Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

الشيعة المغاربة – السؤال المؤرق ..

الكاتب : عبد الرحمن دمشقية ..

هذا جزء من بحث لسليم حمينات بعنوان" كرنولوجية المشهد الإسلامي بالمغرب" نشر في كتاب "حالة المغرب 2008 – 2009"، وهو من منشورات "وجهة نظر"- الرباط 2009، وقد وضعنا بعض العبارات التوضيحية للقارئ في الدول المشرقية، مع تصويب لبعض ما ورد فيه من أخطاء مطبعية أو لغوية مع اختصار وتصرف يسير، ويلزم التنبيه أن هذا البحث كتب في نهاية سنة 2008م قبل تصاعد الخلافات بين المغرب وإيران وقطع العلاقات (الراصد).

التشيع بالمغرب من الملفات الشائكة، فالحديث عن التشيع مسألة حديثة جدًا بالمغرب لم تطرح إلا في بداية الثمانينات مع نجاح الثورة الإيرانية، يستلزم التناول العلمي لهذا الموضوع الكثير من الحيطة والحذر لكونه من المواضيع التي مازالت الدراسات المعرفية والأبحاث الأكاديمية حوله ضعيفة جدًا إن لم تكن منعدمة بالمرة، وذلك مقابل بعض تنامي الاهتمام الإعلامي به.

إلا أن ما يؤخذ على الكتابات الصحفية التي عالجته إلى حد الساعة هو سقوط بعضها في مطبّات الإثارة ومعطيات غير دقيقة[1]، كما أن البعض الآخر نحّى أسلوب التضخيم والمبالغة وتكرار كليشهات بعينها نكاد نجدها في أغلب الملفات الصحفية مما تفسر ذلك السيل من ردود الفعل والتعقيبات الكثيرة التي تلي نشر أي ملف صحفي حول هذا الموضوع[2].

فضبط الحالة الشيعية من الناحية العلمية هو في الحقيقة طموح صعب جدا، وذلك بالنظر لاعتبارات ذاتية وموضوعية عديدة، تخص الحالة نفسها. لكن الاهتمام بمثل هذه المستجدات الميدانية، قد يشكل مدخلا جيدا لتوسيع قاعدة المعطيات الموثقة حول الحالة التي على أساسها يمكن بناء تراكم من الأفكار والوقائع، التي قد تساعد مع مرور الوقت في بناء معرفة موضوعية هادئة حول هذه الحالة الغامضة.

التشيع بالمغرب المعاصر: معطيات أولية

ينبغي أن يستحضر منذ البداية أننا على العموم أمام نمط تدين فردي يمارس بشكل خفي وغير منظم. وبالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة حول أشكال وطبيعة هذا التدين وبؤر انتشاره، فمن المؤكد أن حضوره مازال ضعيفاً جدا ولا يرقى إلى الطائفية كما هو الأمر عند بعض الدول المشرقية والخليجية.

ارتبط الحديث عن التشيع أساسا بنجاح الثورة الإيرانية التي كان لها صدى قوي على جل الحركات الإسلامية التي ناصرت الخميني وسعت إلى استلهام نموذجه الثوري في إستراتيجيتها الاحتجاجية ضد الحكم. وإذا كان الاعتقاد السائد بأن الأمر كان "تشيعا سياسيا" وانبهارا عاطفيا بالثورة الإيرانية أكثر مما كان "تشيعا عقديا" لها، فمن الثابت أيضا أن أوساط معينة داخل الصف الإسلامي ستتشيع بالفعل سياسيا ومذهبيا، وسيظل هذا الانطباع شائعا عنها إلى حدود السنوات الأخيرة رغم كل المحاولات التي بذلتها لتخليص نفسها من هذه الشبهة.

كما سيعاد طرح نفس الإشكال مع الإنجازات التي ستحققها المقاومة اللبنانية من خلال "حزب الله" في مواجهته العسكرية مع إسرائيل، حيث سيكثر الحديث مرة أخرى عن إشكالية التشيع بجانبه السياسي أو العقدي.

وبالإضافة إلى عامل الثورة الإيرانية وإنجازات المقاومة اللبنانية سيشكل المغاربة المقيمون ببعض البلدان الأوربية قناة فعالة لنشر هذا المذهب في الوطن الأم. ففي بلجيكا مثلا التي يمثل فيها المغاربة أكبر جالية أجنبية بحوالي 264,974 فرد بحسب آخر إحصائيات قامت بها وزارة الاقتصاد البلجيكية، توجد نسبة كبيرة من المتشيعين من أصول مغربية يقدر عددهم بعشرات الآلاف، ينشط جلهم في عدد من المراكز الشيعية لاسيما تلك التي يشرف على تسييرها أفراد من جنسية مغربية ومن أهمها: مسجد الرحمان، مؤسسة ثاني الثقلين، حسينية الرضا وحسينية الهادي.

والجدير بالانتباه أنه في داخل الجالية المغربية هناك جيل صاعد تربى ونشأ على المذهب الشيعي، سيترسخ لديه كجزء لا يتجزأ من هويته وشخصيته الأصلية حتى بعد عودته إلى أرض الوطن.

