Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

من مخازي الرافضة عبر التاريخ - علي الشحود

الكاتب : علي الشحود ..

من مخازي الرافضة عبر التاريخ
حققه وعلق عليه الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود
 
الطبعة الثانية
1432 هـ 2011 م
حقوق الطبع لكل مسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهذا كتاب مختصر( كتبه أحد المجاهدين الذين رووا أرض العراق بدمهم ) يتحدث عن مخازي الرافضة عبر التاريخ ولاسيما في عصرنا هذا،حيث اغترَّ بهم كثيرٌ من أهل السنة،وظنوا أنهم مسلمون،ويمكن اللقاء بهم والاجتماع معهم،إلا أنَّ حقيقتهم سرعان ما ظهرت لكل ذي عينين،فهم لا يختلفون سلفاً عن خلف من حيث العقائد والمبادئ وموقفهم من أهل السنة والجماعة،فسواء كانوا قدامى أو معاصرين من الخميني فما قبل وما بعد،فكلهم على دين واحد وعقلية واحدة تكن العداء السافر لأهل السنة والجماعة،ويستبيحون حرماتهم وفق دينهم الذي أملاه عليهم عبد الله بن سبأ اليهودي ..
وقد قمت بنتسيق هذا الكتاب ووضع عناوين رئيسة له،وتخريج أحاديثه والتعليق عليه بما يناسب المقام،ليكون بين يدي عامة المسلمين،من أجل أن يعرفوا عدوهم الأول داخل صفوف المسلمين،لكي ينتبهوا له،ويقفوا صفًّا واحدا في وجهه،فهم أخطر من السرطان داخل جسم الأمة المسلمة ...قال تعالى:{كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)} [التوبة:8 - 10]
أسال الله تعالى أن ينفع به كاتبه وجامعه وناشره والدال عليه في الدارين،وأن يكون شجى في حلوق الرافضة الملاعين .
علي بن نايف الشحود
في 7 جمادى الآخرة 1432 هـ الموافق ل 10/5/2011 م
 
!!!!!!!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
 
Pentagon: 04:10 بِسْمِ اللهِ الذِيْ لَهُ الحُكْمُ وَالأَمْرُ كُلّهُ وَإِلَيهِ المَعَاد،وَالحَمْدُ للهِ الذِيْ قَدَّرَ الافْتِراقَ لِهَذهِ الأمّةِ فِرقَاً فَلا تَقَارُبَ ولا يَكَاد،والصّلاةُ والسّلامُ عَلَى مَن اسْتَثـنى مِنْ هَذِهِ الِفرَقِ بِالنَّجَاةِ وَاحِدَةً ومَنْ عَدَاهُم وعَادَاهُمْ يُكَاد.
 وبَعْد:
Pentagon: 04:40فَلَقَد قَرأنَا التّارِيْخَ وَاسْتَقْرَأْناهُ فَلَمْ نَجِد فِي مَاضِيْهِ وَحَاضِرِه وَلا حَتّى إِرْهَاصَاتِ مُسْتَقْبَلِه كَمِثل سِيْرةِ بَل سَوءَةِ أَصَحَابِ الرّفْض،رَفَضَهُم الله كَمَا لَفَظُوا دِيْنَه ومِنْهَاجَهُ القَوِيْم واسْتَبْدَلُوْهُ بِالّذِي هُو أَدْنَى مِن خَلِيطِ حِقْدِ وخُزَعْبلاتِ الفُرْسِ وَتَضَالِيْلِ اليَهُودِ وَضَلالِ النَّصَارَى ليِتَناسَبَ مَعْ جَمِيْعِ أَصْحَابِ الدّيَانَاتِ المُعَادِيْنَ لأهْلِ الإِسْلام،فَخَرَجُوا بِدِينٍ مَمْسُوخٍ يُوجِّبُونَ فِيهِ عَلَى الأُمّة أَنْ يَلْعَن آخِرُهَا أَوّلها،وَأَنْ يَكُفَر بِالكِتَابِ كُلِّه،وأْن تُعَطّلَ شَرَائِعُه،وَأَنْ يُشْرَكَ مَعْ قِبْلَةِ المُسْلِمِينَ بَلْ تُغيّر هَذِه القِبْلَة مِنْ مَكّـة فَتُشَدّ الرِّحَالَ إِلى كَرْبَلاءَ وَمَشْهَد،وَأنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ بَيـنَ المُسْلِمِينَ بِاسْمِ الدّيْنِ،ولِذَا كَانَ لِزَامَاً عَلَينَا أَنْ نُذَكِّرَ بِطَرْفٍ مِنْ جَرَائِمِ القَوْمِ مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُم ولَعَلّهُم يَتـّقُوْن.
 
__________
 

من هم الرافضة ؟
 
Pentagon: 06:02وَقَبْلَ الخَوْضِ فـِي ذِكْرِ جُمْلةٍ مِنْ خِيَانَاتِ الرّافِضَةِ عَبْر التّارِيخِ واسْتِعْراضٍ لأَبْرَزِ جَرَائِمِهِم لا بُدّ مِنَ التنبيه على أمر:
ألا وهُوَ أنَّنا حِيْنَ نُطْلِقُ لَفْظَ الرّافِضَةِ فَإِنـّمَا نُرِيْدُ بِهِم السَّوَادَ الأَعْظَمَ المَوْجُوْدَ مِنْهُمْ فِي هَذِهِ الأَيّامِ أَلا وهُمُ الشِّيْعَةُ الجَعْفَرِيةُ الإِثنَي عَشْرية.وَيُلاحَظُ أنّ أَئِمّتَهُم اعْتَبَروا جَمِيع هَذِهِ الفِرق المُغَالية عِنْدَهُم مِنْ مَا يُنْسَبُ إِلى الإِمَامِيّةِ فَإِذَا تَحَدّثُوا عَنْ طَـائِفَتهِم وَرِجَالَهَا ودُوَلهَا نَسَبُوا لـَها كُلّ الفِرَقِ والدُّوَلِ والرّجَال المـُنْتَمِينَ للتّشَيُّعِ وإِنْ كَانُوا مِنَ:Pentagon: 06:45الإِسْمَاعِيلِيّةِ وَالبَاطِنِيةِ أَو مِنَ الزَّنَادِقَـةِ الدّهـْرِيّةِ أَوْ مِنَ المُجَسِّمَةِ الغـُلاة فَهُمْ إِذَا تَحَدَّثُوا مَثلَاً عَنْ دُوَلِ الشِّيْعِيةِ ذَكَرُوا الدَّوْلـةَ الفـَاطِمِيَّةَ فِيْ صَدْر دُوَلِهِم مَعْ أَنها غَيرُ الإِثْني عشرية،وبَعْدَ هَذَا نَقُولُ وبِالله التـَّوْفِيق:
على ماذا يقوم دين الرفض ؟
أولاً:إِنّ الرَّفْضَ دِيْنٌ يَخْتَلِفُ تَمَاماً عَنِ الإِسْلامِ الذِيْ جَاءَ بـِهِ النّبي  rولا يُمْكِنُ أَنْ يَلْتـَقِيَ مَعَهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الفُرُوعِ والأُصُول،كَيْفَ لا وَكِبَارُ آياتِهِم وعُلَمَائِهِم قَدْ قَعَدُوا لَهُم قَاعِدَةً في التّرْجِيحِ بَينَ الأدِلّـةِ إِذا اخْتَلَفَت عِنْدَهُم أَو تَعَارَضتْ بِأنَّ مَا خَالَفَ قَوْلَ أَهْلِ السُّنةِ (وَيُسَمُّونَهُم العَامّة) هُوَ القَوْلُ الأَقْرَبُ للصَّوَابِ مُسْتَنِدِينَ عَلَى رِوَايَاتٍ مَكْذُوْبَةٍ عِنْدَهُمْ كَأصْلٍ لِهَذهِ القَاعِدَةِ التِيْ تَدُلُّ عَلَى مُخَالفَةِ دِيْنِهِم أَصُولاً وفُرُوعَاً لِدِينِ الإِسْلامِ مِن حَيثُ مَنْهَجِ الحَقّ.
Pentagon: 08:11فَفِيْ بَابٍ عَقَدَهُ "الحـُرُّ العَـامِلِيُّ" وهُوَ مِنْ عُلَمَاءِ الرَّافِضَةِ فِيْ كِتَابِهِ [وَسَائِلُ الشِّيْعة] تَحْت عِنْوان:عَدَمُ جَوَازُ العَمَلِ بِمَا يُوَافِقُ العَامّةُ ويُوَافِقُ طَـرِيْقَتَهُمْ،قَالَ فِيه:(والأحاديث في ذلك متواترة) (أي في عدم جواز العمل بما يوافق العامة) فمن ذلك قول الصادق عليه السلام في الحديثين المختلفين اعرضوهما على أخبار العامة أي أهل السنة والجماعة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه وقال عليه السلام خذ بما فيه خلاف العامة فما خالف العامة ففيه الرشاد)[1].
Pentagon: 09:04وَجَاءَ فِيْ [عُيُونِ أَخْبَارِ الرِّضَى]:(روى الصَّدوق عن علي ابن أسباط قال قلت للرضى عليه السلام يحدث الأمر لا أجد  بد من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك قال:فقال:إيتي فقيه البلد فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه)[2].
Pentagon: 10:00ومَعْلُوْمٌ أَنّ الإِسْلامَ قَائِمٌ جُمْلَةً وتَفْصِيْلاً عَلى تَوْحِيدِ الخَـالِقِ وتَعْبِيدِ المَخْلُوقَاتِ كُلّها للهِ تَعَالى وَعَلى الاقْتِدَاءِ بِالنّبِي rاقْتَدَاء مُتّبعٍ لا مُبْتَدِعٍ وكُلُّ هَذَا مَبْنيٌّ عَلَى مَا جَاءَ بِالكِتَابِ والسُّنةِ والرَّفْضُ أَسَاساً يَقُومُ عَلى الإِشْرَاكِ بِاللهِ وتَعْـبِيدِ الخَلْقِ لِغَيرِ الله تَوسُّلاً وتَضَرّعاً وتأليهاً،كما يَقومُ عَلى رَفضِ الكِتابِ بدعوى تحريفهِ بالنّقصانِ والزّيادةِ فيه،وعلى رفضِ سنّةِ النَّّبيِّ r،ولاسيَّما صحَيحَهَا بتكذيبِ وتخوينَ من نَقلها لنَا وَهُمْ أشرافُ الأمَّةِ وأخصُّ صحابَتِِهِ حَتَّى رَفَضُوا أَصَحَّ كُتُبِ الأَحَادِيثِ التي تَلقَّتهَا الأُمَّةُ بالقبُولِ،لمَّا كانَ رُواتُها مِنْ أشدِّ الناسِ حِرصاً وتوثقاً عمَّنْ ينقلونَها عَنهُم،وعَلى رأسِ هَذهِ الكُتبِ صَحِيحَا البخاريِّ ومُسلِم،فَكانَ مَا عَدَاهُمَا مِنَ الكُتبِ أَولَى بالرَّفضِ عِنْدَهُم.
كما يقومُ دينهم على رفضِ إمامةِ وَخِلافةِ من أجمعَ الناسُ حِينَها عَلى إمَامَتِهِ وَخِلافَتِهِ,الذين نَعتهم رسول الله rبالرَّاشِدِين،وحَضَّ على التَّمسُّكِ بِسُنَّتِهم بَل وَقَرَنها بِالتَّمسُّكِ بِسُنَّتِه،إِنَّ دِينَ الرَّفْض يَرفُضُ تَبرئَةَ أُمِّ المؤمنينَ عَائِشةَ مِمَّا بَرَّأَهَا اللهُ تَعَالى فِي كِتَابِهِ الكَرِيمْ وَعَاقَبَ بِجَلدِ مَنْ اتَّهَمَهَا أَو خَاضَ فِي عِرضِهَا.
Pentagon: 11:23يَقُولُ نِعَمةُ اللهِ الجزائِريّ في [الأَنوارِ النُّعمَانِّية]:(بَابٌ نُورٌ في حقِيقَةِ دِينِ الإمَامِيَّة وَالعِلَّةِ التي مِنْ أَجلِهَا يَجِبُ الأَخذُ بِخِلافِ مَا تَقُولُهُ العَامَّة) :" إِنَّا لا نَجتَمِعُ مَعَهُم - أَي مَعَ السُّنَّة - عَلَى إِنَاءٍ وَلا عَلَى نَبِيٍّ وَلا عَلى إِمَامْ،وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّ رَبَّهُم هَوَ الذِي كَانَ مُحمَّدُ نَبيُّه وَخَلِيفَتُهُ مِن بَعدِهِ أَبي بَكر وَنَحنُ لا نَقُولُ بهذَا الرَّبِّ وَلا بِذَلِكَ النَّبي بَل نَقُولُ إِنَّ الرَّبَّ الذِي خَلِيفَةُ نَبِيِّهِ أَبُو بَكرٍ ليسَ رَبَّنَا وَلا ذَلكَ النَّبِيُّ نَبِيَّنَا  "[3].
وَيقُولُ السَّيدُ حُسينٌ الموسَويُّ _ وَهَوَ أَحَدُ عُلَمَائِهِمُ القَلائِلُ الذِينَ نَقَّى اللهُ فِطرَتَهُ فَمَجَّت بَاطِلَهُم _ مُعَلِّقَاً عَلَى مَوقفِ الرَّافِضة في كِتَابِهِ [لله ثُمَّ لِلتَّارِيخْ]:" وَيَتَبَادَرُ إِلى الأَذهَانِ السُّؤَالُ الآتِي:لَو فَرَضنَا أَنَّ الحَقَّ كَانَ مَعَ العَامَّةِ فِي مَسْأَلةٍ ما،أَيَجِبُ عَلينَا أَنْ نَأْخُذَ بِخِلافِ قَولِهِم؟
 أَجَابَنِي السَّيِّدُ مُحَمَّدٌ بَاقِرُ الصَّدرِ مَرَّةً فَقَالَ:نَعَمْ يَجِبُ القَولُ بخلافِ قَولِهِم لأنَّ القَولَ بِخِلافِ قَولِهِمْ وَإِنْ كَانَ خَطأً فَهُوَ أَهوَنُ مِنْ مُوَافَقَتِهِمْ عَلَى افْتِراضِ وُجُودِ الحَقِّ عِنْدَهُمْ فِي تِلكُمُ الَمسْأَلةِ"[4].
Pentagon: 12:59ثَانِيَاً:إِنَّ دِينَ الرَّفضِ لم يَقُمْ أَسَاسَاً وَمُنذُ بِدَايَةِ ظُهُورِهِ،وَعَلَى مَرِّ الأزمَانِ وَحَتَّى أَيَّامِنَا هَذَهِ،إِلا لِغَرَضِ هَدْمِ الإِسْلامِ وَبَثِّ الفِتنَةِ وَالفُرقَةِ بَينَ المسلِمِينَ وَتقْوِيضِ دَولَةِ الإِسْلامِ،مِنْ خِلالِ مُحَارَبَةِ أَهلِ السُّنًّةِ وَالجَمَاعَةِ،أَعنِي بِهِمُ الجَمَاعَةَ الأُولَى التِي استَثنَاهَا الرَّسُولُ rمِنَ الثَّلاثِ وَالسَّبعِينَ فِرقَةً بِالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ وَمَن سَارَ عَلى نَهجِهِمْ وَلَيسَ هَذَا كَلامَاً مُبَالغَاً أَو مُتَوَهَّمَاً وَلا هُوَ مُنكَرٌ مِنِ القَولِ وَزُورَاً بَل هَذَا مَا قَرَّرَهُ عُلَمَاءُ السَّلفِ وَالخَلفِ،فَهُو مُخَطَّطٌ دُبِّرَ بِلَيلٍ لمْ يَقُمْ مِنَ الأَسَاسِ إِلا لِغَرَضِ هَدمِ الدِّينِ مِنْ خِلالِ أَمرينِ هَامَّينِ:
أساليب هدم الروافض للدين
الأَوَّلُ:التَّشكِيكُ فِي حَقِيقِةِ هَذَا الدِّينِ وَزَعْزَعِةِ العَقِيدَةِ،إِمَّا بِبَثِّ الشُبُهَاتِ عَلى مَذهَبِ أَهلِ الحَقِّ وَالتي تُشَكِّكُ في أُصُولِ هَذَا الدِّينِ وَتَصُدُّ عَنهُ بِالكُلِّيِّةِ،وَإِمَّا بِتَحرِيفِ كَثِيرٍ مِنْ أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ ليَكَونَ دِينَاً مَسخَاً.
Pentagon: 14:13وَالأَمرُ الثَّانِي:يَتَمَثَّلُ في الجَانِبِ السِّياسِيّ وَذَلكَ عَنْ طَريقِ زَعزَعْةِ أَركَانِ الدَّولةِ الإِسلامِيَّةِ مِنَ الدَّاخِلِ وَالخَارِجِ عَلى السَّوَاءِ،فَأَمَّا مِنَ الدَّاخِلِ فَمِنْ خِلالِ استِثَارَةِ الشَّعْبِ وَلاسِيَّمَا ضِعَافُ النُّفُوسِ وَأَصحَابُ المَطَامِعِ وَتَحرِيضَهُمْ عَلى الخُروجِ عَلى خَليفَةِ وَإِمَامَ المُسلِمِينَ أَو اغتِيالِهِ بَدَعَاوَى وَشُبُهَاتٍ بَاطِلةٍ أَوْ غَيرِ مُسَوَّغَةٍ،وَأَمَّا مِن الخَارِجِ فَمِنْ خِلالِ التَّعَاونِ مَعَ أَعدَاءِ الدِّينِ وَالتَّحَالفِ مَعَهُمْ،حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِن اسقَاطِ الدَّولةِ الإِسْلامِيَّةِ.
وَهَذَانِ الأَمرَانِ هُمَا المَنهَجُ وَالخُطَّةُ الأَسَاسَّيةُ التي قَامَ عَليهِمَا دِينُ الرَّفضِ مُنذُ بِدَايَةِ نَشأَتِهِ وَتَأسِيسِهِ عَلى يَدِ اليَهَودِيِّ المعرُوفِ عَبدُ الله بن سَبأَ الذي لم يَجِدْ أَفضَلَ وَلا أَجْدَى مِنَ التَّسَتِّرِ بِلِبِاسِ التَّشَيُّعِ وَالتَّشَيُّعِ بِحُبِّ آلِ البَيتِ بَعدَ أَنْ أَظهَرَ الإِسلامَ وَأَبطَنَ الكُفرَ وَالدَّسِيسَةَ لهَذَا الدِّينِ،وَلما وَجَدَ أَتبَاعُ هَذَا اليَهَودِيِّ أَنَّ هَذَا المنهَجَ الذِي رَسَمَهُ ابنُ سَبأ قَدْ نَجَحَ فِي استِقطَابِ أَصحَابِ الهَوَى وَتَأليبِ الكثَيِرِ مِن ضِعَافِ النُّفُوسِ وَأَصحَابِ المَطَامِعِ ضِدّ أمِيرِ المُؤمِنينَ عُثمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَأَرضَاهُ وَلَمَّا وَجَدُوهُ نَجَحَ في التَّعَاونِ مَعَ أَعدَاءِ الدِّينِ مِن خَارجِ عَاصِمةِ الخِلافَةِ وَإِثَارَةِ الفِتَنِ وَالشُّبَهِ حَتى قَتَلُوا الخَلِيفَةَ وَفَتَنُوا رَعِيَّتَهُ وَلما وَجَدُوهُ نَجَحَ كَذلكَ فِي التّفرِيقِ بَينَ الصَّحَابَةِ عَلى أَسَاسِ العَصَبِيَّةِ القَبَليَّةِ التي جَاءَ الدِّينُ أَسَاسَاً وَقَامَ عَلى هَدمِهَا،يَرُومُونَ فِتنَةَ آلِ البَيتِ وَفِتنَةَ النَّاسِ ِبهم،وَصَدَّ النَّاسِ وَتَشكِيكَهُم في مِصْدَاقِيَّةِ وَأَمَانَةِ نَقَلَةِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ رِضوانُ الله عَليهِمْ،مِنْ خِلالِ مُنَادَاتِهمْ بِمُوَالاةِ بَلْ بِالمُغَالاةِ فَي آلِ البَيتِ وَادِّعَاءِ العِصمَةِ فِيهمْ،حَتَّى تَطَوَّرَ الأَمْرُ فِيهِم إِلى تَألِيهِ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَمَا عِندَ السَّبَأِيَّةِ.
Pentagon: 16:30 أَقَولُ لما رَأَى أَتباعُ ابنُ سَبأٍ أنَّهُ نَجَحَ في ذَلكَ كُلَّهِ استَمَرَّ هَؤلاءِ الأَتبَاعُ في نَفسِ السِّيرةِ وَعَلى نَفسِ المَنهَجِ الأَوَّلِ عَلى مَرِّ الزَّمَانِ وَإِلى أَيامِنَا هَذِهِ وَلقَدْ أَفَاضَ عُلمَاءُ السَّلفِ وَاسْتَفَاضَ في كُتُبِهِم بَيَانُ حَقِيقَةِ الرَّافِضِةِ وَحَقِيقَةِ دِينِهِم.
 وَمِنْ ذَلكَ مَا قَالهُ شَيخُ الإِسلامِ ابنُ تَيمِيَّةَ رَحمهُ اللهُ فِي [مِنْهَاجِ السُّنَّةِ]:" وَالرَّافِضِةُ ليسَ لَهُم سَعيٌ إِلا فِي هَدمِ الإِسلامِ وَنَقْضِ عُرَاهُ وَإِفسَادِ قَوَاعِدِهِ"[5] وَقَالَ أَيضَاً:" وَلا يَطعَنُ عَلى أَبِي بَكرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا إِلا أَحَدُ رَجُلينِ:إِمَّا رَجُلٌ مُنَافِقٌ زِندِيقٌ مُلحِدٌ عَدُوٌّ للإِسلامِ يَتَوَصَّلُ في الطَّعنِ فِيهمَا إِلى الطَّعنِ فِي الرَّسُولِ وَدِينِ الإِسلامِ،وَهَذَا حَالُ المُعلِّمِ الأولِ للرَّافِضَةِ أَوّلَ مَن ابتَدَعَ الرَّفضَ وَحالُ أَئِمَّةِ البَاطِنِيَّةِ،وإِمَّا جَاهِلٌ مُفرِطٌ في الجَهلِ وَالهَوَى وَهُوَ الغَالبُ عَلى عَامَّةِ الشِّيعَةِ إِذْ كَانُوا مُسلِمِينَ فِي البَاطِنْ،"[6] وَقَالَ فِي فَتَاوِيهِ:" قَالَ الإِمَامُ أَحمَدَ فِي رِسَالةِ عَبدُوسٍ بنِ مَالك،أُصُولُ السٌّنَّةِ ِعندَنَا التَّمَسٌّكُ بِمَا كَانَ عَليهِ أَصحَابُ رَسُولِ اللهِ وَالإِقتِدَاءُ بِهم،وَتَركُ البِدَعِ وَكُلُّ بِدعَةٍ ضَلالةٌ والسُّنةُ عِندَنَا آثارُ رسول اللهِ r والسُّنةُ تُفسِّرُ القُرآنَ وَهِيَ دَلاءٌ للقرآنِ أيْ دَلالاتٌ عَلى مَعنَاهُ وَلهذَا ذَكَرَ العُلمَاءُ أَنَّ الرَّفضَ أَسَاسُ الزَّندَقَةِ وَأَنَّ أَوَّلَ مَن ابتَدَعَ الرَّفضَ إِنما كَانَ مُنَافِقِاً زِندِيقَاً،وَهُوَ عَبدُ اللهِ بنُ سَبأ فَإِنَّهُ قَدْ قَدَحَ في السَّابِقِينَ الأَوَّلينَ وَقَد قَدَحَ فِي نَقلِ الرِّسَالةِ أَو في فَهمِهَا أَو فِي اتِّبَاعِهَا،فَالرَّافِضَةُ تَقدَحُ تَارةً في عِلمِهِمْ بِها وَتَارَةً في اتِّبَاعِهِم لَها،وَتُحِيلُ ذَلكَ عَلَى أَهلِ البَيتِ وَعَلى المَعصُومِ الذِي لَيسَ لَه وُجُودٌ فِي الوجُودِ" [7]انتَهَى كَلامُهُ رَحِمَهُ اللهُ.
وَجَاءَ فِي [منهاج السنة النبوية]:" وَمَنْ جَهْلِ الرَّافِضَةِ إِنَّهُمْ يُوجِبُونَ عِصْمَةَ وَاحِدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ،وَيُجَوِّزُونَ عَلَى مَجْمُوعِ الْمُسْلِمِينَ الْخَطَأَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ وَاحِدٌ مَعْصُومٌ.وَالْمَعْقُولُ الصَّرِيحُ يَشْهَدُ أَنَّ الْعُلَمَاءَ الْكَثِيرِينَ،مَعَ اخْتِلَافِ اجْتِهَادَاتِهِمْ،إِذَا اتَّفَقُوا عَلَى قَوْلٍ كَانَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ وَاحِدٍ،وَأَنَّهُ إِذَا أَمْكَنَ حُصُولُ الْعِلْمِ بِخَبَرٍ وَاحِدٍ،فَحُصُولُهُ بِالْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ أَوْلَى."[8].
وقال أيضاً "وَالْقُرْآنُ يَشْهَدُ لِهَذَا فَإِنَّ اللَّهَ وَصَفَ الْمُنَافِقِينَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ بِالْكَذِبِ وَالْغَدْرِ وَالْخِيَانَةِ.وَهَذِهِ الْخِصَالُ لَا تُوجَدُ فِي طَائِفَةٍ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي الرَّافِضَةِ،وَلَا أَبْعَدَ مِنْهَا عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ الْمَحْضَةِ الْمُتَّبِعِينَ لِلصَّحَابَةِ،فَهَؤُلَاءِ أَوْلَى النَّاسِ بِشُعَبِ الْإِيمَانِ وَأَبْعَدُهُمْ عَنْ شُعَبِ النِّفَاقِ،وَالرَّافِضَةُ أَوْلَى النَّاسِ بِشُعَبِ النِّفَاقِ وَأَبْعَدُهُمْ عَنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ،وَسَائِرُ الطَّوَائِفِ قُرْبُهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ وَبُعْدُهُمْ عَنِ النِّفَاقِ بِحَسَبِ سُنَّتِهِمْ وَبِدْعَتِهِمْ.
وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ الْقَوْمَ أَبْعَدُ الطَّوَائِفِ عَنْ اتِّبَاعِ الْمَعْصُومِ الَّذِي لَا شَكَّ فِي عِصْمَتِهِ،وَهُوَ خَاتَمُ الْمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ.وَمَا يَذْكُرُونَهُ مِنْ خِلَافِ السُّنَّةِ فِي دَعْوَى الْإِمَامِ الْمَعْصُومِ وَغَيْرِ ذَلِكَ،فَإِنَّمَا هُوَ فِي الْأَصْلِ مِنِ ابْتِدَاعِ مُنَافِقٍ زِنْدِيقٍ،كَمَا قَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ أَهْلُ الْعِلْمِ.
ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنَّ أَوَّلَ مَنِ ابْتَدَعَ الرَّفْضَ وَالْقَوْلَ بِالنَّصِّ عَلَى عَلِيٍّ وَعِصْمَتِهِ كَانَ مُنَافِقًا زِنْدِيقًا،أَرَادَ فَسَادَ دِينِ الْإِسْلَامِ،وَأَرَادَ أَنْ يَصْنَعَ بِالْمُسْلِمِينَ مَا صَنَعَ بُولِصُ بِالنَّصَارَى،لَكِنْ لَمْ يَتَأَتَّ لَهُ مَا تَأَتَّى لَبُولِصَ،لِضَعْفِ دِينِ النَّصَارَى وَعَقْلِهِمْ،فَإِنَّ الْمَسِيحَ - r- رُفِعَ وَلَمْ يَتْبَعْهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ يَعْلَمُونَ دِينَهُ،وَيَقُومُونَ بِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا،فَلَمَّا ابْتَدَعَ بُولِصُ مَا ابْتَدَعَهُ مِنْ لَغْوٍ فِي الْمَسِيحِ،اتَّبَعَهُ عَلَى ذَلِكَ طَوَائِفُ وَأَحَبُّوا الْغُلُوَّ فِي الْمَسِيحِ،وَدَخَلَتْ مَعَهُمْ مُلُوكٌ،فَقَامَ أَهْلُ الْحَقِّ خَالَفُوهُمْ وَأَنْكَرُوا عَلَيْهِمْ،فَقَتَلَتِ الْمُلُوكُ بَعْضَهُمْ،وَدَاهَنَ الْمُلُوكُ بَعْضَهُمْ،وَبَعْضُهُمُ اعْتَزَلُوا فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ.
وَهَذِهِ الْأُمَّةُ - وَلِلَّهِ الْحَمْدُ - لَا يَزَالُ فِيهَا طَائِفَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى الْحَقِّ،فَلَا يَتَمَكَّنُ مُلْحِدٌ وَلَا مُبْتَدِعٌ مِنْ إِفْسَادِهِ بِغُلُوٍّ أَوِ انْتِصَارٍ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ،وَلَكِنْ يَضِلُّ مَنْ يَتْبَعُهُ عَلَى ضَلَالِهِ." [9].
Pentagon: 19:40ثَالِثَاً:إِنَّ جَمهَرَةً مِن عُلمَاءِ السَّلفِ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالى بَيَّنُوا لنَا القَولَ الفَصْلَ فِي حُكمِ الشَّرعِ عَلى الرَّافِضَةِ وَهُوَ القَولُ بِكُفرِهِمْ وَوُجُوبِ قِتَالِ مَن أَظهَرَ بِدْعَتَهُ مِنهُمْ خَاصَّةً وَإِنْ كَانَ بِطَائِفَةٍ مُمْتَنِعَةٍ مِنهُم،وفي تَكفيرِهم ووجوبِ قِتالِهم أدِلَّةٌ منَ الكِتابِ والسُّنَّةِ.
بَلْ حتّى كُتُبُ الرَّافِضَةِ أنفُسِهِم تنقِلُ لَنا الرواياتِ في تبرُّؤِ آلِ البيتِ مِنهُم،ونِسبةِ ذلك إلى النبيّ r،وإِخراجِهِم منَ الإسلامِ.
 
___________

الأدلة على بطلان دين الروافض

Pentagon: 20:23

 

فَأمَّا الأدلّة من الكتابِ فقولًهً تَعالَى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ} [الفتح:29].
قال ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ الله:وَمِنْ هَذِهِ الْآيَةِ انْتَزَعَ الْإِمَامُ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ،فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ-بِتَكْفِيرِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ،قَالَ:لِأَنَّهُمْ يَغِيظُونَهُمْ،وَمَنْ غَاظَ الصَّحَابَةُ فَهُوَ كَافِرٌ لِهَذِهِ الْآيَةِ.وَوَافَقَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ عَلَى ذَلِكَ.وَالْأَحَادِيثُ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ التَّعَرُّضِ لَهُمْ بِمَسَاءَةٍ كَثِيرَةٌ،ويكفيهم ثناء الله عليهم،ورضاه عنهم..[10].
وَقالَ القُرْطُبِيّ[11] رَحِمَهُ الله في تَفْسِيرِه:رَوَى أبُو عُرْوَةَ الزُّبَيْرِيّ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْر،كُنَّا عِند مالكِ بن أَنَس،فَذَكَرُوا رَجُلًا يَنتَقِصُ من أصحابِ رسولِ الله r فقرَأَ مالكٌ هَذِهِ الآيةَ:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ...} [الفتح:29]،حتَّى بلَغَ ..{يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ} [الفتح:29]،فقالَ مالكٌ مَن أصبَحَ منَ النَّاسِ في قَلْبِهِ غَيْظٌ عَلَى أحدٍ من أصحابِ رسولِ الله r أَصَابَتْهُ هذهِ الآيةُ.ذكَرَه الخطيبُ أبو بكرٍ.
قلتُ - والقولُ للقُرطُبِيّ - لَقَدَ أحسَنَ مالكٌ فِي مَقَالَتِه،وأصَابَ في تَأويلِه فَمَنْ نَقَّصَ واحِدًا منهُم،أَوْ طَعَنَ في رِوَايَتِه فقد ردَّ على اللهِ ربّ العالمينَ،وأبْطَلَ شَرائِعَ المسلمين.انتهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ الله.
Pentagon: 22:23وكَذلكَ استدلُّوا منْ قَولِهِ تَعالَى:{وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ(16) يَعِظُكُمَ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(17)}.[النور:16-17]،قالَ ابنُ عبدِ القَوِيّ عَنِ الإمامِ أحمَد:وكانَ الإمامُ أحمدُ يُكَفِّرُ مَنْ تَبَرَّأَ منهُم - أيْ الصَّحَابَة -  ومنْ سبَّ عَائِـشَةَ أمَّ المؤمِنينَ،ورَمَاهَا مِمَّا بَرَّأهَا الله مِنهُ ..وكانَ يَقرأُ {يَعِظُكُمَ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور:17].
وقَالَ القُرطُبِيُّ رَحِمَهُ الله:قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ:مَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أُدِّبَ،وَمَنْ سَبَّ عَائِشَةَ قُتِلَ،لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ:" يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"،فَمَنْ سَبَّ عَائِشَةَ فَقَدْ خَالَفَ الْقُرْآنَ،وَمَنْ خَالَفَ الْقُرْآنَ قُتِلَ..[12] 
   قالَ ابنُ العَرَبِيّ:" الْآيَةُ التَّاسِعَةُ قَوْله تَعَالَى:{ يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }.فِيهَا مَسْأَلَةٌ:قَوْله تَعَالَى:( لِمِثْلِهِ ) يَعْنِي فِي عَائِشَةَ ; لِأَنَّ مِثْلَهُ لَا يَكُونُ إلَى نَظِيرِ الْقَوْلِ فِي الْمَقُولِ عَنْهُ بِعَيْنِهِ،أَوْ فِيمَنْ كَانَ فِي مَرْتَبَتِهِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ r لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إذَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ r فِي عِرْضِهِ وَأَهْلِهِ،وَذَلِكَ كُفْرٌ مِنْ فَاعِلِهِ.قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ:سَمِعْت مَالِكًا يَقُولُ:مَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أُدِّبَ،وَمَنْ سَبَّ عَائِشَةَ قُتِلَ ; لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{ يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فَمَنْ سَبَّ عَائِشَةَ فَقَدْ خَالَفَ الْقُرْآنَ،وَمَنْ خَالَفَ الْقُرْآنَ قُتِلَ.قَالَ الْفَقِيهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:قَالَ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ:مَنْ سَبَّ عَائِشَةَ أُدِّبَ،كَمَا فِي سَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ،وَلَيْسَ قَوْله تَعَالَى:{ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فِي عَائِشَةَ ; لِأَنَّ ذَلِكَ كُفْرٌ،وَإِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ:{ لَا يُؤْمِنُ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ }.وَلَوْ كَانَ سَلْبُ الْإِيمَانِ فِي سَبِّ عَائِشَةَ حَقِيقَةً لَكَانَ سَلْبُهُ فِي قَوْلِهِ r { لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ } حَقِيقَةً.قُلْنَا:لَيْسَ كَمَا زَعَمْتُمْ ; إنَّ أَهْلَ الْإِفْكِ رَمَوْا عَائِشَةَ الْمُطَهَّرَةَ بِالْفَاحِشَةِ،فَبَرَّأَهَا اللَّهُ،فَكُلُّ مَنْ سَبَّهَا بِمَا بَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ فَهُوَ مُكَذِّبٌ لِلَّهِ،وَمَنْ كَذَّبَ اللَّهَ فَهُوَ كَافِرٌ.فَهَذَا طَرِيقُ قَوْلِ مَالِكٍ.وَهِيَ سَبِيلٌ لَائِحَةٌ لِأَهْلِ الْبَصَائِرِ،وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا سَبَّ عَائِشَةَ بِغَيْرِ مَا بَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ لَكَانَ جَزَاؤُهُ الْأَدَبَ .
الْآيَةُ التَّاسِعَةُ قَوْله تَعَالَى:{ يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }.فِيهَا مَسْأَلَةٌ:قَوْله تَعَالَى:( لِمِثْلِهِ ) يَعْنِي فِي عَائِشَةَ؛لِأَنَّ مِثْلَهُ لَا يَكُونُ إلَى نَظِيرِ الْقَوْلِ فِي الْمَقُولِ عَنْهُ بِعَيْنِهِ،أَوْ فِيمَنْ كَانَ فِي مَرْتَبَتِهِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ r لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إذَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ r فِي عِرْضِهِ وَأَهْلِهِ،وَذَلِكَ كُفْرٌ مِنْ فَاعِلِهِ.قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ:سَمِعْت مَالِكًا يَقُولُ:مَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أُدِّبَ،وَمَنْ سَبَّ عَائِشَةَ قُتِلَ؛لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{ يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فَمَنْ سَبَّ عَائِشَةَ فَقَدْ خَالَفَ الْقُرْآنَ،وَمَنْ خَالَفَ الْقُرْآنَ قُتِلَ.قَالَ الْفَقِيهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:قَالَ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ:مَنْ سَبَّ عَائِشَةَ أُدِّبَ،كَمَا فِي سَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ،وَلَيْسَ قَوْله تَعَالَى:{ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فِي عَائِشَةَ؛لِأَنَّ ذَلِكَ كُفْرٌ،وَإِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ:{ لَا يُؤْمِنُ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ }.وَلَوْ كَانَ سَلْبُ الْإِيمَانِ فِي سَبِّ عَائِشَةَ حَقِيقَةً لَكَانَ سَلْبُهُ فِي قَوْلِهِ r { لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ } حَقِيقَةً.قُلْنَا:لَيْسَ كَمَا زَعَمْتُمْ؛إنَّ أَهْلَ الْإِفْكِ رَمَوْا عَائِشَةَ الْمُطَهَّرَةَ بِالْفَاحِشَةِ،فَبَرَّأَهَا اللَّهُ،فَكُلُّ مَنْ سَبَّهَا بِمَا بَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ فَهُوَ مُكَذِّبٌ لِلَّهِ،وَمَنْ كَذَّبَ اللَّهَ فَهُوَ كَافِرٌ.فَهَذَا طَرِيقُ قَوْلِ مَالِكٍ.وَهِيَ سَبِيلٌ لَائِحَةٌ لِأَهْلِ الْبَصَائِرِ،وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا سَبَّ عَائِشَةَ بِغَيْرِ مَا بَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ لَكَانَ جَزَاؤُهُ الْأَدَبَ.أحكام القرآن لابن العربيّ،سورةُ النّور"[13].
Pentagon: 24:20 وقَولُه تَعَالَى:{فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام:89]،وبقولِهِ  تَعالَى:{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:143]،يقولُ الإمامُ أبو المحاسنِ الواسِطيّ في استدلالِهِ من هذهِ الآياتِ علَى كفرِ من يُكَفِّرْ أوْ ينتَقِصْ من عدالةِ الصَّحَابَةِ الثَّابتةِ بالكتابِ،أنَّهُم يكْفُرُون؛ لتكفيرِهم لصحابةِ رسول الله rالثابتِ تعديلُهُم وتزْكِيَتُهُم في القرآن،في قولِه تَعالَى:{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:143]،وبِشَهَادةِ اللهِ تعالَى لهُم أنَّهُم لا يكْفُرُونَ بقولِهِ تَعَالَى:{فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام:89].
  وأمَّا السُّنَّة،فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ،يَرْفُضُونَ الإِسْلامَ وَيَلْفِظُونَهُ،فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ.
 وفي رواية عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ r،وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ،فَقَالَ النَّبِيُّ r:يَا عَلِيُّ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ لَهُمْ نَبَزٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ،فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ..رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ[14].
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:«يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُنْبَزُونَ الرَّافِضَةَ،يَرْفُضُونَ الْإِسْلَامَ وَيَلْفُظُونَهُ،فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ» [15]..
وَمَا أخرَجَهُ الإمامُ أحمدُ في مُسْنَدِه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ،قَالَ:قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ،قَالَ رَسُولُ اللهِ r:يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الإِِسْلامَ.[16]
وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ r:«يَا عَلِيُّ إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ،وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَنْتَحِلُونَ شِيعَتَنَا لَيْسُوا مِنْ شِيعَتِنَا،لَهُمْ نَبَزٌ،يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةَ،وَآيَتُهُمْ أَنَّهُمْ يَشْتِمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ،أَيْنَمَا لَقِيتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ،فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ»[17]
وعَنْ عَلِيٍّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" سَيَأْتِي بَعْدِي قَوْمٌ لَهُمْ نَبَزٌ يُقَالُ لَهُمُ:الرَّافِضَةُ،فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ،فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ ".قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْعَلَامَةُ فِيهِمْ؟ قَالَ:«يُقَرِّضُونَكَ بِمَا لَيْسَ فِيكَ،وَيَطْعَنُونَ عَلَى أَصْحَابِي وَيَشْتُمُونَهُمْ»[18]
وعَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ،عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ،قَالَ:قَالَ لِي:يَا هَاشِمُ،اعْلَمْ وَاللَّهِ أَنَّ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ الْبَرَاءَةُ مِنْ عَلِيٍّ،فَإِنْ شِئْتَ فَتَقَدَّمْ،وَإِنْ شِئْتَ فَتَأَخَّرْ "[19]
وعن حُسَيْنَ بْنِ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ:انْطَلَقَ الْخَوَارِجُ فَبَرِئَتْ مِمَّنْ دُونَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ،وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَقُولُوا فِيهِمَا شَيْئًا،وَانْطَلَقْتُمْ أَنْتُمْ فَظَفَرْتُمْ فَوْقَ ذَلِكَ فَبَرِئْتُمْ مِنْهُمَا،فَمَنْ بَقِيَ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا بَرِئْتُمْ مِنْهُ "[20]
وعن هَاشِمَ بْنِ الْبَرِيدِ،عَنْ أَبِيهِ قَالَ:سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ:الْبَرَاءَةُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الْبَرَاءَةُ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "[21]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ( الآجريُّ) رَحِمَهُ اللَّهُ:فَعَنْ مِثْلِ هَؤُلَاءِ السَّادَّةِ الْكِرَامِ الْأَتْقِيَاءِ الْعُلَمَاءِ الْعُقَلَاءِ الَّذِينَ قَدْ فَقَّهَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدِّينِ وَعَلِمُوا الْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ وَعَلِمُوا فَضْلَ الصَّحَابَةِ فَيُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْ مِثْلِ هَؤُلَاءِ،لَيْسَ يُؤْخَذُ عَمَّنْ جَهِلَ الْعِلْمَ،بَلْ إِذَا سَمِعَ مِنْهُ مَا لَا يُحْسِنُ وَقَفَ عَلَى ذَلِكَ وَوَعَظَ،وَرُفِقَ بِهِ وَقِيلَ لَهُ:أَنْتَ وَسَلَفُكَ أَجَلُّ عِنْدَنَا مِنْ أَنْ نَظُنَّ بِكَ أَنَّكَ تَجْهَلُ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَوَ تُنْكِرُ دَفْنَهُمَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ rَ وَيُقَالُ لَهُ:أَنْتَ لَمْ تَأْخُذْ هَذَا الَّذِي تُنْكِرُهُ مِنْ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ سَلَفِكَ الصَّالِحِ،إِنَّمَا أَخَذْتَهُ مِنْ صِنْفٍ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَتَوَلَّوْنَكُمْ،يُسَمَّوْنَ:الرَّافِضَةَ،الَّذِي رَوَى جَدُّكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:«تَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً،شَرُّهُمْ قَوْمٌ يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُخَالِفُونَ أَعْمَالَنَا» وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ r أَنَّهُ قَالَ:«يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الْإِسْلَامَ» وَيُقَالُ لَهُ:نَحْنُ نُجِلُّكَ عَنْ مَذَاهِبِ هَؤُلَاءِ وَنَرْغَبُ بِشَرَفِكَ عَنْ مَذَاهِبِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَدْ خُطِئَ بِهِمْ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ وَلَعِبَتْ بِهِمُ الشَّيَاطِينُ"[22]
والعجيبُ أنَّ ذلك النَّبْذَ - أعني الرَّافِضة - قدْ نقَلَه أيْضًا أئِمَّةُ الرَّافِضَة في أًصُولِهِم المُعتَبَرَةِ عنِ الحُسَيْن بن عليّ بن أبي طالِب رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.
Pentagon: 26:16فَقدْ نَقَلَ لنَا صاحبُ كتابِ للهِ ثُمَّ للتَّاريخِ عَنْ كِتَابِ الكافِي رِوايَةً عَنْ أبي عبدِ اللهِ عليهِ السَّلَام،أنَّهم جَاءُوا إليهِ - أي الرَّافِضَةُ - فقالُوا لَهُ:إنَّا قَدْ نُبِذْنَا نَبْذًا أَثْقَلَ ظُهُورَنا،وماتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا،واِسْتَحَلَّتْ لَهُ الولاةُ دِماءَنَا..في حديثٍ رَوَاهُ لَهُم فُقَهَاءُهُم،فقالَ لَهُم أبو عبدِ اللهِ عليهِ السَّلَام:الرَّافِضَة،قالوا:نعَمْ،فقالَ:لا والله مَا هُمْ سمَّوْكُم،ولَكِنَّ اللهَ سَمَّاكُم بهِ[23].
وَيَقُولُ السَّيد حُسَيْن بن مُوسَوِيّ مُعَلِّقًا علَى ذلِكَ:فَبَيَّنَ أبُو عبدِ اللهِ أنَّ اللهَ سمَّاهُمُ الرَّافِضَةَ ولَيْسَ أهْلُ السُّنَّة.[24]
وَمِمَّا اُستُفِيضَ مِنْ أَقْوَالِ السَّلَف في الحُكِمٍ بِكُفْرِهِمْ،فَمِمَّا وَرَدَ عنِ الإمَامِ أحمدِ رَحِمَهُ الله،ما رَوَى الخَلَّال عَنْ أَبِي بَكْرٍ المِرْوَدِيّ،قالَ سألتُ أبَا عبدِ الله عَمَّنْ يَشْتِمُ أبَا بَكْرٍ وعُمَرَ وعَائِشَة،قالَ:( مَا أَراهُ علَى الإسْلَامِ )[25]،وقالَ الخَلَّال:أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ،قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ:" مَنْ شَتَمَ أَخَافُ عَلَيْهِ الْكُفْرَ مِثْلَ الرَّوَافِضِ،ثُمَّ قَالَ:مَنْ شَتَمَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ r لَا نَأْمَنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ مَرَقَ عَنِ الدِّينِ "[26]
وقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ:الرَّجُلُ يَشْتِمُ عُثْمَانَ ؟ فَأَخْبَرُونِي أَنَّ رَجُلًا تَكَلَّمَ فِيهِ،فَقَالَ:هَذِهِ زَنْدَقَةٌ "[27]
 ثًمَّ قالَ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ،قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ:مَنْ شَتَمَ أَخَافُ عَلَيْهِ الْكُفْرَ مِثْلَ الرَّوَافِضِ،ثُمَّ قَالَ:مَنْ شَتَمَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ r لاَ نَأْمَنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ مَرَقَ عَنِ الدِّينِ.[28]
وَجاءَ في كتابِ السُّنّةِ للإمامِ أحمَدِ قَولُهُ عَنِ الرَّافِضَةِ،هُمُ الذين يَتَبَرَءونَ مِن أصحابِ محَمَّدٍ r،ويَسُبُّونَهُم،ويَنْتَقِصُونَهُم،ويَسُبُونَ الأئِمَّةَ إلا أَرْبَعَ،عَلِيَّا وعَمَّارَ والمِقْدادَ وسَلْمَان،ولَيسَتُ الرَّافِضَةُ من الإسْلامِ فِي شيء[29].
وَقَالَ الإمامُ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في خَلْقِ أَفْعَالِ العِبادِ:" مَا أُبَالِي صَلَّيْتُ خَلْفَ الْجَهْمِيِّ الرَّافِضِيِّ أَمْ صَلَّيْتُ خَلْفَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى،وَلَا يُسَلَّمُ عَلَيْهِمْ،وَلَا يُعَادُونَ،وَلَا يُنَاكَحُونَ،وَلَا يَشْهَدُونَ،وَلَا تُؤْكَلُ ذَبَائِحُهُمْ " وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ:هُمَا مِلَّتَانِ:" الْجَهْمِيَّةُ،وَالرَّافِضيَّةُ " .)[30].
وَقَالَ الإمامُ أحمَدُ بن يُونُس،الذي قالَ عنهُ الإمامُ أحمَدُ بن حَنبَلْ وهُوَ يُخاطِبُ رَجُلًا:( اُخْرُج إلى أحمدُ بن يُونس فإنَّه شيخُ الإسلامِ)،قالَ - أي الإمام أحمدُ بن يونس- لَوْ أنَّ يِهُودِيًّا ذَبَحَ شاةً،وذَبَح رافِضِيٌّ لَاًكًلْتُ ذَبِيحَةَ اليَهُودِيّ،ولمْ آكلْ ذبيحَةَ الرَّافِضِيّ،لأنَّهُ مُرْتَدٌّ عَنِ الإسلامِ[31].
Pentagon: 28:40وَقالَ الإمامُ بن حَزْمٍ رحِمَهُ الله تَعَالى في رَدِّهِ علَى النَّصَارَى الذين يَسْتَدِلُّونَ بِتَحريفِ القُرءان مِنْ أقْوالِ الرَّافِضَةِ،فقَالَ (" وَأما قَوْلهم فِي دَعْوَى الروافض تَبْدِيل الْقرَاءَات فَإِن الروافض لَيْسُوا من الْمُسلمين إِنَّمَا هِيَ فرق حدث أَولهَا بعد موت النَّبِي r بِخمْس وَعشْرين سنة وَكَانَ مبدؤها إِجَابَة من خذله الله تَعَالَى لدَعْوَة من كَاد الْإِسْلَام وَهِي طَائِفَة تجْرِي مجْرى الْيَهُود وَالنَّصَارَى فِي الْكَذِب وَالْكفْر وَهِي طوائف أَشَّدهم غلواً يَقُولُونَ بإلهية عَليّ بن أبي طَالب والآلهية جمَاعَة مَعَه وَأَقلهمْ غلواً يَقُولُونَ إِن الشَّمْس ردَّتْ على عَليّ بن أبي طَالب مرَّتَيْنِ فقوم هَذَا أقل مَرَاتِبهمْ فِي الْكَذِب أيستشنع مِنْهُم كذب يأْتونَ بِهِ وكل من يزجره عَن الْكَذِب ديانَة أَو نزاهة نفس أمكنه أَن يكذب مَا شَاءَ وكل دَعْوَى بِلَا برهَان فَلَيْسَ يسْتَدلّ بهَا عَاقل سَوَاء كَانَت لَهُ أَو عَلَيْهِ،وَنحن إِن شَاءَ الله تَعَالَى نأتي بالبرهان الْوَاضِح الفاضح لكذب الروافض فِيمَا افتعلوه من ذَلِك
قَالَ أَبُو مُحَمَّد مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْإِسْلَام قد انْتَشَر وَظهر فِي جَمِيع جَزِيرَة الْعَرَب من مُنْقَطع الْبَحْر الْمَعْرُوف ببحر القلزم ماراً إِلَى سواحل الْيمن كلهَا إِلَى بَحر فَارس إِلَى مُنْقَطِعَة ماراً إِلَى الْفُرَات ثمَّ على ضفة الْفُرَات إِلَى مُنْقَطع الشَّام إِلَى بَحر القلزم وَفِي هَذِه الجزيرة من المدن والقرى مَا لَا يعرف عدده إِلَّا الله عز وَجل كاليمن والبحرين وعمان ونجد وجبلي طي وبلاد مُضر وَرَبِيعَة وقضاعة والطائف وَمَكَّة كلهم قد أسلم وبنوا الْمَسَاجِد لَيْسَ مِنْهَا مَدِينَة وَلَا قَرْيَة وَلَا حلَّة لأعراب إِلَّا قد قَرَأَ فِيهَا الْقُرْآن فِي الصَّلَوَات وَعلمه الصّبيان وَالرِّجَال وَالنِّسَاء وَكتب وَمَات رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمسلمون كَذَلِك لَيْسَ بَينهم اخْتِلَاف فِي شَيْء أصلا بل كلهم أمة وَاحِدَة وَدين وَاحِد ومقالة وَاحِدَة ثمَّ ولي أَبُو بكر سنتَيْن وَسِتَّة أشهر فغزى فَارس وَالروم وَفتح الْيَمَامَة وزادت قِرَاءَة النَّاس لِلْقُرْآنِ وَجمع النَّاس الْمَصَاحِف كَأبي وعمر وَعُثْمَان وَعلي وَزيد وَأبي زيد وَابْن مَسْعُود وَسَائِر النَّاس فِي الْبِلَاد فَلم يبْق بلد إِلَّا وَفِيه الْمَصَاحِف ثمَّ مَاتَ رَضِي الله عَنهُ والمسلمون كَمَا كَانُوا لَا اخْتِلَاف بَينهم فِي شَيْء أصلاً أمة وَاحِدَة ومقالة وَاحِدَة إِلَّا مَا حدث فِي آخر حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسسلم وَأول خلَافَة أبي بكر رَضِي الله عَنهُ من ظُهُور الْأسود الْعَنسِي فِي جِهَة صنعاء ومسيلمة فِي الْيَمَامَة يدعيان النُّبُوَّة وهما فِي ذَلِك مقران بنبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معلنان بذلك وَمن انقسام الْعَرَب وَمن بِالْيمن من غَيرهم أَرْبَعَة أَقسَام إِثْر مَوته عَلَيْهِ السَّلَام فطائفة ثبتَتْ على مَا كَانَت عَلَيْهِ من الْإِسْلَام لم تبدل ولزمت طَاعَة أبي بكر وهم الْجُمْهُور وَالْأَكْثَر وَطَائِفَة بقيت على الْإِسْلَام أَيْضا إِلَّا أَنهم قَالُوا نُقِيم الصَّلَاة وشرايع الْإِسْلَام إِلَّا أَنا لَا نُؤَدِّي الزَّكَاة إِلَى أبي بكر وَلَا نعطي طَاعَة لأحد بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ هَؤُلَاءِ كثيرا إِلَّا أَنهم دون من ثَبت على الطَّاعَة وَيبين هَذَا قَوْله الحطيئة الْعَبْسِي ...
أَطعْنَا رَسُول الله إِذْ كَانَ بَيْننَا ...فيالهفانا مَا بَال دين أبي بكر
أيورثها بكرا إِذا مَاتَ بعده ...فَتلك لعمر الله قاصمة الظّهْر
وَإِن الَّتِي طالبتم فمنعتم ...لكالتمر أَو أحلى لذِي من التَّمْر ...
يَعْنِي الزَّكَاة ثمَّ ذكر الْقَبَائِل الثَّابِتَة على الطَّاعَة فَقَالَ
فباست بني سعد واسناه طيٌ ...وباست بني دودان حاشي بَين النَّضر ...
قَالَ أَبُو مُحَمَّد لَكِن وَالله باستاه بني نضر وباست الحطيئة حلت الدائرة وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَطَائِفَة ثَالِثَة أعلنت بالْكفْر وَالرِّدَّة كأصحاب طليحة وسجاح وَسَائِر من ارْتَدَّ وهم قَلِيل بِالْإِضَافَة إِلَى من ذكرنَا إِلَّا أَن فِي كل قَبيلَة من الْمُؤمنِينَ من يُقَاوم الْمُرْتَدين فقد كَانَ بِالْيَمَامَةِ تمامة بن أَثَال الحتفي فِي طوايف من الْمُسلمين محاربين لمُسَيْلمَة وَفِي قوم الْأسود أَيْضا كَذَلِك وَفِي بني تَمِيم وَبني أَسد الْجُمْهُور من الْمُسلمين وَطَائِفَة رَابِعَة توقفت فَلم تدخل فِي أحد من الطوائف الْمَذْكُورَة وبقوا يتربصون لمن تكون الْغَلَبَة كمالك بن نُوَيْرَة وَغَيره فَأخْرج إِلَيْهِم أَبُو بكر الْبعُوث فَقتل مُسَيْلمَة وَقد كَانَ فَيْرُوز وذاذوية الفارسيان الفاضلان رَضِي الله عَنْهُمَا قتلا الْأسود الْعَنسِي فَلم يمض عَام وَاحِد حَتَّى رَاجع الْجَمِيع الْإِسْلَام أَوَّلهمْ عَن آخِرهم وَأسْلمت سجَاح وطليحة وَغَيرهم وَإِنَّمَا كَانَت نزغة من الشَّيْطَان كنار اشتعلت فأطفأها الله للْوَقْت ثمَّ مَاتَ أَبُو بكر وَولي عمر ففتحت بِلَاد الْفرس طولا وعرضاً وَفتحت الشَّام كلهَا والجزيرة ومصر كلهَا وَلم يبْق إِلَّا وبنيت فِيهِ الْمَسَاجِد وَنسخت فِيهِ الْمَصَاحِف وَقَرَأَ الْأَئِمَّة الْقُرْآن وَعلمه الصّبيان فِي الْمكَاتب شرفا وغرباً وَبَقِي كَذَلِك عشرَة أَعْوَام وأشهراً والمؤمنون كلهم لَا اخْتِلَاف بَينهم فِي شَيْء بل مِلَّة وَاحِدَة ومقالة وَاحِدَة وَإِن لم يكن عِنْد الْمُسلمين إِذْ مَاتَ عمر مائَة ألف مصحف من مصر إِلَى الْعرَاق إِلَى الشَّام إِلَى الْيمن فَمَا بَين ذَلِك فَلم يكن أقل ثمَّ ولي عُثْمَان فزادت الْفتُوح واتسع الْأَمر فَلَو رام أحد إحصاء مصاحف أهل الْإِسْلَام مَا قدر وَبَقِي كَذَلِك اثْنَي عشر عَاما حَتَّى مَاتَ وبموته حصل الِاخْتِلَاف وَابْتِدَاء أَمر الروافض وَاعْلَمُوا أَنه لَو رام الْيَوْم أحد أَن يزِيد فِي شعر النَّابِغَة أَو شعر زُهَيْر كلمة أَو ينقص أُخْرَى مَا قدر لِأَنَّهُ كَانَ يفتضح الْوَقْت وتخالفه النّسخ المثبوتة فَكيف الْقُرْآن فِي الْمَصَاحِف وَهِي من آخر الأندلس وبلاد البربر وبلاد السودَان إِلَى آخر السَّنَد وكابل وخراسان وَالتّرْك والصقالبة وبلاد الْهِنْد فَمَا بَين ذَلِك فَظهر حمق الرافضة ومجاهرتها بِالْكَذِبِ وَمِمَّا يبين كذب الروافض فِي ذَلِك أَن عَليّ بن أبي طَالب الَّذِي هُوَ عِنْد أَكْثَرهم إِلَه خَالق وَعند بَعضهم نَبِي نَاطِق وَعند سَائِرهمْ إِمَام مَعْصُوم مَفْرُوضَة طَاعَته ولي الْأَمر وَملك فَبَقيَ خَمْسَة أَعْوَام وَتِسْعَة أشهر خَليفَة مُطَاعًا ظَاهر الْأَمر سَاكِنا بِالْكُوفَةِ مَالِكًا للدنيا حاشى الشَّام ومصر إِلَى الْفُرَات وَالْقُرْآن يقْرَأ فِي الْمَسَاجِد فِي كل مَكَان وَهُوَ يؤم النَّاس بِهِ والمصاحف مَعَه وَبَين يَدَيْهِ فَلَو رأى فِيهِ تبديلاً كَمَا تَقول الرافضة وَكَانَ يقرهم على ذَلِك ثمَّ إِلَى ابْنه الْحسن هُوَ عِنْدهم كأبيه فَجرى على ذَلِك فَكيف يسوغ لهَؤُلَاء النوكي أَن يَقُولُوا أَن فِي الْمُصحف حرفا زَائِدا أَو نَاقِصا أَو مبدلاً مَعَ هَذَا وَلَقَد كَانَ جِهَاد من حرف الْقُرْآن وَبدل الْإِسْلَام أوكد عَلَيْهِ من قتال أهل الشَّام الَّذين إِنَّمَا خالفوه فِي رَأْي يسير رَأَوْهُ ورأي خلَافَة فَقَط فلاح كذب الرافضة ببرهان لَا محيد عَنهُ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين" "[32].
Pentagon: 29:00  وقَالَ شَيْخُ الإسلامِ بن تَيْمِيَّة رَحِمَهُ الله تَعَالَى في الصَّارِمُ المَسْلُول:( مَن زَعِمَ أنَّ القُرءَانَ نُقِصَ مِنْه آياتٍ،أوْ كُتِمَت،أوْ زَعَم أنَّ لَهُ تأويلًاتٍ باطنةً تُسْقِطُ الأعمالَ المَشْرُوعَة،فَلا خِلًافَ في كُفْرِهِمْ،ومِنْ زَعَمَ أنَّ الصَّحابَةَ ارْتَدُّوا بعدَ رَسولِ الله r إلا نفرًا قليلًا لا يبْلُغُونَ بِضْعَةَ عَشْرَ نَفْسًا،أضوْ أنَّهُم فَسَّقُوا عَامَّتَهُم،فَهَذا لَا رَيْبَ أيضًا في كُفْرِهِ،لأنَّهُ مُكَذِّبٌ لِما نَصَّهُ القُرْءان في غَيْرِ مَوضِعٍ من الرِّضَى عَنهُم،والثَّناءِ عَليِهم.بلْ مَنْ يَشُكُّ في كُفْرِ مثلِ هَذا فَإنَّ كُفْرَهُ مُتَعَيِّنٌ،فَإنَّ مضمونَ هذهِ المَقَالًة أنَّ نَقَلَةَ الكتابِ والسُّنَّةِ كُفَّارٌ أَوْ فُسَّاق،وأنَّ هذهِ الآيةَ التي هيَ:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران:110]،وَخَيْرُهَا هُوَ القَرْن الأوَّلُ كانَ عامَّتَهُم كُفَّارًا أوْ فُسَّاقًا،ومَْضمُونُها أنَّ هذهِ الأمَّةَ شَرُّ الأُمَمِ،وأنَّ سابِقِي هذه الأمَّة هُم شِرَارُهَا،وكُفْرُ هذا مِمَّا يُعلَمُ بالاضطرارِ مِنْ دينِ الإسْلًامِ).[33]
Pentagon: 30:11وقالَ أيضًا عن الرَّافِضَة،إنَّهُم شرٌّ من عامَّةِ أهلِ الأهواءِ،وأَحَقُّ بالقِتالِ من الخوَارِجِ[34].
وَقالَ الإمامُ السَّمْعَانيّ رَحِمَهُ الله في الأنسَابِ:( واجْتَمَعَتْ الأمَّة على تكفيرِ الإماميَّةِ لأنَّهم يعتقدونَ تضليلَ الصحَّابَة،وينكرونَ إجماعَِهَم،وينسِبونهُم إلى ما لا يَليِقُ بهِم[35].
Pentagon: 30:32 ومنْ عَجيبِ التناقُضَاتِ والمفارَقَاتِ،أنَّ الحكومةَ السّعودِيَّةَ وقِس عَلَيْهَا غَيْرَها ممَّن كانوا يُنادونَ بالعدَاءِ ويُطلِقون التحذيراتِ من الخَطَرَ القادِمِ من الرَّافِضَة،نراهُمُ اليومَ يُقَرِّبونَهُم،ويجلِسونَ معهَم،ويَتَحَاوَرُونَ في مَجَالِسِ محاوراتِهِم الرَّسمِيَّة.فَهَاهي لَجْنَتُهُم الدَّائمَة للبحوثِ والإفتَاءِ،كانَتْ قد أفْتَتْ بتكفِيرِ الرَّافِضَة إثرَ سؤالٍ وُجِّهَ للجْنَةِ آنَذَاك من قِبِلِ سائلٍ يِقُولُ:
 أنا من قبيلةٍ تسكُن في الحدودِ الشَّمَاليَّة،ومخْتَلِطِين نحنُ وقَبَائلُ من العراقِ،ومَذهَبُهُم شيعةٌ وثَنِيَّة،يَعبُدونَ قُبَبَا ويُسَمُّونَها بالحسن،والحسين،وعليّ،وإذا قامَ،قالَ يا عليّ،يا حُسَيْن،وقدْ خالطَهُم البعضُ من قبَائلِنا في النِّكَاحِ،وفي كلِّ الأحوالِ،وقدْ وَعَظْتُهُم ولمْ يَسْمَعُوا،وهم في القرَايَا والمنَاصيب،وأَنَا مَا عندي أعظُهُم بعِلْمٍ،ولَكنِّي أكْرَهُ ذلكَ ولَا أُخالِطُهُم،وقدْ سَمِعْتُ أنَّ ذَبْحَهُم لَا يُؤْكَل،وهؤُلَاء يَأكُلونَ ذبحَهُم،ولَا يَتَقَيَّدُوا،ونطلبُ من سماحتِكم توضيحَ الواجبِ نحوَ مَا ذَكَرْنَا.
  فَكَانَ ردُّ اللّجنَة:إذَا كانَ الواقِعُ ما ذكرتَ من دعائِهِم عليًّا والحَسَن،ونَحْوَهُم فَهُم مُشْرِكُونَ شِركًا أكبر،يُخرجُ من ملَّةِ الإسلامِ،فَلًا يحِلُّ أنْ نُزَوِّجَهُمُ المُسْلِمَاتِ،ولًا يَحِلُّ لَنَا أنْ نَتَزَوَّجَ من نِسَائِهِم،ولَا يحِلُّ لَنَا أنْ نَأكُلَ من ذبائِحِهِم،قالَ اللهُ تَعَالَى:{وَلَا تَنْكِحُوا المُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الجَنَّةِ وَالمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة:221]،وباللهِ التوفِيقُ،وصَلَّى اللهُ على نبيِّنَا محَمَّدٍ،وعلى آلِهِ،وصَحْبِهِ وسَلَّمَ.اللّجنةُ الدائمَةُ للبحوثِ العلميَّةِ والإفتاءِ[36].
Pentagon: 32:50وَمِمَّا جاَء في كتبٌ الرَّافِضَة أنفُسِهِم في تَبَرؤِِ آلِ البيتِ،والرّسولِ r منهُم،وإخْراجِهِم من هذه الأمَّة مَا جَاءَ في كِتَابِ الاحْتِجَاجِ قَالَ الإمامُ زَيْنِ العَابِدينَ عليهِ السَّلَام لأهْلِ الكُوفَة:(هَل تَعْلَمُونَ أنَّكم كتَبْتُم إلى أبي وخَدَعْتُمُوه،وأَعْطَيْتُمُوه من أنفُسِكُم العَهْدَ والمِيثَاق،ثُمَّ قَتَلتُمُوه وخَذَلْتُمُوه،بأيّ عينٍ تَنظرونَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى عليهِ وسلَّمَ وآلِه وهُوَ يَقولُ لَكُم:( قَاتَلتْم فِطْرَتِي،وانتَهَكْتُم حُرْمَتي،فَلَسْتُم من أمَّتي )[37]
Pentagon: 33:29رَابِعًا:إنَّنَا حينَ نَسْتَشهِدُ بروَايَاتٍ وأَقْوَالٍ من كُتُبِ الرَّافضةِ المعتبَرَةِ المعتَمَدَةِ عندَهُم،فَإنَّنَا لا نقِرُّ بالضَّرورة بهذهِ الأقوالِ والرِّوايَاتِ،وإنَّمَا نحنُ نَسْتَأنسُ بِهَا من بابِ وشَهِدُوا على أنفُسِهِم.وقدْ استَشْهَدنَا بكثيرٍ من هذه الرّوايَاتِ.
Pentagon: 33:52خَامِسًا:إنَّ جَرَائمَ الرَّافِضَة وخِيَانَاتِهِم عَبْرَ التَّاريخ،كانتْ كلُّهَا جَرَائِم من حيث المعتقد الدينيّ،لكِّنَنَا تنَاولْنا كلُّ منهَا بحسبِ جانِبِهَا،وبحَيْثِيَّاتٍ متعدِّدة،فَهُنَاكَ جرائمَ دينِيَّة مَحضَة تتعلَّقُ بجانبِ العِبادات،وشَعَائر لهدمِ الدِّين أو تحريفِه،وهُناكَ جرائم سِيَاسِيَّة من خلالِ الغدرِ والاغتيالاتِ من الدَّاخِلِ،والمؤامرةِ مع العدوّ من الخارِجِ لزَعْزَعَةِ الدَّولَةِ الإسلاميَّةِ،وهُنَاكَ جَرَائمَ اجتِمَاعِيَّة وأخلاقِيَّة لِنَشْرِ الرَّذيلَة لتفكيكِ الأسرةِ المُسلِمَةِ،وتفكيكِ البُنْيَةِ التَّحْتِيَّة للأمَة الإسلاميّة باسم المُتْعَةِ في الدِّين فَذَكَرْنَا كلًّا في مَحَلِّه،وض هيَ في مَجْمُوعِها بالجُملَة لا تَخْرُجُ عَنْ كَوْنِهَا جَرائِمَ دينيَّة.
وبعدَ أنْ قَرَّرْنَا مَا سَبَقَ تَوضيحُهُ نَقُولُ،لَقَدْ رَصَدَ لنا التَّاريخُ منذ عهد الخِلافَة الراشِدَة مرورًا بالعهد الأمويّ،والعَبَّاسِيّ والعُثْمَانيّ،وحتَّى هَذَا العصر كَمًّا هَائلًا من خياناتِ القومِ وجرائمِهِم،وغَدَرَاتِهِم،لَوْ أرَدْنَا حصرِهَا استيفَاءًا،وتَتَبُّعُهَا استقْرَاءًا،لاحتَجْنَا لِمحاضراتٍ ومُحاضَراتٍ،بَل وإلى أسفار مُتَتَالياتٍ،وحسْبُنَا هُنا أن نَذْكُرَ ونُذَكِّر بجُمْلَةٍ من أَبْرَزِ خِيَانَاتِهِم،وجَرَائِمِهِم عبرَ التَّاريخِ من خِلالِ ذكْرِ ماضي خِيَانَاتِهم،والرَّبطِ بَيْنَهَا وبَيْنَ حَاضِرِهِا،حَتَّى تَكُونَ الصُّورَةَ حاضرةٌ في أذْهَانِنا،لا مُجَرَّدَ سَردٍ تاريخِيّ من ماضٍ تَليدٍ مُنقطع عَن حَاضِرِهِ.
 
