Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

المد الدرزي .. دعوة في الخفاء ! ..

الكاتب : عارف تامر أرسلان

الفرق الضالة أصبحت لا تكتفي بكونها مللاً ونِحلا أيديولوجية بل تسعى لتشكيل التيارات والأحزاب والتنظيمات السياسية وتتلقى الدعم، ويستقبل زعماؤها استقبال رؤساء الدول كما هو الشأن مع زعيم طائفة البهرة على سبيل المثال. 

وفي لبنان تبرز الطائفة الدرزية بخلافاتها و تيارها الأرسلاني وحزبها الجنبلاطي التقدمي الاشتراكي ، وشيخ عقل الطائفة  وما يعيشونه من تقمص ونظريات إلحادية .. 
وأخطر ما في الأمر أن الخفاء والغموض يخيم على تلك الطائفة ويتغلغل كثير من أنصارها في المؤسسات الصحفية والسياسية في بلادنا . 
ومن هنا كانت هذه الدراسة لتسليط الضوء على أصول تلك الطائفة الضالة ومذهبها ومعتقداتها.
 تعريف 
الدرز: واحد دروز؛  الثوب ونحوه وهو فارسي معرب. 
ويقال للقمل والصيبان: بنات الدروز، وبنو درز: الخياطون والحاكة.
 وتقول العرب للداعي هو ابن درزه وابن ترزي يتضح أن مادة درز: تعني سفلة الناس  وسقاط وغوغائيون وأولاد زنى وأولاد دنيا لا يعترفون بالآخرة.
 مرجع التسمية 
قيل إنهم ينتسبون إلى -طيروز- بلد في فارس، وقيل إن الشيخ حسين الدرزي من كبار فلاحي مصر أول المؤيدين لدعوة الحاكم وقيل إنها نسبة عسكرية إلى -أنوجد نشتكين الدرزي- قائد فاطمي وقيل إنها نسبة إلى القائد الفرنسي -درو- وقيل إنهم ينتسبون إلى محمد بن إسماعيل الدرزي أول من جهر بألوهية الحاكم  بأمر الله الفاطمي وهو الراجح. 
إلا أنهم لا يحبون إلا إطلاق كلمة -الموحدون- لأنهم يعتقدون في الحاكم بأمر الله الفاطمي أنه إله، ويطلق عليهم -بنو معروف- -الأعراف- نسبة لإحدى قبائلهم المشهورة في لبنان -السبعين- لاعتقادهم أن دور الإمامة سبعة سبعة.
 صلة الإسماعيلية بالدروز 
الدروز في الأصل فرقة باطنية انشقت عن فرقة الإسماعيلية بل محمد بن إسماعيل الدرزي كان ضمن طائفة الإسماعيلية، والدروز يعتقدون بإمامة إسماعيل بن جعفر وأن الداعية الداهية الخبيث الإسماعيلي -ميمون القداّح هو الذي بيده خيوط المؤامرة على الإسلام وقاد حملة الفاطميين عندما أوفد عبيد الله -مؤسس الفاطمية- إلى المغرب. 
وفي القرن الخامس الهجري بسبب ضعف الدولة العباسية في المشرق أصبحت الفرصة مواتية لتبعث بالإسماعيلية وعلى رأسهم محمد بن إسماعيل الدرزي وحمزة بن علي والحسن الفرغاني المعروف بالأخرم لدخول مصر وقصدوا حاكمها آنذاك الحاكم بأمر الله فضمهم إلى حاشيته وقربهم إليه حتى جاء عام 704هـ فجهر محمد بن إسماعيل ومعه -خمسمائة- من أتباعه ليؤدوا مناسك الحج إلى قصر الحاكم بأمر الله الذي جلست فيه روح الإله كما يقولون!! 
وهنا ثار الناس والجنود وهاجموا جماعة الدرزي وحاصروهم وقتلوا منهم الكثير والحق أن الحاكم بأمر الله هرب إلى وادي التيم مجموعة منهم وأعطاهم المال فاضطر الإسماعيلية إلى امتصاص غضبة المسلمين فأوفدوا كبير علمائهم -أحمد حميد الدين الكرماني- من العراق إلى مصر ليهدئوا ثورة الناس فدخل مصر وأعلن أن كل من يدعي الألوهية كافر وملحد وللعلم أنهم حاكوا مؤامرة الألوهية سوياً حتى أن الطائفة الإسماعيلية جعلوا الحاكم بأمر الله أحد الأئمة المقربين لديهم. 
تسمية جبل الدروز 
جبل الريان بن هلال حوران ثم أصبح فيما بعد يعرف بجبل الدروز، الذين يتمركزون في محافظة السويداء.
 نظام المجتمع الدرزي
 نظام العشائر: حيث المسيطر على العشائر قبيلة الجنبلاطيين والشهابيين إلى أن تسلم الجنبلاطيون الزعامة السياسية للدروز. 
وحدث صراع  عام 1711م بين القيسيين واليمنيين وسميت المعركة عين داره وانهزم فيها اليمنيون من أجل السلطة والزعامة. 
نظام الإقطاع: حيث أن الأرض للقوي، وعلى ضوء نظام الإقطاع انقسم المجتمع الدرزي إلى مشايخ وعامة. 
المشايخ: المشيخة محصورة في القبائل التالية: بنو جنبلاط، بنو العماد، أبي نكد، بنو تلموق، بنو عبدالملك، آل حمدان ولهم صلاحيات تعيين المشايخ وعزلهم، وفرض الضرائب، وإعلان الصلح والحرب. 
العامة: هم طبقة كادحة تتألف من الحرفيين والفلاحين والخدم.
القضاء: قضاء مذهبي  والذي يضع القوانين ويتزعمها قبيلة التنوخيين. 
القضاء المدني: يختص به رؤساء العشائر في كل القبائل الخاصة.
الدروز في فلسطين المحتلة 
يقول شيخهم أمين طريف تربطنا باليهود علاقة وطيدة وذلك يرجع إلى النبي شعيب زوج إحدى بناته من النبي موسى، ولهذا نحن أبناء عم الشعب اليهودي. 
ويحتفلون عند مقامات يهودية مثل مقام -حوشي الأزكي- والكاهن إسماعيل بن اليشع وشمعون الشازوري وغيرهم. 
ويبلغ عدد الدروز في فلسطين المحتلة 36 ألف نسمة يشتغلون في كل المناصب واعترفت بهم حكومة العدو كطائفة دينية مستقلة ودخلوا كأعضاء في الكنيست الشيخ جبر معدي ولبيب أبو الركن وصالح خنيفي، وحصلوا على وسام الاستحقاق اليهودي ويملكون 17 منظمة درزية منها: نادي الإخاء الدرزي، ومنظمة شباب الدروز، وتم إعطاؤهم مجلة الهدى وصحف كثيرة. 
وحدثت اجتماعات بين ضباط من المخابرات الإسرائيلية مع ممثل الدروز سليمان كيخ لإقامة دولة يهودية، وبدأت المحادثات من 16/10/1967 حتى تشرين 1973م حيث افتضح أمرهم وتم إيقاف المشروع، وأما الدولة فكانت تمتد من محافظة السويداء في سوريا حتى البحر الأبيض المتوسط الطريق الساحلي عند قرية خلدة والجولان وحاصبيا وراشيا والشوف وقضاء عاليه.. وفضح المشروع -محمد خالد قطمة- في كتابه قصة الدولتين المارونية والدرزية ولكنه جاء بطريقة عرض إيجابية في صالح الدروز. 