وعلى العموم، تشكل مدن الجهة الشرقية والشمالية وبعض مدن الوسط بالملكة أهم الأماكن التي يتركز فيها الحضور الشيعي. ففي بعض أحياء طنجة مثلا، يشاع بأن مجموعة من الأسر قد تشيّعت بالكامل، حيث تحافظ بانتظام على ممارسة طقوسها التعبدية مثل حرصها على إحياء ليلة "العزاء الحسيني" كل سنة بمناسبة ذكرى عاشوراء[3].

وبالرغم من كون هذه المجالس قد تستقطب مئات الأفراد، فيمكن القول أن هذا النمط من التدين مازال تعبيرا عن حالات فردية معزولة تعكس حالة عاطفية وانفعالية سيكولوجية (نفسية) أكثر من كونها ظاهرة سوسيولوجية (اجتماعية) لها عمق في الحركية المجتمعية، كما أنه تدين لا يستند إلى قيم وأنماط وروابط اجتماعية موحدة ومتوافق عليها، بل يتجاذبه عدة تناقضات ومنظومات ومرجعيات[4].

الحالة الشيعية وإن كانت ما تزال مشتتة ويكتنفها الغموض ويصعب تحديد ملامحها بدقة، إلا أن جزءا منها يخضع تقريبا لنفس المدارس أو الخطوط المرجعية الكبرى التي تمثل الظاهرة الشيعية بشكل عام.

فبالإضافة إلى خط ولاية الفقيه الذي يشكل الإيديولوجية الإيرانية الرسمية المهيمنة على شيعة العالم، يمكن الحديث عن ثلاث مرجعيات أخرى قد نجد لها إلى حد ما "مقلديها" وممثليها بالمغرب:

ـ مرجعية الشيرازي، وهي خط إيراني أيضا، تجسده إعلاميا قناة الأنوار الفضائية، ومن أهم الانتقادات التي توجه لهذا الخط من طرف المرجعيات الشيعية الأخرى، غلبة الطابع الخرافي والطائفي عليه.

ـ مرجعية السيستاني، ويتركز وجودها في النجف بالعراق، وهي المرجعية الشيعية الأكثر تقليدا في العالم حيث يتركز اهتمامها على الفقه والعبادات فقط.

ـ مرجعية محمد حسين فضل الله، وهي مرجعية لبنانية معروفة باهتمامها وتنظيراتها الفكرية التي لا تستقطب سوى بعض الفئات النخبوية.

وفضلا عن هذا التعدد في المرجعيات، تعاني الحالة الشيعية بالمغرب من انقسام داخلي على مستوى من يحق له تمثيلها والتحدث باسمها، وإن كان التركيز يسلط في الغالب على "إدريس هاني" كأحد أبرز الوجوه الشيعية التي لا يتردد البعض في نعته بـ "أمير الشيعة" أو "المنظر" أو "المرشد الروحي" لهم بالمغرب، فذلك لا ينبغي أن يخفي من جهة أخرى حالات التنازع والتنافس حول مواقع الزعامة التي قد تصل أحيانا إلى استعمال أساليب التخوين والتشكيك في المصداقية.. الخ.

الحالة الشيعية بالمغرب وإن كانت غير منظمة فإن ذلك لم يمنع من الاجتهاد للبحث عن مواقع أو إطارات جمعوية لتنظيم صفوفها وتأطير أتباعها. ويمكن الاستشهاد هنا بأسماء عدد من الجمعيات التي توجه اهتمامها للنشاط الثقافي والاجتماعي على المستوى الجهوي والمحلي مثل "الغدير" بمكناس، "التواصل" بالمحمدية، "الانبعاث" بأكادير...الخ.

والجدير بالذكر أن السلطات إلى حدود الساعة تتعامل مع الأمر بشكل عادي، فدورها يقتصر فيما يبدو على المتابعة والمراقبة عن بعد ولم تجر أي متابعات أو مضايقات تذكر في هذا الخصوص[5]. فالمعرض الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة منذ إنشائه سنة 1994 إلى حد الآن يشهد حضورا قويا لدور نشر لبنانية وإيرانية تقوم بعرض وترويج كتبها ذات التوجه الشيعي الواضح، كما تسمح السلطات بدخول وتوزيع عدد من الدوريات والمجلات المشرقية الشيعية المعروفة مثل: المنهاج، البصائر، فقه آل البيت، المستقبلية، قضايا إسلامية معاصرة، النبأ، الوعي المعاصر.. الخ.

من جهة أخرى، فبالرغم من كل الضجيج الذي يثار حول هذا الملف والتلميح الضمني أو الصريح لجهات خارجية معينة تتواطأ مع أطراف في الداخل للتمكين لهذا المذهب، فالملاحظ أن العلاقات المغربية الإيرانية تشهد تحسنا ملحوظا منذ مطلع التسعينات، حيث أصبح البلدان ينسجان علاقات تعاون مهمة في جميع المجالات. فعلى المستوى الاقتصادي، وقع الوزير الأول (رئيس الوزراء) السابق عبد الرحمن اليوسفي خلال زيارته إلى طهران اتفاقا بمقتضاه أصبحت إيران تستورد الفوسفات المغربي، كما تقرر إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين، عقد منها إلى حد الآن خمس جلسات تقريبا، وذلك للنظر في كيفية تطوير وتعزيز التعاون الاقتصادي.

