليهم بالهلاك ، وبين الدعاء عليهم بأن يزدادوا كُفْرًا ، مع أن الدعاء لعامتهم بالهداية أوْلى ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرضَ بِهلاك قريش هلاكا عاما ، رجاء أن يُخرِج الله مِن أصلابهم مَن يَعبد الله ، لا يُشرِك بالله شيئا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الدُّعَاءُ عَلَى جِنْسِ الظَّالِمِينَ الْكُفَّارِ مَشْرُوعٌ مَأْمُورٌ بِهِ ، وَشُرِعَ الْقُنُوتُ وَالدُّعَاءُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالدُّعَاءُ عَلَى الْكَافِرِينَ . وَأَمَّا الدُّعَاءُ عَلَى مُعَيَّنِينَ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْعَنُ فُلانًا وَفُلانًا فَهَذَا قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ بِقَوْلِهِ : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) ؛ وَذَلِكَ لأَنَّ الْمُعَيَّنَ لا يعْلَم إنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَهْلِكَ ، بَلْ قَدْ يَكُونُ مِمَّنْ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ ؛ بِخِلافِ الْجِنْسِ ، فَإِنَّهُ إذَا دُعِيَ عَلَيْهِمْ بِمَا فِيهِ عِزُّ الدِّينِ ، وَذُلُّ عَدُوِّهِ وَقَمْعُهُمْ ، كَانَ هَذَا دُعَاءً بِمَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الإِيمَانَ ، وَأَهْلَ الإِيمَانِ ، وَعُلُوَّ أَهْلِ الإِيمَانِ ، وَذُلَّ الْكُفَّارِ ، فَهَذَا دُعَاءٌ بِمَا يُحِبُّ اللَّهُ ، وَأَمَّا الدُّعَاءُ عَلَى الْمُعَيَّنِ بِمَا لا يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ يَرْضَاهُ غَيْر مَأْمُورٍ بِهِ ، وَقَدْ كَانَ يَفْعَلُ ثُمَّ نَهَى عَنْهُ ؛ لأَنَّ اللَّهَ قَدْ يَتُوبُ عَلَيْهِ أَوْ يُعَذِّبُهُ . وَدُعَاءُ نُوحٍ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ بِالْهَلاكِ كَانَ بَعْدَ أَنْ أَعْلَمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ لا يُؤْمِنُ مِنْ قَوْمِك إلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ ، وَمَعَ هَذَا فَقَدَ ثَبَتَ فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ يَقُولُ : " إنِّي دَعَوْت عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ دَعْوَةً لَمْ أومَر بِهَا " ، فَإِنَّهُ وَإِنْ لَمْ يَنْهَ عَنْهَا فَلَمْ يُؤْمَرْ بِهَا ، فَكَانَ الأَوْلَى أَنْ لا يَدْعُوَ إلاَّ بِدُعَاءِ مَأْمُورٍ بِهِ ؛ وَاجِبٍ ، أَوْ مُسْتَحَبٍّ ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ مِنْ الْعِبَادَاتِ ، فَلا يُعْبَدُ اللَّهُ إلاَّ بِمَأْمُورِ بِهِ ، وَاجِبٍ ، أَوْ مُسْتَحَبٍّ ، وَهَذَا لَوْ كَانَ مَأْمُورًا بِهِ لَكَانَ شَرْعًا لِنُوحِ ، ثُمَّ نَنْظُرُ فِي شَرْعِنَا هَلْ نَسَخَهُ أَمْ لا ؟ وَكَذَلِكَ دُعَاءُ مُوسَى بِقَوْلِهِ : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ) ، إذَا كَانَ دُعَاءً مَأْمُورًا بِهِ بَقِيَ النَّظَرُ فِي مُوَافَقَةِ شَرْعِنَا لَهُ ، وَالْقَاعِدَةُ الْكُلِّيَّةُ فِي شَرْعِنَا : أَنَّ الدُّعَاءَ إنْ كَانَ وَاجِبًا أَوْ مُسْتَحَبًّا فَهُوَ حَسَنٌ يُثَابُ عَلَيْهِ الدَّاعِي ، وَإِنْ كَانَ مُحَرَّمًا كَالْعُدْوَانِ فِي الدِّمَاءِ ، فَهُوَ ذَنْبٌ وَمَعْصِيَةٌ ، وَإِنْ كَانَ مَكْرُوهًا فَهُوَ يُنْقِصُ مَرْتَبَةَ صَاحِبِهِ ، وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا مُسْتَوِيَ الطَّرَفَيْنِ فَلا لَهُ وَلا عَلَيْهِ ، فَهَذَا هَذَا . وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ .
والله تعالى أعلم .
أمر خطير ماذا نفعل (محاولة الرافضة تشويه كُتُب السنة )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد سمعت من قبل عن كتب تأتي من سوريا أو لبنان بمساعدة إيران إلى المسلمين وتدس عليهم على أنها كتب للسنة ولكن الحقيقة أن هذه الكتب تكون فعلا للسنة ولكن يدس بين الكلام كلام للرافضة وعقيدتهم وطبعا البسيط العامي ربما لا يعرف أو ليس عنده معلومات كفاية للتميز من حيث الفقه والحديث والسيرة إلخ
وأنا فعلا وجدت كتاب أوله في البداية لعقيدة أهل السنة ولكن في ربع ومنتصف الكتاب للرافضة أي بين كل كم ورقة في الكتاب تكتب أمور عن عقيدة الرافضة على أنها عقيدة السنة وقد سمعنا مؤخرا أنهم قاموا بإنشاء دار الإمام الطبري في طهران مهمتها إعادة طباعة كتب أهل السنة ودس الأكاذيب فيها بما يخدم دينهم الباطل ويتم توزيعها في دول أفريقيا المسلمة مستغلين الجهل والفقر لتحويل الناس عن دينهم ومع هذا يقولون لنا أن الحكومة تراجع الكتب قبل دخولها كيف هذا وأنا وجدت كتاب في بلادي من هذا النوع فماذا نفعل ولماذا العلماء ساكتين عن هذا وإنا لله وإنا إليه راجعون
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرًا .
وشكر الله لك غيرتك
اقتَضَتْ حِكمة الله أن الزَّبَد يَذهب جُفاء ، وأنّ ما يَنفع الناس يَمكث ويبقى .
قال تعالى : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) .
وهذا إن صحّ فهي بِضاعة يهودية !
فالرَّفض أصلًا صناعة يهودية !
والشيء من معدِنِه لا يُستَغرَب !
قال الإمام الشافعي : ما في أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة !
وقديما كُذِب على سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ، وكان من أغراض الكذّابين تشويه الدِّين ، وتلبيسه على عامة المسلمين ..
فحفِظ الله دِينه ، وكشَفَ أمر الكذابين .
قيل لابن المبارك في هذه الأحاديث الموضوعة قال : يعيش لها الجهابذة .
قال الذهبي في ترجمة عبد الكريم بن أبي العوجاء : زنديق . قال ابن عدي لَمّا أُخِذَ لتضرب عنقه قال : لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أُحَرِّم فيها وأُحَلِّل . قتله محمد بن سليمان الهاشمي الأمير . اهـ .
وقال رجل من الخوارج : إن هذا الحديث دين فانظروا عن من تأخذون دينكم ، إنا كنا إذا هَوينا أمرًا جعلنا في حديث !
فلم تؤثِّر في الأمة ، ولم تَمسَخ هويّتها .
لأن هذا من دِين الله ، ودِين الله محفوظ .
وقد تعددت مُحاولات أهل الباطل لأجل تشويه صورة هذا الدِّين .
وبَلَغتْ محاولاتهم أن حاولوا الزيادة والنقصان في القرآن .. فَرَدّ الله الذين كَفروا بِغيظهم لم يَنالُوا خيرًا .
ويجب على دور النشر العناية بهذا الجانب ، وعدم التعامل مع دور النشر المشبوهة ، فبعض دور النشر يملكها رافضة أو دروز أو غيرهم ، ويَنشرون كُتُب أهل السنة .
إلا أن كُتُب أهل السنة وكُتب السنة على وجه الخصوص محفوظة بِحفْظِ الله .
وأصولها موجودة في مكتبات مختلفة الأقطار ، ففي ألمانيا وفي فرنسا وفي بلاد المشرق والمغرب توجد آلاف المخطوطات التي تُثبت صحّة تلك الأصول .
ونسأل الله أن يَردّ كيد الكائدين في نحورهم .
وهذا الفِعل – إن ثبت – فهو دالّ على تأصّل الخبث في نفوس الرافضة !
وأنه لا أمل في تقارُب ، كما يعرفه القاصي والداني من أهل السنة !
بل يعرفه من له أدنى ذرّة من عَقْل .
والله المستعان .
مذهب آل البيت بين السنة والرافضة .. وهل يأخذ أهل السنة بمذهب آل البيت؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعطيكم العافية مجهود تشكرون عليه أسأل الله لكم الثبات والسداد
طُلب منا كأهل سنة الإجابة على هذا الموضوع أتمنى أن أجد الرد القاطع على ذلك
سؤال مهم أوجهه لأهل السنة : لماذا لم تأخذوا بمذهب أهل البيت
لماذا نأخذ عن أبي حنيفة ونأخذ عن أحمد بن حنبل ونأخذ عن عشرات الفقهاء ولا نأخذ عن الإمام علي ولا عن الحسنين ولا عن الإمام الباقر ولا عن جعفر الصادق عليهم السلام ؟ هؤلاء الأئمة الاثني عشر الذين ذكرهم الإمام البخاري كما في حديث جابر بن سمرة الوارد في مسلم وفي البخاري؟ ولماذا أهل السنة أخذوا بجميع المذاهب الأربعة ومذهب الأوزاعي ومذهب الطبري مذاهب كثيرة من المذاهب الباقية ومن المذاهب المنقرضة ولكن لم يأخذوا بمذهب أهل البيت؟ أليست آيات الكتاب وأحاديث كثيرة دلتنا على أن نأخذ بالثقل الثاني؟ ما الذي جعلهم يتركون مذهب قرناء القرآن؟! ومن ذا الذي يرضى لنفسه من حيث يشعر أو لا يشعر بأن يأخذ عن كل فقيه كما صرح الإمام ابن تيمية إلا عن الذين هم عدل القرآن والسنة وهم الثقل الثاني؟ طرق كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيًا تحثّنا هذه الروايات على أهل البيت فلماذا إذن تقدِّمون كل الفقهاء ولا تأخذ عن أهل البيت؟ لماذا .. لماذا؟ وماذا سنجيب الله سبحانه وتعالى ؟ ماذا سنجيب الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يوم يسألنا ماذا صنعتم (بحديث الثقلين) [إني أوشك أن أدعى ـ سوف أغادر الحياة عما قريب ـ واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي]؟ كان الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ يعلم إنه سوف يأتي رجل يتبجّح ويقول لن نأخذ عن أهل البيت! ويعلم النبي أنه لا يتجرأ أحد أن يقول لن آخذ بالقرآن أو يقول لن آخذ بالسنة, ولكن سيأتي رجل ويتبجح ويتجرأ ويقول لن نأخذ من أهل البيت!!
وكيف يتسنّى لنا إقناع الله سبحانه وتعالى إذا قلنا يوم القيامة؟ في يوم مشهود أمام من يطّلع على السر وأخفى: أخذنا بجميع الفقهاء إلا الذين قرنتهم بكتابك فلم نأخذ عنهم؟ هل هذه الإجابة تقنع؟!
لماذا ترددون في كتبكم (حديث الثقلين)؟ لماذا تقولون: كتاب الله وأهل بيتي ثم تصرحون بملء أفواهكم بأنكم لم تأخذوا عن الثقل الثاني؟ وإذا جاز أن تكون جميع المذاهب يؤخذ منها إلا مذهب أهل البيت لماذا أجزتم أن تكون المذاهب أربعة؟ ولماذا لا تقبلون أن تدخلوا مذهب أهل البيت كخامس؟ اجعلوه الخامس لا نريد أن يكون الأول كما أراد النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ؟ اجعلوه خامس المذاهب آخر المذاهب. اذكروه فقط في الأخير في قاع الهرم لا نريد أن يكون أهل البيت فوق الهرم لم نعد نطالب بذلك بل نطالب فقط مجرد العدالة اعدلوا بين أهل البيت المطهرين وبين الشافعي! اعدلوا بين أهل البيت وبين الإمام مالك! اعدلوا بين أهل البيت وبين بقية الناس .. أطالبكم فقط أن يكون الخامس هو مذهب أهل البيت. كيف يصح للمسلم أن يقول: لم نأخذ عن المذهب الذي قال النبي فيه: [تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وأهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض]؟ لا نريد منكم أن تفضِّلوا مذهب أهل البيت على المذاهب الأربعة، لكن نقول لكم: اعدلوا بين أئمة أهل البيت الاثني عشر وبين أئمة المذاهب الأربعة! والله لو زاد مذهب أهل البيت مع هذه المذاهب الأربعة لن يضركم مذهب أهل البيت. لماذا قدّمنا غير أهل البيت على أهل البيت؟ وهل هذا العمل يعتبر مخالفة صريحة لحديث الثقلين؟ وإذا لا تكن هذه مخالفة فما هي المخالفة؟
أنا أريد فقط أن تجيبوا عن هذه الأسئلة ، لماذا تركتم قرناء القرآن؟ أنتقل مئات السنة إلى الاثني عشرية وقال العالم ربيع السعودي يبين ذلك الانتقال في كتابه [حكم الإسلام في الاثني عشرية]: [سافرت إلى مصر فوجدت كثيرًا من أبنائنا وكثيرًا من إخواننا قد انتقلوا إلى مذهب الاثني عشرية الذي يزعم إنه مذهب أهل البيت].
يا إخواني لماذا المستبصرون رجحوا هذا المذهب على غيره؟ اسألوا أنفسكم يا إخواني؟ لماذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية لم يأخذ أهل السنة عن أهل البيت؟ تفكروا، تعقلوا كلام الإمام زين العابدين وهو الإمام الرابع من الأئمة الاثني عشر الذين تركتموهم واتبعتم غيرهم كما جاء عنه في روايات كثيرة والإمام زين العابدين يقول كما ذكر إمام أهل السنة ابن حجر الهيتمي في [الصواعق المحرقة] عند تفسير الآية الخامسة (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا), وهي من الآيات التي أوردها في الباب الحادي عشر إخواني أرجوكم أن تتأملوا في كلام علي بن الحسين زين العابدين وإن كنتم لا تتأملوا بكلامه لأنه من أهل البيت فتخيلوا إنه أحمد بن حنبل، تخيلوا فقط إنه الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام ابن تيمية لعل الإمام زين العابدين يفهم شيئًا في هذا الدين, قال: ـ رضوان الله عليه وسلام الله عليه ـ : «وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر فينا ـ يعني: مثل حديث الثقلين, إلى أن يقول روحي فداه الإمام الرابع من الأئمة الاثني عشر هؤلاء الذين لم يأخذ عنهم أهل السنة ـ فإلى من يفزع خلف هذه الأمة؟ وقد درست أعلام هذه الملّة ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف يكفِّر بعضها بعضًا والله تعالى يقول: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات), فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكم؟ عدل الكتاب وأبناء أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، الذين احتجّ الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير حجة. هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة؟].
تأملوا في كلام زين العابدين ـ رضوان الله عليه ـ إخواني أرجوكم أن تتأملوا في كلام علي بن الحسين! احسبوه إنه من أئمة أهل السنة الذين أخذتم منهم ولم تتركوهم ثم انظروا في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال: [تركنا أهل البيت]!! وهناك كلمات كثيرة متواترة عن الأئمة الاثني عشر ارجعوا إليها قبل أن يأتي يوم لا مفر منه! راجعوا كلمات أهل البيت، أنتم كذَّبتم كل ما جاء عن أهل البيت من خطب ورسائل ومن فقه ومن علم وقلتم: كلها كذب!! اتقوا الله يا إخوان راجعوا كلمات أهل البيت ولا تقولوا: كل ما ورد عنهم كذب!! كذب عليهم الرافضة! لا والله إن هنالك أشياء كذبت عليهم ونسبت إليهم وهنالك أشياء متواترة عنهم لا تكذّبون كل شيء! وكل كلامهم عن مقامهم في الإسلام يعتبر شرحًا وتوضيحًا لـ (حديث الثقلين) الوارد في صحيح مسلم حيث يصرح النبي في بعض كتب الحديث إنّ الأئمة الاثني عشرهم الثقل الثاني وبأن اتباعهم واجب لأن النبي قرنهم بالقرآن والسنة فهل عملتم بما اوصاكم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ام ستقولون كما قال عمر حسبنا كتاب الله ؟!
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ )
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ # وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ # وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ # يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ # وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ # تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ )
(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ) صدق الله العلي العظيم
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وشكرا لكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
أولًا : أشكر لك هذا السؤال الذي أوقفني على كثير من دُرر ونفائس آل البيت في كُتُب أهل السنة ، وإن كنت لم أقصد الاستقصاء والتتبع ..
وأما هذه فهي شُبهات واهية ، قائمة على تلبيس وزَعْم كاذب .
والجواب عنها من وجوه :
الوجه الأول :
الزعم بأن أهل السنة لا يأخذون بمذهب أهل البيت .
وهذه شَكاة ظاهِر عَـنَّا عَارها !
وسيأتي بالأمثلة والأرقام أن أخذ أهل السنة -قديما وحديثا – عن أهل البيت كثير ، بل وكثير جدا ، وعلى رأس أولئك الأخيار من آل البيت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وابن عمه ابن عباس رضي الله عنهما .
وسيتبيَّن أيضا أن الرافضة لا يُجِلُّون أئمة آل البيت على الحقيقة ، وإن زعموا ذلك !
ولا أدّعي ذلك مُجرّد دعوى ، بل سآتي بالحقائق مِن كُتُب الرافضة قبل كُتُب أهل السنة !
وسأبيِّن أيضا أن أهل السنة هُم الذين يُجِلُّون أئمة آل البيت من غير تحديد بِعدد مُعيَّن ، ولا حَصْرٍ في ذرية إمام ، أو في واحد من أبنائه دون غيره ، هكذا من غير دليل على هذا التَّحكُّم !
الوجه الثاني :
الزعم بأن الأئمة الاثني عشر هُم مَن حَدَّدتهم الرافضة بالأئمة الاثني عشر !
وهذا باطل مِن وُجوه :
الأول : أن الرافضة أنفسهم قد اختلفوا في عدّ هؤلاء الأئمة !
فالرافضة الاثنا عشرية ( الجعفرية ) قد اختلفوا أصلا هل وُلِد الإمام الثاني عشر أوْ لا ؟
وطائفة منهم تُثبت أن الإمام العسكري لم يُولَد له أصلا ، بدليل أن ميراثه قد قُسِم بعد وفاته .
والرافضة تقصد معرفة الأئمة الاثني عشر ، وتعني بهم :
علي بن أبي طالب
والحسن بن علي
والحسين بن علي
وزين العابدين علي بن الحسين
والباقر
والصادق
والكاظم
وعلي بن موسى الرضا
محمد بن علي بن موسى الرضا
والهادي
والعسكري
وابنه : محمد بن الحسن [ الذي تزعم الرافضة أنه غاب في سرداب سامرا سنة 329 هـ ]
وهو الذي تُسمه الرافضة ( المهدي ) و ( القائم ) .
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة ، وأنه صاحب الزمان ، وأنه صاحب السرداب بسامراء ، وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملا الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، فوددنا ذلك والله وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة ! ومن أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل ؟! والإنصاف عزيز ، فنعوذ بالله من الجهل والهوى .
ثم قال :
فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب ، ولا نَدَّعِي عِصَمْته ولا عِصْمَة أبي بكر الصديق .
وابْنَاه الحسن والحسين فَسِبْطَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسيدا شباب أهل الجنة ، لو استخلفا لكانا أهلًا لذلك .
وزين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة ، وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة .
وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور
وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون ، وله نظراء في الشرف والفضل.
وابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن له علم وبيان ووَقْع في النفوس ، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين .
وابنه محمد الجواد من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه .
وكذلك ولده الملقب بالهادي شريف جليل .
وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى . انتهى كلامه رحمه الله .
الثاني : أن فِرق الرافضة قد اختلفوا حول تحديد الأئمة الاثنا عشر قبل غيرهم !
فبعد وفاة الإمام جعفر الصادق رحمه الله انقسمت الرافضة إلى : جعفرية وإسماعيلية !
والإسماعيلية جعلوا الإمامة في إسماعيل بن جعفر ، وإليه ينتسبون !
والرافضة جعلوا الإمامة في أخيه : موسى الرضا .
والزيدية جعلوا الإمام في زيد بن علي بن الحسين .
وزيد بن عليّ بن الحسين رضي الله عنهم هو الذي رفضته الرافضة لَمَّا ترحّم على أبي بكر وعمر!
فأنت ترى أن فِرق الشيعة والرافضة قبل غيرهم لم يتّفقوا على إمامة اثنا عشر إماما !
الثالث : أن الرافضة تَحَكّموا في ذلك ، فجعلوا الإمامة في أبناء حسين بن علي رضي الله عنهما ولم يجعلوها في بقية أبناء علي ، كما لم يجعلوها في أبناء الحسن بن علي رضي الله عنهما ، مع أنه من أبناء عليّ ، وأمه فاطمة رضي الله عنها .
وذلك لأن الرافضة تُسمِّي الحسن بن عليّ رضي الله عنهما – خاذل المؤمنين - ! لأنه تنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه سنة 40 هـ ، والذي سُمِّي عام الجماعة ، وتحقق بذلك نبوءة جدِّه صلى الله عليه وسلم حينما قال : إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يُصْلِح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين . رواه البخاري
الوجه الثاني :
ما فعله الرافضي من تلبيس على الناس حيث زَعم أن البخاري روى حديثا في التنصيص على الأئمة الاثنا عشر ، وهذا ديدن الرافضة ودأبهم في الكذب والتلبيس ؛ لأن هذه بضاعة القوم !
والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا يزال أمْر الناس ماضيًا مَا وَلِيَهم اثنا عشر رجلا . ثم تَكَلَّم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خَفِيَت عليّ ، فسألت أَبِي : ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كلهم من قريش .
وفي رواية لمسلم : لا يَزَالُ الإِسْلامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً . ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا ، فَقُلْتُ لأَبِي : مَا قَالَ ؟ فَقَالَ : كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ .
وفي رواية للبخاري :
يكون اثنا عشر أميرا .
وهذا الحديث الذي ذَكَره الْمُعْتَرِض يُلزِم الرافضة الأخذ به ، ويَلزَم منه قبول إمامة مَن رَفَضُوا إمامتهم ، كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم .
فإن هؤلاء من الأئمة ومِن الخلفاء ، وهم مِن قريش . وقد جاء التنصيص على إمارتهم وخِلافتهم وإمامتهم . " اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " ، " اثنا عشر أميرا " .
فأهل السنة – بحمد الله – عَرَفوا هؤلاء الأئمة ، وعرفوا لهم حقّهم ، وهم أكثر الناس حظّا في الأخذ بهذا الحديث الذي ذَكَره المعتَرِض .
فإن أهل السنة يعتقدون إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ والحسن بن علي ومعاوية ، فهؤلاء ستة من الأئمة الاثنا عشر ، وكلهم من قريش .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وستكون خلفاء فتكثر . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فُوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم . رواه البخاري ومسلم .
فنحن أخذنا بهذا الحديث ، والبيعة الأولى كانت لأبي بكر رضي الله عنه ، فيجب الوفاء بها .
كما أن الرافضة لا تعترف بإمامة ولا بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما بل ولا تذكره كما تذكر الحسين رضي الله عنه .
ومعلوم أن ولاية الحسن بن علي رضي الله عنهما تم بها عِقد الخلافة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
وفي رواية لأبي داود : خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله الملك - أو ملكه - من يشاء .
والإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما أتم بخلافته هذه الثلاثين سنة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن كثير رحمه الله :
وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي ، فإنه نَزَل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه توفى في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليما ، وقد مَدَحَه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صنيعه هذا ، وهو تركه الدنيا الفانية ورغبته في الآخرة الباقية ، وحقنه دماء هذه الأمة ، فَنَزَل عن الخلافة وجَعَلَ الملك بِيدِ معاوية حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد . اهـ .
فأنت ترى - أيها السُّنّيّ – أن الحديث لا ينصّ على إمامة اثني عشر إماما ، بل على ولاية اثني عشر خليفة ، وإمارة اثني عشر أميرا .
ومعلوم أن أئمة آل البيت لم يكونوا خُلفاء ، إلاّ ما كان مِن خِلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما .
فالقول بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يَزَالُ الإِسْلامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " يُراد به الأئمة يَرُدّه الواقع وتردّه أحوال أولئك الأئمة من آل البيت رضي الله عنهم .
فإن آل البيت من أبناء عليّ ومن أحفاده من أبناء الحسن والحسين هم من أئمة الْهُدّى ، ولم يكونوا من الخلفاء إلاّ ما كان من خلافة الحسن – كما تقدّم - .
قال ابن أبي العزّ الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية : ولم يأت ذكر الأئمة الاثني عشر إلاَّ على صِفة تَرُدّ قولهم وتُبْطِله ، وهو ما خرجاه في الصحيحين عن جابر بن سمرة – ثم ذَكَر الحديث - .
الوجه الثالث :
قول الرافضي : (لماذا نأخذ عن أبي حنيفة ونأخذ عن أحمد بن حنبل ونأخذ عن عشرات الفقهاء ولا نأخذ عن الإمام علي ولا عن الحسنين ولا عن الإمام الباقر ولا عن جعفر الصادق عليهم السلام ؟)
أقول : هذه دعوى ، والدعاوى ما لم يُقيموا عليها بيّنات أبناؤها أدعياء !
فدعوى أن أهل السنة لا يأخذون بمذهب أئمة آل البيت محض افتراء ، كما أن الزعم بأن الرافضة تأخذ بمذهب آل البيت محض افتراء أيضا .
لأن أخذ الرافضة عن الحسن قليل بل نادر جدا !
وآل البيت أعمّ من أن يكونوا في ذرية عليّ رضي الله عنه ، بل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته بِنصّ القرآن ، كما قال تعالى : (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) مما يَدُلّ على دُخول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الخطاب ، وأنهن داخلات في عموم أهل بيته صلى الله عليه وسلم .
فإن الله لَمَّا قال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) أعقبه بقوله : (وَاذْكُرْنَ) والخطاب لِزوجات النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد دلّ القرآن على أن زوجة الرجل من آل بيته ، كما قال تعالى في خبر لوط : (إِلاَّ آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ) .
وقال تعالى : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) وغيرها من الآيات .
فلو كانت زوجته ليست من أهل بيته لم يكن ثَمّ حاجة إلى الاستثناء من آله وأهله .
وقد أكثر أهل السنة الأخذ عن عليّ رضي الله عنه ، وعن الحسن والحسين وعن زين العابدين بن علي وعن ابنه محمد – المعروف بالباقر – وابنه جعفر – المعروف بالصادق – وغيرهم من أئمة آل البيت .
وقد تستغرب إذا عرفت أن رواية الإمام أحمد عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه من الأحاديث أكثر من روايته عن ثلاثة من الخلفاء !
ففي مسند الإمام أحمد فقط لِعليّ رضي الله عنه (819) حديثا بالمكرر . في حين بلغت الأحاديث المروية عن كل من أبي بكر وعمر وعثمان (561) بالمكرر .
ولعليّ رضي الله عنه في مسند بَقيّ بن مخلد (586) حديثا .
وله رضي الله عنه في الكُتُب الستة (322) حديثًا .
واتفق البخاري ومسلم على (20) حديثا ، وانفرد البخاري بـ (9) ومسلم بـ (15) حديثا .
يقول الدكتور علي الصِّلابي : ويُعتبر أمير المؤمنين عليّ أكثر الخلفاء الراشدين رواية لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا راجع إلى تأخّر وفاته عن بقية الخلفاء ، وكثرة الرواة عنه . اهـ .
وأما سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء رضي الله عنها فلم تُعمّر طويلا بل توفّيت بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، عاشَتْ أربعًا أو خمسًا وعشرين سنة .
ولذلك قَلَّتْ مروياتها ، وأحسب أن مروياتها عند أهل السنة أكثر منها عد الرافضة !
وروى الإمام مالك في الموطأ عن جعفر الصادق ، وتتلمذ عليه .
وذَكَر مُصعب الزبيري عن مالك قال : اخْتَلَفْتُ إلى جعفر بن محمد زمانا ، فما كنت أراه إلاَّ على ثلاث خصال : إما مُصَلّ ، وإما صائم يقرأ القرآن ، وما رأيته يُحَدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ على طهارة ، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله . اهـ .
وفي الموطأ للإمام مالك روايات عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه .
وخذ على سبيل المثال من موطأ الإمام مالك :
عن جعفر بن محمد عن أبيه أن المقداد بن الأسود دخل على علي بن أبي طالب بالسقيا ...
عن جعفر بن محمد عن أبيه أن علي بن أبي طالب كان يلبي في الحج حتى إذا زاغت الشمس من يوم عرفة قطع التلبية .
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب كان يقول : (ما استيسر من الهدي) : شاة .
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَحَر بعض هَدْيه ، ونَحَر غيره بعضه .
عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه قال : وَزَنَت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فَتَصَدَّقَت بِزِنَة ذلك فضة .
وفي الصحيحين وغيرهما مِن كُتُب أهل السنة روايات من طُرُق عن آل البيت
ومن أشهرها عن آل البيت : الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما .
وبعضها من رواية جعفر الصادق عن أبيه الباقر .
وقد زادت مرويات الباقر عن جابر رضي الله عنه في بعض كُتب السنة عن خمسين حديثا كلها عن جابر رضي الله عنه ، كما في " إتحاف الْمَهَرة " لابن حجر .
ويروي أهل السنة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين .
بل يروي أهل السنة هذا الإسناد : علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب .
وهؤلاء أئمة عند أهل السنة ، وهم من أئمة آل البيت .
وهذا في كُتُب أهل السنة المعتمدة مِن كُتُب الصِّحاح والسُّنَن .
وقُل مثل ذلك في المرويات في التفسير .
قال ابن جزي : واعلم أنَّ الْمُفَسِّرِين على طَبَقَات :
فالطبقة الأولى : الصحابة رضي الله عنهم ، وأكثرهم كلاما في التفسير ابن عباس وكان على بن أبي طالب رضي الله عنه يُثني على تفسير ابن عباس ، ويقول : كأنما يَنظر إلى الغَيب مِن سِتْر رَقيق . وقال ابن عباس : ما عندي من تفسير القرآن فهو عن علي بن أبي طالب . اهـ .
وقصده أن ابن عباس رضي الله عنهما أكثر من الرواية عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
ويكاد يكون عُمدة أهل السنة في التفسير حبر الأمة وتُرجمان القرآن ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أعني ابن عباس رضي الله عنهما .
وهو لا يُعتبر عُمدة في التفسير عند الرافضة ، بل العُمدة في الأئمة المعصومين – زعموا – !
وانظر إلى مرويات ابن عباس رضي الله عنهما في كُتب السنة أو في كُتب التفسير تجد أنها ليست بالقليلة بل هي كثيرة جدًا .
ومسند ابن عباس ( 1660) حديثًا ، وله في الصحيحين (75) وانفرد البخاري له بـ (120) ومسلم بـ (9) .
ولابن عباس في تفسير ابن جرير الطبري (5809) روايات .
وفي تفسير القرآن يروي أهل السنة وينقلون عن أئمة آل البيت .
وخذ على سبيل المثال : تفسير (ابن السبيل) قال ابن كثير : هو الضيف الذي يَنْزِل بالمسلمين ، وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وأبو جعفر الباقر والحسن وقتادة والضحاك والزهري والربيع بن أنس ومقاتل .
وفي تفسير قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) قال ابن كثير : وكذا قول أبي جعفر الباقر : نحن أهل الذِّكْر . ومُرَاده أن هذه الأمة أهل الذِّكْر صحيح ، فإن هذه الأمة أعلم من جميع الأمم السالفة ، وعلماء أهل بيت رسول الله عليهم السلام والرحمة من خير العلماء إذا كانوا على السنة المستقيمة ، كَعَلِيّ وابن عباس وابنيّ علي الحسن والحسين ، ومحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين زين العابدين وعلي بن عبد الله بن عباس وأبي جعفر الباقر وهو محمد بن علي بن الحسين وجعفر ابنه وأمثالهم وأضرابهم وأشكالهم ممن هو متمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم ، وعرف لكل ذي حق حقه ، ونزل كل المنْزِل الذي أعطاه الله ورسوله واجتمعت عليه قلوب عباده المؤمنين . اهـ .
وفي تفسير قوله تعالى : (يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ) جاء تفسير الغرفة بأنها الجنة ، فقد نَقَل أهل السنة عن أبي جعفر الباقر وسعيد بن جبير والضحاك والسدي : سُمِّيَت بذلك لارتفاعها . انظر : تفسير ابن كثير .
وقال أبو الجارود : سألت محمد بن علي - يعني الباقر رضي الله عنهما - عن قول الله تعالى (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) فقال : هو الذي خَلَط عَمَلا صَالِحًا وآخَر سيئا .
وفي قوله تعالى : (وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) قال ابن كثير : رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة وأبي جعفر الباقر رضي الله عنه وقتادة وسفيان بن عيينة أنهم قالوا : يعني الشَّيْب .
وفي تفسير قوله تعالى : (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) نَقَل أهل السنة عن أبي جعفر الباقر قوله : كانوا لا يَنَامُون حتى يُصَلُّوا العَتَمَة .
وهذه على سبيل المثال ، وإلاّ فإن حَصْر ما وَرَد عن أئمة آل البيت في كُتُب أهل السنة يطول .
وقُل مثل ذلك في قراءات القرآن ، فأهل السنة يرون عن آل البيت في القراءات .
قال ابن كثير : وقرأ بن عباس وأبو جعفر الباقر وابن عامر ( ولكل وجهة هو مولاها) .
قال ابن مجاهد في القراءات : وقرأ حمزة أيضا على جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وقرأ جعفر على آبائه ، وقرءوا على أهل المدينة .
وفي الفقه يُذْكَر أئمة آل البيت كثيرا .
ولن أستطيع حصر ما رواه أهل السنة وما أوردوه من أقوال أئمة آل البيت في كُتُب الفقه والتفسير .
وحسبك من القلادة ما أحاط بالعُنُق .
خذ على سبيل المثال :
في صيام ثلاثة أيام في الحج :
وجَوَّز الشعبي صيام يوم عرفة وقَبْله يومين ، وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير والسدي وعطاء وطاوس والحكم والحسن وحماد وإبراهيم وأبو جعفر الباقر والربيع ومقاتل .
وفي كفارة اليمين : وقال الحسن وأبو جعفر الباقر وعطاء وطاوس وإبراهيم النخعي وحماد بن أبي سليمان وأبو مالك: ثوب ثوب . يعني لكل مسكين .
وقال الشيرازي ( شافعي ) : وتَحِلّ صدقة التطوع للأغنياء ، ولبني هاشم وبني المطلب ، لِمَا رُوي عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه كان يشرب مِن سِقايات بين مكة والمدينة ، فقيل له : أتَشْرَب مِن الصدقة ؟ فقال : إنما حُرِّمَت علينا الصدقة المفروضة .
قال النووي في شرحه : وأما جعفر بن محمد فهو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين . اهـ .
وفي مسألة من مسائل الطلاق : روى الإمام مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أنه كان يقول : إذا آلى الرجل من امرأته لم يقع عليه طلاق وإن مضت الأربعة الأشهر حتى يُوقَف ، فإما أن يطلق وإما أن يفيء . قال مالك : وذلك الأمر عندنا .
قال الترمذي : حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه كان يَستحب أن يقرأ في ركعتي الطواف بِـ (قل يا أيها الكافرون ) و (قل هو الله أحد) .
وفي قطع يد السارق :
قال ابن كثير : وذهب بعض السلف إلى أنه تقطع يَد السارق في عشرة دراهم أو دينار أو ما يبلغ قيمته واحدا منهما ، يُحْكَى هذا عن عليّ وبن مسعود وإبراهيم النخعي وأبي جعفر الباقر رحمهم الله تعالى .
فأنت ترى في هذا القول ذِكْر قَول عليّ رضي الله عنه وقول حفيده أبي جعفر الباقر .
وذِكر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في كُتُب الفقه كثير جدا .
ففي كِتاب " المغني " لابن قدامة ( فقه حنبلي ) وَرَد ذِكر عليّ رضي الله عنه أكثر مِن (100) موضع.
ولم يقتصر الأمر على مسائل الفقه والتفسير والحديث ، بل أخَذ أهل السنة بأقوال أئمة آل البيت في كُتُب العقائد .
ففي شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي في " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على أن القرآن من صفات الله " ذَكَر ما جاء عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ثم ذَكَر ما جاء " سِياق ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق . روي عن عليّ رضي الله عنه قال يوم صفين : ما حَكّمت مخلوقا وإنما حَكّمت القرآن.
ثم روى ذلك بإسناده عن عليّ رضي الله عنه .
وفي ذَكَر إجماع التابعين من الحرمين مكة والمدينة ، والْمِصْرَين : الكوفة والبصرة ، ذَكَر مِن أهل المدينة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( زين العابدين ) ، وابنه محمد بن علي ( الباقر).
ثم ساق بإسناده قول عليّ بن الحسين بن عليّ رضي الله عنهم .
وروى بإسناده إلى جعفر بن محمد ( الصادق ) ، عن أبيه ( الباقر ) ، عن علي بن الحسين ( زين العابدين ) قولَه في أن القرآن كلام الله .
كما روى عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( الباقر ) قوله في ذلك .
وفي ذِكْر ما رُوي عن أتباع التابعين من الطبقة الأولى من بلدان شتى روى ما جاء عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين - الصادق - رضي الله عنه .
وتحت عنوان " ذِكْر رِجال من أهل المدينة من الطبقة الثانية من التابعين ممن قال : إنّ القرآن غير مخلوق " ذَكَر اللالكائي اعتقاد كل من : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وابنه محمد بن علي بن الحسين ، ومن بعدهما جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وابن ابنه علي بن موسى بن جعفر ، وعبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
فهؤلاء نجوم أئمة البيت تُعتمد أقوالهم ومُعتقداتهم في كُتُب أهل السنة .
وروى أيضا عن أئمة آل البيت في مسائل شتّى في العقيدة ، مثل : القَدَر ، حيث روى فيه عن :
محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم
وابنه جعفر الصادق .
وزيد بن علي .
وروى عن أئمة آل البيت الاعتقاد في الصحابة رضي الله عنهم .
فقد روى بإسناده عن جعفر بن محمد أنه كان يقول : برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
وروى عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر ، قال : ولينا أبو بكر ، خير خليفة، أرحمه بنا ، وأحناه علينا .
وروى عن ابن أبي حازم ، عن أبيه قال : قيل لعلي بن الحسين : كيف كانت مَنْزِلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كَمَنْزِلَتهما اليوم وهما ضَجِيعاه .
وروى بإسناده عن كثير النواء ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي : جعلني الله فداك ، أرأيت أبا بكر وعمر هل ظلماكم من حقكم من شيء ، أو ذهبا به ؟ قال : لا والذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، ما ظلمانا مِن حَقِّنا شيئا . قال : قلت : جعلني الله فداك ، فأتولاّهُما؟ قال : ويحك تَولّهما ، لعن الله مُغيرة وبَيانا ؛ فإنهما كذبا علينا أهل البيت !
وروى من طريق سالم بن أبي حفصة ، قال : قال جعفر بن محمد : أبو بكر جَدّي ، فيسب الرجل جده ؟! لا نالتني شفاعة محمد إن لم أكن أتولاهما ، وأبرأ مِن عدوهما .
عن سالم بن أبي حفصة ، قال : دخلتُ على جعفر بن محمد ( الصادق ) وهو مريض ، فأراه قال مِن أجلي : اللهم إني أحب أبا بكر وعمر وأتولاَّهُما ، اللهم إن كان لي - يعني خلاف هذا- فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
أي : أنه لم يكن يقول ذلك تقيّة !
وروى عن جعفر بن غياث ، قال : سمعت جعفر بن محمد ( الصادق ) يقول : ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ، ولقد ولدني مرتين .
قلت : معنى هذا الكلام أن أبا بكر جده مرتين ؛ وذلك أن أم جعفر بن محمد هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وهي زوجة أبيه محمد بن علي بن الحسين ، وأم أم فروة هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، فأبو بكر جده مِن وَجْهين .
وروى عن غير هؤلاء الأئمة ، وهم من أئمة آل البيت ، إلاّ أنه لا ذِكر لهم عند الرافضة ، مثل : زيد بن علي بن الحسين بن عليّ رضي الله عنهم .
وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ رضي الله عنهم .
كما ذَكَر الإمام اللالكائي " سياق ما روي في كرامات أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن حسين رضي الله عنه "
وفي شرح كِتاب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في حُكم التمائم: اعلم أن العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم اختلفوا في جواز تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته ؛ فقالت طائفة : يجوز ذلك ، وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره ، وهو ظاهر ما روي عن عائشة ، وبه قال أبو جعفر الباقر وأحمد في رواية ، وحملوا الحديث على التمائم الشركية ، أما التي فيها القرآن وأسماء الله وصفاته فَكَالرُّقْيَة بذلك . قلت : وهو ظاهر اختيار ابن القيم . وقالت طائفة : لا يجوز ذلك . اهـ .
وسيأتي نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أئمة آل البيت في مسائل مِن مسائل الاعتقاد .
فأنت ترى كثرة ذِكر آل البيت عند أهل السنة ، سواء في كُتُب الحديث أو في كُتب الفقه أو في كُتُب التفسير أو في كُتُب العقائد .
وسبق الجواب عن سؤال :
لماذا لا يذكر أهل السنة حديث العترة ؟
http://www.almeshkat.com/vb/showthread.php?s=&threadid=43999
الوجه الرابع :
كذِب الرافضي على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،حيث يقول الرافضي : (ومن ذا الذي يرضى لنفسه من حيث يشعر أو لا يشعر بأن يأخذ عن كل فقيه كما صرح الإمام ابن تيمية إلا عن الذين هم عدل القرآن والسنة وهم الثقل الثاني؟) .
ففي فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن نَصب إماما فأوْجَب طاعته مُطْلَقا اعتقادا أو حَالًا ؛ فقد ضَل في ذلك كأئمة الضلال الرافضة الإمامية حيث جعلوا في كل وقت إماما معصوما تجب طاعته ، فإنه لا معصوم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا تجب طاعة أحد بعده في كل شيء ، والذين عَيَّنُوهم مِن أهل البيت مِنهم مَن كان خليفة راشدا تَجب طاعته ، كطاعة الخلفاء قَبله ، وهو عليّ ، ومنهم أئمة في العلم والدين يجب لهم ما يَجب لنظرائهم مِن أئمة العِلم والدِّين ، كعلي بن الحسين ، وأبى جعفر الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق ، ومنهم دون ذلك .
وقال في مسألة وُجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : وإيجابها محفوظ عن أبي جعفر الباقر .
وقال ابن تيمية في موضع آخر من الفتاوى : وعن أبي جعفر الباقر ونافع مولى ابن عمر : أنه أصابت عمامته بول بعير ، فقالا جميعا : لا بأس .
وقال في مسألة في الإيمان : ولهذا قال أبو جعفر الباقر وغيره من السلف : الإسلام دائرة كبيرة والإيمان دائرة في وسطها ، فإذا زَنا العبد خَرَج من الإيمان إلى الإسلام .
وقال في مسألة من مسائل الطلاق : ويروى عن أبى جعفر الباقر وجعفر بن محمد الصادق وغيرهما من أهل البيت .
وفي مسألة أخرى في الطلاق أيضا قال : ويُذْكَر مَا يَدُلّ عليه عن طائفة من السلف ، بل هو مأثور عن طائفة صريحا كأبي جعفر الباقر رواية جعفر بن محمد .
ولابن تيمية استدلال واستشهاد بأقوال أئمة آل البيت في كتابه " منهاج السنة " .
فهو ينقل عن أئمة آل البيت ويُقدِّم ذِكرهم على غيرهم .
قال ابن تيمية : وأئمة المسلمين من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم مُتَّفِقُون على القول الوسط المغاير لِقول أهل التمثيل وقول أهل التعطيل .
وقال أيضا : كلام الله غير مخلوق ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ؛ وهذا هو المتواتر المستفيض عن السلف والأئمة من أهل البيت وغيرهم .
وقال أيضا : وأما الشيعة فمتنازعون في هذه المسألة ، وقد حكينا النِّزاع عنهم فيما تقدم ، وقدماؤهم كانوا يقولون : القرآن غير مخلوق ، كما يقوله أهل السنة والحديث ، وهذا القول هو المعروف عن أهل البيت ، كَعَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره مثل أبي جعفر الباقر وجعفر ابن محمد الصادق وغيرهم .
وقال أيضا : فموسى بن جعفر وسائر علماء أهل البيت مُتَّفِقُون على إثبات القَدَر ، والنقل بذلك عنهم ظاهر معروف .
إلى غير ذلك مما يَردّ الكذب والافتراء والزعم بأن ابن تيمية لا يأخذ بمذهب آل البيت ، فضلا عن القول بأنه يقول : تركنا مذهب آل البيت !
وابن تيمية رحمه الله ممن يعرف للأئمة آل البيت قدرهم ، فإنه قال في " مجموع الفتاوى " : فإن جعفرا كُذِب عليه ما لم يُكْذب على أحد ؛ لأنه كان فيه مِن العِلم والدِّين ما مَيزه الله به ، وكان هو وأبوه - أبو جعفر - وجده علي بن الحسين مِن أعيان الأئمة عِلْما ودِينا ، ولم يجيء بعد جعفر مثله في أهل البيت ، فصار كثير من أهل الزندقة والبدع يَنسب مقالته إليه حتى أصحاب رسائل إخوان الصفا ينسبونها إليه ، وهذه الرسائل صُنِّفَت بَعد موته بأكثر من مائتي سنة صُنِّفَت عند ظهور مذهب الإسماعيلية العبيديين الذين بَنوا القاهرة ، وصُنِّفَت على مذهبهم الذي رَكَّبُوه من قول الفلاسفة اليونان ومجوس الفرس والشيعة من أهل القبلة ، ولهذا قال العلماء : إن ظاهر مذهبهم الرفض ، وباطنه الكفر المحض . اهـ .
وابن تيمية هو القائل في عقيدته :
ومَحبّة القُرْبى بها أتوسَّلُ .
وقال ابن تيمية عن محبة آل البيت : مَحَبّتُهم عِندنا فَرْض واجب ، يُؤجَر عليه ، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة ، فقال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله - فَذَكَر كِتاب الله وحَضَّ عليه - ثم قال : وعِتْرَتِي أهل بيتي ، أُذَكِّرُكم في أهل بيتي ، أُذَكِّرُكم الله في أهل بيتي .
الوجه الخامس :
أن ما ألحقه والصَقَه الرافضة بمذهب آل البيت من الكذب كان أحد أسباب ضعف الرواية عن آل البيت ، خاصة فيما ترويه الرافضة .
وأئمة آل البيت قد لعنوا بعض الرواة الذين يروون عنهم ؛ لأنهم كذبوا عليهم !
وهذا مذكور في كُتُب الرافضة ، وليس في كُتُب أهل السنة !
وصرّح غير واحد من أئمة الرافضة أن بعض الرواة كذبوا على آل البيت .
روى الكشّي في معرفة أخبار الرجال عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ، فقال : ما رأيته عند أبي قطّ إلا مرة واحدة ، وما دَخَل عَلَيّ قطّ .
وجابر الجعفي هذا رافضي يُقال في كُتب الرافضة : إنه رَوى سبعين ألف حديث عن الأئمة !
وروى الكشي عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول للمفضل بن عمر: يا كافر ! يا مشرك ! مالك ولابني ؟ يعني إسماعيل بن جعفر .
وقد نبّـه الكشي على أن المفضل بن عمر كان يكذب على جعفر الصادق يستأكل الناس !
وفي رجال الكشي عن الإمام الصادق أنه قال في حقّ زرارة : زرارة شرّ من اليهود والنصارى !
وفي المصدر المذكور عن أبي عبد الله عليه السلام : لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة .وذكر الخوئي أن مرويات زرارة تبلغ 2490 موردًا !
روى الكشي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : لعن الله بريدا وزرارة .
فهل يُريد الرافضي أن نستقي فقه أئمة آل البيت عن طريق هؤلاء الكذّابين ؟!
بل عن طريق من لا يعرفون للأئمة قَدْرا ؟!
ففي كتاب الرجال للكشي وتنقيح المقال للمامقاني في عن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن التشهد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قلت : التحيات والصلوات ؟ قال : التحيات والصلوات ، فلما خرجت قلت : إن لقيته لأسألنه غدا ، فسألته مِن الغَد عن التشهد ، فقال كمثل ذلك قلت : التحيات والصلوات ؟ قال : التحيات والصلوات . فلما خرجت ضَرَطْتُ في لحيته ، وقلت لا يُفلح أبدا .
وزرارة هذا من أكثر الرواة في كُتب الرافضة ! كما تقدّم .
وهذا الأمر قد نّـبّـه عليه أئمة أهل السنة .
قال ابن تيمية : كُذِب على جعفر الصادق رضي الله عنه ما لَم يُكْذَب على غيره ، وكذلك كُذِب على عليّ رضي الله عنه وغيره من أئمة أهل البيت رضي الله عنهم .
وقال أيضا عن الرافضة : يَكْذِبون على أهل البيت كَذِبا لا يُحْصِيه إلاَّ الله !
وعلماء أهل السنة قديما وحديثا يأخذون بِمَا ثبت عن أئمة آل البيت ، وأما ما كُذِب عليهم فيه ، فأهل السنة في غِنى عنه !
الوجه السادس :
قول الرافضي : (حديث الثقلين الوارد في صحيح مسلم حيث يصرح النبي في بعض كتب الحديث إنّ الأئمة الاثني عشرهم الثقل الثاني)
أقول : وهذا كذب ثاني .
فالحديث في صحيح مسلم وفيه خطبته صلى الله عليه وسلم ، وقوله : أَمَّا بَعْدُ أَلا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ - فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ - ثُمَّ قَالَ: وَأَهْلُ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي . فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ . قَالَ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ . قَالَ : كُلُّ هَؤُلاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
فأنت ترى أن الرافضي لم يُورِد النصّ ، لأنه حُجّة عليه ، إذ ليس فيه ذِكر أئمة ، ولا ذِكر عدد مِن الأئمة ، بينما يقول الرافضي : (حيث يصرح النبي في بعض كتب الحديث إنّ الأئمة الاثني عشرهم الثقل الثاني) !
فانظر كيف يكذب الرافضي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويزعم مرتين أن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على الأئمة الاثنا عشر !
فالمرَّة الأولى : في زعمه أن حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه نصّ على الأئمة الاثنا عشر، وهو في الخلفاء والأمراء من بعده عليه الصلاة والسلام .
والمرَّة الثانية في كذبه في حديث الثقلين ، وأنه نصّ على الأئمة الاثنا عشر !
وأنت ترى فيه وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل بيته ، وأهل بيته أعمّ من أن يكونوا في بعض آل عليّ رضي الله عنه .
بل هُم – كما قال زيد رضي الله عنه - : آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ .
ونحن أهل السنة لنا الحظّ الأوفر من الأخذ بهؤلاء الأئمة ، والاقتداء بهم ، كما تقدّم .
وليس للرافضة نصيب من آل عقيل وآل جعفر وآل العباس رضي الله عنهم ، فضلا عن بقية آل عليّ ، بل قُل مثل ذلك عن بعض أحفاده ، كما تقدّم الكلام فيما يتعلّق بإمامة زيد بن عليّ بن الحسين بن علي رضي الله عنهم - وهو من تنتسب إليه الزيدية – فهذا وغيره من آل عليّ رضي الله عنه قد أخرجته الرافضة ، وحصرت الإمامة في واحد من أولاد الحسين ، وواحد من أحفاده ، وهكذا .. حتى تفرّقت فِرق الشيعة وفِرق الرافضة إلى فِرق بسبب الاختلاف في تعيين وريث الإمامة !
أما نحن أهل السنة فنأخذ بإمامة الجميع – كما رأيت في الأمثلة السابقة - .
الوجه السابع :
زعمه أن عمر رضي الله عنه قال : حسبنا كِتاب ربنا !
حيث قال الرافضي : (أم ستقولون كما قال عمر حسبنا كتاب الله)
ليس بغريب أن تحمل الرافضة لواء العداء لِخيار الأمة بعد نبيِّها ، وهم الخلفاء الثلاثة ، وهم أفضل هذه الأمة بعد نبيِّها صلى الله عليه وسلم بِشهادة أئمة آل البيت فضلا عن غيرهم .
ليس بغريب أن تُعادي الرافضة عمر رضي الله عنه ؛ لأن عُمر مَن هَدم دولة المجوس ، ولذا كان مقتله رضي الله عنه وشهادته على يد مجوسي !
والرافضي ينقل تلك المقولة : (حسبنا كتاب الله) ، وهو لا يَعِي معناها ، أو هو يُخفي معناها ، كما أخفى معاني ما تقدّم !
فإن هذا كان في حال وجع النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه .
وهو إنما قال ذلك رِفقًا بِرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومما يُؤكِّد ذلك أن عمر رضي الله عنه لم يكن يعدِلّ بالسنة شيئا .
فإنه هو الذي اشتهر عنه قوله عن الحجر الأسود .
الوجه الثامن :
نُعيد السؤال إلى الرافضة : لِم لا تأخذون بالسنة التي رواها آل البيت ؟
كثيرة هي المرويات التي رواها أهل السنة بالأسانيد الصحيحة عن آل البيت ، وأنتم لا تأخذون بها !
فأنتم تُطالبون أهل السنة أن يأخذوا بمذهب آل البيت ، ثم أنتم لا تأخذون به !
مع أن أهل السنة يأخذون بمذهب آل البيت ، كما رأيت في الأمثلة السابقة .
ونُعيد السؤال الأكبر من ذلك : لِم لا تأخذ الرافضة بالقرآن ؟!
فإن الرافضة إذا أخذَت بالقرآن ، فقد اعترفت بإمامة مَن جَمَعوه ، وهم الخلفاء الثلاثة ، وإذا ردّوه فقد أعلنوا الكفر والزندقة .
وقد أعلن كثير من أئمة الرافضة القول بتحريف القرآن ، ولم يرتضوه لأنه مِن جَمْع الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم .
وقد صحّت ألأسانيد عن أئمة آل البيت أنهم أَمَروا بالأخذ بالسنن .
وروى موسى بن جعفر بن محمد ، قال : قال علي : سيأتي قوم يجادلونكم ، فخذوهم بالسنن ؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله .
وإذا كنتم احتججتم بهذه الأحاديث في حق آل البيت ، فَلِماذا لا تأخذون بما هو مثلها في الثبوت والصِّحَّة ؟ سواء كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن آل البيت ؟ وأخصّ بذلك ما يتعلق بِأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وحِماية وصيانة عِرْضِه صلى الله عليه وسلم مِن السبّ والطعن .
وما يتعلّق أيضا بِمعرفة قَدْر أصحابه رضي الله عنهم ، الذين زكّاهم الله تعالى وزكّاهم رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) .
فمن غاظَه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم أو اغتاظ منهم ؛ فقد أدخل نفسه في وصف الكُفار ، بِنصّ القرآن .
والأحاديث بذلك كثيرة مُستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن آل بيته ، ومن ذلك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي ، فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نَصِيفه . رواه البخاري ومسلم .
ومَن وَقَع في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ففي قلبه غِلّ على خيار الأمة.
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .
ومن سبّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهو مَلعون بِلعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عليه الصلاة والسلام : من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله . رواه ابن أبي عاصم في كتاب " السنة " وقال الألباني : حديث حسن .
ولم يُسَرّ عليّ رضي الله عنه بِقَتْل الزبير رضي الله عنه ، بل قال لحاجبه : ائذن له وبَشِّرْه بالنار !
ونَهى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن سبّ الصحابة ، وعاقب الذي وَقَع في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
فقد ذَكَر المؤرِّخون أن عليًّـا رضي الله عنه بَلَغه أن بعض الغوغاء عَرّض لعائشة بالقول والإساءة ، فأمَر مَن أحْضَر له بعضهم وأوجعهم ضربا ! ثم جهزها علي إلى المدينة بما احتاجت إليه وبعثها مع أخيها محمد مع أربعين من نسوة البصرة اختارهن لمرافقتها . ثم جاء يوم ارتحالها فودعها واستعتبتْ له واسْتُعْتِب لها ، ومشى معها أميالًا وشَـيَّعها بَنُوه مسافة يوم ، فذهبت إلى مكة ، فَقَضَت الحج ورَجَعَتْ إلى المدينة .
وكذلك كان أصحاب عليّ رضي الله عنه يقولون في حقّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
ولذا لَمَّا سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بَعَث عليٌّ عمارَ بن ياسر وحَسن بن علي ، فَقَدِمَا الكوفة فصعدا المنبر ، فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل مِن الحسن. قال عبد الله بن زياد الأسدي : فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول : إن عائشة قد سارت إلى البصرة ، ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تُطيعون أم هي . رواه البخاري .
وفي رواية : قام عمار على منبر الكوفة فذكر عائشة وذَكَر مَسيرها ، وقال : إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكنها مما ابتليتم .
قال محمد بن الحنفية ( محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ) : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم مَن ؟ قال : ثم عُمر . وخشيت أن يقول عثمان ! قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلاَّ رَجُل مِن المسلمين . رواه البخاري .
وكان أئمة أهل السنة يَرون أن سبّ الصحابة رضي الله عنه زندقة وَرِدّة عن دِين الإسلام .
قال الإمام مالك بن أنس : من سبّ الصحابة فلا سهم له مع المسلمين في الفيء .
وروى الخلال في كتاب " السنة " عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله [الإمام أحمد] عن من يَشتم أبا بكر وعمر وعائشة . قال : ما رآه على الإسلام . قال : وسمعت أبا عبد الله يقول : قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم سهم - أو قال _: نصيب في الإسلام .
وروى عن عبد الملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : مَن شَتَم أخاف عليه الكفر مثل الروافض ، ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مَرَقَ عن الدِّين .
وروى عن زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبو طالب أنه قال لأبي عبد الله : الرجل يشتم عثمان ، فأخبروني أن رجلا تكلّم فيه ، فقال : هذه زندقة .
وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما أراه على الإسلام .
وليُعلَم أن من طَعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد طَعن في دِين الله .
قال أبو زرعة : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يُريدون أن يجرحُوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة .
ولَمَّا سُئل عليّ رضي الله عنه عـن أهل النهروان : أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فـرُّوا .
قيل : أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا
فقيل : فما هم يا أمير المؤمنين ؟
قال : إخواننا بَغَوا علينا ، فقاتلناهم ببغيهم علينا . رواه ابن أبي شيبة ، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى .
أخيرا :
قد أساء الرافضي الأدب مع الله ، كما أساء الأدب مع أوليائه ، إذ يقول الرافضي :
(وكيف يتسنّى لنا إقناع الله سبحانه وتعالى إذا قلنا يوم القيامة؟ في يوم مشهود أمام من يطّلع على السر وأخفى: أخذنا بجميع الفقهاء إلا الذين قرنتهم بكتابك فلم نأخذ عنهم؟ هل هذه الإجابة تقنع؟! )
وهل رب العزة سبحانه وتعالى بِحاجة إلى من يُقنِعه ؟ - كما يزعم الرافضي - !
ونحن بحمد الله – كما رأيت – نأخذ بأقوال الفقهاء ومن قبلهم أقوال الأئمة من آل البيت عموما .
ونحن لم نأخذ بجميع أقوال الفقهاء ثم نترك أقوال أئمة آل البيت رضي الله عنهم .
بل أخذنا بأقوالهم في جميع العلوم الشرعية .
ففي الحديث يروي أئمتنا عن أئمة آل البيت ..
وفي العقائد ينقل أئمتنا أئمة آل البيت..
وفي التفسير يروون عن آل البيت ..
وفي الفقه تتلمذ أئمتنا على أئمة آل البيت ، وأخذوا عنهم ..
وهذا بِخِلاف الرافضة ، الذين أهَانُوا أئمة آل البيت ، وكَذَبُوا عليهم ، ولم يتأدّبوا مع الأئمة ، كما رأيت أعلاه – ولم أنقل مِن كُتُب أهل السنة – حتى لا يُقال : هذا كذب أو تجنِّي !
وأهل السنة يعرفون للأئمة قَدْرهم ، ويُنْزِلونهم منازلهم ، لا يَغلُون فيهم ، ولا يضعون مِن قدرهم
لا يزعمون أن بعض رواتهم يضرطون في " لِحى الأئمة " .. قبّح الله مَن زَعَم ذلك !
وأهل السنة لا يُقدِّمون أقوال الأئمة الأربعة على أقوال الصحابة ولا على أقوال الأئمة من آل البيت ..
فإن الرواية عنهم في العلوم الشرعية مُستفيضة معلومة ، قد سُقْتُ طرفا منها ، ولم أُرِد الاستقصاء والتتبّع ، وإلاّ لاحْتَجْتُ إلى سنوات أجمع فيها فقه أئمة آل البيت مِن كُتب أهل السنة .
وأما الزعم بأن مِن أهل السنة من انتقل إلى مذهب الاثنا عشرية ، فهذا يُضاف إلى كذب الرافضة، إلاّ من طَمَس الله بصيرته ، وذهب غير مأسوف عليه !
فإن كان هناك من ترك السنة وانتحل الرَّفض دِينًا ، فقد وُجِد مَن كَفر وارتدّ عن دِينه ، ورضي بالكفر دينا !
والله تعالى أعلم .
لماذا لا يذكر أهل السنة حديث العترة
يحتج الشيعة على علماء أهل السنة بأنهم لا يذكرون حديث النبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي) فما شرح هذا الحديث؟
الجواب :
أولًا : من يوجد من تلك الطائفة لا يُسمى ( شيعي ) بل يُسمّى ( رافضي ) !
ثانيًا : الحديث يَذكره أهل السنة ويَروونه .
فقد رواه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :
إمام أهل السنة ، الإمام أحمد في مسنده ، ورواه ابن أبي عاصم في كتاب " السُّـنَّة " ورواه أبو يَعلى والطبراني في الكبير ، ولَفْظُه : " إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعِترتي أهل بيتي " .
وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خُـمًّـا بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثْنَى عليه ، ووعظ وذَكّر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأُجِيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فَخُذُوا بِكِتاب الله واستمسكوا به - فَحَثّ على كتاب الله ورَغّب فيه - ثم قال : وأهل بيتي ، أُذَكّركم الله في أهل بيتي ، أُذَكِّركم الله في أهل بيتي ، أُذَكِّركم الله في أهل بيتي . فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نِساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال : كل هؤلاء حُرِم الصَّدَقة ؟ قال : نعم .
وأما معنى الحديث فـ :قال القرطبي : وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يَقتضي وجوب احترام أهله وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عُذر لأحد في التخلّف عنها ، هذا مع ما عُلِمَ من خصوصيتهم بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبأنهم جزء منه ؛ فإنهم أصوله التي نشأ عنها ، وفروعه التي نشأوا عنه . اهـ .
ومن معاني الحديث :
أن تَوَدّوا قرابتي وعترتي ، وتحفظوني فيهم .
وهذا ثابت عند أهل السنة ، بل هو أصل من أصول عقيدتهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
حبّ الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودّة القُربى بها أتوسَّـلُ
قال الحكيم : والمراد بِـ ( عِتْرَتِه ) هنا العلماء العاملون ، إذ هم الذين لا يُفارقون القرآن ، أما نحو جاهل وعالم مُخَلّط فأجنبي من هذا المقام ، وإنما يُنظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل ، فإذا كان العلم النافع في غير عنصرهم لَزِمَنا اتباعه كائنا ما كان ، ولا يُعارِض حَـثّه هنا على اتباع عترته ، وحَثه في خبر على اتباع قريش ، لأن الحكم على فرد من أفراد العام بِحْكم العام لا يُوجب قصر العام على ذلك الفرد على الأصح ، بل فائدته مزيد الاهتمام بشأن ذلك الفرد والتنويه برفعة قدره . نقله المناوي في فيض القدير .
ثالثًا : لا يَحِق للرافضة أن يَعترِضوا على أهل السنة ، فأهل السنة أولى بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحقيقة وليس على الدعاوى !
وذلك لِعدّة اعتبارات :
الأول : أن الوصية بِكتاب الله أولى من الوصية بِغيره ، وقد بدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم ، والرافضة تعتقد تحريف القرآن ! وهم لا يَعتنون بالقرآن ، لأنهم يعتقدون كُفر من جمعه من الخلفاء ابتداء بأبي بكر وانتهاء بعثمان رضي الله عنه .
الثاني : أن الرافضة تتمسّح بِحُبّ آل البيت ، وهي مُجرّد دعاوى كذبها الواقع ، بل كذّبها التاريخ ، وشهِد آل البيت بِبُغْضِ الرافضة لهم ، ونَطَقتْ كُتُب الرافضة بذلك !
فهم قَتَلة الحسين على الحقيقة !
وكنت سُقْتُ طرفا من ذلك في :
الإجابات الجلـيـة عن الشـبهات الرافضية
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1733
الثالث : أن الرافضة تَطعن في عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلعن وتسبّ أزواجه صلى الله عليه وسلم . فهم يَلعنون أبا بكر وعمر وابنتيهما ( يَعنون عائشة وحفصة ) وهما لا شكّ من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بِنَصّ القرآن .
قال تعالى عن لوط : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) .
وأصرح منه قوله تعالى : (إِلاَّ آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ)
فلما ذَكَر ( آل لوط ) استثنى منهم امرأته ، ولو لم تكن الزوجة داخلة في آل بيت الرجل لم يحَتج القول إلى استثناء .
الرابع : أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بأصحابه خيرًا ، ونهى عن سبِّهم ، والرافضة تسبّ وتلعن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ويَعتبرونه دِينًا !!
والأحاديث في مدح الصحابة كثيرة معلومة ، بل زكاهم الله وأثنى عليهم ومدحهم .
أما الرافضة فسبّوهم وخوّنوهم ولَعنوهم !
قال الشيخ القحطاني الأندلسي في نونيته المشهورة :
لا تعتـــــــقد ديـــن الروافـــــض إنـــهم أهل المحال وحِزبةُ الشيطــان
إن الروافض شرّ من وطئ الحصى من كـــــــل إنس ناطق أو جــان
مدحــــــوا النبي وخــــــــوّنوا أصحـابه ورموهـــــــم بالظلم والعـــــــدوان
حبـــــــــوا قــــــرابته وسبـــــوا صحــــــبه جـــــــــــدلان عند الله منتقــضان
فــكـــــــأنما آل النبـــــــــي وصحـــــــبه روح يضــــــــم جميعها جسدان
الخامس : أن الرافضة لا تُعظِّم آل البيت على الحقيقة ، وإن ادَّعوا ذلك !
فَهُم بَين أمرين :
الأول : الغلو في بعض آل البيت كَعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وابنه الحسين ومن بعده من الأئمة ، حتى زَعَموا أنهم يَعلمون الغيب ، وادّعوا لهم العصمة .. إلى غير ذلك من مظاهر الغلوّ!
الثاني : هَجر وتَرْك بقية آل البيت ، فالحسن بن عليّ رضي الله عنه من آل البيت ، وأهل السنة يُحبّونه ويُحبّون سائر آل البيت ، أما الرافضة فإنه يَصِفون الحسن بن علي رضي الله عنه بـ (خاذل المؤمنين ) وذلك أنه تنازَل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه .
وقُل مثل ذلك عن آل العباس رضي الله عنهم ، فإن الرافضة لا تُقيم لهم وَزْنًا !