- ويرتبط الدروز مع الطائفة البوذية بنشاط في غربي الهند، وأخذوا منهم التصوف ومزيجاً من العقائد ويقول كمال جنبلاط: -وإجلالي لغاندي معروف لدى كل المحيطين بي، وأنا أعده نبي العصر الحديث الحقيقي-. هذه وصيتي ص 153. 
- وأخذ الدروز من الزرادشتيه عدة عقائدة منها قولهم في كتاب -منوسمرتي- المقدس: الله أظهر ذاته بذاته ويقول حمزة الدرزي -ظهر لخلقه بخلقه كخلقه إيناساً لهم-. 
- وأخذ الدروز من اليهود السبئية القول بالرجعة والقول: -لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة- وقالت الدروز: النار محرمة على كل درزي مع تأويلهم النار بمعاني مختلفة، ويعتقدون بالحلولية وغيرها. 
-  وأخذ الدروز عن المسيحية تشبيههم المخلوق بالخالق والدروز يشبهون الحاكم بأمر الله بناسوت الإله وغيرها. 
- وأخذ الدروز عن المعتزلة: اعتماد العقل للهداية لحقائق الدين. أي المرجع والفاصل لكل المسائل. 
- وأخذ الدروز عن إخوان الصفا الألفاظ الرمزية والتفسير الباطني للآيات وعقيدة التقمص وفلسفة القدر والحدود وخلق الوجود والعقاب. 
- وأخذ الدروز عن القرامطة: سرية التنظيم، وفلسفة المذهب والحدود والمقامات، وجحدهم الله تبارك وتعالى، واحتقارهم للأديان السماوية، وإبطال النبوات، وعدم الإيمان بالقيامة والبعث والنشور والجنة والنار والظاهر يخالف الباطن، وإنكارهم للشرائع. 
- ويتفق الدروز مع النصيرية: في قضية التناسخ وتأليه علي من قبل النصيرية وتأليه الحاكم من قبل الدروز. 
- ويتفق الدروز مع غلاة الصوفية: كلاهما يدعي أن الله لاهوت وناسوت، والحلولية، وكلاهما يهجر الفرائض، وكلاهما يأخذ دينه من العقل وكلاهما يقول إن للقرآن ظاهر وباطن، ويقول كمال جنبلاط: -إن الدين الدرزي دين صوفي، يعتمد على الداخليات والجواهر ولا يهتم بالشكليات-. 
ويعظم الدروز الفلاسفة أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس ويعدونهم أسيادهم الروحيين وعندما يذكرون أحدهم يأتي بعده مباشرة  صلى الله عليه وسلم  أو سلام الله على ذكره أو صفي الرب.. أو الحكيم الأكبر.
الســهم  الدرزى في ظـهر العـرب
 أمير سعيد
بعمائمهم التي تشبه عمائم الأزهريين يبدو شيوخ الطائفة الدرزية كما لو كانوا من علماء المسلمين، ولربما تحدث وجهاؤهم بلسان مسلم، أو حاكوا المسلمين في بعض مفرداتهم: (لا فضل لدرزي على سني إلا بالنضال!! أخذاً بقول الرسول #: «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى») مثلما قال سميح القاسم الشاعر الفلسطيني الدرزي.
بيد أن المخابر لا تبديها المظاهر، وإنما تكشفها العقائد والأصول والمواقف. والحق أن هذه الطائفة بعيدة النجعة عن طريق الإسلام والمسلمين؛ فالدين غير الدين، والولاءات متعارضة، والمواقف السياسية متباينة.
وإذ يعتري بعض المسلمين العجب وهم يظنون أن الدروز هم إحدى فرق المسلمين، وأنهم وإن اختلفوا عن السنة إلا أنهم لا يخرجون عن دائرة الإسلام والمسلمين، وهم يشاهدون درزياً (صالح طريف) وزيراً بلا وزارة في حكومة شارون، ويعجبون كذلك وهم يرون العديد من شباب الطائفة ورجالها يخدمون في الجيش الإسرائيلي ويصوبون رصاصهم في قلوب (إخوانهم من العرب الفلسطينيين).
إلا أن هذا العجب سرعان ما يتبدد حينما يستبين لهؤلاء حقيقة القوم، وحين نجلِّي عن الدروز حجاب الإسلام ـ عبر هذه السطور ـ فنستطيع وقتها أن نراهم عن كثب على حقيقتهم التي ربما تخفى على العديد من المسلمين.
تعريف الدروز ونشأتهم:
هم فرقة باطنية تقترب عقيدتها من عقيدة الإسماعيلية تخفي عقيدتها عن الناس، وقد نشأت إبان حكم الطاغية الحاكم بأمر الله الفاطمي (408 هـ) على يد محمد ابن إسماعيل الدرزي (بنشتكين) الذي تسرَّع في إعلان ألوهية الحاكم بأمر الله مما أثار المسلمين ضده في مصر، فاضطر للفرار إلى الشام؛ وهناك دعا إلى مذهبه فاستجاب له بعض الناس فأسس الفرقة الدرزية التي ارتبط اسمها باسمه، على الرغم من أن الدروز يلعنونه لتسرعه ويلقبونه بالغطريس الذي تغطرس في الكلام دون علم أو يقين، ويفضلون اسم الموحدين على الدروز؛ غير أنهم لا ينكرونه، والدروز عــرب خُلَّص من قبيلتي لخم وتنوخ وليســوا أكــراداً كما يظـن بعـض مـن الناس.
عقيدتهم:
- يعتقدون بألوهية الحاكم بأمر الله، ويعتقدون بغيبته ورجوعه.
- ينكرون جميع أحكام الإسلام من صلاة وحج وصيام وتحريم للميتة والخمر.
- يزعمون أن شريعة محمد بن إسماعيل نسخت شريعة محمد بن عبد الله.
- يؤمنون بالتقية.
- لا يؤمنون بجنة ولا بنار؛ وإنما يؤمنون بتناسخ الأرواح.
- يبغضون جميع أهل الديانات الأخرى لا سيما المسلمون، ويستبيحون دماءهم وأموالهم.
- لا يؤمنون بالأنبياء سوى أنبيائهم المزعومين.
- لا يتلقى الدرزي عقيدته إلا إذا بلغ الأربعين.
طبقات الدروز:
الناس في الطائفة الدرزية طبقتان:
أ - الروحانيون: وهم أهل العلم من الطائفة العالمون بأسرارهم، وينقسمون إلى: (شيوخ عقل): وهم كبار علمائهم، و (أجاويد): وهم بمثابة طلاب العلم عند أهل السنة.
ب - الجثمانيون: وهم عامة الطائفة المعنيون بأمور الدنيا من أمراء وعامة.
الخريطة الدرزية في العالم:
يبلغ عدد أبناء الطائفة الدرزية في العالم نحو 250 ألف درزي؛ منهم 120 ألف في فلسطين، و 90 ألف في لبنان، و 17 ألف في الجولان السورية (جميع سكان الجولان المحتلة)، والباقي في أنحاء سوريا وأستراليا والبرازيل.