وقد أثمر هذا المجهود ارتفاع المبادلات التجارية الثنائية مع نهاية سنة 2007 إلى أكثر من مليار دولار، هذا فضلا عن المشروع الذي هو في طور الإنجاز والمتعلق بإقامة خطين للنقل الجوي والبحري بين البلدين. وفي الجانب السياسي، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية جمدت كافة علاقاتها مع البوليساريو من سنة 1991، وأبدت ديبلوماسيتها موقفا إيجابيا داعما لمقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب.

نفس الشيء يقال عن التعاون في المجال الثقافي الذي انتعش في السنوات الأخيرة، إذ بالإضافة إلى الحضور المكثف لدور النشر الإيرانية في المعرض الدولي للكتاب الذي ينظم كل سنة بالبيضاء، احتضنت مدينة تطوان سنة 2004 معرضا "للفنون الإيرانية القرآنية" بإشراف السفارة الإيرانية، كما نظمت نفس الجهة سنة 2006 معارض للوحات الفنية والجمالية القرآنية بمقر السفارة بالرباط.

وفي يناير من هذا العام ستنظم الأيام الثقافية المغربية الإيرانية بكل من الرباط ومراكش وفاس، كما ستحتضن عاصمة المملكة خلال شهر ديسمبر 2008 الأسبوع الثقافي الإيراني بعد أن نظمت المملكة من قبل نشاطاً مماثلاً في إيران عرضت فيه أفلام وموسيقى مغربية...الخ.

وحتى في المجال الديني، فقد بحث مستشار الرئيس الإيراني مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي في ديسمبر 2008 "سبل تطوير الآفاق الدينية بين البلدين" وذلك بعد أن قام بزيارة عدد من المؤسسات الدينية بالمملكة كجامع القرويين ودار الحديث الحسنية. أما في المجال التعليمي، تجدر الإشارة إلى أنه بمقتضى قرار وزير التربية الوطنية وتكوين الأطر والبحث العلمي صادر بتاريخ 14 فبراير 2008، فقد تقرر معادلة شهادة الماجستير تخصص علوم القرآن والحديث الممنوحة من طرف كلية أصول الدين بمدينة قم الإيرانية، بدبلوم الدراسات العليا المعمقة المغربية تخصص علوم القرآن والحديث[6].

الفكرة الأساسية إذن هي أن العلاقات المغربية الإيرانية التي ظلت طيلة الثمانينات محكومة بمنطق الصراع الإيديولوجي الحاد، ستدخل مع مطلع التسعينات منعطفا مغايرا يقوم على البراغماتية والمصالح المتبادلة المقننة وفق التزامات وتعهدات تحكمها اتفاقيات قانونية وديبلوماسية مشتركة. ولعل إصرار ممثلي البلدين في الكثير من المناسبات على التنويه الدائم بالروابط "الممتازة جدا بين البلدين الشقيقين"[7]، يشكل إشارة تدعم هذا التوجه. غير أن ما يثير التساؤل هو عدم وضح الموقف المغربي الرسمي من الاتهامات الموجهة لإيران بوقوفها وراء دعم وتقوية النشاط الشيعي بالمملكة!

"رؤى معاصرة": ملابسات ورهانات ظهور أول جريدة شيعية بالمغرب

يعتبر صدور صحيفة "رؤى معاصرة" ذات التوجه الشيعي من أهم الوقائع التي ستثير الإنتباه إلى ملف التشيع بالمغرب هذا العام. خصوصية الحدث تجلت في كون الجريدة المذكورة تعتبر أول صحيفة شيعية مرخص لها تصدر من طرف مواطنين مغاربة، مما يعتبر مبادرة غير مسبوقة بالمملكة. وبالرغم من أن الجريدة أعلنت أن صدورها سيتم بشكل شهري، فلم يظهر إلى حد الساعة سوى عددان فقط سيخرجان إلى السوق خلال شهري أبريل ومايو 2008 بتوزيع يصل إلى حوالي 7000 نسخة.

ولعل أهم ما يلفت الانتباه عند الإطلاع على العدد الأول، هي تلك الصورة الكبيرة والبارزة التي تتصدر غلاف الصفحة الأولى لـ "العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله" الذي أجري معه حوار تطرق فيه لتقييمه لمدونة الأسرة الجديدة بالمغرب ورؤيته لتحديات المشروع الشيعي في دول العالم الإسلامي...الخ. كما تضمن نفس العدد مقالات أخرى طرحت قضايا متنوعة مثل "إصلاح الحقل الديني بالمغرب" وعرض تعريفي بالسلطان العلوي "المولى إدريس الأكبر" بالإضافة إلى مقالات أخرى ذات طابع فلسفي وتاريخي...الخ.