____________

جرائمهم في العهد الراشدي
 
Pentagon: 35:46فَأَمَّا في عهْدِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَة،فقدْ بَدَت أولى جرائمِهِم وخِيَانَاتِهم،في عَهْدِ الخليفة العَادِل الرَّاشد الذي أعزّ الله بهِ الإسْلامِ؛ بِبَرَكَةِ دَعْوَةِ نبيِّنَا r لَهُ،عُمَرَ بن الخَطَّاب رضيَ الله عنهُ،مُتَمَثِّلَة الجانبِ السِّياسيّ منهَا خَاصَّة،إذ لمْ يَكُن الفِكْر والمُخَطَّطُ الرَّافِضِيّ تَبَلْوَرَ تَمَامًا،وقدْ مَثَّلَ هذه الخِيَانَة المَجُوسِيّ،الفَارِسِيّ أبُو لؤلؤَة،الذي كَانَ من سَبيِ فَارِسٍ بعد أنْ فَتَحَها اللهُ على المسلمين في عَهْدِ الفاروقِ عُمَر،فَمَا كانَ من هذا المَجُوسيّ الفَارسيّ بعدَ أنْ فَاضَ بالحقدِ قَلْبَهُ،واستَفَاضَ بالغدرِ هَمَّه إلَّا أنْ دَبَّرَ مؤامَرَةً معَ منْ يُقَاسِمونَه الكَرَاهِيّة والعداءَ لِهَذَا الدِّين،وهُمَا الهُرمُزَان وجُفَيْنَة،فَالهُرْمُزان الذي كانَ مَيْمَنَة القائدِ الفارِسيّ رُسْتُم في القادِسِيَّة،ثُمَّ هَرَبَ بعد هَلَاكِ رُسْتُم،ثُمَّ مَلَكَ خُوزِشْسْتان،وقَاتَلَ المُسلِمين،ولَمَّا رَأى عَجْزَه،طَلَبَ الصُّلْحَ فَأُجِيبَ إليهِ،ولَكِّنَّه غَدَرَ،وقَتَلَ المَجْزَأةَ بن ثَوْر والبراء بن مالكٍ،فَقَاتَلَه المُسلمونَ وأَسَرُوهُ وسَاقُوهُ إلى عُمَرَ بن الخطَّابِ،فَأَظْهَرَ الإسلامَ وحُسْنَ الطَّوِيَّة،وعاشَ في المَدِينَةِ.
Pentagon: 37:10وجُفَيْنَة النَّصْرَانيّ من أهلِ الحِيرَة،كَانَ ظِئرًا لسعدِ ين مالكٍ،أَقْدَمَه للمدينَة للصُلْحِ الذي بَينَنَا وبَيْنَهُم،ولِيُعَلِّمَ أَهْلَ المدينَةِ الكِتَابَة.وبالرّغمِ أنَّ أميرَ المُؤمنينَ،وجَميعَ المُسلمينَ أَحْسَنُوا إليهم إلَّا أنَّ الحقدَ المَجُوسيّ الفَارسيّ على الدِّينِ،وعلى دولةِ الإسلام،كانَتْ أَكْبَرَ بكثيرٍ من هَذَا الإحسَانِ،فَحَاكُوهَا مؤامرةً كُبْرَى،وخِيَانَةً في حُكْمِ الشَّرْعِ عُظْمَى،حَيْثُ سَنُّوا أوَّلَ سُنَّة سَيِّئَة في الإسلام،وأوَّلَ لَبِنَة أساسٍ من مُخطَّاطاتِ الرَّافضَة في مِجَالِ الغدْرِ والخِيَانَة،أَلَا وهيَ سُنَّةُ الخُروجِ على الحاكِمِ المُسلِم،وسُنَّةُ اغتيالِ الخليفِة،والذي بموتِه أو بالخروجِ عليهِ تضطَرِبُ البِلادُ وِيَفْتَتِن العِبادُ.
ونَحنُ هُنَا نُدْرِجُ هذه الخِيَانَةَ،وهَذِه الجَريمَةَ،ونَعُدُّهَا أُولَى جَرَائمِ الرَّافِضَة،بالرَّغْمِ من أنَّ دينَ الرَّفْضِ لَمْ يَكُن قدْ ظَهَرَ بالفِعلْ كَمنهَجٍ وكَدِينٍ،وكَـفِكْرٍ لِسَبَبَيْنِ:
الأوَّلُ هُوَ أنَّ هذا المَجُوسيّ هو أوَّلَ مَنْ سَنَّ جَريمَة الاغتيَال السيَاسِيّ المُوَجَّهَة ضِدَّ الحَاكِمِ المُسلِمِ؛ نتيجَةَ للحقدِ على الإسْلَامِ وأهْلِهِ،فَكَانتْ هيَ النَّبْرَاس الذي بهِ اهْتَدَى بقيَّةُ الرَّافِضَة من بَعْدِه.
Pentagon: 38:37والثَّاني أنَّ الرَّافِضَة بعدَ ذلكَ اعتبَرُوهُ رَمْزًا مِنْ رُمُوزِهِم،واعتَبَروا سُنَّتَه في الاغتيال أسَاسًا من أُسُسِهِم،وأَدَبِيَّاتِ جَرائِمِهِم،لدَرَجَةٍ أنَّهُم يَتَرَضَّوْنَ عَنْهُ في كُتُبِهِم،بَلْ وَصَلَ بهمُ الأمْرُ في تَعْظِيمِه أنْ بَنَوْا لَهُ قَبْرًا،ومَزَارًا في مُستَقَرِّ وَقْرِهِم في إيران،يَطوفُونَ بِهِ ويُقدِّمونَ عِندَهُ القَرَابين.وفي ذلكَ يَقولُ صاحبُ كتابِ للهِ ثُمَّ للتَّاريخِ:( واعْلَمْ أنَّ في مدينةِ كَاشان الإيرانية في مَنْطِقَةِ تُسَمَّ باغيثين مَشْهَدًا عَلَى غِرارِ الجُنْدِيّ المَجْهُولِ،فيهِ قَبْرٌ وَهْمِيّ لأبي لُؤلؤة فَيْرُوز الفَارِسيّ المَجوسيّ،قَاتِل الخَليفَةِ الثَّاني عُمَرَ بن الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنهُ وأرْضَاه،حَيْثُ أطلَقُوا عليهِ مَا معنَاه بالعربِيَّة:مَرْقَدْ بابا شُجاعِ الدِّين،وبَابا شُجاعِ الدِّين،هُوَ لقبٌ أطْلَقُوهُ على أبي لؤلؤة لِقَتْلِهِ عُمَرَ بن الخطَّابِ،وقدْ كُتِبَ عَلى جُدْرانِ هذا المشهدِ بالفارِسيّ ( مَرْك بَرْ أبو بكر - ومرْكبَرْ عُمَر - ومَرْكْبَرْ عُثمان ) ومعناهُ بالعربِيَّة ( الموتُ لأبي بَكْرٍ،الموتُ لِعُمَرَ،الموتُ لِعُثمَان )[38].
Pentagon: 39:56وهذا المَشْهَدُ يُزارُ من قِبَلِ الإيرانيين،وتُلقَى فيهِ الأموالُ والتَّبَرُّعاتُ،وقدْ رأيتُ هذا المَشْهَدُ بنَفسِي،وكانتْ وَزَارَةُ الإرشادِ الإيرانيَّة قدْ بَاشَرَتْ بِتَوْسِيعِهِ،وتَجْدِيدِه،وفَوْقَ ذلك قَاموا بطبعِ صورة المَشْهَدِ على كارتات تُستَخدَم في تَبادُلِ الرَّسَائلِ والمَكاتيبِ.انتهَى كلامُه.
Pentagon: 41:00Pentagon: 40:23ويَقُولُ الإمامُ ابن تَيْمِيَّة رحِمَهُ الله تَعَالَى في مِنْهَاجُ السُّنَّة النَّبَوِيَّة:( ولِهَذَا تَجِدُ الشِّيعَة يَنتَصِرونَ لأعداءِ الإسلامِ المُرتَدِّين،كَبني حَنِيفَةَ أتْبَاعِ مُسيْلَمَةَ الكذَّاب،ويَقُولونَ إنَّهُم كانوا مَظْلومينَ)،كَمَا ذكَرَ صاحبُ هذا الكتابِ ( ويَنْتَصِرونَ لأبي لؤلؤةَ الكافرِ المَجوسيّ،ومنهُم من يَقُول (اللهمَّ ارضَ عَن أبي لؤلؤة واحْشُرنِي مَعَه)،ومنهُم مَن يقولُ في بعض ما يَفعَله منْ مُحارَبَتِهِم (وَثَارَاتِ أبي لُؤلؤة).كَمَا يَفعَلُونَهُ في الصُّورَةِ التّي يُقدّرون فيها صورةَ عُمرَ من الجِبْسِ أو غَيرِه،وأبو لؤلؤة كافرٌ باتِّفاقِ أهلِ الإسلامِ،كانَ مَجُوسِيًَّا مِن عُبَّادِ النِّيرانِ،وكانَ مَمْلوكًا للمغيرة بن شُعْبَة،وكان يصنعُ الأرحَاء،وعليهِ خَراج للمغيرَةِ كُلَّ يومٍ أربعَ دراهِم،وكانَ قدْ رَأى ما عَمِلَهُ المُسْلِمونَ بأهْلِ الذِّمَّة،وإذَا رَأَى سَبْيَهُم يَقْدُمُ المَدينة يَبُقى من ذلك في نَفْسِهِ شَيء) انتَهى كًلًامُهُ رَحِمَهُ اللهُ[39].
Pentagon: 41:31ثُمّ ظَهَرَتْ ثَانِي جَرِيمَةٍ سِياسِيّةٍ مِنْ جَرَائِمِ الرّافِضـةِ أَلا وهِي جَريمةُ مَقتَل الخَلِيفة عُثمان رَضِيَ الله عنه،بَعدَ بَثِّ الشُّبـََهِ واستِثـارَةِ الشَّعب ضِدَّه.لكِنْ هَذِهِ المرّة،الجَرِيمَة مُستَنِدَةٌ على مخطَّطٍ وفِكرٍ مُتَبلوِرٍ ونَاضِجٍ وأَكْثَرُ حِبْكَةً مِنْ سابِقَتها،عَلَى يَـدِ المؤَسِّس الحـَقِيْقِيِّ لمَذهَبِ الرَّفض،اليَهُودِيُّ بنُ سَبَأ.حَتى أنَّ فِرقَـةً مِنْ فِرَقِ الرّافِضَةِ انْتَسَبَتْ لـَهُ وسُمُّوا بِالسَبَأِيَّة،وعَبْدُ اللهِ بنُ سَبَأ[40] هَذا وإِنْ كَان يَتَبَرَّأ مِنْه الرّافِضَةُ اليومَ ظَاهِرَاً إِلا أنَّهُ يَرْسَخُ في أمَّهَاتِ كُتبِهمْ بَاطِنَاً.حَتَّى أنَّ المحقِّقِـين مِنْ عُلمائِهِم أكًّّدُوْا أَنَّ هَذِهِ الشَّخصيةَ مُثْبتَةٌ فـِيْ أُمّهاتِ كُتُبِ الرّافِضَة،بَلْ وفِي كُتُبٍ مُتنـَوّعةٍ ومَصَادِرَ مُخْتلفةٍ،بَعضُها في كُتُب الرِّجَالِ وبَعْضُهَا في الفِقْـهِ وبَعْضُهَا فِيْ الفِرَق.ومِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِيْ كِتَابِ [شَرحِ نَهْجِ البَلاغَة] مَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِيْ الحَدِيْدِ أَنَّ عَبْدُ اللهِ ابْنُ سَبَأ قَامَ إلَى عَليِّ وهُوَ يَخْطِب،ومِنْ كِتَابِ [الأنْوَارِ النُّعْمَانِيّةِ] مَا ذَكَرَهُ سَيِّدُهم "نِعمةُ الله الجَزَائريّ" قَالَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ سَبَأ لِعـلِيّ:"أنت الإله حقاً" [41].
Pentagon: 42:57ومَع أنَّ هَذا اليَهُوْدِيَّ الأَصْلَ،الرَّافِضِيَّ المَنْهَجِ والدَّعْوَةِ قَـدْ نَجَحَ فِيْ بَثِّ الِفتَنِ وتَشْكِيْكِ النّـاسِ في شَرعِيَّةِ خِلافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،ومَعْ أنَّـه تَمَّ وبإيـْعِازٍ مِنْهُ قَتْلُ الخَلِيفَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه،إِلا أنَّـَه لَمْ يَهْدَأ لَـهُ بَالٌ بِذَلِك.لأنَّه حَقِيقَةً،لا يَقْصِدُ عَزْلَ أَمِيرٍ وتَنصِيبَ آخَر،بَلْ أَرَادَ أَنْ يَفْتـِنَ المُسْلِمِينَ ويُلَبِّسَ عَلِيهِم دِيْنَهُم،فَـاسْتَمرَّ يَحِيكُ المُؤامَرات،ويَفتِلُ حَبَائِلَهَا حَتّى فِي زَمَنِ أَمِيْر المُؤْمِنِينَ عَليّ بُنِ أَبي طَالِب رَضِيَ الله عَنْهُ.فَبَعْدَ أنْ كَادَتْ تَخْمد فـِتْنَةُ "وَقْعَة الجَمَل" ويَصْطَلِحَ الفَرِيقَانِ ويُسَلِّمُوْنَ لأمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِي،وإذَا بِهِ وبِأَتْبَاعِهِ يَغدِرُوُن ويُّصِرّوْنَ عَلَى قِتَالِ المُسْلِمِين.فَيَهْجُمُونَ عَلـَى أَصْحَابِ "الجَمَل" ويَبْدَأونَ بِقِتَالِهِم لِيُوقِعُوا الحَرْبَ التـِي كَادَتْ أَنْ تَنْطَفِئَ دُونَ قِتـال. لَيْسَ هَذَا فَحَسْب،بَلْ إنّ الذّينَ أَظهَرُوْا تَشَـيُّعَهُم لأمِيْر المؤمنينَ عَليٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فِيْ ذَلِكَ الوَقْت،وطَلـَبُوا مِنْهُ الخُرُوْجَ إِلى العِرَاقِ وتَحْوِيْلَ عَاصِمَةَ الخِلافَةِ إلَى الكُوْفَةِ خَذَلُوهُ وتَخَلّوا عَنْه مِرَارَاً.فَحِين عَزَمَ عَلى الخُرُوجِ إلى أَهْلِ الشَّام،ليُمسِكَ بِزِمَامِ أُمُوْرِ المُسْلِمِينَ حَتَّى لا تَكُونَ فُرقَةٌ واخْتِلافٌ ولِتتَوحَّد كَلِمَةُ المُسْلِمِيْن،تَسَلّلوا مِنْ مُعَسْكَرِهِ دُوْنَ عِلْمِهِ عَائِدِينَ إِلَى بُيُوتِهِم،حَتَّى بَاتَ مُعسْكَرَهُ خَالِياً.حَتـّى قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِيهِم:"مَا أَنْتُم إلا أُسُوْدُ الشَّرَى في الدَّعَة،وثَعَالبٌ رَوَّاغَةٌ حِين تُدْعَوْن إلى بَـأْس،وَمَا أَنْتُم لِيْ بِثِقَة".حتّى قال:"وما أنتم برَكْبٍ ُيصَال بكم،ولا ذي عزٍّ يُعتَصَم إليه.لَعَمرُ الله لَبَأْسَ حَشَاشُ الحَرْبِ أَنْتُم.إِنّكُم تُكَادُونَ ولا تَكِيْدُوْن،وتُنتَقَصُ أَطْرَافُكُم ولا تَتَحَاشَون".[42]
Pentagon: 45:06 وخَانُوُهُ كَذَلِكَ وخَذَلُوْهُ تَارَةً أُخْرَى لَمَّا أَقْدَمَتْ جُيُوشُ خَالِ المؤْمِنِين رُغْمَ أَنْفِ الرَّافِضَة،مُعَاوِيةَ رَضِيَ الله عَنْهُ مُتَوَجِّهة لِعَيْنِ التَّمْرِ مِنْ أَطْرَافِ العِرَاْق.فَاسْتَنْهَضَهُم للدِّفـَاعِ عَنْ أَرضِ العِرَاقِ فَلَمْ يُجِيبـُوْه.حَتّى قَالَ فِيْهِم:" يَا أَهلَ الكُوْفَة،كُلّما سَمِعْتُم بِمَنْسِرٍ من مَناسِرِ أَهْل الشَّامِ انْجَحَرَ كُلُّ امْرئٍ مِنْكُمْ فِيْ بَيْتـِه،وأَغْلَقَ بَابـَهُ انْجِحَارَ الضَّبِّ فِيْ جُحْرِهِ والضّبعِ في وَزَارِهَا،المَغْرُورُ مَن غَـرَرْتُمُوه،ولِمَن فَازَ بِكُمَ فَازَ بِالسَّهْمِ الأَخْيَبْ.لا أَحْرَارٌ عِنْدَ النِّدَاء،ولا إِخوانُ ثِقَةٍ عِنْدَ النَّجَاة.إِنّا للهِ وإنـّا إِلـَيْهِ رَاجِعُوْن"[43].
Pentagon: 45:53 ولمـّا رَأَى ذَلِكَ اليَهُودِيُّ الرّافِضيُّ أنَّ الأمُورَ السّياسِيّةَ فِي البِلادِ صَارَتْ كَمَا خَطّطَّ لَهَا،لَمْ يَكْتَفيْ بِذَلِك.فَأرَادَ أَنْ يَهدِمَ مِن الدِّيْنِ جَانِبَهُ الأَصِيلُ حَتَّى لا يَكُونَ للمُسْلِمِينَ مَرَدٌّ يَرُدُّهُم لِلحَقِّ إِذَا مَا تَنَازَعُوا سِياسِيّاً.فَبَدَأَ بِالجَانِبِ الدِّينـيِّ الذّيْ يَمَسُّ عَقِيْدَةَ الإِسْلامِ يَرُومُ زَعزَعَتَهُ كَمَا زَعْزَعَ سِيَاسَةَ البِلادِ فِيْ أَرْكَانِهَا.فَكَانَ مِنْ جَرَائِمِه الدّيـْنيّةِ التّي كَانَ سَنَّها حتّى صَارَتْ دِينـاً وأْصْلاً مِنْ أُصُولِ الرَّافِضَةِ فِيْمَا بَعْد،الطَّعنُ والسَّبُّ في الصَّحَابَةِ الكِرَام،وكَانَ أَوّلُ مَنْ دَعَا إِلَى القَوْلِ بتَأْليـْهِ عَليّ بن أَبي طَالِب رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى هَمَّ بتَحْرِيقِهِ ثُّمّ نَفاهُ وحَرَّقَ السَّبَأِيَّة الّذِينَ اتّبعُوا قَوْلـَهُ وتمسَّكُوا بِتَأليْهِهِ بَعْدَ أَنْ رَفَضُوْا اسْتِتابَتَهُ لَهُم،وأَخَذَ هَذَا اليَهُودِيُّ الرَّافِضِيُّ يُرَوِّجُ لِخَليطٍ مِنْ فَاسِدِ مُعْتَقَدَاتٍ يَهُوْدِيَّة ونَصْرَانيّة ومَجُوسِيّة،حَتّى ثَبتَتْ هَذِهِ المُعْتَقَداتِ في نُفُوسِ أَصْحَابها.فَكَانَتْ أُسُسَ وأُصُولَ مَذْهَبِ الرّوافِضِ عَلَى جَمِيْعِ فِرَقِهم.
Pentagon: 47:08وهَا هِيَ خِيَانَتُهُم تَتَواصَلُ حَتَّى بَعْدَ مَوْتِهِ لِتَصِلَ إِلى ابْنَيْهِ الحسَنِ والحَُسَين سِبْطَي رَسُولِ الله rوسَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الجنّةِ.فَخَانُوا الحَسَنَ حِيْنَ أَصَرّوا عَلَيْهِ مُحَرّضِينَ لَهُ بِالخُرُوجِ إِلى الشَّامِ لِقِتَالِ مُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْه.فَمَا كَانَ مِنْهُ وهُوَ الّذِي خَبَرَ مَكرَهُم وَوَافَقَهُم مُسَايَرةً لَهُم لإِخْرَاجِ خَبِيئَتِهِم وهُوَ يَمِيْلُ بِرَأيِهِ إِلى مُصَالحَة مُعَاوِيةَ إِلاّ أَنْ جَهَّزَّ جَيْشاً عَلِى رَأسِهِ قَيسُ بنُ عُبَادَة،فلمّا نَادى مُنَادٍ بِمَقْتلِ قَيْس سَرَتْ فِيْهِمُ الفَوْضَى وأَظْهَرُوا حَقِيْقَتَهُم وعَدَمَ ثَبَاتـِهِم.فَانْقَلَبُوا عَلى الحَسَنِ يَنهَبونَ مَتَاعَهُ حَتَّى نَازَعُوهُ البِسَاطَ الذِّي كَانَ تَحْتَهُ بَعْدَ أَنْ طَعَنُوْهُ وجَرَحُوْه.بَلْ وَصَلَتْ خِيَانَتُهُمْ إِلى أَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ،فقد َخَرَجَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ،حَتَّى نَزَلَ فِي الْقُصُورِ الْبِيضِ فِي الْمَدَائِنِ،وَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ حَتَّى نَزَلَ مَسْكَنً وَكَانَ عَلَى الْمَدَائِنِ عَمُّ الْمُخْتَارِ لابْنِ أَبِي عُبَيْدٍ،وَكَانَ يُقَالُ لَهُ:سَعْدُ بن مَسْعُودٍ،فَقَالَ لَهُ الْمُخْتَارُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلامٌ:هَلْ لَكَ فِي الْغِنَى وَالشَّرَفِ ؟ قَالَ:وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ:تُوثِقُ الْحَسَنَ وَتَسْتَأْمِنْ بِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ،فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ:عَلَيْكَ لَعْنَةُ اللَّهِ،أَأَثِبُ عَلَى ابْنِ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ r فَأُوثِقُهُ ؟ ! بِئْسَ الرَّجُلُ أَنْتَ،فَلَمَّا رَأَى الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ تَفَرُّقَ النَّاسِ عَنْهُ بَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ يَطْلُبُ الصُّلْحَ،فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ اللَّهِ بن عَامِرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بن سَمُرَةَ بن حَبِيبِ بن عَبْدِ شَمْسٍ فَقَدِمَا عَلَى الْحَسَنِ بِالْمَدَائِنِ،فَأَعْطَيَاهُ مَا أَرَادَ وَصَالَحَاهُ،ثُمَّ قَامَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي النَّاسِ،وَقَالَ:يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ،إِنَّهُ مِمَّا يُسْخِئُ بنفْسِي عَنْكُمْ ثَلاثٌ:قَتْلُكُمْ أَبِي،وَطَعْنُكُمْ إِيَّايَ،وَانْتِهَابُكُمْ مَتَاعِي،وَدَخَلَ فِي طَاعَةِ مُعَاوِيَةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ،وَدَخَلَ الْكُوفَةَ فَبَايَعَهُ النَّاسُ[44].
فَقَد فَكَّرَ المُخْتَارُ بنُ أَبي عُبَيْد الثَّقَفي وهُوَ أَحَدُ شِيْعَةِ العِرَاقِ بِأَنْ يُهَادِنَ مُعَاوِيَةَ مُقَابِلَ تَسْلِيْمِ الحَسَن،فَعَرَضَ عَلى عَمّهِ سَعْد بن مَسْعُود الذّي كَانَ وَالِياً عَلَى المَدَائِنِ بِقَوْلِهِ:"هَلْ لَكَ فِي الغِنى والشَّرَف؟ " فقال له عَمُّه "وما ذاك؟ " قال "تُوثِقُ الحَسَنَ وتَستَأمِنُ بِهِ إلى مُعَاوِية." فقال له عَمُّّه:"عَلَيْكَ لَعْنةُ الله،أَثِبُ عَلَى ابْنِ بِنْتِ رسول الله r فَـأُوثِقَه،بِئسَ الرَّجل أنت".[45].
 
___________

جرائمهم في العهد الأموي
 
Pentagon: 49:22وأمّا في عَهْدِ الدّوْلَةِ الأُمَوِيّةِ الّذِيْنَ اسْتَمَرّ حُكمُهُم مِنْ 41 الى 132 للهجرة.فَلَقد بَرَزَتْ خِيَانَاتُهُم فِيْ جَانِبِهَا السِّيَاسي أَكْثَر مِنَ الجَانِبِ العَقَدِي،ذَلِكَ لأنّهُم يَعلَمُونَ أَنّهُ مَتَى كَانَ للمُسْلِمِينَ خَلِيْفَةٌ مُسْلِمٌ يُحْسِنُ حِرَاسَةَ دِيْنِهِم وسِيَاسَةَ دُنْيَاهُم فَـإِنّه لَنْ يَكُونَ للجَانِبِ العَقَدِيِّ أَيُّ أَثَرٍ يُذْكَر،لأنّه سَاعٍ في قَمْعِ وإِخْمَادِ كُلِّ فتنةٍ وشُبْهَة.فَكَانَ لا بُدّّ لَهُم فِيْ هَذِهِ المَرْحَلَةِ مِنْ التّرْكِيْزِ والاهْتِمَامِ أَوّلاً وبِشَكلٍ أَكْبَر عَلى خَلخَلَةِ الجانِبِ السّياسِيِّ والتّي مِنْ خِلالها يَتَخَلخَلُ الدِّيْن.فَرَاحـُوْا يَسْتَثِيـْرُونَ حَمِيّة الحُسَيْنِ بنِ عَلي رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَلَى دِيْنِه بِأَخْبَارٍ ورِوَايَاتٍ مُبَالَغٍ فِيْهَا ومَكذوبَةٍ عَنْ يَزِيْدَ بِن مُعَاوِيَة مِن أنّه ظَلَمَ الخلقَ وعَطَّلَ الشَّريعَةَ الحَقّةَ حتّى بادَرَ بِإِرْسَالِ ابْنِ عَمِّه مُسلمٍ بنِ عَقيل ليَتَحقَّقَ الأَمْر،ومَا إِنْ وَصَلَ وعَلِمَ بِهِ أَهلُ الكُوفَةِ حَتّى سَارَعُوا إِليـْه،فَأَخَذَ البيعَةَ مِنْهُمْ ثمّ أَرَسَلَ بِبَيعَةِ أَهلِ الكُوْفَةِ إِلـَى الحُسين.
فَلَمَّا عَلِمَ وَالِيْ الكُوْفَة عُبَيدُ الله بنُ زِيَاد بِأَمرِ البَيعَةِ جَـاء فقَتَلَ مُسلِماً بِن عَقِيل كَمَا قَتَلَ مُضِيفَه هَانِئَ بن عُروةَ المُرادِيّ على مَرْأَى ومَسْمَع مِنْ شِيْعَة أَهْلِ الكَوْفَةِ الذّينَ كَانـُوا للتَّو مُبَايِعِيـنَ ومُتَحَمِّسِين ومُحَمِّسِين للبَيْعَة.
وَمَعَ ذلِك فَلَم يُحَرِكُوا سَاكِناً لِلدِِفاعِ عَنْ مُسلِم وَلا عَنْ هانِئ بَعدَ إن اشتِرى عُبيدُ اللهِ ابنَ زِياد ذِمَمَهُم بِالأَموال.
Pentagon: 51:13فَلَيّتَ شِعري أيُّ عَهد،بَلّ أيُّ بَيعَةٍ هذِهْ الّلتي نَقَضُوها قَبلَ أن يُقِيمُوها،وَلَيّتَ شِعري أيُ تاريخٍ هَذا الَّلذي يُسَطِرَ خِيانَةَ القَومِ لِيُعيدَ نَفسَه كَما هُوَ فِي أيَّامِنا هذِه،فَهذِهِ الذِمَمَ أَرخَصُ ماتَكُون عِندَ أَصحابِ الرَّفضِ فِي هذِهِ الأَيّام كَما فِي سالِفِها حَتى أنَّهُم لَيَبِيعُونَها بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَه،نَقُولُ مَعَ هذا كُلّهِ أَبى الحُسَين رَضِيَ الله عَنه إلاَّ أن هَرَعَ لِنَجدَتِهِم على ما ادَعَوهُ مِن وُقوعِ الظُلمِ بِهِم وإستِباحَة الحُرُمات وَتَعطيلِ الحُدود مِن قِبَلِ عُمَّالَ يَزيدٍ بنَ مُعاوِيَه وإرسالِهِم بِالبَيعَةِ لَه فَخَرَجَ على قِلَّةٍ مِن أَصحِابِهِ المُتابِعِين وَكَثرةٍ منَِ المُحَذِرينَ لَهُ مِن عَدَمِ الخُروج وَبِما حَصَلَ لِلأَبِيهِ وَأَخِيهِ مِن غَدرَتِهِم مُذَكِرين وَلكِن أَبَى الله إلاَّ أن يُتِمَ أَمرَه فَلَما عَلِمَ يَزيد بِمَقدَمِ الحُسَين أَرسَلَ إِليهِ جُندَهُ لِيَصُدُّوه وَيَحِيلوا بَينَه وَبَينَ صَدِعِ كَلِمَةِ المُسلِمين فَلَمّا رَأَى الحُسَينُ أنَّهُ قَد أُحِيطَ بِه ورأى خُذلانَ شيعَتِه له،وخُذلانُهُم عَن مُناصَرَتِه عَلِمَ أنَّهُ وَقَعَ فِي فَخِ خِيانَتِهِم فَعَرَضَ على قائِدِ جُندِ يَزيدَ أَحَدَ ثَلاثة:
إمَّا أَن يَعُودَ مِن حَيثُ أتى أَو يَترُكُوه يَمضِي لِيُقابِلَ يَزِيدَ بِنَفسِه وإلاّ فَيَدَعُوهُ يَلحَق بِأَهلِ الثُغورِ مُجاهِداً مُرابِطاً ولكن عبيد اللهِ بن زِياد أبى إِلاّ أن يستسلم الحسين،فابى الاستسلام فكان ما كان من أمر قتله رضي الله عنه.[46].
Pentagon: 52:57وَمِن غرائِب وَعَجائِب وَقاحَتِهِم أنَّ عُلَمائَهُم يُسَطّرونَ الرِواياتِ عَنِ الحُسَين فِي ذَمّهِ لَهُم وَالدُّعاءِ عَلَيِهِم ََقَبلَ مَقَتلِه فَقَد جاءَ فِي كِتابِ [إعلامِ الوَرى] لِلطَبرُسِيّ دُعاءُ الحُسَين على شِيعَتِهِ قَبلَ استِشهادِهِ:"الّلهُمَّ إن مَتَعتَهُم فَفَرِقهُم فِرَقا،واجعَلهُم طرائِقَ قِدَدَا وَلا تُرضي الوُلاةَ عَنهُم أبَدا،فإِنَهُم دَعَونا لِيَنصُرونا ثُمَّ عَدَوا عَلَينا فَقَتَلونا"[47].
Pentagon: 53:57وإنَّنا هُنا نَقِفُ وَقفَةَ المُتَفَكِر وَنَتَأمَّل لِهذِهِ الخِياناتِ لِلأَهلِ البَيّت تَأَمُّلَ المُعتَبِر فإِذا كانَ هذا حاُلُهُم مَعَ مَن يدَّعُونَ مَحَبَتِهِم بَل وَالمُبالَغَةَ وَالغُلوَّ فِي مَحَبَتِهِم فَكَيفَ يَكُونُ حَاَلَهُم مَعَ غَيرِهِم وَلإِن طالَت مُحِبيهِم خِياناتَهُم فَمِن بابِ أولى أن تَطالَ غَيرَهُم مِنَ المُسلِمينَ على ما نَراهُ اليَومَ مِن مُسارَعَتِهِم إلى الكُفَّارِ وَمُوالاتِهِم وَمُخاذَنَتِهِم .
ومِن أهَمّ الخِياناتِ الَّتي تَمَّت في عَصرِ بَني أُمَيُّة ماذُكِرَ في وَفَياتِ الأَعيان أَنَّهُم ساهَموا فِي خُروجِ بَني العَبَّاسِ على الخِلافَةِ الأُمَوِيَّة،وإِسقاطِها بِسُقوطِ خُراسَان على يَدِ "أبي مُسلِمٍ الخُراسانِيّ"[48].والَّذي أَخَذ يَدعوا بِبَيعةِ إبراهيمَ بنِ مُحَمَّد فَلما عَلِمَ نَصرُ إبنَ سِيّاط نائِبُ مَروانَ بنَ مُحَمَّد آخِر خلفاء بَنِي أُمَيَّة بِخُراسان كَتَبَ إلى مَروان يُعلِمَه بِأمرِ البَيعَةِ فَكََتَبَ مَروانُ إلى نائِبِهِ بِدِمَشق بِإِحضارِ إِبراهيم مُوثَقاً فَأَحضَرَهُ وقامَ بِحَبسِهِ وَلمّا تَحَقَقَ أَنَّ مَروانَ لابُدَّ قاتِلَه أوصى إلى أخيه السَّفّاح وَهُوَ أوَّلُ مَن وُلِيَّ الخِلافَةِ مِن أَولاد العَبّاس وَبَقِيَ إبراهيمُ بِالحَبِسِ شَهريّنِ حتى مات وَقِيلَ قُتِل.
قال الذهبي عن الدولة العباسية وما فعلوه من جرائم فاقت ما حصل في عهد بين أمية بكثير:" قُلْتُ:فَرِحنَا بِمَصِيْرِ الأَمْرِ إِلَيْهِم،وَلَكِنْ -وَاللهِ- سَاءنَا مَا جَرَى؛ لِمَا جَرَى مِنْ سُيُولِ الدِّمَاءِ،وَالسَّبْيِ،وَالنَّهْبِ - فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ - فَالدَّولَةُ الظَّالِمَةُ مَعَ الأَمنِ وَحَقنِ الدِّمَاءِ،وَلاَ دَوْلَةً عَادلَةً تُنتَهَكُ دُوْنَهَا المَحَارِمُ،وَأَنَّى لَهَا العَدْلُ؟ بَلْ أَتَتْ دَوْلَةً أَعْجَمِيَّةً خُرَاسَانِيَّةً جَبَّارَةً،مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ." [49].
 
