موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة رضي الله عنهم - عبدالقادر صوفي ..
الكاتب : عبدالقادر صوفي ..
موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة رضي الله عنهم - ١
إعداد الطالب: عبد القادر محمد عطاء صوفي( [١] )
كلمة شكر وتقدير:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه.
وبعد: يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»( [٢] ).
ومن هذا المنطلق، لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بفائق التقدير والاحترام لهذا الصرح الشامخ؛ الجامعة الإسلامية ممثلة برئيسها فضيلة الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، على رعايتها لي في دراستي الجامعية والعليا، وذلك طيلة ثماني سنوات.
وإني لأحمد الله تعالى أن هيأ لي شرف الانتساب إليها، والنهل من معينها العذب: العلم النافع، وعقيدة السلف الصالح خالصة لا تشوبها شائبة. كما أتقدم بشكري الجزيل إلى القائمين على قسم الدارسات العليا، وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ الأستاذ عبد الله بن محمد الغنيمان على ما أبدوه من عناية، وما أولوني من رعاية، سائلاً الله العلي القدير أن يجزيهم عني وعن المسلمين خير الجزاء.
كما أنه من الواجب علي أن أتقدم بفائق شكري وتقديري إلى شيخي الفاضل: فضيلة الدكتور سعدي الهاشمي الذي أشرف على هذا البحث، وأولاني اهتمامه، وأسدى إليّ من الملاحظات النافعة، والتصويبات الجامعة في حِلم وأناة ورحابة صدر، وبذل لي من جهده ووقته الشيء الكثير، وزودني بالكثير من الكتب المهمة، فكان نعم الموجه والمرشد، فجزاه الله عني كل خير، وأجزل له المثوبة، وجعل ما قدمه في صحيفة حسناته يوم الدين.
ولا يفوتني أن أشكر مشائخي الأجلاء الذين كان لي شرف التتلمذ عليهم في العقيدة، وأخص بالذكر منهم: فضيلة الدكتور علي بن ناصر الفقيهي، وفضيلة الدكتور أحمد بن عطية الغامدي، وفضيلة الدكتور صالح بن عبد الله العبود.
فجزاهم الله عني وعن تلاميذهم خير الجزاء.
وختاماً فإني أشكر كل من ساعدني في إنجاز هذا الكتاب، سائلاً المولى عز وجل أن يجزيهم خير الجزاء.
وصلى الله على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) [آل عمران:١٠٢] ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) [النساء:١] ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) [الأحزاب:٧٠-٧١] .
أمّا بعد: فإن خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها. وكل بدعة ضلالة( [٣] )، وكل ضلالة في النار.( [٤] ).
ثم أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى أرسل رسوله عليه الصلاة والسلام والناس في جهالة جهلاء، وضلالة عمياء، يتخبطون في متاهات الضلال، ودياجير الظلام، فهدى به من الضلالة، واستنقذ به من الجهالة، وبصّر به من العمى، وأكمل به الدين، وأتمّ النعمة، وفتح به أعيناً عُميا، وآذاناً صمّا.
ولم يترك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خيراً إلا دل الناس عليه، ولا شراً إلا حذرهم منه، ومضى إلى جوار ربه بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة.
ولم يمت عليه السلام حتى ترك أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها؛ يؤمنون بالإسلام عن بيّنه، ويرفضون الجاهلية عن دراية، ويدعون إلى الله على بصيرة، ويكفرون بالطاغوت على علم، ولا يبتغون غير الإسلام دينا.
عز عليهم دينهم فهانت في سبيله دنياهم، وغلت عندهم عقيدتهم فرخصت من أجلها أنفسهم، فرضوان الله تعالى عنهم.
ولقد كان خيرهم وأفضلَهم الصديق أبو بكر رضي الله تعالى عنه، الذي تولى الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجماع من الصحابة الذين ارتضوه إماماً وقائداً لهم.
وكيف لا يقبلون ذلك! ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أرشدهم إلى مبايعته، وذلك حين عيّنه إماماً يصلي بهم في مرض موته.
فتولى الصديق رضي الله عنه أمرهم. وسار فيهم سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسدد وقارب حتى قبضه الله إليه راضياً عنه.
ثم بايع الناس بعده عمر الفاروق رضي الله عنه، الذي سار في الناس بسيرة صاحبيه، وترسم خطاهما.
ولقد أزداد المسلمون عزة في أيام خلافته، فحطمت سيوفهم عروش الطغيان، وأطفأت نار المجوس وعبدة الأوثان، وأقضّت مضاجعهم، وجعلتهم يحسبون للمسلمين ألف حساب.
ولم يقف أعداء الإسلام من هذا وقفة المتفرج، وأرادوا الثأر لأديانهم وأوطانهم، ولكنهم أدركوا أن لا طاقة لهم بحرب المسلمين بالسيف والسنان، فعدلوا عن ذلك إلى الكيد والمكر والخديعة وبث الفتن في صفوف المسلمين، فتجمع أعداء هذه الأمة الحاقدون عليها، والطامعون فيها، والخائفون منها، ليكيدوا لها كيداً، ويمكروا بها مكراً، ما بين يهودي فاجر، وصليبي ماكر، ومجوسي كافر، فسلكوا في سبيل النيل من هذا الدين مسالك مختلفة، ظهر ما فيها من حقد دفين على الإسلام والمسلمين في بعض الأحيان، وخفي ما تحمله من سموم مهلكة في أحيان كثيرة.
وكانت باكورة مؤامراتهم الدنيئة: طعن الخليفة الراشد عمر الفاروق بخنجر مجوسي مسموم، استشهد على أثره مرضياً عنه، ومبكياً عليه.
وتولى بعده ذو النورين عثمان، فسار بالناس بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.
ولكن أنى يهدأ لأعداء الإسلام بال، أو يقر لهم قرار، وجيوش المسلمين تجوب المشارق والمغارب، فأعملوا عقولهم، وعصروا أذهانهم، ووجدوا أن طريقتهم المكشوفة لا تجدي فتيلا مع يقظة المسلمين، ورأوا أن أنجع الطرق في إفساد الدين أن يندسوا بين صفوف المسلمين، متظاهرين بالإسلام، ومتسترين بالورع الكاذب، وجاعلين التشيع لآل البيت ستارا لما يريدون بثّه بين المسلمين من الأباطيل والترهات.
وقد رشّح اليهود لهذه المهمة ابن السوداء عبد الله بن سبأ اليهودي الصنعاني، الذي تظاهر بالإسلام، وأخذ يجوب في أمصار المسلمين مظهراً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وعندما أحس من بعض المسلمين أطمئناناً إليه أخذ ينشر سمومه وأفكاره الهدامة، فأحدث القول بالوصية، وزعم أن علي بن أبي طالب وصي رسول الله وخليفته بعده. وأن الشيخين وعثمان قد غصبوه هذا الحق، واتخذ من فكرة الوصية مبرراً للطعن في الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله تعالى عنهم، وأخذ يؤلب الناس على عثمان، حتى اجتمع ناس من الغوغاء، من أحلاس الفتنة ومطايا الشياطين، فجاؤوا إلى عثمان وقتلوه مظلوماً في حرم نبيّه، في الشهر الحرام، ومضى الخليفة الشهيد إلى ربه سالماً من الفتنة التي فُتح بابها على مصراعيه إثر مقتله.
وقد ازداد نشاط ابن سبأ اليهودي - الذي كان يعمل في الخفاء - إثر تولي علي بن أبي طالب الخلافة، فأخذ يدعو الناس إلى ولاية علي، ثم أعلمهم أن ولايته لا تصح إلا بالتبرؤ من أعدائه - الذين غصبوه حقه على زعمه-؛ أبي بكر وعمر وعثمان، فكان ابن سبأ هو أول من أظهر البراءة من الخلفاء الراشدين قبل علي، وفرقته التي اتبعت أقواله أولى الفرق التي أظهرت الطعن في الصحابة.
وهذا ما أعترف به علماء الفرق عند الشيعة الإثني عشرية الذين قالوا: إن عبد الله بن سبأ هو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وكفّرهم( [٥] ).
وعن فرقة السبئية التي وضع نواتها، وأرسى قواعدها عبد الله بن سبأ اليهودي، أخذت أكثر فرق الشيعة معتقداتهم.
ومن تلكم الفرق: الفرقة الإثنا عشرية، التي أخذت من ابن سبأ وفرقته الكثير من معتقداتها؛ كعقيدة الوصية، وعقيدة الرجعة، وعقيدة الرفض( [٦] )، وغير ذلك من المعتقدات.
ولا شك أن الشيعة الإثني عشرية قد تمثلت عقيدة الرفض - التي كان أول من نادى بها ابن سبأ اليهودي كما مر-، وقامت بحملها، وكانت أكثر فرق الشيعة عملاً بها، حتى إنه قلّ أن يخلو كتاب من كتبهم من الهمز واللمز بالصحابة، أو من سبّهم وشتمهم، بل ومن لعنهم وتكفيرهم والبراءة منهم.
وقد رأيت أن يكون موضوع بحثي لنيل درجة العالمية "الماجستير" دراسة عقيدة الرفض عند الشيعة الإثني عشرية، فجاء عنوان البحث: (موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة -رضي الله عنهم-) .
سبب اختياري لهذا الموضوع:
وكان اختياري لهذا الموضوع لعدة أسباب، منها:
(١) ازدياد خطر طائفة الشيعة الإثني عشرية -وخاصة بعدما قامت دولتهم-، ومحاولتهم استدراج الكثير من المسلمين الغافلين - بشتى أنواع الإغراءات- إلى معتقد الرفض وغيره من المعتقدات الشيعية الباطلة.
وقد ازداد هذا الخطر رسوخاً بغفلة أكثر الغيورين على دين الله، وبعدم انتباههم لهذه الموجة الفكرية الشرسة التي تحاول أن تستدرج الأمة إلى معتقدات باطلة تحت أغطية كثيرة.
لذلك رأيت أن أوضح جانباً من جوانب معتقدات الشيعة الإثني عشرية - ألا وهو معتقد الرفض-، وذلك كي يتضح الصبح لذي العينين، وتتجلى الحقائق لذوي العقول، وينتبه الغافلون من غفلتهم ليتعرفوا على معتقد الشيعة الإثني عشرية في أفضل جيل عرفته البشرية، ألا وهو جيل الصحابة، وفي أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين، ألا وهم صحابة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
(٢) إن الدفاع عن عقيدة السلف حتم واجب، وفرض لازم، والرد على من انحرف عنها من الواجبات؛ سيما إذا كان الذي انحرف عنها ممن يعيشون بين أظهرنا، ويندسون بين صفوفنا، ولا يؤمن على أبنائنا منهم، لأن مثلهم مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأيديهم في التراب، ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكنوا لدغوا.
لذلك كان الرد عليهم واجباً، والرد عليهم مأجوراً( [٧] ).
فأحببت أن ينالني بعض الأجر من الله رب العالمين بالذب عن أصحاب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والدفاع عنهم.
(٣) إن هذا الموضوع لم يسبق بحثه- فيما أعلم-؛ لذلك فإن الكتابة فيه تعد إضافة جديدة في البحث العلمي، وإثراء للمكتبة الإسلامية.
منهجي في هذا البحث:
وأما عن منهجي في هذا البحث، فيتلخص فيما يلي:
١- حاولت في هذه الرسالة استقصاء كل ما ألصقه الشيعة بالصحابة من مطاعن، وما أثاروه من شبه( [٨] )، وذلك من خلال مصادرهم ومراجعهم المعتمدة لديهم، والموثقة من قبلهم( [٩] ).
٢- حاولت في هذه الرسالة الربط بين القديم والحديث؛ وذلك لأدلل على أن شيعة اليوم هم شيعة الأمس، فالتزمت في الحواشي- في أغلب الأحيان - بذكر المصادر الشيعية الأساسية أولاً - وهي المصادر التي أخذ أصحابها عنالأئمة مباشرة على حد زعمهم-، ثم أتبعها بأخرى روت عن الأئمة بالسند، ومن بعدها أذكر المصادر الثانوية- وهي التي نقلت عن المصادر الأساسية بدون إسناد-، ثم أذكر بعدها المراجع الحديثة.
٣- اعتمدت في الحكم على رجال الروايات الشيعية:
١- في حال العرض؛ على أقوال علماء الجرح والتعديل عندهم، لأبيّن بذلك وثاقة هذا الرجل عندهم.
٢- وفي حال النقد والرد؛ على أقوال علماء الجرح والتعديل عند أهل السنة، وقد أتعدى ذلك إلى ذكر أقوال علماء الشيعة إذا طعنوا في الرجل، أو نسبوا إليه غلوا.
٤- قمت بالرد على الشيعة الإثني عشرية في كل ما ذكرته لهم من عقائد في الصحابة، وأبطلتها بنصوص الكتاب والسنة، وألزمتهم- في أغلب الأحيان- بما في كتبهم من تناقض يبطل معتقداتهم ويجعلها غير صالحة للاستدلال.
وكثيراً ما أدعم ردي برد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - إن كان له كلام في ذلك-.
٥- التزمت في هذه الرسالة بعدم التجريح أو الطعن، واكتفيت بمقارعة الحجة بالحجة، والدليل بالدليل محاولاً بذل الابتعاد عما يشوه أسلوب الرد العلمي.
٦- قمت بتوثيق المصادر الشيعية التي رجعت إليها في هذه الرسالة من كتب القوم أنفسهم الذين أثنوا عليها، وأشادوا بمصنفيها.
٧- قمت بعزو الآيات القرآنية الواردة في الرسالة إلى مواضعها من القرآن الكريم، بذكر السورة، ورقم الآية.
٨- قمت بتخريج الأحاديث النبوية الورادة في الرسالة من كتب السنة ناقلاً حكم العلماء عليها- إن وجد- إذا لم يكن الحديث في الصحيحين أو أحدهما، أما إذا جاء فيهما أو في أحدهما فأكتفي بالعزو فقط.
٩- اجتهدت في بيان معنى الغريب من الألفاظ.
١٠- قمت بالترجمة لبعض الأعلام الغير مشهورين والوارد ذكرهم في الرسالة.
١١- أنهيت البحث بخاتمة سجّلت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها.
١٢- ذيّلت الرسالة بفهارس فنيّة للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأعلام المترجم لهم، والمصادر الشيعية، والمصادر السنية، وختمتها بفهرس تفصيلي للموضوعات.
خطة البحث:
وأما بالنسبة للخطة التي سرت عليها في تطبيق هذا المنهج: فقد قسّمت البحث إلى مقدمة، وتمهيد، وثمانية أبواب وخاتمة.
ذكرت في المقدمة (١) سبب اختياري للموضوع (٢) ومنهجي في البحث (٣) والخطة التي سرت عليها (٤) وتوثيق المصادر الشيعية التي رجعت إليها.
أما التمهيد: فقد كان في التعريف بالصحابة، وبيان عدالتهم، وبيان مكانتهم عند أهل السنة والجماعة.
وفي التعريف بالشيعة، وبيان أشهر فرقهم، وذكر موقف كل فرقة من الصحابة بإيجار.
وأما الباب الأول: فقد تكلمت فيه عن موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة عموماً. وقد قسّمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: دعوى الشيعة الإثني عشرية ارتداد الصحابة وفيه مباحث:
الأول: أدلتهم على ارتداد الصحابة من القرآن الكريم مع المناقشة.
الثاني: أدلتهم على ارتداد الصحابة من السنة، مع المناقشة.
الثالث: أدلتهم من أقوال أئمتهم، مع المناقشة.
الرابع: أدلتهم العقلية والرد عليها.
الخامس: سبب ارتداد الصحابة في نظر الشيعة ومناقشته.
السادس: هل شمل الارتداد جميع الصحابة؟ وهل رجع أحد من الصحابة الذين ارتدوا- في نظر الشيعة - إلى الإسلام أم لا؟.
الفصل الثاني: موقف الشيعة الإثني عشرية من عدالة الصحابة، وبيان ما يترتب على هذا الموقف.
وفيه مباحث:
الأول: عدالة الصحابة في نظر الشيعة.
الثاني: بيان ما يترتب على إنكار الشيعة لعدالة الصحابة.
الثالث: حكم سب الصحابة عند الشيعة الإثني عشرية.
الفصل الثالث: دعوى الشيعة الإثني عشرية تحريف الصحابة للقرآن الكريم.
وفيه مباحث:
الأول: سبب ادعاء الشيعة وقوع التحريف في القرآن الكريم.
الثاني: ذكر بعض الأدلة التي استند إليها الشيعة في دعواهم أن الصحابة حرفوا القرآن الكريم.
الثالث: الكلام عن المصحف المنسوب إلى فاطمة رضي الله عنها.
وأما الباب الثاني: فقد أفردته لبيان موقف الشيعة الإثني عشرية من أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقد قسّمته إلى أربعة فصول:
الفصل الأول: ذكر بعض المطاعن التي وجهها الشيعة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وفيه مباحث:
الأول: أسمه وكنيته - عند الشيعة -.
الثاني: طعن الشيعة في نسبه.
الثالث: طعن الشيعة في صدق إيمانه.
الرابع: زعم الشيعة أن أبا بكر غصب فدكا من فاطمة.
الخامس: مطاعن أخرى.
الفصل الثاني: موقف الشيعة الإثني عشرية من فضائل الصديق رضي الله عنه.
وفيه مبحثان:
الأول: موقفهم من فضائله الثابتة في القرآن الكريم.
الثاني: موقفهم من فضائله الثابتة في السنة النبوية.
الفصل الثالث: الآيات التي زعم الشيعة الإثنا عشرية أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه.
الفصل الرابع: خلافة أبي بكر في نظر الشيعة الإثني عشرية.
وفيه مباحث:
الأول: دعوى الشيعة عدم صلاحية أبي بكر للخلافة.
الثاني: موقف الشيعة من النصوص التي أشارت إلى خلافة أبي بكر الصديق.
الثالث: موقف الشيعة مما جرى في سقيفة بين ساعدة.
الرابع: الكيفية التي تمت عليها بيعة أبي بكر من وجهة نظر الشيعة.
الخامس: موقف الشيعة من بيعة علي بن أبي طالب لأبي بكر الصديق.
وأما الباب الثالث: فقد تكلمت فيه عن موقف الشيعة الإثني عشرية من الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. وقد قسّمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: المطاعن التي وجهها الشيعة إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفيه مباحث:
الأول: طعنهم في نسبه.
الثاني: طعنهم في أخلاقه.
الثالث: ادعاؤهم نفاقه وكفره.
الرابع: زعمهم أنه آذى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن رسول الله دعا عليه.
الخامس: زعمهم أن عمر رضي الله عنه خالف الشرع في أمور كثيرة.
السادس: مطاعن أخرى.
السابع: الألقاب التي أطلقها الشيعة على عمر.
الفصل الثاني: موقفهم من فضائله.
وفيه مبحثان:
الأول: موقفهم من فضائله الثابتة في السنة النبوية.
الثاني: موقفهم من فضائله الأخرى.
الفصل الثالث: الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وتكلمت في الباب الرابع عن موقف الشيعة الإثني عشرية من ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقسمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: المطاعن التي وجهها الشيعة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفيه مباحث:
الأول: طعنهم في نسبه.
الثاني: طعنهم في أخلاقه.
الثالث: طعنهم في صدق إيمانه.
الرابع: طعنهم في خلافته.
الخامس: مطاعن أخرى.
السادس: الألقاب التي أطلقوها على عثمان.
الفصل الثاني: موقفهم من فضائله.
وفيه مباحث:
الأول: موقفهم من فضائله الثابتة في القرآن الكريم.
الثاني: موقفهم من فضائله الثابتة في السنة النبوية.
الثالث: موقفهم من فضائله الأخرى.
الفصل الثالث: الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأما الباب الخامس: فقد تكلمت فيه عن المطاعن المشتركة التي وجهها الشيعة إلى الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان، وقد قسّمته إلى فصلين:
الفصل الأول: موقفهم من أبي بكر وعمر معاً.
وفيه مباحث:
الأول: زعمهم أن أبا بكر وعمر كانا كافرين، وأنهما يخلدان في النار يوم القيامة.
الثاني: دعوى صلب القائم للشيخين في الرجعة -قبل يوم القيامة-.
الثالث: الأدعية التي ألّفها الشيعة في لعنهما والبراءة منها، والدعاء المسمى بـ(دعاء صنمي قريش).
الرابع: موقف الشيعة من فضائل الشيخين المشتركة.
الخامس: الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في الشيخين معاً.
الفصل الثاني: موقفهم من أبي بكر وعمر وعثمان جميعا.
وفيه مباحث:
الأول: خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة في نظر الشيعة الإثني عشرية.
الثاني: موقف الشيعة من فضائل الخلفاء الثلاثة المشتركة.
الثالث: الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في الخلفاء الثلاثة مجتمعين.
وقد خصّصت الباب السادس للكلام على موقف الشيعة الإثني عشرية من باقي العشرة المبشرين بالجنة- عدا علي -. وقد قسّمته إلى خمسة فصول:
الفصل الأول: موقفهم من طلحة والزبير معاً رضي الله عنهما.
الفصل الثاني: موقفهم من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
الفصل الثالث: موقفهم من أبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه.
الفصل الرابع: موقفهم من عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه.
الفصل الخامس: موقفهم من سعيد بن زيد رضي الله عنه. وقد ذكرت في هذه الفصول العديد من المطاعن التي وجهها الشيعة الإثنا عشرية إلى هؤلاء الصحابة الأجلاء.
أما الباب السابع: فتطرقت فيه إلى موقف الشيعة الإثني عشرية من أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن. وقدقسّمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: موقفهم من أمهات المؤمنين عموماً.
الفصل الثاني: موقفهم من عائشة وحفصة معاً
الفصل الثالث: موقفهم من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين.
واقتصرت في الباب الثامن: على ذكر نماذج من مطاعن الشيعة الإثني عشرية في بعض الصحابة.
وقد قسّمت هذا الباب إلى تسعة فصول:
الأول: ذكر نماذج من مطاعنهم في معاوية بن أبي سفيان.
الثاني: ذكر نماذج من مطاعنهم في عمرو بن العاص، وابنه عبد الله بن عمرو.
الثالث: ذكر نماذج من مطاعنهم في أنس بن مالك.
الرابع: ذكر نماذج من مطاعنهم في عبد الله بن عمر.
الخامس: ذكر نماذج من مطاعنهم في أبي هريرة.
السادس: ذكر نماذج من مطاعنهم في خالد بن الوليد.
السابع: ذكر نماذج من مطاعنهم في المغيرة بن شعبة.
الثامن: ذكر نماذج من مطاعنهم في أبي موسى الأشعري.
التاسع: ذكر نماذج من مطاعنهم في سمرة بن جندب.
ثم انهيت البحث بخاتمة فيها ما توصلت إليه من نتائج بإيجاز.
توثيق المصادر:
ذكر توثيق الشيعة وثنائهم على مصادرهم التي رجعت إليها، وإشادتهم بمصنفيها:
إن نقل أقوال علماء الشيعة المتقدمين منهم والمتأخرين، والمادحة لمصنفي الكتب الشيعية التي رجعت إليها، وأخذت منها ما ضمّنته هذه الأطروحة: يعتبر إلزاماً لهم بمعتقداتهم التي ذكرت في هذه الأطروحة.
فالكتب كتبهم باعترافهم، والمصنفون من الذين يشهدون لهم بالاستقامة، وحسن المعتقد، والحفظ، والعلم الغزير، وغير ذلك.
ونقل هذه الأقوال -أعني أقوالهم التي تثني على المصنِّف والمصنَّف-لا يدع للشيعة مجالاً للتملّص من هذه المعتقدات الواردة، ولا للتبرؤ منها إلا إذا تبرؤوا من مؤلفيها، ومؤلفاتهم، وفي ذلك نسف لمعتقدات الشيعة جميعها، والتي تواطأت كتبهم على مر العصور على ذكرها.
أضف إلى ذلك أن كثيراً من المخدوعين من أهل السنة -ممن يحسن الظن بالشيعة - لا يصدق أن هذه الكتب كتبهم، وأنهم هم الذين سطّروا ما فيها من عقائد تنافي معتقدات أهل السنة، وتجدهم حين يذكر أحد ما معتقدات الشيعة يرفعون أصواتهم بالنكير، ويزعمون أن ما بين أهل السنة والشيعة من خلاف كما بين أتباع المذاهب الفقهية؛ أي أنه خلاف في الفروع.
لذلك كان في نقل أقوال علماء الشيعة المشهورين والتي تثني على كتب الشيعة المؤلفة- التي أخذت منها مباشرة دون واسطة-، والتي تشيد بمؤلفيها، وتمدحهم: إقامة للحجة على المخدوعين من أهل السنة، وأيقاظاً للنائمين منهم، وتنبيهاً للغافلين الذين يرددون أقوال المخدوعين دون تثبّت أو تأكّد.
وذلك ليعلموا جميعاً أن ما بيننا وبين الشيعة من خلاف لا يمكن جبره، بل ولا يمكن التقريب بين المعتقدات إلا على حساب عقيدة أهل السنة التي هي كل لا يتجزأ، والتخلي عن بعضها يعد أيماناً ببعض الكتاب وكفرا ببعضه الآخر، وبالتالي تخليا عن الكل.
لذلك- أي لإلزام الشيعة بما في كتبهم، ولإقامة الحجة على المخدوعين من أهل السنة بهم- اقتضت الضرورة أن أنقل أقوال علماء الشيعة في هذه الكتب التي رجعت إليها، وأخذت منها مباشرة معتقداتهم في الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وأنقل أقوالهم أيضاً في مصنّفيها الذين سطّروا بيراعهم هذه المعتقدات.
وقد اتبعت في ذكر توثيق الشيعة لمصادرهم الخطة التالية( [١٠] ):
أولاً: ذكر الكتب مرتبة حسب وفيات المؤلِّفين.
ثانياً: ذكر ثناء علماء الشيعة على كل مؤلِف بعد سرد مؤلَّفاته، وذكر ثنائهم على هذه المؤلَفات أيضاً.
ومن المصادر الشيعية التي أخذت منها معتقداتهم واعتمدت عليها في إعداد الرسالة:
١- وقعة صفين. ٢- كتاب الجمل: وكلاهما لنصر بن مزاحم المنقري، المتوفى سنة ٢١٢هـ.
هو نصر بن مزاحم المنقري العطار أبو المفضل الكوفي.
قال عنه النجاشي -الشيخ الجليل عندهم-: "كوفي مستقيم الطريقة، صالح الأمر" ( [١١] ) ، ووصف كتبه بأنها: "حسان" ، وعد منها: كتاب الجمل، وكتاب صفين( [١٢] ). وبنحو قوله قال الطوسي( [١٣] ) -شيخ الطائفة- والحلي( [١٤] ) والمجلسي( [١٥] ).
ونقل عنهم أبو القاسم الخوئي( [١٦] )، وآغا بزرك الطهراني( [١٧] ) أقوالهم، ولم يذكروا ما يعارضها.
فكتب نصر بن مزاحم على ذلك معتبرة عند المتقدمين والمتأخرين من الشيعة.
٣- تفسير الإمام حسن العسكري، المتوفى سنة ٢٦٠هـ هو حسن بن علي بن محمد العسكري: إمام الشيعة الحادي عشر، ووالد المهدي المنتظر عندهم.
قال آغا بزرك الطهراني: "هو الإمام الحادي عشر، أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليه وعلى آبائه المعصومين صلوات الله وسلامه، ولد في سنة ٢٣٢هـ، وقام بأمر الإمامة سنة ٢٥٤، وتوفي في ٢٦٠هـ" ( [١٨] ) .
ينسب الشيعة إليه تفسيراً، ويزعمون أنه رواه بالسند عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وسند هذا التفسير كما ذكروا: قال الإمام الحسن العسكري: (حدثني أبي علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه الباقر محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي سيد المستشهدين، عن أبيه أمير المؤمنين، سيد الوصيين، خليفة رسول رب العالمين، فاروق الأمة، وباب مدينة الحكمة، ووصي رسول الرحمة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه) ( [١٩] ).
فالتفسير كما يظهر من السند المزعوم قد رواه أئمة الشيعة الأحد عشر إمام عن إمام إلى علي بن أبي طالب، بإسقاط الإمام الثاني عندهم؛ الحسن بن علي بن أبي طالب.
وهذا التفسير محل اعتبار عند الشيعة الإثني عشرية، وقد نص على ذلك آغا بزرك الطهراني بقوله: "وقد فصل القول باعتباره شيخنا في خاتمة المستدرك، فذكر من المعتمدين: الشيخ الصدوق في (الفقيه) ، وغيره من كتبه، والطبرسي في (الاحتجاج) ، وابن شهر آشوب في (المناقب) ، والمحقق الكركي في (إجازته لصفي الدين) ، والشهيد الثاني في (المنية) ، والمولى محمد تقي المجلسي في (شرح المشيخة) ، وولده العلامة المجلسي في (البحار) ، وغيرهم( [٢٠] )."
٤- كتاب الإيضاح: للفضل بن شاذان، المتوفى سنة ٢٦٠هـ.
هو الفضل بن شاذان بن الخليل أبو الأزدي النيسابوري.
نقل الكشي في رجاله ثناء الحسن العسكري - إمام الشيعة الحادي عشر- عليه، وقوله عنه: (رحم الله الفضل) ( [٢١] )، وقوله: (أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان، وكونه بين أظهرهم) ( [٢٢] )، وقوله عن كتابه: (هذا صحيح، ينبغي أن يعمل به) ( [٢٣] ).
قال عنده النجاشي: روي عن أبي جعفر الثاني عليهما السلام، وكان ثقة، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين، وله جلالة هذه الطائفة- يقصد طائفة الشيعة الإثني عشرية -، وهو في قدره أشهر من أن نصفه. وذكر الكنجي أنه صنّف مائة وثمانين كتاباً.. "( [٢٤] )."
وقال الطوسي: "فقيه، متكلم، جليل القدر، له كتب ومصنفات..( [٢٥] )."
وقال الحلي: "له عظيم شأن في هذه الطائفة،... وهذا الشيخ أجل من أن يغمز عليه؛ فإنه رئيس طائفتنا رضي الله عنه" ( [٢٦] ) .
وقد نقل هذه الأقوال أبو القاسم الخوئي( [٢٧] )، وبيّن جلالة الفضل بن شاذان عند الشيعة، ومكانته العلمية بينهم( [٢٨] ).
أما عن كتابه الإيضاح: فقد قال عنه آغا بزرك الطهراني:
"الإيضاح في الرد على سائر الفرق، للشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل النيسابوري، صاحب الإمام الرضا عليه السلام، والمتوفى سنة ٢٦٠هـ، مؤلف كتاب (إثبات الرجعة) ، وغيره من التصانيف..( [٢٩] )."
فالرجل ثقة عند المتقدمين والمتأخرين من الشيعة، وكتابه معتمد عندهم.
٥- المحاسن: للبرقي، المتوفى عام ٢٧٤هـ، أو ٢٨٠هـ.
مؤلفه هو: أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي أبو جعفر البرقي.
قال النجاشي والطوسي عنه: "أصله كوفي" ، "وكان ثقة في نفسه" وعَدُّوا من كتبه كتاب "المحاسن" ( [٣٠] ) .
أما كتابه: "المحاسن" : فقد أثنى عليه عدد من علماء الشيعة، منهم الصدوق، حيث قال في مقدمة كتابه (من لا يحضره الفقيه) مخبراً عن مصادر هذه الكتاب: "... وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول، وإليها المرجع.." وذكر منها كتاب "المحاسن" للبرقي( [٣١] ).
وقال المجلسي: "وكتاب المحاسن للبرقي من الأصول المعتبرة، وقد نقل عنه الكليني، وكل من تأخّر عنه من المؤلفين" ( [٣٢] ) .
وخلاصة القول: أن مؤلّف الكتاب مجمع على ثقته عند الشيعة، وكتابه معتمد ومعتبر عندهم.
٦- الغارات: أو الاستنفار والغارات: للثقفي، المتوفى سنة ٢٨٣هـ.
هو إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال أبو إسحاق، المعروف بابن هلال الثقفي.
ذكر النجاشي والطوسي والحلي أن الثقفي كان زيدياً في أول أمره، ثم صار إمامياً إثني عشري، وألّف في الإمامة وفي غيرها العديد من المصنفات( [٣٣] ).
وقال النوري الطبرسي: "وأما إبراهيم الثقفي المعروف الذي اعتمد عليه الأصحاب، فهو من أجلاء الرواة المؤلفين، كما يظهر من ترجمته، ويروي عنه الأجلاء" ( [٣٤] ) .
وقال عنه الخوانساري: "الشيخ، المحدث، المروج، الصالح، السديد، أبو إسحاق إبراهيم الثقفي الأصفهاني، صاحب كتاب (الغارات) الذي ينقل عنه في البحار كثيراً، وله نحواً من خمسين مؤلفاً لطيفاً" ( [٣٥] ) .
فالمؤلف إذاً مجمع على إمامته عند الشيعة. وكتابه معتمد عندهم.
٧- تاريخ اليعقوبي: لأحمد بن أبي يعقوب، المتوفى سنة ٢٨٤هـ.
هو أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي.
ذكر عباس القمي( [٣٦] ). وآغا بزرك الطهراني( [٣٧] ) أنه كان من علماء الشيعة، وأنه كان يميل في كتابه التاريخ إلى التشيع دون السنية.
٨- بصائر الدرجات الكبرى: لمحمد بن الحسن الصفّار، المتوفى سنة ٢٩٠هـ.
هو محمد بن الحسن بن فروخ الصفّار. يعد من أصحاب الحسن العسكري( [٣٨] )- إمام الشيعة الحادي عشر.
قال عنه النجاشي: "كان وجهاً في أصحابنا القميين ثقة، عظيم القدر، راجحاً، قليل السقط في الرواية" ، وعَدَّ من كتبه: "بصائر الدرجات الكبرى" ( [٣٩] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني: "بصائر الدرجات الكبرى لأبي جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفّار القمي، المتوفى بها عام ٢٩٠هـ" ( [٤٠] ) .
وقد عده المجلسي من الأصول المعتبرة عند الشيعة( [٤١] ).
٩- الأخبار الطوال: للدينوري، المتوفى سنة ٢٨١، أو ٢٨٢، أو ٢٩٠هـ.
هو أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري.
قال عنه ابن النديم: "ثقة فيما يرويه، معروف بالصدق" ( [٤٢] ) .
ونقل آغا بزرك الطهراني كلام ابن النديم، وذكر أن كتاب الأخبار الطوال من تصنيف الدينوري( [٤٣] ).
١٠- تفسير فرات الكوفي، المتوفى سنة ٣٠٧هـ.
هو فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي. يعد من أصحاب علي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي( [٤٤] ). أئمة الشيعة الثامن والتاسع والعاشر-.
وقد أثنى علماء الشيعة عليه فاعتبروه من أصحاب الأئمة كما تقدم، وأثنى عليه غير واحد منهم.
قال الخوانساري: "فرات بن إبراهيم المحدث العميد والمفسر الحميد" ( [٤٥] ) .
أما تفسيره فقد أعطوه نفس منزلة تفسيري القمي والعياشي، وذكروا أنه مقصور على الروايات عن الأئمة الهداة، وأنه يروي عنه من جاء بعده على سبيل الاعتمادوالاعتبار( [٤٦] ).
فالمؤلف ثقة عندهم، وكتابه معتبر.
١١- تفسير القمي، المتوفى عام ٣٠٧هـ.
هو علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي، شيخ الكليني صاحب الكافي( [٤٧] )،
قال النجاشي عنه: "ثقة في الحديث، ثبت معتمد صحيح المذهب، سمع فأكثر، وصنّف كتباً" ، وعد منها كتاب التفسير( [٤٨] ).
وقال المامقاني: "إنه شيخ من مشائخ الإجازة، فقيه محدث من أعيان الطائفة وكبرائهم، كثير الرواية، سديد النقل، قد روى عنه ثقات الأصحاب وأجلاؤهم، وقد اعتنوا بحديثه، وأكثروا النقل عنه كما لا يخفى على من راجع الكتب الأربعة للمشائخ الثلاثة رضي الله عنهم؛ فإنها مشحونة بالنقل عنه أصولاً وفروعاً( [٤٩] )."
وكتابه في التفسير من كتب الشيعة المعتبرة عندهم( [٥٠] )؛ قال المعلق على التفسير؛ سيد طيب الموسوي الجزائري في مقدمته: "لا ريب أن هذا التفسير الذي بين أيدينا من أقدم التفاسير التي وصلت إلينا، ولولا هذا لما كان متناً متيناًفي هذا الفن، ولما سكن إليه جهابذة الزمن، فكم من تفسير قيّم مقتبس من أخباره، ولم تره إلا منوراً بأنواره، كالصافي والمجمع والبرهان...( [٥١] )."
١٢- قرب الإسناد: للحميري، المتوفى بعد الثلاثمائة هجرية.
مؤلفه: عبد الله بن جعفر بن الحسن أبو العباس القمي الحميري. يعد من أصحاب الرضا( [٥٢] )، والهادي( [٥٣] )، والعسكري( [٥٤] ).
قال عنه النجاشي: "شيخ المقميين، ووجههم، قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين، وسمع أهلها منه فأكثروا، وصنّف كتباً كثيرة.." ، وذكر منها: كتاب قرب الإسناد( [٥٥] ).
قال عنه الطوسي: "قمي، ثقة" ( [٥٦] ) ، وذكر من كتبه كتاب قرب الإسناد( [٥٧] ).
وكتاب قرب الإسناد يحتوي على مجموع من الأخبار المسندة إلى جعفر الصادق، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، ومحمد بن الحسن العسكري - مهدي الشيعة المنتظر - والكتاب يعد من الكتب المعتبرة عندهم( [٥٨] ).
١٣- الأصول، والفروع، والروضة من الكافي: للكليني، المتوفى سنة ٣٢٨هـ.
هو محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني، المعروف عند الشيعة بلقب: "ثقة الإسلام، وعلم الأعلام" ( [٥٩] ) .
اعتبره الشيعة أوثق الناس وأثبتهم على الإطلاق( [٦٠] ).
وأثنوا على كتابه الكافي ثناء جمّا، وهذه نبذة يسيرة من أقوال علمائهم في هذا الكتاب:
قال الكاشاني، وعباس القمي، والنوري الطبرسي، وغيرهم عن هذا الكتاب: "هو أجل الكتب الإسلامية، وأعظم المصنفات الإمامية، والذي لم يعمل للإمامية مثله، قال المولى محمد أمين الإسترابادي في فوائده: سمعنا عن مشائخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه" ( [٦١] ) .
ويذكرون أن محمد بن الحسن العسكري - مهديهم المنتظر - قال عن هذا الكتاب "كافٍ لشيعتنا" ( [٦٢] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني عن الكافي: "هو أجل الكتب الأربعة الأصول المعتمد عليها، لم يكتب مثله في المنقول عن آل الرسول، لثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني" ( [٦٣] ) .
وقال حسين علي محفوظ الكاظمي: "قد اتفق أهل الإمامة وجمهور الشيعة على تفضيل هذا الكتاب، والأخذ به، والثقة بخبره، والإكتفاء بأحكامه، وهم مجمعون مقرون على الإقرار بارتفاع درجته، وعلو قدره، وعلى أنه القطب الذي عليه مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان إلى اليوم، وهو عندهم أجل وأفضل من سائر أصول الحديث.." ( [٦٤] ) .
وخلاصة القول في هذا الكتاب: أنه من أوثق المصادر عند الشيعة، وقد أجمعوا قاطبة على ذلك.
١٤- الغيبة: للنعماني.
محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد الله النعماني، المعروف بابن أبي زينب، يعد من تلاميذ الكليني( [٦٥] ).
قال عنه النجاشي وغيره من الشيعة: "شيخ من أصحابنا، عظيم القدر، شريف المنزلة، صحيح العقيدة، كثير الحديث، قدم بغداد، وخرج إلى الشام، ومات بها، له كتب منها: كتاب الغيبة،...( [٦٦] )."
وقد أثنى الشيعة على كتابه "الغيبة" ، ووصفه الحر العاملي بأنه "حسن جامع" ( [٦٧] ) .
وبهذا تتضح منزلة المؤلف، ومكانة كتابه عند الشيعة.
١٥- تفسير العياشي.
مؤلفه: محمد بن مسعود بن عياش أبو النظر العياشي السمرقندي.
قال عنه النجاشي: "ثقة، صدوق، عين من عيون هذه الطائفة" ( [٦٨] ) . وكلها من الألفاظ التي تفيد اتفاقهم على ثقته وعدله( [٦٩] ).
وزاد الطوسي: "جليل القدر، واسع الأخبار، بصير بالروايات، مطلع عليها، له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنف" ( [٧٠] ) .
وقال عنه في موضوع آخر: "أكثر أهل المشرق علماً وأدباً وفهماً ونبلاً في زمانه" ( [٧١] ) .
أما تفسيره فقد اعتبره الشيعة من أشهر كتبه( [٧٢] )، وذكروا أنهم تلقوه بالقبول، ولم يتعرض له أحد بقدح على مدى القرون:
قال محمد حسين الطباطبائي مادحاً تفسير العياشي: "قد تلقاه علماء هذا الشأن منذُ أُلِّف إلى يومنا هذا، ويقرب منأحد عشر قرناً بالقبول، من غير أن يذكر بقدح، أو يغمض فيه بطرف" ( [٧٣] ) .
قال الخوانساري عن هذا التفسير: "هو على مذاق الأخبار والتنزيل على آل البيت الأطهار أشبه شيء بتفسير علي بن إبراهيم" ( [٧٤] ) .
فالتفسير ومؤلفه محل قبول واعتبار عند جميع الشيعة.
١٦- المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب.
١٧- دلائل الإمامة.
وكلاهما: لمحمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي.
قال عنه النجاشي: "جليل من أصحابنا، كثير العلم، حسن الكلام، ثقة في الحديث" ، وذكر من كتبه كتاب المسترشد( [٧٥] ).
وقال محسن الأمين: "محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي من أكابر علماء الإمامية في المائة الرابعة، ومن أجلاء الأصحاب، ثقة جليل القدر" ، ثم ذكر مؤلفاته، وعد منها: المسترشد، ودلائل الإمامة( [٧٦] ).
أما الطهراني فذكر أن دلائل الإمامة لمؤلف آخر شيعي يحمل نفس اسم محمد بن جرير، متأخر عنه مائة عام تقريباً.
ومما قاله: "المسترشد في الإمامة لمحمد بن جرير بن رستم بن جرير، وفي بعض النسخ: ابن يزيد الطبري.. يكنى أبا جعفر كما وصفه في الفهرست تحرزاً عن الصغير الذي هو صاحبدلائل الإمامة... وصاحب دلائل الإمامة أو الأئمة هو ابن جرير الإمامي الصغير المتأخر عن صاحب المسترشد الموصوف بالكبير بمائة سنة تقريباً، والكبير معاصر للكليني..( [٧٧] )."
وتبعه على ذلك أبو القاسم الخوئي( [٧٨] ).
واختلاف مؤلف كتاب دلائل الإمامة عن مؤلف كتاب المسترشد لا ينقص من قيمة الكتابين العلمية عند الشيعة، فكلاهما لمؤلفين معتبرين عندهم، وبالتالي فالكتابان معتبران.
١٨- كتاب إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
١٩- التنبيه والإشراف.
٢٠- مروج الذهب.
وكلهم للمسعودي؛ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي، المتوفى عام ٣٤٦هـ.
أثنى عليه علماء الشيعة؛ "ففي رياض العلماء( [٧٩] )، للمولى عبد الله المعروف بالأفندي - قال عن المسعودي: كان شيخاً جليلاً متقدماً في أصحابنا الإمامية، عاصر الصدوق عليه الرحمة" ( [٨٠] ) ، وقال ابن إدريس الحلي في السرائر( [٨١] )في كتاب الحج: هو من مصنفي أصحابنا، معتقد للحق( [٨٢] ).
وقال أبو علي الحائري في منتهى المقال( [٨٣] ): "هو من جملة العلماء الإمامية، ومن قدماء الفضلاء الإثني عشرية، ولم أقف إلى الآن على من توقف في تشيع هذا الرجل" ( [٨٤] ) .
وعده النوري الطبرسي من ثقات الإمامية( [٨٥] ).
أما كتبه: إثبات الوصية، والتنبيه والإشراف، ومروج الذهب: فقد عدها الشيعة من تآليف الإمامية المعتبرة واعتمد عليها من أتى بعد المسعودي( [٨٦] ).
فالمؤلف موثق عند الشيعة، وكتبه معتمدة عندهم.
٢١- الأشعثيات أو الجعفريات: للأشعث الكوفي.
مؤلفه: محمد بن محمد بن الأشعث، المعروف بالأشعث الكوفي.
قال عنه النجاشي: "ثقة من أصحابنا" ( [٨٧] ) .
أما كتابه الأشعثيات، فقد قال عنه آغا بزرك: "الأشعثيات ويقال له الجعفريات أيضاً؛ من الكتب القديمة المعول عليها عند الأصحاب، بل هو من الأصول الاصطلاحية المخصوصة بالذكر فيالإجازات.." وقد أطال في الثناء عليه جداً، ونقل أقوال علماء الشيعة في مدحه واعتباره( [٨٨] ).
٢٢- الاستغاثة في بدع الثلاثة( [٨٩] ): للكوفي، المتوفى سنة ٣٥٢هـ.
مؤلفه: أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي.
قال عنه الطوسي: "كان إمامياً مستقيم الطريقة، وصنّف كتباً كثيرة سديدة.." ( [٩٠] ) .
وقال عنه النوري الطبرسي في الفائدة الثانية من خاتمة مستدرك الوسائل: "كان إمامياً مستقيماً من أهل العلم والفضل والمؤلفات السديدة.." ( [٩١] ) .
وقال عن كتابه (الاستغاثة) : "هو في أسلوبه ووضعه ومطالبة من الكتب المتقنة البديعة الكاشفة عن علو مقام فضل مؤلفه، ولذا اعتمد عليه العلماء الأعلام، مثل ابن شهر آشوب في مناقبه وفي معالمه إشارةً إلى ذلك، والشيخ علي بن يونس البياضي في كتابه الصراط المستقيم، بل وكلام العلامة الحلي يشير إلى أنه من الكتب المعروفة بين الإمامية، والقاضي في الصوارم المهرقة، وغيرهم" ( [٩٢] ) .
وقال الميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء: "وهذا السيد قد ألَّف في زمان استقامة أمره كتباً عديدة على طريقةالشيعة الإمامية، منها كتاب الإغاثة في بدع الثلاثة.." ( [٩٣] ) . فكتابه محل قبول واعتبار عند الشيعة الإمامية، وهو من الكتب التي ألفها في أيام استقامته على طريقتهم، قبل أن يصير من الغلاة.
٢٣- الأغاني.
٢٤- مقاتل الطالبيين.
وكلاهما للأصفهاني، المتوفى سنة ٣٥٦هـ.
هو أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن الهيثم القرشي الأموي الأصفهاني.
قال عنه الخوانساري: "الشيخ المتفنن الجليل، والحبر المتتبع النبيل" ( [٩٤] ) .
وقال العاملي: "كان شيعياً خبيراً بالأغاني والآثار.. وله تصانيف مليحة، منها الأغاني" ( [٩٥] ) .
وقد عد الشيعة كتابيه: "الأغاني" ، و "مقاتل الطالبيين" من التصانيف الشيعية المعتبرة( [٩٦] ).
٢٥- فرق الشيعة: للنوبختي.
الحسن بن موسى النوبختي، ابن أخت أبي سهل بن نوبخت. قال عنه النجاشي: "شيخنا المتكلم المبرز على نظرائه في زمانه" ، وعد من تصانيفه كتاب "فرق الشيعة" ( [٩٧] ) .
وقال الطوسي: "كان إمامياً حسن الاعتقاد، نسخ بخطه شيئاً كثيراً، وله مصنفات كثيرة منها كتاب الجامع في الإمامة" ، وقال عنه في موضع آخر: "ثقة" ( [٩٨] ) .
أما كتابه "فرق الشيعة" فقد أثنى عليه علماء الشيعة أيضاً فهذا آغا بزرك يقول عنه: "فرق الشيعة للشيخ المتكلم المتقدم أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي صاحب الآراء والديانات.. وهو كتاب لطيف، جامع مهذب، معتمد إليه، معول عليه" ( [٩٩] ) .
وقال محسن أمين: "ويسمى الفرق والمقالات أيضاً" ، ثم نقل قول النوري الطبرسي: "قد اعتمد عليه جل من كتب في هذا الفن، واعتمد عليه الشيخ المفيد في كتاب العيون والمحاسن" ( [١٠٠] ) .
٢٦- المقالات والفرق: لسعد القمي، المتوفى عام ٣٠١هـ.
مؤلفه: سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي.
قال عنه النجاشي: "شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها" ( [١٠١] ) .
ووثقه الحلي( [١٠٢] )، وذكر ابن طاوس أنه قد اتفق على ثقته وفضله وعدالته( [١٠٣] ).
أما كتاب مقالات الفرق: فقد عده الشيعة من التصانيف الشيعية المعتبرة( [١٠٤] ).
٢٧- تحف العقول عن آل الرسول: للحراني الحسن بن علي بن شعبة. من مشائخ الشيخ المفيد( [١٠٥] ).
قال الحر العاملي: "الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن شعبة فاضل، محدث، جليل، له كتاب تحف العقول عن آل الرسول، حسن، كثير الفوائد، مشهور.." ( [١٠٦] ) وبنحو قوله قال الخوانساري( [١٠٧] ).
وقال علي بن الحسين بن صادق البحراني: "إنه من قدماء أصحابنا، حتى إن شيخنا المفيد ينقل عنه، وكتابه مما لم يسمع الدهر بمثله" ( [١٠٨] ) .
وبهذا تتضح مكانة الحراني عند الشيعة، ومنزلة كتابه عندهم.
٢٨- الهداية.
٢٩- الاعتقادات أو العقائد.
٣٠- معاني الأخبار.
٣١- عيون أخبار الرضا.
٣٢- علل الشرائع.
٣٣- كتاب الخصال.
٣٤- عقاب الأعمال.
٣٥- ثواب الأعمال.
٣٦- التوحيد.
٣٧- من لا يحضره الفقيه.
٣٨- الأمالي.
٣٩- إكمال الدين وإتمام النعمة في إثبات الرجعة. وكلها من مؤلفات الصدوق، المتوفى سنة ٣٨١هـ.
وهو: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أبو جعفر القمي، المعروف بالصدوق.
قال عنه النجاشي: "شيخنا، وفقيهنا، ووجه( [١٠٩] ) الطائفة بخراسان.." ، ثم ذكر بعض كتبه، وعد منها الكتب التي اعتمدت عليها( [١١٠] )
وقال الطوسي: "كان جليلاً، حافظاً للأحاديث، بصيراً بالرجال، ناقدا للأخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه، له نحو من ثلاثمائة مصنف.." ، ثم أخذ يعدد بعض مصنفاته( [١١١] ).
وقال المجلسي: "وثقه جميع الأصحاب لما حكموا بصحة جميع أخبار كتابه؛ يعني صحة جميع ما قد صح عنه من غير تأمل، بل هو ركن من أركان الدين" ( [١١٢] ) .
وقال فيه بحر العلوم في الفوائد الرجالية( [١١٣] ): "شيخ من مشائخ الشيعة، وركن من أركانها الشريعة، رئيس المحدثين والصدوق فيما يرويه عن الأئمة عليهم السلام، ولد بدعاء صاحب الأمر عليه السلام، ونال بذلك عظيم القدر والفخر."
وصفه الإمام عليه السلام في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة: بأنه فقيه مبارك ينفع الله به. فعمّت بركته الأنام، وانتفع به الخاص والعام "( [١١٤] )."
فالصدوق من أوثق الرجال عند الشيعة، كما أن كتبه عمدة لمذهب الشيعة.
٤٠- كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: للخزاز، من علماء القرن الرابع.
قال آغا بزرك الطهراني: (كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر) : للشيخ الأقدم أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز الرازين ويقال له القمي، الراوي عن الشيخ الصدوق.. "( [١١٥] )."
٤١- نهج البلاغة: للشريف الرضي، المتوفى عام ٤٠٦هـ.
مؤلف الكتاب: هو محمد بن الحسين بن موسى، المعروف بالشريف الرضي.
قال فيه النجاشي: "نقيب العلويين ببغداد، وأخو المرتضى. كان شاعراً مبرزاً، له كتب منها.. كتاب نهج البلاغة" ( [١١٦] ) .
وقال مصطفى بن حسين التفرشي: "أمره في الثقة والجلالة أشهر من أن يذكر" ( [١١٧] ) .
٤٢- الأمالي.
٤٣- الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب.
٤٤- المسائل الجارودية في تعيين الخلافة والإمامة في ولد الحسين بن علي.
٤٥- العيون والمحاسن.
٤٦- الاختصاص.
٤٧- أوائل المقالات.
٤٨- شرح عقائد الصدوق تصحيح الإعتقاد.
٤٩- رسالة في النص على علي بن أبي طالب.
٥٠- رسالة فيما أشكل من خبر مارية القبطية.
٥١- رسالة في تحقيق لفظ المولى.
٥٢- رسالة في تحقيق خبر الطائر.
٥٣- رسالة في تحقيق الخبر المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وآله: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) .
٥٤- المسائل الحاجبية.
٥٥- رسالة في أجوبة المسائل السروية.
٥٦- المسائل العكبرية.
٥٧- الجمل.
٥٨- الثقلان الكتاب والعترة.
٥٩- إيمان أبي طالب.
٦٠- الإرشاد.
وكلها من مؤلفات المفيد محمد بن محمد بن النعمان، المتوفى سنة ٤١٣هـ.
قال عنه النجاشي: "شيخنا وأستاذنا رضي الله عنه، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم. له كتب..." ، ثم شرع يعدد كتبه( [١١٨] ).
وقال الطوسي عنه: "من جملة متكلمي الإمامية، انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته، وكان مُقدّماً في العلم وصناعة الكلام، وكان فقيها متقدماً، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار.." ( [١١٩] ) .
وقال عنه في موضع آخر: "جليل، ثقة" ( [١٢٠] ) .
وبنحو هذه الأقوال قال ابن النديم( [١٢١] )، والحلي( [١٢٢] )، وابن شهر آشوب( [١٢٣] )، ومحمد بن علي الإسترابادي( [١٢٤] )، والخوانساري( [١٢٥] ) والحر العاملي( [١٢٦] )، ويوسف البحراني( [١٢٧] ) والخوئي( [١٢٨] )، ومحسن العاملي( [١٢٩] )، ومحمد جواد مغنية( [١٣٠] )، وغيرهم.
فالمفيد من أوثق الناس عند الشيعة، وكتبه معتبرة عندهم، ولم يخالف في هذا أحد منهم.
٦١- عيون المعجزات: لحسين بن عبد الوهاب.
قال عنه محسن الأمين: "كان من أجلة علمائنا المعاصرين للسيد المرتضى والرضى، ويشاركهما في بعض مشائخه، كأبي التحف، وأمثاله، وكان معاصراً للشيخ الطوسي أيضاً؛ إذ يروي عن هارون بن موسى التلعكبري بواسطة واحدة، كالشيخ الطوسي، وكان بصيراً بالأخبار والأحاديث، فقيهاً شاعراً مجيداً.. له من المؤلفات: عيون المعجزات.. ينقل عنه السيد هاشم البحراني، والمجلسي" ( [١٣١] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني: "عيون المعجزات للشيخ حسين بن عبد الوهاب المعاصر للسيد المرتضى علم الهدى، ينقل عنه السيد هاشم البحراني، ومحمد باقر المجلسي، والحاج مولى باقر في الدمعة الساكبة..." ( [١٣٢] ) .
فالرجل من العلماء الأجلاء عندهم، وكتابه من مصادرهم المعتبرة، ويدل على ذلك أن كبار العلماء الذين أتوا بعده أخذوا عنه.
٦٢- فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: لأبي الحسن محمد بن أحمد القمي، المتوفى ٤٢٦هـ.
قال النجاشي: شيخنا الفقيه، كان حسن المعرفة( [١٣٣] ).
وقال آغا بزرك الطهراني: "كتاب المناقب لأبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان القمي، شيخ الكراجكي وهو غير (مائة منقبة لأمير المؤمنين) ، ويسمّى إيضاح دفائن النواصب، ويعرف بـ(الفضائل)، وينقل عنه في الدمعة الساكبة وينقل عنه في البحار.." ( [١٣٤] ) .
٦٣- الشافي في الإمامة.
٦٤- الأمالي غرر الفوائد ودرر القلائد.
وكلاهما للمرتضى؛ علي بن الحسين بن موسى أبو القاسم المرتضى، المتوفى سنة ٤٣٣هـ.
قال عنه النجاشي: "حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلماً شاعراً أديباً، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا، صنّف كتباً منها..." وذكر الشافي، والأمالي؛ غرر الفوائد( [١٣٥] ).
وقال الطوسي عنه: "متوحد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدم في العلوم.." ، وذكر من كتبه: الشافي، والأمالي( [١٣٦] )
أما عن كتابه الشافي: فقد ذكر الطوسي أنه لم يصنّف مثله( [١٣٧] ).
وقال يوسف البحراني: "هو كاسمه شاف واف" ( [١٣٨] ) .
وقال آغا بزرك: "(الشافي في الإمامة وإبطال حجج العامة) للشريف المرتضى، علم الهدى.. وقد انتهى فيه من الاحتجاج على سوى الإمامية وتصدى فيه للرد على كتاب المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي، فنقضه باباً بابا حتى عاد وهماً وسرابا.." ( [١٣٩] ) .