وللدروز في فلسطين ولبنان وسوريا شأن وتميز واضح.
ففي فلسطين: لا يخفى على ذي عينين وجود تأثير يهودي عميق في نشأة معظم الفرق التي مرقت من الإسلام، وليس سراً أن الحاكم بأمر الله أبا علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي إله الدروز كانت له ميول يهودية، والفرقة الإسماعيلية التي انبثقت عنها الدرزية إنما ولدت أفكارها من رحم يهودية، وليس غريباً أن يحن الفرع إلى الأصل، وأن يحدث نوع في توافق الأفكار وتلاقي المصالح بين اليهود والدروز، وعليه فإن من أولويات الكيان الصهيوني فور إنشائه في العام 1948م كان انتقاء الدروز من بين العرب وتمييزهم عنهم واحتواؤهم أو على الأقل تحييدهم. وفي المقابل رأى دروز فلسطين دولة اليهود فرصة للعب على التناقضات بين المسلمين واليهود خروجاً بأعلى مكسب يمكن أن تحققه أقلية لا تزيد عن 250 ألف بين عرب يزيد تعدادهم عن 250 مليون (1%).
بدأت الاتصالات مبكراً بين نشطاء الحركة الصهيونية والدروز، منذ عام 1930م وخلال هذا وقَّع معظم زعماء الدروز على البيان الذي يعلن أن موقف الطائفة الدرزية من (النزاع اليهودي الفلسطيني) هو موقف محايد، وفي عام 1948م أنشأ الكيان الصهيوني وحدة الأقليات في الجيش الإسرائيلي، وحاول تهميش دور المتحفظين من كبار العائلات الدرزية، إلا أن هؤلاء سرعان ما لحقوا بركب المتعاونين مع اليهود، وسمحوا للدروز بالانخراط في جميع مؤسسات الدولة الوليدة في مقابل الاعتراف ـ في الوقت المناسب ـ بالطائفة الدرزية طائفة مستقلة لها محاكمها الخاصة وتنظيمها الديني المستقل. ومن أكبر العائلات الدرزية التي احتوتها الحركة الصهيونية عائلة طريف التي ينتمي إليها أول وزير عربي في حكومة إسرائيلية (صالح طريف وزير عمالي بلا وزارة في حكومة شارون).
وإلى جانب اهتمام (إسرائيل) المبكر باحتواء الدروز سياسياً عبر تميزهم عن بقية العرب واستيعاب ساستهم ضمن منظومة «إسرائيل» الحزبية؛ انصرف جل اهتمام اليهود إلى تحقيق أقصى استفادة عسكرية من وجود الدروز على أرضهم المزعومة وتوافر النية لدى الأخيرين بالتعاون اللامحدود مع الكيان الصهيوني. ويعتبر الرئيس «الإسرائيلي» الأسبق إسحاق تسقي أبرز المسؤولين الذين اهتموا بقضية الدروز؛ حيث أكد في خطاب شهير له أمام الكنيست أن تجنيد الدروز يعتبر أمراً حيوياً حتى يتحولوا لسكين حاد ينغرز دائماً في ظهر العرب، مما دفع «إسرائيل» إلى إنشاء وحدة خاصة بالجيش هي وحدة الأقليات؛ وتكلف تلك الوحدة بالقيام بالعمليات العسكرية داخل الدول العربية وخارجها.
ويبلغ عدد الدروز حالياً في الجيش قرابة 19000 مجند موزعين على نقاط التماس مع العرب (جنوب لبنان ـ الضفة ـ غزة) كدروع بشرية لليهود، وموزعين كذلك على الوحدات الخاصة مثل وحدات المستعربين (الدوفدفان) والتي تعنى باغتيال واختطاف ناشطي جماعات المقاومة الفلسطينية، والتي كان لها دور مخز كبير في اقتحام باحة المسجد الأقصى أواخر شهر يوليو الماضي (أكثر من 400 مستعرب شاركوا في الهجوم التتري على الأقصى)، بجانب انخراط عدد كبير منهم في أجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» المختلفة نظراً لصعوبة تمييزهم عن بقية العرب من حيث الشكل واللغة (مثل الجاسوس المسجون في مصر عزام عزام).
وما يزال وضع العسكريين الدروز في تصاعد، وتتزايد حاجة الجيش (الإسرائيلي) واطمئنانه لهم مع الأيام، ويتأكد ذلك كلما أبلى هؤلاء آثاماً في حرب اليهود ضد الفلسطينيين. وفي الانتفاضة الحالية تم مكافأة الدروز بترقية أحد ضباطهم وهو يوسف مشلب لرتبة جنرال خلال يونيو الماضي، وهي أعلى رتبة يصل إليها ضابط درزي.
اقتصادياً: اندمج الدروز في الاقتصاد «الإسرائيلي» حسب نموذج يختلف عن نموذج بقية العرب أو اليهود؛ فما يقرب من 50% من قوة العمل بين الرجال الدروز مندمجون في قطاعات لا يَقبل اليهود العمل فيها، ولا يُقبل العرب المسلمون بها، 40% يشتغلون في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المختلفة، 10% يعملون في مصانع البتروكيماويات والموانئ وغيرها من الأماكن الحيوية (ربما في الأعمال الوضيعة فيها فحسب).
وفي لبنان: كما في فلسطين تتحكم عائلات محدودة ذات الثراء والصيت والمنعة في إدارة الشأن الدرزي اللبناني مثل عائلة جنبلاط (ينتمي إليها زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني الحالي والسابق وليد وكمال جنبلاط)، وعائلة أرسلان (ينتمي إليها دماً فقط المجدد المسلم السني الأمير شكيب أرسلان سفير الإسلام في العالم)، وعائلة الأطرش (ينتمي إليها المغني فريد الأطرش وأخته الجاسوسة أسمهان التي لقيت حتفها في حادث استخباري غامض).
العائلة الثالثة ذات تأثير محدود الآن بين الدروز.
العائلة الثانية تميل إلى مسايرة الدولة والمحافظة على المكتسبات الدرزية.
أما العائلة الأولى فلها اليد الطولى في توجيه السياسة الدرزية، ولقد قام زعيماها بإدارة دفة السفينة الدرزية باقتدار مما جعلهما قمينين بأن تسلط الأضواء عليهما:
أراد كمال جنبلاط أن يجد للدروز ولزعامته المدى العربي ومكانة لبنانية تفوق حصة حجمهم العددي، ومن أجل أن يصبح لامعاً قرر أن يكون معارضاً، فأنشأ في أواخر الأربعينيات الحزب التقدمي الاشـتراكي، وتبنى منذئـذ قضـايا الفقـراء ـ كعادة الاشتراكيين ـ واستفاد بذلك من القاعدة الفقيرة غير الدرزية في مد شعبيته وصقل زعامته، حتى إذا كانت الحرب اللبنانية كان جنبلاط قد أصبح رقماً من أرقام المعادلة اللبنانية الصعبة، وانضم إليه العديد من القوى الفلسطينية والشيعية واليسارية إلى أن قُتل عام 1976م، وقد تولى بعده ابنه وليد زعامة الحزب والطائفة، وفي الحرب استطاع أن يدحر الموارنة (المسيحيين) عن مناطق الدروز بالتعاون مع قوات أمل الشيعية وبدعم سـوري واضـح.