أما العدد الثاني، فسيتم فيه معالجة ملف بعنوان "الإسلاميون والعنف" حاول أن يقدم قراءة تحليلية نقدية في المنطلقات الفقهية والشرعية التي تستن عليها بعض الجماعات الإسلامية لتبرير لجوئها للعنف، وسيتضمن هذا العدد أيضا مقالا لحسين فضل الله حول "الحوار في الإسلام، ووصية لمحمد مهدي شمس الدين حول المسألة الطائفية، بالإضافة إلى مقالات تعريفية لشخصيات مثل العالم "أحمد بن الصديق الغماري" ولمفكرين إسلاميين معروفين مثل "مالك بن نبي" و "محمد باقر الصدر"..الخ.

وإذا كانت افتتاحية العدد الأول قد تعمدت الحديث بعبارات واسعة وعامة حول الهدف من إصدار الجريدة بتقديمها كمنبر إعلامي يتوخى "تطوير منظومتنا القيمية والمعرفية وتجديد الأنساق الثقافية والتربوية والاجتماعية، لتكون منسجمة مع الاختيارات الحضارية للأمة وتطلعاتها لبناء تجربة نموذجية في مسار الإصلاح والبناء الداخلي للوطن والأمة معا"[8]، فالملاحظ أن افتتاحية العدد الموالي ستكون أكثر وضوحا على مستوى توجهات خطّها التحريري حيث لخصت هوية المبادرة في جملة من المبادئ والأهداف التي عّبر عنها بالقول أن رؤى معاصرة هي خط فكري إسلامي (على خط آل البيت) وطني تجديدي توحيدي عقلاني معاصر[9].

من خلال هذه الإشارات السريعة، يبدو أن من يقف خلف هذا المنبر الإعلامي كان واضحا جدا في إعلان مرجعية محمد حسين فضل الله كخط فكري يتبعون له. وفي نفس الوقت، كان أصحاب الجريدة حريصين جداً على تأكيد هويتهم المغربية بالتركيز على نفس المرجعية التاريخية التي نشأت عليها الدولة بالمغرب من خلال احتفائهم بمولاي إدريس الأول مؤسس الدولة العلوية[10]. كما حاول هؤلاء إزالة أي لبس بخصوص الوفاء والخضوع للسلطة المركزية من خلال الاتكاء على خطاب الملك محمد السادس في أبريل 2004 كخطاب مرجعي في مناقشة التصور الذي وجّه عملية إصلاح الحقل الديني، حيث بذل كاتب إحدى المقالات المنشورة جهداً كبيراً في تأويل مضمون ذلك الخطاب ومحاولة إعطائه معاني تتسع وتستوعب طرحا معينا كان يريد تمريره[11]. هذا في حين حاول الملف الرئيسي الذي طرحه العدد الثاني وضع مسافة عن الممارسات العنيفة التي أصبحت تلجأ إليها الجماعات الجهادية في السنوات الأخيرة.

وعلى العموم، فالطرح الذي ستسعى "رؤى معاصرة" لإبرازه والترويج له، على الأقل من خلال العددين الأولين، لا يختلف في جوهره عن الطرح العام الذي صاغه منذ سنوات أحد أبرز رموز الشيعة المغاربة والذي يؤكد على أن "المغرب بلد شيعي" بما يعني أنه "سنيّ في النظر شيعي في العمل. سني في الترسيمة المذهبية، شيعي في التعبير عنها.. سني في الصورة، شيعي في الجوهر.. سنيّ في المذهب، شيعي في الثقافة"[12].

إصدار هذه الجريدة يمكن اعتبارها مبادرة تعكس في حد ذاتها بشكل أو بآخر التناقض الذي يخترق التصورات المؤطرة لحركية وتطور الحالة الشيعية ببلادنا والتنافس الحاد حول احتكار تمثيليتها والتكلم باسمها. فالجريدة لم تكن سوى مدخل بديل تم اللجوء إليه في إطار تنفيذ تصور حركي أوسع كان يراهن عليه لخلق حالة شيعية بالمملكة منظمة ومؤطرة من الداخل.

لتجسيد هذا الرؤية، هناك من داخل هذه الحساسية من كان يفضل الانطلاق "من القاعدة إلى القمة" عبر خلق جمعيات مدنية بمختلف جهات المملكة كخطوة أولى، وذلك في أفق تجميعها داخل إطار جمعوي وطني شامل يكون بمقدوره تمثيل الحالة وتأطيرها مركزيا بصياغة التصورات العامة الموجهة لها. ولتنفيذ هذه الخطوة، سيتم التقدم فعلا بالملف التأسيس لعدة جمعيات ثقافية واجتماعية على المستوى الجهوي، منها على الخصوص جمعية "اللقاء الإنساني" بمدينة تاوريرت وجمعية "أنوار المودة" بطنجة[13].

غير أنه أمام رفض السلطات الترخيص لهذه الجمعيات سيدفع إلى تجريب خيار آخر معاكس ينطلق "من القمة لخلق القاعدة"، بحيث يتم إصدار منبر إعلامي يوظف كأداة للاستقطاب وتجميع مقلدي مرجعية فضل الله وغيرهم من المرجعيات الأخرى أو حتى أولئك الذين لا ينضبطون لأي مرجعية محددة. مما يعني في النهاية أن ما كان يُراد الوصول إليه عبر قناة العمل الجمعوي حسب تصور دافعت عنه أطراف معينة داخل المجموعة ـ وليس الكل ـ في وقت من الأوقات، أصبحت الجريدة فيما بعد هي الأداة الرئيسية المعول عليها لتحقيقه.