وكذا قالوا عن كتابه الأمالي أنه من الكتب المعتبرة عندهم( [١٤٠] ).
٦٥- كنز الفوائد: للكراجكي أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان، المتوفى سنة ٤٤٩هـ.
قال عنه الحر العاملي: "عالم فاضل متكلم فقيه محدث ثقة جليل القدر، له كتب منها كنز الفوائد.." ( [١٤١] ) .
وقال عنه محسن الأمين: "من أجلة العلماء والفقهاء والمتكلمين، رأس الشيعة، صاحب التصانيف الجليلة.. متكلماً، فقيهاً، محدّثاً، أسند إليه جميع أرباب الإجازات من تلامذة الشيخ المفيد والشريف المرتضى والشيخ الطوسي.. وكتابه كنز الفوائد كما يقول السيد بحر العلوم في رجاله: يدل على فضله، وبلوغه الغاية القصوى في التحقيق والتدقيق والاطلاع على المذاهب والأخبار..( [١٤٢] )."
٦٦- فهرست أسماء مصنفي الشيعة: للنجاشي؛ أبي العباس أحمد بن علي بن العباس النجاشي، المتوفى سنة ٤٥٠هـ. قال آغا بزرك: رجال النجاشي عمدة الأصول الأربعة الرجالية نظير الكافي بين الكتب الأربعة، للعالم الناقد البصير الشيخ أبي العباس أحمد، من ولد عبد الله النجاشي الذي كتب إليه الصادق الرسالة الأهوازية.
وهو أفضل من خط في علم الرجال أو نطق بفم، ولا يقاس بسواه، ولا يعدل به من عداه، بل قوله المقدم عند المعارضة علىغيره من أئمة الرجال "( [١٤٣] )."
وقال السيد بحر العلوم في رجاله: "وبتقديمه صرح جماعة من الأصحاب، نظراً إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، والظاهر أنه الصواب.. عده شيخنا في خاتمة المستدرك من الاثني عشر الذين ختم بهم المشايخ" ( [١٤٤] ) .
فالرجل هذا مقامه عندهم، وكتابه أنزلوه منزلة الكافي الذي يعتبر عندهم كصحيح البخاري عند أهل السنة( [١٤٥] ).
٦٧- الاستبصار.
٦٨- تهذيب الأحكام.
٦٩- المفصح في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
٧٠- الفهرست.
٧١- رجال الطوسي.
٧٢- التبيان في تفسير القرآن.
٧٣- الغيبة.
٧٤- الأمالي.
٧٥- النهاية في مجرد الفقه والفتاوى.
٧٦- الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد.
٧٧- رسالة في الفرق بين النبي والإمام.
٧٨- تلخيص الشافي.
٧٩- اختيار معرفة الرجال.
وكلها من مؤلفات الطوسي أبي جعفر محمد بن الحسن، المتوفى سنة ٤٦٠هـ.
قال فيه النجاشي: "جليل في أصحابنا، ثقة، عين، من تلامذة شيخنا أبي عبد الله - المفيد -، له كتب.." ، وذكركتبه..( [١٤٦] ).
وقال فيه الحلي: "شيخ الإمامية، ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة، عين، صدوق، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب، وجميع الفضائل تنسب إليه" ( [١٤٧] ) .
وقد ذكر الطوسي ما ألّف من كتب في كتابه "الفهرست" ( [١٤٨] ) .
وقال الخوانساري عنه: "هو من مصنفي الكتابين من الصحاح الأربعة: (التهذيب) ، و(الاستبصار)... وصنّف في كل فنون الإسلام، وهو المهذّب للعقائد والأصول والفروع، وجميع الفضائل تنسب إليه" ( [١٤٩] ) .
وقال عباس القمي: "هو عماد الشيعة، ورافع أعلام الشريعة، شيخ الطائفة على الإطلاق، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، صنّف في جميع علوم الإسلام، وكان القدوة في ذلك، والإمام، وقد ملأت تصانيفه الأسماع، تتلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهم.." ( [١٥٠] ) .
وقد نقل أكثر هذه الأقوال محمد بن علي الإسترابادي، وذكر أسماء مصنّفاته( [١٥١] ).
وخلاصة القول: أن الشيعة يعتبرون الطوسي شيخ طائفتهم، ويعدون كتبه من أجود ما ألَّف الشيعة من المصنفات.
٨٠- الاحتجاج: للطبرسي؛ أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، من علماء القرن السادس.
قال عنه المجلسي: "الشيخ الجليل.. صاحب كتاب الاحتجاج، عالم فاضل، محدث، ثقة، من أجلاء أصحابنا المتقدمين..." ( [١٥٢] ) .
وقال ابن شهر آشوب: "شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي، له كتاب الكافي في الفقه، حسن، والاحتجاج،.." ( [١٥٣] ) .
وقال عنه الحر العاملي: عالم فاضل، فقيه محدث، ثقة، له كتاب الاحتجاج على أهل اللجاج، حسن كثير الفوائد( [١٥٤] ).
وقال عنه الخوانساري: "فهذا الرجل من أجلاء أصحابنا المتقدمين، وله كتاب الاحتجاج، كتاب معروف معتَبَر بين الطائفة" ( [١٥٥] ) .
فالمؤلف ثقة بإجماعهم، وكتابه معتبر عندهم باعترافهم.
٨١- إعلام الورى بأعلام الهدى.
٨٢- مجمع البيان في تفسير القرآن.
وكلاهما لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، المتوفى عام ٥٤٨هـ.
قال عنه ابن شهر آشوب: "شيخي أبو علي الطبرسي، له مجمع البيان في معاني القرآن، حسن... وإعلام الورى بأعلام الهدى.." ( [١٥٦] ) .
وقال عنه مصطفى التفرشي: "ثقة، فاضل، ديّن، عين، من أجلاء هذه الطائفة، له تصانيف حسنة، منها.." وذكر مجمع البيان، وإعلام الورى، وغيرهما( [١٥٧] ).
وبنحو قوله قال الحر العاملي( [١٥٨] ).والمجلسي( [١٥٩] )، ويوسف البحراني( [١٦٠] )، وغيرهم( [١٦١] ).
فالمؤلف ثقة لديهم، وكتبه معتبرة عندهم.
٨٣- جامع الأخبار: للشعيري؛ محمد بن محمد بن حيدر الشعيري.
قال عنه الحر العاملي: "عالم، صالح" ، وذكر أن كتاب جامع الأخبار من كتبه( [١٦٢] ).
٨٤- الخرايج والجرايح: للراوندي سعيد بن هبة الله بن الحسن، المتوفى سنة٥٧٣هـ.
قال عنه ابن بابويه الرازي: "فقيه، عين، صالح، ثقة، له تصانيف، منها... الخرايج والجرايح" ( [١٦٣] ) .
وقال عنه عباس القمي: "العالم، المتبحر، الفقيه، المحدّث، المفسر، المحقق، الثقة، الجليل، صاحب الخرايج والجرايح.. كان من أعاظم محدثي الشيعة" ( [١٦٤] ) .وبنحو هذين القولين قال ابن شهر آشوب( [١٦٥] )، وابن طاوس( [١٦٦] )، والحر العاملي( [١٦٧] )، وغيرهم( [١٦٨] ).
٨٥- معالم العلماء.
٨٦- مناقب آل أبي طالب.
وكلاهما لابن شهر آشوب؛ محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، المتوفى عام ٥٨٨هـ
قال عنه الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً ثقة محدثاً محققاً عارفا بالرجال والأخبار، أديباً شاعراً جامعاً للمحاسن، له كتب منها مناقب آل أبي طالب... ومعالم العلماء.." ( [١٦٩] )
وقد ذكر المؤلف تصانيفه في كتابه معالم العلماء( [١٧٠] ).
وبنحو قول الحر العاملي قال مصطفى التفرشي( [١٧١] )، والخوانساري( [١٧٢] )، ويوسف البحراني( [١٧٣] )، والنوري الطبرسي( [١٧٤] )، وغيرهم( [١٧٥] ).
فالرجل ثقة عندهم، وكتبه معتبرة كذلك.
٨٧- فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم: لابن بابويه الرازي؛ أبي الحسن علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي القمي، من أعلام القرن الخامس.
قال عنه الحر العاملي: "كان فاضلاً عالماً ثقة، صدوقاً محدثاً، حافظاً راوية علامة، له كتاب الفهرست في ذكر المشائخ المعاصرين للشيخ الطوسي، والمتأخرين إلى زمانه" ( [١٧٦] ) .
وبمثل قوله قال المجلسي( [١٧٧] )، وعبد الله أفندي الأصفهاني( [١٧٨] )، وسليمان البحراني( [١٧٩] )، وغيرهم( [١٨٠] ).
فالرجل ذو شأن عندهم، وكتابه معتبر لديهم.
٨٨- الفضائل: لشاذان بن جبريل، المتوفى عام ٦٦٠هـ.
قال عنه الحر العاملي: "الشيخ الجليل الثقة... كان عالماً فاضلاً فقيها عظيم الشأن جليل القدر، له كتب منها.. كتاب الفضائل، حسن، عندنا منه نسخة" ( [١٨١] ) .
فالرجل عظيم الشأن عندهم، وكذا كتابه.
٨٩- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف.
٩٠- فرج المهموم.
٩١- كشف المحجة في ثمرة المهجة.
٩٢- سعد السعود.
٩٣- اليقين في إمرة أمير المؤمنين.
٩٤- الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر.
٩٥- الملهوف على قتلى الطوف.
وكلها لابن طاوس؛ رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن طاوس الحسني الحسيني، المتوفى سنة٦٦٤هـ.
قال عنه مصطفى التفرشي: "من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر، عظيم المنزلة، كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أظهر من أن يذكر، له كتب حسنة رضي الله عنه" ( [١٨٢] ) .
قال عنه الحر العاملي: "حاله في العلم والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر، وكان أيضاً شاعراً أديباً، منشئا بليغاً، له مصنفات كثيرة..." ، ثم أخذ يعدد مصنفاته( [١٨٣] ).
وبنحو هذين القولين قال يوسف البحراني، وغيره( [١٨٤] ).
أما كتابه الطرائف، فقد سمّى نفسه فيه بعبد المحمود، وقد فعل ذلك تقية كما ذكر آغا بزرك، حيث قال: "(الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف) للسيد الشريف رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى المتوفى بكرة الإثنين الخامس منذي القعدة ٦٦٤هـ. سمّى نفسه بعبد المحمود بن داود الكتابي تقية عن الخلفاء الذين كان في بلادهم، وليكون أوقع في القلوب. أودع فيه طرائف أمور من مذاهب المخالفين أصولاً وفروعاً، لم يسبق إليه أحد.." ( [١٨٥] ) .
٩٦- تجريد الاعتقاد أو تجريد الكلام: لنصير الدين الطوسي محمد بن محمد بن الحسن، المعروف بـ "نصير الدين الطوسي" المتوفى سنة ٦٧٢هـ.
يعرف عند الشيعة بـ "المحقق" و "الخواجا" ، و "نصير الملة والدين" ( [١٨٦] ) .
قال عنه الحر العاملي: كان فاضلاً ماهراً عالماً متكلماً محققاً في العقليات، له كتب منها: تجريد الاعتقاد.. "( [١٨٧] )."
وبنحو قوله قال عباس القمي، وزاد: توفي في يوم الغدير سنة ٦٧٢هـ، ودفن في جوار الإمامين موسى بن جعفر، والجواد عليهما السلام..( [١٨٨] ).
أما كتابه تجريد الاعتقاد، فقد اعتبره الشيعة من أجود ما أُلِّف في العقيدة، قال آغا بزرك عنه: "هو أجل كتاب في تحرير عقائد الإمامية.." ( [١٨٩] ) .
٩٧- شرح نهج البلاغة: لابن ميثم البحراني؛ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، المتوفى سنة ٦٧٩ أو٦٩٩هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان من العلماء الفضلاء المدققين، متكلماً ماهراً، له كتب، منها: كتاب شرح نهج البلاغة.." ( [١٩٠] ) .
وقال عباس القمي عنه: العالم الرباني، الحبر المحقق، والحكيم المتأله المدقق، جامع المعقول والمنقول، أستاذ الفضلاء الفحول، صاحب الشروح على نهج البلاغة..( [١٩١] ).
وقال الخوانساري: (له من المصنفات البديعة ما لم يسمع بها الزمان، ولم يظفر بها أحد من الأعيان) ، ثم ذكر منها شرح نهج البلاغة( [١٩٢] ).
فالرجل ذو منزلة عندهم، وكتابه من أجود ما صنفه الشيعة كما ذكروا.
٩٨- كشف الغمة في معرفة الأئمة: للإربلي أبي الحسن علي بن عيسى، المتوفى سنة ٦٩٢هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً محدثاً ثقة، شاعراً أديباً منشئا، جامعاً للفضائل والمحاسن، له كتب منها: كشف الغمة في معرفة الأئمة، جامع، حسن، فرغ من تأليفه سنة ٦٨٧هـ" ( [١٩٣] ) .
وقال المجلسي عنه: "من أكابر محدثي الشيعة، وأعاظم علماء المائة السابعة وثقاتهم" ( [١٩٤] ) .
وقال الخوانساري: "اتفق جميع الإمامية على أن علي بن عيسى من عظائمهم، والأوحدي النحرير من جملة علمائهم، لا يشق غباره، وهو المعتمد المأمون في النقل" ( [١٩٥] ) .
وبنحو قوله قال الأميني، وزاد: "وسفره القيم (كشف الغمة) خير كتاب أخرج للناس في تاريخ أئمة الدين، وسرد فضائلهم، والدفاع عنهم، والدعوة إليهم، وهو حجة قاطعة على علمه الغزير، وتضلّعه في الحديث، وثباته في المذهب.." ( [١٩٦] ) .
٩٩- كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد.
١٠٠ - الألفين الفاروق بين الحق والمين.
١٠١- أنوار الملكوت في شرح الياقوت.
١٠٢- رجال الحلي خلاصة الأقوال في معرفة الرجال.
١٠٣- منهاج الكرامة.
وكلها من مؤلفات الحلي؛ جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي، المتوفى سنة٧٢٦هـ.
قال فيه ابن داود الحلي -المعاصر له-: "شيخ الطائفة، وعلامة وقته، وصاحب التحقيق والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول.." ( [١٩٧] ) .
ونقل مصطفى التفرشي كلام ابن داود، وعقّب عليه بقوله: "ويخطر ببالي أن لا أصفه، إذ لا يسع كتابي هذا علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده... له أكثر من سبعين كتاباً" ( [١٩٨] ) .
وبنحو قوله قال محمد علي الإسترابادي( [١٩٩] ).
وقال عنه الحر العاملي: "فاضل، عالم، علامة العلماء، محقق، مدقق، ثقة ثقة، فقيه، محدث،...، وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى.." ( [٢٠٠] ) .
وقال فيه يوسف البحراني: "كان هذا الشيخ وحيد عصره، وفريد دهره الذي لم تكتحل حدقة الزمان له بمثيل ولا نظير.." ( [٢٠١] ) .
فهذه هي منزلة هذا الرجل عندهم- بإجماعهم-، وقد أخذت كتبه نحوا من هذه المنزلة بين تصانيف الشيعة، فعُدّت- عندهم - من أجود ما كتب الشيعة( [٢٠٢] ).
١٠٤- رجال ابن داود: للحسن بن علي بن داود الحلي، المولود سنة ٦٤٧هـ.
قال عنه مصطفى التفرشي: "إنه من أصحابنا المجتهدين، شيخ جليل، من تلامذة المحقق نجم الدين الحلي، والسيد جمال الدين بن طاوس، له أزيد من ثلاثين كتاباً نظما ونثراً، وله في علم الرجال كتاب حسن الترتيب.." ( [٢٠٣] ) .
وقال فيه الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً جليلاً صالحاً محققاً متبحراً، من تلامذة المحقق نجم الدين الحلي.." ثم عد من كتبه كتاب الرجال( [٢٠٤] ).
فالمصنِّف ذو مكانة عندهم، وكتابه يحظى بالمكانة نفسها( [٢٠٥] ).
١٠٥- الكشكول فيما جرى على آل الرسول: للآملي؛ حيدر بن علي الحسيني الآملي تلميذ الحلي.
قال آغا بزرك: (الكشكول فيما جرى لآل الرسول والجمهور بعد الرسول) المشهور بنسبته إلى السيد العارف الحكيم حيدر بن علي الحسيني الآملي.. "( [٢٠٦] )."
وقال عنه محسن العاملي: ".. عالم فاضل، له الكشكول فيما جرى على آل الرسول.." ( [٢٠٧] ) .
١٠٦- بصائر الدرجات: لسعد بن عبد الله القمي.
١٠٧- مختصر بصائر الدرجات: للحلي؛ حسن بن سليمان الحلي، المتوفى سنة ٨٠٢هـ.
قال الحر العاملي عن مؤلف المختصر: "فاضل عالم فقيه، له مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله.." ( [٢٠٨] ) .
وقال المجلسي عن مختصر البصائر أنه من الكتب المعتمدة، وقال عن مؤلفه: "من العلماء الأنجاد" ( [٢٠٩] ) .
فالمختصِر من أجلاء الطائفة، ومختصره من الكتب المعتمدة عندهم كما ذكروا ذلك.
١٠٨- كنز العرفان في فقه القرآن.
١٠٩- النافع يوم الحشر.
وكلاهما للسيوري؛ جمال الدين مقداد بن عبد الله بن محمد السيوري الحلي الأسدي، المتوفى سنة٨٢٦هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً متكلماً محققاً مدققاً، له كتب.." ، ثم أخذ يعدد كتبه( [٢١٠] ).
وبنحو قوله قال يوسف البحراني( [٢١١] ).
أما كتبه فهي من تصانيف الشيعة المعتبرة( [٢١٢] ).
١١٠- الفصول المهمة في معرفة الأئمة: لابن الصباغ؛ نور الدين علي بن محمد الصباغ، المتوفى عام ٨٥٥هـ.
قال آغا بزرك الطهراني: "(الفصول المهمة في معرفة الأئمة الاثني عشر)، وفضلهم، ومعرفة أولادهم، ونسلهم، للشيخ نور الدين علي بن محمد الصباغ المالكي المكي، المتوفى عام ٨٥٥هـ.." ( [٢١٣] ) .
١١١- الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم: للبياضي؛ زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي، المتوفى سنة ٨٧٧هـ.
قال الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً محققاً مدققاً، ثقة، متكلماً شاعراً أديباً متبحراً، له كتب منها كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم.." ( [٢١٤] ) .
وقد أثنى عليه علماء الشيعة، واعتبروه من كبار علمائهم وأجلاء طائفتهم( [٢١٥] ).
أما كتابه (الصراط المستقيم) فقد احتل نفس المنزلة التي احتلها مؤلفه؛ فقد عده المجلسي أضمن المصادر التي اعتمد عليها "( [٢١٦] )."
وقال الخوانساري بعد أن نقل كلام المجلسي: "ولا يخفى أن كتابه المذكور كتاب كامل في الإمامة، مستوف للأدلة، كبير فيما ينيف على عشرين ألف بيت، بل المظنون لدي أنه لم يكتب مثله في هذا المعنى بعد كتاب (الشافي) للسيد المرتضى. بل هو مقدم عليه من وجوه شتىّ" ( [٢١٧] )
وأثنى على هذا الكتاب غاية الثناء أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي( [٢١٨] )، وغيرهم( [٢١٩] ).
فالمؤلف عمدة عند الشيعة، وكتابه كذلك( [٢٢٠] )
١١٢- المصباح أو جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية.
١١٣- البلد الأمين.
وكلاهما للكفعمي؛ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي الكفعمي، المتوفى سنة ٩٠٥هـ. قال عنه الحر العاملي: كان ثقة فاضلاً أديباً شاعراً زاهداً ورعاً، له كتب، منها: المصباح، وهو الجنة الواقية والجنة الباقية، وهو كبير كثير الفوائد، تاريخ تصنيفه سنة ٨٩٥هـ، وله مختصر منه لطيف، وله كتاب البلد الأمين في العبادات أيضاً، أكبر من المصباح، وفيه شرح الصحيفة.. "( [٢٢١] )."
وقال عنه المامقاني: "هو من مشاهير الفضلاء والمحدثين، والصلحاء المتورعين.. وجلالته لا تحتاج إلى بيان، وله تصانيف كثيرة في الدعوات.." وعد منها المصباح، والبلد الأمين( [٢٢٢] ).
فالرجل ذو مكانه عندهم، وكتبه كذلك.
١١٤- نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت: للكركي؛ علي بن عبد العالي الكركي، المتوفى عام ٩٤٥هـ، قال عنه مصطفى التفرشي: "شيخ الطائفة، وعلامة وقته، صاحب التحقيق والتدقيق، كثير العلم، نقي الكلام،حيّد التصانيف، من أجلاء هذه الطائفة..." ( [٢٢٣] ) .
وقال فيه الحر العاملي: "أمره في الثقة والعلم والفضل وجلالة القدرة وعظم الشأن وكثرة التحقيق أشهر من أن يذكر، ومصنفاته كثيرة مشهورة، منها.. رسالة سماها (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) " ( [٢٢٤] ) .
وقال عنه يوسف البحراني: "فهو في الفضل والتحقيق، وجودة التحبير والتدقيق، أشهر من أن يذكر، وكفاك اشتهاره بالمحقق الثاني، وكان مجتهداً صرفاً بحتاً، وقال في مدحه شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله: الإمام المحقق، نادرة الزمان، ويتيمة الأوان، الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي.." ( [٢٢٥] ) .
وقد عدد يوسف البحراني كتبه، وذكر منها: "كتاب نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت" ( [٢٢٦] ) .
ونقل يوسف البحراني عن نعمة الله الجزائري قوله عن الكركي: "وكان رحمه الله لا يركب ولا يمضي إلا والسبّاب يمشي في ركابه مجاهراً بلعن الشيخين- أبي بكر وعمر - ومن على طريقتهما" ( [٢٢٧] ) ، ثم عقّب يوسف البحراني على هذه القصة بلوم الكركي على تركه التقية في لعن الشيخين وسبّهما( [٢٢٨] ).
وقال الأردبيلي عن الكركي: علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه شيخ الطائفة، وعلامة وقته، صاحب التدقيق والتحقيق، كثير العلم، نقي الكلام، جيد التصانيف..( [٢٢٩] ).
وثناء علماء الشيعة عليه كثير جداً، لا يتسع المقام لذكره، ويكفيه منزلة عندهم أنه بلغ من تمسكه بعقيدة طائفته فيبغض الصحابة وسبّهم أنه كان لا يمشي إلا وبين يديه من يسب أبا بكر وعمر ليشفي ذلك غل صدره، ويخفف عنه ما يحمل في قلبه من حقد عليهما، وليس هذا افتراء عليه، بل هكذا نقل الشيعة أنفسهم عنه كما تقدم.
أما كتابه (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) فقد ألّفه ليقرر من خلاله وجوب سب الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ إذ أنهما المرادان بلقب (الجبت والطاغوت) ( [٢٣٠] ).
قال آغا بزرك الطهراني: "(نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) وهما صنمي قريش: لنور الدين علي بن عبد العالي المحقق الكركي.." ( [٢٣١] ) .
وصنما قريش من الألقاب التي يطلقها الشيعة على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، كما صرحوا هم أنفسهم بذلك( [٢٣٢] )، وقد ألّفوا في لعنهما رضي الله عنهما العديد من الأدعية، ومنها الدعاء المسمى بـ(دعاء صنمي قريش)، كما سيأتي بيان ذلك كله( [٢٣٣] ).
١١٥- الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية: للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي، المتوفى سنة ٩٦٦هـ.
قال عنه مصطفى التفرشي: "وجه من وجوه الطائفة وثقاتها، كثير الحفظ، نقي الكلام، له مؤلفات: منها... شرح اللمعة، مجلدان، واسمه الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية.." ( [٢٣٤] ) .
وقال فيه الحر العاملي: "أمره في الثقة والعلم والفضل الزهد والعبادة والورع والتحقيق وجلالة القدرة وعظم الشأنوجمع الفضائل والكمالات أشهر من أن يذكر، ومحاسنه وأوصافه الحميدة أكثر من أن تحصى وتحصر، ومصنفاته كثيرة مشهورة.." ( [٢٣٥] ) .
وبنحو قوله قال يوسف البحراني( [٢٣٦] ).
وكتابه الروضة البهية من التصانيف المعتبرة عند الشيعة( [٢٣٧] ).
١١٦- وصول الأخيار إلى أصول الأخبار: لحسين بن عبد الصمد العاملي، المتوفى عام ٩٨٤هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان عالماً ماهراً محققاً مدققاً متبحراً، جامعاً أديباً منشئا شاعراً، عظيم الشأن، جليل القدر، ثقة ثقة.." ( [٢٣٨] ) .
وبنحو قوله قال يوسف البحراني( [٢٣٩] ).
أما كتابه: (وصول الأخيار) فهو من التصانيف الشيعية المعتبرة لديهم( [٢٤٠] ).
١١٧- إحقاق الحق.
١١٨- الصوارم المهرقة في نقد الصواعق المحرقة.
١١٩- مجالس المؤمنين.
١٢٠- مصائب النواصب.
وكلها من مؤلفات التستري؛ نور الله بن شرف الدين التستري، المتوفى سنة ١٠١٩هـ.
قال عنه الحر العاملي: "فاضل عالم محقق، علامة محدث، له كتب منها: إحقاق الحق كبير في جواب من رد نهج الحق للعلامة، وكتاب الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة، وكتاب مصائب النواصب... وكتاب مجالس المؤمنين، وغير ذلك" ( [٢٤١] ) .
وقال عنه الخوانساري: "كان محدثاً متكلماً محققاً فاضلاً نبيلاً علامة، له كتب في نصرة المذهب ورد المخالف، وقتل بتهمة الرفض... ويطلق عليه الشهيد الثالث" ( [٢٤٢] ) .
وقال فيه عباس القمي: "صاحب كتاب مجالس المؤمنين، وإحقاق الحق، ومصائب النواصب، والصوارم المهرقة... وكفى للإطلاع على فضله وكثرة تبحره وإحاطته بالعلوم وحسن تصنيفه الرجوع إلى كتاب إحقاق الحق وغيره... قتل لأجل تشيّعه في أكبر أباد الهند" ( [٢٤٣] ) .
فالرجل من أجلاء الطائفة عندهم، ومن الشهداء في سبيل إظهار معتقداتها( [٢٤٤] ). وكتبه من المصادر الموثقة والمعتمدة كذلك.
١٢١- شرعة التسمية في زمن الغيبة.
١٢٢- نبراس الضياء.
١٢٣- رسالة في تحقيق أن مثل أمير المؤمنين علي عليه السلام في هذه الأمة مثل (قل هو الله أحد) في القرآن.
١٢٤- تعليقة اختيار معرفة الرجال المعروف بـ(رجال الكشي).
وكلها من مصنفاته: الداماد الحسيني؛ محمد باقر بن محمد الحسيني الإسترابادي الداماد، المتوفى سنة ١٠٤١هـ.
قال عنه الحر العاملي: "عالم فاضل جليل القدر، متكلم ماهر في العقليات... وهو ابن بنت علي بن عبد العالي الكركي العاملي.." ، ثم ذكر من مؤلفاته: شرعة التسمية، ونبراس الضياء... "( [٢٤٥] )."
وقال فيه يوسف البحراني: "فاضل جليل متكلم حكيم ماهر في النقليات.." ( [٢٤٦] ) .
فالرجل ثقة عند القوم، وكتبه معتبرة عندهم( [٢٤٧] ).
١٢٥- نقد الرجال: لمصطفى بن الحسين التفرشي.
قال فيه الحر العاملي: "عالم محقق ثقة فاضل، له كتاب الرجال.." ( [٢٤٨] ) .
١٢٦- منهج الصادقين.
١٢٧- قرة العيون في المعارف والحكم.
١٢٨- الصافي في تفسير القرآن.
١٢٩- الوافي.
١٣٠- علم اليقين.
١٣١- حق اليقين.
وكلها من مؤلفات الكاشاني محمد بن المرتضى، المدعو بالمولى محسن الكاشاني، الملقب بالفيض، والمتوفى ١٠٩١هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان فاضلاً عالماً ماهراً حكيماً متكلماً محدثاً فقيهاً.." ( [٢٤٩] ) .
وقال الخوانساري: "وأمره في الفضل والنبالة في الفروع والأصول والإحاطة بمراتب المعقول والمنقول، وكثرة التأليف والتصنيف مع جودة التعبير والترصيف أشهر من أن يخفى في هذه الطائفة على أحد إلى منتهى الأبد.." ( [٢٥٠] ) .
وقال الأردبيلي عنه: "العلامة المحقق المدقق، جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، فاضل كامل أديب متبحّر في جميع العلوم.." ( [٢٥١] ) .
وقد ذكر يوسف البحراني تصانيفه، وعد منها: الوافي، وقرة العيون، وعلم اليقين، وحق اليقين، والتفسير، وغيرها من التصانيف الكثيرة( [٢٥٢] ).
١٣٢- الفصول المهمة في أصول الأئمة.
١٣٣- إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات.
١٣٤- الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة.
١٣٥- وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة أو تفصيل وسائل الشيعة.
١٣٦- تعاليق على وسائل الشيعة.
١٣٧- أمل الآمل.
وكلها من مؤلفات الحر العاملي محمد بن الحسن، المتوفى عام ١١٠٤هـ.
قال عنه علي صدر الدين المدني: "عَلَم عِلْمٍ لا تباريه الأعلام، وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام، أرجت أنفاس فوائده أرجاء الأقطار، وأحيت كل أرض نزلت بها فكأنهالبقاع الأرض أمطار، تصانيفه في جبهات الأيام غرر، وكلماته في عقود السطور درر.." ( [٢٥٣] ) .
وقال عباس القمي عنه: "شيخ المحدثين، وأفضل المتبحرين، العالم الفقيه النبيه المحدث المتبحر الورع الثقة الجليل أبو المكارم والفضائل، صاحب المصنفات المفيدة، منها الوسائل الذي منّ على المسلمين بتأليف هذا الجامع الذي هو كالبحر لا يساحل، ومنها كتاب أمل الآمل الذي نقلنا منه الكثير في هذا الكتاب، جزاه الله تعالى خير الجزاء لخدمته بالشريعة الغراء" ( [٢٥٤] ) .
وقال محسن الأمين: "قد رزق المترجم حفظاً في مؤلفاته لم يرزقه غيره، فكتابه الوسائل عليه معول مجتهدي الشيعة من عصر مؤلفه إلى اليوم.." ( [٢٥٥] ) .
وقد عد محمد جواد مغنية -شيعي معاصر- هذا الكتاب من كتب الحديث الهامة عند الإمامية، وأنزله منزلة الأصول الأربعة عندهم( [٢٥٦] ).
وثناء علماء الشيعة على هذا الشيعي وعلى مصنفاته كثير، ولو أوردته لطال الكلام ولما اتسع المقام( [٢٥٧] ).
ولكن خلاصة الكلام: أنه عمدة بإجماع الشيعة، وكتبه معتبرة عندهم، ولم يخالف أحد منهم في ذلك.
١٣٨- منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال: لمحمد بن علي بن إبراهيم الإسترابادي، المتوفى سنة ١٠٣٦هـ.
قال مصطفى التفرشي: "فقيه متكلم ثقة من ثقات هذه الطائفة وعبادها وزهادها... له كتب جيدة منها: كتاب الرجال، حسن الترتيب، يشتمل على أسماء جميع الرجال، يحتوي على جميع أقوال القوم في المدح والذم إلا شاذا.." ( [٢٥٨] ) .
وقد أثنى عليه، وعلى كتابه: الشيرازي -صاحب الدرجات الرفيعة -( [٢٥٩] )، والحر العاملي( [٢٦٠] )، وغيرهم( [٢٦١] ).
١٣٩- غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام.
١٤٠- حلية الأبرار.
١٤١- البرهان في تفسير القرآن.
١٤٢- مدينة المعاجز.
١٤٣- الدر النضيد في فضائل الحسين الشهيد عليه السلام.
وكلها من تصانيف هاشم بن سليمان بن إسماعيل البحراني التوبلي الحسيني، المتوفى سنة ١١٠٧هـ.
قال فيه الحر العاملي: "فاضل عالم ماهر مدقق، عارف بالتفسير والعربية والرجال، له كتاب تفسير القرآن، كبير رأيته، ورويته عنه" ( [٢٦٢] ) .
وقال يوسف البحراني عنه: كان "فاضلاً، محدثاً، جامعاً، متتبعاً للأخبار بما لم يسبقه سابق سوى شيخنا المجلسي.." ثم أخذ يعدد مصنفاته، فذكر منها: البرهان، والدر النضيد، ومدينة المعاجز، وحلية الأبرار، وغيرها( [٢٦٣] ).
وبنحو قوله قال الخوانساري( [٢٦٤] ).
وقال فيه محسن الأمين العاملي: "كان من جبال العلم وبحوره لم يسبقه سابق، ولا لحقه لاحق في طول الباع وكثرة الاطلاع حتى العلامة المجلسي.." ( [٢٦٥] ) .
فالرجل من أجلاء الطائفة عندهم، وكتبه من التصانيف المعتبرة لديهم( [٢٦٦] ).
١٤٤- مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول.
١٤٥- عين الحياة.
١٤٦- جلاء العيون.
١٤٧- حياة القلوب.
١٤٨- حق اليقين.
١٤٩- بحار الأنوار.
١٥٠- تذكرة الأئمة.
١٥١- الاعتقادات.
١٥٢- شرح روضة الكافي.
وكلها من مؤلفات المجلسي محمد باقر بن محمد تقي بن المقصود علي، الملقب بالمجلسي، والمتوفى سنة ١١١١هـ.
قال عنه الحر العاملي: "عالم فاضل ماهر محقق مدقق علامة فهّامة، فقيه متكلم، محدث ثقةٌ، ثقةٌ، جامع للمحاسن والفضائل، جليل القدر، عظيم الشأن، أطال الله بقاءه."
له مؤلفات كثيرة مفيدة، منها: كتاب بحار الأنوار في أخبار الأئمة الأطهار يجمع أحاديث كتب الحديث كلها إلا الكتب الأربعة ونهج البلاغة، فلا ينقل منها إلا قليلاً، مع حسن الترتيب، وشرح المشكلات،.. وكتاب جلاء العيون، وكتاب حياة القلوب، وكتاب عين الحياة... وكتاب مرآة العقول في شرح الكافي.. وشرح روضة الكافي.. ورسالة في الاعتقادات... وهو من المعاصرين، نروي عنه جميع مؤلفاته وغيرها إجازة "( [٢٦٧] )."
وقال فيه عباس القمي: "المجلسي إذا أطلق فهو شيخ الإسلام والمسلمين، ومروج المذهب والدين، الإمام العلامة، المحقق المدقق... لم يوفق أحد في الإسلام مثل ما وفق هذا الشيخ العزم، والأمير الخضم، والطود الأشم من ترويج المذهب، وإعلاء كملة الحق، وكسر صولة المبتدعين، وقمع زخارف الملحدين، وإحياء دارس سنن الدين المبين، ونشر آثار أئمة المسلمين بطرق عديدة وأنحاء مختلفة، أجلها وأبقاها الرائقة الأنيقة الكثيرة" ( [٢٦٨] ) .
وقال الخوانساري: "هذا الشيخ كان إماماً في وقته في علم الحديث وسائر العلوم، وشيخ الإسلام بدار السلطنة أصفهان، رئيساً فيها بالرئاسة الدينية والدنيوية، إماماً في الجمعة والجماعة... ولشيخنا المذكور مصنفات، منها: كتاب بحار الأنوار الذي جمع فيه جميع العلوم، وهو يشتمل على مجلدات، وكتب كثيرة في العربية والفارسية" ( [٢٦٩] ) .
وقال عنه الأردبيلي: "ثقة، ثبت، عين، كثير العلم، جيد التصانيف" ( [٢٧٠] ) .
وقال فيه يوسف البحراني: "هذا الشيخ كان إماماً في وقته في علم الحديث وسائر العلوم، شيخ الإسلام بدار السلطنةأصفهان... وهو الذي روج الحديث ونشره لا سيما في الديار العجمية، وترجم لهم الأحاديث العربية بأنواعها بالفارسية..." ( [٢٧١] ) .
وقال محسن الأمين: "لم يوفق أحد في الإسلام مثل ما وفق هذا الشيخ المعظم، والبحر الخضم، والطود الأشم، من ترويج المذهب بطرق عديدة، أجلها وأبقاها التصانيف الكثيرة.." ( [٢٧٢] ) .
وهذا غيض من فيض مما في كتب الشيعة من الثناء على المجلسي، ووصفه بأنه شيخ الإسلام والمسلمين، وغير ذلك.
أما كتبه فهي من أفضل تصانيف الشيعة - كما ذكر الشيعة أنفسهم ذلك-، وقد كان الشيعة المعاصرون له يدعون له بطول البقاء حتى تزداد تصانيفه( [٢٧٣] ).
فكتابه بحار الأنوار قال فيه آغا بزرك الطهراني: "هو الجامع الذي لم يكتب قبله ولا بعده جامع مثله لاشتماله مع جميع الأخبار على تحقيقات وبيانات وشروح لها، غالباً لا توجد في غيره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..." ( [٢٧٤] ) .
وقال عن كتابه (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول) : "وهو شرح على جميع كتب الكافي من الأصول والفروع والروضة، وهذا الشرح لطيف مفيد جداً، بل هو أحسن شروحه.." ( [٢٧٥] ) وكذا قالوا عن بقية كتبه( [٢٧٦] ).
وخلاصة القول في المجلسي ومصنفاته: أنه هو وهي مما قد أجمع الشيعة المعاصرون له، ومن أتى بعده إلى يومنا هذا على توثيقهم واعتبارهم، ولم يخالف في ذلك منهم أحد( [٢٧٧] ).
١٥٣- نور الثقلين: للحويزي -نسبة إلى كورة بين البصرة والخوزستان -؛ "عبد علي بن جمعة العروسي المنشأ، الحويزي المولد، الشيرازي المسكن..."
فسّر فيه القرآن على ما صدر من الروايات عن أهل البيت الذين هم أدرى به. جمعها من الكتب المعتبرة كالكافي للكليني، وتفسير علي بن إبراهيم القمي، والاحتجاج للطبرسي، وعيون الأخبار وعلل الشرائع... "( [٢٧٨] )."
فالكتاب معتبر؛ لأنه مجموع من الكتب المعتبرة عندهم.
قال عنه الخوانساري: ".. له نور الثقلين من تفسير القرآن أربع مجلدات، أحسن فيه وأجاد. نقل فيه أحاديث النبي (ع) والأئمة في تفسير الآيات من أكثر كتب الحديث. ولم ينقل فيه من غيرهم..." ( [٢٧٩] ) . وقال عنه أيضاً: "كتاب لطيف متقن معتبر جامع لمعظم أحاديث الإمامية.." ( [٢٨٠] ) .
١٥٤- الأنوار النعمانية.
١٥٥- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين. وكلاهما لـ "نعمة الله بن عبد الله الجزائري الموسوي" المتوفى سنة ١١١٢هـ.
قال عنه الحر العاملي -وكان من المعاصرين له-: "فاضل عالم محقق علامة جليل القدر.. له كتب، منها:.. كتاب الأنوار النعمانية.." ( [٢٨١] ) .
قال عنه يوسف البحراني: "كان هذا السيد فاضلاً محدثاً مدققاً واسع الدائرة في الاطلاع على أخبار الإمامية، وتتبع الآثار المعصومية، وكان كثير الصحبة للأكابر والسلاطين، عزيزاً عندهم..." ثم ذكر من كتبه كتاب الأنوار النعمانية( [٢٨٢] ).
ونقل محسن العاملي قول حفيد الجزائري؛ عبد الله بن نور الله بن نعمة الله في جده: "... ثم اختص بالمولى الثقة الأوحد، العديم النظير، البارع في التحرير والتقدير، أفضل المتأخرين، وأكمل المتبحرين، محيي آثار الأئمة الطاهرين؛ محمد باقر بن محمد تقي المجلسي. وأحلّه منه- أي المجلسي أحل الجزائري منه- محل الولد البار بالوالد الشفيق الرؤوف، والتزمه بضع سنين لا يفارقه ليلاً ولا نهاراً، وكان ممن يستعين بهم في تأليف جامعه المسمى بـ(بحار الأنوار)، وشرحه على الكافي الموسوم بـ(مرآة العقول)، ويخصه من سائر الأصحاب بمزيد اللطف والإكرام، ويثني عليه في المحافل ويوقره ويرفع منزلته، ويحسن الظن به، ويصوب تحقيقاته، ويميل إلى ترجيحاته..." ( [٢٨٣] ) .
فالجزائري تلميذ المجلسي -شيخ الإسلام عندهم-، ولصحبته له وعلمه أنزلوه تلك المنزلة، وأحلوا كتبه تلك المكانة.
وقد تقدم نصّهم على أن كتاب الأنوار النعمانية من كتبه، أما كتابه الآخر: فقد ذكره آغا بزرك، فقال: "(النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين) للمحدث الجزائري نعمة الله بن عبد الله التستري، المتوفى سنة ١١١٢هـ.." ( [٢٨٤] ) .
١٥٦- سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر.
١٥٧- الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.
وكلاهما للشيرازي: صدر الدين علي ابن نظام الدين أحمد بن معصوم الحسيني، الشهير بالسيد علي خان المدني الشيرازي، المتوفى ١١٢٠هـ.
قال عنه الحر العاملي: "من علماء العصر، عالم فاضل ماهر أديب شاعر، له كتاب سلافة العصر في محاسن أعيان العصر، حسن، جيّد، جمع فيه أهل العصر، ومن قاربهم ممن تقدم زمانه قليلاً، وذكر أحوالهم ومؤلفاتهم، وبعض أشعارهم، نقلنا منه كثيراً في هذا الكتاب.." ( [٢٨٥] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني: "(الدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة): للسيد صدر الدين علي ابن نظام الدين أحمد المدني الشيرازي..." ( [٢٨٦] ) .
فالرجل موثق عندهم، وكتبه كذلك.
١٥٨- مقدمة تفسير البرهان أو مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار: لأبي الحسن بن محمد طاهر النباطي العاملي الأصفهاني الفروي، المتوفى سنة ١١٣٨هـ.
قال عنه يوسف البحراني: كان "محققاً، مدققاً، ثقة، صالحاً، عدلاً..." ( [٢٨٧] ) .
وقال فيه النوري الطبرسي: "كان أفضل أهل عصره، وأطولهم باعا، صاحب تفسير مرآة الأنوار.." ( [٢٨٨] ) .
١٥٩- مفتاح النجاة في مناقب آل العباء: لمحمد بن رستم معتمد خان الحارثي البدخشي.
"ألّفه للسلطان أبي النصر قطب الدين محمد شاه بهادر الغازي، وفرغ منه في ٧محرم سنة ١١٢٦هـ" ( [٢٨٩] ) .
١٦٠- لؤلؤة البحرين.
١٦١- الكشكول أو أنيس المسافر وجليس الحاضر.
١٦٢- الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة.
١٦٣- أجوبة المسائل البهبهانية.
١٦٤- الأربعون حديثاً في مناقب أمير المؤمنين.
١٦٥- الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية.
وكلها من مؤلفات يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني، المتوفى سنة ١١٨٦هـ.
قال عنه محسن الأمين العاملي: "من أفاضل علمائنا المتأخرين، جيّد الذهن، معتدل السليقة، بارع في الفقه والحديث... قال في حقه أبو علي صاحب الرجال: عالم فاضل متبحر ماهر محدث ورع عابد صدوق ديّن، من أجلة مشايخنا المعاصرين، وأفاضل علمائنا المتبحرين، له مؤلفات نافعة.." ، ثم أخذ يعدد تصانيفه( [٢٩٠] ).
وتصانيفه من كتب الشيعة المعتبرة لديهم، وقد أحلها الشيعة منهم نفس منزلة صاحبها( [٢٩١] )
١٦٦- المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية.
١٦٧- الأنوار الوضية في العقائد الرضوية.
وكلاهما لحسين بن محمد آل عصفور الدرازي البحراني، ابن أخي يوسف البحراني. توفي سنة ١٢١٦هـ.
قال فيه علي البحراني: "كان رحمه الله تعالى من العلماء الربانيين، والفضلاء المتبعين، والحفّاظ الماهرين، من أجلة المتأخرين، وأساطين المذهب والدين، بل عده بعض العلماء الكبار من المجددين للمذهب على رأس ألف ومائتين" ( [٢٩٢] ) .
وقال آغا بزرك عنه: "كان زعيم الفرقة الإخبارية في عصره وشيخها المقدم، وعلامتها الجليل، وكان من المصنّفين المكثرين..." ( [٢٩٣] ) .
وقال محسن الأمين: "كان شيخ الإخبارية في عصره، وعلامتهم، متبحراً في الفقه والحديث، طويل الباع، كثير الاطلاع، انتهت إليه الرئاسة والتدريس واجتماع طلبة العلم عليه من تلك البلاد، وبلاد القطيف والأحساء وغيرها" ( [٢٩٤] ) .
أما كتابه المحاسن النفسانية: فقد ذكر آغا بزرك الطهراني أنه يشتمل على عشرين مسألة في فنون شتى، أجاب فيها على أسئلة وردت إليه من قاسم الواعظ الخراساني( [٢٩٥] ).
١٦٨- حق اليقين في معرفة أصول الدين.
١٦٩- تفسير شبر.
وكلاهما لعبد الله شبّر بن محمد رضا الحسيني الكاظمي النجفي، المتوفى عام ١٢٤٢هـ.
قال عنه محسن الأمين العاملي: "هو المحدث المؤلف المكثر وصفة صاحب دار السلام: بالعالم المؤيد، والسيد السند، والركن المعتمد، قال: كان يعرف في عصره بالمجلسي الثاني لكثرة تصانيفه... ذكره تلميذه الشيخ عبد النبي الكاظمي صاحب تكملة الرجال.. فقال: عبد الله بن السيد محمد رضا شبّر الحسيني قرأت عليهما واستفدت منهما، وهما ثقتان عينان، مجتهدان، فقيهان، ورعان، والسيد عبد الله حاز جميع العلوم..." ( [٢٩٦] ) .
وقال محمد صادق السيد محمد حسين الصدر أثناء تقديمه لكتاب حق اليقين: "وقد رأينا على ظهره- يعني ظهر الكتاب- كلمة بليغة لشيخ الطائفة الإمام الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، ننقلها كما هي ليتعرف القارئ بمنزلة الكتاب الرفيعة لدى أكبر عالم شيعي في عصر المؤلف: قال رحمه الله بعد التسمية وحمد الله والصلاة على النبي وآله: لقد جئتَ- والخطاب لشبّر صاحب حق اليقين - بما أبهر العقول، وأذعن له علماء المعقول والمنقول، وبما فتح مقفلات المسائل، وأثبتها بالشواهد والدلائل، رويدا فقد رقيت أعلى المراقي، ومهلاً فما بقي من مهمات المطالب باقي، لقد بنيت للعلم مدينة، فرفعت البناء وبالغت في بنيانها حتى بلغت عنان السماء..." ( [٢٩٧] ) .
١٧٠- ينابيع المودة: للقندوزي سليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي البلخي النقشندي، المتوفى سنة ١٢٩٤هـ.
قال عنه آغا بزرك الطهراني: "والمؤلف وإن لم يعلم تشيعهلكنه غني، والكتاب يعد من كتب الشيعة..." ( [٢٩٨] ) .
١٧١- روضات الجنات في أحوال العلماء السادات، تأليف محمد باقر الموسوي الخوانساري، المتوفى ١٣١٣هـ.
قال آغا بزرك الطهراني: "(روضات الجنات في أحوال العلماء السادات) للسيد الميرزا محمد باقر بن الميرزا زين العابدين الموسوي الخاونساري الأصفهاني، المولود ١٢٢٦هـ والمتوفى عام ١٣١٣هـ، وهو كتاب كبير في أربعة أجزاء" ( [٢٩٩] )
١٧٢- منار الهدى في إثبات إمامة أئمة الهدى: تأليف علي بن عبد الله البحراني، المتوفى عام ١٣١٩هـ.
نزيل مسقط. فقيه إمامي. ولد في البحرين، وانتقل إلى مطرح حيث تقيم الطائفة الحيدر آبادية، فمكث فيها إماماً، ثم غادرها إلى لنجة -أحد موانئ إيران -، فتوفي بها مسموماً. وله رسائل في التقية، والمتعة، والتوحيد( [٣٠٠] ).
أما كتابه "منار الهدى" : فقد قال عنه آغا بزرك الطهراني: "(منار الهدى في إثبات إمامة أئمة الهدى)... للشيخ المعاصر: علي بن عبد الله البحراني، والمتوفى سنة ١٣١٩هـ."
وأخرجه إلى البياض سنة ١٢٦٩هـ، ورتبه على مقدمة وفصلين... "( [٣٠١] )."
١٧٣- مستدرك الوسائل.
١٧٤- خاتمة مستدرك الوسائل.
١٧٥- جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة في الغيبة الكبرى.
١٧٦- فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب.
وكلها من مصنفات حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي، المتوفى عام ١٣٢٠هـ.
قال فيه محسن الأمين العاملي: "كان محدثاً، متبحراً في علمي الحديث والرجال، عارفاً بالسير والتاريخ، منقباً فاحصاً، ناقماً على أهل عصره عدم اعتنائهم بعلمي الحديث والرجال، زاهداً عابداً، لم تفته صلاة الليل، كان وحيد عصره في الإحاطة والاطلاع على الأخبار والآثار والكتب الغريبة..." ( [٣٠٢] ) .
ثم عدد مصنفاته، فذكر منها: فصل الخطاب، ومستدرك الوسائل، وخاتمته، وجنة المأوى( [٣٠٣] ).
وقد لقّب الشيعة النوري الطبرسي بـ(خاتمة المحدثين)، وقد نقل الطبسي قول أحد مشايخه في كتاب النوري الطبرسي "مستدرك الوسائل" : "لا يتم الاجتهاد إلا بالفحص عما في المستدرك" ( [٣٠٤] ) .
وقد قال آغا بزرك عن المستدرك وخاتمته، وعن مؤلفهما النوري الطبرسي: "(مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل) لشيخنا العلامة النوري الحاج ميرزا حسين بن العلامة الميرزا محمد تقي بن الميرزا علي محمد الطبرسي... وهو رابع المجاميع الثلاثة الأخيرة المعتمدة المعول عليها في هذه الأعصار؛ أعني الوافي، والوسائل، والبحار، شكر الله مساعي جامعيها ورفع درجتهم بعدد كل حرف فيها؛ وهم المحقق الفيض، والمحدث الحر، والعلامة المجلسي قدس الله أنفاسهم القدوسي. وهو في ثلاثة مجلدات ضخام كبار... وذيّله بخاتمة هي من أنفس الكتب بالاستقلال، مغن عن سائر ما كتب في علم دراية الحديث والرجال، فيها ما تشتهيه الأنفس وتقر به الأعين، فلله در جامعه ثقة الإسلام الصدوق، وعلم الهدى العلامة، وشيخ الطائفة الحقة، الحقيق بأن يدعى في حقه أنه وإن كان تالي العلامة المجلسي زماناً وعصراً، ولكنه ملحق بهعلماً وتبحراً وفضلاً، بل هما كفرسي رهان، ورضيعي لبان، ليس بينهما أول وثان، والوجدان شاهد لمن له عينان، حيث يرى التفاوت بين من انقاد له السلطان، وجمع له الأدوات والأعوان من الفضلاء الأعيان، وبين من هو فرد وحيد يكب عليه الزمان، ولم يهنأ له في آن..." ( [٣٠٥] ) .
١٧٧- إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب. تأليف علي اليزدي الحائري، المتوفى سنة ١٣٣٣هـ.
قال آغا بزرك: "السيد علي بن ميرزا محمد رضا بن ميرزا حسن الجعفري اليزدي الحائري الأكبر. حبر بارع، وفقيه متبحر.. له تصانيف كثيرة" ( [٣٠٦] ) .
وذكر محقق كتاب إلزام الناصب في مقدمته أن الحائري: كان "شيخ الفقهاء والمجتهدين، حجة الإسلام والمسلمين، آية الله الكبرى في الأرضين، الحاج علي اليزدي الحائري...الذي انتهت إليه الرئاسة العلمية، والقضاوة الشرعية..." ( [٣٠٧] ) .
١٧٨- مشارق الشموس الدرية في أحقية مذهب الإخبارية. تأليف: عدنان بن عليوي الموسوي، المتوفى عام ١٣٤٨هـ.
قال عنه آغا بزرك الطهراني: "هو السيد عدنان بن السيد عليوي بن السيد علي بن السيد عبد الجبار الموسوي القاروني البحراني، عالم بارع، وفاضل جليل. كان من أهل العلم البارعين، ورجال الفضل الكاملين، درس على علماء عصره ومشاهيره حتى حاز قسطاً وافراً من المعرفة، وحظي بسمعة في بلاده، وأحبه الناس، فصار موجهاً، مبجلاً، وولي القضاء والأوقاف ونحوها، وكان إماماً للجمعة والجماعة، ومرشداً هادياً لكثير من الناس إلى أن توفي في سنة ١٣٤٧هـ" ( [٣٠٨] ) .
١٧٩- مجمع النورين وملتقى البحرين: لأبي الحسن المرندي النجفي، المتوفى سنة ١٣٥٢هـ.
قال محسن العاملي: "كان عالماً فاضلاً، له كتاب مجمع النورين وملتقى البحرين في أحوال الزهراء عليها السلام، مطبوع، وعليه تقاريظ جماعة من العلماء.." ( [٣٠٩] ) .
ومن التقاريظ التي قيلت في الكتاب: ما قاله آية الله علي بن محمد حسن الحسيني الشيرازي: (أما بعد: فقد لاحظت سطراً من هذا الكتاب المستطاب، فإذا فيه من در الفضائل، وغرر الفضائل ما فيه كفاية للعاقل وهداية للجاهل) ( [٣١٠] ).
١٨٠- تنقيح المقال في علم الرجال. تأليف محمد حسين بن عبد الله المامقاني، المتوفى سنة ١٣٥١هـ.
قال فيه عباس القمي: "الشيخ الأجل الفقيه الورع الشيخ محمد حسين بن المولى عبد الله المامقاني النجفي، كان من أعاظم العلماء الإمامية، مرجعاً للتقليد، وكان مروجاً للدين بعلمه وعمله.." ( [٣١١] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني: "(تنقيح المقال في علم الرجال) هو أبسط ما كتب في الرجال؛ حيث أنه أدرج فيه تراجم جميع الصحابة والتابعين وسائر أصحاب الأئمة وغيرهم من الرواة إلى القرن الرابع، وقليل من العلماء المحدثين في ثلاث مجلدات كبار لم يزد مجموع جمعه وترتيبه وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين، وهذا مما يعد من خوارق العادات، والخاصة من التأييدات. فلله در مؤلفه من مصنف ما سبقه مصنفوا الرجال، ومن تنقيح ما أتى بمثله الأمثال..." ( [٣١٢] ) .
١٨١- الكنى والألقاب.
١٨٢- منتهى الآمال.
١٨٣- مفاتيح الجنان.
وكلها من تصانيف عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي، المتوفى عام ١٣٥٩هـ.
قال فيه محسن الأمين العاملي: "عالم فاضل محدث واعظ عابد زاهد، له كتب.." ، ثم ذكر كتبه( [٣١٣] ).
وكتبه من تصانيف الشيعة المعتبرة لديهم( [٣١٤] ).
١٨٤- شرح نهج البلاغة للدنبلي، المسمى بـ(الدرة النجفية).
قال آغا بزرك الطهراني: "(الدرة النجفية في شرح نهج البلاغة الحيدرية): للحاج ميرزا إبراهيم بن الحسين بن علي بن الغفار الدنبلي الخوئي، المولود (١٢٤٧) ، والشهيد في فتنة الأكراد بـ(خوي) في (٦شعبان ١٣٢٥هـ) ، فرع منه (١٢٩١) وطبع في (١٢٩٢) ، مجلد كبير في (٣٩٤ص) ، يقرب من أربعين ألف بيت، فيه تحقيقات رشيقة، وفوائد نافعة مفيدة..." ( [٣١٥] ) .
١٨٥- آلاء الرحمن: لمحمد جواد البلاغي.
قال آغا بزرك الطهراني: "(آلاء الرحمن في تفسير القرآن) للعلامة الأجل المعاصر محمد جواد البلاغي النجفي، طاب ثراه... طبع منه مجلد إلى أواسط سورة النساء، والأسف أنه ما أمهله الأجل لإتمامه، توفي سنة ١٣٥٢هـ" ( [٣١٦] ) .
١٨٦- اللؤلؤ النضيد: للتبريزي.
قال آغا بزرك الطهراني: "(اللؤلؤ النضيد في زيارة أبي عبد الله الحسين الشهيد" ع ")، وفي بيان كل ما يتعلق بخصوصيات زيارة عاشوراء المعروفة: للشيخ نصر الله بن عبد الله التبريزي الشبستري، المولود ١٣٣٣، نزيل قم، فرغ منه في يوم الأربعاء ٨ شعبان ١٣٥٩هـ بتبريز، وطبع بها تلك السنة" ( [٣١٧] ) .
١٨٧- الغدير في الكتاب والسنة والأدب.
١٨٨- شهداء الفضيلة.