وأما أهل السنة فإنهم يُقدِّرون ويُعظِّمون آل البيت ، والميزان عند أهل السنة هو قُربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سواء من قرابته أو من زوجاته صلى الله عليه وسلم .
قال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ أن أَصِلَ من قرابتي . رواه البخاري ومسلم .
وقد فَرَضَ عُمر رضي الله عنه للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه اثني عشر ألفا لِقَرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزّار والطحاوي في شرح معاني الآثار .
وروى أهل السنة في دواوين السُّنّة عن سعيد بن جبير قال : كان ابن عباس في نَفَرٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سَفَر فيهم عمّار رضي الله عنه ، وكانوا يُقَّدِّمُونه يُصلي بهم لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم . رواه ابن أبي شيبة والحاكم في المستدرك وابن المنذر في الأوسط وغيرهم .
يَعني أنهم كانوا يُقدِّمون ابن عباس رضي الله عنهما لِقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهو عند أهل السنة من أكثر الصحابة رواية وحديثًا ، فهو مُقدَّم عند أهل السنة ، وليس كذلك عند الرافضة .
وكُنت قلت في " الإجابات الجلية عن الشُّبُهات الرافضية " : بالنسبة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فإن الحقيقة أن مروياته عند أهل السنة أكثر من مروياته عند الرافضة !
قَلِّب الكافي مثلا تجد أن الرواية عن جعفر الصادق – مثلا – أكثر من الرواية عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
وقلّب الكافي فلا تكاد تَجِد رواية عن الحسن بن عليّ رضي الله عنه إلا نادرًا .
وأما كتب أهل السنة ففي مسند الإمام أحمد فقط لِعليّ رضي الله عنه (819) حديثا بالمكرر .
وقلت فيه أيضا :
ولكي تعرف أن أهل السنة لا يتحيّزون ضد آل البيت ، بل هم محل تقدير ، أن في مسند الإمام أحمد - وهو يُعتبر من أضخم الموسوعات الحديثية - المجلد الأول منه لأحاديث الخلفاء الثلاثة ( أبي بكر وعمر وعثمان ) والمجلّد الثاني كاملا لأحاديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
فبلغت أحاديث الخلفاء الثلاثة (561) حديثا ، في حين بلغت أحاديث علي بن أبي طالب (819) حديثا .
فهل بعد هذا يُـتّهم أهل السنة أنهم لا يَروون عن آل البيت ؟!
وهم يَروون لعليّ رضي الله عنه أكثر من ثلاثة من الخلفـاء !!
وقد عظّم أهل السُّنة قرابة النبي صلى الله عليه وسلم .
روى العجلي في كتاب " معرفة الثِّقَات " عن حفص بن غياث قال : قَدِمْتُ البصرة ، فقالوا : لا تُحَدِّثنا عن ثلاثة : جعفر بن محمد ، وأشعث بن سوار ، وأشعث بن عبد الملك . قال : فقلت : أما جعفر بن محمد فلم أكُن لأدَع الحديث عنه لقرابته من رسول الله سس ولِفَضْلِه .
قال العجلي : جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضي الله عنهم أجمعين ، ولهم شيء ليس لغيرهم : خمسة أئمة : جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب . اهـ .
أي هؤلاء الأئمة الخمسة من نسل عليّ رضي الله عنه ، أولّهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ثم ابنه الحسين ، ثم عليّ بن الحسين ، ثم ابنه محمد – المعروف بالباقر – ثم جَعفر – المعروف بِجَعفر الصادق – كل هؤلاء يَروي عنهم أئمة أهل السنة .
وهذا الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة ، والإمام المعروف ، صاحب المذهب المتبوع لما وَرَدَ المنصور المدينة أراد أن يُقيده من جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، فقال : والله ما ارتفع سوط منها عن بَدَنِي إلاّ وقد جعلته في حِلّ لِقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ورَوى أبو نُعيم في الحلية من طريق عبد الله بن عبد العزيز العمري قال : قال لي موسى بن عيسى يُنْهَى إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد إنك تشتمه وتدعو عليه ، فبأي شيء اسْتَبَحْتَ ذلك يا عُمَريّ ؟ قال : فقلت له : أما شتمه فهو والله أكْرَم عليّ من نفسي لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأما في الدعاء عليه فو الله ما قلت اللهم انه قد أصبح عبئا ثقيلا على أكتافنا لا تطيقه أبداننا ، وقَذىً في جفوننا لا تطرف عليه جفوننا ، وشَجَىً في أفواهنا تَسُفّه حلوقنا بأكُفِّنا مَوّته وفَرّق بيننا وبينه ! ولكن قُلتُ : اللهم إن كان يُسمى بالرشيد لرشد فأرشده ، أو لغير ذلك فراجع به ، اللهم إنّ له في الإسلام بالقياس على كل مؤمن حقا ، وله بنبيك قرابة ورحم ، فَقَرِّبْه من كل خير ، وباعده من كل سوء ، وأسعدنا به ، وأصلحه لنفسه ولنا . فقال موسى بن عيسى " يرحمك الله أبا عبد الرحمن ! كذلك يا عُمريّ الظنّ بك .
والأخبار في ذلك كثيرة معلومة في تعظيم أهل السنة لآل البيت .
وتعظيم أهل السنة بِخلاف تعظيم الرافضة الذين غَلَو في بعض آل البيت ، وأعرضوا عن كثير من آل البيت ، لِزعمهم أن آل البيت ينحصِرون في حديث الكساء ، وليس الأمر كذلك ، عند أهل العلم بل عند أهل اللغة ، فإن حديث الكساء قد رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مُرط مُرَحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله، ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .
فهذا الحديث ليس فيه حصر آل البيت في هؤلاء ، فإن أزواجه صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، وهن من أهل بيته . كما بيّنته في " الإجابات الجلية " .
كما أن الرافضة أهل ثورات ضد الخلفاء ، وإن كانوا من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم .. فهم لا يَرون لذلك حقًّـا ، ولا يَرون شرعية الدُّول التي كانت في صَدر الإسلام ، مع قرابة خلفاء تلك الدول مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم .
أريد التأكّد مِن صحّة أحاديث يستشهد بها الرافضة في سبّ معاوية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كما يعلم القاصي و الداني فإن الرافضة يتفننون في سب معاوية رضي الله عنه، هناك أمر عجزت عن الرد عليهم فيه و هي أحاديث تسب معاوية رضي الله عنه من كتب أهل السنة ومن صحيح مسلم كما قال -فهم لديهم مواقع متخصصة في الرد على أهل السنة من كتبهم-.
أريد أن أتحقق من صحة هذه الأحاديث لكي أحسن الرد عليهم وجزاكم الله كل الخير:
عن عبد الله بن بريدة قال : دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ، ثم أتينا بالطعام فأكلنا ، ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ، ثم ناول أبي ثم قال : ما شربته منذ حرمه رسول الله (صلى الله عليه و سلم) مسند أحمد بن حنبل 5 : 347
عن ابن عباس أن النبي (ص) دعا معاوية عدة مرات وكان يأكل, فقال (صلى الله عليه و سلم) : « لا أشبع الله بطنه ». [ مسلم 4 / 201 ـ كتاب البر والصلة باب من لعنه النبي ] .
روى الطيالسي عن ابن عباس : أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بعث الى معاوية ليكتب له, فقال: انه يأكل, ثم بعث اليه فقال: انه يأكل, فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): لا أشبع الله بطنه. [ مسند ابي داود الطيالسي 1 / 359 ].
روى الهيثمي في مجمع الزوائد عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه و سلم) , سمع صوت رجلين وهم يتغنيان فسأل عنهما فقيل له: معاوية وعمروبن العاص , فقال : اللهم اركسهما في الفتنة ركسًا ودعهما الى النار دعًا . [ مجمع الزوائد 8 / 121 ] .
وروى الهيمثي أيضًا عن الامام الحسن انه قال : أنشدك الله يا عمرو ويا مغيرة أتعلمان ان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قال: لعن الله السايق والراكب, أحدهما معاوية؟ قالا: اللهم بلى [مجمع الزوائد 7 / 247 ].
روى مسلم في صحيحه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص, عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدًا فقال: ما منعك أن تسب أباتراب؟ فقال: أما ماذكرت ثلاثًا قالهنّ له رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فلن أسبه . صحيح مسلم بشرح النووي 15/175
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رحم الله سلف هذه الأمة .. إذ كان بعضهم يقول : لولا أني على وضوء لأخبرتك ببعض ما تقول الشيعة !!
والرافضة – كاليهود – أهل بُهتان ! لا يذكرون الفضائل ! بل ويغمطونها !
وفضائل معاوية رضي الله عنه كثيرة معلومة . منها :
أنه مِن كُتّاب الوحي .
وأنه أخو أم المؤمنين أمّ حبيبة رضي الله عنها .
وأنه الذي اجتمع عليه الناس ، وتنازل له الحسن رضي الله عنه عن الخلافة ، وسُمّي ذلك العام عام " الجماعة " .
وهذا اعتراف من الحسن رضي الله عنه بِفضل معاوية رضي الله عنه .
وأما ما يستدلّون به فالجواب عنه كما يلي :
الحديث الأول في الشَّراب ، هو محمول على النبيذ المختلف فيه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وكان عامة شرابهم مِن نَبيذ التمر ، وقد تواترت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وأصحابه رضي الله عنهم أنه حرّم كل مسكر ، وبيّن أنه خمر . وكانوا يشربون النبيذ الحلو ، وهو أن ينبذ في الماء تمر وزبيب ، أي يُطرح فيه ، والنبذ الطرح ليحلو الماء ، لا سيما كثير من مياه الحجاز فإن فيه ملوحة ، فهذا النبيذ حلال بإجماع المسلمين ؛ لأنه لا يُسكر ، كما يحل شرب عصير العنب قبل أن يصير مسكرا . اهـ .
وقوله رضي الله عنه : " ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعني الشراب الْمُحرَّم ، وليس الشراب الذي بين يديه ؛ لأنه لو كان شرابا مُحرّما ويقول فيه ذلك القول لأنكر عليه من عنده ، والصحابة رضي الله عنهم لم تكن لديهم مُحاباة ومُجاملة في ذات الله .
والمعنى : ما شربت هذا الشراب إذا تخمّر وحَرُم ..
الحديث الثاني : " لا أشبع الله بطنه "
قال الحافظ العراقي : إنّ ما وَقع مِن سّـبِّه ودعائه ونحوه ليس بمقصود ، بل هو مما خَرج على عادة العرب في وَصْل كلامها بلا نِـيّة ، كقوله : تَرِبت يمينك ، وعَقْرَى حَلْقَى ، وكَقَوله في حديث أنس ليتيمة أم سليم : لا أكثر الله منك ، وفي حديث معاوية : " لا أشبع الله بطنه " ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء ، فخاف صلى الله عليه وسلم أن يُصادف شيء من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه وتعالى ورَغِب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا وأجرا ، وإنما كان يقع منه هذا في النادر مِن الأزمان ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ، ولا لعانا ، ولا منتقما لنفسه . اهـ .
وقال الشيخ الألباني : و قد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا منه مطعنا في معاوية رضي الله عنه ، و ليس فيه ما يساعدهم على ذلك ، كيف و فيه أنه كان كاتب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ! و لذلك قال الحافظ ابن عساكر : " إنه أصح ما وَرَد في فضل معاوية " فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود ، بل هو ما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نِـيّـة ، كقوله صلى الله عليه وسلم في بعض نسائه : " عَقْرى حَلْقَى " و " تَرِبَت يمينك" . و يمكن أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وسلم بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه عليه السلام في أحاديث كثيرة متواترة . اهـ . أي : بسبب بشريته صلى الله عليه وسلم .
وحمله بعض العلماء على أنه دعاء لِمُعاوية وليس عليه . وذلك أن الشِّبَع تَرَف وسبب للأمراض ، فَدُعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " لا أشبع الله بطنه " دعاء أن لا يُكثر الشِّبَع .
الحديث الثالث : " اللهم اركسهما في الفتنة ركسا "
أولا : غير صحيح أن يُقال : رواه الهيثمي ! بل يُقال : أوْرَده ، ونحو ذلك .
ثانيا : الهيثمي لَمّا أورد الحديث قال عقبه : رواه الطبراني وفيه عيسى بن سوادة النخعي كذاب . اهـ .
وهذا يعني أنه موضوع مكذوب .
ولكن الرافضة قَومٌ بُهْت !
والحديث مكذوب كما بينه الهيثمي وابن الجوزي من قبله والفَتَنِي من بعده .
الحديث الرابع : " يا عمرو ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله السابق والراكب " .. وكعادة الرافضة في تحريف الْكَلِم ! الذي عند الهيثمي : " أحدهما فلان "، وليس فيه ذِكر معاوية !
ومع ذلك ، فالحديث ضعيف . شيخ الطبراني مختلف فيه .
وفي إسناد الطبراني : (عمران بن حدير أظنه عن أبي مجلز ) والظن لا يُغني من الحق شيئا .
ولا يُعرف لعمرو بن العاص رضي الله عنه شعرا .
الحديث الأخير : قول معاوية رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص : " ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ "
قَالَ الْعُلَمَاء : الأَحَادِيث الْوَارِدَة الَّتِي فِي ظَاهِرهَا دَخَل عَلَى صَحَابِيّ يَجِبُ تَأْوِيلُهَا . قَالُوا : وَلا يَقَعُ فِي رِوَايَات الثِّقَات إِلاّ مَا يُمْكِنُ تَأْوِيلُهُ . فَقَوْل مُعَاوِيَة هَذَا لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيح بِأَنَّهُ أَمَرَ سَعْدًا بِسَبِّهِ ، وَإِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ السَّبَب الْمَانِع لَهُ مِنْ السَّبّ ، كَأَنَّهُ يَقُول : هَلْ اِمْتَنَعْت تَوَرُّعًا ، أَوْ خَوْفًا ، أَوْ غَيْر ذَلِكَ . فَإِنْ كَانَ تَوَرُّعًا وَإِجْلالا لَهُ عَنْ السَّبّ ، فَأَنْتَ مُصِيب مُحْسِن ، وَإِنْ كَانَ غَيْر ذَلِكَ فَلَهُ جَوَاب آخَر ، لَعَلَّ سَعْدًا قَدْ كَانَ فِي طَائِفَة يَسُبُّونَ فَلَمْ يَسُبَّ مَعَهُمْ ، وَعَجَزَ عَنْ الإِنْكَار ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ ، فَسَأَلَهُ هَذَا السُّؤَال . قَالُوا : وَيَحْتَمِلُ تَأْوِيلا آخَر : أَنَّ مَعْنَاهُ مَا مَنَعَك أَنْ تُخَطِّئَهُ فِي رَأْيه وَاجْتِهَاده ، وَتُظْهِرَ لِلنَّاسِ حُسْن رَأْينَا وَاجْتِهَادنَا ، وَأَنَّهُ أَخْطَأَ ؟ نقله النووي .
والله تعالى أعلم .
تقول : يجب علينا احترام الرافضة ؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل بورك بعلمكم و جعل ما تقومون به في موزين حسناتكم
طرحت في المنتدى موضوع عن بعض بِدَع الروافِض وخرافاتهم فردت عليّ أخت وقالت : ما دخل الرافضة بالإمام علي ابن عم الرسول وما دخل كتبهم وصلاتهم على الرسول، كما أن الإمام علي أمير المؤمنين وربيب بيت النبوة فلِمَ نتهم الرافضة وهم مسلمين وما دخل التعبد والرافضة في الموضوع فأرجو عدم إثارة النعرات الطائفية وكلنا من أهل السنة والجماعة والمذهب الشيعي مذهب إسلامي وقد يكون هناك شيعة وأعضاء شيعة في منتدانا .
فليس من المعقول كل شيء بدع وتعبد لغير الله وحرام، فالدين يسر وليس عسر، يسروا ولا تعسروا فلا نظهر للرافضة كما تسمينهم بأننا من مذهب أهل السنة نسب ونستهزئ فهناك قضايا أكبر من المذهب الشيعي والذي لا نرضى منهم أن يمسوا بمذهبنا، كما أننا علينا احترامهم ولا نسيئ الظن فيهم
فرجاء عدم إثارة المواضيع والتي تخالف القوانين مع خالص شكري لكِ ولكل الأعضاء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
نحن لا نشكّ ولا نُماري في فضل عليّ رضي الله عنه .
وكنت كتبت شيئا من سيرته هنا :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=78617
وعليّ رضي الله عنه افْتَرَتْ عليه الرافضة كذبا كما افْتَرَتْ على سائر أئمة آل البيت ، وقد كان جعفر الصادق رحمه الله يلعن الرافضة لأنهم كذبوا عليه !
وهذا موجود في كُتبهم قبل كُتب أهل السنة !
ففي رجال الكّشّي عن الإمام الصادق أنه قال في حقّ زرارة بن أعين : زرارة شرّ من اليهود والنصارى !
وفي المصدر المذكور عن أبي عبد الله عليه السلام : لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة .
و " زُرارة " هذا من المكثرين في الرواية عن جعفر الصادق . فقد ذَكَر الخوئي أن مرويات زرارة تبلغ 2490 رواية .
وهل الرافضة أصلا دخلوا في الإسلام حتى يُدافَع عنهم مثل ذلك الدفاع ؟!
ورحم الله فقهاء الأمة إذا كانوا يقولون من رمى غيره بألفاظ نابية أنه يُعزّر ، وعدّوا من تلك الألفاظ قول ( يا رافضي ) ! وما ذلك إلاَّ لِخُبْثَ الروافض !
وقال ابن مُفلح في " الفروع " : وَيُعَزَّرُ فِي : يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا حِمَارُ ، يَا تَيْسُ ، يَا ثَوْرُ ، يَا رَافِضِيُّ !
وفي " تكملة المجموع " : ومن الألفاظ الموجبة للتعزير قوله لغيره : يا فاسق ، يا كافر ، يا فاجر، يا شقي ، يا كلب ، يا حمار ، يا تيس ، يا رافضي ! يا خبيث ، يا كذاب .
ورَحِم الله أئمة أهل السنة إذ كانوا يَرون أن أقوال الرافضة توجِب الْحَدَث ! قال طلحة بن مصرف: لولا أني على وضوء لأخبرتك ببعض ما تقول الشيعة ! رواه الإمام اللالكائي .
وهل يجب علينا احترام من لم يحترم خيار خَلْق الله ؟ وهم الصحابة وأمهات المؤمنين ؟
ورحم الله ابن القيم إذ قال : وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ من مُسِخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم ، فإنها لما مُسِخَتْ قلوبهم وصارتْ على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة أن جُعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَه ، وهذا غاية الحكمة. واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير كيف غَلبتْ عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها . ثم إن كنت من المتوسِّمِين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم ! كيف تراها بادية عليها ، وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صُوَر أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم ، بل هم أخفّ الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخِداعا وفسقا ، فإن لم تقرأ نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين ! واقرأ نسخة الخنازير من صور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب ! وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ، ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيُبادِر إليه !
فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده مُنطبقا عليهم ، فإنهم عَمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ، ثم والَوا كُلّ عَدو لهم من النصارى واليهود والمشركين، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خير منهم ! فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير ؟ فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين . اهـ .
وأما دعوى أن هناك قضايا أهمّ .. فليس هناك قضية أهم من قضية العقيدة .. ونحن نختلف مع الرافضة في قضايا عقدية كثيرة ..
وسبق :
هل الرافضة كفار ؟
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=13&ref=1448
والرافضة تعتبر قَتْل أهل السنة واستباحة دمائهم قُربة !
وتعتبر من عدا الرافضة أولاد زنا !
وتعتبر أهل السنة أنجاس أرجاس !
لم آت بشيء من عندي ! بل هذا ما نطقت به كتب القوم !!!
والتاريخ يُصدّق ذلك ، حتى لو نَفَوه تقيّـة !!
روى الكليني في ( الكافي 8/285) عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَفْتَرُونَ وَيَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ ! فَقَالَ لِي : الْكَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلادُ بَغَايَا مَا خَلا شِيعَتَنَا !
والسُّنِّي عندهم حَلال الدم والْمَال !
في الكافي (7/374) - وهو أصحّ كُتُب الرافضة - : عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) عَنْ مُؤْمِنٍ قَتَلَ رَجُلا نَاصِبًا مَعْرُوفًا بِالنَّصْبِ عَلَى دِينِهِ غَضَبًا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَيُقْتَلُ بِهِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا هَؤُلاءِ فَيَقْتُلُونَهُ بِهِ ، وَ لَوْ رُفِعَ إِلَى إِمَامٍ عَادِلٍ ظَاهِرٍ لَمْ يَقْتُلْهُ بِهِ .
قال داود بن فرقد : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في قتل الناصب ؟
فقال: حلال الدم ، ولكني " أتّقي " عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل . ( وسائل الشيعة 18/463) ، (بحار الأنوار 27/231) .
وعلق عليه الخميني بِقوله : فإن استطعت أن تأخذ ماله فَخُذْه ، وابْعث إلينا بالخمس .
وقال السيد نعمة الله الجزائري: إن عليّ بن يقطين - وزير الرشيد - اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين ، فأمَر غِلمانه وهَدَموا أسْقف الْمَحْبَس على الْمَحْبُوسِين ، فماتوا كلهم ، وكانوا خمسمائة رجل . (الأنوار النعمانية 3/308).
ويقول الخميني : ( ولا تجوز الصلاة على الكافر بأقسامه ، حتى المرتد ومن حُكم بِكُفْره ، ممن انتحل الإسلام كالنواصب والخوارج ) !
كما أفتى بنجاسة أهل السنة ، فقال : ( والنواصب والخوارج لعنهما الله تعالى نجسان من غير تَوقُّف ) ! (من كتاب تحرير الوسيلة للخميني) !
أبعد هذا يُقال : يجب احترام الرافضة ؟!!
أو يُقال : لا تثيروا النعرات ..
فالرافضة هم من يُثيرونها !
ولا أدلّ على ذلك مما تطفح به منتدياتهم !
ولا أدلّ على ذلك أيضا من إقامة المآتم وضرب الخدود والرؤوس وشقّ الجيوب يوم عاشوراء !
والنتيجة : إثارة الحقد والبغضاء ضد أهل السنة !
ولا أدلّ على قول أحد ملاليهم ، إذ يقول : نحن نحقد على أبي بكر ! نحن نحقد على عمر !
وفي إيران تُقام الأضرحة ويُسبّ فيها الصحابة ، ويُقدّس فيها المجوس !
والله تعالى أعلم .
يقول لديه محل يدكورات فهل يجوز له أن يقوم بعمل ديكورات لإحدى حسينيات الرافضة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي محل تجاري لتصميم الديكورات , وجائني عقد عمل مغري ماديًا وهو أن أقوم بعمل ديكورات لإحدى الحسينيات الخاصة بالرافضة في القطيف بمبلغ مغري .فهل عملي معهم جائز ؟ وهل أقوم بتنفيذ العمل أم لا ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا تَقُم بهذا العمل ، ولا تكون عونًا لهم على شِرْكِهم .
ولا يجوز التعاون على الإثم والعُدوان .
والله تعالى أعلم .
الرافضة يقولون : أنّ أهل السُنّة حرّفوا القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الكريم
يحتج الرافضة بهذه الروايات على أن أهل السنة هم من حرفوا القرآن
روي عن عائشة : " أنّ سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي (ص) في مائتي آية ، فلم نقدر منها إلاّ على ماهو الآن " ـ الاتقان 3 : 82 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، مناهلالعرفان 1 : 273 ، الدرّ المنثور 6 : 56 ـ وفي لفظ الراغب : " مائة آية " ـ محاضراتالراغب 2 : 4 / 434 .
وروي عن عمر وأبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس : " أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة ، أو هي أطول منها ، وفيها كانت آية الرجم " ـالإتقان 3 : 82 مسند أحمد 5 : 132 ، المستدرك 4 : 359 ، السنن الكبرى 8 : 211 ،تفسير القرطبي 14 : 113 ، الكشاف 3 : 518 ، مناهل العرفان 2 : 111 ، الدر المنثور 6 : 559 ـ .
عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت: " قرأ عليّ أبي ، وهو ابن ثمانين سنة ، في مصحف عائشة: إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليمًا وعلى الذين يصلون في الصفوف الأُولى " . قالت : " قبل أن يغيّر عثمان المصاحف " ـ الإتقان 82:3 ـ
أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب ،قال : " القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف " ـ الاتقان 1 : 242 ـ . بينما القرآن الذي بين أيدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار .
وأيضا يحتجون بآية الرجم التى كان يقولها عمر رضي الله عنه
أرجو الرد من فضيلتكم وجزاكم الله خير الجزاء
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أهل السنة براء من دعاوى تحريف القرآن ، ومن القول بنقص القرآن وزيادته ! بل هذا من عقائد الرافضة !
فقد روى " الكليني " في كتابه " الكافي " ( أصحّ كتاب عند الرافضة ) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَال : دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ ( عليه السلام ) مُصْحَفا وقَال : لا تَنْظُرْ فِيهِ ، فَفَتَحْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيهِ : " لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَجَدْتُ فِيهَا اسْمَ سَبْعِينَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ " ! قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيَّ : ابْعَثْ إِلَيَّ بِالْمُصْحَفِ .
وروى الكليني الرافضي أيضا عَنْ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام) وَ أَنَا أَسْتَمِعُ حُرُوفًا مِنَ الْقُرْآنِ لَيْسَ عَلَى مَا يَقْرَأُهَا النَّاسُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : كُفَّ عَنْ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ ، اقْرَأْ كَمَا يَقْرَأُ النَّاسُ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ ( عليه السلام ) ، فَإِذَا قَامَ الْقَائِمُ ( عليه السلام ) قَرَأَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى حَدِّهِ ، وأَخْرَجَ الْمُصْحَفَ الَّذِي كَتَبَهُ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) ، وقَالَ : أَخْرَجَهُ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) إِلَى النَّاسِ حِينَ فَرَغَ مِنْهُ وَكَتَبَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ : هَذَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ كَمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) ، وقَدْ جَمَعْتُهُ مِنَ اللَّوْحَيْنِ ، فَقَالُوا : هُوَ ذَا عِنْدَنَا مُصْحَفٌ جَامِعٌ فِيهِ الْقُرْآنُ لا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ ! فَقَالَ : أَمَا واللَّهِ مَا تَرَوْنَهُ بَعْدَ يَوْمِكُمْ هَذَا أَبَدًا ! إِنَّمَا كَانَ عَلَيَّ أَنْ أُخْبِرَكُمْ حِينَ جَمَعْتُهُ لِتَقْرَءُوهُ .
فانظر إلى الرافضة كيف يدّعون محبة علي رضي الله عنه ، ومع ذلك فإنهم يتّهمونه بِكتمان كِتاب الله !
ولو فرضنا أن ذلك كان في زمن الصحابة رضي الله عنهم ، فَلِم لم يُظِهره عليّ رضي الله عنه حينما تولّى الخلافة ؟!
فالرافضة تتهمّ عليًّا رضي الله عنه أنه كَتَم كِتاب الله !!
وهذا في أصحّ كُتُبهم !
وروى الكليني الرافضي عن هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) إِلَى مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ .
هكذا تزعم الرافضة !
والقرآن الذي بأيدينا ستة آلاف آية وزيادة .. بينما تزعم الرافضة أن القرآن سَبْعَة عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ!!
( تنبيه : ما يروونه عن جعفر الصادق أو عن غيره من آل البيت كذب وافتراء ، وقد تبرأ منه أئمة آل البيت ، خاصة جعفر الصادق )
وأما ما استدّلوا به ، فالجواب عنه كما يلي :
ما روي عن عائشة رضي الله عنها كانت سورة الأحزاب تعدل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتي آية ، فلما كُتب المصحف لم يُقدر منها إلاّ على ما هي الآن .
فالمشهور عند أهل العلم أن سورة الأحزاب كانت أطول مما هي الآن ، ونُسِخ منها جزء كبير .
قال القرطبي عن هذا الأثر عن عائشة : وهذا يحمله أهل العلم على أن الله تعالى رفع من الأحزاب إليه ما يزيد على ما في أيدينا ، وأن آية الرجم رفع لفظها.
ونَقَل عن أبي بكر الأنباري قوله : فمعنى هذا من قول أم المؤمنين عائشة : أن الله تعالى رفع إليه من سورة الأحزاب ما يزيد على ما عندنا.
قال القرطبي : قلت : هذا وَجْه مِن وُجوه النسخ . اهـ .
والنسخ ثابت في القرآن ، كما قال تعالى : (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا).
والرافضة تُنكر الـنَّسْخ تَبَعًا لليهود !! بينما تقول الرافضة بِما يُسمونه بـ " البداء " ! وهو نسبة الجهل إلى الله ! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، وهو أنه يبدو لله الأمر لم يكن بدا له !
وقد عقد الكليني الرافضي في كتابه " الكافي " : بَابُ الْبَدَاءِ !
وأصل هذه العقيدة عقيدة يهودية ! والشيء مِن معدنه لا يُستغرب ، فالرافضة أصلا صنيعة يهودية! فالفرع تَبِع الأصل !!!
والله عزّ وجلّ ينسخ ما يشاء ويُثبت ، والنسخ ثابت في الكتاب وفي السنة . وما قالته عائشة في شأن سورة الأحزاب مثل ما قالته في شأن الرضاعة .
قالت رضي الله عنها : كان فيما أُنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يُحرِّمن ، ثم نُسِخن بخمس معلومات . رواه مسلم .
قال الزركشي : والـنّسْخ في القرآن على ثلاثة أضرب :
الأول : ما نُسخ في تلاوته وبَقِي حُكمه ، فيعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول ، كما رُوي أنه كان يقال في سورة النور ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبته نكالا من الله ) ولهذا قال عمر : لولا أن يقول الناس زاد عُمر في كتاب الله لكتبتها بيدي . رواه البخاري في صحيحه مُعَلَّقًا .
وأخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي بن كعب قال : كانت سورة الأحزاب توازي سورة النور ، فكان فيها ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ) .
ونَقَل الزركشي عن ابن الحاجب قوله :
ظاهر قوله : ( لولا أن يقول الناس ) الخ . أن كتابتها جائزة ، وإنما منعه قول الناس ، والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه ، وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة ؛ لأن هذا شأن المكتوب، وقد يُقال : لو كانت التلاوة باقية لَبَادَر عُمر رضي الله عنه ولم يُعَرِّج على مقال الناس ؛ لأن مقال الناس لا يصلح مانعا .
والنوع الثاني من النسخ : ما نُسِخ حُكْمه وتلاوته ، كَعَشْرِ رضعات . والنوع الثالث : ما نُسِخ حُكْمه وبَقِيت تلاوته ، وهذا هو الأكثر . ذَكَرها النووي أيضا .
وسبق :
نصراني يثير شبهه : إذا كان القرآن كلام الله فلماذا لم يحفظ هاتين الآيتين من الضياع ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=74522
هذا كله على افتراض ثبوت الرواية عن عائشة رضي الله عنها ، وإلاّ فإن في إسنادها من فيه ضعف .
فما يتعلق بِسورة الأحزاب وما قيل فيها مَرجعه إلى النسخ ، والمثبت في المصاحف هو ما حفظه الله ، لم يُحرّف ولم تُنسَخ تلاوته .
وما رُوي عن عائشة رضي الله عنها وقولها : (" قبل أن يغيّر عثمان المصاحف ") ، فهذا خبر ضعيف .
ولو ثبت عنها لم يكن فيه ما يَسند دعاوى الرافضة ! لأن المقصود بتغيير عثمان جمْع المصاحف وتوحيد الناس على مُصحف واحد . وكانت المصاحف ربما كُتِب فيها ما هو مِن قَبِيل التفسير ، فهو – لو صحّ – لَكان من هذا القبيل ، وليس التغيير والتحريف الذي تعتده الرافضة وتذهب إليه .
ثم لو ثبت أيضا لم يكن فيه دليل ؛ لأن الرواية ليست عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت: " قرأ عليّ أبي ، وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة .. " ، فهي تروي فِعْل أبيها ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنه لا يُعرف لعائشة رضي الله عنها مُصْحَفًا ! وإنما عُرِف أن المصحف كان عند حفصة رضي الله عنها ، وهو المصحف الذي جمعه الصحابة في زمن أبي بكر رضي الله عنه .
وأين هذا مما تزعمه الرافضة من مصحف فاطمة رضي الله عنها ؟!! فهم يزعمون أن الوحي كان يَنْزل على فاطمة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم !!
ولو ثبت هذا أيضا لم يكن فيه دليل ؛ لأنه قد يكون تفسيرا ، أو مما أضافه صاحب المصحف إلى مصحفه ، كأن يكتب على حاشية المصحف حُكمًا تجويديا ، أو قراءة ، ونحو ذلك .
ومما يُضعِّف هذه الرواية أن حُميدة مرة ترويه عن أبيها ، ومرّة ترويه عن مُصحف عائشة ! ومما يُضعّفها أيضا أن حُميدة هذه لا تُعرف ، وقد تكون بنت أبي يونس مولى عائشة رضي الله عنها .
وسبب جَمْع عثمان رضي الله عنه المصاحف وتوحيد الأمة على مُصحف واحد ما وقع من الاختلاف بسبب اختلاف القراءات . فإن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قَدِم من غزوة كان غزاها بِمَرْج أرْمينِية ، فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان بن عفان فقال : يا أمير المؤمنين : أدرِكِ الناس! فقال عثمان : وما ذاك؟
قال : غزوت مَرْج أرمينية ، فحضرها أهلُ العراق وأهلُ الشام، فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبيّ بن كعب ، فيأتون بما لم يسمع أهلُ العراق ، فتكفرهم أهلُ العراق . وإذا أهل العراق يقرءون بقراءة ابن مسعود ، فيأتون بما لم يسمع به أهل الشام ، فتكفِّرهم أهلُ الشام . قال زيد : فأمرني عثمان بن عفان أكتبُ له مُصْحفًا ، وقال : إنّي مدخلٌ معك رجلا لبيبًا فصيحًا ، فما اجتمعتما عليه فاكتباه ، وما اختلفتما فيه فارفعاه إليّ .
فجعل معه أبان بن سعيد بن العاص ... ثم أرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة ، وحَلف لها ليردنها إليها ، فأعطته إياها ، فَعَرَض المصحف عليها ، فلم يختلفا في شيء . فردَّها إليها ، وطابت نفسه ، وأمرَ الناس أن يكتبوا مصاحفَ . فلما ماتت حفصةُ أرسل إلى عبد الله بن عمر في الصحيفة بِعَزْمة ، فأعطاهم إياها فغسلتْ غسلا . رواه ابن جرير .
فهذا يدلّ على أن جَمْع عثمان رضي الله عنه كان باتفاق الصحابة ، وكان فيه توحيد الأمة على قراءة واحدة درءا للخلاف ، ورَفْعًا للتنازع الذي وَقَع .
وفِعْل عثمان رضي الله عنه تلقّته الأمة بالقبول ، ووافقه عليه الصحابة أجْمَع ، بِما فيهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
قال مصعب بن سعد : أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل ، فما رأيت أحدا أنكر ذلك ، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم . اهـ .
ولا يجوز اعتقاد تغيير القرآن أو تحريفه ، ولا الظنّ بالصحابة الكرام رضي الله عنهم مثل هذا الظّن ؛ واعتقاد مثل ذلك كُفر بالله ، وتكذيب لِوعد الله الذي تكفّل بِحفظ كِتابه .
قال أبو عبيد في " فضائل القرآن " : ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة، وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار ، وإسقاط لِمَا سِواه ثم أطبقت عليه الأمة ، فلم يختلف في شيء منه ، يَعْرِفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم ، وتوارثه القرون بعضها عن بعض ، وتتعلمه الولدان في المكتب . وكانت هذه إحدى مناقب عثمان العظام. وقد كان بعض أهل الزيغ طعن فيه ، ثم تبين للناس ضلالهم في ذلك
وأما ما يُروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال : " القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف " ، فهو خبر باطل ، كما بينه الإمام الذهبي في " ميزان الاعتدال " وأقرّه ابن حجر في " لسان الميزان " وتابعهما الألباني بقوله : لوائح الوضع على حديثه ظاهرة ، فمثله لا يحتاج إلى كلام ينقل في تجريحه بأكثر مما أشار إليه الحافظ الذهبي ثم العسقلاني ؛ من روايته لمثل هذا الحديث وتفرده به ! . اهـ .
فهو خبر مكذوب لا يُعوّل عليه .
وسبق :
هل القرآن أنزل مرتبا مثل ترتيب المصحف الآن ؟؟
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=584
ونصيحة لإخواني وأخواتي .. لا تكونوا أقماع شُبُهات ! قال عليه الصلاة والسلام : ويل لأقماع القول . رواه الإمام أحمد .
قال ابن القيم رحمه الله: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرادا بعد إيراد : لا تَجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها ، فلا ينضح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزجاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشبهات بِظاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بصفائه ، ويدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشبهات . أو كما قال . فما اعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
لا تُلقوا بأسماعكم إلى شُبُهات الزنادقة ، والذين يُشكِّكون الناس بِدينهم ! فما هذه إلاّ بِضاعة يهودية مُزجاة ! وأبواق لإبليس .. ينفثون الشبهات ، ويُشكِّكُون الناس بِدينهم .
لتعلموا أن الرافضة شياطين في صُوَر بني آدم ! روى الإمام اللالكائي من طريق مالك أبي هشام قال : كنت أسير مع مِسْعَر ، فلقيه رجل من الرافضة قال : فَكَلّمه بشيء لا أحفظه ، فقال له مِسعر : تَنَحّ عني ، فإنك شيطان !
وروى عن محمد بن يوسف الفريابي قال : وقد أخبرني رجل من قريش أن بعض الخلفاء أخذ رجلين من الرافضة ، فقال لهما : والله لئن لم تخبراني بالذي يَحملكما على تنقّص أبي بكر وعمر لأقتلنكما ، فَأبَيَا ، فَقَدَّم أحدهما فَضَرب عنقه ، ثم قال للآخر : والله لئن لم تخبرني لألحقنك بصاحبك . قال : فتؤمني ؟ قال له : نعم . قال : فإنا أردنا النبي ! فقلنا : لا يُتَابِعنا الناس عليه ، فقصدنا قَصد هذين الرجلين ، فتابعنا الناس على ذلك ! قال محمد بن يوسف : ما أرى الرافضة والجهمية إلاَّ زنادقة !
والله تعالى أعلم .
ما حكم مجالسة الرافضة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي ما حكم مجالسة الرافضة والحوار معهم مع العلم من خطر هذا الأمر؟ حيث أني لا أملك من العلم الكثير ولكن باستطاعتي ولله الحمد أن أحج أي مرجع شيعي في مذهبه الباطل
حيث أنني دخلت معهم في حوار حاد وباهلت أحد علمائهم في أحد المواضيع كعادتي في الحوار معهم
السؤال ما حكم حواري معهم في دينهم الباطل ومجالستهم والأكل معهم في إناء واحد والله أعلم وجزاكم الله عني خير الجزاء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لا تجوز مُصاحبتهم ولا مُناقشتهم إلاّ لِمن لديه عِلْم بِما عندهم من أباطيل وشُبهات ، وعِنده عِلْم بالحقّ بِدليله .
وسبق :
مصاحبة أهل البدع والزندقة
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=143
مَن يقول : يجب علينا احترام الرافضة ؟!
http://www.almeshkat.com/vb/showthread.php?t=71956
هل يُسلّم على الرافضة ؟
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=557
والله تعالى أعلم .
هل يجوز الدعاء على الرافضة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلمون -بارك الله فيكم- ما ينطوي عليه دين الرافضة من أسس شركية لا تمت إلى الإسلام بصلة، وبطعنهم في رسول الله وصحابته وأزواجه، وتعلمون أيضا هجمتهم اليوم الشرسة على الإسلام من حياكة المؤامرات ضد المسلمين ودولهم والتفريق بينهم ومحاولة نشر دينهم الباطل، وأيضا هجمتهم الشرسة على إخواننا المسلمين من السنة في ما يعرف اليوم بدولة إيران . فبعد ذلك كله . وجدت نفسي أدعو عليهم ربما في كل صلاة -في سجودي وقبل السلام- بأن يحصيهم الله عددا ويقتلهم بددا ولا يبقي منهم أحدا ويكفي المسلمين شرورهم وأن يحمي عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وزوجاته من تسلطهم وبهتانهم.
فهل يجوز لي تخصيصهم بذلك؟
غفر الله لكم وجعل ما تقدمون في ميزان حسناتكم . آمين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
اللعن أشد من الدعاء عليهم ، فإذا جاز لعنهم ، جاز الدعاء عليهم .
والدعاء على الكفار والمشركين يشمل الرافضة ؛ لأن الشرك أصل في الرافضة !
والله تعالى أعلم .
ما صحة حديث فيه ( يقال لهم الرافضة ، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل عبد الرحمن السحيم أعزك الله وأطال عمرك في طاعته ونفع بك الأمة
ما صحة هذا الحديث .. عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : ( كانت ليلتي ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي ، فأتته فاطمة ، فسبقها علي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا علي! أنت وأصحابك في الجنة ، ألا إنه ممن يزعم أنه يحبك أقوام يرفضون الإسلام ثم يلفظونه ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، لهم نبز ، يقال لهم الرافضة ، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون . قلت : يا رسول الله ما العلامة فيهم ؟ قال : لا يشهدون جمعة ولا جماعة ، ويطعنون على السلف الأول ) رواه الطبراني في الأوسط .
جزاك الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
أما معناه فصحيح ، وأما إسناده فليس بصحيح .
وقد أطال الشيخ الألباني رحمه الله في تخريجه في " الضعيفة " .
والله تعالى أعلم .
الرافضة يطعنون في عمر لأنه غاب عنه أحاديث الاستئذان والتيمم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل عبد الرحمن السحيم حفظكم الله وزادكم علما أريد الرد على هذا الرافضي وأتمنى أن يكون مفصل
بسم الله الر حمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرج قائم ال محمد وبعد :
أردت أن أسرد هذا الموضوع لكثرت الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا من بعض إخواننا أصلحهم الله تعالى جل شأنه
الموضوع
إذا كان عمر بن الخطاب المعدود عند أهل السنة والجماعة من الملهمين ومن أعلم الصحابة ، إذ لم يكن أعلمهم على الإطلاق للروايات التي أخرجوها في صحاحهم أن النبي أعطاه فضل شرابه وتأويل ذلك بالعلم ، يشهد على نفسه بأنه يجهل الكثير من السنة النبوية وقد شغل عنها بالتجارة في الأسواق
إليك ما يلي :
قال الله في كتابه الكريم : ( ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) الأحزاب : 36) .
جهل عمر بحكم الكلالة مشهور في كتب السنة ، وكذلك جهله بأحكام التيمم معلوم لدى الجميع ، ذكره البخاري في صحيحه ج1 ، ص90.
أن أحكام النبي (ص) كانت ظاهرة وما كان بعضهم يغيب عن مشاهدة النبي وأمور الإسلام
قيل استأذن أبو موسى على عمر بن الخطاب : فكأنه وجده مشغولا فرجع ، فقال عمر ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس ائذنوا له فدعي له فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال إنا كنا نؤمر بهذا ، فقال عمر : فآتني على هذا ببينة أو لأفعلن بك ، فانطلق إلى مجلس الأنصار فقالوا : لا يشهد إلا أصاغرنا ، فقام أبو سعيد الخدري فقال : قد كنا نؤمر بهذا فقال عمر بن الخطاب : خفي علي هذا من أمر النبي (ص) ألهاني الصفق بالأسواق .
( صحيح البخاري ج8 ، ص157من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، صحيح مسلم ج6 ص179 في باب الاستئذان من كتاب الآداب ) .
وكأنهم يقولون بأنه أعدل من النبي (ص) لأن النبي كان عنده حراسة ، وإلا لماذا يقال : مات العدل مع عمر ؟
فهل هنالك مبرر لإهانة أبي موسى وتكذيبه أمام الناس وتهديده بالضرب الموجع لمجرد رواية رواها عن رسول الله (ص) ، حتى قال أبي كعب _ بعدما شهد بصحة الحديث_ : يا ابن الخطاب لا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله (ص)
( صحيح مسلم ج6 ، ص179 كتاب الآداب باب الاستئذان ) .
أما أنا فلا أرى من مبرر غير استبداد عمر برأيه في أكثر الأمور ، وإذا ما عارضوه بكتاب الله أو بالسنة الشريفة فتراه يغضب ويهدد ، الشيء الذي جعل كثير من الصحابة يكتمون الحق
هذا ما جاء في صحاحهم والله على ما أقول شهيد فمن أراد المجادلة بالتي هي أحسن وبالدليل العقلي المنطقي الأخلاقي العلمي فليجادل ( صحيح مسلم والبخاري ) فهذا ما أسند إليهم
*****
وجزاك الله كل خير وفضل وتقبل منك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وكيف تسمحون لأنفسكم سماع مثل هذا الباطل مِن أنجس الناس وأخسّهم ؟!
وكيف تسمحون لأتفه الناس أن يطعنوا في دينكم ؟!
ماذا لو كان هذا الطعن في أشخاصكم أو في آبائكم ؟!
ورحم الله طلحة بن مصرف إذ كان يقول : لولا أني على وضوء لأخبرتك ببعض ما تقول الشيعة ! رواه الإمام اللالكائي .
ورحم الله فقهاء الأمة إذا كانوا يقولون من رمى غيره بألفاظ نابية أنه يُعزّر ، وعدّوا من تلك الألفاظ قول ( يا رافضي ) ! وما ذلك إلاَّ لِخُبْثَ الروافض !
وقال ابن مُفلح في " الفروع " : وَيُعَزَّرُ فِي : يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا حِمَارُ ، يَا تَيْسُ ، يَا ثَوْرُ ، يَا رَافِضِيُّ ! وفي " تكلمة المجموع " : ومن الألفاظ الموجبة للتعزير قوله لغيره : يا فاسق ، يا كافر، يا فاجر ، يا شقي ، يا كلب ، يا حمار ، يا تيس ، يا رافضي ! يا خبيث ، يا كذاب .
ونحن أهل السنة لا نقول بِعصمة الصحابة رضي الله عنهم ، بل لا نرى لأحد العصمة بعد الأنبياء خلافا للرافضة ! الذين يقولون بعصمة الأئمة ، حتى قالوا بِطهارة وطِيب مُخلّفات الأئمة !
اقرأ ما دُوِّن في أصحّ كُتُب الرافضة ! وهو ما رواه الكليني الرافضي في كتاب " الكافي " : عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : لِلإِمَامِ عَشْرُ عَلامَاتٍ يُولَدُ مُطَهَّرًا مَخْتُونا ، وإِذَا وَقَعَ عَلَى الأَرْضِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتِهِ رَافِعًا صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ ، وَ لا يُجْنِبُ ، وَ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَ لا يَنَامُ قَلْبُهُ ، وَ لا يَتَثَاءَبُ وَ لا يَتَمَطَّى ، وَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ أَمَامِهِ ، وَ نَجْوُهُ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ .
النجو : الغائط !!!
وأما ما يُروى عن عمر رضي الله عنه فجواب أهل العلم والإيمان عنه :
أولًا : قول عمر رضي الله عنه : ألْهاني الصفق بالأسواق . فلا يعني جَهل عمر رضي الله عنه ؛ لأنه ليس من شرط النبي فضلا عن العالم أن لا تخفى عليه مسألة بل مسائل !
فإن العَالِم قد تَخفى عليه مسائل ، وإن كان إمام زمانه .
ونبي الله موسى عليه الصلاة والسلام رَحَل في رحلة طويلة شاقّة لقي فيها الـنَّصَب مِن أجل ثلاث مسائل تعلّمها من الْخَضِر . مع أنها مسائل ليس لها علاقة بِرسالة موسى عليه الصلاة والسلام ولا بتلبيغ دِين الله عزّ وجلّ .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الخضِر لموسى عليه الصلاة والسلام : يا موسى إني على عِلْم مِن عِلْمِ الله علمنيه لا تعلمه أنت ، وأنت على عِلْم عَلَّمَكَه لا أعلمه . رواه البخاري ومسلم .
وما تقوله الرافضة وما تفعله مع عمر رضي الله عنه هو ما فعله المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قالوه عنه عليه الصلاة والسلام !
فإن المنافقين عابوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم عِلمه بِمكان ناقته !
فقد قال المنافقون حينما ضاعت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم : يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء ، وهو لا يدرى أين ناقته ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه الخبر بما قال عدو الله : إن قائلا قال يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء ، ولا يدرى أين ناقته ، وإنى والله ما أعلم إلاَّ ما علمني ربى وقد دلني الله عليها وهي في هذا الشعب قد حبسها شجرة بزمامها . فذهب رجال من المسلمين فوجدوها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وَصَف .
فالرافضة لم يأتوا بِبِدْع مِن القول بل لهم سَلَف في ذلك !
فإذا جَهِل عمر رضي الله عنه حديثا في الاستئذان ، أو في التيمم في أولّ الإسلام ، فلا يُعتبر جاهلا إلاّ في نظر جهلة الروافض أعداء العِلْم والعقل !
وللعلم فإن التيمم لم يُشرَع إلاّ في السنة السادسة من الهجرة .
ولم يَعِب النبي صلى الله عليه وسلم على عمار بن ياسر رضي الله عنهما حينما أصابته جنابة فاجتهد وتمرّغ كما تتمرّغ الدابة ! وإنما قال له : إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة . رواه البخاري ومسلم .
لأن العاقل يَعْذُر ، والجاهل يُعيِّر !
فالرافضي بهذا يعيب على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس على عمر وحده ! لأنه ليس منهم أحد لم تفُتْه مسألة !
ثانيا : ما فعله عمر رضي الله عنه مع أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، إنما هو مِن حِرص عمر رضي الله عنه على السنة ، وهذا أمْر لم ينفرد به عمر رضي الله عنه ، بل كان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يفعل مثله !
قال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حَدّثني غيره اسْـتَحْلَفْـتُه ، فإذا حَلَف لي صَدَّقْـتُه ، وحَدّثني أبو بكر وصَدَق أبو بكر . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
وأما قول الجاهل : (أما أنا فلا أرى من مبرر غير استبداد عمر برأيه في أكثر الأمور ، وإذا ما عارضوه بكتاب الله أو بالسنة الشريفة فتراه يغضب ويهدد ، الشيء الذي جعل كثير من الصحابة يكتمون الحق)
فيُقال له : ومن أنت حتى يكون لك رأي ؟!
وهذا إزراء بالصحابة رضي الله عنهم جميعا ، بما فيهم عليّ رضي الله عنه ، وهو أسد من أسود الله ، وهو البطل الصنديد .. الذي تزعم الرافضة - كذبا وزورا – محبته !
أتدري لماذا ؟
لأن عمر رضي الله عنه كان يستشير عليًّا رضي الله عنه .
روى عبد الرزاق عن عكرمة أن عمر بن الخطاب شَاوَرَ الناس في جلد الخمر ، وقال : إن الناس قد شربوها واجترؤوا عليها . فقال له عليّ : إن السكران إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى فاجعله حَدّ الفرية . فجعله عمر حد الفرية ثمانين .
وأين كتمان الحق ؟ وغير واحد من الصحابة رضي الله عنهم أنْكَر على عمر رضي الله عنه ؟
بل أنكرت عليه النساء ..
قال عمر رضي الله عنه . في قصة طويلة : دخلت على أم سلمة لقرابتي منها ، فكلمتها .
فقالت أم سلمة : عجبا لك يا ابن الخطاب ! دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه ، فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد ، فَخَرَجتُ من عندها ... الحديث . رواه البخاري ومسلم .
فهل كان عمر رضي الله عنه مُستبِدًّا ؟!
الجواب يعرفه كل عاقل .. عفوا .. لا أقصد الرافضة ! فليس فيهم عاقل !
وفضائل عمر رضي الله عنه كثيرة جدا .. أقرّ بها وعرفها آل البيت قبل غيرهم ..
ولا غرابة أن يعرف آل البيت فضائل عمر رضي الله عنه ، لأنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلاّ أهل الفضل .
كان عليّ رضي الله عنه يُفضِّل الشيخين ..
قال محمد بن علي رضي الله عنهما لأبيه عليّ رضي الله عنه : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان ، قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلاَّ رَجُل مِن المسلمين . رواه البخاري .
وقال عليّ رضي الله عنه : لا أوتي بِرَجل فَضَّلَني على أبي بكر وعمر ، إلاَّ جلدته حَدّ المفتري .
وأما قول الحسن رضي الله عنه ، فهو قوله لأخيه الحسين رضي الله عنه حين حضرت الْحَسَن الوفاة : يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لَمَّا قُبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورَجا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فصُرفت عنه إلى عمر ، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تعدوه فصُرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بويع ثم نُوزع حتى جرّد السيف وطلبها فما صفا له شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفك سفهاء أهل الكوفه فأخرجوك .
أما مَن كان في قلبه حِقد وبغضاء لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا حُكمه كافر بِنصّ القرآن .
قال تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) .
قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية .
وقال القرطبي رحمه الله : لقد أحسن مَالِكٌ في مقالته ، وأصاب في تأويله ، فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رب العالمين ، وأبطل شرائع المسلمين . اهـ .
أتدرون لِماذا يطعن الرافضة في الصحابة ؟
يُجيبك إمام دار الهجرة – الإمام مالك بن أنس – قبل أكثر من ألف سنة بقوله عن الرافضة :
قومٌ أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك ، فطعنوا في الصحابة ، ليقول القائل : رجل سوء كان له أصحاب سوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين .
ويُجيبك أبو زرعة الرازي قبل أكثر من ألف سنة بقوله : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعْلم أنه زِنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة رضي الله عنهم : فإن القدح في خير القرون الذين صحِبُوا الرسول صلى الله عليه وسلم قَدْحٌ في الرسول عليه الصلاة والسلام ... فهؤلاء الذين نَقَلُوا القرآن والإسلام وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ .
بقي أن تَعْلَم أن الرافضة زعموا أن عليًّا رضي الله عنه يَعرِف طُرُق السماء أكثر مِن طُرُق الأرض !
حتى ألفّ بعض ملاليهم كتابا أسموه : " سَلُوني قبل أن تفقدوني " .
وزعموا هذا لِعليّ رضي الله عنه ، ولم يزعموه للنبي صلى الله عليه وسلم .. !
لِتَعْلَم حقيقة دعاوى الرافضة في محبة آل البيت ! وأن القصد هو الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وآل بيته .
والله تعالى أعلم .
الرافضة يثيرون الشبهات ويسألون "من قتل الحسين" ؟
شيخنا الفاضل إحدى المشاركات في منتدى ما وضعت هذه المشاركة وأريد أن أرد عليها بإجابة شافية فأجيبونا بارك الله فيكم .
فبما أنكم تقولون بأن الشيعة يكذبون بسرد المقتل فأنا أود أن أطرح بعض الأسئلة عليكن لعلي أجد إجابة شافية وهي:
ورد في كتب الحديث باتفاق الطوائف المسلمة أن الحسين عليه السلام هو سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وورد أنه وأخاه الحسن هما سيدا شباب أهل الجنة والقرآن في أكثر من آية يتحدث بأن من يقتل مؤمنا فجزاؤه جهنم وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا أليما، والحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة باتفاق، بالتالي فهو سيد المؤمنين، إذن من قتله جزاؤه جهنم بنص القرآن وعليه غضب الله ولعنته وأعد له العذاب الأليم
1- من الذي قتل الحسين بن علي عليهم السلام؟ ومن الذي أمر بقتله؟
2- كيف قتلوا الحسين عليه السلام؟ وهل مثلوا بجثمانه وحز نحره الشريف؟
3- ألم يتم قتل جميع أصحابه بل جميع أولاده وأهله حتى رضيعه عبد الله؟
4- ألم يأخذوا أخته السيدة زينب عليها السلام سبية مع أخواتها وبنات الحسين عليه السلام اللواتي هن بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبابا يطاف بهن من بلد إلى بلد؟
الأسئلة كثيرة ولكن أكتفي بهذه الأسئلة لمن تبحث منكن عن الحقيقة
الجواب :
وبارك الله فيك .
أولًا : لا يجوز لأحد مُناظَرة ومجادلة أهل الباطل ما لم يكن لديه ما يكفي لإزالة الشُّبُهات بل وهدمها ، ويكون على عِلْم بِما يُلقى إليه .
ثانيا : لا يجوز أن يُجعَل ما يُلقيه أمثال هؤلاء سَبَبًا للتشكيك في الدِّين ، ولا أن يجعل الإنسان نفسه إسفنجة !
قال ابن القيم رحمه الله: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرَادًا بعد إيرَاد - : لا تَجعل قَلْبَك للإيرَادات والشُّبُهَات مثل السفنجة فَيَتَشَرّبها ، فلا يَنْضَح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزُّجَاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشُّبُهات بِظاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بِصَفائه ، ويدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشبهات . أو كما قال . فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
ثالثا : ينبغي أن يُعلَم أن الرافضة أكذب الناس ! فهم يكذبون في كل شيء ، حتى فيما يقولون وفيما يَنْقُلُون ! بل قد يخترعون أحاديث في حال الخصومة ، ولا يترددون إلى نسبتها إلى كُتب أهل السنة ! فقد كنت مرة أُجادِل رافضيا فأتى بحديث ونسبه إلى صحيح البخاري ! فلما كذّبت نسبته إليه ، قال : مع الأسف ! أنك تعتبر نفسك شيخ ولا تعرف حديثا في البخاري !
رابعا : بخصوص هذه الشُّبْهَة ، فالجواب عنها كما يلي :
في كُتُب الرافضة أنفسهم أن شيعة الحسين هم مَن تَسَبَّبُوا بِقَتْله ! وهم مَن دعاه إلى العراق ثم خذلوه !
وقال الإمام الحسين رضي الله عنه في دعائه على شِيعته :
اللهم إن مَتّعتهم إلى حين فَفَرّقهم فِرَقا، واجعلهم طرائق قِددا ، ولا تُرْض الولاة عنهم أبدا ، فإنـهم دعونا لينصرونا ثم عَدَوا علينا فَقَتلونا . (الإرشاد للمُفيد 241).
ودعا عليهم مرة أخرى ، فقال :
لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدّبا ، وتـهافتم كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها سفها ، وبُعْدًا وسُحْقا لطواغيت هذه الأمة وبَقية الأحزاب ونَبَذة الكتاب ، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين . (الاحتجاج للطبرسي 2/24) .
وقال السيد محسن الأمين :
بَايَع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا ، غَدروا به وخَرَجُوا عليه ، وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه. (أعيان الشيعة/القسم الأول 34) .
وقال الإمام زين العابدين لأهل الكوفة :
هل تعلمون أنكم كَتبتم إلى أَبِي وخَدعتموه ، وأعطيتموه مِن أنفسكم العهد والميثاق ثم قَاتلتموه وخذلتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم : قاتَلتم عِترتي وانتهكتم حرمتي ، فلستم مِن أمتي . (الاحتجاج 2/32).
وقال أيضا :
إن هؤلاء يبكون علينا ، فَمن قَتَلَنا غيرهم ؟! (الاحتجاج 2/29).
وقالت فاطمة الصغرى في خطبة لها في أهل الكوفة :
يا أهل الكوفة ، يا أهل الغَدْر والْمَكْر والخيلاء ، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بِنا فجعل بلاءنا حسنا . فَكفرتمونا وكذّبتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالًا وأموالنا نـهبا . كما قتلتم جدّنا بالأمس ، وسيوفكم تَقْطُر مِن دمائنا أهل البيت . تَـبًّا لكم ! فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حلّ بكم ... ألا لعنة الله على الظالمين . تَـبًّا لكم يا أهل الكوفة ، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي ، وبنيه وعترته الطيبين .
فَرَدّ علينا أحَد أهل الكوفة [ ممن يدّعون محبة آل البيت ] فقال :
نحن قتلنا عليًا وبني علي *** بسيوف هندية ورماحِ
وسبينا نساءهم سبي تركٍ *** ونطحناهمُ فأيُّ نطاحِ (الاحتجاج 2/28) .
وقالت زينب بنت أمير المؤمنين لأهل الكوفة :
أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر والخذل . إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، هل فيكم إلاّ الصَّلَف والعجب والشنف والكذب ؟ أتبكون أخي ؟ أجل والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلًا فقد ابتليتم بِعارِها . وأنى ترخصون قتل سَليل خاتم النبوة . (الاحتجاج 2/29-30) .
وقد عَلِم الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه بأن الذين يدّعون محبة الحسين إنما هم كَذَبَـة .
فقد قال الحسن رضي الله عنه لأخيه الحسين رضي الله عنه :
يا أخي إن أبَانَا رحمه الله تعالى لَمّا قُبِض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورَجَا أن يكون صاحبه ، فَصَرَفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حَضَرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فَصُرِفت عنه إلى عُمر ، فلمّا احْتُضِر عُمر جعلها شورى بَيْن سِتة هو أحدهم ، فلم يَشُكّ أنها لا تَعْدُوه فَصُرِفت عنه إلى عثمان ، فلما هَلك عثمان بُويِع ثم نُوزِع حتى جَرّد السيف وطَلبها ، فَما صَفَـا لَه شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يَجْمَع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفّك سفهاء أهل الكوفه فأخرجوك !
وتهويل الرافضة وأكاذيبهم في قصة مَقْتَل الحسين رضي الله عنه كثيرة ، ولذلك حرِص المؤرّخون على تقصّي الحقائق في مثل هذه الواقعة .
ومِن خير من ذَكَر قصة مَقْتَل الحسين رضي الله عنه بإنصاف وتمييز بين الأخبار : ابن كثير رحمه الله ، وذلك في " البداية والنهاية " . فإنه عَقَد فصْلا في أحداث سنة إحدى وستين قال فيه : وهذه صِفَة مَقْتَلِه مأخوذة مِن كلام أئمة هذا الشأن ، لا كما يَزعمه أهل التشيع مِن الكَذِب .
وذَكرها ابن حجر في " الإصابة " ، حيث ذَكَر قصة مقتل الحسين رضي الله عنه ، ثم قال : وقد صَنَّف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف فيها الغثّ والسمين ، والصحيح والسقيم ، وفي هذه القصة التي سقتها غِنَى . اهـ .
ولا يعني هذا إقرار قَتْل سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل قَتْله جريمة شنيعة ، إلاّ أنه لا يعني أن تُهدَر العقول – كما تفعله الرافضة في عاشوراء – وتُلْطَم الخدود وتُشقّ الجيوب وتُسال الدماء بصور بشعة في غاية البشاعة !
فإن موت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظَم مِن مقتل ابن بنته ، ومقتَل عليّ رضي الله عنه أعظم ؛ لأن عليًّا أفضل من ابنه بلا شك . إلا أن الرافضة تستغل مثل ذلك الحدث لإشعال نيران الحقد والبضغاء وإيقاد نيران الفِتن والثورات ضد أهل السنة الذين يُسمّونهم " النواصِب " ! وتتنادى الرافضة : يا لِثَارَات الحسين ! وكأننا نحن الذين قتلنا الحسين رضي الله عنه !
والله تعالى أعلم .
كيف نجمع بين حِفظ الله للقرآن وبين ما أحدثه الرافضة مِن تحريف ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخ أنا لدي سؤال وأتعبني كثيرا وكثيرا والله لا أستطيع النوم من كثرة التفكير .
يقول الله عز و جل ( إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ) و أنا سمعت من فترة إن إخواننا الشيعة يحرفون المصحف ..فكيف تطابق هذه الآية مع الواقع ؟؟
و أيضا قرأت إن الكتب السماوية جميعها مثل الإنجيل و التوراة موجودة هذه الصحف الأصلية الحقيقية الموجودة ولكن ما حرف هو النسخ منها ، إلا أن الحقيقي موجود . و كما نعلم أن الله أخبرنا أن القرآن الوحيد لم يبدل و لم يغير فكيف ذلك ؟
أتمنى أن تجيب على سؤالي
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
أولًا : الرافضة ليسوا بإخوان لنا ! والتاريخ شاهد وشواهده كثيرة أن الرافضة ألدّ وأشدّ أعداء أهل السنة !
ثانيا : من زعم أن القرآن دخله التحريف أو أن بإمكانه فِعْل ذلك ؛ فقد كفر بالله .
ثالثا : بالنسبة للكُتُب السابقة لم يتكفّل الله بِحفظها ، بل وَكَل حفظها إلى أصحابها ، فحرِّفَت وبُدِّلَت ؛ لأنه ليس لها صِفة الدوام والاستمرار مثل القرآن .
فالكُتب السابقة كانت وقتية ، أي أنها تصلح لأهل زمان دون زمان ، أو لأهل مكان دون مكان .
كما أن الله أوكل حفظها إلى أهلها ، كما في قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ)
ولم يقُم أهل الكتاب بحفظ كتابهم ، فزادوا فيه ونقصوا ، وحرّفوا الكلِم عن مواضعه .
أما القرآن فإنه لما كان خاتم الكُتب ونزل على خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام ، فإن الله تكفّل بحفظه ، فقال سبحانه : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
روى القرطبي بإسناده إلى يحيى بن أكثم قال : كان للمأمون وهو أمير إذّ ذاك مجلس نَظَر ، فدخل في جملة الناس رجل يهودي ، حسن الثوب ، حسن الوجه ، طيب الرائحة ، قال : فتكلَّم فأحسن الكلام والعبارة ، قال : فلما تقوّض المجلس دعـاه المأمون ، فقال له : إسرائيلي ؟ قال : نعم . قال له : أسْلِم حتى أفعل بك وأصنع ، ووَعَدَه ، فقال : ديني ودين آبائي ، وانصرف . قال: فلما كان بعد سنة جاءنا مُسلِمًا . قال : فتكلّم على الفقه فأحسن الكلام ، فلما تقوّض المجلس دعاه المأمون ، وقال : ألستَ صاحبنا بالأمس ؟ قال له : بلى . قال : فما كان سبب إسلامك ؟ قال انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان ، وأنت تراني حسن الخطّ، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ ، فزِدتُ فيها ونقصت ، وأدخلتها الكنيسة فاشتُريت مِنِّي ، وعمدتُ إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزِدتُ فيها ونقصت ، وأدخلتها البَيْعَة فاشتُريت مِنِّي ، وعمدتُ إلى القرآن فعملتُ ثلاث نسخ وزِدتُ فيها ونقصت وأدخلتها الورَّاقِين ، فتصفحوها فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رَمَوا بها ، فلم يَشتروها ، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ ، فكان هذا سبب إسلامي . قال يحيى بن أكثم : فحججت تلك السنة فلقيت سفيان بن عيينة فذكرت له الخبر ، فقال لي : مصداق هذا في كتاب الله عز وجل ! قال : قلت : في أي موضع ؟ قال : في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل : ( بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ) فجعل حفظه إليهم فَضَاع ، وقال عز وجل : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) فحفظه الله عز وجل علينا فلم يَضِع .
وكنت بيّنت ذلك هنا :
شبهة وجوابها عن حفظ القرآن
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/303.htm
رابعا : ما زعمته الرافضة من محاولة مُجاراة القرآن ، أو زعمهم بتحريف القرآن دعوى مفضوحة !
وكنت بيّنت ذلك هنا :
منصِّر يقول:أليست هذه السورة تحاكي القرآن وتبطل الحجة ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=70615
والله أعلم
تزوجت فتاة من الشيعة ، ولكني اكتشفت أنهم استعملوا معي التقية ، وهم من النصيرية ، فما أفعل ؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين أما بعد :
فإنني من أهل السنة وتزوجت فتاة من الشيعة وفى تلك الفترة لم أكن اعلم شيء عن مذهب الشيعة ، وعندما سألت أحد العلماء أجابني بأن من الشيعة المعتدلون والذين يقرون برسالة سيدنا محمد وعدم المغالاة في الإمام عليّ ، وعندما اختبرت ذلك قبل الزواج وجدتهم في منتهى العدل والإنصاف فتزوجت ولكني اكتشفت أنهم استعملوا معي التقية وهم من الشيعة النصيرية الذين يؤلهون عليا (تعالى الله عن ذلك) ولكنهم ومن مذهبهم أنهم لا يُعلِّمون الإناث الحقيقة حيث الأنثى في نظرهم نوع من المسخ الذي يُصيب المؤمن (وذلك حسب عقيدة تناسخ الأرواح) وعندما عَلمت وزوجتي بهذه المعلومات تبرَّأت من هذا المعتقد ، وبدأنا ندرس العقيدة الصحيحة للإسلام وهى عقيدة أهل السنة ولله الحمد .
