Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

قيادي شيعي: نصرالله جندي لدى إيران لو رفض أوامرها لقتلته ..

بغداد - باسل محمد:

قال قيادي بارز في كتلة "التحالف الوطني" الشيعي التي ترأس الحكومة العراقية لـ"السياسة" ان تدخل "حزب الله" في سورية, سيما في معارك القصير, ساهم بشكل أساسي في ارتفاع وتيرة أعمال العنف الطائفي في العراق في الأيام القليلة الماضية, محملاً الأمين العام للحزب اللبناني حسن نصر الله مسؤولية تصاعد الاحتقان الطائفي بين العراقيين "لأنه اختار المعركة الخطأ والأسلوب الخطأ والتوقيت الخطأ".

واعتبر القيادي الشيعي أن تدخل الحزب في القصير ينم عن أفق ضيق لدى قيادته, وان الثورة السورية كشفت أنه عبارة عن قاعدة عسكرية إيرانية متقدمة في لبنان و"بالتالي كان من الضروري لبناء هذه القاعدة وتطويرها وتجهيزها بكل الاسلحة الفتاكة وان تستمر بغطاء شعبي ان يتم رفع شعار مقاومة اسرائيل لأنه لولا هذا الشعار لما انطلت الحيلة الايرانية على الجميع طوال ثلاثة عقود من الزمن".

وأكد أن تدخل "حزب الله" في القتال على نطاق واسع وفعال في سورية تسبب في انقسامات داخل الصف الشيعي العراقي, كما ان قسماً مهماً من الرأي العام في المحافظات الشيعية التسع العراقية دخل في مرحلة من الشكوك القوية بين شرعية المشاركة في الحرب للدفاع عن نظام بشار الاسد على اعتباره نظاما علوياً وبين الدفاع عن نظام البعث السوري الذي يتساوى في بطشه وجرائمه وقمعه مع نظام البعث الصدامي.

ووصف القيادي الشيعي نصر الله بأنه "مجرد جندي صغير في الحرس الثوري الايراني ولو كان بخلاف هذا الوصف لقال للقيادة الايرانية وللنظام السوري ان مهمتي محصورة في التصدي للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان, وان مشاركتي في القتال داخل سورية ستؤدي الى اشعال حرب طائفية في المنطقة تكون اسرائيل هي المستفيد الاكبر منها".

وبحسب القيادي, فإن نصر الله كان "مكرهاً على قبول القتال داخل سورية لأنه في حال رفض هذا الامر لتمت تصفيته على الفور لأن بعض المقربين منه مرتبطين بجهاز استخبارات الحرس الثوري الايراني برئاسة قاسم سليماني, وبالتالي كان يمكن لهذا الاخير ان يصدر امراً بتصفية نصر الله في ما اذا اتخذ مواقف معتدلة من الوضع السوري وعارض التورط في الحرب".

واعتبر أن مشاركة "حزب الله" في القتال مردها إلى اعتقاده بأن استمراره رهن بتعزيز طاعته لأوامر القيادة الإيرانية العليا التي دفعته إلى التورط في عمليات اغتيال داخل لبنان, وتمتلك ملفات ضده, كما أن الحزب أحرق كل سفنه مع الأكثرية المسيحية والسنية في لبنان إلى حد أن الخلافات بينه وبين الدولة اللبنانية وصلت مرحلة الحسم التي تتطلب التخلي عن سلاحه, وهو يخشى لو فعل ذلك ان يجري القضاء عليه من قبل الفرقاء اللبنانيين في ظل عدم وجود ضمانات حقيقية وملموسة من خصومه تشجعه على اتخاذ مثل هذا القرار التاريخي.

ووفق القيادي, فإن القطيعة القائمة بين "حزب الله" والعالم العربي باستثناء علاقته مع النظام السوري, فوتت على نصر الله فرصة أن يتحاور مع بعض القيادات السياسية العربية المؤثرة, وان يفتح معها قنوات لتسوية كل الملفات الخلافية, رغم تورط الحزب في بعض الاعمال المخلة بالأمن في بعض دول الخليج العربي والاردن ومصر, كاشفاً ان بعض القنوات السياسية العراقية نصحت نصر الله بالنأي بحزبه عن تطورات الوضع السوري, غير ان الضغوط الايرانية والسورية كانت رهيبة عليه في الشهور السابقة ودفعته الى التورط اكثر في المستنقع السوري.

وكشف القيادي الشيعي عن أن بعض اللقاءات التي تمت مع بعض كوادر "حزب الله" الذين زاروا أخيراً الأماكن المقدسة الشيعية في مدينتي النجف وكربلاء تطرقت الى ملف التدخل العسكري لمقاتلي الحزب في الوضع السوري, و"كان الرد دائماً ان معركة نظام الاسد تمثل معركة حياة او موت بالنسبة لحزب الله, ولذلك ايقنا في العراق ان التدخل العسكري لمقاتلي الحزب واقع لا محال وهو مرشح الى اسوأ السيناريوهات في مقدمها المشاركة في الاقتتال الطائفي".
السياسة.