وهما من تأليف عبد الحسين بن أحمد الأميني، المتوفى عام ١٣٧١هـ.
وقد عد الشيعة هذين المصنفين من التصانيف الشيعية المعتبرة( [٣١٨] ).
قال آغا بزرك الطهراني في معرض حديثه عن كتاب "شهداء الفضيلة" للأميني "(شهداء الفضيلة) للفاضل العلامة الميرزا عبد الحسين بن الشيخ أحمد الأميني التبريزي، طبع سنة ١٣٥٥هـ في النجف الأشرف، وقد قرظته سنة ١٣٥٢، وكان يومئذٍ يسميه صرع الحقائق،كما صرحت بهذا الاسم له في إجازتي له التي سميتها بمسند الأمين في المشايخ الرجاليين.." ( [٣١٩] ) .
١٨٩- تاريخ الشيعة أو الشيعة في التاريخ: للمظفر.
قال آغا بزرك الطهراني: "(الشيعة في التاريخ) للعلامة الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محمد المظفري المعاصر النجفي، المولود سنة ١٣١٢هـ، وهو كتاب نفيس أثبت فيه بدء تاريخ الشيعة منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم حتى العصر الحاضر، المنتشر في كافة البلاد، وله تصانيف أخرى ذكرناها في محالها، وتوفي ٢٣ من المحرم سنة ١٣٨١، ودفن بجنب أخيه الأكبر العلامة الشيخ محمد حسن المظفر بمقبرته الخاصة خارج البلد" ( [٣٢٠] ) .
١٩٠- تحفة العوام مقبول.
قال آغا بزرك: "(تحفة العوام) من فتاوى المولوي السيد ابن الحسين المعاصر، طبع بحيدر أباد سنة ١٣٥١هـ..." ( [٣٢١] ) .
١٩١- أبو طالب شيخ الأبطح: لمحمد علي شرف الدين. قال آغا بزرك: "(أبو طالب) ترجمة بلغة أردو لشيخ الأبطح العربي. تأليف الفاضل، السيد محمد علي شرف الدين العاملي، والمترجم هو السيد ظفر مهدي بن السيد وارث حسين الجايسي المعاصر، مدير مجلة سهيل يمن، مطبوع كأصله" ( [٣٢٢] ) .
١٩٢- صحيفة علوية.
قال آغا بزرك الطهراني: "(الصحيفة العلوية): لشيخنا النوري الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي بن ميرزا علي محمد الطبرستاني، المتوفى ١٣٢٠هـ. وهي مشتملة على ١٠٣ دعاء من أدعيته، جعلها تكملة واستدراكاً للصحيفة الأولى.." ( [٣٢٣] ) .
١٩٣- الشيعة بين الحقائق والأوهام.
١٩٤- أعيان الشيعة.
وكلاهما لمحسن الأمين العاملي.
قال آغا بزرك الطهراني: "(أعيان الشيعة) الحاكي اسمه عن معناه. هو الكتاب الجليل الذي عيد من حسنات العصر الحاضر شرع في طبعه من سنة ١٣٥٤هـ وإلى الآن، خرج منه عدة مجلدات ضخام، نرجو من فضله تعالى تسهيل إتمامه لمؤلفه العلامة الشهير السيد محسن الأمين العاملي، نزيل دمشق الشام" ( [٣٢٤] ) .
١٩٥- طبقات أعلام الشيعة.
١٩٦- نقباء البشر في القرن الرابع عشر.
١٩٧- الذريعة إلى تصانيف الشيعة.
وهي من مصنفات آغا بزرك الطهراني.
قال محمد الحسين آل كاشف الغطاء: "ومن هذه الشجرات الطيبة التي لا تزال تؤتي ثمارها النافعة وأزهارها البائعة وغذائها الشهي، وسقاءها الهنيء: العالم الرباني حجة الإسلام الشيخ محمد محسن، الشهير بآغا بزرك الطهراني أيده الله، صاحب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) التي هي أكبر موسوعة في مؤلفات هذه الطائفة، والتي جمعت المحاسن والعيون، وكشفت عن ضحالة كشف الظنون، ومن ثمار هذه الشجرة المباركة وآثارها: هذا الكتاب الجليل-يعني كتاب نقباء البشر - الذي ترجم فيه لعلماء ثلاثة قرون أو أكثر..." ( [٣٢٥] ) .
وقد ذكر آغا بزرك مصنفاته في كتابه الذريعة( [٣٢٦] ).
١٩٨- أصل الشيعة وأصولها.
قال آغا بزرك الطهراني: "(أصل الشيعة وأصولها) في بيان عقائد الشيعة في أصولهم وفروعهم. للعلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء..." ( [٣٢٧] ) .
١٩٩- كشف الأسرار.
٢٠٠- شرح دعاء السحر.
٢٠١- تحرير الوسيلة.
٢٠٢- رسالة في الجرح والتعاديل.
٢٠٣- الجهاد الأكبر.
٢٠٤- الحكومة الإسلامية.
٢٠٥- من هنا المنطلق.
٢٠٦- الآداب المعنوية للصلاة.
٢٠٧- زبدة الأحكام.
٢٠٨- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية.
وكلها من مؤلفات الخميني الموسوي.
قال عنه آغا بزرك الطهراني: "هو السيد آغا روح الله بن السيد مصطفى الخميني، عالم، فاضل، ولد في سنة ١٣٢٠هـ ونشأ على حب العلم، فجد في طلبه، وحضر على زمرة من أهل الفضل، وحضر على الشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري في قم، وعلى غيره أيضا. وله آثار منها: سر الصلاة، تشم منه رائحة العرفان" ( [٣٢٨] ) .
وقد ذكر له مؤلفات أخرى منها: كشف الأسرار( [٣٢٩] )، وغيره.
وقال أحمد الفهري عن الخميني: "إن هذه الشخصية الكبيرة فتحت عينها على هذا العالم في ٢٠ جماد الثانية من العام ١٣٢٠هجرية قمرية من عائلة دينية في بلدة خمين.." ( [٣٣٠] ) .
ويتحدث عن مكانة الخميني العلمية فيصفه بأنه: "المرجع الخامس للمدرسة الشيعية الحديثة" ، و "أستاذ الأخلاق الكبير، وعميد المعلمين الإسلاميين، ودليل الباحثين عن الحقيقة" ، و "بطل مسائل الغيب والملكوت، والمتحرر عن المادة والماديات، والطائر المرتفع في طيرانه حتى يصل إلى فضاء الوحدة المقدسة( [٣٣١] )" ( [٣٣٢] ) .
ويقول عن كتابه: "كشف الأسرار" : "... تعرض فيه لهؤلاء المتسترين بالدين( [٣٣٣] )، والمتلاعبين به بشكل مفحم وماحق" ( [٣٣٤] ) .
٢٠٩- معجم رجال الحديث.
٢١٠- البيان في تفسير القرآن.
وكلاهما: لأبي القاسم الخوئي، مرجع الشيعة المعاصرين، وزعيم الحوزة العلمية بالنجف في العراق( [٣٣٥] ).
يقول معرفاً نفسه: "العبد المفتقر إلى رحمة ربه: أبو القاسم ابن العلامة الجليل الحجة السيد علي أكبر الموسوي الخوئي قدس الله أسراره، وحشره مع أجداده الكرام حجج الله على خلقه، وأمناء الله على وحيه" ( [٣٣٦] ) .
وقال في موضع آخر: "أبو القاسم بن علي أكبر بن هاشم الموسوي الخوئي -رضوان الله عليهما- مصنّف هذا المعجم. وجرياً على عادة الرجاليين في تحرير تراجمهم عندما يصل دور اسمهم، حررت هذه الترجمة المؤجزة عند وصول طبع المعجم إلى هذا الموضع. ولدت في بلدة (خوي) من بلاد أذربيجان في الليلة ١٥ من شهر رجب سنة ١٣١٧هـ، وبها نشأت مع والدي وإخوتي... حتى حدث الاختلاف الشديد بين الأمة لأجل -حادثة المشروطة - فهاجر المرحوم والدي من أجلها إلى النجف الأشرف سنة ١٣٢٨هـ، والتحقت به في سنة ١٣٣٠هـ برفقة أخي الأكبر المرحوم السيد عبد الله الخوئي وبقية أفراد عائلتنا.." ، ثم أخذ يذكر مصنفاته، فعد منها: البيان في تفسير القرآن، ومعجم رجال الحديث...( [٣٣٧] ).
استدراك:
٢١١- جامع الزيارات أو كامل الزيارات.
مؤلفه: جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى، المعروف بـ "ابن قولويه" .
قال عنه النجاشي: "من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه" ، وذكر من كتبه كتاب جامع الزيارات( [٣٣٨] ).
وقال عنه الطوسي: "ثقة. له تصانيف.." ، وعد منها جامع الزيارات( [٣٣٩] ).
فالرجل ثقة عند الشيعة، وكذا كتابه من التصانيف المعتبرة عندهم( [٣٤٠] ).
٢١٢- شرائع الإسلام.
مؤلفه: نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى الحلي الهذلي.
قال فيه ابن داود: "المحقق المدقق الإمام العلامة، واحد عصره، كان ألسن أهل زمانه وأقومهم بالحجة وأسرعهم استحضاراً..." ، ثم شرع بذكر مؤلفاته، فذكر "شرائع الإسلام" ضمنها( [٣٤١] ).
وقال الحر العاملي عنه: "حاله في الفضل والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء وجميع العلوم والفضائل والمحاسن أشهر من أن يذكر. وكان عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزلة، لا نظير له في زمانه، له كتب منها: كتاب شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام..." ( [٣٤٢] ) .
وقال فيه يوسف البحراني: "كان محقق الفقهاء، ومدقق العلماء، وحاله في الفضل والنبالة والعلم والفقه والجلالة والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء أشهر من أن يذكر، وأظهر من أن يسطّر... توفي ليلة السبت في شهر محرم الحرام،سنة ست وعشرين وسبعمائة" ( [٣٤٣] ) .
فالرجل مجمع على ثقته عندهم، وكذا كتبه محل اعتبار لديهم.
٢١٣- حديقة الشيعة.
للأردبيلي؛ أحمد بن محمد الأردبيلي.
قال عنه مصطفى التفرشي: "أمره في الجلالة والثقة والأمانة أشهر من أن يذكر، وفوق ما يحوم حوله عبارة، كان متكلماً فقيهاً عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزلة، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم.. توفي في شهر صفر سنة ٩٩٣" ( [٣٤٤] ) .
وقال عنه الحر العاملي: "المولى الأجل الأكمل أحمد بن محمد الأردبيلي. كان عالماً فاضلاً مدققاً عابداً ثقة ورعاً عظيم الشأن، جليل القدر..." ( [٣٤٥] ) .
وبنحو قوله قال يوسف البحراني( [٣٤٦] ).
وقد ذكروا جميعاً أن كتاب "حديقة الشيعة" ، أحد كتبه، وأنه من التصانيف المعتبرة لدى الشيعة( [٣٤٧] ).
٢١٤- جامع الرواة: للأردبيلي محمد بن علي.
قال آغا بزرك الطهراني: "(جامع الرواة) أو (رافع الاشتباهات في تراجم الرواة وتمييز المشتركات) . للمولى العلامة الحاج محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري الذي كان مدة في أصفهان من تلاميذ العلامة المجلسي، وصدرت له الإجازة منه في ١٠٩٨..." ( [٣٤٨] ) .
وهناك مصادر أخرى معتمدة عند الشيعة، إلا أنها مجهولة المؤلف، منها:
٢١٥- عقد الدرر في شرح بقر بطن عمر.
وهو كتاب اعتمده الشيعة؛ إلا أنهم ذكروا له اسماً آخر، ونقلوا مقتطفات منه، وبعد المقابلة بين الأصل المخطوط وبين ما نقلوه، تبيّن أن الكتابان واحد.
وقد سمّاه آغا بزرك الطهراني: عقد الدرر في تاريخ وفاة عمر، فوضع "في تاريخ وفاة عمر" موضع "في شرح بقر بطن عمر" .
وقال آغا بزرك الطهراني: "(عقد الدرر في تاريخ وفاة عمر) ويسمى (الحديقة الناضرة) كما مر( [٣٤٩] ).، لا أعرف مؤلفه. أوله (الحمد لله الملك العلام، ذي الجلال والإكرام...) ، رتبه على أربعة فصول وخاتمة على حسب المراد بالسعادة الدائمة."
وفي الفصل الأول نقل عن خط الشيخ علي بن مظاهر الواسطي بإسناد متصل عن محمد بن علي الهمداني، عن الحسن بن الحسين السامري، قال: (كنت أنا ويحيى بن خديج البغدادي فتنازعنا في وفاة ابن الخطاب، فاشتبه علينا أمره، فقصدنا أحمد بن إسحاق القمي) إلى آخر الحديث... وفي مستدرك الوسائل نقل الحديث عن (زوائد الفوائد) في باب نوادر الأغسال المسنونة: قال: وروى الحديث المذكور الحسن بن سليمان الحلي في كتاب المختصر... فمن المحتمل كون عقد الدرر للشيخ حسن( [٣٥٠] ). المذكور "( [٣٥١] )."
٢١٦- التهاب نيران الأحزان.
وهو من الكتب المعتبرة عند الشيعة بالرغم من جهالة المؤلف. وقد بلغ من اهتمامهم به أن طبعوه عدة طبعات، ونقلوا عنه في العديد من المصنفات.
قال آغا بزرك الطهراني: "(التهاب نيران الأحزان) ومثير كتائب الأشجان.. ويقال له: التهاب الأحزان في وفاة سيد بني عدنان المبعوث على الإنس والجان رسول الملك المنان، وما أوصى به في حق أهل بيته أمناء الرحمن، وما جرى بعد وفاته من الاختلاف والخذلان... فيظهر من منقولاته أنه ألف بعد القرن السابع إلى العاشر...- ثم ذكر أن الكاشاني نقل منه عدة فصول، وأن المجلسي أورده في كتابه بحار الأنوار بعد أن كتب إليه بعض معاصريه أنه ينبغي النقل عنه في البحار، - وذكر أنه طبع في المنامة بتحقيق محمد حسن الشيرازي، وغيره-" ( [٣٥٢] ) .
٢١٧- مفتاح الجنان في الأدعية والزيارات والأذكار. قال آغا بزرك الطهراني: "(مفتاح الجنان) في الأدعية والأعمال المتعلقة بالأيام والشهور والزيارات وبعض الأوراد والختومات، وقد طبع مرارا عديدة( [٣٥٣] )، ولا يعرف جامعه... ونسخه مختلفة بالزيادة والنقصان من مباشري طبعه."
وقال السيد يحيى إمام الجماعة بمشهد الرضا (ع) : إن مؤلفه هو الشيخ أسد الله الطهراني الحائري، المتوفى بمشهد الرضا سنة ١٣٣٣هـ، وكان من أصحاب العلامة الأنباري، معمراً بالغاً للعمر الطبيعي المائة والعشرين، وفي الرضوية أنه البروجردي المعروف بالصدوق من أهل المنبر "( [٣٥٤] ).وهذه المصادر الشيعية الإثنا عشرية المتقدمة قد أجمع الشيعة على توثيقها واعتمادها، ولم يخالف في ذلك منهم أحد."
وهناك مصادر أخرى تعارضت فيها أقوال المتقدمين من علماء الشيعة مع أقوال المتأخرين، ما بين موثّق ومضعّف.
وغاية ما اعترضوا عليها: ما ذكر فيها من غلو، ولكن مشاهير علماء الشيعة المعاصرين صرحوا في مصنفاتهم أن ما كان يعتبره الأقدمون من علماء الشيعة غلوا قد صار عند المتأخرين من ضروريات مذهب الشيعة:
قال المامقاني -وقد تقدم نقل إجماع علماء الشيعة المعاصرين له، من جاء منهم بعده على توثيقه وجلالته-: "بيّنّا مراراً عديدة أنه لا وثوق لنا برميهم - يقصد المتقدمين من علماء الشيعة - رجلاً بالغلو؛ لأن ما هو الآن من الضروري عند الشيعة في مراتب الأئمة كان يومئذٍ يسمى غلوا..." ( [٣٥٥] ) .
ولم يكتف بذلك، بل ذكر أن مجرد انتساب الرجل إلى مذهب الشيعة كافٍ في حصول الوثاقة له؛ فقال عن المنتسب لمذهب التشيع: "تحمله الأذى في تشيّعه كافٍ في حصول المدح الموجب لوصفه بالحسن" ( [٣٥٦] ) .
وقد وثق رجالاً كثيرين ممن رماهم المتقدمون بالغلو، وذكر أنهم ثقات صحيحو الاعتقاد معتمدون مقبولو الرواية وإن رماهم من رماهم بالغلو( [٣٥٧] ).
ولم يعارض المامقاني في صنيعه هذا أحد من المتأخرين، بل سكتوا وأقروا معترفين بالقاعدة التي ذكرها، والتي أفادتأن ما كان في الماضي غلوا صار في الوقت الحاضر من ضروريات المذهب.
وكذا حال الكتب التي اختلف فيها الشيعة: صارت في وقتنا الحاضر من الكتب المعتمدة.
ومن هذه الكتب التي وقع الاختلاف فيها بين الشيعة:
٢١٨- السقيفة أو كتاب سليم بن قيس. الذي يعرف عند الشيعة بـ(أبجد الشيعة).
وهو ينسب إلى سليم بن قيس الهلالي، المتوفى عام ٩٠هـ. مكتوب على غلاف الكتاب، وفي مقدمته: قولاً منسوباً إلى جعفر الصادق: (من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس الهلالي، فليس عنده من أمرنا شيء، ولا يعلم من أسبابنا شيئاً، وهو أبجد الشيعة، وهو سر من أسرار آل محمد صلى الله عليه وسلم) ( [٣٥٨] ).
فما هو موقف علماء الشيعة من هذا الكتاب؟
اختلف المتقدمون من علماء الشيعة في هذا الكتاب ما بين ذامٍّ ومادح، بينما أجمع من جاء بعدهم على توثيقه واعتباره، فممّن أثنى على الكتاب من المتقدمين: محمد بن إبراهيم النعماني -الذي أجمع الشيعة على توثيقه وجلالته وصحة عقيدته-، فقال مبيّناً منزلة كتاب سليم بن قيس: "وليس بين جميع من حمل العلم ورواه عن الأئمة عليهم السلام خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام، وأقدمها؛ لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول الله صلى عليه وآله وسلم، وأمير المؤمنين، والمقداد، وسلمان الفارسي، وأبي ذر... وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها، ويعول عليها..." ( [٣٥٩] ) .
هذا بالنسبة لتوثيق بعض المتقدمين من الشيعة لهذا الكتاب.
أما من طعن فيه منهم: فالمفيد، حيث قال: "إن هذا الكتاب غير موثوق به، ولا يجوز العمل على أكثره، وقد حصل فيه تخليط وتدليس، فينبغي للمتدين أن يجتنب العمل بكل ما فيه، ولا يعول على جملته، والتقليد لروايه، وليفزع إلى العلماء فيما تضمنه من الأحاديث ليوقفوه على الصحيح منها والفاسد" ( [٣٦٠] ) .
أما المتأخرون من الشيعة فقد مدحوا الكتاب واعتمدوه، وذكروا أن كثيراً من متقدمي الشيعة نقلوا عن هذا الكتاب واعتمدوه:
قال المجلسي -شيخ الإسلام والمسلمين عند الشيعة، وخاتمة المحدثين- يرد على من طعن في هذا الكتاب: "وكتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار، وقد طعن فيه جماعة، والحق أنه من الأصول المعتبرة..." ( [٣٦١] ) .
وذكر أن كثيراً من المتقدمين اعتمدوا هذا الكتاب ونقلوا عنه، فقال: "وقد نقل عنه كثير من قدماء أصحابنا في كتبهم كثقة الإسلام في الكافي، والصفار في بصائر الدرجات، والصدوق فيمن لا يحضره الفقيه والخصال.." ( [٣٦٢] ) .
وهذه الكتب التي ذكرها المجلسي هي أجل الكتب عند الشيعة، وأصحابها هم أوثق الناس عندهم كما تقدم، ونقل أصحاب هذه الكتب عنه دليل اعتباره عندهم.
فخلاصة الكلام: أن الشيعة المتأخرين والمعاصرين قد اعتمدوا هذا الكتاب، ولم ينقل عن أحد منهم -فيما أعلم- مخالفة في ذلك. ولا عبرة بخلاف من خالف من المتقدمين، لأن الغرض من هذه الأطروحة إقامة الحجة على المعاصرين.
٢١٩- شرح نهج البلاغة: لابن أبي الحديد.
قال آغا بزرك الطهراني: "(شرح نهج البلاغة) للشيخ عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله بن أبي الحديد المعتزلي، المولود في المدائن ٥٨٦، والمتوفى ببغداد سنة ٦٥٥.هو في عشرين جزءاً، طبع بطهران جميعها في مجلدين في سنة ١٢٧٠هـ، وطبع بعد ذلك في مصر وغيرها مكرراً، وقد ألّفه للوزير مؤيد الدين أبي طالب محمد، الشهير بابن العلقمي.." ( [٣٦٣] ) .
أما عن موقف الشيعة من الكتاب والكاتب: فهو ذو شقين.
أحدهما: موقفهم من الكتاب:
يرى الشيعة أن ابن أبي الحديد قد قام بتأليف كتابه "نهج البلاغة" للوزير ابن العلقمي الشيعي( [٣٦٤] )، فقبل الوزير هذا الكتاب، ورضي بما جاء فيه، وبعث لمؤلفه مائة ألف دينار وخلعه سنية وفرساً( [٣٦٥] ).
وقد قبل هذا الكتاب أيضاً من أتى بعده من علماء الشيعة؛ مثل الخوانساري الذي قال فيه- أي في كتاب شرح نهج البلاغة: "الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب، والحاوي لكل نافحة ذات طيب.." ( [٣٦٦] ) .
ومثل كاشف الغطاء الذي أثنى على الكتاب، ولكنه لم يثن على الكاتب( [٣٦٧] )، وغيرهما.
وقد اعتمد الشيعة على هذا الكتاب فنقلوا عنه، وسطّروا منه في كتبهم( [٣٦٨] ).
أما المؤلف؛ ابن أبي الحديد: فقد أثنى عليه أكثر الشيعة:
قال عنه الخوانساري: "هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين، موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة.. وحسب الدلالة على علو منزلته في الدين، وغلوه في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام: شرحه النفيس - يقصد شرح نهج البلاغة -..." ( [٣٦٩] ) .
وقد أنكر عليه بعض الشيعة غلوه، مثل عباس القمي( [٣٧٠] ).
بيد أن هذا الإنكار لا يسلّمه له المعاصرون من الشيعة الذين رأوا أن ما كان غلو في الماضي صار اليوم يعد من ضروريات مذهبهم - كما تقدم -.
وخلاصة القول: أن كتاب ابن أبي الحديد معتمد عند الشيعة، إلا أن الكاتب منسوب عند بعضهم إلى الغلو. وليس في ذلك ما يقدح به عند المعاصرين منهم.
٢٢٠- مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين.
٢٢١- لوامع أنوار التمجيد وجوامع أسرار التوحيد. وكلاهما لرجب البرسي.
ورجب البرسي يعد عند الشيعة من الحفّاظ. وقد أثنوا عليه. إلا أنهم ذكروا أن في كتابه غلواً.
قال فيه الحر العاملي: "الشيخ رجب الحافظ البرسي. كان فاضلاً، محدثاً، شاعراً، منشئاً، أديباً. له كتاب مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين عليه السلام، وله رسائل في التوحيد، وغيره. وفي كتابه إفراط، وربّما نسب إلى الغلو..:" ( [٣٧١] ) .
وبنحو قوله قال عباس القمي( [٣٧٢] ).
وقال المجلسي: "وكتاب مشارق الأنوار، وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي. ولا أعتمد على ما ينفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع، وإنما أخرجنا منها ما يوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة" ( [٣٧٣] ) .
وقول المجلسي: "لا أعتمد على ما ينفرد بنقله" : لا يفيد ترك الاعتماد عليه بالكلية، بل ذكر أنه اعتمد عليه، فأخذ منه ما يوافق الأصول المعتبرة.
وهذه الطريقة قد اتبعتها عند أخذي من هذا الكتاب، فجعلته من المصادر الثانوية اللاحقة. ولم أجعله مصدراً أساسياً لعقائد القوم. فهو في هذه الحالة معتمد عند معاصريه، ومن جاء بعده.
أما المعاصرون من الشيعة فلا ريب بتسليمهم بكل ما جاء في الكتاب؛ إذ أنهم صاروا يعدون الغلو من ضروريات المذهب كما تقدم ذلك.
٢٢٢- الرجعة: لأحمد الأحسائي، المتوفى ١٢٤٣هـ.
المؤلف: أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر بن راشد الصقري المطيرفي الأحسائي البحراني.
قال محسن الأمين العاملي: "هو مؤسس مذهب (الكشفية) نسبة إلى الكشف والإلهام، وكان يدعيهما، وتبعه أتباع ربما قيل لهم: (الشيخية) أيضاً، نسبةً إلى (الشيخ أحمد) صاحب الترجمة" ( [٣٧٤] ) .
وذكر محسن العاملي أنه "ينسب إلى الكشفية أمور إذا صحت فهو غلو.." ونقل عن بعض علمائهم أن منشأ الغلو كان من تلميذه "كاظم الرشتي" ( [٣٧٥] ) .
إلا أنه ذكر أن محمد باقر الموسوي الخوانساري - صاحب كتاب روضات الجنات - قد "أطنب في مدحه، وبالغ في الثناء عليه، والدفاع عنه" ( [٣٧٦] ) .
وكذا أثنى عليه محمد حسين آل كاشف الغطاء، فقال عنه: "والحق أنه - أي الأحسائي - رجل من أكابر علماء الإمامية وعرفائهم، وكان على غاية الورع والزهد والاجتهاد في العبادة كما سمعنا ممن نثق به ممن عاصره ورآه. نعم له كلمات في مؤلفاته مجملة متشابهة، لا يجوز من أجلها التهجم والجرأة على تكفيره" ( [٣٧٧] )
ولو صحّ الغلو الذي نسبه بعض الإثني عشرية إلى فرقة الكشفية -كما قال العاملي -، فلا ضير فيه عند معاصريهم الذين يعدون الغلو من ضروريات المذهب، ولا مطعن فيه في الأحسائي، سيّما وقد برأه ودافع عنه وأثنى عليه عالمان كبيران من علمائهم؛ هما الخوانساري، ومحمد حسن كاشف الغطاء كما تقدم.
أما كتابه "الرجعة" : فقد عده آغا بزرك من تصانيف الشيعة وذكره تحت اسم: "جواب مسائل محمد علي ميرزا عن العصمة والرجعة" ( [٣٧٨] ) .
وبعد: فهذه أكثر كتب الشيعة الإثني عشرية التي رجعت إليها، وأخذت منها معتقدهم في الصحابة.
وهناك مراجع حديثة لمصنفين معاصرين من الشيعة لا زالوا على قيد الحياة، لم أر أحداً ترجم لهم. ولكن شهرتهم، وانتشار كتبهم، ونشر الشيعة لها، وتكرارهم لطبعها، وإقرارهم بما جاء فيها - وهو امتداد لمعتقدات أسلافهم في الصحابة وغيرهم- كل ذلك ينوب مناب توثيق الشيعة لها كتابة.
هذا بالنسبة لمصادر الشيعة الإثني عشرية.
أما المصارد الأخرى التي اعتمدت عليها في بيان معتقد أشهر فرق الشيعة في الصحابة - الزيدية، والإسماعيلية -، والتي لا زال أتباعها يعتقدون بمعتقداتها: فقد نهجت فيها المنهج نفسه الذي اتبعته في توثيق مصادر الشيعة الإثني عشرية.
فمن مصادر الزيدية مثلاً:
٢٢٣- إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم: للمؤيد الزيدي، المتوفى سنة ٤٢١هـ.
وهو أحمد بن الحسين بن هارون الأقطع، من أبناء زيد بن الحسن العلوي الطالبي القرشي أبو الحسين.
قال عنه محسن الأمين العاملي: "إمام زيدي، من أهل طبرستان، مولده بها في آمل، ودعوته الأولى سنة ٣٨٠، بويع له بالديلم، ولقب بالسيد (المؤيد بالله) ، ومدة ملكه عشرون سنة" ( [٣٧٩] ) "كان غزير العلم، له مصنفات في الفقه والكلام" ( [٣٨٠] ) .
مات سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
٢٢٤- قواعد عقائد آل محمد: لمحمد بن الحسن الديلمي، المتوفى سنة ٧١١هـ.
قال الزركلي: "محمد بن الحسن الديلمي: فقيه زيدي، أصله من الديلم. انتقل إلى اليمن، وسكن صنعاء، وتوفي بوادي مر، في رجوعه إلى بلاده. له (قواعد عقائد آل محمد) ، وهو من أصول كتب الزيدية" ( [٣٨١] ) .
وقال عبد الله محمد الحبشي عن كتابه (قواعد عقائد آل محمد) : "من أصول كتب الزيدية. اشتمل على فضل الآل، وذكر مذاهب الإمامية وإبطاله، وتكفير الباطنية، وأن مذهب الزيدية: الترضية على الصحابة.." ( [٣٨٢] ) .
٢٢٥- الأساس لعقائد الأكياس: للمنصور بالله الزيدي، المتوفى سنة ١٠٢٩هـ.
مؤلف الكتاب هو: "القاسم بن محمد بن علي. من سلالة الهادي إلى الحق؛ صاحب اليمن. من أئمة الزيدية، ولد ونشأ في أطراف صنعاء، وأدرك طرفاً من العلوم، ودعا الناس إلى مبايعته، فبايع له خلق كثير بالإمامة سنة ١٠١٦هـ... له تآليف منها:...(الأساس لعقائد الأكياس) في أصول الدين..." ( [٣٨٣] ) .
أما كتابه: (الأساس) : فقد قال عنه آغا بزرك الطهراني: "من الكتب المعتمدة عند علماء الشيعة الزيدية، وعليه تعليقاتهم، وله شروح رأيت منها: النبراس، والشمس المنيرة.." ( [٣٨٤] ) .
٢٢٦- النصائح الكافية لمن يتولى معاوية: لابن عقيل العلوي.
مؤلف الكتاب هو: "محمد بن عقيل بن عبد الله بن عمر، من آل يحيى، العلوي الحسيني الحضرمي... كان شديد التشيع، له كتب منها: كتاب (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية) ...، توفي سنة ١٣٥٠هـ" ( [٣٨٥] ) .
وذكر آغا بزرك الطهراني الكتاب باسم آخر، فقال: "(النصائح الكافية في مثالب معاوية) لمحمد بن عقيل بن عبد الله.." ( [٣٨٦] ) .
والكتاب مليء بشتم معاوية رضي الله عنه، ولعنه والتبرؤ منه.
ومن مصادر الإسماعيلية:
٢٢٧- الهفت الشريف أو الهفت والأظلة: للمفضل بن عمر الجعفي؛ من أصحاب جعفر الصادق.
يعد هذا الكتاب من أهم كتب الإسماعيلية.
وقد اعتنى المعاصرون من الإسماعيلية بهذا الكتاب عناية كبيرة؛ فطبعه عارف تامر - الإسماعيلي- بتحقيقه سنة ١٩٦٠م، ثم طبعه طبعة أخرى فيها زيادات: مصطفى غالب - الإسماعيلي- بتحقيقه سنة ١٩٦٤م( [٣٨٧] ).
وقد اعتمد على هذا الكتاب كثير من علماء الإثني عشرية، وأثنوا على مؤلفه: المفضل بن عمر الجعفي. وممن أثنىعليه ووثقه من مشايخهم: المفيد( [٣٨٨] )، والطوسي( [٣٨٩] ). والمجلسي الأول( [٣٩٠] )، والمامقاني( [٣٩١] ).
٢٢٨- الافتخار.
٢٢٩- إثبات النبوءات.
٢٣٠- أساس الدعوة.
٢٣١- تأويل الشريعة.
وكلها من مؤلفات أبي يعقوب بن إسحاق السجستاني.
قال عنه مصطفى غالب -الإسماعيلي المعاصر-: "كان من أشهر الدعاة الإسماعيلية، ومن أعظم علماء المذهب الإسماعيلي. على كاهله نهضت الفلسفة الإسماعيلية، وازهرت بعهده الدعوة الفكرية الإسماعيلية، واحتلت المكان اللائق في جميع الأوساط العلمية والفلسفية والعقائدية، له مؤلفات كثيرة منها..- وعد منها المؤلفات المذكورة، وزاد عليها مؤلفات أخرى كثيرة -.." ( [٣٩٢] ) .
قيل أنه قتل سنة ٣٣١هـ في طبرستان، ولكن الأصح أنه كان حياً إلى سنة ٣٦٠هـ كما يظهر من كتابه (الافتخار) ؛ فقد ذكر فيه أنه وضعه سنة ثلاثمائة وستين( [٣٩٣] ).
فالسجستاني هذا يعد من الدعاة الذين وضعوا أسس المذهب الإسماعيلي، كما تقدم نقل قول مصطفى غالب في ذلك، وكتبه من أهم الكتب عند الطائفة الإسماعيلية.
٢٣٢- اختلاف أصول المذاهب.
٢٣٣- افتتاح الدعوة.
٢٣٤- أساس التأويل الباطن.
٢٣٥- دعائم الإسلام.
٢٣٦- تأويل الدعائم.
٢٣٧- الرسالة المذهبية في الحكمة والتأويل.
٢٣٨- الأرجوزة المختارة.
٢٣٩- المجالس والمسايرات.
وكلهم للقاضي النعمان، المتوفى سنة ٣٦٣هـ.
هو النعمان بن محمد بن منصور أبو حنيفة بن حيون التميمي، ويقال له: القاضي النعمان.
ذكر النوري الطبرسي -الشيعي الإثنا عشري- أن النعمان هذا كان في أول أمره إثني عشري، ثم صار داعية من دعاة الإسماعيلية( [٣٩٤] ).
قال عنه مصطفى غالب -الإسماعيلي-: "داعي الدعاة، وقاضي القضاء، سيدنا النعمان... عيّن خلفا لأبيه قاضي قضاة المذهب الإسماعيلي، وكبيرا لدعاته في عهد الإمام المعز لدين الله. فأخلص لمولاه، وأفاد عقيدته بكثرة مؤلفاته في مختلف العلوم الإسماعيلية، وإليه يرجع الفضل في تعميم الفقه الجعفري، وضرب بسهم وافر في جميع نواحي النشاط العلمي، فترك عدداً من المؤلفات الثمينة... توفي القاضي النعمان في شهر جمادى الآخرة سنة ٣٦٣ هجرية، وصلى عليه الإمام المعز.." ( [٣٩٥] ) . ثم ذكر مصنفاته، وعد منها المصادر المذكورة، وزاد عليها مصادر أخرى كثيرة جداً( [٣٩٦] ).
٢٤٠- كتاب الكشف.
٢٤١- أسرار النطقاء.
٢٤٢- سرائر النطقاء.
وهي لجعفر بن منصور اليمن.
هو: جعفر بن الحسن بن فرج بن حسن بن حوشب بن زادان الكوفي.
يعتبر من كبار الدعاة الإسماعيلية، ومن الناشرين لمعتقداتها بين الناس( [٣٩٧] ).
قال عنه الداعي إدريس عماد الدين -الإسماعيلي-: "سكن في ظل الدوحة العلوية، وانتهى إلى أن بلغ مبلغاً عظيماً عند الأئمة صلوات الله عليهم، وفضل الدعاة، وبلغ إلى مراتب أبواب الفائزين بعلوم الدرجات" ( [٣٩٨] ) .
مات في أواخر الستينات من القران الرابع الهجري( [٣٩٩] ).
٢٤٣- راحة العقل.
٢٤٤- أسبوع دور الستر.
وكلاهما للكرماني؛ أحمد حميد الدين الكرماني، المتوفى سنة ٤١١هـ.
قال عنه الداعي إدريس عماد الدين -الإسماعيلي-: "الداعي حميد الدين أحمد بن عبد الله: هو أساس الدعوة التي عليه عمادها، وبه علا ذكرها واستقام منارها، وبه استبانت المشكلات، وانفرجت المعضلات" ( [٤٠٠] ) .
وقال عنه مصطفى غالب -الإسماعيلي-: "داعي الدعاة، وحجة العراقين، سيدنا أحمد حميد الدين بن عبد الله الكرماني. كان... داعياً للإمام الحاكم، وحجة في العراقين للإمام العزيز أيضاً. اشتهر بتفانيه في خدمة المذهب الإسماعيلي، والدفاع عنه بقلمه وحججه وبيانه، وقد اظهر للوجود مؤلفات عظيمة تبحث في الفلسفة والفقه والتأويل، فأحدثت انقلاباً فكرياً في جميع الأوساط، واحتلت المكان اللائق في القلوب..." ( [٤٠١] ) .
وقد ذكر من كتبه نيِّفاً وثلاثين كتاباً، وعدَّ منها: أسبوع دور الستر، وراحة العقل( [٤٠٢] )، وقد تقدم وصفه لمؤلفاته بأنها عظيمة، وبأنها قد احتلت المكان اللائق في القلوب.
٢٤٥- المجالس المؤيدية.
٢٤٦- ديوان المؤيد في الدين.
وكلاهما: للمؤيد، المتوفى سنة ٤٧٠هـ.
هو: هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي السليماني.
ذكر مصطفى غالب أنه تدرج في المناصب عند الأئمة العبيدين "حتى توصل إلى رتبة رئيس الدعاة... وكان غزير العلم، أتحف المكتبة الإسماعيلية بمجموعة من المؤلفات الثمينة، نذكر منها: ١- المجالس المؤيدية. ٢- ديوان المؤيد في الدين..." ( [٤٠٣] ) .
٢٤٧- القصيدة الصورية: لمحمد بن علي بن الحسن الصوري، المتوفى سنة ٤٩٠ هـ.
قال عنه الزركلي: "من دعاة الإسماعيلية. ولد في بلدة صور (بلبنان) ، وإليها نسبته. وتعلم في طرابلس الشام، ثم فيالقاهرة. وعُيّن داعياً للمذهب الإسماعيلي في جبال السماق وتوفي فيها. له رسائل وأراجيز في المذهب، منها القصيدة الصورية في عقائد الإسماعيلية..." ( [٤٠٤] ) .
٢٤٨- إثبات الإمامة: للنيسابوري؛ أحمد بن إبراهيم النيسابوري.
قال عنه مصطفى غالب: "ولد الداعي الأجل سيدنا أحمد بن إبراهيم، أو محمد النيسابوري في مدينة نيسابور في فارس في أواخر القرن الرابع الهجري في بيت عرف بانتمائه للإسماعيلية. ففي هذا البيت استوعب عقائدها، وانخرط في شبابه في تنظيمات الدعوة السرية... ومن المرجح أنه وضع أكثر مؤلفاته في القاهرة، وتوفي في عهد الإمام الحاكم الفاطمي؛ أي في أوائل القرن الخامس الهجري..." ( [٤٠٥] ) . ثم شرع يعدد كتبه، وذكر منها: إثبات الإمامة.
٢٤٩- كنز الولد: للحامدي، المتوفى سنة ٥٥٧هـ. هو "إبراهيم بن الحسين بن أبي السعود الحامدي. ولد سنة ٥٣٦، (وقد خلف الداعي الذويب في الدعوة للإمام المستور الإسماعيلي، ويعد من علمائهم المؤلفين. توفي سنة ٥٥٧) " ( [٤٠٦] ) .
أما كتابه "كنز الولد" : فقد ذكر عبد الله محمد الحبشي أنه "من أهم كتبه. تعرض فيه لفلسفة (إخوان الصفا) ، وأبان عن شخصية مؤلفها. طبع بتحقيق مصطفى غالب -الإسماعيلي-" ( [٤٠٧] ) .
٢٥٠- تاج العقائد ومعدن الفوائد: لعلي بن محمد الوليد، المتوفى سنة ٦١٢هـ.
قال عنه عارف تامر -الإسماعيلي-: "يعتبر من أشهر علماء اليمن الإسماعيليين، ويكفي أن نقول: إنه لعب دوراً أدبياً فلسفياً عظيماً باعتباره الداعي المطلق الخامس لليمن في القرن السادس الهجري..." ( [٤٠٨] ) .
وقال عنه عبد الله محمد الحبشي: "تولى الدعوة إلى الإسماعيلية بعد وفاة علي بن حاتم الحامدي، ولم يزل قائماً بأمر الدعوة، فاتسقت به أمورها، وتحسنت أحوالها، واجتمع على تأييده بعض سلاطين همدان. وكانت وفاته بعد دخول الأيوبيين إلى اليمن بشهرين. وقد أوفى عمره على التسعين عاماً، وهو صحيح الجوارح يؤلف الكتب. وكان من أنشط الدعاة يذب عن حمى الدعوة ويكافح عنها بقلمه ولسانه؛ إذ كان الكفاح مريراً بعد سقوط الدولة الصليحية، ولم تجد الدعوة الإسماعيلية نصيراً لها قوياً. توفي سنة ٦١٢هـ" ( [٤٠٩] ) .
وقد ذكره الزركلي، ووصفه بقوله: "داعية إسماعيلي، من علمائهم، يلقب بـ(والد الجميع). وهو الداعي الخامس من دعاة اليمن.." ( [٤١٠] ) .
أما كتابه "تاج العقائد" : فقد ذكر الحبشي أنه "يحتوي على مائة مسألة من مسائل الباطنية.." ( [٤١١] ) .
٢٥١- الدستور ودعوة المؤمنين إلى الحضور: لشمس الدين بن أحمد الطيبي، المتوفى سنة ٦٧٣هـ.
قال عارف تامر -الإسماعيلي، محقق هذا الكتاب-: "إنها من تأليف الداعي الأجل (شمس الدين بن أحمد الطيبي) ، وقد سمعها من (نصير الدين الطوسي) ؛ الداعي الإسماعيلي الكبير، ووزير هولاكو.." ( [٤١٢] ) .
٢٥٢- كتاب الأزهار ومجمع الأنوار: لحسن بن نوح بن يوسف بن محمد، المتوفى سنة ٩٣٩هـ.
"من علماء الإسماعيلية الباطنية. له كتاب (الأزهار ومجمع الأنوار) ..." ( [٤١٣] ) .
٢٥٣- مطالع الشموس في معرفة النفوس: لشهاب الدين أبي فراس، المتوفى سنة ٩٧٣هـ.
قال عارف تامر -الإسماعيلي- عن هذه الرسالة: "هي للداعي الأجل شهاب الدين أبي فراس. المولود في قلعة (المينقة) الإسماعيلية في قضاء جبلة - اللاذقية، عام ٨٧٢هـ. ومات فيها عام ٩٣٧هـ. ولا يزال ضريحه قائماً فيها للآن. كان شاعراً أديباً، وفقيها حكيماً، وفيلسوفاً كبيراً..." ( [٤١٤] ) .
ثم شرع يعدد مصنفاته، وذكر منها كتاب (مطالع الشموس) ( [٤١٥] ).
إلى أن قال: (والخلاصة: فقد كان هذا الداعي عالماً جليلاً، وأرجح أن له عشرة مؤلفات على الأقل في أصول الدعوة) ( [٤١٦] ).
٢٥٤- مزاج التسنيم: لضياء الدين الإسماعيلي.
ذكر هذا الكتاب: آغا بزرك الطهراني في الذريعة، وعده من مصنفات الإسماعيلية( [٤١٧] ).
وهناك مصنفات أخرى لإسماعيليين لا زالوا على قيد الحياة، منهم: مصطفى غالب -الإسماعيلي اللبناني-، وعارف تامر -الإسماعيلي السوري-.
فمن مصنفات الأول التي رجعت إليها:
٢٥٥- تاريخ الدعوة الإسماعيلية: وهو كتاب سرد فيه تاريخ الطائفة الإسماعيلية منذ خلق الله آدم عليه السلام إلى الوقت الحاضر.
٢٥٦- الإمامة وقائم القيامة: وقد تحدث فيه عن عقيدة الإمامة، وترجم لأئمة الإسماعيلية، وأسهب في ذكر موقف الإسماعيلية من المهدي المنتظر.
ومن مصنفات الثاني التي رجعت إليها:
٢٥٧- الإمامة في الإسلام: وهو كتاب تاريخي عقائدي يبحث في تاريخ الدعوة الإسماعيلية.
وهذه المصنفات لا تحتاج إلى توثيق؛ إذ أنها لمعاصرين مشهورين لا زالوا على قيد الحياة، ولم أر أحداً ترجم لهم. وشهرتهم، وانتشار كتبهم، وتكرارهم لطبعها، كل ذلك ينوب مناب توثيق مصادرهم.
وهناك مصدران من مصادر النصيرية( [٤١٨] ) هما:
٢٥٨- الهداية الكبرى: لحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني، المتوفى سنة ٣٥٨هـ.
ويعد الخصيبي هذا عند النصيرية: (المُنظِّر الأول لهذه الفرقة، وأحد مؤسسيها المشهورين) ( [٤١٩] )، وكذا كتابه (الهداية الكبرى) .
وقد اعتمد الشيعة الإثنا عشرية على هذا الكتاب:
وممن اعتمد عليه منهم، ونقل عنه: ابن طاوس( [٤٢٠] )، وحسين بن عبد الوهاب( [٤٢١] )، والمجلسي( [٤٢٢] )، وهاشم البحراني( [٤٢٣] )، والمامقاني( [٤٢٤] )، وغيرهم( [٤٢٥] ).
٢٥٩- تاريخ العلويين: لمحمد غالب الطويل.
قال آغا بزرك الطهراني: (تاريخ العلويين) : تأليف محمد أمين بن علي غالب بن سليمان آقا بن إبراهيم آقا، المنتهي نسبه على ما ذكره المؤلف في الكتاب إلى يعرب بن قحطان...)( [٤٢٦] )، وقد أشار إلى أن مؤلفه على معتقد النصيرية( [٤٢٧] ).
وبعد: فهذه هي المصادر الشيعية: الإثنا عشرية، والزيدية، والإسماعيلية التي رجعت إليها، وأخذت منها معتقداتهم في الصحابة مباشرة بدون واسطة( [٤٢٨] ).
وهي من المصادر المعتبرة عند أصحابها كما تقدم ذكر ثنائهم عليها.
وما ضمّنته في هذا الكتاب من عقائدهم يعتبر إلزاماً لهم؛ لأن الكتب كتبهم باعترافهم، ومصنفوها من الموثوقين عندهم.
تمهيد:
ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول:
مكانة الصحابة عند أهل السنة والجماعة.
الفصل الثاني:
موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة بإيجاز.
الفصل الأول: مكانة الصحابة رضي الله عنهم عند أهل السنة والجماعة:
أجمع أهل السنة والجماعة على سموّ منزلة الصحابة رضي الله عنهم، ورفعة شأنهم، وعدالتهم؛ فكل واحد من الصحابة عدل، إمام، فاضل، فُرضَ علينا توقيره، ومحبته، والاستغفار له، والاعتقاد بأن تمرة يتصدق بها أفضل من صدقة أحدنا دهره كلّه.
ومعتقد أهل السنة هذا قد تلقوه خلفاً عن سلف، وكلهم أخذوه عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين تلقوه بدورهم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
والنصوص التي دلّت على هذا المعتقد كثيرة جداً.
وقبل الشروع ببيانها، لابد من الوقوف على تعريف الصحابي عند أهل السنة والجماعة حتى نتعرف على حد هذا الشخص الذي أنزله أهل السنة والجماعة هذه المنزلة مقتدين بإنزال الله تعالى وإنزال رسوله صلى الله عليه وسلم له إياها.
ولبيان ذلك كله قسّمت هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث.
المبحث الأول: تعريف الصحابي:
وفيه مطلبان: المطلب الأول: تعريف الصاحب لغة.
المطلب الثاني: تعريف الصحابي اصطلاحاً.
المطلب الأول: تعريف الصاحب لغة:
الصاحب لغة: اسم فاعل من صحِب يصحَب، فهو صاحب.
ويجمع الصاحب على: أصحاب، وأصاحيب، وصَحب، وصِحاب، وصُحبة، وصُحبان، وصَحابة، وصِحابة( [٤٢٩] ).
والصاحب، والصحابي مشتق من الصحبة، والصحبة تطلق على عدة معان، كلها تدور حول الملازمة والانقياد.
فقولك: استصحبت الكتاب وغيره: إذا جعلته ملازما لك غير مفارق.
واستصحبت فلاناً: إذا دعوته إلى الصحبة والملازمة.
وقولك: أصحَبَت الدابة: إذا انقادت.
ويقال: أصحب البعير: إذا ذل وانقاد من بعد صعوبة.
ومنه قول امرئ القيس
ولست بذي رثية امّر إذا قيد مستكرها أصحبا
فهذه بعض معاني الصحبة، وكلها تدور حول الملازمة والانقياد كما تقدم.
والصحابة: جمع لصاحب -كما تقدم أيضاً-.
والصحابي: منسوب إلى الصحابة، ومؤنثه: صحابية( [٤٣٠] ).
المطلب الثاني: تعريف الصحابي اصطلاحاً:
اختلف أهل الحديث مع أهل الفقه والأصول في تعريف الصحابي في الاصطلاح.
فذهب جمهور المحدثين إلى أن تعريف الصحابي في الاصطلاح: هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، مؤمناً به، بعد بعثته، حال حياته، ومات على الإيمان( [٤٣١] ).
وذهب جمهور الفقهاء والأصوليين في تعريف الصحابي إلى أنه: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، مؤمنا به، بعد بعثته، حال حياته، وطالت صحبته، وكثُر لقاؤه به، على سبيل التبع له، والأخذ عنه، وإن لم يرو عنه شيئاً، ومات على الإيمان( [٤٣٢] ).
والخلاف بين المحدثين والأصوليين منشؤه الاختلاف في تعريف الصاحب لغة، وعرفا.
فالمحدثون راعوا في تعريف الصحابي اصطلاحاً: المعنى اللغوي العام؛ حيث يطلق الصاحب لغةً على الملازم والمنقاد سواء أطالت صحبته أم قصرت( [٤٣٣] ).
والأصوليون راعوا في تعريفهم للصحابي: المعنى العرفي؛ حيث يطلق الصاحب عرفا على من طالت صحبته، وكثرت ملازمته( [٤٣٤] ).
وتعريف المحدثين للصحابي هو الراجح للأدلة التالية:
[١] - إن المعاني اللغوية من الأمور المستقرة، التي لا تتغيّر بتغيّر الأزمنة والأمكنة، بخلاف العرف الذي يتغيّر - في غالب الأحيان - بتغير الزمان والمكان. وعند الاختلاف يرجع إلى المعايير الثابتة دون المتغّيرة.
[٢] - إن جمهور المحدثين (حين عَرَّفوا الصحابي بالمعنى الاصطلاحي بناءً على مراعاة المعنى اللغوي، أخذوا المعنىاللغوي بمعناه العام الشامل لطول الصحبة وقصرها، ولم يقصروه على بعض أفراده؛ وهو طول الصحبة دون قصرها، بخلاف أهل الأصول الذين راعوا في تعريفهم للصحابي بعض المعنى اللغوي فقط؛ وهو طول الصحبة، فقصروا المعنى اللغوي على بعض أفراده، وتركوا البعض الآخر. ولا شك أن مراعاة المعنى اللغوي بجميع أفراده أولى من قصره على بعضها؛ فإنه في اللغة يشمل الملازمة كما ذكرنا، وهي تستلزم طول الصحبة المعبّر عنه بالمعنى العرفي، ويشمل الانقياد الذي لا يستلزمها( [٤٣٥] ).
وبهذا يتّضح أن مذهب أهل الحديث في تعريف الصحابي هو الراجح.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله أنه قول جمهور أهل السنة، وقال: (وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى( [٤٣٦] ).
المبحث الثاني: بيان مذهب أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة، مع ذكر أدلتهم بإيجاز:
وفيه ثلاثة مطالب:
- الأول: تعريف العدالة.
- الثاني: معتقد أهل السنة في عدالة الصحابة.
- الثالث: ذكر أدلتهم على إثباتها بإيجاز.
المطلب الأول: تعريف العدالة:
العدالة مصدر لعَدُل يعْدُل- على وزن سَهُل يسْهُل-.
يقال: عَدُل فلان: إذا استقام أمره، ولم تظهر منه ريبة( [٤٣٧] ).
ويقال: رجل عَدْل: إذا كان مرضياً عند الناس، مقبول الشهادة( [٤٣٨] ).
وأما تعريف العدالة في الاصطلاح: فهي مَلَكَة تحمل المتّصف بها على ملازمة التقوى، والمراد بالتقوى: اجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة( [٤٣٩] ).
ومجملها: الاحتراز عما يذم شرعاً.
المطلب الثاني: معتقد أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة رضي الله تعالى عنهم:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن الصحابة رضي الله عنهم كلّهم عدول، قد تحققت فيهم صفة العدالة، وظهر فيهم معناها؛ فكانوا من أكثر الناس ملازمة للتقوى.
لذلك أجمع أهل السنة على قبول رواية الصحابي، وشهادته دون توقف فيها.
وقد نقل إجماعهم على ذلك جمع كبير من العلماء، منهم: ابن عبد البر( [٤٤٠] )، والجويني( [٤٤١] )، والغزالي( [٤٤٢] )،والنووي( [٤٤٣] )، وابن الصلاح( [٤٤٤] )، وابن كثير( [٤٤٥] )، والعراقي( [٤٤٦] ).وابن حجر( [٤٤٧] )، والألوسي( [٤٤٨] )، وغيرهم( [٤٤٩] ).
فالصحابة جميعاً عدول عند أهل السنة والجماعة. ولهم على إثباتهم لعدالتهم أدلة من الكتاب ومن السنة.
المطلب الثالث: أدلة أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة رضي الله عنهم:
لأهل السنة على إثبات عدالة الصحابة أدلة من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولبيان هذه الأدلة قسّمت هذا المطلب إلى مسألتين.
المسألة الأولى: أدلتهم من كتاب الله تعالى:
[١] - قوله تعالى: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ... )) [آل عمران:١١٠]
هذه الآية خطاب من الله تعالى. والصحابة رضي الله عنهم هم أول من يدخل في شمول الخطاب؛ لأنهم هم المخاطبون مباشرة بهذه الآية.
وقد دلت هذه الآية على الخيرية المطلقة، وإثبات الأفضلية لهذه الأمة على الأمم الأخرى. وهذا يقتضي استقامة الصحابة الذين يدخلون في شمول الخطاب ابتداءً( [٤٥٠] )، وذلك مما يستلزم عدالتهم رضي الله عنهم؛ إذ يبعد أن يصفهم الله تعالى بأنهم خير أمة أخرجت للناس، ولا يكونوا عدولاً.
[٢] - قوله تعالى: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً )) [البقرة:١٤٣]
ومعنى وسطاً: أي عدولاً.
ويشهد لهذا المعنى: قوله تعالى: (( قَالَ أَوْسَطُهُمْ... )) [القلم:٢٨] أي: أعدلهم.
وقوله عليه الصلاة والسلام: «يدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب! فيقول: هل بغلت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فيشهدون أنه قد بلغ، ويكون الرسول عليكم شهيداً. فذلك قوله جل ذكره: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً... )) [البقرة:١٤٣] » والوسط: العدل( [٤٥١] ).
فالله سبحانه وتعالى قد أخبر في هذه الآية عن الصحابة أنه جعلهم عدولا. ومن أصدق من الله حديثاً.
[
٣]- قوله تعالى: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ... )) [التوبة:١٠٠] .
وقد أخبر الله تعالى في هذه الآية عن رضاه عنهم، وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل، فلا يكون الرضا إلا لمن كان أهلاً له، ولا يكون أهلاً للرضا إلا من كان مستقيماً في أمره عدلاً في دينه( [٤٥٢] ).
وهناك آيات كثيرة أثنى الله تعالى فيها على أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم، وبيّن فضلهم. وهي وإن لم يصرح الله تعالى فيها بعدالتهم، إلا أن ثناءه سبحانه وتعالى عليهم، وبيانه لفضلهم فيها يقطع لهم بالعدالة.
قال محمد بن أحمد الحنبلي، الشهير بـ (ابن النجار) : (إن من أثنى الله سبحانه وتعالى عليه بهذا الثناء كيف لا يكون عدلا؟ فإذا كان التعديل يثبت بقول اثنين من الناس، فكيف لا تثبت العدالة بهذا الثناء العظيم من الله سبحانه وتعالى، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم) ( [٤٥٣] ).
ومن هذه الآيات:
- قوله تعالى: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) [الفتح:٢٩] .
- وقوله سبحانه: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )) [الأنفال:٧٤] . فوصفهم الله تعالى بالإيمان الحق.
- وقوله عن المهاجرين: (( أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ )) [الحشر:٨] .
- وقوله عن الأنصار الذين آزروهم ونصروهم: (( فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ )) [الحشر:٩] .
وغير ذلك من الآيات الكريمة التي أخبر الله عز وجل فيها عن رضاه عن أصحاب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر فضلهم، وأثنى عليهم، وذلك هو الفضل العظيم.
المسألة الثانية: أدلتهم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[١] - قوله عليه الصلاة والسلام: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه»( [٤٥٤] )
أما وجه الاستدلال بهذا الحديث على عدالة الصحابة: فقد ذكره السخاوي بعدما أورد الحديث، فقال: ووجه الاستدلال به أن الوصف لهم بغير العدالة سب..( [٤٥٥] ).