والجدير بالذكر أن من كان يقف وراء هذه المبادرة هي حساسية شيعية تتمركز بمدينة طنجة، وتتكون نواتها الرئيسية من عدة عناصر أهمهم مدير جريدة "رؤى معاصرة" وشخص آخر كانت المحاولة جارية لترميزه كقيادي محوري للحالة الشيعية التي كانت في طور التشكل. يتعلق الأمر بـ "عصام احميدان" الذي يعتبر "الوكيل الشرعي" لمرجعية محمد حسين فضل الله بالمغرب[14]. فمن خلال هذه الصفة، كان هذا الشخص يلعب ـ أو يتطلع للَعب دور الوسيط بين المرجعية ومقلديها بالمملكة، وفي الغالب ما يقتصر هذا الدور على تأمين التواصل ونقل طلبات الاستفتاء عليه. ومن أهم نماذج الاستفتاء التي تمت في هذا الصدد، الفتوى التي أصدرها هذا المرجع بخصوص تفجيرات 16 ماي (مايو) 2003 بناء على "استفتاءات وردت من مقلدين له بالمغرب" كما يشير مضمونها الذي سنورده هنا من باب التوثيق:

"أفتى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله بحرمة التفجيرات التي تستهدف المدنيين من الناحية الشرعية الإسلامية كتلك التي حدثت في المغرب (...)

أجاب سماحته عن جملة من الاستفتاءات التي وجهت إليه حول هذا الموضوع، وبخاصة استفتاءات وردت إليه من مقلدين له في المغرب، حيث سُئِل سماحته: نحن جمعٌ من مقلديكم في المغرب، نرجو من سماحتكم أن تبيِّنوا لنا الحكم الشرعي بالنسبة للعمليات الأخيرة التي شهدها المغرب، والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين الأبرياءِ، مما قد أدخل اللبس وسوء الفهم لدى العديدين حول حكم الشرع المقدس في ذلك...

أجاب سماحته: "إنّا نرى ـ من الناحية الشرعية الإسلامية ـ أن استهداف المدنيين الأبرياء بمثل هذه الأعمال الوحشية وتدمير المؤسسات المدنية، بما يؤدي إلى قتل الرجال والنساء والأطفال من المسلمين وغيرهم من دون أيّ مبرّر من حالة عدوان أو حرب، هو أمرّ حرام شرعاً، ويدخل في نطاق القتل العمد والعدوان على الأبرياء، ويسيء إلى سمعة الإسلام والمسلمين، ويمنح المستكبرين الفرصة للتدخل في شؤون المسلمين والسيطرة على مقدراتهم الحيوية... إننا نستنكر ذلك بكل شدّة وندعو القائمين على شؤون الإسلام والمسلمين القيام بحملة توعية ضد هذه الأساليب التي تلبس لبوس الدين والدين منها براء. 17 ربيع الأول 1424هـ الموافق 19 ـ 5 ـ 2003م".

إذن فنحن هنا أمام حساسية شيعية تحاول التعبئة لمشروعها بناءً على مرجعية فضل الله كمرجعية فكرية بالأساس[15]، غير أن ذلك لا يمنعها من الانفتاح على أفراد ذوي توجهات أخرى أو حتى أولئك ممن لا مرجعية لهم الآتين من "آفاق فكر أهل البيت سلام الله عليهم". فالمهم كان هو الاستقطاب وتوسيع القاعدة بما يساهم في خلق "حالة شيعية منظمة" تكون قادرة على فرض وجوها على الميدان. غير أن تحقيق مثل هذا الطموح لم يكن بالأمر الهين إذ سرعان ما ستظهر عدة عوائق ذاتية وموضوعية جمّدت هذا التحرك، حتى لا نقول أجهضته أو أفشلته بالمرة.

أولى مؤشرات هذا التعثر تجلت في توقف جريدة "رؤى معاصرة" الشهرية منذ خروج عددها الثاني في منتصف أبريل 2008. وكان علينا الانتظار إلى حدود منتصف شهر أغسطس لتظهر "مجلة إلكترونية مغربية شهرية تعني بقضايا الهوية والتنمية" تحمل نفس اسم الجريدة[16]، وتشتغل بنفس طاقم تحريرها السابق باستثناء مدير الجريدة الذي لم يظهر اسمه في هيئة التحرير الجديدة.

المجلة ستعبر عن هذا التغيير بالقول أنه يأتي في سياق "استكمال وصيانة وتطوير المبادرة الرسالية التي عبرت عنها ولادة جريدة "رؤى معاصرة"، كما ستبرر عدم انتظام مواعيد صدورها بـ "مشاكل مادية" بالأساس، قبل أن تعود لتنبه على أن مجلة "رؤى معاصرة" الإلكترونية هي ليست موقع جريدة "رؤى معاصرة" الورقية، وإنما هي مبادرة "من إخوة ساهموا في وضع الأسس النظرية لخط "رؤى معاصرة"[17].