وسؤالي لفضيلتكم : هل عقد الزواج باطل مع العلم أن المأذون سني وعقد على كتاب الله وسنة رسول الله وبنفس المنطوق الذي يتزوج به أهل السنة ومع العلم أيضا أن أحد الشهود على العقد كان أخوها ويعتبر منهم .
والسؤال الثاني ما مصير علاقتها بأهلها بعد التبرّي من عقيدتهم ؟
فمثلا أمها وأخواتها لا يعلمون حتى الآن بحقيقة معتقد الأب والأخوة الذكور ؟ وما مصير علاقتها كمسلمة مع أبيها وإخوتها الذكور علما بأنهم لم يعلموا أنها تعلم حقيقة المعتقد ولا أنها برئت منه ؟ وما مصير علاقة أطفالي بجدهم هذا وأخوالهم وخالتهم ؟ هل أقطع صلة هذا الرحم ؟ أم لا؟
وهل واجب عليها الآن بعد ما علمت هي بفساد عقيدة الأب ومن ثم الأخوة الذكور أن تخبر أمها وأخواتها البنات بالعقيدة الصحيحة ؟ أفيدوني ولكم خير الجزاء .
الجواب :
سألت شيخنا الشيخ إبراهيم الصبيحي – وفقه الله – فأجاب :
إن كان الذي عَقَد العقد سُنيّـًا فلا حاجة لإعادة العقد ، ويكون هو بمنْزِلة الشاهد الثاني ، لأنه شهِد العَقد .
وسألته عن صِلة الرَّحِم بالنسبة لأهل الزوجة ، فأجاب بأن تُوصَل الرَّحم ، ولا حَرَج . اهـ .
والذي يَظهر أن الرَّحم تُوصل بِقَدْر ، بحيث لا يكون هناك تأثّر من قِبَل الزوجة والأطفال .
ولعلك تُحاول دعوة أهل زوجتك ، فيبدو أنهم ليسوا بمتعصّبين لمذهبهم ، طالما أنهم زوّجوك .
والله تعالى أعلم .
هل عدم تكفير الشيعة الرافضة يعتبر من نواقض الإسلام ؟ وهل يُكفّر عامتهم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ هل عدم تكفير الشيعة الرافضة يعتبر من نواقض الإسلام ، مع العلم إن فئة من هذه الطائفة تتوسل وتتوكل بشكل واضح بغير الله عز وجل .
وقد قرأت فتوى للشيخ علي الخضير بأن الرافضة كفار علمائهم و عامتهم ، ولا يُعذرون بالجهل
الجواب :
أما عدم تكفير الرافضة فليس من نواقض الإسلام .
وأما الرافضة عموما فإنهم لم يَدخلوا في الإسلام ليُحكَم بِكفرهم !
فدِين الرافضة دِين آخر !
ألا ترى أن أماكن العبادة عندهم مختلفة عن أماكن العبادة عند المسلمين ؟
لعامة المسلمين – والسَّواد الأعظم من الأمة – المساجِد ، وللرافضة ( حسينيات )
أمة الإسلام تؤمن بالقرآن المنَزّل على محمد صلى الله عليه وسلم ، والرافضة تؤمن بـ ( مصحف فاطمة ) ، وتعتقد الرافضة أن القرآن الذين بين أيدينا مُحرّف !
أمة الإسلام تنتسب إلى الإسلام ، وتُسمّى به ، والرافضة تُسمّى بهذا الاسم ، وهم يقولون : إن الله سمّاهم به !
ففي الكافي – وهو أصح كتبهم – يَروون عن أبي بصير ( كذّبه بعض علماء الرافضة ) !
في الكافي (8/34) عن أبي بصير أنه قَالَ : قُلْتُ ( يعني لأبي عبد الله ) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَإِنَّا قَدْ نُبِزْنَا نَبْزًا انْكَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا ، وَمَاتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا ، وَاسْتَحَلَّتْ لَهُ الْوُلاةُ دِمَاءَنَا فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ لَهُمْ فُقَهَاؤُهُمْ . قَالَ : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : الرَّافِضَةُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : لا وَ اللَّهِ مَا هُمْ سَمَّوْكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَمَّاكُمْ بِهِ !
وأخيرًا .. بَـنَـوا لهم كعبة في إيران ! تُشبه كعبة المسلمين !
فأنت ترى أن دِين الرافضة دِين آخر ..
حتى قال أحد علمائهم :
نحن لا نلتقي مع السنة لا في رب ولا في رسول !
وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية هذا السؤال :
ما حكم عوام الروافض الإمامية الإثني عشرية ؟
وهل هناك فرق بين علماء أي فرقة من الفرق الخارجة عن الملة وبين أتباعها من حيث التكفير أو التفسيق ؟
فأجابت اللجنة :
من شايع من العوام إمامًا من أئمة الكفر والضلال ، وانتصر لسادتهم وكبرائهم بغيًا وعدوًا حُكم له بحكمهم كفرًا وفسقًا قال تعالى : ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ) إلى أن قال : ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) وأقرأ الآية رقم 165 ، 166 ، 167 من سورة البقرة ، والآية رقم 37 ، 38 ، 39 من سورة الأعراف ، والآية رقم 21، 22 من سور إبراهيم ، والآية رقم 28 ، 29 من سورة الفرقان ، والآيات رقم 62 ، 63 ، 64 من سورة القصص ، والآيات رقم 31 ، 32 ، 33 من سورة سبأ، والآيات رقم 20 حتى 36 من سورة الصافات ، والآيات 47 حتى 50 من سورة غافر ، وغير ذلك في الكتاب والسنة كثير ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتَلَ رؤساء المشركين وأتباعهم ، وكذلك فَعَلَ أصحابه ولم يُفرِّقوا بين السادة والأتباع .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة / عبد الرزاق عفيفي
عضو / عبد الله بن غديان
عضو / عبد الله بن قعود
وسُئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي :
من خلال معرفة سماحتكم بتاريخ الرافضة ، ما هو موقفكم من مبدأ التقريب بين أهل السنة وبينهم ؟
فأجاب رحمه الله :
التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن ؛ لأن العقيدة مختلفة ، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى ، وأنه لا يدعى معه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب ، ومن عقيدة أهل السنة محبة الصحابة رضي الله عنهم جميعا والترضي عنهم والإيمان بأنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء وأن أفضلهم أبو بكر الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، رضي الله عن الجميع ، والرافضة خلاف ذلك فلا يمكن الجمع بينهما ، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة ، فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة التي أوضحناها . اهـ .
http://www.binbaz.org.sa/mat/1744
وسُئل رحمه الله :
وهل يمكن التعامل معهم لضرب العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها ؟
فأجاب رحمه الله :
لا أرى ذلك ممكنا ، بل يجب على أهل السنة أن يتّحدوا وأن يكونوا أمة واحدة وجسدا واحدا وأن يدعوا الرافضة أن يلتزموا بما دل عليه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق، فإذا التزموا بذلك صاروا إخواننا وعلينا أن نتعاون معهم ، أما ما داموا مُصرّين على ما هم عليه من بغض الصحابة وسب الصحابة إلا نفرا قليلا وسب الصديق وعمر وعبادة أهل البيت كعلي - رضي الله عنه - وفاطمة والحسن والحسين ، واعتقادهم في الأئمة الاثني عشرة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب ؛ كل هذا من أبطل الباطل ، وكل هذا يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة .
والله تعالى أعلم .
ما رأيكم بمن يقول : الأمة ليس فيها مشركين ، وأن جميع من فيها يدخلون الجنة ؟ وأن كل من أسلم يدخل الجنة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة هذا القول : الأمة ليس فيها مشركين ، وأن جميع من فيها يدخلون الجنة . ويستدل بحديث افتراق الأمة إلى بضع وسبعين فرقة .
ويقول : إن الرسول صلى الله عليه و سلم لما قال تفترق ( أمتي ) قال : في أمتي . إن الرسول صلى الله عليه و سلم بعث للناس كافة ، وإن أمته بشكل عام هم المسلمين و الكافرين نصارى ويهود وجميعهم و أما معنى أمتي بشكل خاص فهو المسلمين ، وإن الرسول صلى الله عليه و سلم قصد بـقوله ( أمتي ) المعنى العام .
وعلى هذا فإن أمة الإسلام لا تفترق إلى بضع وسبعين شعبة ، وإن كل من أسلم يدخل الجنة ؟
وبارك الله فيكم
الجواب :
أولًا : تقسيم الأمة إلى أمة دعوة وإلى أمة إجابة ؛ هذا صحيح .
فأمة الإجابة هي التي استجابت له صلى الله عليه وسلم .
وأمة الدعوة من عداهم ، وهي كل من تُوجّه إليه الدعوة .
ثانيًا : هذا الاستدلال غير صحيح ، بل هو باطل لوجوه :
الأول : ما استدلّ به من حديث الافتراق !
فالحديث دليل عليه في هذه المسالة وليس له !
كيف ؟
النبي صلى الله عليه وسلم قال : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة .
وفي حديث عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة ، وسبعون في النار ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، فإحدى وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة ، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة في الجنة ، وثنتان وسبعون في النار . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : الجماعة .
فهذا إخبار منه عليه الصلاة والسلام عن افتراق الأمم .
فلو كان المقصود أن الافتراق لأمة الدعوة من اليهود والنصارى وغيرهم ، لكان آخر الحديث تكرار لأوّله ! وهذا تأباه بلاغته صلى الله عليه وسلم ، ويأباه جوامع الكَلِم الذي أوتيه صلى الله عليه وسلم ، ولقال : تفترق اليهود والنصارى على كذا وكذا فِرقة .
وإذا قلنا بموجب هذا القول فكأنه يقول : افترقت اليهود.. ، وافترقت النصارى .. ، وستفترق اليهود والنصارى !
فهذا تكرار لا فائدة من ورائه .
وبهذا يلزم من الحديث أن المقصد بـ ( أمتي ) أمة الإجابة ، الذين ينتسبون إلى هذا الدِّين .
وهذا ما فهمه جماهير علماء السلف والْخَلَف .
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : قوله : " تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة " شك من الراوي ، ووقع في حديث عبد الله بن عمرو الآتي : " وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة " من غير شك . " والنصارى مثل ذلك " أي أنهم أيضا تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة أو ثنتين وسبعين فرقة . " وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " المراد من " أمتي " الإجابة . اهـ .
والعلماء يَذكرون هذه الأحاديث من التحذير من الأهواء وأهلها ، وهي التي تكون في أهل الإسلام مما تُفرِّق الأمة ، ويكون مَبنيًا على التأويل الفاسد .
قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية :
وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية ؟ فهل قُتِل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد ، وكذا ما جرى في يوم الجمل وصفين ، ومقتل الحسين ، والْحَرَّة ، وهل خرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة ورفضت الروافض وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلا بالتأويل الفاسد ؟ اهـ .
ثم إن مما قرَّرَه العلماء أن تلك الفِرَق ليست على درجة واحدة ، بل منها ما هو خارج دائرة الإسلام ، ومنها ما ليس كذلك .
فجماهير العلماء من السلف والخلف كفّروا الرافضة ، وكفّروا الجهمية ، وكفّروا المعتزلة .
ولذلك قال ابن القيم في النونية عن المعتزلة :
لكنما متأخروهم بعد ذا لك وافقوا جهمًا على الكفران
هم بذا جهمية أهل اعتزال ثوبهم أضحى له عَلَمان
ولقد تَقَلّد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عن هم بل حكاه قبله الطبراني
كما أن العلماء قسّموا البِدَع إلى قسمين :
بدع مُكفِّرة ، كبدع الرافضة والجهمية والمعتزلة .
بدع مفسّقة ، كبدع الرقص والسماع في الموالد ونحوها .
قال الذهبي : البدعة كبرى وصغرى .
وقال : البدعة على ضربين :
فبدعة صغرى ، كغلو التشيع ، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرّف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ، فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بينة .
ثم بدعة كبرى ، كالرفض الكامل والغلو فيه والحطّ على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدعاء الى ذلك ؛ فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة . وأيضا فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا ، بل الكذب شعارهم والتقية ، والنفاق دثارهم ، فكيف يُقبل نَقْل من هذا حاله حاشا وكلا ؟ فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا - رضي الله عنه - وتَعرّض لسبِّهم ، والغالي في زماننا وعرفنا هو الذى يُكفِّر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضا ، فهذا ضال مُعَثَّر . اهـ .
ولذلك كفّر العلماء الزنادقة وأهل الرِّدة ، ومن قال بالاتِّحاد أو بالحلول ، كـ ابن عربي الصوفي ( الملحِد الأكبر ) وكـ الحلاّج ، الذي قُتِل على الزندقة .
وهذا كنت أشرت إليه فيما مضى بعنوان : مِنْ فضائع الصوفية ... وأقوال علماء الإسلام فيهم
وهو هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/130.htm
وقد ألّف العلماء الكُتب في كُفر من أتى بشيء من المكفِّرات ، خاصة ما لا يُعذر أحد بِجهله ، فألّف الإمام برهان الدين البقاعي ( المتوفَّى 885 هـ ) كتابًا بعنوان : تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي !
ثالثًا : هذه الطريقة في الاستدلال هي طريقة أهل الأهواء ، وأهل الزيغ الذين سمّاهم الله وَوَصَفَهم!
قال عليه الصلاة والسلام : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سَمّى الله ؛ فاحذروهم . رواه البخاري ومسلم .
فإنه يأخذون نَـصّـًا مُحتَملًا أو غير مُحتَمَل ثم يستدلّون به ويَدَعون النصوص الواضحة الجلية .
فإن نصوص الوحيين ( الكتاب والسنة ) كثيرة معلومة في تكفير بمن أتى بِمكفِّر .
فمن ذلك قوله تعالى : (َ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) .
وقوله عز وجلّ : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) .
وقوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) .
وقوله تبارك وتعالى : (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على كُفر من أشرك بالله .
وأي فائدة في ذِكر مثل هذه الآيات ، والخطاب ليس للأمة ، ولا يَقع منها الشِّرك ؟!
بل خُوطِب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك مع عِصمته ، وأريد به غيره ، كما في قوله تعالى : (لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .
قال البغوي في تفسيره : وهذا خطاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمراد منه غيره . وقيل : هذا أدب من الله عز وجل لِنَبِيِّـه وتهديد لغيره ، لأن الله تعالى عصمه من الشرك . اهـ .
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة ، وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية . رواه البخاري ومسلم .
وهذا يعني عودة عبادة الأصنام !
فهل يقول هذا القائل : بأن عبادة الأصنام ليست شِركًا ؟!
أو بأن نساء دوس التي هي من قبائل جزيرة العرب من اليهود والنصارى ؟!
وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام : من بَدّل دينه فاقتلوه . رواه البخاري .
وإخباره صلى الله عليه وسلم عن قوم يُذادون عن حوضه ، وهم من أمّته ( أمة الإجابة ) ، وذلك بسبب ما أحدثوه من بِدع .
قال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أسماء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنا على حوضي أنتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني ، فأقول : أمتي ، فيقول : لا تدري ! مَشّوا على القهقرى . قال ابن أبي مليكة : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نُفتن . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي سعيد الخدري قال عليه الصلاة والسلام : إنهم مِنِّي ، فيقال : إنك لا تدري ما بَدَّلُوا بعدك . فأقول : سُحقًا سُحقًا لمن بَدّل بعدي . رواه البخاري ومسلم .
فهذه أحاديث كثيرة في غاية الصحة تدلّ على أمور :
الأول : أن هؤلاء الذين يُدفعون عن حوضه صلى الله عليه وسلم ويُمنَعون منه هم من أمة الإجابة، بدليل أنهم بَدّلوا ، ورجعوا على أعقابهم ، وهذا لا يَكون في اليهود والنصارى !
الثاني : أن البِدع والْمُحدَثات من التبديل في الدِّين الذي يُذاد صاحبها عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثالث : فهم التابعي الجليل – ابن أبي مليكة – لهذا الحديث ، ولذا فقد كان يستعيذ بالله من أن يَرجع على عقبيه ، أو يُفتَن في دِينه .
فهذا القول الذي قال به من ضلّ وأضلّ يلزم منه إبطال نصوص الكتاب والسنة القاضية بان من أشرك مع الله غيره لا ينفعه عمل ما لم يَتُب ، وبأن الشرك واقع في هذه الأمة .
ولو قِيل بهذا القول ( أنه لا يَكفُر مُسلِم ) لما حُكِم على أحد بالرِّدّة والزندقة ، ولما أُقيم حدّ الردّة على أحد ، ولما حُكم بِكفر الساحر ..
بل لأبطلنا قتال أبي بكر رضي الله عنه للمرتدِّين .
فإن أبا بكر رضي الله عنه قاتَل المرتدِّين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم طوائف ، فمنهم من ارتدّ عن الإسلام ، ومنهم من فرّق بين الصلاة والزكاة ، فأدى الصلاة وامتنع عن أداء الزكاة ..
وكان ذلك القتال إجماع من الصحابة رضي الله عنهم ..
وسُمِّيَت تلك الحروب بـ ( حروب الرِّدَّة ) .
الخميني يقول أنّ الرسول لم يحقق العدالة وإنما يحققها المهدي فكيف يُردّ عليه ؟
قرأت خطابا للخميني بأنه قال فيه كل نبي من الأنبياء هدفه جاء لتطبيق العدل في العالم لكنه لم ينجح وحتى خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام الذي قد كان جاء لتهذيب البشر وإصلاحهم وتطبيق العدالة فإنه هو أيضا لم يوفق وأن من سينجح ويطبق العدالة بمعنى الكلمة هو المهدي المنتظر؟؟
وهذا جزء من ردهم علي هداهم الله الرافضة
هل الإقامة العدل هو أداء الرسالة؟ هل الإمام الخميني رضوان الله تعالی علیه اتهم النبي الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم؟! أم هل النبی ص استطاع أن یقیم العدل فی الأرض کله؟ هل هو ص هدم إیران المجوسي؟ أم روم و ... ؟
یقول الإمام الخميني رحمه الله تعالی : و حتى خاتم الأنبياء الذي كان قد جاء لإصلاح البشر و تهذیبهم و تطبیق العدالة فأنه أیضا لم یوفق.
فکما تعلمون کل الأنبیاء جاؤوا للإقامة العدل.
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَينَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيعْلَمَ اللَّهُ مَنْ ينْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِي عَزِيزٌ(الحديد/25)
فهل الأنبیاء و الرسل استطاعوا أن تطبقوا العدل و أقاموه فی الأرض کله؟
نريد حل وافي ورد كافي عليهم وانا اعلم انو ثقلت علي حضرتك بس والله لا نهم قوم بدع
أفتونا هداكم الله وسدد خطاكم وهداك الله وسددك .
الجواب :
لا يجوز الـتَّرحُّم ولا الـتَّرضّي عن أئمة الضلال .
فلا يجوز قول " رحمه الله " ولا " رضوان الله عليه " على إمام مِن أئمة الضلال .
فالخميني حقّه اللعن وليس الترحّم ؛ لأنه رافضي يلعن خيار هذه الأمة ، مِن خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، وأمهات المؤمنين .
ويرى أن أهل السنة ملاعين أنجاس !
وأن دماءهم وأموالهم حلال لهم !
وهذا ما نطقت به كُتب الخميني نفسه !
يقول الخميني في كتاب " تحرير الوسيلة " : " ولا يجوز تغسيل الكافر ومَن حُكِم بِكُفْرِه مِن المسلمين ، كالنواصِب والخوارج وغيرهما على التفصيل الآتي في النجاسات " .
ويقول ما نصه : " والأقوى إلحاق الناصِب بأهل الحرب في إباحة ما اغْتُنِم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخْذ مَالِه أين وُجِد ! وبأيّ نحو كان ، ووجُوب إخراج خُمسه " .
وأما الناصبي عند الرافضة فيُعرّفه
نعمة الله الجزائري حي قال في حكم النواصب (أهل السنة) : إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية ، وإنهم شر من اليهود والنصارى ، وإن من علامات الناصبي تقديم غير عَلِيّ عليه في الإمامة . (الأنوار النعمانية 2/206-207) .
وسبق :
الرافضة يقولون : ليس علينا في الأميين سبيل !
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=30982
وعلماؤنا يُفْتُون بِكُفْر الرافضة .
قال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : الشيعة فِرَق كثيرة ، وكل فِرْقة لديها أنواع من البدع ، وأخطرها فرقة الرافضة الخمينية الاثني عشرية لكثرة الدعاة إليها ، ولِمَا فيها مِن الشرك الأكبر كالاستغاثة بأهل البيت ، واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ، ولا سيما الأئمة الاثني عشر حسب زعمهم ، ولكونهم يُكَفِّرُون ويَسُبّون غالِب الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما نسأل الله السلامة مما هم عليه من الباطل . اهـ .
والخميني يتّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يُحقّق العدالة !
وهذا ليس بِغريب أن يصدر مِن رافضي حاقد على الإسلام ، ومِن فِكر عَفن !
فهذا هو دِين الرافضة ..
ورسالات الرُّسُل عليهم الصلاة والسلام جاءت لتحقيق التوحيد ونَبْذ الشِّرْك ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) .
وما مِن نبيّ إلاّ أمَر أمته بِتَوحِيد الله عزّ وَجَلّ ، كما جاء في سورة الشعراء .
وأما تحقيق العدل فهو أمْر تابِع لتحقيق التوحيد ، وليس هو المقصد الأساس في دعوة الأنبياء .
وأما ما تزعمه الرافضة مِن مَهْدِيّهم الذي يُسمونه " القائم " و " صاحب الزمان " ! فهذا قد اختلفت فيه فِرق الرافضة قديما وحديثا ، هل وُلِد أصلا أو لم يُولَد ؟
والصحيح أن الإمام العسكري – وهو الإمام الحادي عشر – لم يُولَد له ؛ بدليل قسمة ميراثه بعد موته .
والحسن العسكري قد مات منذ أكثر من ألف سنة ، وهذا يعني أن مهديّ الرافضة قد دَخَل سرداب سامرّاء قبل أكثر من ألف عام ! ولا تزال الرافضة تنتظر خروجه من السرداب !
وحقيقة مهديّ الرافضة كِذبة كذبها كبارهم ليُلبّسوا على الأتْبَاع ، فَصَدَّقَها السُّذَّج !
والله تعالى أعلم .
يقرؤون آياتٍ معيّنة آلاف المرات بدعوى قضاء الحوائج !
آيات قرآنية لقضاء الحاجات
قرأت هذا الموضوع في أحد المنتديات وأرجو إفادتي بمدى صحته
الإنجاب حبيت أكتب لكم آيات
قرآنية بإذن الله تعالى يحصل الإنجاب لأنها أولا آيات الله وثانيا مجربة وأكيدة بإذن لله وكذلك الآيات ليست فقط للإنجاب لأي حاجة .
الخطوات التي يجب عملها قبل قراءة الآيات لحدوث الحمل.
1/يكون التقارب بين الزوجين بعد الدورة بثلاثة أيام لأن ما تكون البويضة متهيئة يعني إذا كانت دورتها 7أيام يكون 8-9-10ما يحدث تلقيح ولهذا يكون أفضل وقت لتقارب الزوجين 11إلى 16
2/أن يتوضأ كلا الزوجين ويقرؤون هذه الآية ثم يحدث التقارب وبإذنه تعالى يحدث الحمل.
من لم تحمل زوجته لا لأجل عله فليقرأ هذه الآيات 3مرات قبل التقارب تحمل إن شاء الله (كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا)سورة مريم من1ألى9
مجموعة من الآيات تساعد في سرعة الاستجابة
*لقضاء الحاجات
فليقرأ (سورة الإخلاص)71مرة ولا يتكلم بينهن فإنه جرب لقضاء الحاجات ودفع البليات.
*لقضاء الحاجات
تقرأ الآية الآتي ذكرها 7مرات وتقرأ بعدها الأسماء الحسنى ثم تقول (اللهم بحق أسمائك الحسنى وبحق محمد افعل بي كذا وكذا – وتطلب حاجتك – وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد)
وهذه هي الآية (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )سورة الأعراف الآية 180
*لقضاء الحاجات
نقل الكثير من المجربين أن الآية الآتي ذكرها إذا قرأتها من سجود 40 مرة وتطلب بعد ذلك حاجتك وأنت ساجد فأنها تقضى إن شاء لله وهذه هي الآية (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) سورة الأنبياء الآية 87
*لقضاء الحاجات
تقرأ هذه الآية عصر الجمعة بعد الصلاة وهي (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين )417مره سورة غافر الآية 65 ثم تطلب حاجتك ثم تسجد وتقول في سجودك (يا حي)18مرة تقضي حاجتك إن شاء الله.
*الإلحاح في الدعاء.
إذا دعوت وأبطأ عليك الجواب وأردت التعجيل فاقرأ هذه الآية (وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) سورة غافر الآية 60
تقرأها عدد 1096مرة فإما إن تنال حاجتك عاجلا وإلا فاترك والله أعلم .
*إذا أردت قضاء حاجة من الله فاقرأ يس ثم قل (اللهم بحق يس وآل يس افعل بي كذا..وكذا..بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين)
*سورة الحديد وهي مجربة لكل المطالب بأن يجلس صاحب الحاجة ليلة الجمعة متجها نحو القبلة ويقرأها 7مرات بنية قضاء الحاجة..
*من أراد قضاء حوائجه فليقرأ هذا الاسم 110مرات ويعرض حاجته فأنها تقضى إن شاء الله ومن استمر بالدعاء بهذا الاسم أمنه الله من النكبات والبلايا في الدنيا.
*من أغمه أمر فليصل ركعتين ثم يقول (يا بديع السماوات والأرض )70مرة ثم (يا بديع)1000مرة ثم يتصدق تقضى حاجته إن شاء الله تعالى..
*لسعة الرزق وقضاء الحاجات اقرأ(وإذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)770مرة سورة البقرة 186
*كذالك لقضاء الحاجات وهو من المجربات والأكيدة بإذن الله أن تصلي على النبي محمد وعلى آل محمد 100000مرة لا يشترط أن تكون في نفس الوقت بل بثلاثة أيام إذا أمكن والله ثم والله بإذنه تعالى تستجاب الدعوة
الجواب :
هذه ظُلمات بعضها فوق بعض ! ويظهر أنها مأخوذة مِن كُتُب أو من مواقع الرافضة !
ولا يجوز تخصيص قراءة آيات بِعدد لم يأت في الشرع ، والأعداد التي حددوها ليس لها دلالات ، مثل ( 71 ) مرة ! و ( 417 ) و (110 ) و (1096) وغيرها من الآلاف المبالغ فيها !
وقد نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن حال السجود ، فقال عليه الصلاة والسلام: أَلا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا ؛ فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُم . رواه مسلم .
وما يتعلق بِتكرار الأسماء الحسنى أو بعضها مِن البِدع الْمُحْدَثَة .
وسبق :
ماذا يحصل لجسمك عندما تقول لا إله إلا الله
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=22&ref=1552
والله تعالى أعلم .
الرافضة يقولون أن حلاوة العسل نشأت مِن ذكر اسم الرسول وآل بيته ؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في أحد المنتديات هذه القصة عن الرسول عليه السلام
في أحد الأيام كان النبي محمد صلى عليه واله وسلم جالسا مع الإمام أمير أمؤمنين علي عليه السلام في وسط بستان كثير الزرع والأشجار أقبلت نحوهما نحلة وأخذت تدور فوق رأسهما كثيرا التفت النبي صلى الله عليه واله وسلم إلى الأمام أمير المؤمنين علي عليه السلام وقال أتدري يا علي ماذا تقول هذه النحلة ؟ قال: لا يا رسول الله .
قال صلى الله عليه واله وسلم إن هذه النحلة قد استضافتنا اليوم قالت لي لقد وضعت لكم مقدار من العسل في محل كذا فأرسل أخاك أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى ذلك المحل ليأتي به فقام الإمام عليه السلام وجلب العسل لنبي صلى الله عليه وآله وسلم. فخاطب النبي النحلة قائلا أيتها النحلة إن طعامك من إزهار الورد وهو مر فكيف يتحول إلى عسل حلو ؟ قالت النحلة يارسول الله إن حلاوة العسل جاء من بركة ذكر اسمك المبارك واسم أهل ببك الطاهرين عليهم السلام عندما نمتص رحيق الإزهار يلهم ألينا إن نصلي عليك وعلى أهل بيتك المعصومين ثلاث مرات فلما نكمل ذكر الصلوات يصبح عسلنا حلو.
أنا لم أعرف قط أنه عليه السلام كان يعرف لغة الحشرات أو أنه كلم غير البشر سوى جبريل عليه السلام فهل هذه القصة صحيحة عن الرسول الكريم ؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا كذب مفضوح !
وقبّح الله الرافضة ، الذين يزعمون أن حلاوة العسل ببركة ذِكر آل البيت رضي الله عنهم .
ونحن نعتقد بِفضل آل البيت ونُحبّهم ، ونعتقد أن حُبّهم دِين وإيمان . إلاّ أننا لا نغلو فيهم مثل هذا الغلو .
فهل كان العسل مُـرَّا قبل وُجود آل البيت رضي الله عنهم ؟؟؟!!
والله تعالى أعلم .
ماحكم وعاقبة من غير حرفا او زاد حرفا بالقرآن الكريم
ماحكم وعاقبة من غير حرفا او زاد حرفا بالقرآن الكريم ، وأقصد حرفا واحدا وليس كلمة، مثل كلمة أمة غيرها الشيعة العشرية الى أإمة وجعلوها عندهم " خير أئمة أخرجت للناس" أئمة جمع إمام
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
وبارك الله فيك .
من غيّر حَرفا من القرآن بِزيادة أو نُقصان عامِدا من غير تأويل مُساغ ، أو أنَكر حرفا منه ؛ فقد كَفَر .
والرافضة ( الشيعة الاثنى عشرية ) لا يُغيِّرون حرفا بل حروفا ، بل عندهم سور وآيات ليست في مصاحف المسلمين ، وليستْ من القرآن .
ولديهم أكثر من ألفيّ رواية تَنُصّ على ذلك !
ولأحد علماء الرافضة ، وهو النوري الطبرسي – قبّحه الله – كتاب بعنوان : فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب .
وهذا كُفر وزندقة .
وقد ردّ عليه أحد علماء الرافضة فألّف كتابا آخر في الانتصار لِكتابه الأول !
وقد كوفئ هذا الرافضي بأن دُفِن في النَجف ! وهذا يَعتبرونه تشريفا له !
وقبح الله الرافضة ما أسخف عقولهم .. فإن هذا العنوان لذلك الكتاب ساقِط من أصله !
فإن كان الكِتاب كتاب ربّ الأرباب فلِمَ لَم يَحفظه ؟! وإن لم يَكن كتاب ربّ الأرباب فلِم نَسبُوه إليه ؟!
وهم قالوا بتحريف القرآن لأن القرآن جَمَ‘ه أبو بكر ثم أقرّه عليه عُمر ، ثم جُمَع الجمع الأخير في زمن عثمان رضي الله عنهم أجمعين ، ولذلك يُعرف المصحف بـ " العثماني " نِسبة إلى عثمان رضي الله عنه .
وهذا لا يُعجِب الرافضة الذين يُكفِّرون خيار الأمة .
وهذا المصحف قد أجْمَعت عليه الأمة إلا من انتَسَب إليها – زورا وبهتانا – وهم الرافضة !
بل إن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قد أقرّ أصحابه الذين سَبَقُوه على ما جمعوه ، وعَمِل به في خلافته .
ولو كان عند عليّ غير هذا القرآن – كما تزعم الرافضة – لأخرجه في خلافته وعمِل به !
إلا أنهم يَزعمون أنه سيخرج به " مهديهم " الذي دخل السرداب قبل أكثر من ألف عام !
والخلاصة أن من زاد في القرآن أو نقص من غير تأويل سائغ في قراءة ونحوها ؛ فإنه يَكفر بذلك.
وكذلك من أنْكَر حرفا من القرآن .
ومن زعم أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم قد أخْفَوا شيئا من القرآن أو كَتَموه ، فقد كَفَر ؛ لأن الله تكفّل بِحِفْظِ كتابه فقال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
والْمُكَذِّب به أو مُدّعي الزيادة والنقصان يُكذّب بهذه الآية .
والله المستعان .
أريد أن أسال عن مذهب الزيدية ؟
أريد أن أسال عن مذهب الزيدية ؟ وما رأيكم فيهم ؟
الجواب :
جاء في الموسوعة الميسَّرة في الأديان والمذاهب المعاصِرة ما نصه :
التعريف :
الزيدية إحدى فرق الشيعة ، نسبتها ترجع إلى مؤسسها زيد بن علي زين العابدين الذي صاغ نظرية شيعية في السياسة والحكم ، وقد جاهد من أجلها ، وقُتِل في سبيلها ، وكان يرى صحة إمامة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعًا ، ولم يقل أحد منهم بتكفير أحد من الصحابة ومن مذهبهم جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل .
التأسيس وأبرز الشخصيات:
· ترجع الزيدية إلى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهما (80ـ122هـ/698ـ740م) ، قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام هشام بن عبد الملك، فقد دفعه أهل الكوفة لهذا الخروج ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ولا يلعنهما ، بل يترضى عنهما ، فاضطر لمقابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فارس حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته عام 122هـ.
ـ تنقل في البلاد الشامية والعراقية باحثًا عن العلم أولًا وعن حق أهل البيت في الإمامة ثانيًا ، فقد كان تقيًّا ورعًا عالمًا فاضلًا مخلصًا شجاعًا وسيمًا مهيبًا مُلمًّا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ـ تلقى العلم والرواية عن أخيه الأكبر محمد الباقر الذي يعد أحد الأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية .
ـ اتصل بواصل بن عطاء رأس المعتزلة وتدارس معه العلوم، فتأثر به وبأفكاره التي نقل بعضها إلى الفكر الزيدي ، وإن كان هناك من ينكر وقوع هذا التتلمذ ، وهناك من يؤكد وقوع الاتصال دون التأثر .
ـ يُنسب إليه كتاب المجموع في الحديث ، وكتاب المجموع في الفقه ، وهما كتاب واحد اسمه المجموع الكبير ، رواهما عنه تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي الهاشمي الذي مات في الربع الثالث من القرن الثاني للهجرة .
· أما ابنه يحيى بن زيد فقد خاض المعارك مع والده ، لكنه تمكن من الفرار إلى خراسان حيث لاحقته سيوف الأمويين ، فقُتِل هناك سنة 125هـ .
· فُوِّض الأمر بعد يحيى إلى محمد وإبراهيم .
ـ خرج محمد بن عبد الله الحسن بن علي (المعروف بالنفس الزكية) بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان .
ـ وخرج من بعده أخوه إبراهيم بالبصرة فكان مقتله فيها بأمر من المنصور .
· أحمد بن عيسى بن زيد ـ حفيد مؤسس الزيدية ـ أقام بالعراق، وأخذ عن تلاميذ أبي حنيفة فكان ممن أثرى هذا المذهب وعمل على تطويره .
· من علماء الزيدية القاسم بن إبراهيم الرسي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما (170ـ242هـ) تشكلت له طائفة زيدية عرفت باسم القاسمية .
· جاء من بعده حفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم (245ـ298هـ) الذي عقدت له الإمامة باليمن فكان ممن حارب القرامطة فيها ، كما تشكلت له فرقة زيدية عرفت باسم الهادوية منتشرة في اليمن والحجاز وما والاها .
· ظهر للزيدية في بلاد الديلم وجيلان إمام حسيني هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي رضي الله عنهما والملقب بالناصر الكبير (230 ـ 304هـ) وعرف باسم الأطروش ، فقد هاجر هذا الإمام إلى هناك داعيًا إلى الإسلام على مقتضى المذهب الزيدي ، فدخل فيه خلق كثير صاروا زيديين ابتداء .
· ومنهم الداعي الآخر صاحب طبرستان الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهما ، الذي تكونت له دولة زيدية جنوب بحر الخزر سنة 250هـ .
· وقد عرف من أئمتهم محمد بن إبراهيم بن طباطبا ، الذي بعث بِدُعاتِه إلى الحجاز ومصر واليمن والبصرة . ومن شخصياتهم البارزة كذلك مقاتل بن سليمان ، ومحمد بن نصر . ومنهم أبو الفضل بن العميد والصاحب بن عباد وبعض أمراء بني بويه .
· استطاع الزيدية في اليمن استرداد السلطة من الأتراك إذ قاد الإمام يحيى بن منصور بن حميد الدين ثورة ضد الأتراك عام 1322هـ وأسس دولة زيدية استمرت حتى سبتمبر عام 1962م حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الزيود ، ولكن لا زال اليمن معقل الزيود ومركز ثقلهم .
· خرجت عن الزيدية ثلاث فرق طعن بعضها في الشيخين، كما مالَ بعضها عن القول بإمامة المفضول ، وهذه الفرق هي :
ـ الجارودية: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد .
ـ الصالحية: أصحاب الحسن بن صالح بن حي .
ـ البترية: أصحاب كثير النوى الأبتر .
ـ الفرقتان الصالحية والبترية متفقتان ومتماثلتان في الآراء .
الأفكار والمعتقدات :
· يُجيزون الإمامة في كل أولاد فاطمة ، سواء أكانوا من نسل الإمام الحسن أم من نسل الإمام الحسين ـ رضي الله عنهما .
ـ الإمامة لديهم ليست بالنص ، إذ لا يشترط فيها أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق ، بمعنى أنها ليست وراثية بل تقوم على البيعة ، فمن كان من أولاد فاطمة وفيه شروط الإمامة كان أهلًا لها .
ـ يجوز لديهم وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في قطرين مختلفين .
ـ تقول الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل ، إذ لا يُشترط أن يكون الإمام أفضل الناس جميعًا ، بل من الممكن أن يكون هناك للمسلمين إمام على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه على أن يرجع إليه في الأحكام ويحكم بحكمه في القضايا التي يُدلي برأيه فيها .
· معظم الزيدية المعاصرين يُقرُّون خلافة أبي بكر وعمر، ولا يلعنونهما كما تفعل فرق الشيعة ، بل يترضَّون عنهما ، إلا أن الرفض بدأ يغزوهم - بواسطة الدعم الإيراني - ، ويحاول جعلهم غلاة مثله .
· يميلون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله ، والاختيار في الأعمال . ومرتكب الكبيرة يعتبرونه في منـزلة بين المنـزلتين ، كما تقول المعتزلة .
· يرفضون التصوف رفضًا قاطعًا .
· يخالفون الشيعة في زواج المتعة ويستنكرونه .
· يتفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر .
· هم متفقون مع أهل السنة بشكل كامل في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة في الفروع مثل:
ـ قولهم "حي على خير العمل" في الأذان على الطريقة الشيعية .
ـ صلاة الجنازة لديهم خمس تكبيرات .
ـ يرسلون أيديهم في الصلاة .
ـ صلاة العيد تصح فرادى وجماعة .
ـ يعدون صلاة التروايح جماعة بدعة .
ـ يرفضون الصلاة خلف الفاجر .
ـ فروض الوضوء عشرة بدلًا من أربعة عند أهل السنة .
· باب الاجتهاد مفتوح لكل من يريد الاجتهاد ، ومن عجز عن ذلك قلّد ، وتقليد أهل البيت أولى من تقليد غيرهم .
· يقولون بوجوب الخروج على الإمام الظالم الجائر ولا تجب طاعته .
· لا يقولون بعصمة الأئمة عن الخطأ . كما لا يُغالُون في رفع أئمتهم على غرار ما تفعله معظم فرق الشيعة الأخرى .
ـ لكن بعض المنتسبين للزيدية قرروا العصمة لأربعة فقط من أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم جميعًا .
· لا يوجد عندهم مهدي منتظر .
· يستنكرون نظرية البداء التي قال بها المختار الثقفي ، حيث إن الزيدية تقرر أن علم الله أزلي قديم غير متغير ، وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ .
· قالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقَدَر مع اعتبار الإنسان حُرًا مختارًا في طاعة الله أو عصيانه، ففصلوا بذلك بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا ، وهو رأي أهل البيت من الأئمة .
· مصادر الاستدلال عندهم كتاب الله، ثم سنة رسول الله، ثم القياس (*) ومنه الاستحسان (*) والمصالح المرسلة ، ثم يجيء بعد ذلك العقل ، فما يُقِرّ العقل صحته وحسنه يكون مطلوبًا ، وما يُقِرّ قُبحه يكون منهيًا عنه .
وقد ظهر من بينهم علماء فطاحل أصبحوا من أهل السنة ، سلَفِيُو المنهج والعقيدة أمثال : ابن الوزير وابن الأمير الشوكاني .
الجذور الفكرية والعقائدية :
· يتمسكون بالعديد من القضايا التي يتمسك بها الشيعة كأحقية أهل البيت في الخلافة ، وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها ، وتقليدهم ، وزكاة الخمس ، فالملامح الشيعية واضحة في مذهبهم على الرغم من اعتدالهم عن بقية فرق الشيعة .
· تأثر الزيدية بالمعتزلة فانعكست اعتزالية واصل بن عطاء عليهم ، وظهر هذا جليًا في تقديرهم للعقل وإعطائه أهمية كبرى في الاستدلال ، إذ يجعلون له نصيبًا وافرًا في فهم العقائد ، وفي تطبيق أحكام الشريعة ، وفي الحكم بِحُسْنِ الأشياء وقُبحها ، فضلًا عن تحليلاتهم للجبر والاختيار ، ومرتكب الكبيرة ، والخلود في النار .
· أخذ أبو حنيفة عن زيد ، كما أن حفيدًا لزيد وهو أحمد بن عيسى بن زيد قد أخذ عن تلاميذ أبي حنيفة في العراق ، وقد تلاقي المذهبان الحنفي السُّني والزيدي الشيعي في العراق أولًا ، وفي بلاد ما وراء النهر ثانيًا ، مما جعل التأثر والتأثير متبادلًا بين الطرفين .
الانتشار ومواقع النفوذ :
· قامت دولة للزيدية أسسها الحسن بن زيد سنة 250هـ في أرض الديلم وطبرستان .
· كما أن الهادي إلى الحق أقام دولة ثانية لها في اليمن في القرن الثالث الهجري .
· انتشرت الزيدية في سواحل بلاد الخزر وبلاد الديلم وطبرستان وجيلان شرقًا، وامتدت إلى الحجاز ومصر غربًا وتركزت في أرض اليمن .
ويتضح مما سبق :
أن الزيدية إحدى فرق الشيعة ، ولصلاتهم القديمة بالمعتزلة تأثروا بكثير من أفكارهم ومعتقداتهم إلا أن المذهب الزيدي في الفروع لا يخرج عن إطار مدارس الفقه الإسلامي ومذاهبه، ومواطن الاختلاف بين الزيدية والسنة في مسائل الفروع لا تكاد تذكر . اهـ .
وأما رأيي في هذا المذهب ، فهو مذهب مُبتَدع ، وإن كان أقرب إلى مذهب أهل السنة .
وإن كان هذا المذهب اطّرد مع نفسه فيما يتعلق بآل البيت بخلاف الرافضة ، فالرافضة حصروا الإمامة بأولاد الحسين ، ثم حصروها في الباقر وأولاده ، كما حصروا الإمامة على النصّ – بزعمهم -
أما الزيدية فإنهم لم يَحصروها في ذلك ، لا في أولاد الحسين ولا على النصّ .
إلا أن هذا المذهب لا يُعتبر من مذاهب أهل السنة ، وهو من المذاهب المبتدعة كما أسلفت .
وما قام به الزيدية من حرب الإسماعليية لا يُنكر ، ففي حُكم الزيدية أذلّوا الإسماعيلية ، وطاردوهم وطَردهم إلى الجبال .
وأهل السنة أهل عَدل وإنصاف .
والله تعالى أعلم .
شبهات متعلقة بالإمامة - بين السنة والرافضة
النصوص القرآنية والأحاديث الواردة في مسألة الإمامة
تحت هذا العنوان كَتَبَ رافضي :
النصوص القرآنية والأحاديث الواردة في مسألة الإمامة
أولا : رؤية نقدية لمرويات أهل السنة في هذا الموضوع ، ثانيا قراءة عقلية للنص القرآني والأحاديث الواردة في مسألة الإمامة.
فأقول - مستعينا بالله - :
أولًا : ليس للرافضة حقّ في الكلام في النصوص القرآنية حتى يُسلِّموا بِسلامة النص القرآني من التحريف .
وقد ألّف أحد علماء الرافضة ، وهو " حسين النوري الطبرسي ت 1320 هـ" كِتابا سمّاه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" ، وقد أورد فيه ما يزيد على ألفي رواية عن أئمة الرافضة بالقول بتحريف القرآن ! ومنها روايات في أصحّ كُتُب الرافضة ، وهو كِتاب " الكافي " للكليني ، الذي تُسمّيه الرافضة " حُجّة الإسلام " !
ولا يحتاج هذا الهراء إلى ردّ ، فقد أسقط كِتابه مِن عنوانه !
كيف ؟
إذا كان الكتاب - القرآن - هو كِتاب ربّ الأرباب .. فَلِم لَم يحفظه ؟!
وإن لم يكن كتابه فليس القرآن هو المقصود !
ولا يُقال : هذا رأي عالِم واحد من علماء الرافضة !
لأن أكثر علماء الرافضة يقولون بهذا القول صريحا في كُتُبهم ، إلاّ أنهم لا يُصرِّحوُن به لأمرين :
الأول : تقيّة ، والتقية عندهم تسعة أعشار الدِّين !
الثاني : لسقوط هذا القول عند جماهير المسلمين ، وبالتالي سقوط من يقول به ، واحتراق جميع أوراقه !
ولذلك يقول الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " : والظاهر إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة ، منها : سَدّ باب الطعن عليها !
وأكثر علماء الرافضة على القول بتحريف القرآن ! ولذا حصر بعضهم الذين قالوا بعدم التحريف فلم يستطع تسمية سوى أربعة أو خمسة من علماء الرافضة !
كما فعل محمد جواد مغنية في محاولة ردّ القول بعدم التحريف ، فلم يستطع التمثيل سوى بأربعة علماء من علماء الرافضة لم يقولوا بالتحريف !
ويقول الكاشاني في تفسيره : " إن القرآن ليس بِتمامه ! كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مُغيّر ومُحرّف ، وانه حُذِف منه أشياء كثيرة، منها اسم عَلِيّ عليه السلام في كثير من المواضع ! ومنها لفظة ( آل محمد ) صلى الله عليه وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك "
وسآتي بأمثلة على التحريف لاحقا - إن شاء الله - .
كما لا يُقال : كِتاب " الطبرسي " قد رُدّ عليه !
فأقول : الطبرسي قد انتصر لِكتابه هذا بِكتاب آخر !
وهو مُعظّم مُفخَّم عند الرافضة ! وثناء أتباعه ومؤيّديه كثير جدا !
والطبرسي هذا قد أورد سورة الولاية في كِتابه إيراد المنتصر لها !
وعلماء الرافضة - إن كان فيهم علماء - في هذه المسألة بين المطرقة والسِّنْدان !
فمن قال من علماء الرافضة بتحريف القرآن فهو مُطّرد مع نفسه ! وكفانا سُخف هذا القول لِرَدّه!
ومن قال بعدم التحريف لَزِمه قبول إمامة مَن جَمَع القرآن ، وأمة الإسلام مُتّفقة على أن أول من جمع القرآن هو أبو بكر رضي الله عنه ، ثم كان كذلك في زمن عُمر رضي الله عنه ، ثم الجمع الأخير في خلافة عثمان رضي الله عنه .
فإما أن يُقبَل القرآن وتُقبَل إمامة من جَمَعوه ، وإلاّ يُرَدّ القرآن بِرَدّ وتكفير من جَمَعوه !
واعتقاد الرافضة أن الخلفاء الثلاثة قد كَفَروا وارتدّوا !
وكفى بِقُبْح هذا القول وسُخفه سقوطا !
وحتى الذين قالوا بِعدم وقوع التحريف في القرآن مِن علماء الرافضة - وهم قِلّة - تخبّطوا في ذلك ! لأنه اصطدموا بأمْر مُسَلَّم عندهم ، وهو : إثبات مصحف علي ، ومصحف فاطمة !
ثانيا : قول الرافضي بعد ذلك : (بيد أنقيام الثورة الإسلامية في إيران ، بقيادة آية الله العظمى روحالله الموسوي الخميني ، قد ألقى عدة أحجار في البحيرة الراكدة)
أقول : هو لم يُلق حجرا ، بل بَالَ في الماء الراكد !
لأنه أراد إخراج الرافضة مِن رِقّ إلى رِقّ آخر ! ومن خُرافة إلى خرافة ثانية !
فالخرافة الأولى ما اعتقدوه في الإمام الثاني عشر - الذي اختَلَفُوا في ولادته أصلا - والذي يعتقدون أنه دخل سردابا في سامرّاء ! منذ أكثر من ألف سنة !
وهم ينتظرون خروجه ، إذ هو القائم ، وهو الذي تجتمع عليه الرافضة !
فلما أراد الخميني أن يُعطي نفسه الصبغة الشرعية والهيمنة الدينية على الرافضة اخترع " ولاية الفقيه " !
ثالثا : ما يتعلّق بمسألة الإمامة بين السنة والرافضة ، فأهل السنة هم الذين كانوا يجتمعون على الأئمة ، ولو كانوا أئمة جَور ، جَمعا للكلمة ، وتوحيدا للصّف .
وأهل السنة يُصلّون خَلْف كل بَرّ وفاجر جمعا للكلمة ووحدة للصَّفّ .
وأهل السنة يجتمعون في مساجدهم على إمام الصلاة ، وبالتالي فهم أفضل من يجتمعون على إمام أعظم .
وأما الرافضة فهم لا يجتمعون في صلاتهم خَلْف إمام ، ولا يجتمعون خَلْف إمام أعظم أيضا ! حتى يَخرُج " القائم " وهو الذي قد دخل سرداب سامراء قبل أكثر من ألف عام بِزعمهم !
والرافضة هم الذين ينطلقون من مُنطلقات " ثورية " ! زاعمين أن الحسين رضي الله عنه كان ثوريا!
ولذا خرجوا على الدولة العباسية ، وتآمروا على قتل الخليفة ، بل وعلى استباحة ديار المسلمين مِن قِبَل الكُفّار !
وما أخبار ابن العلقمي منا ببعيد ، وكُتُب التواريخ شاهدة بذلك .
فليس للرافضة الحقّ في الكلام في هذه المسألة ؛ لأنهم لا يجمعهم إمام ، فضلا عن عدم الإيمان بالقرآن على أنه كلام الله الْمُنَزَّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رابعا : حَمَل الرافضة على القول بالإمامة تحريف آيات القرآن الكريم لتتوافق مع مُعتقداتهم في الإمامة !
وخذ على سبيل المثال :
علي بن إبراهيم القمي .
يقول عنه الطبرسى صاحب " أعلام الورى " : إن على بن إبراهيم من أعظم الرواة في عصر الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، ونقل عنه الشيخ يعقوب الكليني الكثير من الروايات في " أصول الكافي " . اهـ .
القمي هذا له تفسير مشهور عند الرافضة ، وهو من أقدم كُتُب تفاسير الرافضة ، وقد أورد عدة آيات حرّف لفظها ليتماشى مع القول بالإمامة !
خذ على سبيل المثال :
حرّف قوله تعالى : ( كنتم خير أمة ) إلى ( كنتم خير أئمة ) !
وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) زاد فيها ( في عليّ ) ، لتُصبح الآية عنده هكذا (بلّغ ما أُنزل إليك من ربك في عليّ ... ) !
وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا) زاد فيها (آل محمد حقّهم ) ! لتكون الآية عنده (إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقّهم ... ) !
وكذلك قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) زاد فيها (آل محمد حقهم ) ، لتكون الآية عنده (وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم ... ) !
ووزاد مثل ذلك في قوله تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ) ، لتكون الآية عنده (ولو ترى إذ الظالمون آل محمد حقهم ... )
وفي قوله تعالى : (إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) جَعَلها في عليّ رضي الله عنه ، فتكون الآية عنده : (إن عليّ إلاّ عبدٌ أنعمنا عليه ...) !
ويَجري تلميذه الكليني على نفس المنوال !فقد روى الكليني في " الكافي " عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) قَالَ : عَهِدْنَا إِلَيْهِ فِي مُحَمَّدٍ وَالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَتَرَكَ ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَزْمٌ أَنَّهُمْ هَكَذَا ، وإِنَّمَا سُمِّيَ أُولُو الْعَزْمِ أُوْلِي الْعَزْمِ لأَنَّهُ عَهِدَ إِلَيْهِمْ فِي مُحَمَّدٍ وَ الأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ وَالْمَهْدِيِّ وَسِيرَتِهِ وَأَجْمَعَ عَزْمُهُمْ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ وَالإِقْرَارِ بِهِ .
وروى الكليني أيضا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فِي قَوْلِهِ : وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ كَلِمَاتٍ فِي مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ الأَئِمَّةِ ( عليهم السلام ) مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ فَنَسِيَ ) هَكَذَا وَاللَّهِ نَزَلَتْ عَلَى مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) .
وروى أيضا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّهِ ( صلى الله عليه وآله ) ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قَالَ : إِنَّكَ عَلَى وَلايَةِ عَلِيٍّ ، وَعَلِيٌّ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ .
وروى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) بِهَذِهِ الآيَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله ) هَكَذَا ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِي عَلِيٍّ بَغْيًا ).
وروى عَنْ مُنَخَّلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) بِهَذِهِ الآيَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ هَكَذَا : ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فِي عَلِيٍّ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) .
وروى عَنْ مُنَخَّلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) عَلَى مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا فِي عَلِيٍّ نُورًا مُبِينًا ) .
والروايات عند الكليني في أصحّ كُتُب الرافضة كثيرة ، ولم أورِد كل ما وقفت عليه !
فأنت ترى تشدّق الرافضة بالإمامة والولاية حتى حرّفوا القرآن لأجلها ، بل جعلوها هي الكلمات التي عَهِد الله بها إلى آدم ، وأنها في حق آل البيت !
هذا ما يتعلّق بتحريف الرافضة للقرآن ، لإثبات الإمامة بزعمهم
فصار الإمامة عندهم غاية وليست وسيلة !
خامسا : إمامة أبي بكر ثابتة بالنصّ وبالإجماع .
أما النصّ فدلالة قوله تعالى : (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).
وقوله تعالى : (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
وقوله عزّ وَجَلّ : (وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى)
فهذه الآيات نزلت في أبي بكر رضي الله عنه .
وأدلة السنة كثيرة ، منها :
تقديمه صلى الله عليه وسلم لأبي بكر يؤمّ الناس ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا حضرته الوفاة قال : مُرُوا أبا بكر فَلْيُصَلِّ بالناس . رواه البخاري ومسلم .
ولذا كان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : رضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا .
قال ابن عبد البر القرطبي : معلوم أن الصلاة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت إليه لا إلى غيره ، وهو الإمام الْمُقْتَدَى به ، ولم يكن لأحد أن يتقدم إليها بحضرته ، فلما مرض واستخلف أبا بكر عليها والصحابة متوافرون ووجوه قريش وسائر المهاجرين وكبار الأنصار حضور، وقال لهم : مُرُوا أبا بكر يصلي بالناس . استدلوا بذلك على أن أبا بكر كان أحق الناس بالخلافة بعده صلى الله عليه وسلم ، فارتضوا لإقامة دنياهم وأمانتهم من ارتضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لِدِينهم .
ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم - والله أعلم - مِن أن يُصَرِّح بخلافة أبي بكر رضي الله عنه إلا أنه كان لا ينظر في دين الله بهواه ، ولا يشرع فيه إلاَّ بما يُوحى إليه ، ولم يُوحَ إليه في الخلافة شيء .
وكان لا يتقدم بين يدي ربه في شيء إلاَّ أنه كان يُحِبّ أن يكون أبو بكر الخليفة بعده فأراهم بتقديمه إياه إلى الصلاة موضع اختياره ، وأرَاد به .
فعرف المسلمون ذلك منه فبايعوا أبا بكر بعده ، فنفعهم الله به ، وبارك لهم فيه ؛ فقاتل أهل الرِّدَّة ، وقام بأمر الله ، وعَدل في الرَّعية ، وقَسَم بالتسوية ، وسار سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفاه الله عز وجل .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة لكلام قاله عمر بن الخطاب : أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَر أبا بكر أن يُصَلِّي بالناس ؟ قالوا : نعم . قال : فأيكم تطيب نفسه أن يَنْزِعه عن مقامه الذي أقامه فيه رسول الله ؟ قالوا : كُلُّنا لا تطيب نفسه بذلك . اهـ .
وكان الصحابة رضي الله عنهم يُقدَّمون أبا بكر ، كما فعل بلال رضي الله عنه حينما تأخّر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقام وصلّى أبو بكر رضي الله عنه .
وقوله عليه الصلاة والسلام قبل موته : لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ . ثُمَّ قُلْتُ : يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : قالَتْ عَائِشَة رضي الله عنها : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ : ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ، وَيَقُولُ قَائِلٌ : أَنَا أَوْلَى ! وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ .
ولَمَّا جاءت امرأة فكَلَّمَتْهُ صلى الله عليه وسلم فِي شَيْءٍ فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ ، فَقَالَتْ : أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ ؟ قَالَ : إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ .
زَادَ لَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ : كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ . رواه البخاري .
ولذا كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون : رضينا لِدُنيانا ما رَضِي به النبي صلى الله عليه وسلم لِدِيننا .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة لم يُقْتَل قتلًا ، ولم يَمُتْ فجأة ، مرض ليالي وأياما يأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة ، وهو يرى مكاني فيقول : ائت أبا بكر فليُصَلِّ بالناس ، فلما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَظَرتُ في أمري فإذا الصلاة عظم الإسلام وقِوام الدِّين ، فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ، بايعنا أبا بكر . رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى وابن عبد البر في التمهيد وابن عساكر في تاريخ دمشق .
وفي رواية : لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس وإني لشاهد ما أنا بغائب، ولا في مرض ، فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .
فنحن نرضى بمن رضي به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
- وسيأتي أن عليا رضي الله عنه بايَع أبا بكر بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها -
ومما يدلّ على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أبا بكر الصديق رضي الله عنه في الحجة التي قبل حجة الوداع وأمّره عليها يؤذن في الناس : ألا لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .
فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام ، فلم يحجّ عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم مُشرِك .
فأقام النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر مقامه ، وجعله مُبلِّغًا عنه ، مُتحدِّثا باسمه .
وسيأتي أن الصحيح عند أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ثم أتبعه عَلِيًّا ، فكان عليّ رضي الله عنه تحت إمرة أبي بكر ، ولم يَرُدّ النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ، ليُبلِّغ عنه رجل من آل بيته ، فالرواية ضعيفة ، وسيأتي الكلام عنها .
ففي رواية للبخاري : ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بِعَلِيّ بن أبي طالب وأمَرَه أن يؤذن ببراءة .
وهذا يدلّ على أن عليًا رضي الله عنه كان تحت إمرة أبي بكر في تلك الحجّة التي قَبْل حجّة الوداع .
فهذه أحاديث صحيحة صريحة في إثبات أخوة أبي بكر وصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، بل وفي النصّ على خلافته .
وعليّ رضي الله عنه أثبت خلافة أبي بكر بقوله وفِعله .
أما قوله فقد تقدّم قوله : فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .
وأما فِعله فـ :
عَدم منازعة أبي بكر في أمر الخلافة .
قبوله لأحكام أبي بكر رضي الله عنه ، ولو كان عليّ رضي الله عنه يَرى أن أبا بكر ليس هو الخليفة ، أو يرى أنه غاصب لحق آل محمد - كما تقول الرافضة - لم يُمضِ أحكامه .
ومن أظهر الأحكام التي أمضاها قبوله لِسَبي أبي بكر ، فإن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخذ جارية من سَبي بني حنيفة ، فإن أم محمد بن الحنفية من سَبْي بني حنيفة ، ومحمد بن علي يُنسب إلى أمِّه فيُقال : محمد بن الحنفية .
فلو كان عليًا رضي الله عنه لا يَرى خلافة أبي بكر أكان يأخذ سبيّة من سبايا حَرب سيّرها وأمَر بها الصدِّيق رضي الله عنه ؟
ولما قَدِم خالد بن سعيد بن العاص بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر وعليه جبة ديباج فلقي عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فصاح عمر بمن يليه : مزقوا عليه جبته ، أيَلبس الحرير ؟ فمزَّقوا جبته . فقال خالد لِعليّ : يا أبا الحسن يا بني عبد مناف أغُلبتم عليها ؟ فقال عليّ عليه السلام : أمُغالبة ترى أم خلافة ؟ قال : لا يُغالب على هذا الأمر أولى منكم يا بني عبد مناف . وقال عمر لخالد : فضّ الله فاك ، والله لا يزال كاذب يخوض فيما قلتَ ، ثم لا يضرّ إلاّ نفسه . ذَكَره ابن جرير الطبري في تاريخه وابن عساكر وابن كثير وغيرهم .
فخلافة أبي بكر رضي الله عنه ثابتة بالنص وبالإجماع ، فلا يُعلَم مُنازِع لأبي بكر رضي الله عنه ، وما رُوي عن عليّ رضي الله عنه فقد ثَبَت عنه أنه بايع أبا بكر بعد موت فاطمة رضي الله عنها .
قال سالم بن أبي الجعد : قلت لمحمد بن الحنفية لأي شيء قُدِّم أبو بكر حتى لا يُذكر فيهم غيره ؟ قال : لأنه كان أفضلهم إسلاما حين أسلم ، فلم يَزَل كذلك حتى قبضه الله .
ومحمد بن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه .
سادسا : دعوى الرافضي تحكيم العقل ، إذ يقول : (الأمر الذي دفعني لاستخدام المنطق العقلي في هذهالدراسة لأن ما يتناقض مع العقل هوالمستحيل بعينه وهو المرفوض دراية ومنثم رواية)
أقول : هذه مسألة اشتركت فيها الرافضة مع المعتزلة في تحكيم العقول في النصوص !
إلاّ أن المعتزلة أكثر اطِّرادا من الرافضة في هذه المسألة الْمبْتَدَعة !
وذلك لأن الرافضة تُلغي عقولها تماما أمام ( ملاليها ) ! فهم الذين يقولون : إنا وجدنا آباءنا على أمة !
وليس معهم من بضاعة سوى التقية ! التي هي تسعة أعشار الدِّين ، كما تقدّم !
فإذا وقف العقل أمام جهالات الملالي ! سوّغوا لهم ذلك بأن ذلك التناقض في دِين الرافضة إنما كان بسبب التقية !
وخذ على سبيل المثال :
مسألة تحريف القرآن ومسألة جَمْعِه .
تصطدم الرافضة أمام هذه الحقيقة بأمرين :
الأول : كون الخلفاء الثلاثة هم الذين جَمَعوا القرآن .
الثاني : ما زعمته الرافضة أن عليًّا رضي الله عنه جَمَع مصحفا ، وسيخرج به القائم !
فإذا ما سُئلوا : لِم لَم يُخرج عليا مصحفه عندما تولّى الإمامة ؟
أجابت الملالي : بأنه فَعَل ذلك تقية !
وإذا ما سُئلوا أيضا : إذا كان الخلفاء الثلاثة اغتصبوا آل محمد حقهم - كما تزعم الرافضة - فَلِم لَم يَقُم عليّ رضي الله عنه بِمحاربتهم مع أحقّيته ؟!
أجابوك : إنما فعل ذلك تقية !
وعلى ذلك أمثلة كثيرة ..
فالرافضة في دعوى العقل غير مطّرِدة مع أنفسها !
بينما اطّردت المعتزلة في هذه المسألة ، مع بدعيّتها !
ومع ذلك فنحن أهل السنة نقول : إن العقل الصريح لا يُناقض النقل الصحيح .
فلا يُمكن أن يكون هناك تعارض إلاَّ والْمُتَّهم فيه العقل !
سابعا : زَعَم الرافضي أن الإمامة (محصورة فيالذرية والآل) !
وهذا تردّه الحقائق الشرعية .
واستدلاله بآية آل عمران أول أخطائه !
فالآية نصّ على اصطفاء الله عزّ وجلّ لآدم ونوح وآل إبراهيم .
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)
فالإصطفاء ليس لكل بني آدم ، ولذا لم يأت في الآية : آل آدم ! ولا آل نوح ! لأن من ذرية آدم من ليس أهلا لذلك الاصطفاء !
ومثله في حق ذرية نوح عليه الصلاة والسلام ، كما جاء خبر ابنه في سورة " هود " .
ولذلك لم يأت في الآية آل نوح .
مع أن الناس من بعد نوح من ذريته ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) .
فليس الاصطفاء لِكُلّ آل إبراهيم ، كما أنه ليس لِكُلّ آل محمد صلى الله عليه وسلم .
آل النبي همـــــــــــــو أتباع ملته على الشــــــريعة من عُجم ومن عَرب
لو لم يكــــــــن آله إلا قرابتـه صَلّى الْمُصَلِّي على الطاغي أبي لهب
ومع ذلك فقد رضي آل البيت بإمامة أبي بكر وعمر - كما تقدّم النقل عنهم - ولم يُخالِف في ذلك إلاّ الرافضة بعد انعقاد البيعة بالإجماع !
ولو سلّمنا ذلك جدلا ، فهل كانت الإمامة في أبناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام فضلا عن سائر ذريته ؟!
إذا قيل : نعم
فأبناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام : إسماعيل وإسحاق .
وكانت النبوة في ذريته إلى بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وهو من ذرية إسماعيل .
فهل بقي لذرية إسحاق بعد ذلك وراثة ؟!
إذا قالت الرافضة : نعم .
فهذا يعني إثبات نبوة لغير نبينا صلى الله عليه وسلم بعد بعثته عليه الصلاة والسلام .
وقد زعمت الرافضة - ما لم تزعمه أمة من الأمم - أن الوحي كان يَنْزِل على فاطمة رضي الله عنها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم تسلية لها !
ومن ثم جَمَعوا ما أسموه " مصحف فاطمة " !
وهذا يعني أن إثبات الاصطفاء لا يعني إثبات الإمامة والخلافة في ذرية الذي اصطفاه الله عزّ وجلّ .
ألا ترى أن قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) تضمّن اصطفاء مريم بنت عمران عليها السلام ؟
ولذلك جاء في السياق القرآني : (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .
وفي السياق أيضا خبر اصطفاء مريم صراحة في قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) .
فهل كانت ذرية مريم مما وقع عليها الاصطفاء ، وبالتالي تكون الإمامة والخلافة (محصورة في الذرية والآل) كما يقول الرافضي ؟!
فقول الرافضي : (وهذه قاعدة عامةلم تشذ عنها أمة من الأمم ، فلماذا تشذ الأمة الإسلامية؟)
أقول : ليست قاعدة عامة كما رأيت في ذرية آدم ، وفي ذرية نوح ، وفي ذرية مريم ..
كما أنها لم تكن قاعدة عامة في ذرية إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ، ولم تكن أيضا في آل محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ كان من قرابته صلى الله عليه وسلم من كان كافرا ، كما كان حال عمه أبي طالب ، والرافضة تزعم أن الله أحياه بعد موته ! فآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم !
وفي الصحيحين ( البخاري ومسلم ) وفاته على الكُفر ، وليس في ذلك غضاضة ولا إزراء بِمنصب النبوة ..