والحديث أيضاً اشتمل على تزكية الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم؛ إذ أنه عليه السلام بيّن فيه فضلهم على غيرهم ممن أتى بعدهم، وذكر أن مد طعام يقدمه أحدهم أعظم عند الله وأكثر ثواباً من مثل جبل أحد يقدمه غيرهم.
وقد تقدم أن ثناء الرسول عليه السلام عليهم يقطع لهم بالعدالة.
[٢] - قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ألا ليبلغ الشاهد الغائب...»( [٤٥٦] ).
أما وجه الاستدلال بهذا الحديث على عدالة الصحابة: فقد ذكره الحافظ ابن حبان في صحيحه فقال: "على أن الصحابة كلهم عدول، ليس فيهم مجروح ولا ضعيف، إذ لو كان فيهم مجروح أو ضعيف، أو كان فيهم أحد غير عدل لاستثنى في قوله صلى الله عليه وسلم؛ وقال: ألا ليبلغ فلان وفلان منكم الغائب. فلما أجملهم في الذكر بالأمر بالتبليغ لمن بعدهم دل ذلك على أنهم كلهم عدول، وكفى بمن عدله رسول الله صلى الله عليه وسلم شرفاً" ( [٤٥٧] ) .
وهذا القول قاله عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع -كما أفادت رواية الإمام مسلم -؛ ومعلوم أن جلّ أصحابه رضي الله عنهم كانوا معه في تلك الحجة.
[٣] - قوله عليه الصلاة والسلام: «خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...»( [٤٥٨] ).
قد أثبت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للصحابة في هذا الحديث الخيرية المطلقة، والأفضلية لهم على سائر أمته.
وقد تقدم أن الله سبحانه وتعالى أثبت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الخيرية المطلقة على سائر الأمم، حيث قال: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ... )) [آل عمران:١١٠] ، وفي هذا الحديث أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه الأفضلية والخيرية على سائر أمته. وفي هذا أبلغ الثناء وأعظمه؛ فالصحابة رضي الله عنهم خيار من خيار.
وتقدم كلام ابن النجار على أن إثبات الخيرية من الله ورسوله لأحد تستلزم إثبات العدالة له دون توقف( [٤٥٩] ).
وهناك أحاديث أخرى كثيرة أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها على الصحابة بمجموعهم، أو على بعضهم بأفرادهم وهي كما قال الخطيب البغدادي: (كلها مطابقة لما ورد في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحد منهم- مع تعديل الله تعالى لهم، المطلع على بواطنهم_إلى تعديل أحد من الخلق له... على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها- من الهجرة والجهاد والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين- القطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين. وهذا مذهب كافّة العلماء، ومن يعتد بقوله من الفقهاء) ( [٤٦٠] ).
إذاً: فالحكم بتعديل الصحابة رضي الله عنهم مبني على تعديل الله تعالى وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم لهم، ولسنا نحتاج بعد تعديل الله تعالى وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم لهم إلى تعديل من أحد أيّاً كان.
المبحث الثالث: حكم سابّ الصحابة- عند أهل السنة والجماعة:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن سب الصحابة، أو تجريحهم، أو الطعن فيهم، أو الحطّ من شأنهم؛ محرم بنص الكتاب والسنة.
فمن الكتاب:
- قوله تعالى: (( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً )) [الحجرات:١٢] وأدنى أحوال السابّ للصحابة أن يكون مغتاباً لهم.
- وقوله سبحانه: (( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ )) [الهمزة:١] ، والهمز واللمز: أزدراء الناس، وانتقاصهم بالقول والفعل( [٤٦١] ).
وأدنى أحوال السابّ للصحابة: أن يكون مزدرياً بهم، متنقصاً لهم.
- وقوله تعالى: (( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً )) [الأحزاب:٥٨] .
قال الحافظ ابن كثير في تفسيرها: (أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه، لم يعملوه، ولم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم. ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة بالله ورسوله، ثم الرافضة الذين يتنقصون الصحابة ويعيبونهم بما برأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم؛ فإن الله عز وجل قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم. وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم وينتقصونهم ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبداً..) ( [٤٦٢] ).
ومعلوم أن السب أحد أنواع الإيذاء، فمن سب الصحابة رضي الله عنهم- وهم خير المؤمنين بعد الأنبياء والمرسلين- فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبينا.
أما أدلة تحريم سب الصحابة من السنة، فمنها:
[١] - قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي...»( [٤٦٣] )
وهو من الأحاديث المتفق عليها( [٤٦٤] ).
[٢] - قوله صلى الله عليه وسلم: «الله اللهَ في أصحابي! الله اللَه في أصحابي! لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه»( [٤٦٥] ).
وقد نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن بغض الصحابة، وعن إيذائهم، ومعلوم أن أدنى أحوال الساب لهم أن يكون مبغضاً لهم، وفعله نوع من أنواع الإيذاء لهم.
وهناك أقوال لبعض الصحابة تنهى عن ذلك، منها:
١- قول ابن عمر رضي الله عنهما: (لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم أربعين سنة) ( [٤٦٦] ).
٢ - قول ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله عز وجل قد أمر بالاستغفار لهم، وهو يعلم أنهم سيقتتلون) ( [٤٦٧] ).
٣ - قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبّوهم) ( [٤٦٨] ).
إذاً: سب الصحابة محرم بنص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، وإجماع أهل السنة والجماعة، بل وتحريم سبهم (مما لا ينبغي أن ينتطح فيه كبشان، أو يتنازع فيه اثنان) ( [٤٦٩] )، كما ذكر ذلك الألوسي رحمه الله تعالى.
فأهل السنة والجماعة متفقون على حرمة سب الصحابة، وعلى عظيم إثم من سبّهم، أو انتقصهم رضي الله تعالى عنهم.
ولكنهم اختلفوا في حكم من سبّهم هل يكفر ويحل قتله، أو يفسق ويكفي في حقه التعزير والتأديب- على قولين-.
القول الأول: من قال بكفر سابّ الصحابة، وحل قتله:
ذهب فريق من علماء أهل السنة إلى كفر من سب الصحابة رضي الله عنهم، أو طعن في عدالتهم، وأنه يقتل بسبب ذلك.
وممن ذهب إلى ذلك منهم: الإمام مالك في رواية( [٤٧٠] )، ومحمد بن يوسف الفريابي( [٤٧١] )، والإمام أحمد في رواية( [٤٧٢] ) وعبد العزيز بن جعفر غلام الخلال( [٤٧٣] ). -، وأبو زرعة الرازي( [٤٧٤] )، والسرخسي( [٤٧٥] )، والطحاوي( [٤٧٦] )، والحميدي( [٤٧٧] )، والقرطبي( [٤٧٨] )، وأحمد بن يونس( [٤٧٩] )، وأبو بكر بن هانئ( [٤٨٠] )، وعبد الله بن إدريس( [٤٨١] )، وفضيل بن مرزوق( [٤٨٢] )، وطلحة بن مصرف( [٤٨٣] )، وجماعة من الحنابلة( [٤٨٤] ) وطائفة من الفقهاء من أهل الكوفة، وغيرهم( [٤٨٥] ).
وقد استدلوا على مذهبهم بالأدلة التالية:
[١] - قوله تعالى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ )) [الفتح:٢٩] ، وأدنى أحوال السابّ لهم والطاعن فيهم أن يكون مغتاظاً منهم.
قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: (من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ... )) [الفتح:٢٩] إلى قوله (( لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ )) [الفتح:٢٩)] ( [٤٨٦] ) .
[٢] - قوله عليه الصلاة والسلام عن أصحابه: «.. ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى...»( [٤٨٧] )
وفي معنى هذا الحديث قال الحسن بن علي البربهاري: (من تناول أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه إنما أراد محمداًَ، وقد آذاه في قبره) ( [٤٨٨] ).
ومعلوم أن [الأذى لله ولرسوله يوجب القتل، ويوجب نقض العهد، ويوجب الردة] ( [٤٨٩] ) .
أما قوله عليه السلام: (ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم) . فقد فسّره الإمام مالك بن أنس رحمه الله بقوله عمّن قدح في الصحابة: (إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي عليه الصلاة والسلام، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه، حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين) ( [٤٩٠] ).
[٣] - ومن أدلتهم على كفر من سب الصحابة: قولهم: (إن الطعن في الصحابة، وانتقاصهم، وتجريحهم، والقول بعدم عدالتهم يؤدي إلى إبطال الشريعة؛ إذ هم الذين حملوها ونقلوها وبلغوها) .
قال الإمام أبو زرعة الرازي: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآنحق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة) ( [٤٩١] ).
وقال القرطبي معلقاً على قول الإمام مالك بكفر من اغتاظ من الصحابة: (لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحداً منهم- يقصد من الصحابة-، أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين) ( [٤٩٢] ).
[٤] - ومن أدلتهم على كفر من سب الصحابة؛ قولهم: إن في سب الصحابة وانتقاصهم رد لما تواتر في القرآن والسنة من مدحهم، والثناء عليهم، والإشادة بهم. ومن انتقصهم أو طعن عليهم فقد عارض الله في ثنائه عليهم في كتابه، وعارض رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدحه لهم في سنته.
قال الألوسي عن انتقاص الروافض للصحابة، وطعنهم عليهم: (إن في ذلك إنكار ما قام الإجماع عليه قبل ظهور المخالف، من فضلهم، وشرفهم، ومصادمة المتواتر من الكتاب والسنة الدالين على أن لهم الزلفى عند ربهم) ( [٤٩٣] ).
ومعلوم أن معارضة الله تعالى في خبره مخرجة عن دائرة الإسلام - عياذاً بالله تعالى-؛ قال الشيخ صديق حسن خان: (من خالف الله ورسوله في إخبارهما وعصاهما بسوء العقيدة في خُلّص عباده ونخبة عباده فكفره بواح لا سترة عليه) ( [٤٩٤] ).
وهناك أدلة أخرى استدل بها من قال بكفر سابّ الصحابة، وكلها من الأدلة المعتبرة.
القول الثاني: من قال بفسق سابّ الصحابة، ولم يقل بكفره، وقال بتعزيره، ولم يقل بقتله: ذهب فريق من علماء أهل السنة إلى أن من سب الصحابة رضي الله عنهم لا يكفر، بل يفسق. ولا يقتل، بل يعزر ويؤدب.
وممن قال بذلك منهم: الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه( [٤٩٥] )، والإمام مالك في رواية( [٤٩٦] )، والإمام أحمد في رواية( [٤٩٧] )، وعاصم الأحول( [٤٩٨] )، وإسحاق بن راهويه( [٤٩٩] )، وعبد الملك بن حبيب( [٥٠٠] )، وابن المنذر( [٥٠١] ). وإبراهيم النّخعي( [٥٠٢] )، وعبد الله بن محمود الموصلي( [٥٠٣] )، وابن عابدين( [٥٠٤] )، والتفتازاني( [٥٠٥] )، وأبو الشكور السالمي( [٥٠٦] )، وملا علي القاري( [٥٠٧] )، والقسطلاني( [٥٠٨] )، والنووي( [٥٠٩] ). والرملي( [٥١٠] )، والباقلاني( [٥١١] )، وابن تيمية( [٥١٢] )، وغيرهم( [٥١٣] ).
وقد استدلوا على هذا المذهب بأدلة منها:
[
١]- إن مجرد سب الصحابة غير مستلزم للكفر والخروج من الملة، وهو يختلف عن سب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والله تعالى قد ميّز بين مؤذي الله ورسوله، ومؤذي المؤمنين؛ فجعل الأول ملعوناً في الدنيا والآخرة، وقال في الثاني: (( فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )) [النساء:١١٢] ، ومطلق البهتان والإثم ليس بموجب للقتل، وإنما هو موجب للعقوبة في الجملة؛ فتكون عليه عقوبة مطلقة، ولا يلزم من العقوبة جواز القتل... "( [٥١٤] )."
[٢] - قالوا: (إن أشخاص الصحابة لا يجب الإيمان بهم بأعيانهم؛ فسب الواحد لا يقدح في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر) ( [٥١٥] ).
وبهذا يتضح أن حكم سابّ الصحابة من المسائل الخلافية عند أهل السنة؛ فرغم اتفاقهم على حرمة الفعل، اختلفوا في حكم الفاعل على قولين- كما تقدم-، واستدل كل واحد منهم على مذهبه بأدلة قوية ومعتبرة.
والراجح أنه لا يقطع بكفر من سب الصحابة لمجرد السب؛ لأن السب قد وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبمسمع منه فلم يحكم بكفر السابّ، ولم يهدر دمه، وإنما اكتفى بالنهي عن ذلك بقوله: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي..»( [٥١٦] )، فلو كان سابّ الصحابة كافراً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، ولما اكتفى بمجرد النهي عن السبّ.
ولقد كان الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه يتّهم من يسب الصحابة في دينه، ولكنه كان يجبن عن قتله كما صرح بذلك رضي الله عنه بقوله: (ما أراه على الإسلام) ، (اتهمه على الإسلام) ، (اجبن عن قتله) ( [٥١٧] ). وهذا التورع منه عن قتله يدل على أنه لم يكن يقطع بكفره؛ إذ لو كان يقطع بكفر من سب الصحابة لما تردد في قتله.
هذا بالنسبة لمن أتى بمجرد السبّ الذي هو الشتم، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفر سابّ الصحابة من أهل العلم؛ فإن "من سبهم سبّاً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم - مثل وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد، ونحو ذلك- فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك" ( [٥١٨] ) .
أما من قرن مع السب أمراً آخر، فحكمه يتوقف على الأمر الذي قرنه:
[١] - (فإن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً) ، أو فسّق عامتهم، (فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم، والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعيّن؛ فإن مضمون هذه المقالة: أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )) [آل عمران:١١٠] .
وخيرها هو القرن الأول- كان عامتهم كفاراً أو فساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكُفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام...)( [٥١٩] ).
قال القاضي عياض المالكي: (نقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة، وتكفير جميع الصحابة) ( [٥٢٠] ).
وقال الحافظ الذهبي: (من قال لمسلم بعد إيمانه كافر، فهو كافر بإجماع الأمة) ( [٥٢١] ).
وقال الشيخ محمد بن سليمان التميمي رحمه الله: (.. ومن نسب جمهور أصحابه صلى الله عليه وسلم إلى الفسق والظلم، وجعل اجتماعهم على الباطل، فقد ازدرى بالنبي صلى الله عليه وسلم، وازدراؤه كفر) ( [٥٢٢] ).
إذاً: لا خلاف بين علماء أهل السنة في أن من نسب الصحابة رضي الله عنهم إلى الكفر والارتداد: فإنه كافر لا شك في كفره بل إن يشك في كفره فإن كفره متعيّن- كما صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله( [٥٢٣] ).
[٢] - وكذا من كَفَّر الشيخين؛ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فلا شك في كفره.
قال الحافظ الذهبي: (كل من أحب الشيخين فليس بغال. بل من تكلم فيهما فهو غال مغتر، فإن كفّرهما والعياذ بالله جاز عليه التكفير واللعنة) ( [٥٢٤] ).
[٣] - وكذا من نسب عائشة رضي الله عنها إلى الفاحشة، فلا شك في كفره، ومن شك في كفره فهو كافر.
قال القاضي أبو يعلى: (من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم) ( [٥٢٥] ).
وقد نقل القاضي أبو يعلى قول الإمام مالك بن أنس رحمه الله: (من سب أبا بكر جلد، ومن سب عائشة قتل. قيل له: لم؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن: لأن الله تعالى قال: (( يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ )) [النور:١٧] )( [٥٢٦] ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من نسب عائشة رضي الله عنها وعن أبيها إلى الفاحشة، وقد نزل القرآن ببراءتها فهو كافر؛ لأن هذا وأمثاله لا يمكن إنكاره إلا بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو إنكار التواتر..) ( [٥٢٧] ).
وقال العلامة ابن عابدين الحنفي: (نعم، لا شك في تكفير من قذف السيدة عائشة رضي الله عنها، أو أنكر صحبة الصديق) ( [٥٢٨] ).
ويتلخّص مما تقدم: أن قول من قال بعدم تكفير من سب الصحابة ليس على إطلاقه، إذ أن من سب الصحابة بنسبتهم إلى الارتداد والكفر، أو سبّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقذفها، ونسبتها إلى الفاحشة، فهذا لا خلاف في كفره بإجماع أهل السنة والجماعة.
وبهذا يتضح معتقد أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم يعتبرونهم أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين، وينزلونهم المنزلة التي أنزلهم الله تعالى، وأنزلهم رسوله عليه الصلاة والسلام إياها.
الفصل الثاني: موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة بإيجاز:
لم توافق فرق الشيعة أهل السنة والجماعة في معتقدهم في الصحابة رضي الله عنهم، ولم يستدلوا بما استدلوا به على معتقدهم من نصوص الكتاب والسنة والإجماع، وإنما كان عمدتهم في هذا المعتقد أقوال مزينة مزخرفة يحسبها الظمآن ماء حتى إذا جاءها لم يجدها شيئاً، وهذه الأقوال تارةً يتقولونها من عند أنفسهم، وتارةً ينسبونها إلى بعض آل البيت الذين هم برآء من أي تنقص للصحابة فضلاً عن أن يصدر منهم أي طعن أو شتم في حقهم، وهم في ذلك متبعون لقول الله تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:١٠] .
ولبيان موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة بإيجاز قسّمت هذا الفصل إلى مبحثين.
المبحث الأول: التعريف المختار للشيعة، وبيان أشهر فرقها المعاصرة:
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: التعريف المختار للشيعة:
[١] - معنى الشيعة في اللغة:
تطلق كلمة "شيعة" في اللغة، ويراد بها عدة معان، منها: الاتباع، والأنصار، والأعوان، والخاصّة.
فإذا قيل: هؤلاء شيعة فلان: قصد بها أحد هذه المعاني، أو كلها، أو بعضها.
قال صاحب القاموس المحيط: (شيعة الرجل: أتباعه وانصاره. وتطلق على الفرقة الواحدة، ويقع على الواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث) ( [٥٢٩] ).
وقال صاحب الصحاح: (شيعة الرجل: أتباعه وأنصاره. يقال: شايعه، كما يقال: والاه من ولاه من الوليّ.. وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيع، وقوله تعالى: (( كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ )) [سبأ:٥٤] أي بأمثالهم من الشيع الماضية قال ذو الرمة:
استحدث الركب عن أشياعهم خبر أم راجع القلب من أطرابه طرب
يعني: عن أصحابهم...)( [٥٣٠] ).
[٢] - تعريف الشيعة في الاصطلاح:
اختلف العلماء في تعريف الشيعة اصطلاحاً:
- فقال بعضهم: (قد غلب هذا الاسم على كل من يتولى علياً وأهل بيته اسماً خاصاً) ( [٥٣١] ).
وهذا القول غير سديد؛ لأن أهل السنة والجماعة يتولون علياً رضي الله عنه وأهل بيته، وليسوا من الشيعة.
- وقال قوم - منهم الشهرستاني: (الشيعة هم الذين شايعوا علياً رضي الله عنه على الخصوص، وقالوا بإمامتهوخلافته نصاً ووصية، إما جلياً، وإما خفياً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقية من عنده...) ( [٥٣٢] ).
وهذا التعريف لا يسلّم على إطلاقه أيضاً؛ لأن الزيدية -وهم من الشيعة - يرون صحة إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما -كما سيأتي-.
- وقيل( [٥٣٣] ): (بل الشيعة: هم الذين فضلوا علياً على عثمان رضي الله عنهما، حتى يقال: فلان عثماني، وفلان شيعة لعلي) .
وهذا فاسد أيضاً؛ إذ أنه غير جامع لجميع أفراد الشيعة؛ فإنه لا يشمل مثل كثير عزة إذ يقول:
المطلب الثاني: ذكر أشهر فرق الشيعة المعاصرة:
أشهر فرق الشيعة المعاصرة: ثلاث: الزيدية، والإسماعيلية، والإثنا عشرية.
- أما الزيدية: فهم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم( [٥٣٧] ).
- وأما الإسماعيلية: فهم الذين ساقوا الإمامة في علي بن أبي طالب، وابنه الحسن، ثم جعلوها في ذرية الحسين، وساقوها في أولاده إلى إسماعيل بن جعفر الصادق؛ فاتفقوا مع الإثني عشرية في سوق الإمامة في ذرية الحسين إلى جعفر الصادق، وخالفوهم بزعمهم أن الإمامة صارت من جعفر إلى ابنه إسماعيل، ومنهم من قال بإمامة محمد بن إسماعيل، وهذا مذهب الإسماعيلية من الباطنية( [٥٣٨] ).
- وأما الإثنا عشرية: فهم الذين ساقوا الإمامة في علي وابنه الحسن، ثم في ذرية الحسين بن علي؛ فقالوا: الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم من بعده ابنه الحسن بن علي -الملقب بالزكي-، ومن بعده أخوه الحسين بن علي الشهيد، ثم علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي أبو جعفر الباقر، ثم جعفر بن محمد أبو عبد الله الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم، وبعده ولده علي الرضا، ثم بعده محمد بن علي -الملقب بالتقي الجواد -، ثم بعده علي بن محمد النقي، وبعده الحسن العسكري، ثم ابنه محمد -مهدي الشيعة المنتظر، والملقب عندهم بالقائم -، وهو إمامهم الثاني عشر( [٥٣٩] ). فسمّوا إثني عشرية بسبب ذلك( [٥٤٠] ).
ويقال لهم: القطعية أيضاً؛ وذلك لأنهم قطعوا بموت موسى الكاظم بن جعفر الصادق( [٥٤١] ).
فهذه أشهر فرق الشيعة المعاصرة.
أما عن بيان موقفهم من الصحابة: فقد أفردت لذلك المبحث الآتي-:
المبحث الثاني: بيان موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة:
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: موقف فرقة الزيدية من الصحابة رضي الله عنهم::
أجمع أئمة الزيدية على تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، أو النيل منهم، أو انتقاصهم.
قال يحيى بن الحسين بن محمد بن القاسم الزيدي (ت ١٠٩٠هـ) . في رسالته الموسومة بـ "الإيضاح بما خفي من الاتفاق على تعظيم الصحابة" بعد ما حكى أقوال الأئمة من أهل البيت: (وإذا تقرر ما ذكرنا، وعرفت أقوال الأئمة الهداة: علم من ذلك بالضرورة التي لا تنتفي بشك ولا شبهة إجماع أئمة الزيدية على تحريم سب الصحابة لتواتر ذلك عنهم، والعلم به. فما خالف ما علم ضرورة لا يعمل به..) ( [٥٤٢] ).
وقال محمد بن علي الشوكاني (ت ١٢٥٠هـ) في رسالته الموسومة بـ "إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي" بعدما نقل إجماع أهل البيت من أئمة الزيدية وغيرهم على تحريم سب الصحابة من ثلاثة عشر طريقاً: (فهذه طرق متضمنة لإجماع أهل البيت من أئمة الزيدية ومن غيرهم- كما في بعض الطرق-، والناقل لهذا الإجماع من أسلفنا ذكره من أكابر أئمتهم...-إلى أن قال: -فهذه كتبهم قد ملأت الأرض، وأتباعهم على ظهر البسيطة أحياء، وقد اتفقت كلمة متقدميهم ومتأخريهم على أن من سب الصحابة مبتدع) ( [٥٤٣] ).
وقال في موضع آخر: (قد ثبت إجماع الأئمة من أهل البيت على تحريم سب الصحابة، وتحريم التكفير والتفسيق لأحد منهم..) ( [٥٤٤] ).
ولكن: رغم إجماعهم على تحريم سب الصحابة، إلا إنهم اختلفوا في الترضي والترحم على الصحابة بين متوقف، ومترض؛ فمذهب المتقدمين منهم: الترضي عن الصحابة رضي الله عنهم والترحم عليهم، وتبعهم على ذلك بعض المتأخرين.
ومذهب بعض المتأخرين: التوقف في الترضي عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم( [٥٤٥] ).
هذا مع اتفاق الجميع على تحريم سبّهم رضي الله تعالى عنهم؛ قال يحيى بن الحسين بن محمد بن القاسم الزيدي في كتابه "الإيضاح بما خفي من الاتفاق على تعظيم الصحابة" بعد أن ذكر مذاهب أئمة أهل البيت في الترضي عن الصحابة والتوقف عن ذلك: (يكفي في ذلك القول الجلي: بأن أئمة أهل البيت كافة بين متوقف ومترض، لا يرى أحد منهم السب للصحابة أصلاً، يعرف ذلك من عرف) ( [٥٤٦] ).
هذا بالنسبة لما وقفت عليه من كلام أئمة الزيدية. أما أتباع الأئمة: فقد ذكر علماء الفرق -عند أهل السنة - أنهم طوائف يجمعهم القول: بأن الإمامة في أولاد فاطمة رضي الله عنها؛ سواءً أكانوا من أولاد الحسن، أم من أولاد الحسين، فكل فاطمي، عالم، شجاع، سخي، خرج بالإمامة جاز أن يكون إماماً واجب الطاعة]( [٥٤٧] ).
وقد اتفقوا على أفضلية علي رضي الله عنه على باقي الصحابة، ولكنهم- عدا الجارودية منهم - أجازوا إمامة المفضول مع وجود من هو أفضل منه؛ لذلك صحّحوا خلافة الشيخين رضي الله عنهما، ولم يعلنوا البراءة منهما]( [٥٤٨] ).
أما طوائف الزيدية: فهي ثلاث: الجارودية، والسليمانية، والصالحية.
أما الجارودية:
فهم أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني. قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: (متروك الحديث) ، وضعّفه جداً. وقال الإمام يحيى بن معين: (كذاب عدو الله) ، ليس يسوى فلسا. وقال الإمام البخاري: (يتكلمون فيه) . وقال النسائي (متروك) . وقال ابن حبان: كان رافضياً يضع الحديث في مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.( [٥٤٩] ).
وقد ذمّه أبو جعفر الباقر -الإمام الخامس عند الإثني عشرية -، وسمّاه سُرحوباً- فُسر بأنه شيطان( [٥٥٠] ).
أما عن معتقد أبي الجارود وأتباعه في الصحابة: فإنهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على علي بن أبي طالب بالوصف، لا بالحكم، فكان هو الإمام من بعده.
وزعموا أن الصحابة رضي الله عنهم كفروا بتركهم بيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه( [٥٥١] ).
أما السليمانية:
فهم أتباع سليمان بن جرير الزيدي.
ومعتقدهم في الصحابة رضي الله عنهم: أنهم تركوا الأصلح بتركهم مبايعة علي؛ لأنه أولاهم بذلك، وكان ذلك خطأ، ولكنه لا يوجب كفراً ولا فسقاً، وإنما هو خطأ اجتهادي. وقد أثبتوا إمامة الشيخين رضي الله عنهما، وكان سليمان بن جرير يكفر عثمان رضي الله عنه بسبب الأحداث التي أحدثها -على حد زعمه-، ويكفر عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم لإقدامهم على قتال علي بن أبي طالب( [٥٥٢] ).
وأما الصالحية:
فهم أتباع الحسن بن صالح بن حي( [٥٥٣] ).
ومعتقدهم في الصحابة أنهم أخطؤوا حين بايعوا أبا بكر وعمر مع وجود من هو أفضل منهما- يعنون علياً -، ولكن خطأهم هذا اجتهادي لا يكفر، ولا يفسق. وقد صححّوا إمامة الشيخين رضي الله عنهما، وتوقفوا في أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم يقدموا على ذمه، ولا على مدحه، وقالوا: (إذا سمعناالأخبار الواردة في حقه، وكونه من العشرة المبشرين بالجنة، قلنا: يجب أن يحكم بصحة إسلامه وإيمانه وكونه من أهل الجنة. وإذا رأينا استهتاره بتربية بني أمية وبني مروان، وأنه أتى أموراً لم يكن عليها نهج الصحابة، قلنا: يجب أن يحكم بكفره. فتحيرنا في أمره، وتوقفنا في حاله ووكلناه إلى أحكم الحاكمين) ( [٥٥٤] )
هذا بالنسبة لما ذكره علماء الفرق من معتقدات للزيدية -بطوائفها الثلاث- في الصحابة رضي الله عنهم.
وقد اطلعت على عدة كتب لعلماء زيديّين وجدتهم فيها يلعنون معاوية رضي الله عنه كلما ذكروا اسمه؛ فكلما تطرق كلامهم إلى معاوية رضي الله عنه كتبوا بجوار اسمه: (لعنه الله) ( [٥٥٥] )، بل إن بعضهم ألّف كتاباً في مثالب معاوية رضي الله عنه، ودعى الناس فيه إلى سبّه ولعنه والتبرؤ منه( [٥٥٦] ).
وهذا يدل على سوء طوية، وفساد سريرة -والعياذ بالله تعالى-.
المطلب الثاني: معتقد الإسماعيلية في الصحابة:
لم أجد أحداً من علماء الفرق -عند أهل السنة والجماعة - تعرض لموقف فرقة الإسماعيلية من الصحابة، بالرغم من وفرة كتبهم، وامتلائها بالمطاعن العديدة الموجهة إلى الصحابة عموماً، وإلى كبارهم على وجه الخصوص.
وقد رجعت إلى العديد من مصادر الإسماعيلية القديمة، ومراجعهم الحديثة، واستخلصت منها معتقد الإسماعيلية في الصحابة رضي الله عنهم، وخرجت بعد ذلك بنتيجة هي: أن معتقد الإسماعيلية في الصحابة هو عين معتقد الإثني عشرية فيهم، ولا تكاد تلمح أدنى تفاوت بينهما.
[١] - فبالنسبة لموقفهم من الصحابة عموماً:
نجدهم يعتقدون -كاعتقاد الإثني عشرية - أن الصحابة رضي الله عنهم ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم مبايعتهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخلافة. وأن أكثر الصحابة كانوا منافقين( [٥٥٧] ).
قال الحامدي الإسماعيلي: (من الصحابة من أقروا بنبوة النبي وخالفوا علياً، فلم ينفعهم إقرارهم بالرسول) ( [٥٥٨] ).
وقال مصطفى غالب -الإسماعيلي المعاصر-: (الرسول كان يعلم علم اليقين بما تنطوي عليه نفوس بعض من يلتفون حوله من الصحابة والمهاجرين والأنصار، لذلك فضّل أن تبقى الولاية، أو بالأحرى الخلافة من بعده غير معلنة رسمياً. وبصراحة: خشية أن يؤدّي هذا الإعلان إلى الخلاف والانشقاقوبعثرة الصفوف... لما كانوا يبطنونه من النية السيئة، والنفاق والتدليس، وعدم الولاء الكامل للرسالة الإسلامية التي يجسدها...) ( [٥٥٩] ).
[٢] - وبالنسبة لموقفهم من كبار الصحابة على وجه الخصوص: فإنه كموقف الإثني عشرية منهم؛ يبغضونهم، ويوجهون إليهم العديد من المطاعن والتُّهم.
- (موقفهم من الصديق) : فهم يزعمون أن أبا بكر رضي الله عنه- بالتعاون مع بقية الصحابة- غصب الخلافة من صاحبها الشرعي؛ علي بن أبي طالب( [٥٦٠] ).
ويزعمون أيضاً أنه غصب (فدكا) من فاطمة رضي الله عنها، وضربها، وأهانها( [٥٦١] ).
لذلك فهم يزعمون أن الصديق رضي الله عنه كان كافراً( [٥٦٢] ).
وأن قوله تعالى: (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا )) [الفرقان:٢٧-٢٩] ، نزل فيه بسبب غصبه للخلافة- على حد زعمهم-؛ قال جعفر بن منصور اليمن: (وكان الشيطان للإنسان) : أي عمر لأبي بكر.( [٥٦٣] ).
- (موقفهم من عمر) : وأما بالنسبة لموقفهم من عمر فهو شبيه بموقفهم من أبي بكر:
فإنهم يزعمون أن عمر شيطان( [٥٦٤] )- وهو كزعم الإثني عشرية كما سيأتي-.
ويتبرؤون منه ومن أبي بكر ويلعنونهما( [٥٦٥] )، ويزعمون أن القائم يصلبهما في الرجعة( [٥٦٦] )-، بعد نبش قبريهما، وإخراجهما- ويجلد كل واحد منهما مائة جلدة( [٥٦٧] ).
- (موقفهم من أبي بكر وعمر وعثمان) : وأما بالنسبة لموقفهم من الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؛ فإنهم يعتبرونهم غاصبين للخلافة من صاحبها الشرعي( [٥٦٨] )، ويزعمون أنهم المعنيون بقوله تعالى: (( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )) [البقرة:١٩٧] ،( [٥٦٩] ). وأنهم فرعون وهامان وقارون( [٥٧٠] ).
(موقفهم من بقية الصحابة): أما موقفهم من بقية الصحابة فهو مشابه تماماً لموقف الإثني عشرية؛ فإنهم يطعنون في العشرة المبشرين بالجنة- عدا علي -، وفي أمهات المؤمنين، وفي غيرهم من كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وهذا يدل على أن مورد كلتا الطائفتين واحد. وقد أشار إلى ذلك المجلسي -شيخ الدولة الصفوية- في معرض ثنائه على كتاب دعائم الإسلام -وهو كتاب إسماعيلي يحتوي على مطاعن عديدة وجهها الإسماعيلية إلى الصحابة-، فقال بعد أن ذكر مؤلفه القاضي النعمان بن محمد المغربي، وأثنى عليه ثناء كثيراً: (وأخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة...) ( [٥٧١] ).
وهناك مطاعن أخرى كثيرة وجهها الإسماعيلية إلى العديد من الصحابة أعرضت عنها ولم أذكرها، خشية أن يطول المقام.
المطلب الثالث: معتقد الشيعة الإثني عشرية في الصحابة:
وهو موضوع هذا الكتاب.
ويتلخص موقفهم من الصحابة بأنهم طعنوا فيهم عموماً؛ فنسبوهم جميعاً- عدا نفر يسير منهم- إلى الكفر والنفاق والارتداد، وجرحوهم، ونسبوا إليهم تعمد الكذب، وتحريف كتاب الله تعالى، وسلقوا ساداتهم بألسنة حداد، وحاولوا إلصاق العديد من التهم بهم، فلم يراعوا فيهم صدق صحبتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، ولم يرقبوا فيهم إلاًّ ولا ذمّة. وليست هذه الأقوال تجنياً عليهم، وما سيأتي في ثنايا هذه الأطروحة من حقائق منقولة من كتبهم مباشرة يدل على صدق هذه المقالة.
الباب الأول: موقف الشيعة الإثنا عشرية من الصحابة عموماً:
ويشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأول:
دعوى الشيعة الإثني عشرية ارتداد الصحابة.
الفصل الثاني:
موقف الشيعة الإثني عشرية من عدالة الصحابة.
الفصل الثالث:
دعوى الشيعة الإثني عشرية تحريف الصحابة للقرآن الكريم.
(الباب الأول)
موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة عموماً:
إن المتأمل لنصوص الكتاب والسنة، والمتتبع لسيرة الصحابة رضوان الله عليهم، لا يرتاب في سمو منزلتهم، ورفعة شأنهم، فقد هداهم الله تعالى إلى الإسلام، وتلقوْه عذباً زلالاً، وسائغاً فراتاً من مشكاة النبوة، وخالط بشاشة قلوبهم فانعقد بها، فأخلصوا لدينهم في السر والعلانية، وبذلوا في سبيله المهج والأرواح، والغالي والنفيس، فشادوا بنيانه، وأكملوا صرحه، وفتحوا البلاد، وهَدُوا العباد، فكانوا بذلك أهلاً لرضوان الله ومحبته، وكانوا خير أمة أخرجت للناس، وخير القرون.
وقد عرف الناس لهم حقهم، وحفظوا وصية رسولهم بهم، فأحبوهم بحبهم لرسولهم صلى الله عليه وسلم.
إلا أن الشيعة أشرعت سهامها في وجه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمدت إلى تشويه سيرتهم، وتسويد صحائفهم البيضاء النقية، واتهامهم بالنفاق والخيانة والكذب، وتكفيرهم صراحة بما فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وبقية العشرة الذين بشرهم رسول الله بالجنة ومات وهو عنهم راض.
ولا ريب أن هذا الصنيع من الشيعة يعد مخالفة لكتاب الله الذي أثنى الله فيه على الصحابة وصرح برضاه عنهم، ومخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بأصحابه خيراً، ونهى عن بغضهم وسبهم..
ولبيان موقف الشيعة من الصحابة عموماً قسمت هذا الباب إلى عدة فصول...
الفصل الأول: دعوا الشيعة الإثني عشرية ارتداد الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يعتقد الشيعة الإثنا عشرية أن الصحابة رضي الله عنهم ارتدوا جميعاً على أدبارهم القهقرى إلا نفراً يسيراً منهم اختلف في عددهم، والراجح عندهم أنهم ثلاثة.
ويزعمون أن هذا المعتقد جاءت به الروايات المعتبرة المتصلة الأسانيد عندهم( [٥٧٢] ).
وعلى هذا المعتقد في الصحابة قول الإثني عشرية بأسرهم، بله فرق الإمامية جميعاً والجارودية من الزيدية( [٥٧٣] ).
فهذا المفيد -وهو من كبار علمائهم- يخاطب الجارودية موضحاً لهم أن اعتقاد الإمامية ارتداد الصحابة تعتبره جميع الناصبة -يعني أهل السنة - بدعاً في المقال يقارب الردة عن الإسلام، فيقول بعد أن يشير إلى ارتداد الصحابة: (هذا مع ما بيناه لكم من قولنا في القوم وأوضحنا عن معناهما لا يمكننا وإياكم مثله في المتقدمين على أمير المؤمنين (ع) ومن اتبعهم في الضلال، وهو عند جميع الناصبة بدع في المقال يقارب الردة عن الإسلام.( [٥٧٤] ).
وهذا التستري ينقل اعتقاد الإمامية في ذلك ويقول: (كما جاء موسى (ع) للهداية وهدى خلقاً كثيراً من بني إسرائيل وغيرهم فارتدوا في أيام حياته ولم يبق فيهم أحد على إيمانه سوى هارون (ع) ، كذلك جاء محمد صلى الله عليه وآله وهدى خلقاً كثيراً لكنهم بعد وفاته ارتدوا على أعقابهم)( [٥٧٥] ).
أما النوري الطبرسي فقد صرح بـ(أنهم معاشر الإمامية يرون أن جميع الصحابة ارتدوا إلا القليل منهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)( [٥٧٦] ).
قال الإسفرائيني( [٥٧٧] )، بعد سرده لفرق الإمامية وكلامه على بعض معتقداتهم: (واعلم أن جميع من ذكرناه من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة) ( [٥٧٨] ).
وبهذا تتضح لنا عقيدة الإثني عشرية في كفر الصحابة وارتدادهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما الأدلة التي استندوا إليها في هذه الدعوى فمتنوعة، من الكتاب والسنة وأقوال أئمتهم المعصومين عندهم-، وغير ذلك.
وبتقسيم هذا الفصل إلى مباحث يتضح المطلوب.
المبحث الأول: أدلتهم من القرآن الكريم:
إن المتتبع لتفاسير الشيعة يجد أنهم يتعسفون في تأويل الآيات، ويبعدون النجعة في فهمها، وينزلونها على آرائهم، ويلوون أعناقها بسلبهم لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
والمتأمل للأدلة التي استندوا إليها في هذا الباب يدرك سريعاً أنهم عمدوا إلى آيات نزلت في المشركين والمنافقين واستدلوا بها على نفاق الصحابة الكرام وارتدادهم.
ومن هذه الآيات:
[١] - قوله تعالى: (( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )) [البقرة:٢٥٣] .
فقد استدلوا بهذه الآية على أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
روى الكليني والعياشي بإسنادهما إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر في قصة بيعة أبي بكر رضي الله عنه، وفيها قول أبي جعفر: (أليس الله قد أخبر عن الذين قبلهم من الأمم أنهم اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات -واستشهد بهذه الآية، ثم قال: وفي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر) ( [٥٧٩] ).
وقد استدل حيدر الآملي بهذه الآية على أن الأمة تنقسم بعد النبي قسمين: قسماً مؤمناً وآخر كافراً، وأن القسم الذي لا يرضى بما قرره الرسول ويخرج عن طاعته هم المشركون( [٥٨٠] ).
المناقشة:
من عادة الإثني عشرية أن يتمسكوا بأي دليل يرون أنه يقوي مذهبهم ولو كان هذا الدليل لا صلة له في الحقيقة بما ذهبوا إليه؛ فليس المراد بهذه الآية أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم رضي الله عنهم لم يقتتلوا إثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا في خلافة أبي بكر ولا في خلافة عمر ولا في خلافة عثمان، بل إن عثمان رضي الله عنه طلب منهم أن يكفوا أيديهم ولا يدفعوا عنه الذين حرضهم ابن سبأ على قتله حتى لا تراق قطرة دم، وإنما وقع القتال في خلافة علي رضي الله عنه بين بعض الصحابة مع اعتزال البعض الآخر، ولم يكن القتال -بحمد الله- لاختلافهم في قاعدة من قواعد الإسلام، فهم كانوا متفقين على جميعها لم يحصل خلاف بينهم لأجلها، وإنما كان القتال قتال فتنة ليس بواجب ولا مستحب، وكان ترك القتال خيراً للطائفتين، وهذا هو قول جمهور أهل السنة من الصحابة والتابعين كما صرح بذلكشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله( [٥٨١] ).
وقد خالف الطبرسي الإمامية -وهو منهم- في تفسير هذه الآية فقال: (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ )) [البقرة:٢٥٣] ؛ من بعد موسى وعيسى( [٥٨٢] ) ثم قال: وأتى بلفظ الجمع لأن ذكرهما يغني عن ذكر المتبعين لهما، كما يقال: خرج الأمير فنَكَوْا في العدو نِكايةً عظيمةً.( [٥٨٣] ).
ولا ريب أن هذا القولَ تقيةٌ منه، فإن طريقته في تفسيره تعمد على مداراة أهل السنة ومماشاتهم -كما صرح الشيعة أنفسهم بذلك-( [٥٨٤] ).
[٢] - قوله تعالى: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )) [آل عمران:١٤٤] .
وقد استدلوا بهذه الآية أيضاً على ارتداد الصحابة؛ فقد روى الطبرسي بسنده إلى أبي جعفر أنه ذكر قصة غدير خم، وذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة في يوم الغدير محذراً لهم من نقض بيعة علي: «معاشر الناس أنذركم إني رسول الله إليكم، قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أوقتلت انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين، ألا وإن علياً هو الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه»( [٥٨٥] ).
وفي خطبة الوسيلة المنسوبة لعلي رضي الله عنه استدل علي نفسه -كما زعم الشيعة بهذه الآية على نكوص الصحابة على الأدبار، ورجوعهم على الأعقاب إثر موت رسول الله صلى الله عليه وسلم( [٥٨٦] )، حيث يقول فيها: حق تأويلها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم( [٥٨٧] ).
وقد استدل أبو جعفر الباقر بهذه الآية على ارتداد الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثلاثة الذين بقوا على ولائهم لعلي( [٥٨٨] ) كما نسب الشيعة ذلك إليه-.
وزعموا أن ابن عباس فسر هذه الآية فقال: (( الشاكرين) علي بن أبي طالب والمرتدين على أعقابهم: الذين ارتدوا عنه)( [٥٨٩] ).
المناقشة:
هذه الآية من جملة الآيات التي نزلت بعد غزوة أحد - وهذا أمر لا ينكره الإثنا عشرية( [٥٩٠] ). ولسبب نزولها قصة ملخصها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصيب يوم أحد، وأذاع المشركون أنه قتل، فدب الوهن والضعف إلى بعض الصحابة، وتقاعسوا عن القتال فقال الله محذراً من حصل له ضعف منهم، ومعاتباً لهم على ما كان منهم من الهلع والجزع حين قيل لهم بأحد: إن محمداً قتل، ومبيناً قبح انصراف من انصرف منهم عن عدوهم وانهزامه عنه: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )) [آل عمران:١٤٤] أي: لا ينبغي أن تجعلوا خلوّ الرسل قبله سبباً لانقلابكم على أعقابكم بعد موته أو قتله، بل اجعلوه سبباً للتمسك بدينه( [٥٩١] ).
أما دعوى الإثني عشرية أن هذه الآية صريحة في ارتداد الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهي مجرد دعوى بلا برهان؛ إذ كيف يصح أن يُبقي الصحابة هذه الآية في القرآن، مع ادعاء الشيعة الإثني عشرية - إلاّ من شذّ منهم- أن الصحابة حذفوا من القرآن الآيات التي تتحدث عن مثالبهم، بل إنهم يروون في كتبهم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قرأ هذه الآية لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام الملأ من الناس( [٥٩٢] )، ويحرضهم على الثبات وعدم الارتداد.
أما ما نسبوه إلى ابن عباس رضي الله عنهما من أنه فسر (الشاكرين) بـ(علي بن أبي طالب)، والمرتدين على أعقابهم: الذين ارتدوا عنه، فغير صحيح، بل الصحيح في تفسيرها ما قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (( الشاكرين): الثابتين على دينهم أبا بكر وأصحابه) فكان علي رضي الله عنه يقول: (كان أبو بكر أمين الشاكرين، وأمين أحباء الله، وكان أشكرهم وأحبهم إلى الله) ( [٥٩٣] ).
[٣] - قوله تعالى: (( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً )) [النساء:٤١] . انفرد الكاشاني عن باقي الشيعة بالاستدلال بهذه الآية على ارتداد الصحابة، فقال في تفسيرها: (إن النبي يشهد على الأمة والصحابة بارتدادها واعتدائها على أهل بيته) ( [٥٩٤] ).
وقال في موضع آخر: (يشهد على منافقي قومه وأمته وكفّارهم بإلحادهم وعنادهم ونقضهم عهده، وتغييرهم سنته، واعتدائهم على أهل بيته، وانقلابهم على أعقابهم، وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لأنبيائها، فيقولون بأجمعهم: ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين) ( [٥٩٥] ).
ولا ريب أن دعواه أن هذه الآية تدل على ارتداد الصحابة مجانب للصواب؛ فإن هذه الآية عامة في شهادته صلى الله عليه وسلم على جميع أمته بأنه قد بلغهم ما أرسله الله بهإليهم( [٥٩٦] ) وليس فيها ما يدل على ما زعمه.
[٤] - قول الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً )) [النساء:١٥٠-١٥١] .
تفرد القمي في الاستدلال بهذه الآية على ارتداد الصحابة فقال: (هم الذين أقروا برسول الله صلى الله عليه وآله وأنكروا أمير المؤمنين) ( [٥٩٧] ).
وهاتان الآيتان نزلتا في شأن اليهود والنصارى؛ فاليهود آمنوا بموسى عليه السلام ومن تقدمه من الأنبياء، وكذبوا بعيسى ومحمد عليهما السلام، والنصارى صدقوا بعيسى عليه السلام ومن تقدمه من الأنبياء، وكذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم( [٥٩٨] ).
[٥] - قوله سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ.. )) [المائدة:٥٤] .
قال القمي في تفسيرها: (هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهمحقهم وارتدوا عن دين الله) ( [٥٩٩] ).
المناقشة:
أشارت هذه الآية إلى الذين ارتدوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كالأسود العنسي وقومه، ومسيلمة الكذاب وقومه، وطليحة بن خويلد وقومه( [٦٠٠] )، وإلى الذين ارتدوا بعد وفاته من عامة العرب إلا أهل المدينة ومكة وقبيلة عبد القيس من البحرين.
وليس الأمر ما ذهب إليه القمي في تفسيره، فإن الصحابة الكرام -وعلى رأسهم الصديق أبو بكر رضي الله عنه الذين زعم الإثنا عشرية أنهم ارتدوا هم الذين قاتلوا هؤلاء المرتدين كما ذكر ذلك كبار علماء الإثني عشرية( [٦٠١] ).
وهذا أمر ثابت ومشهور، ولهذا قال جمهور المفسرين: إن أبا بكر ومن معه هم المعنيون بقول الله تعالى: (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ... )) [المائدة:٥٤] ، بل لقد أقسم الحسن البصري وهو من كبار شيعة علي -على حد زعم الشيعة( [٦٠٢] ).- أنالمعني بها أبو بكر وأصحابه( [٦٠٣] )، وبمثل قوله قال أبو السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه( [٦٠٤] )، وهو مروي عن جماعة من المفسرين( [٦٠٥] ).
وقيل: إن المعني بها قوم أبي موسى الأشعري، ودليل ذلك ما روي عن رسول الله من إيمائه إلى أبي موسى وقوله: «هم قوم هذا» لما نزلت هذه الآية( [٦٠٦] ).- وقد تابع الطبرسي الشيعي أهل السنة في ذكر هذه الأقوال( [٦٠٧] ).
أما قول الإمامية: إن المراد علي وشيعته مستدلين بقول الثعلبي في تفسيره: إنما نزلت في علي( [٦٠٨] ). فقد رد عليه ابن تيمية رحمه الله بقوله: (إن هذا كذب على الثعلبي؛ فإنه قال في تفسير هذه الآية: قال علي وقتادة والحسن: إنهم أبو بكر وأصحابه، وقال مجاهد: هم أهل اليمن) ( [٦٠٩] ).
وقول الشيعة مجرد عن الدليل، فيجب عدم قبوله، خاصة لتعارضه مع ما هو أشهر منه.
[٦] - قوله تعالى: (( وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )) [المائدة:٧١] .
روى القمي والعياشي بسندهما إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قوله في تفسير هذه الآية: (نزلت في الصحابة حيث كان رسول الله بين أظهرهم، ثم عموا وصموا حيث قبض رسول اللهثم تاب الله عليهم حيث قام أمير المؤمنين (ع) قال: ثم عموا وصموا إلى الساعة)( [٦١٠] ).
المناقشة:
هذه الآية والتي قبلها( [٦١١] ). إخبار من الله عن حال بني إسرائيل مع أنبيائهم من تكذيبهم أو قتلهم، ومن كونهم عموا عن الحق وصموا فلا يسمعون حقاً ولا يهتدون إليه، وعلى هذا إجماع مفسري أهل السنة( [٦١٢] )، وقد تبعهم الطبرسي الشيعي على عادته في مماشاتهم تقية( [٦١٣] ).
[٧] - قوله تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ )) [الأنعام:٨٩] .
قال القمي في تفسيره هذه الآية: (قوله (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ) يعني أصحابه وقريش ومن أنكروا بيعة أمير المؤمنين عليه السلام)( [٦١٤] ).
المناقشة:
إن في هذه الآية تزكية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيها ذم كما زعم الشيعة؛ فإن الله ذكر الكفار الذين جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر في مقابلتهم أصحاب رسول الله الذين لم يكفروا وليسوا بها بكافرين، وبهذا قال المفسرون من أهل السنة( [٦١٥] )، وتبعهم الطبرسي الشيعي على عادته( [٦١٦] ).
[٨] - قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ )) [الأنعام:١٥٩] .
روى القمي والعياشي بسندهما إلى جعفر الصادق في تفسير هذه الآية، قال: (فارقوا القوم والله دينهم- وفي رواية- قال: كان علي يقرؤها: (فارقوا دينهم وكانوا شيعاً) ( [٦١٧] )، ثم قال: (فارق والله القوم دينهم) ( [٦١٨] ).
المناقشة:
المعني بهذه الآية هم اليهود والنصارى لأنهم الذين فرقوا دينهم أو فارقوا دينهم- على كلتا القرائتين-؛ قال تعالى: (( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ )) [البينة:٤] ، وهذا قول جمهور مفسري أهل السنة( [٦١٩] ). وقيل: إن المراد بها أهل البدع وأهل الشبهات وأهل الضلالة من هذه الأمة( [٦٢٠] ).
وعلى كلا التفسيرين فالصحابة رضوان الله عليهم ليسوا المرادين بهذه الآية؛ فإنهم رضي الله عنهم لم يختلفوا في قاعدة من قواعد الإسلام، ولا في أصل من أصوله، وكانوا في ذلك كله مجتمعين متفقين.
[٩] - قوله تعالى: (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) [الأنفال:٢٥] .
روى العياشي بسنده إلى الصادق قوله في تفسير هذه الآية قال: (أصابت الناس فتنةٌ بعدما قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله حتى تركوا علياً عليه السلام وبايعوا غيره؛ وهي الفتنة التي فتنوا بها، وقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله باتباع علي عليه السلام والأوصياء من آل محمدصلوات الله عليهم) ( [٦٢١] ).
وروى الفضل بن الحسن الطبرسي بسنده إلى ابن عباس أنه لما نزلت هذه الآية قال النبي: «من ظلم علياً مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي»( [٦٢٢] ).
المناقشة:
إن ما نقلوه عن جعفر الصادق لا يمت إلى الصدق بصلة؛ فإنه قد كُذب عليه رحمه الله أكثر مما كذب على غيره، ومن ذلك هذا النقل عنه إذ لا يدل على صحته كتاب ولا سنة، بل لقد خالفه بعض مفسري الشيعة الإثني عشرية، وزعموا أن هذه الآية نزلت في طلحة والزبير لما حاربوا أمير المؤمنين (ع) وظلموه -على حد قولهم-( [٦٢٣] ).
أما أهل السنة فقد رجحوا في تفسيرها أنها تحذير من الله لعباده المؤمنين بألا يقُروا المنكر بين أظهرهم حتى لا يعمهم الله بالعذاب فيصيب الظالم وغيره( [٦٢٤] ).
وقيل: إنها تنطبق على علي وعثمان وطلحة والزبير رضي الله عنهم( [٦٢٥] )؛ فإن عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم طلبوا قتلة عثمان الذين كانوا تحيزوا إلى علي، وهم يعلمون أن براءة علي من دم عثمان كبراءتهم وأعظم، لكن القتلة كانوا قد أووا إليه، فطلبوا قتل القتلة، ولكن كانوا عاجزين عن ذلك هم وعلي؛ لأن القوم كانت لهم قبائل يذبون عنهم، والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء، فصار الأكابر رضي الله عنهم عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها، وهذا شأن الفتن كما قال تعالى: (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )) [الأنفال:٢٥] وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله،( [٦٢٦] ). فإن الظالم يظلم فيبتلى الناس بفتنة تصيب من لم يظلم فيعجز عن ردها حينئذ. فامتنع على كلا التفسيرين ما ذهب إليه الشيعة الإثنا عشرية من استدلالهم بهذه الآية على ارتداد الصحابة.
أما اتسدلالهم بحديث: «من ظلم علياً مقعدي هذا..» فباطل؛ إذ أن هذا الحديث لا أصل له ولا وجود له في كتب السنة، وهو يتعارض مع أصول الدين التي قررها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواتر نقلها عنه.
[١٠] - قوله تعالى: (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ )) [النحل:٨٨] .
قال القمي في تفسيرها: (كفروا بعد النبي صلى الله عليهوآله وصدوا عن أمير المؤمنين) ( [٦٢٧] ).
المناقشة:
أبان الله سبحانه في هذه الآية عن حال المشركين يوم القيامة وما ينتظرهم من العذاب الأليم نتيجة صدهم عن سبيل الله بإعراضهم عن دينه، وصدهم غيرهم عن اتباعه.
والآية عامة في المشركين بإجماع مفسري أهل السنة( [٦٢٨] ). وتبعهم الطبرسي الشيعي على ذلك( [٦٢٩] ).
[١١] - قوله تعالى: (( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ )) [سبأ:٢٠] . تعتبر هذه الآية من أشهر الأدلة القرآنية عند الشيعة الإثني عشرية على ارتداد الصحابة، وقد افتروا قصة في محاولة منهم لدعم رأيهم تبدأ فصولها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاتمتها بعد وفاته.
فقد روى سليم بن قيس الهلالي عن علي رضي الله عنه أنه سأل سلمان الفارسي: (هل تدري من أول من بايع أبا بكر على منبر رسول الله؟، ثم أخبره بأن الذي بايع أبا بكر أولاً هو إبليس، ثم روى له قصة حصلت يوم غدير خم حين نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إماماً من بعده بأمر الله، وأخبر أصحابه بأن علياً أولى بهم من أنفسهم، فحزن إبليس وخشي أن يتم الأمر لعلي، لكن الصحابة بامتناعهم عن مبايعة علي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمبايعتهم غيره بدلاً منه قد أزالوا هذا الحزن عنه، فخرج إلى أبالسته قائلاً لهم: (كيف رأيتموني صنعت بهم حين تركوا ما أمرهم الله به من طاعته وما أمرهم به رسوله؟. قال علي: وذلك قوله تعالى: (( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ )) [سبأ:٢٠)] ( [٦٣٠] ) .
وقد أسند الكليني هذه القصة إلى أبي جعفر، وفيها زيادة وهي قول أبي جعفر: (وكان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، والظن من إبليس، وذلك حين قالوا لرسول الله: إنه ينطق عن الهوى، فظن لهم إبليس ظناً، فصدقوا له) ( [٦٣١] ).
وأسند القمي هذه القصة إلى جعفر الصادق مع اختلاف في بعض الألفاظ( [٦٣٢] ).
المناقشة:
هذه الآية والتي قبلها إخبار من الله تعالى عن مملكة سبأ التي كانت قائمة باليمن يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرت بأنعم الله، فأبدلها الله بجنتيها جنتين ذواتي أكلخمط. وقد كان إبليس ظن فيهم ظناً غير يقين أنهم يتبعونه ويطيعونه في معصية الله فصدق الله ظنه عليهم بإغوائهم.
وقيل: ظن ببني آدم جميعاً حينما رأى ما ركب فيهم من الشهوة والغضب فصدق على كفرة بني آدم ظنه الذي ظن حين قال كما حكى الله عنه: (( ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ )) [الأعراف:١٧] . ظناً منه أنه يفعل ذلك لا علماً. وعلى هذا التفسير المتقدم جمهور مفسري أهل السنة( [٦٣٣] ).
