Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

العراق اليوم .. قتل واعتقال على الهوية لوأد ثورة أهل السنة ..

حال العراق اليوم يرثى له، فما لبثت ثورة عشائر أهل العراق، أن انطلقت ضد الظلم والاستبداد والطائفية، ضد نظام الحكم في بغداد المدعوم من أمريكا وإيران، حتى تكالبت المؤامرات والفتن على العراق، بدعم ومساندة أمريكية وإيرانية.

وما قتلى الحرس الثوري الإيراني وزيادة أعداد القوات الأمريكية في العراق، إلا دليل على هذه المؤامرة ضد ثورة العشائر.

القتل على الهوية والاعتقال دون سبب، أصبح سمة العراق اليوم، يكفي أن تفصح عن هويتك لأي مفرزة من مفارز الشرطة، أو إحدى سيطرات الجيش العراقي في الأحياء والمدن، وحين يتبين أنك سني المذهب والعقيدة، حتى تبدأ الممارسات الطائفية من الضرب واعتقال، وأحيانا كثيرة تتم التصفية الجسدية، في نفس مكان تلك السيطرة أو المفرزة، في محاولة بائسة لوأد ثورة أهل السنة وأبناء العشائر، في وقت تستمر فيه المواجهات بين ثوار العشائر من جهة، وقوات المالكي المدعومة من قوات الحرس الثوري الإيراني، والمليشيات الطائفية من جهة أخرى.

قتلى إيران في العراق

وتمكن ثوار العشائر السنية في العراق، من قتل 23 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني، في تفجير ومعارك شمال سامراء وغرب بغداد.

وقال مصدر في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي، إنّ "السفارة الإيرانية في بغداد، أشرفت على عملية نقل 23 عنصراً من الحرس الثوري، قتلوا خلال تفجير بسيارة مفخخة شمال سامراء، نهاية الأسبوع الماضي، واشتباكات في منطقة الرضوانية غربي العاصمة، من بينهم أربعة ضباط".

وأوضح المصدر، أنّ "طائرة إيرانية نقلت الجثث من مطار النجف، بعد نقلهم إلى مرقد الإمام علي في المدينة القديمة، للصلاة عليهم بحضور السفير الإيراني حسن دنائي فر، ومسؤولين عراقيين".

وأضاف أن "الجنود القتلى وصلوا ضمن قوة تابعة للحرس الثوري، لحماية مناطق حساسة ومراقد مقدّسة في سامراء". يأتي ذلك في وقت تستمر فيه عمليات الدهم والتفتيش، في قرى العراق ومدنها.

حملات دهم وتفتيش

فخلال الساعات القليلة الماضية، شنت قوّات الجيش الحكومي في العراق، والميليشيات الطائفية المساندة له، حملات دهم وتفتيش في إحدى قرى قضاء (المدائن)، جنوبي العاصمة بغداد، واعتقلت أربعين شخصًا، ضمن إجراءات تعسفية مارستها تجاه الأهالي.

كما داهمت القوات قرية (الجعارة)، واعتدت على الأهالي بالسباب والشتائم والألفاظ الطائفية، كما عبثت بمحتويات المنازل وممتلكات المواطنين، ملحقة بها أضرارًا جسيمة، قبل أن تقتاد أربعين شخصًا مدنيًا من داخل بيوتهم، إلى أماكن مجهولة.

من جهتهم، أكد ذوو المعتقلين، أن هذه الاعتقالات تتم من غير مذكرات قضائية، كما لم تعرف حتى الآن أسباب الاعتقالات، أو الجهة التي يتم أخذ المعتقل إليها، وهو ما يشير إلى احتمال تصفيتهم، أو ممارسة أنواع ممنهجة من التعذيب، وفق مخطط يرمي إلى إفراغ تلك المناطق من أهلها.

انتهاكات صارخة

إلى ذلك، رصد قسم حقوق الإنسان، في هيئة علماء المسلمين في العراق، اعتقال (1126) مواطنا بينهم امرأة، نتيجة (96) حملة دهم وتفتيش معلنة، نفذتها القوات الحكومية خلال شهر حزيران المنصرم، إضافة إلى (56) حالة قتل، رافقت تلك الحملات الظالمة.

وأوضحت الهيئة في بيان لها، أن حملات الدهم والاعتقال، التي طالت (13) محافظة، توزعت بواقع (222) معتقلاً في العاصمة بغداد، التي نالت النصيب الأكبر من تلك الاعتقالات التعسفية؛ تلتها محافظة بابل (217)، ثم واسط (145)، فميسان (141)، فصلاح الدين (116) معتقلا، ثم محافظة البصرة (59)، فالتأميم (58)، فديالى (42)، فذي قار (36)، ثم القادسية (35)، فالأنبار (29)، فنينوى (17)، وأخيرا محافظة كربلاء تسعة معتقلين.

وأكد البيان أن هذه الإحصائية كسابقاتها، اقتصرت على البيانات الرسمية، التي تعلنها وزارتا الداخلية والدفاع الحاليتين فقط، ولم تتضمن الاعتقالات التي تقوم بها ما تسمى وزارة الأمن الوطني، والمكاتب التابعة لرئيس الحكومة الحالية، كما إن الإحصائية لم تتضمن الاعتقالات العشوائية وغير المعلنة، التي تنفذها قوات الصحوة، والميليشيات والأجهزة الأمنية الكردية، بمسمياتها المختلفة في محافظات (ديالى والتأميم وصلاح الدين ونينوى والسليمانية وأربيل ودهوك).

وفي ختام بيانها، جددت هيئة علماء المسلمين، مطالبتها الهيئات الدولية والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، بالتدخل السريع لوقف هذه الانتهاكات الصارخة، وفضح مرتكبيها، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الأبرياء.. محملة حكومة الاحتلال الخامسة، المسؤولية المباشرة عن استمرار الاعتقالات الجائرة، التي حولت العراق ـ وبشهادة العالم أجمع ـ إلى سجن كبير، ترتكب فيه أبشع الجرائم باسم الحرية والديمقراطية الزائفتين.

يذكر أن الشهر الماضي، شهد جرائم إعدام وحشية، طالت أكثر من (200) معتقل داخل وخارج السجون الحكومية، نفذتها قوات المالكي الدموية وميليشياته الطائفية، بدم بارد في سجن منطقة (المفرق) بمحافظة ديالي، وسجن قضاء (تلعفر) بمحافظة نينوى، وفي منطقة الهاشمية بمحافظة بابل، أثناء نقل المعتقلين من سجن (العقرب) المركزي إلى ناحية (القاسم)، وفي مقر لواء تابع لما تسمى عمليات الجزيرة والبادية، بالقرب من مدينة (راوة) بمحافظة الأنبار، حيث وجدت جثث العديد منهم، في المناطق التي حررها ثوار العشائر.