وحين وضعت الحرب أوزارها شط الدرزي الأول في مطلب في اتفاق الطائف برئاسة رابعة للدروز (يتكون نظام الحكم اللبناني من ثلاث رئاسات: رئاسة الدولة للمسيحيين، ورئاسة الحكومة للسنة، ورئاسة البرلمان للشيعة) ورفضه السوريون والسعوديون، وعليه فقد بدأ جنبلاط في التحول من موالاة سوريا إلى الحياد معها أثناء الرئاسة القوية لحافظ الأسد، ثم التحول إلى مجاهرة سوريا بضرورة كف يدها عن التدخل في لبنان عندما شعر بضعف الرئيس السوري الشاب بشار الأسد، مع تقربه في الوقت نفسه إلى القوى المسيحية المطالبة برحيل السوريين (البطريرك صفير، ورئيس الحكومة السابقة العماد ميشيل عون)؛ مما حدا بوزير الدفاع السوري العماد مصطفى طلاس إلى لمزه من قناة قائلاً: نحن صنعناهما (صفير وجنبلاط) وها هما ينقلبان علينا.
ويستمر الحرباء السياسية في تقلباته ليحقق فوزاً (تحالفياً) بارزاً في الانتخابات الدرزية الأخيرة، ويخطو خطوة واسعة في طريق الدولة الدرزية التي يطمح إليها الدروز بالشوف في لبنان استناداً إلى مشروع غربي تمنيهم به فرنسا بمساعدة «إسرائيلية».
أما في سوريا: فلعل أبرز تأثير للدروز هو في مواطنيها المقيمين في الجولان السوري المحتل الذين يمثلون نحو 17 ألف درزي سوري هم جميع قاطني الجولان، ويعد ولاء الدروز المذبذب بين «إسرائيل» وسوريا أكبر معضلة لسوريا في مفاوضاتها المترنحة مع الكيان الصهيوني، وما من شك في أن الدروز سيخذلون السوريين حينما يطلب منهم موقف انحيازي حاسم، وقد بدت أعراض ذلك الخذلان في فبراير قبل الماضي حينما طلبت حوالي 300 أسرة درزية تعيش في هضبة الجولان، من الحكومة «الإسرائيلية» ضمانات بأنها ستستمر في العيش تحت الحكم «الإسرائيلي» إذا تمت إعادة هذه المرتفعات السورية، وقد قالت الإذاعة «الإسرائيلية» وقتها إن هؤلاء الدروز الذين حصلوا على الجنسية الإسرائيلية قد طالبوا نائب وزير الدفاع «الإسرائيلي» مساعدتهم في تكاليف الرحيل وتقديم تعويضات لهم عن أي ممتلكات سيتخلون عنها، مشيرة إلى نية العشرات منهم إقامة دعاوى قضائية ضد الحكومة «الإسرائيلية» مفضلين البقاء في كنف «إسرائيل» على العودة لسوريا!!
ماذا يجري الآن في الشام؟
تشهد منطقة الشام اليوم مرحلة مخاض جديدة تتبدل فيها الولاءات وتتغير فيها التحالفات، والطائفة الدرزية فيها بأقطابها البارزة: زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط، والوزير بلا وزارة في حكومة شارون صالح طريف، والنائب في الكنيست (الإسرائيلي) عزمي بشارة، يقومون بأدوارهم المتباينة التي تصب جميعها في المصلحة الدرزية العليا التي تقوم على إجادة اللعب على كل الحبال، والاتكاء دوماً على الطرف الرابح، ولربما ظهر للمشاهد تعارض واضح بين مواقف هؤلاء، إلا أن المتأمل سيلحظ حتماً إدارة ذكية للأحداث بما يفيد الطائفة بشكل جيد.
فوليد جنبلاط قد فطن جيداً للتغيرات الأمنية في منطقة الشام: فتولي شارون وصعود السفاحين لسدة الحكم في إسرائيل، وتولي بشار الأسد الذي ـ رغم كفاءته النسبية ـ لا يملك حنكة والده في حكم سوريا ولبنان معاً، وتنامي نفوذ العسكريين السوريين واللبنانيين في لبنان، وفقدان الرئيس اللبناني إميل لحود الموالي لسوريا لنفوذه بين النصارى الموارنة، وصعود نجم البطريرك صفير الموالي لفرنسا في بكركي، والرغبة القوية لدى واشنطن وباريس لتقليم أظفار الشيعة الإمامية المتمثلة بحركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، وحزب الله بزعامة حسن نصر الله الموالية لسوريا وإيران، وتجدد ضغط تيار القائد السابق للجيش اللبناني ميشيل عون ـ الموالي قلباً وقالباً لفرنسا (دولة الاحتلال السابقة للبنان) ـ باتجاه المطالبة برحيل القوات السورية من لبنان؛ حيث يصف عون وتياره وجودها بـ (الاحتلال السوري للبنان)، والرغبة الجموح لدى رئيس الوزراء اللبناني (الزعيم السياسي للسنة) الملياردير رفيق الحريري بتحرير لبنان من ربقة التبعية لسوريا عسكرياً واقتصادياً.
كل هذه العوامل التي فطن إليها جنبلاط دفعته إلى الآتي:
1 - طرح نفسه زعيماً درزياً في الشام كله عبر إطلاق دعوته لرفض الدروز للتجنيد في صفوف جيش الكيان الصهيوني (8% من الشباب الدرزي في فلسطين المحتلة يخدمون في الجيش الصهيوني)، وتبنيه لمؤتمر التواصل القومي بعمان الذي عقد قبل شهور للدعوة لرفض الانخراط في الجيش (الإسرائيلي)، والذي استقبل فيه جنبلاط لدى انعقاد المؤتمر استقبال الأبطال، وكان جنبلاط قد اجتمع سراً بممثلي دروز (إسرائيل) في عمان قبل المؤتمر برعاية المفكر الدرزي البارز النائب بالكنيست (الإسرائيلي) عزمي بشارة (الذي واجه تحقيقاً «إسرائيلياً» تبعاً لذلك لإطاحته من الكنيست) من أجل توحيد الصف.
2 - اقترابه من رئيس الحكومة السني رفيق الحريري، ومحاولته تشكيل جبهة ثلاثية معه ومع الموارنة (68 عضواً البرلمان اللبناني)، بعد أن أذاب الجليد مع الموارنة بعد زيارة البطريرك صفير للجبل، وشكل معهم ثنائية على أنقاض ثنائية (المارون ـ الشيعة الإمامية) التي لا يرضى عنها الأمريكيون والفرنسيون والإسرائيليون، ولا سيما بعد أن نجح حزب الله في بسط سلطته وشعبيته في الجنوب اللبناني، ورفض هؤلاء لنشوء دولة شيعية ترعاها إيران في الجنوب.
3 - مد بعض الجسور مع دمشق مجدداً بعد رفضه لاعتقالاتها للمعارضة اللبنانية النصرانية الموجودة هناك، وذلك عبر عزمي بشارة أيضاً.