[١٢] - قوله تعالى: (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ )) [محمد:١] .
قال القمي في سبب نزول هذه الآية: (نزلت في الذين ارتدوا بعد رسول الله وغصبوا أهل بيته حقهم، وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام، وعن ولاية الأئمة عليهم السلام) ( [٦٣٤] ).
ثم أسند إلى أبي جعفر الباقر قصة خروج علي رضي الله عنه بعد بيعة أبي بكر رضي الله عنه إلى المسجد وقراءته لهذه الآية وقوله لابن عباس: (أتشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله أنه استخلف فلاناً؟ قال: ما سمعت رسول الله أوصى إلا إليك. قال: فهلا بايعتني؟ قال: اجتمع الناس عليه فكنت منهم، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كما اجتمع أهل العجل على العجل ها هنا فتنتم..) ( [٦٣٥] ).
المناقشة:
هذه الآية إخبار من الله عن الكفار الذين كفروا به وعبدوا معه غيره، وصدوا الناس عن دين الإسلام فأحبط ما كان لهم من أعمال يرون أنها قربة وأنها تنفعهم كالعتق والصدقة وقرى الضيف، وبهذا قال مفسروا أهل السنة( [٦٣٦] ).
[١٣] - قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ )) [البينة:٦] .
قال القمي في تفسير هذه الآية: (أنزل عليهم القرآن فارتدوا وكفروا وعصوا أمير المؤمنين، أولئك هم شر البرية أي: الخليقة) ( [٦٣٧] ).
ويلاحظ أن هذه الآية في الكفار من أهل الكتاب والمشركين، وصرفها عنهم إلى صحابة رسول الله تعسّفاً في كتاب الله تعالى.
وهناك آيات أخرى لم يصرحوا فيها بذكر الصحابة وكَنَّوْا عنهم بأعداء آل محمد( [٦٣٨] )؛ فإذا قرأت في تفاسير القوم: وجدتهم عند تفسيرهم لآية فيها كلمة (ظلموا) يؤولونها:ظلموا آل محمد حقهم، أو غصبوهم حقهم( [٦٣٩] ). وكذلك تراهم يعمدون إلى آيات يخبر الله فيها عن حال الكفار يوم القيامة وأنهم في النار خالدون، ويقولون: المراد بهم من ظلم آل محمد حقهم( [٦٤٠] ).حتى لو كانت الآية في بني إسرائيل مثلاً أو في النصارى أو في غيرهم، قالوا: ظاهرها يتعرض لشأن بني إسرائيل- مثلاً-، أما باطنها فهو متعلق بأعداء آل محمد( [٦٤١] ).
وكل مكان فيه ذكر للآيات أو التكذيب بها قالوا: المراد بالآيات الأئمة في بطن القرآن -كما نسبوا ذلك إلى أبي جعفر الباقر -( [٦٤٢] ).
وهم في تفاسيرهم لهذه الآيات وغيرها ينحون منحى التفسير الباطني.
المبحث الثاني: ذكر بعض الأدلة التي استدلوا بها من السنة على ارتداد الصحابة:
إن أهل العلم بالحديث هم أعرف الناس بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما قاله الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم، فإليهم المرجع في هذا الباب لأن موازين نقدهم دقيقة وقواعدهم ثابتة لا تتأثر بهوى أو محاباة، وهم لا يأخذون الحديث حتى ينظروا إلى سمت الراوي وعبادته ودينه، ومنهجهم في هذا مشهور ومعروف.
أما منهج الشيعة فيختلف تمام الاختلاف عن منهج أهل الحديث، فنجدهم يعتمدون في رواياتهم على من لعنهم الأئمة المعصومون -عندهم- ويصححون أحاديث رجال ثبتت زندقتهم، أو صدر منهم ما يوجب الطعن في دينهم، وإذا حاججهم المناظر وقال: هذا من الملعونين على لسان الصادق أو الباقر أو غيرهما من الأئمة، أو قال لهم: هذا مطعون في دينه، أو قال ما يوجب زندقته.
قالوا: هذا حسن المعتقد عندنا، أو قالوا: إنما لعنه الإمام الفلاني تقية، حتى لو ثبت أن هذا الشخص مطعون في دينه لديهم فإنهم يصححون حديثه، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً: فأبو بصير ليث بن البختري مثلاُ كان جعفر الصادق الإمام السادس -عندهم- يتضجر منه ويتبرم، وذكروا أنه مطعون عليه، ومع ذلك فقد صحح الشيعة حديثه واعتبروا الطعن في دينه لا يوجب الطعن( [٦٤٣] ). وكذلك نصر بن الصباح رغمتصريحهم بأنه من الغلاة( [٦٤٤] )، إلا أن بعضهم قد حسن حديثه( [٦٤٥] ). والأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
كلمة شكر وتقدير:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه.
وبعد: يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»( [٢] ).
ومن هذا المنطلق، لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بفائق التقدير والاحترام لهذا الصرح الشامخ؛ الجامعة الإسلامية ممثلة برئيسها فضيلة الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، على رعايتها لي في دراستي الجامعية والعليا، وذلك طيلة ثماني سنوات.
وإني لأحمد الله تعالى أن هيأ لي شرف الانتساب إليها، والنهل من معينها العذب: العلم النافع، وعقيدة السلف الصالح خالصة لا تشوبها شائبة. كما أتقدم بشكري الجزيل إلى القائمين على قسم الدارسات العليا، وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ الأستاذ عبد الله بن محمد الغنيمان على ما أبدوه من عناية، وما أولوني من رعاية، سائلاً الله العلي القدير أن يجزيهم عني وعن المسلمين خير الجزاء.
كما أنه من الواجب علي أن أتقدم بفائق شكري وتقديري إلى شيخي الفاضل: فضيلة الدكتور سعدي الهاشمي الذي أشرف على هذا البحث، وأولاني اهتمامه، وأسدى إليّ من الملاحظات النافعة، والتصويبات الجامعة في حِلم وأناة ورحابة صدر، وبذل لي من جهده ووقته الشيء الكثير، وزودني بالكثير من الكتب المهمة، فكان نعم الموجه والمرشد، فجزاه الله عني كل خير، وأجزل له المثوبة، وجعل ما قدمه في صحيفة حسناته يوم الدين.
ولا يفوتني أن أشكر مشائخي الأجلاء الذين كان لي شرف التتلمذ عليهم في العقيدة، وأخص بالذكر منهم: فضيلة الدكتور علي بن ناصر الفقيهي، وفضيلة الدكتور أحمد بن عطية الغامدي، وفضيلة الدكتور صالح بن عبد الله العبود.
فجزاهم الله عني وعن تلاميذهم خير الجزاء.
وختاماً فإني أشكر كل من ساعدني في إنجاز هذا الكتاب، سائلاً المولى عز وجل أن يجزيهم خير الجزاء.
وصلى الله على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) [آل عمران:١٠٢] ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) [النساء:١] ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) [الأحزاب:٧٠-٧١] .
أمّا بعد: فإن خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها. وكل بدعة ضلالة( [٣] )، وكل ضلالة في النار.( [٤] ).
ثم أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى أرسل رسوله عليه الصلاة والسلام والناس في جهالة جهلاء، وضلالة عمياء، يتخبطون في متاهات الضلال، ودياجير الظلام، فهدى به من الضلالة، واستنقذ به من الجهالة، وبصّر به من العمى، وأكمل به الدين، وأتمّ النعمة، وفتح به أعيناً عُميا، وآذاناً صمّا.
ولم يترك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خيراً إلا دل الناس عليه، ولا شراً إلا حذرهم منه، ومضى إلى جوار ربه بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة.
ولم يمت عليه السلام حتى ترك أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها؛ يؤمنون بالإسلام عن بيّنه، ويرفضون الجاهلية عن دراية، ويدعون إلى الله على بصيرة، ويكفرون بالطاغوت على علم، ولا يبتغون غير الإسلام دينا.
عز عليهم دينهم فهانت في سبيله دنياهم، وغلت عندهم عقيدتهم فرخصت من أجلها أنفسهم، فرضوان الله تعالى عنهم.
ولقد كان خيرهم وأفضلَهم الصديق أبو بكر رضي الله تعالى عنه، الذي تولى الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجماع من الصحابة الذين ارتضوه إماماً وقائداً لهم.
وكيف لا يقبلون ذلك! ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أرشدهم إلى مبايعته، وذلك حين عيّنه إماماً يصلي بهم في مرض موته.
فتولى الصديق رضي الله عنه أمرهم. وسار فيهم سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسدد وقارب حتى قبضه الله إليه راضياً عنه.
ثم بايع الناس بعده عمر الفاروق رضي الله عنه، الذي سار في الناس بسيرة صاحبيه، وترسم خطاهما.
ولقد أزداد المسلمون عزة في أيام خلافته، فحطمت سيوفهم عروش الطغيان، وأطفأت نار المجوس وعبدة الأوثان، وأقضّت مضاجعهم، وجعلتهم يحسبون للمسلمين ألف حساب.
ولم يقف أعداء الإسلام من هذا وقفة المتفرج، وأرادوا الثأر لأديانهم وأوطانهم، ولكنهم أدركوا أن لا طاقة لهم بحرب المسلمين بالسيف والسنان، فعدلوا عن ذلك إلى الكيد والمكر والخديعة وبث الفتن في صفوف المسلمين، فتجمع أعداء هذه الأمة الحاقدون عليها، والطامعون فيها، والخائفون منها، ليكيدوا لها كيداً، ويمكروا بها مكراً، ما بين يهودي فاجر، وصليبي ماكر، ومجوسي كافر، فسلكوا في سبيل النيل من هذا الدين مسالك مختلفة، ظهر ما فيها من حقد دفين على الإسلام والمسلمين في بعض الأحيان، وخفي ما تحمله من سموم مهلكة في أحيان كثيرة.
وكانت باكورة مؤامراتهم الدنيئة: طعن الخليفة الراشد عمر الفاروق بخنجر مجوسي مسموم، استشهد على أثره مرضياً عنه، ومبكياً عليه.
وتولى بعده ذو النورين عثمان، فسار بالناس بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.
ولكن أنى يهدأ لأعداء الإسلام بال، أو يقر لهم قرار، وجيوش المسلمين تجوب المشارق والمغارب، فأعملوا عقولهم، وعصروا أذهانهم، ووجدوا أن طريقتهم المكشوفة لا تجدي فتيلا مع يقظة المسلمين، ورأوا أن أنجع الطرق في إفساد الدين أن يندسوا بين صفوف المسلمين، متظاهرين بالإسلام، ومتسترين بالورع الكاذب، وجاعلين التشيع لآل البيت ستارا لما يريدون بثّه بين المسلمين من الأباطيل والترهات.
وقد رشّح اليهود لهذه المهمة ابن السوداء عبد الله بن سبأ اليهودي الصنعاني، الذي تظاهر بالإسلام، وأخذ يجوب في أمصار المسلمين مظهراً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وعندما أحس من بعض المسلمين أطمئناناً إليه أخذ ينشر سمومه وأفكاره الهدامة، فأحدث القول بالوصية، وزعم أن علي بن أبي طالب وصي رسول الله وخليفته بعده. وأن الشيخين وعثمان قد غصبوه هذا الحق، واتخذ من فكرة الوصية مبرراً للطعن في الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله تعالى عنهم، وأخذ يؤلب الناس على عثمان، حتى اجتمع ناس من الغوغاء، من أحلاس الفتنة ومطايا الشياطين، فجاؤوا إلى عثمان وقتلوه مظلوماً في حرم نبيّه، في الشهر الحرام، ومضى الخليفة الشهيد إلى ربه سالماً من الفتنة التي فُتح بابها على مصراعيه إثر مقتله.
وقد ازداد نشاط ابن سبأ اليهودي - الذي كان يعمل في الخفاء - إثر تولي علي بن أبي طالب الخلافة، فأخذ يدعو الناس إلى ولاية علي، ثم أعلمهم أن ولايته لا تصح إلا بالتبرؤ من أعدائه - الذين غصبوه حقه على زعمه-؛ أبي بكر وعمر وعثمان، فكان ابن سبأ هو أول من أظهر البراءة من الخلفاء الراشدين قبل علي، وفرقته التي اتبعت أقواله أولى الفرق التي أظهرت الطعن في الصحابة.
وهذا ما أعترف به علماء الفرق عند الشيعة الإثني عشرية الذين قالوا: إن عبد الله بن سبأ هو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وكفّرهم( [٥] ).
وعن فرقة السبئية التي وضع نواتها، وأرسى قواعدها عبد الله بن سبأ اليهودي، أخذت أكثر فرق الشيعة معتقداتهم.
ومن تلكم الفرق: الفرقة الإثنا عشرية، التي أخذت من ابن سبأ وفرقته الكثير من معتقداتها؛ كعقيدة الوصية، وعقيدة الرجعة، وعقيدة الرفض( [٦] )، وغير ذلك من المعتقدات.
ولا شك أن الشيعة الإثني عشرية قد تمثلت عقيدة الرفض - التي كان أول من نادى بها ابن سبأ اليهودي كما مر-، وقامت بحملها، وكانت أكثر فرق الشيعة عملاً بها، حتى إنه قلّ أن يخلو كتاب من كتبهم من الهمز واللمز بالصحابة، أو من سبّهم وشتمهم، بل ومن لعنهم وتكفيرهم والبراءة منهم.
وقد رأيت أن يكون موضوع بحثي لنيل درجة العالمية "الماجستير" دراسة عقيدة الرفض عند الشيعة الإثني عشرية، فجاء عنوان البحث: (موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة -رضي الله عنهم-) .
سبب اختياري لهذا الموضوع:
وكان اختياري لهذا الموضوع لعدة أسباب، منها:
(١) ازدياد خطر طائفة الشيعة الإثني عشرية -وخاصة بعدما قامت دولتهم-، ومحاولتهم استدراج الكثير من المسلمين الغافلين - بشتى أنواع الإغراءات- إلى معتقد الرفض وغيره من المعتقدات الشيعية الباطلة.
وقد ازداد هذا الخطر رسوخاً بغفلة أكثر الغيورين على دين الله، وبعدم انتباههم لهذه الموجة الفكرية الشرسة التي تحاول أن تستدرج الأمة إلى معتقدات باطلة تحت أغطية كثيرة.
لذلك رأيت أن أوضح جانباً من جوانب معتقدات الشيعة الإثني عشرية - ألا وهو معتقد الرفض-، وذلك كي يتضح الصبح لذي العينين، وتتجلى الحقائق لذوي العقول، وينتبه الغافلون من غفلتهم ليتعرفوا على معتقد الشيعة الإثني عشرية في أفضل جيل عرفته البشرية، ألا وهو جيل الصحابة، وفي أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين، ألا وهم صحابة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
(٢) إن الدفاع عن عقيدة السلف حتم واجب، وفرض لازم، والرد على من انحرف عنها من الواجبات؛ سيما إذا كان الذي انحرف عنها ممن يعيشون بين أظهرنا، ويندسون بين صفوفنا، ولا يؤمن على أبنائنا منهم، لأن مثلهم مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأيديهم في التراب، ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكنوا لدغوا.
لذلك كان الرد عليهم واجباً، والرد عليهم مأجوراً( [٧] ).
فأحببت أن ينالني بعض الأجر من الله رب العالمين بالذب عن أصحاب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والدفاع عنهم.
(٣) إن هذا الموضوع لم يسبق بحثه- فيما أعلم-؛ لذلك فإن الكتابة فيه تعد إضافة جديدة في البحث العلمي، وإثراء للمكتبة الإسلامية.
منهجي في هذا البحث:
وأما عن منهجي في هذا البحث، فيتلخص فيما يلي:
١- حاولت في هذه الرسالة استقصاء كل ما ألصقه الشيعة بالصحابة من مطاعن، وما أثاروه من شبه( [٨] )، وذلك من خلال مصادرهم ومراجعهم المعتمدة لديهم، والموثقة من قبلهم( [٩] ).
٢- حاولت في هذه الرسالة الربط بين القديم والحديث؛ وذلك لأدلل على أن شيعة اليوم هم شيعة الأمس، فالتزمت في الحواشي- في أغلب الأحيان - بذكر المصادر الشيعية الأساسية أولاً - وهي المصادر التي أخذ أصحابها عنالأئمة مباشرة على حد زعمهم-، ثم أتبعها بأخرى روت عن الأئمة بالسند، ومن بعدها أذكر المصادر الثانوية- وهي التي نقلت عن المصادر الأساسية بدون إسناد-، ثم أذكر بعدها المراجع الحديثة.
٣- اعتمدت في الحكم على رجال الروايات الشيعية:
١- في حال العرض؛ على أقوال علماء الجرح والتعديل عندهم، لأبيّن بذلك وثاقة هذا الرجل عندهم.
٢- وفي حال النقد والرد؛ على أقوال علماء الجرح والتعديل عند أهل السنة، وقد أتعدى ذلك إلى ذكر أقوال علماء الشيعة إذا طعنوا في الرجل، أو نسبوا إليه غلوا.
٤- قمت بالرد على الشيعة الإثني عشرية في كل ما ذكرته لهم من عقائد في الصحابة، وأبطلتها بنصوص الكتاب والسنة، وألزمتهم- في أغلب الأحيان- بما في كتبهم من تناقض يبطل معتقداتهم ويجعلها غير صالحة للاستدلال.
وكثيراً ما أدعم ردي برد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - إن كان له كلام في ذلك-.
٥- التزمت في هذه الرسالة بعدم التجريح أو الطعن، واكتفيت بمقارعة الحجة بالحجة، والدليل بالدليل محاولاً بذل الابتعاد عما يشوه أسلوب الرد العلمي.
٦- قمت بتوثيق المصادر الشيعية التي رجعت إليها في هذه الرسالة من كتب القوم أنفسهم الذين أثنوا عليها، وأشادوا بمصنفيها.
٧- قمت بعزو الآيات القرآنية الواردة في الرسالة إلى مواضعها من القرآن الكريم، بذكر السورة، ورقم الآية.
٨- قمت بتخريج الأحاديث النبوية الورادة في الرسالة من كتب السنة ناقلاً حكم العلماء عليها- إن وجد- إذا لم يكن الحديث في الصحيحين أو أحدهما، أما إذا جاء فيهما أو في أحدهما فأكتفي بالعزو فقط.
٩- اجتهدت في بيان معنى الغريب من الألفاظ.
١٠- قمت بالترجمة لبعض الأعلام الغير مشهورين والوارد ذكرهم في الرسالة.
١١- أنهيت البحث بخاتمة سجّلت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها.
١٢- ذيّلت الرسالة بفهارس فنيّة للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأعلام المترجم لهم، والمصادر الشيعية، والمصادر السنية، وختمتها بفهرس تفصيلي للموضوعات.
خطة البحث:
وأما بالنسبة للخطة التي سرت عليها في تطبيق هذا المنهج: فقد قسّمت البحث إلى مقدمة، وتمهيد، وثمانية أبواب وخاتمة.
ذكرت في المقدمة (١) سبب اختياري للموضوع (٢) ومنهجي في البحث (٣) والخطة التي سرت عليها (٤) وتوثيق المصادر الشيعية التي رجعت إليها.
أما التمهيد: فقد كان في التعريف بالصحابة، وبيان عدالتهم، وبيان مكانتهم عند أهل السنة والجماعة.
وفي التعريف بالشيعة، وبيان أشهر فرقهم، وذكر موقف كل فرقة من الصحابة بإيجار.
وأما الباب الأول: فقد تكلمت فيه عن موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة عموماً. وقد قسّمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: دعوى الشيعة الإثني عشرية ارتداد الصحابة وفيه مباحث:
الأول: أدلتهم على ارتداد الصحابة من القرآن الكريم مع المناقشة.
الثاني: أدلتهم على ارتداد الصحابة من السنة، مع المناقشة.
الثالث: أدلتهم من أقوال أئمتهم، مع المناقشة.
الرابع: أدلتهم العقلية والرد عليها.
الخامس: سبب ارتداد الصحابة في نظر الشيعة ومناقشته.
السادس: هل شمل الارتداد جميع الصحابة؟ وهل رجع أحد من الصحابة الذين ارتدوا- في نظر الشيعة - إلى الإسلام أم لا؟.
الفصل الثاني: موقف الشيعة الإثني عشرية من عدالة الصحابة، وبيان ما يترتب على هذا الموقف.
وفيه مباحث:
الأول: عدالة الصحابة في نظر الشيعة.
الثاني: بيان ما يترتب على إنكار الشيعة لعدالة الصحابة.
الثالث: حكم سب الصحابة عند الشيعة الإثني عشرية.
الفصل الثالث: دعوى الشيعة الإثني عشرية تحريف الصحابة للقرآن الكريم.
وفيه مباحث:
الأول: سبب ادعاء الشيعة وقوع التحريف في القرآن الكريم.
الثاني: ذكر بعض الأدلة التي استند إليها الشيعة في دعواهم أن الصحابة حرفوا القرآن الكريم.
الثالث: الكلام عن المصحف المنسوب إلى فاطمة رضي الله عنها.
وأما الباب الثاني: فقد أفردته لبيان موقف الشيعة الإثني عشرية من أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقد قسّمته إلى أربعة فصول:
الفصل الأول: ذكر بعض المطاعن التي وجهها الشيعة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وفيه مباحث:
الأول: أسمه وكنيته - عند الشيعة -.
الثاني: طعن الشيعة في نسبه.
الثالث: طعن الشيعة في صدق إيمانه.
الرابع: زعم الشيعة أن أبا بكر غصب فدكا من فاطمة.
الخامس: مطاعن أخرى.
الفصل الثاني: موقف الشيعة الإثني عشرية من فضائل الصديق رضي الله عنه.
وفيه مبحثان:
الأول: موقفهم من فضائله الثابتة في القرآن الكريم.
الثاني: موقفهم من فضائله الثابتة في السنة النبوية.
الفصل الثالث: الآيات التي زعم الشيعة الإثنا عشرية أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه.
الفصل الرابع: خلافة أبي بكر في نظر الشيعة الإثني عشرية.
وفيه مباحث:
الأول: دعوى الشيعة عدم صلاحية أبي بكر للخلافة.
الثاني: موقف الشيعة من النصوص التي أشارت إلى خلافة أبي بكر الصديق.
الثالث: موقف الشيعة مما جرى في سقيفة بين ساعدة.
الرابع: الكيفية التي تمت عليها بيعة أبي بكر من وجهة نظر الشيعة.
الخامس: موقف الشيعة من بيعة علي بن أبي طالب لأبي بكر الصديق.
وأما الباب الثالث: فقد تكلمت فيه عن موقف الشيعة الإثني عشرية من الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. وقد قسّمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: المطاعن التي وجهها الشيعة إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفيه مباحث:
الأول: طعنهم في نسبه.
الثاني: طعنهم في أخلاقه.
الثالث: ادعاؤهم نفاقه وكفره.
الرابع: زعمهم أنه آذى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن رسول الله دعا عليه.
الخامس: زعمهم أن عمر رضي الله عنه خالف الشرع في أمور كثيرة.
السادس: مطاعن أخرى.
السابع: الألقاب التي أطلقها الشيعة على عمر.
الفصل الثاني: موقفهم من فضائله.
وفيه مبحثان:
الأول: موقفهم من فضائله الثابتة في السنة النبوية.
الثاني: موقفهم من فضائله الأخرى.
الفصل الثالث: الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وتكلمت في الباب الرابع عن موقف الشيعة الإثني عشرية من ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقسمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: المطاعن التي وجهها الشيعة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفيه مباحث:
الأول: طعنهم في نسبه.
الثاني: طعنهم في أخلاقه.
الثالث: طعنهم في صدق إيمانه.
الرابع: طعنهم في خلافته.
الخامس: مطاعن أخرى.
السادس: الألقاب التي أطلقوها على عثمان.
الفصل الثاني: موقفهم من فضائله.
وفيه مباحث:
الأول: موقفهم من فضائله الثابتة في القرآن الكريم.
الثاني: موقفهم من فضائله الثابتة في السنة النبوية.
الثالث: موقفهم من فضائله الأخرى.
الفصل الثالث: الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأما الباب الخامس: فقد تكلمت فيه عن المطاعن المشتركة التي وجهها الشيعة إلى الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان، وقد قسّمته إلى فصلين:
الفصل الأول: موقفهم من أبي بكر وعمر معاً.
وفيه مباحث:
الأول: زعمهم أن أبا بكر وعمر كانا كافرين، وأنهما يخلدان في النار يوم القيامة.
الثاني: دعوى صلب القائم للشيخين في الرجعة -قبل يوم القيامة-.
الثالث: الأدعية التي ألّفها الشيعة في لعنهما والبراءة منها، والدعاء المسمى بـ(دعاء صنمي قريش).
الرابع: موقف الشيعة من فضائل الشيخين المشتركة.
الخامس: الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في الشيخين معاً.
الفصل الثاني: موقفهم من أبي بكر وعمر وعثمان جميعا.
وفيه مباحث:
الأول: خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة في نظر الشيعة الإثني عشرية.
الثاني: موقف الشيعة من فضائل الخلفاء الثلاثة المشتركة.
الثالث: الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في الخلفاء الثلاثة مجتمعين.
وقد خصّصت الباب السادس للكلام على موقف الشيعة الإثني عشرية من باقي العشرة المبشرين بالجنة- عدا علي -. وقد قسّمته إلى خمسة فصول:
الفصل الأول: موقفهم من طلحة والزبير معاً رضي الله عنهما.
الفصل الثاني: موقفهم من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
الفصل الثالث: موقفهم من أبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه.
الفصل الرابع: موقفهم من عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه.
الفصل الخامس: موقفهم من سعيد بن زيد رضي الله عنه. وقد ذكرت في هذه الفصول العديد من المطاعن التي وجهها الشيعة الإثنا عشرية إلى هؤلاء الصحابة الأجلاء.
أما الباب السابع: فتطرقت فيه إلى موقف الشيعة الإثني عشرية من أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن. وقدقسّمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: موقفهم من أمهات المؤمنين عموماً.
الفصل الثاني: موقفهم من عائشة وحفصة معاً
الفصل الثالث: موقفهم من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين.
واقتصرت في الباب الثامن: على ذكر نماذج من مطاعن الشيعة الإثني عشرية في بعض الصحابة.
وقد قسّمت هذا الباب إلى تسعة فصول:
الأول: ذكر نماذج من مطاعنهم في معاوية بن أبي سفيان.
الثاني: ذكر نماذج من مطاعنهم في عمرو بن العاص، وابنه عبد الله بن عمرو.
الثالث: ذكر نماذج من مطاعنهم في أنس بن مالك.
الرابع: ذكر نماذج من مطاعنهم في عبد الله بن عمر.
الخامس: ذكر نماذج من مطاعنهم في أبي هريرة.
السادس: ذكر نماذج من مطاعنهم في خالد بن الوليد.
السابع: ذكر نماذج من مطاعنهم في المغيرة بن شعبة.
الثامن: ذكر نماذج من مطاعنهم في أبي موسى الأشعري.
التاسع: ذكر نماذج من مطاعنهم في سمرة بن جندب.
ثم انهيت البحث بخاتمة فيها ما توصلت إليه من نتائج بإيجاز.
توثيق المصادر:
ذكر توثيق الشيعة وثنائهم على مصادرهم التي رجعت إليها، وإشادتهم بمصنفيها:
إن نقل أقوال علماء الشيعة المتقدمين منهم والمتأخرين، والمادحة لمصنفي الكتب الشيعية التي رجعت إليها، وأخذت منها ما ضمّنته هذه الأطروحة: يعتبر إلزاماً لهم بمعتقداتهم التي ذكرت في هذه الأطروحة.
فالكتب كتبهم باعترافهم، والمصنفون من الذين يشهدون لهم بالاستقامة، وحسن المعتقد، والحفظ، والعلم الغزير، وغير ذلك.
ونقل هذه الأقوال -أعني أقوالهم التي تثني على المصنِّف والمصنَّف-لا يدع للشيعة مجالاً للتملّص من هذه المعتقدات الواردة، ولا للتبرؤ منها إلا إذا تبرؤوا من مؤلفيها، ومؤلفاتهم، وفي ذلك نسف لمعتقدات الشيعة جميعها، والتي تواطأت كتبهم على مر العصور على ذكرها.
أضف إلى ذلك أن كثيراً من المخدوعين من أهل السنة -ممن يحسن الظن بالشيعة - لا يصدق أن هذه الكتب كتبهم، وأنهم هم الذين سطّروا ما فيها من عقائد تنافي معتقدات أهل السنة، وتجدهم حين يذكر أحد ما معتقدات الشيعة يرفعون أصواتهم بالنكير، ويزعمون أن ما بين أهل السنة والشيعة من خلاف كما بين أتباع المذاهب الفقهية؛ أي أنه خلاف في الفروع.
لذلك كان في نقل أقوال علماء الشيعة المشهورين والتي تثني على كتب الشيعة المؤلفة- التي أخذت منها مباشرة دون واسطة-، والتي تشيد بمؤلفيها، وتمدحهم: إقامة للحجة على المخدوعين من أهل السنة، وأيقاظاً للنائمين منهم، وتنبيهاً للغافلين الذين يرددون أقوال المخدوعين دون تثبّت أو تأكّد.
وذلك ليعلموا جميعاً أن ما بيننا وبين الشيعة من خلاف لا يمكن جبره، بل ولا يمكن التقريب بين المعتقدات إلا على حساب عقيدة أهل السنة التي هي كل لا يتجزأ، والتخلي عن بعضها يعد أيماناً ببعض الكتاب وكفرا ببعضه الآخر، وبالتالي تخليا عن الكل.
لذلك- أي لإلزام الشيعة بما في كتبهم، ولإقامة الحجة على المخدوعين من أهل السنة بهم- اقتضت الضرورة أن أنقل أقوال علماء الشيعة في هذه الكتب التي رجعت إليها، وأخذت منها مباشرة معتقداتهم في الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وأنقل أقوالهم أيضاً في مصنّفيها الذين سطّروا بيراعهم هذه المعتقدات.
وقد اتبعت في ذكر توثيق الشيعة لمصادرهم الخطة التالية( [١٠] ):
أولاً: ذكر الكتب مرتبة حسب وفيات المؤلِّفين.
ثانياً: ذكر ثناء علماء الشيعة على كل مؤلِف بعد سرد مؤلَّفاته، وذكر ثنائهم على هذه المؤلَفات أيضاً.
ومن المصادر الشيعية التي أخذت منها معتقداتهم واعتمدت عليها في إعداد الرسالة:
١- وقعة صفين. ٢- كتاب الجمل: وكلاهما لنصر بن مزاحم المنقري، المتوفى سنة ٢١٢هـ.
هو نصر بن مزاحم المنقري العطار أبو المفضل الكوفي.
قال عنه النجاشي -الشيخ الجليل عندهم-: "كوفي مستقيم الطريقة، صالح الأمر" ( [١١] ) ، ووصف كتبه بأنها: "حسان" ، وعد منها: كتاب الجمل، وكتاب صفين( [١٢] ). وبنحو قوله قال الطوسي( [١٣] ) -شيخ الطائفة- والحلي( [١٤] ) والمجلسي( [١٥] ).
ونقل عنهم أبو القاسم الخوئي( [١٦] )، وآغا بزرك الطهراني( [١٧] ) أقوالهم، ولم يذكروا ما يعارضها.
فكتب نصر بن مزاحم على ذلك معتبرة عند المتقدمين والمتأخرين من الشيعة.
٣- تفسير الإمام حسن العسكري، المتوفى سنة ٢٦٠هـ هو حسن بن علي بن محمد العسكري: إمام الشيعة الحادي عشر، ووالد المهدي المنتظر عندهم.
قال آغا بزرك الطهراني: "هو الإمام الحادي عشر، أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليه وعلى آبائه المعصومين صلوات الله وسلامه، ولد في سنة ٢٣٢هـ، وقام بأمر الإمامة سنة ٢٥٤، وتوفي في ٢٦٠هـ" ( [١٨] ) .
ينسب الشيعة إليه تفسيراً، ويزعمون أنه رواه بالسند عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وسند هذا التفسير كما ذكروا: قال الإمام الحسن العسكري: (حدثني أبي علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه الباقر محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي سيد المستشهدين، عن أبيه أمير المؤمنين، سيد الوصيين، خليفة رسول رب العالمين، فاروق الأمة، وباب مدينة الحكمة، ووصي رسول الرحمة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه) ( [١٩] ).
فالتفسير كما يظهر من السند المزعوم قد رواه أئمة الشيعة الأحد عشر إمام عن إمام إلى علي بن أبي طالب، بإسقاط الإمام الثاني عندهم؛ الحسن بن علي بن أبي طالب.
وهذا التفسير محل اعتبار عند الشيعة الإثني عشرية، وقد نص على ذلك آغا بزرك الطهراني بقوله: "وقد فصل القول باعتباره شيخنا في خاتمة المستدرك، فذكر من المعتمدين: الشيخ الصدوق في (الفقيه) ، وغيره من كتبه، والطبرسي في (الاحتجاج) ، وابن شهر آشوب في (المناقب) ، والمحقق الكركي في (إجازته لصفي الدين) ، والشهيد الثاني في (المنية) ، والمولى محمد تقي المجلسي في (شرح المشيخة) ، وولده العلامة المجلسي في (البحار) ، وغيرهم( [٢٠] )."
٤- كتاب الإيضاح: للفضل بن شاذان، المتوفى سنة ٢٦٠هـ.
هو الفضل بن شاذان بن الخليل أبو الأزدي النيسابوري.
نقل الكشي في رجاله ثناء الحسن العسكري - إمام الشيعة الحادي عشر- عليه، وقوله عنه: (رحم الله الفضل) ( [٢١] )، وقوله: (أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان، وكونه بين أظهرهم) ( [٢٢] )، وقوله عن كتابه: (هذا صحيح، ينبغي أن يعمل به) ( [٢٣] ).
قال عنده النجاشي: روي عن أبي جعفر الثاني عليهما السلام، وكان ثقة، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين، وله جلالة هذه الطائفة- يقصد طائفة الشيعة الإثني عشرية -، وهو في قدره أشهر من أن نصفه. وذكر الكنجي أنه صنّف مائة وثمانين كتاباً.. "( [٢٤] )."
وقال الطوسي: "فقيه، متكلم، جليل القدر، له كتب ومصنفات..( [٢٥] )."
وقال الحلي: "له عظيم شأن في هذه الطائفة،... وهذا الشيخ أجل من أن يغمز عليه؛ فإنه رئيس طائفتنا رضي الله عنه" ( [٢٦] ) .
وقد نقل هذه الأقوال أبو القاسم الخوئي( [٢٧] )، وبيّن جلالة الفضل بن شاذان عند الشيعة، ومكانته العلمية بينهم( [٢٨] ).
أما عن كتابه الإيضاح: فقد قال عنه آغا بزرك الطهراني:
"الإيضاح في الرد على سائر الفرق، للشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل النيسابوري، صاحب الإمام الرضا عليه السلام، والمتوفى سنة ٢٦٠هـ، مؤلف كتاب (إثبات الرجعة) ، وغيره من التصانيف..( [٢٩] )."
فالرجل ثقة عند المتقدمين والمتأخرين من الشيعة، وكتابه معتمد عندهم.
٥- المحاسن: للبرقي، المتوفى عام ٢٧٤هـ، أو ٢٨٠هـ.
مؤلفه هو: أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي أبو جعفر البرقي.
قال النجاشي والطوسي عنه: "أصله كوفي" ، "وكان ثقة في نفسه" وعَدُّوا من كتبه كتاب "المحاسن" ( [٣٠] ) .
أما كتابه: "المحاسن" : فقد أثنى عليه عدد من علماء الشيعة، منهم الصدوق، حيث قال في مقدمة كتابه (من لا يحضره الفقيه) مخبراً عن مصادر هذه الكتاب: "... وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول، وإليها المرجع.." وذكر منها كتاب "المحاسن" للبرقي( [٣١] ).
وقال المجلسي: "وكتاب المحاسن للبرقي من الأصول المعتبرة، وقد نقل عنه الكليني، وكل من تأخّر عنه من المؤلفين" ( [٣٢] ) .
وخلاصة القول: أن مؤلّف الكتاب مجمع على ثقته عند الشيعة، وكتابه معتمد ومعتبر عندهم.
٦- الغارات: أو الاستنفار والغارات: للثقفي، المتوفى سنة ٢٨٣هـ.
هو إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال أبو إسحاق، المعروف بابن هلال الثقفي.
ذكر النجاشي والطوسي والحلي أن الثقفي كان زيدياً في أول أمره، ثم صار إمامياً إثني عشري، وألّف في الإمامة وفي غيرها العديد من المصنفات( [٣٣] ).
وقال النوري الطبرسي: "وأما إبراهيم الثقفي المعروف الذي اعتمد عليه الأصحاب، فهو من أجلاء الرواة المؤلفين، كما يظهر من ترجمته، ويروي عنه الأجلاء" ( [٣٤] ) .
وقال عنه الخوانساري: "الشيخ، المحدث، المروج، الصالح، السديد، أبو إسحاق إبراهيم الثقفي الأصفهاني، صاحب كتاب (الغارات) الذي ينقل عنه في البحار كثيراً، وله نحواً من خمسين مؤلفاً لطيفاً" ( [٣٥] ) .
فالمؤلف إذاً مجمع على إمامته عند الشيعة. وكتابه معتمد عندهم.
٧- تاريخ اليعقوبي: لأحمد بن أبي يعقوب، المتوفى سنة ٢٨٤هـ.
هو أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي.
ذكر عباس القمي( [٣٦] ). وآغا بزرك الطهراني( [٣٧] ) أنه كان من علماء الشيعة، وأنه كان يميل في كتابه التاريخ إلى التشيع دون السنية.
٨- بصائر الدرجات الكبرى: لمحمد بن الحسن الصفّار، المتوفى سنة ٢٩٠هـ.
هو محمد بن الحسن بن فروخ الصفّار. يعد من أصحاب الحسن العسكري( [٣٨] )- إمام الشيعة الحادي عشر.
قال عنه النجاشي: "كان وجهاً في أصحابنا القميين ثقة، عظيم القدر، راجحاً، قليل السقط في الرواية" ، وعَدَّ من كتبه: "بصائر الدرجات الكبرى" ( [٣٩] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني: "بصائر الدرجات الكبرى لأبي جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفّار القمي، المتوفى بها عام ٢٩٠هـ" ( [٤٠] ) .
وقد عده المجلسي من الأصول المعتبرة عند الشيعة( [٤١] ).
٩- الأخبار الطوال: للدينوري، المتوفى سنة ٢٨١، أو ٢٨٢، أو ٢٩٠هـ.
هو أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري.
قال عنه ابن النديم: "ثقة فيما يرويه، معروف بالصدق" ( [٤٢] ) .
ونقل آغا بزرك الطهراني كلام ابن النديم، وذكر أن كتاب الأخبار الطوال من تصنيف الدينوري( [٤٣] ).
١٠- تفسير فرات الكوفي، المتوفى سنة ٣٠٧هـ.
هو فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي. يعد من أصحاب علي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي( [٤٤] ). أئمة الشيعة الثامن والتاسع والعاشر-.
وقد أثنى علماء الشيعة عليه فاعتبروه من أصحاب الأئمة كما تقدم، وأثنى عليه غير واحد منهم.
قال الخوانساري: "فرات بن إبراهيم المحدث العميد والمفسر الحميد" ( [٤٥] ) .
أما تفسيره فقد أعطوه نفس منزلة تفسيري القمي والعياشي، وذكروا أنه مقصور على الروايات عن الأئمة الهداة، وأنه يروي عنه من جاء بعده على سبيل الاعتمادوالاعتبار( [٤٦] ).
فالمؤلف ثقة عندهم، وكتابه معتبر.
١١- تفسير القمي، المتوفى عام ٣٠٧هـ.
هو علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي، شيخ الكليني صاحب الكافي( [٤٧] )،
قال النجاشي عنه: "ثقة في الحديث، ثبت معتمد صحيح المذهب، سمع فأكثر، وصنّف كتباً" ، وعد منها كتاب التفسير( [٤٨] ).
وقال المامقاني: "إنه شيخ من مشائخ الإجازة، فقيه محدث من أعيان الطائفة وكبرائهم، كثير الرواية، سديد النقل، قد روى عنه ثقات الأصحاب وأجلاؤهم، وقد اعتنوا بحديثه، وأكثروا النقل عنه كما لا يخفى على من راجع الكتب الأربعة للمشائخ الثلاثة رضي الله عنهم؛ فإنها مشحونة بالنقل عنه أصولاً وفروعاً( [٤٩] )."
وكتابه في التفسير من كتب الشيعة المعتبرة عندهم( [٥٠] )؛ قال المعلق على التفسير؛ سيد طيب الموسوي الجزائري في مقدمته: "لا ريب أن هذا التفسير الذي بين أيدينا من أقدم التفاسير التي وصلت إلينا، ولولا هذا لما كان متناً متيناًفي هذا الفن، ولما سكن إليه جهابذة الزمن، فكم من تفسير قيّم مقتبس من أخباره، ولم تره إلا منوراً بأنواره، كالصافي والمجمع والبرهان...( [٥١] )."
١٢- قرب الإسناد: للحميري، المتوفى بعد الثلاثمائة هجرية.
مؤلفه: عبد الله بن جعفر بن الحسن أبو العباس القمي الحميري. يعد من أصحاب الرضا( [٥٢] )، والهادي( [٥٣] )، والعسكري( [٥٤] ).
قال عنه النجاشي: "شيخ المقميين، ووجههم، قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين، وسمع أهلها منه فأكثروا، وصنّف كتباً كثيرة.." ، وذكر منها: كتاب قرب الإسناد( [٥٥] ).
قال عنه الطوسي: "قمي، ثقة" ( [٥٦] ) ، وذكر من كتبه كتاب قرب الإسناد( [٥٧] ).
وكتاب قرب الإسناد يحتوي على مجموع من الأخبار المسندة إلى جعفر الصادق، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، ومحمد بن الحسن العسكري - مهدي الشيعة المنتظر - والكتاب يعد من الكتب المعتبرة عندهم( [٥٨] ).
١٣- الأصول، والفروع، والروضة من الكافي: للكليني، المتوفى سنة ٣٢٨هـ.
هو محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني، المعروف عند الشيعة بلقب: "ثقة الإسلام، وعلم الأعلام" ( [٥٩] ) .
اعتبره الشيعة أوثق الناس وأثبتهم على الإطلاق( [٦٠] ).
وأثنوا على كتابه الكافي ثناء جمّا، وهذه نبذة يسيرة من أقوال علمائهم في هذا الكتاب:
قال الكاشاني، وعباس القمي، والنوري الطبرسي، وغيرهم عن هذا الكتاب: "هو أجل الكتب الإسلامية، وأعظم المصنفات الإمامية، والذي لم يعمل للإمامية مثله، قال المولى محمد أمين الإسترابادي في فوائده: سمعنا عن مشائخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه" ( [٦١] ) .
ويذكرون أن محمد بن الحسن العسكري - مهديهم المنتظر - قال عن هذا الكتاب "كافٍ لشيعتنا" ( [٦٢] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني عن الكافي: "هو أجل الكتب الأربعة الأصول المعتمد عليها، لم يكتب مثله في المنقول عن آل الرسول، لثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني" ( [٦٣] ) .
وقال حسين علي محفوظ الكاظمي: "قد اتفق أهل الإمامة وجمهور الشيعة على تفضيل هذا الكتاب، والأخذ به، والثقة بخبره، والإكتفاء بأحكامه، وهم مجمعون مقرون على الإقرار بارتفاع درجته، وعلو قدره، وعلى أنه القطب الذي عليه مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان إلى اليوم، وهو عندهم أجل وأفضل من سائر أصول الحديث.." ( [٦٤] ) .
وخلاصة القول في هذا الكتاب: أنه من أوثق المصادر عند الشيعة، وقد أجمعوا قاطبة على ذلك.
١٤- الغيبة: للنعماني.
محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد الله النعماني، المعروف بابن أبي زينب، يعد من تلاميذ الكليني( [٦٥] ).
قال عنه النجاشي وغيره من الشيعة: "شيخ من أصحابنا، عظيم القدر، شريف المنزلة، صحيح العقيدة، كثير الحديث، قدم بغداد، وخرج إلى الشام، ومات بها، له كتب منها: كتاب الغيبة،...( [٦٦] )."
وقد أثنى الشيعة على كتابه "الغيبة" ، ووصفه الحر العاملي بأنه "حسن جامع" ( [٦٧] ) .
وبهذا تتضح منزلة المؤلف، ومكانة كتابه عند الشيعة.
١٥- تفسير العياشي.
مؤلفه: محمد بن مسعود بن عياش أبو النظر العياشي السمرقندي.
قال عنه النجاشي: "ثقة، صدوق، عين من عيون هذه الطائفة" ( [٦٨] ) . وكلها من الألفاظ التي تفيد اتفاقهم على ثقته وعدله( [٦٩] ).
وزاد الطوسي: "جليل القدر، واسع الأخبار، بصير بالروايات، مطلع عليها، له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنف" ( [٧٠] ) .
وقال عنه في موضوع آخر: "أكثر أهل المشرق علماً وأدباً وفهماً ونبلاً في زمانه" ( [٧١] ) .
أما تفسيره فقد اعتبره الشيعة من أشهر كتبه( [٧٢] )، وذكروا أنهم تلقوه بالقبول، ولم يتعرض له أحد بقدح على مدى القرون:
قال محمد حسين الطباطبائي مادحاً تفسير العياشي: "قد تلقاه علماء هذا الشأن منذُ أُلِّف إلى يومنا هذا، ويقرب منأحد عشر قرناً بالقبول، من غير أن يذكر بقدح، أو يغمض فيه بطرف" ( [٧٣] ) .
قال الخوانساري عن هذا التفسير: "هو على مذاق الأخبار والتنزيل على آل البيت الأطهار أشبه شيء بتفسير علي بن إبراهيم" ( [٧٤] ) .
فالتفسير ومؤلفه محل قبول واعتبار عند جميع الشيعة.
١٦- المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب.
١٧- دلائل الإمامة.
وكلاهما: لمحمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي.
قال عنه النجاشي: "جليل من أصحابنا، كثير العلم، حسن الكلام، ثقة في الحديث" ، وذكر من كتبه كتاب المسترشد( [٧٥] ).
وقال محسن الأمين: "محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي من أكابر علماء الإمامية في المائة الرابعة، ومن أجلاء الأصحاب، ثقة جليل القدر" ، ثم ذكر مؤلفاته، وعد منها: المسترشد، ودلائل الإمامة( [٧٦] ).
أما الطهراني فذكر أن دلائل الإمامة لمؤلف آخر شيعي يحمل نفس اسم محمد بن جرير، متأخر عنه مائة عام تقريباً.
ومما قاله: "المسترشد في الإمامة لمحمد بن جرير بن رستم بن جرير، وفي بعض النسخ: ابن يزيد الطبري.. يكنى أبا جعفر كما وصفه في الفهرست تحرزاً عن الصغير الذي هو صاحبدلائل الإمامة... وصاحب دلائل الإمامة أو الأئمة هو ابن جرير الإمامي الصغير المتأخر عن صاحب المسترشد الموصوف بالكبير بمائة سنة تقريباً، والكبير معاصر للكليني..( [٧٧] )."
وتبعه على ذلك أبو القاسم الخوئي( [٧٨] ).
واختلاف مؤلف كتاب دلائل الإمامة عن مؤلف كتاب المسترشد لا ينقص من قيمة الكتابين العلمية عند الشيعة، فكلاهما لمؤلفين معتبرين عندهم، وبالتالي فالكتابان معتبران.
١٨- كتاب إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
١٩- التنبيه والإشراف.
٢٠- مروج الذهب.
وكلهم للمسعودي؛ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي، المتوفى عام ٣٤٦هـ.
أثنى عليه علماء الشيعة؛ "ففي رياض العلماء( [٧٩] )، للمولى عبد الله المعروف بالأفندي - قال عن المسعودي: كان شيخاً جليلاً متقدماً في أصحابنا الإمامية، عاصر الصدوق عليه الرحمة" ( [٨٠] ) ، وقال ابن إدريس الحلي في السرائر( [٨١] )في كتاب الحج: هو من مصنفي أصحابنا، معتقد للحق( [٨٢] ).
وقال أبو علي الحائري في منتهى المقال( [٨٣] ): "هو من جملة العلماء الإمامية، ومن قدماء الفضلاء الإثني عشرية، ولم أقف إلى الآن على من توقف في تشيع هذا الرجل" ( [٨٤] ) .
وعده النوري الطبرسي من ثقات الإمامية( [٨٥] ).
أما كتبه: إثبات الوصية، والتنبيه والإشراف، ومروج الذهب: فقد عدها الشيعة من تآليف الإمامية المعتبرة واعتمد عليها من أتى بعد المسعودي( [٨٦] ).
فالمؤلف موثق عند الشيعة، وكتبه معتمدة عندهم.
٢١- الأشعثيات أو الجعفريات: للأشعث الكوفي.
مؤلفه: محمد بن محمد بن الأشعث، المعروف بالأشعث الكوفي.
قال عنه النجاشي: "ثقة من أصحابنا" ( [٨٧] ) .
أما كتابه الأشعثيات، فقد قال عنه آغا بزرك: "الأشعثيات ويقال له الجعفريات أيضاً؛ من الكتب القديمة المعول عليها عند الأصحاب، بل هو من الأصول الاصطلاحية المخصوصة بالذكر فيالإجازات.." وقد أطال في الثناء عليه جداً، ونقل أقوال علماء الشيعة في مدحه واعتباره( [٨٨] ).
٢٢- الاستغاثة في بدع الثلاثة( [٨٩] ): للكوفي، المتوفى سنة ٣٥٢هـ.
مؤلفه: أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي.
قال عنه الطوسي: "كان إمامياً مستقيم الطريقة، وصنّف كتباً كثيرة سديدة.." ( [٩٠] ) .
وقال عنه النوري الطبرسي في الفائدة الثانية من خاتمة مستدرك الوسائل: "كان إمامياً مستقيماً من أهل العلم والفضل والمؤلفات السديدة.." ( [٩١] ) .
وقال عن كتابه (الاستغاثة) : "هو في أسلوبه ووضعه ومطالبة من الكتب المتقنة البديعة الكاشفة عن علو مقام فضل مؤلفه، ولذا اعتمد عليه العلماء الأعلام، مثل ابن شهر آشوب في مناقبه وفي معالمه إشارةً إلى ذلك، والشيخ علي بن يونس البياضي في كتابه الصراط المستقيم، بل وكلام العلامة الحلي يشير إلى أنه من الكتب المعروفة بين الإمامية، والقاضي في الصوارم المهرقة، وغيرهم" ( [٩٢] ) .
وقال الميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء: "وهذا السيد قد ألَّف في زمان استقامة أمره كتباً عديدة على طريقةالشيعة الإمامية، منها كتاب الإغاثة في بدع الثلاثة.." ( [٩٣] ) . فكتابه محل قبول واعتبار عند الشيعة الإمامية، وهو من الكتب التي ألفها في أيام استقامته على طريقتهم، قبل أن يصير من الغلاة.
٢٣- الأغاني.
٢٤- مقاتل الطالبيين.
وكلاهما للأصفهاني، المتوفى سنة ٣٥٦هـ.
هو أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن الهيثم القرشي الأموي الأصفهاني.
قال عنه الخوانساري: "الشيخ المتفنن الجليل، والحبر المتتبع النبيل" ( [٩٤] ) .
وقال العاملي: "كان شيعياً خبيراً بالأغاني والآثار.. وله تصانيف مليحة، منها الأغاني" ( [٩٥] ) .
وقد عد الشيعة كتابيه: "الأغاني" ، و "مقاتل الطالبيين" من التصانيف الشيعية المعتبرة( [٩٦] ).
٢٥- فرق الشيعة: للنوبختي.
الحسن بن موسى النوبختي، ابن أخت أبي سهل بن نوبخت. قال عنه النجاشي: "شيخنا المتكلم المبرز على نظرائه في زمانه" ، وعد من تصانيفه كتاب "فرق الشيعة" ( [٩٧] ) .
وقال الطوسي: "كان إمامياً حسن الاعتقاد، نسخ بخطه شيئاً كثيراً، وله مصنفات كثيرة منها كتاب الجامع في الإمامة" ، وقال عنه في موضع آخر: "ثقة" ( [٩٨] ) .
أما كتابه "فرق الشيعة" فقد أثنى عليه علماء الشيعة أيضاً فهذا آغا بزرك يقول عنه: "فرق الشيعة للشيخ المتكلم المتقدم أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي صاحب الآراء والديانات.. وهو كتاب لطيف، جامع مهذب، معتمد إليه، معول عليه" ( [٩٩] ) .
وقال محسن أمين: "ويسمى الفرق والمقالات أيضاً" ، ثم نقل قول النوري الطبرسي: "قد اعتمد عليه جل من كتب في هذا الفن، واعتمد عليه الشيخ المفيد في كتاب العيون والمحاسن" ( [١٠٠] ) .
٢٦- المقالات والفرق: لسعد القمي، المتوفى عام ٣٠١هـ.
مؤلفه: سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي.
قال عنه النجاشي: "شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها" ( [١٠١] ) .
ووثقه الحلي( [١٠٢] )، وذكر ابن طاوس أنه قد اتفق على ثقته وفضله وعدالته( [١٠٣] ).
أما كتاب مقالات الفرق: فقد عده الشيعة من التصانيف الشيعية المعتبرة( [١٠٤] ).
٢٧- تحف العقول عن آل الرسول: للحراني الحسن بن علي بن شعبة. من مشائخ الشيخ المفيد( [١٠٥] ).
قال الحر العاملي: "الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن شعبة فاضل، محدث، جليل، له كتاب تحف العقول عن آل الرسول، حسن، كثير الفوائد، مشهور.." ( [١٠٦] ) وبنحو قوله قال الخوانساري( [١٠٧] ).
وقال علي بن الحسين بن صادق البحراني: "إنه من قدماء أصحابنا، حتى إن شيخنا المفيد ينقل عنه، وكتابه مما لم يسمع الدهر بمثله" ( [١٠٨] ) .
وبهذا تتضح مكانة الحراني عند الشيعة، ومنزلة كتابه عندهم.
٢٨- الهداية.
٢٩- الاعتقادات أو العقائد.
٣٠- معاني الأخبار.
٣١- عيون أخبار الرضا.
٣٢- علل الشرائع.
٣٣- كتاب الخصال.
٣٤- عقاب الأعمال.
٣٥- ثواب الأعمال.
٣٦- التوحيد.
٣٧- من لا يحضره الفقيه.
٣٨- الأمالي.
٣٩- إكمال الدين وإتمام النعمة في إثبات الرجعة. وكلها من مؤلفات الصدوق، المتوفى سنة ٣٨١هـ.
وهو: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أبو جعفر القمي، المعروف بالصدوق.
قال عنه النجاشي: "شيخنا، وفقيهنا، ووجه( [١٠٩] ) الطائفة بخراسان.." ، ثم ذكر بعض كتبه، وعد منها الكتب التي اعتمدت عليها( [١١٠] )
وقال الطوسي: "كان جليلاً، حافظاً للأحاديث، بصيراً بالرجال، ناقدا للأخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه، له نحو من ثلاثمائة مصنف.." ، ثم أخذ يعدد بعض مصنفاته( [١١١] ).
وقال المجلسي: "وثقه جميع الأصحاب لما حكموا بصحة جميع أخبار كتابه؛ يعني صحة جميع ما قد صح عنه من غير تأمل، بل هو ركن من أركان الدين" ( [١١٢] ) .
وقال فيه بحر العلوم في الفوائد الرجالية( [١١٣] ): "شيخ من مشائخ الشيعة، وركن من أركانها الشريعة، رئيس المحدثين والصدوق فيما يرويه عن الأئمة عليهم السلام، ولد بدعاء صاحب الأمر عليه السلام، ونال بذلك عظيم القدر والفخر."
وصفه الإمام عليه السلام في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة: بأنه فقيه مبارك ينفع الله به. فعمّت بركته الأنام، وانتفع به الخاص والعام "( [١١٤] )."
فالصدوق من أوثق الرجال عند الشيعة، كما أن كتبه عمدة لمذهب الشيعة.
٤٠- كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: للخزاز، من علماء القرن الرابع.
قال آغا بزرك الطهراني: (كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر) : للشيخ الأقدم أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز الرازين ويقال له القمي، الراوي عن الشيخ الصدوق.. "( [١١٥] )."
٤١- نهج البلاغة: للشريف الرضي، المتوفى عام ٤٠٦هـ.
مؤلف الكتاب: هو محمد بن الحسين بن موسى، المعروف بالشريف الرضي.
قال فيه النجاشي: "نقيب العلويين ببغداد، وأخو المرتضى. كان شاعراً مبرزاً، له كتب منها.. كتاب نهج البلاغة" ( [١١٦] ) .
وقال مصطفى بن حسين التفرشي: "أمره في الثقة والجلالة أشهر من أن يذكر" ( [١١٧] ) .
٤٢- الأمالي.
٤٣- الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب.
٤٤- المسائل الجارودية في تعيين الخلافة والإمامة في ولد الحسين بن علي.
٤٥- العيون والمحاسن.
٤٦- الاختصاص.
٤٧- أوائل المقالات.
٤٨- شرح عقائد الصدوق تصحيح الإعتقاد.
٤٩- رسالة في النص على علي بن أبي طالب.