____________

جرائمهم في العهد العباسي
 
Pentagon: 54:59وَأمّا فِي العَهدِ العَبّاسِيّ وّالّّذِي استَمَرَ حُكمُهُم فِيهِ مابَينَ سَنَةِ مِئَةٍ واثنَينِ وَثلاثين،إلى سِتُ مِئَةٍ وَسِتٌ وَخَمسينَ لِلهِجرة،فَحَدّث وَلا حَرَج عَن ظُهورِ أمرِ الرّافِضَة وتَشَعُبُ خِياناتِهِم وَتَفَنُنِهِم في أسالِيبِها،وَمِن جَميعِ الجَوانِب سِياسِيَّةً كانَت أَو دِينِيَّة أَو أَخلاقِيَّة.
فَأمَّا الاغتِيالاتِ فَأكثَرُ مِن أَن تُحصى وأمَّا قلاقِلُ الانقِساماتِ والدُويّلاتِ الخارِجَةِ عَنِ الخِلافَةِ أشّدُ مِن أن تُرسَى فَكانَت بِدايةُ جَرائِمِهِم في هذا العَصر سِياسِيَّة تَروم إِسْقاطِ الخِلافةِ الأُمَوِيَّةِ وَالخُروجَ عَلى وِلايةِ الحاكِم الأُمَوِيّ ثُمَّ بَعدَ ذلِك التَسَتُر بِدَعوى أحَقِيةِ بَنِي العَبَّاسِ فِي الخِلافَه والَّتي نَادى وَدَعَى إِليّها أبو مُسلِم الخُراسانِيّ لِيَتَمَكَنوا مِنَ السَيطَرةِ عَلى مَقالِيدِ البِلاد بَعدَ أن أظهَرُوا مُوالاتِهِم وَمُشايَعَتِهِم لِبَني العَبَّاسِ زُورا،فَبَدَأوا بِخُراسان الَّتِي كانَت أَوَّلَ ما سَقَطَ مِنَ البِلاد عَلى يَدِ أبِي مُسلِم ومَع بِدايَة العَهدِ العَبّاسِيّ فَأَخَذَ الفُرسُ الحاقِدونَ يَشفُونَ غَلِيلَهُم مِن العَرَب المُسلِمين هُناكَ فَأَشبَعُوهُم قَتلاً وبَطشاً وَتَنكِيلا.
Pentagon: 56:18وَحاوَلَ أبو مُسلِم نَفسَهَ شَقَّ عَصَا الطاعَة عَلى المَنصُور الَّذي وَلِيَ الخِلافَة بَعدَ مَوتِ أَخِيهِ السَّفّاح وَحاوَلَ أن يَغدُرَ بِهِ وَلكِنَّ المَنصُور بِدَهاءِهِ وَفِطنَتِهِ تَنَبَهَ لِما يُحِيكَهُ أَبو مُسلِمٌ لَهُ فَاستَدرَجَه حَتى تَمَكَنَ مِن قَتلِهِ شَرَّ قَتَلَه وَدارت بَعَدَ ذلِكَ مُحاولاتٌ فاشِلَه مِن أنصارِ أَبِي مُسلم لِلانتِقامِ لَه تارةً مِن خِلالِ الفِتَنِ السِياسِيَّة وتارةً مِن خِلالِ بَثِّ الشُبُهات.
Pentagon: 56:52ومِن هذِه المُحاولات خُروج "سَِنباب" الَّذي طَالَبَ بِبَدَنِ أَبِي مُسلم فَأَرسَل لَهُ المَنصور جَيشاً فَهَزَمَهُ ثُمَّ ظَهَرَت "الراوِنديَّة"[50] قُربَ أَصفَهان أَيضاً مِن جماعَةِ أبِي مُسلم يَدعُونَ لِمُعتَقَداتٍ فاسِدةٍ فَنادَوا بأُلوهِيَّة المَنصور وَأَرادوا بِذلِكَ خِداعَهُ والإِيقاعَ بِهِ لِقَتلِه وَلكِنَّهُ حارَبَهُم وانتَصَر عَلَيهِم ثُم ظَهَرَ بَعدَ ذلِك مِنهُم رَجلٌ لَقَّبَ نَفسَه بِالمُقَنَّع زَعَم أنَّ الله سُبحانَه وَتعالى حَلَّ فِي آدم ثُمَّ في نوح ثُمَّ في أبِي مُسلِم ثُمَّ حَلَّ بِه أخيراً،واستَطاعَ أَن يُكَوِنَ لَهُ جماعة وَتَغَلَّبَ عَلى بِلادِ ماوراءِ النَّهر مُتَحَصِناً بِقَلعَةِ "كَش" ولكِن الخلِيفةُ المَهدِيّ وِالَّذي اشتَهَرَ بِشِدَّتِهِ على المَلاحِدة والزَنادِقَة،تَعَقَبَهُ فأَرسَلَ لهُ جَيشاً يُحاصِرَهُ فَلمّا تَيَقَنَ هلَكَتهُ سَقى نَفسَه وأَهلَ بَيتِهِ السُمَّ وهَلَك.
Pentagon: 57:52  ومَع ذلِك فَلَم يَستَطِع المهدِيّ أن يَقضِيَ على فِتنَتِهِم نَظَراً لِتَسَتُرِهِم الدّائِم بالتَقِّيةِ وَالسِّريَّة فَهُم دائِماً يَعمَلونَ وَيُخَطِطُون بِالخَفاء مُستَخدِمينَ النِّفاقَ الاجتِماعِيّ بِالتَقَرُبِ وَالتَزَلُف إلى كِبارِ رِجالاتِ الدّولَةِ فِي الخِلافَةِ العَبَّاسِيَّةِ حَتى تَمَكَنوا مِن الوُصولِ لِلمَناصِب الوِزارِيَّة فَاستَوزَرَ كَثيرٌ مِن خُلَفاءِ بَنِي العَبّاس هؤلاءِ الرّافِضَةَ المَجُوس؛ كالبَرامِكَةِ وأبي مُسلِم الخُرَسانِيّ وَالمَجوسِيّ الفَضل بن سَحَل الَّذي كَانَ وَزِيراً لِلمَأمُون وَقائِداً لِجَيشِهِ وَكانَ يُلَقَّب بِذِي الرِياسَتَين (أي الحَربِ والسِياسَة)،بَل وَزَوَجوا أَبنائَهُم مِن بناتِ الفُرس فأُمُ المَأمُون مَرَاجِلُ فارسِيَّة ما أدّى إلى تَأَثُرِهِ وَظُهورِ هذا الأَثَر عِندَما انتَهى الحُكمُ إِليه حَيثُ اتَّخَذَ مِن "مَرْوَى" عاصِمَةً للخِلافَة بَدَلاً مِن بَغداد ونادى بِأَفكارٍ وَفَلسفاتٍ غَريبةٍ عَنِ الإِسلام كَقَولِه بِخَلقِ القُرآن.  وجَاءَتْ هَذِهِِ الدَعوَةُ مِن رَواسِبِ تَربِيَتِهِ الفارسِيَّة المَجوسِيَّه فَكانَ نَتيجة هذا التَقارُب أن تَمَكَن رافِضةُ المَجوسِ مِن بَثِّ أفكارِهِم وَمُعتَقَداتِهِم بَينَ المُسلِمين وَراحُوا يَدِسّونَ الأَحاديثَ المَكذُوبَة،ويَلصِقُونَها بِالدّين َوراحوا يُصَوِرونَ التَّاريخَ الإِسلاميّ على أنَّهُ تاريخُ فِتَن وَخُصومةٍ بَينَ الصّحابَة ويطعَنُونَ بِأَبِي بَكرٍ وعُمَرَ خاصَّه وَفِي الصَّحابِةِ عامَّه بَل انبَرى شُعَرائُهُم يَتَفاخَرون بِمَجدِ فارس القَدِيم مِمّا حَدَى بالأَصمَعِيّ هِجاءِهِ بِقَولِه:
إذا ذُكِرَ الشِركَ بِمَجلِسٍ **        لَضاءَت وُجوهِ بَني بَرمَكِي
وإِن تُلَيَت عِندَهُم آيةٌ**            أَتَوا بِالحديثِ عَن مَزدَكِي
بَل نَتَجَ عَن هذا التَقارُب ما هُو أشَدُّ على دَولَةِ الإِسلام وَدِينِهِ أَلا وَهُوَ تآمُرُهم على الخلافةِ وخُرُوجَهَم واستِقلاَلَهُم في مَناطِقَ مُتَعَدِدَة.
فَكَانَ أوّلُ من خَرَجَ على الخلافَةِ العبّاسِيّة،هُوَ ما قَامَ بِهِ طَاهِرُ بْنُ الحُسين الخُزَاعِيّ[51]،حيثُ اسْتَقلّ بِخُراسانَ كَمَا فَعَلَ من قَبْلُ "أبو مُسْلم" وتَوَالَتْ بعْدَ ذلِكَ الانْقِسامَاتُ عنِ الخِلافَةِ وظَهَرَتِ الخِيَانَاتُ وَالجَرَائِمُ العَظِيمَةُ مِنْ هَذِهِ الدُّوَيلاتِ،فَكَانَ القَرَامِطَةُ[52] فِي الأَحسَاءِ وَالبَحْرَينِ وَاليَمَنِ وَعُمَانَ وَفِي بِلادِ الشَّامِ،وَالبُوَيهِيُّونَ فِي العِرَاقِ وفَارِس،وَالعُبَيدِيُّونَ فِي مِصْرَ وَالشَّامْ،وَلكِنْ مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعَالى أَنَّهُ لمْ يَكُنْ يَظهَرُ للرَّافِضَةِ يَدٌ وَدَولَةٌ إِلا وَيُظهِرُ اللهُ عَليهِمْ مَنْ يَقُومُ بِجِهَادِهِمْ وَيَسُومُهُمْ العَذابَ،فَقُيَِِّضَ للرَّافِضَةِ فِي تِلكَ الفَترَةِ السَّلاجِقََةُ الأَترَاكِ السُّنِّيِّينَ،الذِينَ كَانَ وَلاءُهُمْ تَابِعَاً للعَبَّاسِيِّينَ ولكِنَّهُمْ كانُوا أَشِدَّاءَ عَلى الرَّافِضَةِ فَقَامَتْ هَذِهِ الدُّوَيلاتِ الرَّافِضَةِ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ الصَّلِيبِيَّينَ وَمَكَّنَتْهُمْ مِنَ الدُّخُولِ إِلى بِلادِ المُسلِمِينَ للقَضَاءِ عَلى أَهلِ السُّنَّةِ الذَينَ عَجَزُوا عَنْ الصُّمُودِ فِي مُجَالدَتِهِمْ.
جرائم القرامطة في العهد العباسي
فَمِنْ جَرَائِمِ القَرَامِطَةِ التِي رَصَدَهَا لنَا التَّارِيخُ فِي العَهدِ العَبَّاسِيَّ،فِي المَجَالِ السِيَاسِيَّ :
خُرُوجُهُمْ عَلى الدَّولةِ العَبَّاسِيَّةِ وَمُنَاوَءَتِهَا،وَتحرِيقِهِمْ مَنَازِلَ بَنِي عَبدِ قَيسٍ ثُمَّ اجتِيَاحُهُمُ الكُوفَةَ عَامَ 293 للهِجرَةِ،وَقِيَامِهِم بِالمَذَابِحِ الرَّهِيبَةِ التي حَدَثَتْ فِي ذَلكَ العَامِ حَتَّى أَرَّخَ لهَا المُؤَرِّخُونَ،وَمِنْ جَرَائِمِهِمْ فِي جَانِبِ العَقِيدَةِ وَشَعَائِرِ الدِّينِ:
أَنَّهُمْ نَشَرُوا العَقَائِدَ الفَاسِدَةَ ابتِدَاءً بِدَعوَى التَّشَيُّعِ لآلِ البَيتِ،ثُمَّ قَالوا بِالرَّجعَةِ وَعِلمِ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِلغَيبِ،ثُمَّ التَّنَكُّرُ لآلِ البَيتِ،وَذِكرِ مَثَالبِ عَليٍّ وَأَولادِهِ،وبُطلانِ هَذَا الدِّينِ،وَلِذَلكَ فَإِنَّ القَرَامِطَةَ كانُوا يُقَرِّبُونَ الفَلاسِفَةَ ويَعتَمِدُونَ عَلى نَظَرِيَّاتِهِمْ وَكُتُبِهِمْ،ويُوصُونَ دُعَاتَهُم :"وَإِنْ وَجَدتَ فَيلسُوفَاً فَهُمْ عُمْدَتُنَا لأَنَّنَا نَتَّفِقُ وَهُمْ عَلى إِبْطَالِ النَّوامِيسِ وَالأنبِيَاءِ وَعَلى قِدَمِ العَالمِ"[53].
Pentagon: 61:55وفِي سَنَةِ 294 للهِجرَةِ قَامَ القَرَامِطَةُ الإسمَاعِيليُّونَ بِالاعتِدَاءِ عَلى حُجَّاجِ بَيتِ اللهِ الحَرامِ بَعدَ أَنْ أَمَّنُوهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ،فَقَتَلوا جَمِيعَ القَوَافِلَ،وَتَعَقَّبُوا مَنْ فَرَّ مِنْهُمْ حَتَّى أنَّ نِسَاءَ القَرَامِطَةِ كُنَّ يَقِفْنَ بَيْنَ القَتْلَى يَعرِضْنَ المَاءَ فَمَنْ كانَ بِهِ رَمَقٌ يَقُمنَ بِالإِجهَازِ عَليهِ،وَلمْ يَكتَفُوا بِقَتْلِ الحَجِيجِ،بَل رَاحُوا يُفْسِدُونَ مِيَاهَ الآبَارِ بِالجِيَفِ وَالتَّرَابِ وَالحِجَارَةِ.
Pentagon: 62:39وفِي عَامِ 321 للهِجرَةَ قَامُوا كَذَلِكَ بِاعتِرَاضِ قَوَافِلِ الحَجِيجِ وَقَتلِ الرِّجَالِ،وَسَبيِ النَّسَاءِ وَالذُّريِّةِ،وَهَذَا يُذَكِّرُنَا بِجَرِيمَتِهِمْ فِي هَذَا العَصْرِ،حِينَمَا أَرسَلتْ إيرَانُ مَجْمُوعَةً مِنْ شِيعَةِ الكُوَيتِ لِتَروِيعِ الحُجَّاجِ فِي مَكَّةَ عَامَ 1409 للهِجرَةِ،فَقَامُوا بِزَرعِ المُتَفَجِّرَاتِ المُدَمِّرَةِ فِي أَحَدِ الجُسُورِ بِمَكَّةَ المُكَرَّمَةِ،بَعدَ أَنْ سَلمَهُمْ إِيَّاهَا السَّفِيرُ الإيرَانِيُّ فِي الكُوَيتِ،وَهَرَّبُوهَا إِلى مَكَّةَ،وَقَدْ فَجَّرُوا مِنُهَا حَولَ المَسْجِدِ مَسَاءَ يَومِ السَّابِعِ مِنْ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ مِنْ ذَلِكَ العَامِ،مِمَّا أدَّى إلى مَقْتَلِ رَجُلٍ وَإِصَابَةِ 16 شَخْصَاً بِجُرُوحٍ عَدَا الخَسَائِرِ المَّادِيَّةِ.
Pentagon: 63:30ومِنْ فَظَائِعِ جَرَائِمِهِمُ الدِّينِيَّةِ أَنَّهُمْ تَطَاوَلوا حَتَّى عَلى بَيتِ اللهِ الحَرَامِ وَعَلى الكعبَةِ المُشَرَّفَةِ،فَسَرَقُوا مِنْهَا الحَجَرَ الأسْوَدَ،وَبَقِيَ عِندَهُمْ حَتَّى عَامِ 335 للهِجرَةِ،وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ ابنُ كثِيرٍ فِي [البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ] :" " ذِكْرُ أَخْذِ الْقَرَامِطَةِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ إِلَى بِلَادِهِمْ،وَمَا كَانَ مِنْهُمْ إِلَى الْحَجِيجِ،لَعَنَ اللَّهُ الْقَرَامِطَةَ
فِيهَا خَرَجَ رَكْبُ الْعِرَاقِ وَأَمِيرُهُمْ مَنْصُورٌ الدَّيْلَمِيُّ،فَوَصَلُوا إِلَى مَكَّةَ سَالِمِينَ،وَتَوَافَتِ الرُّكُوبُ هُنَاكَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ،فَمَا شَعَرُوا إِلَّا بِالْقِرْمِطِيِّ قَدْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي جَمَاعَتِهِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ،فَانْتَهَبَ أَمْوَالَهُمْ،وَاسْتَبَاحَ قِتَالَهُمْ،فَقَتَلَ النَّاسَ فِي رِحَابِ مَكَّةَ وَشِعَابِهَا حَتَّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ،وَجَلَسَ أَمِيرُهُمْ أَبُو طَاهِرٍ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيُّ - لَعَنَهُ اللَّهُ - عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ،وَالرِّجَالُ تُصْرَعُ حَوْلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ،ثُمَّ فِي يَوْمِ التَّرْوِيَةِ،الَّذِي هُوَ مِنْ أَشْرَفِ الْأَيَّامِ،وَهُوَ  يَقُولُ:
أَنَا بِاللَّهِ وَبِاللَّهِ أَنَا ...يَخْلُقُ الْخَلْقَ وَأُفْنِيهِمْ أَنَا
فَكَانَ النَّاسُ يَفِرُّونَ فَيَتَعَلَّقُونَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ،فَلَا يُجْدِي ذَلِكَ عَنْهُمْ شَيْئًا،بَلْ يُقْتَلُونَ وَهُمْ كَذَلِكَ،وَيَطُوفُونَ فَيُقْتَلُونَ فِي الطَّوَافِ،وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ يَوْمَئِذٍ يَطُوفُ،فَلَمَّا قَضَى طَوَافَهُ أَخَذَتْهُ السُّيُوفُ،فَلَمَّا وَجَبَ،أَنْشَدَ وَهُوَ كَذَلِكَ:
تَرَى الْمُحِبِّينَ صَرْعَى فِي دِيَارِهِمُ ...كَفِتْيَةِ الْكَهْفِ لَا يَدْرُونَ كَمْ لَبِثُوا
ثُمَّ أَمَرَ الْقِرْمِطِيُّ - لَعَنَهُ اللَّهُ - أَنْ تُدْفَنَ الْقَتْلَى بِبِئْرِ زَمْزَمَ،وَدَفَنَ كَثِيرًا مِنْهُمْ فِي أَمَاكِنِهِمْ وَحَتَّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ - وَيَا حَبَّذَا تِلْكَ الْقِتْلَةُ وَتِلْكَ الضِّجْعَةُ - وَلَمْ يُغَسَّلُوا،وَلَمْ يُكَفَّنُوا،وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ ; لِأَنَّهُمْ شُهَدَاءُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ،بَلْ مِنْ خِيَارِ الشُّهَدَاءِ،وَهَدَمَ قُبَّةَ زَمْزَمَ،وَأَمَرَ بِقَلْعِ بَابِ الْكَعْبَةِ،وَنَزَعَ كُسْوَتَهَا عَنْهَا،وَشَقَّقَهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ،وَأَمَرَ رَجُلًا أَنْ يَصْعَدَ إِلَى مِيزَابِ الْكَعْبَةِ،فَأَرَادَ أَنْ يَقْتَلِعَهُ،فَسَقَطَ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ،فَمَاتَ لَعَنَهُ اللَّهُ وَصَارَ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ،فَانْكَفَّ اللَّعِينُ عِنْدَ ذَلِكَ عَنِ الْمِيزَابِ،ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُقْلَعَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ،وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْحَجَرَ بِمُثْقَلٍ فِي يَدِهِ،وَقَالَ:أَيْنَ الطَّيْرُ الْأَبَابِيلُ؟
أَيْنَ الْحِجَارَةُ مِنْ سِجِّيلٍ؟ ثُمَّ قَلَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ - شَرَّفَهُ اللَّهُ وَكَرَّمَهُ وَعَظَّمَهُ - وَأَخَذُوهُ مَعَهُمْ حِينَ رَاحُوا إِلَى بِلَادِهِمْ،فَكَانَ عِنْدَهُمْ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حَتَّى رَدُّوهُ،كَمَا سَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ،فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
وَلَمَّا رَجَعَ الْقِرْمِطِيُّ إِلَى بِلَادِهِ،تَبِعَهُ أَمِيرُ مَكَّةَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَجُنْدُهُ وَسَأَلَهُ وَتَشَفَّعَ إِلَيْهِ فِي أَنْ يَرُدَّ الْحَجَرَ لِيُوضَعَ فِي مَكَانِهِ،وَبَذَلَ لَهُ جَمِيعَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ،فَلَمْ يَفْعَلْ - لَعَنَهُ اللَّهُ - فَقَاتَلَهُ أَمِيرُ مَكَّةَ فَقَتَلَهُ الْقِرْمِطِيُّ،وَقَتَلَ أَكْثَرَ أَهْلِهِ وَجُنْدِهِ،وَاسْتَمَرَّ ذَاهِبًا إِلَى بِلَادِهِ وَمَعَهُ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ وَأَمْوَالُ الْحَجِيجِ.
وَقَدْ أَلْحَدَ هَذَا اللَّعِينُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلْحَادًا لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ وَلَا يَلْحَقُهُ فِيهِ،وَسَيُجَازِيهِ عَلَى ذَلِكَ الَّذِي لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ،وَلَا يَوْثِقُ وِثَاقَهُ أَحَدٌ،وَإِنَّمَا حَمَلَ هَؤُلَاءِ عَلَى هَذَا الصَّنِيعِ ; أَنَّهُمْ كَانُوا كُفَّارًا زَنَادِقَةً،وَقَدْ كَانُوا مُمَالِئِينِ لِلْفَاطِمِيِّينَ الَّذِينَ نَبَغُوا فِي هَذِهِ السِّنِينَ بِبِلَادِ إِفْرِيقِيَّةَ مِنْ أَرْضِ الْمَغْرِبِ،وَيُلَقَّبُ أَمِيرُهُمْ بِالْمَهْدِيِّ،وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبِيدُ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ،وَقَدْ كَانَ صَبَّاغًا بِسَلَمْيَةَ يَهُودِيًّا،فَادَّعَى أَنَّهُ أَسْلَمَ،ثُمَّ سَارَ مِنْهَا إِلَى بِلَادِ إِفْرِيقِيَّةَ،فَادَّعَى أَنَّهُ شَرِيفٌ فَاطِمِيٌّ،فَصَدَّقَهُ عَلَى ذَلِكَ طَائِفَةٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْبَرْبَرِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْجَهَلَةِ،وَصَارَتْ لَهُ دَوْلَةٌ فَمَلَكَ مَدِينَةَ سِجِلْمَاسَةَ ثُمَّ ابْتَنَى مَدِينَةً وَسَمَّاهَا الْمَهْدِيَّةَ وَكَانَ قَرَارُ مُلْكِهِ بِهَا،وَكَانَ هَؤُلَاءِ الْقَرَامِطَةُ يُرَاسِلُونَهُ وَيَدْعُونَ إِلَيْهِ وَيَتَرَامَوْنَ عَلَيْهِ،وَيُقَالُ:إِنَّهُمْ:إِنَّمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ سِيَاسَةً وَدَوْلَةً لَا حَقِيقَةَ لَهُ." انتَهَى كلامُهُ رَحِمَهُ اللهُ[54].
جرائم البويهيين
Pentagon: 66:00 وأمَّا البُوَيهِيُّونَ فَكَذَلِكَ خَرَجُوا عَلى الخِلافَةِ العَبَّاسِيَّةِ،وَاستَولوَا عَلى العِرَاقِ عَامَ 334 للهِجْرَةِ،وَخَلعُوا الخَلِيفَةَ العَبَّاسِيَّ المُسْتَكفِي بِاللهِ،وَجَاؤُوا بِالفَضْلِ بنِ المُقتَدِرِ،فََنَصَّبُوهُ خَلِيفَةً،وَلقَّبُوهُ بِالمُطِيعِ للهِ،وَمِنْ جَرَائِمِهِمُ الدِّينِيَّةِ أنَّهُمْ فَرَضُوا التَّشَيُّعَ دِينَاً،واتَّخَذُوهُ سِتَارَاً لِنَشرِ الأفْكَارِ وَالمُعتَقَدَاتِ المَجُوسِيَّةِ،وَبَثُّوا الفِتَنَ بَينَ المُسلِمِينَ عَلى أسَاسِ التَّفرِيقِ بَينَ أهلِ السُّنَّةِ وَبَينَ الشيعَةِ،وَانتَشَرَ فِي عَهْدِهِم سَبُّ الصَّحَابَةِ،وَهُمْ أوَّلُ مَنْ أَظهَرَ بِدعَةَ إِغلاقِ الأسْوَاقِ فِي يَومِ عَاشُورَاءَ مِنَ المُحَرَّمِ،وَنصبِ القِبَابِ،وَأظهَرُوا مَعَالِمَ الحُزنِ،وَأخْرَجُوا النِّسَاءَ يَلطُمنَ وَيَنُحْنَ عَلى الحُسَينِ،وَهُنَّ سَافِرَاتٌ نَاشِرَاتٌ لِشُعُورِهِنَّ،وَتَجَرَّأُوا عَلى ذَاتِ اللهِ تَعَالى،حَيثُ تسَمَّى آخِرُ مُلوكِهِم بِالمَلِكِ الرَّحِيمِ،مُنَازَعَةً للهِ فِي اسْمِهِ.
جرائم العبيديين[55].
Pentagon: 67:03 وأمَّا العُبَيدِيُّونَ،الذِينَ يَنسُبُونَ أنفُسَهُمْ زُورَاً إلى نَسْلِ فَاطِمَةَ بِنتِ نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ r،فَحَدِّثْ وَلا حَرَجَ عَنْ جَرَائِمِهِمْ،فَقَدْ خَرَجُوا عَلى الخِلافِةِ العَبَّاسِيَّةِ،بَعدَ أنْ مَهَّدُوا لِهَذَا الخُرُوجِ بِمَرحَلةٍ سِرِّيَّةٍ بَثوا مِنْ خِلالهَا دَعْوَتَهُمْ،مُتَسَتَّرِينَ وَمُتَمَسَّحِينَ بِمَسُوحِ آلِ البَيتِ،فِي بِلادِ المَغرِبِ،ثُمَّ لمَّا تَمَكنُوا مِنَ السَّيطَرَةِ عَلى بِلادِ المَغْرِبِ،انتقلوا إلى مِصْرَ فَاستَولَوا عَليهَا،وَخَلعُوا الخَلِيفَةَ هُنَاكَ،وَكَانَ مِنْ أبْرَزِ جَرَائِمِهِمْ فِي الجَانِبِ العَقَدِيِّ:
Pentagon: 67:39أنَّ حَاكِمَهُمْ وَقَبْلَ دُخُولِهِمُ لِمِصرَ أَرْسَلَ مَبْعُوثَهُ لأهلِ مِصْرَ يَقطَعُ عَلى نَفسِهِ العُهُودَ بِعَدَمِ إِظهَارِ البِدَعِ وَإبقَاءِ السُّنَّةِ وَإحيَائِهَا،وَلكِنَّهُمْ بَعدَ دُخُولِهِمْ غَدَرُوا بِأهلِ مِصرَ،وَفَرَضُوا التَّشَيُّعَ وَألزَمُوا النَّاسَ بِإظهَارِهِ،وَاستَخدَمُوا مَنَابِرَ المَسَاجِدِ للدِّعَايَةِ إلى مَذهَبِهِم،وَنشرِ بِدَعِهِمْ،وَصَارَ يُنَادَى فِي الأذَانِ بِحَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ,[56] وَظَهَرَ مِنهُمُ الحَاكِمِ بَأمِرِ اللهِ،الذِي ادَّعَى الألوهِيَّةَ،وَبَثَّ دُعَاتَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ مِنْ مَمْلكتِهِ،يُبَشَّرُونَ بِمُعتقدَاتِ المَجُوسِ،كالتَّنَاسُخِ وَالحُلولِ،وَيَزعُمُونَ أنَّ رُوحَ القُدُسِ انتقلتْ مِنْ آدَمَ إلى عَليٍّ ثُمَّ انتقلت رُوحُ عَليٍّ إلى الحَاكِمِ بِأمرِ اللهِ،وَكانَ مِنْ أبْرَزِ دُعَاتِهِ مُحَمَّدٌ بن إسمَاعِيلَ الدُّرزِيِّ المَعرُوفِ "بِأنُشتَكينْ"،وَحمزَةَ بنَ عَليٍّ الزَّوزَنِيّ،وَهُوَ فَارِسِيٌّ مِنْ مُقاطَعَةِ "زُوزَنْ"،وَجَاءَ إلى القَاهِرَةِ لِهَذِهِ المُهِمَّةِ،أي لِبَثِّ الدَّعوَةِ إلى ألوهِيَّةِ الحَاكِمِ[57].
Pentagon: 68:46ومِنْ جَرَائِمِهِمُ الدِّينِيَّةِ كذلِكَ،مُحَاوَلتُهُمْ نَبشَ قَبرِ النَّبِيِّ r وَنقلِ جُثمَانِهِ الطَّاهِرِ مَرَّتَينِ فِي زَمَنِ الحَاكِمِ بِأمرِ اللهِ الذي ادَّعَى الألوهِيَّةِ،المُحَاوَلةُ الأولى:يَومَ أنْ أشَارَ عَليهِ بَعضُ الزَّنَادِقَةِ بِنَقلِ النَّبِيِّ r مِنَ المَدِينَةِ إلى مِصرَ فَقَامَ فَبَنَى حَائِزَاً بِمصرَ،وَأنفَقَ عَليهِ مَالاً جَزِيلاً،وَبَعَثَ أبَا الفُتُوحِ لِنَبشِ المَوضِعِ الشَّريفِ فَهَاجَ عَليهِ النَّاسُ وَحَصَل لهُ مِنَ الهَمَّ وَالغَمِّ مَا مَنَعَهُ مِنْ قَصدِهِ وَللهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةِ.
 الثانِيَةِ:حِينَمَا أرْسَلَ مَنْ يَنْبِشُ قَبَرَ النَّبِيِّ r،حَيثُ سَكَنَ هَذَا الرَّسُولُ بِقُربِ المَسْجِدِ،وَحَفَرَ تَحتَ الأرْضِ،لِيَصِلَ إلى القَبرِ فَاكتَشَفَ النَّاسُ أَمرَهُ فَقَتَلوهُ.
Pentagon: 69:39ثُمَّ لمَّا قَيَّضَ اللهُ السَّلاجِقَةَ الأترَاكَ يَرُومُونَ نَشرَ السُّنَّةِ وَالقَضَاءَ عَلى دِينِ الرَّافِضَةِ شَعَرَ العُبَيدِيُّونَ بِعَزِيمَةِ وَقُوَّةِ هَؤُلاءِ الأبْطَالِ،وَعَلِمُوا مِنْ أنْفُسْهُمُ العَجْزَ عَنْ مُوَاجَهَتِهِم،فَلجَئوا إلى خُطَّتِهِمُ القَدِيمَةِ وَمَكرِهِمُ السَّالِفِ،حَيثُ أرسَلوا لأعْدَاءِ الدِّينِ مِنَ الصَّلِيبِيَّينَ،وَأغْرُوهُمْ بِدُخُولِ بِلادِ المُسْلِمِينَ وَالتَّوطِينِ لهُمْ،مُفَضِّلِينَ استِيلاءَ النَّصَارَى عَلى بِلادِ المُسْلِمِينَ عَلى أنْ يَنْتَشِرَ مَذهَبُ السُّنَّةِ،وَيَظهَرُ السَّلاجِقَةُ،وَكانَ مِمَّنْ وَطَّنَ لهُمْ وَكَاتَبَهُمْ وَأرسَلَ لهُمْ،أَمِيرُ الجُيوشِ الفَاطِمِيُّ الأَفْضَلْ،وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ ابنُ الأثِيرِ:" إِنَّ أَصحَابَ مِصرَ مِنَ العَلَوِيَّينَ لَمَّا رَأَوْا قُوَّةَ الدَّولَةِ السُّلجُوقِيَّةِ،وَتَمَكُّنِهَا وَاستِيلائِهَا عَلى بِلادِ الشَّامِ إِلى غَزَّةَ،وَلم يَبقَ بَينَهُم وَبَينَ مِصرَ وِلايةٌ أُخرَى تَمنَعُهُم وَدُخُولَ الإِقسِيسِ إِلى مِصْرَ وحَصرَهَا،فَخَافُوا وَأَرسَلُوا إِلى الإِفرَنجِ يَدعُونَهُمْ إِلى الخُرُوجِ إِلى الشَّامِ لِيملِكُوهُ"[58].
Pentagon: 70:34ويَقُولُ الدُّكتُورُ مُصطَفَى العَنَانِيّ،نَقلاً عَن المُؤَرَّخِ اللاتِينِيَّ المُعَاصِرِ لِلحَملَةِ الصَّليبِيَّةِ الأُولى "كفَارُو الكَاسكِي":لِيَكُن مَعلُومَاً لدَى الجَمِيع الآن،وَفِي المُستَقبَلِ وَفِي عَهْدِ البَابَا "أُوربَان الثَّانِي" الطَّيبِ الذِّكرِ،أَنَّ الدُّونَ "جُون فرِيد" بِصُحبَةِ الكُونت "فرَاند لِينِيس" وَعَدَدٌ آخَرُ مِنَ النُّبَلاءِ وَالسَّادَةِ،الذِينَ رَغِبُوا فِي زِيَارَةِ ضَرِيحِ السَّيِّدِ المَسِيح -عَليهِ السَّلامُ- قَدْ ذَهَبُوا إِلى مَدِينَةِ "جَنَوَة" وَمِنهَا رَكِبُوا السَّفِينَةَ الجُندِيَّةَ المَعرُوفَةَ بِاسمِ "بُومِيلّا" لِيُبحِرُوا إِلى الإِسكَنْدَرِيَّةِ،وَلمَّا وَصَلَ الوَفدُ إِلى مِينَاءِ الإِسكَندَرِيَّة،اتَّجَهُوا بِصُحبَةِ الجُنُودِ الفَوَاطِمِ إِلى مِينَاءِ مَدِينَةِ بَيتِ المَقدِسِ -أَي يَافَا- وَعِندَمَا أَرَادُوا دُخُولَ المَدِينةَ عَبرَ بَوَّابَتِهَا،لِزِيَارَةِ ضَرِيحِ السَّيِّدِ المَسِيحِ رَفَضَ حُرَّاسُ المَدِينَةِ دُخُولَهُم إِلا أَنْ يَدفَعُوا الرُّسُومَ المَفرُوضَةَ عَليهِمْ حَسْبَ مَا هُوَ مُقَرَّرٌ كَالعَادَةِ،وَمِقدَارُهَا بِيزَنْطٌ وَاحِدٌ لِيتَمَكَّنُوا مِنَ الدُّخُولِ ".
Pentagon: 71:53ويُفَسِّرُ الدُّكتُورُ العَنَانِيُّ هَذَا الحَدَثَ بِقَولِهِ:"إِنَّ هَذِهِ الرِّحلَةَ التِي قَامَ بِهَا الأُمَرَاءُ الصَّلِيبِيُّونَ لَم تَأتِ مِنْ فَرَاغٍ،وَبِلا اعتِقَادَاتٍ وَاتِّصَالاتٍ مُسبَقَةٍ،بَينَ هَؤُلاءِ الأُمَرَاءِ الفَاطِمِيِّينَ في مِصرَ،فَلا يُعقَلُ أَن يَقُومَ هَؤُلاءِ الأُمَراءُ الصَّلِيبِيُّونَ بِزِيَارَةِ مِينَاءِ الإِسكَندَرِيِّةِ دُونَ أَن يَستَقبِلَهُمْ مَسؤُولُوا الأَمنِ فِي المِينَاءِ،وَدُونَ وُجُودِ اتِّصَالاتٍ سَابِقَةٍ وَتَرتِيبٍ سَالِفٍ،وَهَذَا يُؤَيِّدُ مَا قَامَ بِهِ الفَاطِمِيُّونَ مِنْ إرسَالِ جُندِ حِرَاسَةٍ اصطَحَبُوا السَّفِينَةَ "بُومِيلا" إِلى مِينَاءِ بَيتِ المَقدِسِ،وَكَانَ الهَدَفُ مِنْ ذَلِكَ حِمَايَةُ هَؤُلاءِ الأُمَرَاءِ مِنْ خَطَرِ السَّلاجِقَةِ،إِبَّانَ رِحلَةِ الذَّهَابِ وَالعَودَةِ مِنَ الإِسكَنْدَرِيَّةِ إِلى بَيتِ المَقدِسِ،التي استَغرَقَتْ أَكثَرَ مِنْ عَامَينِ.
Pentagon: 72:48وبَعدَ أَنْ تَحَرَّكَت الجُيُوشُ الصَّلِيبِيَّةُ قَادِمَةً مِنْ أُورُوبَّا فِي أُولَى الحَمَلاتِ الصَّلِيبِيَّةِ عَلى بِلادِ المُسلِمِينَ،وَأَثنَاءَ مُرُورِهَا بِمَضِيقِ "البُسفُورِ" فِي أَرَاضِي الدَّولَةِ البِيزَنطِيَّةِ،أََخَذَ مِنهُمُ الإِمبرَاطُورُ "كُوفِين" يَمِينَ الوَلاءِ وَالطَّاعَةِ،وَكَانَ فِيمَا أَمَرَهُمْ بِهِ أَنْ يَسعَوْا لِلوُصُولِ إِلى الاتِّفَاقِ مَعَ الفَاطِمِيِّينَ فِي مِصرَ،لأَنَّهُم كَانُوا أَشَدَّ النَّاسِ خُصُومَةً لِلتُّركِ السَّلاجِقَةِ السُّنِّيينَ،وَلا يَقبَلُونَ مُطلَقَاً مُصَالحَتَهُم،بَينَمَا عُرِفَ عَنهُم التَّسَامُحُ مَعَ الرَّعَايَا المَسِيحِيِّينَ،وَكَانُوا دَائِمَاً مُستَعِدِّينَ للتَّفَاهُمِ مَعَ الدُّوَلِ المَسِيحِيَّةِ،وَذَلكَ يَدُلُّ عَلَى مَدَى التَّوَاطُئِ الذِي كَانَ بَينَ الرَّافِضَةِ العُبَيدِيِّينَ وَبَينَ الصَّليبِيِّينَ.
Pentagon: 73:35وهَذَا نَفسُهُ مَا حَصَلَ بَينَ رَافِضَةِ إِيرَانَ وَالأَمرِيكَان فِي مُسَاعَدَتِهِم عَلى الإِطَاحَةِ بِدَولَةِ طَالِبَان،بِالتَّنسِيقِ مَعَ رَافِضَةِ الشَّمَالِ فِي أَفغَانِستَانَ،وَكَذَلِكَ تَعَاوُنُ رَافِضَةُ إِيرَانَ مَعَ الأَمرِيكَان فِي احتِلالِ العِرَاقِ بِتَنسِيقٍ وَمُعَاوَنَةٍ مِنْ رَافِضَةِ العِرَاقِ.
Pentagon: 73:57 وَلَيتَهُمُ اكتَفَوا بِمَوَاقِفِهِمُ السَّلبِيَّةِ تِجَاهَ الغَزوِ الصَّلِيبيِّ لِبِلادِ المُسلِمِينَ،وَلكِنَّهُم لمَّا رَأَوا أَنَّ مُدَّةَ حِصَارَ "أَنطَاكيا" قَدْ طَالَت،خَافُوا مِن أَن يَتَسَلَّلَ المَلَلُ وَاليَأسُ إِلى نُفُوسِ الجُنُودِ الصَّليبِيِّينَ فَيتراجِعُونَ وينتَصِرَ السَّلاجِقَةُ،مِمَّا حَدَا بِالأَفضَلِ إِلى إرسَالِ سُفَرَاءَ مَخصُوصِينَ يَحُضُّونَ القَادَةَ الصَّليبِيِّينَ عَلى مُوَاصَلَةِ الحِصَارِ،وَأَكَّدُوا لَهُم أَنَّهُم سَيُرسِلُونَ لَهُم أَيْ الصَّلِيبِيِّينَ كُلَّ مَا يَحتَاجُونَ لَهُ مِنَ الإِمدَادَاتِ العَسكَرِيَّةِ وَالغِذَائِيَّةِ،فَاستَقبَلَهُمُ القَادَةُ الصَّليبِيُّونَ بِحَفَاوَةٍ بَالِغَةٍ،وَعقَدُوا مَعَهُم عِدَّةَ اجتِمَاعَاتٍ تَسَلمُوا خِلالَهَا رِسَالةَ الأَفضَلِ،وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ "وِليام صُورِي" الذِي نَقَلَهُ الدُّكتُورُ يُوسُف الغَوانِمَةِ :"إِنَّ مُحَاصَرَةَ الصَّلِيبِيِّينَ لأَنطَاكيَا أَثلَجَتْ صَدْرَ الأَفضَلِ،وَاعتَبَرَ أَنَّ خَسَارَةَ الأَترَاكِ السَّلاجِقَةِ لأَيِّ جُزءٍ مِنْ أَملاكِهِم إِنَّمَا هُوَ نَصرٌ لَهُ نَفسُهُ،وَلمَّا قَفَلَتْ سَفَارَةُ الأَفضَلِ رَاجِعَةً صَحِبَتهُم سَفَارَةٌ صَلِيبِيَّةٌ،تَحمِلُ الهَدَايَا للتَّبَاحُثِ مَعَ الأَفضَلِ فِي الأُمُورِ التِي تَمَّ الاِتِّفَاقُ عَليهَا،وَأَرسَلُوا مَعَ السَّفَارَةِ الفَاطِمِيَّةِ العَائِدَةِ مِنْ ضِمنِ الهَدَايَا حُمَولَةَ أَربَعَةِ جِيادٍ مِنْ رُؤُوسِ القَتلَى السَّلاجِقَةِ هَدِيَّةً لِخَلِيفَةِ مِصرَ.
ولَم يكتَفِ الأفضلُ بذلكَ،بلِ استَغَلَّ فـُرصَةَ انشِغَالِ السّلاجِقَةِ مِنْ أهلِ السُّنّـةِ بِقتَالِهِم وجِهَادِهِمْ لِلصَّلـِيبيّينَ،فأرْسَلَ قُوّاتَهُ إلى "صُوْر" وفَتَحَها بِالقُوّةِ ثُمّ أرْسَلَ قوّاتَهُ مِنَ العامِ التّالي إِلى بَيْتِ المَقْدِسِ وانْتَزَعـَهُ مِنْ أصْحَابِهِ الأرَاتِقَةِ،ثُمَّ سُرعانَ ما تَوَجـّهَ الصّلِيبِيُّونَ لِبَيْتِ المَقدِسِ كَأنـّهَا مُؤَامـَرةٌ واتّفَاقِيّةٌ بَينَ الطـّرَفَينِ،يَسْتَوْلـِيْ الأَفْضَلُ عـَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ،لِيَتِمَّ تَسْلِيمُ البِلادِ بِدمٍ باردٍ إِلـى يَدِ الصّليبيينَ،وليسَ أدَلُّ على ذَلِكَ مِنْ أنَّ الأفْضـَلَ لـمَّا عَلِمَ بِتَوَجـُّهِ الصليبيينَ إلى بيتِ المَقْدِسِ توجـَّـهَ عائِداً إِلى الْقَاهِرَة.
وكانتِ القُوَّاتُ الصَّلِيبيَّةُ التِّي حَاصَرَتْ بيتَ المَقْدِسِ،في غايةِ التَّعَبِ والإنْهَاكِ من شِدَّةِ الحَرَارَةِ التّي لَمْ يَعْتَادُوا عَلَيهَا في بِلَادِهم،حتَّى أنَّ الماشِيَةَ والأغْنَامِ هَلَكَ عددٌ كبيرٌ منهَا،بَلْ إنَّ عددَ الجيشِ الصليبيّ الذي كَانَ مُتوَجِّهًا لحِصَارِ بيتِ المقدِس لمْ يكُن كبيرًا،بِحَيْثُ يستطيعُ أنْ يصمُدَ في ظلِّ هذِهِ الظُّروفِ لَولًا خيانَة الرَّافضَة،وتَوَاطُئُهم معَ الصَّلِيبين.إذ بَلَغَ عدَدُهُم ألفًا وخَمْسَ مائةَ فارِسٍ،وعشرين ألفًا من المُشَاةِ،حتّى أنَّ المُؤَرِّخَةَ ابن تَغْرِيبَرْدِي قَالَ مُتَعَجِّبًا:"وَالعَجَبُ أنَّ الإفْرَنْج لمَّا خَرَجُوا إلى المُسلمينَ كانُوا في غايةِ الضَّعْفِ من الجوعِ وعدَمِ القوتِ،حتى أنَّهُم أَكَلُوا المَيْتَةَ،وكانتْ عسَاكِرُ الإسلامِ في غايَةِ القُوَّةِ والكَثْرَةِ،فَكَسَرُوا - أي الصَّليبيون - المسلمين وفَرَّقُوا جَمْوعَهُم".وبعدَ حِصَارٍ دامَ أربعين يَوْمًا تمكَّنَ الصلِيبيُّونَ من دُخولِ بيتِ المَقْدِسِ واحْتِلالِهَا في شَهْرِ شَعْبًان،في سَنةِ أرْبع مائةِ واثْنَتَيْنِ وتسعينَ لِلْهِجْرَةِ.
Pentagon: 77:20 وراحُوا يُقتِّلونَ المسلمينَ،ويُحَرِّقونَ مَا كَانَ ببيتِ المَقْدِسِ من مَصَاحِفٍ وكُتُبٍ،حتّى بلَغَ عددُ القَتْلَى مَا يَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ ألفٍ منَ المُسلمينَ منهُم الأئمَّةُ والعلماءِ والعُبَّادِ.وظَلُّوا على هذهِ الحَالَةِ منَ التَقْتِيلِ والتنْكيلِ أُسْبُوعًا كامَِلًا لدرجة أنَّهُ لماّ أراَد قَائدُهُم الصَّليبي رِيمُونْد زِيارَة سَاحَة المَعبَدِ أَخَذَ يتلَمَّسُ طَريقَهُ تَلَمُّسًا من كثرةِ الجُثَثِ والدِّماء التي بَلَغَت رُكبَتَيْهِ.
Pentagon: 77:51وكان من جَرَائمِ الخلَفَاء العُبَيديين أنَّهُم يتَخَلَّصُونَ من كل وَزيرٍ يُنادِي بفريضَةِ الجِهادِ،ويرفَعُ لُوَاءَهُ على وجهِ السُّرعَة،ويظْهَرُ ذلكَ من خِلًالِ الفَتْرَةِ التي حَكَمُوا بها.فَهَذا الوزيِرُ الأفضلُ لمَّا كانَ مُتحَالِفًا مع الصَّليبيينَ كانَ منهُم مُقَرَّبا،ولَمَّا بدَأَ يَتَحَالَفُ معَ الدَّماَشِقَة الأترَاك لمواجَهَةِ الصليبيّينَ،قَامُوا باغتيَالِهِ في عَهْدِ الخَليفَةِ الآمِر.
Pentagon: 78:18وهذَا الوزير رِضوَان بن الوَلْخَشِيّ كَان من أشدِّ النَّاسِ تَحَمُّسًا للجِهَادِ ضِدَّ الصليبيين حتّى أنَّهُ أَنْشَأَ ديوَانًا جَدِيدًا،أَطْلَقَ عليهِ اسم ديوانِ الجِهادِ،وأخَذَ يُطارِدُ الأَرْمَن،ويُقصيهِم من مَنَاصبِهِم التي توَلُّوهَا من قِبلِ الرَّافِضَة العُبَيديين،بَل إنَّهُ نَدَّدَ بالخَلِيفَةِ الحَافِظ العُبَيْدِيّ آنذاك علَى مواقِفِهِ المُستكِينًة تُجاهَ الصليبيينَ بالشَّامِ،فَعَمَدَ الخليفةِ الحافِظِ إلى تمكينِ الأرمَنِ والتَّعاون معهُم سِرًا،وأخَذَ يثُيرُ طوائفَ الجَيْشِ الفَاطِميّ ضدَّ الوزير ابن الوَلْخَشِيّ،الأمرُ الذي أعَاقَ سيرَ حركَةِ الجِهَادِ التّي عَزَمَ ابن الوَلْخَشِيّ على إدارَتِهَا،فَاضْطَّرَّ إلى الفِرارِ متَحَيِّزًا نَحْوَ الشَّمالِ حَيْثُ يُوجَدُ أَسَـدٌ من أُسُـودِ الجِهادِ وهُوً عِمادُ الدِّينِ زِنْكِيّ،لِيَستَعينَ بهِ في جِهَادِهِ ضدَّ الصليبيينَ.
Pentagon: 79:14وهذَا الوزيرُ ابنُ السَّلَار السُّنِّيّ الشَّافِعِيّ بَذَلَ قُصَارى جُهْدِه لموَاجَهَة الصَّليبيينَ،وحاولَ التّعاونَ مع نورِ الدِّينِ والاتِّصالَ بهِ ليتمَكَّنوا من مُشَاغَلَةِ الإفرِنجِ في جِهَةٍ،وضَرْبِهِم في الجِهَةٍ أُخْرَى،إلا أنَّ الخليفَةَ آنَذَاك الظَّافِرْ دَبَّرَ لَهُ مُؤامَرَةً فاغْتَالَهُ في عامِ خَمسِ مائة وثَمانيةٍ وأربَعِينَ للهِجْرَةِ.
Pentagon: 79:44Pentagon: 79:14وهذا الوزيرُ العادِل طلائعُ بنُ رُزَيْك[59] الذي مَا لبثَ بعد تولِّيهِ الوِزَارَة أنْ رفعَ رايَةَ الجِهادِ،وجَهَّزَ الأساطيل والسَّرَايا لمهَاجَمَة الصليبيينَ،لكنَّه ما لَبثَ أنْ قُتِلَ قبلَ أنْ يُحَقِّقَ حُلْمَهُ في تحريرِ بيتِ المَقْدِسِ،من قِبَلِ مُؤامرة دَبَّرها له "شَاوَر السَّعْدِيّ"[60] الذي كانَ والِيًا على الصّعيدِ في عهدِ الخلفَةِ العَاضِد عام خَمْسِ مائةٍ وثمَانيَة وخَمْسينَ للهِجْرَةِ.ولمَّا خرجَ أحد قادةِ الجَيْشِ وهُوَ أبو الأشْبًالِ الضّرْغَام على شَاورٍ،وانتزَع منه الوَزَارَة وقَتلَ ولَدَه الأكبر طَيّ بن شَاوَر،اضطَّرّ شاوَر إلى أنْ يُرسِلَ إلى الملكِ العادِل نور الدِّين محمود زِنْكِي يَستَجيرُ بهِ،ويطلبُ منهُ النَّجْدَة على أنْ يُعْطِيَهُ ثُلُثَ خَرَاجِ مِصر،وأن يكونُ نائِبَهُ بِهَا حيثُ قالَ:" أكونُ نائِبَكَ بِها وأقْنَعُ بما تُعَيّنُ لي من الضِّياعِ والباقي لكَ"،ومعَ أنَّ نورَ الدِّينِ كَانَ مترَدِّدًا في إرسالِ حملَة عسكَرِّيَّةٍ مع شَاورَ إلا أنَّه استخَارَ فَأرسَلَ لَه أكبرَ قُوَّادِهِ أسدَ الدِّينِ شِرْكُوهْ،وأرسلَ معهُ ابن أخيهِ صَلَاح الدِّين،وأمرَ بإعادَةِ شَاوَرَ إلى مَنصِبِه،واستطاع أسدُ الدِّين في حَملَتِه أنْ يقضيَ على ضِرغَام،وأن يُعيدَ الوِزَارةَ إلى شَاوَر في شَهْرِ رَجَب عام خمسِ مائةٍ وتسعَةٍ وخَمْسينَ للْهِجْرَةِ.
Pentagon: 81:05ولكِنَّ الغَدرَ والخِيانَةَ بَدَت فِي مُحـَيّا "شَاوَر"،فَأَسَاءَ مُعَامَلَةَ النّاسَ وتَنـَكّبَ عَنْ وُعُودِهِ المَعْسُولَةِ لـِنُورِ الدّين،وأرَادَ أنْ يَغْدِرَ بِأَسَدِ الدِّيْنِ شِركُوه حَيثُ طَلَبَ مِنْهُ الرّجُوعَ إِلى الشّام،دُونَ أنْ يُرسِلَ إِلَـيهِ ما كانَ قدِ اسْتَقرَّ بَينَهُ وبَيْنَ نُورِ الدّين،ولمـا رَفَضَ أَسَدُ الدِّينِ الرُّجُوعَ إِلى الشَّامِ أَرْسَلَ نُوّابَهُ إِلى مَدِيْنَةِ "بـَلْبِيس" فَتَسلَّمَهَا وتَحَصَّنَ بِهَا،فَمَا كَانَ مِن "شَاوَر" إِلا أَنْ يَغْدِرَ كَما هِيَ عَادَةُ الرَّافِضَةِ،فَأَرْسَلَ إِلَى مَلِكِ بَيْتِ المَقْدِسِ الصّلِيبِي يَسْتَنْجِدَهُ على "شِرْكُوه" ويُطَمِعُهُ فِي مُلْكِ مِصْرَ إِنْ هُمْ سَاعَدُوهُ فِيْ إِخْرَاجِ "شِركُوه"،وبِالفِعْلِ سَارَعَ الصَّلِيْبِيُّونَ بِالتَّوَجُّهِ إِلى مِصْرَ ومِن ثُمَّ التَقَوا بِـ"شَاور" وعَسَاكِرَه حَتّى تَوَجَّهُوا جَمِيْعَاً إِلى "بَلْبيس" وحَاصَرُوا أَسَد الدِّيْنِ فِيهَا ولَكِن مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى أَنَّهُ وأَثْنَاء حِصَارِهِمْ لَهُم؛ وَصَلَتْهُم الأَنْبَاءُ بِهَزيْمَةِ الإِفْرَنْجِ عَلَى "حَارِم" وتَمَلـُّكِ نُورِ الدِّينِ لها،وتَقَدُّمِهِ إِلى "بَانِيْسَا" لأَخْذِهَا فَأَصَابَهُم الرُّعْبُ واضْطُرُّوا إِلَى أنْ يُرَاسِلُوا أسَدَ الدّينِ المُحَاصَرِ في "بَلْبيس" يَطْلُبُونَ مِنْهُم الصُّلْحَ وتَسْلِيمِ مَا أَخَذَهُ سِلْمَاً،فَاضْطُرَّ لِمُوَافَقَتِهِم عَلَى ذَلِك،إِذْ أَنّ الأَقْوَاتَ قَلَّتْ عِنْدَهُم وعَلِمَ عَجْزَهُ عَنْ مُقَاوَمَةِ الفَرِيْقَينِ فَصَالَحَهُم وخَرَجَ مِن "بَلْبيس" عام خمسمائة وتسعة وخمسين للهجرة وهو في غَايَةِ القَهْر.
Pentagon: 82:36هَذَا الأَمْرُ وهَذِهِ الخِيَانَةُ مِنْ قِبَلِ "شَاوَر" وتَحَالُفِهِ مِعَ الصّلَيْبِيـين جَعَلَ المَلِكَ الصّالِحَ نُوْرُ الدّيْنِ مَحْمُود،يُوَجِّهُ نَظَرَهُ إِلى غَزْوِ مِصْرَ ثَانِيَةً لِلْقَضَاءِ عَلَى مَصْدَرِ الفُرْقَةِ فِيْ العَالَمِ الإِسْلامِيِّ ومَنْبَعِ الخَيَانَةِ لِلأُمّة أَلا وهِيَ الخِلافَةُ الفَاطِمِيَّةُ بِالإِضَافَةِ إِلَى رَغْبَتِهِ فِيْ نَشْرِ المَذْهَبِ السُّنّي والقَضَاءِ عَلَى مَذْهَبِ الرَّفْضِ فَخَرَجَت حَمْلةٌ مِنْ "دِمْشْقَ" فِي مُنْتَصفِ شَهْرِ رَبيعٍ الأَوّل مِن عَامِ خمسُمَائة واثْنَين وسِتِّيـنَ لِلْهِجْرَةِ بِقِيادَةِ أَسَدِ الدِّيْنِ وابْنِ أَخِيْهِ صَلاحِ الدِّينِ وكَانُوا عَلَى مَوْعِدٍ مَعَ النَّصْرِ،ومِنْ مُقَدِّمَاتِ هَذَا النَّصْرِ وإِرْهَاصَاتـِهِ أَنْ قَذَفَ اللهُ الرُّعْبَ فِيْ قُلُوبِ أَعْدَاءِه مِنَ الصَّليبيـينَ والرّافِضِةِ المُرْتَدّين،وبرِغمِ تَحَالُفِ "شَاوَر" وقُوّاتِهِ مَعِ قُوَّاتِ الصّلِيبيـين واسْتِنْجَادَهُ بِهِمْ إِلا أَنَّهم قَدمُوا والرَّجَاءُ يَقُوْدُهُمْ والخَوْفُ يَسُوْقُهُم.
Pentagon: 83:34فَبَدَأَتْ أُوْلَى المَعَارِكِ بَيْنَ قُوّاتِ أَسَدِ الدِّيْنِ وقُوَّاتِ الصّليبيـّينَ المُتَحَالِفِيـنَ مَعْ "شَاور" فِي مِنْطَقَةِ الصَّعِيدِ بِمَكَانٍ يُعْرَفُ بِاسْمِ "البَابَيـْنِ" فَدَارَت مَعْرَكةٌ حَاسِمَةٌ انْتَهَتْ بِهَزِيمَة الصّلِيبيـينَ والفَاطِمِيـّينَ أَمَامَ جُنُودِ "شِرْكُوه"،فَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يُؤَرَّخُ أَنّ أَلْفِي فَارِس عَدَدُ أَفْرَادِ جَيْشِ "شِركوه" تَهْزِمُ عَسَاكِرَ مِصْرَ وفِرِنْجَ السّاحل.
Pentagon: 84:01 واسْتَمَرَّ الكَرُّ والفَرُّ بَيْنَ الفَرِيْقَينِ حَتّى كَانَ مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى أَنْ بَثَّ اللهُ الفُرْقَةَ والنـِّزَاعَ بَيْنَ "شَاور" والخَلِيفَةِ الفَاطِمِيّ "العَاضُد" مِنْ جِهَةٍ وتَنَكُّرِ الصّلِيبيـْينَ للوَزِيْرِ "شَاور" مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.
Pentagon: 84:16كُلُّ ذَلِكَ بِالإِضَافَةِ إِلـَى العَزْمِ الصَّادِقِ عَلَى جِهَادِ الصَّليبيـّينَ ونَشَرِ الدِّيْنِ الإِسْلامِيّ الصَّافِيْ عَلَى مَنْهَجِ الجَمَاعَةِ الأُوْلَى،مَا عَلَيْهِ الرَّسُوْلُ rوأَصْحَابَهُ أَدّى بِالنّهَايةِ إِلى انْتِصَارِ حَمْلَةِ نُورِ الدّيْنِ بِقِيادِةِ أسَدِ الدّيْنِ وابْن أخِيْهِ صَلاحِ الدِّيْنِ واسْتِيْلائِهِم عَلَى مِصْرَ فِيْ نِهَايَةِ المَطَافِ،ولَكِنَّ الحِقْدَ الرَّافِضِيَّ  لَمْ يَنْتَهِ إِلى هَذَا الحَدِّ بَلْ رَاحَ الرَّافِضَةُ يُدَبِّرُونَ المُؤَامَرَاتِ والمَكَائِد بَعْدَ سُقُوطِ الدّوْلَةِ العُبَيدِيّةِ الفَاطِمِيّةِ للتّخَلُّصِ مِنْ أَسَدِ الدِّيْنِ الذِيْ تَولـّى الوَزَارَةَ فِيْ مِصْرَ ومَنْ بَعْدِهِ ابنُ أخَيهِ صَلاح الدِّيْنِ الذِيْ قَطَع الخُطْبَةَ للخَلِيفَةِ الفَاطِمِيِّ فِيْ ثَانِيْ جُمْعةٍ مِنْ المُحَرَّمِ عَام خَمْسمائةٍ وسَبعةٍ وسِتّينَ للهِجْرةِ وخَطَبَ للخَلِيْفَةِ العَبَّاسِي المُسْتَضِيءِ بِأمْرِ الله.
 
____________

جرائم الاغتيال عند الرافضة الباطنية
 
Pentagon: 85:10فَتَمَّتْ عِدّةُ مُحَاوَلاتٍ لاغْتِيالِ القَائِدِ صَلاحِ الدّين،فَفِيْ عَامِ خمْسِمَائة وأَرْبعةٍ وسَبْعينَ لِلهِجْرِةِ مِنْ شَهْرِ ذِيْ القِعْدَةِ اتَّفَقَ مُؤْتِمِنُ الخِلافَةِ وهُوَ خَصِيٌّ كَانَ بِقَصْرِ العَاضُدِ وكَانَ الحُكْمُ فِيْ القَصْرِ إِليْهِ مَعْ جَمَاعَةٍ مِنَ المِصْرِييـْنَ عَلَى مُكَاتَبَةِ الإِفْرَنْجِ مَعْ شَخْصٍ يَثِقُوْنَ بِهِ يَقْتَرِحُوْنَ فِيْهِ عَلَيْهِم أَنَّ يَتَوجَّهَ الصّلِيبيـّون إِلى الدِّيَارِ المِصْرِيّة،فَإِذَا وَصَلُوا إِلَيْهَا وأَرَادَ صَلاحُ الدّينِ الخُرُوجَ إِلَيْهِم قَامَ هُوَ ومَنْ مَعَهُ مِنَ المِصْرِييـنَ فِيْ الدَّاخِلِ بِقَتْلِ مُخَالِفِيهِمْ مِنْ أَنْصَارِ صَلاح الدّين،ثُمَّ يَخْرُجُوْنَ جَمِيْعَاً فِيْ إِثْرِهِ حَتَّى يَأْتُوْنَهُ مِنَ الخَلْفِ فَيَقْتُلُونَهُ ومَنْ مَعَهُ مِنَ الَعَسْكَر،ولَكنَّ الله تَعَالى أَفْشَلَ مُخَطّطهُم ذَلكَ وانْكَشَفَ حَامِلُ الرِّسَالة،فَأَرْسَل صَلاحُ الدِّينِ مِنْ فَوْرِهِ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ إِلى مُؤْتَمِنِ الخِلافَة[61]،حَيثُ كَانَ يَتَنـزّهُ فِي قَرْيَةٍ لَهُ فَأَخَذُوهُ وقَتَلُوهُ وأَتَوا بِرَأْسِهِ وعَزَلَ جَمِيعَ الخَدَمِ الذينَ يَتَولّونَ أَمْرَ قَصْرِ الخِلافَة.
Pentagon: 86:18 ثُمّ جَاءَتِ المُحَاوَلَةُ الثّانِيَةُ لاغْتِيالِ صَلاح الدّيْنِ مِنْ قِبَلِ الرّافِضَةِ لَمّا ثَارَ جُنْدُ السُّودَانِ الذين كَانُوا بِمِصْرَ لمَقْتَل مُؤْتَمن الخِلافة لأَنّه كَانَ يَتَعصَّبُ لَهُم فَجَمَعُوا خَمْسِين ألفاً مِنْ رِجَالِهِم وسَارُوا لِحَرْبِ صَلاحِ الدِّينِ فَدَارَتْ بَيْنَهُم عِدّةُ مَعَارِك وكَثُر القَتْلُ فِيْ الفَرِيقَيـنِ،فَأرْسَل صلاح الدّيْنِ إِلى مَحَلّتِهِم المَعرُوفَةِ بِالمنْصُورَةِ فَأَحْرَقَها عَلَى أَمْوَالِهِم وأَوْلادِهِم وحَرَمِهِم،فَلَمّا عَلِمُوا بِذَلِكَ وَلّوا مُنْهَزِمِينَ فَرَكِبَهُم السَّيْفُ وظَلّ القَتْلُ فِيْهِمْ مُسْتَمِرّاً إِلى أَنْ قَضَى عَلَى آخِرِهِمْ "تُورَان شَاه"[62] أَخُو صَلاحِ الدّين فِيْ مِنْطَقَةِ الجيزة.
Pentagon: 87:01ولَمْ يَسْتَكِنْ الرّافِضَةَ إِلَى هَذَا الحَد بَلْ اتّفـقَ جَمَاعَةٌ مِنْ شِيْعَةِ العَلَوييـّنَ بِمِصْرَ ومِنْهُم "عَمارة اليَمَنيّ" الشّاعِرُ المَعْرُوفُ و"عَبْدُ الصّمد" الكَاتِبُ والقَاضِيْ "العُوَيْرِسِيّ" ودَاعِيْ الدُّعَاة "عَبْد الجَبّارِ بْن إِسْمَاعِيْل بن عَبْدِ القَوِي" وقَاضِيْ القُضَاةِ هِبةُ اللهِ بْنُ كَامِل ومَعَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ أُمَرَاءِ صَلاحِ الدّينِ وجُنْدِهِ واتّـفَقَ رَأْيُهُم عَلى اسْتِدْعَاءِ الفِرِنِج مِنْ "صِقِلّيةِ" ومِنْ سَاحِلِ الشّامِ إِلى الدِّيَارِ المِصْرِيّةِ عَلَى شَيءٍ يَبْذُلُونَهُ لَهُمْ مِنَ المَالِ والبِلادِ،فِإِذَا قَصَدُوا البِلادَ وخَرَجَ إِلَيْهِمْ صَلاحُ الدِّيْنِ لمِقَاتَلَتِهم ثَارُوا هُمْ مِنَ الدَّاخِلِ فِيْ القَاهِرَةِ ومِصْرَ وأَعَادُوا الدَّوْلَةَ الفَاطِمِيَّةَ،ولَكِنْ مِنْ لُطْفِ اللهِ تَعَالَى بِأُمّةِ الإِسْلامِ أَنْ كُشِفَ مُخَطّطَهُم قَبْلَ أَنْ يَتِمَّ حَيْثُ كَانَ مِنْ ضِمْنِ مَنْ أَدْخَلَوهُ مَعَهُمْ فِيْ المُؤَامَرَةِ وأَطْلَعُوهُ عَلَى خَبِيْئَتِهِم الأمَيرُ زَيْنُ الدِّيْنِ عَليّ بنُ الوَاعِظِ الذِيْ أَبَتْ نَفْسُهُ أَن تَقْبَلَ بِهَذِهِ الدّنِيْئِة،وهَذِهِ الخَيَانَةُ فَأَخْبَرَ صَلاحَ الدّينِ بِمَا تَعَاقَدَ عَلَيه القَوْمُ فَكَافَأهُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اسْتَدْعَاهُمْ وَاحَداً وَاحَدا،وقَرَّرَهُم بِذَلِكَ فَأقرُّوا ثُمَّ اعْتَقَلَهُم واسَتَفْتَى الفُقَهَاءَ فِيْ أَمْرِهِمْ فَأفتـُوهُ بِقَتْلِهِم،فَقَتَل رُؤوسَهُم وأَعْيَانَهُم وعَفَى عَنْ أَتْبَاعِهِم وغُلْمَانِهِم وأَمَر بِنَفْيِ مَنْ بَقِيَ مِنْ جَيْشِ العُبَيْدِييـنَ إِلَى أَقْصَى البِلاد.
Pentagon: 88:30وبِذَلِكَ تَكُوْنُ مِصَر قَدْ بَدَأتْ صَفْحَةً مُنِيْرَةً مِنْ تَارِيْخِِها،إِذْ أَعَادَ صَلاحُ الدِّيْنِ البَلادَ إِلَى المَذْهَبِ السُّنّي مِنْ جَدِيد وأَرْجَعَ تَبَعِيَّتَهَا للدّوْلَةِ العَبّاسِيّةِ ثُمّ رَاحَ يُرَتّبُ صُفُوفَهُ مِنْ جَديدٍ ولولا مُشَاغَلَةُ الرّافِضَةِ لَهُ ومُحَاوَلَاتَهُم العَدِيدَةَ فِيْ تَدْبِيرِ المُؤْامَرَاتِ لاغْتِيَالِه لمـَا تَأخـّرَ بَعْدَ ذلَكَ النّصْرُ الكَبِيـرُ لِلأمّةِ الإِسْلامِيّةِ إلى عَامِ خمسمائة وثَلاثةٍ وثَمَانِينَ للهِجْرَةِ حَيْثُ انْشَغَلَ صَلاحُ الدّيْنِ بِقِتَالِ الرّافِضَةِ ولمـَّا تَمَكّنَ مِنَ القَضَاءِ عَلَيَهِمْ كَدَولَةٍ وكَقُوّةٍ اسْتَطَاعَ بَعْدَهَا أَنْ يَتَفرَّغَ لِقِتَالِ الصّليبييـنَ،ومِنْ ثَمَّ اسْتِعَادَةِ بَيْتِ المَقْدِسِ مِنْ أَيْدِيهِمْ فِيْ مَوْقِعَةِ "حِطّيْنَ" الفَاصِلَةِ ولِهَذَا كُلَّـه فِإِنّ شَخْصِيةَ صَلاحِ الدّيْنِ رَحِمَهُ الله تَعَالى بِقَدْرِ مَا هِي تُمَثّلُ الرَّمْزَ النّاصِرَ لِدِينِ اللهِ والمُجِدِّدَ لعِزّ هَذِهِ الأمّـةِ عِنْدَ أَهْلِ السّنةِ..بِقْدرِ مَا تَغِيظَ مِنْهَا رُؤُوسُ الرّافِضَةِ وبِقَدْرِ مَا يُبغِضُونَ هَذِهِ الشّخْصِيّة.
 