فالأمة الإسلامية لم تشذّ في إثبات إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ رضي الله عنهم أجمعين ، بل هي مُطّردة مع نفسها ..
فأمة الإسلام ، وكل من آمن بالقرآن ، لَزِمه إثبات إمامة الخلفاء الراشدين ، لأن جَمْع القرآن تَمّ على أيدي الخلفاء الراشدين ، فمن قَبِل إمامتهم آمن بالقرآن ، ومن آمن بالقرآن قَبِل إمامتهم !
إلاّ ما كان من الرافضة التي ناقضت أنفسها ! ولم تطّرد في مسألة واحدة !
بل هي مُطّردة مع سُنن ربها .
فالله عزّ وجلّ ينصر رُسلَه والذين آمنوا ، وقد نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الرِّدَّة ، ونصر الإسلام بِعُمَر رضي الله عنه وبِعثمان وبِعليّ وأجرى الفتوح على أيديهم شرقا وغربا .
ثامنا :الاستدلال بحديث : " من كنت مولاه فعلي مولاه" وبحديث : " أنت مني بِمَنْزِلة هارون من موسى إلا أنهلا نبي بعدي " .
فهذا حق لا مرية فيه ، ولكنه من الحق الذي أرادت به الرافضة باطلا !
فنحن أهل السنة نتولّى عليًّا رضي الله عنه من غير غلوّ ولا جفاء .
وفي صحيح مسلم قول عليّ رضي الله عنه : والذي فَلق الْحَبَّة ، وبَرأ النَّسَمَة إنه لَعَهد النبي الأُمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يُحِبّني إلاَّ مُؤمن ، ولا يُبْغِضني إلاَّ مُنافق .
ونُثبت محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لِعليّ رضي الله عنه ، ومحبته لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
ففي الصحيحين خبر قوله يوم خيبر : لأُعْطِينّ هذه الراية رجلا يَفتح الله على يديه ، يُحِبّ الله ورسوله ، ويُحِبّه الله ورسوله. رواه البخاري ومسلم .
وكنت أفردتُ ترجمة أبي الحسن رضي الله عنه هنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2667
وليس في أهل السنة مَن يُبغِض عَلِيًّا رضي الله عنه ، بل ولا في الصحابة رضي الله عنهم من يُبغِضُه ، حتى مَن وقَع بَينه وبَين عليّ قِتال أو خِلاف .
وحُبّ عليّ رضي الله عنه إيمان ؛ وهو مُنتَظِم في حُب آل البيت خاصة ، وفي حُبّ الصحابة عامة .
وهذا يعني أن عليًّا رضي الله عنه يشْتَرِك في ذلك القَدْر مِن الْمُحبّة الذي هو إيمان .
قال عليه الصلاة والسلام في الأنْصَار : لا يُحِبُّهم إلاَّ مؤمن ، ولا يبغضهم إلاَّ مُنافق ، مَن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : آية الإيمان حُبّ الأنصار ، وآية النفاق بُغْض الأنصار . رواه البخاري ومسلم .
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا يُبْغِضُ الأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ .
وفيه أيضا من حديث أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يُبْغِضُ الأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ .
فبُغْض الأنصار من جُملة بُغض الصحابة رضي الله عنهم ، وعليّ رضي الله عنه من جِلّة الصحابة.
فنحن نُحِبّ عليًّا رضي الله عنه ونُحِب الأنصار ونُحِبّ الصحابة عموما ، فإن حُبّهم دِين وإيمان ، وبُغضهم نِفاق وزندقة !
وأما حديث : " أنت مني بِمَنْزِلة هارون من موسى إلا أنهلا نبي بعدي " ، فهذا قاله عليه الصلاة والسلام لِعليّ إرضاء له حينما حَزّ في نَفْس أبي الحسن رضي الله عنه - وهو البَطل الشجاع - أن يُخلّف مع النساء والصبيان .
ففي الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَج إلى تبوك واسْتَخْلَف عَلِيًّا ، فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال : ألا ترضى أن تكون مِنِّي بِمَنْزِلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس نبي بعدي .
وهارون عليه الصلاة والسلام خَلَف موسى عليه الصلاة والسلام حينما سار موسى إلى ميعاد ربه .
ولا يَلْزَم منه استخلاف هارون من بعده ؛ لأن هارون عليه الصلاة والسلام مات قبل موسى عليه الصلاة والسلام ، كما هو معلوم عند علماء التفسير ، بل حتى عند أهل الكِتاب .
فلا يَصِحّ الاستدلال بقوله عليه الصلاة والسلام : " ألا ترضى أن تكون مِنِّي بِمَنْزِلة هارون من موسى ؟ " على أحقيّة عليّ رضي الله عنه في الخلافة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد أجاب أبو إسحاق المروزي رحمه الله بجواب على وجهين مُجْمَلَين :
أحدهما : أن هارون كان خليفة موسى في حياته ، ولم يكن عليّ خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ، وإذا جاز أن يتأخّر عليّ عن خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته على حسبما كان هارون خليفة موسى في حياته ؛ جاز أن يتأخّر بعد موته زمانا ، ويكون غيره مُقَدّما عليه ، ويكون معنى الحديث القصد إلى إثبات الخلافة له ، كما ثبتت لهارون ، لا أنه استحق تعجيلها في الوقت الذي تَعَجّلها هارون من موسى عليه السلام .
والوجه الآخر : أن هذا الكلام إنما خرج من النبي عليه السلام في تفضيل عليّ ومعرفة حقه لا في الإمامة ، لأنه ليس كل مَن وَجب حقه وصار مُفَضّلًا اسْتَحَقّ الإمامة ؛ لأن هارون مات قبل موسى بِزَمَان ، فاسْتَخْلَف موسى بعده يوشع بن نون ، فهَارُون إنما كان خليفة لموسى في حياته ، وقد عُلِم أن عَلِيًّا لم يكن خليفة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، ولم يكن هارون خليفة لموسى بعد موته ، فيكون ذلك دليلا على أن عليا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته.
قال ابن عبد البر : كان هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حين استخلفه على المدينة في وقت خروجه غازيا غزوة تبوك ، وهذا استخلاف منه في حياته ، وقد شَرَكه في مثل هذا الاستخلاف غيره ، مَن لا يَدّعي له أحد خِلافة ؛ جَمَاعة قد ذكرهم أهل السنة ، وليس في استخلافه حين قال له ذلك القول دليل على أنه خليفة بعد موته ، والله أعلم . اهـ .
وقال الإمام النووي في شرح هذا الحديث : فيه إثبات فضيلة لعلي ، ولا تعرّض فيه لكونه أفضل من غيره أو مثله ، وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال هذا لعلي حين استخلفه في المدينة في غزوة تبوك ، ويؤيد هذا أن هارون الْمُشَبَّه به لم يكن خليفة بعد موسى ، بل توفي في حياة موسى وقبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة على ما هو مشهور عند أهل الأخبار والقصص . قالوا : وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة . والله اعلم . اهـ.
ثم إن هذا منتقض بِما كان من استخلافه عليه الصلاة والسلام لِغير واحد من الصحابة في غير غزوة ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلف ابن أم مكتوم على المدينة إذا خَرَج النبي صلى الله عليه وسلم لبعض مغازيه .
فَلِم لا تقول الرافضة : إنه أحقّ بالخلافة ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم استخلَفَه على المدينة أكثر من مرّة ؟!
فقول الرافضي : (فالخلافة النبويةانتقلت إلى من انتقلت إليه برأي بعض المسلمين وليس بالنص)
أقول : هذا ليس بصحيح .
بل انتقلت إلى أبي بكر بالنصّ والإشارة والإجماع ، وقد تقدّم الكلام على هذه المسألة .
فأبى الله والمسلمون إلاّ من استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على صلاتهم ، ومن أنابه عليه الصلاة والسلام عنه في إمامة الصلاة تمهيدا لإمامة الناس الإمامة العظمى .
ومن أنابه عنه عليه الصلاة والسلام في تبليغ دعوته ، وفي إعلان التوحيد ، وأن لا يحجّ بعد ذلك العام مشرك .
فَزَعم الرافضة أن عليا منصوب من الله ، ليس بصحيح ، بل هو افتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
فلو كان منصوبا من الله تعالى ، هل كان الله يُضيع منصوبَه أو يتخلّى عنه ؟!
وقد قال تعالى : (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) .
وقال : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) .
فهل أقامه الله عزّ وجلّ منصوبا عنه ، ثم تَخلّى عنه ؟!
هذا ما تقوله الرافضة !
ومما يلزم من ذلك القول اتِّهام عليّ رضي الله عنه بالْجُبْن والْخَوَر !
كيف ؟
إذا كان عليّ رضي الله عنه منصوبا لله ، وكانت خلافته رضي الله عنه منصوصًا عليها ؛ فَلِم تَخَلّف عليّ رضي الله عنه عن الأخذ بِحقّه ، وهو البطل الشجاع ؟!
لِم تَرَك الخلافة في أيدي من غَصَبوه حقه - كما زَعموا - ؟!
كل ذلك إزراء بأبي الحسن رضي الله عنه .
فالقول المطّرِد إثبات إمامة الخلفاء الثلاثة ، فأهل السنة مُضطرِدون مع أنفسهم ، ومع إثبات كِتاب ربهم ، كما تقدّم .
تاسعا : غَمْز الرافضي معاوية رضي الله عنه ، ووصفه بـ " ابن آكلةالأكباد " ، هذا كله سوء أدب مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، بل مع رجل هو بِمَنْزِلة خال المؤمنين !
إذ أنه أخو أم المؤمنين أم حبيبة ، رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها .
وهو أحد كُتّاب الوحي .
وهو من الخلفاء الذين أجرى الله على أيديهم الفتوحات ، ونَصَر بهم الدِّين ,
وقد أقَرّ بِخلافته الحسن بن عليّ رضي الله عنهما ، وهو سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الإقرار ، وعن رجاحة عقل الحسن رضي الله عنه ، إذ قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ . رواه البخاري .
وخلافة الحسن بن علي ستة أشهر بعد أبيه ثم تنازل لمعاوية سنة 41 هـ ، والذي سُمّي عام الجماعة لاجتماع .
فنحن أهل السنة نُثبت رجاحة عقل الحسن بن عليّ رضي الله عنه ، وتحقق بذلك نبوءة جدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونُسمي ذلك العام : عام الجماعة ، لاجتماع الكلمة فيه ، ووحدة الصف ، بل ووحدة الإمامة .
وأما الرافضة فيُسمّون الْحسن بن علي رضي الله عنه : خاذل المؤمنين !
فهم يدّعون محبة آل البيت وأن الإمامة فيهم ، ثم يتنقّصُون بعض آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم .
ولذلك زَعمت الرافضة أن الإمام في ذرية الحسين بن عليّ رضي الله عنهما دون من سواهما ، ثم افترقت الرافضة بعد ذلك في عدم الاتفاق على ذرية الحسين رضي الله عنه ، فبعد وفاة جعفر الصادق رحمه الله افترقت الرافضة إلى : جعفرية وإسماعيلية !
وهكذا لم تتفق فرِق الرافضة على إمام من أئمة آل البيت !
وسبق أن بيّنت أن الرافضة هي التي كانت سببا في خروج الحسين رضي الله عنه من الحجاز إلى العراق ، وأن الرافضة هي التي دَعَتْه ثم خذَلَته .
ونقلت عن كُتُب القوم ذلك صريحا في إجابات شُبهات رافضية أخرى ، عنونت لها بـ " الإجابات الجلية في الشبهات الرافضية " .
هنا :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1733
عاشرا : أورد الرافضي ما رُوي عن معاوية رضي الله عنه من قوله : ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، وقد أعرف أنكم تفعلون ذلك ، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون . رواه ابن أبي شيبة .
وفي رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق : وإني لأعلم أنكم تصومون وتُصَلّون وتُزَكّون .
وليس طلب الإمارة وجَمْع كلمة الناس بأمْر يُعاب .
فالذي يَعيب على معاوية هذا الأمر يلزمه أن يَعيب على الحسين خروجه طلبا لذلك الأمر !
فالحسين رضي الله عنه لم يَخرج إلاّ لأجل أن يُبايَع على الأمر .
ولذلك قال له أخوه الحسن رضي الله عنه : يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لما قُبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورَجَا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فصُرفت عنه إلى عمر ، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تَعْدُوه فصُرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بُويع ثم نُوزع حتى جَرّد السيف وطلبها فما صَفَا لَه شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفّك سفهاء أهل الكوفة فأخرجوك .
كما يلزمه أن يَعيب الخميني أشدّ العيب !
إذ خَرَج مِن رَحِم فرنسا ! ثم أتى بِما يُعرَف بِالثورة ! فهو لم يأت لإقامة الصلاة ولا لإيتاء الزكاة ! بل لإقامة دولة صفوية رافضية !
ومعلوم عند أهل العِلْم أن الذي يتغلّب على الْحُكم ثم يستقرّ له الأمر بعد ذلك أنه يُبايع حقنا لِدماء المسلمين ، وهذا ما فعله الحسن بن علي رضي الله عنهما .
حادي عشر : زَعْم الرافضي أن النصوص في كُتُب أهل السنة مبتورة !
وقد تَعَمّد الرافضي حذف بعض النصوص التي لا تخدم استدلاله ، وليس هذا بِغريب على الرافضة ! فهم قَوم بُهْت !
فالرافضة هم الذين يروون ما يَروق لهم ، وما يُوافِق أهواءهم !
أما أهل السنة فيروون ما لهم وما عليهم .
وقد شَهِد بذلك القاصي والداني .
شَهِد به أعداؤهم وخصومهم .
وممن شَهِد بذلك جَمْع من المستشرقين ، وشَهِد به عقلاء الفِرَق ، بما في ذلك عقلاء الرافضة .
أما سبّ عليّ رضي الله عنه على المنابر فقد كان ، إلاّ انه لم يأخذ الصبغة الشرعية ، كما لم يَكن من العلماء الكِبار الأجلاّء ، بل كان يصدر من بعض الخطباء ، ومع ذلك فهو زَلّة لا تُقَرّ ، ولا تتخذ صبغة شرعية !
أما السبّ لدى الرافضة واللعن فهو قد اتَّخَذ الصبغة الشرعية ، وهو قُربة يزعمون أنهم يتقربون بها !
وكان علماء أهل السنة يَنْهَون عن سبّ عليّ رضي الله عنه .
كان عمر بن عبد العزيز يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العِلْم ، فبلغ عبيد الله أن عمر ينتقص عَلِيًّا ، فأقبل عليه فقال : متى بلغك أن الله تعالى سَخِط على أهل بَدْر بعد أن رضي عنهم ؟ قال : فَعَرَف ما أراد ، فقال : معذرة إلى الله وإليك لا أعود . فما سُمِع عُمر بَعدها ذَاكِرًا عَلِيًّا رضي الله عنه إلاَّ بِخَير .
وكان سلف هذه الأمة إذا سَمِعوا الطعن في عليّ أعرضوا عنه ، وكرهوه ، ولم يرضوه .
بل نَص ّ أهل العِلْم على أن الخطيب لو وقع في سبّ أو شتْم أنه يجوز للسامع أن يشتغل بالحديث ! مع أنه مأمور بالإنصات للخطبة .
قال ابن عبد البر : وذَكَر الزبير بن أبي بكر القاضي قال : أخبرنا مصعب بن عثمان عن مشيخته أن عبد الله بن عروة بن الزبير كان يشهد الجمعة فيخرج خالد بن عبد الملك بن الحرث بن الحكم بن أبي العاصي فيخطب ، فيستقبله عبد الله بن عروة ويُنْصِت له ، فإذا شتم خالد عَلِيا تَكَلم عبد الله بن عروة ، وأقبل على أدنى إنسان إلى جنبه . فيقال له : إن الإمام يخطب ! فيقول: إنا لم نؤمر أن نُنْصِت لهذا .
وما ذلك إلاّ لمحبتهم لعليّ رضي الله عنه ، ومعرفة قدره ، إذ نَفَوا ذلك ، وأعرضوا عنه .
وأهل السنة يَرون أن سبّ الصحابة نِفاق ، بل واعتبره بعض العلماء كُفر !
قال الإمام مالك : ليس لمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفيء حق ، ويقول : قد قَسم الله تعالى في سورة الحشر للفقراء المهاجرين : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ) الآية .
قال : ومَن سَبّ مَن أمَرَه الله تعالى أن يَسْتَغْفِر له ، فلا حَقّ له في الفيء .
فمثل ذلك الفعل لا يُمكن اعتباره مذهبا لأهل السنة ، ولا قولا لهم .
والرافضة عابوا على من سبّ عليّ - وهو عيب عند أهل السنة - ولم يَعيبوا من سب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم قاطبة إلاّ نَفَر يسير !
فعيب الرافضة في ذلك أولى وأوجب !
والرافضة لم يقتصروا على سبّ الصحابة ، بل لعنوا خيار هذه الأمة ، وكَفروهم ، وسبوا أمهات المؤمنين !
ومع ذلك فلا يُقَرّ من سبّ عليا رضي الله عنه ، ولا من نَال منه .
ويُقال لِمَن اتَّخَذ سَبّ الصحابة دِيانة : متى بَلغك أن الله تعالى سَخِط على أهل بَدْر بعد أن رضي عنهم ؟!
وأما سؤال معاوية رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : ما منعك أن تَسُبّ أبا التراب؟
فقد أجابه سعد رضي الله عنه بذِكْر ثلاث من فضائل عليّ رضي الله عنه . كما في صحيح مسلم.
وليس في سؤال معاوية ما يُفهم منه سبّ عليّ رضي الله عنه .
قال الإمام النووي : فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمَر سَعْدًا بِسَبِّه ، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب ؛ كأنه يقول : هل امتنعت تَوَرّعًا أو خَوفًا أو غير ذلك ؟ فإن كان تورعا وإجلالا له عن السب فأنت مُصيب مُحْسِن ، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر ، ولعل سعدا قد كان في طائفة يَسُبُّون فلم يَسُبّ معهم ، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال . قالوا : ويحتمل تأويلا آخر : أن معناه ما منعك أن تُخَطِّئه في رأيه واجتهاده ، وتُظْهِر للناس حُسْن رأينا واجتهادنا ، وأنه أخطأ .
ثاني عشر : ما يُدندن حوله الرافضة ويستدلّ,ن به في قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وما يُورد علماء أهل السنة مما يُعرف بحديث الكساء ، وهو صحيح ، ولا إشكال فيه ، إلاّ أن الإشكال في فهم الرافضة له ، بتخصيص علي وفاطمة والحسن والحسين بهذه الآية .
إذ يقول الرافضي : (ونزول الآية في آل بيت النبوة ( ع ) خاصة من دون غيرهم) !
وهذا يَردّه ظاهر القرآن ، إذ قال الله تبارك وتعالى بعد هذه الآية مباشرة : (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) مما يَدُلّ على دُخول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الخطاب ، وأنهن داخلات في عموم أهل بيته صلى الله عليه وسلم .
فإن الله لَمَّا قال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) أعقبه بقوله : (وَاذْكُرْنَ) والخطاب لِزوجات النبي صلى الله عليه وسلم .
أما حديث الكساء فليس فيه ما يقتضي حصْر آل النبي صلى الله عليه وسلم في علي وفاطمة وابنيهما .
ففرق بين أن يُقال : هؤلاء أهل بيتي .
وبين أن يُقال : ليس لي آل بيت سوى هؤلاء .
فحديث الكساء من جنس الأول .
فقول الرجل : هؤلاء أهل بيتي ، مُحتمِل لأكثر مِن معنى ، منها :
أن يكون قصد هؤلاء أفضل أهل بيتي .
أو يكون قصد هؤلاء مِن أهل بيتي .
وهذا جارٍ على أصول لغة العرب .
وهذا الأسلوب معروف ، بل هو وارد في الكتاب والسنة .
فعلى سبيل المثال قوله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا )
وقوله : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ )
وقوله : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ )
وقوله : ( َفمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا )
وغيرها من الآيات في هذا المعنى ، والجمع بين هذه الآيات أن يُقدّر ( مِن ) فيها ؛ لأن من المعلوم أن إثم كتم الشهادة ليس كإثم افتراء الكذب على الله ، فلهذا يُمكن أن يُقال : إن كاتم الشهادة أظلم الخلق .
وجاء هذا الأسلوب في أحاديث كثيرة .
قال ابن خزيمة رحمه الله : العرب قد تقول : إن أفضل العمل كذا ، وإنما تريد " من أفضل " و " خير العمل كذا " وإنما تريد : من خير العمل . اهـ .
ومن هذا الباب قوله عليه الصلاة والسلام : اللهم هؤلاء أهل بيتي .
فهو ليس على سبيل الحصر ، ولا يَفهم منه أهل اللغة إفادة الحصر .
وقد دلّ القرآن على أن زوجة الرجل من آل بيته ، كما قال تعالى في خبر لوط .
قال تعالى في خبر آل لوط : (إِلاَّ آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ)
وقال تعالى : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) وغيرها من الآيات .
فلو كانت زوجته ليست من أهل بيته لم يكن ثَمّ حاجة إلى الاستثناء من آله وأهله .
والسؤال الذي يُطرح على الرافضة : لِم أخرجتم الحسن بن علي رضي الله عنه وأبناء الحسن مِن آل البيت ؟
ولِم أخرجتم بقية أبناء عليّ رضي الله عنه من آل البيت ؟
ومثله الاستدلال بقوله تعالى : (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) .
فأين هي مودّة عليّ رضي الله عنه فضلا عن آل بيته ؟!
إن الدعاوى عريضة ، وكل دعوى تفتقر إلى بيِّنَة تُقام عليها .
أين مودّ' عليّ رضي الله عنه وهم يُخرجونه عن حَدّ بشريته إلى الغلو فيه رضي الله عنه ، مما لا يرضاه عليّ رضي الله عنه . بل قتَل عليّ رضي الله عنه مِن غَلو فيه ، واحرقهم بالنار ، وأدّب من تعرّض لأم المؤمنين عائشة ، وقال رضي الله عنه : إنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة .
فسبّ أم المؤمنين رضي الله عنها تكذيب لِعليّ رضي الله عنه !
ودعوى غصب آل محمد حقّهم ، رَمْي لعلي رضي الله عنه بالجبن والخور !
والزعم بأن عليا رضي الله عنه أخفى ما جمعه من القرآن تُهمة لأبي الحسن بأنه كتَم ما أُمِر بنشره!
كما أن المودّة عند الرافضة - على أنها على عَوَر - إلاّ أنها في بعض القربى !
ليس للحسن منها نصيب ، ولا لذريته أيضا !
وليس لبقية أبناء عليّ رضي الله عنه منها نصيب أيضا !
فضلا عن بقية آل النبي صلى الله عليه وسلم ، على أن لفظ ( آل ) أعَمّ من أن يكون في قرابته صلى الله عليه وسلم ، بل هو مُتناول لصحابته رضي الله عنهم وأتباعه على دينه ، وهذا دلَ عليه القرآن ولغة العرب .
ثالث عشر : سبق الجواب عن سؤال :
لماذا لايذكر أهل السنة حديث العترة ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=5171
رابع عشر :
أحاديث أوردها الرافضي وتغافل عن الصحيح عند أهل السنة !
وأورد حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " ، وهو حديث موضوع مكذوب .
وهنا تخريج حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=9&book=1192
وأما الأحاديث فهم لم يلتزموا الأمانة العلمية ، فمثلا :
حديث " ولكن جبريل جاءني فقال لن يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك "
رواه الحاكم ، وقال عقبه : هذا حديث شاذ ، والْحَمْل فيه على جميع بن عمير ، وبعده على إسحاق بن بشر .
ورواه أحمد ، وإسناده ضعيف
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف . وقال ابن كثير في البداية : ضعيف الإسناد ، ومتنه فيه نَكَارة .
ولم يُورِدوا الصحيح عند أهل السنة في هذه القصة ، وذلك لأن الرواية الصحيحة عند أهل السنة تُدين الرافضة ! وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر وأمّره على الحجيج في تلك السنة ، وممن كان تحت إمرة أبي بكر رضي الله عنه عليّ رضي الله عنه . كما في الصحيحين .
وحديث غدير خُم ، لم يصح فيه النصّ على خلافة عليّ رضي الله عنه .
قال الشيخ الألباني عن حديث غدير خُم : أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في علي رضي اله عنه إنه خليفتي من بعدي . فلا يصح بوجه من الوجوه . بل هو من أباطيلهم الكثيرة . اهـ .
وكذلك حديث " مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح منركبها نجا ومن تخلف عنها هلك" هو حديث ضعيف .
وصَحّ حديث الوصية بالعترة .
وسبقت الإشارة إليه .
أخيرا :
لدى الرافضة من القضايا التي تحتاج إلى تصحيح ما هو أهمّ من الإمامة ، ولدى الرافضة من القضايا الكبرى التي تحتاج إلى مراجعة ، ورمي عدة أحجار في الماء الراكد أولى وأهمّ وأكبر من قضية الإمامة !
وقد دَعا الدكتور موسى الموسوي - خريج الحوزة العلمية - إلى تصحيح أكثر من عشر قضايا كُبرى لدى الرافضة .
ومن القضايا التي استغلها علماء الرافضة في هذا المجال للتلبيس على عامة الأتْبَاع : قضية المهدي المنتظر ، الذي تزعم الرافضة أنه دَخَل سرداب سامراء ! منذ أكثر من ألف سنة !
ومع ذلك فهذا الزعم في مهدي الرافضة باطل !
وذلك لأن الرافضة اختَلَفَتْ في مولد ذلك المهدي المزعوم أصلا !
إلا أنهم اختلقوا تلك الفرية لأجل الهيمنة على الأتباع ، واستمرار الدخل القومي في الخمس ! وسائر الْجِبَايَات والإتاوات والضرائب ! المفروضة على الأتْبَاع !
مهدي الرافضة فهم قد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا !
فجرى الخلاف هل وُلد للإمام الحادي عشر أو لا ؟
والأشهر عندهم أنه لم يولد له بدليل أنهم قسموا ميراثه لما مات ولم يُترك منه شيء !
ولكنهم كذبوا هذه الكذبة ليجمعوا الرافضة - بزعمهم - لأن من أصولهم أنه لا يخلو الزمان من إمام معصوم ، ولا يقوم الدين إلا بإمام معصوم !
ثم زعموا أن الإمام الحادي عشر - وهو الحسن العسكري - وُلد له غلام صغير اسمه محمد
وأنه دخل سردابًا في سامرّاء بالعراق منذ أكثر من ألف ومائة سنة !
وهو القائم ، وإذا ذكروه قالوا : ( عج ) يعني عجّل الله فرجه !
فأنت ترى أنه مهديهم هو محمد بن الحسن !
وأن عمره الآن يزيد على ألف سنة ! ولا يزال في السرداب !
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة ، وأنه صاحب الزمان ، وأنه صاحب السرداب بسامراء ، وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملا الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، فوددنا ذلك والله وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة ! ومن أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل ؟! والإنصاف عزيز ، فنعوذ بالله من الجهل والهوى .
ثم قال :
فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب ، ولا ندعي عصمته ولا عصمة أبي بكر الصديق .
وابناه الحسن والحسين فسبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب أهل الجنة لو استخلفا لكانا أهلا لذلك
وزين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة ، وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة
وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور
وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون ، وله نظراء في الشرف والفضل
وابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن له علم وبيان ووقع في النفوس ، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين
وابنه محمد الجواد من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه
وكذلك ولده الملقب بالهادي شريف جليل
وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى . انتهى كلامه رحمه الله .
ومهدي المسلمين يملأ الأرض قسطا وعدلًا
وأما مهدي الرافضة فمن إنجازاته - إذا قام - حسب زعمهم :
إخراج أبي بكر وعمر من قبريهما ! وصلبهما وإقامة الحد عليهما !!
إخراج حفصة وعائشة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن وإقامة الحد عليهن !
هدم وإحراق وقتل !
هذا ما تنطق به كتب القوم !!
تنبيه :
قال ابن القيم رحمه الله: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرادا بعد إيراد : لا تَجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها ، فلا ينضح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزجاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشبهات بِظاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بصفائه ، ويدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشبهات . أو كما قال . فما اعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
وقال رحمه الله: وإنا سُمِّيت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ، فإنها تُلبس ثوب الحق على جسم الباطل ، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر ! فينظر الناظر فيما أُلْبِسَته من اللباس ، فيعتقد صحتها ، وأما صاحب العلم واليقين فإنه لا يغتر بذلك ، بل يجاوز نظره إلى باطنها وما تحت لباسها ، فينكشف له حقيقتها . اهـ .
فنصيحتي لإخواني أن لا يسمعوا لأهل الكُفر والزندقة ، ولا يُلقوا بأسماعهم إلى كل شُبهة .
ولا يُعيروها أدنى اهتمام ..
ممتثلين في ذلك قول الله عزّ وجلّ : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) .
والله المستعان .
يحتجّ الرافضة بحديث ( من كنت مولاه ، فعلي مولاه ) على استحقاق عليّ بالخلافة بعد وفاة الرسول
السلام عليكم شيخنا الكريم ورحمة الله وبركاته
يحتج الرافضة -عليهم من الله ما يستحقون - ببعض الأحاديث على إمامة سيدنا علي وأحقيته بالخلافة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهي
روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن البراء قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، تحت شجرتين ، فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي ، فقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي ، فقال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال له : هنيئا يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (مسند الإمام أحمد 4 / 281 .(( وذكر المتقي في كنز العمال 6 / 397 )
ويقول الرافضي فهذا الحديث المشهور وحده كاف لقطع الحجة باتباع علي عليه السلام وأنه أولى بالاتباع
فهل يُعقل بأن رسول الله يجمع هؤلاء أجمع ليقول من كنت مولاه فهذا علي صديقه أو ناصره أو حبيبه كما صرفتم الحديث
---------
أرجو الرد من فضيلتكم على هذا الرافضي بارك الله فيكم
وأيضا يحتجون بحديث ( أنت منى بمنزلة هارون من موسى )
وجزاك الله خيرا شيخنا الكريم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
هذه شُبهة واهية !
وكنت أجبت عن بعض الشبهات هنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4525
وهنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=5786
وهنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=5787
وغاية ما في الحديث إثبات مُوالاة عليّ رضي الله عنه ، وليس فيه النصّ على خلافته ، أو أنه الوصيّ ، كما تزعم الرافضة !
ونحن أهل السنة نُحبّ عليا رضي الله عنه ونترضّى عنه ، ونُحِبّ آل البيت ، وليست المسألة دعاوى !
بل إننا نروي حديثا في كتاب من أصحّ الكتب عن عليّ رضي الله عنه أنه قال : والذي فلق الحبة، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق . رواه مسلم .
وإذا استدلّ الرافضة بِمثل هذا الحديث ، فنقول : نعم ، عليّ مولى كل مؤمن ، وحُبّـه إيمان .
ولكن لدينا نصوص كثيرة أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عليّ رضي الله عنه في إثبات خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما . فَلِمّ أغفِلت ؟!
ومن ذلك :
قوله عليه الصلاة والسلام : لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخي وصاحبي . رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، ورواه مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
ما روه البخاري عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بِخِرْقَة ، فقعد على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إنه ليس من الناس أحد أمَنّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل ، سُدّوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر .
ومما فيه النص الصحيح الصريح على خلافة أبي بكر رضي الله عنه ما رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى مُتَمَنٍّ ويقول قائل : أنا أولى . ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة لم يُقْتَل قتلًا ولم يَمُتْ فجأة ، مرض ليالي وأياما يأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة ، وهو يرى مكاني فيقول : ائت أبا بكر فليُصَلِّ بالناس ، فلما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَظَرتُ في أمري فإذا الصلاة عظم الإسلام وقوام الدين ، فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ، بايعنا أبا بكر . رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى وابن عبد البر في التمهيد وابن عساكر في تاريخ دمشق .
وفي رواية : لقد أمَر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يُصَلِّي بالناس ، وإني لشاهد ما أنا بغائب ، ولا في مرض ، فَرَضينا لِدُنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .
فنحن نرضى بمن رضي به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
قال عليّ رضي الله عنه : لا أوتي بِرَجل فضلني على أبي بكر وعمر ، إلا جلدته حد المفتري .
قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي - علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .
وقال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر .
وكنت ذكرت طرفا من أقوال عليّ رضي الله عنه وبعض أقوال أئمة آل البيت في الإجابات الجلية عن الشبهات الرافضية هنا :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1733
وذكرتُ فيه أيضا الإجابة عن حديث : " ألا ترضى أن تكون مِنِّي بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس نبي بعدي " .
والله تعالى أعلم .
هل يجوز لعن كبار الرافضة مثل مقتدى الصدر ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل و جزاكم الله الفردوس الأعلى وبعد
فهل يجوز لعن كبار الرافضة مثل مقتدى الصدر وأمثاله
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين , ولك بِمثل ما دعوت ، وبارك الله فيك .
هؤلاء لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذِمّة ، وهُم رؤوس الكُفر ، وما فعلته جيوش أولئك المجرمين في العراق يفوق بشاعة ووحشية ما تفعله اليهود !
ولا غرابة في ذلك .. فَكَم تلميذ فاق أستاذه !
ولا غرابة أيضا أن توجد تلك البغضاء والإحَن والحقد الدّفين على أهل الإسلام .
والشيء مِن معدِنه لا يُستغرب ! فَقَوم عادوا خيار الأمة ولسبّوهم ولعنوهم ، كيف يُرجى منهم الإحسان ؟!
وسبّ هؤلاء الكُفّار ولعنهم قُربة إلى الله ، وذلك لِعدّة أسباب :
أولا : لأنهم هم يسبّون ويلعنون خيار الأمة بعد نبيِّها ، فيسبّون ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان ، وسائر الصحابة إلاّ نَفَر يسير استثنتهم الرافضة – قبّحها الله ولعنها - .
ثانيا : أن الرافضة كُفّار في حُكم أغلب علماء أهل الإسلام .
ثالثا : أن اللعن إنما هو باعتبار ما هم عليه الآن ، وباعتبار أحوالهم ، لا باعتبار ما قد يكون مِن هِداية لبعضهم ، وعادة مثل هذه الرؤوس تموت على الكُفر ، لِمَا تأصّل فيها من إجرام ، حالهم كَحَال فرعون وأُبيّ بن خَلف وأبي جهل وأبي لهب ، أعداء الله ورُسلُه من أئمة الكُفر !
ومع ذلك فالمؤمن ليس باللعان .
وسبق :
لعن الشخص المعين ...
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=470
والله تعالى أعلم .
هل فتْح قِسم بالمنتدى لتبيين ضلالات الرافِضة سبب لتفريق المسلمين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل نحبكم في الله
أنا أحد المشرفين على الأقسام الإسلامية في أحد المنتديات العامة ، افتتحنا مؤخرًا قسم جديد يهتم بتعرية وكشف مذهب الرافضة أسميناه ( كشف الأستار عن عقيدة الرافضة والكفار )، ويشهد الله بأن الهدف الرئيسي هو تعرية هذا المذهب وكشف عقائده الباطلة أمام كل من يجهل عقائد هذا المذهب من أهل السنة والجماعة ، ولقد وضعنا عدة شروط منها يمنع السب واللعن والتكفير .
عارضنا أحد الأعضاء وقال بأنكم بهذا القسم الجديد تَسْعَوْنَ للتفرقة بين المسلمين ، وضحنا له الكثير من عقائد هذا المذهب ، أجابنا قائلًا أعلم الكثير عن هذا المذهب ، ولكنكم بهذا القسم تزيدون حقدهم وكراهيتهم .
نريد حفظكم الله رأيكم بهذا الموضوع ونصيحتكم ، وهل نحن على خطأ أم من خالفنا على خطأ؟
دمتم بحفظ الله
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ودُمْت بِحِفظ الله ورعايته .
وأحبك الله الذي أحببتني فيه .
بل أنتم على هُدى ، وعلى حقّ وصواب ، وعلى خير .
وهذا ليس مِن التفرقة بل مِن تَعْرية الباطل وكَشْف الحقائق ، سواء كان هذا مما يتعلّق بالرافضة أو بالصوفية أو بغيرها مِن الباطل .
وهل الرافضة أصلًا دخلوا في الإسلام حتى يُقال : هذا مِن التفرقة بين المسلمين ؟!
وكشْف عوار الباطِل قُرْبَة ودِين ، بل وجهاد كبير .
قال ابن القيم : قِوام الدِّين بالعِلْم والجهاد ، ولهذا كان الجهاد نَوعين : جِهاد باليَد والسنان ، وهذا المشارِك فيه كثير . والثاني : الجهاد بالْحُجّة والبيان ، وهذا جِهاد الخاصة مِن أتْبَاع الرُّسُل، وهو جِهاد الأئمة ، وهو أفضل الجهادين ؛ لِعِظَم مَنْفعته ، وشِدّة مُؤنته ، وكَثْرة أعدائه . اهـ .
ولا يجوز السكوت عن الباطل .
قال محمد بن بندار الجرجاني : قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله : إني لَيَشْتَدّ عَلَيّ أن أقول فلان ضعيف ، فلان كذّاب . قال أحمد : إذا سَكَت أنت وسَكَت أنا ، فمتى يعرف الجاهل الصحيح مِن السقيم ؟
وأما القول بأنكم ( بهذا القسم تزيدون حقدهم وكراهيتهم ) فأقول : هذا غير صحيح ؛ لأن حِقْد الرافضة ليس بَعْده حِقْد ، ولا مَزِيد عليه !
لأن الرافضة يحقدون على خيار هذه الأمة ، بل يسبونهم ويلعنونهم .. ويعتبرون السُّنِّي (الناصبي) حلال الدم والمال ، بل يعتبرونه نجسًا ! ويروون في كُتبهم : أن كُلّ الناس أولاد زِنا ما خلا شيعتهم !
وانظروا هذا في كُتبهم ، وفي منتدياتهم ومواقعهم وفتاواهم ، بل وفي مظاهراتهم ! يُعْلِنون سبّهم ولَعنهم وحِقدهم على كل خيِّر وفاضل !
وسبق :
هل يجوز الدعاء على الرافضة الذين يؤذوننا ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=1079
إثارة النعرات الطائفية
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2671
ممكن توضح مخاطر الفئة الضالة " الرافضة "؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4123
هل يجب علينا احترام الرافضة ؟!
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=71956
هل يُسلّم على الرافضة ؟
http://almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=557
والله تعالى أعلم .
ما حُـكم اتخاذ الشيعة أصدقاء ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياشيخ أنا فتاة تعرفت على فتاة في احدى المنتديات واصبحت أكلمها عن طريق الماسنجر واكتشفت بعد هذه الفتره أن هذه الفتاة ( شيعية ) فهل يجوز أن أكلمها أم أقطع علاقتي بها وهل يدخل هذا في مسألة ( الولاء والبراء) ؟ لأني وجدت الكثير من أمثالي على علاقة مع فتيات شيعيات .
دعواتك لي يا شيخ بالتوفيق والهدايه جزاك الرحمن الجنة .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله لنا ولك التوفيق والهدى والسَّداد .
إذا كانت الفتاة ممن يُرجَى إسلامها وترك دِين الرافضة ، وكنت على عِلْم بالشُّبُهات التي لديهم ، بحيث تستطيعين الجواب , وردّ الشبهة ؛ فيجوز البقاء معها ، وإلاّ فإن السلامة لا يعدلها شيء ؛ لأن الإنسان لا يعلَم ما يَعْلَق بِقَلْبِه مِن الشبهة ، ثم لا يستطيعون اجتثاثها .
وسبق :
مصاحبة أهل البدع والزندقة
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=57
والله تعالى أعلى وأعلم .
مَن كان يقصِد صلى الله عليه وسلم في قوله ( لايحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ) ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بالخير
شيخنا الفاضل من هم الذين قيل عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ( لايحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق ) هل في علي رضي الله عنه فقط أم في الخلفاء جميعهم أم صحابته صلى الله عليه وسلم وأخص بهم الأنصـار؟
أتمنى الإفـادة وجزاكم الله كل خيـر ودمتم بحفظ الله تعـالى
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر .
الحديث الوارد في ذلك هو في حَقّ الأنصار ، ولا يُمكن أن يَكون في حقّ شخص بصيغة الجمع " لا يُحبهم .. لا يُبغضهم " .
والحديث مُخرَّج في الصحيحين من طريق عدي بن ثابت قال : سمعت البراء يُحَدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنْصَار : لا يُحِبُّهم إلاَّ مؤمن ، ولا يبغضهم إلاَّ مُنافق ، مَن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله .
زاد مسلم : قال شعبة : قلتُ لِعَدِيّ : سمعته مِن البراء ؟ قال : إياي حَدَّث .
وعَدِيّ بن ثابت هذا قال عنه أبو حاتم : صدوق ، وكان إمام مسجد الشيعة وقاصّهم .
وقال عنه الإمام الذهبي في كتابه " الكاشف " : ثِقَة ، لكنه قَاصّ الشيعة وإمام مسجدهم بالكوفة.
وهذا يَدُلّ على إنصاف أهل السنة ، إذ كانوا يُروون عن الرواي إذا كان ثقة ، وإن كان مِن أهل البِدع التي ليست مُغلَّظَة .
وعديّ بن ثابت هذا يَروي ما يُثبت فضائل الصحابة .
والـتَّشَيُّع في بداياته لم يَكن رَفْضًا كما هو الحال في الأزمنة المتأخِّرَة .
ولذا قال الإمام الذهبي في الميزان عن هذا التفريق : البدعة على ضَرْبين ؛ فبدعة صُغرى ، كغلو التشيع ، أو كالتشيع بلا غلو ولا تَحَرُّف ؛ فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدِّين والوَرَع والصِّدْق ، فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة مِن الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بَيِّنَة ، ثم بِدعة كُبرى ، كالرفض الكامل ، والغلو فيه ، والْحَطّ على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدُّعاء إلى ذلك ؛ فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة
وأيضا فما استحضر الآن في هذا الضرب رَجُلا صادقا ولا مأمونا ، بل الكذب شعارهم ! والتقية والنفاق دِثارهم ! فكيف يُقْبَل نَقْل مَن هذا حاله ؟ حاشا وكلا .
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو مَن تَكَلَّم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا - رضي الله عنه - وتَعَرَّض لِسَبِّهم .
والغالي في زماننا وعُرفنا هو الذي يُكَفِّر هؤلاء السادة ويتبرأ مِن الشيخين أيضا فهذا ضال مُعَثَّر . اهـ .
وفضائل الأنصار كثيرة
ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : آية الإيمان حُبّ الأنصار ، وآية النفاق بُغْض الأنصار .
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا يُبْغِضُ الأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ .
وفيه أيضا من حديث أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يُبْغِضُ الأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ .
وثَبَت في فضائل عليّ رضي الله عنه الكثير ، فمن ذلك ما رواه مسلم عن عليّ رضي الله عنه أنه قال : والذي فَلق الْحَبَّة ، وبَرأ الـنَّسَمَة إنه لَعَهد النبي الأُمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يُحِبّني إلاَّ مُؤمن ، ولا يُبْغِضني إلاَّ مُنافق .
وكنت أفردتُ ترجمة أبي الحسن رضي الله عنه هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/146.htm
وليس في أهل السنة مَن يُبغِض عَلِـيًّا رضي الله عنه ، بل ولا في الصحابة رضي الله عنهم من يُبغِضُه ، حتى مَن وقَع بَينه وبَين عليّ قِتال أو خِلاف .
والله تعالى أعلم .
من هو الإمام الثاني عشر الذي يتكلم عنه الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( من هو الإمام الثاني عشر الذي يتكلم عنه الشيعة، هل هو فعلا المهدي المنتظر! الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام أنه يأتي آخر الزمان وأنه من علامات الساعه؟! وليش يقولون عجل الله فرجه ! )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مهدي الرافضة لم يُولَد أصلا ! وإنما اخترعوا تلك الأكذوبة للتلبيس على عوامّ الرافضة !
ولذا فقد اختَلَف الرافضة أنفسهم فيه !
وطائفة منهم يَرون أن الإمام الحادي عشر ، وهو الحسن بن علي العسكري ، قد قُسِم ميراثه بعد موته ، فلو كان له ولد لأُبقي له ميراثه !
وطائفة تزعم أنه وُلِد له – للتلبيس على الناس – ولكي يتمّ التلبيس زَعموا أنه دَخَل سردابا في سامرّاء في العراق ! ، وقد مضى على دخوله المزعوم أكثر من ألف عام !
وهم يضعون له خيلا وماء ! لكي يركب إذا خَرَج !
هذا مهدي الخرافة .
وأما المهدي المنتظر الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فهو حقّ .
وسبق الجواب عن سؤال :
من هو المهدي المنتظر ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3395
والله تعالى أعلم .
يدعي الشيعة صحة حديث :" إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" فما الرد عليهم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخنا الفاضل حفظك الله وحماك وسلمك
سؤالي: يدعي الشيعة صحة حديث : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه وحديث إذا رأيتم فلانا على المنبر فاقتلوه وأخرجوا بذلك أسانيد وعنعنات وشواهد في كتبهم أرجو منك شيخي الرد على هذه الشبهة بما يلزم لإبطال هذه الشبهة وتفنيدها وتوضيح اللبس فيها
في انتظار جوابكم ودمتم سالمين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت . وسلمك الله .
هذا حديث موضوع مكذوب .
فقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ، والألباني في " الضعيفة " ، وقال : موضوع .
والموضوع مكذوب لا تجوز روايته ، وناقله يأثم إذا نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
فانظر إلى دعاوى الرافضة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم ودعاواهم العريضة في محبة آل البيت ، ثم يتناقلون أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم !
والسؤال الذي يتوجّه للرافضة – إلزاما لهم بِما استدلّوا به – :
لِم لَم يقتلوا معاوية رضي الله عنه ؟!
ولِم تنازل الحسن بن عليّ رضي الله عنهما لِمعاوية عن الخلافة ؟
لأنه سيِّد ، أراد حقن دماء المسلمين ، وحقق بذلك نبوّة جدّه صلى الله عليه وسلم القائل : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يُصْلِح به بين فئتين عظيمتين مِن المسلمين . رواه البخاري
وتنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما إقرار مِنه بِخلافة معاوية رضي الله عنه .
أتدري لِم يطعن الرافضة في الصحابة ؟
يُجيبك إمام دار الهجرة – الإمام مالك بن أنس – قبل أكثر من ألف سنة بقوله عن الرافضة :
قومٌ أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك ، فطعنوا في الصحابة ، ليقول القائل : رجل سوء كان له أصحاب سوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين .
ويُجيبك أبو زرعة الرازي قبل أكثر من ألف سنة بقوله : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعْلم أنه زِنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة رضي الله عنهم : فإن القدح في خير القرون الذين صحِبُوا الرسول صلى الله عليه وسلم قَدْحٌ في الرسول عليه الصلاة والسلام ... فهؤلاء الذين نَقَلُوا القرآن والإسلام وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم .
ما حكم إجابة دعوة أهل البدع كالصوفية والشيعة لحضور ولائم الطعام أو ولائم الأعراس ؟
السلام عليكم
ما حكم إجابة دعوة أهل البدع كالصوفية والشيعة حيث إنهم يدعون بعض أهل السنة لحضور ولائم الطعام أو ولائم الأعراس؟ وما حكم الضحك معهم خاصة إذا كانوا لا يقبلون النصيحة ويتهكمون بعلماء أهل السنة[مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني رحمهم الله] ويتهمونهم بالكذب وبعدم حب النبي صلى الله عليه وسلم ويحذرون من السماع لهم أو القراءة لهم وذلك في خطب الجمعة وفي احتفالاتهم ومجالسهم ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يجوز حضور تلك المجالس لو كانت مِن مجالس أهل السنة ؛ لِمَا تشتمل عليه مِن غيبة وتهكّم وتنقّص لأهل العلم .
فكيف وهي ( خنزيزة ومنخنقة ) ؟! كما يقول بعض أهل العلم !
مجالس رفض وتصوّف ، وبِدع ومُنكرات ، وتنقّص للعلماء ، غيبة وبُهتان .. مع ما يُصيب الجالس مِن شُبهات أهل البِدَع .
وقد رأيت بعض الشباب الذين يُخالطون الرافضة لديهم مِن الشبُهات ما لو اعتقدوه لأخرجهم ذلك الاعتقاد مِن الإسلام !
مثل : التشكيك في القرآن !
والطعن في بعض الصحابة !
فضلا عن غيرهم ..
فالذي يحضر مثل تلك المجالس يجمع الآثام والمساوئ ؛ فيجمع بين حضور مجالس أهل البدع والزندقة ، والوقيعة في علماء الأمة – أو الرضا بذلك – ، وابتلاع شُبهات لا يستطيع كثير منهم أن يتقيّاها !
وإذا تضمّن حضور تلك المجالس أكل ما ذبحوه ، جَمَع إثما رابعا ! وهو الأكل مِن ذبائح المشركين من الرافضة والصوفية .
فالشِّرْك سِمَة ظاهرة في الصوفية والرافضة ، بشهادة أئمتهم ومَن تاب منهم !
والله تعالى أعلم .
ما صِحة رواية (دعا عمر بالحطب والنار وقال : لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها. فقالوا له : إن فيها فاطمة ! قال : وإن!!)
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل ما صحة تفسير الطبري ؟ لأنني دائما أسمع للشيعة الضالين استدلالًا بما في الطبري مثل : محمد بن جرير الطبري في تاريخه 3/203 وما بعدها ، قال : دعا عمر بالحطب والنار وقال : لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها. فقالوا له : إن فيها فاطمة!
قال : وإن!!
الجواب :
أما تفسير ابن جرير الطبري فهو عُمدة لدى أهل السنة .
وابن جرير الطبري يُعتبر شيخ المفسِّرين ، وكتابه في التفسير من أمهات الكُتب .
قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية :
وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري ، نه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة ، وليس فيه بدعة ، ولا يَنْقُل عن المتّهمين كمقاتل بن بكير والكلبي . اهـ.
والعلماء يعتبرون إبراز الإسناد عُذرًا للعالِم ، ومن أبرز إسناده فقد بَرِئت عُهدته ، إذ كان الناس لهم عناية بالأسانيد .
هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإن العلماء يتسمّحون في الرواية في التواريخ بخلاف غيرها .
والرواية في تاريخ الطبري ليست كما يقول الرافضة ، بل قال ابن جرير في تاريخه (2/233) :
[ حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مُصلِتًا السيف فعثر فسقط السيف من يده ، فوثبوا عليه فأخذوه ]
وهذه الرواية ليست بثابتة ، وليس فيها الزيادة المذكورة في السؤال .
وللعِلم فالرافضة من أكذب الناس ، ومن أكثرهم تلبيسا وقلبًا للحقائق !
وكيف يُتصوّر عقلا أن يقول عُمر ذلك لِعلي رضي الله عنه ؟
وكيف يهمّ عمر بتحريق بيت فيه فاطمة رضي الله عنها ، وهو الذي رَغب في نسب عليّ وفاطمة؟
فقد عَرَض عُمر رضي الله عنه على عليّ رضي الله عنه أن يُزوّجه ابنته أم كلثوم ففعل عليّ رضي الله عنه .
ويلتبس اسم ابن جرير الطبري المفسِّر السُّنـِّي بآخر رافضي اشترك معه في الاسم والكنية والبلد وتاريخ الوفاة .
فالمفسِّر والمؤرِّخ السُّنـِّي هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري ، المتوفَّى سنة 310 هـ .
والآخر ( الرافضي ) هو أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري ، المتوفَّى سنة 310 هـ .
وهذا الأخير هو صاحب كتاب الإمامة .
والله تعالى أعلم .
من هم الإباضية ؟ وهل يصح أن نقول عنهم أنهم كفار أو الشيعة عامة أم نقول إنهم فرق عاصية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
من هم الأباضية ؟ وهل يصح أن نقول عنهم أنهم كفار أو الشيعة عامة أم نقول إنهم فرق عاصية غير منكرة للرسول عليه الصلاة والسلام بل تصلي عليه
وجزاكم الله خيرا وجعل ما تقوله في ميزان أعمالك
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
الإباضية ليسوا كفارا ، لا يصح أن نقول عنهم إنهم كفار .
وهم يُصلّون على النبي صلى الله عليه وسلم . ويختلفون مع أهل السنة في مسائل مِن مسائل الاعتقاد .
ويُجيز علماؤنا الصلاة خلفهم .
قال شيخنا الشيخ ابن جبرين – عافاه الله – : وأما الزيدي والإباضي فلا يَصِل معتقدهم إلى الكفر ، فلا بأس بالصلاة خلفهم عند الحاجة . اهـ .
ويجب على الجميع السعي إلى البحث عن الحق .
وأن نقتدي بِنبيِّنا صلى الله عليه وسلم ، ونهتدي بِهَدْيِه ، ونستمسك بِسُنّتِه صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم .
هل يجِب على السُنّي بُغض الروافِض ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم عبد الرحمن السحيم يحفظك الله ويرعاك لدي سؤال عن موقفي من الشيعة وغيرهم
يحفظك الله بيوم من الأيام كنت أقول لأحدهم عندما قال أنه يكره الشيعة ... إلخ.
قلت أنا لِمَ تدخل الكره إلى قلبك ؟ فإن على الإنسان أن يحب كل الناس ولا يدخل الكره والبغض بقلبه على أحد
وصراحة هذه أنا لا أحب أدخل الكره ولا البغض بقلبي . وبيوم من الأيام وبينما كنت أريد أن أصلي بالجامعة كانت بالمكان نفسه شيعية !
وكانت هي قد بدأت الصلاة وعندما أتيت أن أصلي رأيت الفتاة تضع جحر أمامها .. فاستغربت صراحة لأني لأول مرة أرى شيعية تصلي ؟!
كنت أريد أن أخبرها أن الذي تفعله لا يجوز ولكني بدأت صلاتي وبعد أن انتهيت وهي كذلك سألتها وقلت لها لو سمحتِ أنتِ من أي المذاهب فابتسمت وقالت: أنا شيعية !
وابتسمت أنا وقلت لها آآها السموحة سألت بس لأني استغربت اللي تسوينه ونحن ما نسويه !
ولكني كان الأمر عادي بالنسبة لي وبالعكس ابتسمت لها مثلما ابتسمت لي ! ومن ثم افترقنا
فسؤالي جزاك الله خير هو:
هل على السني أن يدخل الكره بقلبه على الشيعة أو أي ملة، أو مذاهب أخرى ؟
أفتني بارك الله فيك فأنا لا أحبذ أن أسمع أحدهم أن يقول أنا لا أحب هذا أو ذاك
هذا ووفقك الله لما فيه الخير دومًا وجعل الله الجنة مثوانا ومثواك اللهم آمين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
بُغض الكُفّار دِين ، وهو جزء من عقيدة المسلم ؛ لأن المسلم مأمور بِموالاة المؤمنين ، ومُعاداة الكافرين ، والبراءة منهم .
ولا يُخالِف هذا الأمر بالإحسان إلى الكافر المسالِم غير الْمُحارِب .
فالإحسان شيء ، والمحبة شيء آخر .
وأشدّ الناس عداوة للموحِّدين هم الرافضة .
وهم يعتبرون قَتْل السني قُربة !
ويعتبرون السني نجس !
ويعتقدون أن كل الناس أبناء زنا ما عدا الرافضة !
وهذا مما تطفح به كُتبهم !
وسبق بعض ذلك هنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2671
وسبق :
هل الرافضة كفار ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2669
وسبق :
ما حكم لعن الكفار من اليهود والنصارى ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=660
والله تعالى أعلم .
شبهات رافضية حول تحريف القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المرويات يحتجُّ بها أعداء الإسلام وكذلك الشيعة على وقوع التحريف واللحن والأخطاء اللغوية في مصاحف أهل السنة , وعلى أنَّ الكتاب تصرَّفوا في المصاحف وترتيب السور كما وقع في أثر عثمان الخاص بعدم البسملة في سورة براءة فما الجواب عنها ؟
89 - حدثنا عبد الله قال حدثنا الفضل بن حماد الخيري ، حدثنا خلاد يعني ابن خالد ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن أشعث ، عن سعيد بن جبير قال : « في القرآن أربعة أحرف لحن : الصابئون ، والمقيمين ، فأصدق وأكن من الصالحين ، و إن هذان لساحران »
91 - حدثنا عبد الله قال حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ، حدثنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ، إن هذان لساحران ، وعن قوله : والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة وعن قوله والذين هادوا والصابئون فقالت : « يا ابن أختي ، هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب »
90 - حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن وهب ، حدثنا يزيد قال : أخبرنا حماد ، عن الزبير أبي خالد قال : قلت لأبان بن عثمان : « كيف صارت : لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ما بين يديها وما خلفها رفع ، وهي نصب ؟ قال : » من قبل الكتاب ، كتب ما قبلها ، ثم قال : ما أكتب ؟ قال اكتب المقيمين الصلاة ، فكتب ما قيل له «
88 - حدثنا عبد الله قال حدثنا أبو حاتم السجستاني ، حدثنا عبيد بن عقيل ، عن هارون ، عن الزبير بن الخريت ، عن عكرمة الطائي قال : لما أتي عثمان رضي الله عنه بالمصحف رأي فيه شيئا من لحن فقال : « لو كان المملي من هذيل ، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا »
88 - حدثنا عبد الله قال حدثنا أبو حاتم السجستاني ، حدثنا عبيد بن عقيل ، عن هارون ، عن الزبير بن الخريت ، عن عكرمة الطائي قال : لما أتي عثمان رضي الله عنه بالمصحف رأي فيه شيئا من لحن فقال : « لو كان المملي من هذيل ، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا »
86 - حدثنا عبد الله قال حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عمران بن داود القطان ، عن قتادة ، عن نصر بن عاصم الليثي ، عن عبد الله بن فطيمة ، عن يحيى بن يعمر قال : قال عثمان رضي الله عنه : « في القرآن لحن وستقيمه العرب بألسنتها » حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عمران بن داود القطان ، عن قتادة ، عن نصر بن عاصم الليثي ، عن عبد الله بن فطيمة ، عن يحيى بن يعمر قال : قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : « إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها
85 - حدثنا عبد الله قال حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا بكر [ يعني ابن بكار ] قال : حدثنا أصحابنا ، عن أبي عمرو ، عن قتادة ، أن عثمان رضي الله عنه لما رفع إليه المصحف قال : إن فيه لحنا ، وستقيمه العرب بألسنتها
83 - حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا يحيى بن سعيد ، ومحمد بن جعفر ، وابن أبي عدي وسهل بن يوسف قالوا : حدثنا عوف بن أبي جميلة قال : حدثني يزيد الفارسي قال : حدثني ابن عباس رضي الله عنه قال : قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المائين فقرنتم (1) بينهما ولم تكتبوا بينهما : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ووضعتموهما في السبع الطوال ، ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول : « ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وإذا أنزل عليه الآية يقول : » ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا « وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها ، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ووضعتهما في السبع الطوال حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : أخبرنا عوف ، عن يزيد الفارسي قال لنا ابن عباس : قلت لعثمان فذكر مثله . حدثنا عبد الله قال حدثنا زياد بن أيوب ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا عوف الأعرابي ، عن يزيد الفارسي قال : حدثني ابن عباس قال : قلت لعثمان فذكره نحوه . حدثنا عمي قال : حدثنا عثمان قال : حدثنا عوف بهذا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولًا : لا يجوز الظنّ بأن الأمة تُجمِع وتجتمع على ضلالة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : سألت الله عز وجل أن لا يَجمع أمتي على ضلالة ، فأعطانيها . رواه الإمام أحمد .
فلا يُمكن أن تجتمع الأمة على قبول مُصحف فيه لحن .
ثانيا : ما يُزعم أن عثمان قال فيه برأيه فليس بصحيح ؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم اجتمعوا على ذلك ، وكَتَبُوه بِلَغُة قريش .
ففي صحيح البخاري من حديث أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاثَةِ : إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ .
وفي رواية له : قَالَ : فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ ، وَقَالَ لَهُمْ : إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي عَرَبِيَّةٍ مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ ، فَفَعَلُوا .
فهذا في الصحيح ، وهو أصحّ ، ولو افتُرض أن فيه لَحْنًا لما أقرّه عثمان رضي الله عنه ، وهو الذي أمرهم أن يكتبوه بِلسان قريش .
وسبق :
هل ترتيب السور في المصحف، وتسمياتها، والتجزيء والتحزيب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=178
ثالثا : لا يصح من هذه الروايات شيء ، ولو صحّ لم يُقبل قول التابعي في مثل هذا .
ولو صحّ ما رُوي عن عائشة رضي الله عنها فهو قول صحابي خالفه آخرون ، وهم أكثر عددا .
ولا يصحّ ما جاء عن أبان بن عثمان .
قال القشيري : وهذا المسلك باطل ، لأن الذين جَمعوا الكتاب كانوا قدوة في اللغة ، فلا يُظن بهم أنهم يُدرجون في القرآن ما لم ينزل . نقله القرطبي في تفسيره .
وما جاء في قوله تعالى : (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ)
قال ابن جرير الطبري في تفسيره : وقد اختلفت القرّاء في قِراءة قوله : ( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار : ( إنَّ هَذَانِ) بتشديد إن وبالألف في هذان ، وقالوا : قرأنا ذلك كذلك، وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول : "إن" خفيفة في معنى ثقيلة ، وهي لغة لِقَوم يَرفعون بها ، ويُدخلون اللام ليُفَرِّقوا بينها وبين التي تكون في معنى ما . اهـ .
وقد أطال القاسمي في تفسيره " محاسن التأويل " في بيان ذلك ، وأوجه اللغة فيها ، فلا معنى للقول باللحن فيها ، ولها أوجه في اللغة صحيحة معلومة .
والقول بأن في المصاحف نقص أو تحريف هو معتقد الرافضة ، وأما أهل السنة فهم مُجمعُون على صيانة المصاحف وحفظها ، وعدم دخول النقص أو التحريف إليها .
وقد بيّن ابن جرير أن هذا القول باطل ، إذ لو كان فيه لحن ، لَكان في جميع المصاحف قبل زمن عثمان ، كَمصحف ابن مسعود وأُبيّ ، وغيرها .
قال ابن جرير : مع أن ذلك لو كان خطأ من جهة الخطِّ ، لم يكن الذين أُخِذ عنهم القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمون من علََّموا ذلك من المسلمين على وَجه اللحن ، ولأصلحوه بألسنتهم ، ولقَّنوه الأمة تعليمًا على وجه الصواب . وفي نَقل المسلمين جميعًا ذلك قراءةً ، على ما هو به في الخط مرسومًا ، أدلُّ الدليل على صحة ذلك وصوابه ، وأن لا صُنع في ذلك للكاتب . اهـ .
والله تعالى أعلم .
بعض السلف كانوا يذمّون معاوية ومَن قاتلَ (عليّا بن أبي طالب) فهل هُم مِن الشيعة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل ما صحة هذه الروايات عن هولاء الرواة ؟ هل هم شيعة ؟
وقال قتيبة ثنا جرير الحافظ المقدم لكني سمعته يشتم معاوية علانية
تهذيب التهذيب
الفضل بن دكين
وقد كان أبو نعيم وعبيد الله ، معظّمين لابي بكر وعمر ، وإنما كانا ينالان من معاوية وذويه ، رضي الله عن جميع الصحابة
سير أعلام النبلاء
شريك بن عبدالله
فقال شريك : ليس بحليم مَنْ سَفَّهَ الحق وقاتل عليا
ميزان الاعتدال
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
يُفرِّق العلماء بين التشيّع وبين الرّفض ، فالتّشيّع موجود في بعض رُواة أهل السنة ، بل هو في عامة علماء الكوفة ، وأما الرفض فهو مرفوض !
قال الإمام الذهبي : البدعة على ضَرْبَين:
فَبِدْعة صُغرى كَغُلُوّ التشيع، أو كالتشيع بلا غُلُو ولا تحرف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدِّين والوَرَع والصِّدْق .
فلو رُدّ حديث هؤلاء لَذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مَفسدة بَيِّنة .
وبِدعة كُبْرَى ، كَالرَّفْض الكامل والغُلو فيه ، والْحَطّ على أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ، والدعاء إلى ذلك ، فهذا النوع لا يُحْتَجّ بهم ولا كَرَامَـة .
وأيضا فما أستحضر الآن في هذا الضَّرْب رَجُلًا صَادِقا ولا مأمونا ، بل الكذب شِعَارهم ، والـتَّقِيّة والنفاق دِثَارهم ، فكيف يُقْبَل نَقْل مَن هذا حاله ؟! حاشَا وكَلا .
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعُرْفهم هو مَن تَكَلّم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا رضي الله عنه ، وتَعَرّض لِسَبِّهم .
والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يُكَفِّر هؤلاء السادَة ، ويتبرأ من الشيخين أيضا ، فهذا ضَالّ مُعَثَّر .اهـ .
ومثل ما ذُكِر في السؤال هي مما اعتبرها العلماء زلاّت زلّت بها أقدام بعض العلماء ، والزلاّت لا تُسقط عدالة العلماء والرواة .
قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : ذَكَرت لأحمد بن حنبل مَن شَرِب النبيذ مِن مُحَدِّثي الكوفة ، وسَمّيت له عددا منهم ، فقال : هذه زَلاّت لهم ، ولا تَسْقُط بِزَلاّتِهم عَدَالتهم .
وقد سُئل إمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله عن إمامين مِن أئمة زمانه ، وهما مِن مشايخه ، فقيل له : إِذَا اخْتَلَفَ وَكِيْعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، بِقَوْلِ مَنْ نَأْخُذ ؟
فَقَالَ: نُوَافِقُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَكْثَرَ ... وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يَسْلَمُ مِنْهُ السَّلَفُ، وَيَجتَنِبُ شُرْبَ المُسْكِرِ، وَكَانَ لاَ يَرَى أَنْ يُزْرَعَ فِي أَرْضِ الفُرَاتِ .
قال الذهبي : الظَّاهِرُ أَنَّ وَكِيْعًا فِيْهِ تَشَيُّعٌ يَسِيْرٌ، لاَ يَضُرُّ - إِنْ شَاءَ اللهُ - فَإِنَّهُ كُوْفِيٌّ فِي الجُمْلَةِ، وَقَدْ صَنَّفَ كِتَابَ " فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ " ، سَمِعْنَاهُ قَدَّمَ فِيْهِ بَابَ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ عَلَى مَنَاقِبِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- . اهـ .
ومَن القواعد في هذا الباب عند أهل العِلْم : أن العَالِم لا يُتابَع في زلّته ، ولا يُتْبَع عليها .
والسلامة لا يعدلها شيء ، وسبيل أهل العِلْم الإمساك إذا ذُكِر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، وعدم الخوض فيما شَجَر بينهم .
وسبق :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7090
والله أعلم .
حكم مناداة الرافضي أخي أو الرافضية أختي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدُ لله الذي أنْعم علينا بالإسلام، وَ رزقـنَـا هذه الهداية بعد الجهْل والضَـلال، وصلّى الله على سيّدنا محمّد الهادي البشير، وَ السّراج المنـير، وعلى آله وصحْبه، ومَنْ تَبعه إلى يوْمِ الدين وبـعْـد.
فـالـشكْر موْصولًا لفضيلتكم ، على قراءتكم سؤالي :
أنا مشتركة في أحد منتديات المتخصصة بالدفاع عن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ولفت نظري هذا الموضوع
*براءة للذمة:
نرجو من الإخوة الأفاضل أصحاب العقيدة السليمة أن يصوتوا في هذا الركن بـ: جواز أو عدم جوز مناداة الرافضي أخي أو الرافضية أختي. بدون تعليق.
طريقة التصويت:
اسم المشارك: نعم أرى ذلك. أو لا أرى ذلك وعلى هذا ألتزم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التصويت على مثل هذه المسائل هو بِمَنْزِلة الإفـتاء .