٥٠- رسالة فيما أشكل من خبر مارية القبطية.
٥١- رسالة في تحقيق لفظ المولى.
٥٢- رسالة في تحقيق خبر الطائر.
٥٣- رسالة في تحقيق الخبر المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وآله: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) .
٥٤- المسائل الحاجبية.
٥٥- رسالة في أجوبة المسائل السروية.
٥٦- المسائل العكبرية.
٥٧- الجمل.
٥٨- الثقلان الكتاب والعترة.
٥٩- إيمان أبي طالب.
٦٠- الإرشاد.
وكلها من مؤلفات المفيد محمد بن محمد بن النعمان، المتوفى سنة ٤١٣هـ.
قال عنه النجاشي: "شيخنا وأستاذنا رضي الله عنه، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم. له كتب..." ، ثم شرع يعدد كتبه( [١١٨] ).
وقال الطوسي عنه: "من جملة متكلمي الإمامية، انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته، وكان مُقدّماً في العلم وصناعة الكلام، وكان فقيها متقدماً، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار.." ( [١١٩] ) .
وقال عنه في موضع آخر: "جليل، ثقة" ( [١٢٠] ) .
وبنحو هذه الأقوال قال ابن النديم( [١٢١] )، والحلي( [١٢٢] )، وابن شهر آشوب( [١٢٣] )، ومحمد بن علي الإسترابادي( [١٢٤] )، والخوانساري( [١٢٥] ) والحر العاملي( [١٢٦] )، ويوسف البحراني( [١٢٧] ) والخوئي( [١٢٨] )، ومحسن العاملي( [١٢٩] )، ومحمد جواد مغنية( [١٣٠] )، وغيرهم.
فالمفيد من أوثق الناس عند الشيعة، وكتبه معتبرة عندهم، ولم يخالف في هذا أحد منهم.
٦١- عيون المعجزات: لحسين بن عبد الوهاب.
قال عنه محسن الأمين: "كان من أجلة علمائنا المعاصرين للسيد المرتضى والرضى، ويشاركهما في بعض مشائخه، كأبي التحف، وأمثاله، وكان معاصراً للشيخ الطوسي أيضاً؛ إذ يروي عن هارون بن موسى التلعكبري بواسطة واحدة، كالشيخ الطوسي، وكان بصيراً بالأخبار والأحاديث، فقيهاً شاعراً مجيداً.. له من المؤلفات: عيون المعجزات.. ينقل عنه السيد هاشم البحراني، والمجلسي" ( [١٣١] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني: "عيون المعجزات للشيخ حسين بن عبد الوهاب المعاصر للسيد المرتضى علم الهدى، ينقل عنه السيد هاشم البحراني، ومحمد باقر المجلسي، والحاج مولى باقر في الدمعة الساكبة..." ( [١٣٢] ) .
فالرجل من العلماء الأجلاء عندهم، وكتابه من مصادرهم المعتبرة، ويدل على ذلك أن كبار العلماء الذين أتوا بعده أخذوا عنه.
٦٢- فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: لأبي الحسن محمد بن أحمد القمي، المتوفى ٤٢٦هـ.
قال النجاشي: شيخنا الفقيه، كان حسن المعرفة( [١٣٣] ).
وقال آغا بزرك الطهراني: "كتاب المناقب لأبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان القمي، شيخ الكراجكي وهو غير (مائة منقبة لأمير المؤمنين) ، ويسمّى إيضاح دفائن النواصب، ويعرف بـ(الفضائل)، وينقل عنه في الدمعة الساكبة وينقل عنه في البحار.." ( [١٣٤] ) .
٦٣- الشافي في الإمامة.
٦٤- الأمالي غرر الفوائد ودرر القلائد.
وكلاهما للمرتضى؛ علي بن الحسين بن موسى أبو القاسم المرتضى، المتوفى سنة ٤٣٣هـ.
قال عنه النجاشي: "حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلماً شاعراً أديباً، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا، صنّف كتباً منها..." وذكر الشافي، والأمالي؛ غرر الفوائد( [١٣٥] ).
وقال الطوسي عنه: "متوحد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدم في العلوم.." ، وذكر من كتبه: الشافي، والأمالي( [١٣٦] )
أما عن كتابه الشافي: فقد ذكر الطوسي أنه لم يصنّف مثله( [١٣٧] ).
وقال يوسف البحراني: "هو كاسمه شاف واف" ( [١٣٨] ) .
وقال آغا بزرك: "(الشافي في الإمامة وإبطال حجج العامة) للشريف المرتضى، علم الهدى.. وقد انتهى فيه من الاحتجاج على سوى الإمامية وتصدى فيه للرد على كتاب المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي، فنقضه باباً بابا حتى عاد وهماً وسرابا.." ( [١٣٩] ) .
وكذا قالوا عن كتابه الأمالي أنه من الكتب المعتبرة عندهم( [١٤٠] ).
٦٥- كنز الفوائد: للكراجكي أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان، المتوفى سنة ٤٤٩هـ.
قال عنه الحر العاملي: "عالم فاضل متكلم فقيه محدث ثقة جليل القدر، له كتب منها كنز الفوائد.." ( [١٤١] ) .
وقال عنه محسن الأمين: "من أجلة العلماء والفقهاء والمتكلمين، رأس الشيعة، صاحب التصانيف الجليلة.. متكلماً، فقيهاً، محدّثاً، أسند إليه جميع أرباب الإجازات من تلامذة الشيخ المفيد والشريف المرتضى والشيخ الطوسي.. وكتابه كنز الفوائد كما يقول السيد بحر العلوم في رجاله: يدل على فضله، وبلوغه الغاية القصوى في التحقيق والتدقيق والاطلاع على المذاهب والأخبار..( [١٤٢] )."
٦٦- فهرست أسماء مصنفي الشيعة: للنجاشي؛ أبي العباس أحمد بن علي بن العباس النجاشي، المتوفى سنة ٤٥٠هـ. قال آغا بزرك: رجال النجاشي عمدة الأصول الأربعة الرجالية نظير الكافي بين الكتب الأربعة، للعالم الناقد البصير الشيخ أبي العباس أحمد، من ولد عبد الله النجاشي الذي كتب إليه الصادق الرسالة الأهوازية.
وهو أفضل من خط في علم الرجال أو نطق بفم، ولا يقاس بسواه، ولا يعدل به من عداه، بل قوله المقدم عند المعارضة علىغيره من أئمة الرجال "( [١٤٣] )."
وقال السيد بحر العلوم في رجاله: "وبتقديمه صرح جماعة من الأصحاب، نظراً إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، والظاهر أنه الصواب.. عده شيخنا في خاتمة المستدرك من الاثني عشر الذين ختم بهم المشايخ" ( [١٤٤] ) .
فالرجل هذا مقامه عندهم، وكتابه أنزلوه منزلة الكافي الذي يعتبر عندهم كصحيح البخاري عند أهل السنة( [١٤٥] ).
٦٧- الاستبصار.
٦٨- تهذيب الأحكام.
٦٩- المفصح في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
٧٠- الفهرست.
٧١- رجال الطوسي.
٧٢- التبيان في تفسير القرآن.
٧٣- الغيبة.
٧٤- الأمالي.
٧٥- النهاية في مجرد الفقه والفتاوى.
٧٦- الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد.
٧٧- رسالة في الفرق بين النبي والإمام.
٧٨- تلخيص الشافي.
٧٩- اختيار معرفة الرجال.
وكلها من مؤلفات الطوسي أبي جعفر محمد بن الحسن، المتوفى سنة ٤٦٠هـ.
قال فيه النجاشي: "جليل في أصحابنا، ثقة، عين، من تلامذة شيخنا أبي عبد الله - المفيد -، له كتب.." ، وذكركتبه..( [١٤٦] ).
وقال فيه الحلي: "شيخ الإمامية، ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة، عين، صدوق، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب، وجميع الفضائل تنسب إليه" ( [١٤٧] ) .
وقد ذكر الطوسي ما ألّف من كتب في كتابه "الفهرست" ( [١٤٨] ) .
وقال الخوانساري عنه: "هو من مصنفي الكتابين من الصحاح الأربعة: (التهذيب) ، و(الاستبصار)... وصنّف في كل فنون الإسلام، وهو المهذّب للعقائد والأصول والفروع، وجميع الفضائل تنسب إليه" ( [١٤٩] ) .
وقال عباس القمي: "هو عماد الشيعة، ورافع أعلام الشريعة، شيخ الطائفة على الإطلاق، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، صنّف في جميع علوم الإسلام، وكان القدوة في ذلك، والإمام، وقد ملأت تصانيفه الأسماع، تتلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهم.." ( [١٥٠] ) .
وقد نقل أكثر هذه الأقوال محمد بن علي الإسترابادي، وذكر أسماء مصنّفاته( [١٥١] ).
وخلاصة القول: أن الشيعة يعتبرون الطوسي شيخ طائفتهم، ويعدون كتبه من أجود ما ألَّف الشيعة من المصنفات.
٨٠- الاحتجاج: للطبرسي؛ أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، من علماء القرن السادس.
قال عنه المجلسي: "الشيخ الجليل.. صاحب كتاب الاحتجاج، عالم فاضل، محدث، ثقة، من أجلاء أصحابنا المتقدمين..." ( [١٥٢] ) .
وقال ابن شهر آشوب: "شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي، له كتاب الكافي في الفقه، حسن، والاحتجاج،.." ( [١٥٣] ) .
وقال عنه الحر العاملي: عالم فاضل، فقيه محدث، ثقة، له كتاب الاحتجاج على أهل اللجاج، حسن كثير الفوائد( [١٥٤] ).
وقال عنه الخوانساري: "فهذا الرجل من أجلاء أصحابنا المتقدمين، وله كتاب الاحتجاج، كتاب معروف معتَبَر بين الطائفة" ( [١٥٥] ) .
فالمؤلف ثقة بإجماعهم، وكتابه معتبر عندهم باعترافهم.
٨١- إعلام الورى بأعلام الهدى.
٨٢- مجمع البيان في تفسير القرآن.
وكلاهما لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، المتوفى عام ٥٤٨هـ.
قال عنه ابن شهر آشوب: "شيخي أبو علي الطبرسي، له مجمع البيان في معاني القرآن، حسن... وإعلام الورى بأعلام الهدى.." ( [١٥٦] ) .
وقال عنه مصطفى التفرشي: "ثقة، فاضل، ديّن، عين، من أجلاء هذه الطائفة، له تصانيف حسنة، منها.." وذكر مجمع البيان، وإعلام الورى، وغيرهما( [١٥٧] ).
وبنحو قوله قال الحر العاملي( [١٥٨] ).والمجلسي( [١٥٩] )، ويوسف البحراني( [١٦٠] )، وغيرهم( [١٦١] ).
فالمؤلف ثقة لديهم، وكتبه معتبرة عندهم.
٨٣- جامع الأخبار: للشعيري؛ محمد بن محمد بن حيدر الشعيري.
قال عنه الحر العاملي: "عالم، صالح" ، وذكر أن كتاب جامع الأخبار من كتبه( [١٦٢] ).
٨٤- الخرايج والجرايح: للراوندي سعيد بن هبة الله بن الحسن، المتوفى سنة٥٧٣هـ.
قال عنه ابن بابويه الرازي: "فقيه، عين، صالح، ثقة، له تصانيف، منها... الخرايج والجرايح" ( [١٦٣] ) .
وقال عنه عباس القمي: "العالم، المتبحر، الفقيه، المحدّث، المفسر، المحقق، الثقة، الجليل، صاحب الخرايج والجرايح.. كان من أعاظم محدثي الشيعة" ( [١٦٤] ) .وبنحو هذين القولين قال ابن شهر آشوب( [١٦٥] )، وابن طاوس( [١٦٦] )، والحر العاملي( [١٦٧] )، وغيرهم( [١٦٨] ).
٨٥- معالم العلماء.
٨٦- مناقب آل أبي طالب.
وكلاهما لابن شهر آشوب؛ محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، المتوفى عام ٥٨٨هـ
قال عنه الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً ثقة محدثاً محققاً عارفا بالرجال والأخبار، أديباً شاعراً جامعاً للمحاسن، له كتب منها مناقب آل أبي طالب... ومعالم العلماء.." ( [١٦٩] )
وقد ذكر المؤلف تصانيفه في كتابه معالم العلماء( [١٧٠] ).
وبنحو قول الحر العاملي قال مصطفى التفرشي( [١٧١] )، والخوانساري( [١٧٢] )، ويوسف البحراني( [١٧٣] )، والنوري الطبرسي( [١٧٤] )، وغيرهم( [١٧٥] ).
فالرجل ثقة عندهم، وكتبه معتبرة كذلك.
٨٧- فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم: لابن بابويه الرازي؛ أبي الحسن علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي القمي، من أعلام القرن الخامس.
قال عنه الحر العاملي: "كان فاضلاً عالماً ثقة، صدوقاً محدثاً، حافظاً راوية علامة، له كتاب الفهرست في ذكر المشائخ المعاصرين للشيخ الطوسي، والمتأخرين إلى زمانه" ( [١٧٦] ) .
وبمثل قوله قال المجلسي( [١٧٧] )، وعبد الله أفندي الأصفهاني( [١٧٨] )، وسليمان البحراني( [١٧٩] )، وغيرهم( [١٨٠] ).
فالرجل ذو شأن عندهم، وكتابه معتبر لديهم.
٨٨- الفضائل: لشاذان بن جبريل، المتوفى عام ٦٦٠هـ.
قال عنه الحر العاملي: "الشيخ الجليل الثقة... كان عالماً فاضلاً فقيها عظيم الشأن جليل القدر، له كتب منها.. كتاب الفضائل، حسن، عندنا منه نسخة" ( [١٨١] ) .
فالرجل عظيم الشأن عندهم، وكذا كتابه.
٨٩- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف.
٩٠- فرج المهموم.
٩١- كشف المحجة في ثمرة المهجة.
٩٢- سعد السعود.
٩٣- اليقين في إمرة أمير المؤمنين.
٩٤- الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر.
٩٥- الملهوف على قتلى الطوف.
وكلها لابن طاوس؛ رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن طاوس الحسني الحسيني، المتوفى سنة٦٦٤هـ.
قال عنه مصطفى التفرشي: "من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر، عظيم المنزلة، كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أظهر من أن يذكر، له كتب حسنة رضي الله عنه" ( [١٨٢] ) .
قال عنه الحر العاملي: "حاله في العلم والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر، وكان أيضاً شاعراً أديباً، منشئا بليغاً، له مصنفات كثيرة..." ، ثم أخذ يعدد مصنفاته( [١٨٣] ).
وبنحو هذين القولين قال يوسف البحراني، وغيره( [١٨٤] ).
أما كتابه الطرائف، فقد سمّى نفسه فيه بعبد المحمود، وقد فعل ذلك تقية كما ذكر آغا بزرك، حيث قال: "(الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف) للسيد الشريف رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى المتوفى بكرة الإثنين الخامس منذي القعدة ٦٦٤هـ. سمّى نفسه بعبد المحمود بن داود الكتابي تقية عن الخلفاء الذين كان في بلادهم، وليكون أوقع في القلوب. أودع فيه طرائف أمور من مذاهب المخالفين أصولاً وفروعاً، لم يسبق إليه أحد.." ( [١٨٥] ) .
٩٦- تجريد الاعتقاد أو تجريد الكلام: لنصير الدين الطوسي محمد بن محمد بن الحسن، المعروف بـ "نصير الدين الطوسي" المتوفى سنة ٦٧٢هـ.
يعرف عند الشيعة بـ "المحقق" و "الخواجا" ، و "نصير الملة والدين" ( [١٨٦] ) .
قال عنه الحر العاملي: كان فاضلاً ماهراً عالماً متكلماً محققاً في العقليات، له كتب منها: تجريد الاعتقاد.. "( [١٨٧] )."
وبنحو قوله قال عباس القمي، وزاد: توفي في يوم الغدير سنة ٦٧٢هـ، ودفن في جوار الإمامين موسى بن جعفر، والجواد عليهما السلام..( [١٨٨] ).
أما كتابه تجريد الاعتقاد، فقد اعتبره الشيعة من أجود ما أُلِّف في العقيدة، قال آغا بزرك عنه: "هو أجل كتاب في تحرير عقائد الإمامية.." ( [١٨٩] ) .
٩٧- شرح نهج البلاغة: لابن ميثم البحراني؛ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، المتوفى سنة ٦٧٩ أو٦٩٩هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان من العلماء الفضلاء المدققين، متكلماً ماهراً، له كتب، منها: كتاب شرح نهج البلاغة.." ( [١٩٠] ) .
وقال عباس القمي عنه: العالم الرباني، الحبر المحقق، والحكيم المتأله المدقق، جامع المعقول والمنقول، أستاذ الفضلاء الفحول، صاحب الشروح على نهج البلاغة..( [١٩١] ).
وقال الخوانساري: (له من المصنفات البديعة ما لم يسمع بها الزمان، ولم يظفر بها أحد من الأعيان) ، ثم ذكر منها شرح نهج البلاغة( [١٩٢] ).
فالرجل ذو منزلة عندهم، وكتابه من أجود ما صنفه الشيعة كما ذكروا.
٩٨- كشف الغمة في معرفة الأئمة: للإربلي أبي الحسن علي بن عيسى، المتوفى سنة ٦٩٢هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً محدثاً ثقة، شاعراً أديباً منشئا، جامعاً للفضائل والمحاسن، له كتب منها: كشف الغمة في معرفة الأئمة، جامع، حسن، فرغ من تأليفه سنة ٦٨٧هـ" ( [١٩٣] ) .
وقال المجلسي عنه: "من أكابر محدثي الشيعة، وأعاظم علماء المائة السابعة وثقاتهم" ( [١٩٤] ) .
وقال الخوانساري: "اتفق جميع الإمامية على أن علي بن عيسى من عظائمهم، والأوحدي النحرير من جملة علمائهم، لا يشق غباره، وهو المعتمد المأمون في النقل" ( [١٩٥] ) .
وبنحو قوله قال الأميني، وزاد: "وسفره القيم (كشف الغمة) خير كتاب أخرج للناس في تاريخ أئمة الدين، وسرد فضائلهم، والدفاع عنهم، والدعوة إليهم، وهو حجة قاطعة على علمه الغزير، وتضلّعه في الحديث، وثباته في المذهب.." ( [١٩٦] ) .
٩٩- كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد.
١٠٠ - الألفين الفاروق بين الحق والمين.
١٠١- أنوار الملكوت في شرح الياقوت.
١٠٢- رجال الحلي خلاصة الأقوال في معرفة الرجال.
١٠٣- منهاج الكرامة.
وكلها من مؤلفات الحلي؛ جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي، المتوفى سنة٧٢٦هـ.
قال فيه ابن داود الحلي -المعاصر له-: "شيخ الطائفة، وعلامة وقته، وصاحب التحقيق والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول.." ( [١٩٧] ) .
ونقل مصطفى التفرشي كلام ابن داود، وعقّب عليه بقوله: "ويخطر ببالي أن لا أصفه، إذ لا يسع كتابي هذا علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده... له أكثر من سبعين كتاباً" ( [١٩٨] ) .
وبنحو قوله قال محمد علي الإسترابادي( [١٩٩] ).
وقال عنه الحر العاملي: "فاضل، عالم، علامة العلماء، محقق، مدقق، ثقة ثقة، فقيه، محدث،...، وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى.." ( [٢٠٠] ) .
وقال فيه يوسف البحراني: "كان هذا الشيخ وحيد عصره، وفريد دهره الذي لم تكتحل حدقة الزمان له بمثيل ولا نظير.." ( [٢٠١] ) .
فهذه هي منزلة هذا الرجل عندهم- بإجماعهم-، وقد أخذت كتبه نحوا من هذه المنزلة بين تصانيف الشيعة، فعُدّت- عندهم - من أجود ما كتب الشيعة( [٢٠٢] ).
١٠٤- رجال ابن داود: للحسن بن علي بن داود الحلي، المولود سنة ٦٤٧هـ.
قال عنه مصطفى التفرشي: "إنه من أصحابنا المجتهدين، شيخ جليل، من تلامذة المحقق نجم الدين الحلي، والسيد جمال الدين بن طاوس، له أزيد من ثلاثين كتاباً نظما ونثراً، وله في علم الرجال كتاب حسن الترتيب.." ( [٢٠٣] ) .
وقال فيه الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً جليلاً صالحاً محققاً متبحراً، من تلامذة المحقق نجم الدين الحلي.." ثم عد من كتبه كتاب الرجال( [٢٠٤] ).
فالمصنِّف ذو مكانة عندهم، وكتابه يحظى بالمكانة نفسها( [٢٠٥] ).
١٠٥- الكشكول فيما جرى على آل الرسول: للآملي؛ حيدر بن علي الحسيني الآملي تلميذ الحلي.
قال آغا بزرك: (الكشكول فيما جرى لآل الرسول والجمهور بعد الرسول) المشهور بنسبته إلى السيد العارف الحكيم حيدر بن علي الحسيني الآملي.. "( [٢٠٦] )."
وقال عنه محسن العاملي: ".. عالم فاضل، له الكشكول فيما جرى على آل الرسول.." ( [٢٠٧] ) .
١٠٦- بصائر الدرجات: لسعد بن عبد الله القمي.
١٠٧- مختصر بصائر الدرجات: للحلي؛ حسن بن سليمان الحلي، المتوفى سنة ٨٠٢هـ.
قال الحر العاملي عن مؤلف المختصر: "فاضل عالم فقيه، له مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله.." ( [٢٠٨] ) .
وقال المجلسي عن مختصر البصائر أنه من الكتب المعتمدة، وقال عن مؤلفه: "من العلماء الأنجاد" ( [٢٠٩] ) .
فالمختصِر من أجلاء الطائفة، ومختصره من الكتب المعتمدة عندهم كما ذكروا ذلك.
١٠٨- كنز العرفان في فقه القرآن.
١٠٩- النافع يوم الحشر.
وكلاهما للسيوري؛ جمال الدين مقداد بن عبد الله بن محمد السيوري الحلي الأسدي، المتوفى سنة٨٢٦هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً متكلماً محققاً مدققاً، له كتب.." ، ثم أخذ يعدد كتبه( [٢١٠] ).
وبنحو قوله قال يوسف البحراني( [٢١١] ).
أما كتبه فهي من تصانيف الشيعة المعتبرة( [٢١٢] ).
١١٠- الفصول المهمة في معرفة الأئمة: لابن الصباغ؛ نور الدين علي بن محمد الصباغ، المتوفى عام ٨٥٥هـ.
قال آغا بزرك الطهراني: "(الفصول المهمة في معرفة الأئمة الاثني عشر)، وفضلهم، ومعرفة أولادهم، ونسلهم، للشيخ نور الدين علي بن محمد الصباغ المالكي المكي، المتوفى عام ٨٥٥هـ.." ( [٢١٣] ) .
١١١- الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم: للبياضي؛ زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي، المتوفى سنة ٨٧٧هـ.
قال الحر العاملي: "كان عالماً فاضلاً محققاً مدققاً، ثقة، متكلماً شاعراً أديباً متبحراً، له كتب منها كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم.." ( [٢١٤] ) .
وقد أثنى عليه علماء الشيعة، واعتبروه من كبار علمائهم وأجلاء طائفتهم( [٢١٥] ).
أما كتابه (الصراط المستقيم) فقد احتل نفس المنزلة التي احتلها مؤلفه؛ فقد عده المجلسي أضمن المصادر التي اعتمد عليها "( [٢١٦] )."
وقال الخوانساري بعد أن نقل كلام المجلسي: "ولا يخفى أن كتابه المذكور كتاب كامل في الإمامة، مستوف للأدلة، كبير فيما ينيف على عشرين ألف بيت، بل المظنون لدي أنه لم يكتب مثله في هذا المعنى بعد كتاب (الشافي) للسيد المرتضى. بل هو مقدم عليه من وجوه شتىّ" ( [٢١٧] )
وأثنى على هذا الكتاب غاية الثناء أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي( [٢١٨] )، وغيرهم( [٢١٩] ).
فالمؤلف عمدة عند الشيعة، وكتابه كذلك( [٢٢٠] )
١١٢- المصباح أو جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية.
١١٣- البلد الأمين.
وكلاهما للكفعمي؛ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي الكفعمي، المتوفى سنة ٩٠٥هـ. قال عنه الحر العاملي: كان ثقة فاضلاً أديباً شاعراً زاهداً ورعاً، له كتب، منها: المصباح، وهو الجنة الواقية والجنة الباقية، وهو كبير كثير الفوائد، تاريخ تصنيفه سنة ٨٩٥هـ، وله مختصر منه لطيف، وله كتاب البلد الأمين في العبادات أيضاً، أكبر من المصباح، وفيه شرح الصحيفة.. "( [٢٢١] )."
وقال عنه المامقاني: "هو من مشاهير الفضلاء والمحدثين، والصلحاء المتورعين.. وجلالته لا تحتاج إلى بيان، وله تصانيف كثيرة في الدعوات.." وعد منها المصباح، والبلد الأمين( [٢٢٢] ).
فالرجل ذو مكانه عندهم، وكتبه كذلك.
١١٤- نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت: للكركي؛ علي بن عبد العالي الكركي، المتوفى عام ٩٤٥هـ، قال عنه مصطفى التفرشي: "شيخ الطائفة، وعلامة وقته، صاحب التحقيق والتدقيق، كثير العلم، نقي الكلام،حيّد التصانيف، من أجلاء هذه الطائفة..." ( [٢٢٣] ) .
وقال فيه الحر العاملي: "أمره في الثقة والعلم والفضل وجلالة القدرة وعظم الشأن وكثرة التحقيق أشهر من أن يذكر، ومصنفاته كثيرة مشهورة، منها.. رسالة سماها (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) " ( [٢٢٤] ) .
وقال عنه يوسف البحراني: "فهو في الفضل والتحقيق، وجودة التحبير والتدقيق، أشهر من أن يذكر، وكفاك اشتهاره بالمحقق الثاني، وكان مجتهداً صرفاً بحتاً، وقال في مدحه شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله: الإمام المحقق، نادرة الزمان، ويتيمة الأوان، الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي.." ( [٢٢٥] ) .
وقد عدد يوسف البحراني كتبه، وذكر منها: "كتاب نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت" ( [٢٢٦] ) .
ونقل يوسف البحراني عن نعمة الله الجزائري قوله عن الكركي: "وكان رحمه الله لا يركب ولا يمضي إلا والسبّاب يمشي في ركابه مجاهراً بلعن الشيخين- أبي بكر وعمر - ومن على طريقتهما" ( [٢٢٧] ) ، ثم عقّب يوسف البحراني على هذه القصة بلوم الكركي على تركه التقية في لعن الشيخين وسبّهما( [٢٢٨] ).
وقال الأردبيلي عن الكركي: علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه شيخ الطائفة، وعلامة وقته، صاحب التدقيق والتحقيق، كثير العلم، نقي الكلام، جيد التصانيف..( [٢٢٩] ).
وثناء علماء الشيعة عليه كثير جداً، لا يتسع المقام لذكره، ويكفيه منزلة عندهم أنه بلغ من تمسكه بعقيدة طائفته فيبغض الصحابة وسبّهم أنه كان لا يمشي إلا وبين يديه من يسب أبا بكر وعمر ليشفي ذلك غل صدره، ويخفف عنه ما يحمل في قلبه من حقد عليهما، وليس هذا افتراء عليه، بل هكذا نقل الشيعة أنفسهم عنه كما تقدم.
أما كتابه (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) فقد ألّفه ليقرر من خلاله وجوب سب الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ إذ أنهما المرادان بلقب (الجبت والطاغوت) ( [٢٣٠] ).
قال آغا بزرك الطهراني: "(نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) وهما صنمي قريش: لنور الدين علي بن عبد العالي المحقق الكركي.." ( [٢٣١] ) .
وصنما قريش من الألقاب التي يطلقها الشيعة على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، كما صرحوا هم أنفسهم بذلك( [٢٣٢] )، وقد ألّفوا في لعنهما رضي الله عنهما العديد من الأدعية، ومنها الدعاء المسمى بـ(دعاء صنمي قريش)، كما سيأتي بيان ذلك كله( [٢٣٣] ).
١١٥- الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية: للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي، المتوفى سنة ٩٦٦هـ.
قال عنه مصطفى التفرشي: "وجه من وجوه الطائفة وثقاتها، كثير الحفظ، نقي الكلام، له مؤلفات: منها... شرح اللمعة، مجلدان، واسمه الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية.." ( [٢٣٤] ) .
وقال فيه الحر العاملي: "أمره في الثقة والعلم والفضل الزهد والعبادة والورع والتحقيق وجلالة القدرة وعظم الشأنوجمع الفضائل والكمالات أشهر من أن يذكر، ومحاسنه وأوصافه الحميدة أكثر من أن تحصى وتحصر، ومصنفاته كثيرة مشهورة.." ( [٢٣٥] ) .
وبنحو قوله قال يوسف البحراني( [٢٣٦] ).
وكتابه الروضة البهية من التصانيف المعتبرة عند الشيعة( [٢٣٧] ).
١١٦- وصول الأخيار إلى أصول الأخبار: لحسين بن عبد الصمد العاملي، المتوفى عام ٩٨٤هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان عالماً ماهراً محققاً مدققاً متبحراً، جامعاً أديباً منشئا شاعراً، عظيم الشأن، جليل القدر، ثقة ثقة.." ( [٢٣٨] ) .
وبنحو قوله قال يوسف البحراني( [٢٣٩] ).
أما كتابه: (وصول الأخيار) فهو من التصانيف الشيعية المعتبرة لديهم( [٢٤٠] ).
١١٧- إحقاق الحق.
١١٨- الصوارم المهرقة في نقد الصواعق المحرقة.
١١٩- مجالس المؤمنين.
١٢٠- مصائب النواصب.
وكلها من مؤلفات التستري؛ نور الله بن شرف الدين التستري، المتوفى سنة ١٠١٩هـ.
قال عنه الحر العاملي: "فاضل عالم محقق، علامة محدث، له كتب منها: إحقاق الحق كبير في جواب من رد نهج الحق للعلامة، وكتاب الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة، وكتاب مصائب النواصب... وكتاب مجالس المؤمنين، وغير ذلك" ( [٢٤١] ) .
وقال عنه الخوانساري: "كان محدثاً متكلماً محققاً فاضلاً نبيلاً علامة، له كتب في نصرة المذهب ورد المخالف، وقتل بتهمة الرفض... ويطلق عليه الشهيد الثالث" ( [٢٤٢] ) .
وقال فيه عباس القمي: "صاحب كتاب مجالس المؤمنين، وإحقاق الحق، ومصائب النواصب، والصوارم المهرقة... وكفى للإطلاع على فضله وكثرة تبحره وإحاطته بالعلوم وحسن تصنيفه الرجوع إلى كتاب إحقاق الحق وغيره... قتل لأجل تشيّعه في أكبر أباد الهند" ( [٢٤٣] ) .
فالرجل من أجلاء الطائفة عندهم، ومن الشهداء في سبيل إظهار معتقداتها( [٢٤٤] ). وكتبه من المصادر الموثقة والمعتمدة كذلك.
١٢١- شرعة التسمية في زمن الغيبة.
١٢٢- نبراس الضياء.
١٢٣- رسالة في تحقيق أن مثل أمير المؤمنين علي عليه السلام في هذه الأمة مثل (قل هو الله أحد) في القرآن.
١٢٤- تعليقة اختيار معرفة الرجال المعروف بـ(رجال الكشي).
وكلها من مصنفاته: الداماد الحسيني؛ محمد باقر بن محمد الحسيني الإسترابادي الداماد، المتوفى سنة ١٠٤١هـ.
قال عنه الحر العاملي: "عالم فاضل جليل القدر، متكلم ماهر في العقليات... وهو ابن بنت علي بن عبد العالي الكركي العاملي.." ، ثم ذكر من مؤلفاته: شرعة التسمية، ونبراس الضياء... "( [٢٤٥] )."
وقال فيه يوسف البحراني: "فاضل جليل متكلم حكيم ماهر في النقليات.." ( [٢٤٦] ) .
فالرجل ثقة عند القوم، وكتبه معتبرة عندهم( [٢٤٧] ).
١٢٥- نقد الرجال: لمصطفى بن الحسين التفرشي.
قال فيه الحر العاملي: "عالم محقق ثقة فاضل، له كتاب الرجال.." ( [٢٤٨] ) .
١٢٦- منهج الصادقين.
١٢٧- قرة العيون في المعارف والحكم.
١٢٨- الصافي في تفسير القرآن.
١٢٩- الوافي.
١٣٠- علم اليقين.
١٣١- حق اليقين.
وكلها من مؤلفات الكاشاني محمد بن المرتضى، المدعو بالمولى محسن الكاشاني، الملقب بالفيض، والمتوفى ١٠٩١هـ.
قال عنه الحر العاملي: "كان فاضلاً عالماً ماهراً حكيماً متكلماً محدثاً فقيهاً.." ( [٢٤٩] ) .
وقال الخوانساري: "وأمره في الفضل والنبالة في الفروع والأصول والإحاطة بمراتب المعقول والمنقول، وكثرة التأليف والتصنيف مع جودة التعبير والترصيف أشهر من أن يخفى في هذه الطائفة على أحد إلى منتهى الأبد.." ( [٢٥٠] ) .
وقال الأردبيلي عنه: "العلامة المحقق المدقق، جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، فاضل كامل أديب متبحّر في جميع العلوم.." ( [٢٥١] ) .
وقد ذكر يوسف البحراني تصانيفه، وعد منها: الوافي، وقرة العيون، وعلم اليقين، وحق اليقين، والتفسير، وغيرها من التصانيف الكثيرة( [٢٥٢] ).
١٣٢- الفصول المهمة في أصول الأئمة.
١٣٣- إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات.
١٣٤- الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة.
١٣٥- وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة أو تفصيل وسائل الشيعة.
١٣٦- تعاليق على وسائل الشيعة.
١٣٧- أمل الآمل.
وكلها من مؤلفات الحر العاملي محمد بن الحسن، المتوفى عام ١١٠٤هـ.
قال عنه علي صدر الدين المدني: "عَلَم عِلْمٍ لا تباريه الأعلام، وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام، أرجت أنفاس فوائده أرجاء الأقطار، وأحيت كل أرض نزلت بها فكأنهالبقاع الأرض أمطار، تصانيفه في جبهات الأيام غرر، وكلماته في عقود السطور درر.." ( [٢٥٣] ) .
وقال عباس القمي عنه: "شيخ المحدثين، وأفضل المتبحرين، العالم الفقيه النبيه المحدث المتبحر الورع الثقة الجليل أبو المكارم والفضائل، صاحب المصنفات المفيدة، منها الوسائل الذي منّ على المسلمين بتأليف هذا الجامع الذي هو كالبحر لا يساحل، ومنها كتاب أمل الآمل الذي نقلنا منه الكثير في هذا الكتاب، جزاه الله تعالى خير الجزاء لخدمته بالشريعة الغراء" ( [٢٥٤] ) .
وقال محسن الأمين: "قد رزق المترجم حفظاً في مؤلفاته لم يرزقه غيره، فكتابه الوسائل عليه معول مجتهدي الشيعة من عصر مؤلفه إلى اليوم.." ( [٢٥٥] ) .
وقد عد محمد جواد مغنية -شيعي معاصر- هذا الكتاب من كتب الحديث الهامة عند الإمامية، وأنزله منزلة الأصول الأربعة عندهم( [٢٥٦] ).
وثناء علماء الشيعة على هذا الشيعي وعلى مصنفاته كثير، ولو أوردته لطال الكلام ولما اتسع المقام( [٢٥٧] ).
ولكن خلاصة الكلام: أنه عمدة بإجماع الشيعة، وكتبه معتبرة عندهم، ولم يخالف أحد منهم في ذلك.
١٣٨- منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال: لمحمد بن علي بن إبراهيم الإسترابادي، المتوفى سنة ١٠٣٦هـ.
قال مصطفى التفرشي: "فقيه متكلم ثقة من ثقات هذه الطائفة وعبادها وزهادها... له كتب جيدة منها: كتاب الرجال، حسن الترتيب، يشتمل على أسماء جميع الرجال، يحتوي على جميع أقوال القوم في المدح والذم إلا شاذا.." ( [٢٥٨] ) .
وقد أثنى عليه، وعلى كتابه: الشيرازي -صاحب الدرجات الرفيعة -( [٢٥٩] )، والحر العاملي( [٢٦٠] )، وغيرهم( [٢٦١] ).
١٣٩- غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام.
١٤٠- حلية الأبرار.
١٤١- البرهان في تفسير القرآن.
١٤٢- مدينة المعاجز.
١٤٣- الدر النضيد في فضائل الحسين الشهيد عليه السلام.
وكلها من تصانيف هاشم بن سليمان بن إسماعيل البحراني التوبلي الحسيني، المتوفى سنة ١١٠٧هـ.
قال فيه الحر العاملي: "فاضل عالم ماهر مدقق، عارف بالتفسير والعربية والرجال، له كتاب تفسير القرآن، كبير رأيته، ورويته عنه" ( [٢٦٢] ) .
وقال يوسف البحراني عنه: كان "فاضلاً، محدثاً، جامعاً، متتبعاً للأخبار بما لم يسبقه سابق سوى شيخنا المجلسي.." ثم أخذ يعدد مصنفاته، فذكر منها: البرهان، والدر النضيد، ومدينة المعاجز، وحلية الأبرار، وغيرها( [٢٦٣] ).
وبنحو قوله قال الخوانساري( [٢٦٤] ).
وقال فيه محسن الأمين العاملي: "كان من جبال العلم وبحوره لم يسبقه سابق، ولا لحقه لاحق في طول الباع وكثرة الاطلاع حتى العلامة المجلسي.." ( [٢٦٥] ) .
فالرجل من أجلاء الطائفة عندهم، وكتبه من التصانيف المعتبرة لديهم( [٢٦٦] ).
١٤٤- مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول.
١٤٥- عين الحياة.
١٤٦- جلاء العيون.
١٤٧- حياة القلوب.
١٤٨- حق اليقين.
١٤٩- بحار الأنوار.
١٥٠- تذكرة الأئمة.
١٥١- الاعتقادات.
١٥٢- شرح روضة الكافي.
وكلها من مؤلفات المجلسي محمد باقر بن محمد تقي بن المقصود علي، الملقب بالمجلسي، والمتوفى سنة ١١١١هـ.
قال عنه الحر العاملي: "عالم فاضل ماهر محقق مدقق علامة فهّامة، فقيه متكلم، محدث ثقةٌ، ثقةٌ، جامع للمحاسن والفضائل، جليل القدر، عظيم الشأن، أطال الله بقاءه."
له مؤلفات كثيرة مفيدة، منها: كتاب بحار الأنوار في أخبار الأئمة الأطهار يجمع أحاديث كتب الحديث كلها إلا الكتب الأربعة ونهج البلاغة، فلا ينقل منها إلا قليلاً، مع حسن الترتيب، وشرح المشكلات،.. وكتاب جلاء العيون، وكتاب حياة القلوب، وكتاب عين الحياة... وكتاب مرآة العقول في شرح الكافي.. وشرح روضة الكافي.. ورسالة في الاعتقادات... وهو من المعاصرين، نروي عنه جميع مؤلفاته وغيرها إجازة "( [٢٦٧] )."
وقال فيه عباس القمي: "المجلسي إذا أطلق فهو شيخ الإسلام والمسلمين، ومروج المذهب والدين، الإمام العلامة، المحقق المدقق... لم يوفق أحد في الإسلام مثل ما وفق هذا الشيخ العزم، والأمير الخضم، والطود الأشم من ترويج المذهب، وإعلاء كملة الحق، وكسر صولة المبتدعين، وقمع زخارف الملحدين، وإحياء دارس سنن الدين المبين، ونشر آثار أئمة المسلمين بطرق عديدة وأنحاء مختلفة، أجلها وأبقاها الرائقة الأنيقة الكثيرة" ( [٢٦٨] ) .
وقال الخوانساري: "هذا الشيخ كان إماماً في وقته في علم الحديث وسائر العلوم، وشيخ الإسلام بدار السلطنة أصفهان، رئيساً فيها بالرئاسة الدينية والدنيوية، إماماً في الجمعة والجماعة... ولشيخنا المذكور مصنفات، منها: كتاب بحار الأنوار الذي جمع فيه جميع العلوم، وهو يشتمل على مجلدات، وكتب كثيرة في العربية والفارسية" ( [٢٦٩] ) .
وقال عنه الأردبيلي: "ثقة، ثبت، عين، كثير العلم، جيد التصانيف" ( [٢٧٠] ) .
وقال فيه يوسف البحراني: "هذا الشيخ كان إماماً في وقته في علم الحديث وسائر العلوم، شيخ الإسلام بدار السلطنةأصفهان... وهو الذي روج الحديث ونشره لا سيما في الديار العجمية، وترجم لهم الأحاديث العربية بأنواعها بالفارسية..." ( [٢٧١] ) .
وقال محسن الأمين: "لم يوفق أحد في الإسلام مثل ما وفق هذا الشيخ المعظم، والبحر الخضم، والطود الأشم، من ترويج المذهب بطرق عديدة، أجلها وأبقاها التصانيف الكثيرة.." ( [٢٧٢] ) .
وهذا غيض من فيض مما في كتب الشيعة من الثناء على المجلسي، ووصفه بأنه شيخ الإسلام والمسلمين، وغير ذلك.
أما كتبه فهي من أفضل تصانيف الشيعة - كما ذكر الشيعة أنفسهم ذلك-، وقد كان الشيعة المعاصرون له يدعون له بطول البقاء حتى تزداد تصانيفه( [٢٧٣] ).
فكتابه بحار الأنوار قال فيه آغا بزرك الطهراني: "هو الجامع الذي لم يكتب قبله ولا بعده جامع مثله لاشتماله مع جميع الأخبار على تحقيقات وبيانات وشروح لها، غالباً لا توجد في غيره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..." ( [٢٧٤] ) .
وقال عن كتابه (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول) : "وهو شرح على جميع كتب الكافي من الأصول والفروع والروضة، وهذا الشرح لطيف مفيد جداً، بل هو أحسن شروحه.." ( [٢٧٥] ) وكذا قالوا عن بقية كتبه( [٢٧٦] ).
وخلاصة القول في المجلسي ومصنفاته: أنه هو وهي مما قد أجمع الشيعة المعاصرون له، ومن أتى بعده إلى يومنا هذا على توثيقهم واعتبارهم، ولم يخالف في ذلك منهم أحد( [٢٧٧] ).
١٥٣- نور الثقلين: للحويزي -نسبة إلى كورة بين البصرة والخوزستان -؛ "عبد علي بن جمعة العروسي المنشأ، الحويزي المولد، الشيرازي المسكن..."
فسّر فيه القرآن على ما صدر من الروايات عن أهل البيت الذين هم أدرى به. جمعها من الكتب المعتبرة كالكافي للكليني، وتفسير علي بن إبراهيم القمي، والاحتجاج للطبرسي، وعيون الأخبار وعلل الشرائع... "( [٢٧٨] )."
فالكتاب معتبر؛ لأنه مجموع من الكتب المعتبرة عندهم.
قال عنه الخوانساري: ".. له نور الثقلين من تفسير القرآن أربع مجلدات، أحسن فيه وأجاد. نقل فيه أحاديث النبي (ع) والأئمة في تفسير الآيات من أكثر كتب الحديث. ولم ينقل فيه من غيرهم..." ( [٢٧٩] ) . وقال عنه أيضاً: "كتاب لطيف متقن معتبر جامع لمعظم أحاديث الإمامية.." ( [٢٨٠] ) .
١٥٤- الأنوار النعمانية.
١٥٥- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين. وكلاهما لـ "نعمة الله بن عبد الله الجزائري الموسوي" المتوفى سنة ١١١٢هـ.
قال عنه الحر العاملي -وكان من المعاصرين له-: "فاضل عالم محقق علامة جليل القدر.. له كتب، منها:.. كتاب الأنوار النعمانية.." ( [٢٨١] ) .
قال عنه يوسف البحراني: "كان هذا السيد فاضلاً محدثاً مدققاً واسع الدائرة في الاطلاع على أخبار الإمامية، وتتبع الآثار المعصومية، وكان كثير الصحبة للأكابر والسلاطين، عزيزاً عندهم..." ثم ذكر من كتبه كتاب الأنوار النعمانية( [٢٨٢] ).
ونقل محسن العاملي قول حفيد الجزائري؛ عبد الله بن نور الله بن نعمة الله في جده: "... ثم اختص بالمولى الثقة الأوحد، العديم النظير، البارع في التحرير والتقدير، أفضل المتأخرين، وأكمل المتبحرين، محيي آثار الأئمة الطاهرين؛ محمد باقر بن محمد تقي المجلسي. وأحلّه منه- أي المجلسي أحل الجزائري منه- محل الولد البار بالوالد الشفيق الرؤوف، والتزمه بضع سنين لا يفارقه ليلاً ولا نهاراً، وكان ممن يستعين بهم في تأليف جامعه المسمى بـ(بحار الأنوار)، وشرحه على الكافي الموسوم بـ(مرآة العقول)، ويخصه من سائر الأصحاب بمزيد اللطف والإكرام، ويثني عليه في المحافل ويوقره ويرفع منزلته، ويحسن الظن به، ويصوب تحقيقاته، ويميل إلى ترجيحاته..." ( [٢٨٣] ) .
فالجزائري تلميذ المجلسي -شيخ الإسلام عندهم-، ولصحبته له وعلمه أنزلوه تلك المنزلة، وأحلوا كتبه تلك المكانة.
وقد تقدم نصّهم على أن كتاب الأنوار النعمانية من كتبه، أما كتابه الآخر: فقد ذكره آغا بزرك، فقال: "(النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين) للمحدث الجزائري نعمة الله بن عبد الله التستري، المتوفى سنة ١١١٢هـ.." ( [٢٨٤] ) .
١٥٦- سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر.
١٥٧- الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.
وكلاهما للشيرازي: صدر الدين علي ابن نظام الدين أحمد بن معصوم الحسيني، الشهير بالسيد علي خان المدني الشيرازي، المتوفى ١١٢٠هـ.
قال عنه الحر العاملي: "من علماء العصر، عالم فاضل ماهر أديب شاعر، له كتاب سلافة العصر في محاسن أعيان العصر، حسن، جيّد، جمع فيه أهل العصر، ومن قاربهم ممن تقدم زمانه قليلاً، وذكر أحوالهم ومؤلفاتهم، وبعض أشعارهم، نقلنا منه كثيراً في هذا الكتاب.." ( [٢٨٥] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني: "(الدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة): للسيد صدر الدين علي ابن نظام الدين أحمد المدني الشيرازي..." ( [٢٨٦] ) .
فالرجل موثق عندهم، وكتبه كذلك.
١٥٨- مقدمة تفسير البرهان أو مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار: لأبي الحسن بن محمد طاهر النباطي العاملي الأصفهاني الفروي، المتوفى سنة ١١٣٨هـ.
قال عنه يوسف البحراني: كان "محققاً، مدققاً، ثقة، صالحاً، عدلاً..." ( [٢٨٧] ) .
وقال فيه النوري الطبرسي: "كان أفضل أهل عصره، وأطولهم باعا، صاحب تفسير مرآة الأنوار.." ( [٢٨٨] ) .
١٥٩- مفتاح النجاة في مناقب آل العباء: لمحمد بن رستم معتمد خان الحارثي البدخشي.
"ألّفه للسلطان أبي النصر قطب الدين محمد شاه بهادر الغازي، وفرغ منه في ٧محرم سنة ١١٢٦هـ" ( [٢٨٩] ) .
١٦٠- لؤلؤة البحرين.
١٦١- الكشكول أو أنيس المسافر وجليس الحاضر.
١٦٢- الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة.
١٦٣- أجوبة المسائل البهبهانية.
١٦٤- الأربعون حديثاً في مناقب أمير المؤمنين.
١٦٥- الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية.
وكلها من مؤلفات يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني، المتوفى سنة ١١٨٦هـ.
قال عنه محسن الأمين العاملي: "من أفاضل علمائنا المتأخرين، جيّد الذهن، معتدل السليقة، بارع في الفقه والحديث... قال في حقه أبو علي صاحب الرجال: عالم فاضل متبحر ماهر محدث ورع عابد صدوق ديّن، من أجلة مشايخنا المعاصرين، وأفاضل علمائنا المتبحرين، له مؤلفات نافعة.." ، ثم أخذ يعدد تصانيفه( [٢٩٠] ).
وتصانيفه من كتب الشيعة المعتبرة لديهم، وقد أحلها الشيعة منهم نفس منزلة صاحبها( [٢٩١] )
١٦٦- المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية.
١٦٧- الأنوار الوضية في العقائد الرضوية.
وكلاهما لحسين بن محمد آل عصفور الدرازي البحراني، ابن أخي يوسف البحراني. توفي سنة ١٢١٦هـ.
قال فيه علي البحراني: "كان رحمه الله تعالى من العلماء الربانيين، والفضلاء المتبعين، والحفّاظ الماهرين، من أجلة المتأخرين، وأساطين المذهب والدين، بل عده بعض العلماء الكبار من المجددين للمذهب على رأس ألف ومائتين" ( [٢٩٢] ) .
وقال آغا بزرك عنه: "كان زعيم الفرقة الإخبارية في عصره وشيخها المقدم، وعلامتها الجليل، وكان من المصنّفين المكثرين..." ( [٢٩٣] ) .
وقال محسن الأمين: "كان شيخ الإخبارية في عصره، وعلامتهم، متبحراً في الفقه والحديث، طويل الباع، كثير الاطلاع، انتهت إليه الرئاسة والتدريس واجتماع طلبة العلم عليه من تلك البلاد، وبلاد القطيف والأحساء وغيرها" ( [٢٩٤] ) .
أما كتابه المحاسن النفسانية: فقد ذكر آغا بزرك الطهراني أنه يشتمل على عشرين مسألة في فنون شتى، أجاب فيها على أسئلة وردت إليه من قاسم الواعظ الخراساني( [٢٩٥] ).
١٦٨- حق اليقين في معرفة أصول الدين.
١٦٩- تفسير شبر.
وكلاهما لعبد الله شبّر بن محمد رضا الحسيني الكاظمي النجفي، المتوفى عام ١٢٤٢هـ.
قال عنه محسن الأمين العاملي: "هو المحدث المؤلف المكثر وصفة صاحب دار السلام: بالعالم المؤيد، والسيد السند، والركن المعتمد، قال: كان يعرف في عصره بالمجلسي الثاني لكثرة تصانيفه... ذكره تلميذه الشيخ عبد النبي الكاظمي صاحب تكملة الرجال.. فقال: عبد الله بن السيد محمد رضا شبّر الحسيني قرأت عليهما واستفدت منهما، وهما ثقتان عينان، مجتهدان، فقيهان، ورعان، والسيد عبد الله حاز جميع العلوم..." ( [٢٩٦] ) .
وقال محمد صادق السيد محمد حسين الصدر أثناء تقديمه لكتاب حق اليقين: "وقد رأينا على ظهره- يعني ظهر الكتاب- كلمة بليغة لشيخ الطائفة الإمام الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، ننقلها كما هي ليتعرف القارئ بمنزلة الكتاب الرفيعة لدى أكبر عالم شيعي في عصر المؤلف: قال رحمه الله بعد التسمية وحمد الله والصلاة على النبي وآله: لقد جئتَ- والخطاب لشبّر صاحب حق اليقين - بما أبهر العقول، وأذعن له علماء المعقول والمنقول، وبما فتح مقفلات المسائل، وأثبتها بالشواهد والدلائل، رويدا فقد رقيت أعلى المراقي، ومهلاً فما بقي من مهمات المطالب باقي، لقد بنيت للعلم مدينة، فرفعت البناء وبالغت في بنيانها حتى بلغت عنان السماء..." ( [٢٩٧] ) .
١٧٠- ينابيع المودة: للقندوزي سليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي البلخي النقشندي، المتوفى سنة ١٢٩٤هـ.
قال عنه آغا بزرك الطهراني: "والمؤلف وإن لم يعلم تشيعهلكنه غني، والكتاب يعد من كتب الشيعة..." ( [٢٩٨] ) .
١٧١- روضات الجنات في أحوال العلماء السادات، تأليف محمد باقر الموسوي الخوانساري، المتوفى ١٣١٣هـ.
قال آغا بزرك الطهراني: "(روضات الجنات في أحوال العلماء السادات) للسيد الميرزا محمد باقر بن الميرزا زين العابدين الموسوي الخاونساري الأصفهاني، المولود ١٢٢٦هـ والمتوفى عام ١٣١٣هـ، وهو كتاب كبير في أربعة أجزاء" ( [٢٩٩] )
١٧٢- منار الهدى في إثبات إمامة أئمة الهدى: تأليف علي بن عبد الله البحراني، المتوفى عام ١٣١٩هـ.
نزيل مسقط. فقيه إمامي. ولد في البحرين، وانتقل إلى مطرح حيث تقيم الطائفة الحيدر آبادية، فمكث فيها إماماً، ثم غادرها إلى لنجة -أحد موانئ إيران -، فتوفي بها مسموماً. وله رسائل في التقية، والمتعة، والتوحيد( [٣٠٠] ).
أما كتابه "منار الهدى" : فقد قال عنه آغا بزرك الطهراني: "(منار الهدى في إثبات إمامة أئمة الهدى)... للشيخ المعاصر: علي بن عبد الله البحراني، والمتوفى سنة ١٣١٩هـ."
وأخرجه إلى البياض سنة ١٢٦٩هـ، ورتبه على مقدمة وفصلين... "( [٣٠١] )."
١٧٣- مستدرك الوسائل.
١٧٤- خاتمة مستدرك الوسائل.
١٧٥- جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة في الغيبة الكبرى.
١٧٦- فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب.
وكلها من مصنفات حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي، المتوفى عام ١٣٢٠هـ.
قال فيه محسن الأمين العاملي: "كان محدثاً، متبحراً في علمي الحديث والرجال، عارفاً بالسير والتاريخ، منقباً فاحصاً، ناقماً على أهل عصره عدم اعتنائهم بعلمي الحديث والرجال، زاهداً عابداً، لم تفته صلاة الليل، كان وحيد عصره في الإحاطة والاطلاع على الأخبار والآثار والكتب الغريبة..." ( [٣٠٢] ) .
ثم عدد مصنفاته، فذكر منها: فصل الخطاب، ومستدرك الوسائل، وخاتمته، وجنة المأوى( [٣٠٣] ).
وقد لقّب الشيعة النوري الطبرسي بـ(خاتمة المحدثين)، وقد نقل الطبسي قول أحد مشايخه في كتاب النوري الطبرسي "مستدرك الوسائل" : "لا يتم الاجتهاد إلا بالفحص عما في المستدرك" ( [٣٠٤] ) .
وقد قال آغا بزرك عن المستدرك وخاتمته، وعن مؤلفهما النوري الطبرسي: "(مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل) لشيخنا العلامة النوري الحاج ميرزا حسين بن العلامة الميرزا محمد تقي بن الميرزا علي محمد الطبرسي... وهو رابع المجاميع الثلاثة الأخيرة المعتمدة المعول عليها في هذه الأعصار؛ أعني الوافي، والوسائل، والبحار، شكر الله مساعي جامعيها ورفع درجتهم بعدد كل حرف فيها؛ وهم المحقق الفيض، والمحدث الحر، والعلامة المجلسي قدس الله أنفاسهم القدوسي. وهو في ثلاثة مجلدات ضخام كبار... وذيّله بخاتمة هي من أنفس الكتب بالاستقلال، مغن عن سائر ما كتب في علم دراية الحديث والرجال، فيها ما تشتهيه الأنفس وتقر به الأعين، فلله در جامعه ثقة الإسلام الصدوق، وعلم الهدى العلامة، وشيخ الطائفة الحقة، الحقيق بأن يدعى في حقه أنه وإن كان تالي العلامة المجلسي زماناً وعصراً، ولكنه ملحق بهعلماً وتبحراً وفضلاً، بل هما كفرسي رهان، ورضيعي لبان، ليس بينهما أول وثان، والوجدان شاهد لمن له عينان، حيث يرى التفاوت بين من انقاد له السلطان، وجمع له الأدوات والأعوان من الفضلاء الأعيان، وبين من هو فرد وحيد يكب عليه الزمان، ولم يهنأ له في آن..." ( [٣٠٥] ) .
١٧٧- إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب. تأليف علي اليزدي الحائري، المتوفى سنة ١٣٣٣هـ.
قال آغا بزرك: "السيد علي بن ميرزا محمد رضا بن ميرزا حسن الجعفري اليزدي الحائري الأكبر. حبر بارع، وفقيه متبحر.. له تصانيف كثيرة" ( [٣٠٦] ) .
وذكر محقق كتاب إلزام الناصب في مقدمته أن الحائري: كان "شيخ الفقهاء والمجتهدين، حجة الإسلام والمسلمين، آية الله الكبرى في الأرضين، الحاج علي اليزدي الحائري...الذي انتهت إليه الرئاسة العلمية، والقضاوة الشرعية..." ( [٣٠٧] ) .
١٧٨- مشارق الشموس الدرية في أحقية مذهب الإخبارية. تأليف: عدنان بن عليوي الموسوي، المتوفى عام ١٣٤٨هـ.