____________

التقية عند الرافضة
 
Pentagon: 02:59قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وَالرَّافِضَةُ تَجْعَلُ هَذَا مِنْ أُصُولِ دِينِهَا وَتُسَمِّيِهِ التَّقِيَّةَ،وَتَحْكِي هَذَا عَنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِينَ بَرَّأَهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ،حَتَّى يَحْكُوا.عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ أَنَّهُ قَالَ:التَّقِيَّةُ دِينِي وَدِينُ آبَائِي .
وَقَدْ نَزَّهَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ وَغَيْرِهِمْ عَنْ ذَلِكَ،بَلْ كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ صِدْقًا وَتَحْقِيقًا لِلْإِيمَانِ،وَكَانَ دِينُهُمُ التَّقْوَى لَا التَّقِيَّةَ .
وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}[سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ:28] إِنَّمَا هُوَ الْأَمْرُ بِالِاتِّقَاءِ مِنَ الْكُفَّارِ.لَا الْأَمْرُ.بِالنِّفَاقِ وَالْكَذِبِ.
وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَبَاحَ لِمَنْ أُكْرِهَ عَلَى كَلِمَةِ الْكُفْرِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا إِذَا كَانَ قَلْبُهُ مُطَمْئِنًا بِالْإِيمَانِ،لَكِنْ لَمْ يُكْرِهْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَى شَيْءٍ [مِنْ ذَلِكَ]،حَتَّى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]:لَمْ يُكْرِهْ أَحَدًا لَا مِنْهُمْ وَلَا مِنْ غَيْرِهِمْ عَلَى مُبَايَعَتِهِ،فَضْلًا أَنْ يُكْرِهَهُمْ عَلَى مَدْحِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ،بَلْ كَانَ عَلِيٌّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ يُظْهِرُونَ ذِكْرَ.فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَالثَّنَاءَ عَلَيْهِمْ وَالتَّرَحُّمَ عَلَيْهِمْ وَالدُّعَاءَ لَهُمْ،وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُكْرِهُهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ.
وَقَدْ كَانَ فِي زَمَنِ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي الْعَبَّاسِ خَلْقٌ عَظِيمٌ.دُونَ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ فِي الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى يَكْرَهُونَ مِنْهُمْ أَشْيَاءَ وَلَا يَمْدَحُونَهُمْ وَلَا يَثْنُونَ عَلَيْهِمْ وَلَا يُقَرِّبُونَهُمْ،وَمَعَ هَذَا لَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ يَخَافُونَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ أُولَئِكَ يُكْرِهُونَهُمْ،مَعَ أَنَّ الْخُلَفَاءَ [الرَّاشِدِينَ].كَانُوا بِاتِّفَاقِ الْخَلْقِ أَبْعَدَ عَنْ قَهْرِ النَّاسِ وَعُقُوبَتِهِمْ عَلَى طَاعَتِهِمْ مِنْ هَؤُلَاءِ،فَإِذَا لَمْ يَكُنِ النَّاسُ مَعَ هَؤُلَاءِ مُكْرَهِينَ عَلَى أَنْ يَقُولُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ خِلَافَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ،فَكَيْفَ يَكُونُونَ مُكْرَهِينَ مَعَ الْخُلَفَاءِ عَلَى ذَلِكَ ; بَلْ عَلَى الْكَذِبِ وَشَهَادَةِ الزُّورِ وَإِظْهَارِ الْكُفْرِ - كَمَا تَقُولُهُ الرَّافِضَةُ - مِنْ غَيْرِ أَنْ يُكْرِهَهُمْ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ؟ .
فَعُلِمَ أَنَّ مَا تَتَظَاهَرُ بِهِ الرَّافِضَةُ،هُوَ مِنْ بَابِ الْكَذِبِ وَالنِّفَاقِ،وَأَنْ يَقُولُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ،لَا مِنْ بَابِ مَا يُكْرَهُ الْمُؤْمِنُ عَلَيْهِ مِنَ التَّكَلُّمِ بِالْكُفْرِ."[63]
وَفِي أَثْنَاءِ الطَّورِ الثَّانِي لِلخِلافَةِ العَبَّاسِيَّةِ نَجِدُ أَنَّ الرَّافِضَةَ يَظهَرُونَ مِنْ جَدِيدٍ،وَلكِنْ بِلِبَاسِ التَّقيَّةِ التِي يَدِينُونَ بِهَا حَتَّى تَظهَرَ لَهُم الدَّولَةُ وَاليَد؛ كَالثَّعلَبِ يَلبَسُ جِلدَ الشَّاةِ فَلا يَنخَدِعُ بِهِ إِِلا الرَّاعِي المُضيِّعُ لِرَعِيَّتِهِ,وَالغَافِلُ بِأُمُورِ دُنيَاهُ عَنْ أُمُورِ دِينِهِ..
فَرَاحُوا يَتَمَلَّقُونَ وَيَتَقَرَّبُونَ نِفَاقَاً مِنْ كِبَارِ المَسؤُولِينَ فِي الدَّولَةِ،وَيُعلِنُونَ الوَلاءَ وَالطَّاعَةَ جَهْرَاً،وَيُبيِّتُونَ مَا لا يَرضَى مِنَ القَولِ سِرَّاً،حَتَّى انخَدَعَ بِهِم كَثِيرٌ مِنَ الخُلَفَاءِ العَبَّاسِيِّينَ...
ابن العلقمي واحتلال بغداد من قبل التتار
 
 فَنَرَاهُمْ يُقَلِّدُونَهُمْ المَنَاصِبَ الهَامَّةَ وَالحَسَّاسَةَ فِي الدَّولَةِ...وَمِثلُ هَذَا الرَّافِضِيُّ الشَّهِيرُ "ابنُ العَلقَمِيّ" الذِي قَلَّدَهُ الخَلِيفَةُ المُستَعصِمُ الوَزَارَةَ غَفلَةً مَنهُ وَتَضيِيعًا،وَإِلا..أَمَا كَانَت تَكفِيهِ العِبرُ مِنَ التَّارِيخِ القَرِيبِ مِمَّا فَعَلَهُ الرَّافِضَةُ بِأَجدَادِهِ..؟  
Pentagon: 04:16وَلكِنْ لِيقضِيَ اللهُ أَمرًَا كَانَ مَفعُولاً،وَلِيَرصُدَ لنَا التَّارِيخُ جَرائِمَ القَومِ وَخِيَانَاتِهِم،وَقُعُودَهُمْ لأَهلِ السُّنَّةِ كُلَّ مَرصَدٍ،وَهُم يَتَرَقَّبُونَ بِهِمُ الدَّوَائِرَ..فَمَاذَا كَانَ جَزَاءُ الخَلِيفَةِ العَبَّاسِيّ إِلا أَنْ تَآمَرَ الحَاقِدُ "ابنُ العَلقَمِيّ" مَعَ شَيخِهِ الرَّافِضِيِّ "نَصِيرُ الدِّينِ الطُّوسِيّ" عَلى هَدمِ البِلادِ وَقَتلِ العِبَادِ وَخَلعِ الخَلِيفَةِ بَعدَ أَنْ رَاسَلُوا "هُولاكُو" [64]مَلِكَ التَّتَارِ بِدُخُولِ بَغدَادَ،وَوَعَدُوهُ بِمُنَاصَرَتِهِ وَالتَّوطِينِ لَهُ مِنْ خِلالِ خِطَّةٍ وَحِيلَةٍ مَكَرَ بِهَا ابنُ العَلقَمِيّ؛ حَيثُ أَوهَمَ الخَلِيفَةَ العَبَّاسِيَّ بِأَنَّ عَدَدَ الجُنُودِ كَثُرَ وَزَادَ عَلى دِيوَانِ الجُندِ حَتّى بَاتُوا مِنْ كَثرَتِهِم يُشَكِّلُونَ عِبئَاً اقتِصَادِيًّا عَلى الدَّولَةِ،وَأَنَّ الدَّولَةَ تَحتَاجُ فِي مَرَافِقِهَا الأُخرَى أَكثَرَ مِن حَاجَتِهَا فِي الجُندِ...فَأَشَارَ عَلِيهِ أَنْ يُقَلِّلَ نِسبَةَ الجُندِ...فَمَا إِن وَافَقَ عَلَى هَذِهِ الفِكرَةِ وَهَذَا المَبدَأِ؛ حَتَّى رَاحَ يُسَرِّحُ الكَتَائِبَ تِلوَ الكَتَائِب..فَبَعدَ أَنْ كَانَ عَدَدُ الجُنُودِ مَا يُقَارِبُ المائَةَ أَلفٍ،صَارُوا قُرَابَةَ العَشرَةِ آلافِ جُندِيٍّ..Pentagon: 05:45وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ:"وَكَانَ الوَزِيرُ ابنُ العَلقَمِيِّ قَبلَ هَذِهِ الحَادِثَةِ يَجتَهِدُ فِي صَرفِ الجُيُوشِ وَإِسقَاطِ اسمِهِم مِنَ الدِّيوَانِ،فَكَانَتِ العَسَاكِرُ فِي آخِرِ أَيَّامِ المُستَنصِرِ قَرِيبَاً مِنْ مَائَةِ أَلفٍ مِنهُمُ مِنَ الأُمَرَاءِ مَنْ هُوَ كَالمُلُوكِ الأَكَابِرِ الأَكَاسِرِ،فَلَمْ يَزَلْ يَجتَهِدُ فِي تَقلِيلِهِمْ إِلى أَنْ لَم يَبقَ سِوَى عَشرَةِ آلافٍ،ثُمَّ كَاتَبَ التَّتَارَ وَأَطمَعَهُم فِي أَخذِ البِلادِ،وَسَهَّلَ عَليهِم ذَلِكَ،وَحَكَى لَهُمْ حَقِيقَةَ الحَالِ،وَكَشَفَ لَهُمْ ضَعفَ الرِّجَالِ؛ وَذَلِكَ كُلِّهِ طَمَعَاً مِنهُ أَنْ يُزِيلَ السُّنَّةَ بِالكُلِّيَّةِ،وأَنْ يَظهَرَ البِدْعَةَ الرَّافِضِيَّةِ،وَأَنْ يُقِيمَ خَلِيفَةً مِنَ الفَاطِمِيِّينَ،وَأَنْ يُبِيدَ العُلَمَاءَ وَالمُفتِينَ،وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ." ا.هـ[65].
حِينَهَا أَرسَلَ ابنُ العَلقَمِيِّ إِلى "هُولاكُو" يُبلِغُهُ مَدَى الضَّعفِ الذِي حَلَّ بِالدَّولَةِ وَبِالخَلِيفَةِ.Pentagon: 06:57وَخَرَجَ هُولاكُو لاجتِيَاحِ بَغدَادَ،حَتَّى إِذَا صَارَ عَلَى حُدُودِ البِلادِ؛ خَرَجَ لَهُ ابنُ العَلقَمِيّ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ خَاصَّتِهِ وَأَهلِهِ وَاجتَمَعُوا بِهُولاكُو،وَأَشَارَ ابنُ العَلقَمِيّ عَلَى أَنْ تُدَبَّرَ لِلخَلِيفَةِ خِطَّةٌ لاستِخرَاجِهِ وَكِبَارِ قَادَتِهِ وَأُمَرَائِهِ وَخَاصَّتِهِ مِنْ حَوَاشِيهِ خَارِجَ البَلَدِ لِيَسهُلَ القَضَاءُ عَليهِ،ويَسهُلَ عَليهِم اجتِيَاحَ بَغدَادَ..Pentagon: 07:28فَجَاءَ ابنُ العَلقَمِيّ يَنسِجُ خُيُوطَ المَكرِ وَالخِيَانَةِ لِلخَلِيفَةِ المُستَعصِمِ،وَيُشُيرُ عَليِهِ بَأَنْ يَخرُجَ لِهُولاكُو لِيَعقِدَ مَعَهُ اجتِمَاعَ صُلحٍ يَصطَحِبُ فِيهِ خَاصَّتَهُ مِنَ الحَاشِيَةِ وَالأُمَرَاءِ وَالقُضَاةِ وَالقَادَةِ... وبِالفِعلِ وَثِقَ الخَلِيفَةُ بِوَزِيرِهِ الرَّافِضِيّ...كَيفَ لا،وَهُوَ الذِي قَرَّبَهُ إِليهِ وَعَيَّنَهُ لَهُ وَزِيرَاً ..فَمَاذَا كَانَتْ نَتِيجَةُ هَذَا التَّقَارُبُ السُّنِّيُّ الرَّافِضِيّ الشَّهِير؟  
النَّتِيجَةُ هِيَ مَا استَمرَأَ عَليِهِ الرَّافِضَةُ وَأَلِفُوهُ..إِنَّهُ الغَدرُ وَالخِيَانَةُ،حَتَّى أَنَّ الخَلِيفَةَ لَمَّا قَدِمَ عَلى هُولاكُو لم يَكُنْ هُولاكُو عَازِمَاً عَلى قَتلِهِ بَل تَهَيَّبَ ذَلِكَ،وَلكِنَّ ابنَ العَلقَمِيّ وَالطُّوسِيّ شَجَّعَاهُ عَلى ذَلِكَ،وَنَصَحَاهُ بِقَتلِهِ وَقَتلِ مَنْ جَاءَ مَعَهُ حَتَّى تَمَّ لَهُم ذَلِكَ بِالفِعلِ..ودَخَلَ التَّتَارُ إِلى بَغدَادَ فَأَوَقَعُوا فِيهَا مَذبَحَةً عَظِيمَةً فِي النُّفَوسِ،وَمِحرَقَةً هَائِلَةً فِي الكُتُبِ والمَكتَبَاتِ،فَلَم يَنجُ مِنْ ذَلِكَ إِلا أَهلُ الذِّمَّةِ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمَنْ التَجَأَ إِلى بَيتِ ابنِ العَلقَمِيّ.وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الإِمَامُ الذَّّهَبِيّ:Pentagon: 08:50"وَفِي سَنَةِ 656 هـ،أَحَاطَ أَمرُ اللهِ بِبَغدَادَ فَأَصبَحَتْ خَاوِيَةً عَلى عُرُوشِهَا،وَبَقِيَتْ حَصِيدَاً كَأَنْ لَم تَغنَ بِالأَمسِ،فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ،نَازَلَهَا المَغُولُ فِي أَخلاطٍ مِنَ السُفَّلِ وَأَوبَاشٍ مِنَ المُنَافِقِينَ،وَكُلِّ مَنْ لم يُؤمِنْ بِالرَّبِّ،وَكَانَ ابنُ العَلقَمِيّ الوَزِيرُ وَاليًا عَلى المُسلِمِينَ وَكَانَ رَافِضِيًّا جَلِدًا فَلمَّا استَدَارُوا بِبَغدَادَ،وَخَارَتْ القُوَى وَجَفَّ الرِّيقُ،وانخَلَعَت الأَفئِدَةُ أَشَارَ الوَزِيرُ عَلى الخَلِيفَةِ المُستَعصِمِ بِاللهِ بِمُصَانَعَةِ العَدُوِّ،وَقَالَ دَعنِي أَخرُجْ إِليهِم فِي تَقرِيرِ الصُّلحِ،فَخَرَجَ وَاستَوثَقَ لِنَفسِهِ وَلِمَن أَرَادَ،وَجَاءَ إِلى الخَلِيفَةِ وَقَالَ إِنَّ المَلِكَ قَد رَغِبَ أَنْ يُزَوِّجَ ابنَتَهُ بِابنِكَ أَبِي بَكرٍ،وَيُبقِيَكَ فِي الخِلافَةِ كَمَا كَانَ الخُلَفَاءُ مَعَ السُّلجُوقِيَّةِ،وَيَرحَلَ عَنكَ فَأَجِبهُ إِلى ذَلِكَ فَإِنَّ فِيهِ حَقنُ الدِّمَاءِ،وَأَرَى أَنْ تَخرُجَ إِليهِ"[66].Pentagon: 10:12 فَخَرَجَ الخَلِيفَةُ فِي جَمعٍ مِنَ الأَعيَانِ إِلى السُّلطَانِ هُولاكُو،فَأَنزَلَهُ فِي خَيمَةٍ،ثُمَّ دَخَلَ الوَزِيرُ فَاستدعَى الأَكَابِرَ لِحُضُورِ العَقدِ،فَحَضَرُوا وَضُرِبَتْ أَعنَاقُهُمْ،وَصَارَ كَذَلِكَ يُخرِجُ طَائِفَةً بَعدَ طَائِفَةٍ فَيُقتَلُونَ،ثُمَّ صِيحَ فِي البَلَدِ،وَبُذِلَ السَّيفُ وَاستَمَرَّ القَتلُ والسَّبيُ وَالحَرِيقُ وَالنَّهبُ،وَقَامَتْ قِيَامَةُ بَغدَادَ فَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ بِضعَا وَثَلاثِينَ يَومًا،كُلَّ صَبَاحٍ يُدخَلُ فِرقَةٌ مِنَ التَّتَارِ فَيحصُدُونَ مَحِلَّةً حَتَّى جَرَت السُّيُولُ مِنَ الدِّمَاءِ،وَرُدِمَتْ فِجَاجُ المَدِينَةِ مِنَ القَتلَى،حَتَّى قِيلَ إِنَّهُ رَاحَ تَحتَ السَّيفِ أَلفُ أَلفٍ وَثمَاَنمُاِئَةِ أَلفٍ...وَالأَصَحُّ أَنَّهُم بَلَغُوا نَحوًا مِن ثَمَانِمَائَةِ أَلفٍ،وَهَذَا شَيءٌ لا يَكَادُ يَنضَبطُ فَإِنَّهُم قَتَلُوا فِي الطُّرُقِ وَالجَوامِعِ وَالبُيُوتِ وَالأَسطِحَةِ وَبِظَاهِرِ البَلَدِ مَا لا يُحصَى،بَل هِيَ مَلحَمَةٌ مَا جَرى قَطٌّ فِي الإِسلامِ مِثلَهَا،وَسَبَوا مِنَ النِّسَاءِ وَالصِّغَارِ مَا مَلأَ الفَضَاءَ..وَمِمَّنْ أُسِرَ وَلَدُ الخَلِيفَةِ الصَّغِيرُ وَإِخوَانُهُ،وَقُتِلَ الخَلِيفَةُ وَابنَاهُ أَحمَدٌ وَعبدُ الرَّحمَنِ،وَمِمَّنْ قُتِلَ مَعَ الخَلِيفَةِ مِنَ الأَعيَانِ:أَعمَامُهُ عَليٌّ وَالحُسَينُ وَيُوسُفُ،وَجَمَاعَةٌ مِن أَهلِ البَيتِ .
وأَخْرَجَ الصَّاحِبُ مُحْيِي الدِّينِ الرًئيسَ العلامَةَ ابنُ الجَوْزِيّ وبَنُوهُ عَبْدَ اللهِ وَعبدَ الرَّحْمَنِ وعَبْدَ الكَرِيمِ،فَضُرِبَتْ أَعْنَاَقِهِم،ومِمَنْ قُتِلَ صَبْرًا جَمَاعَةٌ مُستَكْثِرُونَ مِنَ العُلمَاءِ والأُمْرَاءِ والأَكَابِرِ،وخَلَتْ بَغْدَادُ منَ أهلها،ودُثِرَتِ المَحَالُ،واسْتَوْلَى عليْهَا الحريقُ،واحْتَرَقَتْ دارُ الخِلَافَةِ،والجَامِعُ الكَبيرُ،حتَّى وَصَلَتْ النَّارُ إلى خَزَاَنَةِ الكُتُبِ،وعَمَّ الحَرِيقُ جميعَ البِلادِ،وما سَلِمَ إلا مَا فيهِ من هؤلاءِ الملاعينَ )  ا.هـ.
 
__________

قطع الطرق والخطف وقتل أهل السنة
 
Pentagon: 12:25لم يقِفْ هؤلاء الرَّوَافِضُ الحاقدينَ في جَرَائِمِهمُ السِّيَاسِيَةِ عندَ حدِّ الإضْرَارِ بالخَلِيَفَةِ وحَاشيتِهِ لإسقاط الدَّوْلَةِ الإِسْلَامِيَّةِ وحَسْب؛ بَلْ تمادَى ضَرَرُهُم إلى عَامَّةِ المُسْلِمِينَ،فَأَخَذُوا يقْطَعُونَ الطُّرُقَ،ويَقْتُلُونَ الآمِنِينَ منَ النَّاسِ،ويأخُذُونَ القَوَافِلَ،بَلْ أخَذُوا يَبْتَكِرُونَ وَسَائِلَ مختَلِفَةً للْفَتْكِ بِالنَّاسِ ونَشْرِ الرُّعْبِ بَيْنَهُم،فَقَدْ بَلَغَ مِنْ جُرْأَةِ هَؤُلاء المُفْسِدِينَ أنَّهُم كَانُوا يَخْطِفُونَ النَّاسَ منَ الشَّوَارِعِ والحَارَاتِ بأغرب الطُّرُقِ،وكَانَ الرَّجُلُ يَتْبَعُ خَاطِفَهُ مِن سُكُونٍ والخَوْفُ مُلْجِمِهُ والوَيْلُ لَهُ إنْ أَبْدَى مُقَاوَمَةً أو تحرَّكَ لِسَانُهُ طلبًا للنَّجْدَةِ،فَإِذَا فَعَلَ ذلك استقرَّّ خِنجرُ خاطِفِهِ في قَلْبِهِ.فَكَانَ الِإنْسَانُ إِذَا تَأَخَّرَ عنْ بَيْتِهِ عَنْ الْوَقْتِ المُعْتَادِ لرُجُوعِهِ تَيَقَّنَ أهلُهُ بأنَّ البَاطنِيَّةَ قَتَلُوهُ،فَيَقْعُدُوا للعَزَاءِ بِهِ،ويَسُودُهُمُ الحُزْنُ،والأسَى حَتَّى يَرْجِعَ.فَأَصْبَحَ النَّاسُ لا يمْشُونَ في الشَّوَارِعِ مُنْفَرِدِينَ،وكَانُوا عَلَى غَايَةٍ منَ الحَذَرِ.Pentagon: 13:47ويُصوِّرُ لَنَا المؤرِّخُ ابنُ الأثِيرِ صُوَرةً لما فعلَهُ البَاطِنِيَّةُ بمؤذنٍ خَطَفُوهُ فيقولُ:(وَ أَخَذُوا - البَاطِنِيَّة ُ- في بَعْضِ الأيَّامِ مُؤذِّنًا أَخَذَهُ جَارٌ لَهُ بَاطنيّ فَقَامَ أهلُهُ للنِّيَاحَةِ عليه،فَأَصْعَدَهُ الباطنية إلى سَطْحِ دَارِهِ وأَرُوهُ أهْلَهُ كَيْفَ يَلْطمُونَ،ويَبْكُونَ وهَوُ لا يَقْدِرُ أنْ يَتَكَلِّمَ خوفًا منْهُم‏.)[67] ا.هـ.
Pentagon: 14:17ومِنْ أسَالِيبِهم الأُخرَى الْتِّي استَخْدَمُوهَا لِلْفَتْكِ بأفْرَادِ المُجْتَمَعِ الإسْلَامِيّ،ونَشْرِ الرُّعْبِ بينَهُم أنَّهُم كَانُوا يَخْطِفُونَ النَّاسَ بحيلٍ مُخْتَلِفَةٍ،ويُحْمَلُون َإلى منازِلَ ودُورٍ غيرِ مَعْرُوفَةٍ،حيثُ يَسْجُنونُهُم أوْ يقتُلُونَهُم،وكَانَ إِذَا مَرَّ بهمُ إِنْسَانٌ أَخَذُوهُ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ الدُّورِ،وهُنَاك يُعَذِّبُونَهُ ثمَّ يَقْتُلُونَهُ ويَرْمُونَهُ في بِئْرٍ في تلك الدَّارِ أُعِدَّتْ لِذَلِكَ الغَرَضِ.Pentagon: 14:52 وكَانَتْ طَرِيقَتُهُم فِي خَطْفِ النَّاسِ [68]أنَّهُ كَانَ يَجْلِسُ عَلَى أوَّلِ الدَّرْبِ المُؤَدِيَّةِ إلى إحْدَى هَذِهَ الدُّورِ رَجُلٌ ضَرِيرٌ منَ البَاطِنِيَّةِ،فَإِذَا مَرَّ بهِ إنسانٌ سَأَلَهُ أَنْ يَقُودَهُ خُطُوَاتٍ في هَذَا الدَّرْبِ،فَتَأْخُذَهُ الرَّأْفَةُ والإحْسَانُ لِعَمَلِ الخَيْرِ،فَيَقُودَهُ في هَذَا الدَّرْبِ حَتَّى إِذَا وَصَلَ إِلَى دَارٍ مِنْ دُورِهمُ قَبَضُوا عليهِ وقَتَلُوهُ،ورَمَوْهُ في البئرِ.ولَكِنْ لم يَلْبَثْ أَنْ اكْتَشَفَ النَّاسُ حِيلَةَ البَاطِنَيَّةِ هذِه،فَفَتَكُوا بِهِم وقَتَلُوهُم.فَفِي أحدِ الأيَّامِ صَادَفَ أنْ رَجُلاً دَخَلَ دَارَ صَدِيقٍ لَهُ فَرَأَى فَيهَا ثِيَاباً،وأحْذِيَةً،ومَلَابِسَ لم يَعْهَدْهَا،فَخَرَجَ منْ عِنْده،وتَحَدَّثَ لِلْنَاسِ بِمَا رَآهُ فَدَاهَمَ النَّاسُ البيتَ،وكَشَفُوا عَنِ المَلَابِسِ،والثِّيَابَ فَعَرَفُوا أنَّهَا مِنَ المَقْتُولِينَ،فَثَارَ النَّاسُ وأَخَذُوا يَبْحَثُونَ عَمَّنْ قُتِلَ مِنْهُم،وتَجَرَّدُوا لِلانتِقَامِ منَ البَاطِنِيَّةِ بِقِيَادةِ العَالِمِ أبي القَاسِمِ مَسْعُودٍ بنِ مُحَمَّدٍ الخِجْنَدِيّ الفَقِيهِ الشَّافِعِيّ،فَجَمَعَ النَّاسَ بالأسْلِحَةِ،وأَمَرَ بحَفْرِ الأخَادِيدِ،وأَوْقَدَ فيهَا النِّيَران،وأَمَرَ العَامَّةَ منَ النَّاسِ بأنْ يَأْتُوا بالبَاطِنِيَّةِ أفْوَاجاً،ومُنْفَرِدِين فَيُلْقُونَهُم في النَّارِ حَتَّى قَتَلُوا منهم خَلْقًا كَثيراً.[69]
Pentagon: 16:24وللعِلْمِ فإنَّ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ منْ تاريِخِهِمُ الأَسْوَدِ في قَطْعِ الطَّرِيقِ،وقَتْلِ الآمنينَ وخَطْفِهِم،وخَوْفِ النَّاسِ وانقِطَاعِ رَجَائِهِم في مَنْ يَفْتَقِدُونَهُ من أَهْلِيهِم هُوَ ذَاتُ مَا يَحْدُثُ اليَوْمَ في أَرْضِ العِرَاقِ وبِلَادِ الرَّافِدَيْنِ منْ قِبَلِ الرَّوَافِض،بَلْ إنَّهُم يَتَسَتَّرُونَ في لِبَاسِ الجَيْشِ والشُّرْطَةِ ليَكُونَ لهُمُ السُّلْطَة جِهَارًا نهارًا في اقْتِيَادِ الرِّجَالِ منَ بُيُوتِهم ومِنْ ثمَّ تَعْذِيبَهًم،وقَتْلَهِم،والاعْتِدَاءَ عَلَى النِّسَاءِ،ونَهْب البُيُوتِ بحُجَّةِ تَفْتِيشِهَا،فَلَا يَستَطِيعُ أحَدٌ مَنْعَهُم.بَلْ إنّ جَرَائِمَهُم صَارَتْ تَتَقَصَّى أَصْحَابَ المُؤَهِّلَاتِ والكَوَادِرِ العِلْمِيَّةِ خَاصّة،فَمَنْ يقومُ بِجَرَائِمِ اغْتِيَالِ الأَسَاتِذَةِ الأكَادِيميينَ،والقُضَاةِ،والعُلَمَاءِ منَ أَهْلِ السُّنَّةِ،ومَنْ يَتَصَيَّدَهُم غَيْر هؤلاءِ الرَّوَافِضِ وبِأَوَامِرٍ من مَرْجِعِيَّاِتِهم تُعْطَى لِفَيَالِقِهِم عَلَى شَكْلِ بَيَانَاتٍ مَنْسُوخَةٍ،وقَدْ تَسَرَّبَتْ نُسَخٌ من هَذِهِ البَيَانَاتِ عَبْرَ الإنْتَرْنِتْ فَقَرَأَهَا القَاصِي والدَّانِي،ولا مَجَالَ لِإِنْكَارِهَا.
____________
 

جرائمهم في عهد العثمانيين
Pentagon: 17:38 وفِي عَهْدِ العُثْمَانِيينَ الذِّينَ جَدَّدُوا حَرَكَةَ الجِهَادِ الإِسْلَامِيّ،وبَدَؤُوا يَجْتَاحُونَ العَالَمَ حتَّى وَصَلُوا إِلَى أُورُبَّا مُسْتَعِيدينَ بذلك البِلَادَ الإسْلَامِيَّة التّي خَسَرَهَا المُسْلِمُونَ أَثْنَاءَ الغَزْوِ الصَّلِيبِيّ؛ قَامَتْ يَدِ الغَدْرِ والخِيَانَةِ الرَّافِضِيَّةِ الفِكْرِ،والمَنْهَجِ،اليَهُودِيَّةِ الأصْلِ،والمِنْشَأ،والتِّي اعْتَادَتْ أنْ تَطْعَنَ ظَهْرَ الأمَّةِ لتَحُولَ بينَ المُسْلِمِينَ وبينَ جِهَادِهِم ضِدّ الكُفْرِ والكُفَّارِ،امْتَدَّتْ مِنْ جَدِيد لتَسْتَغِلَّ انْشِغَالَ العُثْمَانِيينَ أَثْنَاء تَوَغُّلِهِم في قَلْبِ أُورُبَّا مُجاهِدِينَ لِيَقُومُوا بحركاتٍ انفِصَالِيَّةٍ خَارجِينَ عَنْ الخِلَافةِ الإسْلَامِيَّةِ العُثْمَانِيّة براءةً،ومُتَحَالِفِينَ مَعَ أَعْدَاءِ الإسْلَامَ ولاءًً.فَتَعَاَوَنُوا معَ البرِيَطاِنيينَ،والبُْرُتَغاليينَ،والفِرِنسيينَ،والرُّوس،حتَّى أَضْعَفُوا الخِلَافة َاِلعثمانِيَّةَ وأنهكُوهَا فَكَانُوا مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَابِ سُقُوطِهَا حيثُ شَكَّلُوا عِدَّةَ جَبَهَاتٍ،وعِدَّةَ حَرَكَاتٍ انفِصَاليةٍ؛ فَكَانَ الصَفَوِيُّونَ في شَرْوَان،والعِرَاقِ،وفَارِس،والبَهَائِيُّونَ في بِلَادِ فَارِسٍ،ولَهُم نَشَاطَاتٌ في مَنَاطقِ مُتَفَرِّقَة،والقَادْيَانَّية في الهِنْدِ،والنُّصَيْرِيَّة،والدُّرُوز في بلادِ الشَّامِ .Pentagon: 18:58 فَمِنْ جَرَائِمِ الصَفَوِيينَ في الجَانِبِ السَّيِاسِيّ خُرُوجُهُم عَلَى الخِلَافَةِ العُثْمَانِيَّةِ،وتأسَيسُ دَوْلَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ لَهُم عَامَ ألفٍ وخَمْسِ مائةٍ لِلْمِيلَادِ  1500 م،مُعْلِنِينَ دِينَ الرَّفْضِ عَلَى البِلَادِ كَدِينٍ أَسَاس،ولم يَكْتَفُوا بِهَذَا،بَلْ حَارَبُوا أَهْلَ السُّنَّةِ الّذينَ كَانُوا يُشَكِّلُونَ أَكْثَرِيَّةً فِيهَا،حيثُ بَلَغَتْ نِسْبَتُهُم مَا يُقَارِبُ بِخَمْسٍ وسِتّينَ بِالمائةِ 65 %.ثُمَّ تَحَالَفُوا بَعْدَ ذَلكَ  مَعَ الإنْجِلِيز في عَهْدِ الشَّاه عَبَّاسٍ الصَّفَوِيّعامَ  ألفٍ وخمْسِ مائةٍ وثمانيةٍ وثمانينَ لِلْمِيلَادِ 1588 م،ومكِّنُوا لَهُم في البِلَادِ،وجَعَلُوا لَهُم فِيهَا أَوْكَارًا يَتِمُّ الاجْتِمَاعُ فيهَا مَعَهُم لِلْتَآمُرِ ضِدّ الخِلَافَةِ العُثمانِيَّةِ لدَرَجَةِ أنْ مُسْتَشَارِيهِ كَانُوا مِنَ الإنْجلِيز،وأَشْهَرَهُم السِّير أَنْطُونِي،ورُوبَرْت تشِيرْلِي.[70]
وأَمَّا جَرَائِمُهُم في مَا يَتَعَلَّقُ بِجَانِبِ الدَّينِ والعَقِيدَةِ؛ فَمِنْهَا صَرْفُهُم الحُجَّاجَ الإيرَانِيينَ منَ الحَجِّ إلى مَشْهَدْ،بَدَلَ أنْ يَحُجُّوا إلَى بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ في مَكَّةَ المُكَرِّمَةِ.
Pentagon: 20:15حَيثُ قَامَ شَاهُ عَبَّاس الصَّفَوِيّ بِالحَجِّ إِلى مَشهَدَ مُبتَدِءَاً بِنَفسِهِ سَيرًا عَلى الأَقدَامِ؛ لِيَصرِفَ النَّاسَ عَنْ الحَجِّ إِلى مَكَّةَ وَلِيَكُونَ قُدوَتَهُمْ،وَمِنْ ذَلِكَ الحِين أَصبَحَتْ مَشهَدُ مَدِينَةً مُقَدَّسَةً لَدَى الرَّافِضَةِ الإِيرَانِيِّينَ.وَفَتَحَ الصَّفَوِيُّونَ فِي عَهدِ الشَّاهِ عَبَّاسٍ بِلادَهُم لِلمُبَشِّرِينَ الغَربِيِّينَ حَتَّى سَمَحُوا لَهُمْ بِبِنَاءِ الكَنَائِسِ وَمَدِّ جُسُورٍ مِنَ التَّعَاونِ الاقتِصَادِيِّ وَالعَسكَرِيِّ وَالسِّيَاسِيِّ.Pentagon: 20:48وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ "سَلِيمُ وَاكِيمُ" فِي كِتَابِهِ "إِيرَانُ فِي الحَضَارَةِ":وَإِثرَ ظُهُورِ البُرتُغَالِيِّينَ فِي المِنطَقَةِ بَدَأَتْ إِيرَانُ عَلاقَاتٍ تِجَارِيَّةً مَعَ إِنجِلتِرَا وَفَرَنسَا وَهُولندَا،وَمَهَّدَتَ هَذِهِ العَلاقَاتُ إِلى اتِّصَالاتٍ عَلى مُستَوىً دُبلُومَاسِيٍّ وَثَقَافِيٍّ وَدِينِيٍّ عِندَ اعتِلاءِ شَاهِ عَبَّاس الأَوَّلَ عَرشَ فَارِسَ عَامَ 1587 م،وَسُجِّلت تَغيِيراتٌ أَسَاسِيَّةٌ فِي البِلادِ وَفِي عَلاقَاتِهَا مَعَ الغَربِ،وَكَانَ مِن نَتَائِجِ التَّحَوُّلِ السِّيَاسِيِّ الذِي أَحدَثَهُ شَاهُ عَبَّاس أَنْ غَصَّ بَلاطُهُ بِالمُبَشِّرِينَ وَالقِسَسُ،فَضلاً عَنْ التُّجَّارِ وَالدُّبلومَاسِيِّينَ وَالصُّنَّاعِ وَالجُنودِ المُرتَزَقَةِ؛ فَبَنَى الغَربِيُّونَ الكَنَائِسَ فِي إِيرَانَ.
البهائيون
Pentagon: 21:43وَأَمَّا البَهَائِيُّونَ فَقَد خَرَجُوا عَلَى الدَّولَةِ العُثمَانِيَّةِ وَتَعَاوَنُوا مَعَ الاستِعمَارِ الإِنجلِيزِيّ،وَنَادُوا بِتَعطِيلِ الجِهَادِ بَل إِلغَائِهِ أَمَامَ زَحفِ الاستِعمَارِ الإِنجِليزِيّ،مِمَّا يَعنِي الاستِسلامَ وَالخُنَوعَ للاسِتعمَارِ،وَكَانُوا مُرتَبِطِينَ بِالمَحَافِلِ الصُّهيُونِيَّةِ؛ كَالمَاسُونِيَّةِ السِّريَّةِ وَالتِي يُدَارُ مِن خِلالِهَا التَّآمُرُ عَلى دِينِ الإِسلامِ وَدَولَتِهِ حَتَّى لا تَقُومَ لَهُ قَائِمَةٌ،وَيُدَبَّرُ لِقَادَةِ الإِسلامِ وَالجِهَادِ خُطَطُ الاغتِيَالاتِ وَالقَتلِ..[71]
القاديانيون
Pentagon: 22:24وَأَمَّا القَادِيَانِيُّونَ فَقَد تَعَاوَنُوا مَعَ الإِنجلِيزِ،بَل إِنَّ الإِنجلِيزَ هُمْ الذِينَ سَاهَمُوا فِي نَشأَتِهِم،فَخَرَجَ زَعِيمُهُمْ "غُلام أَحمَد" يَدَّعِي أَنَّهُ المَهدِيّ المُنتَظَر،ثُمَّ استَمَرَّ حَتَّى ادَّعَى النُّبُوَّة،وَأَمَرَ بِتَعطِيلِ الجِهَادِ حَتَّى يُخَذِّلَ أَتبَاعَهُ عَنْ جِهَادِ الإِنجليز الذي كَانَ عَلى أَشُدِّه،الأَمرُ الذِي يَدُلُّ عَلى أَنَّهُم مَا أُنشِئُوا إِلا مِن أَجلِ تَعطِيلِ الجِهَادِ،فَلِذَا نَجِدُ أَتبَاعَهُمْ اليَومَ يَنشُطُونَ أَكثَرَ فِي فِلسطِينَ حَتَّى يُخَذِّلُوا عَنْ الجِهَادِ ضِدَّ اليَهُودِ المُحتَلِّينَ.[72]
النصيريون
Pentagon: 23:05وَأَمَّا النُّصَيرِيُّونَ فَكَذَلِكَ تَعَاوَنُوا مَعَ الصَّلِيبِيِّينَ أَثنَاءَ الغَزوِ الصَّلِيبيِّ،وَكَانُوا سَبَبَاً فِي سُقُوطِ بِلادِ الشَّامِ وَبَيتَ المَقدِسِ،كَمَا تَعَاوَنُوا مِن قَبْلُ مَعَ التَّتَارِ ضِدَّ المُسلِمِينَ وَكَانُوا سَبَبًا فِي اجتِيَاحِ بِلادِ الشَّامِ..[73]
الدروز
Pentagon: 23:24وَأَمَّا الدُّرُوزُ ..فَقَد تَطَوَّعَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ أَبنَائِهِم فِي جَيشِ الدِّفاَعِ الصَّهيُونِيّ طَمَعَاً فِي انشَاءِ دَولَةٍ مُستَقِلَّةٍ لهُم فِي كُلٍّ مِنْ سُورِيَّا وَلبنَانَ،وَفِي حَربِ سَنَةِ 1967 م ذَاقَ المُسلِمُونَ فِي الجُولانِ وَالأُردُنِّ الوَيلاتِ مِنَ الدُّرُوزِ العَامِلِينَ فِي جَِيشِ الدِّفَاعِ الإِسرَائِيلِيّ وَلَم يَرحَمُوا شَيخًا كَبِيرَاً وَلا طِفلاً صَغِيرَاً.[74]
___________

الدولة المركزية للرافضة في إيران
Pentagon: 23:55 وعَلى أَنقَاضِ الدَّولَةِ العُثمَانِيَّةِ،وَبَعدَ تَفتِيتِ العَالَمِ الإِسلامِيِّ إِلى دُوَيلاتٍ قَومِيَّةٍ[75] كَمَا خَطَّطَ لَهَا الصَّهَايِنَةُ وَالصَّلِيبِيُّونَ،وَعَلَى رَأسِهِم الرَّافِضَة،تَشَكَّلَت فِي بِلادِ فَارِسَ إِيرَان،وَتَبَلوَرَتْ دَولَةٌ مَركَزِيَّةٌ لِلرَّافِضَةِ،وَلِمَرجِعِيَّاتِهِم الدِّينِيَّةِ،وَصَارَت المَقَرَّ الرَّئِيسَ للاجتِمَاعَاتِ الدَّورِيَّةِ التِي تَجرِي بَينَ فَترَةٍ وَأُخرَى كُلَّمَا استَجَدَّ للرَّافِضَةِ أَمرٌ مِن أُمُورِهِم الهَامَّة،أَو كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخرُجُوا بِفَتَاوَىً جَدِيدَةً لِعَوَامِهِم تَتَوَافَقُ مَعَ مُجرَيَاتِ الأُمُورِ،التِي يُوَاجِهُونَهَا فِي دُوَلِهِم المُختَلِفَةِ فِي العَالَمِ..تَمَامًا كَاليَهُودِ فِي اجتِمَاعَاتِهِم السِّريَّةِ الدَّورِيَّةِ مُتَّخِذِينَ مِنْ هَذِهِ الدَّولَةِ الأُمِّ مَركَزًا وَمُستَنَدَاً لِتَصدِيرِ المَذهَبِ وَالمَنهَجِ الفِكرِيِّ أَوَّلاً،ثُمَّ بَعدَ ذَلِكَ إِعَادَةُ بَسطِ النُّفُوذِ وَالسَّيطَرَةِ السِّيَاسِيَّةِ..Pentagon: 24:59وَإِلى هَذِهِ الحَقِيقَةِ ..أَشَارَ "الخُمَينَيّ" فِي كِتَابِهِ [الحُكُومَةُ الإِسلامِيَّةِ]،وَصَرَّحَ بِذَلِكَ مَا يُسَمَّى بِآيَةِ اللهِ "شَرِيعةَ مَدَارِي" فِي لِقَاءٍ لَهُ مَعَ صَحِيفَةِ "السِّيَاسَة"ِ الكُوَيتِيَّةِ بِتَارِيخِ 26 يُونيُو عَامَ 1987 م،وَقَالَ بِالحَرفِ الوَاحِدِ:"إِنَّ زَعَامَةَ الشِّيعَةِ فِي إِيرَانَ وَفِي  قُمَّ بِالذَّاتِ" وَأَضَافَ قَائِلاً "لابُدَّ مِن مَجلِسٍ أَعلَى لِلشِّيعَةِ فِي العَالمِ".[76] وَهَذَا بِالفِعلِ مَا قَامَ بِه ِآيَتُهُمْ وَإِمَامُهُم "الخُمَينِيُّ" حِينَ نَادَى بِإِسقَاطِ حُكمِ الشَّاهِ مُتَذَرِّعَاً بِعِلمَانِيَّتِهِ،وَأَنَّهُ لابُدَّ مِن قِيَامِ ثَورَةٍ إِسلامِيَّةٍ لِنَشرِ مَبَادِئِ الإِسلامِ عَليهَا،وَهُوَ يَقصِدُ بِذَلِكَ الإِسلامَ الرَّافِضِيَّ -لا الإِسلامَ الحَقِيقِيّ..Pentagon: 25:57 بَل حَتَّى تَفَاعَلَ مَعَهُ الكَثِيرُ مِنْ أَهلِ السُّنَّةِ مُتَغَافِلِينَ عَن تَارِيخِهِم الإِسلامِيّ،وَكَأَنَّهُم حِينَ يَقرَؤُونَ وَيَدرُسُونَ فِي كُتُبِ المِلَلِ وَالعَقَائِدِ وَالنِّحَلِ عَنْ أَخبَارِ وَأَحكَامِ الرَّافِضَةِ يَعُدُّونَهُم مِنَ القُرُونِ الخَالِيَةِ وَالأُمَمِ الغَابِرَةِ التِي لا وُجُودَ لَهَا وَلا امتِدَادَ لأُصُولِهَا فِي حَاضِرِنَا،حَتَّى إِذَا مَا جِئتَ تَسأَلُهُم عَنْ أَحكَامِ الرَّافِضَةِ يُفَصِّلُونَ لَكَ الجَوَابَ فَيَحكُمُونَ لَكَ بِكُفرِهِم وَوُجُوبِ قِتَالِهِم مِنَ النَّاحِيَةِ النَّظَرِيَّةِ،وَعَمَلِيَّاً يَدعُونَكَ إِلى التَّقَارُبِ مَعهُم فِي مَا يُمكِنُ أَن يُتَّفَقَ عَليِهِ ..علمًا بِأَنَّ الخُمَينِيَ مَا هُوَ إِلا صَنِيعَةٌ أَمرِيكِيَّةٌ،طُبِخَتْ ثُمَّ أُعِدَّ لَهَا مِنْ مَنفَاهُ فِي فَرَنسَا ..وَهَكَذَا دَأَبَت أَمرِيكَا بَل الصُّهيُونِيَّةُ عَلَى تَبدِيلِ وَتَغيِيرِ عُمَلائِهَا مِن فَترَةٍ لأُخرَى..إِمَّا لأَنَّ تَارِيخَ صَلاحِيَّةَ أَحَدِهِم يَكُونُ قَدْ انتَهَى،وَإِمَّا لِلحِفَاظِ عَلى العَمِيلِ لِلَعِبِ دَورٍ آخَرَ.وَفِي النِّهَايَةِ..آليَّةُ تَبدِيلِ العُمَلاءِ تُعطِي شَيئًا مِنَ الجِدِّ وَتَفعِيلِ حَرَكَةِ المَصَالِحِ التِي تَربِطُ العُمَلاءَ بِأَسيَادِهِم لِيَكُونَ العَمِيلُ الجَدِيدُ أَفضَلَ عَطَاءً وَأَكثَرَ حَمَاسَاً..
 
____________
 

الخميني وجه آخر للرفض ومعاداة أهل السنة
Pentagon: 27:21وَمِمَّا جَاءَ فِي كِتَابِ "وَجَاءَ دَورُ المَجُوسِ"[77]:"مَلأَ الخُمَينِيُّ وَأَنصَارُهُ الدُّنيَا صَرَخَاتٍ ضِدَّ الوِلايَاتِ المُتَّحِدَةِ،فََقَالُوا:أَمرِيكَا وَرَاءَ اضِّطهَادِ مُعظَمِ شُعُوبِ العَالمِ شَرقِيَّةً وَغَربِيَّةً.وَوَعَدَ الخُمَينِيُّ بِتَقلِيمِ أَظَافِرِ أَمَرِيكَا،وَظَنَّ النَّاسُ أَنَّ هُنَاكَ طَحنًا وَرَاءَ الجَعجَعَةِ..وَعِندَمَا قَامَتْ جُمهُورِيَّتهُ فُوجِئَ النَّاسُ بِمَواقِفَ مُغَايِرَةً لِمَا كَانَ الثُّوَّارُ يَتَحَدَّثُونَ عَنهَا:
أَوَّلاً:كَانَتْ أَمَرِيكَا فِي طَلِيعَةِ الدُّوَلِ التِي سَارَعَت في الاعتِرَافِ بِهَذَا النِّظَامِ الجَدِيدِ.
ثَانِيًا:لم تُغلِق ثَورَةُ الخُمَينِيِّ سَفَارَةَ أَمَرِيكَا.
ثَالِثًا:عَادَ النِّفطُ الإِيرَانِيُّ يَتَدَفَّقُ عَلى مُستَودَعَاتِ التَّخزِينِ فِي أَمَرِيكَا،وَمِن ثَمَّ إِلى إسرَائِيل.
رَابِعًا:عَودَةُ الجِنِرَالاتِ الأَمرِيكَانِ إِلى أَمَاكِنِ عَمَلِهِم،وَقَدَّرَتهُم بَعضُ الصُّحُفِ بِسبعَةِ آلافِ خَبِيرٍ.
Pentagon: 28:30خَامِسًا:عَقَدَ "برُوسلنجِين" القَائِمِ بِالأَعمَالِ الأَمرِيكِيّ ثَلاثَةَ لِقَاءَاتٍ مَعَ الخُمَينِيّ ولم يُكشَف النِّقَابُ عَن حَقِيقَةِ هَذِهِ اللقَاءَاتِ.
سَادِسًا:قَالَ الشَّاهُ فِي مُذَكَّرَاتِهِ أَنَّهُ عَلِمَ بِوُجُودِ الجِنِرَالِ "هويزر"،و"هويزر" هُوَ نَائِبُ رَئِيسِ أَركَانِ القِيَادَةِ الأَمرِيكِيَّةِ فِي أُورُبَّا،وَقَالَ الشَّاهُ:"إِنَّ جِنِرَالاتِي لم يَكُونُوا يَعلَمُوا شَيئَاً عَن زِيَارَةِ "هويزر"،وَعِندَمَا انتَشَرَ خَبَرُ زِيَارَتِهِ قَالَت أَجهِزَةُ الإِعلامِ السُّوفيَيتِيَّةِ:"إِنَّ هويزر وَصَلَ لِطَهرَانَ لِتَدبِيرِ انقِلابٍ عَسكَرِيٍّ"،وَأَنَا أَعرِفُ أَنَّ "هويزر" كَانَ مُنذُ فَترَةٍ عَلى اتِّصَالٍ بِمَهدِي بَازِنقَان،المُهندِسُ النَّاجِحُ الذِي تَزَعَّمَ ثَورَةَ الخُمَينِيُّ،وَعَيَّنَهُ الخُمَينَيُّ رَئِيسَاً لِلوُزَرَاءِ بَعدَ الإِطَاحَةِ بِي،وَمَهدِي بَازِرقَان وَهوِيزَر يَعلَمَانِ جَيَّدَاً فِيمَا إِذَا كَانَت طَبخَةٌ كَانَت تَمَّت مِنْ وَرَاءِ الجَمِيع".[78]
Pentagon: 29:36ثُمَّ إِنَّ الخُمينِيّ وَبَعدَ أَن سَبَقَ ثَورتَهُ مِن مُستَقَرِّ مَنفاه بِفَرنسا بِدِعاية دِينِيَّة كاذِبة،وَبَعدَ أَن تَفاعَلَ مَعَهُ وَمَعَ ثَورَتَهُ الإِسلاميَّة جَميع طوائِف الرّافضة،وَكَثيرٌ مِن أَهلِ السُنَّة،وَبَعدَ أَن تَمَكَنَ مِن خَلعِ الشّاه،وَبسْطِ نُفوذَهُ وَيَدَه على البِلاد،وإِذا بِهِ لا يَخرُج عَن فَلَكِ أَسلافَهُ مِنَ العَبيدِيين والقرامِطة،يَمكُر بِأَهلِ السُنَّة وَيُلبِسَهُم لِباسَ الهَوانِ فِي دَولَتِه وَيُنادي في مجالِسِه الخاصَّة بِإستِباحَةِ دِمائِهِم وَأَموالِهِم وَفُروجَ نِسائِهِم،وَيدعو إِلى تَصدير ثَورتِه بِالقُوَّة حَتى أَنَّ الإِشاعة الَّتي زَعَموا بأَنَّ النِظام العِراقي البائِد هُوَ الَّذِي أَعلَنَ الحربَ على إِيران فإِنَّها مُجانَبَةٌ لِلحَقِيقَه والصَواب،ذلِكَ أَنَّ الخُمَينِيّ هُوَ الَّذِي أَرادَها حربًا لِضَمِّ العِراق إِلى بِلادِ فارس كما كانت عليه قَبلَ أَن يَستَوليَ عَليها المُسلِمونَ الأَوائِل.
فَقَد قامَت إِيران بِبَثِّ عُمَلائِها داخِلَ العِراق بَعدَ وُصول الخُمَيّنِيّ إِلى الحُكمِ بِقَليل،وَقامَ النِّظام الإِيرانِيّ باعتِداءاتٍ مُتَكَرِره على المَغافِر العِراقِيَّه.
Pentagon: 30:59هذا هُوَ ماضي الرّافِضَة وَتاريخَهُم الَّذي يَرتَكِزون عَلَيهِ اليَوم فِي حاضِرِهِم وَمُستَقبَلِهم،وَيَستَقون مِنهُ،وَيَقتفونَ نَهجَ أسلافِهِم في الجَّرِيمَة والخِيانَه،وَيَعتَبِرونَهُ سِفرًا يَتَزودون مِنهُ لِمُتَغيراتِ عَصرِهِم...نَفس التَقِيَّة،وَنَفس المُخَطَطاتِ السِريَّة،وَنفس المُعتَقَدات.
Pentagon: 31:23وَزِد على ذلِك أنَّ رافِضَة هذا العَصر لَهُم دَولة وَسِيادة سِياسِيَّة مُوَحَدة،وَمَرجِعِيَّة مَركَزِيَّة تُصدِر لَهُم الأَوامِر والفتاوى الَّتي يَلتَزِمونَ بِها،وَقَد بَرَزوا وَبَرَزَت خِياناتِهِم اليومَ لِلناظِرين،وَأَوضَح ما تكون في أفغانِستان بِمُساعَدة الدولة الأُمّ إِيران،وَفِي العِراق بِمُساعَدَة إِيران كذلِك،وَفي بِلادِ الشّام ولاسِيَّما رافِضة لُبنان والَّذينَ يُمَثِلَهُم حِزبُ الله،وَكَذلِك مُستَمِدين قُوَتِهم وَتَعاليمَهُم مِن إِيران مَركَزِ الشر وَمَحضَن أَتباع مَهدِيَّهُم المُنتَظَر المَسيح الدَجّال..
الرافضة في لبنان
Pentagon: 32:08فَأَما فِي لُبنان؛ فَقَد كان ما تَمَخضَتهُ هذِه الدولة الأُم أَن قامَت بِتَصدير ثورتِها في بِلادِ الشِّام،وَفِي لُبنان على وَجهِ الخُصوص،عِبرَ حَركة أَمل الشِيعِيَّة المُسلَّحَة،والَّتي أَسَسَها مُوسى الصّدِر،تِلميذ الخُمَيّنِيّ وَصِهرَهُ مِنطلقًا مِن إِيران ومُستَقِراً في لُبنان لِيَحصَلَ على الجِنسِيَّة الُلبنانِيَّة حتى تُمَكِنَه أَن يُمارِسَ نَشاطاتِه داخل الأَراضي الُلبنانِيَّة بِسُهولة،وِبِما أَنَّ مَنشأَ هذِهِ الحَرَكة إِيران فإِنّها بِالضرورةِ هِيَ المُتَكفِلة بِدعم هذه الحَركَةِ مِن أَجْلِ القَضَاءِ عَلَى أَهْلِ السُنَّة فِي المُخيَّماتِ الفِلِسطينِيَّة فِي لُبنان بَعدَ إِستِبعادِهِم مِن أَراضِيهِم في فِلسطين،وَبَعدَ ضَغطِ دُوَل الجِوار على لُبنان لِيَتِم احتضان أهالي المُخيَّمات،فَتحالَفَ الرّافِضة مُتَمثِلين فِي هذِهِ الحَرَكَة المُغرضة مَعَ الكِيان الصُهيونِيّ ضِدَّ أَبناءِ هذِهِ المُخيَّمات حَتى يَتِم القضاء على أَيّ ثَورة وَأَيّ تَمَرُد ضِدَ اليهود الصهايِنَة،وَيَتِم مِن خِلالَهُم حمِاية ظَهر العدو،وَكذلِك حَتى لا تقوم لأِهلِ السُنَّة مِنَ الفِلسطينِيين الَّذين يَسكُنونَ المُخيَّمات أَيّةُ قائِمَة؛ فَقاموا بِمَذابِحَ عديدة..مِنها هُجُومَهُم على مُخَيَّم عَين الرُمّانة،وَمُخَيَمَيّ صِبرا وشاتيلا عام 1982 م،وَقَد تَحدَثَت صُحف العَالمِ آنَ ذاك عَن فَظَائِع حَرَكَة أَمل الرّافِضَة،فَقَد ذَكَرَت صَحِيفَة الوَطَن فِي عَدَدِها 3688 الصادر في 27 مايو 1985م نَقلاً عَن صحيفة "ليبو" الإيطالية أنَّ فِلسطِينِيَّاً مِنَ المُعاقين لم يَكُن يَستَطيع السَير مُنذُ سَنَوات رَفَع يَديه مُستَغِيثاً فِي شاتيلا أَمام عَناصِر أَمَل طالِباً الرّحمَة،وَكان الرَدُّ عَليه قَتلَهُ بِالمُسَدسات مِثل الكِلاب..وَقالَت الصَّحِيفة إِنّها الفَظاعة بِعينِها.[79]
 Pentagon: 34:25وقال مُراسِل الصنداي تايمز:إنِّهُ مِنَ الإِستِحالة نَقل أَخبار المَجازِر بِدقَّة لأن حَرَكَة أَمَل تَمنَع المُصَورين مِن دُخولِ المُخيَّمات،وبعضَهُم تَلَقى تَهدِيداً بِالمَوت وَقَد جَرى سَحب العَديد مِنَ المُراسِلين خَوفاً عَلَيهِم مِنَ الاختِطاف والقَتل،وِمَن تَبَقى مِنهُم في لُبنان يَجِدونَ صُعوبة في العمل.
وذَكرت صَحِيفة الصنداي تايمز أيضاً أَنَّ عَدَدا مِنَ الفِلِسطينِيين قُتِلوا في مُستَشفيات بَيروت،وَأَنَّ مَجمُوعة مِنَ الجُثَث الفِلِسطينِيَّة ذُبِحَ أَصحابُها مِنَ الأعناق.
Pentagon: 35:05وَنَقَلَت وِكالة الأَنباء في 6 يونيو 1985 م عن رَئيسِ الاستِخبارات العَسكَرِيَّة اليَهودِيَّة إيهود باراك قَولَهُ:إِنَّه على ثِقَة تامَّة مِن أَنَّ أَمَل سَتَكون الجَبهة الوَحِيدة المُهيمِنَة فِي مَنطَقةِ الجَنوب الُّلبنانِيّ،وَأَنَّها سَتمنَع رِجال المُنَظمات والقُوى الوَطَنِيَّة الُلبنانِيَّة مِنَ التواجُد في الجَنوب وَالعَمل ضِدَ الأَهداف الإِسرائِيلِيَّة..
وَبعدَ أن تَكَشَفَ لِلِعالَم عِوار هذِهِ الحَرَكة الخَبِيثَة،وَظَهَرَ لِلِعِيان مَدى بَشاعَة ما ارتَكَبُوهُ مِن جرائِم وَمَجازِر فِي حَقِ أهلِ السُنَّة مِن الفِلسطينِيين فَقَد مجّها النّاس،واحتَرَق الكَرتُ الَّذي تَلعَب بِهِ إِيران،لِذا كان لِزاماً عَليّها أَن تَستَحدِثَ طريقَة أُخرى،وَحَركة أُخرى تَختَلِف عَن ظاهِر تَوجُهِها عَن حَرَكة أمل..
 