في الواقع مبررات التوقف عن الصدور الذي تم استئنافه فيما بعد تبدو منطقية وممكنة، غير أن ذلك لا ينبغي أن يخفي مشاكل وخلافات حقيقية كانت تجري داخل نواة المركزية الشيعية التي نتحدث عنها. ويمكن الاكتفاء بالإشارة إلى أن الخلاف كان ينصب حول أمور جوهرية لها علاقة بإطار التحرك وحدود العلاقة بالخارج ومسائل أخرى أدت إلى انشقاق جزئي داخل هذه الحساسية الجنينية التي كانت تطمح للتوسع.

وفي كل الأحوال، واضح أن هذه التطورات تعكس إلى أي حد وصل مستوى نضج الحالة الشيعية ببلادنا ومدى قدرتها على التكيف مع واقعها الموضوعي، كما تعكس أيضا درجة الارتباك والصعوبات التي تلاقيها أي محاولة لإثبات الوجود داخل محيط حذر ومتوجس منها. غير أن الوضع لا يبدو أنه سيتوقف عند هذا السقف، فهناك مخاضات تعتمل حاليا داخل الحساسية الشيعية المعنية قد يتولد عنها مستقبلا تحركات ينبغي حتما رصدها لفهم الآفاق المحتملة للحالة الشيعية عامة ببلادنا.

سجالات ساخنة حول "الامتداد الشيعي" بالمملكة

شكل الحديث عن "تتبع مصالح الأمن المغربية عن كثب ملفات ستة مغاربة سافروا إلى إيران قبل أسبوعين من أجل الدراسة في الحوزة العلمية بمدينة قم، بعد اعتناقهم المذهب الشيعي وإعلان ولائهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية"[18]، ثم اعتقال شخصيات على هامش تفكيك شبكة بلعيرج ارتبط اسمها بشبهة التشيع منذ سنوات، إضافة إلى تكرار مشهد رفع أعلام حزب الله في كل المظاهرات الوطنية التي خرجت للشارع في السنوات الأخيرة، فضلا عن صدور أول جريدة شيعية بالمغرب، شكلت كل هذه الوقائع مؤشرات كافية بالنسبة لعدد من الجهات الرسمية وغيرها لكي تعبر صراحة عن قلقها من اتساع حجم التشيع بالبلاد، فاتحة بذلك الباب لسجال ساخن وحاد سيأخذ في وقت من الأوقات أبعادا سياسية واضحة.

فبخصوص الجهات الرسمية، يصف الأمين العام للرابطة المحمدية لعلماء المغرب أحمد عبادي الحديث المتداول عن التشيع بالمغرب بالأمر "المقلق" مؤكدا على أن معتنقي المذهب الشيعي في الوقت الحالي لم يعودوا يخفون تشيعهم كما كان الأمر في السابق، بل أصبحوا "ينشرون مجلات ويطرحون فكرة أن المغرب كانت له سوابق شيعية ويمكنه أن يعود إلى     أصله"[19]. وفي نفس الاتجاه، يعبر مدير دار الحديث الحسنية بدوره عن موقف مماثل بتنبيهه للتهديدات التي يواجهها الإسلام السني المغربي ومن بينها ما سماه "مخاطر حركات الدعوة للتشيع"، وأكد أنه رغم المبالغة التي تطبع حديث البعض عن حجم حركة التشيع بالمغرب، إلا أنه أقر بوجودها ناسبا أسباب تنامي مثل هذه الظواهر "الطارئة" على المشهد الديني بالمملكة بـ "عدم الوضوح في السير بالعقيدة الإسلامية" على نحو يضمن مسايرتها للعصر[20].

ومن جهة أخرى، يتحدث مؤسس "حركة لكل الديمقراطيين"، في أوج الاهتمام الإعلامي بمبادرته، على أن الحزب الذي كان في طور تأسيسه يضع من بين أهدافه محاربة من وصفهم بـ "المتشبعين بالأفكار والقيم الشيعية"[21].

غير أن التصريحات الإعلامية المثيرة التي يدلي بها الفقيه والنائب البرلماني عن حزب اليقظة والفضيلة عبد الباري الزمزمي كانت أكثر قوة في التعبير غير المتحفظ عن جملة من الأمور الحساسة المرتبطة بهذا الملف الساخن. ففي لقاء مطول مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، ينبه الزمزمي إلى أن ظاهرة التشيع بدأت تأخذ حجما مقلقا في البلاد، خاصة في مدن الشمال حيت يتواجد عدد كبير من المغاربة الذين تشيعوا بفعل العدوى الآتية من أوربا بالأساس. وقال بأن المغرب أصبح يضم فئات شيعية مختلفة تمثل حساسيات مرتبطة برموز بارزة مثل حسن نصر الله وحسين فضل الله والخامنئي، حاثا المسؤولين المغاربة على ضرورة التعامل بحزم مع الأمر بالعمل على "استئصال بذرة الفتنة قبل أن تكبر، لأن منبت الفتنة هو تعدد الطائفية وتعدد الفئات في البلد"[22].