قال عنه آغا بزرك الطهراني: "هو السيد عدنان بن السيد عليوي بن السيد علي بن السيد عبد الجبار الموسوي القاروني البحراني، عالم بارع، وفاضل جليل. كان من أهل العلم البارعين، ورجال الفضل الكاملين، درس على علماء عصره ومشاهيره حتى حاز قسطاً وافراً من المعرفة، وحظي بسمعة في بلاده، وأحبه الناس، فصار موجهاً، مبجلاً، وولي القضاء والأوقاف ونحوها، وكان إماماً للجمعة والجماعة، ومرشداً هادياً لكثير من الناس إلى أن توفي في سنة ١٣٤٧هـ" ( [٣٠٨] ) .
١٧٩- مجمع النورين وملتقى البحرين: لأبي الحسن المرندي النجفي، المتوفى سنة ١٣٥٢هـ.
قال محسن العاملي: "كان عالماً فاضلاً، له كتاب مجمع النورين وملتقى البحرين في أحوال الزهراء عليها السلام، مطبوع، وعليه تقاريظ جماعة من العلماء.." ( [٣٠٩] ) .
ومن التقاريظ التي قيلت في الكتاب: ما قاله آية الله علي بن محمد حسن الحسيني الشيرازي: (أما بعد: فقد لاحظت سطراً من هذا الكتاب المستطاب، فإذا فيه من در الفضائل، وغرر الفضائل ما فيه كفاية للعاقل وهداية للجاهل) ( [٣١٠] ).
١٨٠- تنقيح المقال في علم الرجال. تأليف محمد حسين بن عبد الله المامقاني، المتوفى سنة ١٣٥١هـ.
قال فيه عباس القمي: "الشيخ الأجل الفقيه الورع الشيخ محمد حسين بن المولى عبد الله المامقاني النجفي، كان من أعاظم العلماء الإمامية، مرجعاً للتقليد، وكان مروجاً للدين بعلمه وعمله.." ( [٣١١] ) .
وقال آغا بزرك الطهراني: "(تنقيح المقال في علم الرجال) هو أبسط ما كتب في الرجال؛ حيث أنه أدرج فيه تراجم جميع الصحابة والتابعين وسائر أصحاب الأئمة وغيرهم من الرواة إلى القرن الرابع، وقليل من العلماء المحدثين في ثلاث مجلدات كبار لم يزد مجموع جمعه وترتيبه وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين، وهذا مما يعد من خوارق العادات، والخاصة من التأييدات. فلله در مؤلفه من مصنف ما سبقه مصنفوا الرجال، ومن تنقيح ما أتى بمثله الأمثال..." ( [٣١٢] ) .
١٨١- الكنى والألقاب.
١٨٢- منتهى الآمال.
١٨٣- مفاتيح الجنان.
وكلها من تصانيف عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي، المتوفى عام ١٣٥٩هـ.
قال فيه محسن الأمين العاملي: "عالم فاضل محدث واعظ عابد زاهد، له كتب.." ، ثم ذكر كتبه( [٣١٣] ).
وكتبه من تصانيف الشيعة المعتبرة لديهم( [٣١٤] ).
١٨٤- شرح نهج البلاغة للدنبلي، المسمى بـ(الدرة النجفية).
قال آغا بزرك الطهراني: "(الدرة النجفية في شرح نهج البلاغة الحيدرية): للحاج ميرزا إبراهيم بن الحسين بن علي بن الغفار الدنبلي الخوئي، المولود (١٢٤٧) ، والشهيد في فتنة الأكراد بـ(خوي) في (٦شعبان ١٣٢٥هـ) ، فرع منه (١٢٩١) وطبع في (١٢٩٢) ، مجلد كبير في (٣٩٤ص) ، يقرب من أربعين ألف بيت، فيه تحقيقات رشيقة، وفوائد نافعة مفيدة..." ( [٣١٥] ) .
١٨٥- آلاء الرحمن: لمحمد جواد البلاغي.
قال آغا بزرك الطهراني: "(آلاء الرحمن في تفسير القرآن) للعلامة الأجل المعاصر محمد جواد البلاغي النجفي، طاب ثراه... طبع منه مجلد إلى أواسط سورة النساء، والأسف أنه ما أمهله الأجل لإتمامه، توفي سنة ١٣٥٢هـ" ( [٣١٦] ) .
١٨٦- اللؤلؤ النضيد: للتبريزي.
قال آغا بزرك الطهراني: "(اللؤلؤ النضيد في زيارة أبي عبد الله الحسين الشهيد" ع ")، وفي بيان كل ما يتعلق بخصوصيات زيارة عاشوراء المعروفة: للشيخ نصر الله بن عبد الله التبريزي الشبستري، المولود ١٣٣٣، نزيل قم، فرغ منه في يوم الأربعاء ٨ شعبان ١٣٥٩هـ بتبريز، وطبع بها تلك السنة" ( [٣١٧] ) .
١٨٧- الغدير في الكتاب والسنة والأدب.
١٨٨- شهداء الفضيلة.
وهما من تأليف عبد الحسين بن أحمد الأميني، المتوفى عام ١٣٧١هـ.
وقد عد الشيعة هذين المصنفين من التصانيف الشيعية المعتبرة( [٣١٨] ).
قال آغا بزرك الطهراني في معرض حديثه عن كتاب "شهداء الفضيلة" للأميني "(شهداء الفضيلة) للفاضل العلامة الميرزا عبد الحسين بن الشيخ أحمد الأميني التبريزي، طبع سنة ١٣٥٥هـ في النجف الأشرف، وقد قرظته سنة ١٣٥٢، وكان يومئذٍ يسميه صرع الحقائق،كما صرحت بهذا الاسم له في إجازتي له التي سميتها بمسند الأمين في المشايخ الرجاليين.." ( [٣١٩] ) .
١٨٩- تاريخ الشيعة أو الشيعة في التاريخ: للمظفر.
قال آغا بزرك الطهراني: "(الشيعة في التاريخ) للعلامة الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محمد المظفري المعاصر النجفي، المولود سنة ١٣١٢هـ، وهو كتاب نفيس أثبت فيه بدء تاريخ الشيعة منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم حتى العصر الحاضر، المنتشر في كافة البلاد، وله تصانيف أخرى ذكرناها في محالها، وتوفي ٢٣ من المحرم سنة ١٣٨١، ودفن بجنب أخيه الأكبر العلامة الشيخ محمد حسن المظفر بمقبرته الخاصة خارج البلد" ( [٣٢٠] ) .
١٩٠- تحفة العوام مقبول.
قال آغا بزرك: "(تحفة العوام) من فتاوى المولوي السيد ابن الحسين المعاصر، طبع بحيدر أباد سنة ١٣٥١هـ..." ( [٣٢١] ) .
١٩١- أبو طالب شيخ الأبطح: لمحمد علي شرف الدين. قال آغا بزرك: "(أبو طالب) ترجمة بلغة أردو لشيخ الأبطح العربي. تأليف الفاضل، السيد محمد علي شرف الدين العاملي، والمترجم هو السيد ظفر مهدي بن السيد وارث حسين الجايسي المعاصر، مدير مجلة سهيل يمن، مطبوع كأصله" ( [٣٢٢] ) .
١٩٢- صحيفة علوية.
قال آغا بزرك الطهراني: "(الصحيفة العلوية): لشيخنا النوري الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي بن ميرزا علي محمد الطبرستاني، المتوفى ١٣٢٠هـ. وهي مشتملة على ١٠٣ دعاء من أدعيته، جعلها تكملة واستدراكاً للصحيفة الأولى.." ( [٣٢٣] ) .
١٩٣- الشيعة بين الحقائق والأوهام.
١٩٤- أعيان الشيعة.
وكلاهما لمحسن الأمين العاملي.
قال آغا بزرك الطهراني: "(أعيان الشيعة) الحاكي اسمه عن معناه. هو الكتاب الجليل الذي عيد من حسنات العصر الحاضر شرع في طبعه من سنة ١٣٥٤هـ وإلى الآن، خرج منه عدة مجلدات ضخام، نرجو من فضله تعالى تسهيل إتمامه لمؤلفه العلامة الشهير السيد محسن الأمين العاملي، نزيل دمشق الشام" ( [٣٢٤] ) .
١٩٥- طبقات أعلام الشيعة.
١٩٦- نقباء البشر في القرن الرابع عشر.
١٩٧- الذريعة إلى تصانيف الشيعة.
وهي من مصنفات آغا بزرك الطهراني.
قال محمد الحسين آل كاشف الغطاء: "ومن هذه الشجرات الطيبة التي لا تزال تؤتي ثمارها النافعة وأزهارها البائعة وغذائها الشهي، وسقاءها الهنيء: العالم الرباني حجة الإسلام الشيخ محمد محسن، الشهير بآغا بزرك الطهراني أيده الله، صاحب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) التي هي أكبر موسوعة في مؤلفات هذه الطائفة، والتي جمعت المحاسن والعيون، وكشفت عن ضحالة كشف الظنون، ومن ثمار هذه الشجرة المباركة وآثارها: هذا الكتاب الجليل-يعني كتاب نقباء البشر - الذي ترجم فيه لعلماء ثلاثة قرون أو أكثر..." ( [٣٢٥] ) .
وقد ذكر آغا بزرك مصنفاته في كتابه الذريعة( [٣٢٦] ).
١٩٨- أصل الشيعة وأصولها.
قال آغا بزرك الطهراني: "(أصل الشيعة وأصولها) في بيان عقائد الشيعة في أصولهم وفروعهم. للعلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء..." ( [٣٢٧] ) .
١٩٩- كشف الأسرار.
٢٠٠- شرح دعاء السحر.
٢٠١- تحرير الوسيلة.
٢٠٢- رسالة في الجرح والتعاديل.
٢٠٣- الجهاد الأكبر.
٢٠٤- الحكومة الإسلامية.
٢٠٥- من هنا المنطلق.
٢٠٦- الآداب المعنوية للصلاة.
٢٠٧- زبدة الأحكام.
٢٠٨- مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية.
وكلها من مؤلفات الخميني الموسوي.
قال عنه آغا بزرك الطهراني: "هو السيد آغا روح الله بن السيد مصطفى الخميني، عالم، فاضل، ولد في سنة ١٣٢٠هـ ونشأ على حب العلم، فجد في طلبه، وحضر على زمرة من أهل الفضل، وحضر على الشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري في قم، وعلى غيره أيضا. وله آثار منها: سر الصلاة، تشم منه رائحة العرفان" ( [٣٢٨] ) .
وقد ذكر له مؤلفات أخرى منها: كشف الأسرار( [٣٢٩] )، وغيره.
وقال أحمد الفهري عن الخميني: "إن هذه الشخصية الكبيرة فتحت عينها على هذا العالم في ٢٠ جماد الثانية من العام ١٣٢٠هجرية قمرية من عائلة دينية في بلدة خمين.." ( [٣٣٠] ) .
ويتحدث عن مكانة الخميني العلمية فيصفه بأنه: "المرجع الخامس للمدرسة الشيعية الحديثة" ، و "أستاذ الأخلاق الكبير، وعميد المعلمين الإسلاميين، ودليل الباحثين عن الحقيقة" ، و "بطل مسائل الغيب والملكوت، والمتحرر عن المادة والماديات، والطائر المرتفع في طيرانه حتى يصل إلى فضاء الوحدة المقدسة( [٣٣١] )" ( [٣٣٢] ) .
ويقول عن كتابه: "كشف الأسرار" : "... تعرض فيه لهؤلاء المتسترين بالدين( [٣٣٣] )، والمتلاعبين به بشكل مفحم وماحق" ( [٣٣٤] ) .
٢٠٩- معجم رجال الحديث.
٢١٠- البيان في تفسير القرآن.
وكلاهما: لأبي القاسم الخوئي، مرجع الشيعة المعاصرين، وزعيم الحوزة العلمية بالنجف في العراق( [٣٣٥] ).
يقول معرفاً نفسه: "العبد المفتقر إلى رحمة ربه: أبو القاسم ابن العلامة الجليل الحجة السيد علي أكبر الموسوي الخوئي قدس الله أسراره، وحشره مع أجداده الكرام حجج الله على خلقه، وأمناء الله على وحيه" ( [٣٣٦] ) .
وقال في موضع آخر: "أبو القاسم بن علي أكبر بن هاشم الموسوي الخوئي -رضوان الله عليهما- مصنّف هذا المعجم. وجرياً على عادة الرجاليين في تحرير تراجمهم عندما يصل دور اسمهم، حررت هذه الترجمة المؤجزة عند وصول طبع المعجم إلى هذا الموضع. ولدت في بلدة (خوي) من بلاد أذربيجان في الليلة ١٥ من شهر رجب سنة ١٣١٧هـ، وبها نشأت مع والدي وإخوتي... حتى حدث الاختلاف الشديد بين الأمة لأجل -حادثة المشروطة - فهاجر المرحوم والدي من أجلها إلى النجف الأشرف سنة ١٣٢٨هـ، والتحقت به في سنة ١٣٣٠هـ برفقة أخي الأكبر المرحوم السيد عبد الله الخوئي وبقية أفراد عائلتنا.." ، ثم أخذ يذكر مصنفاته، فعد منها: البيان في تفسير القرآن، ومعجم رجال الحديث...( [٣٣٧] ).
استدراك:
٢١١- جامع الزيارات أو كامل الزيارات.
مؤلفه: جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى، المعروف بـ "ابن قولويه" .
قال عنه النجاشي: "من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه" ، وذكر من كتبه كتاب جامع الزيارات( [٣٣٨] ).
وقال عنه الطوسي: "ثقة. له تصانيف.." ، وعد منها جامع الزيارات( [٣٣٩] ).
فالرجل ثقة عند الشيعة، وكذا كتابه من التصانيف المعتبرة عندهم( [٣٤٠] ).
٢١٢- شرائع الإسلام.
مؤلفه: نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى الحلي الهذلي.
قال فيه ابن داود: "المحقق المدقق الإمام العلامة، واحد عصره، كان ألسن أهل زمانه وأقومهم بالحجة وأسرعهم استحضاراً..." ، ثم شرع بذكر مؤلفاته، فذكر "شرائع الإسلام" ضمنها( [٣٤١] ).
وقال الحر العاملي عنه: "حاله في الفضل والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء وجميع العلوم والفضائل والمحاسن أشهر من أن يذكر. وكان عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزلة، لا نظير له في زمانه، له كتب منها: كتاب شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام..." ( [٣٤٢] ) .
وقال فيه يوسف البحراني: "كان محقق الفقهاء، ومدقق العلماء، وحاله في الفضل والنبالة والعلم والفقه والجلالة والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء أشهر من أن يذكر، وأظهر من أن يسطّر... توفي ليلة السبت في شهر محرم الحرام،سنة ست وعشرين وسبعمائة" ( [٣٤٣] ) .
فالرجل مجمع على ثقته عندهم، وكذا كتبه محل اعتبار لديهم.
٢١٣- حديقة الشيعة.
للأردبيلي؛ أحمد بن محمد الأردبيلي.
قال عنه مصطفى التفرشي: "أمره في الجلالة والثقة والأمانة أشهر من أن يذكر، وفوق ما يحوم حوله عبارة، كان متكلماً فقيهاً عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزلة، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم.. توفي في شهر صفر سنة ٩٩٣" ( [٣٤٤] ) .
وقال عنه الحر العاملي: "المولى الأجل الأكمل أحمد بن محمد الأردبيلي. كان عالماً فاضلاً مدققاً عابداً ثقة ورعاً عظيم الشأن، جليل القدر..." ( [٣٤٥] ) .
وبنحو قوله قال يوسف البحراني( [٣٤٦] ).
وقد ذكروا جميعاً أن كتاب "حديقة الشيعة" ، أحد كتبه، وأنه من التصانيف المعتبرة لدى الشيعة( [٣٤٧] ).
٢١٤- جامع الرواة: للأردبيلي محمد بن علي.
قال آغا بزرك الطهراني: "(جامع الرواة) أو (رافع الاشتباهات في تراجم الرواة وتمييز المشتركات) . للمولى العلامة الحاج محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري الذي كان مدة في أصفهان من تلاميذ العلامة المجلسي، وصدرت له الإجازة منه في ١٠٩٨..." ( [٣٤٨] ) .
وهناك مصادر أخرى معتمدة عند الشيعة، إلا أنها مجهولة المؤلف، منها:
٢١٥- عقد الدرر في شرح بقر بطن عمر.
وهو كتاب اعتمده الشيعة؛ إلا أنهم ذكروا له اسماً آخر، ونقلوا مقتطفات منه، وبعد المقابلة بين الأصل المخطوط وبين ما نقلوه، تبيّن أن الكتابان واحد.
وقد سمّاه آغا بزرك الطهراني: عقد الدرر في تاريخ وفاة عمر، فوضع "في تاريخ وفاة عمر" موضع "في شرح بقر بطن عمر" .
وقال آغا بزرك الطهراني: "(عقد الدرر في تاريخ وفاة عمر) ويسمى (الحديقة الناضرة) كما مر( [٣٤٩] ).، لا أعرف مؤلفه. أوله (الحمد لله الملك العلام، ذي الجلال والإكرام...) ، رتبه على أربعة فصول وخاتمة على حسب المراد بالسعادة الدائمة."
وفي الفصل الأول نقل عن خط الشيخ علي بن مظاهر الواسطي بإسناد متصل عن محمد بن علي الهمداني، عن الحسن بن الحسين السامري، قال: (كنت أنا ويحيى بن خديج البغدادي فتنازعنا في وفاة ابن الخطاب، فاشتبه علينا أمره، فقصدنا أحمد بن إسحاق القمي) إلى آخر الحديث... وفي مستدرك الوسائل نقل الحديث عن (زوائد الفوائد) في باب نوادر الأغسال المسنونة: قال: وروى الحديث المذكور الحسن بن سليمان الحلي في كتاب المختصر... فمن المحتمل كون عقد الدرر للشيخ حسن( [٣٥٠] ). المذكور "( [٣٥١] )."
٢١٦- التهاب نيران الأحزان.
وهو من الكتب المعتبرة عند الشيعة بالرغم من جهالة المؤلف. وقد بلغ من اهتمامهم به أن طبعوه عدة طبعات، ونقلوا عنه في العديد من المصنفات.
قال آغا بزرك الطهراني: "(التهاب نيران الأحزان) ومثير كتائب الأشجان.. ويقال له: التهاب الأحزان في وفاة سيد بني عدنان المبعوث على الإنس والجان رسول الملك المنان، وما أوصى به في حق أهل بيته أمناء الرحمن، وما جرى بعد وفاته من الاختلاف والخذلان... فيظهر من منقولاته أنه ألف بعد القرن السابع إلى العاشر...- ثم ذكر أن الكاشاني نقل منه عدة فصول، وأن المجلسي أورده في كتابه بحار الأنوار بعد أن كتب إليه بعض معاصريه أنه ينبغي النقل عنه في البحار، - وذكر أنه طبع في المنامة بتحقيق محمد حسن الشيرازي، وغيره-" ( [٣٥٢] ) .
٢١٧- مفتاح الجنان في الأدعية والزيارات والأذكار. قال آغا بزرك الطهراني: "(مفتاح الجنان) في الأدعية والأعمال المتعلقة بالأيام والشهور والزيارات وبعض الأوراد والختومات، وقد طبع مرارا عديدة( [٣٥٣] )، ولا يعرف جامعه... ونسخه مختلفة بالزيادة والنقصان من مباشري طبعه."
وقال السيد يحيى إمام الجماعة بمشهد الرضا (ع) : إن مؤلفه هو الشيخ أسد الله الطهراني الحائري، المتوفى بمشهد الرضا سنة ١٣٣٣هـ، وكان من أصحاب العلامة الأنباري، معمراً بالغاً للعمر الطبيعي المائة والعشرين، وفي الرضوية أنه البروجردي المعروف بالصدوق من أهل المنبر "( [٣٥٤] ).وهذه المصادر الشيعية الإثنا عشرية المتقدمة قد أجمع الشيعة على توثيقها واعتمادها، ولم يخالف في ذلك منهم أحد."
وهناك مصادر أخرى تعارضت فيها أقوال المتقدمين من علماء الشيعة مع أقوال المتأخرين، ما بين موثّق ومضعّف.
وغاية ما اعترضوا عليها: ما ذكر فيها من غلو، ولكن مشاهير علماء الشيعة المعاصرين صرحوا في مصنفاتهم أن ما كان يعتبره الأقدمون من علماء الشيعة غلوا قد صار عند المتأخرين من ضروريات مذهب الشيعة:
قال المامقاني -وقد تقدم نقل إجماع علماء الشيعة المعاصرين له، من جاء منهم بعده على توثيقه وجلالته-: "بيّنّا مراراً عديدة أنه لا وثوق لنا برميهم - يقصد المتقدمين من علماء الشيعة - رجلاً بالغلو؛ لأن ما هو الآن من الضروري عند الشيعة في مراتب الأئمة كان يومئذٍ يسمى غلوا..." ( [٣٥٥] ) .
ولم يكتف بذلك، بل ذكر أن مجرد انتساب الرجل إلى مذهب الشيعة كافٍ في حصول الوثاقة له؛ فقال عن المنتسب لمذهب التشيع: "تحمله الأذى في تشيّعه كافٍ في حصول المدح الموجب لوصفه بالحسن" ( [٣٥٦] ) .
وقد وثق رجالاً كثيرين ممن رماهم المتقدمون بالغلو، وذكر أنهم ثقات صحيحو الاعتقاد معتمدون مقبولو الرواية وإن رماهم من رماهم بالغلو( [٣٥٧] ).
ولم يعارض المامقاني في صنيعه هذا أحد من المتأخرين، بل سكتوا وأقروا معترفين بالقاعدة التي ذكرها، والتي أفادتأن ما كان في الماضي غلوا صار في الوقت الحاضر من ضروريات المذهب.
وكذا حال الكتب التي اختلف فيها الشيعة: صارت في وقتنا الحاضر من الكتب المعتمدة.
ومن هذه الكتب التي وقع الاختلاف فيها بين الشيعة:
٢١٨- السقيفة أو كتاب سليم بن قيس. الذي يعرف عند الشيعة بـ(أبجد الشيعة).
وهو ينسب إلى سليم بن قيس الهلالي، المتوفى عام ٩٠هـ. مكتوب على غلاف الكتاب، وفي مقدمته: قولاً منسوباً إلى جعفر الصادق: (من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس الهلالي، فليس عنده من أمرنا شيء، ولا يعلم من أسبابنا شيئاً، وهو أبجد الشيعة، وهو سر من أسرار آل محمد صلى الله عليه وسلم) ( [٣٥٨] ).
فما هو موقف علماء الشيعة من هذا الكتاب؟
اختلف المتقدمون من علماء الشيعة في هذا الكتاب ما بين ذامٍّ ومادح، بينما أجمع من جاء بعدهم على توثيقه واعتباره، فممّن أثنى على الكتاب من المتقدمين: محمد بن إبراهيم النعماني -الذي أجمع الشيعة على توثيقه وجلالته وصحة عقيدته-، فقال مبيّناً منزلة كتاب سليم بن قيس: "وليس بين جميع من حمل العلم ورواه عن الأئمة عليهم السلام خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام، وأقدمها؛ لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول الله صلى عليه وآله وسلم، وأمير المؤمنين، والمقداد، وسلمان الفارسي، وأبي ذر... وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها، ويعول عليها..." ( [٣٥٩] ) .
هذا بالنسبة لتوثيق بعض المتقدمين من الشيعة لهذا الكتاب.
أما من طعن فيه منهم: فالمفيد، حيث قال: "إن هذا الكتاب غير موثوق به، ولا يجوز العمل على أكثره، وقد حصل فيه تخليط وتدليس، فينبغي للمتدين أن يجتنب العمل بكل ما فيه، ولا يعول على جملته، والتقليد لروايه، وليفزع إلى العلماء فيما تضمنه من الأحاديث ليوقفوه على الصحيح منها والفاسد" ( [٣٦٠] ) .
أما المتأخرون من الشيعة فقد مدحوا الكتاب واعتمدوه، وذكروا أن كثيراً من متقدمي الشيعة نقلوا عن هذا الكتاب واعتمدوه:
قال المجلسي -شيخ الإسلام والمسلمين عند الشيعة، وخاتمة المحدثين- يرد على من طعن في هذا الكتاب: "وكتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار، وقد طعن فيه جماعة، والحق أنه من الأصول المعتبرة..." ( [٣٦١] ) .
وذكر أن كثيراً من المتقدمين اعتمدوا هذا الكتاب ونقلوا عنه، فقال: "وقد نقل عنه كثير من قدماء أصحابنا في كتبهم كثقة الإسلام في الكافي، والصفار في بصائر الدرجات، والصدوق فيمن لا يحضره الفقيه والخصال.." ( [٣٦٢] ) .
وهذه الكتب التي ذكرها المجلسي هي أجل الكتب عند الشيعة، وأصحابها هم أوثق الناس عندهم كما تقدم، ونقل أصحاب هذه الكتب عنه دليل اعتباره عندهم.
فخلاصة الكلام: أن الشيعة المتأخرين والمعاصرين قد اعتمدوا هذا الكتاب، ولم ينقل عن أحد منهم -فيما أعلم- مخالفة في ذلك. ولا عبرة بخلاف من خالف من المتقدمين، لأن الغرض من هذه الأطروحة إقامة الحجة على المعاصرين.
٢١٩- شرح نهج البلاغة: لابن أبي الحديد.
قال آغا بزرك الطهراني: "(شرح نهج البلاغة) للشيخ عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله بن أبي الحديد المعتزلي، المولود في المدائن ٥٨٦، والمتوفى ببغداد سنة ٦٥٥.هو في عشرين جزءاً، طبع بطهران جميعها في مجلدين في سنة ١٢٧٠هـ، وطبع بعد ذلك في مصر وغيرها مكرراً، وقد ألّفه للوزير مؤيد الدين أبي طالب محمد، الشهير بابن العلقمي.." ( [٣٦٣] ) .
أما عن موقف الشيعة من الكتاب والكاتب: فهو ذو شقين.
أحدهما: موقفهم من الكتاب:
يرى الشيعة أن ابن أبي الحديد قد قام بتأليف كتابه "نهج البلاغة" للوزير ابن العلقمي الشيعي( [٣٦٤] )، فقبل الوزير هذا الكتاب، ورضي بما جاء فيه، وبعث لمؤلفه مائة ألف دينار وخلعه سنية وفرساً( [٣٦٥] ).
وقد قبل هذا الكتاب أيضاً من أتى بعده من علماء الشيعة؛ مثل الخوانساري الذي قال فيه- أي في كتاب شرح نهج البلاغة: "الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب، والحاوي لكل نافحة ذات طيب.." ( [٣٦٦] ) .
ومثل كاشف الغطاء الذي أثنى على الكتاب، ولكنه لم يثن على الكاتب( [٣٦٧] )، وغيرهما.
وقد اعتمد الشيعة على هذا الكتاب فنقلوا عنه، وسطّروا منه في كتبهم( [٣٦٨] ).
أما المؤلف؛ ابن أبي الحديد: فقد أثنى عليه أكثر الشيعة:
قال عنه الخوانساري: "هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين، موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة.. وحسب الدلالة على علو منزلته في الدين، وغلوه في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام: شرحه النفيس - يقصد شرح نهج البلاغة -..." ( [٣٦٩] ) .
وقد أنكر عليه بعض الشيعة غلوه، مثل عباس القمي( [٣٧٠] ).
بيد أن هذا الإنكار لا يسلّمه له المعاصرون من الشيعة الذين رأوا أن ما كان غلو في الماضي صار اليوم يعد من ضروريات مذهبهم - كما تقدم -.
وخلاصة القول: أن كتاب ابن أبي الحديد معتمد عند الشيعة، إلا أن الكاتب منسوب عند بعضهم إلى الغلو. وليس في ذلك ما يقدح به عند المعاصرين منهم.
٢٢٠- مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين.
٢٢١- لوامع أنوار التمجيد وجوامع أسرار التوحيد. وكلاهما لرجب البرسي.
ورجب البرسي يعد عند الشيعة من الحفّاظ. وقد أثنوا عليه. إلا أنهم ذكروا أن في كتابه غلواً.
قال فيه الحر العاملي: "الشيخ رجب الحافظ البرسي. كان فاضلاً، محدثاً، شاعراً، منشئاً، أديباً. له كتاب مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين عليه السلام، وله رسائل في التوحيد، وغيره. وفي كتابه إفراط، وربّما نسب إلى الغلو..:" ( [٣٧١] ) .
وبنحو قوله قال عباس القمي( [٣٧٢] ).
وقال المجلسي: "وكتاب مشارق الأنوار، وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي. ولا أعتمد على ما ينفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع، وإنما أخرجنا منها ما يوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة" ( [٣٧٣] ) .
وقول المجلسي: "لا أعتمد على ما ينفرد بنقله" : لا يفيد ترك الاعتماد عليه بالكلية، بل ذكر أنه اعتمد عليه، فأخذ منه ما يوافق الأصول المعتبرة.
وهذه الطريقة قد اتبعتها عند أخذي من هذا الكتاب، فجعلته من المصادر الثانوية اللاحقة. ولم أجعله مصدراً أساسياً لعقائد القوم. فهو في هذه الحالة معتمد عند معاصريه، ومن جاء بعده.
أما المعاصرون من الشيعة فلا ريب بتسليمهم بكل ما جاء في الكتاب؛ إذ أنهم صاروا يعدون الغلو من ضروريات المذهب كما تقدم ذلك.
٢٢٢- الرجعة: لأحمد الأحسائي، المتوفى ١٢٤٣هـ.
المؤلف: أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر بن راشد الصقري المطيرفي الأحسائي البحراني.
قال محسن الأمين العاملي: "هو مؤسس مذهب (الكشفية) نسبة إلى الكشف والإلهام، وكان يدعيهما، وتبعه أتباع ربما قيل لهم: (الشيخية) أيضاً، نسبةً إلى (الشيخ أحمد) صاحب الترجمة" ( [٣٧٤] ) .
وذكر محسن العاملي أنه "ينسب إلى الكشفية أمور إذا صحت فهو غلو.." ونقل عن بعض علمائهم أن منشأ الغلو كان من تلميذه "كاظم الرشتي" ( [٣٧٥] ) .
إلا أنه ذكر أن محمد باقر الموسوي الخوانساري - صاحب كتاب روضات الجنات - قد "أطنب في مدحه، وبالغ في الثناء عليه، والدفاع عنه" ( [٣٧٦] ) .
وكذا أثنى عليه محمد حسين آل كاشف الغطاء، فقال عنه: "والحق أنه - أي الأحسائي - رجل من أكابر علماء الإمامية وعرفائهم، وكان على غاية الورع والزهد والاجتهاد في العبادة كما سمعنا ممن نثق به ممن عاصره ورآه. نعم له كلمات في مؤلفاته مجملة متشابهة، لا يجوز من أجلها التهجم والجرأة على تكفيره" ( [٣٧٧] )
ولو صحّ الغلو الذي نسبه بعض الإثني عشرية إلى فرقة الكشفية -كما قال العاملي -، فلا ضير فيه عند معاصريهم الذين يعدون الغلو من ضروريات المذهب، ولا مطعن فيه في الأحسائي، سيّما وقد برأه ودافع عنه وأثنى عليه عالمان كبيران من علمائهم؛ هما الخوانساري، ومحمد حسن كاشف الغطاء كما تقدم.
أما كتابه "الرجعة" : فقد عده آغا بزرك من تصانيف الشيعة وذكره تحت اسم: "جواب مسائل محمد علي ميرزا عن العصمة والرجعة" ( [٣٧٨] ) .
وبعد: فهذه أكثر كتب الشيعة الإثني عشرية التي رجعت إليها، وأخذت منها معتقدهم في الصحابة.
وهناك مراجع حديثة لمصنفين معاصرين من الشيعة لا زالوا على قيد الحياة، لم أر أحداً ترجم لهم. ولكن شهرتهم، وانتشار كتبهم، ونشر الشيعة لها، وتكرارهم لطبعها، وإقرارهم بما جاء فيها - وهو امتداد لمعتقدات أسلافهم في الصحابة وغيرهم- كل ذلك ينوب مناب توثيق الشيعة لها كتابة.
هذا بالنسبة لمصادر الشيعة الإثني عشرية.
أما المصارد الأخرى التي اعتمدت عليها في بيان معتقد أشهر فرق الشيعة في الصحابة - الزيدية، والإسماعيلية -، والتي لا زال أتباعها يعتقدون بمعتقداتها: فقد نهجت فيها المنهج نفسه الذي اتبعته في توثيق مصادر الشيعة الإثني عشرية.
فمن مصادر الزيدية مثلاً:
٢٢٣- إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم: للمؤيد الزيدي، المتوفى سنة ٤٢١هـ.
وهو أحمد بن الحسين بن هارون الأقطع، من أبناء زيد بن الحسن العلوي الطالبي القرشي أبو الحسين.
قال عنه محسن الأمين العاملي: "إمام زيدي، من أهل طبرستان، مولده بها في آمل، ودعوته الأولى سنة ٣٨٠، بويع له بالديلم، ولقب بالسيد (المؤيد بالله) ، ومدة ملكه عشرون سنة" ( [٣٧٩] ) "كان غزير العلم، له مصنفات في الفقه والكلام" ( [٣٨٠] ) .
مات سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
٢٢٤- قواعد عقائد آل محمد: لمحمد بن الحسن الديلمي، المتوفى سنة ٧١١هـ.
قال الزركلي: "محمد بن الحسن الديلمي: فقيه زيدي، أصله من الديلم. انتقل إلى اليمن، وسكن صنعاء، وتوفي بوادي مر، في رجوعه إلى بلاده. له (قواعد عقائد آل محمد) ، وهو من أصول كتب الزيدية" ( [٣٨١] ) .
وقال عبد الله محمد الحبشي عن كتابه (قواعد عقائد آل محمد) : "من أصول كتب الزيدية. اشتمل على فضل الآل، وذكر مذاهب الإمامية وإبطاله، وتكفير الباطنية، وأن مذهب الزيدية: الترضية على الصحابة.." ( [٣٨٢] ) .
٢٢٥- الأساس لعقائد الأكياس: للمنصور بالله الزيدي، المتوفى سنة ١٠٢٩هـ.
مؤلف الكتاب هو: "القاسم بن محمد بن علي. من سلالة الهادي إلى الحق؛ صاحب اليمن. من أئمة الزيدية، ولد ونشأ في أطراف صنعاء، وأدرك طرفاً من العلوم، ودعا الناس إلى مبايعته، فبايع له خلق كثير بالإمامة سنة ١٠١٦هـ... له تآليف منها:...(الأساس لعقائد الأكياس) في أصول الدين..." ( [٣٨٣] ) .
أما كتابه: (الأساس) : فقد قال عنه آغا بزرك الطهراني: "من الكتب المعتمدة عند علماء الشيعة الزيدية، وعليه تعليقاتهم، وله شروح رأيت منها: النبراس، والشمس المنيرة.." ( [٣٨٤] ) .
٢٢٦- النصائح الكافية لمن يتولى معاوية: لابن عقيل العلوي.
مؤلف الكتاب هو: "محمد بن عقيل بن عبد الله بن عمر، من آل يحيى، العلوي الحسيني الحضرمي... كان شديد التشيع، له كتب منها: كتاب (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية) ...، توفي سنة ١٣٥٠هـ" ( [٣٨٥] ) .
وذكر آغا بزرك الطهراني الكتاب باسم آخر، فقال: "(النصائح الكافية في مثالب معاوية) لمحمد بن عقيل بن عبد الله.." ( [٣٨٦] ) .
والكتاب مليء بشتم معاوية رضي الله عنه، ولعنه والتبرؤ منه.
ومن مصادر الإسماعيلية:
٢٢٧- الهفت الشريف أو الهفت والأظلة: للمفضل بن عمر الجعفي؛ من أصحاب جعفر الصادق.
يعد هذا الكتاب من أهم كتب الإسماعيلية.
وقد اعتنى المعاصرون من الإسماعيلية بهذا الكتاب عناية كبيرة؛ فطبعه عارف تامر - الإسماعيلي- بتحقيقه سنة ١٩٦٠م، ثم طبعه طبعة أخرى فيها زيادات: مصطفى غالب - الإسماعيلي- بتحقيقه سنة ١٩٦٤م( [٣٨٧] ).
وقد اعتمد على هذا الكتاب كثير من علماء الإثني عشرية، وأثنوا على مؤلفه: المفضل بن عمر الجعفي. وممن أثنىعليه ووثقه من مشايخهم: المفيد( [٣٨٨] )، والطوسي( [٣٨٩] ). والمجلسي الأول( [٣٩٠] )، والمامقاني( [٣٩١] ).
٢٢٨- الافتخار.
٢٢٩- إثبات النبوءات.
٢٣٠- أساس الدعوة.
٢٣١- تأويل الشريعة.
وكلها من مؤلفات أبي يعقوب بن إسحاق السجستاني.
قال عنه مصطفى غالب -الإسماعيلي المعاصر-: "كان من أشهر الدعاة الإسماعيلية، ومن أعظم علماء المذهب الإسماعيلي. على كاهله نهضت الفلسفة الإسماعيلية، وازهرت بعهده الدعوة الفكرية الإسماعيلية، واحتلت المكان اللائق في جميع الأوساط العلمية والفلسفية والعقائدية، له مؤلفات كثيرة منها..- وعد منها المؤلفات المذكورة، وزاد عليها مؤلفات أخرى كثيرة -.." ( [٣٩٢] ) .
قيل أنه قتل سنة ٣٣١هـ في طبرستان، ولكن الأصح أنه كان حياً إلى سنة ٣٦٠هـ كما يظهر من كتابه (الافتخار) ؛ فقد ذكر فيه أنه وضعه سنة ثلاثمائة وستين( [٣٩٣] ).
فالسجستاني هذا يعد من الدعاة الذين وضعوا أسس المذهب الإسماعيلي، كما تقدم نقل قول مصطفى غالب في ذلك، وكتبه من أهم الكتب عند الطائفة الإسماعيلية.
٢٣٢- اختلاف أصول المذاهب.
٢٣٣- افتتاح الدعوة.
٢٣٤- أساس التأويل الباطن.
٢٣٥- دعائم الإسلام.
٢٣٦- تأويل الدعائم.
٢٣٧- الرسالة المذهبية في الحكمة والتأويل.
٢٣٨- الأرجوزة المختارة.
٢٣٩- المجالس والمسايرات.
وكلهم للقاضي النعمان، المتوفى سنة ٣٦٣هـ.
هو النعمان بن محمد بن منصور أبو حنيفة بن حيون التميمي، ويقال له: القاضي النعمان.
ذكر النوري الطبرسي -الشيعي الإثنا عشري- أن النعمان هذا كان في أول أمره إثني عشري، ثم صار داعية من دعاة الإسماعيلية( [٣٩٤] ).
قال عنه مصطفى غالب -الإسماعيلي-: "داعي الدعاة، وقاضي القضاء، سيدنا النعمان... عيّن خلفا لأبيه قاضي قضاة المذهب الإسماعيلي، وكبيرا لدعاته في عهد الإمام المعز لدين الله. فأخلص لمولاه، وأفاد عقيدته بكثرة مؤلفاته في مختلف العلوم الإسماعيلية، وإليه يرجع الفضل في تعميم الفقه الجعفري، وضرب بسهم وافر في جميع نواحي النشاط العلمي، فترك عدداً من المؤلفات الثمينة... توفي القاضي النعمان في شهر جمادى الآخرة سنة ٣٦٣ هجرية، وصلى عليه الإمام المعز.." ( [٣٩٥] ) . ثم ذكر مصنفاته، وعد منها المصادر المذكورة، وزاد عليها مصادر أخرى كثيرة جداً( [٣٩٦] ).
٢٤٠- كتاب الكشف.
٢٤١- أسرار النطقاء.
٢٤٢- سرائر النطقاء.
وهي لجعفر بن منصور اليمن.
هو: جعفر بن الحسن بن فرج بن حسن بن حوشب بن زادان الكوفي.
يعتبر من كبار الدعاة الإسماعيلية، ومن الناشرين لمعتقداتها بين الناس( [٣٩٧] ).
قال عنه الداعي إدريس عماد الدين -الإسماعيلي-: "سكن في ظل الدوحة العلوية، وانتهى إلى أن بلغ مبلغاً عظيماً عند الأئمة صلوات الله عليهم، وفضل الدعاة، وبلغ إلى مراتب أبواب الفائزين بعلوم الدرجات" ( [٣٩٨] ) .
مات في أواخر الستينات من القران الرابع الهجري( [٣٩٩] ).
٢٤٣- راحة العقل.
٢٤٤- أسبوع دور الستر.
وكلاهما للكرماني؛ أحمد حميد الدين الكرماني، المتوفى سنة ٤١١هـ.
قال عنه الداعي إدريس عماد الدين -الإسماعيلي-: "الداعي حميد الدين أحمد بن عبد الله: هو أساس الدعوة التي عليه عمادها، وبه علا ذكرها واستقام منارها، وبه استبانت المشكلات، وانفرجت المعضلات" ( [٤٠٠] ) .
وقال عنه مصطفى غالب -الإسماعيلي-: "داعي الدعاة، وحجة العراقين، سيدنا أحمد حميد الدين بن عبد الله الكرماني. كان... داعياً للإمام الحاكم، وحجة في العراقين للإمام العزيز أيضاً. اشتهر بتفانيه في خدمة المذهب الإسماعيلي، والدفاع عنه بقلمه وحججه وبيانه، وقد اظهر للوجود مؤلفات عظيمة تبحث في الفلسفة والفقه والتأويل، فأحدثت انقلاباً فكرياً في جميع الأوساط، واحتلت المكان اللائق في القلوب..." ( [٤٠١] ) .
وقد ذكر من كتبه نيِّفاً وثلاثين كتاباً، وعدَّ منها: أسبوع دور الستر، وراحة العقل( [٤٠٢] )، وقد تقدم وصفه لمؤلفاته بأنها عظيمة، وبأنها قد احتلت المكان اللائق في القلوب.
٢٤٥- المجالس المؤيدية.
٢٤٦- ديوان المؤيد في الدين.
وكلاهما: للمؤيد، المتوفى سنة ٤٧٠هـ.
هو: هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي السليماني.
ذكر مصطفى غالب أنه تدرج في المناصب عند الأئمة العبيدين "حتى توصل إلى رتبة رئيس الدعاة... وكان غزير العلم، أتحف المكتبة الإسماعيلية بمجموعة من المؤلفات الثمينة، نذكر منها: ١- المجالس المؤيدية. ٢- ديوان المؤيد في الدين..." ( [٤٠٣] ) .
٢٤٧- القصيدة الصورية: لمحمد بن علي بن الحسن الصوري، المتوفى سنة ٤٩٠ هـ.
قال عنه الزركلي: "من دعاة الإسماعيلية. ولد في بلدة صور (بلبنان) ، وإليها نسبته. وتعلم في طرابلس الشام، ثم فيالقاهرة. وعُيّن داعياً للمذهب الإسماعيلي في جبال السماق وتوفي فيها. له رسائل وأراجيز في المذهب، منها القصيدة الصورية في عقائد الإسماعيلية..." ( [٤٠٤] ) .
٢٤٨- إثبات الإمامة: للنيسابوري؛ أحمد بن إبراهيم النيسابوري.
قال عنه مصطفى غالب: "ولد الداعي الأجل سيدنا أحمد بن إبراهيم، أو محمد النيسابوري في مدينة نيسابور في فارس في أواخر القرن الرابع الهجري في بيت عرف بانتمائه للإسماعيلية. ففي هذا البيت استوعب عقائدها، وانخرط في شبابه في تنظيمات الدعوة السرية... ومن المرجح أنه وضع أكثر مؤلفاته في القاهرة، وتوفي في عهد الإمام الحاكم الفاطمي؛ أي في أوائل القرن الخامس الهجري..." ( [٤٠٥] ) . ثم شرع يعدد كتبه، وذكر منها: إثبات الإمامة.
٢٤٩- كنز الولد: للحامدي، المتوفى سنة ٥٥٧هـ. هو "إبراهيم بن الحسين بن أبي السعود الحامدي. ولد سنة ٥٣٦، (وقد خلف الداعي الذويب في الدعوة للإمام المستور الإسماعيلي، ويعد من علمائهم المؤلفين. توفي سنة ٥٥٧) " ( [٤٠٦] ) .
أما كتابه "كنز الولد" : فقد ذكر عبد الله محمد الحبشي أنه "من أهم كتبه. تعرض فيه لفلسفة (إخوان الصفا) ، وأبان عن شخصية مؤلفها. طبع بتحقيق مصطفى غالب -الإسماعيلي-" ( [٤٠٧] ) .
٢٥٠- تاج العقائد ومعدن الفوائد: لعلي بن محمد الوليد، المتوفى سنة ٦١٢هـ.
قال عنه عارف تامر -الإسماعيلي-: "يعتبر من أشهر علماء اليمن الإسماعيليين، ويكفي أن نقول: إنه لعب دوراً أدبياً فلسفياً عظيماً باعتباره الداعي المطلق الخامس لليمن في القرن السادس الهجري..." ( [٤٠٨] ) .
وقال عنه عبد الله محمد الحبشي: "تولى الدعوة إلى الإسماعيلية بعد وفاة علي بن حاتم الحامدي، ولم يزل قائماً بأمر الدعوة، فاتسقت به أمورها، وتحسنت أحوالها، واجتمع على تأييده بعض سلاطين همدان. وكانت وفاته بعد دخول الأيوبيين إلى اليمن بشهرين. وقد أوفى عمره على التسعين عاماً، وهو صحيح الجوارح يؤلف الكتب. وكان من أنشط الدعاة يذب عن حمى الدعوة ويكافح عنها بقلمه ولسانه؛ إذ كان الكفاح مريراً بعد سقوط الدولة الصليحية، ولم تجد الدعوة الإسماعيلية نصيراً لها قوياً. توفي سنة ٦١٢هـ" ( [٤٠٩] ) .
وقد ذكره الزركلي، ووصفه بقوله: "داعية إسماعيلي، من علمائهم، يلقب بـ(والد الجميع). وهو الداعي الخامس من دعاة اليمن.." ( [٤١٠] ) .
أما كتابه "تاج العقائد" : فقد ذكر الحبشي أنه "يحتوي على مائة مسألة من مسائل الباطنية.." ( [٤١١] ) .
٢٥١- الدستور ودعوة المؤمنين إلى الحضور: لشمس الدين بن أحمد الطيبي، المتوفى سنة ٦٧٣هـ.
قال عارف تامر -الإسماعيلي، محقق هذا الكتاب-: "إنها من تأليف الداعي الأجل (شمس الدين بن أحمد الطيبي) ، وقد سمعها من (نصير الدين الطوسي) ؛ الداعي الإسماعيلي الكبير، ووزير هولاكو.." ( [٤١٢] ) .
٢٥٢- كتاب الأزهار ومجمع الأنوار: لحسن بن نوح بن يوسف بن محمد، المتوفى سنة ٩٣٩هـ.
"من علماء الإسماعيلية الباطنية. له كتاب (الأزهار ومجمع الأنوار) ..." ( [٤١٣] ) .
٢٥٣- مطالع الشموس في معرفة النفوس: لشهاب الدين أبي فراس، المتوفى سنة ٩٧٣هـ.
قال عارف تامر -الإسماعيلي- عن هذه الرسالة: "هي للداعي الأجل شهاب الدين أبي فراس. المولود في قلعة (المينقة) الإسماعيلية في قضاء جبلة - اللاذقية، عام ٨٧٢هـ. ومات فيها عام ٩٣٧هـ. ولا يزال ضريحه قائماً فيها للآن. كان شاعراً أديباً، وفقيها حكيماً، وفيلسوفاً كبيراً..." ( [٤١٤] ) .
ثم شرع يعدد مصنفاته، وذكر منها كتاب (مطالع الشموس) ( [٤١٥] ).
إلى أن قال: (والخلاصة: فقد كان هذا الداعي عالماً جليلاً، وأرجح أن له عشرة مؤلفات على الأقل في أصول الدعوة) ( [٤١٦] ).
٢٥٤- مزاج التسنيم: لضياء الدين الإسماعيلي.
ذكر هذا الكتاب: آغا بزرك الطهراني في الذريعة، وعده من مصنفات الإسماعيلية( [٤١٧] ).
وهناك مصنفات أخرى لإسماعيليين لا زالوا على قيد الحياة، منهم: مصطفى غالب -الإسماعيلي اللبناني-، وعارف تامر -الإسماعيلي السوري-.
فمن مصنفات الأول التي رجعت إليها:
٢٥٥- تاريخ الدعوة الإسماعيلية: وهو كتاب سرد فيه تاريخ الطائفة الإسماعيلية منذ خلق الله آدم عليه السلام إلى الوقت الحاضر.
٢٥٦- الإمامة وقائم القيامة: وقد تحدث فيه عن عقيدة الإمامة، وترجم لأئمة الإسماعيلية، وأسهب في ذكر موقف الإسماعيلية من المهدي المنتظر.
ومن مصنفات الثاني التي رجعت إليها:
٢٥٧- الإمامة في الإسلام: وهو كتاب تاريخي عقائدي يبحث في تاريخ الدعوة الإسماعيلية.
وهذه المصنفات لا تحتاج إلى توثيق؛ إذ أنها لمعاصرين مشهورين لا زالوا على قيد الحياة، ولم أر أحداً ترجم لهم. وشهرتهم، وانتشار كتبهم، وتكرارهم لطبعها، كل ذلك ينوب مناب توثيق مصادرهم.
وهناك مصدران من مصادر النصيرية( [٤١٨] ) هما:
٢٥٨- الهداية الكبرى: لحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني، المتوفى سنة ٣٥٨هـ.
ويعد الخصيبي هذا عند النصيرية: (المُنظِّر الأول لهذه الفرقة، وأحد مؤسسيها المشهورين) ( [٤١٩] )، وكذا كتابه (الهداية الكبرى) .
وقد اعتمد الشيعة الإثنا عشرية على هذا الكتاب:
وممن اعتمد عليه منهم، ونقل عنه: ابن طاوس( [٤٢٠] )، وحسين بن عبد الوهاب( [٤٢١] )، والمجلسي( [٤٢٢] )، وهاشم البحراني( [٤٢٣] )، والمامقاني( [٤٢٤] )، وغيرهم( [٤٢٥] ).
٢٥٩- تاريخ العلويين: لمحمد غالب الطويل.
قال آغا بزرك الطهراني: (تاريخ العلويين) : تأليف محمد أمين بن علي غالب بن سليمان آقا بن إبراهيم آقا، المنتهي نسبه على ما ذكره المؤلف في الكتاب إلى يعرب بن قحطان...)( [٤٢٦] )، وقد أشار إلى أن مؤلفه على معتقد النصيرية( [٤٢٧] ).
وبعد: فهذه هي المصادر الشيعية: الإثنا عشرية، والزيدية، والإسماعيلية التي رجعت إليها، وأخذت منها معتقداتهم في الصحابة مباشرة بدون واسطة( [٤٢٨] ).
وهي من المصادر المعتبرة عند أصحابها كما تقدم ذكر ثنائهم عليها.
وما ضمّنته في هذا الكتاب من عقائدهم يعتبر إلزاماً لهم؛ لأن الكتب كتبهم باعترافهم، ومصنفوها من الموثوقين عندهم.
تمهيد:
ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول:
مكانة الصحابة عند أهل السنة والجماعة.
الفصل الثاني:
موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة بإيجاز.
الفصل الأول: مكانة الصحابة رضي الله عنهم عند أهل السنة والجماعة:
أجمع أهل السنة والجماعة على سموّ منزلة الصحابة رضي الله عنهم، ورفعة شأنهم، وعدالتهم؛ فكل واحد من الصحابة عدل، إمام، فاضل، فُرضَ علينا توقيره، ومحبته، والاستغفار له، والاعتقاد بأن تمرة يتصدق بها أفضل من صدقة أحدنا دهره كلّه.
ومعتقد أهل السنة هذا قد تلقوه خلفاً عن سلف، وكلهم أخذوه عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين تلقوه بدورهم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
والنصوص التي دلّت على هذا المعتقد كثيرة جداً.
وقبل الشروع ببيانها، لابد من الوقوف على تعريف الصحابي عند أهل السنة والجماعة حتى نتعرف على حد هذا الشخص الذي أنزله أهل السنة والجماعة هذه المنزلة مقتدين بإنزال الله تعالى وإنزال رسوله صلى الله عليه وسلم له إياها.
ولبيان ذلك كله قسّمت هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث.
المبحث الأول: تعريف الصحابي:
وفيه مطلبان: المطلب الأول: تعريف الصاحب لغة.
المطلب الثاني: تعريف الصحابي اصطلاحاً.
المطلب الأول: تعريف الصاحب لغة:
الصاحب لغة: اسم فاعل من صحِب يصحَب، فهو صاحب.
ويجمع الصاحب على: أصحاب، وأصاحيب، وصَحب، وصِحاب، وصُحبة، وصُحبان، وصَحابة، وصِحابة( [٤٢٩] ).
والصاحب، والصحابي مشتق من الصحبة، والصحبة تطلق على عدة معان، كلها تدور حول الملازمة والانقياد.
فقولك: استصحبت الكتاب وغيره: إذا جعلته ملازما لك غير مفارق.
واستصحبت فلاناً: إذا دعوته إلى الصحبة والملازمة.
وقولك: أصحَبَت الدابة: إذا انقادت.
ويقال: أصحب البعير: إذا ذل وانقاد من بعد صعوبة.
ومنه قول امرئ القيس
ولست بذي رثية امّر إذا قيد مستكرها أصحبا
فهذه بعض معاني الصحبة، وكلها تدور حول الملازمة والانقياد كما تقدم.
والصحابة: جمع لصاحب -كما تقدم أيضاً-.
والصحابي: منسوب إلى الصحابة، ومؤنثه: صحابية( [٤٣٠] ).
المطلب الثاني: تعريف الصحابي اصطلاحاً:
اختلف أهل الحديث مع أهل الفقه والأصول في تعريف الصحابي في الاصطلاح.
فذهب جمهور المحدثين إلى أن تعريف الصحابي في الاصطلاح: هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، مؤمناً به، بعد بعثته، حال حياته، ومات على الإيمان( [٤٣١] ).
وذهب جمهور الفقهاء والأصوليين في تعريف الصحابي إلى أنه: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، مؤمنا به، بعد بعثته، حال حياته، وطالت صحبته، وكثُر لقاؤه به، على سبيل التبع له، والأخذ عنه، وإن لم يرو عنه شيئاً، ومات على الإيمان( [٤٣٢] ).
والخلاف بين المحدثين والأصوليين منشؤه الاختلاف في تعريف الصاحب لغة، وعرفا.
فالمحدثون راعوا في تعريف الصحابي اصطلاحاً: المعنى اللغوي العام؛ حيث يطلق الصاحب لغةً على الملازم والمنقاد سواء أطالت صحبته أم قصرت( [٤٣٣] ).
والأصوليون راعوا في تعريفهم للصحابي: المعنى العرفي؛ حيث يطلق الصاحب عرفا على من طالت صحبته، وكثرت ملازمته( [٤٣٤] ).
وتعريف المحدثين للصحابي هو الراجح للأدلة التالية:
[١] - إن المعاني اللغوية من الأمور المستقرة، التي لا تتغيّر بتغيّر الأزمنة والأمكنة، بخلاف العرف الذي يتغيّر - في غالب الأحيان - بتغير الزمان والمكان. وعند الاختلاف يرجع إلى المعايير الثابتة دون المتغّيرة.
[٢] - إن جمهور المحدثين (حين عَرَّفوا الصحابي بالمعنى الاصطلاحي بناءً على مراعاة المعنى اللغوي، أخذوا المعنىاللغوي بمعناه العام الشامل لطول الصحبة وقصرها، ولم يقصروه على بعض أفراده؛ وهو طول الصحبة دون قصرها، بخلاف أهل الأصول الذين راعوا في تعريفهم للصحابي بعض المعنى اللغوي فقط؛ وهو طول الصحبة، فقصروا المعنى اللغوي على بعض أفراده، وتركوا البعض الآخر. ولا شك أن مراعاة المعنى اللغوي بجميع أفراده أولى من قصره على بعضها؛ فإنه في اللغة يشمل الملازمة كما ذكرنا، وهي تستلزم طول الصحبة المعبّر عنه بالمعنى العرفي، ويشمل الانقياد الذي لا يستلزمها( [٤٣٥] ).
وبهذا يتّضح أن مذهب أهل الحديث في تعريف الصحابي هو الراجح.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله أنه قول جمهور أهل السنة، وقال: (وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى( [٤٣٦] ).
المبحث الثاني: بيان مذهب أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة، مع ذكر أدلتهم بإيجاز:
وفيه ثلاثة مطالب:
- الأول: تعريف العدالة.
- الثاني: معتقد أهل السنة في عدالة الصحابة.
- الثالث: ذكر أدلتهم على إثباتها بإيجاز.
المطلب الأول: تعريف العدالة:
العدالة مصدر لعَدُل يعْدُل- على وزن سَهُل يسْهُل-.
يقال: عَدُل فلان: إذا استقام أمره، ولم تظهر منه ريبة( [٤٣٧] ).
ويقال: رجل عَدْل: إذا كان مرضياً عند الناس، مقبول الشهادة( [٤٣٨] ).
وأما تعريف العدالة في الاصطلاح: فهي مَلَكَة تحمل المتّصف بها على ملازمة التقوى، والمراد بالتقوى: اجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة( [٤٣٩] ).
ومجملها: الاحتراز عما يذم شرعاً.
المطلب الثاني: معتقد أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة رضي الله تعالى عنهم:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن الصحابة رضي الله عنهم كلّهم عدول، قد تحققت فيهم صفة العدالة، وظهر فيهم معناها؛ فكانوا من أكثر الناس ملازمة للتقوى.