وصالح طريف من جهته، قد أظهر ولاءً منقطع النظير نحو (إسرائيل)؛ مما حدا بسلطتها إلى محاولة تلميعه ليتبوأ زعامة مجلس عالمي للدروز تزمع (إسرائيل) إنشاءه وتوجيه دعم مالي كبير له؛ ليضطلع بدوره الجدي لتوحيد الدروز في العالم تحت إمرة الدروز (الإسرائيليين) الموالين للكيان الصهيوني.
الطلاق الدرزي:
يطيب لبعض الكتاب تجسيم مواقف الدروز من قضايا الأمة المصيرية على أنها مواقف تنم عن خيانة للأمتين العربية والإسلامية، وإذا كنا نوافق هؤلاء على أن مواقف الدروز هي خيانة علنية للعرب والعروبة باعتبارهم من القبائل العربية الأصيلة، إلا أننا لا نشاطرهم الرأي فيما يخص الإسلام؛ فالدروز لا يعدون طابوراً «إسلامياً» خامساً؛ لأنهم بكل وضوح ليسوا بمسلمين وقد طلقوا انتماءهم للإسلام طلاقاً درزياً (لا رجعة فيه) منذ مرقوا من الدين حين أنشؤوا دينهم عام 407 هـ، وليس في القول جرأة، بل هذا الكلام قد قال نظيره شيخ الإسلام ابن تيمية حين سئل عن الدروز فأجاب: «هؤلاء الدروز كفـار باتفاق المسلمين لا يحـل أكل ذبائحهـم ولا نكاح نسائهم بل ولا يقرون بالجزية؛ فإنهم مرتـدُّون عــن الإســلام ليســوا مسلمين ولا يهــود ولا نصارى وإن أظهروا الشهادتين وهم من القرامطة الباطنية الذين هم أكفر من اليهود والنصارى ومشركي العرب»(1)، وقال أيضاً عن الدروز: «كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون؛ بل من شك في كفرهم فهـو كافــر مثلهـم؛ فإنهــم زنادقـة مرتــدون لا تقبل توبتهم»(2).
وعطفاً على ما قال شيخ الإسلام، فإن هؤلاء حقاً باطنيون يظهرون ما لا يبطنون، ومن تتخلف عنه هذه المسلَّمة يهوله التناقض الرهيب في مواقف الدروز؛ فكما تقدم رأينا حرباء لبنان كم يتقلب بأطياف السياسة اللبنانية، وكيف يتأرجح الجولانيون بين اليهود والعرب، وكيف يحاول دروز فلسطين تارة ارتداء مسوح المقهورين على خدمة «إسرائيل»، وتارة يتبخترون بلباس الجندية الإسرائيلية.
وأخيراً نسوق ذلك الموقف الطريف من صالح طريف الوزير الشاروني: حين أجرى التلفزيون الفلسطيني في يناير الماضي مقابلة مع ذلك الدرزي عضو اللجنة المركزية في حزب العمل قبل توزيره وأثناء الانتخابات قال: إن زيارة شارون للحرم القدسي الشريف كانت تدنيساً للحرم، وأنه يأسف؛ لأن الدروز يخدمون في الجيش «الإسرائيلي» ويحاربون إخوتهم، وأنه إذا لم تضع «إسرائيل» حداً للنزاع بإقامة دولة فلسطينية، فلن يكون أمام الطائفة العربية الدرزية بد سوى إعادة ترتيب أوراقها، وتبني موقف شجاع مهما كلف الثمن.
وعندما تم اختياره وزيراً في التشكيلة الشارونية ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت «الإسرائيلية» مقتطفات من الحوار السابق متهمة إياه بالنفاق سارع طريف على الفور بالاتصال بالإذاعة «الإسرائيلية» طالباً بصفته وزيراً إجراء حوار معه، وفي الحوار قال إنه أدلى بأقواله للتلفزيون الفلسطيني ليقنع الفلسطينيين بالتصويت لمصلحة باراك، وأضاف: لقد حصل لي ما يحصل لآخرين يتفوهون بتصريحات خلال معركة انتخابية ثم يندمون عليها، ولو سئلت اليوم السؤال نفسه لما قلت إن شارون دنس الأقصى بزيارته.
وعندما سأله المذيع عما إذا كان يتخبط بين تعاطفه مع الفلسطينيين وتضامنه مع «الإسرائيليين» قال: «يبدو أنك نسيت أنني كنت جزءاً من معركة الدفاع عن دولة «إسرائيل» مدة ثماني سنوات ضابطاً في الجيش، ولم أخجل ذات مرة من القول إنني خدمت في الجيش «الإسرائيلي»، وإنني على استعداد لإرسال أبنائي إلى الجيش للدفاع عن الدولة، حتى إذا تعرضت حياتهم للخطر؛ فأقاربي جميعاً يخدمون في الجيش»!
لا عجب يا طريف! فقد أحسنت حين جسَّدت لنا الطبيعة الدرزية التي أُشربت عقيدة التقية، واتخذت الباطنية ديناً.
----------------------
(*) صحفي مصري.
(1) مجموع الفتاوى، ج 35، ص 161.
(2) مجموع الفتاوى، ج 35، ص 162
الزعيم الروحي للدروز يتحدث عن هوية الطائفة ومشاكلها في الدولة العبرية
الشيخ موفق طريف: الدروز لا يتمتعون بالمساواة في إسرائيل
الرأي  ـ السبت ـ23 تشرين أول 2004 ـ العدد 12451
الشيخ موفق طريف يتحدث في لقاء صحفي مطول عن أحوال وقضايا وهموم ومشاكل الدروز وهويتهم القويمة والحضارية وعاداتهم وتقاليدهم وعلاقاتهم مع إخوانهم وعلاقاتهم مع الدولة أيضاً وكل ما يتصل بالشأن الدرزي داخل فلسطين الـ 48 والشيخ طريف من مواليد عام 1963 وخريج المدرسة الشاملة في يركا. وبعد حرب لبنان سنة 1982 بعثه جده الشيخ أمين طريف لدراسة العلوم الدينية في خلوات البياضة في لبنان، حيث مكث هناك 3 سنوات عاد بعدها لخدمة الدين والطائفة.
وبعد وفاة الشيخ أمين طريف تم تعيينه رئيساً روحياً للطائفة الدرزية ولا يزال في هذا المنصب إضافة إلى ترؤسه المجلس الديني للطائفة.
وفي سنة 2002 عين قاضياً في محكمة الاستئناف الدينية الدرزية. متزوج وأب لولدين وبنت.
وفيما يلي نص اللقاء الذي أجرته صحيفة الصنارة العربية التي تصدر في فلسطين الـ 48 مع الشيخ موفق طريف:
ý  مضى على ترؤسك الطائفة الدرزية 11 سنة فكيف تلخص هذه المدة من حيث عملك الشخصي والمشاكل التي حصلت بعد انتخابك، وهل هذه السنوات حافظت على الفروق بين الطائفة الدرزية والطوائف الأخرى من حيث الحزم والحرمان وغيرها، أم أن الطائفة أصبحت من هذه الناحية مثل بقية الطوائف خاصة على صعيد رجال الدين؟
q   بعد الانتخاب الحمد لله أن الأمر الهام الذي حصل هو تخفيف حدة المعارضة التي كانت في بداية المرحلة وبالتالي التقرب من الجميع، وهذا بالنسبة إلي كان أمراً هاماً، رغم وجود بعض العناصر القليلة هنا أو هناك التي لا تزال معارضة وهذا طبيعي.
