وكالة (اور) تتقصى حقيقة تشكيل لواء شيعي لحماية مرقد السيدة زينب ..
بغداد، النجف/ اور نيوز
ربما يكون الشهيد كرار عبد الامير الربيعي، اول عراقي يسقط دفاعاً عن مرقد السيدة زينب عقيلة الطالبيين، اذ تم تشييعه ورفع لافتة لنعيه، قبل اكثر من اسبوعين، في احياء الكاظمية ودور نواب الضباط بمدينة الحرية، حيث موطن اسرته، بينما قدمت فضائيات شيعية التعازي لاسرته ووصفته، كما لافتة النعي بانه شهيد الواجب الشرعي.
وتوالى بعد ذلك وصول جثامين الشهداء في مناطق ابو جفات- الحرية الثالثة، وحي الامين في بغداد الجديدة، والشعلة وهي من المناطق التي تعد معاقل للتيار الصدري وعصائب اهل الحق.
وبرغم اعلان تنظيمات مسلحة تنتمي لاحزاب اسلامية شيعية انها وراء تشكيل لواء ابو الفضل العباس لحماية مرقد السيدة زينب (ع) في غوطة دمشق، الا ان المعلومات التي توافرت لوكالة (اور) تشير الى ان قصة تشكيل اللواء بدأت في النجف الاشرف، اذا تنشر الوكالة صورة للمرجع قاسم الطائي وهو يقوم بتسليم راية الامام المهدي الى (ابو عجيب) قائد لواء ابو الفضل العباس في الصحن الزينبي.
يقول المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي "ان قصة تشكيل لواء عسكري للدفاع عن السيدة زينب (عليها السلام ) بأنها بدأت من النجف الاشرف من خلال مجموعة من الشباب الذين استأذنونا في تشكيلها وارسلت لهم فيما بعد رسالة واضحة شددت على ايديهم وباركت لهم العمل وعمل تشكيل الكتبية العسكرية مطلوب ويمثل قضية اساسية بالنسبة للمذهب الشيعي لان المذهب الشيعي له اماكن ذات قدسية ورمزية فالمحافظة على المرقد الطاهر صمام أمان الوحدة الوطنية وان الارهابيين ومن يقف خلفهم ويمدهم بالمال والسلاح من دول عربية معروفة وأخرى غير عربية تعرف تماماً ما للمرقد من أهمية في اللحمة الوطنية، والحيلولة دون وصول الأمور الى ما لا يحمد عقباه".
وحذر المرجع الطائي من استهاف المرقد، مؤكداً ان المرقد المقدس " يتقدم أول استيراتيجيات عمل الجماعات المدعومة من قبل تلك الدول، لاثارة الفتنة الطائفية".
واضاف المرجع الديني "لكي لا تتكرر المأساة العراقية في سوريا اعطينا الاذن بتشكيل لواء ابو الفضل العباس (ع) في سوريا واكدنا وقلنا للمؤمنين المدافعين يجب علينا المحافظة على مرقد السيدة زينب بل نعتبر الدفاع عن مرقدها امراً ضروريا جدا وهو يمثل المحافظة على تشيعنا وامننا السلمي في العراق فضلاً عن سوريا" .
واشار الطائي "قبل فتره جاءني مجموعة من هؤلاء المؤمنين من لواء ابو الفضل العباس (ع) يشكروني فيها على دعمهم والاذن لهم ويؤكدون لي بأني المرجع الوحيد الذي شجعهم على تشكيل حماية السيدة زينب (ع)". وعن اهتمام الشباب بالانضمام الى لواء ابو الفضل اوضح" يوجد الان تفاعل للمجتمع المسلم مع تشكيل اللواء العسكري لواء ابو الفضل العباس (ع)، فالمجتمع المتدين متفاعل مع الموضوع ، فكثيراً من الشباب المتدين بعد زيارتنا الاخيرة الى سوريا اصبح مندفعا بشكل عالي ولديه رغبه شديدة في الالتحاق والذهاب والمشاركة في هذه الخدمة ، للتدليل على انتمائهم لمذهب اهل البيت (عليهم السلام) وارتباطهم باهل البيت واحقيتهم في الدفاع عن المقدسات الشيعية".
واكد ان "المسألة تبقى في حدود الدفاع عن المرقد لا ابعد من ذلك ولا يمثل عملنا تدخل بجانب احد الطرفين في سوريا لان هذا سيتدخل في البعد السياسي وهذا الامر نحن لا نتدخل به فنحن غير معنيين بالتدخل في الجانب السياسي الداخلي للمجتمع السوري وما يهمنا الدفاع عن مقدساتنا".
وكانت ميليشيات شيعية عراقية أقرت علنا في الآونة الأخيرة بأنها تقاتل في سوريا في خطوة جديدة ضمن ما تعتبره معركة جديرة بأن تخوضها ضد المعارضة المسلحة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد ولاسيما المقاتلون السنة.
وفي الشهور الماضية قال شيعة عراقيون إن متطوعين يعبرون إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد أو لحماية ضريح السيدة زينب على مشارف دمشق. لكن زعماء الميليشيات الذين توقف نشاطهم تقريبا منذ غادرت القوات الاميركية العراق قبل نحو عام كانوا يحجمون عن الاعتراف علنا بالقتال في سوريا ربما لأن رجال دين شيعة بارزين كانوا يعارضون انضمام العراقيين إلى المعركة.
ونقلت وكالة رويترز أن البعض منهم يقولون إنهم يقاتلون في سوريا استجابة لزعيمهم الديني آية الله علي خامنئي الزعيم الإيراني الأعلى لكن دون موافقة رسمية من طهران أو بغداد أو من قيادة الميليشيا التي يتبعونها.
وكشف مواطنون شيعة, في بغداد الجديدة أن حملات التطوع للقتال في سورية ازدادت في الاسابيع القليلة الماضية بسبب تصاعد المعارك الفاصلة في دمشق, مؤكدين أن اشخاصاً من الجماعات السياسية غير المشاركة في الحكومة العراقية تشرف على هذه الحملات. وبحسب المواطنين، تتضمن استمارة التطوع عبارة: "إنني أهب روحي من أجل الدفاع عن مقامي السيدتين زينب ورقية في العاصمة السورية". ويرتاد آلاف الشيعة من العراق وإيران ولبنان ودول أخرى مقامي السيدتين زينب ورقية, غير أن هذه الزيارات تراجعت منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو عامين ووصول المعارك منطقة السيدة زينب في ريف دمشق, كما ان بعض الزوار الشيعة اعتقلوا أو قتلوا في المنطقة, وسط معلومات عن أنهم كانوا يقاتلون مع قوات النظام في المعارك ضد الثوار.
غير أن مقاتلين شيعة وفقا للوكالة يقولون حاليا إن ميليشيا عصائب الحق وكتائب حزب الله الشيعيتين الرئيسيتين في العراق ومقاتلين سابقين من ميليشيا جيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر بدأوا يعترفون بدورهم في سوريا وبأن مقاتلين تابعين لهم قتلوا هناك، بحسب رويترز.
وقال أبو مجاهد، وهو أحد زعماء المقاتلين لرويترز: "يشعر الشيعة الآن بأن المعركة في سوريا اكتسبت مشروعية أكبر ولا يهم ما إذا كانت لحماية أضرحة شيعية أو للقتال إلى جانب جنود الأسد."
ويقول العراق إنه يتبنى سياسة عدم التدخل في سوريا ويرفض دعم مطالب الغرب والجامعة العربية بتنحية الأسد. والصراع السوري يشحذ أيضا همة المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في العراق الذين صعدوا هجماتهم على أهداف دينية شيعية.