وسبق :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2591
والرافضي ليس أخًا للمسلم .
وسبق :
هل الرافضة أو الشيعة كفار ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2669
والله تعالى أعلم .
سؤال من رافضي: لماذا تستحي عائشة من عمر وتخرج لقتال علي ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم حفظك ربي ورعاك وسددك وحماك اللهم آمين
هذا سؤال طرحه أحد الشيعة في منتدى للحوار بين العقائد:
لماذا السيدة عائشه تستحي من عمر رضي الله عنه وتخرج لقتال سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه
12704 - عن عائشة قالت كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله (ص) وأبي فأضع ثوبي فأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه ، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . مسند أحمد - مسند الأنصار.. - باقي المسند.. - رقم الحديث : ( 24480 )
- حدثنا حماد بن أسامة قال أخبرنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله (ص) وأبي فأضع ثوبي فأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر.
السؤال الذي يطرح نفسه
لماذا السيدة عائشة تستحي منى عمر رضي الله عنه وتخرج لقتال سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه
أليس طاعة أولي الأمر أفضل وخاصة إذا كان الإمام علي كرم الله وجهه بدل من قتاله
ثم يستطرد ويقول: المشكلة تكمن هنا في عموم طائفتي السنة والشيعة فهم مقتنعون أن في يوم من الأيام السيدة عائشة رضي ألله عنها سلت السيف في وجهه الإمام علي كرم ألله وجهه
سؤالي الآن هل هذا صحيح وبما نرد عليه ؟؟
في انتظار جوابكم ودمتم آمنين مطمئنين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
أولًا : لا يجوز الاستماع إلى الشبهات ولا تجوز قراءتها ؛ لأنه يَعلَق بالقلب منها ما يعلق ، ولذلك كان السلف ينهون عن سماع أهل الأهواء والبِدع ، وكانوا يقولون : الشُّـبَـه خطّافة .
ثانيا : الرافضة أكذب الناس !
ولا أدلّ على ذلك من قولهم في هذه الشبهة : إن عائشة رضي الله عنها سَلّت السيف في وجه الإمام عليّ رضي الله عنه ! فهذا كذب صريح رخيص مفضوح !
وهو باطل مِن وُجوه :
الوجه الأول : إنه يُعلَم يقينا أن عائشة ما كانت تحمل السلاح فضلا عن أن تَسلّه في وَجْه عليّ رضي الله عنه .
الوجه الثاني : أن عليًّا رضي الله عنه كان من أشجع الناس ، فهل يُعقل أن تقف في وجهه امرأة لِتسلّ السيف في وجهه ؟!
فالرافضة أساءوا إلى عليّ رضي الله عنه قبل أن يُسئوا إلى عائشة رضي الله عنها ، وذلك بهذا الكذب المفضوح !!
الوجه الثالث : أن عليًّا رضي الله عنه كان يعرف قَدْر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وهذا ثابت عنه رضي الله عنه ، وكانت عائشة رضي الله عنها تعرف فضل عليّ رضي الله عنه أيضا .
بل قال لها يا أمّـه .
ففي كُتب التاريخ أنه لَمَّا كان نهاية وقعة الْجَمَل ، وحُمِل هودج عائشة ، وإنه لَكَالْقُنْفُذ من السهام، ونادى منادى عليٍّ في الناس : إنه لا يُتبع مُدبر ، ولا يُذَفَّف على جريح ، ولا يَدخُلوا الدُّور ، وأمَرَ عليّ نفرًا أن يحملوا الهودج من بين القتلى ، وأمَر محمد بن أبي بكر وعمارًا أن يَضْرِبا عليها قُبة ، وجاء إليها أخوها محمد فسألها : هل وصل إليك شيء من الجراح ؟ فقالت : لا ، وما أنت ذاك يا ابن الخثعمية ؟ وسلّم عليها عمار ، فقال : كيف أنت يا أم ؟ فقالت : لست لك بأم ؟ قال : بلى وإن كرهتِ ! وجاء إليها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين مُسَلِّما ، فقال : كيف أنت يا أمّـه ؟ قالت : بخير ، فقال : يغفر الله لك . وجاء وجوه الناس من الأمراء والأعيان يُسَلِّمُون على أم المؤمنين رضي الله عنها .
فهل كانت عائشة رضي الله عنها لِتسلّ السيف في وجه عليّ رضي الله عنه ، وهذا موقفه معها وموقفها معه ؟!
وفي كُتُب التاريخ : ثم جاء عليّ إلى الدار التي فيها أم المؤمنين عائشة ، فاستأذن ودخل فَسَلَّم عليها وَرَحَّبَتْ به .
بل أمَرَ عليّ رضي الله عنه بِجَلْدِ من نال من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ففي كُتب التاريخ أن عليًا رضي الله عنه لما سلّم على عائشة ورحّبت به ، ثم خَرَج من الدار ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين إن على الباب رجلين ينالان من عائشة ! فأمَرَ عليٌّ القعقاع بن عمرو أن يَجْلِد كل واحد منهما مائة ، وأن يُخرجهما من ثيابهما .
ولَكَز عمّارُ رضي الله عنه الذي سبّ عائشة رضي الله عنها
روى الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق عريب بن حميد قال : رأى عمار يوم الجمل جماعة ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : رجل يسب عائشة ، ويقع فيها . قال : فمشى إليه عمار فقال: اسكت مقبوحا منبوحا ! اتقع في حبيبة رسول الله ؟ إنها لزوجته في الجنة .
وفي رواية أنه قال له ذلك بعد ما لَكَزَهَ لَكزَات .
وفي دواوين التاريخ : أن أم المؤمنين عائشة لَمَّا أرادت الخروج من البصرة بَعَثَ إليها عليّ رضي الله عنه بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع وغير ذلك ، وأذن لمن نجا ممن جاء في الجيش معها أن يَرجع إلا أن يحب المقام ، واختار لها أربعين امرأه من نساء أهل البصرة المعروفات ، وسَيَّر معها أخاها محمد بن أبي بكر ، فلما كان اليوم الذي ارتحلت فيه جاء عليٌّ فوقف على الباب وحضر الناس معه ، وخَرَجَتْ من الدار في الهودج فَوَدَّعَتِ الناس ، وَدَعَتْ لهم ، وقالت : يا بَنِيَّ لا يعتب بعضنا على بعض ، إنه والله ما كان بيني وبين عليّ في القِدَم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها ، وإنه على مَعتبتي لمن الأخيار . فقال عليٌّ : صَدَقْتِ ، والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك ، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة . وسار علي معها مُوَدِّعا ومُشيِّعًا أميالا ، وسَرَّحَ بَنِيهِ معها بقية ذلك اليوم .
وهذا يدل على أن عليًا رضي الله عنه لم يُرِد أن يَقتُل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وأنها سار معها وودّعها ، ولم يُنقل عنه كلمة واحدة في الطّعن في عائشة رضي الله عنها .
ولذلك لَمَّا سأل بعض أصحاب عليّ عليًا أن يَقْسِم فيهم أموال أصحاب طلحة والزبير ، فأَبَى عليه ، فطعن فيه السبئية ! وقالوا : كيف يحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا أموالهم ؟ فبلغ ذلك عليًا، فقال: أيكم يحب أن تصير أم المؤمنين في سهمه ؟ فسكت القوم .
وهذا إقرار من عليّ رضي الله عنه بأن عائشة أم المؤمنين .
وهذا ما فهمه أصحابه رضي الله عنهم ، فقد قام عمار رضي الله عنه على منبر الكوفة فذكر عائشة ، ذكر مسيرها ، وقال : إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكنها مما ابتليتم . رواه البخاري .
الوجه الرابع : أن عائشة رضي الله عنها لم تخرج اصلا لِقتال عليّ رضي الله عنه ، بل خرجت بِنيّـة الإصلاح بين الفريقين .
روى ابن أبي شيبة في المصنف والإمام أحمد في المسند من طريق قيس قال : لَمَّا بلغت عائشة رضي الله عنها بعض مياه بني عامر ليلًا نَبَحَت الكلاب عليها . فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : ماء الحوأب . فوقفت ، فقالت : ما أظنني إلا راجعة . فقال لها طلحة والزبير : مهلا رحمك الله. بل تقدمين فيراك المسلمون فيُصلح الله ذات بينهم . قالت : ما أظنني إلا راجعة . إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب .
ورواه الإمام أحمد وغيره .
وصححه غير واحد من أهل العلم .
فقد صححه الهيثمي وابن حجر .
وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين
وعُـدّ هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، إذ قد أخبر عن شيء لم يكن ثم كان . وهذا يدلّ على حسن قصد الصحابة رضي الله عنهم ، فقد أشار عليها الزبير وطلحة بالمضيّ لعله إذا رآها المسلمون أصلح الله ذات بينهم .
وهذا يعني أيضا أن عائشة رضي الله عنها لم تخرج أصلا بقصد القتال . وإنما أوقع الفتنة أصحاب الفتنة وأهل البدعة والضلالة قتلة عثمان رضي الله عنه . لا كما يزعم من قلّ حظه من العلم وعُدِم نصيبه من الإيمان ممن يطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الوجه الخامس : أن حياء عائشة رضي الله عنها منعها من نزع ثيابها في بيتها لَمَّا دُفِن عمر رضي الله عنه في حُجرة عائشة رضي الله عنها ، فكيف يُتصوّر أن تقف أمام عليّ رضي الله عنه لتسلّ السيف في وجهه ؟
بل إن وقائع وقعة الْجَمَل لتثبت حياء عائشة رضي الله عنها ، إذ ثبتت في هودجها ، ولم تخرج منه لِقتال ، وهذا يُؤكِّد على أمور :
الأول : كذب الرافضة الذين ادّعوا أن عائشة رضي الله عنها قاتلت عليًّا رضي الله عنه ، فهي لم تخرج اصلا من الهودج .
الثاني : أنها لم تأتِ أصلا للقتال .
الثالث : أن حياءها المعهود هو هو ، فهي لم تُغادر الهودج حتى مع كثرة ما أصابه من سِهام – كما تقدّم - .
الوجه السادس : بُطلان ادّعاء خروج عائشة رضي الله عنها على عليّ رضي الله عنه ، فهي لم تخرج أصلا للقتال ، وإنما خََرجَت من أجل الإصلاح ، كما تقدّم .
ويُقال للرافضي من باب التَّنَزّل معه :
لو افترضنا أن عائشة رضي الله عنها خرجت للقتال فهي مُتّأوِّلـة في قتالها ، ولم تخرج على الحاكم ولا تُزمِع الخروج عليه وخَلعه .
وخروج الحسين رضي الله عنه كان من أجل الخلافة ، فكُلّ طعن في عائشة رضي الله عنها في هذا الأمر فهو طعن في الحسين رضي الله عنه .
ومع ذلك فأهل السنة يترضّون على الحسين رضي الله عنه ، ولا يَرونه خارجا على إمامه ؛ لأنه كان مُجتهدا مُتأوّلا رضي الله عنه .
في حين أن الرافضة يَرونه خارجا ثائرا !
فمن أوْلى الناس بالحسين رضي الله عنه ؟
وسبق :
الإجابات الْجَلِـيَّـة عن الشُّـبُهات الرافضية..
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/b/7.htm
فائدة :
لا يجوز تخصيص علي رضي الله عنه بِقول : " عليه السلام " أو بِقول : " كرّم الله وجهه " .
قال ابن كثير رحمه الله : وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يُفْرِد عليّ رضي الله عنه ، بأن يُقال : " عليه السلام " ، من دون سائر الصحابة ، أو : " كرم الله وجهه " ، وهذا وإن كان معناه صحيحا ، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك ؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم ، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان بن عفان أولى بذلك منه ، رضي الله عنهم أجمعين .
والله تعالى أعلم .
هل تجوز المشاركة منتدى شيعي كي أدافع عن الصحابة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف خلق الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخنا الفاضل عندي استفسار بشأن الشيعة
رأيت منتدى شيعي يسب أمنا عائشة رضي الله عنها بأبي هي وأمي رضي الله عنها ويقولون عائشة ظالمة بصريح الآية الكريمة وحاشاها وكلٌ منهم يرد ويقول هذه ابنة من فليس بالغريب منها أن تكون كذا وكذا . فسبوا أبو بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه
فما استطعت أن أسكت أو ألجم وهم يشتمون أفضل القرون رضي الله عنهم، وسمعت فتاوى علماؤنا الأفاضل بعدم الخوض معهم في الحديث لأنهم يدخلون في الشبهات وليس بعد سلامة الدين من سلامة فالأفضل أن نجعل علماؤنا من يتصدى لمثل هؤلاء . ولكن أين هم طلبة العلم الكبار أو العلماء لكي يوقفوا مثل هؤلاء ؟
لا يوجد يا شيخ وأنا عندما رددت عليهم لم أرد بمجرد عاطفة بل بأدلة وتم طردي في الأخير من ذلك المنتدى فهل أرجع وأشارك عندهم وأرد عليهم ؟ وصدقني أي مسألة ما أعرف أرد عليها بسألك يا شيخ فيها .
ما هي نصيحتك يا شيخ ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
هؤلاء لا يُقال لهم : شِيعة ، وإنما هم رافضة باطنية زنادقة !
وهؤلاء خنازير البشر !
قال ابن القيم في كتاب : " مفتاح دار السعادة " :
وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ من مُسِخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم ، فإنها لما مُسِخَتْ قلوبهم وصارتْ على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة أن جُعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَه ، وهذا غاية الحكمة. واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير كيف غَلبتْ عليهم صفات هذه الحيونات وأخلاقها وأعمالها . ثم إن كنت من المتوسِّمِين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم ! كيف تراها بادية عليها ، وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صُوَر أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم ، بل هم أخفّ الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخِداعا وفسقا ، فإن لم تقرا نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين ! واقرأ نسخة الخنازير من صور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب ! وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ، ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيُبادِر إليه ! فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده مُنطبقا عليهم ، فإنهم عَمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ، ثم والَوا كُلّ عَدو لهم من النصارى واليهود والمشركين ، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خير منهم! فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير ؟ فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين . اهـ .
ولا فائدة من نقاشهم في منتدياتهم ، إلاّ أن يُورثوا الإنسان شَكًّا ، أو يُسمعوه زورا وبهتانا .
والله تعالى أعلم .
هل خلافة أبو بكر رضي الله عنه مخالفة للقرآن والسنة ؟
جال في خاطري هذا السؤال وأردت منكم الإيضاح جزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير: عندما ورد إلى سمعي قول رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : " أن أكرمكم عند الله أتقاكم"
فعندما سألت نفسي "وما مقياس تقوى الله و خوف الله؟" وجدت كتاب الله يجيب "أنما يخشى الله من عباده العلماء" لذا وجدت أن درجة العلم معيار لخشية الله، وهنا حضرني حديث مدينة العلم لرسول الله: " أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليدخله من أبوابه" ، لذا كان عليا رضي الله عنه أعلم الناس بعد رسول الله بشهادة حديث رسول الله
وأعلم الناس أكثرهم خشية وتقوى بشهادة كتاب الله ، وأكثر الناس تقوى أكرمهم عند الله بشهادة حديث رسول الله ، فكيف يكون أبوبكر خليفة رسول الله وعلي أكرم منه منزلة بعد رسول الله؟ أجيبوني
الجواب:
خلافة أبي بكر رضي الله عنه موافقة للكتاب والسنة
وهي منصوص عليها
وسبق بيان جُملة من ذلك هنا
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1733
وبيّنت في هذا الرابط فضل أبي بكر بشهادة أئمة آل البيت ابتداء من عليّ رضي الله عنه الذي شهِد بفضل أبي بكر رضي الله عنه ، ومرورًا بِزين العابدين إلى جعفر الصادق وغيرهم من الأئمة من آل البيت ، كلّهم شهدوا بِفضل أبي بكر وبإمامته .
وأما الحديث الذي تستدل به ، فهو حديث لا تقوم به حجّة ، لأنه موضوع مكذوب .
وفيه بحث حول هذا الحديث تجده هنا
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=9&book=1192
أما قولك : (فكيف يكون أبوبكر خليفة رسول الله وعلي أكرم منه منزلة بعد رسول الله ؟) فهذا يحتاج إلى دليل ، وقد دل الدليل على فضل أبي بكر رضي الله عنه ، وهذا لا يعني التقليل من شأن علي ولا من شأن غيره من الصحابة عند أهل السنة . وأفضل هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر رضي الله عنه .
روى البخاري من طريق يحيى بن سعيد عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا نُخَيِّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنُخَيِّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم .
وروى البخاري من طريق محمد بن الحنفية قال : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان ، قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين .
ومحمد بن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه . فهذه شهادة الإمام علي رضي الله عنه بِفضل أبي بكر رضي الله عنه .
فكُلّ ما بُني على الحديث الموضوع المكذوب باطل لا أصل له ، ولا تقوم به حجّة . فهذه الأحاديث الصحيحة دالة على فضل أبي بكر رضي الله عنه . وهذه شهادة أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه بِفضل أبي بكر بالأسانيد الصحيحة .
ثم إن الخشية والتقوى لا يُشترَط فيها أن يكون الإنسان أعلم الناس . فقد يكون العامي الذي لا يقرأ ولا يكتب وليس عنده شيء من العِلم - وَلِيًّا لله . وكذلك الولاية لا يُشترط فيها أن يكون الإنسان أعلم الناس وأتقاهم .
ألا ترى أن أبا ذر رضي الله عنه من أتقى الناس وأزههم وأورعهم ، ومع ذلك يقول له النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الإمارة : إنك ضعيف .
روى الإمام مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ألا تستعملني ؟ قال : فضرب بيده على منكبي ، ثم قال : يا أبا ذر إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدّى الذي عليه فيها . وفي رواية له : قال : يا أبا ذر إني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ؛ لا تأمّرَنّ على اثنين .
ولا يُنكَر فضل أبي ذر رضي الله عنه . ولا تلازم بين القوة في الإمارة وبين الفضل . أما أبو بكر رضي الله عنه فهو قد جَمَع بين الفضل في الدِّين وبين القوة في الإمارة . ولذا اجمع عليه الصحابة بما فيهم عليّ رضي الله عنه .
والله تعالى أعلم .
كانت شيعية واهتدت وتخفى ذلك وتسأل كيف تتصرف مع ابنتها الصغيرة حتى تعلمها الدين الصحيح؟
كانت شيعية وهي من عائلة شيعية , وكانت تصلي صلاة الشيعة وتزوجت شيعي بعد عدة سنوات من زواجها هداها الله إلى الحق ولله الحمد , عندما علموا عائلتها وزوجها بأنها أصبحت سنية غضبوا كثيرا وافتعلوا المشاكل وأرغموها على العودة للشيعة , بعد هذه الفتنة التي مرت بها قررت أن تخفي عنهم سنيتها , وصارت تظهر لهم أنها شيعية وتخفي غير ذلك وتتظاهر بالصلاة على أنها صلاة شيعة وهي في الحقيقة تصلي على السنة , فعندما تحين الصلاة تدخل غرفتها وتغلق الباب وتصلي حتى لا يكتشفها أحد , ولكن هذا لن يدوم طويلا فهي تعرف أنهم في يوم من الأيام سيعلمون ذلك
الذي يهمها في الأمر هي ابنتها ذات العشر سنين يجب عليها أن تعلم ابنتها الإسلام الصحيح وهي لا تريد أن تعلم ابنتها صلاة الشيعة .
نرجو من فضيلتكم بذل النصح لها وماذا يجب عليها فعله في حالتها هذه .
جزيتم خيرا
الجواب :
وجزاك الله خيرا
يجب عليها أن تُخلِّص نفسها ما استطاعت ، فلا يجوز لها البقاء في ذمة رافضي .
أما لو كان زوجها شيعيا وليس رافضيا – كأن يكون زيديا – فيجوز لها البقاء معه ، وبذل النصح له . ونسأل الله لها ولزوجها واهلها الهداية .
ويُمكنها أن تُصلّي وهي مُسدلة يديها ، ولا يضرّها ذلك . المهم أن تأتي بأركان وواجبات الصلاة.
ويجب عليها أن تتعلّم وتُعلِّم ابنتها ما هو أهمّ ، وهو مسائل العقيدة ؛ لأن النجاة بها يوم القيامة.
وفي مثل هذه الوقائع أقوى ردّ على من يزعمون أنه لا خلاف بين السنة والرافضة ! وبين من يُدندن من أبناء الرافضة بأننا نُفرِّق الصفوف ! إلى غير ذلك .
فهاهم الرافضة في كل زمان ومكان تقوم قائمتهم ، وتثور ثائرتهم إذا ما أخذ شخص منهم بِشيء مِن مذاهب أهل السنة ! ولو كانت حركة في الصلاة .
والله تعالى أعلم .
تقول أنها تكره معاوية ويزيد والزبير وطلحة ، وتريد أدلّة تثبِت عدْل الصحابة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياك الله فضيلة الشيخ و أسعد أوقاتك برضاه
تعرفت علي إحدى الفتيات عبر الفيسبوك و عرفت من خلال بعض المقاطع التي تضعها أنها من الشيعة فتحاورت معها فسألتني عدة أسئلة لم أستطع أن أرد عليها لعدم معرفتي بالأدلة القاطعة .
و من ضمن أسئلتها أنها تريد أدلة شرعية قاطعة من القرآن أو السنة على أن جميع الصحابة عدول هذا أول شيء . و ثاني شيء قالت أنهم يكرهون يزيد بن معاوية رضي الله عنه لأنه قتل الحسين رضي الله عنه و أنهم يكرهون معاوية رضي الله عنه لأنه خرج عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أنهم يكرهون الزبير و طلحة رضي الله عنهم لأنهم خرجوا عن علي رضي الله عنه و عن معاوية رضي الله عنه أيضا و قالت أن معاوية رضي الله عنه ليس معه الحق في الخروج عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه و استدلت بالآية التي تقول {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}
فما هو ردكم على هذه الفتاة فهي تريد الأدلة حتى تقتنع بأن عقيدتهم ليست بصحيحة
مع العلم أنها أنكرت فعل ياسر الحبيب في سب السيدة عائشة رضي الله عنها و قالت أن علماءهم فعلو ذلك أيضا
و جزاكم الله كل خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
وحياك الله وأسعد أوقاتك برضاه
عدالة الصحابة رضي الله عنهم مَحَلّ اتِّفاق بين طوائف هذه الأمة عدا الرافضة .
ومِن الأدلة على عدالة الصحابة وتزكية الله لهم :
قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
وقوله عزّ وَجَلّ : (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) .
وقوله تعالى : (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) .
وقوله تبارك وتعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) .
قال الإمام مالك : مَن أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد أصابته هذه الآية .
ومَن طَعَن في الصحابة رضي الله عنهم فقد طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم .قال الإمام مالك وغيره مِن أئمة العلم : هؤلاء طَعنوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل : رَجُل سُوء كان له أصحاب سُوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين .
ومَن طَعَن في الصحابة رضي الله عنهم فقد طعن في دِين الله عزّ وَجَلّ .وذلك لأنهم هم الذين حَمَلوا إلينا هذا الدِّين وبلّغوه إلى الناس مِن بعدهم .
قال الإمام أبو زرعة الرازي : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يَجْرَحُوا شهودنا لِيُبْطِلُوا الكتاب والسنة ، والْجَرْح بهم أولى ، وهم زَنَادِقة . اهـ .
والطعن في معاوية رضي الله عنه طعن في الوحي ؛ لأن معاوية رضي الله عنه أحد كُتَّاب الوحي .
ثم هو مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين زكّاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز النظر بِعين واحدة إلى عامة الناس ، بل يُنظَر إلى محاسِن الرجل وإلى مساوئه ، ويُوازَن بينهما ، فَمَن غَلَبَت حسناته سيئاته ورجَحَت حسناته فهو الفاضِل صاحِب الفضْل ؛ إذْ لا نَدّعي العصمة لأحدٍ غير الأنبياء والمرسلين .
والطعن في معاوية رضي الله عنه طعن في الحسن بن علي رضي الله عنهما ، وذلك لأن الحسن بن علي رضي الله عنهما تنازَل عن الخلافة لِمعاوية رضي الله عنه ، وذلك عام الجماعة ، لاجتماع الكلمة وسقوط الخلاف .
ومِن الرافضة مِن يَصِف الحسن بن عليّ رضي الله عنه : خاذِل المؤمنين !
ولذلك لا يُذكر في كُتبهم إلاّ قليلا ! مع أنه مِن أئمة آل البيت رضي الله عنهم .
وما فَعَله معاوية رضي الله عنه اجتهاد مِنه .
ويجب الكَفّ عمّا شَجَر بين الصحابة رضي الله عنه ، ونقول : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
ولِمَ لا يُقال في حقّ الحسين رضي الله عنه ما يُقال في حقّ معاوية رضي الله عنه ؟!
إلاّ أننا أهل السنة لا نقول ذلك في حقّ أحد مِن الصحابة رضي الله عنه ، ولا في حقّ أحدٍ مِن أئمة آل البيت ؛ ولا نقول إن أحدا منهم خَرَج على الحَاكِم ونازعه رغبة في الْحُكم ، وإنما هو اجتهاد اجتهده ، فالْمُصِيب له أجران ، والْمُخْطئ له أجر واحد .
وهنا سؤال :
أيهما أحقّ بالمعاداة : معاوية رضي الله عنه أو الخميني ؟!
الخميني جاء مِن أوربا إلى إيران وتَولَّى الْحُكْم بِقوّة الحديد والسلاح ، فأخرج الشاه ، وقَتَل مَن قَتَل مِن علماء أهل السنة وعامتهم .
ومع ذلك فالخميني تَعتَبره الرافضة إمام العصر !
والرافضة تَلْعَن وتَسُبّ وتَطعن في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم . ( كما في دعاء صنمي قريش ، وهو مشهور معروف عندهم ، وفي غيره مِن الأدعية والأحاديث والأقوال المستفيضة عندهم) .
وهذا تناقض واضِح ، فإن هؤلاء الخلفاء الثلاثة هم الذين جَمَعوا القرآن ، فإما أن يُقبَل القرآن وتُقبَل خِلافتهم وإمامتهم ، وإما أن يُرَدّ القرآن الذي جَمَعوه إذا لَعنوهم وسَبّوهم !
هذا مِن جهة .
ومِن جِهة أخرى فقد ثَبَت في كُتُب الرافضة أنفسهم أنهم هم الذين خَذَلَوا الحسين رضي الله عنه حتى قُتِل .
قال الإمام الحسين رضي الله عنه في دعائه على شيعته :
اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قددا ، ولا تُرض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا . (الإرشاد للمفيد 241).
ودَعَا عليهم مرة أخرى ، فقال :
لكنكم استسرعتم إلى بَيعتنا كَطيرة الدّبَا ، وتَهافتم كَتَهَافُت الفَراش ، ثم نقضتموها ، سَفها وبعدا، وسحقا لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونَبَذة الكتاب ، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين . (الاحتجاج للطبرسي 2/24) .
وقال السيد محسن الأمين :
بَايَع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً ، غَدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه . (أعيان الشيعة/القسم الأول 34) .
وقال الإمام زين العابدين لأهل الكوفة :
هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم : قاتلتم عِترتي وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي . (الاحتجاج 2/32).
وقال أيضا :
إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم ؟! (الاحتجاج 2/29) .
وقالت فاطمة الصغرى في خطبة لها في أهل الكوفة :
يا أهل الكوفة ، يا أهل الغَدر والمكر والخيلاء ، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسنا . فَكفَرتمونا وكذّبتمونا ورأيتم قِتالنا حلالاً وأموالنا نهبا . كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت . تَـبًّا لكم ! فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حلّ بكم ... ألا لعنة الله على الظالمين . تَـبًّا لكم يأهل الكوفة ، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي ، وبنيه وعترته الطيبين .
فَرَدّ علينا أحد أهل الكوفة [ ممن يدّعون محبة آل البيت ] فقال :
نحن قتلنا علياً وبني علي *** بسيوف هندية ورماحِ
وسبينا نساءهم سبي تركٍ *** ونطحناهمُ فأيُّ نطاحِ (الاحتجاج 2/28) .
وقالت زينب بنت أمير المؤمنين لأهل الكوفة :
أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر والخذل . إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب ؟ أتبكون أخي ؟ أجل والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلاً فقد ابتليتم بِعارِها . وأنى تُرْخِصون قَتْل سَليل خاتم النبوة . (الاحتجاج 2/29-30) .
هذا ما أثبتته مَصَادِر الرافضة قبل غيرهم !
وقد علِم الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه بأن الذين يدّعون محبة الحسين إنما هم كَذّبَة .
فقد قال لأخيه الحسين رضي الله عنه :
يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لما قُبض رسول الله اسْتَشْرَف لهذا الأمر ورجا أن يكون صاحبه ، فَصَرَفَه الله عنه ، وَوَلِيها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فَصُرِفت عنه إلى عُمر ، فلما احتضر عُمر جعلها شورى بين سِتة هو أحدهم ، فلم يَشُكّ أنها لا تَعْدُوه فَصُرِفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بُويع ثم نُوزِع حتى جَرَّد السيف وطَلبها فما صَفَا لَه شيء منها، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما اسْتَخَفَّك سفهاء أهل الكوفة فأخرجوك !
وأما إنكار مَن أنكر سبّ الخبيبث لأم المؤمنين عائشة فهو إنكار لِما أجمعت عليه الرافضة أو تتابعت عليه دون نكير !
ولِمعرفة حقيقة ذلك يُفتَح أي مُحرِّك بَحْث ويُكْتَب " دعاء صنمي قريش " ليقف القارئ على حقيقة المعاداة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه ولأمهات المؤمنين .
ومَن طَعن في أمهات المؤمنين فقد آذى رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا) .
قال ابن كثير – بعد ذِكْر الأقوال في الآية - : والظاهر أن الآية عامة في كل مَن آذاه بشيء، ومَن آذاه فقد آذى الله . اهـ .
ومَن طَعن في أمهات المؤمنين ، فقد طعن في عِرْض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخَالَف ما كان عليه أئمة آل البيت .فقد كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يَنْهَى عن سبّ الصحابة ، وعاقب الذي وَقَع في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
فقد ذَكَر المؤرِّخون أن عليًّا رضي الله عنه بَلَغه أن بعض الغوغاء عَرّض لعائشة بالقول والإساءة ، فأمَر مَن أحْضَر له بعضهم وأوجعهم ضربا ! ثم جهزها علي إلى المدينة بما احتاجت إليه وبعثها مع أخيها محمد مع أربعين من نسوة البصرة اختارهن لمرافقتها . ثم جاء يوم ارتحالها فودعها واستعتبتْ له واسْتُعْتِب لها ، ومشى معها أميالاً وشَيَّعها بَنُوه مسافة يوم ، فذهبت إلى مكة ، فَقَضَت الحج ورَجَعَتْ إلى المدينة .
وكذلك كان أصحاب عليّ رضي الله عنه يقولون في حقّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
ولذا لَمَّا سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بَعَث عليٌّ عمارَ بن ياسر وحَسن بن علي ، فَقَدِمَا الكوفة فصعدا المنبر ، فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل مِن الحسن. قال عبد الله بن زياد الأسدي : فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول : إن عائشة قد سارت إلى البصرة ، ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تُطيعون أم هي . رواه البخاري .
وفي رواية : قام عمار على منبر الكوفة فذكر عائشة وذَكَر مَسيرها ، وقال : إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكنها مما ابتليتم .
وسبق :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=17116
والله تعالى أعلم .
الفصل الثاني
بِكُلّ هُدوء ! إذا كنت تطلب الْحَقّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا حِوارٌ كان بين فضيلة الشيخ عبد الرحمن السُحيم - وفقه الله وسدده - ، وبين أحد الروافِض .
ولعلّه يكون بيان وتبيين للعقيدة الرافضية التي مُلئت كذبًا وخرافات وشركيات ، ونسأل الله الهداية لهم ونسأل الله أن يثبتنا جميعًا على الحق .
كلام فضيلة الشيخ كُتِب باللون الأسود .
أمّا كلام الرافضي ما كُتِب بالأخضر .
***************
إلى مَن سَمَّى نفسه ( رافضي )
تفضل يا صاحبي ..
لا أحِبّ التراشق بالكلام ..
فإن كان القصد هو الْحَقّ .. فَتعال يا صاحبي إلى ما سألتَ عنه
سألتَ عن التوسّل ..
فقلت - وفّقك الله لِهُدَاه - : ( فقط اريد منك ان تجاوبني هل التوسل شرك ؟؟ وهل الذي يتوسل تكفره ؟ )
أقول لك يا صاح ..
أنا لم أتكلّم بِكلمة واحدة عن التوسّل ..
كان الكلام عن دُعاء الأموات
وقبل أن أُجيبك ..
أريدك أن تضع النقاط على الحروف بِكلّ وضوح ..
هل دُعاء الأموات والاستغاثة بهم شِرْك أو لا ؟
لاحِظ أنني لم أتحدّث عن التوسّل ..
لأنّ التوسُّـل شيء ، ودُعاء الأموات شيء آخر ..
وأوضِّح أكثر ..
التوسُّـل أن تَدْعُو الله وتتوسّل بِجَاه فُلان .. كَما قُلْتَ أنت مِن قَبْل في سؤالك : (يعني عندما اقول اللهم بحق محمد وأل محمد ارزقني )
أما دُعاء الأموات أن تَدْعو مَـيِّـتًا مِن دُون الله ..
فهل دُعاء الأموات شِــرْك أو لا ؟
في اعتقادِك الصحيح .. دُون تَقِيَّـة !
أرجو أن يَكون الجواب في صُلْب الموضوع ..
تفضل ..
===================
اللهم صل على محمد وآل محمد ..
أولا الدعاء من الأموات من دون الله هذا شرك .
ثانيا : هل يجوز الدعاء او التوسل بالأموات ؟؟ سوف أوضح ذالك عندما أقول اللهم بحق فلان وهذا الشخص ميت اقضِ حاجتي .. هل هنا شرك أم لا ؟؟ وإذا كان شرك أرجو منك أن تأتيني بدليل ؟ وإن لم يكن شرك إذن اتفقنا على أن التوسل بالأموات ليس بشرك .
والسلام .
===================
حسنا يا صاح ..
دَعْنا في النقطة الأولى إذ هي مثار الكلام ، وهي مَحلّ اتِّفاق الآن ..
بِمَعْنَى : اتَّقْنا أن دُعاء الأموات مِن دون الله شِرْك ..
أما التوسّل فأدَعُه جانِبا - الآن - لأنه ليس مَحلّ النِّقاش الآن ..
إذا .. اتّفقنا أن دُعاء الأموات مِن دون الله شِـرْك
السؤال الآن ..
إذ اأثْبَتُ لك أن الرافضة ( الإمامية ) يَدْعُون الأموات مِن دُون الله .. فهل أكُون بَيّنْت الْمذْهَب الْحَقّ الذي ننشُده جميعا .. لِنَـتَّبِـعَـه ؟
ولن أخرج بِك بعيدا يا صاح ..
فالاستدلال سيكون من أصل الأصول ( القرآن ) ومِن كُتُب الإمامية ..
فما رأيك ؟
===================
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أولا : الشيعة لا يتوسلون من دون الله .
ثانيا : تقول إذا أثبت أن الرافضة يتوسلون بالأموات من دون الله أحضر لي دليل أنهم يتوسلون بالأموات من دون الله .
ثالثا : ها أنا رافضي لا أتوسل بالأموات من دون الله .
رابعا : الشخص الذي يتوسل بالأموات من دون الله هذا الشخص يمثل نفسه لا الشيعة الإمامية .
مثال عندما أرى إنسان سني المذهب يجسم الله سبحانه وتعالى وهل أنا أقول أن المذهب السني على خطأ بمجرد هذا الإنسان يعتقد بتجسيم الله والعياذ بالله ؟ وأنت تعلم مَن أقصد
فهل هذا دليل أم لا ؟
والسلام .
===================
حسنا .. كلام جَمِيل
لكني لن آتي بِكلام شخص لا يُمثِّل سوى نفسه !
بل بِكلام علماء وأئمة كِبار لا يُمثِّلُون أنفسهم .. بل يُفْتُون الناس بِذلك .. ويُدَيِّـتنُون الناس بِهذا..
وأنا لا أزعُم أنهم يتوسَّلُون بالأموات ..
بل أزْعُم أنهم يَدْعُون الأموات مِن دُون الله ..
بل لا أُبالِغ إذا قُلْت : إنهم يَعبدونهم مِن دون الله !
فماذا أنت قائل ؟
أرجو أن يَكون الْحَقّ هو الْهَدَف المنشُود للجميع ..
وليس التعصُّب للرأي ولا للرِّجَال !
===================
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أحضر لي دليل على قولك أنهم يعبدون الأموات من دون الله سوف أنتظر دليلك .
انتبه يا أخي العزيز عندما تقرأ من الكتاب أو أنك تحضر لي رواية عن ذلك يجب أن يكون هذا الكتاب عندك ولا تأتِـني من المواقع وأنت أعلم بهذا لكي نبحث مع بعض في هذا الأمر ومن نفس الكتاب وأين طُبِع وسنة الطبعة لكي نضمن ذلك.
وأنت تعرف أن هذا المسألة فيها الجنه والنار . أي أن المسألة فيها المذاهب .
والسلام .
===================
هذا ليس عَدْلًا !
فكثير ممن ينتسب للمذهب أصلا لا يَملك تلك الكُتب ..
هذا من جهة
ومِن جهة أخرى فلست في بحث علمي أكاديمي حتى أُشير إلى الجزء والصفحة في كل ما أنقل..
ولديّ - بِحمد الله - بعض كُتُب الإمامية ، فأصحّ الكُتُب لدّي ..
لديّ ( الكافي ) بحواشي ومن غير حواشي .. ( طبعتين ) ..
ولديّ كُتب في العقيدة ..
وفي التفسير ..
وبعضها حصلت عليها من عام 1409 هـ
وبعضها من عام 1412 هـ
فلستُ جديدا على قراءة كُتُب المذهب ..
ودعني أنفض الغبار عن بعض ما لديّ مِن كُتُب ... لآتيك بما أردتُ قوله !
***
وأنت تعرف يا صاحبي .. أن أعظَم كِتاب هو كِتـاب الله ..
ومع ذلك ننقل الآيات كثيرا ولسنا بحاجة إلى إثبات اسم السورة ورقم الآية إلا في البحوث الأكاديمية ..
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
والسلام .
===================
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أولا : يا أخي العزيز .. ولكن أنا لا أثق بالمواقع لأن التدليس في كل مكان .
وثانيا : إذن تريد أن تحج علي من المواقع صحيح المواقع لا أصل له وبإمكان أي واحد أن يكتب ويدلس أو يبتر القول أو الرواية ، وأنت أعلم بهذا.
وعندما تريد أن تحجني على مسألة وتقول دليل القرآني وهو كتاب الله .
أولا أثبت أن الشيعة يعبدون القبور . وبعدين سوف نذهب إلى حكم هذا في القرآن .
وثالثا : تسأل إذا كان شيعي لديه الكتب أم لا .. هذا ليس له دخل بالموضوع . إذا أنت قرأت الرواية من الكتاب وتريد أن تثبت هذا الشيء يجب أن الكتاب يكون عندك لكي أنا أتابعك من نفس الكتاب الذي أنت تقرأه وتأتي منه بالأدلة ولكي أوضح للأعضاء إذا كان الكلام مبتور أو إلخ.
وإذا أتيت براوية من المواقع سوف أبين للأعضاء أن الكلام والروايات مبتورة .
والسلام .
===================
لا .. لم أقُل أنني سوف أحاجك بما في المواقع .. وقلت لك إني أملك كمية لا بأس بها من الكتُب ..
ولدينا - غير بعيد - مكتبة عامة فيها قسم يُسمّى ( محدود الاطِلاع ) فيه كُتب أكثر الفِرَق ..
فلا تَخَف ..
هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإن المواقع منها ما هو تابع للرافضة الإمامية ، وهي بالنسبة لهم مواقع موثوقة ، ويأخذون منها الفتوى
ومع ذلك فلن أنقل منها !
سوف أنقل من الكُتُب ..
والسلام
===================
اللهم صل على محمد وآل محمد.
إذن اتفقنا أن تنقل من الكتب الموثوقة لدينا وتقول لنا أي جزء وأي صفحة ومؤلف الكتاب و سنة الطبع . وطُبع أين .
والسلام .
===================
سأنقل من كُتب الرافضة ..
ولكني لست في بحث أكاديمي لأنقل الجزء والصفحة والطبعة !
وهذا لن يُغيِّر من الأمر شيئا ، والحقائق الثابتة في كُتب الرافضة أو السُّنة لا يُمكن تغييرها ولو لم تُذْكَر الطبعة ولا الجزء ولا الصفحة
والسلام
===================
اللهم صل على محمد وآل محمد .
لا يا أخي العزيز إذن كيف تريد تريني الحق!
وأنت لا تريد أن تكتب وكيف تريد أن أصدقك إذا لم تأتِ باسم الكتاب وصفحة وسنة الطبعة لكي أتأكد بنفسي من كلام الرافضة ولكي أستفيد من الكتاب .
أنا أعلم أنك تريد أن تنقل لي الكلام من كتاب إحسان إلهي ظهير.
لهذا أنت لا تستطيع أن تثبت ذلك ولا تستطيع أن تأتيني بطبعة الكتاب أين وسنة الطبع وهذا دليل أنك فقط تعتمد على كتب علمائكم وأنت لم تقرأ كتاب الرافضة ولا عندك أي دليل على أنهم يعبدون القبور مجرد افتراء على الشيعة الإمامية .
ولماذا لا يغير من الوضع شيء وممكن يغير من الوضع وممكن الأعضاء يستفيدون منك وأنا أيضا أستفيد ؟
انظرو يا أعضاء الكرام يومان والشيخ الفاضل لا يستطيع أن يأتيني بدليل الذي أنا أريده يقول لا يغير من الوضع شيء ؟؟ ولماذا كتبت اسم الموضوع إذا أريد الحق ؟
وأنت عاجز إن تريني الحق !!
والحمد الله رب العالمين .
والسلام .
===================
لو كُنت سوف أناقش بحثا أكاديميا ( بحث رسالة ماجستير أو دكتوراه ) لكنت محتاجا إلى تقييد الجزء والصفحة ومعلومات كاملة عن الطبعة
أما نِقاش فعليّ إيراد النص مِن الكُتب المعتمدة في المذهب دون تقييد بطبعة دون أُخرى ..
ومن أراد الحق لا يَقول مثل ما قلت .. !
ولن أنقل حرفا واحدا من كُتب إحسان إلهي ظهير - رحمه الله - ..
ولدي كِتاب ( الكافي ) طبعة دار الكتب الاسلامية ..
وطبعة أخرى 4 أجزاء في مجلدين مع شرح وترجمة باللغة الفارسية
وتفسير ( الجوهر الثمين ) لِعبد الله شُـبَّــر .. في 6 مجلدات ، طبعة مكتبة الألفين في الكويت ، ومنها اشتريتُ الكِتاب !
وكتاب ( سَلوني قبل أن تفقدوني ) في مجلدين .. للشيخ محمد رضا الحكيمي ..
وكِتاب ( الحياة ) في مجلدين .. للحكيمي محمد رضا الحكيمي ومحمد الحكيمي وعلي الحكيمي وغيرها ..
وأما كوني لم أرد فقد كنت على سَفَر .. وأنت تلتمس لي الأعذار !
*****
من مظاهر الشرك لدى الرافضة
1 – الغلوّ في الأئمة لِدرجة أن تُضفَى عليهم بعض صِفَات الله وما اخْتَصّ به سبحانه وتعالى .
وتفضيل زيارة قبورهم على كل عَمَل صالِح !
خذ على سبيل المثال لا الحصر !
في أصح الكُـتُب لدى الرافضة الإمامية ( كتاب الكافي ) عَقد الكليني بابا قال فيه :
* بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) يَعْلَمُونَ مَتَى يَمُوتُونَ وَ أَنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ إِلاَّ بِاخْتِيَارٍ مِنْهُمْ
وروى بإسناده إلى أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَيُّ إِمَامٍ لا يَعْلَمُ مَا يُصِيبُهُ وَإِلَى مَا يَصِيرُ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ .
* الأئمة لا يَخفى عليهم شيء !
عقد الكليني بابا قال فيه :
بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) إِذَا شَاءُوا أَنْ يَعْلَمُوا عُلِّمُوا
ثم رَوى بإسناده إلى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ الإِمَامَ إِذَا شَاءَ أَنْ يَعْلَمَ عُلِّمَ .
كَما عقد بابا قال فيه :
بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ أَنَّهُ لا يَخْفَى عَلَيْهِمُ الشَّيْءُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ
* الأئمة يُوحَى إليهم !
روى الكليني في الكافي بإسناده إلى جَمَاعَة بْنِ سَعْدٍ الْخَثْعَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ كَانَ الْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَفْرِضُ اللَّهُ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ وَ يَحْجُبُ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ قَالَ لا اللَّهُ أَكْرَمُ وَ أَرْحَمُ وَ أَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ ثُمَّ يَحْجُبَ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَ مَسَاءً .
* الأئمة أفضل من الأنبياء :
وقد ألَّـف السيد علي الحسيني الميلاني كتابا بعنوان : تفضيل الأئمة ( عليهم السلام ) على الأنبياء ( عليهم السلام ) !
وعقد الكليني بابا في ( الكافي ) :
بَابُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يُعَلِّمْ نَبِيَّهُ عِلْمًا إِلاَّ أَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنَّهُ كَانَ شَرِيكَهُ فِي الْعِلْمِ .
* عليّ رضي الله عنه (عَيْنُ اللَّهِ وَ يَدُ اللَّهِ وَ جَنْبُ اللَّهِ وَ بَابُ اللَّهِ)
قال الكليني في ( الكافي ) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ حَسَّانَ الْجَمَّالِ قَالَ حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ الْجَنْبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام ) يَقُولُ أَنَا عَيْنُ اللَّهِ وَ أَنَا يَدُ اللَّهِ وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ وَ أَنَا بَابُ اللَّهِ .
* الأئمة يَعلمون ما يَحيك في الصُّدُور ، وما تُكِنُّـه الضمائر
عقد الكليني بابا في ( الكافي ) :
بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) لَوْ سُتِرَ عَلَيْهِمْ لأَخْبَرُوا كُلَّ امْرِئٍ بِمَا لَهُ وَ عَلَيْهِ .
ثم رَوى بإسناده إلى عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) لَوْ كَانَ لأَلْسِنَتِكُمْ أَوْكِيَةٌ لَحَدَّثْتُ كُلَّ امْرِئٍ بِمَا لَهُ وَ عَلَيْهِ .
ولا شَكّ أن هذا شِرْك في رُبوبيَّة الله عزّ وَجَلّ ، إذْ أن عْلْم ما في الصدور وعِلْم ما يَكون مما اخْتَصّ الله به نفسه .
قال تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) .
وقال عزّ وَجَلّ : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) .
ومَن ادَّعى أن أحدا يَعْلَم الغَيب فقد كَفَر بالله وأشْرَك .
أما كُفرُه فمن حيث كذَّب بهذه الآيات الدالة على أنه لا أحد يعلم الغيب إلا الله .
وأما الشِّرْك فلأنه جَعَل مع الله إلهًـا آخَر يَصْرِف له مثل ما يصرِف لله من اعتقاد الوحدانية
فكما أن الله واحد في ذاته واحد فهو واحِد مُتفرِّد بِعِلْم الغيب .
ومَن ادَّعَى أنَّ أحدا يَعلَم ما في غَدٍ فقد كَفَر بهذه الآية : (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) .
ومن مظاهر الغلو التي تصِل إلى حَدّ الشرِّك بل وازدراء واحتقار شعائر دِين الله :
* أنَّ زِيارة الأئمة أفضل من الحج !
ولا عَجَب أن يَقول الشيخ المفيد في مقدمة كتاب المزار :
(فإني قد اعتزمت على ترتيب مناسك زيارة الإمامين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الحسين بن علي ص و وصف ما يجب من العمل عند الخروج إليهما و يلزم من الفعل في مشهديهما و ما يتبع ذلك في منازله و يتعلق بأوصافه في مراتبه)
روى الكليني في ( الكافي ) بإسناده إلى يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ( عليه السلام ) قَالَ : مَنْ زَارَ قَبْرَ وَلَدِي عَلِيٍّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ كَسَبْعِينَ حَجَّةً مَبْرُورَةً قَالَ : قُلْتُ : سَبْعِينَ حَجَّةً ؟ قَالَ : نَعَمْ وَ سَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ . قَالَ : قُلْتُ : سَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ ؟ قَالَ : رُبَّ حَجَّةٍ لا تُقْبَلُ ، مَنْ زَارَهُ وَبَاتَ عِنْدَهُ لَيْلَةً كَانَ كَمَنْ زَارَ اللَّهَ فِي عَرْشِهِ .
وفي كِتاب المزار :
سألت الجواد (ع) عن رجل حجّ حجّة الإسلام ، فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحجّ ، فأعانه الله تعالى على حجة وعمرة ، ثم أتى المدينة فسلّم على النبي (ص) ثم أتى أباك أمير المؤمنين (ع ) عارفا بحقه ، يعلم أنه حجة الله على خلقه وبابه الذي يُؤتى منه فسلّم عليه ، ثم أتى أبا عبد الله (ع) فسلّم عليه ، ثم أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى (ع) ، ثم انصرف إلى بلاده .
فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحجّ به ، فأيهما أفضل هذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضا فيحجّ ، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا (ع) فيسلّم عليه ؟.. قال : بل يأتي خراسان فيسلّم على أبي (ع) أفضل ، وليكن ذلك في رجب .
وأحَال على كِتاب ( العيون ) .
وفي كتاب المزار :
باب ما جاء في ثواب زيارته ع
حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن صدقة عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله ع قال : من زار الحسين ع كتب الله له ثمانين حجة مبرورة .
حدثني أبو القاسم عن محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين الزيات عن محمد بن سنان عن محمد بن صدقة عن صالح النيلي قال قال أبو عبد الله ع : من أتى قبر الحسين ع عارفا بحقه كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة و كَمَنَ حمل على ألف فرس في سبيل الله تعالى مسرجة ملجمة .
* تفضيل بعض البقاع على المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى :
قال الكليني في ( الكافي ) : باب فَضْلِ الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ بِالْكُوفَةِ وَ فَضْلِ الصَّلاةِ فِيهِ وَ الْمَوَاضِعِ الْمَحْبُوبَةِ فِيهِ .
ثم روى بإسناده عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( صلوات الله عليه ) وَ هُوَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَرَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَرَدْتُ الْمَسْجِدَ الأَقْصَى فَأَرَدْتُ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَيْكَ وَ أُوَدِّعَكَ فَقَالَ لَهُ وَ أَيَّ شَيْءٍ أَرَدْتَ بِذَلِكَ فَقَالَ الْفَضْلَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَبِعْ رَاحِلَتَكَ وَ كُلْ زَادَكَ وَ صَلِّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ فَإِنَّ الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَةَ فِيهِ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ وَ النَّافِلَةَ عُمْرَةٌ مَبْرُورَةٌ وَ الْبَرَكَةَ فِيهِ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلا يَمِينُهُ .
وروى بإسناده إلى أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : نِعْمَ الْمَسْجِدُ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ صَلَّى فِيهِ أَلْفُ نَبِيٍّ وَ أَلْفُ وَصِيٍّ وَ مِنْهُ فَارَ التَّنُّورُ وَ فِيهِ نُجِرَتِ السَّفِينَةُ مَيْمَنَتُهُ رِضْوَانُ اللَّهِ وَ وَسَطُهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ .
* زيارة قُبور الأئمة تَغفر ما تقدّم من الذنب وما تأخّر !
في كِتاب المزار :
قال الجواد (ع) : من زار قبر أبي بِطُوس غَفَر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وبنى له منبرا ًحذاء منبر رسول الله وعلي (ع) حتى يفرغ الله من حساب الخلائق .
وأحال على كِتاب (كامل الزيارات)
وفي كِتاب المزار :
باب ما جاء في تمحيص الذنوب بزيارته ع
حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال حدثني أبي و علي بن الحسين و محمد بن الحسن رحمهم الله عن محمد بن يحيى العطار عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس بن عبد الرحمن عن قدامة بن مالك عن أبي عبد الله ع قال :
من زار الحسين بن علي ع محتسبا لا أشرا و لا بطرا و لا رياء و لا سُمْعَة مُحِّصَتْ ذُنوبه كما يمحص الثوب في الماء فلا يبقى عليه دنس ، ويكتب له بكل خطوة حَجَّة و كلما رفع قَدَمه عُمْرَة.
فعلى هذا هي أفضل من كل عمَل صالِح !
ولا عَجَب إذا كانت الرافضة الإمامية تَزْعُم أن الله تعالى يَزور أمير المؤمنين !
ففي كِتاب المزار :
منيع بن الحجاج عن يونس عن أبي وهب القصري قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله ع فقلت : جعلت فداك أتيتك و لم أزر قبر أمير المؤمنين ع قال : بئس ما صنعت لو لا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك ، ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة وتزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون ؟ قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك . قال : فاعلم أن أمير المؤمنين ع أفضل عند الله من الأئمة كلهم و له ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا .
وهذه الثلاثة : (زِيارة الأئمة أفضل من الحج، تفضيل بعض البقاع ، مغفرة الذنوب )
هي داخلة في الشِّرْك .
وقد يقول قائل : كيف ؟
أقول : هذا شِرْك في التَّشْرِيع .
وقد عاب الله على من زَعَموا أن شيئا من التشريع قد أذِن به الله ، وهو لم يأذن به .
قال تعالى : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) ؟
وأزيد أيضا مما وقفتُ عليه :
قال الحكيمي في كتاب ( سلوني قبل أن تفقدوني ) :
فصل في ذِكْر أمور غيبية أخبر بها الإمام ثم تحققت .
واعْلَم أنه عليه السلام قد أقسَم في هذا الفصل بالله الذي نفسه بيده أنهم لا يسألونه عن أمر يَحْدُث بينهم وبين القيامة إلاَّ أخبرهم به .
وفي تفضيل زيارة قبر الحسين على الحج :
روى الكليني عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قوله في زيارة قبر الحسين : زِيَارَتُهُ خَيْرٌ مِنْ حَجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ وَ عُمْرَةٍ وَ حَجَّةٍ حَتَّى عَدَّ عِشْرِينَ حَجَّةً وَ عُمْرَةً ، ثُمَّ قَالَ : مَقْبُولاتٍ مَبْرُورَاتٍ . قَالَ ( الراوي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ) : فَوَ اللَّهِ مَا قُمْتُ حَتَّى أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ : إِنِّي قَدْ حَجَجْتُ تِسْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي تَمَامَ الْعِشْرِينَ حَجَّةً . قَالَ : هَلْ زُرْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) قَالَ : لا . قَالَ : لَزِيَارَتُهُ خَيْرٌ مِنْ عِشْرِينَ حَجَّةً .
وفي الرواية التي تليها في (الكافي) : فَإِذَا زُرْتَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ بِهِ خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ حَجَّةً .
وفي الرواية التي تليها عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قال : وَكَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) أَرْبَعَةَ آلافِ مَلَكٍ شُعْثٍ غُبْرٍ يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زَارَهُ عَارِفًا بِحَقِّهِ شَيَّعُوهُ حَتَّى يُبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ وَ إِنْ مَرِضَ عَادُوهُ غُدْوَةً وَ عَشِيَّةً وَ إِنْ مَاتَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ وَ اسْتَغْفَرُوا لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وفي رواية للكليني في (الكافي) عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَلْفَيْ أَلْفِ مَلَكٍ شُعْثٌ غُبْرٌ يَبْكُونَ وَ يَزُورُونَ لا يَفْتُرُونَ .
وقال الحرّ العاملي في (وسائل الشيعة) : باب استحباب الـتَّـبَرُّك بِكَرْبَلاء .
ثم روى عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث ثواب زيارة الحسين (عليه السلام ) قال : والله لو أني حدثتكم في فضل زيارته لتركتم الحج رأسا ، ومَا حَجّ أحَدٌ ، ويحك أما علمت أن الله سبحانه اتَّخَذ كربلاء حَرَمًا آمِنا مُباركا قبل أن يَـتَّخِذ مَكة حَرَمًا ؟!
وإن تعجب فَعَجب تفضيل كربلاء على مكة !
بل لولا مَن ضمّته كربلاء ما خَلَق الله مكة !
روى الحر العاملي في (وسائل الشيعة) عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام إن أرض الكعبة قالت : مَن مثلي وقد بُنِي بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق ؟ وجُعِلْتُ حرم الله وأمنه ؟ فأوحى الله إليها : كُفِّي وقَرِّي ، ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلاَّ بِمَنْزِلة الابرة غمست في البحر ، فَحَمَلَتْ مِن ماء البحر ، ولولا تُربة كربلاء ما فَضَّلَتُك ، ولو لا مَن ضَمَّنته كربلاء لَمَا خَلَقْتُك ، ولا خَلَقْتُ الذي افتخرتِ به ، فَقَرِّي واسْتَقِرِّي ! وكوني ذنبا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء ، وإلاَّ مسختك وهويت بك في نار جهنم !
وروى عن أبي الجارود ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : اتخذ الله أرض كربلاء حَرَمًا قبل أن يَـتَّخِذ مكة حَرَمًا بأربعة وعشرين ألف عام .. الحديث ، وفي آخره : إنها تُزْهِر لأهل الجنة!
بهذا الاستخفاف بأفضل البِقاع بإجماع المسلمين ، فأفضل البقاع مكة والمدينة النبوية التي ضمَّتْ خير الناس ، وأبرّ الناس ، وأزكى الناس ، محمد صلى الله عليه وسلم .
والرافضة تستخِفّ بِحُرُماتِ الله بهذه الطريقة !
بل روى الحر العاملي في (وسائل الشيعة) عن صفوان الجمال قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الله فضل الأرضين والمياه بعضها على بعض ، فمنها ما تَفَاخَرت ، ومنها ما بَغَتْ ، فما من أرض ولا ماء إلاَّ عُوقِبَت لِتَرْك التواضع لله حتى سَلَّط الله على الكعبة المشركين ، وأرسل إلى زمزم ماءا مالحا فأفسد طعمه ، وإن كربلاء وماء الفرات أول أرض وأول ماء قَدَّس الله وبارك عليه ، فقال لها : تكلمي بما فضلك الله ، فقالت : أنا أرض الله المقدسة المباركة ، الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر ، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك ولا فخر على من دوني ، بل شكرا لله فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين وأصحابه .
وفي مغفرة الذنوب بزيارة قبور الأئمة :
وفي (وسائل الشيعة) للحرّ العاملي عن الريان بن شبيب ، عن الرضا ( عليه السلام ) - في حديث - أنه قال له : يا ابن شبيب إن سَـرَّك أن تلقى الله عز وجل ولا ذَنب عليك فَزُر الحسين عليه السلام .
وفي (وسائل الشيعة) للحر العاملي : باب استحباب اختيار زيارة الحسين ( عليه السلام ) على جميع الأعمال .
ثم روى عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام ) ؟ فقال : إنه أفضل ما يكون من الأعمال .
بانتِظار الجواب .. لأستَكْمِل بقية النقاط ..
===================
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أنت تستخدم الكوبي بيست إلخ ..
إذا أردت أني أنقل شركياتكم فأنا حاضر وهذا ليس دليل ونحن ليس لدينا كتاب اسمه أصح كتاب .
وثانيا إذا أردت أني أنقل بعض من شركياتكم فأنا موجود وأنا أعتقد أن هذا ليس أسلوب للحوار دعنا نناقش في موضوع واحد عندما ننتهي من الموضوع ننتقل إلى موضوع آخر .
ولماذا تقول شركيات وأنتم أيضا لديكم غلو في عمر مثال عندما تقولون أنه يصارع الشياطين ويرى خلف الجبل من بعد 500 كيلو متر ويقول يا سارية الجبل وإلخ ..
وأنتم أيضا لديكم شركيات عندما تقولون أن الله جسم وله خمس أصابع ويجلس على العرش ويمشي ويضحك ويحط قدميه في الجهنم وهذا كله روايات في صحيح بخاري لا أعتقد أنك تستطيع أن تضعف رجال البخاري ومثال قردة قد زنت ونزول الله إلى السماء الدنيا ثلث الليل الأخير وإلخ ..
فأرجو منك أن تكون متفتح قليلا وتريني الحق لكي أتبعه ولا تقول شركيات الشيعة بل أنتم لديكم الكثير والكثير .
ولا أريد أن أطول إذا لديك نقاش في موضوع معين أتكلم ولا تأتيني وتنتقل من موضوع إلى آخر على هواك .
والسلام .
===================
هَدَاك الله وأصلحك
هل هذا ردّ علمي وأنت كنت تقول قبل هذا :
(وإذا أتيت براوية من المواقع سوف أبين للأعضاء أن الكلام والروايات مبتورة ) ؟
وهل هذا ردّ مُؤصَّل دامِغ ؟
وأنت القائل قبل هذا :
( وعندما تريد أن تحجني على مسألة وتقول دليل القرآني وهو كتاب الله .
أولا أثبت أن الشيعة يعبدون القبور . وبعدين سوف نذهب إلى حكم هذا في القرآن )
أنت لم تذهب إلى القرآن كما قلتَ سابقا !
بل ذهبت تُلوِّح بأن هناك روايات .. وأن أهل السنة فيهم كذا وكذا !
هل هذا رَدّ على ما أوردتُه أنا ؟!
أو أنَّ أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم ؟!
ولا زلت معك ..
فأنت طالبتني بـ (أحضر لي دليل على قولك أنهم يعبدون الأموات من دون الله سوف أنتظر دليلك )
وأقول لك سوف آتي لك بأدِلَّـة .. وليس دليلا ..
وأرجو أن يكون الجواب عما أُورِدُه لا عن كُتُب أهل السنة ! وما لدى أهل السنة .. فهذا ليس موضوع نقاشنا ( الآن )
لم أنقل حرفا واحدا مِن كُتب أهل السنة ، وكنت وعدتك بذلك ..
وسوف أفِـي بِوعدي .. إن شاء الله ..
*****
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة
2 – طَلَب قضاء الحاجات مِن الأموات :
في الكافي للكليني :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِذَا أَرَدْتَ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) فَزُرْهُ وَ أَنْتَ حَزِينٌ مَكْرُوبٌ شَعِثٌ مُغْبَرٌّ جَائِعٌ عَطْشَانُ وَ سَلْهُ الْحَوَائِجَ وَ انْصَرِفْ عَنْهُ وَ لا تَتَّخِذْهُ وَطَنًا .
وفي (الوصايا الأربعون في الآداب الباطنية لزيارة المعصوم)
التصدق على الفقراء :
تصدق على فقراء البلد أي المستحقين منهم ، لتظهر رأفتك العملية للآخرين على أمل نظرة الإمام لك .
وفيه أيضا :
طلب المقامات العالية :
لا مانع من طلب المقامات المعنوية العالية بالإضافة إلى الحوائج الدنيوية ، فان البعض رجع بالفوز بالمقامات التي لا تخطر على البال كالانقطاع إلى الله تعالى وغيره من صور الكرامة الخاصة .. وحاول بعدها أن تطلب من المعصوم أن يتبناك تبنى الكافل لليتيم ، فان هذا خير ثمرة للزيارة لو تحققت ، ويا لها من ثمرة !!
عدم سلب العطاء :
من المناسب جدا أن يؤكد الإنسان على المعصوم في أن لا يَسْلِب منه العطاءات ، فان حفظ النعمة أولى من أصل العطاء .
الواسطة في جلب الزائرين :
حاول أن تكون مؤثرا في جلب الزوار إلى الحرم الشريف وخاصة ممن لم يوفق للزيارة أصلا ، فان الإمام سينظر إليك قطعا عندما تكون وسيطا في جلب الزوار إليه .
( طبعا المقصود بْالْحَرَم الشريف هنا " حَرَم القَبْر " ! )
وليس الْحَرَم الشريف الْمَعْرُوف عند المسلمين !
ويَدُلّ عليه ما رواه الكليني في ( الكافي ) بإسناده إلى أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ تَتِمُّ الصَّلاةُ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ : فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ حَرَمِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ .
وما رواه أيضا في (الكافي) عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرٍ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوسًا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) وَ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ مِنَّا يُونُسَ وَكَانَ أَكْبَرَنَا سِنًّا ...
فكان مما قال :
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَزُورَهُ . فَكَيْفَ أَقُولُ ؟ وَ كَيْفَ أَصْنَعُ ؟ قَالَ : إِذَا أَتَيْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَاغْتَسِلْ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ثُمَّ الْبَسْ ثِيَابَكَ الطَّاهِرَةَ ثُمَّ امْشِ حَافِيًا فَإِنَّكَ فِي حَرَمٍ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ .
عَجَبًا .. صار القَبْر حَـرَمًـا !!
وفي (وسائل الشيعة) للحر العاملي : باب حَدّ حَرَم الحسين ( عليه السلام ) الذي يُسْتَحَبّ الـتَّـبَرُّك بِتُرْبَتِه .
وفي آداب الزيارة :
ذكر مصائبهم :
من أفضل سبل التقرب إلى قلب الإمام (ع) ذكر مصائب آبائه وخصوص الحسين الشهيد (ع) وكذلك مصائب الإمام نفسه فان هذا من موجبات العطاء الخاص كما اتفق لدعبل الخزاعى
الصلوات الماثورة :
القيام بالركعتين – برجاء المطلوبية - من قراءة سورة يس والرحمن في ركعتين والدعاء بعدها بما شاء العبد .. وكذلك الإتيان ببعض الصلوات المعروفة كصلاة الاستغاثة بالزهراء (ع) وصلاة الحجة (ع) وصلاة جعفر الطيار يوم الجمعة . ومن المناسب جدا الإتيان بالصلاة الخاصة للمعصوم وذلك في مشهده وإهدائها إليه .
قال الخميني في كتاب (كشف الأسرار) :
طلب الْحَاجَة مِن الأمْوات ليس شِرْكا !
ويقول : فَطَلب الْحَاجَة مِن الْحَجَر أو الصَّخْر ليس شِرْكا ، وإن يَكُن عملا باطلا ، ثم إننا نَطلُب الْمَدَد مِن الأرْواح الْمُقدَّسَة للأنبياء والأئمة ممن قد مَنَحهم الله القُدْرَة . انتهى كلامه .
وقال الله جَلَّ جَلاله : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) .
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة
3 – تفريج الكُروب بالأئمة ، ونُزُول الغيث بالأئمة .. وتُثْمِر الأشجار وتُورِق بالأئمة !
ومما يَتَقرَّب به زائر قبر الحسين رضي الله عنه أن يَقول مُناجِيًا الحسين رضي الله عنه :
وَ بِكُمْ تُنْبِتُ الأَرْضُ أَشْجَارَهَا وَ بِكُمْ تُخْرِجُ الأَشْجَارُ أَثْمَارَهَا وَ بِكُمْ تُنْزِلُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ رِزْقَهَا وَ بِكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الْكَرْبَ وَ بِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الْغَيْثَ .
جاء هذا في (الكافي ) عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرٍ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوسًا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) وَ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ مِنَّا يُونُسَ وَ كَانَ أَكْبَرَنَا سِنًّا ... فَذَكَر حَديثًا طويلا وفيه :
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَزُورَهُ فَكَيْفَ أَقُولُ وَ كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ إِذَا أَتَيْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَاغْتَسِلْ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ثُمَّ الْبَسْ ثِيَابَكَ الطَّاهِرَةَ ثُمَّ امْشِ حَافِيًا فَإِنَّكَ فِي حَرَمٍ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ ...