والحمد لله أننا نمضي في شؤون الطائفة بتشاور واتفاق جميع الإخوان وعلى أتم وجه.
ý  هل كان التشاور قائماً أيضاً في زمن المرحوم الشيخ أمين طريف؟
q   طبعاً، كان هناك تشاور طيلة الوقت، وأنا لا أتحدث عن المشايخ، فالحمد لله لم ينقص هذا الأمر، حيث 95% أو أكثر يتعاونون مثلما كان الأمر في السابق، فرجال الدين الأتقياء ركيزة الدين في الطائفة بقوا مثلما كانوا، لكنني أتحدث عن السياسيين وغيرهم، فنحن اليوم متفاهمون معهم بكل ما يتعلق بمصلحة الطائفة وما يواجهها، ونحن على تشاور تام مع هذه الشخصيات خاصة مع رؤساء المجالس وأعضاء الكنيست ووجهاء وعلى رأس الجميع رجال الدين
ý  وكيف ترى مكانة رجال الدين الدروز اليوم مقارنة مع السابق، حيث كانت كلمتهم هي الحاسمة وموقفهم هو الفيصل ولم تكن حاجة حتى للحديث عن إلقاء الحرمان؟
q   هناك وحدة تامة، وأعطيك مثالاً ما حققناه في مقاومة قانون الدمج الذي كسرناه بموقف موحد من رجال الدين وغيرهم، فالحمد لله أنه في ساعة الحسم وعندما توجد مصلحة عامة للجميع وكرامة للجميع، يتحد الجميع بدون حرمان لما فيه مصلحة الطائفة، وهذا ما ثبت على أرض الواقع.
ý  أقصد بإلقاء الحرمان الديني بما يتعلق بمواضيع جديدة على الطائفة مثل انتشار المخدرات والجريمة؟
q   نحن نعيش في دولة ديموقراطية، ولكن حصل ويحصل أنه إذا مات شخص مثبت أنه تاجر ومدمن فإن رجال الدين وغيرهم، حتى عائلته لا تشارك في جنازته ولا تصلي عليه، ويقف الأهل موقفاً مشرفاً ويعودون في اليوم التالي إلى أعمالهم.
ý  وما هو موقفكم من استعمال الإنترنت وكذلك في سياقة الفتيات الدرزيات للسيارات؟
q   بالنسبة إلى الإنترنت كانت أقاويل ولم تكن أبحاث في الأمر، وما حصل مؤخراً في مقام سيدنا اليعفوري في الزيارة السنوية لمقامه أنه تم بحث تنبيهات للأزواج الشابة وقضية شهر العسل، خاصة في أعقاب قضية اختفاء العروس فداء إبراهيم، أثناء قضائها شهر العسل مع عريسها، لذلك تمت التوجيهات أن تكون مثل هذه الأمور مدروسة أكثر.
ý  وقضية سياقة الفتيات الدرزيات، ما موقفكم منها؟
q   لا يزال موقف المشايخ من السماح للفتيات الدرزيات بسياقة السيارة كما هو، والقصد من هذا الموقف هو المحافظة على أمور جوهرية. ونحن للأسف كمجتمع نترجم العلم والانفتاح بشكل سلبي، نقتبس من الغرب والحضارات الأخرى الأمور السلبية.
نحن لا نمانع في المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا وبنفس الوقت ملاءمة الانفتاح والتقدم مع ما يناسبنا وبالنسبة إلينا كرجال دين فإن السياقة هي خط أحمر.
ý  من ناحية ثانية تسمحون للفتاة بالذهاب إلى العمل والتعلم في الجامعة، فهل القضية تتعلق بتعليم السياقة، ومن يعلم الفتاة، معلمة أم معلم، ومن يمتحنها ممتحن أم ممتحنة، فهناك معلمات سياقة محجبات أيضاً.
q   هذه الأمور بحاجة إلى بحث ديني، ولغاية الآن الموقف السائد هو معارضة سياقة الفتيات.
ý  وما هو موقفكم من الفتيات السائقات؟
q   لا نتعامل معهن.
ý  ما هو موقف رجال الدين الدروز من قضية التجنيد وفي رأيك من هم الدروز؟
q   لنعكس الأمر، تصلنا بشكل يومي تقريباً اتصالات من عدة شخصيات فلسطينية مهمة من محافظين وغيرهم وحتى من أبو عمار نفسه، ومكاتبات فيه تقدير لمواقف ضباط وجنود دروز، الذين حسب رأيي وجودهم مهم جداً ويساعد، والحمد لله فإن ما تعود عليه شبابنا من التقاليد العربية الأصلية والمحافظة على المرأة وعلى العادات الشريفة، كل هذا يفيد أهلنا هناك أيضاً، وكثيراً ما يشير الأخوة الفلسطينيون إلى أسماء لضباط قاموا بعمل معين يطلبون أن نشكرهم على ما قاموا به من أجلهم. ووجود مثل هؤلاء من أبناء الطائفة على الحواجز أو في موقع قيادي يفيد أهلنا هناك.
ý  ولكن كانت هناك حالات شاذة؟
q   لا تنس أن هناك جنوداً يهوداً يتحدثون العربية وكذلك يوجد جنود مسيحيون ومسلمون وبدو.
ý  لكن سألناك عن موقفك المبدئي من قضية التجنيد؟
q   أعتقد أن الوضع القائم اليوم هو لصالح الجميع ولصالح أهلنا وإخواننا، والمساعدات التي يقدمها شبابنا لهم هي في نطاق القانون.
ý  المرحوم الشيخ أمين طريف كان ضد التجنيد؟
q   نحن اليوم في وضع قائم.
ý  أي أن القضية من جهتكم لا تتعلق بالموقف الديني؟
q   كل شاب درزي يريد أن يعفى من الجندية بإمكانه ذلك، وكل الشباب المتدينون لا يخدمون.
ý  من هم الدروز حسب مفهومك الشخصي؟
q   القضية محسومة بالنسبة إلي
ý  يعني مثلما قال المرحوم، الشيخ أمين، في المقابلة الوحيدة في حياته أن الدروز عرب ودينهم عربي ولغتهم عربية؟
q   طبعاً. هذا الأمر لا حاجة للبحث فيه. فنحن كطائفة لنا عاداتنا ومبادؤنا ونأمل على الأقل أن نحافظ عليها، وبهذا نتوجه دائما إلى شبابنا وفتياتنا أن نحافظ على هذه العادات العربية الأصلية التي نعتز ونفتخر بها، ونحن أقلية إذا لم نحافظ على خصوصيتنا سيؤدي الأمر إلى ضياعنا، وهناك أمور نعتز ونفتخر بها تربطنا كطائفة.
ý  أحد أعضاء الكنيست الدروز طالب الحكومة بعدم معاملة الدروز مثلما تعامل العرب قائلاً "نحن دروز"...
q   نحن في دولة ديموقراطية وكل إنسان حر في ما يقول وهو مسؤول عن كلامه.