____________

نشأة حزب الله اللبناني
 
Pentagon: 36:05هذِه المرَّة لابُدَّ مِن الَّلعِب على وَترِ التّقارُب الشِيعِيّ السُنِيّ،والدَعوةِ إلى الوِحدة وإِعلانِ الحَرب على إِسرائِيل،والمُطالَبة بِتحرير فِلِسطين مِن إِسرائيل؛ فَتَمَّت إجتِماعات سِريَّة فِي إِيران تَمَّ مِن خِلالَها التَحضِير لِولاَدَة حَرَكة جَديدِة قَرّرتها إِيران الأُم..يَتَرَأَسُها أَعضاء جُدُد لامِعينَ وَمَفوَهِين،فَعِلاقَة حِزبُ الله بِإِيران عِلاقَة الفَرع بِالأَصل،فَفِي البيان التأسِيسِيّ لِلحِزب،والَّذي جاء بِعنوان:مَن نَحنُ وَما هِيَ هَوِيَتُنا" عَرَّف الحِزبُ بِنَفسِه فَقال:"نَحنُ أَبناءُ أُمَّةِ حِزبُ الله الَّتي نَصر الله طَليعَتَها في إِيران وأَسَّسَت مِن جَديد نَواة دولةِ الإِسلام المَركَزِيَّة فِي العالم نَلتَزِم بِأَوامِر قِيادَة واحِدة حَكِيمة عادِلَة تَتَمَثَل بالوَلِيَّ الفَقِيه الجامِع لِلِشرائِع وَتَتَجَسَّد حاضِراً بِالإِمام المُسَدّد آيةُ الله العِظمى روح الله الموسوي الخُمَيّنِيّ دَامَ ظِلّه،مُفَجِّر ثِورة المُسلِمين وباعِث نَهضَتَهُم المَجيدة".[80]
Pentagon: 37:23وقَدّ عَبِّر إِبراهيم الأَمين وَهُوَ قِياديّ فِي الحِزب عَن هذا التَوجُه فَقال:"نحن لا نقول إِنَنَا جُزءٌ مِن إِيران..نحَنُ إِيران فِي لُبنان،ولُبنان فِي إيران" [81]!
Pentagon: 37:36نَقُول إِذا كانت الثورة الإِيرانِيَّة بِقِيادَة الخُمَيّنِيّ قَد وَقَفَت مواقِف العَداءِ مِن أَهل ِالسُنَّة وَقامَت بإِحداث بلابِل وَفَوضَى وتَفجيراتٍ داخِل عَدَد مِن البُلدان كَما حَصَل فِي البَحريّنِ والكُوَيّت وِاليَمَن وَأَفغانِستان والعِراق،وَفِي مَكة المُكَّرَمةِ فِي الشَهرِ الحَرامِ وفي البَلَدِ الحرام،فإِنَّ هذِهِ السِياسة تُعتَبَر ديناً يُدينُ بِهِ رافضةُ إِيران والَّذي يَتَفَرع مِنهُ حِزبُ الله الَّذي اعتَرَفَ مِن خِلالِ قِيادَتِه بإِنتمائِه وموافَقَتِه لإِيران،فَكُلُ عَدو لإِيران هُوَ عَدُو لِحزبِ الله..فَحِزْبُ الله عَدو لأِهل السُنَّة،وإِن تَسَتَر بِمائة تَقِيَّة،لا يَنخَدعُ بِهِ إلا غافل صاحِب هوى،أَو ساذَجٌ أَخو جَهَل،فَعَلى هامِش المُؤتمَرَ الأَوَّل لِلمُستَضعفِين اجتَمَعَ الخُميّنِيّ بِعَدَد مِن عُلَماء وَدُعاة الشِيعة الَّذين شاركوا فِي هذا المُؤتَمَر،وَكان مِن بَينِهم محمد حسين فضل الله،وَصُبحي الطُّفَيلِي،وَمُمَثِل حَركَة أَمَل فِي طهرانَ إبراهيم أمين،وتَدارَسَ مَعَهُم الخُطوات الأولى الِّلازِمة مِن أَجل إِنشاء هذا الحِزب الجَديد،ثُمَّ عَاد الوَفدُ إلى لُبنان وَكَثَّفَ مِن اتِصالاتِه مَعَ وُجَهاءِ وعُلماءِ الطائِفة الَّذين لَم يُشارِكوا فِي لِقاء طهران،ثُمَّ تَكَرَرَ لِقاؤُهُم بالخُمَيّنِيّ،ووَضعوا وإِيّاهُ الخُطوطَ العَريضَةَ لحزْبِ الله.
Pentagon: 39:12يَقُولُ أَحمَدٌ المُوسَوِيّ فِي مَقَالٍ لَهُ بِمَجَلَّةِ [الشِّرَاعِ]:"مَنْ أَنتُمْ؟ حِزبُ اللهِ":"ثُمَّ استُكمِلَتْ الخُطُوطُ التَّنظِيمِيَّةُ الأُولى بِاختِيَارِ هَيئَةٍ قِيَادِيَّةٍ لِلحِزبِ ضَمَّت 12 عُضوَاً هُمْ:عَبَّاسٌ المُوسَوِيّ،وَصُبحِي الطُّفَيلِي،وَحُسَينٌ المُوسَوِيّ،وَحَسَن نَصرُ اللهِ،وَحُسين خَلِيل،وَإِبرَاهِيم أَمِين،وَرَاغِب حَرب،وَمُحَمَّد يَزبَك،وَنَعِيم قَاسِم،وَعَلِي كُورَانِي،وَمُحَمَّد رَعد،وَمُحَمَّد فَنِيش".[82]
وَلم يَكُن هَؤُلاءِ وَحدَهُم نُوَاةَ التَّأسِيسِ لِحِزبِ اللهِ،إِنَّمَا كَانَ مَعَهُم عَشَرَاتٌ مِنَ الكَوَادِرِ وَالشَّخصِيَّاتِ الإِسلامِيَّةِ الأُخرَى مِنْ حَرَكَةِ أَمَلْ،وَحِزبِ الدَّعوَةِ،وَقِوَىً وَمَجمُوعَاتٍ تَبَلوَرَت شَخصِيَّتُهَا الإِسلامِيَّةُ السَّيَاسِيَّةُ مَعَ الثَّورَةِ الإِسلامِيَّةِ،وَقَائِدِهَا الإِمَامُ الخُمَينِيُّ،وَكَوَادِرَ أَمنِيَّةً أُخرَى مَازَالَت أَسمَاؤُهُا طَيَّ الكِتمَانِ.
Pentagon: 40:10وَبِالفِعلِ قَامَت إِيرَانُ بَتَأسِيسِ حِزبِ اللهِ وَقَامَت بِتَموِيلِ هَذَا الحِزبُ وَتَأمِينِ كَافَّةِ احتِيَاجَاتِهِ عَسكَرِيَّاً وَاجتِمَاعِيَاً،وَأَغدَقَتٍ عَليهِ الأَموَالَ الطَّائِلَةَ،وَهِيَ تُعَوِّلُ عَلَى هَذَا الحِزِبِ الآمَالُ الكِبَارُ،وَبَلَغَ دَعمُ إِيرَانَ لِلحِزبِ أَوجَهُ فِي هَذِهِ المَرحَلةِ،وَقَد جَاءَ فِي تَقرِيرٍ وَجَّهَهُ أَحَدُ الدُّبلومَاسِيِّينَ الأُورُبِيِّينَ إِلى حُكُومَتِهِ فِي مَطلَعِ صَيفِ 1986 م وَكَشَفَ فِيهِ كَذَلِكَ الدَّورَ السُّورِيَّ فِي رِعَايَتِهِ لِهَذَا الحِزبِ،مَا يَلِي:Pentagon: 40:49" تَقُومُ طَائِرَاتُ الشَّحنِ الإِيرَانِيَّةِ مِن طِرَازِ بُوِينج 747 بِالإِقلاعِ وَالهُبُوطِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي الأُسبُوعِ عَلى طَرَفِ مَدرَجِ مَطَارِ دِمَشقَ نَاقِلَةٍ حُمُولاتٍ غَامِضَةً؛ فَالبَضَائِعُ التي تُفَرَّغ عِبَارَةٌ عَن أَسلِحَة خَفِيفَة مُرسَلَة إِلى حُرَّاسِ الثَّورَةِ الذِينَ يُشرِفُونَ عَلى تَدرِيبِ أَتبَاعِ حِزبِ اللهِ فِي مُعسكَرِ الزَّبَدَانِي بِالقُربِ مِنْ دِمَشقَ،أَو فِي المُعَسكَرَاتِ الكَائِنَةِ فِي مَنطِقَةِ بَعلبَك.
أَمَّا البَضَائِعُ المُحَمَّلة فَهِيَ مَدَافِعُ هَاون،وَصَوَارِيخُ مُضَادَّةٌ لِلطَّيَرَانِ مِنْ طِرَازِ "سَات"  كَذَلِكَ يَحفَلُ مِينَاءُ اللاذِقِيَّةِ بِنَشَاطٍ مِن هَذَا النَّوعِ"[83].
Pentagon: 41:36وَقَد بَلَغَ مِقدَارُ التَّكَالِيفِ المَّادِيَّةِ التِي تَصُبُّهَا إِيرَانُ لِصَالِحِ حِزبِ اللهِ عَامَ 1990 للميلاد بِثَلاثَةِ مَلايِينِ دُولارٍ وَنِصفِ المَليُونِ،حَسَبَ بَعضِ التَّقدِيرَاتِ.
وَخَمسِينَ مِليُونٍ عَام 1991 م وَقُدِّرَت بِمَائَةٍ وَعِشرِينَ مِليُونًَا فِي عَام 1992 م،وماِئَةٍ وَسِتِّينَ فِي عَامِ 1993 م،وَتُشِيرُ بَعضُ المَصَادِرِ إِلى ارتِفَاعِ مِيزَانِيَّةِ حِزبِ اللهِ فِي عَهدِ رَفسنجَانِي إِلى 280 مِليونَ دُولار،هَذِهِ المِيزَانِيَّةُ الكَبِيرَةُ؛ جَعَلَتْ الحِزبَ يَهتَمُّ فَقَط بِالأَوَامِرِ التي تمُلى عَليهِ دُونَ التَّدَخُّلِ فِي نِزَاعَاتٍ دَاخِلِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ،وَسَاعَدَتهُ عَلَى تَوسِيعِ قَاعِدَتِهِ المُقَاتِلَةِ وَالشَّعبِيَّةِ؛ فَاشتَرَى وَلاءَ النَّاسِ وَحَاجَتَهُم،وَضَمِنَ وَلاءَهُم وإِخلاصَهُم لَهُ فَهُمَ مِنهُ وَهُوَ مِنهمُ،وقَد ظَهَرَ أَثَرُ ضَخَامَةِ تِلكَ التَّكَالِيفِ عَلَى وَاقِعِهِم المَعِيشِيّ حَتَّى بَاتُوا يُشَكِّلُونَ دَولَةً مُستَقِلَّةً دَاخِلَ لُبنَانَ؛ فَظَهَرَت المُؤَسَّسَاتُ الصِّحيَّةُ وَالاجتِمَاعِيَّةُ وَالتَّربَويَّةُ.
Pentagon: 42:53وَقَد تَزَامَنَ تَأسِيسُ هَذِهِ الحَرَكَةِ،وَهَذَا الحِزبُ عَام 1982 م مَعَ الاجتِيَاحِ الصُّهيُونَيّ لِلُبنَانَ؛ مَا يُعطِي دَلالَةً خَطِيرَةً عَلى العَلاقَةِ بَينَ الحِزبِ وَبَينَ إِسرَائِيل،وَذَلكَ حَتَّى تَكُونَ الغِطَاءَ الوَاقِيَ الذِي يَستُرُ الجَيشَ الصَّهيُونِيّ مِنَ ضَرَبَاتِ المُجَاهِدِينَ فِي لُبنَانَ،وَلكِن بِطَرِيقَةٍ تَختَلِفُ تَمَامَاً عَن حَرَكَةِ أَمَلٍ المَحرُوقَةِ..فَهَذِهِ المَرَّة زَعَمَ حِزبُ اللهِ بِأَنَّهُ القَادِرُ عَلى التَّصَدِّي لِضَرَبَاتِ الكَيَانِ الصَّهيُونِيِّ،وَإِخرَاجِهِ مِن جَنُوبِ لُبنَانَ،وَرَاحُوا يَرفَعُونَ شِعَارَاتٍ كَاذِبَةً يُنَادُونَ فِيهَا بِتَحرِيرِ فِلسطِينَ،كُلِّ فِلَسطِينَ،وَتَوَعَّدِ الكِيَانَ الصَّهيُونِيَّ بِالوَيلِ وَالثُّبُورِ ...بَينَمَا هُم فِي الوَاقِعِ يَقِفُونَ كَحَاجِزٍ أَمنِيٍّ لا يَسمَحُونَ لأَهلِ السُّنَّةِ بِتَخَطِّي الحُدُودِ،وَلا مُوَاجَهَةَ الإِسرَائِيليينَ.
وَقَد قَامَ الحِزبُ بِافتِعَالِ بَعضِ الأَكَاذِيبِ والفُقَاعَاتِ الدِّعَائِيَّةِ الكَاذِبَةِ لِتَلمِيعِ الحِزبِ إِعلامِيًا،وَشَدِّ الجَمَاهِيرِ إِليهِ.
أكاذيب حزب الله في خداع الناس
وَمِن ذَلِكَ:
Pentagon: 44:02أَوَّلاً:أُكذُوبَةُ تَحرِيرِ جَنُوبِ لُبنَانَ وَدَحرِ المُحتَلِّ الصَّهيُونِيِّ،عِلمَاً بِأَنَّ كِبَارَ ضُبَّاطِ الجِيشِ الصَّهيُونِيّ اعتَرَفُوا عَلى المَلأ وَفِي وَسَائِلِ الإِعلامِ المُختَلِفَةِ بِأَنَّ انسِحَابِهُم مِن الجَنُوبِ لم يَكُن بِسَبَبِ قُوَّةِ حِزبِ اللهِ،وَإِنَّمَا جَاءَت أَوَامِرُ القِيَادَةِ وَالأَلوِيَةِ بِالانسِحَابِ وَالخُرُوجِ،عِندَ ذَلِكَ دَخَلَ حِزبُ اللهِ...إِذَن؛ بَعدَ الانسِحَابِ الصَّهيُونِيّ،ولَيسَ قَبلَهُ ولا أَثنَاءَهُ دَخَلَ حِزبُ اللهِ لِلجَنُوبِ اللبنَانِيّ يَصطَحِبُ مَعَهُ هَالَةً إِعلامِيَّةً مَأْجُورَةً مِن أَجلِ التَّصوِيرِ الدِّعَائِيِّ لِلحِزبِ عَلى أَنَّهُ مِنَ المُحَارِبِينَ الفَاتِحِينَ.
ثَانِيًا:أُكذُوبَةُ القَتلَى الذِينَ يَسقُطُونَ مِنَ الطَّرَفِينِ،حِزبُ اللهِ والكَيَانُ الصَّهيُونِيّ،وَذَلِكَ حَقِيقَةٌ لا خَيَالٌ،وَلكِنَّ هَؤُلاءِ القَتلَى الذِينَ يَسقُطُونَ هُم مِنَ الجُنُودِ الذِينَ لا يَعرِفُونَ بِمُخَطَّطَاتِ أَسيَادِهِم وَقَادَتِهِم،وَهُم وعَدَدُهُم مَحدُودٌ جِدًّا بِالنِّسبَةِ لِقَتلَى الأَطرَافِ المُتَحَارِبَةِ الحَقِيقِيَّةِ،وَمَا هُم إِلا كَبشُ فِدَاءٍ يُضَحُّونَ بِهِم مِن أَجلِ استِدَامَةِ مَصَالِحِهِم غَيرِ المُعلَنَةِ بَاطِنًا،وَمِن أَجلِ إِظهَارِهِم كَطَرَفَي حَربٍ ظَاهِرَاً.
Pentagon: 45:22وَهَاهُوَ القِنَاعُ بَادِيَاً فِي الانكِشَافِ وَالسُّقُوطِ لِمَن كَانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهِيدٌ..فَبَعدَ أَن كَانَ حَسنُ نَصرُ اللهِ يُدَندِنُ فِي خُطَبِهِ عَلى وَتَرِ القَضِيَّةِ الفِلسطِينِيَّةِ،ويُنَادِي بِتَحرِيرِ فِلَسطِينَ كُلَّهَا بَدَأَ الخِطَابُ بِالتَّرَاجُعِ وَالانكِمَاشِ،وَهاهُوَ الحِزبُ يُعلِنُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ أَنَّهُ لا دَخلَ لَهُ فِي الشُّؤُونِ الخَارِجِيَّةِ، وَأَنَّ مُهِمَتُهُ هِيَ تَحرِيرُ أَرضِهِ وَلَيسَ تَحرِيرُ فِلَسطِينَ،وَبَعدَ أَن كَانَ الخِطَابُ مُتَوَجِّهَاً إِلى تَحرِيرِ فِلَسطِينَ كُلَّهَا حَصَرَ الأَمرَ عَلَى الاكتِفَاءِ بِبَيتِ المَقدِسِ،وَاتَّخَذُوا مِن ذَلِكَ مُجَرَّدَ شِعَارٍ رَمزِيٍّ دِعَائِيٍّ لِيَستَمِرَّ كَذِبُهُم عَلى الجَمَاهِيرِ السَّاذَجَةِ وَاكتَفُوا بِالاكتِفَاءِ بِمَا يُسَمَّى يَومَ القُدسِ العَالمِي،وَيَجعَلُونَ مِن هَذَا اليَومِ يَومَ استِعَراضٍ عَسكَرِيٍّ.
لِمَاذَا يُستَثنَى حِزبُ اللهِ،فَلا تُطَبَّقُ عَليهِ بُنُودُ اتِّفَاقِيَّةِ الطَّائِفِ،وَالتِي تَقضِي بِنَزعِ سِلاحِ جَمِيعِ المِليشيَاتِ وَمِن وَرَاءِ الأَمرِ بِإِبقَاءَ بَل بِجَلبِ السِّلاحِ لَهُ؟.
Pentagon: 46:32يَقُولُ المَثَلُ:إِذَا اختَلَفَ السُرَّاقُ ظَهَرَ المَسرُوقُ،وَيُقَالُ،الاعتِرَافُ سَيِّدُ الأَدِلَّةِ..وَلا أَحسَنَ مِن شَهَادَةِ مَن يَشهَدُ بِالحَقِّ عَلَى أَهلِهِ،فَاستَمِعُوا إِلى الكَلامِ الخَطِيرِ الذِي قَالَهُ الأَمِينُ العَام الأَوَّل لِحِزبِ اللهِ "صُبحِي الطُّفَيلِي" بَعدَ أَن عَارَضَ الحِزبَ فِي كَثِيرٍ مِن تَوَجُّهَاتِهِ،فِي لِقَاءٍ لَهُ مَعَ قَنَاةِ الجَزِيرَةِ الفَضَائِيَّةِ:"لَو كَانَ أُنَاسٌ غَيرَ حِزبِ اللهِ عَلى الحُدُودِ،يَقصِدُ الفِلَسطِينِيِّينَ وَأَهلَ السُّنَّةِ،لما تَوَقَّفُوا عَن قِتَالِ إسرَائِيلَ مُطلَقَاً،وَالآن إِذَا أَرَادُوا الذَّهَابَ يَعتَقِلُهُم الحِزبُ،وَيُسَلِّمَهُم إِلى الأَمنِ اللبنَانِيّ،وَتَقُولُونَ لِي إِنَّهُ لا يُدَافِعُ عَن إسرَائِيل" أ.هـ.
Pentagon: 47:21وتَزَامَنَ هَذَا الكَلامُ الخَطِيرُ مَعَ مَقَالٍ لِلعَمَيدِ "سُلطان أبي العَينَين"،أَمِين سِر حَرَكَةْ فَتِح فِي لُبنَانَ نَشَرَتهُ جَرِيدَةُ القُدسِ العَرَبِيّ فِي 5/4/2004 م بِعُنوَان :"حِزبُ اللهِ يُحبِط عَمَلِيَّاتِ المُقَاوَمَةِ الفِلَسطِينِيَّةِ مِنَ الجَنُوبِ" قَالَ فِيهِ:" حِزبُ اللهِ قَالَ سَنَكُونُ إِلى جَانِبِكُم عِندَ المِحَنِ وَلَكِنَّنَا مُنذُ ثَلاثَةِ أَعوَامٍ نَعِيشُ الشَّدَائِدَ وَلم نَعُدْ نَقبَلُ شِعَارَاتٍ مُزَيَّفَةً مِن أَحَدٍ،فَفِي الأُسبُوعِ الأَخِيرِ أَحبَطَ حِزبُ اللهِ أَربَعَ مُحَاوَلاتٍ فِلَسطِينِيَّةً عَلى الحُدُودِ،وَقَامَت عَنَاصِرُ حِزبُ اللهِ بِاعتِقَالِ المُقَاوِمِينَ الفِلَسطِينِيِّينَ،وَتَقدِيمِهِم لِلمُحَاكَمَةِ" وَأَكَّدَ أَبُو العَينَيينِ أَنَّ الانسِحَابَ الإِسرَائِيلِيّ مِنَ الجَنُوبِ اللُّبنَانِيِّ فِي أَيَّارَ تَمَّ بِتَرتِيبَاتٍ أَمنِيَّةٍ وَاتِّفَاقٍ أَمنِيٍّ بِأَنْ لا تُطلَقَ طَلقَةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى شَمَالِ فِلَسطِينَ مِن جَنُوبِ لُبنَانَ،وَهَذَا الاتِّفَاقُ يُطَبَّقُ مُنذُ الانسِحَابِ الإِسرَائِيلِيِّ،فَلَم يَتَمَكَّن أَيُّ مُقَاوِمٍ مِنَ اختِرَاقِ الحُدُودِ الشَّمَالِيَّةِ،وَجَرَت أَكثَرَ مِنْ مُحَاوَلَةٍ مِن جَمِيعِ الفَصَائِلِ الفِلَسطِينِيَّةِ،وَجَمِيعُهَا أُحبِطَتْ مِن حِزبِ اللهِ وُقُدِّمَت إِلى المَحكَمَةِ" وَأَضَافَ،"إِنَّ حِزبَ اللهِ يُريدُ المُقَاوَمَةَ كَوَكَالَةٍ حَصرِيَّةٍ لَهُ،وَحَصرًا فِي مَزَارِعِ شِبعَا،وَلا يَنتَظِرُ أَحَدٌ مِن حِزبِ اللهِ أَن يَقُومَ بِقَصفِ شَمَالِ فِلَسطِينَ بِالصَّوَارِيخِ،وَأَنَا شَاهِدٌ عَلَى مَا يَجرِي،وَأَشَارَ إِلى أَنَّ سَيطَرَةَ حِزبِ اللهِ عَلَى المُقَاوَمَةِ مِنَ الجَنُوبِ اللبنَانِيّ نَابِعَةٌ مِنَ اتِّفَاقِيَّاتٍ وَتَرتِيبَاتٍ أَمنِيَّةً،أَي اتِّفَاقَاتٍ مَعَ إسرَائِيلَ بِوَاسِطَةِ طَرَفٍ ثَالِثٍ" وَقَالَ:" عَلَى الشَّعبِ الفِلَسطِينِيِّ أَن لا يُعَوِّلَ عَلى حِزبِ اللهِ وَلا عَلَى حَزبِ الشَّيطَانِ،بَل عَليهِ الاتِّكَالُ عَلَى نَفسِهِ فَقَط لأَنَّ لِحِزبِ اللهِ أَولَوِيَّاتَهُ وَمَوَاقِفَهُ السِّيَاسِيَّةَ،وَهُوَ يُرُيدُ أَن يُقَاتِلَ بِآخِرِ فِلَسطِينِيٍّ مِنَّا عَلَى آخِرِ فِلَسطِينِ،وَنَحنُ نُرِيدُ مِن حِزبِ اللهِ مَوقِفَاً صَرِيحَاً وَوَاضِحَاً" أ.هـ[84].
Pentagon: 49:37وَأخَيِرًا نَقُوْلُ؛ هَلْ يُعقَل أَنْ يَكونَ الحِزْبُ عدوًّا لَدُوداً للكِيانِ  الصِّهْيُونيُ كَما يزعُمُونَ ,ثُم يَقومُ هَذَا الحِزْبُ بِاسْتِعْرَاضٍ عَسْكَريٍ حَاشِدٍ فِي مَيْدَانٍ وَاسِعٍ في بَيْرُوتَ تنَقلهُ القنواتُ الفَضَائِيّة نَقْـلاً مُبَاشِراً يَجْلسُ فِيهِ حَسَن نَصُر الله على مِنَصَّتِهِ وحَولهُ حَاشِيَتَهُ وضُيُوفَهُ وتمرُّ مِنْ أَمَامِهِ الفِرَقُ والكَتَائبُ والسَّرَايَا العَسْكَرية تَهتِفُ وتَتَوعّدَ بِالموتِ لإسرائيلَ،ثُم تَقِفُ إِسْرَائِيْلُ طِيْلَةَ هَذِهِ السَّنَواتِ مَوْقِفَ المُتفرََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََجِ ومَكْتُوفَةَ الأَيْدِي عَاجِزَةً عَن صُنعِ أيِّ شَيءٍ حِيَالَ هَذَا العَدُوّ القَادِم؟ وهِي التي لَمْ تَحْتَمِل رَجُلًا مُقعَداً عَلى كُرسِيهُِ الصَّغِير المُتحرِّك؛ فَاغْتَالتهُ عَنْ بُعدٍ في ظُلْمَةِ الفَجْرِ...!.
Pentagon: 50:30ثُمَّ لماذَا كُلّ هَذَا الاهْتِمَامِ مِنْ جَانِبِ الدَّولَةِ الرَّافِضِيةٌ بِلُبنَانِ؟ يُجِيْبُ عَنْ هَذَا التَّسَاؤُل حُجّةُ إِسلامِهم رَوحَانِي سَفِيرُ إِيرانَ فِيْ لُبنانَ فِيْ مُقَابَلةٍ أَجرتَها مَعهُ صَحِيفَةُ "اطِلاعات" الإِيْرَانِية فِي نِهَايةِ الشَّهرِ الأوّلِ من عَامِ 1984 م،يَقُولُ رَوْحَاني عن لُبنان:"لُبنان يُشْبِهُ الآنَ إِيرانَ عامِ 1977م،ولَوْ نُراقبُ ونَعملُ بِدقةٍ وصَبْرٍ فإِنهُ إِن شاءَ الله سيجيءُ إِلى أَحْضَانِنا،وبِسَببِ مَوْقِع لُبنانِ وهُوَ قَلبُ المنطِقةِ،وأَحدُ همِ المراكِزِ العَالميةِ فَإِنهُ عِنْدَما يَأْتِي لُبنان إِلى أَحْضَانِ الجُمْهُورِيَّةِ الإِسْلامِيّةِ فَسَوفَ يَتْبَعهُ البَاقُوْن ويَقُولُ:"لقد تَمكنَا عَن طَرِيقِ سَفَارَتِنا في بَيْرُوتَ مِنْ تَوحِيدِ آراءِ السُّنُة والشِّيْعةِ حَوْلَ الجُمْهُوريّةِ الإِسْلامِيّةِ والإِمامِ الخُميني،والآنَ غَالبِيَّةُ خُطَبَاءِ السّنُة يَمتَِدِحُونَ الإِمامَ الخُميني فِيْ خُطَبِهِم" ا.هـ.[85]
 
____________

جرائم الرافضة اليوم في أفغانستان والعراق
 
Pentagon: 51:39وَأمَّا عَنْ جَرَائِمِ الرَّافِضَةِ اليَوْمَ ضِدَّ المُسُلِمِينَ مِنْ أَهْلِ السّنةِ فِيْ أَفْغَانِسْتان والعِرَاقَ؛ فَحدِّثْ ولا حَرَج،فَهَاهِيَ أَمْرِيكَا اليَوْمَ تُقِـرُّ بِالتَّعَاوُنِ والدَّعْمِ الإِيْرَانِيِّ الرَّافِضِي خِلالَ حربِها على أفغانستان والعِراق...قاَلَتْ وَزيرِةُ الخَارِجِيةِ الأَمْرِيكِيّة،"كُوندَاليزَا رَايسْ" فِي مُقَابَلةٍ معَ إِحْدَى وِكَالاتِ الأنْبَاء:"أنَّ الأُممَ المُتحِدَةَ قَدْ قَامَتْ بِتَيْسِيْرِ اتّصَالاتٍ بَيْنَ الوِلايَاتِ المُتحدة وإِيْرَانَ بِصُوْرةٍ مُنتظمةٍ عبَرَ مَا يُطلَقُ عَلِيه اسْمُ عَمَليةَ "جِنِيف"،لِمُناقَشَةِ مَسَائلَ عَمليّةٍ كَانَتْ تَتعلَّقَ أصْلًا بِأفْغَانِسْتانَ،ثُمَّ اتَّسَعَ نِطاقُهَا لِتَشْمَلَ العِرَاق،وقَدْ أشَارَتْ "رَايْس" قَبْلَ فَتْرَةٍ وَجِيْزةٍ إِلى أَنَّ مبْعُوثَ الرّئيسِ الأمْريكيِ "زلمَاي خَليل زَاد" قَدْ شَارَكَ فِيْ مُحَادَثَاتٍ مَعَ مَسئُولِينَ مِن إِيرَانَ التي انْبِثقتْ مُباشَرَةً- كَمَا قَالَتْ رَايْس- مِنَ الحَاجَةِ إلى معالَجةِ أمِر بَعضِ المسَائِلِ العمليةِ المُتَعلّقَةِ بِأفغَانِستانَ،ثُم وَسَّعْنا ذَلِكَ ليشْمَلَ العِرَاق".
Pentagon: 52:49وَ هَاهُمُ الرّافِضةُ يَعْتَرفِونَ،بَلْ يَفْتخِرونَ،بَهذَا التّعاونِ والدَّعمَ الذِي قَدَّمُوهُ لأمْرِيكا،حَيثُ يَقُول محمد علي أبطحي،نائبُ الرّئيس الإِيراني للشؤونِ القانونيةِ والبرلمانيةِ الذِي وَقَفَ بِفخْرٍ فِي خِتامِ أَعْمَالِ مُؤْتَمرِ الخَلِيجِ وتَحدِّياتِ المُسْتَقبلِ الذِيْ يُنَظّمُه مَرْكَزُ الِإمارَاتِ للدِّرَاسَاتِ والبُحُوثِ الإِسْتراتِيْجِيةِ سَنَويّاً بِإِمارةِ أبي ظبي مَسَاء الثُلاثاءِ 2004/1/15 م،ليعُلنَ أنّ بِلادهُ قَدّمتِ الكَثِيرَ مِنَ العَوْنِ للأمْرِيكِيينَ فِيْ حَربَيهِم ضِدَ أفغانستانَ والعِراق،ومُؤكِّداً أنَّهُ لَوْلا التَّعَاونِ الإِيْرَاني لَمّا سَقَطتْ "كابول" وبَغْدَاد بِهذهِ السهولة.
Pentagon: 53:40وَقَدْ نَقَلتْ جَرِيدَةُ الشَّرْقِ الأَوْسَطِ في 2002/2/9 م،عَنْ رَئِيسِ مَجْلِسِ تَشْخِيصِ مَصْلَحةِ النِّظَامِ "رفسنجاني" قَوْلَه فِي خُطْبتهِ بِجَامعةِ طهران:" إِنَّ القُوّاتَ الإِيْرَانِيةَ قَاتَلتِ طَالِبان وسَاهَمتْ فِي دَحْرهِا،وأَنهُ لَو لَمْ تُسَاعِد قُوَّاتُِهُم فِي قِتالِ طَالِبان لغِرقَ الأمْرِيْكِيُّونَ في المُسْتَنقعِ الأَفْغاني".وتَابَعَ قَائِلاً:"يَجِبُ على أمريكا أنْ تَعْلَم أنهُ لَوْلا الجيشُ الإِيْرَانيُ الشَّعبي مَا اسْتَطَاعَتْ أَمريكا أن تُسقِطَ طالِبان.[86]
Pentagon: 54:20 بَلْ هَذَا مَا وَصَّى بِهِ الخُمَيْنِي حِزْبَ الوِحْدَةِ الشِّيْعِي،عقِبَ خُروجِ الرُّوسِ مِنْ أفغانستان مَدْحُوْرِين حَيْثُ قَال:"يَا حِزبَ الوِحْدَةِ يَا شِيْعةَ أفغانستان؛ جِهادُكُم يَبدأُ بَعْد خُرُوجِ الروس،ويَقْصِدُ بِذَلكَ جِهَادَ أَهْلِ السّنُة وإِيْقَاعِ الفِتَنِ والاضِطِرَابَاتِ الدَّاخِليةِ فِيْ البِلاد".وبالفِعلِ هذا مَا حَصَل عَلَى أَرْضِِ الوَاقِعِ،حَتى إِنَّ دَوْلةَ طَالِبَانَ قَامَت بِقَتْلِ ما لا يقِلُ عن 6000 مُقاتلٍ مِنَ الخَوَنةِ الرَّوافِضِ مِمَّن حَاوَلُوا التَّمرُدَ عَلى حُكمِ طالِبان،فكُل هَذا التآمُر عَلَى دولةِ أفغانستان ومَدُّ يَدِ العَوْنَ لأَمْرِيكا وحُلفَائَها خَوْفاً مِنْ أَنْ يَكُونَ لإِيْرَانَ الرَّافِضِيةِ جَارةً سنيُةً قَوِية،لأَنّ حَربهُم الأسَاسِية لَيْسَت مَعَ اليَهُودِ ولا مَعَ النَّصَارَى بَل حَربُهُم الأْوْلَى والأخِيْرةُ هِي مَع أَهْلِ السنُة. وهَذَا مَا صَرَّحَ بِه قَدِيمـاً الدّكتور "علي ولايتي" بِقوله:" لَن نسمحَ أن تكون هُناك دولةٌ وهابيةٌ في أفغانستان". أي دولةً سنُية وفق لمصْطَلحاتِ الرافِضة الشائعةِ الآن..!  أليْسَ هَذَا المَوْقِفُ نَفْسُهُ الذِي وَقَفـَهُ خُلفاءُ ووُزراءُ الدّولةِ العُبَيدِيةِ الفَاطِمِيةِ منَ السَّلاجِقةِ الأتراك السنُيينَ يَومَ أَن حَارَبوهم ونَاصَرُوا الصّليبـيين..؟
Pentagon: 55:48وَقَدْ أَفَادَ عَدِيدٌ مِنَ الخُبراءِ العسكريين بِأنَّ الطِائراتِ التي انْطَلقَت مِن قَواعِدَ أَمْرِيكيّةٍ فِيْ الدُّولِ العَرَبيـةِ لا يُمْكِنُ أَنْ تَعبُـرَ لأفْغَانِسْتَان إِلا عَنْ طَرِيقِ الأَجْوَاءِ الإِيْرَانِيِّة فِيْ وَقْتٍ كَان المَسْؤُولُونَ الإِيْرَانِيونَ يُشَدِّدُونَ عَلى دِعَايَةِ حُرْمَة الأَجْوَاءِ الإِيْرَانِيةّ إِلا عَلَى الطّائِراتِ المُضْطَرةِ للهُبِوطِ اضْطِرَارِياً فِيْ إِيرَانَ وأشَارَتْ مَصَادرُ عَسْكَرِية في الاسْتِخبَارَاتِ الأمْرِيْكِية فِيْ الوَقْتِ ذَاتِه أَنْ عَنَاصِرَ مِنَ القُوَّاتِ الخَاصِةِ الأَمْرِيكِيةِ المَوْجُودَةِ فِيْ مَدينةِ هيرات غِربِ أفغانستان قُربَ الحُدُود الإِيرَانِية أفَادَتْ بِأَنّ عُمَلاءََ إِيْرَانيـين يَتَسللون إِلى المنطقةِ ويُهَدِّدُونَ زُعَماءَ القبَائِل.وهَذَا مَا أَكّدَتْهُ مُنظَّمَةُ حُقُوقِ الإِنْسَان الأمْرِيكِية  "هيومان رايت ووتش" فِيْ أكْتُوبَر 2001 م،مِنْ أَنّ ثَمةَ تَقَارِير صَحَفِيّة تُفِيدُ أَنَّ الحُكُومَةَ الإِيْرَانية وَضَعَتْ أَعْدَادَاً إِضَافِيةً مِنَ الجُنُودِ عَلَى حُدُودِهِا بَعْدَ بِدْءِ الضَّرَباتِ العَسْكَرِيِّة،وأَنهُا بَدَأتْ فِيْ تَرْحِيلِ مِئَاتِ الِلاجِئين إِلى أفغانستان،وهَذَا تَمامَاً مَا يَفْعَلهُ العُمَلاءَ الإِيـْرَانِيُّونَ وعَنَاصِرُ مِنَ الاسْتِخْبَارَاتِ الإِيـْرَانِيّةِ فِيْ العِرَاق،وبِعِلْمٍ ورِضىً مِنَ القُوّاتِ الأَمْرِيْكِيةِ وحُلَفَائَهِا فِي الحَرْبِ عَلَى العِرَاقِ،فَفِي الوَقْتِ الذِي نَرَى فِيهِ التَّشْدِيدَ والتّضْيِيـقَ عَلَى المَنَاطقِ الحُدُودِيةِ مَعَ العِراقِ مَعَ جَمِيعِ البُلْدَانِ التي يُمْكِنُ أنْ يَنْفُذَ عَبْرَهَا المُجَاهِدُونَ لِمسُاعَدةِ إِخِوانِهم في العِراقِ ضِدَّ المُحْتل الأَمْرِيْكِي؛ نَجِدُ أنَّ الحُدُودَ الإِيْرَانِيةَ العِرَاقِيةَ تُفْتَحُ على مِصْرَاعَيْهَا لِتَسَلُّلِ عَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ العُمَلاءِ لأغْرَاضٍ سِياسِيةٍ رَافِضِيةَ،وعَلى رَأسِِها تَغْيُير نِسْبةِ التَّركيبـَةُ السُّكانيةُ لِأهِلِ العِراقِ لِصالحِِ الرَّافِضَةُ،ولاسِيِّما بَعْدَ المجَازرِ والمَذَابِح الجَمَاعيّة التي تَمّتْ لِأهْلِ السنُة،حَتَّى يَتَمكَّنوا مِنْ فَرْضِ سَيْطَرتِهِمْ عَلَى جَنُوبِ العِرَاقِ عَلَى الأقَلِ مَا دَامَ لَمْ يتَمَكّنُوا مِن بِسْطِ نفُوذِهِم عَلَى العِراقِ كُلِه،بِالإِضَافَةِ إِلى الأَغْرَاضِ الإِسْتِخْبارَاتِيّة التِي تَرُومُ تتبُع المُجَاهِدِينَ ومُتابَعةِ المصَالِحِ الإِيْرَانِيـّة،والتّنسيقِ بَيْنَها وبَينَ الأَحْزَابِ والحَرَكَاتِ الشِّيعيةِ الُأخْرَى دَاخِلَ العِراق.
Pentagon: 58:06عِلْماً بِأنَّ الرَّافِضة،كَمَا هِيَ عَادَتهُمُ،كَانُوا يُعْلِنُونَ مُعَادَاةَ أمْريكا،ويَرْفَعونَ شِعارَ الموتُ لأمريكاَ،ويُسَمُّونَهَا بِالشَّيطَانِ الأكْبَر،بَلْ إِنَّ وَزيرَ الدِّفَاعِ الإِيْرانِيّ "علي شمخاني" خِلالَ تَحْضِيرات أمريكا للهُجوم على طالِبانِ؛ أطلقَ تَصْريْحَاتٍ مُدويةٍ هَدَّدَ فِيها بِإِسْقاطِ أَي طَائِرةٍ أَمْرِيكِية تَعبُر الأَجْواءَ الإِيْرَانِية،وبَعْدَ عِدّةِ أيامٍ ظَهَرت للعَيانِ اتفَاقِيةٌ تَمّت تَحْتَ طَاوِلةِ المُفاوضَاتِ الأَمْريكيّةِ الإِيْرَانِيةِ يَقُومُ الإِيْرَانيّونَ بِموْجِبِها بِـإِعَادَةِ أي أمْرِيكي يُفقَدُ أَوْ يُسْقَطُ في إيران إلى أمريكا  سَالمـاً مُعَافـى.
Pentagon: 58:46 ولا يَفُوتَني أَن أذْكُرَ كَلامَ الرّئِيسِ الإِيْرَانِيّ الحَالي "أحمدي نجاد"،والذِي يُفْصِحُ فِيْهِ على أنهُم اليَومَ يَسِيرون عَلى مخُطّـطاتِ آبائهمُ الرّافِضة،حَيْثُ قَالَ مَا مَفَادهُ:لَقَدْ جَاءَتْ حُكُومتي لِتُمهِدَ الطّريقَ لاسْتِقْبالِ المـهْدِي.
 