ثم قال في مُناجاة الحسين رضي الله عنه :
وَ بِكُمْ يُبَاعِدُ اللَّهُ الزَّمَانَ الْكَلِبَ وَ بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَ بِكُمْ يَخْتِمُ اللَّهُ وَ بِكُمْ يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَ بِكُمْ يُثْبِتُ وَ بِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقَابِنَا وَ بِكُمْ يُدْرِكُ اللَّهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِهَا وَ بِكُمْ تُنْبِتُ الْأَرْضُ أَشْجَارَهَا وَ بِكُمْ تُخْرِجُ الأَشْجَارُ أَثْمَارَهَا وَ بِكُمْ تُنْزِلُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ رِزْقَهَا وَ بِكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الْكَرْبَ وَ بِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الْغَيْثَ وَ بِكُمْ تَسِيخُ الأَرْضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدَانَكُمْ وَ تَسْتَقِرُّ جِبَالُهَا عَنْ مَرَاسِيهَا إِرَادَةُ الرَّبِّ فِي مَقَادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَ تَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ .
وفي كِتاب ( الْمَزَار ) :
باب ما جاء في تفريج الكَـرْب بِزِيَارَتِه ع
حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال حدثني حكيم بن داود عن سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن محمد عن علي بن المعلى عن إسحاق بن داود قال أتى رجل أبا عبد الله ع فقال : إني قد ضربت على كل شيء لي ذهبا و فضة و بعت ضياعي ، فقلت : أنزل مكة ، فقال : لا تفعل ، فإن أهل مكة يكفرون بالله جهرة . فقلت : ففي حرم رسول الله ص ؟ قال : هم شَرّ منهم . قلت : فأين أنزل ؟ قال : عليك بالعراق الكوفة ، فإن البركة منها على اثني عشر ميلا هكذا و هكذا ، و إلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قط و لا ملهوف إلاَّ فَـرَّج الله عنه .
وفي الكِتاب نفسه :
باب فضل زيارة إمام الإنس والجن أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه وفضل مشهده
قال الرضا (ع) : إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوجٌ يَنْزِل من السماء وفوجٌ يصعد ، إلى أن ينفخ في الصور ، فقيل له : يا بن رسول الله (ص) وأية بقعة هذه ؟.. قال : هي بأرض طوس ، وهي والله روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (ص) وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجّة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة .
قال رسول الله (ص) : ستُدفن بضعةٌ مني بخراسان ، ما زارها مكروبٌ إلاَّ نَـفّس الله كربته ، ولا مذنبٌ إلاَّ غفر الله ذنوبه .
وأحال في ذلك على كِتاب ( العيون ) وعلى ( أمالي الصدوق ) .
الأئمة يَحفَظُون الْنَّـاس !
قال الإمام مُحِبّ الدِّين عباس الكاظمي :
ذهبنا في تشيع جنازة إلى النجف ، وبينما كنت أدخل إلى صحن الإمام (ع) قال لي أحد باعَة الماء – وهو يَعْرِض عليّ طاسَة ماء - : ( يحفظك الإمام ) قُلْتُ : له – وأنا أُخاطِب الجميع :
ألستُم مُسْلِمين ؟!
ألَـم تقْرَأوا قول الله في القرآن : (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ؟
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة
4 – الاسْتِشْفَاء بِتُرَاب القُبُور ! وتقديس تُرَاب القَبْر :
في (الكافي) : عَنْ يُونُسَ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ عِنْدَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) لَتُرْبَةً حَمْرَاءَ فِيهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ السَّامَ قَالَ : فَأَتَيْنَا الْقَبْرَ بَعْدَ مَا سَمِعْنَا هَذَا الْحَدِيثَ فَاحْتَفَرْنَا عِنْدَ رَأْسِ الْقَبْرِ فَلَمَّا حَفَرْنَا قَدْرَ ذِرَاعٍ ابْتَدَرَتْ عَلَيْنَا مِنْ رَأْسِ الْقَبْرِ مِثْلُ السِّهْلَةِ حَمْرَاءَ قَدْرَ الدِّرْهَمِ فَحَمَلْنَاهَا إِلَى الْكُوفَةِ فَمَزَجْنَاهُ وَ أَقْبَلْنَا نُعْطِي النَّاسَ يَتَدَاوَوْنَ بِهَا .
وروى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ السَّرَّاجِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ يُؤْخَذُ طِينُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام) مِنْ عِنْدِ الْقَبْرِ عَلَى سَبْعِينَ ذِرَاعًا .
وهذا الأخير رواه الْحرّ العاملي في (وسائل الشيعة) .
وفي (الكافي) أيضا :
حَنِّكُوا أَوْلادَكُمْ بِمَاءِ الْفُرَاتِ وَ بِتُرْبَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) .
وفي الكافي أيضا :
عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) عَنِ الطِّينِ ؟ فَقَالَ : أَكْلُ الطِّينِ حَرَامٌ مِثْلُ الْمَيْتَةِ وَ الدَّمِ وَ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ إِلاَّ طِينَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ ، وَأَمْنًا مِنْ كُلِّ خَوْفٍ .
وفي كِتاب كامل الزيارات :
( باب 91) ما يستحب من طين قبر الحسين عليه السلام وإنه شفاء
وفي الفصل الرابع مِن كِتاب ( السجود ) إصدار مركز الرسالة ما نَصّه :
آثار وفوائد التربة الحسينية والسجود عليها :
للتربة الحسينية المباركة شرف عظيم ومَنْزِلة رفيعة كما أكَّدَتْ عليها الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام فهي :
1 ـ شفاء من كل داء وأمان من كلِّ خوف :
فقد ثبت أنّ للتربة الحسينية أثرًا في علاج الكثير من الأمراض التي تعسّر شفاءها بواسطة العقاقير الطبية، وقد جرّب الكثير من محبي الإمام الحسين عليه السلام ونالوا الشفاء ببركة صاحب التربة المقدسة .
روى محمد بن مسلم عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام من أن للإمام الحسين عليه السلام ثلاث فضائل مميزات ينفرد بها عن غيره من جميع الخلق مع ما له من الفضائل الأخرى والتي يصعب عدّها قال عليه السلام: «... أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره . ( وأحَال على : إعلام الورى بأعلام الهدى : الطبرسي ) .
وقال الإمام الصادق عليه السلام : في طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وهو الدواء الاَكبر . ( وأحَال على : من لا يحضره الفقيه . باب 221 فضل تربة الحسين عليه السلام. وتهذيب الأحكام ) .
علمًا أنّ الأخبار تظافرت بحرمة أكل الطين إلاّ من تربة قبر الإمام الحسين عليه السلام بآداب مخصوصة وبمقدار معين يكون أقل من حمصة وأن يكون آخذها من القبر بكيفية خاصة وأدعية معينة . ( وأحَال على : فلاح السائل : السيد ابن طاووس )
2 - اتخاذها مسبحة :
والملاحظ أن أهل البيت عليهم السلام كانوا يوصون شيعتهم بضرورة الاحتفاظ بمسبحة من طين قبر الاِمام الحسين عليه السلام واعتبارها أحد الاَشياء الاَربعة التي لابدَّ وان ترافق المؤمن في حلّه وترحاله، قال الاِمام الصادق عليه السلام : لا يستغني شيعتنا عن أربع : خُمْرَة يُصَلِّي عليها، وخاتم يتختم به ، وسواك يستاك به ، وسبحة من طين قَـبْر الحسين عليه السلام . ( وأحَال على : وسائل الشيعة ، وبحار الأنوار ) .
3 – السجود عليها يخرق الحجُب السبعة ...
4 ـ السجود عليها ينوّر الأرَضين السبع :
قال الإمام الصادق عليه السلام : السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينوّر إلى الأرض السابعة . ( وأحَال على : من لا يحضره الفقيه . باب 40 ما يسجد عليه وما لا يسجد عليه ) .
ويقول الخميني تحت عنوان : ( الـتُّـرْبَـة وَاهِـبـَـة الْحَـيَاة ) مَا نَصّه :
لقد مَنَح الله للتراب القُدْرَة على إحياء الروح ، وليس في مقدور أحد أن يقول بأن الله لا يَقوى على جعل التراب الذي لا روح له سببا في إعادة الحياة ؛ لذا فإنه سبحانه لو مَنح التراب الذي أُرِيقتْ عليه دِماء الحياة الأبدية مثل هذه القُدْرَة ، فإن ذلك ليس ببعيد عن مشيئته . انتهى كلامه مِن كِتاب (كشف الأسرار) .
* كما أنّ لِقبر الحسين رضي الله عنه حَرَمًـا فإنه يُستَجَار بذلك الحرم عند الرافضة الإمامية
في الكافي :
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : لِمَوْضِعِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) حُرْمَةٌ مَعْلُومَةٌ مَنْ عَرَفَهَا وَ اسْتَجَارَ بِهَا أُجِيرَ .
ورواه أيضا الحر العاملي في (وسائل الشيعة) .
وبَلَغ الغلو في وصف أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يُوصَف بِصِفَات الله تعالى الله عما يقولون .
في كتاب : ( سَلُوني قبل أن تفقدوني ) للشيخ محمد رضا الحكيمي :
قصيدة في وصف سيد الوَصِيِّين أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام
يا قَالِع الباب الذي عن هزِّها عجِزت أكف أربعون وأربــــع
ما العالَم العــــــلوي إلاَّ تُــــــــرْبَة فيها لجثّتك الشريفة مضجع
ما الدهر إلاَّ عـــــــبد القِنّ الذي بنفوذ أمـــــرك في البــــرية مُولَع
بل أنت في يوم القـــــيامة حاكِم في العَالَمين وشافِع ومُشَــــفَّع
والله لــــــولا حــــــــــيدر ما كــــانت الدنيا ولا جَمَع البريّة مَجْـــمَع
مِن أجـــلِه خُلِق الزمان وضُوِّئت شهب كنسْن وجنّ ليـــل أدْرَع
عِلْم الغــــــــيوب إليه غير مُدافَع والصبح أبيض مُسفر لا يُدفَع
وإليه في يـــوم المعــــاد حســـابنا وهو الملاذ لنا غدا والمفـــزَع
هذا اعتقادي قد كشفتُ غطاءه سيضــــرّ مُعتقِــــدا له أو ينفـــــع
وهذا كله يُقرِّه الشيخ محمد رضا الحكيمي .. !
حيث يقول في شرح القصيدة :
(عِلْم الغيوب إليه غير مُدافَع) حتى أن رَجلا من أصحابه قال له وهو يُخبِر بشيء من ذلك : لقد أُعطِيتَ يا أمير المؤمنين علم الغيب ، وهو أكثر من أن يُحصى ، كما لا يخفى على أولي التتبع والـنُّهى .
(حسابنا) موافق لِمضمون الأخبار بأنه مَوكول إليه .
هذه نُـتَف مِن عقيدة الرافضة الإمامية ..
ومِن عقائدهم تعظيم القُبور :
ففي الحديث الطويل في زِيارة قبر الحسين :
ثُمَّ تَدُورُ فَتَجْعَلُ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) بَيْنَ يَدَيْكَ فَصَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ وَ قَدْ تَمَّتْ زِيَارَتُكَ فَإِنْ شِئْتَ فَانْصَرِفْ . رواه الكليني في (الكافي) .
وفي (الكافي) أيضا في آداب زيارة الحسين رضي الله عنه :
رِواية عن أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ ( عليه السلام ) :
ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الأَيْمَنَ عَلَى الْقَبْرِ ! ... ثُمَّ قُلْ : اكْتُبْ لِي عِنْدَكَ مِيثَاقًا وَ عَهْدًا أَنِّي أَتَيْتُكَ أُجَدِّدُ الْمِيثَاقَ فَاشْهَدْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّاهِدُ .
وفي (الكافي) أيضا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِذَا فَرَغْتَ مِنَ السَّلامِ عَلَى الشُّهَدَاءِ فَائْتِ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَاجْعَلْهُ بَيْنَ يَدَيْكَ ثُمَّ تُصَلِّي مَا بَدَا لَكَ .
وفي (كشف الأسرار) للخميني : إذا تمّ السجود على تراب أو قبر مِن أجل الله وإطاعة أمْره فإن ذلك ليس كُفْرا ، بل هو توحيد وتعبّد للإله ! انتهى .
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة
5 – الـتَّسَمِّي بـ ( عبد علي ) و ( عبد الحسين ) و ( عبد الزهراء ) و ( عبد الرِّضا ) و ( عبد الأمير ) وغيرها من الأسماء الْمُعبَّدَة لِغير الله .
وهذا كثير في أسماء أبنائهم
بل في أسماء علمائهم !
ومن علماء الإمامية على سبيل المثال :
آية الله السيد عبد الحسين دستغيب . وُلِد في مدينة شيراز، مركز محافظة فارس جنوبي إيران
وله مؤلفات كثيرة ، منها :
صلاة الخاشعين .
القصص العجيبة.
الذنوب الكبيرة (مجلدان).
القلب السليم.
الثورة الحسينية.
المعاد.
التوحيد.
النفس المطمئنة.
المظالم.
العبودية سر الخلق.
الإيمان.
العدل.
الأخلاق الإسلامية.
النبوة.
ومن علمائهم :
الشيخ عبد الزهرة الكعبي
والشيخ عبد الزهراء عثمان محمد ، مؤلِّف كِتاب : هكذا تقرأ السيرة . وكِتاب : أبو طالب الصحابي المفترى عليه !
والشيخ عبد الرِّضا جعفر .
مؤلف كتاب : مقتل السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
ولو أردتُ تتبع أسماء علماء الرافضة الإمامية الذين أسماؤهم مُعبَّدة لِغير الله لطَال بنا المقام !
فلو كانت أسماء عامة لَقِيل : هذا فِعْل الناس ، ولا حُجّة فيه ! أمَّا أن تكون أسماء علماء تُعبّد لِغير الله ، ولا تُغيَّر فهذا إقرار على ذلك ، ورِضا به .
وإن تعجب فاعْجَب لِحال القوم عند اخْتِصار الأسماء !
قال الإمام مُحِبّ الدِّين عباس الكاظمي :
صار مِن المألوف أن يَكون في سلسلة اسم شخص اسم الرّب مُجرّدا ، واسم الْمُخْلُوق مُعبَّدا ! مثل ( كريم عبد الرضا ) عوضا عن ( عبد الكريم عبد الرضا ) ! و ( جليل عبد الحسين ) اختِصارا لـ ( عبد الجليل عبد الحسين ) ! .
6– الْحَلِف بالأئمة :
كالْحَلِف بِالحسين والعبَّاس !
يقول سماحة السيد محمد الشيرازي في كِتاب (العباس والعصمة الصغرى) :
فمن مشاهداتي المتكرّرة فـي كربلاء هو خوف العرب والعجم والهنود والترك والكرد وغيـرهم من القَسَمِ بالعبّاس (عليه السلام) ، فبعضهم يهون عليه الحلف بالله سبحانه على الحلف بالعبّاس (عليه السلام) .
وقد استخدمتُ هـذه العقيدة القويّة لدى الناس بالعبّاس (عليه السلام) في حلّ المنازعات التي كانت تنشب بينهم ، فكنت أطلب - عند الترافع إليّ - ممن أراه على باطل أن يحلف بالعبّاس ، فتراه على استعداد لأن يقرّ ويعترف بذنبه ويرجّحه على القسم بالعبّاس (عليه السلام) .
ويقول :
معرض الكلام حول القَسَم بالعبّاس (عليه السلام) أن شاه إيران ـ محمّد رضا ـ لما طرده الشعب من إيران إبان أحداث مصدّق والسيد الكاشاني جاء إلى مدينة كربلاء وذهب إلى حرم العبّاس (عليه السلام) ، وهناك أقسم بأن يعدّل من سلوكه ويحسن ســيرتــه إذا رجع إلى إيران ، ثمّ إنّه ذهب إلـــى إيطاليا بعـد زيارة كربلاء ثمّ عاد إلى إيران بانقلاب عسكري .
ولمّا لم يَبر الشاه بقَسَمِهِ ولـم يف بالحلف الذي حلفه فـي حَـرم العبّاس شاهدنا كيف كان مصيره ، حيث عاد إلى نهجه بمجرّد وصوله إلى إيران ، بل ازداد طغياناً وجبروتاً، فتكرّر مصيره مجدّداً حيث خرج من إيران لكنّه لم يعد في المرّة الثانية . انتهى كلامه .
أرأيت ؟
يَهُون على الرافضة الحلف بالله كاذبا ولا يَهُون على أحدهم بل ولا يَجرؤ أن يَحلِف بالعباس ولا بالحسين كاذبا ؟!
أيهم أعظم في نفوس القوم ؟!!
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة
7 – نداء ودُعاء الأئمة في كل قِيَام وقعود !
يا علي .. يا حسين .. يا فاطمة ..
قال الإمام مُحِبّ الدِّين عباس الكاظمي :
رَكِب في سيارتي رجل فقال : ( يا علي ) ، ولما اسْتَقَرّ في مجلسه بدأت أشرح له مسألة الاستغاثة وأنها خاصة بالله ، أما أهل البيت (ع) فنحن نُحبهم ونقتدي بهم ، ولكن لا ندعوهم ، ولا يجوز أن نستعين بهم .. فوافقني على ما أقول .. لكنه حينما نَزَل ووجه إليّ كلمات الشكر قال في آخرها :
( يحفظك الرسول ) ! قلتُ في نفسي وأنا أبتسم : ما صَنَعْتُ شيئا !
ومِن عقائدهم :
عقيدة الفداء لدى الرافضة الإمامية !
روى الكليني بإسناده إلى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ غَضِبَ عَلَى الشِّيعَةِ فَخَيَّرَنِي نَفْسِي أَوْ هُمْ فَوَقَيْتُهُمْ وَ اللَّهِ بِنَفْسِي.
وهذه عقيدة النصارى في فداء البشرية بِعيسى عليه الصلاة والسلام .
عقيدة البَدَاء !
قال الكليني في ( الكافي ) :
بَابُ الْبَدَاءِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَحَدِهِمَا ( عليهما السلام ) قَالَ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِثْلِ الْبَدَاءِ
وَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) مَا عُظِّمَ اللَّهُ بِمِثْلِ الْبَدَاءِ .
وهذه عقيدة يهودية .. !
ومِن مشاهدات الشيخ الخالصي في إيران
وشَهِد شاهِد من أهلها ..
*****
عقيدة الرافضة في أهل السنة خصوصا ، وفي خصومهم عموما !
وقبل ذلك أُعرِّف بالناصِبِيّ في " اصْطِلاح الرافضة "
النواصِب عند الروافض يُطلَق على أهل السنة ، ويُطلَق عليهم أيضا " العامَّـة " !
ويُطلَق وصْف النواصِب عند الرافضة على كُلّ مَن فضَّل الشيخين " أبي بكر وعمر " رضي الله عنهما .. بل كُلّ مَن قَدَّم علي عليّ رضي الله عنه غيره .
يقول نعمة الله الجزائري : مِن علامات الناصبي تقديم غير عليّ عليه في الإمامة . (الأنوار النعمانية 2/206-207) .
فعلى هذا كلّ أهل السنة نواصِب ؛ لأنهم يُقدِّمون الشيخين ( ابا بكر وعمر ) على عليّ رضي الله عنهم أجمعين .
وسَمَّوا أهل السنة نواصِب لأنهم – بِزعمهم - ناصبوا أهل البيت العداء !
الناس كلهم أولاد زِنا إلاَّ الشيعة الرافضة !
روى الكليني في ( الكافي 8/285) عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَفْتَرُونَ وَيَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ ! فَقَالَ لِي : الْكَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلادُ بَغَايَا مَا خَلا شِيعَتَنَا !
السُّـنِّي حَلال الدم والْمَال !
في الكافي (7/374) : عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) عَنْ مُؤْمِنٍ قَتَلَ رَجُلا نَاصِبًا مَعْرُوفًا بِالنَّصْبِ عَلَى دِينِهِ غَضَبًا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَيُقْتَلُ بِهِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا هَؤُلاءِ فَيَقْتُلُونَهُ بِهِ ، وَ لَوْ رُفِعَ إِلَى إِمَامٍ عَادِلٍ ظَاهِرٍ لَمْ يَقْتُلْهُ بِهِ .
قال داود بن فرقد : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في قتل الناصب ؟
فقال: حلال الدم ، ولكني " أتـّـقي " عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل . ( وسائل الشيعة 18/463) ، (بحار الأنوار 27/231) .
وعلق الإمام الخميني على هذا بِقوله : فإن استطعت أن تأخذ ماله فَخُذْه ، وابْعث إلينا بالخمس.
وقال السيد نعمة الله الجزائري: إن عليّ بن يقطين - وزير الرشيد - اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين ، فأمَر غِلمانه وهَدَموا أسْقف الْمَحْبَس على الْمَحْبُوسِين ، فماتوا كلهم ، وكانوا خمسمائة رجل . (الأنوار النعمانية 3/308).
وأفتى الخميني بأن المسلم السني مُباح المال ، ويجوز أخذ ماله بأية طريقة إن أمِنَ الشيعي على نفسه ، نص على هذا الحكم عند حديثة عن فريضة الخمس والأصناف التي يجب فيها فقال : ( يجب الخمس فيما غنم من أهل الحرب الذين تستحل دماؤهم ، وأموالهم وتُسبى نساؤهم وأطفالهم إذا كان الغزو بأذن الأمام عليه السلام ، وأما إذا كان في حال الغيبة وعدم التمكن من الاستئذان فالأقوى وُجوب الخمس فيه ، وأما ما اغتنم منهم بالسرقة والغيلة وكذا بالربا والدعوى الباطلة ونحوها ، فالأحوط إخراج الخمس فيها من حيث كونه غنيمة لا فائدة ، ولا يعتبر في وجوب الخمس في الغنيمة بلوغها عشرين دينارا على الأصح ، نعم يعتبر فيها أن لا يكون غضبا من مسلم أو ذمي أو معاهد ونحوهم من محترمي المال ، والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به ، بل الظاهر جواز اخذ ماله أين ما وجد ، وبأي نحو كان ، ووجوب إخراج خُمْسه )
ويقول الخميني : ( ولا تجوز الصلاة على الكافر بأقسامه ، حتى المرتد ومن حُكم بِكُفْره ، ممن انتحل الإسلام كالنواصب والخوارج ) !
كما أفتى بنجاسة أهل السنة ، فقال : ( والنواصب والخوارج لعنهما الله تعالى نجسان من غير تَوقُّف ) ! (من كتاب تحرير الوسيلة للخميني)
ولعل هذا سبب تحريمه دفن أهل السنة ، في مقابر الشيعة !
السُّـنِّي نَجِس :
روى الكليني في الكافي (2/650) عَنْ خَالِدٍ الْقَلانِسِيِّ قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام) : أَلْقَى الذِّمِّيَّ فَيُصَافِحُنِي ؟ قَالَ : امْسَحْهَا بِالتُّرَابِ وَبِالْحَائِطِ . قُلْتُ : فَالنَّاصِبَ ؟ قَالَ: اغْسِلْهَا .
يَعني نجاسة الناصِب أشد من نجاسة اليهودي والنصراني !!
وفي الكافي (3/11) : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ كَرِهَ سُؤْرَ وَلَدِ الزِّنَا وَسُؤْرَ الْيَهُودِيِّ وَ النَّصْرَانِيِّ وَالْمُشْرِكِ وَكُلِّ مَا خَالَفَ الإِسْلامَ ، وَكَانَ أَشَدَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ سُؤْرُ النَّاصِبِ !
السُّـنِّـي أشَرّ عندهم مِن الكَلْب !
روى الكليني في الكافي (3/14) عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقًا شَرًّا مِنَ الْكَلْبِ وَ إِنَّ النَّاصِبَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْكَلْبِ .
والسُّـنِّـي لا يَجوز تزويجه !
عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : لا يَتَزَوَّجِ الْمُؤْمِنُ النَّاصِبَةَ الْمَعْرُوفَةَ بِذَلِكَ . (الكافي 5/348) .
وروى عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : قَالَ لَهُ الْفُضَيْلُ : أَتَزَوَّجُ النَّاصِبَةَ ؟ قَالَ : لا ، وَ لا كَرَامَةَ ! قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ وَاللَّهِ إِنِّي لأَقُولُ لَكَ هَذَا وَلَوْ جَاءَنِي بِبَيْتٍ مَلآنَ دَرَاهِمَ مَا فَعَلْتُ . ( الموضع السابق ) .
وروى عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : إِنَّ لامْرَأَتِي أُخْتًا عَارِفَةً عَلَى رَأْيِنَا وَلَيْسَ عَلَى رَأْيِنَا بِالْبَصْرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ، فَأُزَوِّجُهَا مِمَّنْ لا يَرَى رَأْيَهَا ؟ قَالَ : لا وَ لا نِعْمَةَ [وَ لا كَرَامَةَ] إ، ِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : ( فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَ لا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) .
وهذا تَكفِير مِن الرافضة لِكل من لا يَرى رأيهم !
والسُّـنِّي أشدّ كُفْرا مِن الذي لا يُصلي !
في الكافي (8/101) عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَابِشِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ لَنَا جَارًا يَنْتَهِكُ الْمَحَارِمَ كُلَّهَا حَتَّى إِنَّهُ لَيَتْرُكُ الصَّلاةَ فَضْلا عَنْ غَيْرِهَا . فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَأَعْظَمَ ذَلِكَ ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : بَلَى . قَالَ : النَّاصِبُ لَنَا شَرٌّ مِنْهُ !
حتى الطائفين والرُّكَع السُّجُود لم يسلموا من الرافضة !
روى الكليني في ( الكافي 8/288) عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ ، فَنَظَرَ إِلَى النَّاسِ وَنَحْنُ عَلَى بَابِ بَنِي شَيْبَةَ ، فَقَالَ : يَا فُضَيْلُ هَكَذَا كَانَ يَطُوفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لا يَعْرِفُونَ حَقًّا وَ لا يَدِينُونَ دِينًا ! يَا فُضَيْلُ انْظُرْ إِلَيْهِمْ مُكِبِّينَ عَلَى وُجُوهِهِمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقٍ مَسْخُورٍ بِهِمْ مُكِبِّينَ عَلَى وُجُوهِهِمْ .
وفي الكافي أيضا (2/3) : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْمُؤْمِنَ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَ خَلَقَ الْكَافِرَ مِنْ طِينَةِ النَّارِ ... وَ قَالَ : طِينَةُ النَّاصِبِ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ!
ومِن العقائد التي انْفَرَد بها الرافضة دون غيرهم مِن الْخلائق ، فَلم أرَ هذه العقيدة لأمة مِن الأمم مهما بلغت في الوثنية !
بل ليست في عقائد الإنس والجن !
تلك العقيدة هي إخراج الموتى بل وإقامة الحدود على الموتى !
هل رأيتم هذا الاعتقاد في اعتقادات الإنس أو في اعتقادات الجن ؟!
عن الإمام الصادق عليه السلام : يَرِد إلى قبر جده (ص) فيقول : يا معاشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله (ص) ؟ فيقولون : نعم يا مهدي آل محمد ، فيقول : و من معه في القبر ؟ فيقولون : صاحباه و ضجيعاه أبو بكر و عمر ، فيقول - و هو أعلم بهما - و الخلائق كلهم جميعا يَسمعون : من أبو بكر و عمر ؟ و كيف دُفنا مَن بَين الخلق مع جدي رسول الله (ص) ؟ و عسى المدفون غيرهما ؟ فيقول الناس : يا مهدي آل محمد (ص) ما هاهنا غيرهما ، إنهما دفنا معه ، لأنهما خليفتا رسول الله (ص) و أبوا زوجتيه ، فيقول للخَلْق بعد ثلاث : أخرجوهما مِن قَبريهما ، فَيُخْرَجَان غَضَّيْن طَرِيَّين لم يتغير خلقهما ، و لم يشحب لونهما !
بحار الأنوار ج : 53 ص : 13
فيقول : هل فيكم مَن يعرفهما ؟ فيقولون : نعرفهما بالصِّفة و ليس ضجيعا جَدك غيرهما ، فيقول: هل فيكم أحد يقول غير هذا ، أو يشك فيهما ؟ فيقولون : لا ، فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام ثم ينتشر الخبر في الناس ، و يحضر المهدي و يكشف الجدران عن القبرين ، و يقول للنقباء : ابحثوا عنهما ، و انبشوهما ! فيبحثون بأيديهم حتى يَصِلون إليهما فَيُخْرَجَان غَضَّين طَرِيين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما و يأمر برفعهما على دوحة يابسة نَخرة ، ، فيصلبهما عليها فتحيا الشجرة و تورق و يَطول فرعها ، فيقول المرتابون مِن أهل ولايتهما : هذا والله الشرف حقا ، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما ، و يخبر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حَبة مِن محبتهما و ولايتهما فيحضرونهما و يرونهما و يفتنون بهما ، و ينادي منادي المهدي (ع) : كل من أحب صاحبي رسول الله (ص) و ضجيعيه فلينفرد جانبا ، فتتجزأ الخلق جزءين أحدهما مُوالٍ و الآخر متبرئ منهما ، فيَعرض المهدي (ع) على أوليائهما البراءة منهما ، فيقولون : يا مهدي آل رسول الله ص نحن لم نتبرأ منهما و لسنا نعلم أن لهما عند الله و عندك هذه المنزلة ، و هذا الذي بدا لنا من فضلهما ، أنتبرأ الساعة منهما و قد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من نضارتهما و غضاضتهما و حياة الشجرة بهما ؟ بل و الله نتبرأ منك و ممن آمن بك و من لا يؤمن بهما و من صلبهما و أخرجهما و فعل بهما ما فعل ، فيأمر المهدي (ع) ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية ، ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه ، فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور و دور حتى يقص عليهم
بحار الأنوار ج : 53 ص : 14
قتل هابيل بن آدم (ع) و جمع النار لإبراهيم (ع) و طرح يوسف (ع) في الجب و حبس يونس (ع) في الحوت و قتل يحيى (ع) و صلب عيسى (ع) و عذاب جرجيس و دانيال (ع) و ضرب سلمان الفارسي و إشعال النار على باب أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) لإحراقهم بها و ضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط و رفس بطنها و إسقاطها محسنا و سم الحسن (ع) و قتل الحسين (ع) و ذبح أطفاله و بني عمه و أنصاره و سبي ذراري رسول الله (ص) و إراقة دماء آل محمد (ص) و كل دم سفك و كل فرج نكح حراما و كل رين و خبث و فاحشة و إثم و ظلم و جور و غشم منذ عهد آدم (ع) إلى وقت قيام قائمنا (ع) كل ذلك يعدده (ع) عليهما و يلزمهما إياه فيعترفان به ، ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم مَن حَضَر ، ثم يصلبهما على الشجرة و يأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما و الشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما فِي الْيَمِّ نَسْفًا . قال الْمُفَضَّل : يا سيدي ذلك آخَر عذابهما ؟ قال : هيهات يا مفضل ! و الله ليردن و ليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله (ص) و الصديق الأكبر أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة (ع) و كل مَن مَحّض الإيمان محضا ، أو محض الكفر محضا ، و ليقتصن منهما لجميعهم حتى إنهما ليُقْتَلان في كل يوم وليلة ألف قتلة و يردان إلى ما شاء ربهما .
المرجع :
موقع القائم
http://www.alqaem.net/index.html
أرأيت ؟
كيف يَدّعي الرافضة أن مَهْدِيّهم سوف يُخرج الأموات ويُقيم عليهم الْحَدّ ؟
هل سمعت بهذا في أُمَّـة مِن الأمم ؟
بل أرأيت كيف ادَّعوا في أبي بكر وعمر ما أعْمَى أبصارهم ؟ حتى زَعموا أن أبا بكر وعمر كان لهم َأثَر وفِعْل في [ قَتْل هابيل بن آدم (ع) و جمع النار لإبراهيم (ع) و طرح يوسف (ع) في الجب و حبس يونس (ع) في الحوت و قتل يحيى (ع) و صلب عيسى (ع) ] ؟؟؟!!!
هذه عقيدة لَيست لأمّة مِن الأمم !
فليست في عقائد اليهود ولا النصارى !
بل ولا في عقائد الإنس و الجنّ مِمّا عُلِم مِن عقائد الثقلين !
هذا مما انفردت به الرافضة !
بل أرأيت كيف تَجاوزوا الْحَدّ في الكُراهية والبغضاء لأبي بكر وعمر حتى زَعموا في مَهدِيِّهم أنه يقتلهما كل يوم وليلة ألف قَتْلَة ؟؟!!!
[حتى إنهما ليُقْتَلان في كل يوم وليلة ألف قتلة]
أرأيت كيف أن المهدي يُحيي الموتى ؟ ويأمر الريح فَتَهُبّ ؟!!
هذا مما انْفَرَدَتْ به الرافضة !
وأسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والسداد
إلى هنا أقِف ..
وأسأل الله أن يقذف في قلوبنا نورا نَرى به الحق .. وفرقانا نُفرِّق به بين الحق والباطل ..
الفصل الثالث
الإجابات الْجَلِـيَّـة عن الشُّـبُهات الرافضية
الحمد لله فاطر السماوات والأرض بارئ الورَى ، والصلاة والسلام على من بعثه ربّـه رحمة للعالمين ، فأقام به عَلَم الهدى ، وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين ، نجوم الدُّجَى ومصابيح الهدى .
أما بعد :
فقد سألني أحد الإخوة مجموعة من الأسئلة ، أوردها طالباً الجواب عنها .
ولما رأيت الأمر أمراً مُنكَرا شددتُ ذراعي ، وجرّدت ذراعي ، واستللتُ قَلمي ، واستعنت بِربِّي وأمضيت وقتا في الذب عن خيار هذه الأمة ، وفي تجلية الحق ودَحْض الشبهة وكشف الغمّـة .
وتلك الشبهات عبارة عن عشرين سؤالاً وجّهها بِزعمه إلى الوهابية !
وهي – كما سيأتي – لازمة لأمة الإسلام جمعاء !
وسوف أصدّر كل سؤال له بـ " قال الرافضي : "
قال الأخ الفاضل الذي أورد الأسئلة :
شيخنا الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَرَدَ إليّ هذا المقال و فيه بعض الأسئلة تحتاج إلى جواب و معرفة لحال السائل
المقال بعنوان :
جائزة للوهابية لمن يجيب على هذه الأسئلة
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك أخي الكريم :
لا شك أن هذه شُبُهات رافضية
وهي دالّة على قِلة فقه في الدِّين ، وتُنبئ عن حقد دفين على أهل السنة ، بل على الصحابة رضي الله عنهم .
فإن ما في هذه الأسئلة أو أغلبه لا يلزم ( الوهابية ) كما زَعم ، وإنما تلزم كل أهل القِبْلَة !
فإن أهل القِبْلَة قاطبة يُصلُّون التراويح عدا الرافضة ومن دار في فلكهم ، ولذا قال الإمام القحطاني رحمه الله :
إن التّراوح راحة في ليلِه *** ونشاط كل عويجـز كسلان
والله ما جَعَل التراوِح مُنكَراً *** إلا المجوس وشيعة الشيطان
وسيأتي الجواب عن ذلك في محلّه – إن شاء الله –
قال الرافضي :
إذا أجبتم عن هذه الأسئلة فلكم جائزة قيمة سنعلن عنها فيما بعد يجب أن تكون الإجابة صحيحة وليست كلاما تحليليا من جيوبكم
يجب التحلي بالأخلاق الإسلامية والابتعاد عن السب والشتم .
الـردّ :
أقول : هذا أول التّهكم والسخرية منه .
وليس نحن من نسبّ ونشتم ، وإنما الذي هو دأبهم وديدنهم السب والشتم واللعن ، حتى اخترعوا دعاء في لعن وسب خيار هذه الأمة ، في ما يُسمونه ( دعاء صنمي قريش ) !
وآخر من يُطالِب بالتحلّي بالأخلاق الإسلامية هم الرافضة ، لأنهم أبعد الناس عنها قولاً وفِعلاً !
فإن دِينهم يقوم على السب والشتم واللعن .
قال الرافضي :
السؤال الأول :
هل يستطيع أي إنسان أن يغير القوانين والشرائع الإلهية ؟
أليس الله هو من أنزل آيات تدعونا لاتباع ما أتانا به الرسول ؟
أليس الله هو من قال إنه لا خيرة لأي إنسان إذا ما قضى الله ورسوله أمرا !؟
فلماذا تقبلون قيام عمر ابن الخطاب بابتداع صلاة التراويح؟ ولماذا تقبلون ابتداعه للطلاق الثلاث في مجلس واحد ؟
ولماذا تقبلون بدعته التي أدخلها على الأذن ؟ الصلاة خير من النوم .
من الذي أعطاه الحق ليجتهد مقابل النص النبوي والإلهي ؟
الـردّ :
ليت الذي طَرَح هذه الشبهات غير الرافضة !
لأن هذا الاعتراض منقوض على الرافضة بأمور كثيرة ، من أبرزها :
أنهم يدّعون – زورا وبُهتاناً – أن القرآن ناقص ومُحرّف ، منذ زمن المفسِّر الرافضي الشهير ( علي بن إبراهيم الْقُمِّي ) الذي كان حيا سنة 307 هـ إلى زمن النوري الطبرسي صاحب كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " وقد حَشَد أكثر من ألفي رواية عن أئمة وعلماء الرافضة تُبت تحريف القرآن – بِزعمه – ، ولدى الرافضة سورة الولاية ! ليست في مصاحف المسلمين ! فقط في مصاحف الرافضة !!!
وأما قول الرافضي :
أليس الله هو من أنزل آيات تدعونا لاتباع ما أتانا به الرسول ؟
فالجواب : بلى .
والله قد أمرنا باتِّباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ومما أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر بالاقتداء بالشيخين على وجه الخصوص ، فقال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وهو حديث صحيح .
ومما أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر بالتّمسّك بِسُنّة الخلفاء الراشدين المهديين ، فقال : فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد وغيره .
قال الرافضي :
فلماذا تقبلون قيام عمر ابن الخطاب بابتداع صلاة التراويح ؟
الـردّ :
عمر رضي الله عنه لم يَبتدِع صلاة التراويح ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلاّها ، فصلّى بالناس في رمضان ، يومين أو ثلاثة وصلّى بصلاته أُناس من أصحابه إلا أنه عليه الصلاة والسلام تَرَكها خشية أن تُفرض على أمّته .
فقد روى البخاري ومسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد ذات ليلة فصلّى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة فكثُر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفْرَض عليكم . قال وذلك في رمضان .
وفي رواية للبخاري ومسلم : أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم خـرج من جـوف الليل فصلى في المسجـد فصلى رجال بصلاته ، فأصبح الناس يتحدثون بذلك ، فاجتمع أكثر منهم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا بصلاته ، فأصبح الناس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة ، فخرج فصلوا بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم يقولون الصلاة ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر ، فلما قضى الفجر أقبل على الناس ، ثم تشهد ، فقال : أما بعد : فإنه لم يخفَ علي شأنكم الليلة ، ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل ، فتعجزوا عنها .
وهذا مِنْ رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته ، فهو صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، كما وَصَفَه ربُّه بذلك .
ولم يَتركها الناس ، فقد كانوا يُصلّون التراويح والقيام في رمضان ، إلا أنهم كانوا يُصلونها أوزاعاً مُتفرّقين .
روى البخاري عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري : خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي ابن كعب ، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون . يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله .
قال الإمام الزهري في التراويح : فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر رضي الله عنهما .
فكل الذي صَنَعه عمر رضي الله عنه أن جَمَع ما تفرّق ، ولم يُشرِّع ابتداء .
فَعُمَر رضي الله عنه لم يكن منه إلا أنه أحيا الأمر الأول ، وجَمَع الناس على إمام واحد بدل الفرقة والاختلاف ، فهل فِعل عُمر الذي يُعد عند العقلاء مَدْحاً صار عند الرافضة قَدْحاً ؟!
قال ابن عبد البر : لم يَسُنّ عمر إلا ما رضيه صلى الله عليه وسلم ، ولم يمنعه من المواظبة عليه إلا خشية أن يُفرض على أمته ، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما ، فلما عَلِمَ عمر ذلك مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعَلِمَ أن الفرائض لا يُزاد فيها ولا يُنقص منها بعد موته صلى الله عليه وسلم أقامها للناس وأحياها ، وأَمَرَ بـها وذلك سنة أربعة عشرة من الهجرة ، وذلك شيءٌ ذخره الله له وفضّله به . اهـ .
قال ابن رجب - في قول عمر رضي الله عنه : نعم البدعة هذه - : وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع ؛ فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية ، فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمـا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد وخرج ورآهم يصلون كذلك فقال : نعمت البدعة هذه . اهـ .
قال الرافضي :
ولماذا تقبلون ابتداعه للطلاق الثلاث في مجلس واحد ؟
الـردّ :
لم يَبْتَدِع عُمر رضي الله عنه ذلك ، وما كان عمر رضي الله عنه ليَبْتَدِع ، بل لا يُعرف في الصحابة مُبتدِعاً .
وما فعله عمر رضي الله عنه يُعتبر من السياسة الشرعية لا من التشريع ، وبينهما فَرْق .
ما هو الفرق بين التشريع وبين السياسة الشرعية ؟
التشريع : هو سنّ أمر لم يكن في شريعة الإسلام ، كأن يأتي أحد فَيَسُنّ ويُشرِّع للناس الحج لغير مكة ، كالحج إلى كربلاء أو إلى النجف !
أو فَرْض خُمس في أموال الناس ، ونحو ذلك !
والسياسة الشرعية : أن يأخذ الناس بالحزم في أمر مشروع .
وهذا باب واسع عند أهل العلم ، بل عند العقلاء .
فللحاكم أن يأخذ الناس بالسياسة الشرعية ، ويُلزِمهم بأمر رآهم توسّعوا فيه ، ولهذا أصل في السنة النبوية ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الوصال في الصيام ، فقال له رجال من المسلمين : فإنك يا رسول الله تواصل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيكم مثلي ؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقين ، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصَلَ بهم يوماً ، ثم رأوا الهلال ، فقال : لو تأخر لزدتكم ، كالمنكل بهم حين أبوا . رواه البخاري ومسلم .
ومثل ذلك ما يُفرض على الناس من عقوبات إذا تساهلوا في أمر كان لهم فيه سَعة .
بل للحاكم العفو عن الحدود في سِنيّ المجاعات ، وهذا ما عمِل به عُمر ، والرافضة تعيب عُمر رضي الله عنه بذلك !
عابوا عُمر بأنه تَرَك إقامة الحدود عام المجاعة !
وتلك شَكَاة ظاهر عنك عارها أبا حفص !
فإن الحدود تُدرأ وتُدفع بالشُّبُهات ، والمجاعة شُبهة أن الجائع ما دَفَعه على السرقة إلا الجوع .
وهذا موافق لِهَدْيِه عليه الصلاة والسلام :
كما أن هذا له أصل في الشريعة ، فقد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ماعز رضي الله عنه وقد اعترف ماعز بما اقترف .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له : لعلك قبلت ، أو غمزت ، أو نظرت . رواه البخاري .
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يُلقنه ، وهو مع ذلك يُردّه .
وكان عُمر رضي الله عنه يقول : لأن أُعَطِّل الحدود بالشبهات أحب إلي من أن أُقيمها بالشبهات
ولم يَنْفَرِد عمر رضي الله عنه بهذا ، فقد جاء هذا عن معاذ وعبد الله بن مسعود وعقبة بن عامر أنهم قالوا : إذا اشتبه عليك الحدّ فادرأه . رواه ابن أبي شيبة .
وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ، فإذا وجدتم للمسلم مَخْرَجاً فخلوا سبيله ، فإن الإمام إذا اخطأ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة . رواه ابن أبي شيبة .
ومن باب السياسة الشرعية إلزام الناس بالطلاق الثلاث ، أي بإيقاعها .
وهذا ليس تشريعا ، فإن التشريع لو أن أحداً قال : يُزاد طلقة رابعة – مثلا – فإن هذا هو التشريع .
أما إلزام الناس بأمر مشروع فهذا ليس من باب التشريع ، وإنما هو من باب السياسة الشرعية ، والناس إذا رأوا أنه ضُيِّق عليهم في أمر كان لهم فيه سَعة كان أدعى للزّجر .
وهذا الذي ذَهَب إليه عمر رضي الله عنه .
قال ابن عباس : كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر بن الخطاب : إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم . رواه مسلم .
وهذا قد وافقه عليه الصحابة وهم مُتوافرون .
كما أن عمر رضي الله عنه لم يزعم نسخ العمل بالثلاث أن تكون واحدة ، وإنما أخذ بذلك .
وهذا كالذي يأخذ بأمر واحد من كفارة اليمين ، أو يَصرف الزكاة لصنف واحد من الأصناف الثمانية .
فالذي يُكفِّر عن يمينه بالإطعام ، ويلتزم هذا لا يُعتبَر مُشرِّعاً ، وإنما أخذ ببعض ما شُرِع ، وتركه لبعض ما فيه اختيار .
وكذلك الذي يصرف الزكاة لصنف واحد من الأصناف الثمانية [ أهل الزكاة ] لا يُعتبر مُعطّلاً لما شرعه الله ، وإنما أخذ ببعض ما له فيه خيار .
وكذلك القول بالنسبة للطلاق الثلاث ، وما اختاره عُمر رضي الله عنه فيها .
وقد أذِن لنساء بني إسرائيل الخروج إلى أماكن العبادة ، ثم مُنِعن لما توسّعن في الزينة والطِّيب .
قالت عائشة رضي الله عنها : لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل . قال يحيى بن سعيد : فقلت لعمرة : أنساء بني إسرائيل منعهن المسجد ؟ قالت : نعم . رواه البخاري ومسلم .
وإنما مُنعت نساء بني إسرائيل من المساجد لما أحدثن وتوسعن في الأمر من الزينة والطيب وحسن الثياب . ذكره النووي في شرح مسلم .
قال ابن حجر في موضوع آخر مشابه : وفائدة نهيهن – أي النساء – عن الأمر المباح خشية أن يَسْتَرْسِلْن فيه فيُفضي بهن إلى الأمر المحرَّم لضعف صبرهن ، فيستفاد منه جواز النهي عن المباح عند خشية إفضائه إلى ما يحرم . اهـ .
وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم عندما تلاعب الناس بالطلاق ، فقد أُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا ، فقام غضبانا ، ثم قال : أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ؟ حتى قام رجل وقال: يا رسول الله ألا أقتله ؟ رواه النسائي .
ثم إن اعتبار الثلاث واحدة له أصل في السنة ، ففي قصة الملاعنة أن الرجل طلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن شهاب : فكانت تلك سنة المتلاعنين . رواه البخاري .
قال الرافضي :
ولماذا تقبلون بدعته التي أدخلها على الأذن ؟ الصلاة خير من النوم .
من الذي أعطاه الحق ليجتهد مقابل النص النبوي والإلهي ؟
الـردّ :
هذا يدل على جهل الرافضي !
فإن قول " الصلاة خير من النوم " ليست من مُختَرعات عُمر كما زَعَم ! بل هي من السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ففي حديث أبي محذورة رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله علمني سنة الأذان . قال : فمسح مقدم رأسي ، وقال : تقول :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر - ترفع بها صوتك - ثم تقول :
أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله . أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله - تخفض بها صوتك - ثم ترفع صوتك بالشهادة : أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله . أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله . حي على الصلاة حي على الصلاة . حي على الفلاح حي على الفلاح ، فإن كان صلاة الصبح قلتَ : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم . الله أكبر الله أكبر . لا إله إلا الله . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي
قال محذورة رضي الله عنه : كنت أؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم فكنت أقول في أذان الفجر الأول : حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .
فهذا يدل على أن قول المؤذن لصلاة الفجر " الصلاة خير من النوم " ليس مما ابتدعه عمر رضي الله عنه – كما زَعَم الرافضي – .
وليت المعترض من غير الرافضة !
لأن الرافضة زادوا في الأذان " حي على خير العَمَل " وزادوا شهادة ثالثة عما عليه أهل القِبْلَة ، وهي قولهم في الأذان : اشهد أن علياً وليّ الله " .
وأهل السنة يشهدون أن علياً وليّ الله ، بل هو من خيرة أولياء الله ، وفرق بين أن نشهد بهذا وبين أن تُجعَل في الأذان !
وهذه ينفرد بها الرافضة عن سائر أهل القبلة ، وهي مما زادوه واخترعوه في العبادة .
فـ [ من الذي أعطاههم الحق ليجتهدوا مقابل النص ؟!! ]
من الذي أعطى أئمة الرافضة أن يُشرِّعوا لهم الخمس ؟
من الذي أعطاهم الحق ليُشرِّعوا في الأذان ( حي على خير العمل ) ؟
من الذي أعطاهم الحق ليزيدوا في الأذان شهادة ثالثة ( اشهد أن علياً ولي الله ) ؟
من الذي أعطاهم الحق ليُشرِّعوا طقوساً معينة مخصوصة ليوم عاشوراء ؟
من الذي أعطاهم الحق ليحجّوا إلى كربلاء والعتبات المقدّسة في النجف ( الأشرف ) بزعمهم ؟
ومن الذي أعطاهم الحق ليبنوا لهم كعبة في قُـم ؟!!!
ومن ... ؟؟
ومن ... ؟؟
لا شيء سوى التعصّب الأعمى !
وأُضِيف هنا :
أن علي بن أبي طالب كان ممن يُشير على عُمر بمثل ذلك .
روى عبد الرزاق عن عكرمة أن عمر بن الخطاب شَاوَرَ الناس في جلد الخمر ، وقال : إن الناس قد شربوها واجترؤوا عليها . فقال له عليّ : إن السكران إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى فاجعله حَـدّ الفرية . فجعله عمر حد الفرية ثمانين .
وروى الحاكم عن وبرة الكلبي قال : أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر رضي الله عنه ، فأتيته وهو في المسجد معه عثمان بن عفان وعليّ وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير رضي الله عنهم متكئ معه في المسجد ، فقلت : إن خالد بن الوليد أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة . فقال عمر : هم هؤلاء عندك فَسَلْهُم . فقال عليّ رضي الله عنه : نراه إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، وعَلَى المفتري ثمانون . فقال عمر : أبلغ صاحبك ما قال . فَجَلَدَ خالد ثمانين ، وجَلَدَ عُمر ثمانين .
فهذا رأي علي بن أبي طالب ، وهذه مشورته التي أخذ بها عُمر وأخذ بها الخلفاء من بعدِه ، وعليها العَمَل إلى يومنا هذا .
ولم يقتصر الأمر على المشورة فحسب بل كان علي بن أبي طالب يَفعل مثل ذلك من غير نكير ، لأن باب السياسة الشرعية واسع ، وليس هو من باب البِدع .
روى البخاري ومسلم من طريق عمير بن سعيد النخعي قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ما كنت لأقيم حَـدّاً على أحد فيموت فأجِد في نفسي إلا صاحب الخمر ، فإنه لو مات وَدَيتُـه ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَسُـنَّـه .
يعني حـدّ الخمر .
فَلَم نَقُل نحن ولا الرافضة إن علياً يُشرِّع من دون الله !
بل نرى هذا من باب السياسة الشرعية التي فيها مُتّسَع للأمة .
وأن الناس إذا توسّعوا في أمر كان لهم فيه سَعة ، أنه يُضيّق عليهم من باب السياسة الشرعية ، وأخذ الناس بالْحَزم .
قال الرافضي :
السؤال الثاني :
من هم الخلفاء الاثنا عشر المذكورين في صحيحي البخاري ومسلم ، والذين بهم يكون الدين عزيزا !؟
أليس من المفروض أن يعرف هؤلاء الاثنا عشر؟
وخصوصا أنهم أئمة زمانهم , خصوصا أن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ؟
خصوصا وأن ابن عمر نفسه هو من روى أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ؟
ما هو مصير أهل السنة على مدى القرون من خلال عدم وجود بيعات معروفة لهؤلاء الخلفاء الاثنا عشر ؟
الـردّ :
أولا : الحديث رواه مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ، كلهم من قريش .
وفي رواية لمسلم : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة .
والرواية الثانية تُفسِّرها الرواية الأولى ، وهو أن الإسلام سيظلّ عزيزاً إلى انقضاء عهد اثني عشر خليفة .
ثانياً : حديث " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " هذا من أحاديث الرافضة ! وليس له أصل عند أهل السنة بهذا اللفظ .
وفرق بينه وبين حديث : " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " ، فإن الأول تكليف لمعرفة إمام الزمان – كما تدّعيه الرافضة – والآخر في مسألة البيعة .
فالبيعة شيء ، ومعرفة إمام زمانه شيء آخر .
ثم إن هذا الحديث لو صحّ لكان فيه ابلغ رد على الرافضة .
كيف ؟
الرافضة تعتقد بإمامة اثنا عشر إماماً من أئمة آل البيت ، وانتهت الإمامة إلى أن جاءت ولاية الفقيه !
فلذلك هم يُصلّون مُتفرِّقين ، لا يجمعهم إمام ، مع اعتقادهم خلو الزمان من إمام .
فهذا الحديث لو ثبت لكان رداً عليهم !
ثالثاً : هذا الحديث الذي ذكره المعترض ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : " لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ، كلهم من قريش " يُلزِم الرافضة الأخذ به ، ويَلزَم منه قبول إمامة من رفضوا إمامتهم ، كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم .
فإن هؤلاء من الأئمة من الخلفاء ، وهم من قريش .
فأهل السنة – بحمد الله – عَرَفوا هؤلاء الأئمة ، وعرفوا لهم حقّهم ، وهم أكثر الناس حظّا في الأخذ بهذا الحديث الذي ذَكَره المعتَرِض .
فإن أهل السنة يعتقدون إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ والحسن بن علي ومعاوية ، فهؤلاء ستة من الأئمة الاثنا عشر ، وكلهم من قريش .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وستكون خلفاء فتكثر . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فُوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم . رواه البخاري ومسلم .
فنحن أخذنا بهذا الحديث ، والبيعة الأولى كانت لأبي بكر رضي الله عنه ، فيجب الوفاء بها .
كما أن الرافضة لا تعترف بإمامة ولا بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما ، والذي أتم عِقد الخلافة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
وفي رواية لأبي داود : خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله الملك - أو ملكه - من يشاء .
والإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما أتم بخلافته هذه الثلاثين سنة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن كثير رحمه الله :
وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي ، فإنه نَزَل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه توفى في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليما ، وقد مَدَحَه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صنيعه هذا ، وهو تركه الدنيا الفانية ورغبته في الآخرة الباقية ، وحقنه دماء هذه الأمة ، فَنَزَل عن الخلافة وجَعَلَ الملك بِيدِ معاوية حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد . اهـ .
كما أن الحسن بن عليّ رضي الله عنهما حقق نبوة جدِّه صلى الله عليه وسلم ، حينما قال عليه الصلاة والسلام : إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين . رواه البخاري
أما الرافضة فإنه رَفَضُوا إمامة الحسن بن علي رضي الله عنهما ، بل وسمّوه (خاذل المؤمنين ) ، وذلك حينما حقق هذه النبوّة ، وحينما حَقَن دماء المسلمين ، وتنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه .
فإن الرافضة قالوا للحسن بن علي رضي الله عنهما : يا خاذل المؤمنين !
وقالوا له : مُسوّد وجوه المؤمنين !
وصنيع الحسن بن علي رضي الله عنهما يؤكِّد على أمر آخر ، وهو أن الحسن بن علي رضي الله عنهما قَبِل إمامة معاوية رضي الله عنه ، فلو كان الحسن رضي الله عنه لا يَرى له بيعة أو يرى أنه غَصَب آل محمد حقّهم – كما تزعم الرافضة – أكان يتنازل عن حقِّـه ؟
وفي مصادر الرافضة عن الحسن رضي الله عنه أنه قال :
أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء ؛ يزعمون أنـهم لي شيعة ، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي ، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي ، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً ، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير . ( الاحتجاج للطبرسي ) .
ومن أراد الاستزادة حول حياة أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما فيُراجِع كتاب :
حياة أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : شخصيته وعصره ، للدكتور علي بن محمد الصلابي .
والرافضي يقصد معرفة الأئمة الاثنا عشر ، ويعني بهم :
علي بن أبي طالب
والحسن بن علي
والحسين بن علي
وزين العابدين علي بن الحسين
والباقر
والصادق
والكاظم
وعلي بن موسى الرضا
محمد بن علي بن موسى الرضا
والهادي
والعسكري
وابنه : محمد بن الحسن [ الذي تزعم الرافضة أنه غاب في سرداب سامرا سنة 329 هـ ]
وهو الذي تُسمه الرافضة ( المهدي ) و ( القائم ) .
فلو كان المقصود بالحديث هؤلاء الأئمة – عليهم السلام – لَقَال : كلهم من أهل بيتي ، كما قال ذلك في الإخبار عن المهدي المنتظر ، لا مهدي السرداب !
أو لقال : من عِترتي .
ويَرِد على هذا أن فِرق الرافضة مُختَلِفة مُتباينة في تحديد الأئمة الاثنا عشر .
قال البغدادي في الفرق بين الفِرق : افترقت الرافضة بعد زمان علي رضي الله عنه أربعة أصناف : زيدية وإمامية وكيسانية وغُلاة ، وافترقت الزيدية فرقا ، والإمامية فِرقا . اهـ .
ثم إن عند ( الاثنا عشرية) ( الجعفرية ) ( الإمامية ) أن الأئمة هم الذين تقدّم ذِكرهم .
واتفقوا مع الإسماعيلية إلى جعفر الصادق رحمه الله ورضي الله عنه ، ثم افتَرقوا ، الإسماعيلية مع إسماعيل بن جعفر ، والرافضة مع موسى بن جعفر .
إلى غير ذلك مما يطول ذِكره من الاختلافات بين فِرق الرافضة أنفسهم فضلا عن غيرهم .
ثم إن زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أولاد غير محمد الباقر ، فماذا حَصَرتْ الرافضة الإمامة في الباقر ؟
فإن من أولاد زين العابدين :
محمد الباقر وعبد الله وزيد وعمر وعلي ومحمد الأوسط ولم يُعقب ، وعبد الرحمن وحسين الصغير ، والقاسم ولم يعقب .
ثم إن الإمام الثاني عشر اخْتَلفت أقوال الرافضة فيه :
ففي قول لهم : إنه لم يُولَد أصلا ، وهذا ما أثبته غير واحد من علماء الرافضة ، كالطوسي في كتابه (الغَيبة) ، والمفيد في كتابه (الإرشاد) ، والطبرسي في كتاب (أعلام الورى) .
وفي قول ثاني : أنه وُلِد ومات صغيرا ، وقُسِم ميراث أبيه بعد وفاة الأب [ الحسن بن علي العسكري ] .
فكيف يُقسم ميراث أبيه مع وُجوده في السرداب ؟!!
وقول ثالث : أنه دَخَل في السرداب ، وهذا قالوا به لخداع العامة ، وأكل أموالهم باسم الإمام والخمس والمرقد والسرداب !! وإلا كيف يُعقل أن يعيش إنسان في سرداب أكثر من ألف عام ؟!
ومتى سوف يخرج ويُخلّص الرافضة ؟!
ويزعمون أن من إنجازات القائم أنه يُخرج الذين غصبوا آل محمد حقهم [ كما يزعمون ] وسوف يُخرجهم من قبورهم ويُقيم عليهم الحـدّ !!!
وسوف يهدم المسجدين : الحرام والنبوي ، كما نصّوا عليه !
وكان يُقال : حدِّث العاقل بما لا يُعقل ، فإن صدّق فلا عَقْل له !
فو الله لا أعلم في مِلة من الملل ، ولا في دِين من الأديان ، بل ولا في معقول من المعقولات ، بل ولا في كلام المجانين !! أن الموتى يُخرجون من قبورهم ليُقتصّ منهم ، وتُقام عليهم الحدود !
لا أعلم هذا إلا في دِين الرافضة !
فأي أئمة تُريدون أن نعرف أو نتّبِع ؟
الأئمة الذين يؤمن بهم الزيدية ؟
أو الذين يؤمن بهم الرافضة الاثنا عشرية ؟
أو الذين يؤمن بهم الإسماعيلية ؟
أما من أراد أن يطّرد مع نفسه ، ويأخذ بهذا الحديث ، فإن عليه أن يعرف الأئمة من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، فإن قوله عليه الصلاة والسلام : لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ، كلهم من قريش " يعني أن هذا مُتتابِع مُتواصِل مع عِزّة الإسلام التي كان عليها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه قال : " لا يزال " أي من وقته صلى الله عليه وسلم وزمانه ، ويمتدّ هذا العِز وتلك العِزّة إلى اثني عشر خليفة .
ولم يقُل عليه الصلاة والسلام سوف يكون الدين عزيزاً إذا مرّ اثنا عشر خليفة ، أو إذا حَكَم اثنا عشر خليفة ، ونحو ذلك .
ولم يقُل سيكون هذا الدين عزيزاً إذا اتّبعتم اثنا عشر خليفة .
وإنما أخبر أن هذا الدين سوف يستمر عزيزاً إلى انقضاء اثني عشر خليفة .
والتاريخ يشهد أن الدين كان قائما عزيزاً في ظل الخلفاء الأربعة ، ففي زمانهم فُتِحت الفتوح ، ومُصِّرت الأمصار ، وذلّت أمم الكُفر ، وأُطفِئت نار المجوس ! مما حدا بالغلام المجوسي الذي فُتحت بلاده ، وأُطفِئت نار آلهته أن يطعن ويقتل من فعل ذلك ، وهو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد قَتَله المجوسي الملعون : أبو لؤلؤة المجوسي ، والذي أُقيم له مؤخّراً ضريح في إيران ! وتُسمّيه الرافضة [ بابا شجاع الدين ] !
فيا عجبا ممن يترضّون على مجوسي قَتَل مُسلِما ، بل قَتَل خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويلعنون خيار هذه الأمة !!
قال الرافضي :
السؤال الثالث: إن الصحابة كانوا معروفين بالشجاعة والكرم والعبادة والعلم ... فنسال : كم كافرا قتل عمر ابن الخطاب في معارك بدر احد الخندق خيبر وحنين ؟
الـردّ :
لسنا بحاجة إلى معرفة الأعداد ، لأننا لو أردنا معرفة ذلك بالنسبة لِكبار الصحابة فلن نتمكّن من معرفة ذلك بِدِقّـة ، ليس ذلك في حق كبار الصحابة ، بل في حق سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ، لا يُعلَم كم قَتَل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على وجه التحديد والدقّـة .
وذلك راجع إلى أمور ، منها :
أولاً : أن دواعي الإخلاص تمنع من التحدّث بمثل هذا .
ثانياً : أن الحروب تدور رحاها حتى يذهل الابن عن أبيه ، والأب عن ابنه ، فضلا عن أن يعدّ كم قَتَل .
ثالثاً : أن هذا ليس مما يُتفاخَر به ، أي كثرة من قَتَل ، ولم يكن هذا من شأن القوم ولا من دأبهم.
فإننا لو سألنا الرافضة على وجه التحديد والدِّقّـة : كم قَتَل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟
ما استطاعوا الإجابة بِدِقّـة .
وقد يُعرف ذلك في حق آحادٍ منهم ، كخالد بن الوليد ، وذلك ليس على وجه الدقّـة ، وإنما يكون على التقريب والظنّ .
ثم يُقال لهذا الرافضي : لماذا خصصت عُمر رضي الله عنه ، وهو المشهود له بالشجاعة في الجاهلية والإسلام ؟
فالجواب : أن عمر رضي الله عنه كما تقدّم هو من أطفأ نيران أجدادك المجوس !
من اجل هذا تحقد الرافضة على عمر رضي الله عنه ، وتحيك ضدّه الأساطير وتُلفّق الأكاذيب ، وتختلق القصص في حق رجل أحبه النبي صلى الله عليه وسلم وبشّره بالجنة ، وتزوّج ابنته ، وهي حفصة بنت عمر رضي الله عنها وارضاها ، وهي أم المؤمنين ، ومن لم يَرض بها أُمّـاً للمؤمنين ، فقد طعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذّب القرآن ؟
كيف ؟
قال الله عز وجل : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) .
فمن لم يعتقد أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين فليس هو من المؤمنين بِنصّ الآية .
وحفصة وعائشة رضي الله عنهن من زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم ، ومات عليه الصلاة والسلام وهو في حجر عائشة رضي الله عنها .
أيُعقل أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض عنها ثم لا نرضى عنها ، وندّعي اتِّباع النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته ؟
أُيعقل أن يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زوجاته ، ويموت وهو عنهن راضٍ ، ولا يأتيه الوحي من السماء يُخبره بخبرهن ؟
إن نبينا أفضل من نوح ومن لوط ، وقد جاء القرآن بالإخبار عما فعلته امرأة نوح وامرأة لوط ، فقال الله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .
بل لقد جاء القرآن وتنـزّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قضايا عديدة ، وفي إخباره عليه الصلاة والسلام بما قيل من قول .
والرافضة تزعم أن أمهات المؤمنين – خاصة عائشة وحفصة – خانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأين هو الوحي الذي أخبرهم بهذا ؟
وهل تَرَك الله رسوله صلى الله عليه وسلم يعيش مع من لا يُناسِبن مقام النبوة في حياته وبعد مماته؟
سبحانك هذا بهتان عظيم .
ولسنا بحاجة إلى نسج أساطير وخيالات ، كتلك التي يُحدِّث بها الرافضة في حق عليّ رضي الله عنه ، ن أنه ضَرَب مَرحب اليهودي في خيبر فقدّه نصفين ، فما زال سيفه ذو الفقار يفري في الأرضين ويَقطع حتى بَعَث الله جبريل ليُمسك بسيف عليّ قبل أن يقطع الأرض نصفين ! فما أمسكه جبريل إلا قبل الأرض السابعة ! ثم قال : إنه أثقل عليّ من قرى قوم لوط !
هكذا تروي الرافضة !
ولا عَجب أن يُقبَل هذا إذا كان في أصح كتاب ( وهو الكافي للكليني ) حديث حمار عن أبيه عن جدّه ! بل وفيه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم فداك أبي وأمي !
ففي الكافي ( المجلد الأول ص 237 بَابُ مَا عِنْدَ الأَئِمَّةِ مِنْ سِلاحِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ مَتَاعِهِ) :
أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ مِنَ الدَّوَابِّ تُوُفِّيَ عُفَيْرٌ سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) قَطَعَ خِطَامَهُ ثُمَّ مَرَّ يَرْكُضُ حَتَّى أَتَى بِئْرَ بَنِي خَطْمَةَ بِقُبَا فَرَمَى بِنَفْسِهِ فِيهَا فَكَانَتْ قَبْرَهُ وَرُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ ذَلِكَ الْحِمَارَ كَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ فَقَامَ إِلَيْهِ نُوحٌ فَمَسَحَ عَلَى كَفَلِهِ ثُمَّ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هَذَا الْحِمَارِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ سَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَ خَاتَمُهُمْ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي ذَلِكَ الْحِمَارَ .
فهل يقول عاقل عن حمار أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي) ؟
والله لو قِيل هذا لزبّال ما رضيه ، فكيف بسيّد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ؟
كيف يرضى من ينتسب إلى الإسلام أن يكون هذا جزء من دِينه ؟
أما أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلّ في أعينهم من أن يُحِدّوا إليه النّظر .
وقد شهِد بذلك العدو قبل الصديق ، فقال عروة بن مسعود الثقفي – وكان مُشركا – وقد عاد إلى قريش يُحدِّثهم بما رأى ، قال : أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فَدَلَكَ بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه ، وإذا تَكلّم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيما له . رواه البخاري .
هذا حال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم .
وذاك حال الرافضة التي تزعم محبة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته رضي الله عنهم .
قال الرافضي :
السؤال الرابع :
إذا كان قولنا بعدم محبة عائشة ومودتها موجب للكفر ، فما هو قولكم في من حاربها وأراد قتلها؟
الـردّ :
ألا يعلم الرافضي أنه بقوله هذا يُسيء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟
عليّ رضي الله عنه لم يُرِد قَتْل عائشة رضي الله عنها .