ý  هل ترى أن الخدمة العسكرية جلبت المساواة والشرعية للمواطن الدرزي في هذه البلاد؟ أم أنك تشعر أن الدروز لا يزالون يفتقدون للشرعية والمساواة المطلقة مقارنة مع المواطنين اليهود؟
q   للأسف الشديد فإننا لا نزال بعيدين عن المساواة بعداً شاسعاً جداً، ولا أرى للأسف الشديد أن المساواة ستحقق في القريب العاجل، وفي كل المجالات.
ý  كرئيس روحي هل طرحت هذا الأمر مع المسؤولين في الدولة؟
q   في كل لقاء أو مناسبة أطرح القضية مع المسؤولين من رئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء وغيرهم. فأول موضوع أتحدث عنه موضوع المساواة وقضية التقصير والغبن اللاحق بالطائفة الدرزية.
ý  وما هي الإجابة التي تتلقاها؟
q   الجواب دائما الحق معكم وصحيح، ولكن لا توجد موارد وميزانيات. وبالنسبة إلينا فإن هذا الجواب غير كاف.
ý  ما هي العلاقة بين الطائفة الدرزية مع الدروز في الدول العربية والعالم، وما هي مكانتها؟ فالمرحوم الشيخ أمين طريف كان يعتبر رئيساً روحياً للدروز في كل أنحاء العالم؟
q   أولاً نحن أهل. ففي أي مكان الدرزي يعتبر الدرزي الآخر أخاً له. ففي لبنان وسوريا أهلنا ومشايخنا ونحن نعتز بهذه العلاقة ولدينا اتصالات دائمة معهم، ونأمل أن يعم السلام لنستطيع أن نلقاهم هنا وأن نسافر إليهم بحرية.
  كذلك هناك علاقات مع جاليات درزية في أميركا اللاتينية وغيرها، والعلاقات لن تنقطع، مع أن أخوتنا الدروز مخلصون لدولهم أينما حلوا.
ý  ما هو الأساس للمقولة "أن الدرزي موال للدولة التي يعيش فيها؟
q   هذا مبدأ ديني، معناه أننا لا يمكن أن نخون الدولة التي نعيش فيها. فالعلم الذي نعيش تحته نكون أمناء له والقضية تتعلق بالإخلاص وهذا من صلب عاداتنا وتقاليدنا ولا نتنازل عنه.
ý  وفي حال الحرب كما حصل في حرب لبنان، حيث التقى مقاتل درزي مقابل جندي ما هو موقفكم؟
q   يتعلق بالعلم الذي يخدم تحته كل منهما.
ý  أحدهم يخدم العلم اللبناني والآخر يخدم العلم الإسرائيلي؟
q   نحن كرجال دين ضد الحرب. ولا نسمح بها، ولكن الدرزي اللبناني مخلص لدولته والدرزي الإسرائيلي مخلص لدولته.
ý  ولكن في حرب لبنان حصلت حالات معينة، أن جنوداً دروزاَ من إسرائيل التحقوا بإخوانهم المقاتلين الدروز اللبنانيين؟
q   للأسف الشديد أن الأمور تحولت في لبنان إلى طائفية، وهذا سبب دمار لبنان، وأعتقد أنها بسبب سياسات عليا سببت الخلاف بين الطوائف في لبنان ونأمل أن لا تعود.
ý  إذا تحدثنا عن شخصية دينية على صعيد عالمي، فمن هي الشخصية الدرزية العالمية رقم واحد؟
q   في لبنان هناك مرجعية دينية، كذلك في سوريا وكذلك في إسرائيل وبعد وفاة الشيخ أمين طريف لا يوجد مرجعية دينية واحدة.
ý  وبالنسبة إلى القيادات السياسية، وليد جنبلاط هو الأبرز فهل في سوريا هناك قيادة سياسية للدروز؟
q   نحن لا نتدخل في شؤونهم الداخلية، لكن لدينا معزة خاصة لوليد جنبلاط ونقدره ونكن له كل الاحترام ونفتخر به وبزعامته، وبدون شك أن موقفه الوطني في لبنان موقف مشرف ويرفع الرأس.
ý  هل التقيت به؟
q   إلى الآن لم ألتق به.
ý  ما هو رأيك بتوجهه لكم كقيادة دينية فيما يتعلق بقضية التجنيد؟
q   وليد بك جنبلاط رجل سياسي ويقوم بدوره في بلاده وهو حر في ذلك، ونحن نعذره وهو كذلك يعذرنا في مواقفنا الخاصة.
ý  ألا تعتبر دعوته لكم بخصوص التجنيد تدخلاً في شؤون الطائفة؟
q   كل إنسان يحب أن يوجه ويتحدث هو حر برأيه
ý  هل زرت الرئيس عرفات؟
q   طبعاً زرناه أكثر من مرة، ولا تزال العلاقة مستمرة من حيث المكاتبات والاتصالات.
ý  وهل لديك موقف سياسي من القضية الفلسطينية من الدعوة لإبعاده مثلاً؟
q   في القضايا السياسية لا يوجد تدخل من طرفنا، لكننا نناشد الجميع من رئيس الحكومة وأبو عمار بالعودة إلى طاولة المفاوضات والعمل من أجل الحوار والسلام لأنه لا بديل ولن يصل أي طرف إلى نتيجة، فسفك الدم والقتل لن يفيد أحداَ وكل واحد يأخذ حقه.
ý    بمعنى أن لكل طرف دولته؟
q   طبعاً. بدون شك.
ý  كيف تنظر إلى المرأة في المجتمع؟
q   المرأة شيء مقدس، فهي مساوية للرجل مساواة كاملة في كل شيء، وإذا نظرنا النظرة الصحيحة الدينية في كيفية التعامل مع المرأة لوجدنا أن ما أعطيناه للمرأة من ألف سنة غير موجود اليوم. فلدينا تستطيع المرأة أن تطلق زوجها. فإذا شعرت المرأة بأنها مظلومة أو أنه يلحقها غبن من زوجها، فإنها تستطيع أن تطلب الطلاق، ومن حقها نصف ما يملك الزوج, إذا كان الزوج هو المذنب.
ý  وفي قضايا الميراث؟
q   يحق لها أن ترث مثلها مثل الرجل، وهناك أمور متفق عليها عرفاً عبر السنين.  
ý  إذن ما هي المشكلة في السماح لها بسياقة السيارة طالما هي تتمتع بكل هذه الحقوق؟
q   هناك أمور ننظر لها كخط أحمر وشرحها يطول. فلا سمح الله إذا حصل مع سائقة، وحصل ذلك، حادث طرق وبناء على شهادات شهود عيان، قالوا لنا أن المنظر الذي كان تقشعر له الأبدان كنا في البداية نشك في الأمر ولكن الآن قضي الأمر والموقف حسم.
ý  إلى أي درجة تستطيع أن تصل المرأة وهل لها مكانة دينية؟
q   بدون شك أن لها مكانة دينية مرموقة جداً وهناك قياديات نسائية درزية
ý  هل هناك قيادة دينية نسائية؟
q   طبعاً ولهن تأثير كبير جداً، ويسمونهن عندنا "ستات" أو الست الفلانية" أما المرجعية الدينية فهي واحدة.