___________

نشر الرافضة للفواحش والفجور
 
Pentagon: 59:04وَأمّا فِيْمَا يَتَعلّقُ بجرائمهم وخياناتهم الأخلاقية؛ فَحدِّثْ ولا حَرَج ..
فَهَاهِي مجُتمَعَاتهُم تَغُصُ بِالرّذِيلةِ والخَـنَا والفُجُورِ،وتَنـتَشرُ فِيهِم الفَواحِشُ ظَاهِراً وبَاطِنا،ولا تَجدُ مُجْتَمعاً مُلَوّثاً بِهَذِهِ الرَّزَايَا إِلا والرّافِضةُ قَدْ فَاقهُ فُحشاً وفجوراً..كُلّ ذَلك يتمُ من خِلالِ شَرِيعةِ الرافِضة ودِينهِم وبِفَتوىً مِنْ مَرجِعِياتِهم  وآيَاتِهم !فكيف ذاك..؟
  أَوَّلاً:زَوَاجُ المُتعَةِ الذِي أَبَاحَهُ الشَّرعُ فَترَةً مِنَ الزَّمَنِ،وَلِلضَّرُورَةِ مَعَ غَيرِ المُسلِمَاتِ قَبلَ تَقسِيمِ مُلكِ اليَمِينِ وَالأَخذِ بِهِ،حَيثُ كَانَ الصَّحَابَةُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ r يَغزُونَ بِلادَاً بَعِيدَةً،وَتَطُولُ بِهِم مُدَّةُ السَّفَرِ ذَهَابَاً وَإِيَابَاً وَإِقَامَةً،فَرُفِعَ عَنهُم الحَرَجُ وَالمَشَقَّةُ،فَي نِكَاحِ التَّمَتُّعِ لإِبعَادِهِم عَن مَظَنَّةِ الوُقُوعِ فِي المَحظُورِ،وَلَمَّا تَغَيَّرَ الحَالُ،وَزَالت الضَّرُورَةُ بِانتِشَارِ الإِسلامِ وَتَفَرُّقِ المُسلِمِينَ في البِلادِ نُسِخَ حُكمُ المُتعَةِ نَظَرَاً لِمَا يَحوِيهِ مِن مَفَاسِدَ أَكبَرُ مِن مَصَالِحِهِ،وَلِكَونِهِ يُنَافِي مَقَاصِدَ الزَّوَاجِ الذِي أَحَلهُ اللهُ تَعَالى،وَالذِي مِنهَا استِدَامَةُ الزَّوَاجِ وبِنَاءُ الأُسرَةِ المُسلِمَةِ،وإِنجَابُ الوَلَدِ وَالقِيَامِ عَلى تَربِيَتِهِ،فَإِنَّ الرَّافِضَةَ يَتَعَلقُونَ بِهَذَا الزَّواجِ الذِي هُوَ مِفتَاحٌ لِلزِّنَا وَلِكُل شَرٍّ..وهُم لا يَقُولُونَ بِإِبَاحَتِهِ وَجَوَازِهِ فَحَسبْ؛ بَل إِنَّهُم يَعتَبِرُونَ مَن لا يَتَمَتَّعُ وَمَن يَرَى حُرمَةَ هَذَا الزَّوَاجَ بِأَنَّهُ كَافِرٌ بِنَاءً عَلَى رِوَايَاتٍ مَكذُوبَةٍ نَسَبُوهَا إِلى الأَئِمَّةِ مِن آلِ البَيتِ كَمَا جَاءَ فِي كِتَابِ [مَن لا يَحضُرُهُ الفَقِيهُ]:"رَوَى الصَّدُوقُ عَن الصَّادِقِ عَليهِ السَّلام قَالَ:إِنَّ المُتعَةَ دِينِي وَدِينَ آبَائِي،فَمَن عَمِلَ بِهَا عَمِلَ بِدِينِنِا،وَمَن أَنكَرَهَا أَنكَرَ دِينَنَا وَاعتَقَدَ بِغَيرِ دِينِنِا"[87].
بَل يَتَوَسَّعُونَ فِيهِ لِيَشمَلَ التَّمَتُّعَ حَتَّى بِالرَّضِيعَةِ،وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الخُمَينِيُّ فِي كِتَابِهِ "تَحرِيرُ الوَسِيلَةِ":"لا بَأسَ بِالتَّمَتُّعِ بِالرَّضِيعَةِ ضَمًّا وَتَفخِيذًا وَتَقبِيلاً".[88]
Pentagon: 61:25ويذكُرُ لَنَا صَاحِبُ كِتَابِ [للهِ ثُمَّ لِلتَّارِيخِ] حَادِثَةً وَقَعَت أَمَامَ نَاظِرَيهِ حِينَ كَانَ الخُمَينِيُّ مُقِيمًا فِي العِرَاقِ،وَكَانَ فِي زِيَارَةٍ لِشَخصٍ إِيرَانِيٍّ يُدعَى "سَيّد صَاحِب"،فَيَقُولُ:"فَرِحَ سَيّد صَاحِب بِمَجِيئِنَا وَكَانَ وُصُولُنَا إِليهِ عِندَ الظُّهرِ.   فَصَنَعَ لَنَا غَدَاءً فَاخِرَاً،وَاتَّصَلَ بِبَعضِ أَقَارِبِهِ فَحَضَرُوا،وَازدَحَمَ مَنزِلُهُ احتِفَاءً بِنَا،وَطَلَبَ "سَيّدُ صَاحِب" إِلينَا  المَبِيتَ عِندَهُ تِلكَ الليلَةِ،فَوَافَقَ الإِمَامُ،ثُمَّ لما كَانَ العِشَاءُ،أَتَونَا بِالعَشَاءِ،وَكَانَ الحَاضِرُونَ يُقَبِّلُونَ يَدَ الإِمَامِ وَيَسأَلُونَهُ وَيُجِيبُ عَن أَسئِلَتِهِم،ولَمَّا حَانَ وَقتُ النَّومِ،وَكَانَ الحَاضِرُونَ قَد انصَرَفُوا إِلا أَهلَ الدَّارِ،أَبصَرَ الإِمَامُ الخُمَينِيُّ صَبِيَّةً بِعُمرِ أَربَعِ سَنَوَاتٍ أَو خَمسٍ وَلكِنَّهَا جَمِيلَةٌ جِدَّاً،فَطَلَبَ الإِمَامُ مِن أَبِيهَا "سَيِّد صَاحِب" إِحضَارَهَا لِلتَّمَتُّعِ بِهَا،فَوَافَقَ أَبُوهَا بِفَرَحٍ بَالِغٍ،فَبَاتَ الإِمَامُ الخُمَينِي وَالصَّبِيَّةُ فِي حِضنِهِ وَنَحنُ نَسمَعُ بَكَاءَهَا وَصَرِيخِهَا،المُهِمُّ أَنَّهُ أَمضَى تِلكَ الليلَةَ،فَلمَّا أَصبَحَ الصَّبَاحُ وَجَلَسنَا لِتَنَاوُلِ الإِفطَارِ،نَظَرَ إِليَّ فَوَجَدَ عَلامَاتِ الإِنكَارِ وَاضِحَةً فِي وَجهِي،إِذ كَيفَ يَتَمَتَّعُ بِهَذِهِ الطِّفلَةِ الصَّغِيرَةِ وَفِي الدَّارِ شَابَّاتٌ بَالغَاتٌ رَاشِدَاتٌ.
كَانَ بِإِمكَانِهِ التَّمتُّعُ بِإِحدَاهِنَّ فَلَم يَفعَل،فَقَالَ لي:سَيّد حُسَين مَا تَقُولُ فِي التَّمتُّعِ بِالطِّفلَةِ؟ فَقُلتُ لَهُ:سَيِّد القَولُ قَولُكَ وَالصَّوَابُ فِعلُكَ وَأَنتَ إِمَامٌ مُجتَهِد،وَلا يُمكِنٌ لِمِثلِي أَن يَرَى أَو يَقُولَ إِلا مَا تَرَاهُ أَنتَ أَو تَقُولُهُ.ومَعلُومٌ أَنِّي لا يُمكِنُنِي الاعتِرَاضُ وَقتَ ذَاك.فَقَالَ:"سَيِّد حُسِين،إِنَّ التَّمَتُّع بِهَا جَائِزٌ وَلَكِن بِالمُدَاعَبَةِ وَالتَّقبِيلِ وَالتَّفخِيذِ أَمَّا الجِمَاع فَإِنَّهَا لا تَقوى عَليهِ".ا.هـ.[89]
Pentagon: 63:21وتَتَوسَّعُ دَائِرَةُ التَّمَتُّعِ عِندَ الشِّيعَةِ لِتَشمَلَ حَتَّى التَّمَتُّعَ بِالنِّسَاءِ المُتَزَوِّجَاتِ وَهَذَا مَا تُحَرِّمُهُ جَمِيعُ الشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ،بَل وَلا تُقِرُّهُ حَتَّى غِيرَةُ العُقَلاءِ مِنَ الكُّفَّارِ..فَالرَّافِضَةُ يجِيزُونِ التَّمتُّعَ بِالمرأَةِ المُحصَنَةِ زَوجَةَ الغَيرِ دُونَ عِلمِ زَوجِهَا وَدُونَ رِضَاهُ،عِلمَاً بِأَنَّ بَعضَ فُقَهَاءَ الشِّيعَةِ يُقِرُّونَ بِتَحرِيمِ نِكَاحِ المُتعَةِ،كَمَا جَاءَ فِي [وَسَائِلُ الشِّيعَةِ]،وَفِي [التَّهذِيبِ] وفِي [الاستِبصَارِ]:" قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَواتُ اللهِ عَليهِ:حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ rوَآلهِ يَوِمَ خَيبَرَ لُحُومُ الحُمُرِ الأَهلِيَّةَ وَنِكَاحَ المُتعَةِ"[90].
وجَاءَ فِي [التَّهذِيب]:"وَسُئِلَ أَبُو عَبدِ اللهِ عَليهِ السَّلام:كَانَ المُسلِمُونَ عَلى عَهدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ يَتَزَوَّجُونَ بِغَيرِ بَيِّنَةٍ؟ قَالَ:لا".
وَيَقُولُ السَّيدُ حُسينٌ المُوسَوِيّ مُعَلِّقَاً:"لا شَكَّ أَنَّ هَذَينِ النَّصَّينِ حُجَّةٌ قَاطِعَةٌ فِي نَسخِ حُكمِ المُتعَةِ وَإِبطَالِهِ".[91]
وَجَاءَ فِي [وَسَائِلِ الشِّيعَةِ]:"وَعَن عَمَّارٍ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبد اللهِ عَليهِ السَّلام لي،وَلِسُليمَانَ بن خَالِد:( قَد حُرِّمَتُ عَليكُمَا المُتعَةُ)[92].
Pentagon: 64:35وقَد نَقَلَ الدُّكتُورُ "نَاصِرٌ القَفَارِيّ" في كِتَابِهِ [أُصُولُ مَذهَبِ الشِّيعَةِ الإِمَامِيَّةِ الاثنَي عَشرِيَّةِ] عَن الأَلُوسِي قَولَهُ:"مَن نَظَرَ إِلى أَحوَالِ الرَّافِضَةِ في المُتعَةِ في هَذَا الزَّمَانِ لا يَحتَاجُ فِي حُكمِهِ عَليهِم بِالزِّنَا إِلى بُرهَانٍ،فَإِنَّ المرأَةَ الوَاحِدَةَ تَزنِي بِعشرِينَ رَجُلاً فِي يَومٍ ولَيلَةٍ،وَتَقُولُ إِنَّهَا مُتَمَتِّعَةٌ،وَقَد هُيِّئَت عِندَهُم أَسوَاقٌ عَدِيدَةٌ لِلمُتعَةِ تُوقَفُ فِيهَا النِّساءُ وَلَهُنَّ قَوَّادُونَ يَأتُونَ بِالرِّجَالِ إِلى النِّسَاءِ وَبِالنِّسَاءِ إِلى الرِّجَالِ فَيَختَارُونَ مَا يَرضُونَ ويُعَيِّنُونَ أُجرَةَ الزِّنَا وَيَأخُذُونَ بِأَيدِيهِنَّ إِلى لَعنَةِ اللهِ تَعَالى وَغَضَبِهِ" ا.هـ[93].
Pentagon: 65:07  فَمَاذَا نَتَجَ عَن زَوَاجِ المُتعَةِ،وَمَا هِيَ آثَارُهُ عَلَى المُجتَمَعِ الرَّافِضِيِّ؟.
فَمِن آثَارِهِ:اختِلاطُ الأَنسَابِ،وَالذِي بِسَبَبِهِ حَرَّمَ اللهُ الزِّنَا،وَذَلِكَ مِن خِلالِ التَّمَتُّعِ بِزَوجَاتِ الغَيرِ،وَدُونَ عِلمِ أَزوَاجِهِنَّ،فَتَحمِلُ المَرأَةُ،وَلا تَدرِي هَذَا الوَلَدُ مَن يَكُونُ وَالِدُهُ،وَمِن ذَلِكَ كَثُرَ بِسَبَبِهِ الزَّواجُ مِنَ المَحَارِمِ،فَمِن كَثرَةِ مَا يَتَمَتَّعُونَ صَارَ الرَّجُلُ يَتَمَتَّعُ بِالمَرأَةِ،وَقَد تَكُونُ ابنَتُهُ مِن زَوجَةٍ سَابِقَةٍ كَانَ قَد تَمَتَّعَ بِهَا،أَو تَكُونُ زَوجَةَ ابنِهِ الذِي سَبَقَ أَن تَمَتَّعَ بِهَا،أَو زَوجَةَ أَبِيهِ.
وفِي ذَلِكَ يَقُولُ السَّيدُ حُسَينٌ المُوسَوِيّ:"جَاءَتنِي امرَأَةٌ تَستَفسِرُ مِنِّي عَن حَادِثَةٍ حَصَلَت مَعَهَا،إِذ أَخبَرتنِي أَنَّ أَحدَ السَّادَةِ وَهُوَ السَّيدُ "حُسينٌ الصَّدرَ" كَانَ قَد تَمَتَّعَ بِهَا قَبلَ أَكثَرِ مِن عِشرِينَ سَنَةً،فَحَمَلَت مِنهُ،فَلَمَّا أَشبَعَ رَغبَتَهُ مِنهَا فَارَقَهَا،وبَعدَ مُدَّةٍ رُزِقَتْ بِبِنتٍ،وَأَقسَمَت أَنَّهَا حَمَلت مِنهُ هُوَ،إِذ لم يَتَمَتَّع بِهَا وَقَتَذَاكَ أَحَدٌ غَيرُهُ. وبَعدَ أَن كَبُرَت البِنتُ وَصَارَت شَابَّةً جَمِيلَةً مُتَأَهِلَةً لِلزَّوَاجِ،اكتَشَفَت الأُمُّ أَنَّ ابنَتَهَا حُبلى،فَلمَّا سَأَلَتهَا عَن سَبَبِ حَملِهَا؛ أَخبَرَتها البِنتُ أَنَّ السَّيدَ المَذكُورَ استَمتَعَ بَهَا فَحَمِلَت مِنهُ،فَدُهِشَت الأُمُّ وَفَقَدَت صَوَابَهَا،إِذ أَخبَرَت ابنَتَهَا أَنَّ هَذَا السَّيدَ هُوَ أَبُوهَا،وَأَخبَرَتها القِصَّةَ،فَكَيفَ يَتَمَتَّعُ بِالأُمِّ،وَاليَومَ يَأتِي لِيَتَمَتَّعَ بِابنَتِهَا التِي هِيَ ابنَتَهُ هُوَ؟".[94]
Pentagon: 66:53 وَمِن آثَارِهِ؛ استِغلالُ أَربَابِ الهَوَى وَالفَسَادِ المُتعَةَ فِي إِشبَاعِ الغَرَائِزِ لِدَرَجَةٍ وَصَلَت حَدَّ الجُنوحِ إِلى الفُجُورِ،وَإِلصَاقِ ذَلِكَ بِالدِّينِ مِن خِلالِ المُتعَةِ.
Pentagon: 67:07ومِن آثَارِهِ أَيضًا؛ أَنَّ السَّادَةَ وَالمَرجِعِيَّاتِ الذِينَ يُبِيحُونَ هَذَا الزَّوَاجَ لِيَتِمَّ لهم مِن خِلالِهِ التَّمَتُّعَ بِبَنَاتِ النَّاسِ،يَمنَعُونَ بَنَاتَهُم وَأَخَوَاتَهُم وَقَرِيبَاتَهُم مِنَ التَّمَتُّعِ لأَنَّهُم يَستَقذِرُونَهُ لَهُم،وَيَرَونَهُ كَالزِّنَا عَلى مَا يَشعُرُونَ هُم بِهِ مِن خِلالَ تَمَتُّعِهِم بِبَنَاتِ الغَيرِ،وَعَن ذَلِكَ يَروِي لَنَا السَّيدُ حُسَينٌ المُوسَوِيّ رِوَايَةً وَقَعَت مَعَهُ هُوَ حَيثُ يُقُولُ:"فَدَخَلَ عَلينَا شَابَّانِ يَبدُوا أَنَّـهُمَا اختَلَفَا فِي مَسأَلَةٍ فَاتَّفَقَا عَلى سُؤَالِ الإِمَامِ الخُوئِيّ لِيَدُلهُمَا عَلى الجَوَابِ.
فَسَأَلَهُ أَحَدُهُمَا قَائِلاً:سَيِّدٌ؛ مَا تَقُولُ فِي المُتعَةِ أَحَلالٌ هِيَ أَم حَرَامٌ؟
نَظَرَ إِليهِ الإِمَامُ الخُوئِيّ وَقَد أَوجَسَ مِن سُؤَالِهِ أَمرَاً ثُمَّ قَالَ لَهُ:أَينَ تَسكُن؟
قَالَ الشَّابُّ السَّائِلُ:أَسكُنُ المُوصِلَ وَأُقُيمُ هُنَا فِي النَّجَفِ مُنذُ شَهرَينِ تَقرِيباً.
قَالَ لَهُ الإِمَامُ:أَنتَ سُنِّيٌ إِذَن؟
قَالَ الشَّاب:نَعَم.
قَالَ الإِمَامُ:المُتعَةُ عِندَنَا حَلالٌ وَعِندَكُم حَرامٌ.
فَقَالَ لَهُ الشَّاب:أَنَا هُنَا مُنذُ شَهرَيِنِ تَقرِيباً غَرِيبٌ فِي هَذِهِ الدِّيَار فَهَلا زَوَّجتَنِي ابنَتَكَ لأَتَمَتَّعَ بِـَها رَيثَمَا أَعُودُ إِلى أَهلِي؟
فَحَملَقَ فِيهِ الإِمَامُ هُنَيهَةً ثُمَّ قَالَ لَهُ:أَنَا سَيِّدٌ،وَهَذَا حَرَامٌ عَلى السَّادَةِ وَحَلالٌ عِندَ عَوَامِ الشِّيعَةِ.
ونَظَرَ الشَّابُّ إِلى السَّيدِ الخُوئِي وَهُوَ مُبتَسِمٌ وَنَظرَتُهُ تُوحِي أَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ الخُوئِي قَد عَمِلَ بِالتُّقيَةِ.[95]
ثُمَّ قَامَا فَانصَرَفَا،فَاستَأذَنتُ الإِمَامَ الخُوئِيّ فِي الخُرُوجِ فَلَحِقتُ بِالشَّابَينِ فَعَلِمتُ أَنَّ السَّائِلَ سُنِّيٌّ وَصَاحِبَهُ شِيعِيّ اختَلَفَا فِي المُتعَةِ أَحَلالٌ أَم حَرَامٌ فَاتَّفَقَا عَلََََى سُؤَالِ المَرجِعِ الدِّينِيّ الإِمَامُ الخُوئِيّ،فَلَمَّا حَادَثتُ الشَّابَينِ انفَجَرَ الشَّابُّ الشِّيعِيُّ قَائِلاً:يَا مُجرِمِينَ تُبِيحُونَ لأَنفُسِكُم التَّمَتُّعَ بِبَنَاتِنَا وُتُخبِرُونَنَا بِأَنَّهُ حَلالٌ وَأَنَّكُم تَتَقَرَّبُونَ بِذَلِكَ إِلى اللهِ،وَتُحَرِّمُونَ عَلينَا التَّمَتُّعَ بِبَنَاتِكُم؟
Pentagon: 69:21ورَاحَ يَسُبّ،ويَشْتُم،وأَقْسَمَ أَنْ سَيَتَحَوَّلَ إلى مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّة،فَأَخَذْتُ أُهَدِئُ بِهِ،ثُمَّ أَقْسَمْتُ لَهُ أَنَّ المُتْعَةَ حَرَامٌ،وبَيَّنْتُ لَهُ الأدِلَّةَ عَلَى ذلك"[96].
Pentagon: 69:32 ومِنْ آثَارِهِ أيضًا؛ قَطِيعَةُ الأَرْحَامِ،والوَشَائِجِ،وذلكَ لِأَنَّ كثيرًا من الرَّافِضَةِ لا يَعْرِفُونَ أَنْسَاَبهَمُ،ولا آبَاءَهُمُ،ولِهَذَا قَدْ يَكُون لِلْرَجُلِ إِخْوَةٌ،وأَخَوَاتٌ،ومَحَارِم لا يَعْرِفُهُم،لِأَنَّهُ أَصْلًا لَا يَعْرِفُ مَنْ يكون وَالِدَهُ.
Pentagon: 69:50  ومِنَ الآثَارِ الأُخْرَى الخَطِيرَةِ لِزَوَاجِ المُتْعَةِ الذّي يَحِلُّهُ الرَّافِضَةُ،ويَتَسَامَحُ مَعَهُم ويَتَغَاضَى عَنْ الاخْتِلَافِ مَعَهُم فَيهَ كَثِيرٌ مِن دُعَاةِ التَّقَارُبِ اليَوْمَ،أَنَّهُ ومِنْ خِلَالِ إِبَاحَةِ المُتْعَةِ اسْتَطَاعَ كَثِيرٌ منْ دُعَاتِهِم بَثّ دَعْوَتِهِم ونَشْرِ مذَهْبَ الرَّفْضِ بَيْنَ كَثِيرٍ مِنْ قَبَائِلِ أَهْلِ السُّنَّةِ،ومَا ذَلِكَ إلا مِنْ خِلَال إِغْرَائِهِم بِهَذَا الزَّوَاجِ،ومُدَاعَبَةِ أَهْوَائِهِم بالقَوْلِ بِإِبَاحتِهِ.فَقَدْ نَشَرَتْ مَجَلَةُ [المَنَارِ] في المُجَلَّدِ السَّادِسِ عَشْر رِسَالَةً لِلْشَيْخِ مُحَمَّدِ كَامِل الرَّافِعِيّ كَانَ قَدْ أَرْسَلَهَا مِنْ بَغْدَاد لِصَدِيقِهِ الشَّيْخِ رَشيد رِضا فِي سنةِ  ألفٍ وثَلاث مائةٍ وسِتٍّ وعشرين للهجرَةِ 1326 هـ،كَشَفَ لَهُ أَثْنَاءَ سِيَاحَتِهِ فِي تِلْكَ الدِّيَارِ مَا يَقُومُ بِهِ عُلَمَاءُ الرَّافِضَةِ مِنْ دَعْوَةِ الأَعْرَابِ إلى الدُّخُولِ فِي دِينِ الرَّفْضِ،واسْتِعَانَتِهِم فِي ذَلِكَ بِإِحْلَالِ مُتْعَةِ النِّكَاحِ لِمَشَايِخِ قَبَائِلِهِم الذِينَ يَرْغَبُونَ الاسْتِمْتَاعَ بِكَثِيرٍ مِنَ النِّسَاءِ فِي كُلِّ وَقْتٍ.[97]
Pentagon: 70:54وذَكَرَ لَنَا د.نَاصِرُ القَفَارِيّ،فِي كِتَابِهِ [أُصُولُ مَذْهَبِ الشِّيَعَة الإِمَامِيَّةِ] عَنْ الحَيْدَرِيّ بَيَانًا خَطِيرًا بِالقَبَائِلِ السُّـنِّـيَّةِ التّي تَرَفَّضَتْ بِجُهُودِ الرَّوَافِضِ،وخِدَاعِهِم فِي كِتَابِهِ:[عُنْوَانُ المَجْدِ فِي بَيَانِ أَحْوَالِ بَغْدَادَ والبَصْرَةِ ونَجْد]،فَيَقُولُ:(وَأَمَّا العَشَائِرُ العِظَامُ فِي العِرَاقِ الَّذِينَ تَرَفَّضُوا مِنْ قَرِيبٍ فَكَثِيُروَن،مِنْهُم:رَبِيعَة تَرَفَّضُوا مُنْذ سَبْعِينَ سَنَةٍ،وتميمٌ؛ وهي عَشِيرَةٌ عَظِيمَةٌ تَرَفَّضُوا فِي نَوَاحِ العِرَاقِ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةٍ بِسَبَبِ تَرَدُّدِ شَيَاطِينَ الرَّافِضَةِ إليهِم،والخَزَاعِلُ تَرَفَّضُوا مُنْذ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّينَ سَنَةٍ بتَرَدُّدِ الرَّافِضَةِ إلَيْهِم وعَدَمِ العُلَمَاءِ عِنْدَهُم.ومِنَ العَشَائِرِ المُتَرَفِّضِةِ:بَنُو عمير،وهُمْ بَطْنٌ مِنْ تَمِيم،والخَزْرَج وهُم بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ،وشَمََّر وهي كَثِيرَةٌ،وغَيْرُهَا.ومِنَ المُتَرَفِّضَةِ أيضًا عَشَائِرُ العُمَارَةِ آلُ مُحَمَّدِ،وهِيَ لِكَثْرَتِهَا لا تُحْصَى،وتَرَفَّضُوا َمِن قَرِيبٍ.وعَشِيرَةُ بَنِي لام،وهِيَ كَثِيرَةُ العَدَدِ،وعَشَائِرُ الدِّيوَانِيَّة،وهِيَ خَمْسُ عَشَائِرٍ؛ آلُ أَقْرَع،وآلُ بُدَيْر،وعَفْجٌ،والجِبُورِ،وجُلَيْحَة.[98]
Pentagon: 72:12ثانيًا:إِعَارَةُ الفُرُوجِ؛ ومَا أَدْرَاكَ مَا إِعَارَةُ الفُرُوجِ،فَإِنَّهُ وإِنْ كَانَ هُوَ الزِّنَا بِعَيْنِهِ مِنْ حَيْثُ الحُكْمِ الشَّرْعِيّ،إِلَّا أَنِّهُ مِنْ حَيْثُ طَرِيقَة مُبَاشَرَتِهِ،فَهُوَ أَفْظَعٌ،وأَقْبَحٌ،حَيْثُ أَنَّ الزَُّناَةَ يَتَسَتَّرُونَ ويَسْتَشْعِرُونَ الخَطِيئَةَ والذَّنْبَ الذِي يَرْتَكِبُونَهُ،أَمَّا فِي إِعَارَةِ الفُرُوجِ،فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَرَادَ السَّفَرَ يَأْتِي بِزَوْجَتِه عِنْدَ صَدِيقِهِ أَوْ جَارِهِ أَوْ قَرِيبِهِ أَوْ مَنْ شَاءَ فَيُبْقِيهَا عِنْدَهُ ويُبِيحُ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ بِهَا مَا شَاءَ طِيِلَةِ فَتْرَةِ سَفَرِهِ،ويَأْذَنَ لَهُ التَّمَتُّعَ بِهَا لِكَيّ يَطْمَئِنَّ عَلَى زَوْجَتِهِ مِنَ الوُقُوعِ فِي الزِّنَا.وهُنَاكَ حَالَةٌ أُخْرَى يَعِيُروَن فِيهَا الفُرُوجَ،وهِيَ إِذَا حَلّ الرَّجُلُ ضَيْفًا فَإِنَّ مِنْ دَوَاعِ إِكْرَامِ هَذَا الضَّيْفِ أَنْ يُقَدِّمَ زَوْجَتِهِ لِلْضَيْفِ،ويَرْوُونَ فِي ذَلِكَ رِوَايَاتٍ مَكْذُوبَةٍ،يَنْسِبُونَهَا إلى الإمَامِ الصَّادِقِ،وإِلَى أَبِيهِ أَبِي جَعْفَر عَلَيْهِمُ السَّلِامُ.
Pentagon: 73:14 رَوَى الطُّوسِيّ فِي [الاسْتِبْصَارِ] عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَر عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ:قُلْتُ لَهُ:الرَّجُلُ يُحِلُّ لِأَخِيهِ فَرْجَ جَارِيَتِهِ؟ قَالَ:نَعَم،لا بَأْسَ لَهُ مَا أَحَلَّ لَهُ مِنْهَا.[99]
ورَوَى الكُلَيْنِيّ فِي [فُرُوعِ الكَافِي] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ:يَا مُحَمَّدَ،خُذْ هَذِهِ الجَارِيَةَ تَخْدُمُك،وتُصُيبُ مِنْهَا،فَإِذَا خَرَجْتَ فَارْدُدْهَا إِلَيْنَا.[100]
وهَذَا الأَمْرُ أَفْتَى بِهِ عُلَمَاءُ الرَّافِضَةِ فِي إيران والعِرَاقِ،وهُوَ مُنْتَشِرٌ بِنَاءً عَلَى فَتَاوٍ كَثِيرَةٍ مِنْ سَادَاتِ ومَرْجِعِيَّاتِ الرَّافِضَةِ،يَقُولُ السَّيِّدُ حُسَين المُوسَوِيّ:(زُرْنَا الحُوزَةَ القَائِمِيَّةَ فِي إِيرَان،فَوَجَدَنَا السَّادَةَ هُنَاكَ يُبِيحُونَ إِعَارَةَ الفُرُوجِ.
Pentagon: 73:58ومِمَّنْ أَفْتَى بِإِبَاحَةِ ذَلِكَ السَّيِّدُ لُطْفُ الله الصَّنَافِيّ وغَيْرُهُ،ولِذَا فَإِنَّ مَوْضُوعَ إِعَارَةِ الفَرْجِ مُنْتَشِرٌ فِي عُمُومِ إيرَان،واسْتَمَرَّ العَمَلُ بِهِ حَتَّى بَعْدَ الإِطَاحَةِ بِالشَّاهِ مُحَمَّدٍ الرِّضَا بَهْلَوِىّ ومَجِيء آيَةِ اللهِ العُظْمَى الإِمَامِ الخُمَيْنِيّ الموُسَوِيّ،وبَعْدَ رَحِيلِ الإمَامِ الخُمَيْنِيّ اِسْتَمَرَّ العَمَلُ عَلَيْهِ")،وقَالَ:(وَمِمَّا يُؤْسَفُ لَهُ أَنَّ السَّادَةَ هُنَا - يُعنِي العِراق- أفْتَوْا بِجَوَازِ إِعَارَةِ الفَرْجِ،وهُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ العَوَائِلِ في جَنُوبِ العِرَاقِ وفِي بَغْدَادَ،وفِي مَنْطِقَةِ الثَّوْرَةِ مَمَّنْ يُمَارِسُ هَذَا الفِعْلَ بِنَاءً على فَتَاوَى كَثَيِرٍ مِنَ السَّادَةِ مِنْهُم:السِّيسْتَانِيّ،والصَّدْرِ،والشَّيرَازِي،والطَّبْطَبَائِيّ وغَيْرهُم،وكَثِيرٌ مِنْهُم إِذَا حَلَّ ضَيْفاً عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُم اِسْتَعَارَ مِنْهُ اِمْرَأَتَهُ إِذَا رَآهَا جَمِيلَةً،وتَبْقَى مُسْتَعَارةً عِنْدَهُ حَتّى مُغَادَرَتِهِ).ا.هـ[101].
Pentagon: 75:01ثالثاً:إِتْيَانُ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنّ والَّذِي لَا يُخْفَى عَلَى عَاقِلٍ مَدَى الأَََضْرَارِ الجَسِيمَةِ التّي تَلْحَقُ بِالمُجْتَمَعِ عَامَّةً جَرَّاءَ الوُطْءِ فِي الدُّبُرِ عَدَى اِنْتِكَاسَة الفِطْرَةِ والعِيَاذُ بِالله.
Pentagon: 75:14وهُنَاكَ الأَحَادِيثُ الصًحَيِحةَ ُوَ الصَّرِيحَةُ فِي لَعْنِ فَاعِلِهَا وتَحْرِيمِ إِتْيَانِ النَّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ،واللهُ تَعَالَى يَقُولُ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222]،فَهَذِهِ الآيَةُ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ يَحِلُّ إِتْيَانَ المَرْأَة فِي دُبُرِهَا؛ إَذْ لَوْ كَانَ جَائِزًا لمَاَ كَانَ لِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى فِي اِعْتَزَالِ النِّسَاءِ فِي المَحِيضِ مَعْنًى،فَلَيْسَ الحَيْضُ فِي الدُبُرِ وإِنَّمَا فِي القُبُلِ،والأَمْرُ بِاعْتِزَالِهَا يَدُلُّ عَلَى أمْرِ اعْتِزَالِ وُطْئِهَا فِي القُبُلِ،والرَّافِضِةُ -رَفَضَهُمُ اللهُ- يَحِلُّونَ ذَلِكَ،ويَأْتُونَ بِرِوَايَاتٍ يَزْعُمُونَ زُورًا وكَذِبًًا نِسْبَتِهَا إِلَى أَئِمَّةِ آلِ البَيْتِ كَمَا يَتَأَوَّلُونَ آياتِ القُرْآن بِالبَاطِلِ من بَعَدْ ِمَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُم.
Pentagon: 76:15 ومَّما جَاءَ عِنْدَهُم فِي ذَلِكَ مَا ذُكِرَ فِي [الاسْتِبْصَارِ]،مَا رَوَاهُ الطُّوسِيّ عَنْ عبدَ الله ِبن أَبِي اليَعْفُور:سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَلِيْهِ السَّلَام عَنْ الرَّجُلِ يَأْتِي المَرْأَةَ مِنْ دُبُرِهَا قَالَ:لَا بَأْسَ إِذَا رَضِيَتْ،قُلْتُ:فَأِيْنَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى:{فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ} [البقرة:222]،فَقَالَ:هَذَا فِي طَلَبِ الوَلَدَ،فَاطْلُبُوا الوَلَدَ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ،إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة:223][102].ورَوَى الطُّوسِيّ أَيْضًا عَنْ مُوسَى بن عَبْدِ المَلِكِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ:سَأَلْتُ أَبَا الحَسَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلِام عَنْ إِتْيَانِ الرَّجُل المَرْأَةَ مِنْ خَلْفِهَا فِي دُبُرِهَا فَقَالَ:أَحَلَّتْهَا آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى،قَوْلِ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَام:{هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود:78]،فَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُم لَا يُرِيدُونَ الفَرْجَ.ا.هـ[103].والعِيَاذُ باللهِ.
Pentagon: 77:07فَانْظُرْ كَيْفَ يَتَأَوَّلُونَ كَلَامَ اللهِ بِالبَاطِلِ لِيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ،فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَحِلُّ الخَبَائِثَ وإتيانُ الدُّبُرِ مِنَ الخَبَائِثِ التّي حَرَّمَهَا اللهُ بِالجُمْلَةِ،وقَدْ أَوْرَدَ السَّيِّدُ حُسَيْن المُوسَوِيّ رَدًّا شَافِيًا عَلَى تَأَوَّلِهِم هَذَا بِقَوْلِهِ:(إِنَّ تَفْسِيرَ الآيَةِ قَوْل اللهِ تَعَالَى:{هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود:78]،قَدْ وَرَدَ فِي آيَةٍ أُخْرَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ العَالَمِينَ(28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ (29) }.[العنكبوت]،وقَطْعُ السَّبِيلَ لَا يُعْنِي مَا يَفْعَلُهُ قُطَّاعِ الطُّرُقِ وَحْدَهُم،لَا..وإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَيْضًًا قَطْعُ النَّسْلِ بِالإِتْيَانِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ طَلَبِ الوَلَدِ أَيّ فِي الأَدْبَارِ،فَلَو اِسْتَمَرَّ النَّاسُ فِي إِتْيَانِ الأَدْبَارِ -أَدْبَارِ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ- وتَرَكُوا أَيْضًا طَلَبَ الوَلَدِ لَانْقَرَضَتْ البَشَرِيَّةُ وانقَطَعَ النَّسْلُ،فَالآيةُ الكَرِيمَةُ تُعْطِي هَذَا المَعْنَى أَيْضًاً وبِخَاصَّة إِذَا لَاحَظْنَا سِيَاقَ الآيَةِ مِمَّا قَبْلَهَا.ولا مِرْيَةَ أَنَّ هَذَا لَا يَخْفَى عَلَى الإِمَامِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَام،فَثَبَتَ بِذَلِكَ كَذِبُ نِسْبَةِ تِلْكَ الرِّوَايَة إلَيْهِ.) ا.هـ[104]
Pentagon: 78:25ولَقَدْ تَفَكَّرْتُ فِي حَالِ هَؤُلَاءِ طَوِيلاً،ومَا الَّذِي أَوْصَلَهُم إلى هَذَا الحَدِّ المُرِيعِ مِنَ الفَسَادِ،إِذْ هُمْ فِي الظَّاهِرِ يَدَّعُونَ الإسْلَامِ،وبِالتَِّالي يَدَّعُونَ العِفَّةَ،والطَّهَارَةِ.وهُمْ مِنْ قَبَائِلَ عَاشَتْ بَيْنِ أَهْلِ الإِسْلَامِ،وتَزَيَّتْ بِزِيِّ الاحْتِشَامِ،فَقَدْ وَصَل بِهِمْ الفَسَادُ إِلَى حَدِّ لَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ أُمَّةٌ مِنْ الأُمَمِ،فَلَوْ نَظَرْنَا إِلَى أَكْثَرِ المَنَاطِقِ إِبَاحِيَّةٍ فِي أُورُوبَّا وأَمرِيكَا وغَيْرِهَا،وَجَدْنَا هَؤُلَاء الرَّوَافِضَ قَدْ سَبَقُوهُم سَبْقًا بَعِيدا،بَلْ ونَجِدُ أَنَّ كَثِيرا مِنَ القَوَانِينَ التِّي تَحْكُمُ هَؤُلَاء تَسْتَقْذِرُ وتَسْتَنْكِرُ كَثِيرًا مِنْ هَذِهِ الأَفْعَالِ المُخْزِيَةِ والمُخْجِلَةِ وإِنْ فَعَلَتْهَا شُعُوبُهُم!.
فَمَثلاً؛ نِكَاحُ المَحَارِمِ مَمْنُوعٌ فِي تِلْكَ القَوَانِينَ،وكَذَلِكَ الخِيَانَةُ الزَّوْجِيَّةُ فَضْلًا عَنِ الشُّذُوذِ الجِنْسِيّ وغَيْرِهِ،وإِنْ مَارَسُوهُ،فَإِنَّهُم يُمَارِسُونَهُ شَهْوَةً لَا دِيناً.Pentagon: 79:29 
أَمَّا هَؤُلاءِ الرَّاوَفِض المَلاعِين فَكُلُّ شَيءٍ مُبَاحٌ بِاسمِ الدِّينِ؛ فَتَجِدُ في البَيتِ الوَاحِدِ في كَثِيرٍ مِنَ الأَحيَانِ عَدَدَاً مِنَ الأَبنَاءِ،وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنهُم مِن أَبٍ مُختَلِفٍ نَتِيجَةَ المُتعَةِ التي أَبَاحُوهَا بِاسمِ الدِّينِ.
وَلِذَلِكَ تَلحَظُ أَنَّ قَطِيعَةَ الرَّحِمِ ظَاهِرَةٌ في هَذِهِ الطَّائِفَةِ.بَل إِنَّهُم مِن أَغلَظِ النَّاسِ قُلُوبًا فِيمَا بَينَهُم!.
كَيفَ لا! وَقَد اختَلَطَت مِيَاهُ الأَنسَابِ بَينَهُم..فَمَا كَانَ وَمَا سَيَكُونُ في أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ السَّابِقَةِ وَاللاحِقَةِ مِنَ الفَسَادِ الأَخلاقِي؛ فَفِي الرَّافِضَةِ أَضعَافُ أَضعَافِهِ!
بَل إِنَّ البَهَائِمَ العَجمَاوَاتِ تَستَقبِحُ وَتَرفُضُ فِطرَتها أَن تَفعَلَ مِثلَ مَا يَفعَلُ هَؤُلاءِ.
Pentagon: 80:16  وقَد حَدَّثَنِي أَحَدُ إِخوَاني الثِّقَاتِ بِحَادِثَةٍ رَآهَا بِأُمِّ عَينَيْهِ فَيَقُولُ:"رَأَيتُ في مُقتَبَلِ حَيَاتِي حَادِثَةً لم أَرَ مِثلَهَا قَطّ في غِيرَةِ ثَورٍ قَتَلَ نَفسَهُ بَعدَ أَن عُصِبَت عَينَاهُ لِيَطَأَ أُمَّهُ،فَجَاءَت بِهِ جَدَّتي تَجُرُّهُ إِلى وَالِدَتِهِ،وَهُوَ لا يَعلَمُ أَنَّهَا أُمَّهُ،لأَنَّهُ مَعصُوبُ العَينَينِ.
وبَعدَ عَمَلِيَّةِ التَّلقِيحِ كَشَفَت عَينَهِ،وَأَيقَنَ بِأَنَّهُ أَتَى أُمَّهُ...فَمَا كَانَ مِن ذَلِكَ الثَّورِ إِلا أَن قَامَ هَائِجاً وَثَائِراً يُنَاطِحُ الجِدَارَ بِرَأسِهِ حَتَّى سَالَت مِنهُ الدِّمَاءُ الغَزِيرَةُ وَهُوَ يَتَحَرَّكُ بِجُنُونٍ وَهَيَجَانٍ،ثم اتَّجَهَ إِلى نَهرِ دِجلَةَ وَالدَّمُ يَقطُرُ مِن جَسَدِهِ،وَأَلقَى بِنَفسِهِ في النَّهرِ حَتَّى غَرِقَ وَمَاتَ مِن جَرَّاءِ ذَلِكَ..!.لأَنَّّ الغِيرَةَ أَخَذَتهُ عَلَى أُمِّهِ،وَهُوَ دَابَّةٌ قَد استُبِيحَ لها ذَلِكَ فِطرَةً وَجِبلِّـةً،فَقُلتُ في نَفسِي آنَ ذَاكَ:البَهَائِمُ تَأنَفُ الزِّنَا بِالمَحَارِمِ،وَتَغَارُ عَلى حَرِيمِهَا؛فَكَيفَ بِالبَشَرِ لا يَعقِلُ ذَلِكَ ؟ ".
 وقَد أَخرَجَ البُخَارِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ رَأَيْتُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ،فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ[105] ..وَرَوَى مُسلِمٌ مِثلَهُ عَن أَبي رَجَاءٍ العَطَارِدِيّ..
فَنَعُوذُ بِاللهِ مِن أُمَّةِ البَهِائِمِ العَجمَاوَاتِ التي لا تَعقِلُ،فِطرَتُهَا أَصفَى وَأَنقَى مِنهَا .
 
___________

كيف وصل بهم الحال إلى إباحة المحرمات ؟
 
Pentagon: 81:48 وعَلِمَ اللهُ أَنَّنِي تَفَكَّرتُ في حَالِ هَؤُلاءِ طَوِيلاً،وَمَا الذِي أَوصَلَهُم إِلى هَذَا الحَدِّ كَمَا أَسلَفتُ؛ فَتَبَيَّنَ لي أَنَّ الذِي أَوصَلَ هَؤُلاءِ إِلى هَذَا المُستَنقَعِ الآسِنِ هُوَ أَنَّ الجَزَاءَ مِن جِنسِ العَمَلِ،وَمِثلَمَا تُدِينُ تُدَانُ[106]،فَعِندَمَا تَجَرَّأَ هَؤُلاءِ عَلى الطَّعنِ في خَيرِ بَيتٍ وُجِدَ عَلى وَجهِ الأَرضِ،أَلا وَهُوَ بَيتُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ r،إِذ تَجَرَّؤُوا عَلَى ذَاتِ النَّبِيِّ r إِذ قَالُوا كَمَا نَقَلَ السَّيدُ "حُسينٌ المُوسَوِيّ" عَن "عَلِيٍّ الغُرَوِيّ"،أَحَدُ أَكبَرِ العُلَمَاءِ في الحَوزَةِ:"إنِّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وآلِه،لابُدَّ أَن يَدخُلَ فَرجُهُ النَّارَ لأَنَّهُ وَطِئَ بَعضَ المُشرِكَاتِ"[107] ! يُرِيدُ بِذَلِكَ زَوَاجَهُ مِن عَائِشَةَ وَحَفصَةَ.
Pentagon: 82:44وهَذَا كَمَا هُوَ مَعلُومٌ بِهِ إِسَاءَةٌ إِلى النَّبِيِّ r،وَسُوءَ ظَنٍّ بِهِ وَبِاللهِ سُبحَانَهُ الذِي أَرسَلَهُ،وَكُلُّ ذَلِكَ كُفرٌ وَضَلالٌ لم يَتَجَرَّأ عَلَى قَولِهِ كَافِرٌ سِوَاهُم.
كَمَا اتَّهَمُوا أُمَّهَاتِ المُؤمِنِينَ،وَعَلَى رَأسِهِنَّ أُمُّنَا المُبَرَّأَةُ المُطَهَّرَةُ الصَّافِيَةُ النَّقِيَّةُ الصِّدِّيقَةُ بِنتُ الصِّدِّيقِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا،وَلم يُرَاعُوا حُرمَةَ النَّبِيِّ r في عَرضِهِ وَبَيتِهِ.
Pentagon: 83:20فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ مَزَّقَ اللهُ أَعرَاضَهُم شَرَّ تَمزِيقٍ،فَلَيسَ هُنَاكَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ ابتُلِيَت بِعِرضِهَا كَمَا هُم الرَّوَافِض،وَلِذَلِكَ تَرَى أَنَّ عِرْضَ الرَّافِضِيّ لا يُسَاوِي عِندَهُ شَيئًا،وَإِن أَظهَرَ خِلافَ ذَلِكَ.
ولا يَفُوتُنَا أَن نُثبِتَ هُنَا أَنَّ مَن يَذُبُّ وَيُدَافِعُ عَن صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ r،وَنَخُصُّ مِنهُم أُمَّهَاتُ المُؤمِنِينَ فَسَيَذُبُّ اللهُ عَنهُ وَعَن عِرضِهِ،وَيَحفَظَهُ لَهُ بِإِذنِ اللهِ؛ لِدِفَاعِهِ هَذَا.
  فَكَمَا هُوَ مَعرُوفٌ شَرعًا؛الجَزَاءُ مِن جِنسِ العَمَلِ.
Pentagon: 84:03	ولا نَنسَى هُنَا أَن نَذكُرَ كَلامَ الإِمَامِ الشَّوكَانِيِّ حَولَ مُشَاهَدَاتِهِ الشَّخصِيَّةِ وَتَجَارِبِهِ مِن خِلالِ مُعَايَشَتِهِ لِرَافِضَةِ اليَمَنِ،فَكَشَفَ لَنَا أُمُورَاً عَجِيبَةً وَخَطِيرَةً في كِتَابِهِ [طَلَبُ العَلمِِ وَطَبَقَاتُ المُتَعَلِّمِينَ]،نَقلاً عَن د."القَفَارِي" مِن كِتَابِهِ "أُصُولُ مَذهَبِ الشِّيعَةِ الإِمَامِيَّةِ"،فَقَالَ:"لا أَمَانَةَ لِرَافِضِيٍّ قَطّ عَلى مَن يُخَالِفُهُ في مَذهَبِهِ وَيَدِينُ بِغَيرِ الرَّفضِ،بَل يَستَحِلُّ مَالَهُ وَدَمَهُ عِندَ أَدنَى فُرصَةٍ تَلُوحُ لَهُ،لأنَّهُ عِندَهُ مُبَاحُ الدَّمِ وَالمَالِ،وَكُلُّ مَا يُظهِرُهُ مِنَ المَوَدَّةِ فَهُوَ تُقيَةٌ يَذهَبُ أَثَرُهُ بِمُجَرَّدِ إِمكَانِ الفُرصَةِ"[108]
Pentagon: 84:50	  ويَقُولُ:"وَقَد جَرَّبنَا هَذَا تَجرِيباً كَثِيراً فَلَم نَجِد رَافِضِيَّاً يُخلِصُ المَوَدَّةَ لِغَيرِ رَافِضِيٍّ،وَإِنْ آثَرَهُ بِجَمِيعِ مَا يِملِكُهُ،وَتَوَدَّدَ إِليهِ بِكُلِّ ممكن،وَلم نَجِد فِي مَذهَبٍ مِنَ المَذَاهِبِ المُبتَدَعَةِ وَلا غَيرِهَا مَا نَجِدُهُ عِندَ هَؤُلاءِ مِنَ العَدَاوَةِ لِمَن خَالَفَهُم،ثُمَّ لا نَجِدُ عِندَ أَحَدٍ مَا نَجِدُ عِندَهُم مِنَ التَّجَرُّئِ عَلى شَتمِ الأَعرَاضِ المُحتَرَمَةِ،فَإِنَّهُ يَلعَنُ أَقبَحَ اللَّعنِ،وَيَسَبُّ أَفظَعَ السَّبِّ،كُلَّ مَن تَجرِي بَينَهُ وَبَينَهُ أَدنَى خُصُومَةٍ وَأَحقَرَ جِدَالٍ،وَأَقَلَّ اختِلافٍ،وَلَعَلَّ سَبَبَ هَذَا وَاللهُ أَعلَمُ أَنَّهُم لما تَجَرَّؤُا عَلََى سَبِّ السَّلَفِ الصَّالحِ هَانَ عَليهِم سَبُّ مَن عَدَاهُم،وَلا جَرَمَ،فَكُلُّ شَدِيدِ ذَنبٍ يُهَوِّنُ مَا دُونَهُ"[109].
Pentagon: 85:45وقَد أَشَارَ الشَّوكَانِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - إِلى أَنَّهُم لا يَتَوَرَّعُونَ مِن اقتِرَافِ أَيِّ جَرِيمَةٍ في المُجتَمَعِ الإِسلامِيِّ،وَلا يَتَنَزَّهُونَ عَن فِعلِ أَيِّ مُحَرَّمٍ،فَقَالَ:"وَقَد جَرَّبنَا وَجَرَّبَ مَن قَبلَنَا فَلَم يَجِدُوا رَجُلاً رَافِضِيَّاً يَتَنَزَّهُ عَن مُحَرَّمَاتِ الدِّينِ كَائِنَاً مَن كَانَ وَلا تَغتَرَّ بِالظَّوَاهِرِ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ قَد يَترُكُ المَعصِيَةَ في المَلأ وَيَكُونُ أَعَفَّ النَّاسِ عَنهَا في الظَّاهِرِ،وَهُوَ إِذَا أَمكَنَتهُ فُرصَةٌ انتَهَزَهَا انتِهَازَ مَن لا يَخَافُ نَارَاً وَلا يَرجُو جَنَّةً"[110] أ.هـ.
Pentagon: 86:24فَلا تَكَادُ تَجِدُ بَيتَاً رَافِضِيًّا إِلا وَقَد عَاقَبَ اللهُ أَهلَهُ في أَعرَاضِهِم،والجَزَاءُ مِن جِنسِ العَمَلِ.
فَلا بُدَّ بَعدَ هَذَا الاستِعرَاضَ التَّارِيخِيَّ لِجُملَةٍ مِن فَضَائِحِ وَخِيَانَاتِ الرَّافِضَةِ؛ أَن نُنَوِّهَ لأَمرٍ مُهِمٍّ جِدًّا،أَلا وَهُوَ أَنَّنَا حِينَ نَذكُرُ طَرَفًا مِن خِيَانَاتِ وَجَرَائِمِ الرَّافِضَةِ وَنُذَكِّرُ بِأَصلِ عَقِيدَتِهِم الفَاسِدَةِ،وَأَنَّ المُؤَسِّسَ لهَذَا الدِّينَ هُوَ اليَهُودِيُّ الحَاقِدُ ابنَ سَبَأ،وَحِينَ نَربِطُ فُرُوعَهُم الحَالِيةَ بِأُصُولهِم المَاضِيَةَ،وَحِينَ نَقُومُ إِزَاءَ هَذِهِ الجَرَائِمِ بَمَا نَقُومُ بِهِ مِن تَحكِيمٍ لِدِينِ اللهِ تَعَالى فِيهِم قَتلاً وَتَنكِيلاً؛ فَإِنَّنَا وَالحَالَةُ هَذِهِ،لَسنَا وَاللهِ بِدَعاً مِنَ المُجَاهِدِينَ،وَإِنَّمَا نَحنُ نُطَبِّقُ عَليهِم حُكمَ اللهِ كَمَا طَبَّقَهُ فِيهِم خِيرَةُ أَسلافِنَا.
Pentagon: 03:52فَهَاهُو أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَليٌّ رَضِيَ اللهُ عنهُ لم يُجَامِل،وَلم يُهَادِن في دِينِ اللهِ،وَلم يَبحَث عَن أَنصَافِ الحُلُولِ إِزَاءَ مَن ادَّعُوا مَحَبَّتَهُ وَمُشَايَعَتَهُ،بَل إِنَّهُ حَرَّق الغَالِيَةَ مِنهُم الذِينَ يَدَّعُونَ فِيهِ الأُلُوهِيَّةَ،أَو جُزءَاً مِنهَا .
وهَا هُوَ يَحكُمُ بِجَلدِ مَن يَسُبُّ صَاحِبَي الرَّسُولِ r؛ أَبِي بَكرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.
Pentagon: 04:25وهَا هُوَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَنبُذُهُم كَمَا نَبَذُوا عُهُودَهُم،يَتَبَرَّأُ مِنهُم وَيَتَنَازَلُ عَن الخِلافَةِ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ،فَيُبَايِعَهُ حَقنًا لِدِمَاءِ المُسلِمِينَ،وَمُخُالَفَةً لأَهوَائِهِم وَشَهَوَاتِهِم،حَيثُ طَالَبُوهُ بِمُقَاتَلَتِهِ.
Pentagon: 04:47وهَذَا الحُسَينُ يَدعُو عَليهِم وَمِن مَصَادِرِهِم بَعدَ أَن خَذَلُوهُ وَتَخَلوا عَنهُ قَبلَ مَقتَلِهِ فَيَقُولُ:"اللهُمَّ إِن مَتَّعتَهُم إِلى حِينٍ فَفَرِّقهُم فِرَقًا،وَاجعَلهُم طَرَائِقَ قِدَدَاً،وَلا تُرضِ الوُلاةَ عَنهُم أَبَدًا؛ فَإِنَّهُم دَعُونَا لِيَنصُرُونَا ثُمَّ عَدُوا عَلَينَا فَقَتَلُونَا"[111].
 
___________

تتبع خلفاء المسلمين للباطنية وقتلهم
 
Pentagon: 05:13فهَذَا الخَلِيفَةُ المَهدِيِّ العَبَّاسِيِّ،عُرِفَ بِشِدَّتِهِ عَلى مُبتَدِعِيهِم وَزَنَادِقَتِهِم،حَيثُ انتَشَرَت في العَهدِ العَبَّاسِيِّ بِدَعُهُم وَرَاجَت سُوقُهُم،حَتَّى إِنَّهُ كَلَّفَ الجَدَلِيِّينَ مِنَ المُتَكَلِّمِينَ بِتَألِيفِ الكُتُبِ في الرَّدِّ عَليهِم وَدَحضِ شُبَهِهِم،وَلم يَكتفِ بِذَلكَ؛ بَل أَنشَأَ هَيئَةً مُتَخَصِّصَةً في مُلاحَقَةِ الزَّنَادِقَةِ،وَجَعَلَ لها رَئِيسَاً أَطلَقَ عَليهِ اسمَ "صَاحَبُ الزَّنَادِقَةِ" يُلاحِقُهُم وَيَقتُلُ كَلَّ مَن دَاهَنَ عَن الدِّينِ أَو أَلحَدَ فِيهِ.
وَفَوقَ ذَلِكَ،كَلَّفَ ابنَهُ "الهَادِي" بِتَتَبُّعِ الزَّنَادِقَةِ وَالبَطش بهم.
Pentagon: 05:54قَالَ "المَسعُودِيُّ" في "المَهدِيِّ":" إِنَّهُ أَمعَنَ في قَتلِ المُلحِدِينَ وَالمُدَاهِنِينَ عَن الدِّينِ لِظُهُورِهِم في أَيَّامِهِ وَإِعلانهِم عَن مُعتَقَدَاتِهِم في خِلافَتِهِ،لمَّا انتَشَرَ مِن كُتُبِ "ماني" و"ابن ذي صانا" و"مرقيون" ممَّا نَقَلَهُ عَبدُ اللهِ بنُ المُقَفَّعِ وَغَيرُهُ وَتَرجَمَهُ مِن الفَارِسِيَّةِ وَالفَهلَوِيَّةِ إِلى العَرَبِيَّةِ.
Pentagon: 06:19ومَا صَنَّفَ في ذَلِكَ "ابنُ أَبي العَوْجَاءِ" و"حَمَّادٌ" و"يحيَى بنُ زِيَادٍ" و"مُطِيعٌ بنُ إِيَاسٍ" مِن تَأيِيدِ المَذَاهِبِ "المَانَوِيَّةِ" و"َالدَّيصَانِيَّةِ" و"المَرقُونِيَّةِ"،فَكَثُرَ بِذَلِكَ الزَّنَادِقَةُ،وَظَهَرَت آرَاؤُهُم في النَّاسِ،وَكَانَ المَهدِيُّ أَوَّلَ مَن أَمَرَ الجَدَلِيِّينَ مِن أَهلِ البَحثِ مِنَ المُتَكَلِّمِينَ بِتَصنِيفِ الكُتُبِ في الرَّدِّ عَلى المُلحِدِينَ ممَّن ذَكَرنَا مِنَ الجَاحِدِينَ وَغَيرِهِم،وَأَقَامُوا البَرَاهِينَ عَلَى المُعَانِدِينَ،وَأَزَالُوا شُبَهَ المُلحِدِينَ فَأَوضَحُوا الحَقَّ لِلشَّاكِينَ" ا.هـ[112].
وأَمَّا السَّلاجِقَةُ الأَترَاكُ مِن أَهلِ السُّنَّةِ فَقَد كَانَ لهُم كَذَلِكَ مَوَاقِفُ حَاسِمَةٌ مِنَ الرَّافِضَةِ البَّاطِنِيَّةِ وَقِتَالهِم...وَمِن ذَلِكَ مَا كَانَ مِن السُّلطَانِ "مَلِك شَاه" مِن إِرسَالِ أَحَدِ عُلَمَائِهِ لِمُنَاظَرَةِ "الحَسَنِ بِن صَالح الصَّبَاح" المُؤَسِّسُ الحَقِيقِيُّ لِلمَزَارِيَّةِ الإِسمَاعِيلِيةِ،وَرَئِيسِهَا الفِعلِيِّ،بَعدَ استِيلائِهِ عَلى قَلعَةِ "آلموت" عَامَ 483 هـ
 وَبَعدَ أَن نَشَرَ جَيشَهُ مِنَ الفِدَائِيَّةِ الذِينَ كَانُوا يَعِيثُونَ في الأَرضِ فَسَادًا؛ يَغتَالُونَ الآمِنِينَ،وَينهَبُونَ أَموَالهُم؛ فَأَرسَلَ إِليهِ أَولاً مَن يُنَاظِرُهُ فِكرِيًّا لِرَدِّهِ إِلى جَادَّةِ الصَّوَابِ لَو كَانَ مُرِيدَ حَقٍّ وَصَاحِبَ شُبهَةٍ.
Pentagon: 07:47 ولمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ صَاحِبُ هوَىً وَشَهوَةٍ وَرَأَى امتِنَاعَهُ؛ قَرَّرَ السُّلطَانُ "مَلِك شَاه" رَدعَهُ بِالقِتَالِ؛ فَأَرسَلَ لَهُ جَيشَاً عَامَ 485 هـ فَحَاصَرَ قَلعَتَهُ "أَلمُوت"،فَاستَنجَدَ "الصَّبَاحُ" في قَزوِينَ "بِدَهدَار أَبي عَلِيّ" الذِي بِدَورِهِ هَبَّ لِنَجدَتِهِ مِمَّا أَلحقَ الهَزِيمَةَ بِجَيشِ "مَلِكِ شَاه"،وَمَعَ ذَلِكَ لم يَتَوَقَّف "مَلِكُ شَاه" مِن مُوَاصَلَةِ جِهَادِهِ ضِدَّ هَذَا البَاطِنِيِّ؛ بَل رَاحَ يُجَهِّزُ حَمَلاتٍ أُخرَى لِلقَضَاءِ عَلَى البَاطِنِيَّةِ،إِلا أَنَّ المَوتَ حَالَ دُونَهُ وَدُونَ إكمَالِ هَذِهِ الحَربِ.
Pentagon: 08:30وبَعدَ مَوتِ "مَلِك شَاه"؛ تَوَلى ابنَهُ السُّلطَانُ "بَارِتيَار" السُّلطَةَ،فَكَانَ مِن أَهَمِّ أَعمَالِهِ أَن طَهَّرَ جَيشَهُ مِن هَؤُلاءِ الذِينَ كَانُوا يَندَسُّونَ بَينَ صُفُوفِ الجُنُودِ وَهُم يَحمِلُونَ الفِكرَ وَالحِقدَ البَاطِنِيَّ؛ فَقَتَلَ كُلَّ مَن ثَبَتَ عَليهِ تُهمَةُ الانتِسَابِ لِلبَاطِنِيَّةِ،أَو حَتَّى مَن حَامَت حَولَهُ الشُّبَهُ،ثُمَّ هَاجَمَ البَاطِنِيَّةَ في كُلِّ مَكَانٍ فَأُخِذُوا مِن خِيَامِهِم وَمَنَازِلهِم،وَقُتِلُوا في مَيدَانٍ عَامٍّ،وَلم يُفلِت مِنهُم إِلا مَن لم يُعرَف،وَبَلَغَ عَدَدُ القَتلَى مِنهُم ثَلاثُمَائَةِ وَنَيِّفاً.
Pentagon: 09:09ولم يَكتَفِ بِذَلِكَ؛ بَل إِنَّهُ أَذِنَ لِلنَّاسِ أَن يَقتُلُوهُم أَينَمَا ثَقِفُوهُم؛ فَأَخَذَ النَّاسُ يَتَتَبَّعُونَ البَاطِنِيَّةَ وَيَقتُلُونَهُم،حَتَّى أَنَّ أَحَدَ فُقَهَاءِ الشَّافِعِيَّةِ،وَاسمُهُ "أَبي القَاسِمِ مَسعُودٌ بنُ مُحَمَّدٍ الخَجَندِيِّ" كَانَ يَحفِرُ الأَخَادِيدَ،وَيُوقِدُ فِيهَا النِّيرَانَ وَيحرِقُ البَاطِنِيَّةَ فِيهَا فُرَادَى وَجَمَاعَاتٍ،حَتَّى أَنَّهُ أَوعَزَ لِعُمَّالِهِ وَأُمَرَائِهِ في الأَقَالِيمِ التَّابِعَةِ لهُ بِتَتَبُّعِ البَاطِنِيَّةِ وَالفَتكِ بِهِم؛ فَفَتَكَ بهم الأَمِيرُ "جَاولي" مَا يُقَارِبُ الثَّلاثِمَائَةَ وَذَلكَ بِحِيلَةٍ دَبَّرَهَا مَعَ أَصحَابِهِ مِن دَاخِلِ صُفُوفِ البَاطِنِيَّةِ؛ حَتَّى استَطَاعَ أَن يَظفَرَ بهِم وَيَقتُلَهُم.
Pentagon: 09:57ثُمَّ إِنَّهُ أَرسَلَ إِلى الخَلِيفَةِ العَبَّاسِيِّ في بَغدَادَ يُشِيرُ عَليهِ بِأَن يَتَتَبَّعَ البَاطِنِيَّةَ في بِلادِهِ،فَأَمَرَ بِالقَبضِ عَلَى كُلِّ مَن يَظُنُّ فِيهِم ذَلِكَ.
وفي ذَلِكَ يَقُولُ ابنُ الجَوزِيِّ في [المُنتَظَمِ]:"وَلَـم يَتَجَاسر أَحَدٌ أَن يَشفَعَ في أَحَدٍ لِئَلا يُظَنَّ مَيلُهُ إِلى ذَلِكَ المَذهَبِ"[113].
وَتَعَاوَنَ مَعَ أَخِيهِ السُّلطَانُ "سَنجَر" في مُحَارَبَةِ البَاطِنِيَّةِ وَالقَضَاءِ عَليهِم.
Pentagon: 10:26وَفي عَامِ 521 هـ،أَغَارَ السُّلطَانُ "سَنجَر" عَلَى البَاطِنِيَّةِ في قَلعَةِ "آَلمُوت"؛ فَقَتَلَ مِنهُم مَا يُقَارِبُ الإِثنَيْ عَشَرَ أَلفَاً.
وفي عَامِ 456 هـ،أَرسَلَ السُّلطَانُ "سَنجَر" أَحَدَ أُمَرَائِهِ،الأَمِيرُ "قَجَق" عَلَى رَأسِ جَيشٍ كَبِيرٍ إِلى قَلعَةِ "طُرَيثِيثَ" فَأَغَارَ عَليهَا وَأَحرَقَ مَسَاكِنَهَا وَسَبَى مَا وَقَعَ عَليهِ يَدَيهِ،وَفَعَلَ بهِم الأَفَاعِيلَ العَظِيمَةَ،ثُمَّ عَادَ سَالِمَاً.
Pentagon: 11:00وَأَمَّا في عَهدِ السُّلطَانِ "مُحَمَّدٌ السَّلجُوقِيَّ"،وَالذِي عُرِفَ بِغِيرَتِهِ الدِّينِيَّةِ وَجِهَادِهِ في سَبِيلِ اللهِ،وَتَفَانِيهِ في نَشرِ المَذهَبِ السُّنِّيِّ،وَالقَضَاءِ عَلى دِينِ الرَّافِضَةِ والفِكرِ البَاطِنِيِّ،فَقَد أَدرَكَ مُنذُ تَوَليهِ السُّلطَةَ أَنَّهُ لا يُمكِن أَن تَسلَمَ بِلادُ المُسلِمِينَ وَيَعلُوهَا دِينُ اللهِ إِلا بِالقَضَاءِ أَوَّلاً عَلَى البَاطِنِيَّةِ وَهَدمِ مَعَاقِلِهِم،وَأَنَّ مِن أَهَمِّ الأَعمَالِ التِي يَجِبُ عَليهِ القِيَامُ بهَا هُوَ القَضَاءُ عَليهِم،فَكَانَ مِن أَهَمِّ أَعمَالِهِ التي قَامَ بهَا؛ إِرسَالُهُ حَملَةً عَسكَرِيَّةً بِقِيَادَةِ الأَمِيرِ "آق سَنقر" لِمُحَاصَرَةِ قَلعَةِ "تَكرِيتَ" البَاطِنِيَّةَ،ثُمَّ قَامَ بِالقَبضِ عَلى وَزِيرِهِ "أَبي المَحَاسِنِ الآبِيِّ" لِتَوَاطُئِهِ مَعَ البَاطِنِيَّةِ،وَتَقدِيمِهِ العَونَ وَالدَّعمَ لهُم،الأَمرُ الذِي تَسَبَّبَ في تَأخِيرِ سُقُوطِ قَلعَةِ "أَصبَهَان"؛ فَعَاقَبَهُ وَأَربَعَةً مِن أَعوَانِهِ فَقَتَلَهُم ثُمَّ صَلَبَهُم عَلى بَابِ "أَصبَهَان"،وَقَامَ بِمُحَاصَرَةِ قَلعَةِ "أَصبَهَانَ" بِنَفسِهِ؛ حَيثُ سَارَ إِليهَا عَلَى رَأسِ جَيشٍ كَبِيرٍ بَعدَ أَن كَثُرَ بِهَا أَذَى البَاطِنِيَّةِ،حَتَّى أَنَّ دَاعِيَهُم زَعِيمُ البَاطِنِيَّةِ "أَحمدٌ بنُ عَطَّاشٍ" الذِي كَانَ يُرسِلُ أَتبَاعَهُ مِنهَا لِقَطعِ الطَّرِيقِ عَلى النَّاسِ فَيَقتُلَ الأَبرِيَاءَ،وَيَنهَبَ الأَموَالَ مُستَحِلِّينَ تِلكَ النُّفُوسِ وَالأَموَالِ بِدِينِهِم،حَتَّى أَنَّهُم جَعَلُوا عَلى القُرَى المُجَاوِرَةِ لَهُ وأَملاكَ النَّاسِ الضَّرَائِبَ التِي تُجبَى مُقَابِلَ أَن يَكُفُّوا بَأسَهُم عَنهَا.[114]
َحَاصَرَهُم السُّلطَانُ "مُحَمَّدٌ" في هَذِهِ القَلعَةِ لمُدَّةِ أَربَعَةِ أَشهُرٍ،وَأَثنَاءَ الحِصَارِ؛ لجِئُوا إِلى حِيلَةٍ خَبِيثَةٍ يَرومُونَ مِن خِلالهِا إِثَارَةَ البَلبَلَةِ وَالشُّبَهِ حَولَ مَوقِفِ السُّلطَانِ "مُحَمَّد" مِن قِتَالهِم...تمَامًا كَمَا هُوَ حَالُهُم اليَومَ مِنَ المُجَاهِدِينَ،وَتَمَامًا كَمَا هُوَ مَوقِفُ مَن يَدَّعُونَ العِلمَ مِن مَشَايِخِ الفَضَائِيَّاتِ؛ فَأَرسَلُوا لِفُقَهَاءِ المُسلِمِينَ يَستَفتُونهُم بِطَرِيقَةٍ مُلتَوِيَةٍ في قَومٍ يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَكِتَابِهِ وَرَسُولِهِ وَاليَومِ الآخِرِ،وَلكِن يُخَالِفُونَ في الإِمَامِ؛ هَل يَجُوزُ لِلسُّلطَانِ مُهَادَنَتِهِم وَمُوَادَعَتِهِم،وَأَن يَقبَلَ طَاعَتَهُم،وَيَحرُسَهُم مِن كُلِّ أَذَى ؟
Pentagon: 13:30وكَادَت هَذِهِ الحِيلَةُ بِالفِعلِ أَن تُفَرِّقَ كَلِمَةَ المُسلِمِينَ،وَتُغَيِّرَ المَوقِفَ لِصَالحِ البَاطِنِيَّةِ حِينَ أَجَابَهُم أَكثَرُ الفُقَهَاءِ بِجَوَازِ ذَلِكَ ..لكِن البَعض تَوَقَّفَ[115] .
Pentagon: 13:45ولكِنَّ السُّلطَانَ محَمَّدَاً بِحِكمَتِهِ وَفِقهِهِ وَحِنكَتِهِ؛ جَمَعَ الفُقَهَاءَ وَدَعَاهُم لِلمُنَاظَرَةِ؛فَانتَصَرَ رَأيُ الفَقِيهِ الشَّافِعِيِّ "أَبي الحَسَن عَلِيّ بِن عَبدِ الرَّحمَنِ السَّمَنقَاني" الذِي أَفتَى بِوُجُوبِ قِتَالهِم وَسَفكِ دِمَائِهِم،وَأَنهُم لا يَنفَعُهُم التَّلَفُّظُ بِالشَّهَادَتَينِ لِرَأيِهِم في الإِمَامِ الذِي يَستَطِيعُ أَن يُحَرِّمَ عَليهِم مَا أَحَلَّ اللهُ،وَيُحِلُّ لَهُم مَا حَرَّمَ اللهُ،وَتَكُونُ طَاعَتَهُ لهُم في هَذِه الحَالَةِ حَسَبَ اعتِقَادِهِم فِيهِ وَاجِبَةً؛ فَتُبَاحُ دِمَاؤُهُم بهَذَا السَّبَبِ بِالإِجمَاعِ.
Pentagon: 14:22وحَاوَلَ بَعدَ ذَلِكَ السُّلطَانُ "محمَّد" أَن يُسقِطَ قَلعَةَ "آلمُوت"،وَيُقَاتِلَ "الحَسَنَ بنَ الصَّبَاحِ" الذِي كَانَ مُتَحَصِّنَاً فِيهَا أَكثَرَ مِن مَرَّةٍ،إِلا أَنَّ المَنِيَّةَ وَافَتهُ عَامَ 511 هـ أَثنَاءَ حِصَارِ جَيشِهِ بِقِيَادَةِ "أَنُشتَكِين" وَالتِي دَامَ مُدَّةَ حِصَارُهَا مَا يُقَارِبُ السِّتَ سَنَوَاتٍ؛ فَاضطرَّ القَائِدُ "أَنُشتَكِين"،وَبَعدَ ضَغطِ جُندِهِ إِلى الانسِحَابِ.
Pentagon: 14:51وبَعدَ وَفَاةِ السُّلطَانِ "محمَّد"؛ تَسَلَّمَ السُّلطَةَ مِن بَعدِهِ ابنُهُ "مَحمُود"،وَالذِي وَاصَلَ سِيَاسَةَ وَالِدِهِ،وَكَانَ يحمِلُ نَفسَ الهَمِّ وَالمَنهَجِ في مُلاحَقَةِ وَقِتَالِ الرَّافِضَةِ البَاطِنِيِّينَ وَالرَّغبَةِ في تَطهِيرِ البِلادِ مِن رِجسِهِم وَأَذَاهُم؛ فَحَاصَرَ قَلعَةَ "آلموت" حَتَّى سَقَطَت في يَدِهِ عَامَ 524 هـ،وَلَكِنَّهُم استَطَاعُوا أَن يَستَرجِعُوهَا بَعدَ وَفَاتِهِ عَام ِ525 هـ.
وكَانَ مِن حُكَّامِ الوِلايَاتِ آنَذَاكَ الأَمِيرُ "عَبَّاس" صَاحِبُ "الرَّي"،وَكَانَ مِن غِلمَانِ السُّلطَانِ "محمُودٌ"،وَكَانَ مِنَ المُجَاهِدِينَ المُخلِصِينَ؛ فَاستَطَاعَ أَن يَفتِكَ بِالبَاطِنِيَّةِ الذِينَ عِندَهُ؛ فَقَتَلَ مِنهُم خَلقًا كَثِيرًا حَتَّى أَنَّهُ بَنَى مَنَارَةً مِن رُؤُوسِهِم بِالرَّيِّ،كَمَا أَنَّهُ حَاصَرَ مُجَدَّدًا قَلعَةَ "آلموت"،وَاستَطَاعَ أَن يَدخُلَ قَريَةً مِن قُرَاهُم،فَقَذَفَهَا بِالنَّارِ وَأَحرَقَ كَلَّ مَن فِيهَا مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالصِّبيَانِ.
Pentagon: 15:23Pentagon: 15:56وكَانَ لِلدَّولَةِ "الغُورِيَّةِ" كَذَلِكَ مَوقِفٌ حَازِمٌ تِجَاهَ الرَّافِضَةِ البَاطِنِيَّةِ،وَمِن ذَلِكَ مَا حَصَلَ في عَامِ 597 هـ حِينَ سَارَ "شِهَابُ الدِّينِ الغُورِيُّ"[116] إِلى "قَهِستَان" لمحَاصَرَتِهَا وَمَن فِيهَا مِنَ البَاطِنِيَّةِ،وَحِينَ مَرَّ في طَرِيقِهِ بِقَريِةٍ ذُكِرَ لَهُ بِأَنَّ أَهلَهَا إسمَاعِيلِيَّةُ بَاطِنِيَّةٌ؛ أَمَرَ بِقَتلِ المُقَاتِلَةِ وَسَبيِ النِّسَاءِ،وَنهبِ الأَموَالِ غَنِيمةً،وَخَرَّبَ القَريَةَ وَجَعَلَهَا خَاوِيَةً عَلى عُرُوشِهَا،وَوَاصَلَ سَيرَهُ إِلى "كنبَاد"،وَهِيَ مِن مُدُنِ البَاطِنِيَّةِ فَنَزَلَ عَليهَا وَحَاصَرَهَا.
Pentagon: 16:35وحِينَ أَرسَلَ إِليهِ صَاحِبُ "قَهِستَان" البَاطِنِيّ إِلى مَلِكِ "غور" يَشكُو إِليهِ أَخَاهُ "شِهَابُ الدِّينِ" وَيَقُولُ:"بَينَنَا عَهدٌ فَمَا الذِي بَدَا مِنَّا حَتَّى تُحَاصِرَ بَلَدِي؟ " وَمَعَ ذَلِكَ شَدَّدَ "شِهَابُ الدِّينِ" الحِصَارَ عَلى المَدِينَةِ؛ فَلَمَّا اشتَدَّ خَوفُهُم طَلَبُوا الأَمَانَ لِيَخرُجُوا،فَأَمَّنَهُم وَأَخرَجَهُم مِنَ المَدِينَةِ،وَاستَولَى عَليهَا وَأَقَامَ فِيهَا الصَّلاةَ وَشَعَائِرَ الإِسلامِ.
Pentagon: 17:02وكََذَلِكَ كَانَ لِلدَّولَةِ "الخَوَارِزمِيَّةِ" مَوقِفٌ حَازِمٌ تِجَاهَ البَاطِنِيَّةِ،وَمِن ذَلِكَ مَا حَصَلَ في عَامِ 624 هـ،حِينَ عَظُمَ شَرُّ البَاطِنِيَّةِ وَتَعَدَّى ضَرَرُهُم،حَتَّى أَنَّهُم قَتَلُوا أَمِيرًا مِنَ أُمَرَاءِ "جَلالِ الدِّينِ" ابنِ "خَوَارِزمَ شَاه"،فَسَارَ بِعَسكَرِهِ مِن بِلادِهِم مِن حُدُودِ "آلموت" إِلى "كَردِيكُوك" بخُرَاسَان،فَخَرَّبَهَا جَمِيعًا فَقَتَلَ أَهلَهَا وَغَنِمَ أَموَالهُم وَسَبَى الحَرِيمَ،وَاستَرَقَّ الأَولادَ،وَقَتَلَ الرِّجَالَ وَعَمِلَ بهِم الأَعمَالَ العَظِيمَةَ.
Pentagon: 17:42وأَمَّا مَوقِفُ "صَلاحُ الدِّينِ الأَيُّوبي" مِنَ الرَّافِضَةِ؛ فَكَانَ مِن أَشَدِّ المَواقِفِ وَأَقسَاهَا عَليهِم،حَيثُ أَسقَطَ دَولَتَهُم المَنِيعَةَ،وَالتي عَمَّرَت طَوِيلاً مِن قَبل،مَعَ أَنَّ القَادَةَ قَبلَهُ وَالأُمَرَاءَ مِن السَّلاجِقَةِ وَغَيرَهُم كَانَ لهُم صَولاتٍ مَعَهُم وَجَوَلاتٍ،وَكَانَت هُنَاكَ مُوَاجَهَاتٌ وَحُرُوبٌ وَقَتلٌ وَسَبيٌ،وَلكِنَّ الضَّرَبَاتِ التي تَلَقَّوهَا مِن "صَلاحِ الدِّينِ" كَانَت أَشَدُّ عَلى نُفُوسِهِم؛ حَيثُ فَرَّقَ جَمعَهُم،وَهَدَّمَ صَرحَهُم الكَبِير،وَقَضَى عَلَى كُلِّ أَحلامِهِم بِامتِلاكِ دَولَةٍ مُستَقِلَّةٍ ذَاتِ سِيَادَةٍ،وَنشرَ مَذهَبَ السُّنَّةِ بَعدَ أَن كَانَ دِينُ الرَّفضِ هُوَ السَّائِدُ،وَلِذَلكَ حَاوَلوا مِرَارًا قَتلَهُ وَاغتِيَالَهُ،وَلكِنَّهُم بِفَضلِ اللهِ وَحدَهُ فَشِلُوا في كُلِّ مُحَاوَلاتِهِم.
Pentagon: 18:33وكَانَ مما قَامَ بِهِ "صَلاحُ الدِّينِ" تِجَاهَ الرَّافِضَةِ عَلى مَا ذَكَرنَا سَابِقًا،وَبَعدَ مُحَاوَلاتِ اغتِيَالِهِ العَدِيدَةِ؛ اعتَقَلَ المُتَآمِرِينَ عَليهِ في مِصرَ،وَالذِينَ حَاوَلُوا الاتِّصَالَ بِالإِفرَنجِ لإِسقَاطِ مِصرَ،فَقَرَّرَهُم وَاحِدًا وَاحِدًا،وَبَعدَ أَن استَفتَى الفُقَهَاءَ في أَمرِهِم قَتَلَ رُؤُوسَهُم وَأَعيَانَهُم دُونَ أَتبَاعِهِم وَغِلمَانِهِم،وَحَاصَرَ قَلعَةَ "مِصيَافٍ" الرَّافِضِيَّةِ بَعدَ مُحَاوَلَتِهِم اغتِيَالَهُ حِينَ كَانَ مُحَاصِرًا لِحَلَبَ،فَقَصَدَ قَلعَتَهُم عَامَ 572 هـ،وَحَاصَرَهَا وَنَصَبَ عَليهَا المِنجَنِيقَاتِ فَأَحرَقَهَا وَخَرَّبَهَا،وَأَوسَعَ أَهلَهَا قَتلاً وَأَسرَاً،وَغَنِمَ أَموَالهُم وَدَوَابَهُم،وَلم يَترُكهُم إِلا بَعدَ أَن أَدَّبَهُم وَلَقَّنَهُم دَرسَاً قَاسِيًا.
ولمَّا ثَارَ عَليهِ الرَّافِضَةُ مِن جُندِ السُّودَانِ المُمتَعِضِينَ لِمَوتِ مُؤتَمِنِ الخِلافَةِ،غَضَبًا لمَقتَلِهِ أَرسَلَ لمحِلَّتِهِم المَعرُوفَةِ بِالمَنصُورَةِ فَأَحرَقَهَا عَلى أَموَالهم وَأَولادِهِم وَحَرَمِهِم،فَلَمَّا عَلِمُوا بِذَلِكَ وَلَّوا مُدبِرِينَ فَأَجرَى عَليهِم السَّيفَ،وَظَلَّ فِيهِم القَتلُ حَتَّى قَضَى أَخُو "صَلاحُ الدِّينِ" "تورَان شَاه" عَلى آخِرِهم في مَنطِقَةِ "الجِيزَةِ".
Pentagon: 19:50وأَمَّا مَوقِفُ شَيخِ الإِسلامِ "ابنِ تَيمِيَّةَ" وِجِهَادِهِ للرَّافِضَةِ فَقَد كَانَ وَاضِحًا في مَوقِفَينِ:
المَوقِفُ الأَوَّلُ:بَرَزَ في جَانِبِ التَّألِيفِ العِلمِيِّ للرَّدِّ عَلى بِدَعِهِم وَكُفرِيَّاتِهِم،وِكشفِ حَقِيقَةِ الرَّوَافِضِ وَبَيَانِ أَحوَالهِم وَحُكمِ الشَّرعِ فِيهِم،كَكِتَابِ "مِنهَاجُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ" وَغَيرِهِ.
وَالمَوقِفُ الثَّانِي:بَرَزَ في قِتَالِهِ العَمَلِيِّ لهُم حِينَ فَرَغَ مِن قِتَالِهِ لِلتَّتَارِ تَأدِيبًا لهُم لِمُشَارَكَتِهِم وَتَحَالُفِهِم مَعَ التَّتَارِ ضِدَّ المُسلِمِينَ.
Pentagon: 20:24وأَمَّا المَلِكُ المُظَفَّرُ "قُطُز"؛ فَقَاتَلَهُم في الشَّامِ بَعدَ انتِصَارِ المُسلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ في وَقعَةِ "عَينِ جَالوت"،فَقَد كَانَ لهم أَيضًا دَورٌ كَبِيرٌ في مُحَارَبَةِ وَمُعَاقَبَةِ الرَّافِضَةِ،حيثُ قَرَّرُوا الانتِقَامَ مِنَ الخَوَنَةِ مِنَ النَّصَارَى وَالرَّافِضَةِ الذِينَ مَالَؤُوا التَّتَارَ وَصَانَعُوهُم عَلى أَموَالِ المُسلِمِينَ وَقَتلِ العَامَّةِ.
 
