مجلس حكماء الشيعة.. «اللوبى الإيرانى» الجديد داخل مصر
مجلس حكماء الشيعة.. «اللوبى الإيرانى» الجديد داخل مصر
هادى سراج الدين
■ «قنديل والحسين والهاشمى» أبرز أعضائه.. و«النفيس» يرفض بعدما تخلت إيران عنه
■ يموله القيادى التكفيرى طارق يوسف الهارب إلى أمريكا وأيمن المصرى مؤسس حركة «النجباء»
لا تزال إيران تمارس حيلاً خبيثة لفك حصار تمددها داخل مصر، وما أن نجحت الأجهزة الأمنية فى إحباط مخططاتها باستقطاب عدد من الشباب المصرى وتجنيدهم فى معسكرات لنشر الفكر الشيعى فى مصر، إلا وفكرت قوات الحرس الثورى الإيرانى فى حيلة جديدة.
الخطة الجديدة التى رسمها الحرس الثورى الإيرانى، هى تأسيس "مجلس حكماء الشيعة" فى مصر، وهو الكيان الذى تم تدشينه سراً الأسبوع قبل الماضى بعدما أسندت إيران زعامته إلى أحد القيادات الشيعية المصرية المدعو "حازم صقر" أستاذ هندسة الطرق والمطارات بجامعة المنصورة، الذى حصل على الدكتوراه من جامعة ولاية "أوكلاهوما" بالولايات المتحدة الأمريكية، وعاش فى أمريكا لسنوات طويلة حتى حصل على الجنسية الأمريكية.
تأسيس هذا المجلس هو المحاولة الثالثة لإيران بعدما فشلت مساعيها أثناء ثورة يناير فى الضغط على المجلس العسكرى، وقبول تغلغلها داخل مصر، مروراً بإجهاض الأجهزة الأمنية لجميع صفقاتهم التى أبرموها مع الإخوان إبان حكم مرسى.
بدأ صقر – بحسب كلام - ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت، الباحث فى الشأن الشيعى، يتواصل مع عدد كبير من أقطاب التيار الشيعى فى مصر، منهم أحمد راسم النفيس الذى عرض عليه عضوية المجلس لكنه رفض، إلا أن بعض قادة الشيعة الآخرين وافقوا على الانضمام، من بينهم عماد قنديل، ومحمد الحسينى، والطاهر الهاشمى الذى أوكل إليه مهمة التواصل مع الشيعة المصريين فى مختلف محافظات مصر، خاصة أن صقر يعتبره ذراعه اليمنى.
رفض النفيس لعضوية مجلس "الحكماء" جاءت لسببين، الأول أنه يعتبر نفسه من أعمدة الشيعة فى مصر، ويرفض أن يصبح شخص مثل صقر رئيساً عليه، خاصة أنه دائماً ما ينظر إليه على إنه زعيم شيعة مصر والمسئول عن حقوقهم، أما السبب الثانى فيرجع إلى انتهاء الدور الذى أوكلته إليه إيران منذ سنوات، ورغبتها فى الاستغناء عن خدماته.نظرة "النفيس" إلى "صقر" سببها – حسب ما ذكره رضوان- أن الأخير جاء من أمريكا واستقر فى مصر بعد أن جنده الحرس الثورى الإيرانى الموجود فى الولايات المتحدة الأمريكية أثناء إقامته هناك، واستغلوا مذهبه الشيعى وجنسيته الأمريكية التى تُمثل حصانة كبيرة عند عودته للاستقرار والإقامة فى مصر.
فإذا حاول مجلس الحكماء الذى يتزعمه "صقر" إقامة أى فاعليات لتجنيد واستقطاب الشباب وتوسيع دائرة اللوبى الإيرانى داخل مصر، وتم القبض عليه من قبل أجهزة الأمن المعنية، حينها ستتدخل السفارة الأمريكية لحمايته بصفته مواطناً يحمل الجنسية الأمريكية، وهنا ستقف الأجهزة المعنية مكتوفة الأيدى ولن تستطيع ردعه.
المجلس يضم فى عضويته – بحسب كلام مصادر شيعية رفضت ذكر اسمها- مجموعة من القيادات والكوادر الشيعية التى هربت خارج مصر منذ زمن بعيد وتتولى تمويله، من بينهم أيمن المصرى، الذى يعيش حالياً فى إيران، بعدما هرب من مصر منذ أكثر من 25 عاما واستقر فى ألمانيا، ثم سافر إلى إيران ليعمل أستاذاً لتدريس الفلسفة الإسلامية بجامعة المصطفى فى مدينة "قم" الإيرانية الموازية لجامعة الأزهر فى مصر.