بل قال لها يا أمّـه .
ففي التاريخ أنه لما كان نهاية وقعة الْجَمَل ، وحُمِل هودج عائشة ، وأنه لكالقنفذ من السهام ، ونادى منادى عليّ في الناس : إنه لا يتبع مُدبر ولا يُذَفَّف على جريح ، ولا يَدخُلوا الدُّور ، وأمَرَ عليّ نفراً أن يحملوا الهودج من بين القتلى ، وأمر محمد بن أبي بكر وعماراً أن يضربا عليها قبة ، وجاء إليها أخوها محمد فسألها : هل وصل إليك شيء من الجراج ؟ فقالت : لا ، وما أنت ذاك يا ابن الخثعمية ؟ وسلّم عليها عمار ، فقال : كيف أنت يا أم ؟ فقالت : لست لك بأم ؟ قال : بلى وإن كرهتِ ! وجاء إليها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين مُسَلِّماً ، فقال : كيف أنت يا أمّـه ؟ قالت : بخير ، فقال : يغفر الله لك . وجاء وجوه الناس من الأمراء والأعيان يُسَلِّمُون على أم المؤمنين رضي الله عنها .
فهل كان عليّ رضي الله عنه يُريد قَتْل عائشة رضي الله عنها ؟
أما لو كان يُريد ذلك لما أمر بالهودج أن يُحمَل ، بل يأمر أن يُجهز عليها ، وحاشاه ذلك .
وفي كُتُب التاريخ : ثم جاء عليّ إلى الدار التي فيها أم المؤمنين عائشة ، فاستأذن ودخل فَسَلَّم عليها وَرَحَّبَتْ به .
بل أمَرَ عليّ رضي الله عنه بِجَلْدِ من نال من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ففي كُتب التاريخ أن علياً رضي الله عنه لما سلّم على عائشة ورحّبت به ، ثم خَرَج من الدار ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين إن على الباب رجلين ينالان من عائشة ! فأمَرَ عليٌّ القعقاع بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة ، وأن يُخرجهما من ثيابهما .
وفي دواوين التاريخ : أن أم المؤمنين عائشة لما أرادت الخروج من البصرة بَعَثَ إليها عليّ رضي الله عنه بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع وغير ذلك ، وأذن لمن نجا ممن جاء في الجيش معها أن يَرجع إلا أن يحب المقام ، واختار لها أربعين امرأه من نساء أهل البصرة المعروفات ، وسَيَّر معها أخاها محمد بن أبي بكر ، فلما كان اليوم الذي ارتحلت فيه جاء عليٌّ فوقف على الباب وحضر الناس معه ، وخَرَجَتْ من الدار في الهودج فَوَدَّعَتِ الناس ، وَدَعَتْ لهم ، وقالت : يا بَنِيَّ لا يعتب بعضنا على بعض ، إنه والله ما كان بيني وبين عليّ في القِدَم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها ، وإنه على مَعتبتي لمن الأخيار . فقال عليٌّ : صَدَقْتِ ، والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك ، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة . وسار علي معها مُوَدِّعا ومُشيِّعاً أميالا ، وسَرَّحَ بَنِيهِ معها بقية ذلك اليوم .
وهذا يدل على أن علياً رضي الله عنه لم يُرِد أن يَقتُل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وأنها سار معها وودّعها ، ولم يُنقل عنه كلمة واحدة في الطّعن في عائشة رضي الله عنها .
ولذلك لما سأل بعض أصحاب عليّ علياً أن يَقْسِم فيهم أموال أصحاب طلحة والزبير ، فأَبَى عليه ، فطعن فيه السبئية ! وقالوا : كيف يحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا أموالهم ؟ فبلغ ذلك علياً ، فقال: أيكم يحب أن تصير أم المؤمنين في سهمه ؟ فسكت القوم .
وهذا إقرار من عليّ رضي الله عنه بأن عائشة أم المؤمنين ، وهو إقرار عمّار أيضا – كما سيأتي – ولكن الرافضة لا ترضى بما رضيه عليّ رضي الله عنه ولا بما رضيه أصحابه رضي الله عنهم .
وهذا ما فهمه أصحابه رضي الله عنهم ، فقد قام عمار رضي الله عنه على منبر الكوفة فذكر عائشة ، ذكر مسيرها ، وقال : إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكنها مما ابتليتم . رواه البخاري .
وروى البخاري من طريق عبد الله بن زياد الأسدي قال : لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث عليٌّ عمار بن ياسر وحسن بن عليّ فقدِما علينا الكوفة فصعدا المنبر ، فكان الحسن بن عليّ فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن ، فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول : إن عائشة قد سارت إلى البصرة ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي ؟
وروى الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق عريب بن حميد قال : رأى عمار يوم الجمل جماعة ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : رجل يسب عائشة ، ويقع فيها . قال : فمشى إليه عمار فقال : اسكت مقبوحا منبوحا ! اتقع في حبيبة رسول الله ؟ إنها لزوجته في الجنة .
وذَكَرَ ابن كثير أن عماراً سمع رجلا يسب عائشة ، فقال : اسكت مقبوحا منبوحا ! والله إنها لزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم أتطيعوه أو إياها .
وفي رواية أنه قال له بعدما لَكَزَهَ لَكَزَات .
فإذا كان هذا قول أحد المقرّبين إلى عليّ رضي الله عنه ، وهو أنه كان ينهى عن سبّ عائشة رضي الله عنها ، ويُشدِّد في النهي ، فهل يُظنّ أنهم كانوا يُريدون قَتلها رضي الله عنها ؟
ونحن نرضى لأنفسنا ما رضيه عمار بن ياسر رضي الله عنه .
ونحفظ ألسنتنا عن فتنة طهّر الله منها أسيافنا .
هذا هو شأن الأخيار في معرفة الفضل لأهله ، ولا يَعرف الفضل إلا أهل الفضل .
ولما نَقَل ابن كثير ما جرى من أحداث في وقعة الجمل قال :
هذا ملخص ما ذكره أبو جعفر بن جرير رحمه الله عن أئمة هذا الشأن ، وليس فيما ذكره أهل الأهواء من الشيعة وغيرهم من الأحاديث المختلفة على الصحابة والأخبار الموضوعة التي ينقلونها بما فيها ، وإذا دعوا إلى الحق الواضح أعرضوا عنه ، وقالوا : لنا أخبارنا ولكم أخباركم ! فنحن حينئذ نقول لهم : ( سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ).
قال الرافضي :
السؤال الخامس :
أن عائشة زوج النبي خلال حياتها وخلال خلافة عثمان كان لها موقف حاد ضد الخليفة لدرجة التحريض على قتله وتشبيهه باليهودي نعثل .
فما هو سبب خروجها على إمام زمانها الذي يستوجب الخروج عليه الموت على غير دين الإسلام وشق عصا المسلمين ؟
هل هو حبها ومودتها لعثمان الخليفة المقتول بلسانها وسيوف الصحابة أم عداوتها لعلي بن أبي طالب الخليفة الشرعي المختار من قبل الصحابة ؟
الـردّ :
لم تُحرِّض عائشة رضي الله عنها الناس ضد عثمان رضي الله عنه .
ولم يصحّ في ذلك نَقْل يُعتمَد عليه .
وقد كُذب على عائشة رضي الله عنها ، والذين كذَبُوا عليها هم الذين أوقدوا الفتنة تحت رئاسة اليهودي ( المترفّض ) ابن سبأ !
وسبب كذبهم عليها معرفتهم بقدر أم المؤمنين عند الناس ، إذ هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل هي أحب زوجاته إليه ، وعلِموا أن الباطل لا يَروج إلا بأن يُلصَق بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
وعائشة رضي الله عنها نَفَتْ ذلك ، بل أقسَمْ أنها ما كتبت في ذلك شيئا ، فقالت رضي الله عنها :
والذي آمن به المؤمنون ، وكَفَر به الكافرون ما كَتَبتُ سواداً في بياض .
قال الأعمش – وهو من رواة الحديث وفيه تشيّع - :
فكانوا يَرون أنه كُتِب على لسانها .
كما علِم أهل الفتنة مكانة عليّ رضي الله عنه فَكَتَبُوا على لسانهم كُتُباً يَدعون فيها بالخروج على عثمان رضي الله عنه .
فنحن نعتقد أن عائشة كُذِب عليها كما كُذِب على عليّ رضي الله عنه .
فإن أثبت الرافضة مكاتبات عائشة وثورتها على عثمان فليُثبِتوا ذلك عن علي رضي الله عنه .
وحاشا عليّ رضي الله عنه وحاشا عائشة رضي الله عنها أن يكونوا من دُعاة الفتنة .
ثم إن قول الرافضي : (لدرجة التحريض على قتله وتشبيهه باليهودي نعثل )
أقول هذا كذب صريح ، وهذا لو صحّ عن عائشة رضي الله عنها لما نَطَق به الرافضة ، لأمور :
الأول : شدّة عداوتهم لعائشة رضي الله عنها ، فكيف يأخذوا بقولها ؟
والرافضة لا تزال إلى اليوم تُسمي عثمان رضي الله عنه ( نعثل ) .
فهل بلغ حب الرافضة لعائشة رضي الله عنها أن يتشبّهوا بها حتى في اللفظ !!!
الثاني : أن الرافضة يتديّنون بمخالفة العامة ( أهل السنة ) ويقولون في ذلك : كل خير فيما خالَف العامة .
ففي ( الكافي 1/68) يَروون عن أبي عبد الله وقد سُئل :
قُلْتُ : فَإِنْ كَانَ الْخَبَرَانِ عَنْكُمَا مَشْهُورَيْنِ قَدْ رَوَاهُمَا الثِّقَاتُ عَنْكُمْ ؟ قَالَ : يُنْظَرُ فَمَا وَافَقَ حُكْمُهُ حُكْمَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَخَالَفَ الْعَامَّةَ ! فَيُؤْخَذُ بِهِ وَيُتْرَكُ مَا خَالَفَ حُكْمُهُ حُكْمَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَوَافَقَ الْعَامَّةَ . قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْفَقِيهَانِ عَرَفَا حُكْمَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَوَجَدْنَا أَحَدَ الْخَبَرَيْنِ مُوَافِقاً لِلْعَامَّةِ وَالآخَرَ مُخَالِفاً لَهُمْ . بِأَيِّ الْخَبَرَيْنِ يُؤْخَذُ ؟ قَالَ : مَا خَالَفَ الْعَامَّةَ فَفِيهِ الرَّشَادُ .
فلو كانت عائشة نَطَقتْ بذلك لما تلفّظ به الروافض !
الثالث : أن أئمة الرافضة يعترفون بأنفسهم بأن الشيعة هم قَتَلة عثمان رضي الله عنه .
ويتبجّحون بذلك .
ويُصرِّح الصفّار المعاصر بان الشيعة هم قَتَلَة عثمان رضي الله عنه ، ويتّهم عمار بن ياسر بأنه هو المخطِّط لذلك .
وهو بصوته هنا :
http://www.albrhan.com/arabic/video/index.html
وكَذّب الصّفار !
فإن الحسن والحسين كانا يُدافِعان عن عثمان رضي الله عنه .
قال ابن كثير :
كان الحصار مستمرا من أواخر ذي القعدة إلى يوم الجمعة الثامن عشر من ذي الحجة ، فلما كان قبل ذلك بيوم قال عثمان للذين عنده في الدار من المهاجرين والأنصار - وكانوا قريبا من سبعمائة ، فيهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير والحسن والحسين ومروان وأبو هريرة وخلق من مواليه ، ولو تركهم لَمَنَعُوه - فقال لهم : أُقْسِم على من لي عليه حق أن يكف يده ، وأن ينطلق إلى مَنْزِله . وعنده من أعيان الصحابة وأبنائهم جمّ غفير ، وقال لرقيقه : من أغمد سيفه فهو حرّ . فَبَرَدَ القتال من داخل وحَمِي من خارج ، واشتد الأمر ، وكان سبب ذلك أن عثمان رأى في المنام رؤيا دلّت على اقتراب أجله ، فاستسلم لأمر الله رجاء موعوده ، وشوقاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليكون خير ابني آدم حيث قال حين أراد أخوه قَتْلَه : ( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ) ورُوي أن آخر من خَرَجَ من عند عثمان من الدار بعد أن عَزَمَ عليهم في الخروج الحسن بن عليّ ، وقد جُرِح . اهـ .
فهذا الثابت في كُتب التاريخ من أن الحسن والحسين كانا مع عثمان في الدار ، وكانا ممن أراد الدفاع عن عثمان بل والقتال معه .
فهل يُقال بعد ذلك : إن آل البيت هم الذين خَرَجوا على عثمان ؟
إن هذه مَنقصَة ومثلَبَة ، وليست مما يُمدَح به آل البيت .
إن الغدر ليس من شِيَم الرِّجال .
وإنما المظنون بآل البيت بل والمعروف عنهم الوفاء .
كيف لا ؟ وهم نسل النبي صلى الله عليه وسلم وقرابته .
وأما قول الرافضي :
( فما هو سبب خروجها على إمام زمانها الذي يستوجب الخروج عليه الموت على غير دين الإسلام وشق عصا المسلمين ؟ )
أقول : هي لم تَخرَج عليه ، بل خَرَجتْ رجاء أن يُصلح الله بها بين فئتين .
فقد أرسلت عائشة إلى عليّ تُعْلِمه أنها إنما جاءت للصلح . كما في كُتب التواريخ .
وقد تقدّم أنها أثَنَتْ على عليّ رضي الله عنه ، وأثنى عليها .
كما أنها ندِمت في خروجها ذلك لما كان فيه ، مع أنها لم تخرج أصلا إلا للإصلاح .
قالت عائشة لابن عمر : ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟ قال : رأيت رجلا قد استولى على أمرك ، وظننت أنك لن تخالفيه . يعني ابن الزبير قالت : أما أنك لو نهيتني ما خرجتُ .
ثم إن الذي أنشب الحرب هم أهل الفتنة ودعاتها والذين تستّروا بحبّ عليّ رضي الله عنه .
وهم الذين كانوا يُخالِفون علياً ، إن أمرهم لم يأتمروا ، وإن نهاهم لم ينتهوا .
وهذا هو شأن أدعياء المحبة في كل زمان ومكان .
وهل ما قاله الصفّار من دعوى أن عمار بن ياسر رضي الله عنه هو الذي قاد الثورة ضد عثمان رضي الله عنه ينطبق عليه قولك هنا في حق عائشة رضي الله عنها ؟
مع أننا نُبرئ عمار بن ياسر وعائشة من ذلك .
وأنتم تُثبتونه ؟
فأجيبوا عما أثبتموه في ضوء ما قررته من قولك : (الذي يستوجب الخروج عليه الموت على غير دين الإسلام وشق عصا المسلمين ؟) .
قال الرافضي :
السؤال السادس :
قال رسول الله (ص) في حق علي ما نصه :"من كنت مولاه فعلي مولاه" .
"علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي" .
"إن هذا خليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " .
"علي مع الحق والحق مع علي " .
"من أطاع عليا فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله" .
فإذا كانت كل هذه الأحاديث لا تدل على خلافة علي وأحقيته بالخلافة ، فما هي العبارات التي تطلبونها للدلالة على الخليفة بعد النبي ؟
وإذا كان قول النبي من كنت مولاه فعلي مولاه دليل محبة فقط ، فالنبي حسب زعمكم كان يحب أبا بكر وعمر . فهل عندكم أحاديث تفيد أن النبي استخدم نفس الألفاظ معهما ؟
وهل قال لهما : إن أبا بكر وعمر وليا كل مؤمن بعدي ؟
طالما أن هذا القول دليل محبة فقط ؟
الـردّ :
حديث : " من كنت مولاه فعلي مولاه " رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .
وحديث : " عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي " رواه الإمام أحمد والترمذي ، وهو صحيح .
وصحّ عند أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِعليّ : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى . رواه البخاري ومسلم .
ويوضِّح هذا ويُبيِّنه ما جاء في سبب هذه الرواية ، وهو ما رواه البخاري ومسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك واستخلف علياً ، فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال : ألا ترضى أن تكون مِنِّي بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس نبي بعدي .
وموسى عليه الصلاة والسلام قد خَلَفه هارون عليه الصلاة والسلام عندما ذهب موسى لميقات ربِّـه .
ولم يَخلفه في النبوة ، لأنه مات قبله .
قال الإمام القرطبي :
لا خلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرِد بمنزلة هارون من موسى الخلافة بعده ، ولا خلاف أن هارون مات قبل موسى عليهما السلام ، وما كان خليفة بعده ، وإنما كان الخليفة يوشع بن نون ، فلو أراد بقوله : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " الخلافة ، لقال : أنت مني بمنزلة يوشع من موسى ، فلما لم يَقُل هذا دل على أنه لم يُرِد هذا ، وإنما أراد أني استخلفتك على أهلي في حياتي وغيبوبتي عن أهلي كما كان هارون خليفة موسى على قومه لما خرج إلى مناجاة ربه . اهـ .
وصح عند أهل السنة قول عليّ رضي الله عنه :
والذي فلق الحبة وبَرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يُحبّني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق . رواه مسلم .
أما حديث : " إن هذا خليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " فهو حديث موضوع مكذوب لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولو صح ما كان لأحد أن يُخالِفه ، وما كان لعليّ رضي الله عنه أن يسكت ، ولا يُنفِّذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وحسبك منقصة لِعليّ أن يُزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بأمر ولم يُنفِّذه .
سأل حفص بن قيس عبدَ الله بن الحسن بن علي رضي الله عنهم عن المسح على الخفّين . فقال : امسَح ، فقد مَسَح عُمر بن الخطاب رضي الله عنه . قال : فقلت : إنما أسألك أنت تمسح ؟
قال : ذاك أعجز لك ! أُخبِرك عن عُمر وتسألني عن رأيي . فَعُمَر كان خيراً مِنِّي ومن ملء الأرض . فقلت : يا أبا محمد ، فإن ناساً يَزعمون أن هذا منكم تقيّة !
قال : فقال لي – ونحن بين القَبر والمنبر – : اللهم إن هذا قولي في السر والعلانية ، فلا تسمعنّ عَلَيَّ قول أحد بعدي . ثم قال : من هذا الذي يَزعم أن عليا رضي الله عنه كان مقهوراً ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَرَه بأمر ولم يُنفذه ؟ وكفى بإزراء على عليٍّ ومَنقَصَة أن يُزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَره بأمرٍ ولم يُنفِذه .
وكذلك حديث : " "علي مع الحق والحق مع علي " .
وحديث : "من أطاع عليا فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله "
هذه لا تثبت ولا تصح عند أهل العلم ، وفيما صحّ في فضائل أبي الحسن غُنية وكفاية .
وسبق لي التفصيل في سيرة أبي الحسن رضي الله عنه وأرضاه ، والتفصيل هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/146.htm
وقول الرافضي :
فإذا كانت كل هذه الأحاديث لا تدل على خلافة علي وأحقيته بالخلافة ، فما هي العبارات التي تطلبونها للدلالة على الخليفة بعد النبي ؟
الـردّ :
أقول لو كانت هذه الأحاديث – ما صحّ منها – تدلّ على خلافة عليّ وأحقّيته بالخلافة أكان يجوز لأبي الحسن رضي الله عنه وأرضاه مع شجاعته وإمامته في الدِّين – أكان يجوز له السكوت ؟
أكان يجوز له ترك تنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم ؟
إنكم حينما تطعنون في خلافة الخلفاء الثلاثة تطعنون في عليّ رضي الله عنه من حيث لا تشعرون
كيف ذلك ؟
تطعنون في عليّ رضي الله عنه أنه قصّر في تنفيذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمّه ووالد زوجته وجدّ أولاده !
ومما يؤكِّد أنه عليه الصلاة والسلام لم يُوصِ وصية صريحة لأحد من آل بيته ما رواه البخاري من طريق عبد الله بن عباس أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه ، فقال الناس : يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : أصبح بحمد الله بارئا . فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له : أنت والله بعد ثلاث عبد العصا ، وإني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفى من وجعه هذا ، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت . اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله فيمن هذا الأمر . إن كان فينا علمنا ذلك ، وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا . فقال عليّ : إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده ، وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلو كان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يفهم من تلك النصوص أنه وصيّ النبي صلى الله عليه وسلم أكان يقول : إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده ، وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروى البخاري ومسلم من طريق إبراهيم عن الأسود بن يزيد قال : ذَكَرُوا عند عائشة أن عليا كان وصيا. فقالت : متى أوصَى إليه ؟ فقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت : حجري ، فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري وما شعرت أنه مات ، فمتى أوصَى إليه ؟
ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لِعليّ رضي الله عنه فلماذا اختلف علماء الرافضة قبل غيرهم في الوصية ؟
فعلماء الرافضة قد اختلفوا فيما بينهم : هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم لِعليّ أو لم يُوصِ ؟
وسمعت مرّة رافضيا وقِحا يقول : أخطأت يا رسول الله إذ لم تُوصِ .
قبّحه الله من خطيب وقبّحه الله من مذهب يُخطّئ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا هو التناقض بعينه !
ففريق يزعمون أنه أوصى لِعليّ وفريق يُخطِّئونه لأنه لم يُوصِ .
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء لمن بُويع أولاً ، فقال : ستكون خلفاء فتكثر . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فُوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم . رواه البخاري ومسلم .
فالذي بُويع له أولاً هو أبو بكر .
فقول الرافضي :
وإذا كان قول النبي من كنت مولاه فعليّ مولاه دليل محبة فقط ، فالنبي حسب زعمكم كان يحب أبا بكر وعمر . فهل عندكم أحاديث تفيد أن النبي استخدم نفس الألفاظ معهما ؟
وهل قال لهما : إن أبا بكر وعمر وليا كل مؤمن بعدي ؟
فـ
الـردّ :
أما محبته صلى الله عليه وسلم لأبي بكر فظاهره ، وأبو بكر رضي الله عنه زكّاه الله تعالى وزكّاه رسوله صلى الله عليه وسلم .
فمن ذلك :
قوله تعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ) .
والذي كان معه صلى الله عليه وسلم في الغار هو أبو بكر رضي الله عنه .
فمن خاطَرَ بنفسه وماله غير أبي بكر في الهجرة ؟
قالت أسماء : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف ، أو ستة آلاف درهم ، فانطلق بها معه . قالت : فدخل علينا جدي أبو قحافة ، وقد ذهب بصره ، فقال : والله إني لأراه قد فجعكم بِمَالِه مع نفسه ! قالت : قلت : كلا يا أبت ، إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا . قالت : فأخذتُ أحجارا فوضعتها في كوّة في البيت كان أبي يضع فيها ماله ، ثم وضعت عليها ثوبا ، ثم أخذت بيده فقلت : ضع يدك يا أبت على هذا المال . فوضع يده فقال : لا بأس إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن ، ففي هذا لكم بلاغ . قالت : ولا والله ما ترك لنا شيئا ، ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك . رواه ابن إسحاق في السيرة ، وأورده أصحاب التواريخ ، وقال د . الصلابي : وإسناده صحيح .
وقوله تعالى : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
فإنه جاء في تفسير هذه الآية : والذي جاء بالصدق : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصدّق به : أبو بكر رضي الله عنه .
وأما الأحاديث التي تدل على محبته صلى الله عليه وسلم وتزكيته للخلفاء الراشدين ، فمن ذلك:
قوله صلى الله عليه وسلم :
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم والأمور المحدثات ، فإن كل بدعة ضلالة . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم .
وقوله صلى الله عليه وسلم في حق الشيخين : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وهو حديث صحيح .
بل هناك ما هو أصرح في النصّ على خلافة الصدّيق رضي الله عنه ، فمن ذلك :
روى البخاري ومسلم من طريق عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه . قالت : أرأيت إن جئت ولم أجدك - كأنها تقول الموت - قال صلى الله عليه وسلم : إن لم تجديني فأتي أبا بكر .
وقال صلى الله عليه وسلم في حق أبي بكر : لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخي وصاحبي . رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، ورواه مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
فهذا صريح في إثبات الأخوّة والصُّحبة لأبي بكر رضي الله عنه ، فإنه صلى الله عليه وسلم قال عن أبي بكر : أخي وصاحبي .
ومن ذلك أيضا :
ما روه البخاري عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بِخِرْقَـة ، فقعد على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إنه ليس من الناس أحد أمَنّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل ، سُدّوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر .
ومما فيه النص الصحيح الصريح على خلافة أبي بكر رضي الله عنه ما رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى مُتَمَنٍّ ويقول قائل : أنا أولى . ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .
قال ابن أبي العز الحنفي :
ولو كتب عهداً [ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ] لَكَتَبَه لأبي بكر ، بل قد أراد كتابته ثم تركه وقال : يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر . فكان هذا أبلغ من مجرد العهد ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دلّ المسلمين على استخلاف أبي بكر وأرشدهم إليه بأمور متعددة من أقواله وأفعاله ، وأخبر بخلافته إخبار راضٍ بذلك حامد له ، وعَزَم على أن يكتب بذلك عهداً ثم علم أن المسلمين يجتمعون عليه فترك الكتاب اكتفاء بذلك . اهـ .
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما مرض مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن ، فقال : مُرُوا أبا بكر فليصلِّ بالناس ، فقيل له : إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يُصلي بالناس ، وأعاد فأعادوا له ، فأعاد الثالثة : مُرُوا أبا بكر فليصل بالناس ، فخرج أبو بكر فصلى ، فَوَجَد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خِفّـة فخرج يُهادَي بين رجلين ، فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك ثم أُتِيَ به حتى جلس إلى جنبه . رواه البخاري ومسلم .
ولهذا قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة لم يُقْتَل قتلاً ولم يَمُتْ فجأة ، مرض ليالي وأياما يأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة ، وهو يرى مكاني فيقول : ائت أبا بكر فليُصَلِّ بالناس ، فلما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَظَرتُ في أمري فإذا الصلاة عظم الإسلام وقوام الدين ، فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ، بايعنا أبا بكر . رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى وابن عبد البر في التمهيد وابن عساكر في تاريخ دمشق .
وفي رواية : لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس وإني لشاهد ما أنا بغائب ، ولا في مرض ، فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .
فنحن نرضى بمن رضي به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
- وسيأتي أن عليا رضي الله عنه بايَع أبا بكر بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها -
ومما يدلّ على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أبا بكر الصديق رضي الله عنه في الحجة التي قبل حجة الوداع وأمّره عليها يؤذن في الناس : ألا لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .
فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام ، فلم يحجّ عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم مُشرِك .
وفي رواية للبخاري : ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بِعَلِيّ بن أبي طالب وأمَرَه أن يؤذن ببراءة .
وهذا يدلّ على أن علياً رضي الله عنه كان تحت إمرة أبي بكر في تلك الحجّة التي قَبْل حجّة الوداع .
فهذه أحاديث صحيحة صريحة في إثبات أخوة أبي بكر وصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، بل وفي النصّ على خلافته .
وعليّ رضي الله عنه أثبت خلافة أبي بكر بقوله وفِعله .
أما قوله فقد تقدّم قوله : فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .
وأما فِعله فـ :
عَدم منازعة أبي بكر في أمر الخلافة .
قبوله لأحكام أبي بكر رضي الله عنه ، ولو كان عليّ رضي الله عنه يَرى أن أبا بكر ليس هو الخليفة ، أو يرى أنه غاصب لحق آل محمد – كما تقول الرافضة – لم يُمضِ أحكامه .
ومن أظهر الأحكام التي أمضاها قبوله لِسَبي أبي بكر ، فإن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخذ جارية من سَبي بني حنيفة ، فإن أم محمد بن الحنفية من سَبْي بني حنيفة ، ومحمد بن علي يُنسب إلى أمِّـه فيُقال : محمد بن الحنفية .
فلو كان علياً رضي الله عنه لا يَرى خلافة أبي بكر أكان يأخذ سبيّة من سبايا حَرب سيّرها وأمَر بها الصدِّيق رضي الله عنه ؟
ولما قَدِم خالد بن سعيد بن العاص بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر وعليه جبة ديباج فلقي عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فصاح عمر بمن يليه : مزقوا عليه جبته ، أيَلبس الحرير ؟ فمزَّقوا جبته . فقال خالد لِعليّ : يا أبا الحسن يا بني عبد مناف أغُلبتم عليها ؟ فقال عليّ عليه السلام : أمُغالبة ترى أم خلافة ؟ قال : لا يُغالب على هذا الأمر أولى منكم يا بني عبد مناف . وقال عمر لخالد : فضّ الله فاك ، والله لا يزال كاذب يخوض فيما قلتَ ، ثم لا يضرّ إلاّ نفسه . ذَكَره ابن جرير الطبري في تاريخه وابن عساكر وابن كثير وغيرهم .
وفضائل أبي بكر شهد بها أئمة آل البيت رضي الله عنهم ، فمن ذلك :
ما أخرجه الدارقطني في الأفراد من طريق أبي إسحاق عن أبي يحيى قال : لا أحصي كم سمعت علياً يقول على المنبر : إن الله عز وجل سَمَّى أبا بكر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم صِدِّيقاً . ذكره ابن حجر في الإصابة .
قال : وأخرج البغوي بسند جيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال : وَلِينا أبو بكر فخير خليفة ؛ أرحم بنا ، وأحْنَاهُ علينا .
وقول الإمام جعفر الصادق رحمه الله ورضي الله عنه : أوْلَدَني أبو بكر مرتين .
وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
فهو يفتخر في جّـدِّه .. ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جـدَّ إمـامـه .
وقول جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يـا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جــدّه ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما ، وأبْرَأ من عدوهما .
وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بن الحسين ، المعروف والمشهور بِزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال: وتسميه الصديق ؟
قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يُسَمِّـه صديقا ، فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحبّ أبا بكر وعمر وتَوَلّهما ، فما كان من أمـْرٍ ففي عُنقي .
ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .
وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمكانةِ صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنْزِلتهما مِنه الساعة .
وهل يُصاحب الخيّر إلا الأخيار ؟
وهل يُنبتّ الخَطّيُّ إلا وشيجه *** وهل تنبت إلا في منابتها الشجر
فإذا انتقص أحدٌ أبا بكر أو انتقص عمر – رضي الله عنهما – فإنه في الحقيقة منتقصٌ لمن اتّخذهما صديقين وصاحبين .
ومُنتقِص لمن تولاّهما ولمن كان له بهما صِلة نسب وقَرابة .
فمن سبّ أبا بكر فقد سب الإمام جعفر الصادق وأساء إليه .
وإذا كان الصديق رضي الله عنه وعُمر غصبا آل محمد حقّهم – كما تزعم الرافضة – أكانوا يُناكِحونهم ، فيَتزوّجون منهم ويُزوّجونهم ؟
إن هذا غير مُتصوّر في وجود عداوة .
وهذا خلاف ما تزعمه الرافضة ، فإن الإمام عليّ زوّج عمر ابنته أم كلثوم .
ومحمد بن علي بن الحسين بن علي – المعروف بـ (الباقر) تزوّج فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم .
وجدّة جعفر الصادق هي : أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم .
وعُمر رضي الله عنه تزوّج أم كلثوم بنت عليّ كما تقدّم .
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن الزبير بن بكار قال في تسمية ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وأم كلثوم بنت عليّ خطبها عمر بن الخطاب إلى عليّ بن أبي طالب وقال : زوجني يا أبا الحسن ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري . فَزَوّجه إياها ، فولدت لعمر زيداً ورقية . تزوج رقية بنت عمر إبراهيم بن نعيم فماتت عنده ، ولم يترك ولداً ، وقُتِلَ زيد بن عمر ، قَتَلَه خالد بن أسلم مولى آل عمر بن الخطاب خطأ ، ولم يترك ولداً ، ولم يَبْقَ لعمر بن الخطاب ولد من أم كلثوم بنت علي .
والرافضة نتيجة بغضهم لِعُمَر يُنكرون هذه الرواية ، وهي ثابتة صحيحة .
فهذه أحاديث في إثبات محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر .
وهذه أحاديث في النص على خلافة أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذه آثار عن بعض أئمة آل البيت في إثبات إمامة أبي بكر وعُمر .
وهذه المعقولات والمنقولات لمن كان له عقل ، ولمن كان له قلب .
قال سالم بن أبي الجعد : قلت لمحمد بن الحنفية لأي شيء قُدِّم أبو بكر حتى لا يُذكر فيهم غيره ؟ قال : لأنه كان أفضلهم إسلاما حين أسلم ، فلم يَزَل كذلك حتى قبضه الله .
ومحمد بن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه .
قال الرافضي :
السؤال السابع :
تبعا لمبدأ العقلانية يُفترض بأي فرقتان تتقاتلان أن تكون إحداهما على حق والأخرى على الباطل ، أو أن الاثنتين على الباطل؟ فطبقوا نفس السؤال على معارك الجمل وصفين .
الـردّ :
قوله : (يُفترض بأي فرقتان) يحتاج إلى تصحيح لغوي !
ونقول : تبعا لمبدأ العقلانية : ألا يُمكن أن يكون الفريقان على حقّ ؟
الجواب : بلى .
وقد أثبت الله وَصْف الإيمان للمقتتلِين ، فقال تبارك وتعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .
أما أهل الجَمَل فتمّ الإصلاح بينهما كما تقدّم ، واكرم عليّ رضي الله عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ولا يُظنّ بأبي الحسن غير ذلك .
وأما أهل صِفِّين فتم الاصطلاح على أمر التحكيم .
فلا نعلم أن فريقا بغى على الآخر .
وقد قال سبحانه وتعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) .
فالله أثبت الإيمان لكلا الطائفتين ، فهل تستطيع أنت أن تنفي الإيمان عن إحدى الطائفتين ؟
وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم أن المختَلِفِين من المسلمين ، فقال : ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين . رواه البخاري .
فكلا الطائفتين والفِئتين من المسلمين .
ولهذا كان أهل السنة لا يخوضون في ما وقع بين الصحابة لأن هذا مما يُوغِر الصّدور ، ولأننا قد نُهينا عن الخوض في ذلك ، وأُمِرنا بالسكوت إذا ذُكِر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : إذا ذُكر أصحابي فأمْسِكُوا ، وإذا ذُكرت النجوم فأمسكوا ، وإذا ذُكر القَدَر فأمسكوا . رواه الطبراني في الكبير واللالكائي في الاعتقاد . وصححه الألباني .
ولا نسبّ أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم امتثالاً لأمره عليه الصلاة والسلام حينما قال :
لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي ، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبا ما أدرك مُـدّ أحدهم ولا نصيفـه . رواه البخاري ومسلم .
ونحن نُثبت قوله عليه الصلاة والسلام لعمّار بن ياسر رضي الله عنه : ويح عَمّار تقتله الفئة الباغية . رواه البخاري ومسلم .
قال يعقوب بن شيبة : سمعت أحمد بن حنبل سُئل عن هذا ، فقال : فيه غير حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وَكَرِه أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا .
قال الرافضي :
السؤال الثامن :
أن الخارجين على علي بن أبي طالب هم عندكم متأولين مجتهدين ولا يضرّ خروجهم عليه بدخولهم الجنة ؟
فهل ستطبقون نفس المعايير إذا ما خرج أحد ضد غير عليّ من الخلفاء ؟
لماذا سميتم من خرج على أبي بكر بأهل الردة ؟ مع أن الروايات الموجودة في البداية والنهاية وتاريخ الطبري تفيد بأن هؤلاء من أهل الإسلام .
الـردّ :
مَن خَرَج على أبي بكر لم يَخرج ضد الحاكم والخليفة وإنما هو ضد الإسلام ككلّ .
وبين الحالتين كما بين المشرق والمغرب !
فالذي يخرج على حاكم قد يكون مُتأوِّلاً ، والذي يرفض الإسلام أو بعض شعائره لا يُمكن اعتباره مُتأوِّلاً .
فالذين سُمُّوا بالمرتدِّين هم طوائف ، منهم مَن مَنَع أداء الزكاة ، ومنهم من ارتدّ عن الإسلام بموت النبي صلى الله عليه وسلم .
ولسنا نحن الذين سمّيناهم بذلك ، بل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم سمّوهم كذلك .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدّت العرب ، قال عمر : يا أبا بكر كيف تُقَاتِل العرب ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، ويُقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة . والله لو منعوني عناقا مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه . قال عمر رضي الله عنه : فلما رأيت رأي أبي بكر قد شرح علمت أنه الحق . رواه النسائي بهذا اللفظ ، وأصله في الصحيحين .
أما الذين خَرَجوا على عثمان رضي الله عنه فلَم يُسمّوا مرتدِّين ، وكذلك الذين خَرَجوا على عليّ رضي الله عنه .
لتعلم أن أهل السنة أهل إنصاف وعدل .
فالذين خَرَجوا على عثمان وقَتَلوا صاحب القرآن وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنتيه ، هم دُعاة فتنة ، تستّروا بحجج داحضة ، وكَتَبوا كُتُباً وزوّروها على ألسنة بعض الصحابة – كما تقدّم – يقودهم ابن سبأ اليهودي المتستّر بالرّفض !
والذين خَرجوا على عليّ رضي الله عنه سُمُّوا خوارج .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم علياً بهؤلاء ، وبعلاماتهم ، فمن ذلك :
ما رواه مسلم من طريق عبيد الله بن أبي رافع – مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم – أن الحرورية [ الخوارج ] لما خَرَجَتْ على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قالوا : لا حكم إلا لله ! قال عليّ : كلمة حق أريد بها باطل ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء ، يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم - وأشار إلى حلقه - مِنْ أبغض خلق الله إليه ، منهم أسود إحدى يديه طُـبْـيُ شاة أو حلمة ثدي ، فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : انظروا ، فنظروا فلم يجدوا شيئا ، فقال : ارجعوا فو الله ما كذبت ولا كذبت - مرتين أو ثلاثا - ثم وجدوه في خربة ، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه .
(طُـبْـيُ شاة ) ضرع شاة .
وبين الفريقين فرق وبَون ، وذلك أن الذي يرفض بعض شعائر الإسلام يُسمى مرتداً .
والذي يخرج على الحاكم لشُبهة أو لهوى يُسمى باغياً .
والتفريق بينهما جاء في القرآن .
فمن ذلك :
قوله تعالى : ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .
وقوله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) الآية .
وقال في شأن الباغي : ( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
وقال في شأن الخصمين : ( قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ) .
وهذا يُبيِّن أصل التفريق ، فإن من بَغَى على غيره وَجَب الْحُكم بينهما أو الإصلاح بينهما .
فإن كان في حال قِتال وَجَب الإصلاح بينهما ، لقوله تعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .
فالطائفة التي تُقاتِل بعد الإصلاح ولا تَقْبَل به تُعتبر باغية ولا تُسمى مرتدّة .
فهذا أصل التفريق بين اللفظين وبين الْحُكمَين .
فلو خَرَج خارج على أبي بكر لقِيل في حقِّه باغٍ أو خارجي ، أما أن يَخرج عن الإسلام كله أو بعضه فهذا مرتد لا باغٍ .
قال الرافضي :
السؤال التاسع :
أن أهل السنة عندهم أربعة مصادر للتشريع .. القرآن السنة القياس والاجتهاد .. فهل أخذت تلك المصادر بعين الاعتبار من قبل المختلفين في سقيفة بني ساعدة ؟
الـردّ :
الاجتهاد مُختَلَف فيه وليس من الأدلة المتفق عليها ، وأما الأدلة المتفق عليها بين أهل السنة فهي :
القرآن ، والسنة ، والإجماع ، والقياس .
وأما قول الرافضي :
فهل أُخذت تلك المصادر بعين الاعتبار من قبل المختلفين في سقيفة بني ساعدة ؟
فالجواب عنه : نعم أُخِذتْ بِعين الاعتبار ، والأدلة على ذلك :
أن القرآن فيه مَدح أبي بكر رضي الله عنه ، كما تقدّم ، فَتمّ تقديمه .
والسنة فيها النصّ على خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، فَتمّ تقديمه . وقد سَبَقت أدلة السنة في النص على خلافة أبي بكر ، وعدم النص على خلافة غيره ، وبهذا نَطَقتْ كُتب الرافضة قبل كُتب السنة ، أعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَنصّ على عليّ رضي الله عنه ، وقد تقدّمت الأدلة في ذلك .
والإجماع قد أُخِذ به في سقيفة بني ساعدة ، فإنهم بايَعوا أبا بكر بالإجماع بعد وقوع الخلاف ، والإجماع مُنعقد على بيعة أبي بكر ، بما في ذلك قبول عليّ رضي الله عنه كما تقدّم بقوله وفِعله .
وأما القياس فإن الذي قاس في هذا الموضع هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي قال :
فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا .
فهذا قياس جَليّ .
فإن شأن الدِّين أعظم ، وقد قدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر في الصلاة – التي هي عَمود الدِّين – ، والدنيا تأتي تبعاً للدِّين ، فقَدَّم الصحابة أبا بكر في أمور دنياهم ، وهي الخلافة .
فاجتمعت أدلة الكتاب والسنة والإجماع والقياس على خلافة أبي بكر رضي الله عنه .
وإمامة أبي بكر ثابتة بالنص – كما تقدّم – وهي لازِمـة للرافضة !
كيف ؟
جَلَسْتُ يوما في المسجد النبوي إلى جوار مُعمّم إيراني ! وكان يقرأ القرآن ، فسألته : ماذا تقرأ ؟
قال : هذا – وأشار إلى المصحف – مُستغرِبا السؤال ؟
قلت : نعم
قال : هذا كلام ربي .
قلت : وهل تؤمن به ؟!
قال : طبعاً .
قلت له : مَن جَمَعَ هذا القرآن ؟
فسكت ، ثم قال : الصحابة .
قلت : بالتحديد مَنْ ؟
قال : أبو بكر .
قلت : ومن ؟
قال : وعثمان .
قلت : هذا يعني أن الخلفاء الثلاثة هم من جَمَع هذا القرآن .
قال : نعم
قلت : إذا يَلزمك أحد أمرين :
إما الاعتراف بإمامتهم ، وقبول هذا القرآن .
أو ردّ إمامتهم وردّ القرآن .
قال – متمحِّلاً – :هذا ليس بِلازِم !
قلت : بلى ، وبينهما تلازم .
فلو جَمَع اليهود كتابا وقالوا لنا هذا قرآن ، فهل نقبَـلـه ؟
قال : لا
قلت : ولو جاءك كتاب قيل : هذا من الخميني . هل تقبله ؟
قال : نعم
قلت : هذا التفريق يلزم منه أحد الأمرين .
وهذا لازم لكل رافضي
إما أن يَقبَل القرآن ويقول بإمامة من جَمَعوه .
وإما أن يَدّعي تحريف القرآن ، ويردّ إمامة من جَمَعوه .
فالمصاحف تُعرف إلى اليوم بالمصاحف العثمانية ، والرسم يُعرف بالرسم العثماني ، نسبة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه .
قال الرافضي :
السؤال العاشر:
إن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز عن وجود منافقين من أهل المدينة مَردوا على النفاق وإن الله يعلمهم .. في أي معسكر كان هؤلاء بعد وفاة النبي (ص) يوم انقسم المسلمين إلى حزبين حزب علي اللي رفض البيعة وأعوانه ، وحزب أبي بكر وعمر وأتباعهم ؟
ومن بايع هؤلاء المنافقين ؟
الـردّ :
في هذا السؤال إساءة أدب في حق عليّ رضي الله عنه .
كيف ؟
يَزعم هذا الرافضي أن علياً رضي الله عنه لم يُبايع أبا بكر رضي الله عنه .
فهل خَرَج عليّ عن إجماع المسلمين ؟
وهل قَبِل عليّ رضي الله عنه أن يأخذ سبية من سبايا بني حنيفة كما تقدّم ، ليُناقِض نفسه ؟
فالرافضة تزعم أن علياً رَفَض بيعة أبي بكر ، وعليّ قبِلها بقوله وفِعله .
والرافضة تُسيء إلى عليّ رضي الله عنه في قولها هذا .
كيف يُنسب هذا إلى عليّ ؟
هل يُتصوّر أن يعيش عليّ على هامش الحياة ؟
ولا يأخذ بِحقِّه ومعه أتباع – كما يَزعم هذا المتسائل – بقوله : (حزب علي اللي رفض البيعة وأعوانه) .
أيرضى الأسد الضرغام والشجاع الصنديد بمثل هذا الموقف ؟
لو كان من أطراف الناس ، أو ممن لا يُؤبَـه له ، لربما قِيل ذلك في حقِّـه .
أما في حقّ أبي الحسن فهذا القول مَنْقَصَة في حقِّـه .
ومثل هذا الزعم والْمَنْقَصَة زعم الرافضة أن عُمر رضي الله عنه كَسَر أضلاع فاطمة رضي الله عنها !
فأين أبا الحسن رضي الله عنه ليأخذ بثأره وحقِّـه ؟
إن ضعفاء الناس لا يَرضون بهذا فكيف يَرضى به عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ؟
وكيف يُتصوّر أن عمر رضي الله عنه الذي تزوّج أم كلثوم بنت عليّ ثم يكسر أضلاع أمِّها ؟
هذا غير مُتصوّر على الإطلاق .
وأما شُبهة الرافضي هذه ، وهي ما أخبر الله عنه من شأن المنافقين في قوله تبارك وتعالى : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) .
فالجواب في نفس الآية .
كيف ؟
لقد قال الله تعالى لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : ( لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) ، فَمَا علِم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم إلا القليل .
ولذا كانت أسماء المنافقين تخفى على الصحابة رضي الله عنهم ، ومَن عُلِم منهم ، فقد مات ، كعبد الله بن أُبي ، فإنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن عَلِمه النبي صلى الله عليه وسلم فقد أعْلَم به أمين سِرِّه : حُذيفة رضي الله عنه ، ولذا كان عمر رضي الله عنه يسأله : هل سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم . فيقول : لا ، ولا أُزكّي أحدا بعدك .
وقد أخفى الله أسماء المنافقين لِحِكم عديدة ، منها :
أنه أدعى للتوبة من النِّفاق ، وقد تاب بعض المنافقين .
أن الله يَبتلي المؤمنين بالمنافقين .
أن المنافق يُعامَل في الدنيا مُعاملة المؤمن .
فالمنافقون ما كانوا يستعلِنون بالنِّفاق على رؤوس الأشهاد ، ولذا لما سُئل حذيفة رضي الله عنه : يا أبا عبد الله النفاق اليوم أكثر أم على عهد رسول الله ؟ فضرب بيده على جبهته وقال : أوه ! وهو اليوم ظاهر ! إنهم كانوا يستخفونه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولما قال رجل : اللهم أهلك المنافقين . قال حذيفة : لو هَلَكُوا ما انتصفتم من عدوكم !
ولما قيل للحسن : يا أبا سعيد اليوم نفاق ؟ قال : لو خرجوا من أزقة البصرة لاستوحشتم فيها !
وهذا يدل على استخفاء المنافقين .
فهذا السؤال الذي أورده ليس في محلّه .
وليس في هذا السؤال سوى سوء الأدب مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وأما قوله : ( ومن بايع هؤلاء المنافقين ؟ )
فلم يُبايِع أحدٌ من الناس أحدً من المنافقين !
وهو يَقصد ومن بايَع هؤلاء المنافقون !
قال الرافضي :
السؤال الحادي عشر:
أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز أن من يقتل مسلما مؤمنا فنصيبه جهنم ، وأنه ملعون ، ومع ذلك فالتاريخ يخبرنا أن 70800 مسلم قتل في معارك الجمل وصفين ؟ فما هو مصير القتلة هنا ؟
الـردّ :
وهذا سوء أدب آخر مع عليّ رضي الله عنه ، فإن علياً رضي الله عنه ممن قاتَل في تلك المعارِك .
فالواجب التّرضّي عن الصحابة وعدم الخوض فيما شَجَر بينهم ، وقد تقدّم سبب ذلك والتفصيل فيه .
وقد رأيت الرافضي في هذه الاعتراضات يُورِد الآيات بالمعنى ، وهذا لا يجوز ، وهو خلاف التأدّب مع الله .
وأبسط رد على هذا السؤال الذي أورده :
أن الله أثبت الإيمان للقاتِل والمقتول ، فقال : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) فأثبَت الإيمان للطائفتين .
وأبته النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة ، يَقاتِل هذا في سبيل الله فيُقْتَل ، ثم يتوب الله على القاتِل ، فيُسلم فيُقاتِل في سبيل الله عز وجل ، فيُستشهد . رواه البخاري ومسلم
وأما آية النساء : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) فهي على سبيل التهديد والزّجر ، ألا ترى أنه إذا جاءك شخص يُريد أن يَقتُل آخراً أنك تزجره وتُهدِّده ، وتقول له : إن الله توعّد القاتِل بالنار والغضب واللعنة .
وفي آية النساء ذِكر الجزاء ، وليس من شرط الجزاء أن يَقع ، ولا من شرط العقوبة الإيقاع .
فإن الله يغفر لمن يشاء ما دون الشِّرك ، كما في قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) .
ونحن نعتقد أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اجتهدوا في هذا الأمر ، فمن أصاب فَلَه أجران ، ومن أخطأ فَلَه أجر ، ومن وقع في أعراضهم فَعَليه وِزر .
كما أننا لا نعتقد العصمة في الصحابة ولا في العلماء كما تدّعيه الرافضة في الأئمة ، بل يَزعمون أن الأئمة يعلمون الغيب ، وأنهم يَعلمون متى يموتون !
ففي الكافي ( 1/ 258 ) بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) يَعْلَمُونَ مَتَى يَمُوتُونَ ، وَأَنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ إِلا بِاخْتِيَارٍ مِنْهُمْ
ثم روى الكليني بإسناده عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : أَيُّ إِمَامٍ لا يَعْلَمُ مَا يُصِيبُهُ وَ إِلَى مَا يَصِيرُ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ !
ثم عقد الكليني باباً في كتابه الكافي ( 1 / 260 ) الذي هو أصح كتب الرافضة فقال :
بَابُ أَنَّ الأئِمَّةَ ( عليهم السلام ) يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ أَنَّهُ لا يَخْفَى عَلَيْهِمُ الشَّيْءُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ !
إذا كان هذا في حق الأئمة في اعتقاد الرافضة ، فماذا بقي في عِلم الله ؟!
وأي غيب أثبت الله أنه لا يَعلمه إلا هو ؟
أليس الله هو القائل عن نفسه : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) ؟
وهو القائل : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) .
فهل الغيب الذي لا يعلمه إلا الله والذي اختصّ بِعِلمه سبحانه وتعالى هو الذي يَعلمه الأئمة ؟
وهل الغيب الذي لا يُظهر عليه أحداً إلا من ارتضى من الرسل ، فعلّمهم ما يَحتاج إليه الناس ، ليس محجوبا عن الأئمة ؟
إن الأئمة لم يَدّعوا ذلك لأنفسهم ، وإنما ادّعاه من انتسب إليهم – زورا وبهتانا – .
والله المستعان .
قال الرافضي :
السؤال الثاني عشر :
من بين ال 124000 نبي المرسلين من الله لهداية البشر .. هل هناك أي دليل يثبت أن ما تركه هؤلاء الأنبياء ذهب صدقة ؟
ولماذا استأثر بعض نساء النبي بإرث النبي كالبيت مثلا ؟
وإذا كانت نساء النبي من أهل البيت كما يقول السنة فالصدقة عليهم حرام !
الـردّ :
أولاً : هذا العدد ما مصدره ؟ وما صحة القول به ؟!
ثانياً : هل هناك دليل على أن ما تَرَكه هؤلاء الأنبياء أُعطِيَ لورثتهم ؟
فعلى سبيل المثال : سليمان عليه الصلاة والسلام له أكثر من مائة زوجة .. فأين هو الدليل على أن ما تَرَكه سليمان عليه الصلاة والسلام قُسِم على ورثته ومن بينهم زوجاته ؟
وقول الله تعالى : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) فإن سليمان ورِث العِلم والحِكمة والنبوّة .
فإن قلتَ : وَرِثَ كل شيء .
قلنا لك : أين الدليل على ذلك ؟
ثم إن كان كما قلت : فأين بقية ورَثة داود عليه الصلاة والسلام ؟
وفي " الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين " للسيد عبد الله شُبّر ( مفسِّر رافضي ) أن أبناء داود تسعة عشر .
وهذا التفسير من التفاسير المعتمدة لدى الرافضة .
فهل يُمكن أن يرِث سليمان دون بقية أبناء داود ؟
فإن قُلتم : لا .
قلنا : هذا هو الحق ، وهو مُتّفق عليه ، من أن الأنبياء لا يُورَثُون .
وإن قُلتم : نَعم .
فأنتم محجوجون باحتجاجكم !
فأنتم تزعمون أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ورِثنه دون ابنته !
أما نحن فنعتقد أن ما تركه الأنبياء لا يُورَث لقوله عليه الصلاة والسلام : لا نُورَث ما تَرَكْنَا فهو صدقة . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن كثير : قال الله تعالى : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) أي وَرِثَه في النبوة والملك ، وليس المراد وَرِثَه في المال ، لأنه قد كان له بنون غيره ، فما كان ليخص بالمال دونهم ، ولأنه قد ثبت في الصحاح من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركنا فهو صدقة . وفي لفظ : نحن معاشر الأنبياء لا نورث . فأخبر الصادق المصدوق أن الأنبياء لا تُورَث أموالهم عنهم كما يُورَث غيرهم بل يكون أموالهم صدقة من بعدهم على الفقراء والمحاويج ، لا يَخُصُّون بها أقرباؤهم لأن الدنيا كانت أهون عليهم وأحقر عندهم من ذلك كما هي عند الذي أرسلهم واصطفاهم وفضلهم . اهـ .
فأتوا بخبر واحد يُفيد أن نبياً من الأنبياء وَرِثه ورثتُه كما يتوارث الناس .
وقول الرافضي : (ولماذا استأثر بعض نساء النبي بإرث النبي كالبيت مثلا ؟ )
فالجواب عنه :
أن عائشة رضي الله عنها لم تستأثر بشيء من إرثه صلى الله عليه وسلم .
فإن الرافضة يقولون : لماذا بقيت عائشة في بيتها ؟ فهم يَزعمون بذلك أنها ورثته !
وهذا ليس بصحيح من وجهين :
الوجه الأول : أن عائشة ما كانت تتصرّف في حجرتها ، وما كان لها ذلك ، وقد دُفِن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هل يُمكن أن تتصرفّ في حُجرة دُفِن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وهل يُمكن أن تُوهب تلك الحجرة ؟
هذا ليس بمتصوّر عقلا .
الوجه الثاني : أن بقاء عائشة رضي الله عنها في حجرتها لا يعني أنها ملكتها ولا أنها ورثتها ، وإنما أُقِرّتْ عليها وفيها .
وهذا يؤكِّد على قوله عليه الصلاة والسلام : ما تَرَكْنَا فهو صدقة .
فعائشة رضي الله عنها كسائر الناس في ذلك ، بل هي أولى الناس أن يُقرّ في تلك الحجرة .
ولذا فإن عمر رضي الله عنه استأذن عائشة رضي الله عنها أن يُدفَن في تلك الحجرة ، لا لأنها تملكها ، وإنما تأدّبا مع أم المؤمنين رضي الله عنها .
ثم هي حجرة صغيرة ، كانت إذا نامت فيها لم يبق للنبي صلى الله عليه وسلم مُتّسعاً للسجود .
فلو كانت عائشة رضي الله عنها أُعطِيتْ نصيبها من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم هل كانت تُعطى حجرة دُفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
بل لو كان ميراث النبي صلى الله عليه وسلم قُسِم على زوجاته – كما يزعم الرافضي – لما رضيَتْ بتلك الحجرة الصغيرة ، ومما تَرَكه النبي صلى الله عليه وسلم فَدَك .
فهل صح عند أهل السنة أو عند الرافضة أن أبا بكر أو عمر قسما فَدَك بين زوجاته صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب : لا
والدليل على ذلك ما رواه البخاري من طريق عروة عن عائشة رضي الله عنها أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرَدْن أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن ، فقالت عائشة : أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا نورث ما تركنا صدقـة ؟
وإنما يتشبّث الرافضة بالقشّـة !
وهي زعمهم أن عائشة أُقِرّت في حجرتها فهذا يعني أنها ورثتها !
وهذا خلاف الحقيقة .
ولا يَجوز أن تُورّث عائشة ولا غيرها حجرة دُفِن فيها النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم يُورِدون استئذان عمر أن يُدفَن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع صاحبه ، وهذا هو الآخر ليس فيه مُستمسك ، فإن عمر رضي الله عنه تأدّب مع أمِّـه فاستأذنها .
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : لا يقتسم ورثتي دينارا ، ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة . رواه البخاري ومسلم .
فهذا صريح في استثناء نفقة نسائه ومئونة عامله ، وهو ليس من الميراث الذي يُقسم سمة الميراث ، بل هو صدقة من الصدقات .
وقول الرافضي : (وإذا كانت نساء النبي من أهل البيت كما يقول السنة فالصدقة عليهم حرام )
فالجواب عنه :
أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم من آل بيته ومِن أهله بنصّ القرآن .
فإن الله قال عن نوح : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) .
وقال في شأن زوجة إبراهيم : ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) .
وقال عن لوط : ( إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) .
وقال في شأن زوجات نبيِّنا صلى الله عليه وسلم : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) .
فالخِطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن .
ونحن نُصَلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وعلى زوجاته .
روى البخاري ومسلم من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا : يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
فإن ذُكِر آل البيت وحدهم دَخَل فيهم زوجاته صلى الله عليه وسلم .
والصيغة المشهورة :
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . رواه البخاري ومسلم .
وأما حديث الكساء فقد رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مُرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .
فهذا الحديث ليس فيه حصر آل البيت في هؤلاء ، فإن أزواجه صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، وهن من أهل بيته ، والآيات السابقة صريحة في ذلك .
والصلاة الإبراهيمية صريحة أيضا ، كما تقدّم في الرواية .
وأما الصدقة فإنها تَحرم على بني هاشم وبني المطّلب فحسب – على الصحيح – .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى بني هاشم وبني المطّلب ، ومَنَع بني عبد شمس وبني نوفل .
روى البخاري من طريق جبير بن مطعم قال : مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ، ونحن وهم منك بِمَنْزِلة واحدة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد .
فهؤلاء هم الذين تَحرم عليهم الصدقة .
وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف .
وعثمان بن عفان بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف .
فأولاد عبد مناف بن قصي أربعة :
هاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل .
فهؤلاء الأربعة يلتقون في عبد مناف ، ومع ذلك لا تَحرم الصدقة إلا على بني هاشم وبني عبد المطّلب .
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله :
الصحيح أن المراد بذي القربى في الآية بنو هاشم وبنو المطلب دون بني عبد شمس وبني نوفل .
ووجهه أن بني عبد شمس وبني نوفل عادوا الهاشميين وظاهروا عليهم قريشا فصاروا كالأباعد منهم للعداوة وعدم النصرة . اهـ .
فتحريم الصدقة شيء ، وكون زوجاته من أهل بيته شيء آخر .
ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم مَنَع بني عبد شمس وبني نوفل من سهم ذوي القُربى ؟ مع كونهم أبناء رجل واحد .
وأما مسألة ميراثه صلى الله عليه وسلم التي يُدندن حولها الرافضة ، وما يتعلّق بأرض فَدَك ، وقوله عليه الصلاة والسلام : لا نُورَث ما تَرَكْنَا فهو صدقة .
فالجواب عنها من وجوه :
الوجه الأول : أن الأنبياء لا يُورَثون ، ومَن قال بِخلاف ذلك فعليه الدليل ، ولا دليل .
الوجه الثاني : أن آل البيت شهِدوا بصحة حديث : لا نورَث ، ما تركنا صدقة .
بل شهد به عليّ بن أبي طالب نفسه .
روى الإمام البخاري في صحيحه أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفَدَك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث . ما تركنا فهو صدقة . إنما يأكل آل محمد من هذا المال - يعني مال الله - ليس لهم أن يَزيدوا على المأكل . وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأعمَلَنّ فيها بما عَمِل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتشهد عليّ رضي الله عنه ثم قال : إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ، وذَكَرَ قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم . فتكلم أبو بكر فقال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إلي أن أصِلَ من قرابتي .
فأين هذا ممن زعم الظلم لبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أكان عليّ رضي الله عنه قال ذلك تقيّـة ؟
أو كان عليّ رضي الله عنه ضعيفاً لا يأخذ حقّـه ؟
وروى الإمام مسلم في صحيحه أن عمر رضي الله عنه كان في مجلسه فاستأذن عليه عباس وعليّ رضي الله عنهما ، فأذن لهما فقال عباس : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا ، فقال القوم : أجل يا أمير المؤمنين ، فاقض بينهم وأرِحهم .
فقال عمر : اتئِدا . أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركنا صدقة ؟
قالوا : نعم .
ثم أقبل على العباس وعليّ فقال : أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركناه صدقة ؟
قالا : نعم .
فقال عمر : إن الله جل وعز كان خصّ رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره . قال : ( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ) .
وفي رواية للبخاري أن عُمر قال لعلي وعباس : أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك ؟ قالا : نعم ، فَتَوَفَّى الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو بكر : أنا وَلِيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها فَعَمِلَ بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تَوفى الله أبا بكر ، فقلت : أنا ولي وليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضتها سنتين أعمل فيها ما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، ثم جئتماني وكلِمتكما واحدة وأمركما جميع ، جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك وأتاني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها . فقلتُ : إن شئتما دفعتها إليكما بذلك . فتلتمسان مني قضاء غير ذلك ؟ فو الله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة ، فإن عجزتما فادفعاها إليّ فأنا أكفيكماها .
فهذا عُمر رضي الله عنه يقول للعباس وعليّ رضي الله عنهما : إن شئتما دفعتها إليكما .
فلماذا لم يَقبضاها ؟ ثم يَقسمانها على ورثة النبي صلى الله عليه وسلم كما تزعم الرافضة !
بل جاء في رواية لمسلم صريحة في أن عمر رضي الله عنه دَفَع بعض ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عليّ والعباس رضي الله عنهما .
ففي صحيح البخاري ومسلم : فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى عليّ وعباس ، فغلبه عليها عليّ ، وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر .
فهذه الرواية الصحيحة تُثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم دَفَع صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت بالمدينة إلى عليّ والعباس .
فأين هو الدليل أن علياً رضي الله عنه أعطى فاطمة نصيبها من ميراث أبيها ؟
فمن طَعَن في أبي بكر وعُمر بشأن ميراث فاطمة فيَلزمه أن يَطعن في عليّ لأنه عمِل كما عَمِلا !
ومن طريف ما يُروى في هذا المقام ، وإلزام الرافضة بمثل هذا اللزوم ، ما رواه ثعلب عن ابن الأعرابي قال : أول خطبة خطبها السفاح في قرية يقال لها العباسية ، فلما صار إلى موضع الشهادة من الخطبة قام رجل من آل أبي طالب في عنقه مصحف فقال : أذكّرك الله الذي ذَكَرْتَه ألا أنصفتني من خصمي ، وحكمت بيني وبينه بما في هذا المصحف .
فقال له : ومَن ظَلَمَك ؟
قال : أبو بكر الذي مَنَعَ فاطمة فَدَكاً .
قال : وهل كان بعده أحد ؟
قال : نعم .
قال : مَنْ ؟
قال : عمر .
قال : فأقام على ظلمكم ؟
قال : نعم .
قال : وهل كان بعده أحد ؟
قال : نعم .
قال : مَنْ ؟
قال : عثمان .
قال : وأقام على ظلمكم ؟
قال : نعم .
قال : وهل كان بعده أحد ؟
قال : نعم .
قال : ومَنْ هو ؟
قال : عليّ .
قال : وأقام على ظلمكم ؟
قال : فأسكت الرجل ! وجَعَل يلتفت إلى ورائه .
فأثبتوا لنا أن عليا رضي الله عنه قَسَم ميراث النبي صلى الله عليه وسلم سواء فيما تولاّه زمن عمر ، أم في زمان خلافته هو رضي الله عنه .
وأين إثبات ذلك ؟
فهل أعطى ورثة فاطمة حقّهم من فَدَك وسهم النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر ؟
فإن لم تأتوا به – وهو الحق – فلا أقل من مُعاملة أبي بكر وعمر كمعاملة عليّ رضي الله عنهم أجمعين .
ثم إن الرافضة تزعم أن أبا بكر وعمر ظلما فاطمة ميراثها .
وها هو العباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وها هو عليّ رضي الله عنه زوج ابنته يُقرّان بقول النبي صلى الله عليه وسلم ويتذكّرانه يوم ذكّرهما به عُمر رضي الله عنه ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم :
" لا نورث ما تركناه صدقة " .
فيلزم من تكذيبنا لهذا الخبر لانفراد أبي بكر به – كما يَزعم بعضهم – أن نُكذّب العباس وعليّ رضي الله عنهما ، لأنهما وافقا أبا بكر عليه ، وشهدا بِصحّة قول عمر .
وهما يشهدان عليه شهادة بعد أن نشدهما عمر رضي الله عنه فقال : أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركناه صدقة ؟
فهل شهدا على كذب وزور ؟؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .
وعند أبي داود أن العباس وعلي دخلا على عمر وعنده طلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد وهما يختصمان فقال عمر لطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد : ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل مال النبي صلى الله عليه وسلم صدقة إلا ما أطعمه أهله وكساهم إنا لا نورث ؟ قالوا : بلى .
يعني كل هؤلاء شهدوا على صدق عمر رضي الله عنه وعلى صدق أبي بكر رضي الله عنه ثم تأتي الرافضة لتّكّذّب الأخيار الأبرار !!!
والحديث لم ينفرد به أبو بكر رضي الله عنه بل رواه عمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين .
الوجه الثالث : أن الله خصّ نبيّه بشيء لم يخصّ به غيره ، وهو الفـيء ، وهو الغنائم التي أُخِذت من غير قِتال .
وخصّ بني هاشم وبني المطّلب بسهم ذوي القربى ، فلا تحلّ لهم الصدقة – كما تقدّم – .
الوجه الرابع : هل ردّ عليّ رضي الله عنه هذا الميراث لورثته حينما تولّى الخلافة ؟!
الجواب : لا .
إذا يُقال في حق عليّ رضي الله عنه ما يُقال في حق أبي بكر وعُمر إذ لم يُعطيا فاطمة حقها من ميراث أبيها.
قد يقول قائل : فاطمة قد ماتت آنذاك .
والجواب : أن فاطمة رضي الله عنها وإن ماتت ، إلا أنه إذا كان لها حق في ميراث أبيها ، فهو لورثتها من بعدها .
فلماذا لم يَقسمه عليّ رضي الله عنه حينما تولّى الخلافة وصار الأمر له ؟!
بل لماذا لم يَقسِمه وقد وُكِل إليه ؟
وقد تقدم هذا .
الوجه الخامس : إذا كان رسول الله يُؤيِّد بالوحي – وهو كذلك – فلماذا لم يَقسِم أرض فدَك وسهمه في خيبر على ورثته ؟
فإن قيل : النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما يكون بعده .
فيُقال : فالله يعلم ما كان وما يكون ، ولم يأمر نبيّـه صلى الله عليه وسلم بأن يَقسم ميراثه قبل موته لئلا تُظلَم ابنته .
وهل يُتصوّر أن الله أقرّ نبيّه على ظلم ابنته ؟!
أما في ظل عقيدة ( البداء ) التي يَعتقدها الرافضة والمستمدّة من عقائد اليهود التي تَنْسِب الجهل إلى الله فقد يجوز مثل هذا !
هذا إذا قلنا إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يَعلم ما يكون بعده على معتقد أهل السنة والجماعة ، أما على اعتقاد الرافضة من الأئمة يعلمون الغيب – كما تقدّم – فيلزم على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم يَعلم الغيب عند الرافضة ! ويلزم من هذا أن يكون علِم ما سيكون بعده في شأن ابنته ، ولم يُنصِفها .