___________

خلاصة دين الروافض وديدنهم في نقاط
 
Pentagon: 20:48إِذَن وبَعدَ هَذَا الاستِعرَاضِ التَّارِيخِيِّ المُجمَلِ،وَالمُجمَلِ جِدًّا،لجَرَائِمِ وَخِيَانَاتِ الرَّافِضَةِ نَستَطِيعُ أَن نَخلُصَ إِلى عِدَّةِ أُمُورٍ مُهِمَّةٍ وَكَمَا يَأتِي:
Pentagon: 21:02أولاً:النَّاظِرُ وَالبَاحِثُ في عَقَائِدِ الرَّافِضَةِ يجِدُ أَنَّهُم قَد أَشرَكُوا وَأَسَاؤُوا إِلى مَقَامِ اللهِ تَعَالى الوَاحِدِ الأَحَدِ.وَمِن ذَلِكَ وَصفَهُم اللهَ تَعَالى بِصِفَاتِ الحَوَادِثِ وَالنَّقصِ كَحُلُولِهِ تَعَالى -حَاشَاهُ - بِبَعضِ أَجسَادِ الأَئِمَّةِ وَرِجَالاتِهِم،وَالذِينَ عَبَدُوهُم مِن دُونِ اللهِ .
وَكَذَا شَرَّكُوا الإِلَهَ الوَاحِدَ بِالعِبَادِةِ المُستَحَقَّةِ للهِ تَعَالى وَحدَهُ غَيرَهُ،مِن نَذرٍ ودُعَاءٍ وَتَقَرُّبٍ بِالعِبَادَةِ للأَئِمَّةِ الذِينَ اعتَبَرُوهُم مُقَدَّسِينَ وَمَعصُومِينَ.
Pentagon: 21:41ولم يَقِف الأَمرُ إِلى هَذَا الحَدِّ بَل نَسَبُوا الصِّفَاتِ التِي يَتَّصِفُ بِهَا اللهُ تَعَالى،كَالرِّزقِ وّالعِلمِ بِالغَيبِ وَنَحوَ ذَلِكَ لهَؤُلاءِ الأَئِمَّةِ،فَلم يَكتَفُوا بِالإِسَاءَةِ لمَقَامِ اللهِ تَعَالى بِالرُّبُوبِيَّةِ وَالأُلُوهِيَّةِ فَحَسب؛ بَل تَعَدَّى ذَلِكَ نِسبَتَهُم النَّقِيصَةَ لأَنبِيَاءِ اللهِ تَعَالى وَخَاصَّةً حِينَمَا جَعَلُوهُم فِي مَقَامِ التَّفضِيلِ وَالمُقَارَنةِ لأَئِمَّتِهِم المَعصُومِينَ،فَنَسَبُوا أَوصَافًا وَمَنَاقِبَ لأَئِمَّتِهِم تَفُوقُ مَنَاقِبَ وَمَزَايَا هَؤُلاءِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرسَلِينَ،حَتَّى أَنَّهُم ادَّعُوا أَنَّ هَؤُلاءِ المُرسَلِينَ كَانُوا مِمَّا بُعِثُوا بِهِ:عَقَيدَةَ الوِلايَةِ لِلأَئِمَّةِ الذِينَ يَزعُمُونَ أَنَّهُم مَعصُومُونَ.
Pentagon: 22:28ومَعَ غَيَابَاتِ هَذِهِ الظُّلُماتِ أَضَافُوا لِمُعتَقَدَاتِهِم الرَّذِيلَةَ قَولَهُم بِتَحرِيفِ القُرآنِ،سَوَاءً أَكَانَ بِاللفظِ أَم بِالمَعنَى وَالشَّرحِ،وَهُم عَلَى هَذَا لم يَجعَلُوا المَرجِعِيَّة الحَقَّةَ لِلكِتَابِ وَالسُّنَّةِ،لأَنَّهُم طَعَنُوا بِالكِتَابِ عَلى أَسَاسِ أَنَّهُم لم يَجِدُوا فِيهِ نَصًّا صَرِيحًا لِعَقَائِدِهِم،فَلَم يَكتَفُوا بِمَا هُوَ مَوجُودٌ مِنهُ اليَومَ.
وَكَذَا طَعَنُوا بِالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ مِن خِلالِ طَعنِهِم بِأَئِمَّةِ أَهلِ السُّنَّةِ مِن رِوَايَاتِ الحَدِيثِ،أَو أَخذِهِم مَروِيَّاتٍ وَضَعُوهَا كَذِبًا عَلَى أَئِمَّةِ أَهلِ البَيتِ،بِرُوَاةٍ زَنَادِقَةٍ أَصَحَابِ عَقَائِدَ مُنحَرِفَةٍ وَبَاطِلَةٍ لا تُؤَهِّلَهُم لِقَبُولِ رِوَايَاتِهِم نَاهِيكَ عَن ضَعفِهِم وَجَهَالَتِهِم.
Pentagon: 23:14ثانياً:إِنَّ الرَّافِضَةَ مُدَّعِي مَحَبَّةَ آلِ البَيتِ وَنُصرَةَ عُترَتِهِ وَالمُتَبَاكِينَ عَلى الحُسَينِ نِيَاحَةً ولَطماً،وَالذِينَ يَتَّهِمُونَ أَهلَ السُّنَّةِ بِأَنَّهُم نَوَاصِبٌ نَاصَبُوا أَهلَ البَيتِ العَدَاءَ هُم مَن قَامَ بِقَتلِ الحُسينِ مِن بَعدِ أَن كَادُوا يَقتُلُونَ الحَسَنَ وَيُسَلِّمُوهُ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا،وَذَلِكَ ثَابِتٌ في أُصُولِ مَرَاجِعِهِم وَأُمَّهَاتِ كُتُبِهِم.
Pentagon: 23:42فَقَد جَاءَ في كِتَابِ [الإِرشَادِ] لِلمُفِيدِ َقولُ الإِمَامِ الحُسَين عَليهِ السَّلامُ في دُعَائِهِ عَلى شِيعَتِهِ الذِي ذَكَرنَاهُ آنِفًا،وَجَاءَ في كِتَابِ[الاحتِجَاجِ]:"لكِنَّكُم أَسرَعتُم إِلى بَيعَتِنَا كَطَيرَةِ الدِّبَاءِ،وَتَهَافَتُّم كَتَهَافُتِ الفَراشِ،ثُمَّ نَقَضُّتُمُوهَا،سِفَهاً وَبُعداً وَسُحقاً لِطَوَاغِيتِ هَذِهِ الأُمَّةِ،وَبَقِيَّةِ الأَحزَابِ،وَنَبَذةِ الكِتَابِ،ثُمَّ أَنتُم هَؤُلاءِ تَتَخَاذَلُونَ عَنَّا،وَتَقتُلُونَنَا،أَلا لَعنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ"[117].
ويُعَلِّقُ السَّيدُ "حُسَينٌ المُوسَوِيُّ" بَعدَ هَاتَينِ الرِّوَايَتَينِ بقولهِ:"وَهَذِهِ النُّصُوصُ تُبَيِّنُ لَنَا مَن هُم قَتَلَةُ الحُسَينِ الحَقِيقِيُّونَ،إِنُّهُم شِيعَةُُ أَهلِ الكُوفَةِ،أَيْ:أَجدَادُنَا،فَلِمَاذَا نُحَمِّلُ أَهلَ السُّنَّةِ مَسؤُولِيَّةَ مَقتَلِ الحُسَينِ ؟"!.
Pentagon: 24:33ويَقُولُ السَّيدُ "مُحسِن الأَمينُ" في كِتَابِ [أَعيَانُ الشِّيعَةِ]:"بَايَعَ الحُسَينَ مِن أَهلِ العِرَاقِ عِشرُونَ أَلفاً،غَدَرُوا بِهِ،وَخَرَجُوا عَليهِ،وَبَيعَتُهُ في أَعنَاقِهِم،وَقَتَلُوهُ".[118]
Pentagon: 24:46وجَاءَ في كِتَابِ [الاحتِجَاجِ]:"قَالَ الإِمَامُ "زَينُ العَابِدِينَ" عَليهِ السَّلامِ،لأَهلِ الكُوفَةِ:(هَل تَعلَمُونَ أَنَّكُم كَتَبتُم إِلى أَبي وَخَدَعتُمُوهُ وَأَعطَيتُمُوهُ مِن أَنفُسِكُم العَهدَ وَالمِيثَاقَ ثُمَّ قَاتَلتُمُوهُ وَخَذَلتُمُوهُ..بِأَيِّ عَينٍ تَنظُرُونَ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ،وَهُوَ يَقُولُ لَكُم:قَاتَلتُم عترَتِي وَانتَهَكتُم حُرمَتِي،فَلَستُم مِن أُمَّتِي)"[119].
Pentagon: 25:13وقَالَ أَيضًا عَنهُم:إِنَّ هَؤُلاءِ يَبكُونَ عَلينَا فَمَن قَتَلَنَا غَيرُهُم ؟[120]
وَجَاءَ في كِتَابِ [الاحتِجَاجِ] أَيضًا عَن "فَاطِمَةَ الصُّغرَى" عَليهَا السَّلامُ في خُطبَةٍ لها في أَهلِ الكُوفَةِ:"يَا أَهلَ الكُوفَةِ،يَا أَهلَ الغَدرِ وَالمَكرِ وَالخُيَلاءِ،إِنَّا أَهلُ البَيتِ ابتَلانَا اللهُ بِكُم،وَابتَلاكُم بِنَا؛ فَجَعَلَ بَلاءَنَا حَسَنًا..فَكَفَّرتُمُونَا وَكَذَّبتُمُونَا وَرَأَيتُم قِتَالَنَا حَلالاً وَأَموَالَنَا نَـهَبًا..كَمَا قَتَلتُم جَدَّنَا بِالأَمسِ،وَسُيُوفُكُم تَقطُرُ مِن دِمَائِنَا أَهلُ البَيتِ ..تبًا لكُم فَانتَظِرُوا اللعنَةَ وَالعَذَابَ فَكَأَنَّ قَد حَلَّ بِكُم ..وَيذِيقُ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ،وَتَخلُدُونَ في العَذَابِ الأَلِيمِ يَومَ القِيَامَةِ بما ظَلمتُمُونَا،أَلا لَعنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالمِينَ.تَبَّاً لكُم يَا أَهلَ الكُوفَةِ،كَم قَرَأتُم لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلهِ قَبلَكُم،ثُمَّ غَدَرتُم بِأَخِيهِ عَلِيّ بِن أَبي طَالِبَ وَجَدِّي،وَبَنِيهِ وَعُترَتِهِ الطَّيِّبِينَ[121].
Pentagon: 26:19  فَرَدَّ عَليهَا أَحَدُ أَهلِ الكُوفَةِ مُفتَخِراً،فَقَالَ:
نَحنُ قَتَلنَا عَلِياً وَابنِ عَلِيٍّ  بِسُيُوفٍ هِندِيَّةٍ وَرِمَاحِ
وَسَبينَا نِسَاءَهُم سَبي تُركٍ  وَنَطَحنَاهُمُ فَأَيُّ نِطَاحِ
Pentagon: 26:34ثَالِثاً:يَنبَغِي عَلى المُسلِمِ الامتِثَالِ لأَمرِ اللهِ تَعَالى الآمِرِ بِالتَّفَكُّرِ وَالإتِّعَاضِ بِأَحوَالِ الأُمَمِ وَالعُصُورِ السَّالِفَةِ،فَنَأخُذَ مِنهَا الدُّرُوسَ وَالعِبَرَ ..{أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ} (126) سورة التوبة.
Pentagon: 26:56 وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ »[122].
وَقَد مَرَّت بِنَا نَتَائِجُ وَأَضرَارُ هَذَا التَّقرِيبُ مَعَ الرَّافِضَةِ حَيثُ تَجَلَّت لنَا خِيَانَتُهُم للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ،فَوَالَوا الكُفَّارَ وَأَعدَاءَ الدِّينِ،وَطَغَوا في البِلادِ وَأَكثَرُوا فِيهَا الفَسَادَ،فَأَوجَبَت مُوالاتَهُم هَذِهِ رِدَّتَهُم عَن الدِّينِ وَمُرُوقَهُم عَن أَمرِ رَبِّ العَالمَينَ،وَنَاهِيكَ بِفَسَادِ طَعنِهِم بِأُمَّهَاتِ المُؤمِنِينَ،وَبِخَاصَّةٍ مَن بَرَّأَهَا وَزَكَّاهَا اللهُ تَبرِئَةً قَطعِيَّةً في كِتَابِهِ العَزِيزِ.
 
___________
 
 
موالاتهم للكفار دائما ضد أهل السنة
 
Pentagon: 27:34ولما تَقَدَّمَ أَقُولُ مُنَبِّهًا؛ إِنَّهُ كُلَّمَا تَوَاجَهَ المُسلِمُونَ ضِدَّ الكُفَّارِ مِن اليَهُودِ والنَّصَارَى،وَفي كُلِّ حَربٍ عَلى مَرِّ التَّارِيخِ،وَحَتَّى في عَصرِنَا الحَاضِرِ نَجِدُ الرَّافِضَةَ يَتَسَلَّلُونَ لِوَاذًا إِلى مُعَسكَرِ الكُفرِ،وَيَمُدُّونَهُم بِجَمِيعِ أَنوَاعِ الإِمدَادَاتِ المُتَوَفِّرَةِ إِليهِم عَسكَرِيًّا وَمَعلُومَاتِيّاً،وَيُفَضِّلُونَ المَوتَ أَو انتِصَارَ الكُفرِ عِلَى أَن يَنتَصِرَ المُسلِمُونَ وَتَكُونَ لهُم اليَد العُليَا،وَهُم لا يُقَاتِلُونَ أَعدَاءَ الإِسلامِ مِنَ الكُفَّارِ الأَصلِيِّينَ،وَأَنَّهُ حَتَّى في الحَالاتِ التي كَانُوا يُظهِرُونَ أَنهُم يُقَاتِلُونُهُم إِمَّا أَن يَكُونُوا تَحتَ قِيَادَةٍ سُنِّيَّةٍ هِيَ التِي تُحَرِّكُهُم،وَمن بَابِ التُّقيَةِ يَتَحَرَّكُونَ.وذَلِكَ في حَالاتٍ نَادِرَةٍ.
Pentagon: 28:23 أَو في حَالَةِ غَدرٍ وَاستِهتَارِ الكُفَّارِ بهِم،وبِأَرَاضِيهِم وَمَصَالحِهِم كَمَا حَصَلَ مَعَ الوَزِيرِ "الأَفضَلِ" حِينَ استَنجَدَ بِالدَّمَاشِقَةِ السُّـنِّيِّينَ لمَّا رَأَى استِهتَارَ الصَّليبـِيِّينَ بِهِ وَبِمَصَالِحِهِ،بَعدَ أَن قَدَّمِ لهُم كُلَّ التَّنَازُلاتِ المُمكِنَةِ،وَطَلَبَ مِن عَسكَرِهِ فِيمَا بَعد الانضِوَاءَ تَحتَ قِيَادَةِ "طَغتِكِينَا أَتَابك".
Pentagon: 28:49وكَمَا حَصَلَ مَعَ الخَلِيفَةِ العُبَيدِيّ "العَاضِد" لما رَأَى اجتِيَاحَ الفِرَنجِ لِبِلادِهِ وَخَشِيَ عَلَى قَصرِهِ وَنِسَائِهِ فَأَرسَلَ إِلى "نُورِ الدِّينَ" يَستَنجِدُ بِهِ،وَيَستَغِيثُ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ أَرسَلَ شُعُورَ نِسَائِهِ قَائِلاً:"هَذِهِ شُعُورُ نِسَائِي مِن قَصرِي يَستَغِثنَ بِكَ لِتُنقِذَهُنَّ مِنَ الفِرَنجِ".
Pentagon: 29:10رَابِعَاً:إِنَّهُ لا يُمكِنُ أَن يَكُونَ لِلمُسلِمِينَ نَصرٌ وَلا غَلَبَةٌ عَلى المُحَارِبِينَ الكُفَّارِ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى إِلا بَعدَ القَضَاءِ عَلَى مَن دُونَهُم مِن العُمَلاءِ المُرتَدِّينَ،وَعَلَى رَأسِهِم الرَّافِضَةُ تَمَاماً،كَمَا رَصَدَ لنَا التَّارِيخُ كَيفَ أَنَّ بَيتَ المَقدِسِ الذِي سَقَطَ بِيَدِ الصَّلِيبِيِّينَ بِمُعَاوَنَةِ الرَّافِضَةِ العُبَيدِيِّنَ لم يُستَعَد إِلا عَلَى يَدِ "صَلاحِ الدِّينِ"،مَعَ أَنَّ "نُورَ الدِّينِ مَحمُوداً" كَانَ أَشَدَّ عَلَى الصَّلِيبِيِّينَ مِن "صَلاحِ الدِّين"،وَلكِن قَدَرُ اللهِ تَعَالى أَن يَكُونَ النَّصرُ وَتَحرِيرُ بَيتِ المَقدِسِ عَلَى يَدِ "صَلاحِ الدِّينِ"،وَلكِن مَتَى؟ بَعدَ أَن حَارَبَ الرَّافِضَةَ العُبَيدِيِّنَ لِعِدَّةِ سَنَوَاتٍ،وَقَضَى عَلى دَولَتِهِم تَمَامًا وَأَسقَطَهَا،ثُمَّ بَعدَ ذَلكَ تَفَرَّغَ لِلصَّلِيبِيِّينَ حَتَّى تَمَّ لَهُ النَّصرُ عَليهِم،وَاستَعَادَ بَيتَ المَقدِسِ الذِي ظَلَّ سَنَوَاتٍ تَحتَ قَبضَتِهِم بِسَبَبِ أَهلَ الخِيَانَةِ الرَّوَافِض.
فَهَذَا دَرسٌ مُهِمٌّ جِدَّاً يُقَدِّمُهُ لَنَا التَّارِيخُ لا يَجِبُ التَّغَافُلُ عَنهُ أَبَدًا...
Pentagon: 30:20لَن يَكُونَ لَنَا نَصرٌ قَطّ،عَلَى الكُفَّارِ الأَصلِيِّينَ إِلا بَعدَ قِتَالِ الكُفَّارِ المُرتَدِّينَ مَعَ الكُفَّارِ الأَصلِيِّينَ،وَمَا الفُتُوحَاتُ الإِسلامِيَّةُ التِي تَمَّت في عَهدِ الرَّاشِدِينَ إِلا بَعدَ تَطهِيرِ جَزِيرَةِ العَرَبِ مِن المُرتَدِّينَ،وَلِذَلِكَ أَبغَضُ مَا يُبغِضُهُ الرَّافِضَةُ هُوَ "صَلاحُ الدِّينِ"،فَهُم يُطِيقُونَ المَوتَ وَلا يُطِيقُونَه !!.
Pentagon: 30:45خَامِسَاً:مَعلُومٌ لِذَوِي الفِطرَةِ السَّلِيمَةِ أَنَّ أَسَاسَ النَّجَاةِ لِلنَّاسِ في الآخِرَةِ مُتَعَلِّقٌ بِعَقِيدَةٍ صَحِيحَةٍ سَلِيمَةٍ مِنَ الشِّركِ وَالبِدَعِ،فَكَيفَ يُمكِنُ التَّقرِيبُ بَينَ عَقِيدَةِ الحَقِّ وعَقِيدَةِ الرَّافِضَةِ التِي ذَكَرنَاهَا آنفًا؟
Pentagon: 31:05فَبِاللهِ عَليكُم كَيفَ يَتَقَرَّبُ مِنهُم عَمَليًّا بِعَقِيدَةٍ لَو أَخَذنَا بِبَعضِ مَا امتَازَت بِهِ ضَلالاتُهُم وَكُفرِيَّاتُهُم لكُنَّا في الهَلاكِ وَالخُسرَانِ الدِّينِيِّ ..فَالدِّينُ جَاءَ لِنَجَاةِ العِبَادِ بِمَا أَرَاَدَ رَبُّ العِبَادِ،فَكَيفَ تَحصُلُ النَّجَاةُ الأُخرَوِيَّةُ بِدُونِ مُقَدِّمَاتٍ مَبنِيَّةٍ عَلَى عَقِيدَةٍ صَحِيحَةٍ سَلِيمَةٍ ..؟.
فَكَمَا يُقَالُ:صِحَّةُ المُقَدِّمَاتِ تَستَلزِمُ صِحَّةَ نَتَائِجَهَا،وَفَسَادَهَا يُؤَدِّي لِفَسَادِ نَتَائِجَهَا.
Pentagon: 31:39وَلَو ادَّعَى مُدَّعٍ أَنَّهُم مُوافِقُونَ لَنَا في أَصلِ الاعتِقَادِ المُنَجِّي مِن عَذَابِ اللهِ فَهَذَا عِندَهُم حِينئِذٍ إِمَّا:
مِن بَابِ عَقِيدَةِ التُّقيَةِ التِي يَدِينُونَ بهَا حَالَ استضعَافَهُم مَعَ أَهلِ السُّنَّةِ،أَو يَكُونُونَ بِهَذَا الاتِّفَاقِ العَقَدِيِّ مَعَنَا عَلَى مَذهَبِ الحَقِّ وَالصِّرَاطِ المُستَقِيمِ فَيَخرُجُوا حِينَئِذٍ مِن وَصفِ الرَّافِضَةِ وَضَلالاتِهِم،وَعَلَى هَذَا فَلا يُسَمَّى مِثلُ هَذَا تَقَارُبًا،بَل تَرجِيعًا وَعَودَةً وَإِنَابَةً مِنهُم للحَقِّ المُبِين.
 
____________

التقارب بين السنة والرافضة وهم وخداع
 
Pentagon: 32:12ولما تَقَدَّمَ أَقُولُ:إِنَّهُ لا يُمكِنُ أَن يَكُونَ هُنَاكَ أَدنَى تَقَارُبٍ عَقَدِيٍّ وَفِكرِيٍّ بَينَ أَهلِ السُّنَّةِ وبَينَ الرَّوَافِضِ،وَقَد رَأَينَا نَتِيجَةَ التَّقَارُبِ مَعَ الرَّافِضَةِ عَبرَ التَّارِيخِ مِن خِلالِ تَقرِيبِ الخُلَفَاءِ العَبَّاسِيِّينَ لِلرَّافِضَةِ وَجَعلِهِم لهُم وُزَرَاءَ وَقَادَةً؛ كَابن العَلقَمِيّ وَنَصِيرِ الدِّينِ الطُّوسِيّ،وَمِن خِلالِ مُصَاهَرَتِهِم كَمَا ذَكَرنَا مَعَ مَرَاجِلِ أُمِّ المَأمُونِ ...فَمَا كَانَ مِن هَذَا التَّقَارُبِ إِلا أَن عَادَ بِالهَلَكَةِ للأُمَّةِ،وَكَانَ سَبَبَ سُقُوطِ دَولَةٍ ‘سلامِيَّةٍ،وَقِيَامِ دُوَيلاتٍ رَافِضِيَّةٍ عَلَى أَشلائِهَا،كَمَا تَسَبَّبَ هَذَا التَّقَارُبُ في إفسَادِ العَقِيدَةِ،بِإِلزَامِ النَّاسِ بِالقَولِ بمُحُدَثَاتِ الأُمُورِ وَبِدَعَهَا وَبَثِّ الشُّبَهِ بَينَ المُسلِمِينَ،حَتَّى زَعزَعَت عَقَائِدَهُم وَشَابَهَا كَثِيرٌ مِنَ الانحِرَافَاتِ،كَمَا هُوَ القَولُ بِخَلقِ القُرآنِ وَغَيرَ ذَلِكَ مِنَ الأَفكَارِ وَالعَقَائِدِ التي اكتَسَبَهَا أَبنَاءُ الخُلَفَاءِ العَبَّاسِيِّينَ مِن أُمَّهَاتِهِم الفَارِسِيَّاتِ.
Pentagon: 33:15ومَا أَجدَرَ بِنَا في هَذَا المَقَام أَن نَذكُرَ أَقوَالَ كَثِيرٍ مِنَ العُلَمَاءِ وَالمُثَقَّفِينَ الذِينَ كَانُوا يَدْعُونَ جَهلاً بِالوَاقِعِ القَرِيبِ وَالبَعِيدِ إِلى التَّقَارُبِ مَعَ الرَّافِضَةِ،ثُمَّ لما تَبَيَّنَ لهُم الحَقَّ عَادُوا إِليهِ كَرِسَالَةِ وَعظٍ وَتَذكِيرٍ وَتَنبِيهٍ لِدُعَاةِ التَّقَارُبِ اليَومَ الذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعلَمُونَ.
Pentagon: 33:42قَالَ الدُّكتُورُ "مُصطَفَى السِّبَاعِيّ" في كِتَابِهِ [السُّنَّةُ وَمَكَانَتُهَا في التَّشرِيعِ الإسلامِيّ]:"فَتَحتُ دَارًا لِلتَّقرِيبِ بَينَ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ بِالقَاهِرَةِ مُنذُ أَربَعَةِ عُقُودٍ لَكِنَّهُم رَفَضُوا أَن تُفتَحَ دُورٌ مُمَاثِلَةٌ في مَرَاكِزِهِم العِلمِيَّة كَالنَّجَفِ وَقُم وَغَيرَهَا،لأَنَّهُم إِنَّمَا يُرِيدُونَ تَقرِيبَنَا إِلى دِينِهِم".
Pentagon: 34:06ويَقُولُ الدُّكتُورُ "عَلي أَحمَد السَّالُوس" أُستَاذُ الفِقهِ وَأُصُولِهِ:"بَدَأتُ دِرَاسَتِي بِالدَّعوَةِ إِلى التَّقرِيبِ بَينَ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ بِتَوجِيهٍ مِن أُستَاذِيَ الجَلِيل الشَّيخُ "مُحَمَّد المَدَنِي"،عَلَى أَنَّ التَّشَيُّعَ مَذهَبٌ خَامِسٌ بَعدَ أَربَعَةِ أَهلِ السُّنَّةِ؛ غَيرَ أَنَّنِي بَعدَمَا بَدَأتُ البَحثَ وَاطَّلَعتُ عَلَى مَرَاجِعِهِم الأَصلِيَّةِ وَجَدُّتُ الأَمرَ يَختَلِفُ تَمَامًا عَمَّا سَمِعتُ..فَدِرَاسَتِي إِذَن بَدَأَت بِتَوجِيهٍ مِنَ الشَّيخِ "المَدَنِيّ" مِن أَجلِ التَّقرِيبِ،وَلكِنَّ الدِّرَاسَةَ العِلمِيَّةَ لهَا طَابِعُهَا الذِي لا يَخضَعُ للأَهوَاءِ وَالرَّغَبَاتِ" ا.هـ[123].
Pentagon: 34:48فَإِذَن؛ بَعدَ مَعرِفَةِ حُكمِ اللهِ فِيهِم،وَمعرِفَةِ أَنَّ دِينَ الرَّافِضَةِ لا يَلتَقِي مَعَ دِينِ الإِسلامِ لا بِفَرعٍ وَلا بِأَصلٍ،وَأَنَّهُ أُنشِئَ أَسَاساً،وَأُقِيمَ لهَدمِ الدِّينِ،نَقُولُ إِنَّهُ لا يُدَافِعُ عَن هَؤُلاءِ القَومِ وَيُنَادِي بِبِرَاءَتِهِم،وَيَدعُوا جَهَارًا نَهَارًا للتَّقَارُبِ مَعَهُم وَيَستَجدِي وِصَالَهُم،وَيَعتَذِرُ لهُم،وَيُبَرِّرُ جَرَائِمَهُم إِلا مَن هُوَ جَاهِلٌ غَافِلٌ لا يَعلَمُ مَا يَقولُ ..أَو هُوَ أَجرَمُ وَأَظلَمُ وَأَخوَنُ لِلأُمَّةِ مِنهُم،وَحُكمُهُ حُكمَهُم،بَل إِنَّهُ يَصدُقُ فِيهِ قَولُ اللهِ تَعَالى { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }[البقرة:159].
Pentagon: 35:41وَبَعْدَ مَا تَقَدَّم،نَقُولُ إِنَّ دُعَاةَ التّقْرِيبِ بينَ السُّنةِ والشِّيْعـةِ هُمْ أَحَدُ رَجُلَيـن :
1- رَجُلٌ عَلِمَ الحَقَّ فَخَانَ دِينَهُ وأُمَّتـَه،وبَاعَهَا بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيا يَسِيْر.
2- وآخَرُ جَهِلَ هَؤُلاء،فَهُوَ جَاهِلٌ يُعَلـَّم.
Pentagon: 35:58 فَكِيْفَ يَا مَنْ تَدْعُوْنَ إِلى التَّقْرِيْبِ بَيْنَ السُّنةِ والرَّافِضَة،وهُمْ عَلَى مَا هُوَ عَلَيهِ مِنَ الشِّرْكِ الصُّرَاح،والكُفْرِ البَوَاحِ والطـَّعْنِ فِيْ عِرْضِ نَبيِّنا r،وسَبِّ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ الذِيْنَ مَاتَ عَنْهُمُ النّبـيُّ rوهُوَ رَاضٍ عَنْهُم .
فَوَاللهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ أَحِد مِنْ هَؤُلاءِ طُعِنَ فِيْ عِرْضِه،ورُمِيَ فِيْ زَوْجَتـِه؛  لأَقَامَ الدُّنْيـَا وأَقْعَدَهَا،ولمَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ فِيْ وَجْهِ مَنْ رَمَاه !.
فَمَا بَالُهُ يَرْضَى ذَلِكَ عَلَى عِرْضِ نَبيـِّهِ r..؟
Pentagon: 36:36اللهُمَّ إِنـَّا نُشْهِدُكَ أَنَّ عِرْضَ نَبِيِّكَ r أَحَبُّ إِلـَيْنَا مِنْ أَعْرَاضِنَا،ونُشْهِدُكَ أَنَّ شَعْرَةً فِيْ رَأْسِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها أَحَبُّ إِلَيْنا مِنْ أَنْفُسِنَا وأَهْلِيْنَا والنَّاسِ أَجـْمَعِين.
 
_____________

إطلاقهم الشعارات الكاذبة والمزيفة ليخدعوا أهل السنة
 
ولا يَفُوتُنَا القَوْلُ:إِنَّهُ كُلّما أطْلَقَ الرّافِضَةُ شِعَارَاتُ العَدَاء،وعِبَارَاتُ المَوتِ والهَلاكِ مِنَ الكُفّارِ واليَهُودِ والنَّصَارَى وغَيْرِهِم ؛كُلَّمَا عَرَفنا أنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ التّقِيـّةِ التِّي يُدِيْنُونَ بِهَا ويَعْتَبِروْنَهَا رَكناً رَكِيناً فِيْ دِيْنِهِم،وبِقَدْرِ مَا تَكُونُ الشِّعَارَاتُ مُدَويَّـةً أْكْثَر؛ بِقْدْرِ مَا يَكُونُ كَذِبُهُم وادِّعَاؤُهُم فِيْ هَذِهِ الشِّعَارَات.
وأَقْرَبُ مِثَالٍ لِذَلِكَ فِيْ الوَقْتِ الحَالِيِّ مَا يَقُوْمُ بِهِ الرَّئِيسُ الإِيـْرَاني الجَدِيدُ "أحمدي نجاد"،حِين مَلأ الدّنيا بِصِياحِهِ بِضَرُورَةِ مَحْوِ إِسْرَائِيلَ مِنَ الخَارِطَةِ...إِيْ والله،مِنَ الخَارِطَةِ فقط !!.
Pentagon: 37:22Pentagon: 37:40سادساً:إِنَّ دِيْنَ الرَّافِضَةِ يَقُومُ عَلَى هَدْمِ الضَّرُوْرِيَّاتِ -كُلّ الضَّرُوْرِيَّات - التِّي جَاءَ الدِّيْنُ الإِسْلامِيُّ - بَلْ وَكُلُّ الأَدْيان - بِحِفْظِهَا والمُحَافَظـَةِ عَلَيْهَا،فَهُم يَهْدِمُونَ الدِّيْنَ بِتَحْرِيفِهِ،والقَوْلِ بِالزِّيَادَةِ فِيْ القُرْآنِ ونَقْصِه،ورَفْضِهِم لِلأَحَادِيْثِ الصَّحِيْحَةِ،وتَكْذِيبـِه وتَشْنِيعِهِم عَلَى الصَّحَابَة،وبِثِّهِم للشـُّبَهِ للتّشْكِيكِ فِيْ دِيْنِ اللهِ الحَقِّ،وإِظْهَارِهِم للْبِدَعِ البَاطِلَة،والإِلْحَادِ فِيْ دِيْنِ اللهِ والزَّنْدَقَة،ويَهْدِمونَ النَّفْسَ والمَالَ بِاسْتِحْلالِ دِمَاءِ أَهْلِ السُّنةِ وأَمْوَالِهِمْ بِغَيْرِ حَقِّ،ويَهْدِمُونَ النَّسَبَ وكُلِّ خَلْقٍ وأَدَبٍ سَلِيْم؛ بِقَوْلِهِم بِجَوَازِ المُتْعَةِ وإِتْيانِ الدُّبُرِ وإِعَارَةِ الفُرُوجِ ونِكَاحِ الذّكَرَانِ العياذ بالله.
Pentagon: 38:29ويَهْدِمُونَ العَقْلَ حِيْنَ يُجِيْزُونَ اسْتِخْدَامَ الحَشَائِشِ والمخدِّرَاتِ مِنْ أَجْلِ اسْتِخْدَامِهَا للتـَّأثِيرِ بِهَا عَلَى أَتْبَاعِهِمْ مِنَ الفِدَائِيـّة قَدِيماً،وعَوَامِّهِم أَصْحَابَ اللطْمِ حَدِيـْثاً.
وحِيْنَ يَضْحَكُ آيَاتُهُم عَلَى عُقُولِ العَوَامِّ والجُهَّالِ بِدَعْوَى انْتِسَابِهْم لآلِ البَيْت،ومِنْ ثَمَّ ادِّعَاءِ الْعِصْمَة،ومِِنْ ثَمَّ يَبُثـُّونَ فِيْهِم ضَلالاتِهِمُ المـُغْرَضة وِفْقَ مَصَالِحِهِم وأَهْوَائِهِم الشَّخْصِيّة.
Pentagon: 38:58سابعاً:إِنَّهُ لا فَرْقَ عِنْدَنَا بَيْنَ رَافِضَةِ إِيْرَانَ الصَّفَوِيّة،وبَيْنَ غَيْرِهِم مِنْ رَافِضَةِ العَرَب؛كَرَافِضَةِ العِرَاقِ ولبْنَانَ والشّام،فَدِيْنُ الرّافِضَةِ وَاحِدٌ وأُصُولُهُم وإِنْ تَفَرَّعَت وَاحِدَة،ومَرْكَزُهُم ومَرْجِعِيّاتُهُم وَاحِدَة،وعِدَاؤُهُم لأهْلِ السُّنةِ هُوَ نَفْسُ العِدَاء.
Pentagon: 39:19ثامناً:إِنَّ أُصُولَ الرَّافِضَةِ وأُصُولَ اليَهُودِ وَاحِدَة؛ ولِذَلِكَ فِإِنَّ تَعَالِيْمَ الرَّافِضَةِ تُشَابِهُ كَثِيْراً مِنْ تَعَالِيمِ اليَهُود،واجْتِمَاعَاتِهِم ومُؤْتَمَراتِهِمُ السِّرْية،واسْتِخْدَامِهِم للتـّقِيّة التِي يُظْهِرُونَ بِهَا مَا لا يُبْطِنُونَ للمُسْلِمِين،كُلُّ ذَلِكَ يَتَعاطَاهُ إِخْوَانُهُم اليَهُود.
Pentagon: 39:41وإِنّ المُطّلِعَ عَلَى مَا جَاءَ فِيْ بُروتُوكُولاتِ اليَهُودِ وتَعَالِيْمِ التّلْمُودِ نَحْو الأمَمين غِيرِ اليَهَود؛ يَجِدهُ مُتَطابقاً تَمَاماً مَعْ فَتَاوَى آياتِ وأَسْيادِ الرَّافِضَةِ نَحْوَ المُسْلِمِيْنَ خَاصَّة.
ومِنْ ذَلِك،فَإِنَّ تَعَالِيْمَ اليَهُودِ تُحَرِّمُ عَلَى اليَهُودِيّ أَنْ يَتَـعَامَلَ بِالرِّبَا والغُشِّ مَعَ اليَهُوْدِي،وتُوجِبُهُ مَعْ غَيْرِ اليَهُودِي،وَكذَلِكَ فِيْ دِيْنِ الرَّافِضَةِ يُحَرِّمُونَ التَّعـَامُلَ بِالرِّبَا والغُشِّ فِيْمَا بَيْنهُم،ويَعْتَبِرُونَ أَمْوَالَهُم بَيْنَهُم حَرَام،ويُحِلُّونَ ويُوْجِبُونَ اسْتِحْلالَ أَمْوُالِ أَهْلِ السُّنـّة .
Pentagon: 40:20ومِنْ تَعَالِيمِ اليَهُودِ أَنّهُ يُحَرِّمُ عَلَى اليَهُودِيّ أَنْ يُسَاعِدَ أَوْ يُنْقِذَ غَيْرِ اليَهُودِيِّ إِنْ رَآهُ فِيْ حَالَةِ غَرَقٍ أَوْ مُوشِكٌ عَلَى السُّقُوطِ؛ بَلْ يَجِبْ هَدْمُ الحَائِطِ عَلَيهِ إِنِ اسْتَطَاع.
Pentagon: 40:34وكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ يُفْتُونَ لِعَوَامِّهِمِ مِثْل ذَلِك،ومِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِيْ كِتَابِ الأَنْوَارِ النُّعْمَانِيِّةِ لِعَالِمِهِم المَعْرُوفِ بِنِعْمَة الله الجزائري،وكِتَابِ [نَصْبِ النَّوَاصِبِ] لمِحسن المعلم مَا نَصُّه:"وَفِيْ الرِّوَايَاتِ أَنَّ عَلي بنَ يقطين،وهُوَ وَزِيرُ الرَّشِيْد،قَدِ اجْتَمَعَ فِيْ حَبْسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ المُخَالِفِينَ،وكَانَ مِنْ خَوَاصِّ الشِّيْعَة،فَأَمَـرَ غِلْمَانَهُ وهَدُّوْا سَقْفَ الحَبْسِ عَلَى المَحْبوسِيْن؛ فَمَاتُوا كُلُّهُم وكَانُوْا خَمْسمائة رَجُلٍ تَقْريباً فَأَرادُوا الخَلاصَ مِنْ تَبِعَاتِ دِمَائِهِم؛ فَأَرْسَلَ إِلَى الإمام مَوْلانَا الكَاظِم،فَكَتَبَ عَلِيهِ السَّلامُ إِلَىِ جَوابَ كِتَابِه:بِأنَّكَ لَو كُنْتَ تَقَدَّمْتَ إِليَّ قَبْلَ مقْتَـلِهِم لَمَا كَانَ عَلَيكَ شَيْءٌ مِنْ دِمَائِهِمْ وحَيْثُ أَنّكَ لَمْ تَتَقدَّمْ إِليَّ فَكَفّـرْ عَنْ كُلِّ رَجُلٍ قَتَلتـَهُ مِنْهُمْ بِتَيْسٍ،والتَّيْسُ خَيْرٌ مِنْه"[124].
Pentagon: 41:32وهَذَا الأَمْرُ يُطَبـَّقُ حَتَّى فِيْ أَيَّامِنَا هَذِه،فَهُنَاكَ طَبِيبٌ مِنْ "تلعفر" يُدْعَى:"عباس قلندر"،تَابِعٌ لِلْمَجْلِسِ الأَعْلَى لِلثَّوْرَةِ الرَّافِضِيَّةِ الذِيْ يَتـَزَعَّمَهُ عَبْدُ العَزِيزِ الحَكِيم،وكَانَ هَذَا الطَّبِيـْبُ مُرَشَّحَاً لأَنْ يَكُوْنَ قَائمَقَام "تلعفر"،كَانَ قَدْ أَعْطَى لِطِفْل،وهَذَا العِلاجُ كَانَ يُضَاعِفُ مِنْ الآثَارِ الجَانِبِيِّة للمَرَضِ مُتَعمِّداً ذَلِكَ لِسَببٍ بَسِيطٍ هُوَ أَنَّ الطـِّفْلَ اسْمُه:"عمر"!.
وكَانَ هُنَاكَ طَبِيْبٌ آَخَر فِيْ "بعقوبة"؛ مَرْكِز مُحَافَظِةِ "ديالى" يَرْفُضُ أَنْ يُعَالِجَ أَيَّ مَرِيضٍ اسْمُهُ "عمر"،أَوْ أَيـَّةَ مَرِيْضَةٍ اسْمُهَا "عائشة".
Pentagon: 42:16وقَدْ قَامَ المُجَاهِدُونَ بِفَضْلِ اللهِ بِمُحَاوَلَةِ اغْتِيالِ هَذَا الرَّافِضِيِّ الخَبِيثِ فَـأَطْلَقُوا عَلِيهِ النَّار دَاخِلَ عِيَادَتِهِ فَـأُصِيْبَ إِصَابَةً بَالِغَةً فِيْ رَقَبَتِـه واسْتَطَاعَ بَعْدَهَا الفِرَارَ إِلَى "إيران".
Pentagon: 42:30تاسعاً:إِنَّهُ لا بُدَّ مِنَ التـَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ الجَرَائِمَ السِّيَاسِيّةِ فِيْ مَجَالِ الغَدْرِ والاغْتِيَالاتِ عِنْدَ الرَّافِضَةِ لَيْسَت جَرَائِمَ فَرْدِيَّـةً ولا عَشْوَائِية،وإِنَّما هِيَ جَرَائِمُ مُعدَّةٌ مِنْ قِبَلِ عُلَمَـائِهِم ورُمُوزِهِم ورُؤَسَائِهْم،وتَقُومُ علَى أَسَاسٍ عَقَدِيِّ سِيَاسِيّ،وهِيَ مُرَتّبةُ تَرْتيباً عَسْكَريّاً مُنَظّمَاً،وأَفْرَادُهُ يُعْتَبـَرُونَ مِنْ أَهَمِّ فَصَائِلِ وأَجْنِحَة الرَّافِضَة،كَيْفَ لا؟ ودَوْلَتُهُم وحُكْمُهُم ودَعْوَتُهُم لا تَقُولُ إِلا عَلَى عَاتِقِهِم،ولِذَلِكَ فِإِنَّ أَفْرَادَ هَذِهِ الفِرَقِ - فِرَقُ الاغْتِيالات- مُنْتـَقُونَ بِعِنَايَةٍ فَائِقَة،ويُنْفَقُ عَلَى إِعْدَادِهِم المَبَالِغُ الطّائِلَة،وهَمْ حَرِيْصُونَ عَلَى أَنْ تَكُونَ ثَقَافَتـَهُم عَالِية،وأَنْ تَكُوْنَ لَدِيْهِم مَعْرِفَةٌ بِلُغَاتٍ مُتَعدِّدَة،ولَهُم مُخَصَّصَاتٌ ورَوَاتِبٌ عَالِيَة،بِالإِضَافَة إِلى التَّأثِيْرَاتِ الدِّيْنِيّةِ والإِيْحَاءَاتِ النّفْسِيةِ الدَّافِعَةِ لِتـَثْبِيتِهِم عَلَى مَا يَقُومُونَ بِهِ مِنْ جَرَائِمَ حَتَّى يَعْمَدَ إِلَى تَخْدِيْرِهِم مِنَ خِلالِ إِسْقَائِهم الحشِيشَ الأَفْيونَ كَمَا كَانَتْ قَدِيْمَاً جَمَاعةُ الفَدَائيـّينَ عِنْدَ القَرَامِطَةِ الإِسْمَاعِيلِية،وحَدِيْثاً يُمثِّلُ هَذِهِ الفِرَقُ فُرُوعٌ مُتَعَدِّدَةٌ تَنْتَمِي جَمِيْعُهَا مِنْ حَيْثُ اسْتِقَاؤُهَا وتَلَقِّيْهَا للمُهِمَّاتِ السِّريةِ الخَطِيْرَةِ لمَرْكَزٍ وَاحِد،أَلا وهُوَ مَرْكَزُ الإِمَامِ أَوْ نُوَّابِه،كُلُّ فِيْ قُطْرِه مُبَاشَرَة.
Pentagon: 43:59ومِنْ ذَلِكَ أَفْرَادُ الحَرَسِ الثَّوْرِي الإِيْرَانِي،وقُوَّاتُ التَّعْبِئةِ العَامَّةِ بِالباسيج،والحَرَكَاتُ المسَلَّحَة؛ كَحَرَكةِ "أمل"،وفِرَقِ الاغْتِيَالاتِ فِيْ حِزْبِ الله،وغَيْرِه.
Pentagon: 44:11وحَتَّى إِنْ كَانَتْ هُنَاكَ جَرَائِمُ اغْتِيَالاتٍ ونَهْبٍ فَرْدِية،فَذَلكَ أَيْضاً يَرْجِعُ إِلى فَتَاوَى عُلَمِائِهِم وتَحْرِيْضِهِم عَلَى قَتْل أَهْلِ السُّنةِ واعْتِبَارِهْم مُسْتَبَاحِيْ الدَّمِ والمَاْل.
فَقَدْ جَاءَ فِيْ كِتَابَيْ [وَسَائِلِ الشِّيْعة]،و[بحار الأنوار]:عَنْ دَاوُودَ بِنِ فَرْقَد قَاْل:قُلْتُ لأبِيْ عَبْدِ اللهِ عَلِيهِ السَّلام:مَا تَقُوْلُ فِيْ قَتْلِ النَّاصِبِ؟ فَقَال:حَلالُ الدَّم.ولَكِنْ اتَّقِيْ عَلَيْك،فَإِنْ قَدَّرْتَ أَنْ تَقْلِبَ عَلَيْهِ حَائِط أَوْ تُغْرِقَـه فِيْ مَاءٍ لِكَي لا يَشْهدَ عَلَيْكَ فَافْعَل.[125]
Pentagon: 44:45وعَلّقَ الإِمَامُ الخُمَيْنِيُّ عَلَى هَذَا بِقَوْلِه:فِإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْخُذَ مَالَهُ فَخُذْهُ وابْعَثْ إِليْنَا بِالخُمُس![126].
يَقُولُ صَاحِبُ كِتَاب[لله ثم للتاريخ] :"لَمَّا انْتَهى حُكْمُ آل بهلوي فِيْ إِيْرَانَ علَى أَثْر قِيَامِ الثَّوْرَةِ الإِسْلامِيَّةِ وتَسَلُّمِ الإِمَامِ الخُمَيْنِي زِمَام الأُمُورِ فِيْهَا،تَوَجَّبَ عَلى عُلَمَاءِ الشِّيْعَة زِيَارة وتَهْنِئَة الإِمَامِ بِهَذا النَّصْرِ العَظِيْمِ لِقِيامِ أوَّلِ دَوْلَةٍ شِيْعِيةٍ فِيْ العَصْرِ الحَدِيْثِ يَحْكُمُهَا الفُقَهَاء.
Pentagon: 45:17وكَانَ وَاجِبُ التَّهْنئـةِ يَقَعُ عَليَّ شَخْصِيّاً أَكْثَرُ مِنْ غَيْرِي لِعَلاقَتِيْ الوَثِيْقَةَ بِالإِمَامِ الخُمَيّنِي.فَزُرْتُ إيران بَعْدَ شَهْرٍ ونَصْف - ورُبَّما أكثر - مِنْ دُخُولِ الإِمَامِ طَهران إِثْر عَوْدَتِه مِنْ مَنْفَاهُ باريس،فَرَحَّبَ بي كثيراً،وكَانِتْ زِيَارِتِيْ مُنْفَرِدَةً عَن زِيَارَةِ وَفْدِ عُلَمَاءِ الشِّيْعَةِ فِيْ العِرَاق.
Pentagon: 45:39وفِيْ جَلْسَةٍ خَاصَّةٍ مَعَ الإِمَامِ قَالَ لِيْ:سَيِّد حُسين،آنَ الأوانُ لِتَنْفِيذِ وَصَايَا الأئَمّة صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِم،سَنَسْفِكُ دِمَاءَ النَّواصِبِ نَقْتُلُ أَبْنـَاءَهُم ونَسْتْحِيي نِسَاءَهُم،ولَنْ نَتْرِكَ أَحَداً مِنْهُمْ يُفْلِتُ مِنَ العِقَاب،وسَتَكُونُ أمْوَالُهُم خَالِصَةً لِشِيْعَةِ أَهْلِ البَيْت،وسَنَمْحُو مَكَّةَ والمَدِيْنَة مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ لأَنَّ هَاتَيـنِ المديْنَـتِينِ صَارَتَا مَعْقَلَ الوَهَّابِيِّـين،ولا بُدَّ أَنْ تَكُونَ كربلاء أَرْضَ الله المُبَارَكِةِ المقَدَّسَة،قِبْلَةً للنِّاسِ فِيْ الصَّلاةِ وسَنُحَقَّق بِذَلِكَ حُلْمَ الأَئِمّةِ عَلَيْهِم السلام.
لَقَدْ قَامَتْ دَوْلَتُنا التِيْ جَاهَدْنَا سَنَواتٍ طَويلة مِنْ أَجْلِ إِقَامَتِـهَا،ومَا بَقِيَ إِلا التّنفِيذ!! " ا.هـ.[127]
Pentagon: 46:29وإِذَا رَبَطْنَا هَذِهِ المَقُولَة بِوَاقِعِ الرَّافِضَةِ اليَوْمَ فِيْ العِرَاق؛ نَجِدُ أنّ فَيْلق الغدر وجَيْشُ المَهْدِيّ المزْعُومِ وغَيْرِهِما قَدْ قَامَ بِهَذِهِ المُهِمَّةِ خَيْرَ قِيَام.
Pentagon: 46:42فَهُوَ يُدَاهِمُ بُيُوتَ أَهْلِ السُّنَّةِ بِحُجَّّةَ ِالبَحَثِ عَنْ المُجَاهِدِين،وحَتى لَوْ لمَ يَجِدُوهُم،فَإِنِهَّمُ يَقُومونَ بِقَتْلِ الرِّجَالِ،واقْتِيَادِ النِّسَاءِ،وسَجْنِهِم،واسِتَباحَةِ أَعْرِاضِهِمِ،ونَهْبِ كُل مَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْتَهَبَ مِنْ بُيُوتِ أَهْلِ السُّنَّةِ،فَأَصْبَحَتْ هُنَاكَ َالعَدِيدُ مِنِ َالجَرَائِمِ،والانْتِهَاكَاتِ،والمَآسِي التِّّي قَامَتْ بِهَا هَذِهِ العِصَابَاتِ والمِلِيشِيَّات الرَّافِضِيَّة بِمُفْرَدِهَا أَوْ بِمُسَاعَدَةِ القُوَّاتِ الأَمْرِيكِيَّة المُحْتَلَّةِ وبِتَحْرِيضِ مِنَهَا،والتّي تَدُلُّ عَلَى بَشَاعَةِ مَا حَدَثَ خِلَالَ هَذِهِ السَّنَوَاتِ العِجَافِ،فَقَتَلَ المِئاَتِ مِنْ حَمَلَةِ الشَّهَادَاتِ العُلْيَا،والخِبْرَاَتِ العِلْمِيَّةِ والأََكَادِيمِيَّةِ في عُلُومِ الشَّرِيعَةِ،والطِبِّ،والَهَنْدَسَةِ؛نَاهِيكَ َعَنْ المِئاَتِ مِنْ القَتْلَى مِنْ أَئِمَّةِ المَسَاجِدِ،والخُطُبَاَءِ،والعَامِلِينَ فِي المَسَاجِدِ مِنْ مُنْتَسِبِي دِيوَانِ الوَقْفِ السُّنِيّ،ومِئَات المُعْتَقَلِينَ مِنْ أَئِمَّةِ المَسَاجِدِ والخُطُبَاَءِ وأَهْلِ المَسَاجِدِ،ومِئَات مِنْ المَسَاجِدِ التِّي تَمَّ مُدَاهَمَتُهَا وإِهَانَتُهَا،وعَشَرَاتِ المَسَاجِدِ التي دمرت أو تَضَرَّرَتْ ضررًا كبيرًا،أَوْ التِّي اسْتُوْلِيَ عَلَيْهَا،وحَوَّلَتْ إلى حُسَيْنِِيِّاتٍ أَوْ أَمَاكِن لِلْتَعَذِيبِ،وخَاصَّةً فِي المُحَافَظَاتِ الوُسْطَى،والجَنُوبِيَّةِ.
Pentagon: 48:00ولمْ يَقِفْ بَغْيُهُم،وجَورُهُم عَلَى الرِّجَالِ؛ بَلْ طاَلَ اِعْتِقَالَ النِّسَاءِ،وَاِغْتِصَابَهِنَّ،وَقَتْلَ الحَوَامِلِ مِنْهُنَّ،وَكَذَلِكَ قَتْلَ الأَطْفَالِ حَتَّى الرُّضَّعِ مِنْهُم،وَلَا مِنْ نَصِير مِنْ المُسْلِمِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ،فَإِنَّا لله وإنَّا إليْهِ رَاجِعُونَ.
عاشراً:لَقَدْ ثَارَتْ أُمَّةُ الإِسْلَام عَلَى مَا رَسَمَهُ أَحَدُ الصَّلِيبِيِينَ مِنَ الدِّنِمَرْك مُسْتَهْزِئاً بِرَسُولِ اللهِ r،وهُوَ مَا يَدُلُّ عَلَى غيرَتِهَا عَلَى رَسُولها عَلَيْهِ الصَّلاةِ والسَّلَامِ.فَكَيْفَ لَا تَثُورُ غِيرَةُ عُلَمَاءِ الإِسْلَامِ ودُعَاتِهِ عَلَى شَرَفِ،ومقَامِ النَبَيّ r الذِي يَنْتَقِصُهُ هؤلاءُ الرَّافِضَة اللِّئَامِ،الَّذِينَ يَتَسَتَّرُونَ بِثَوْبِ حُبِّ أَهْلِ البَيْتِ،وهُمْ مِنْهُم بُرَآءٌ؛ بِالطَّعْنِ بأزْوَاجِ النَّّبِيّ،وأَصْحَابِهِ،وحَمَلَةِ دِينِهِ إلى النَّاسِ أَجْمَعِين.
فَوَاللهِ مَنْ يَتَقَرَّبُ إلى هؤلاءِ الرَّافِضَةِ المُبْتَدِعَةِ المُفْسِدِينَ بَعْدَ عِلْمِهِ بِذَلِكَ؛ مَا هُوَ إلَّاَ رَجُلٌ قَدْ قَسَى قَلْبُهُ،وأَظْلَمَ وَجْهُهُ،وجَمُدَتْ عَيْنُهُ.
Pentagon: 49:10حادِي عشر:إِنّ الرَّافِضَة هُمْ أَوَّلُ مِنْ تَبَنَّى وأَسَّسَ المَنْهَجَ التَّكْفِيرِيّ الضَّال المُنْحَرِفَ،حَيْثُ كَفَّرُوا ابْتِدَاءً جُلَّ صَحَابَةِ النَّبي r مِمَّنْ نَقَلُوا لَنَا الدِّينَ،وفَتَحَ اللهُ بِهِم الإِسْلَامَ إِلَى أَرْجَاء المَعْمُورَةِ،ولَمْ يَكُنْ خَطَرُ تَكْفِيرِهِم محصُوراً فِي الجَانِبِ النَّظَرِيّ فَحَسْب،بَلْ تَعَدَّى ذَلِكَ إلى الجَانِبِ العَمَلِيّ،فَهُمْ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ السُّنَّةَ السَّيِّئَةَ بِقَتْلِ أَئِمَةِ وخُلَفَاءِ المُسْلِمِينَ،كَمَا فَعَلُوا مَعَ سَيِّدْنَا عُمَرَ الفَاروق رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وغَيْرُه.وتَتَمَادَى عَجَلَةُ عَقِيدَةِ التَّكْفِيرِ عِنْدَهُمُ إلى تَكْفِير أَهْلِ السُّنَّةِ كَافَّةً،مِمَّنْ يَسْمُونَهُم أَبْنَاءَ العَامَّة النَّوَاصِبَ بِحُجَّةِ إِنْكَارِ أَهْلِ السُّنَّةِ لِأَصْلٍ أَصِيلٍ عِنْدَهُمْ مِنْ أُصُولِ دِينِهِم؛ أَلَا وهُوَ أَصْلُ الإِمَامَةِ والعِصْمَةِ،والذِي جَعَلُوهُ مِنْ أَهَمِّ مُرْتَكِزَاتِ وأُصُولِ عَقَائِدِهِم الفَاسِدِةَ.
 