وفي نفس السياق، يدلي الزمزمي بتصريحات صحفية أخرى يوجه فيها الاتهام الصريح والمباشر إلى السفارة الإيرانية بالمغرب بكونها هي من ترعى الغزو الشيعي بالمملكة باستعمال "إغراءات مختلفة"[23]، قبل أن يضيف أن "أمير الشيعة المغاربة" سبق له أن سافر لإيران لـ "تقديم الولاء لعلي خامنئي" حسب تعبيره[24].

خطورة هذه التهم وحدّتها كانت كافية لإثارة حفيظة من استهدفتهم. ردود الفعل الأولى ستأتي من إدريس هاني باعتباره الشخص المعني بالاتهام الوارد في الفقرة الأخيرة، حيث نفى أن تكون زيارته لإيران من أجل تقديم البيعة للخامنئي وإنما ذهب إلى هناك لحضور مؤتمرات ذات طابع فكري علمي بحت. واعتبر ما صرح به الزمزمي يدخل في إطار لغة "التحريض" و "التكفير" التي اشتهر بتوظيفها في حق مخالفيه، معتبرا كلامه "المغرض" عن التشيع في المغرب "كلام من أجل إثارة البلبلة" رافضا كل محاولة لممارسة التفتيش في عقيدته[25].

من جهة أخرى، لم تنتظر سفارة إيران بالرباط طويلا لتوضح موقفها الرسمي من الاتهامات المشار إليها، حيث قامت نهاية شهر سبتمبر 2008 باستدعاء الزمزمي للقاء مباشر تم استفساره فيه عن حقيقة ما صرح به والأدلة والإثباتات التي بنى عليها اتهاماته بخصوص تورط السفارة في نشر التشيع بالمغرب. وفي هذا الخضم، أجرى سفير إيران بالمملكة حوارا مع إحدى الصحف الوطنية وصف ما راج حول هذا الموضوع بأنه "أكذوبة مختلقة مائة بالمائة"[26]، كاشفا أن الزمزمي خلال اللقاء المشار إليه أخبره بأنه لا يملك أي دليل على ما صرح به وإنما بنى كلامه على "روايات بعض الأشخاص وما يروج في الشارع" وأنه في نهاية ذلك اللقاء "أعترف بخطئه وقال الحق معكم" بحسب رواية وحيد أحمدي. كما أكد هذا الأخير أن الزمزمي ربما أثار هذا الأمر عن غير قصد أو قد دفع من طرف جهة معينة لم يسمها، لكنه قال عنها بأنها تسعى "لكي لا تتطور العلاقات بين المغرب والجمهورية الإسلامية" التي وصفها بـ "الجيدة" و "الوطيدة" في مختلف المجالات[27].

----------------

[1] ـ كنموذج للمعطيات المغلوطة حديث البعض عن وجود أربعة من "آيات الله" مغاربة بالمملكة مع العلم أن الكثير من المتتبعين يجزمون بعدم صحة هذا المعطى واستحالة تحققه على أرض الواقع. مثال آخر في هذا الصدد يتعلق بحديث بعض التقارير الإخبارية عن نفاذ سبعة آلاف نسخة من جريدة شيعية وزعت بالمغرب، وبناء على هذا الخبر ربما سيتحدث تقرير أجنبي عن تقديرات تشير إلى "تشيع حوالي سبعة آلاف مغربي" مؤخرا. هذا في حين أنه وبحسب المعطيات المتوفرة لدينا حول عدد النسخ التي بييعت من الجريدة، فالخبر الأول والتقديرات التي بنيت عليه بعيدة تماما عن الواقع. 

[2] ـ على سبيل المثال، عند نشر أسبوعية وطنية لملف تحت عنوان "الخارجون عن دين الدولة"، بعث الكثير من القراء ردود وتعقيبات كانت في مجملها رافضة وغير راضية عن طريقة المعالجة التي تبناها الصحفي الذي قام بإعداد ذلك الملف. ومثل هذا الأمر كان يتكرر دائما عند نشر ملفات مماثلة حول نفس الموضوع. للإطلاع على تفاصيل هذا الملف أنظر: الصحيفة المغربية، ع31 ، 21 ـ أبريل 2006، ص 12 ـ 20. أنظر أيضا التعقيبات والآراء المخالفة التي قامت نفس الأسبوعية بنشرها في الأسابيع الموالية في الأعداد: 33 ـ 34 ـ 35.

[3] ـ انظر تقريرا صحفيا عن أجواء إحياء هذه المناسبة المقدسة من طرف مجموعة من المغاربة الشيعة بمدينة طنجة هذه السنة: 20-fevrier 2008, pp177-la Gazette du Maroc; N 562 du 1.

[4] ـ حوار مع محمد الغيلاني باحث في السوسيولوجيا (علم الاجتماع) أجرته يومية: الصباح، ع 2455، 1 ـ 2 مارس 2008، ص 8.