ý  وهل يتم التشاور مع الستات؟
q   بدون شك، وبكل قضية. وكان المرحوم جدي الشيخ أمين طريف دائم التشاور مع ابنته وامرأته، وكانت عشرات ومئات آلاف المشاكل تحلها ابنته، وهذا الأمر معروف.
ý  فالمرأة إذن ليست قضية سياقة سيارة؟
q   طبعاً، فلها مكانتها المرموقة ويتشاور المشايخ معهن ويأخذون بآرائهن.
ý  وماذا مع أعداد رجال الدين؟
q   الحمد لله، هناك في البياضة وكذلك في مقام النبي شعيب (ع) مدرسة دينية منذ 5 سنوات، بمثابة مدرسة دينية يتم فيها تدريس أمور الدين وإعداد الشباب للتمسك في دينهم ليصبحوا رجال الدين.
ý  هذا للذكور وماذا مع الإناث؟
q   هذه المدرسة خاصة للذكور. وبالنسبة إلى الإناث يتم تعليمهن في القرى حيث توجد معلمات خاصات لذلك.
ý  أين تم إعداد هؤلاء المعلمات؟
q   في الخلوات داخل القرى نفسها. وما هو موجود اليوم في المقام أمر مشجع ويسر القلب. فقد كان هذه السنة خلال العطلة الصيفية أكثر من 200 طالب، وتقوم الطائفة من خلال التبرعات بدعم هؤلاء والصرف عليهم.
ý  ولا يصرف عليهم من الأوقاف؟
q   أبداً.
ý  حصل هناك اعتراف من وزارة المعارف بهذه المدرسة؟
q   نحن لسنا بحاجة لاعتراف الوزارة بذلك.
ý  لماذا يوجد في بعض القرى أكثر من إمام؟
q   إذا وجدت أكثر من خلوة فهناك أكثر من إمام لكن السائد إماما وسايسا. وتقسيم الخلوات يكون على أساس حارات.
ý  وأحياناً السياسة تلعب دورها؟
q   للأسف أن الحضارة أو المجتمع أو الدولة لها تأثير.
ý  هل يسمح دينياً للمشايخ مثلما هو الأمر في لجنة المبادرة وغيرها، الضلوع بنشاط سياسي؟
q   نحن نعيش في دولة ديمقراطية والنظام الديمقراطي فيه من كل الأشكال.
ý  وهؤلاء المشايخ تابعون للمرجعية ولهم مكانتهم؟
q   بدون شك، وهم يعودون للطائفة.
ý  تطرقت إلى الحضارة وحق المرأة في الطلاق حالات الطلاق ازدادت أيضاً في الطائفة؟
q   لغاية الآن حسب الإحصاء الأخير، نحن أقل طائفة يحدث فيها طلاق. لكن كانت زيادة حوالي 5% فعلياً حيث تم الطلاق قبل الزواج حيث تم الانفصال بعد العقد وقبل الزواج الفعلي، لكن رسمياً فإن النسبة تصل إلى 10% تقريبا.
ý  حسب رأيك على أي خلفيات يتم الطلاق؟
q   عندما تستطيع المرأة أن تحبس زوجها قبل أن تعد الشرطة للعشرة، فإن هذا يؤثر رغم أنه غير منطقي.
ý  إلى أين وصلتم في المطالبة بتحسين أوضاع المحاكم المذهبية؟
q   لدينا محكمتان، ابتدائية (بدائية) ومحكمة الاستئناف. وحسب القانون، وهذا أحد الأمور المجحفة بحق الطائفة، يجب أن يكون لنا 3 قضاة في الابتدائية و3 في الاستئناف.
الوضع القائم اليوم أن لدينا قاضياً واحداً في البدائية وقاضيين في الاستئناف. وكان هناك قاض للجولان.
ý  في حال وجود تضارب بين موظفي المحكمة الدينية والمحكمة الرسمية المدنية فلمن الغلبة ومن رأيها السائد؟
q   كثيراً ما يحصل تضارب. وكثيراً ما تتوجه المحاكم المدنية للمحاكم الدينية لأخذ رأيها في موضوع ما. ولكن للأسف الشديد كان الالتماس الأخير وبحضور 5 قضاة، والذي دعا إلى تقليص صلاحيات المحاكم الدينية، هذا مس بمكانة المحاكم الدينية.
فسابقاً كان يسود مبدأ "سباق الصلاحيات" بين المحاكم الدينية ومحكمة شؤون العائلة اليوم تقول المحكمة العليا أن هذا الأمر انتهى وأن النظر في المحاكم الدينية يتم فقط إذا وافق الطرفان.
ý  في أي أمور مثلاً؟
q   في قضايا الزواج والطلاق والبقية بموفقة الطرفين. أما سابقاً فكانت المحكمة تنظر في قضايا تقسيم أملاك، ميراث نفقة. اليوم هذا الأمور تبحث فقط بموافقة خطية من الطرفين. وهذا الأمر يمس بمكانة المحكمة الدينية ويحد من صلاحياتها.
ý  حصلت حالات انتحار كثيرة في صفوف أبناء الطائفة كيف تتعاملون معها؟
q   يظهر أنه كلما انتشر التقدم وعم ازدادت الأمور السلبية.
ý  فكيف يتصرف رجل الدين لصد أمور الحداثة والعصرنة؟
q   كل الأمور الزائفة التي لا تمت لعاداتنا بصلة لا نريدها. لذلك يجب على رجل الدين ورجل المجتمع أن يعملا معاً لصد هذه الحالات والتمسك بكل ما هو جيد وصالح فلنأخذ من الحضارة ما يفيد ولنترك ما لا يفيد أو يضر.
ý  أنتم ضد الاختلاط؟
q   نعم.
ý  ولكن هناك حالات لابد من الاختلاط في المستشفى أو المدرسة مثلاً أو البنك.
q   الشيخ طريف: في الأمور العامة الموقف واضح لكن هناك الحلال والحرام.
ý  أين هي حدود الحلال والحرام؟
q   هناك ما يبعد الشبهة فالرجل ممنوع أن يختلي مع امرأة لوحدهما إذا كانت ليست من حلاله. فيجب أن يكون على الأقل 3 رجال و3 نساء وليس 2. وذلك لمنع الشبهات لكي لا تلصق أي شائبة.
ý  كنت مشاركاً في قضايا الحوار بين الأديان.
q   نعم. وشاركت في مؤتمر دولي في كوريا.
ý  وكيف تنظر إلى هذا الأمر؟
q   يجب أن تستمر هذه الفعاليات، وأحياناً هناك أمور تعصى على السياسيين ويحلها رجال الدين. فعلى الأقل لنا دورنا في منع التطرف الديني. الذي ينادي بالإرهاب والعنف والدعوة إلى الحب والتفاهم والمسامحة.
ý  لكن الفارق كبير ومبدئي بين الأديان وبين المذاهب فكيف يمكن التوفيق أو التوحيد بينها.
q   لا فرق بين الأديان. فالكل يرجع إلى الله. الفرق نحن بني البشر والناس نصنعه عندما نحرف الدين ونسخره لمصالح دنيوية.
_____________________________
المصدر: الفرقان 22/11/2004 عن الصنارة ـ صحيفة عربية تصدر في فلسطين الـ 48