____________

جرائمهم اليوم في العراق
 
Pentagon: 50:06ومِمَّا يُجَسِّدُ هَذَا المعْنَى،وَاقِعَهُم العَمَلِيّ عَلَى مَرِّ الأزْمِنَةِ،فَنَرَاهُم حَيْثُ تَمَكَّنُوا وتَهَيَّأَ لَهُم ظَرْفُ الغَدْرِ وَالخِيَانَةِ وَالعِمَالَةِ دَعَوْا لِتَطْبِيقِ هَذَا المَنْهَجِ التَّكْفِيرِيّ المُنْحْرِفِ،وَاليَوْمِ اسْتَبَاحُوا بِمَا يُغْنِي بِهِ لِسَانُ الحَالِ عَنْ لِسَانِ المَقَالِ دِمَاءَ،وأَعْراضَ،وأْمَوالَ أَهْلِ السُّنَّةِ حَيْثُ اتَّخَذُوا ذَرِيعَةَ ضَرْبِ بَعْضِ المَرَاقِدَ الشِّرْكِيَّةِ بِنِسْبَةِ ذَلِكَ لأهْلِ السُّنَّةِ عَلَى زَعْمِهِم،عِلْمًا أَنَّ خُطُوطِهِمُ الحَمْرَاءِ قَدْ تَجَاوَزَهَا سَادَاتُهِم الأمريكان بِفَرَاسِيخَ وَأَمْيَالٍ عَدِيدَةٍ،وَلَمْ تُحَرِّكْ مَرَاجِعُهُم الهَارِبَةُ خَارِجَ البِلَادِ حِينَئِذٍ –نَاهِيكَ عَنْ عَوَامِّهِم- سَاكنًا كَمَا فَعَلَتْ اليَوْمَ مَعَ أَهْلِ السُّنَّةِ،بَلْ وقَابَلَ وَكَافَأَ جَيْشُ مَهْدِيهِم قُوَّاتِ الاحْتِلَالِ التِّي ضَرَبَتْ المَرْقَدَ المَزْعُومِ ِللإِمامِ ِعَلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِتَسْلِيم أَسْلِحَتَهِمُ بِذِلَّةٍ وَصِغَارٍ لمن قَتَلَهُم وَأَذَلَّ مُقَدَّسَاتِهِم،فَكَانَت مَسْرَحِيَّة ضَرْبِ مَرْقَدَيّ الَهادِي وَالعَسْكَرِيّ المَزْعُومَيْنِ ذَرِيعةً وَاهِيَةً زَائِفَةً كَشَفَتْ عَنْ قِنَاعِ حِقْدِهِم الدَّفِين عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السُّنَّةِ دُونَ أَنْ تُمَيِّزَ بين جَمَاعَةٍ مِنْهُم أَوْ أُخْرَى.
Pentagon: 51:21ومِمَّا يُثِيرُ العَجَبَ،أَنَّ هَذَهِ الأَفْعَالِ الوَحْشِيَّة مِنْهُم لَمْ تَنِلْ أَعْدَاءَ الإِسْلَامِ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ العَالمِ كَمَا نَرَاهُ اليَوْمَ،بَلْ عَلَى العَكْسِ؛ كَانُوا لهُمْ خَيْرَ عَوْنٍ وَنَصِير عَلَى مَرِّ العُصُورِ،وكَرَ ِّالدُّهُورِ عَلَى الإِسْلَام وَأَهْلِهِ.وبِهَذَا تَتَجَلَّى لِلْنَاسِ كَافَة أَنَّ ثَوْرَتَهُم الغَوْغَائِيَّة هَذِهِ بِسَبَبِ مَرَاقِدِهِم الشِّرْكِيَّة،والتي اِفْتُعِلَتْ أَزْمَتُهَا مِنْ سَادِتِهِم المجُوسِ،لَهِي خَيْرُ دَلِيل عَلَى تَعْظِيمِهِم بَلْ وتَقْدِيمهم حُرُمَاتِ أَئِمَّتِهِم المَعْصُومينَ عَلَى حُرُمَاتِ اللهُ وَرَسُولِهِ وَالمُسْلِمِين حِينَمَا تُنْتَهَكُ مِنْ قِبَلِ أَعْدَاءِ الدِّينِ فِي شَتَّى بِقَاعِ الأرْضِ،فَمَثلاً؛لم تَثُرْ ثَائِرَتُهُم كَمَا نَرَاه من أفْعَالهِمُ اليَوْمَ عَلَى مَنْ نَشَرَ الصُّوَرَ المُسِيئَةَ للرَّسُولِ r،وعَلَى الْمُحْتَلِين الذين أَسَاؤوا لعَقِيدَةِ الإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ مِمّا يَدُلُّنَا عَلَى تفْضَيلِهِم أئمَّتَهَم عَلَى مَقَامِ اللهِ ورَسُولِهِ الْكَرِيم.
Pentagon: 52:27فَيَا أَهْلَ السُّنَّةِ أَفِيقُوا وَانْتْهِضُوا،واِسْتَعِدُّوا لِلَفْظِ وبَكَرْ ِسُمُومِ أَفَاعِي الرَّافِضَة،التِّي كَانَتْ تَلْدَغُ بِكُم وَتَسُومُكُم سُوءَ العَذَابِ مُنْذُ احْتِلَالِ العِرَاقِ،وَإِلَى يَوْمِنَا هَذَا،وكَفَاكُم مِنْ دَعَاوَى تَرْكِ الطَّائِفِيَّةِ والوِحْدَةِ الوَطَنِيَّة،والتّي أَصْبَحَتْ تُسْتَخْدَم سِلَاحًا لِتَرْوِيضِكُم وتَثْبِيطِكُم واِسْتِسْلَامِكُم،وتَطْبِيعِكُم عَلَى الُجْبِنِ حينَ تَتَعَرَّضُون لِكَيْدِ ولَؤمِ هؤلاءِ،الذِينَ كَانُوا مِنْ أَبْرَزَ مَنْ وَالَى وسَالمَ المُحْتَلَ،وسَعَى فِي تَخْريبِ وَنَهْبِ خَيْرَاتِ البِلَاد.ولَم يَكْتَفُوا بِهَذَا،بَلْ وَاسْتَمَرُوا بِتَنْفِيذِ مُخُطَّّطَاتِهِم وسُمُومِهِم عَلَيْكُم بِزِيّ الحَرَسِ والشُّرْطَةِ،فَأَوْقَعُوا مَا أَوْقَعَوُا مِنْ جَرَائِمَ،وفِتَنٍ بَيْنَ صُفُوفِكُم مِنْ قَتْلٍ،ونَهْبٍ،واعْتِقَالٍ لِرِجَالٍ،وأَطْفَالٍ،ونِسَاءٍ،سَوَاءٌ أَكَانَ بِمُسَانَدَتِهِم لَقُوَّاتِ الاحْتِلَال أَوْ بِمَنَاصِبِهِم الرَّّسْمِيَّةِ،والتي اتَّخَذُوهَا غِطَاءً يُسُومُونَكُم بِهِ سُوءَ العَذَابِ،فَيُذَبِّحُون بِهِ أَبَنَاءَكُم،ويَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ،ونَرَاهُم عَقَدُوا الخُطَطَ المُشْتَرَكَةَ َالخَبِيثَةَ،وتَقَاسَمُوا أَدْوَارَهَا،فَالسِيسْتَانِيّ الإيرَانِيّ وَاعِظُ المحْتَلِ إِمَامٌ لِلْكُفْرِ والزَّنْدَقَةِ يُشَرْعِنْ الفَتَاوَى ذَاتِ البَلَاوَىَ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ،وبِمَا يخْدُمُ مَصَالحَ المحْتَلِينَ،والحَكَيِم،والجَعْفَرِيّ،ومَنَ ْوَالَاهُم مِنِ ذِئَابِهِم يَتَسَتَّّرُون بِجُلُودِ الخِرَافِ،بِلَبْسِ ثَوْبِ العَمَلَيَّة السِيَاسِيَّة المَزْعُومَة ظاهراً،وهِيَ فِي الحَقِيقَةِ والوَاقِعِ لتَثْبِيتِ وتَوْسِيعِ الرُّقْعَةِ الجُغْرَافِيَّةِ لِلْحُكْمِ الفَارِسِيّ الإيرَاني الرَّافِضِيّ.
Pentagon: 54:11وأَمَّا في مَا وَرَاءَ الكَوَالِيس فَيُمَارِسُونَ حمْلَةَ الإِبَادَةِ الجَمَاعِيَّةِ المُنَظَّمَةِ الشَّرِسَة مُنْذُ أَكَثْرَ ِمنْ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ عَلَى مُخْتَلِفِ طَبَقَات المُجْتَمَع،وبِخَاصَّةً الفِئَة البَنَّاءَة السُّنِّيِة في المُجْتَمَعِ من خِلَال الاغْتِيَالاتِ والاعْتِقَالاتِ فِي غَيَابَات سُجُونِ الدَّاخِلِيَّة،وبعضِ حُسَينِيَّاتهم التّي يَسُومُونَ أَهْلَ السُّنَّةِ فيها سُوءَ العَذَابِ.
Pentagon: 54:32أَمَّا جَيْشُ المَهْدِيّ المَزْعُوم عِنْدَهُم،فَقَد كَانَ تَشْكيلُه مَعْقُودًا أَسَاساً عَلَى حِمايَةِ عَقِيدَتِهم الرَّافِضِيَّة،ومحَارَبَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ،وأَرَادُوا من تَهْيِأِتِهِ؛ جَعْلَهُ وَرَقَةً بَدِيلَةً يُقَامِرُونَ بِهَا لِتَمْكينِ العَقِيدَةِ الرَّافِضِيَّةِ فيما إِذَا كَانَتْ كَفَّة المُقَاوَمَة رَاجِحَة عَلَى كَفَّةِ السِيَاسِيينَ لاعْتِلَاء الحُكْم.ومِمِاَّ يَدُلُّنَا عَلَى عُمْقِ،وجُذُورِ حِقْدِهِم:مَا ذَكَرَهُ مُقْتَدَى الصَّدر فِي أَوَّلِ خُطْبَةٍ لَهُ فِي الكُوفَةِ بَعْدَ دُخُولِ الصَّلِيبيينَ،وتَشْكِيلِ جَيْشِهِم،قَالَ فِيهَا:( إِنَّ هَذَا الجَيْشَ أُنشِأَ لِمُعَاقبةِ من تَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَةِ أمِيرِ المؤْمِنِينَ عَلِيّ رَضِيَ الله عَنْهُ!)،فَتَأَمَّلُوا يَا إِخْوَتِي هَذَا الكَلَام الذِي صَدَرَ مِنْهُ قبْلَ أَنْ تطْلَقَ طَلْقَةٌ بَيْنَنَا،وبَيْنَهُم.وقد جَاءَ اليَوْمِ الذِي بَانَتْ سَوْءَتُهُم لِلْقَاصِي،والدَّاني،وظَهَرَتْ حَقِيقَتُهُم لِكُلِ راءٍ،وسَامِعٍ بِمَا لا يجْعَلُ مَجَالًا لِلْشَكِّ،لَأَنّ هَؤُلَاء الحَاقِدِينَ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِن إِلَّاً ولَا ذِمَّة،ومَا تُخْفِي صُدُورِهِم أَكْبَر،فَفَعَلُوا مَا فَعَلُوا مِنْ بَغْيٍ،وظُلْمٍ،وقتلِ المَشَايِخِ،والمُصَلِّّينَ،وأَبْرِياء النَّاسِ بعَمَلِيَّة دُبِّرَتْ بِلَيْلٍ بالأَمْسِ القَرِيب،وبِفِتْرَةً قِيَاسِيَّة عَلَى مَا يقْرُبُ مِنْ المائتَيّ مَسْجِدٍ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذَا العَمَلَ ِالجَبَانِ مِنْهُم كَانَ مُدَبرًا مُفُتْعَلاً،ومَدرُوسًا بِتَرْتِيبِ الدَّوْلَة السَّبَئِيَّة،فقَدْ قَالَ تَعَالَى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة:114]،وَلَمْ يَقِف الأَمْرُ عِنْدَ هَذَا الحَدّ،بَلْ فَعَلُوا فِعْلَةً يَنْدَى لهَاَ جَبِين التَّارِيخِ المُعَاصِرِ بتَفَرُّدِهِم بِأَفْعَالٍ كُفْرِيَّةٍ مُشُينَةٍ فَاقُوا،وامْتَازُوا بِهَا عَنْ الكُفَّار الأَصْلِيينَ المُحَارِبِينَ لِهَذَا الدِّينِ،حَيْثُ مَزَّقُوا المَصَاحِفَ،والآيَاتِ القُرْآنيَّةَ،والمَعَالمَ الإِسْلَامِيَّة فِي العَشَرَاتِ من بيُوتِ اللهِ حَتّى أَثْبَتُوا أَنَّهُم أَعْدَاءُ اللهِ حقًّا قَاتَلَهُم الله أنَّى يُؤْفَكُون!.
Pentagon: 56:49فَنَقُولُ لَهُ:لَقَد تَعَدَّيْتَ حُدُودَكَ،واجْتَرَأْتَ عَلَى حِمَى أَهْلِ السُّنَّةِ،ثُمَّ بَعَدَ ذَلِكَ ادَّعَيْتَ زُوراً،وكَذِبًا وتْدِليساً،وتمْوِيهاً،بَأَنَّكَ مِمَّنْ أَمَر أَتْبَاعَهِ بِحِمَايَةِ مَسَاجِدِ أَهْلِ السُّنَّةِ،وعَلَيْهِ فَنَحْنُ قَدْ قَبِلْنَا دُخُولَ المَعْرَكَةِ مَعَكَ،ومَعَ قَطيعِ أَغَنَامِكَ،ولَكِنْ بِشَرْطَيْنِ اثَنْيْنِ،لابُدَّ أَنْ تَقُومَ بِهِمَا،ولَا أَخَالُكَ تَفْعَل،الشَّرْطُ الأَوَّلُ:أَنْ تَقِفَ أَنْتَ،ومَنْ مَعَك وَقْفَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَسْتَرِّدُونَ فِيهَا أَسْلِحَتَكُم التّي بِعْتُمُوهَا لِلْصَلِيبِيينَ،وأَنْتُم أَذِلّة صَاغِرِينَ،يَوْم أََنْ فَرَضَ عَلَيَكْمُ شُرُوطَه،وقَامَ بِإِهَانَتِكُم فِي عُقْرِ دَارِكُم،ووَطئَتْ أَقْدَامِ جُنُودِهِ الصَّحْنَ الحيْدَرِيّ المَزْعُوم.
والشَّرْطُ الثَّاني:أَلَّا يَخْرُجَ فِي جَيْشِكَ لِقِتَالِنَا إِلَّا مَنْ عَرَفَ وَالِدَهُ.
وَالله غالبٌ عَلَى أَمْرِه ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ،والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمَيِنَ
 
!!!!!!!!!!!!

أهم المصادر
 

  1. حزب الله اللبناني في الميزان

  2. كتاب لله ثم للتاريخ

  3. الفصول المهمة

  4. أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد

  5. [ابن بابويه/ علل الشرائع

  6. الطوسي/ التهذيب

  7. وسائل الشيعة

  8. بحار الأنوار

  9. الأنوار الجزائرية

  10. منهاج السنة النبوية

  11. مختصر منهاج السنة النبوية

  12. الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة

  13. جلاء العينين في محاكمة الأحمدين

  14. مجمل اعتقاد أئمة السلف

  15. تفسير ابن كثير - دار طيبة -

  16. تفسير القرطبي ـ موافق للمطبوع -

  17. موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية

  18. أحكام القرآن لابن العربي

  19. المعجم الكبير للطبراني

  20. مسند أحمد (عالم الكتب)

  21. روضة الكافي

  22. الكافي للكليني

  23. شرح السنة لابن بطة

  24. الصارم المسلول

  25. الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

  26. فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة

  27. السُّنَّةُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ الْخَلَّالِ

  28. السنة للإمام أحمد

  29. شرح السنة ـ للإمام البغوى متنا وشرحا

  30. الأسماء والصفات للبيهقي

  31. فتاوى واستشارات الإسلام اليوم

  32. خلق أفعال العباد للبخاري

  33. الفصل في الملل

  34. وجاء دور المجوس

  35. الدرر السنية في الأجوبة النجدية - الرقمية -

  36. مجموع الفتاوى لابن تيمية

  37. الأنساب للسمعاني

  38. فتاوى الإسلام سؤال وجواب

  39. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

  40. مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع

  41. الأعلام للزركلي

  42. تاريخ الرسل والملوك

  43. مقالات الإسلاميين

  44. الأخبار الطوال

  45. تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع -

  46. شذرات الذهب - ابن العماد -

  47. إسلامية لا وهابية

  48. المنتقى من منهاج الاعتدال

  49. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة

  50. البداية والنهاية لابن كثير - موافقة للمطبوع -

  51. الكامل في التاريخ

  52. الحجج الدامغات في الرد على كتاب المراجعات

  53. الفاضح لمذهب الشيعة الإمامية

  54. أجنحة المكر الثلاثة الميداني

  55. فتاوى الإسلام سؤال وجواب

  56. مجلة مجمع الفقه الإسلامي

  57. العلمانية والرد عليها

  58. موسوعة اليهود واليهودية الصهيونية

  59. كيف هدمت الخلافة ؟

  60. ماذا تعرف عن «حزب الله» ؟

  61. حزب الله اللبناني في الميزان

  62. تحرير الوسيلة

  63. أحاديث يحتج بها الشيعة

  64. صحيح البخارى- المكنز -

  65. مصنف عبد الرزاق

  66. موسوعة الرد على الصوفية

  67. المنتظم لابن الجوزي

  68. صفحات من التاريخ الإسلامي - الدولة الفاطمية - 

  69. سنن أبي داود - المكنز –

  70. هل أتاك حديث الرافضة

  71. الشاملة 3

  72. برنامج قالون


الفهرس العام
 
 
من هم الرافضة ؟3
على ماذا يقوم دين الرفض ؟3
أساليب هدم الروافض للدين5
الأدلة على بطلان دين الروافض... 9
جرائمهم في العهد الراشدي.. 21
جرائمهم في العهد الأموي.. 27
جرائمهم في العهد العباسي31
جرائم القرامطة في العهد العباسي33
جرائم البويهيين.. 36
جرائم العبيديين36
جرائم الاغتيال عند الرافضة الباطنية44
التقية عند الرافضة46
ابن العلقمي واحتلال بغداد من قبل التتار47
قطع الطرق والخطف وقتل أهل السنة51
جرائمهم في عهد العثمانيين53
البهائيون54
القاديانيون55
النصيريون55
الدولة المركزية للرافضة في إيران57
الخميني وجه آخر للرفض ومعاداة أهل السنة59
الرافضة في لبنان60
نشأة حزب الله اللبناني63
أكاذيب حزب الله في خداع الناس.. 65
جرائم الرافضة اليوم في أفغانستان والعراق.. 69
نشر الرافضة للفواحش والفجور72
كيف وصل بهم الحال إلى إباحة المحرمات ؟82
تتبع خلفاء المسلمين للباطنية وقتلهم85
خلاصة دين الروافض وديدنهم في نقاط91
موالاتهم للكفار دائما ضد أهل السنة94
موالاتهم للكفار دائما ضد أهل السنة94
التقارب بين السنة والرافضة وهم وخداع96
إطلاقهم الشعارات الكاذبة والمزيفة ليخدعوا أهل السنة98
جرائمهم اليوم في العراق.. 104 


[1] - حزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 547) وكتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 67) و(الفصول المهمة 325-326).

[2] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (1 / 442) [ابن بابويه/ علل الشرائع: ص 531، الطوسي/ التهذيب: 6/295، وسائل الشيعة: 18/82-83، وبحار الأنوار: 2/233.]. وكتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 67)

[3] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 68) و(الأنوار الجزائرية 2/278)

[4] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 69)

[5] - منهاج السنة النبوية - (7 / 415)

[6] - مختصر منهاج السنة النبوية - (2 / 3) ومنهاج السنة النبوية - (6 / 69)

[7] - الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة - (1 / 157) وجلاء العينين في محاكمة الأحمدين - (1 / 221) ومجمل اعتقاد أئمة السلف - (1 / 46) ومنهاج السنة النبوية - (1 / 529) و(6 / 81)

[8] - المنتقى من منهاج الاعتدال (ص: 410) وأصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (2 / 788) ومختصر منهاج السنة النبوية - (2 / 28) ومنهاج السنة النبوية (6/  409)

[9] - منهاج السنة النبوية (6/  427) فما بعد

[10] - تفسير ابن كثير ت سلامة (7/  362)

[11] - تفسير القرطبي ـ موافق للمطبوع - (16 / 297) وموسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية - (7 / 405)

[12] - تفسير القرطبي ـ موافق للمطبوع - (12 / 205)

[13] - أحكام القرآن لابن العربي - (6 / 41)

[14] - المعجم الكبير للطبراني (12/  242)(12997 و12998) حسن

[15] - فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/  417)(651 و702 ) حسن

[16]- السنة لعبد الله بن أحمد (2/  546)(1268و1269 و1270 ) ومسند أحمد ط الرسالة (2/  186)(808 ) حسن لغيره

[17]- السنن الواردة في الفتن للداني (3/  616)(279 ) وأمالي ابن بشران - الجزء الأول (ص: 218)(500) والسنة لعبد الله بن أحمد (2/  547) (1272 ) حسن لغيره

[18]- السنة لابن أبي عاصم (2/  474)(979 ) والشريعة للآجري (5/  2517)  حسن لغيره

[19]- فضائل الصحابة للدارقطني (ص: 76)(48) حسن

[20]- فضائل الصحابة للدارقطني (ص: 75)(47 ) حسن

[21]- الشريعة للآجري (5/  2381)(1859 ) حسن

[22]- الشريعة للآجري (5/  2381)

[23] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 15) و(روضة الكافي 5/34) والكافي للكليني مشكل 1-8 - (14 / 20)

[24] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 15)

[25] - [الخلال/ السنة: 2/557 قال محقق الرسالة: "إسناده صحيح" وانظر: شرح السنة لابن بطة: ص161، الصارم المسلول: ص571.] والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان18 - (1 / 205) وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (2 / 837) رقم الفتوى 2429 حكم من سب الصحابة

[26] - السُّنَّةُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ الْخَلَّالِ (790 )

[27] - السُّنَّةُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ الْخَلَّالِ (791 ) صحيح

[28] - السنة لأحمد بن محمد الخلال - (3 / 493) (780) صحيح

[29] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1189) و السنة للإمام أحمد : (ص82)

[30] - شرح السنة ـ للإمام البغوى متنا وشرحا - (1 / 228) والأسماء والصفات للبيهقي - (550) وأصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1190) وفتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (5 / 500) الصلاة خلف الرافضي وخلق أفعال العباد للبخاري - (20000 )

[31] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1191) والصارم المسلول - (1 / 570)

[32] - الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/  65) وأصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1193) وجاء دور المجوس - (1 / 83)

[33] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1197) والدرر السنية في الأجوبة النجدية - الرقمية - (12 / 70) والصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 586)

[34] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1198) ومجموع الفتاوى لابن تيمية - (28 / 482)

[35] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1197) والأنساب للسمعاني - (3 / 188)

[36] - فتاوى الإسلام سؤال وجواب - (1 / 4389)سؤال رقم 44549- حكم زواج المسلمة من شيعي وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (3 / 58)

[37] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 13) ومع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع - (1 / 146)

[38] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 70)

[39] - مختصر منهاج السنة النبوية - (2 / 22) ومنهاج السنة النبوية - (6 / 248)

[40] - عبد الله بن سبأ: رأس الطائفة السبئية. وكانت تقول بألوهية علي. أصله من اليمن، قيل: كان يهوديا وأظهر الاسلام. رحل إلى الحجاز فالبصرة فالكوفة. ودخل دمشق في أيام عثمان بن عفان، فأخرجه أهلها، فانصرف إلى مصر، وجهر ببدعته. ومن مذهبه رجعة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب برجوع محمد ! ونقل ابن عساكر عن الصادق: لما بويع علي قام إليه ابن سبأ فقال له: أنت خلقت الارض وبسطت الرزق ! فنفاه إلى ساباط المدائن، حيث القرامطة وغلاة الشيعة. وكان يقال له " ابن السوداء " لسواد أمه. وفي كتاب البدء والتاريخ: يقال للسبئته " الطيارة " لزعمهم أنهم لا يموتون وإنما موتهم طيران نفوسهم في الغلس، وأن عليا حي في السحاب، وإذا سمعوا صوت الرعد قالوا: غضب علي ! ويقولون بالتناسخ والرجعة. وقال ابن حجر العسقلاني " ابن سبأ، من غلاة الزنادقة، أحسب أن عليا حرقه بالنار  .الأعلام للزركلي - (4 / 88) و تاريخ دمشق لابن عساكر (29/  3)(3306 ) ولسان الميزان ت أبي غدة (4/ 483)(4253 ) ومختصر تاريخ دمشق (12/ 219)

[41] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 10)

[42] - تاريخ الرسل والملوك - (3 / 122)

[43] - تاريخ الرسل والملوك - (3 / 142)

[44] - تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (5/  165) والمعجم الكبير للطبراني - (1 / 83) حسن مرسل

[45] - تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (5/  159)

[46] - قلت : هناك روايات متناقضة في هذا الأمر وكلها من طريق أبي مخنف لوط بن يحيى وهو شيعي محترق تالف راوي أخبارهم ولا يمكن الوثوق بأخباره أبدا، وعن أناس لم يكونوا مع الحسين رضي الله ، وهناك من ينفي هذه القصة كلها وهذا هو التفصيل : " قَالَ أَبُو مخنف: وأما مَا حَدَّثَنَا بِهِ الْمُجَالِدُ بن سَعِيدٍ والصقعب بن زهير الأَزْدِيّ وغيرهما من المحدثين، فهو مَا عَلَيْهِ جماعة المحدثين، قَالُوا: إنه قَالَ: اختاروا مني خصالا ثلاثا: إما أن أرجع إِلَى المكان الَّذِي أقبلت مِنْهُ، وإما أن أضع يدي فِي يد يَزِيد بن مُعَاوِيَة فيرى فِيمَا بيني وبينه رأيه، وإما أن تسيروني إِلَى أي ثغر من ثغور الْمُسْلِمِينَ شئتم، فأكون رجلا من أهله، لي مَا لَهُمْ وعلي مَا عَلَيْهِم.
قَالَ أَبُو مخنف: فأما عبد الرَّحْمَن بن جندب فَحَدَّثَنِي عن عقبة بن سمعان قَالَ: صحبت حسينا فخرجت مَعَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مكة، ومن مكة إِلَى العراق، ولم أفارقه حَتَّى قتل، وليس من مخاطبته الناس كلمة بِالْمَدِينَةِ وَلا بمكة وَلا فِي الطريق وَلا بِالْعِرَاقِ وَلا فِي عسكر إِلَى يوم مقتله إلا وَقَدْ سمعتها أَلا وَاللَّهِ مَا أعطاهم مَا يتذاكر الناس وما يزعمون، من أن يضع يده فِي يد يَزِيد بن مُعَاوِيَة، وَلا أن يسيروه إِلَى ثغر من ثغور الْمُسْلِمِينَ، ولكنه قَالَ: دعوني فلأذهب فِي هَذِهِ الأرض العريضة حَتَّى ننظر مَا يصير أمر الناس.
قَالَ أَبُو مخنف: حَدَّثَنِي الْمُجَالِد بن سَعِيد الهمداني والصقعب بن زهير، أنهما كانا التقيا مرارا ثلاثا أو أربعا، حُسَيْن وعمر بن سَعْدٍ، قَالَ: فكتب عمر ابن سَعْد إِلَى عُبَيْد اللَّهِ بن زياد: أَمَّا بَعْدُ، فإن اللَّه قَدْ أطفأ النائرة، وجمع الكلمة، وأصلح أمر الأمة، هَذَا حُسَيْن قَدْ أعطاني أن يرجع إِلَى المكان الَّذِي مِنْهُ أتى، أو أن نسيره إِلَى أي ثغر من ثغور الْمُسْلِمِينَ شئنا، فيكون رجلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُ مَا لَهُمْ، وعليه مَا عَلَيْهِم، أو أن يأتي يَزِيد أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فيضع يده فِي يده، فيرى فِيمَا بينه وبينه رأيه، وفي هَذَا لكم رضا، وللأمة صلاح قَالَ: فلما قرأ عُبَيْد اللَّهِ الكتاب قَالَ: هَذَا كتاب رجل ناصح لأميره، مشفق عَلَى قومه، نعم قَدْ قبلت قَالَ: فقام إِلَيْهِ شمر بن ذي الجوشن، فَقَالَ: أتقبل هَذَا مِنْهُ وَقَدْ نزل بأرضك إِلَى جنبك! وَاللَّهِ لَئِنْ رحل من بلدك، ولم يضع يده فِي يدك، ليكونن أولى بالقوة والعزة ولتكونن أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هَذِهِ المنزلة فإنها من الوهن، ولكن لينزل عَلَى حكمك هُوَ وأَصْحَابه، فإن عاقبت فأنت ولي العقوبة، وإن غفرت كَانَ ذَلِكَ لك، وَاللَّهِ لقد بلغني أن حسينا وعمر بن سَعْد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامة الليل، فَقَالَ لَهُ ابن زياد: نعم مَا رأيت! الرأي رأيك."تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (5/  413) ولي رسالة خاصة حول مقتل الحسين رضي الله عنه سوف أنشرها قريبا بإذن الله تعالى

[47] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 12) ومع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع - (1 / 145)

[48] - قال الذهبي رحمه الله : "قُلْتُ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، يَزِيْدُ عَلَى الحَجَّاجِ فِي ذَلِكَ.."سير أعلام النبلاء ط الرسالة (6/  51)
وقال عنه في الميزان : " ليس بأهل أن يحمل عنه شئ، هو شر من الحجاج وأسفك للدماء، كان ذا شأن عجيب، ونبأ غريب، من شاب دخل إلى خراسان ابن تسع عشرة سنة على حمار بإكاف، فما زال بمكره وحزمه وعزمه ينتقل  حتى خرج من مرو بعد عشر  سنين يقود كتائب / أمثال الجبال، فقلب دولة وأقام دولة، وذلت له رقاب الامم، وحكم في العرب والعجم، وراح تحت سيفه ستمائة ألف أو يزيدون، وقامت به الدولة العباسية، وفي آخر أمره قتله أبو جعفر المنصور سنة سبع وثلاثين ومائة.ميزان الاعتدال (2/  590)

[49] - سير أعلام النبلاء ط الرسالة (6/  58)

[50] - مقالات الإسلاميين - (1 / 7) ومنهاج السنة النبوية - (1 / 352) والأخبار الطوال - (1 / 384) وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (9 / 5) وتاريخ الرسل والملوك - (4 / 345) وشرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد1-20 - (6 / 198) والأنساب للسمعاني - (3 / 59)

[51] - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (11 / 156) وشذرات الذهب - ابن العماد - (1 / 342)

[52] - قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تَحَرَّكَتِ الْقَرَامِطَةُ، قَبَّحَهُمُ اللَّهُ، وَهُمْ فِرْقَةٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ الْمَلَاحِدَةِ أَتْبَاعِ الْفَلَاسِفَةِ مِنَ الْفُرْسِ الَّذِينَ يَعْتَقِدُونَ نُبُوَّةَ زَرَادِشْتَ وَمَزْدَكَ، وَكَانَا يُبِيحَانِ الْمُحَرَّمَاتِ، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ إِلَى بَاطِلٍ، وَأَكْثَرُ مَا يَدْخُلُونَ مِنْ جِهَةِ الرَّافِضَةِ، لِأَنَّهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ عِنْدَهُمْ وَعِنْدَ غَيْرِهِمْ عُقُولًا، وَيُقَالُ لَهُمُ: الْإِسْمَاعِيلِيَّةُ ; لِانْتِسَابِهِمْ إِلَى إِسْمَاعِيلَ الْأَعْرَجِ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ. وَيُقَالُ لَهُمُ: الْقَرَامِطَةُ، قِيلَ: نِسْبَةً إِلَى قِرْمِطِ بْنِ الْأَشْعَثِ الْبَقَّارِ. وَقِيلَ: إِنَّ رَئِيسَهُمْ كَانَ فِي أَوَّلِ دَعْوَتِهِ يَأْمُرُ مَنِ اتَّبَعَهُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لِيَشْغَلَهُمْ بِذَلِكَ عَمَّا يُرِيدُ تَدْبِيرَهُ مِنَ الْمَكِيدَةِ. ثُمَّ اتَّخَذَ نُقَبَاءَ اثْنَيْ عَشَرَ، وَأَسَّسَ لِأَتْبَاعِهِ دَعْوَةً وَمَسْلَكًا، وَدَعَا إِلَى إِمَامٍ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ.وَيُقَالُ لَهُمُ: الْبَاطِنِيَّةُ ; لِأَنَّهُمْ يُظْهِرُونَ الرَّفْضَ وَيُبْطِنُونَ الْكُفْرَ الْمَحْضَ.البداية والنهاية ط هجر (14/  635) و إسلامية لا وهابية - (1 / 6) والفصل في الملل - (1 / 36) والمنتقى من منهاج الاعتدال - (1 / 93) والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - (1 / 302) والولاء والبراء - (1 / 229) ومقالات الإسلاميين - (1 / 8) ووجاء دور المجوس - (1 / 38) وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (3 / 3745) رقم الفتوى 16666 القرامطة...تعريفهم..ومعتقداتهم

[53] - وجاء دور المجوس - (1 / 38)

[54] - البداية والنهاية ط هجر (15/  37)

[55] - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الْعُبَيْدِيُّونَ، الَّذِينَ كَانُوا يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مِنْ وَلِدَ عَلِيٍّ.وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِالنَّسَبِ يَعْلَمُونَ أَنَّ نَسَبَهُمْ بَاطِلٌ، وَأَنَّ جَدَّهُمْ يَهُودِيٌّ فِي الْبَاطِنِ وَفِي الظَّاهِرِ، وَجَدُّهُمْ دَيْصَانِيٌّ مِنَ الْمَجُوسِ، تَزَوَّجَ امْرَأَةَ هَذَا الْيَهُودِيِّ، وَكَانَ ابْنُهُ رَبِيبًا لِمَجُوسِيٍّ ; فَانْتَسَبَ إِلَى زَوْجِ أُمِّهِ الْمَجُوسِيِّ، وَكَانُوا يَنْتَسِبُونَ إِلَى بَاهِلَةَ، عَلَى أَنَّهُمْ مِنْ مَوَالِيهِمْ، وَادَّعَى هُوَ أَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، وَإِلَيْهِ انْتَسَبَ الْإِسْمَاعِيلِيَّةُ، وَادَّعَوْا أَنَّ الْحَقَّ مَعَهُمْ دُونَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ ; فَإِنَّ الِاثْنَيْ عَشْرِيَّةَ يَدَّعُونَ إِمَامَةَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَهَؤُلَاءِ يَدَّعُونَ إِمَامَةَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ.
وَأَئِمَّةُ هَؤُلَاءِ فِي الْبَاطِنِ مَلَاحِدَةٌ زَنَادِقَةٌ، شَرٌّ مِنَ الْغَالِيَةِ، لَيْسُوا مِنْ جِنْسِ الِاثْنَيْ عَشْرِيَّةَ، لَكِنْ إِنَّمَا طُرُقُهُمْ عَلَى هَذِهِ الْمَذَاهِبِ الْفَاسِدَةِ وَنِسْبَتُهَا إِلَى عَلِيٍّ مَا فَعَلَتْهُ الِاثْنَا عَشْرِيَّةَ وَأَمْثَالُهُمْ، كَذَبَ أُولَئِكَ عَلَيْهِ نَوْعًا مِنَ الْكَذِبِ، فَفَرَّعَهُ هَؤُلَاءِ، وَزَادُوا عَلَيْهِ، حَتَّى نَسَبُوا الْإِلْحَادَ إِلَيْهِ، كَمَا نَسَبَ هَؤُلَاءِ إِلَيْهِ مَذْهَبَ الْجَهْمِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَغَيْرَ ذَلِكَ."منهاج السنة النبوية (8/  11)

[56] - البداية والنهاية لابن كثير - موافقة للمطبوع - (12 / 86و96) والكامل في التاريخ - (8 / 310) وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (31 / 8و31) 

[57] - وجاء دور المجوس - (1 / 42و48و357)

[58] - الكامل في التاريخ - (9 / 13)

[59] - البداية والنهاية لابن كثير - موافقة للمطبوع - (12 / 296) وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (37 / 51) وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (38 / 167)

[60] - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (39 / 374)

[61] - البداية والنهاية لابن كثير - موافقة للمطبوع - (12 / 320) والكامل في التاريخ - (10 / 18) وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (39 / 19)

[62] - البداية والنهاية لابن كثير - موافقة للمطبوع - (12 / 375) وشذرات الذهب - ابن العماد - (4 / 255)

[63] - منهاج السنة النبوية (2/  46)

[64] - قال الذهبي رحمه الله : " هولاكو بن تولي قان ابن الملك جنكزخان، ملك التّتار، ومقدَّمهم. [المتوفى: 664 هـ] ذكره الشّيخ قُطْبُ الدّين فقال: كان من أعظم ملوك التتر. وكان شجاعًا حازمًا مدبّرًا، ذا همّةٍ عالية، وسطوة ومَهَابة، ونهضة تامَّة، وخبرة بالحروب، ومحبّة في العلوم العقليّة من غير أن يتعقل منها شيئًا، اجتمع له جماعةٌ من فُضَلاء العالم، وجمع حكماء مملكته، وأمرهم أن يرصدوا الكواكب. وكان يُطْلِق الكثيرَ من الأموال والبلاد. وهو على قاعدة المغل في عدم التَّقَيُّد بدِين، لكنَّ زوجته تنصَّرت، وكان سعيدًا في حروبه وحصاراته. طوى البلاد، واستولى على الممالك في أيْسَر مدّة، ففتح بلاد خُراسان، وفارس، وأَذْرَبيجان، وعراق العجم، وعراق العرب، والشّام، والجزيرة، والرُّوم، وديار بكر.....
وقال الظّهير الكازروني: عاش هولاكو نحو خمسين سنة. وكان عارفًا بغوامض الأمور، وتدبير المُلْك، فاق على مَن تقدَّمه. وكان يحبّ العلماء، ويعظّمهم، ويُشْفق على رعيّته، ويأمر بالإحسان إليهم.
قلت: وهل يسع مؤرّخًا في وسط بلاد سلطانٍ عادلٍ أو ظالٍم أو كافرٍ إلا أن يُثني عليه، ويكذب، فالله المستعان؛ فلو أُثني على هولاكو بكل لسانٍ لاعترف المثني بأنه مات على ملة آبائه، وبأنه سفك دم ألف ألفٍ أو يزيدون، فإن كان الله مع هذا قد وفقه للإسلام فيا سعادته، لكن حتى يصح ذلك". تاريخ الإسلام ت بشار (15/  105)(147 )

[65] - الحجج الدامغات في الرد على كتاب المراجعات - (2 / 27) والفاضح لمذهب الشيعة الإمامية - (1 / 105) والبداية والنهاية لابن كثير - موافقة للمطبوع - (13 / 235)

[66] - شذرات الذهب - ابن العماد - (5 / 271)

[67]- الكامل في التاريخ - (9 / 37)

[68] - الكامل في التاريخ - (9 / 37).

[69] - الكامل في التاريخ - (9 / 38) وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (34 / 31)

[70] - وجاء دور المجوس - (1 / 45)

[71] - إن البابية والبهائية من الفئات الضالة الخارجة عن الإسلام بحكم إنكارهم أن رسول الله r، هو خاتم الأنبياء والمرسلين وادعائهم بأن روح الله عز وجل حلت في الباب أو البهاء وإنكارهم للعقوبات الإلهية وموالاتهم المستمرة لليهود وسعيهم الدائب لتهويد المسلمين، وإعلامهم أن كتابهم البيان قد نسخ القرآن الكريم.
وقد صدرت الفتاوى من المجامع العلمية مثل مجمع الفقه الإسلامي بمكة ودار الإفتاء المصرية بخروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام واعتبارها حربًا عليه، وكفر أتباعها كفرًا بواحًا سافرًا لا تأويل فيه (جريدة المدينة ـ الأحد 2/11/1399هـ 23 سبتمبر 1979م) والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/  414) وانظر اليهود واليهودية الصهيونية - (15 / 322-337) ووجاء دور المجوس - (1 / 359) وفتاوى الإسلام سؤال وجواب - (1 / 5819) سؤال رقم 71346- البابية والبهائية ليسوا مسلمين وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (4 / 591) رقم الفتوى 20553 البهائية...مؤسسها..ومعتقداتها

[72] - إن القاديانية دعوة ضالة، ليست من الإسلام في شيء، وعقيدتها تخالف الإسلام في كل شيء، وينبغي تحذير المسلمين من نشاطهم، بعد أن أفتى علماء الإسلام بكفرهم. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/  419) ونظر  أجنحة المكر الثلاثة الميداني منسق ومفهرس - (1 / 264-266) والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - (1 / 338) ووجاء دور المجوس - (1 / 44) وفتاوى الإسلام سؤال وجواب - (1 / 4137) سؤال رقم 4060- القادياينة في ميزان الإسلام وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (2 / 2290) رقم الفتوى 5419 القاديانية ومعتقداتهم ومجلة مجمع الفقه الإسلامي - (2 / 1064) استفسارات حول الطائفة القاديانية ومجلة مجمع الفقه الإسلامي - (2 / 15450)

[73] - إن النصيرية فرقة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، وهي فرقة غالية، خلعت ربقة الإسلام، وطرحت معانيه، ولم تستبق لنفسها منه سوى الاسم، ويعتبرهم أهل السنة خارجين عن الإسلام، ولا يصح أن يعاملوا معاملة المسلمين، بسبب أفكارهم الغالية وآرائهم المتطرفة ومن ذلك آراؤهم التي تهدم أركان الإسلام فهم لا يصلون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة ولهم قداسات شبيهة بقداسات النصارى ولا يعترفون بالحج أو الزكاة الشرعية المعروفة في الإسلام.الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/  395) وانظر العلمانية والرد عليها - (9 / 25) والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - (1 / 314) النصيرية وموسوعة الرد على الصوفية - (160 / 43) ووجاء دور المجوس - (1 / 48) وفتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (3 / 238) النصيرية

[74] - إن الدروز فرقة باطنية تؤلِّه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، نشأت في مصر وهاجرت إلى الشام، وينكرون الأنبياء والرسل جميعاً ويعتقدون أن المسيح هو داعيتهم حمزة، وحسب هذا دليلاً على كفرهم وضلالهم.الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/  401) وانظر الفاضح لمذهب الشيعة الإمامية - (1 / 109) والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - (1 / 320) الدروز وموسوعة اليهود واليهودية الصهيونية - (15 / 290) وموسوعة اليهود واليهودية الصهيونية - (19 / 408) ووجاء دور المجوس - (1 / 8) ووجاء دور المجوس - (1 / 48) المبحث الثاني عشر-الدروز وفتاوى الإسلام سؤال وجواب - (1 / 2750) سؤال رقم 26139- نبذة عن مذهب الدروز وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (2 / 792) رقم الفتوى 2354 الدروز فرقة باطنية نشأت بمصر وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (3 / 4647) رقم الفتوى 17986 الدروز...عقيدتهم...الحكم عليهم وفتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (3 / 147) عقيدة الدروز ومجموع الفتاوى لابن تيمية - (35 / 162)

[75] - انظر كتاب كيف هدمت الخلافة ؟

[76] - وجاء دور المجوس - (1 / 126)

[77] - وجاء دور المجوس - (1 / 143)

[78] - وجاء دور المجوس - (1 / 148)

[79] - الفاضح لمذهب الشيعة الإمامية - (1 / 108) والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - (1 / 360) أمل وماذا تعرف عن «حزب الله» ؟ - (1 / 2) ووجاء دور المجوس - (1 / 251)

[80] - ماذا تعرف عن «حزب الله» ؟ - (1 / 4)

[81] - ماذا تعرف عن «حزب الله» ؟ - (1 / 4) وجريدة النهار 5/3/1987.

[82] - حزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 364)

[83] - حزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 371)

[84] - حزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 152)  وحزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 233)

[85] - حزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 363)

[86] - حزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 257)

[87] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 28)

[88] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 30) انظر كتابه (تحرير الوسيلة 2/241 مسألة رقم 12).

[89] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 30)

[90] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (2 / 809) وكتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 31) وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (2 / 4528) رقم الفتوى 9243 الرد على من زعم أن عمر بن الخطاب هو الذي حرم المتعة

[91] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 31)

[92] - أحاديث يحتج بها الشيعة - (1 / 223) وكتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 37) والكافي للكليني مشكل 1-8 - (10 / 97)

[93] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1176)

[94] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 36)

[95] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 30)

[96] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 31)

[97] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1143)

[98] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1143)

[99] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 39) والكافي للكليني مشكل 1-8 - (10 / 99)

[100] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 39) و(الكافي)، (الفروع 2/200)، (الاستبصار 3/136).

[101] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 40)

[102] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 41)

[103] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 41) و(الاستبصار 3/243)

[104] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 43)

[105] - صحيح البخارى- المكنز - (3849)

[106] - مصنف عبد الرزاق (20263) صحيح مرسل

[107] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 17)

[108] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1167) والفاضح لمذهب الشيعة الإمامية - (1 / 111)

[109] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1168)

[110] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1168) و[طلب العلم: ص71-73.]

[111] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 12)

[112] - وجاء دور المجوس - (1 / 34)

[113] - موسوعة الرد على الصوفية - (105 / 124) والمنتظم - (5 / 42)

[114] - صفحات من التاريخ الإسلامي - الدولة الفاطمية - (1 / 117)

[115] - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (34 / 78)

[116] - البداية والنهاية لابن كثير - موافقة للمطبوع - (12 / 400) والكامل في التاريخ - (10 / 164) وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (37 / 42) وشذرات الذهب - ابن العماد - (4 / 300)

[117] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 12) ومع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع - (1 / 145) والاحتجاج " (2/24)

[118] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 13) ومع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع - (1 / 145)

[119] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 13) ومع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع - (1 / 146)

[120] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 13) و(الاحتجاج 2/29) ومع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع - (1 / 146)

[121] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 14)

[122] - سنن أبي داود - المكنز - (4864 ) صحيح

[123] - مع الشيعة الاثني عشرية في الأصول والفروع - (1 / 289)

[124] - الفاضح لمذهب الشيعة الإمامية - (1 / 103)

[125] - أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - (3 / 1171) والفاضح لمذهب الشيعة الإمامية - (1 / 95) وحزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 550) وكتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 71)

[126] - حزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 550) وكتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 71)

[127] - حزب الله اللبناني في الميزان - (1 / 552) وكتاب لله ثم للتاريخ - (1 / 73)