[5] ـ الجدير بالذكر أن السلطات لا تكتفي دائما بالمتابعة والمراقبة، بل إنها قد تتدخل فعليا في بعض المرات كما وقع مؤخرا عند قيامها بإغلاق مقر زاوية تابعة للطريقة البوتشيشية بأحد أحياء مدينة طنجة بحجة أن عناصر شيعية نشيطة أصبحت تهيمن عليه.

[6] ـ أنظر: الجريدة الرسمية، ع 5609، 3 مارس 2008، ص 658.

[7] ـ انظر تصريح وحيد أحمدي سفير إيران بالمغرب، لأسبوعية الوطن الآن، ع 248، 9 يونيو 2007،  ص 10ـ 11. وفي نفس الاتجاه، يؤكد سفير المغرب لدى طهران أحمد الوفا لوكالة الأنباء الإيرانية بأن العلاقات المغربية الإيرانية تشهد "واحدة من أفضل مراحلها". التجديد، ع 1876، 23 أبريل 2008، ص3.

[8] ـ في البدء كلمة (الافتتاحية). رؤى معاصرة، ع1، أبريل 2008 ، ص2.

[9] ـ في البدء كلمة (الافتتاحية) . رؤى معاصرة، ع2، ماي (مايو) 2008، ص2.

[10] ـ أنظر: يونس السريفي: المولى إدريس الأكبر. رؤى معاصرة، ع1 أبريل 2008، ص7.

[11] ـ أنظر: عصام احميدان: إصلاح الحقل الديني بالمغرب ـ قراءة في الدلالات والأبعاد. رؤى معاصرة، ع1. ص 3ـ5.

[12] ـ في مقال كتبه إدريس هاني تحت عنوان: "المغرب والتشيع: أية علاقة؟"، ستقوم مجلة وجهة نظر بنشره في عددها المقبل رقم 39، يمكن الإطلاع بشكل مفصل على الطرح المثير للجدل الذي يبرر به هذا الوجه الشيعي البارز "الجوهر الشيعي" للدولة المغربية.

[13] ـ نتوفر على الملف التأسيسي لهذه الجمعية الذي قدمه أصحابها لنيل الترخيص القانوني، وعلى غلافه يمكن أن نرى تأشيرة للسلطات الإدارية بالعاصمة يفهم منها أنها ترفض تسلم الملف بما يعني عدم الاعتراف القانوني بالجمعية.

[14] ـ نتوفر على وثيقة تؤكد اعتراف مكتب "سماحة آية الله العظمي السيد محمد حسين فضل الله" بالشخص المذكور بصفته "وكيلا شرعيا" لهذه المرجعية على أتباعها أو "مقلديها" بالمغرب.

[15] ـ يجب التدقيق هنا بأنه لا يوجد إجماع حول هذه النقطة داخل الحساسية الشيعية المدروسة، إذ بالإضافة إلى من يتخذ من فضل الله مرجعية فكرية، هناك آراء أخرى تركز أساسا على كونها مرجعية للتقليد، في حيث أن آراء أخرى كانت تتحفظ على الموقفين معا. ولعل هذه المواقف المتباينة، زيادة على عوامل أخرى، ربما تكون السبب الجوهري الذي ساهم في التعثر الذي أعاق استمرار المبادرة كما سنعود إلى ذلك لاحقاً.

[16] ـ انظر الموقع الإلكتروني: (www.roaweb.net).

[17] ـ من نحن: (www.roaweb.net).

[18] ـ أورد هذا الخبر الموقع الإخباري "العربية نت" بتاريخ 20 فبراير 2007 (www.alarabiya.net):.

[19] ـ أنظر تصريح أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، حول الموضوع أدلى بها شهر أكتوبر 2008 لوكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، نقلا عن يومية: الأحداث المغربية، ع3604، 23 دجنبر 2008، ص2.

[20] ـ أنظر تصريحات أحمد الخمليشي، مدير دار الحديث الحسنية، حول الموضوع أدلى بها شهر أكتوبر 2008 للموقع الإخباري الإلكتروني: (www.middle-easr-online.com

[21] أنظر الكلمة التي ألقاها فؤاد الهمة أمام المشاركين في اللقاء التواصلي الذي نظمته "حركة لكل الديمقراطيين" بقصر المؤتمرات بمراكش بتاريخ 31 ماي 2008. الأحداث المغربية، ع3403، 2 يونيو 2008، ص4.

[22] ـ حوار مع عبد الباري الزمزمي، الشرق الأوسط، ع10819، 12 يوليوز 2008، ص4.

[23] ـ تصريح لعبد الباري الزمزمي ليومية المساء، ع624، 19 شتنبر 2008، ص1.

[24] ـ تصريح لعبد الباري الزمزمي ليومية الجريدة الأولى، ع109،  22 شتنبر 2008، ص4.

[25] ـ "أمير" الشيعة المغاربة يرد على الزمزمي. الجريدة الأولى، ع111، 24 شتنبر 2008، ص4.

[26] ـ حوار مع سفير إيران بالمغرب وحيد أحمدي. الجريدة الأولى، ع118، 4 ـ 5 أكتوبر 2008، ص5.

[27] ـ المرجع السابق.