أقول هذا من باب إلزام الرافضة ، وإلا فإن عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يَعلم الغيب إلا الله
وليُعلم أن أهل السنة هم أعفّ الناس ألسنة ، وهم أكثر الناس تأدّبا مع مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلا ينسبونه إلى الخطأ ، ولا إلى الجهل ، ولا إلى الظلم ، كما هو لازم دِين الرافضة وعقيدتهم وأقوالهم !
الوجه السادس : أن فاطمة رضي الله عنها ليست كبقيّة النساء .
كيف ؟
سألني مرّة بعض الرافضة : لماذا كل بنت ترِث من أبيها إلا فاطمة ؟
فأجبت : لأن كل بنت ليست بنت نبي غير فاطمة !
ولأن فاطمة هي بنت سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، فليست مثل سائر النساء ، ولا كَبقيّة البنات
وثمّة شُبهة يتمسّك بها الرافضة ، وهي قولهم : إن أبا بكر أنفذ وعد النبي صلى الله عليه وسلم لِجابر رضي الله عنه ، ولم يُورّث فاطمة من ميراث أبيها .
والجواب عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم وَعَد جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، فقال : لو قد جاء مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا ، فلم يجئ مال البحرين حتى قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر مُنادياً فنادى : من كان له عند النبي صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتنا . قال جابر : فأتيته فقلت : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا ، فحثى لي حثية فعددتها فإذا هي خمسمائة ، فقال : خُذ مثليها . رواه البخاري ومسلم .
فهذا من وفاء أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يُنفذ مُجرّد الوعد ، وهذا من حسنات أبي بكر ، والرافضة تعدّه من مساوئه !
والرافضة تقول : لماذا صدّق أبو بكر جابر فيما قال ، ولم يُصدق فاطمة رضي الله عنها ؟
والجواب :
أن جابر بن عبد الله يُخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وَعَدَه ، ومن وفاء أبي بكر رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنفذ وعده لجابر رضي الله عنه .
وأما فاطمة فإنها لم تقل وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم . بل تُطالب بحقها من ميراث أبيها حيث فهمت أن لها الحق في ميراث أبيها ، فهي رضي الله عنها ما قالت : وعدني أبي صلى الله عليه وسلم .
فأبو بكر رضي الله عنه لم يُكذّب الزهراء رضي الله عنها ، وإنما أفهمها أن ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم صَدَقـة بنصّ قولِه عليه الصلاة والسلام .
ويدل عليه ما رواه الترمذي عن فاطمة أنها جاءت إلى أبي بكر فقالت : من يرثك ؟ قال : أهلي وولدي . قالت : فما لي لا أرث أبي ؟ فقال أبو بكر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا نُورَث . ولكني أَعُول من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوله ، وأنفق على من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنفِق عليه .
وثمّـة شُبهة يتشبّث بها الرافضة في هذا السياق ، وهي :
أن النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بَضْعَة مني فمن أغضبها أغضبني . رواه البخاري .
تقول الرافضة : إن أبا بكر أغضب فاطمة رضي الله عنها ، فهو داخل في هذا الحديث .
وليس الأمر كما زعموا ، فإن أبا بكر رضي الله عنه عمِل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما سيأتي ، وعمِل بما اتفق عليه الخلفاء من بعده ووافقوه عليه بما في ذلك عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
فهل يُقال : إن علياً رضي الله عنه أغضب فاطمة بهذا ؟
والجواب عن ذلك من وُجوه :
الأول : سبب وُورد الحديث ، وهو خِطبة عليّ رضي الله عنه ابنة أبي جهل .
وذلك أن ن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له : إن قومك يتحدثون إنك لا تغضب لبناتك ! وهذا عليّ ناكحا ابنة أبي جهل . قال المسور : فقام النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد ثم قال : أما بعد فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدّثني فصدقني ، وإن فاطمة بنت محمد مضغة مني ، وإنما أكره أن يفتنوها ، وإنها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا . قال : فَتَرَكَ عليّ الخطبة . رواه البخاري ومسلم .
الثاني : أن أبا بكر عمِل بما عمِل به الخلفاء من بعدِه ، وهذا يعني أنه على الحق ، فالغضب الذي يُغضب فاطمة والذي يَغضب له النبي صلى الله عليه وسلم ما كان في حقّ ، أي ما كانت فيه مُحقّـة .
ونحن لا ندّعي العِصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفاطمة سيدة نساء العالمين ، وهي من بنات آدم تغضب كما يَغضبون .
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك عن نفسه ، فقال : اللهم إنما أنا بشر ، فأيّ المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا . رواه مسلم .
الثالث : أن علياً رضي الله عنه أغضَب فاطمة مرّة ، فهل يُمكن أن يُقال إن علياً رضي الله عنه أغضب فاطمة فغضبت عليه ، أو غاضبها ثم خَرَج من عندها ، أنه بفعله ذلك أغضب النبي صلى الله عليه وسلم ؟
روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت ، فقال : أين ابن عمك ؟ قالت : كان بيني وبينه شيء ، فغاضبني ، فخرج فلم يَقل عندي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان : انظر أين هو . فجاء فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شِقه وأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول : قُم أبا تراب ، قَم أبا تراب .
فلو كان هذا الإغضاب من عليّ سبب في غضب النبي ما مسح عنه التراب ، ولا مازحه بقوله هذا .
الرابع : أن أبا بكر رضي الله عنه عَرَف لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقّهم ، وما كان يسرّه أن تموت فاطمة وهي غضبى عليه . فقد طَلَب رضاها قبيل موتها .
فقد حدّث الشعبي قال : لما مرضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن ، فقال عليٌّ : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحبّ أن آذن له ؟ قال : نعم . فأذِنَتْ له ، فدخل عليها يترضّاها ، وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت . قال : ثم ترضّاها حتى رَضِيَتْ . رواه البيهقي في الكبرى وفي الاعتقاد .
قال الذهبي في سيرة سيدة نساء العالمين رضي الله عنها :
ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه ، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق ، فحدّثها أنه سمع من النبي يقول : لا نورث ما تركنا صدقة ، فَوَجَدَتْ عليه ، ثم تعللت . اهـ .
ومما يدلّ على رضاها عنه أنها رضي الله عنها أوصَتْ أن تُغسِّلها أسماء بنت عُميس امرأة أبي بكر رضي الله عنها وعنه .
قال ابن كثير : ولما حضرتها الوفاة أوْصَتْ إلى أسماء بنت عميس امرأة الصديق أن تغسلها ، فغسلتها هي وعلي بن أبي طالب وسلمى أم رافع ، قيل : والعباس بن عبد المطلب . وما رُوي من أنها اغتسلت قبل وفاتها وأوصت أن لا تُغَسّل بعد ذلك فضعيف لا يُعوّل عليه ، والله أعلم .
فلو كانت تجِد في نفسها على الصدِّيق رضي الله عنه لما أوصَتْ أن تُغسِّلها امرأته ، ولكانت بمنأى عن أهل بيت أغضبوها وغصبوها حقّها – كما تزعم الرافضة – .
قال الرافضي :
السؤال الثالث عشر :
أن الله سبحانه وتعالى أرسل 124000 نبي لهداية البشر .. فهل نقل عن أي نبي من هؤلاء أن صحابته لم يحضروا مأتمه ؟ وأنهم تنازعوا المنصب بعده ؟
الـردّ :
يُقال في هذا العدد ما قيل فيه سابقاً .
ثم يُقال : وهل نُقِل عن نبي من الأنبياء أنه عُمِل له مأتم ؟ كما هو دِين الرافضة !
الذي لا يكاد يخلو شهر من الشهور من مأتم !
وهذا يدل على أن المآتِم ليست من دين الأنبياء ، وإنما هي من دِين الرافضة الذين اتّخذوا الأئمة آلهة !
ولم يتنازَع الصحابة رضي الله عنهم المنصب بَعده .
ومن تعنيه بالانشغال بالمنصب هو من كان حضر دَفنه ، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يَدروا أين يقبرون النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال أبو بكر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لن يُقبر نبي إلا حيث يموت . فأخّروا فراشه وحَفَروا له تحت فراشه . رواه الإمام أحمد .
وحدّث ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما أرادوا أن يَحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوا إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان يضرح كضريح أهل مكة ، وبعثوا إلى أبي طلحة وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة وكان يلحد ، فبعثوا إليهما رسولين فقالوا : اللهم خِر لرسولك ، فوجدوا أبا طلحة فجيء به ولم يوجد أبو عبيدة ، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فلما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء وُضع على سريره في بيته ، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا يُصلّون عليه حتى إذا فرغوا أَدْخَلوا النساء حتى إذا فرغوا أدْخَلوا الصبيان ، ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد . لقد اختلف المسلمون في المكان الذي يُحفَر له ، فقال قائلون : يُدفَن في مسجده ، وقال قائلون : يُدفن مع أصحابه ، فقال أبو بكر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما قُبِض نبيّ إلا دُفن حيث يُقبض . قال : فرفعوا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه فحفروا له ثم دُفِن صلى الله عليه وسلم وسط الليل من ليلة الأربعاء ، ونزل في حفرته علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم أخوه وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه ابن ماجه .
فهل الذين دَخَلوا عليه أرسالاً يُصلّون عليه كانوا يتنازعون المنصب آنذاك ؟!
ثم إن الأمم الماضية كانت تسوسها الأنبياء ، فليس ثم منصب خلافة .
قال عليه الصلاة والسلام : كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي . رواه البخاري ومسلم .
والأمة قد افترقت رغم حرص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على وِحدة الصف واجتماع الكلمة ، فكيف لو ضُيِّع هذا المنصب ؟
قال الرافضي :
السؤال الرابع عشر:
إذا كان عمر ابن الخطاب مُصيبا عندما رفض طلب النبي للدواة والقلم ليكتب كتابا لن يضل به أحد بعده ... فما هي العبرة المستفادة من لا وعي النبي يومها كسنة لنطبقها لأن فعل النبي سنة ؟
وما هو مصير من يتعرض للنبي بهذه الطريقة ؟
الـردّ :
وما مصير من يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ويُسيء الأدب مع أصهاره صلى الله عليه وسلم ؟!
فعُمر رضي الله عنه هو والِد حفصة أم المؤمنين ، وهو زوج أم كلثوم بنت عليّ .
وعثمان رضي الله عنه هو زوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم .
ولم يُعرف عن أحد أنه جَمَع ابنتي نبيّ ، أي تزوّج بهما الواحدة بعد الأخرى ، سوى عثمان رضي الله عنه ، ومع ذلك لم يَسْلَم من أذى الرافضة وسبِّهم وشتمهم ولعنهم !
ومن آذى أصهار النبي صلى الله عليه وسلم فقد آذى النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس من آذى عَمِّي فقد آذاني .
ونحن نقول : ومن آذى أصهاره فقد آذاه صلى الله عليه وسلم .
وأما قول الرافضي إن عمر رفض طلب النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا يصحّ ، وإنما قال عُمر رضي الله عنه ذلك من باب التأدّب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولعدم رفع الصوت عنده صلى الله عليه وسلم ، ولكراهته لِلّغط عنده صلى الله عليه وسلم .
ثم إن ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَكتبه قاله ونُقِل إلينا .
فإنه عليه الصلاة والسلام لما قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا . فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع – ثم قال : دَعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه . وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجِيزوا الوفد بنحو ما كنت أُجيزهم . قال الراوي : ونسيت الثالثة . رواه البخاري ومسلم .
وسَبَق أنه عليه الصلاة والسلام قال لعائشة رضي الله عنها وهو في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى مُتَمَنٍّ ويقول قائل : أنا أولى . ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر . رواه مسلم .
فهذا مما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوله ويَكتبه .
وعُمر رضي الله عنه كان ينهى عن رفع الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مسجده في حياته وبعد موته .
روى البخاري من طريق السائب بن يزيد قال : كنت قائما في المسجد فحصبني رجل ، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ، فقال : اذهب فأتني بهذين ، فجئته بهما . قال : من أنتما ؟ أو من أين أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف . قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ! ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فأنكر عمر رضي الله عنه رَفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم في حال حياته ، وأنكر رفع الصوت في مسجده صلى الله عليه وسلم بعد مماته .
وهذا الرافضي يعتبر ذلك مَنقصة في حق عُمر !
قال الرافضي :
السؤال الخامس عشر :
إذا كان الشيعة هم من خذل الحسين وقتله كما يجعجع بعض الجهلة ؟ فلماذا لم ينصره السنة ؟
وفي أي موقف كانوا يومها ؟
في أي معسكر ؟
هل كانوا جانيا فخذلوه أم كانوا في معسكر يزيد ؟
أم لم يكونوا موجودين أصلا ؟
أم كانوا في رحلة في جزر المالديف..؟
الـردّ :
لن أرد عليك بحقائق التاريخ الساطعة الناصعة ، وإنما سوف أرد عليك في جواب هذا السؤال بما أثبته أئمة الشيعة الرافضة من أن الذين زعموا محبة الحسين هم من خَذَله !
وقال الإمام الحسين رضي الله عنه في دعائه على شيعته :
اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنـهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا . (الإرشاد للمفيد 241).
ودعا عليهم مرة أخرى ، فقال :
لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدّبا ، وتـهافتم كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها ، سفهاً وبعداً ، وسحقاً لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونَبَذة الكتاب ، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا ، ألا لعنة الله على الظالمين . (الاحتجاج للطبرسي 2/24) .
وقال السيد محسن الأمين :
بَايَع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً ، غَدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه . (أعيان الشيعة/القسم الأول 34) .
وقال الإمام زين العابدين لأهل الكوفة :
هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم : قاتلتم عِترتي وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي . (الاحتجاج 2/32).
وقال أيضا :
إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم ؟! (الاحتجاج 2/29).
وقالت فاطمة الصغرى في خطبة لها في أهل الكوفة :
يا أهل الكوفة ، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء ، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً . فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نـهباً . كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت . تباً لكم ! فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حلّ بكم ... ألا لعنة الله على الظالمين . تباً لكم يأهل الكوفة ، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي ، وبنيه وعترته الطيبين .
فَرَدّ علينا أحد أهل الكوفة [ ممن يدّعون محبة آل البيت ] فقال :
نحن قتلنا علياً وبني علي *** بسيوف هندية ورماحِ
وسبينا نساءهم سبي تركٍ *** ونطحناهمُ فأيُّ نطاحِ (الاحتجاج 2/28) .
وقالت زينب بنت أمير المؤمنين لأهل الكوفة :
أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر والخذل . إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب ؟ أتبكون أخي ؟ أجل والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد ابليتم بِعارِها . وأنى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة . (الاحتجاج 2/29-30).
هذا ما أثبتته مصادر الرافضة قبل غيرهم !
وقد علِم الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه بأن الذين يدّعون محبة الحسين إنما هم كَذّبَـة .
فقد قال لأخيه الحسين رضي الله عنه :
يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لما قُبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورجا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فصُرفت عنه إلى عمر ، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تعدوه فصُرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بُويع ثم نُوزع حتى جرّد السيف وطلبها فما صَفَـا لَه شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفّك سفهاء أهل الكوفه فأخرجوك .
وأما أهل السنة فما أخرجوه من داره ولا وَعدوه بالنُّصرة ، ولا زعموا أن الكوفة بل العراق كلها تحت أمره ..
ما كان أهل السنة أهل ثورة وفِتنة !
وإنما كان ذلك في أهل الرفض ، فهم الذين يَزعمون أنهم أهل ثورة !
ويَنسبُون ذلك إلى بعض الصحابة ، كعمّار بن ياسر والحسين بن علي رضي الله عنهم .
فهل علِمت مَن قَتَل الحسين ؟ ومن الذي أخرجه ثم خذَله ؟
شهِد بهذه الحقيقة علماء الرافضة قبل غيرهم .
قال الرافضي :
السؤال السادس عشر:
إذا كان لا وجود لأي خلاف بين علي والخلفاء الثلاثة ممن سبقه ، فلماذا لم يحمل علي سيفه على عاتقه ويشارك في المعارك التي خاضها هؤلاء الخلفاء ضد الكفار خصوصا وأن الجهاد واجب عيني يومها في كثير من المعارك ... بينما نجده حينما استلم الخلافة وهو في سن متأخرة حمل سيفه على عاتقه في حربه في صفين والجمل ؟
الـردّ :
ها أنت تُسيء إلى أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه المرّة تِلو الأخرى !
هل كان عليّ جباناً بحيث يقبع في بيته ، ولا يُشارك في الجهاد ؟ ولا يأخذ بِحقّه المغصوب – بزعمكم – ؟
أحد أمرين :
إما أنه يرى بيعة أبي بكر – وهذا ما تقدّم تقريره بقوله وفِعله – وإقراره أحكام أبي بكر .
وإما أنه لا يراها . فلماذا انزوى وسَكَت – كما تدّعون – ؟!
إما أن يكون شُجاعاً يقوم على رؤوس الناس ويُحرّضهم على أخذ حقّه
وإما أن يَنْزَوي ويكون جباناً .
فأيهما تختار ؟ طالما أنك تدّعي وُجود خلاف !
أما من أخذ بالقول الصحيح وهو أن عليّ بن أبي طالب كان يرى صحّة البيعة لأبي بكر ، فإنه لا يَلزمه شيء من ذلك !
نعم .. كان هناك خلاف يسير في أول الأمر ثم بايَع عليّ أبا بكر وانتهى الخلاف .
روى البخاري ومسلم عن عائشة حديثاً طويلاً – وفيه – :
وكان لعلي من الناس وجْـه حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر عليٌّ وجوه الناس ، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن يبايع تلك الأشهر ، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك ... فدخل عليهم أبو بكر فتشهد عليٌّ فقال : إنا قد عرفنا فضلك ، وما أعطاك الله ، ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ، ولكنك استبددت علينا بالأمر ، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا ، حتى فاضت عينا أبي بكر ، فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي ، وأما الذي شَجَرَ بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ، ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته . فقال عليٌّ لأبي بكر : موعدك العشيّة للبيعة ، فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن عليّ وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ، ثم استغفر وتشهد عليٌّ فعظّم حق أبي بكر وحدّث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضّله الله به ، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيباً فاستبد علينا ، فوجدنا في أنفسنا ، فَسُرّ بذلك المسلمون وقالوا : أصبت . وكان المسلمون إلى عليّ قريبا حين راجع الأمر المعروف .
فهذا عليّ رضي الله عنه قد شهد بِفضل أبي بكر وبإمامته ، بل وبايعه بعد أشهر .
فهل يبقى بعد ذلك مجالا لقائل أن يقول : إن عليا كان يرى أن أبا بكر غصبه حقّه .
فلو كان كذلك لَما بايَعه ، ولما اعترف بِفضله .
وأما أنه لم يَحمِل سيفه فقد كان الخلفاء يستشيرونه ، ويَعرفون له فضله ، ولهذا كان يبقى في المدينة .
وهذا ثابت في كُتب السنة والشيعة ( الرافضة ) .
فإن مما يُروى في كُتب الرافضة قول عمر : أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها .
وهو مُثبت في كُتب أهل السنة .
قال ابن كثير : وكان عمر يقول : أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها .
وذَكَر ابن حزم الظاهري أن هذا القول جاء عن معاوية رضي الله عنه .
وكذلك ذَكَره ابن الأثير في النهاية .
وكان عُمر رضي الله عنه يستشير عليّ بن أبي طالب وعمّه العباس .
قال ابن كثير في ذِكر نهاوند :
فصعد عُمر المنبر حتى اجتمع الناس فقال : إن هذا يوم له ما بعده من الأيام ، ألاَ وإني قد هممت بأمر فاسمعوا وأجيبوا وأوجزوا ، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم . إني قد رأيت أن أسير بمن قبلي حتى أنزل منزلا وسطا بي هذين الْمِصْرَين فأستنفر الناس ، ثم أكون لهم ردءا حتى يفتح الله عليهم ، فقام عثمان وعليّ وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف في رجال من أهل الرأي فتكلم كل منهم بانفراده فأحسن وأجاد ، واتفق رأيهم على أن لا يسير من المدينة ولكن يبعث البعوث ويحضرهم برأيه ودعائه ، وكان من كلام عليّ رضي الله عنه أن قال : يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قِلة ، هو دينه الذي أظهر وجنده الذي أعزّه وأمدّه بالملائكة حتى بلغ ما بلغ ، فنحن على موعود من الله ، والله منجز وعده وناصر جنده ، ومكانك منهم يا أمير المؤمنين مكان النظام من الخرز يجمعه ويمسكه ، فإذا انحلّ تفرّق ما فيه وذهب ، ثم لم يجتمع بحذافيره أبداً ، والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فهم كثير عزيز بالإسلام ، فأقِم مكانك واكتب إلى أهل الكوفة فهم أعلام العرب ورؤساؤهم فليذهب منهم الثلثان ويُقيم الثلث ، واكتب إلى أهل البصرة يُمِدّونهم أيضا . وكان عثمان قد أشار في كلامه أن يُمدّهم في جيوش من أهل اليمن والشام ، ووافق عمر على الذهاب إلى ما بين البصرة والكوفة فَرَدّ عليّ على عثمان في موافقته على الذهاب إلى مابين البصرة والكوفة ، كما تقدم ، وَرَدّ رأي عثمان فيم أشارّ بِهِ من استمداد أهل الشام خوفاً على بلادهم إذا قلّ جيوشها من الروم ، ومن أهل اليمن خوفاً على بلادهم من الحبشة ، فأعجب عمر قول عليٍّ وسُرّ به ، وكان عمر إذا استشار أحدا لا يُبْرِم أمرا حتى يشاور العباس . اهـ .
واستشاره عمر رضي الله عنه في فتح بيت المقدس ، وفي فتح المدائن .
وكان عمر رضي الله عنه يستخلفه على المدينة إذا خَرج عُمر رضي الله عنه لِحجّ أو عمرة أو فتوحات .
وكانت علاقة عليّ رضي الله عنه بِعُمر علاقة الأخ بأخيه .
أخرج ابن أبي شيبة من طريق أبي السفر قال : رُئي على عليّ بُرد كان يكثر لبسه . قال فقيل له : إنك لتكثر لبس هذا البرد . فقال : إنه كسانيه خليلي وصفيي وصديقي وخاصّي عمر . إن عمر ناصح الله فنصحه الله ، ثم بكى .
وأقطَع عمر علياً ينبع .
وروى جعفر بن محمد ( الصادق ) عن أبيه أن عُمر جَعَل للحسين مثل عطاء عليّ ، خمسة آلاف
وهذا يدلّ أيضا على شرعية خلافة عمر رضي الله عنه ، وإقرار عليّ بذلك ، بل وإقرار أولاده من بعده .
فإن عمر رضي الله عنه أعطى للحسين بن عليّ ابنة يزدجرد ، وهي من سبي الفُرس ، فولدتْ له زين العابدين ، ومن هذا النسل تتابع الأئمة الذين اتّخذهم الرافضة أئمة من الأئمة الاثنا عشر .
فعِماد دين الرافضة قائم على هِبة وأعطية أعطاها عُمر رضي الله عنه للحسين بن علي رضي الله عنهما .
كما كان يحضر مجلس الخلافة في زمن عثمان رضي الله عنه ، وكان عثمان يستشيره .
ولم يقتصر الحضور على عليّ رضي الله عنه بل إن الحسن كان يحضر مجلس عثمان رضي الله عنه
روى الإمام مسلم في صحيحه من طريق حُضَين بن المنذر أبو ساسان قال : شهدت عثمان بن عفان وأُتِيَ بالوليد قد صلى الصبح ركعتين ، ثم قال : أزيدكم فشهد عليه رجلان - أحدهما حمران - أنه شرب الخمر ، وشَهِد آخر أنه رآه يتقيأ ، فقال عثمان : إنه لم يتقيأ حتى شربها ، فقال : يا علي قُم فاجلده ، فقال عليّ : قُم يا حَسَن فاجلده ، فقال الحسن : وَلِّ حارها من تولى قارّها ، فكأنه وَجَدَ عليه ، فقال عليّ : يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده ، فجلده وعليّ يَعُدّ حتى بلغ أربعين ، فقال : أمسِك ، ثم قال : جَلَدَ النبي صلى الله عليه وسلم أربعين ، وَجَلَدَ أبو بكر أربعين ، وعمر ثمانين ، وكلّ سُـنَّـة ، وهذا أحب إليّ .
فهذا الحديث فيه ردود وليس ردّاً على الرافضة !
ففيه أن عليّاً رضي الله عنه كان يحضر مجلس عثمان
وأنه كان يُقرّ عثمان على إقامة الحدود ، ولو كانت ولاية عثمان غير شرعية ، فهل كان يُقرّ أو يأمر من يُقيم الحد ، والآمِر به عثمان رضي الله عنه ؟
وفيه إقرار عليّ عُمرَ على فعله في تحديد الجلد بـ 80 ، وقد تقدّم هذا في أول الإجابات .
إلى غير ذلك مما يجهله الرافضة !
وكان في زمان الخلفاء من يُقاتِل ويَقود الجيوش ، أما في زمان عليّ رضي الله عنه فقد هَلَك كثير من القادة .
فسيف الله خالد بن الوليد مات قبل خلافة عليّ ، والنعمان بن مُقرّن استُشهد في نهاوند في خلافة عمر ، وغيرهم كثير ، مما جَعَل علي بن أبي طالب يحمل سيفه ويقود الجيوش بنفسه .
مع ما ناء به من أعباء الخلافة ، حيث كان يرى أن المسؤولية أُلقيَت على عاتقه .
فهذه من أسباب عدم كثرة خروجه للقتال في زمن الخلفاء الثلاثة قبله ، وخروجه للقتال في زمنه
قال الرافضي :
السؤال السابع عشر:
إن كتب أهل السنة مليئة بالأحاديث عن رسول الله(ص) والتي يرويها عمر وعائشة وابن عمر وأبو هريرة بينما لا نجدها تحوي إلا القليل القليل من الأحاديث التي يرويها علي وفاطمة والحسن والحسين الذين تربوا في أحضان النبي ورأوه أكثر مما رآه غيرهم ؟
ما السبب ... هل عدم وجود طريق صحيح إليهم ؟
طيب نسال لماذا لم يوجد هذا الطريق الصحيح ... هل كان كل من يصاحب أهل البيت من غير الثقاة ... ولماذا لم يرو ثقاتهم عن أئمة أهل البيت اللاحقين الذين عاصروا البخاري ومسلم إلا القليل ... هل كانت روايات أهل البيت لا تعجب حفاظ السنة!
الـردّ :
بل أهل السنة يَروون عن أئمة آل البيت .
والمسألة تحتاج إلى تفصيل :
أولاً :
ليس المقياس هو القُرب من النبي صلى الله عليه وسلم أو البُعد ، ولا تقدّم الإسلام أو تأخّره ، وإنما المقياس التفرّغ لهذا الشأن ، والتحديث بما سَمِع .
فعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كان يَكتب الأحاديث ، وله صحيفة معروفة بالصحيفة الصادقة ، وشهِد له أبو هريرة بكثرة الأحاديث ، فقال أبو هريرة رضي الله عنه : ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو ، فإنه كان يكتب ولا أكتب . رواه البخاري .
وجاء عن عبد الله بن عمرو أنه تفرّغ للعبادة وانقطع لها ، ولهذا لم يُكثر التحديث .
وخبره في الصحيحين .
وجاء عن غير واحد ممن كَتَبوا أنهم أحرقوا تلك الصُّحُف ، وأمَروا الناس أن يعتمِدوا على حِفظهم ..
إلى غير ذلك من الأسباب التي تجعل الراوي أكثر أو أقل من غيره في الرواية .
وعلى سبيل المثال :
أحاديث أبي بكر رضي الله عنه قليلة ، وذلك لاشتغاله بأعباء الخلافة ، وبحروب الردّة .
وخالد بن الوليد قليل الحديث جداً ، وذلك لاشتغاله بالجهاد والمرابَطة .
وعُمر أيضا ليس من المكثرين .
ولذا قال أبو هريرة رضي الله عنه : إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ! ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ، ثم يَتلو : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ ) إلى قوله ( الرَّحِيمُ ) إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم ، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بِشبع بطنه ، ويحضر ما لا يحضرون ، ويحفظ ما لا يحفظون . رواه البخاري ومسلم .
ثانياً :
الحسن رضي الله عنه وُلِد في السنة الثالثة والحسين رضي الله عنه في السنة الرابعة من الهجرة ، فعلى هذا تكون أعمارهم دون العاشرة عند موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وتقريبا قُرابة سبع وست سنوات ، وهم يُعدّون من صغار الصحابة .
ولذلك لما قال أبو الحوراء السعدي للحسن بن علي : ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها في فمي ، فانتزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها فألقاها في التمر . رواه الإمام أحمد .
ثالثاً : بالنسبة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فإن الحقيقة أن مروياته عند أهل السنة أكثر من مروياته عند الرافضة !
قَلِّب الكافي مثلا تجد أن الرواية عن جعفر الصادق – مثلا – أكثر من الرواية عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
وقلّب الكافي فلا تكاد تجد رواية عن الحسن بن عليّ رضي الله عنه إلا نادراً .
وأما كتب أهل السنة ففي مسند الإمام أحمد فقط لِعليّ رضي الله عنه (819) حديثا بالمكرر .
ولعليّ رضي الله عنه في مسند بَقيّ بن مخلد (586) حديثا .
وله رضي الله عنه في الكُتُب الستة (322) حديثاً .
واتفق البخاري ومسلم على (20) حديثا ، وانفرد البخاري بـ (9) ومسلم بـ (15) حديثا .
يقول الدكتور علي الصِّلابي : ويُعتبر أمير المؤمنين عليّ أكثر الخلفاء الراشدين رواية لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا راجع إلى تأخّر وفاته عن بقية الخلفاء ، وكثرة الرواة عنه . اهـ .
وأما سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء رضي الله عنها فلم تُعمّر طويلا بل توفّيت بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، عاشَتْ أربعاً أو خمساً وعشرين سنة .
ولذلك قَلَّتْ مروياتها ، وأحسب أن مروياتها عند أهل السنة أكثر منها عد الرافضة !
ولكي تعرف أن أهل السنة لا يتحيّزون ضد آل البيت ، بل هم محل تقدير ، أن في مسند الإمام أحمد - وهو يُعتبر من أضخم الموسوعات الحديثية - المجلد الأول منه لأحاديث الخلفاء الثلاثة ( أبي بكر وعمر وعثمان ) والمجلّد الثاني كاملا لأحاديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
فبلغت أحاديث الخلفاء الثلاثة (561) حديثا ، في حين بلغت أحاديث علي بن أبي طالب (819) حديثا .
فهل بعد هذا يُـتّهم أهل السنة أنهم لا يَروون عن آل البيت ؟!
وهم يَروون لعليّ رضي الله عنه أكثر من ثلاثة من الخلفـاء !!
رابعاً : آل البيت ليسوا محصورين بِعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، كما أن ذرية الحسين ليست محصورة في الباقر – كما تقدّم – .
ويكاد يكون عُمدة أهل السنة في التفسير حبر الأمة وتُرجمان القرآن ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أعني ابن عباس رضي الله عنهما .
وهو لا يُعتبر عُمدة في التفسير عند الرافضة ، بل العُمدة في الأئمة المعصومين – زعموا – !
وانظر إلى مرويات ابن عباس رضي الله عنهما في كُتب السنة أو في كُتب التفسير تجد أنها ليست بالقليلة بل هي كثيرة جداً .
ومسند ابن عباس ( 1660) حديثاً ، وله في الصحيحين (75) وانفرد البخاري له بـ (120) ومسلم بـ (9) .
ولابن عباس في تفسير ابن جرير الطبري (5809) روايات .
خامساً :
قول الرافضي : (هل كان كل من يصاحب أهل البيت من غير الثقاة) ؟
فالجواب في كُتُب الرافضة ، من أن بعض من صحب أئمة آل البيت كانوا كذلك .
وإليك بعض ما جاء فيها :
جابر بن يزيد الجعفي :
روى الكشّي في معرفة أخبار الرجال عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ، فقال : ما رأيته عند أبي قطّ إلا مرة واحدة ، وما دَخَل عليّ قطّ .
وجابر الجعفي هذا رافضي يُقال في كُتب الرافضة أنه روى سبعين ألف حديث عن الأئمة !
مفضّل بن عمر :
روى الكشي عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول للمفضل بن عمر : يا كافر ! يا مشرك ! مالك ولابني ؟ يعني إسماعيل بن جعفر .
وقد نبّـه الكشي على أن المفضل بن عمر كان يكذب على جعفر الصادق يستأكل الناس .
أبو بصير الليث المرادي :
روى الكشي عن أبي يعفور قال : خرجنا من السواد نطلب دراهم لنحجّ ، ونحن جماعة ، وفينا أبو بصير المرادي قال : قلت له : يا أبا بصير اتق الله وحجّ بِمالِك ، فإنك ذو مال كثير . فقال : اسكت ! فلو أن الدنيا وقعت لصاحبك لاشتَمَل عليها بِكسائه !
وكان يقول عن جعفر الصادق : أظنّ صاحبنا ما تكامل عقله !
زرارة بن أعين :
في رجال الكشي عن الإمام الصادق أنه قال في حقّ زرارة : زرارة شرّ من اليهود والنصارى !
وفي المصدر المذكور عن أبي عبد الله عليه السلام : لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة .
وفي كتاب الرجال للكشي وتنقيح المقال للمامقاني في عن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن التشهد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قلت : التحيات والصلوات ؟ قال : التحيات والصلوات ، فلما خرجت قلت : إن لقيته لأسألنه غدا فسألته من الغد عن التشهد ، فقال كمثل ذلك قلت : التحيات والصلوات ؟ قال : التحيات والصلوات . فلما خرجت ضَرَطْتُ في لحيته ، وقلت لا يفلح أبدا .
وزرارة هذا من أكثر الرواة في كُتب الرافضة !
فقد ذكر الخوئي أن مرويات زرارة تبلغ 2490 مورداً ، كما في كتاب رجال الشيعة للزرعي .
بريد بن معاوية العجلي :
روى الكشي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : لعن الله بريدا وزرارة .
فهذه نماذج ممن كانوا يلتفّون حول بعض الأئمة من آل البيت ، فهذا سبب واضح من أسباب قلّة الرواية عنهم .
وهؤلاء ممن كَذَب على الأئمة خاصة على جعفر الصادق ، ويكفي أن جابر الجُعفي روى سبعين ألف حديث عن الأئمة !
ومع ذلك يقول عنه أبو عبد الله : ما دَخَل عَلَيَّ قـطّ .
وأما عند أهل السنة فإن هؤلاء الأئمة محلّ تقدير وإجلال ، وقد رووا عنهم بخلاف ما يُوهمه كلام هذا الرافضي !
قال الرافضي :
السؤال الثامن عشر :
إذا كان أبو بكر هو الأفضل بعد النبي لقربه من النبي فلماذا لم يختاره النبي يوم آخى بين المسلمين في الوقت الذي نراه آخى نفسه مع علي !؟
الـردّ :
تقدّم قوله عليه الصلاة والسلام في حق أبي بكر رضي الله عنه :
لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخي وصاحبي .
ومعلوم أن القول أبلغ من الفعل .
ومع ذلك فإننا نُثبت فضل عليّ وفضل أبي بكر ، ولا يمتنع عقلا ولا شرعا أن يكون هذا له فضائل وهذا له فضائل .
بل قد يقول قائل : أيهما أفضل من زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم بنتاً واحدة من بناته أو من زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتين من بناته ، زوّجه الأولى فلما ماتت زوّجه الثانية ؟
والجواب : من زوّجه ابنتيه أفضل ممن زوّجه بنتاً واحدة . وهو كذلك عند أهل السنة .
ونحن لا نُفضِّل بين الصحابة ولا بين الأنبياء على وجه يُنتقَص فيه آخر ، وإنما نذكر فضل هذا وفضل هذا .
ولا نغمط أحـداً حقّـه .
قال الرافضي :
السؤال التاسع عشر :
أن السيدة فاطمة بنت النبي ماتت بعد النبي بستة أشهر ، بينما مات أبو بكر بعد النبي بسنتين ونصف وعمر في وقت لاحق بعده ولكن بالرغم من تأخر موتهما عن موت فاطمة إلا أننا نجدهما دفنا إلى جانب النبي في الوقت الذي لم تنل فاطمة ابنه النبي التي غضبها من غضب النبي هذا المكان كقبر لها ؟
فهل هي التي أوصت أن تدفن بعيدا عن أبيها؟
إذا كان الجواب لا ، فهل هناك من منع دفنها بجانب أبيها ؟
وما السر في دفنها ليلا وعدم حضور أبو بكر وعمر لدفنها .. مع أن الإسلام ينتدب الخليفة والمسلمين لحضور جنازة أي شخص يموت حتى ولو كانت جارية مملوكة ؟
لقد ماتت ابنة سيد البشر فمن حضر جنازتها ؟
الـردّ :
هذا القول فيه حق وباطل .
أما الحق فإن فاطمة رضي الله عنها ماتت بعد أبيها بستة أشهر .
وأما الباطل فهو الإيحاء بمنع دفن فاطمة إلى جوار أبيها .
ومثله ما ترويه الرافضة من منع دفن الحسن إلى جوار جدّه صلى الله عليه وسلم .
وهنا يُقال للرافضي : وهل أوصت فاطمة رضي الله عنها أن تُدفَن إلى جوار أبيها ورُفِضتْ هذه الوصية ؟
وهل كانت هناك عداوة – كالتي يحملها الرافضة – بين آل أبي بكر وآل البيت ؟
الجواب : لا
ثم إن أبا بكر استرضى فاطمة في آخر حياتها ، فرضيَت عنه ، وقد تقدّم هذا .
فـ فاطمة رضي الله عنها رضِيَتْ عن أبي بكر والرافضة رَفَضتْ أن تترضّى عن أبي بكر !
صاحبة الشأن رَضِيَتْ ، ومن ليس له شأن يسبّ ويلعن !
هذا والله من العجب العُجاب !
وتقدّم فيما سبق بيان القول الفصل في غضب فاطمة رضي الله عنها ، الذي هو من غضب أبيها صلى الله عليه وسلم .
وفي الوقت الذي نرى الرافضة يستعظمون غضب فاطمة رضي الله عنها لأن غضبها من غضب أبيها صلى الله عليه وسلم ، نجدهم يستهينون بغضبه صلى الله عليه وسلم ، إذ يسبُّون زوج ابنتيه رقية وزينت ، وهن أخوات فاطمة الزهراء رضي الله عنهن جميعاً .
فلماذا يُتحاشى غضب الرسول صلى الله عليه وسلم هنا ولا يُتحاشى هناك ؟!
الذي يسب ويلعن عثمان رضي الله عنه هو سابّ للنبي صلى الله عليه وسلم ومؤذٍ له ، فالنبي صلى الله عليه وسلم زوّجه بنتاً بعد أخرى .
أكان يخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم حال عثمان ؟
فهبوا أنه خَفي عليه ، فهل يَخفى على من لا تخفى عنه خافية سبحانه وتعالى ، العالِم بحال عثمان ومآله بعد ذلك ؟
فهل وَجَدتْ الرافضة في مصاحفها أن الله غضَب على عثمان بعد أن رضي عنه ؟!
وهل وَجدوا أن النبي صلى الله عليه وسلم زوّج ابنتيه لملعون ؟
حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُصاهِر من لا يُرضى دينه وخُلُقه ، وحاشا عثمان رضي الله عنه أن لا يكون كذلك .
وفي الصحيحين أنها رضي الله عنها لما توفيت دفنها زوجها عليّ ليلا ، ولم يُؤذِن بها أبا بكر ، وصلّى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته .
فهذا يدل على أن علياً رضي الله عنه هو الذي دَفَنها ليلاً ، ولم توصِ هي رضي الله عنها بشيء ، لا من جهة دفنها إلى جوار أبيها ولا من جهة دفنها ليلاً .
وقد تكون وفاتها في آخر النهار أو في الليل فكرِه عليّ أن يؤذِن أبا بكر ، كما كرِه الصحابة أن يُؤذِنوا النبي صلى الله عليه وسلم في موت الذي كان يقمّ المسجد .
وقد يكون ذلك لما وقع أول الأمر من خلاف حول ما تَرَكه النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن هذه الرواية تدل على رجوع عليّ رضي الله عنه ومُبايعته لأبي بكر بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها
ونحن لا ندّعي العصمة لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فكلٌّ يؤخذ من قوله ويُترك .
ومما يَردّ على هذا الرافضي من أن فاطمة لم تُقبَر إلى جوار أبيها صلى الله عليه وسلم ، أن أبا بكر لم يَعلَم أصلاً بوفاتها ، وأن علياً دَفَنها بليل .
فلو كان عَرَض على عائشة أن يَدفنها إلى جوار أبيها صلى الله عليه وسلم هل كان هذا يخفى على أبي بكر رضي الله عنه ؟
ثم إن فاطمة رضي الله عنها كانت محل تقدير عند عائشة رضي الله عنها .
روى الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة ، إلا أن يكون الذي وَلَدها .
فلا يُتصوّر بعد هذا أن تكون عائشة تمنع فاطمة من أن تُقبَر إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم .
أما دَفن أبي بكر وعُمر إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم فهذا قد أجاب عنه إمام من أئمة آل البيت ، وهو زين العابدين رضي الله عنه ، وقد سُئل : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنْزِلتهما مِنه الساعة .
وأشار إليه الإمام عليّ رضي الله عنه فيما رواه عنه ابن عباس رضي الله عنهما .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : وُضِعَ عُمر على سريره فتكنّفه الناس يَدعون ويُصلون قبل أن يُرفع ، وأنا فيهم ، فلم يَرعني إلا رجل آخذ منكبي ، فإذا علي بن أبي طالب ، فَتَرَحَّم على عُمر وقال : ما خَلَّفْتُ أحداً أحبّ إليّ أن ألقى الله بمثل عمله منك ، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وحسبت إني كنت كثيرا أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعُمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر . رواه البخاري ومسلم .
أما قوله : ( مع أن الإسلام ينتدب الخليفة والمسلمين لحضور جنازة أي شخص يموت حتى ولو كانت جارية مملوكة ؟ ) .
فهذا ليس بصحيح ، فالخليفة الذي ينوء بأعباء الخلافة لا يُكلّف بحضور جنازة كل مسلم .
وفاطمة رضي الله عنها دُفِنت ليلاً .
ومما رأيته يُروى في كُتب الرافضة زعمهم أن الحسن أوصى أن يُدفَن إلى جوار جدّه ، ويزعمون أن عائشة رضي الله عنها رَفَضَتْ ذلك .
وهذا غير صحيح لا من حيث الرواية ولا من حيث الدراية .
فهذه الرواية التي رواها الكليني في الكافي رواية مُنقطِعة وفيها مجاهيل ، فهو يَروي – كعادته - بإسناده عن ( عِدّة من أصحابنا ) وهذا يُعتبر من رواية المجاهيل . فمن هم هؤلاء الأصحاب ؟
وفي الإسناد :
علي بن إبراهيم ، وهو القُمِّي ، وهو شيخ الكليني ، والرافضة مختلفون في توثيق القُمِّي .
هارون بن الجهم يُخالف في حديثه .
ثم إنه من رواية أبي جعفر ، وأبو جعفر يَروي عن الحسن مُرسلاً ، أي لم يَلقَ الحسن .
فالحسن رضي الله عنه توفِّي سنة 49 أو 50 أو 51 هـ على أقوال في وفاته .
وأبو جعفر الباقر وُلِد ولد سنة ست وخمسين (56) وتوفِّي سنة 114 هـ .
فعلى هذا يكون الباقر لم يَر الحسن أصلاً .
فالحسن على أكثر الأقوال توفي سنة 51 هـ ، والباقر وُلِد سنة 56 هـ
أي أن بين وفاة الحسن وبين ولادة الباقر خمس سنوات .
فالرواية على هذا لا تصح من عدّة وُجوه .
هذا لو سلمنا بقبول الكافي أصلاً !
أما إذا لم نُسلِّم به ، فالرواية أصلا لا تُناقش هذه المناقَشة .
وإنما قرّرت هذا التقرير من باب التنـزّل مع الخصم .
فالكافي يحتاج إلى إثبات عدالة الكليني أولاً .
ثم عدالة رواة الرافضة .
وتقدّم الكلام على أشهر رواة الرافضة في الكافي وغيره .
قال الرافضي :
السؤال العشرين :
إن التاريخ يخبرنا بأن قريش طردت بني هاشم والمؤمنين بالنبي في أوائل الدعوة من مكة إلى شعاب أبي طالب حيث بقوا لثلاث سنين هناك يعانون الصعوبات .. أين كان أبو بكر وعمر خلال تلك الفترة إذا ما فرضنا أنهم من أوائل المسلمين كما يدعي مخالفي مذهب أهل البيت ؟
لِمَ لم يطردوا مع من طرد وخصوصا إذا عرفنا أن أبا بكر وعمر من قبيلتي تيم وعدي الصغيرتين اللتان لا وزن لهما أمام قبيلة بني هاشم المطرودة !
إذا كانوا في مكة فلما لم يقدما للنبي المساعدة يومها ؟
وإذا كانا لا يستطيعان الوصول إلى شعب أبي طالب فهل هناك أي دليل تاريخي يثبت أنهما قدما شيئا للمسلمين بطريقه أو بأخرى في تلك الأيام وخصوصا أن قريش منعت التعامل والتزاوج مع النبي وبني هاشم .
الـردّ :
أولاً : أهل السنة لا يُعتَبرون من مُخالِفي آل البيت ، بل هم من موافقيهم .
وتقدّم قبل قليل أن مسند الإمام عليّ رضي الله عنه أكثر من مُسند ثلاثة من الخلفاء قبله .
ثانياً : كان هذا الحصار الآثم الظالِم ضد بني هاشِم وبني المطّلب .
قال الإمام البيهقي : وحين بُعِث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة آذاه قومه وهَمُّوا به فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم دونه ، وأبوا أن يُسْلِموه ، فلما عرفت قريش أن لا سبيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم معهم اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم على بني هاشم وبني المطلب أن لا يُنكحوهم ولا يَنكحوا إليهم ، ولا يبايعوهم ولا يبتاعوا منهم ، وعمد أبو طالب فأدخلهم الشعب شعب أبي طالب في ناحية من مكة ، وأقامت قريش على ذلك من أمرهم في بني هاشم وبني المطلب سنتين أو ثلاثا .
وهذا الحصار كان بعد قوّة الإسلام وفُشوّه وانتشاره .
وكان ذلك بعد إسلام حمزة رضي الله عنه وبعد إسلام عُمر رضي الله عنه .
قال الإمام ابن كثير : وقال ابن هشام عن زياد عن محمد بن اسحاق : فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا بلداً أصابوا منه أمناً وقرارا ، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم ، وأن عُمَر قد أسلم فكان هو وحمزة مع رسول الله وأصحابه ، وجعل الإسلام يفشو في القبائل ، فاجتمعوا وائتمروا على أن يَكتبوا كتابا يَتعاقدون فيه على بني هاشم وبني عبد المطلب على أن لا ينكحوا إليهم ولا يُنكحوهم ، ولا يَبيعوهم شيئا ولا يَبتاعوا منهم . اهـ .
وهذا يدل على تَقدّم إسلام عُمر رضي الله عنه .
بل كان عُمر رضي الله عنه من أسباب قوّة المسلمين .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما زلنا أعِـزّة منذ أسلم عمر . رواه البخاري .
وأما إسلام أبي بكر فلا يشك عاقل مُنصِف أنه أول من أسلم من الرِّجال .
وكان أبو بكر رضي الله عنه يَدفَع عن النبي صلى الله عليه وسلم ويُدافِع عنه ما استطاع .
روى البخاري من طريق عروة بن الزبير قال : سألت عبد الله بن عمرو عن أشدّ ما صَنَعَ المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُصلي فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا ، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم ؟
ثالثاً : أبو بكر رضي الله عنه عانَى كما عانى غيره في تلك الفترة ، بل لعله عانّى أشدّ مُعاناة .
ويدل على ذلك أنه لما ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدّغِنة وهو سيد القارة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يَخرج ولا يُخرج ، فإنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكَلّ ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار . فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة ، فرجع مع أبي بكر ، فطاف في أشراف كفار قريش ، فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج . أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويَقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة ، وآمنوا أبا بكر ، وقالوا لابن الدغنة : مُـر أبا بكر فليعبد ربه في داره ، فليصل ، وليقرأ ما شاء ، ولا يؤذينا بذلك ، ولا يستعلن به . فإنا قد خشينا أن يَفْتِنَ أبناءنا ونساءنا . قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يُعجبون وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن ، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين ، فأرسلوا إلى ابن الدغنة ، فقدم عليهم فقالوا له : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره ، وإنه جاوز ذلك ، فابتنى مسجدا بفناء داره ، وأعلن الصلاة والقراءة ، وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأتِه فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل ، وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يردَّ إليك ذمتك فإنّـا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرّين لأبي بكرٍ الاستعلان . قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه ، فإما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترد إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أُخفِرت في رجل عقدت له . قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .
وَتعرّض أبو بكر رضي الله عنه لأشدّ أنواع التعذيب حتى شارَف على الهلاك .
قال ابن كثير : وقام أبو بكر في الناس خطيبا ورسول الله جالس ، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله ، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضُرِبوا في نواحي المسجد ضربا شديدا ، ووُطِئ أبو بكر وضُرِب ضربا شديدا ، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه ، ونَـزَا على بطن أبي بكر حتى ما يُعرف وجهه من أنفه ، وجاء بنو تَيم يتعادون فأجْلَت المشركين عن أبي بكر ، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه مَنْزِله ولا يَشُكُّون في موته ، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد ، وقالوا : والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة ، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب فتكلم آخر النهار ، فقال : ما فعل رسول الله ؟ فمسُّوا منه بألسنتهم وعَذَلُوه ، ثم قاموا ، وقالوا لأُمِّـه أم الخير : انظري أن تطعميه شيئا ، أو تسقيه إياه . فلما خَلَتْ به ألَحَّتْ عليه ، وجعل يقول : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : والله مالي علم بصاحبك . فقال : اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه . فَخَرَجَتْ حتى جاءت أم جميل فقالت : إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله . فقالت : ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله ، وإن كنت تُحبِّين أن أذهب معك إلى ابنك ؟ قالت : نعم . فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا دَنِفَـاً ، فَدَنَتْ أم جميل وأعلنت بالصِّياح ، وقالت : والله إن قوما نالوا هذا منك لأهل فِسْق وكُفر ، وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم . قال : فما فعل رسول الله ؟ قالت : هذه أمك تسمع . قال : فلا شيء عليك منها . قالت : سالِم صَالِح . قال : أين هو ؟ قالت : في دار ابن الأرقم . قال : فان لله عَليَّ أن لا أذوق طعاما ولا أشرب شرابا أو آتي رسول الله . فامْهَلَتَا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس ، خرجتا به يتكئ عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فأكب عليه رسول الله فَقَبَّلَـه ، وأكبّ عليه المسلمون ورَقَّ له رسول الله رِقَّةً شديدة ، فقال أبو بكر : بأبي وأمي يا رسول الله ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرَّة بولدها ، وأنت مبارك فادعها إلى الله ، وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار . قال : فدعا لها رسول الله ودعاها إلى الله ، فأسْلَمَتْ ، وأقاموا مع رسول الله في الدار شهرا ، وهم تسعة وثلاثون رجلا ، وقد كان حمزة بن عبد المطلب أسلم يوم ضُرِب أبو بكر ، ودعا رسول الله لعمر بن الخطاب أوْ لأبي جهل بن هشام ، فأصبح عمر ، وكانت الدعوة يوم الأربعاء فأسْلَمَ عُمر يوم الخميس ، فَكَبَّر رسول الله وأهل البيت تكبيرة سُمِعَتْ بأعلى مكة .
فقول الرافضي : ( لِمَ لم يطردوا مع من طرد وخصوصا إذا عرفنا أن أبا بكر وعمر من قبيلتي تيم وعدي الصغيرتين اللتان لا وزن لهما أمام قبيلة بني هاشم المطرودة ! )
فالجواب عنه أن المقاطعة كانت لبني هاشم وبني المطّلب ، كما تقدّم .
كما أن قبيلة تيم ( قبيلة أبي بكر ) ليست كما وَصَف الرافضي ( لا وَزن لها ) بل لها وَزن حتى أنها هَدّدتْ عند تعذيب أبي بكر رضي الله عنه بِقَتْل عُتبة بن ربيعة ، ومن هو عُتبة ؟
إلا أن قوّة قريش وجبروتها وسطوتها ومكانتها عند العَرَب بالإضافة إلى قرابتها ببني هاشم وبني المطّلب جَعَلت الناس يُحجِمون عن مـدّ يد المساعدة لبني هاشم وبني عبد المطّلب حينما حُصِروا .
وقد عَلِمتَ أن أبا بكر رضي الله عنه تعرّض للتعذيب من قِبَل بعض صناديد قريش ، وتعرّض للمضايقة حتى همّ بالخروج من مكة حتى ردّه ابن الدّغنة .
يقول الدكتور مهدي رزق الله : ونَالَ أبا بكر رضي الله عنه نصيبه من الأذى ، حتى فكّر في الهجرة إلى الحبشة فراراً بِدِينِـه . اهـ .
كما أن تلك المقاطَعة ليس فيها تفاصيل دقيقة إذ لم تكن العَرَب تُعنى بالتوثيق والكتابة والتقييد للأحداث .
يقول الدكتور مهدي رزق الله : لم يَرِد ذِكر هذه المقاطَعة بتفصيل في الصِّحاح . اهـ .
وأنت لو تأمّلت في كتاب الله فضلا عن السنة لوجدّتَ كثيرا من الأحداث لا يَرد لها تفاصيل دقيقة .
فَعَلى سبيل المثال قصة يوسف عليه الصلاة والسلام ، وقد لبِث في السجن بِضع سنين ، ومع ذلك لم يَرِد تفاصيل ماذا عمِل في تلك السنوات .
بل في قصة نوح عليه الصلاة والسلام وقد لبِثَ في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، لم يَرد ذِكر تفاصيل ماذا عمِل في تلك السنين ، والفائدة حاصلة في الإشارة ، والعِبْرَة مُتحقّقة بسياق هذا القَدْر من قصّته .
فالذي يَطلب تفاصيل دقيقة لما حَدَث في سنوات تلك المقاطَعة لن يجد تلك التفاصيل الدقيقة ، بحيث تتناول ماذا عمِل فلان وماذا قال فلان .
وبقي أن نُذكِّر القارئ الكريم المنصف بشيء من فضائل أبي بكر رضي الله عنه .
فإنه قدَّم نفسه وماله في سبيل الله ، وفي سبيل نُصرة رسول الله وحمايته .
ولذا حفِظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الصَّنِيع .
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بِخِرْقَـة ، فقعد على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إنه ليس من الناس أحد أمَنّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن خلة الإسلام أفضل ، سُدُّوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر .
وهذا فيه إشارة في آخر حياته صلى الله عليه وسلم إلى فضل أبي بكر مع ما تقدّم من صريح العبارة في رضاه صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر ، وأمره له أن يَؤمّ الناس .
ولما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى المدينة أتى إلى أبي بكر رضي الله عنه ظُهراً ، ولم يأتِ إلى غيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : أشعرت أنه قد أُذِن لي في الخروج ؟ قال أبو بكر : الصحبة يا رسول الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصحبة . قال : يا رسول الله إن عندي ناقتين أعددتهما للخروج ، فَخُذ إحداهما . قال : قد أخذتها بالثمن . رواه البخاري .
وتقدّم أن أبا بكر لما خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف ، أو ستة آلاف درهم ، فانطلق بها معه .
ولما حثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة وأمر بها ، جاء أبو بكر رضي الله عنه بمالِه كلّه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله رواه أبو داود والترمذي .
ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم : من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة . فقال أبو بكر رضي الله عنه : بأبي وأمي يا رسول الله ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدْعَى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم . رواه البخاري ومسلم .
ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا . قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا . قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئ إلاَّ دَخَل الجنة . رواه مسلم .
قال ابن حجر في افصابة : وأخرج أبو داود في الزهد بسند صحيح عن هشام بن عروة أخبرني أبي قال : أسلم أبو بكر وله أربعون ألف درهم . قال عروة : وأخبرتني عائشة أنه مات وما ترك دينارا ولا درهما .
وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه : حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه : أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا ، فأنفقها في سبيل الله ، وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله ؛ أعتق بلالا وعامر بن فهيرة وزنيرة والنهدية وابنتها وجارية بني المؤمل وأم عبيس .
وقال الحافظ :
ومن أعظم مناقبه قول الله تعالى : ( إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) فإن المراد بصاحبه أبو بكر بلا نزاع ، إذ لا يعترض لأنه لم يتعين ، لأنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة عامر بن فهيرة وعبد الله بن أبي بكر وعبد الله بن أريقط الدليل ، لأنا نقول : لم يصحبه في الغار سوى أبي بكر ، لأن عبد الله بن أبي بكر استمر بمكة وكذا عامر بن فهيرة ، وإن كان ترددهم إليهما مدة لبثهما في الغار استمرت لعبد الله من أجل الإخبار بما وقع بعدهما ، وعامر بسبب ما يقوم بغذائهما من الشياه ، والدليل لم يصحبهما إلا من الغار ، وكان على دين قومه مع ذلك كما في نفس الخبر ، وقد قيل إنه أسلم بعد ذلك . وثبت في الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وهما في الغار : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة ، ولم يشركه في هذه المنقبة غيره . اهـ .
وروى الإمام أحمد والحاكم – وصححه – عن عليّ رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر : مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ويكون في الصف .
وروى البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل . قال : فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : فقلت : من الرجال ؟ فقال : أبوها . قلت : ثم من ؟ قال : عمر بن الخطاب . فَعَدَّ رجالا .
وهذه إشارات لفضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وقد أطال ابن عساكر في تاريخ دمشق في ذِكر فضائله رضي الله عنه .
والله تعالى أعلم .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
صفر 1426 هـ
ختامًا
نسأل الله تعالى أن يجعلنا مِن عباده الموحّدين ، وأن يرزقنا الثبات على الحق والهُدى .
ومَن كان لديه شكٌّ في شرِّ طوائف الرافضة ، فها هو الكتاب بين يديه ، طرَح الشبهات وردّ عليها فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – زاده الله مِن العِلم والهُدى والنور والتُقى - .
ومَن أحبّ أن يعرِف الرافضة اختصارًا فليقرأ قول ابن تيمية – رحمه الله - :
الرافضة أمة ليس لها عقل صريح ، ولا نقل صحيح ، ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة ، بل هم من أعظم الطوائف كذبا وجهلا ، ودينهم يُدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد ، كما دخل فيهم النصيرية والإسماعيلية وغيرهم ، فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يُعادونهم ، وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يُوالونهم ، ويعمدون إلى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه ، وإلى الكذب المختلق الذي يُعلم فساده يقيمونه ، فهم كما قال فيهم الشعبي - وكان من أعلم الناس بهم - : لو كانوا من البهائم لكانوا حُمُرا ، ولو كانوا من الطير لكانوا رخمـا . ولهذا كانوا أبهت الناس وأشدهم فرية . اهـ .
n
الموضوع الصفحة
مقدمة 3
طريقة فتح الرّوابِط 7
الفصل الأول : فتاوى في بيان ضلالات الروافِض وكُفر عقائدهم
هل الرافضة أو الشيعة كفار ؟ 8
توضيح مخاطر الرافضة 9
ما حُـكم مصاحبة الرافضة ؟ 11
مصاحبة أهل البدع والزندقة 11
هل يجوز أكل أو قبول طعام الرافضة الذي يوزع في عاشوراء 14
لماذا يكره الشيعة أبا هريرة ـ رضي الله عنه - ؟ 16
عمي شيعي فكيف أدعوه ؟ 17
ما صحة قول : كلنا مسلمين شيعة كنا أم سنة فلا فرق؟ 18
كيف أهدي شيعيّا ليصبح سنيّا ؟ 19
هل تجوز للمرأة مصاحبة النصرانيات والشيعيات ؟ 21
هل يجوز دفن الشيعي في مقابر المسلمين إذا لم يؤمن بتحريف القرآن ولم يسب الصحابة ؟ 23
هل يجوز تولّي الشيعي لمنصِب الإشراف في منتديات أهل السُنّة ؟ 24
حكم الدراسة في مدرسة شيعية وتحرف القرآن ؟ 26
حكم تكفير المعين من الشيعة 26
كيف أعامل والدي وهما شيعيان وأنا دخلت مذهب أهل السنة 27
هل يجوز السلام على الرافضي ؟ 29
كيف يُعامَل الجار الرافضي ؟ 29
الرافضة يقولون : أن أهل السنة لا يعظمون حرمات الأنبياء 30
هل يجوز أن يدخَل الروافِض الحرمين ؟ 38
ما هي الحدود التي نسمح للشيعة بها كي يتناقشوا مع أهل السُنّة حول عقائدهم ؟ 39
ما رأيكم بعمل تحالف إسلامي سني وشيعي قائم على أساس الشهادتين والقرآن الكريم ؟ 41
ماذا يعني " الخُمس " عند الشيعة وعند السنة ؟ 42
يقول : لماذا يتمّ التفريق بين أهل السُـنّـة والشيعة والإباضية وغيرها مِـن المذاهب ؟ 43
تقول متقدم لها زوج شيعي وهي سنيّة فهل لها قبوله زوجاً 45
حكم لعن الشيعة والروافض ولعن المعين والحكم بالكفر للجميع 45
هل يجوز اتباع الشيعة وترديد أذانهم ؟ 47
اكتشفت أنّ صديقتي شيعية ، فهل آثَم إذا لم أصارحها بعدم رغبتي في وجودها ؟ 48
ما حكم من يساند الشيعة ويدافع عنهم ؟ 49
ما حكم سماع أو رؤية عزاء الشيعة ؟ 51
أريد دعوة أحد الشيعة إلى الإسلام فكيف أبيّن له بطلان مذهبه ؟ 52
هل يجوز للمسلم السني زيارة مزارات الشيعة ؟ وما حُكم الدعاء لدولة إيران؟! 53
الأباضة و الروافض يشاركونا مصلانا و تصدينا لهم فما رأي فضيلتكم 55
ما رأيكم بعبارة (لستُ سنيًا، ولستُ شيعيًا، ولا أنتمي لأي فرقة من الفرق الإسلامية) ؟ 56
الروافِض يدّعون أنّ يزيد بن معاوية ليس صحابيا وأنه قتل الحسين 62
هل يجوز أن أدعي على الروافض لأنهم يقومون بـِـإيذائنا ؟ 64
من أشد خطرا على المسلمين الروافض أم الإسرائليون ؟ 66
الرد على مَن يقول أنّ الروافض مسلمون وأنه لا صحة لِما يروى عنهم أنهم يسبون الصحابة 67
علمت أن بعض فرق الروافض يحبون ابن ملجم 68
هل يجوز الفرَح بنجاح أحد زعماء الروافض ؟ 69
ماذا يقصد الروافض بكلمة (اللهم عجل فرجهم) ؟ 70
ما حكم قول أخي للروافض ؟ 71
هل يجوز أن يدعو المسلم على الروافض فيقول " اللهم زدهم شركًا بك " ؟ 72
أمر خطير ماذا نفعل (محاولة الرافضة تشويه كُتُب السنة ) 73
مذهب آل البيت بين السنة والرافضة .. وهل يأخذ أهل السنة بمذهب آل البيت؟ 76
لماذا لا يذكر أهل السنة حديث العترة ؟ 100
أريد التأكّد مِن صحّة أحاديث يستشهد بها الرافضة في سبّ معاوية 106
تقول : يجب علينا احترام الرافضة ؟! 109
يقول لديه محل ديكورات فهل يجوز له أن يقوم بعمل ديكورات لإحدى حسينيات الرافضة ؟ 113
الرافضة يقولون : أنّ أهل السُنّة حرّفوا القرآن الكريم 113
ما حكم مجالسة الرافضة 120
هل يجوز الدعاء على الرافضة؟ 121
ما صحة حديث فيه ( يقال لهم الرافضة ، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون) 122
الرافضة يطعنون في عمر لأنه غاب عنه أحاديث الاستئذان والتيمم 123
الرافضة يثيرون الشبهات ويسألون "من قتل الحسين" ؟ 129
كيف نجمع بين حِفظ الله للقرآن وبين ما أحدثه الرافضة مِن تحريف ؟ 132
تزوجت فتاة من الشيعة ، ولكني اكتشفت أنهم استعملوا معي التقية ، وهم من النصيرية ، فما أفعل ؟ 135
هل عدم تكفير الشيعة الرافضة يعتبر من نواقض الإسلام ؟ وهل يُكفّر عامتهم ؟ 136
يقول : الأمة ليس فيها مشركين وأن جميع من فيها يدخلون الجنة وأن كل من أسلم يدخل الجنة 139
الخميني يقول أنّ الرسول لم يحقق العدالة وإنما يحققها المهدي فكيف يُردّ عليه ؟ 144
يقرؤون آياتٍ معيّنة آلاف المرات بدعوى قضاء الحوائج ! 146
الرافضة يقولون أن حلاوة العسل نشأت مِن ذكر اسم الرسول وآل بيته ؟! 149
ما حكم وعاقبة من غير حرفا أو زاد حرفا بالقرآن الكريم 150
أريد أن أسأل عن مذهب الزيدية ؟ 152
شبهات متعلقة بالإمامة - بين السنة والرافضة 157
يحتجّ الرافضة بحديث ( من كنت مولاه ، فعلي مولاه ) ؟ 181
هل يجوز لعن كبار الرافضة مثل مقتدى الصدر ؟ 184
هل فتْح قِسم بالمنتدى لتبيين ضلالات الرافِضة سبب لتفريق المسلمين ؟ 185
ما حُـكم اتخاذ الشيعة أصدقاء ؟ 187
مَن كان يقصِد صلى الله عليه وسلم في قوله ( لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ) ؟ 188
من هو الإمام الثاني عشر الذي يتكلم عنه الشيعة 190
يدعي الشيعة صحة حديث :" إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" فما الرد عليهم؟ 191
ما حكم إجابة دعوة أهل البدع كالصوفية والشيعة لحضور ولائم الطعام أو ولائم الأعراس ؟ 193
ما صِحة رواية (دعا عمر بالحطب والنار وقال : لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها) 194
من هم الإباضية ؟ وهل يصح أن نقول عنهم أنهم كفار أو الشيعة عامة أم نقول إنهم فرق عاصية ؟ 195
هل يجِب على السُنّي بُغض الروافِض ؟ 196
شبهات رافضية حول تحريف القرآن 198
بعض السلف كانوا يذمّون معاوية ومَن قاتلَ (عليّا بن أبي طالب) فهل هُم مِن الشيعة ؟ 202
حكم مناداة الرافضي أخي أو الرافضية أختي 204
سؤال من رافضي: لماذا تستحي عائشة من عمر وتخرج لقتال علي ؟ 205
هل تجوز المشاركة منتدى شيعي كي أدافع عن الصحابة؟ 210
هل خلافة أبو بكر رضي الله عنه مخالفة للقرآن والسنة ؟ 211
كانت شيعية واهتدت وتخفى ذلك وتسأل كيف تتصرف مع ابنتها الصغيرة حتى تعلمها الدين الصحيح؟ 214
تقول أنها تكره معاوية ويزيد والزبير وطلحة ، وتريد أدلّة تثبِت عدْل الصحابة 215
الفصل الثاني : حِوار مع رافضي
بِكُلّ هُدوء ! إذا كنت تطلب الْحَقّ .. 223
الفصل الثالث : الإجابات الْجَلِـيَّـة عن الشُّـبُهات الرافضية
جواب عن شبهات عرضها أحد الروافِض 266
خاتِمة 358