كان السبب الرئيسى فى هروبه، وصفه لنظام مبارك بـ"الفاشى" أثناء القائه خطبة الجمعة فى إحدى زوايا مساجد القاهرة. ولا يخطر ببال كثيرين من المهتمين بالشأن الشيعى حقيقة الدور الذى يلعبة "المصرى" رغم تواجده فى عاصمة إيران الدينية، فهو المؤسس الرئيسى لحركة "النجباء".
هذه الحركة فى ظاهرها تبدو وكأنها مجموعة شبابية ستتولى حماية وتأمين المهدى المنتظر عند ظهوره فى مصر، لكن باطنها –بحسب كلام المصادر- تكوين جيش شيعى فى مصر على غرار تأسيس حركة "كتائب حزب الله النجباء" الموجودة فى سوريا، التى أسسها الحرس الثورى الإيرانى للقتال بجانب بشار الأسد وأوكلت الإمارة للمتطرف الجهادى "أكرم الكعبى" المعروف بزعامته لحركة المقاومة فى العراق ضد صدام حسين. واتهمه عدد كبير من عناصر المقاومة بأنه ترك وطنه ويجاهد خارج أرضه وفقاً لتدفق الأموال الطائلة التى تأتى له من طهران.
السبب الرئيسى وراء انضمام أيمن المصرى وحركة النجباء لمجلس حكماء الشيعة، يرجع إلى رغبته الشديدة فى العودة إلى مصر، للمشاركة فى تمدد اللوبى الإيرانى داخل محافظات مصر، إلا أن الأجهزة الأمنية تضعه على قوائم الممنوعين من دخول البلاد، نظراً لمعرفتها المسبقة بالأجندة الإيرانية التى يحملها أيمن المصرى عند نزوله من سُلم الطائرة، فضلاً عن ارتباطه الوثيق والوطيد بصناع القرار الإيرانى فى طهران وإقامته التى استمرت أكثر من ربع قرن خارج موطنه، مما يشكل خطورة عند عودته لمصر.
أيمن المصرى يعتقد أن تعاونه مع حازم صقر ربما يكون هو الفرصة المناسبة لدخوله مصر مرة أخرى، واستقراره بها لمباشرة أعمال أعضاء حركة النجباء الذى يطلق عليهم «أبنائى».
الوجه الثانى، هو طارق يوسف، العضو السابق بجماعة التكفير والهجرة، من مركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، وأشرف على عدد كبير من العمليات الانتحارية التى تم تنفيذها فى أوروبا وبعض الدول العربية، وبعد انشقاقه عن جماعة التكفير سافر إلى أمريكا واستقر بها سنوات طويلة، حتى عاد إلى مصر عام 2011 بعد ثورة يناير بأشهر قليلة. ومنذ أن وطأت قدماه أرض البلاد، دعمته إيران بمبالغ مالية ضخمة فى سبيل إنشاء حزب سياسى وقناة تليفزيونية فى القاهرة، إلا أنه لم يستطع تنفيذ كل هذه المشاريع، وهرب من مصر بعد أن أدرك سقوط المعزول محمد مرسى.
وقالت المصادر إن طارق يوسف، يرغب هو الآخر فى العودة إلى مصر بجوار أيمن المصرى، منتظرين المواجهات والمواقف الجدلية التى سيفتعلها المجلس مع الدولة لعودة القائدين، اللذين يمثلان نقطة انطلاق قوية لدى إيران تريد من خلالها التغلغل والتوغل داخل مصر.
الباحث الإسلامى عوض الحطاب، علق على إنشاء هذا المجلس، قائلاً: لا استبعد وقوف الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران وراء إنشاء هذا الكيان الشيعى، لأن أمريكا لم تختلف أبداً فى يوم مع إيران، وبينهما معاهدات وتحالفات منذ قيام الثورة الخمينية. وأضاف: الدليل على ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية لوحت أكثر من مرة أنها ستخوض حرباً فى وجه إيران، وحتى هذه اللحظة لم تحاربها بل جلست معها على طاولة المفاوضات وهم يوقعون اتفاقية امتلاكهم للسلاح النووى. واختتم كلامه، قائلاً: إيران هى ذراع أمريكا فى الشرق الأوسط، وهدفهما واحد باختراق مصر ونشر الفوضى فى جميع محافظاتها، متابعاً: لا ينبغى أن ننسى أن الحرس الثورى الإيرانى كان هو المخطط بالتنسيق مع السفارة الأمريكية بالقاهرة، لواقعة تهريب مساجين وادى النطرون منذ ثورة 25 يناير. الفجر.