لذلك أجمع أهل السنة على قبول رواية الصحابي، وشهادته دون توقف فيها.
وقد نقل إجماعهم على ذلك جمع كبير من العلماء، منهم: ابن عبد البر( [٤٤٠] )، والجويني( [٤٤١] )، والغزالي( [٤٤٢] )،والنووي( [٤٤٣] )، وابن الصلاح( [٤٤٤] )، وابن كثير( [٤٤٥] )، والعراقي( [٤٤٦] ).وابن حجر( [٤٤٧] )، والألوسي( [٤٤٨] )، وغيرهم( [٤٤٩] ).
فالصحابة جميعاً عدول عند أهل السنة والجماعة. ولهم على إثباتهم لعدالتهم أدلة من الكتاب ومن السنة.
المطلب الثالث: أدلة أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة رضي الله عنهم:
لأهل السنة على إثبات عدالة الصحابة أدلة من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولبيان هذه الأدلة قسّمت هذا المطلب إلى مسألتين.
المسألة الأولى: أدلتهم من كتاب الله تعالى:
[١] - قوله تعالى: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ... )) [آل عمران:١١٠]
هذه الآية خطاب من الله تعالى. والصحابة رضي الله عنهم هم أول من يدخل في شمول الخطاب؛ لأنهم هم المخاطبون مباشرة بهذه الآية.
وقد دلت هذه الآية على الخيرية المطلقة، وإثبات الأفضلية لهذه الأمة على الأمم الأخرى. وهذا يقتضي استقامة الصحابة الذين يدخلون في شمول الخطاب ابتداءً( [٤٥٠] )، وذلك مما يستلزم عدالتهم رضي الله عنهم؛ إذ يبعد أن يصفهم الله تعالى بأنهم خير أمة أخرجت للناس، ولا يكونوا عدولاً.
[٢] - قوله تعالى: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً )) [البقرة:١٤٣]
ومعنى وسطاً: أي عدولاً.
ويشهد لهذا المعنى: قوله تعالى: (( قَالَ أَوْسَطُهُمْ... )) [القلم:٢٨] أي: أعدلهم.
وقوله عليه الصلاة والسلام: «يدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب! فيقول: هل بغلت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فيشهدون أنه قد بلغ، ويكون الرسول عليكم شهيداً. فذلك قوله جل ذكره: (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً... )) [البقرة:١٤٣] » والوسط: العدل( [٤٥١] ).
فالله سبحانه وتعالى قد أخبر في هذه الآية عن الصحابة أنه جعلهم عدولا. ومن أصدق من الله حديثاً.
[
٣]- قوله تعالى: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ... )) [التوبة:١٠٠] .
وقد أخبر الله تعالى في هذه الآية عن رضاه عنهم، وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل، فلا يكون الرضا إلا لمن كان أهلاً له، ولا يكون أهلاً للرضا إلا من كان مستقيماً في أمره عدلاً في دينه( [٤٥٢] ).
وهناك آيات كثيرة أثنى الله تعالى فيها على أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم، وبيّن فضلهم. وهي وإن لم يصرح الله تعالى فيها بعدالتهم، إلا أن ثناءه سبحانه وتعالى عليهم، وبيانه لفضلهم فيها يقطع لهم بالعدالة.
قال محمد بن أحمد الحنبلي، الشهير بـ (ابن النجار) : (إن من أثنى الله سبحانه وتعالى عليه بهذا الثناء كيف لا يكون عدلا؟ فإذا كان التعديل يثبت بقول اثنين من الناس، فكيف لا تثبت العدالة بهذا الثناء العظيم من الله سبحانه وتعالى، ومن رسوله صلى الله عليه وسلم) ( [٤٥٣] ).
ومن هذه الآيات:
- قوله تعالى: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) [الفتح:٢٩] .
- وقوله سبحانه: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )) [الأنفال:٧٤] . فوصفهم الله تعالى بالإيمان الحق.
- وقوله عن المهاجرين: (( أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ )) [الحشر:٨] .
- وقوله عن الأنصار الذين آزروهم ونصروهم: (( فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ )) [الحشر:٩] .
وغير ذلك من الآيات الكريمة التي أخبر الله عز وجل فيها عن رضاه عن أصحاب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر فضلهم، وأثنى عليهم، وذلك هو الفضل العظيم.
المسألة الثانية: أدلتهم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[١] - قوله عليه الصلاة والسلام: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه»( [٤٥٤] )
أما وجه الاستدلال بهذا الحديث على عدالة الصحابة: فقد ذكره السخاوي بعدما أورد الحديث، فقال: ووجه الاستدلال به أن الوصف لهم بغير العدالة سب..( [٤٥٥] ).
والحديث أيضاً اشتمل على تزكية الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم؛ إذ أنه عليه السلام بيّن فيه فضلهم على غيرهم ممن أتى بعدهم، وذكر أن مد طعام يقدمه أحدهم أعظم عند الله وأكثر ثواباً من مثل جبل أحد يقدمه غيرهم.
وقد تقدم أن ثناء الرسول عليه السلام عليهم يقطع لهم بالعدالة.
[٢] - قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ألا ليبلغ الشاهد الغائب...»( [٤٥٦] ).
أما وجه الاستدلال بهذا الحديث على عدالة الصحابة: فقد ذكره الحافظ ابن حبان في صحيحه فقال: "على أن الصحابة كلهم عدول، ليس فيهم مجروح ولا ضعيف، إذ لو كان فيهم مجروح أو ضعيف، أو كان فيهم أحد غير عدل لاستثنى في قوله صلى الله عليه وسلم؛ وقال: ألا ليبلغ فلان وفلان منكم الغائب. فلما أجملهم في الذكر بالأمر بالتبليغ لمن بعدهم دل ذلك على أنهم كلهم عدول، وكفى بمن عدله رسول الله صلى الله عليه وسلم شرفاً" ( [٤٥٧] ) .
وهذا القول قاله عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع -كما أفادت رواية الإمام مسلم -؛ ومعلوم أن جلّ أصحابه رضي الله عنهم كانوا معه في تلك الحجة.
[٣] - قوله عليه الصلاة والسلام: «خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...»( [٤٥٨] ).
قد أثبت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للصحابة في هذا الحديث الخيرية المطلقة، والأفضلية لهم على سائر أمته.
وقد تقدم أن الله سبحانه وتعالى أثبت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الخيرية المطلقة على سائر الأمم، حيث قال: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ... )) [آل عمران:١١٠] ، وفي هذا الحديث أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه الأفضلية والخيرية على سائر أمته. وفي هذا أبلغ الثناء وأعظمه؛ فالصحابة رضي الله عنهم خيار من خيار.
وتقدم كلام ابن النجار على أن إثبات الخيرية من الله ورسوله لأحد تستلزم إثبات العدالة له دون توقف( [٤٥٩] ).
وهناك أحاديث أخرى كثيرة أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها على الصحابة بمجموعهم، أو على بعضهم بأفرادهم وهي كما قال الخطيب البغدادي: (كلها مطابقة لما ورد في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحد منهم- مع تعديل الله تعالى لهم، المطلع على بواطنهم_إلى تعديل أحد من الخلق له... على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها- من الهجرة والجهاد والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين- القطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين. وهذا مذهب كافّة العلماء، ومن يعتد بقوله من الفقهاء) ( [٤٦٠] ).
إذاً: فالحكم بتعديل الصحابة رضي الله عنهم مبني على تعديل الله تعالى وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم لهم، ولسنا نحتاج بعد تعديل الله تعالى وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم لهم إلى تعديل من أحد أيّاً كان.
المبحث الثالث: حكم سابّ الصحابة- عند أهل السنة والجماعة:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن سب الصحابة، أو تجريحهم، أو الطعن فيهم، أو الحطّ من شأنهم؛ محرم بنص الكتاب والسنة.
فمن الكتاب:
- قوله تعالى: (( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً )) [الحجرات:١٢] وأدنى أحوال السابّ للصحابة أن يكون مغتاباً لهم.
- وقوله سبحانه: (( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ )) [الهمزة:١] ، والهمز واللمز: أزدراء الناس، وانتقاصهم بالقول والفعل( [٤٦١] ).
وأدنى أحوال السابّ للصحابة: أن يكون مزدرياً بهم، متنقصاً لهم.
- وقوله تعالى: (( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً )) [الأحزاب:٥٨] .
قال الحافظ ابن كثير في تفسيرها: (أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه، لم يعملوه، ولم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم. ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة بالله ورسوله، ثم الرافضة الذين يتنقصون الصحابة ويعيبونهم بما برأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم؛ فإن الله عز وجل قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم. وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم وينتقصونهم ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبداً..) ( [٤٦٢] ).
ومعلوم أن السب أحد أنواع الإيذاء، فمن سب الصحابة رضي الله عنهم- وهم خير المؤمنين بعد الأنبياء والمرسلين- فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبينا.
أما أدلة تحريم سب الصحابة من السنة، فمنها:
[١] - قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي...»( [٤٦٣] )
وهو من الأحاديث المتفق عليها( [٤٦٤] ).
[٢] - قوله صلى الله عليه وسلم: «الله اللهَ في أصحابي! الله اللَه في أصحابي! لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه»( [٤٦٥] ).
وقد نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن بغض الصحابة، وعن إيذائهم، ومعلوم أن أدنى أحوال الساب لهم أن يكون مبغضاً لهم، وفعله نوع من أنواع الإيذاء لهم.
وهناك أقوال لبعض الصحابة تنهى عن ذلك، منها:
١- قول ابن عمر رضي الله عنهما: (لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم أربعين سنة) ( [٤٦٦] ).
٢ - قول ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله عز وجل قد أمر بالاستغفار لهم، وهو يعلم أنهم سيقتتلون) ( [٤٦٧] ).
٣ - قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبّوهم) ( [٤٦٨] ).
إذاً: سب الصحابة محرم بنص الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، وإجماع أهل السنة والجماعة، بل وتحريم سبهم (مما لا ينبغي أن ينتطح فيه كبشان، أو يتنازع فيه اثنان) ( [٤٦٩] )، كما ذكر ذلك الألوسي رحمه الله تعالى.
فأهل السنة والجماعة متفقون على حرمة سب الصحابة، وعلى عظيم إثم من سبّهم، أو انتقصهم رضي الله تعالى عنهم.
ولكنهم اختلفوا في حكم من سبّهم هل يكفر ويحل قتله، أو يفسق ويكفي في حقه التعزير والتأديب- على قولين-.
القول الأول: من قال بكفر سابّ الصحابة، وحل قتله:
ذهب فريق من علماء أهل السنة إلى كفر من سب الصحابة رضي الله عنهم، أو طعن في عدالتهم، وأنه يقتل بسبب ذلك.
وممن ذهب إلى ذلك منهم: الإمام مالك في رواية( [٤٧٠] )، ومحمد بن يوسف الفريابي( [٤٧١] )، والإمام أحمد في رواية( [٤٧٢] ) وعبد العزيز بن جعفر غلام الخلال( [٤٧٣] ). -، وأبو زرعة الرازي( [٤٧٤] )، والسرخسي( [٤٧٥] )، والطحاوي( [٤٧٦] )، والحميدي( [٤٧٧] )، والقرطبي( [٤٧٨] )، وأحمد بن يونس( [٤٧٩] )، وأبو بكر بن هانئ( [٤٨٠] )، وعبد الله بن إدريس( [٤٨١] )، وفضيل بن مرزوق( [٤٨٢] )، وطلحة بن مصرف( [٤٨٣] )، وجماعة من الحنابلة( [٤٨٤] ) وطائفة من الفقهاء من أهل الكوفة، وغيرهم( [٤٨٥] ).
وقد استدلوا على مذهبهم بالأدلة التالية:
[١] - قوله تعالى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ )) [الفتح:٢٩] ، وأدنى أحوال السابّ لهم والطاعن فيهم أن يكون مغتاظاً منهم.
قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: (من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ... )) [الفتح:٢٩] إلى قوله (( لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ )) [الفتح:٢٩)] ( [٤٨٦] ) .
[٢] - قوله عليه الصلاة والسلام عن أصحابه: «.. ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى...»( [٤٨٧] )
وفي معنى هذا الحديث قال الحسن بن علي البربهاري: (من تناول أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه إنما أراد محمداًَ، وقد آذاه في قبره) ( [٤٨٨] ).
ومعلوم أن [الأذى لله ولرسوله يوجب القتل، ويوجب نقض العهد، ويوجب الردة] ( [٤٨٩] ) .
أما قوله عليه السلام: (ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم) . فقد فسّره الإمام مالك بن أنس رحمه الله بقوله عمّن قدح في الصحابة: (إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي عليه الصلاة والسلام، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه، حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين) ( [٤٩٠] ).
[٣] - ومن أدلتهم على كفر من سب الصحابة: قولهم: (إن الطعن في الصحابة، وانتقاصهم، وتجريحهم، والقول بعدم عدالتهم يؤدي إلى إبطال الشريعة؛ إذ هم الذين حملوها ونقلوها وبلغوها) .
قال الإمام أبو زرعة الرازي: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآنحق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة) ( [٤٩١] ).
وقال القرطبي معلقاً على قول الإمام مالك بكفر من اغتاظ من الصحابة: (لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحداً منهم- يقصد من الصحابة-، أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين) ( [٤٩٢] ).
[٤] - ومن أدلتهم على كفر من سب الصحابة؛ قولهم: إن في سب الصحابة وانتقاصهم رد لما تواتر في القرآن والسنة من مدحهم، والثناء عليهم، والإشادة بهم. ومن انتقصهم أو طعن عليهم فقد عارض الله في ثنائه عليهم في كتابه، وعارض رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدحه لهم في سنته.
قال الألوسي عن انتقاص الروافض للصحابة، وطعنهم عليهم: (إن في ذلك إنكار ما قام الإجماع عليه قبل ظهور المخالف، من فضلهم، وشرفهم، ومصادمة المتواتر من الكتاب والسنة الدالين على أن لهم الزلفى عند ربهم) ( [٤٩٣] ).
ومعلوم أن معارضة الله تعالى في خبره مخرجة عن دائرة الإسلام - عياذاً بالله تعالى-؛ قال الشيخ صديق حسن خان: (من خالف الله ورسوله في إخبارهما وعصاهما بسوء العقيدة في خُلّص عباده ونخبة عباده فكفره بواح لا سترة عليه) ( [٤٩٤] ).
وهناك أدلة أخرى استدل بها من قال بكفر سابّ الصحابة، وكلها من الأدلة المعتبرة.
القول الثاني: من قال بفسق سابّ الصحابة، ولم يقل بكفره، وقال بتعزيره، ولم يقل بقتله: ذهب فريق من علماء أهل السنة إلى أن من سب الصحابة رضي الله عنهم لا يكفر، بل يفسق. ولا يقتل، بل يعزر ويؤدب.
وممن قال بذلك منهم: الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه( [٤٩٥] )، والإمام مالك في رواية( [٤٩٦] )، والإمام أحمد في رواية( [٤٩٧] )، وعاصم الأحول( [٤٩٨] )، وإسحاق بن راهويه( [٤٩٩] )، وعبد الملك بن حبيب( [٥٠٠] )، وابن المنذر( [٥٠١] ). وإبراهيم النّخعي( [٥٠٢] )، وعبد الله بن محمود الموصلي( [٥٠٣] )، وابن عابدين( [٥٠٤] )، والتفتازاني( [٥٠٥] )، وأبو الشكور السالمي( [٥٠٦] )، وملا علي القاري( [٥٠٧] )، والقسطلاني( [٥٠٨] )، والنووي( [٥٠٩] ). والرملي( [٥١٠] )، والباقلاني( [٥١١] )، وابن تيمية( [٥١٢] )، وغيرهم( [٥١٣] ).
وقد استدلوا على هذا المذهب بأدلة منها:
[
١]- إن مجرد سب الصحابة غير مستلزم للكفر والخروج من الملة، وهو يختلف عن سب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والله تعالى قد ميّز بين مؤذي الله ورسوله، ومؤذي المؤمنين؛ فجعل الأول ملعوناً في الدنيا والآخرة، وقال في الثاني: (( فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )) [النساء:١١٢] ، ومطلق البهتان والإثم ليس بموجب للقتل، وإنما هو موجب للعقوبة في الجملة؛ فتكون عليه عقوبة مطلقة، ولا يلزم من العقوبة جواز القتل... "( [٥١٤] )."
[٢] - قالوا: (إن أشخاص الصحابة لا يجب الإيمان بهم بأعيانهم؛ فسب الواحد لا يقدح في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر) ( [٥١٥] ).
وبهذا يتضح أن حكم سابّ الصحابة من المسائل الخلافية عند أهل السنة؛ فرغم اتفاقهم على حرمة الفعل، اختلفوا في حكم الفاعل على قولين- كما تقدم-، واستدل كل واحد منهم على مذهبه بأدلة قوية ومعتبرة.
والراجح أنه لا يقطع بكفر من سب الصحابة لمجرد السب؛ لأن السب قد وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبمسمع منه فلم يحكم بكفر السابّ، ولم يهدر دمه، وإنما اكتفى بالنهي عن ذلك بقوله: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي..»( [٥١٦] )، فلو كان سابّ الصحابة كافراً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، ولما اكتفى بمجرد النهي عن السبّ.
ولقد كان الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه يتّهم من يسب الصحابة في دينه، ولكنه كان يجبن عن قتله كما صرح بذلك رضي الله عنه بقوله: (ما أراه على الإسلام) ، (اتهمه على الإسلام) ، (اجبن عن قتله) ( [٥١٧] ). وهذا التورع منه عن قتله يدل على أنه لم يكن يقطع بكفره؛ إذ لو كان يقطع بكفر من سب الصحابة لما تردد في قتله.
هذا بالنسبة لمن أتى بمجرد السبّ الذي هو الشتم، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفر سابّ الصحابة من أهل العلم؛ فإن "من سبهم سبّاً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم - مثل وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد، ونحو ذلك- فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك" ( [٥١٨] ) .
أما من قرن مع السب أمراً آخر، فحكمه يتوقف على الأمر الذي قرنه:
[١] - (فإن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً) ، أو فسّق عامتهم، (فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم، والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعيّن؛ فإن مضمون هذه المقالة: أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )) [آل عمران:١١٠] .
وخيرها هو القرن الأول- كان عامتهم كفاراً أو فساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكُفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام...)( [٥١٩] ).
قال القاضي عياض المالكي: (نقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة، وتكفير جميع الصحابة) ( [٥٢٠] ).
وقال الحافظ الذهبي: (من قال لمسلم بعد إيمانه كافر، فهو كافر بإجماع الأمة) ( [٥٢١] ).
وقال الشيخ محمد بن سليمان التميمي رحمه الله: (.. ومن نسب جمهور أصحابه صلى الله عليه وسلم إلى الفسق والظلم، وجعل اجتماعهم على الباطل، فقد ازدرى بالنبي صلى الله عليه وسلم، وازدراؤه كفر) ( [٥٢٢] ).
إذاً: لا خلاف بين علماء أهل السنة في أن من نسب الصحابة رضي الله عنهم إلى الكفر والارتداد: فإنه كافر لا شك في كفره بل إن يشك في كفره فإن كفره متعيّن- كما صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله( [٥٢٣] ).
[٢] - وكذا من كَفَّر الشيخين؛ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فلا شك في كفره.
قال الحافظ الذهبي: (كل من أحب الشيخين فليس بغال. بل من تكلم فيهما فهو غال مغتر، فإن كفّرهما والعياذ بالله جاز عليه التكفير واللعنة) ( [٥٢٤] ).
[٣] - وكذا من نسب عائشة رضي الله عنها إلى الفاحشة، فلا شك في كفره، ومن شك في كفره فهو كافر.
قال القاضي أبو يعلى: (من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم) ( [٥٢٥] ).
وقد نقل القاضي أبو يعلى قول الإمام مالك بن أنس رحمه الله: (من سب أبا بكر جلد، ومن سب عائشة قتل. قيل له: لم؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن: لأن الله تعالى قال: (( يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ )) [النور:١٧] )( [٥٢٦] ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من نسب عائشة رضي الله عنها وعن أبيها إلى الفاحشة، وقد نزل القرآن ببراءتها فهو كافر؛ لأن هذا وأمثاله لا يمكن إنكاره إلا بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو إنكار التواتر..) ( [٥٢٧] ).
وقال العلامة ابن عابدين الحنفي: (نعم، لا شك في تكفير من قذف السيدة عائشة رضي الله عنها، أو أنكر صحبة الصديق) ( [٥٢٨] ).
ويتلخّص مما تقدم: أن قول من قال بعدم تكفير من سب الصحابة ليس على إطلاقه، إذ أن من سب الصحابة بنسبتهم إلى الارتداد والكفر، أو سبّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقذفها، ونسبتها إلى الفاحشة، فهذا لا خلاف في كفره بإجماع أهل السنة والجماعة.
وبهذا يتضح معتقد أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم يعتبرونهم أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين، وينزلونهم المنزلة التي أنزلهم الله تعالى، وأنزلهم رسوله عليه الصلاة والسلام إياها.
الفصل الثاني: موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة بإيجاز:
لم توافق فرق الشيعة أهل السنة والجماعة في معتقدهم في الصحابة رضي الله عنهم، ولم يستدلوا بما استدلوا به على معتقدهم من نصوص الكتاب والسنة والإجماع، وإنما كان عمدتهم في هذا المعتقد أقوال مزينة مزخرفة يحسبها الظمآن ماء حتى إذا جاءها لم يجدها شيئاً، وهذه الأقوال تارةً يتقولونها من عند أنفسهم، وتارةً ينسبونها إلى بعض آل البيت الذين هم برآء من أي تنقص للصحابة فضلاً عن أن يصدر منهم أي طعن أو شتم في حقهم، وهم في ذلك متبعون لقول الله تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:١٠] .
ولبيان موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة بإيجاز قسّمت هذا الفصل إلى مبحثين.
المبحث الأول: التعريف المختار للشيعة، وبيان أشهر فرقها المعاصرة:
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: التعريف المختار للشيعة:
[١] - معنى الشيعة في اللغة:
تطلق كلمة "شيعة" في اللغة، ويراد بها عدة معان، منها: الاتباع، والأنصار، والأعوان، والخاصّة.
فإذا قيل: هؤلاء شيعة فلان: قصد بها أحد هذه المعاني، أو كلها، أو بعضها.
قال صاحب القاموس المحيط: (شيعة الرجل: أتباعه وانصاره. وتطلق على الفرقة الواحدة، ويقع على الواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث) ( [٥٢٩] ).
وقال صاحب الصحاح: (شيعة الرجل: أتباعه وأنصاره. يقال: شايعه، كما يقال: والاه من ولاه من الوليّ.. وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيع، وقوله تعالى: (( كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ )) [سبأ:٥٤] أي بأمثالهم من الشيع الماضية قال ذو الرمة:
استحدث الركب عن أشياعهم خبر أم راجع القلب من أطرابه طرب
يعني: عن أصحابهم...)( [٥٣٠] ).
[٢] - تعريف الشيعة في الاصطلاح:
اختلف العلماء في تعريف الشيعة اصطلاحاً:
- فقال بعضهم: (قد غلب هذا الاسم على كل من يتولى علياً وأهل بيته اسماً خاصاً) ( [٥٣١] ).
وهذا القول غير سديد؛ لأن أهل السنة والجماعة يتولون علياً رضي الله عنه وأهل بيته، وليسوا من الشيعة.
- وقال قوم - منهم الشهرستاني: (الشيعة هم الذين شايعوا علياً رضي الله عنه على الخصوص، وقالوا بإمامتهوخلافته نصاً ووصية، إما جلياً، وإما خفياً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقية من عنده...) ( [٥٣٢] ).
وهذا التعريف لا يسلّم على إطلاقه أيضاً؛ لأن الزيدية -وهم من الشيعة - يرون صحة إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما -كما سيأتي-.
- وقيل( [٥٣٣] ): (بل الشيعة: هم الذين فضلوا علياً على عثمان رضي الله عنهما، حتى يقال: فلان عثماني، وفلان شيعة لعلي) .
وهذا فاسد أيضاً؛ إذ أنه غير جامع لجميع أفراد الشيعة؛ فإنه لا يشمل مثل كثير عزة إذ يقول:
المطلب الثاني: ذكر أشهر فرق الشيعة المعاصرة:
أشهر فرق الشيعة المعاصرة: ثلاث: الزيدية، والإسماعيلية، والإثنا عشرية.
- أما الزيدية: فهم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم( [٥٣٧] ).
- وأما الإسماعيلية: فهم الذين ساقوا الإمامة في علي بن أبي طالب، وابنه الحسن، ثم جعلوها في ذرية الحسين، وساقوها في أولاده إلى إسماعيل بن جعفر الصادق؛ فاتفقوا مع الإثني عشرية في سوق الإمامة في ذرية الحسين إلى جعفر الصادق، وخالفوهم بزعمهم أن الإمامة صارت من جعفر إلى ابنه إسماعيل، ومنهم من قال بإمامة محمد بن إسماعيل، وهذا مذهب الإسماعيلية من الباطنية( [٥٣٨] ).
- وأما الإثنا عشرية: فهم الذين ساقوا الإمامة في علي وابنه الحسن، ثم في ذرية الحسين بن علي؛ فقالوا: الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم من بعده ابنه الحسن بن علي -الملقب بالزكي-، ومن بعده أخوه الحسين بن علي الشهيد، ثم علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي أبو جعفر الباقر، ثم جعفر بن محمد أبو عبد الله الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم، وبعده ولده علي الرضا، ثم بعده محمد بن علي -الملقب بالتقي الجواد -، ثم بعده علي بن محمد النقي، وبعده الحسن العسكري، ثم ابنه محمد -مهدي الشيعة المنتظر، والملقب عندهم بالقائم -، وهو إمامهم الثاني عشر( [٥٣٩] ). فسمّوا إثني عشرية بسبب ذلك( [٥٤٠] ).
ويقال لهم: القطعية أيضاً؛ وذلك لأنهم قطعوا بموت موسى الكاظم بن جعفر الصادق( [٥٤١] ).
فهذه أشهر فرق الشيعة المعاصرة.
أما عن بيان موقفهم من الصحابة: فقد أفردت لذلك المبحث الآتي-:
المبحث الثاني: بيان موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة:
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: موقف فرقة الزيدية من الصحابة رضي الله عنهم::
أجمع أئمة الزيدية على تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، أو النيل منهم، أو انتقاصهم.
قال يحيى بن الحسين بن محمد بن القاسم الزيدي (ت ١٠٩٠هـ) . في رسالته الموسومة بـ "الإيضاح بما خفي من الاتفاق على تعظيم الصحابة" بعد ما حكى أقوال الأئمة من أهل البيت: (وإذا تقرر ما ذكرنا، وعرفت أقوال الأئمة الهداة: علم من ذلك بالضرورة التي لا تنتفي بشك ولا شبهة إجماع أئمة الزيدية على تحريم سب الصحابة لتواتر ذلك عنهم، والعلم به. فما خالف ما علم ضرورة لا يعمل به..) ( [٥٤٢] ).
وقال محمد بن علي الشوكاني (ت ١٢٥٠هـ) في رسالته الموسومة بـ "إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي" بعدما نقل إجماع أهل البيت من أئمة الزيدية وغيرهم على تحريم سب الصحابة من ثلاثة عشر طريقاً: (فهذه طرق متضمنة لإجماع أهل البيت من أئمة الزيدية ومن غيرهم- كما في بعض الطرق-، والناقل لهذا الإجماع من أسلفنا ذكره من أكابر أئمتهم...-إلى أن قال: -فهذه كتبهم قد ملأت الأرض، وأتباعهم على ظهر البسيطة أحياء، وقد اتفقت كلمة متقدميهم ومتأخريهم على أن من سب الصحابة مبتدع) ( [٥٤٣] ).
وقال في موضع آخر: (قد ثبت إجماع الأئمة من أهل البيت على تحريم سب الصحابة، وتحريم التكفير والتفسيق لأحد منهم..) ( [٥٤٤] ).
ولكن: رغم إجماعهم على تحريم سب الصحابة، إلا إنهم اختلفوا في الترضي والترحم على الصحابة بين متوقف، ومترض؛ فمذهب المتقدمين منهم: الترضي عن الصحابة رضي الله عنهم والترحم عليهم، وتبعهم على ذلك بعض المتأخرين.
ومذهب بعض المتأخرين: التوقف في الترضي عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم( [٥٤٥] ).
هذا مع اتفاق الجميع على تحريم سبّهم رضي الله تعالى عنهم؛ قال يحيى بن الحسين بن محمد بن القاسم الزيدي في كتابه "الإيضاح بما خفي من الاتفاق على تعظيم الصحابة" بعد أن ذكر مذاهب أئمة أهل البيت في الترضي عن الصحابة والتوقف عن ذلك: (يكفي في ذلك القول الجلي: بأن أئمة أهل البيت كافة بين متوقف ومترض، لا يرى أحد منهم السب للصحابة أصلاً، يعرف ذلك من عرف) ( [٥٤٦] ).
هذا بالنسبة لما وقفت عليه من كلام أئمة الزيدية. أما أتباع الأئمة: فقد ذكر علماء الفرق -عند أهل السنة - أنهم طوائف يجمعهم القول: بأن الإمامة في أولاد فاطمة رضي الله عنها؛ سواءً أكانوا من أولاد الحسن، أم من أولاد الحسين، فكل فاطمي، عالم، شجاع، سخي، خرج بالإمامة جاز أن يكون إماماً واجب الطاعة]( [٥٤٧] ).
وقد اتفقوا على أفضلية علي رضي الله عنه على باقي الصحابة، ولكنهم- عدا الجارودية منهم - أجازوا إمامة المفضول مع وجود من هو أفضل منه؛ لذلك صحّحوا خلافة الشيخين رضي الله عنهما، ولم يعلنوا البراءة منهما]( [٥٤٨] ).
أما طوائف الزيدية: فهي ثلاث: الجارودية، والسليمانية، والصالحية.
أما الجارودية:
فهم أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني. قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: (متروك الحديث) ، وضعّفه جداً. وقال الإمام يحيى بن معين: (كذاب عدو الله) ، ليس يسوى فلسا. وقال الإمام البخاري: (يتكلمون فيه) . وقال النسائي (متروك) . وقال ابن حبان: كان رافضياً يضع الحديث في مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.( [٥٤٩] ).
وقد ذمّه أبو جعفر الباقر -الإمام الخامس عند الإثني عشرية -، وسمّاه سُرحوباً- فُسر بأنه شيطان( [٥٥٠] ).
أما عن معتقد أبي الجارود وأتباعه في الصحابة: فإنهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على علي بن أبي طالب بالوصف، لا بالحكم، فكان هو الإمام من بعده.
وزعموا أن الصحابة رضي الله عنهم كفروا بتركهم بيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه( [٥٥١] ).
أما السليمانية:
فهم أتباع سليمان بن جرير الزيدي.
ومعتقدهم في الصحابة رضي الله عنهم: أنهم تركوا الأصلح بتركهم مبايعة علي؛ لأنه أولاهم بذلك، وكان ذلك خطأ، ولكنه لا يوجب كفراً ولا فسقاً، وإنما هو خطأ اجتهادي. وقد أثبتوا إمامة الشيخين رضي الله عنهما، وكان سليمان بن جرير يكفر عثمان رضي الله عنه بسبب الأحداث التي أحدثها -على حد زعمه-، ويكفر عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم لإقدامهم على قتال علي بن أبي طالب( [٥٥٢] ).
وأما الصالحية:
فهم أتباع الحسن بن صالح بن حي( [٥٥٣] ).
ومعتقدهم في الصحابة أنهم أخطؤوا حين بايعوا أبا بكر وعمر مع وجود من هو أفضل منهما- يعنون علياً -، ولكن خطأهم هذا اجتهادي لا يكفر، ولا يفسق. وقد صححّوا إمامة الشيخين رضي الله عنهما، وتوقفوا في أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم يقدموا على ذمه، ولا على مدحه، وقالوا: (إذا سمعناالأخبار الواردة في حقه، وكونه من العشرة المبشرين بالجنة، قلنا: يجب أن يحكم بصحة إسلامه وإيمانه وكونه من أهل الجنة. وإذا رأينا استهتاره بتربية بني أمية وبني مروان، وأنه أتى أموراً لم يكن عليها نهج الصحابة، قلنا: يجب أن يحكم بكفره. فتحيرنا في أمره، وتوقفنا في حاله ووكلناه إلى أحكم الحاكمين) ( [٥٥٤] )
هذا بالنسبة لما ذكره علماء الفرق من معتقدات للزيدية -بطوائفها الثلاث- في الصحابة رضي الله عنهم.
وقد اطلعت على عدة كتب لعلماء زيديّين وجدتهم فيها يلعنون معاوية رضي الله عنه كلما ذكروا اسمه؛ فكلما تطرق كلامهم إلى معاوية رضي الله عنه كتبوا بجوار اسمه: (لعنه الله) ( [٥٥٥] )، بل إن بعضهم ألّف كتاباً في مثالب معاوية رضي الله عنه، ودعى الناس فيه إلى سبّه ولعنه والتبرؤ منه( [٥٥٦] ).
وهذا يدل على سوء طوية، وفساد سريرة -والعياذ بالله تعالى-.
المطلب الثاني: معتقد الإسماعيلية في الصحابة:
لم أجد أحداً من علماء الفرق -عند أهل السنة والجماعة - تعرض لموقف فرقة الإسماعيلية من الصحابة، بالرغم من وفرة كتبهم، وامتلائها بالمطاعن العديدة الموجهة إلى الصحابة عموماً، وإلى كبارهم على وجه الخصوص.
وقد رجعت إلى العديد من مصادر الإسماعيلية القديمة، ومراجعهم الحديثة، واستخلصت منها معتقد الإسماعيلية في الصحابة رضي الله عنهم، وخرجت بعد ذلك بنتيجة هي: أن معتقد الإسماعيلية في الصحابة هو عين معتقد الإثني عشرية فيهم، ولا تكاد تلمح أدنى تفاوت بينهما.
[١] - فبالنسبة لموقفهم من الصحابة عموماً:
نجدهم يعتقدون -كاعتقاد الإثني عشرية - أن الصحابة رضي الله عنهم ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم مبايعتهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخلافة. وأن أكثر الصحابة كانوا منافقين( [٥٥٧] ).
قال الحامدي الإسماعيلي: (من الصحابة من أقروا بنبوة النبي وخالفوا علياً، فلم ينفعهم إقرارهم بالرسول) ( [٥٥٨] ).
وقال مصطفى غالب -الإسماعيلي المعاصر-: (الرسول كان يعلم علم اليقين بما تنطوي عليه نفوس بعض من يلتفون حوله من الصحابة والمهاجرين والأنصار، لذلك فضّل أن تبقى الولاية، أو بالأحرى الخلافة من بعده غير معلنة رسمياً. وبصراحة: خشية أن يؤدّي هذا الإعلان إلى الخلاف والانشقاقوبعثرة الصفوف... لما كانوا يبطنونه من النية السيئة، والنفاق والتدليس، وعدم الولاء الكامل للرسالة الإسلامية التي يجسدها...) ( [٥٥٩] ).
[٢] - وبالنسبة لموقفهم من كبار الصحابة على وجه الخصوص: فإنه كموقف الإثني عشرية منهم؛ يبغضونهم، ويوجهون إليهم العديد من المطاعن والتُّهم.
- (موقفهم من الصديق) : فهم يزعمون أن أبا بكر رضي الله عنه- بالتعاون مع بقية الصحابة- غصب الخلافة من صاحبها الشرعي؛ علي بن أبي طالب( [٥٦٠] ).
ويزعمون أيضاً أنه غصب (فدكا) من فاطمة رضي الله عنها، وضربها، وأهانها( [٥٦١] ).
لذلك فهم يزعمون أن الصديق رضي الله عنه كان كافراً( [٥٦٢] ).
وأن قوله تعالى: (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا )) [الفرقان:٢٧-٢٩] ، نزل فيه بسبب غصبه للخلافة- على حد زعمهم-؛ قال جعفر بن منصور اليمن: (وكان الشيطان للإنسان) : أي عمر لأبي بكر.( [٥٦٣] ).
- (موقفهم من عمر) : وأما بالنسبة لموقفهم من عمر فهو شبيه بموقفهم من أبي بكر:
فإنهم يزعمون أن عمر شيطان( [٥٦٤] )- وهو كزعم الإثني عشرية كما سيأتي-.
ويتبرؤون منه ومن أبي بكر ويلعنونهما( [٥٦٥] )، ويزعمون أن القائم يصلبهما في الرجعة( [٥٦٦] )-، بعد نبش قبريهما، وإخراجهما- ويجلد كل واحد منهما مائة جلدة( [٥٦٧] ).
- (موقفهم من أبي بكر وعمر وعثمان) : وأما بالنسبة لموقفهم من الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؛ فإنهم يعتبرونهم غاصبين للخلافة من صاحبها الشرعي( [٥٦٨] )، ويزعمون أنهم المعنيون بقوله تعالى: (( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )) [البقرة:١٩٧] ،( [٥٦٩] ). وأنهم فرعون وهامان وقارون( [٥٧٠] ).
(موقفهم من بقية الصحابة): أما موقفهم من بقية الصحابة فهو مشابه تماماً لموقف الإثني عشرية؛ فإنهم يطعنون في العشرة المبشرين بالجنة- عدا علي -، وفي أمهات المؤمنين، وفي غيرهم من كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وهذا يدل على أن مورد كلتا الطائفتين واحد. وقد أشار إلى ذلك المجلسي -شيخ الدولة الصفوية- في معرض ثنائه على كتاب دعائم الإسلام -وهو كتاب إسماعيلي يحتوي على مطاعن عديدة وجهها الإسماعيلية إلى الصحابة-، فقال بعد أن ذكر مؤلفه القاضي النعمان بن محمد المغربي، وأثنى عليه ثناء كثيراً: (وأخبار هذا الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة...) ( [٥٧١] ).
وهناك مطاعن أخرى كثيرة وجهها الإسماعيلية إلى العديد من الصحابة أعرضت عنها ولم أذكرها، خشية أن يطول المقام.
المطلب الثالث: معتقد الشيعة الإثني عشرية في الصحابة:
وهو موضوع هذا الكتاب.
ويتلخص موقفهم من الصحابة بأنهم طعنوا فيهم عموماً؛ فنسبوهم جميعاً- عدا نفر يسير منهم- إلى الكفر والنفاق والارتداد، وجرحوهم، ونسبوا إليهم تعمد الكذب، وتحريف كتاب الله تعالى، وسلقوا ساداتهم بألسنة حداد، وحاولوا إلصاق العديد من التهم بهم، فلم يراعوا فيهم صدق صحبتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، ولم يرقبوا فيهم إلاًّ ولا ذمّة. وليست هذه الأقوال تجنياً عليهم، وما سيأتي في ثنايا هذه الأطروحة من حقائق منقولة من كتبهم مباشرة يدل على صدق هذه المقالة.
الباب الأول: موقف الشيعة الإثنا عشرية من الصحابة عموماً:
ويشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأول:
دعوى الشيعة الإثني عشرية ارتداد الصحابة.
الفصل الثاني:
موقف الشيعة الإثني عشرية من عدالة الصحابة.
الفصل الثالث:
دعوى الشيعة الإثني عشرية تحريف الصحابة للقرآن الكريم.
(الباب الأول)
موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة عموماً:
إن المتأمل لنصوص الكتاب والسنة، والمتتبع لسيرة الصحابة رضوان الله عليهم، لا يرتاب في سمو منزلتهم، ورفعة شأنهم، فقد هداهم الله تعالى إلى الإسلام، وتلقوْه عذباً زلالاً، وسائغاً فراتاً من مشكاة النبوة، وخالط بشاشة قلوبهم فانعقد بها، فأخلصوا لدينهم في السر والعلانية، وبذلوا في سبيله المهج والأرواح، والغالي والنفيس، فشادوا بنيانه، وأكملوا صرحه، وفتحوا البلاد، وهَدُوا العباد، فكانوا بذلك أهلاً لرضوان الله ومحبته، وكانوا خير أمة أخرجت للناس، وخير القرون.
وقد عرف الناس لهم حقهم، وحفظوا وصية رسولهم بهم، فأحبوهم بحبهم لرسولهم صلى الله عليه وسلم.
إلا أن الشيعة أشرعت سهامها في وجه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمدت إلى تشويه سيرتهم، وتسويد صحائفهم البيضاء النقية، واتهامهم بالنفاق والخيانة والكذب، وتكفيرهم صراحة بما فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وبقية العشرة الذين بشرهم رسول الله بالجنة ومات وهو عنهم راض.
ولا ريب أن هذا الصنيع من الشيعة يعد مخالفة لكتاب الله الذي أثنى الله فيه على الصحابة وصرح برضاه عنهم، ومخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بأصحابه خيراً، ونهى عن بغضهم وسبهم..
ولبيان موقف الشيعة من الصحابة عموماً قسمت هذا الباب إلى عدة فصول...
الفصل الأول: دعوا الشيعة الإثني عشرية ارتداد الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يعتقد الشيعة الإثنا عشرية أن الصحابة رضي الله عنهم ارتدوا جميعاً على أدبارهم القهقرى إلا نفراً يسيراً منهم اختلف في عددهم، والراجح عندهم أنهم ثلاثة.
ويزعمون أن هذا المعتقد جاءت به الروايات المعتبرة المتصلة الأسانيد عندهم( [٥٧٢] ).
وعلى هذا المعتقد في الصحابة قول الإثني عشرية بأسرهم، بله فرق الإمامية جميعاً والجارودية من الزيدية( [٥٧٣] ).
فهذا المفيد -وهو من كبار علمائهم- يخاطب الجارودية موضحاً لهم أن اعتقاد الإمامية ارتداد الصحابة تعتبره جميع الناصبة -يعني أهل السنة - بدعاً في المقال يقارب الردة عن الإسلام، فيقول بعد أن يشير إلى ارتداد الصحابة: (هذا مع ما بيناه لكم من قولنا في القوم وأوضحنا عن معناهما لا يمكننا وإياكم مثله في المتقدمين على أمير المؤمنين (ع) ومن اتبعهم في الضلال، وهو عند جميع الناصبة بدع في المقال يقارب الردة عن الإسلام.( [٥٧٤] ).
وهذا التستري ينقل اعتقاد الإمامية في ذلك ويقول: (كما جاء موسى (ع) للهداية وهدى خلقاً كثيراً من بني إسرائيل وغيرهم فارتدوا في أيام حياته ولم يبق فيهم أحد على إيمانه سوى هارون (ع) ، كذلك جاء محمد صلى الله عليه وآله وهدى خلقاً كثيراً لكنهم بعد وفاته ارتدوا على أعقابهم)( [٥٧٥] ).
أما النوري الطبرسي فقد صرح بـ(أنهم معاشر الإمامية يرون أن جميع الصحابة ارتدوا إلا القليل منهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)( [٥٧٦] ).
قال الإسفرائيني( [٥٧٧] )، بعد سرده لفرق الإمامية وكلامه على بعض معتقداتهم: (واعلم أن جميع من ذكرناه من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة) ( [٥٧٨] ).
وبهذا تتضح لنا عقيدة الإثني عشرية في كفر الصحابة وارتدادهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما الأدلة التي استندوا إليها في هذه الدعوى فمتنوعة، من الكتاب والسنة وأقوال أئمتهم المعصومين عندهم-، وغير ذلك.
وبتقسيم هذا الفصل إلى مباحث يتضح المطلوب.
المبحث الأول: أدلتهم من القرآن الكريم:
إن المتتبع لتفاسير الشيعة يجد أنهم يتعسفون في تأويل الآيات، ويبعدون النجعة في فهمها، وينزلونها على آرائهم، ويلوون أعناقها بسلبهم لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
والمتأمل للأدلة التي استندوا إليها في هذا الباب يدرك سريعاً أنهم عمدوا إلى آيات نزلت في المشركين والمنافقين واستدلوا بها على نفاق الصحابة الكرام وارتدادهم.
ومن هذه الآيات:
[١] - قوله تعالى: (( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )) [البقرة:٢٥٣] .
فقد استدلوا بهذه الآية على أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
روى الكليني والعياشي بإسنادهما إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر في قصة بيعة أبي بكر رضي الله عنه، وفيها قول أبي جعفر: (أليس الله قد أخبر عن الذين قبلهم من الأمم أنهم اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات -واستشهد بهذه الآية، ثم قال: وفي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر) ( [٥٧٩] ).
وقد استدل حيدر الآملي بهذه الآية على أن الأمة تنقسم بعد النبي قسمين: قسماً مؤمناً وآخر كافراً، وأن القسم الذي لا يرضى بما قرره الرسول ويخرج عن طاعته هم المشركون( [٥٨٠] ).
المناقشة:
من عادة الإثني عشرية أن يتمسكوا بأي دليل يرون أنه يقوي مذهبهم ولو كان هذا الدليل لا صلة له في الحقيقة بما ذهبوا إليه؛ فليس المراد بهذه الآية أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم رضي الله عنهم لم يقتتلوا إثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا في خلافة أبي بكر ولا في خلافة عمر ولا في خلافة عثمان، بل إن عثمان رضي الله عنه طلب منهم أن يكفوا أيديهم ولا يدفعوا عنه الذين حرضهم ابن سبأ على قتله حتى لا تراق قطرة دم، وإنما وقع القتال في خلافة علي رضي الله عنه بين بعض الصحابة مع اعتزال البعض الآخر، ولم يكن القتال -بحمد الله- لاختلافهم في قاعدة من قواعد الإسلام، فهم كانوا متفقين على جميعها لم يحصل خلاف بينهم لأجلها، وإنما كان القتال قتال فتنة ليس بواجب ولا مستحب، وكان ترك القتال خيراً للطائفتين، وهذا هو قول جمهور أهل السنة من الصحابة والتابعين كما صرح بذلكشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله( [٥٨١] ).
وقد خالف الطبرسي الإمامية -وهو منهم- في تفسير هذه الآية فقال: (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ )) [البقرة:٢٥٣] ؛ من بعد موسى وعيسى( [٥٨٢] ) ثم قال: وأتى بلفظ الجمع لأن ذكرهما يغني عن ذكر المتبعين لهما، كما يقال: خرج الأمير فنَكَوْا في العدو نِكايةً عظيمةً.( [٥٨٣] ).
ولا ريب أن هذا القولَ تقيةٌ منه، فإن طريقته في تفسيره تعمد على مداراة أهل السنة ومماشاتهم -كما صرح الشيعة أنفسهم بذلك-( [٥٨٤] ).
[٢] - قوله تعالى: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )) [آل عمران:١٤٤] .
وقد استدلوا بهذه الآية أيضاً على ارتداد الصحابة؛ فقد روى الطبرسي بسنده إلى أبي جعفر أنه ذكر قصة غدير خم، وذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة في يوم الغدير محذراً لهم من نقض بيعة علي: «معاشر الناس أنذركم إني رسول الله إليكم، قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أوقتلت انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين، ألا وإن علياً هو الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه»( [٥٨٥] ).
وفي خطبة الوسيلة المنسوبة لعلي رضي الله عنه استدل علي نفسه -كما زعم الشيعة بهذه الآية على نكوص الصحابة على الأدبار، ورجوعهم على الأعقاب إثر موت رسول الله صلى الله عليه وسلم( [٥٨٦] )، حيث يقول فيها: حق تأويلها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم( [٥٨٧] ).
وقد استدل أبو جعفر الباقر بهذه الآية على ارتداد الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثلاثة الذين بقوا على ولائهم لعلي( [٥٨٨] ) كما نسب الشيعة ذلك إليه-.
وزعموا أن ابن عباس فسر هذه الآية فقال: (( الشاكرين) علي بن أبي طالب والمرتدين على أعقابهم: الذين ارتدوا عنه)( [٥٨٩] ).
المناقشة:
هذه الآية من جملة الآيات التي نزلت بعد غزوة أحد - وهذا أمر لا ينكره الإثنا عشرية( [٥٩٠] ). ولسبب نزولها قصة ملخصها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصيب يوم أحد، وأذاع المشركون أنه قتل، فدب الوهن والضعف إلى بعض الصحابة، وتقاعسوا عن القتال فقال الله محذراً من حصل له ضعف منهم، ومعاتباً لهم على ما كان منهم من الهلع والجزع حين قيل لهم بأحد: إن محمداً قتل، ومبيناً قبح انصراف من انصرف منهم عن عدوهم وانهزامه عنه: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )) [آل عمران:١٤٤] أي: لا ينبغي أن تجعلوا خلوّ الرسل قبله سبباً لانقلابكم على أعقابكم بعد موته أو قتله، بل اجعلوه سبباً للتمسك بدينه( [٥٩١] ).
أما دعوى الإثني عشرية أن هذه الآية صريحة في ارتداد الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهي مجرد دعوى بلا برهان؛ إذ كيف يصح أن يُبقي الصحابة هذه الآية في القرآن، مع ادعاء الشيعة الإثني عشرية - إلاّ من شذّ منهم- أن الصحابة حذفوا من القرآن الآيات التي تتحدث عن مثالبهم، بل إنهم يروون في كتبهم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قرأ هذه الآية لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام الملأ من الناس( [٥٩٢] )، ويحرضهم على الثبات وعدم الارتداد.
أما ما نسبوه إلى ابن عباس رضي الله عنهما من أنه فسر (الشاكرين) بـ(علي بن أبي طالب)، والمرتدين على أعقابهم: الذين ارتدوا عنه، فغير صحيح، بل الصحيح في تفسيرها ما قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (( الشاكرين): الثابتين على دينهم أبا بكر وأصحابه) فكان علي رضي الله عنه يقول: (كان أبو بكر أمين الشاكرين، وأمين أحباء الله، وكان أشكرهم وأحبهم إلى الله) ( [٥٩٣] ).
[٣] - قوله تعالى: (( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً )) [النساء:٤١] . انفرد الكاشاني عن باقي الشيعة بالاستدلال بهذه الآية على ارتداد الصحابة، فقال في تفسيرها: (إن النبي يشهد على الأمة والصحابة بارتدادها واعتدائها على أهل بيته) ( [٥٩٤] ).
وقال في موضع آخر: (يشهد على منافقي قومه وأمته وكفّارهم بإلحادهم وعنادهم ونقضهم عهده، وتغييرهم سنته، واعتدائهم على أهل بيته، وانقلابهم على أعقابهم، وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لأنبيائها، فيقولون بأجمعهم: ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين) ( [٥٩٥] ).
ولا ريب أن دعواه أن هذه الآية تدل على ارتداد الصحابة مجانب للصواب؛ فإن هذه الآية عامة في شهادته صلى الله عليه وسلم على جميع أمته بأنه قد بلغهم ما أرسله الله بهإليهم( [٥٩٦] ) وليس فيها ما يدل على ما زعمه.
[٤] - قول الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً )) [النساء:١٥٠-١٥١] .
تفرد القمي في الاستدلال بهذه الآية على ارتداد الصحابة فقال: (هم الذين أقروا برسول الله صلى الله عليه وآله وأنكروا أمير المؤمنين) ( [٥٩٧] ).
وهاتان الآيتان نزلتا في شأن اليهود والنصارى؛ فاليهود آمنوا بموسى عليه السلام ومن تقدمه من الأنبياء، وكذبوا بعيسى ومحمد عليهما السلام، والنصارى صدقوا بعيسى عليه السلام ومن تقدمه من الأنبياء، وكذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم( [٥٩٨] ).
[٥] - قوله سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ.. )) [المائدة:٥٤] .
قال القمي في تفسيرها: (هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهمحقهم وارتدوا عن دين الله) ( [٥٩٩] ).
المناقشة:
أشارت هذه الآية إلى الذين ارتدوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كالأسود العنسي وقومه، ومسيلمة الكذاب وقومه، وطليحة بن خويلد وقومه( [٦٠٠] )، وإلى الذين ارتدوا بعد وفاته من عامة العرب إلا أهل المدينة ومكة وقبيلة عبد القيس من البحرين.
وليس الأمر ما ذهب إليه القمي في تفسيره، فإن الصحابة الكرام -وعلى رأسهم الصديق أبو بكر رضي الله عنه الذين زعم الإثنا عشرية أنهم ارتدوا هم الذين قاتلوا هؤلاء المرتدين كما ذكر ذلك كبار علماء الإثني عشرية( [٦٠١] ).
وهذا أمر ثابت ومشهور، ولهذا قال جمهور المفسرين: إن أبا بكر ومن معه هم المعنيون بقول الله تعالى: (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ... )) [المائدة:٥٤] ، بل لقد أقسم الحسن البصري وهو من كبار شيعة علي -على حد زعم الشيعة( [٦٠٢] ).- أنالمعني بها أبو بكر وأصحابه( [٦٠٣] )، وبمثل قوله قال أبو السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه( [٦٠٤] )، وهو مروي عن جماعة من المفسرين( [٦٠٥] ).
وقيل: إن المعني بها قوم أبي موسى الأشعري، ودليل ذلك ما روي عن رسول الله من إيمائه إلى أبي موسى وقوله: «هم قوم هذا» لما نزلت هذه الآية( [٦٠٦] ).- وقد تابع الطبرسي الشيعي أهل السنة في ذكر هذه الأقوال( [٦٠٧] ).
أما قول الإمامية: إن المراد علي وشيعته مستدلين بقول الثعلبي في تفسيره: إنما نزلت في علي( [٦٠٨] ). فقد رد عليه ابن تيمية رحمه الله بقوله: (إن هذا كذب على الثعلبي؛ فإنه قال في تفسير هذه الآية: قال علي وقتادة والحسن: إنهم أبو بكر وأصحابه، وقال مجاهد: هم أهل اليمن) ( [٦٠٩] ).
وقول الشيعة مجرد عن الدليل، فيجب عدم قبوله، خاصة لتعارضه مع ما هو أشهر منه.
[٦] - قوله تعالى: (( وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )) [المائدة:٧١] .
روى القمي والعياشي بسندهما إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قوله في تفسير هذه الآية: (نزلت في الصحابة حيث كان رسول الله بين أظهرهم، ثم عموا وصموا حيث قبض رسول اللهثم تاب الله عليهم حيث قام أمير المؤمنين (ع) قال: ثم عموا وصموا إلى الساعة)( [٦١٠] ).
المناقشة:
هذه الآية والتي قبلها( [٦١١] ). إخبار من الله عن حال بني إسرائيل مع أنبيائهم من تكذيبهم أو قتلهم، ومن كونهم عموا عن الحق وصموا فلا يسمعون حقاً ولا يهتدون إليه، وعلى هذا إجماع مفسري أهل السنة( [٦١٢] )، وقد تبعهم الطبرسي الشيعي على عادته في مماشاتهم تقية( [٦١٣] ).
[٧] - قوله تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ )) [الأنعام:٨٩] .
قال القمي في تفسيره هذه الآية: (قوله (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ) يعني أصحابه وقريش ومن أنكروا بيعة أمير المؤمنين عليه السلام)( [٦١٤] ).
المناقشة:
إن في هذه الآية تزكية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيها ذم كما زعم الشيعة؛ فإن الله ذكر الكفار الذين جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر في مقابلتهم أصحاب رسول الله الذين لم يكفروا وليسوا بها بكافرين، وبهذا قال المفسرون من أهل السنة( [٦١٥] )، وتبعهم الطبرسي الشيعي على عادته( [٦١٦] ).
[٨] - قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ )) [الأنعام:١٥٩] .
روى القمي والعياشي بسندهما إلى جعفر الصادق في تفسير هذه الآية، قال: (فارقوا القوم والله دينهم- وفي رواية- قال: كان علي يقرؤها: (فارقوا دينهم وكانوا شيعاً) ( [٦١٧] )، ثم قال: (فارق والله القوم دينهم) ( [٦١٨] ).
المناقشة:
المعني بهذه الآية هم اليهود والنصارى لأنهم الذين فرقوا دينهم أو فارقوا دينهم- على كلتا القرائتين-؛ قال تعالى: (( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ )) [البينة:٤] ، وهذا قول جمهور مفسري أهل السنة( [٦١٩] ). وقيل: إن المراد بها أهل البدع وأهل الشبهات وأهل الضلالة من هذه الأمة( [٦٢٠] ).
وعلى كلا التفسيرين فالصحابة رضوان الله عليهم ليسوا المرادين بهذه الآية؛ فإنهم رضي الله عنهم لم يختلفوا في قاعدة من قواعد الإسلام، ولا في أصل من أصوله، وكانوا في ذلك كله مجتمعين متفقين.
[٩] - قوله تعالى: (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) [الأنفال:٢٥] .
روى العياشي بسنده إلى الصادق قوله في تفسير هذه الآية قال: (أصابت الناس فتنةٌ بعدما قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله حتى تركوا علياً عليه السلام وبايعوا غيره؛ وهي الفتنة التي فتنوا بها، وقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله باتباع علي عليه السلام والأوصياء من آل محمدصلوات الله عليهم) ( [٦٢١] ).
وروى الفضل بن الحسن الطبرسي بسنده إلى ابن عباس أنه لما نزلت هذه الآية قال النبي: «من ظلم علياً مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي»( [٦٢٢] ).
المناقشة:
إن ما نقلوه عن جعفر الصادق لا يمت إلى الصدق بصلة؛ فإنه قد كُذب عليه رحمه الله أكثر مما كذب على غيره، ومن ذلك هذا النقل عنه إذ لا يدل على صحته كتاب ولا سنة، بل لقد خالفه بعض مفسري الشيعة الإثني عشرية، وزعموا أن هذه الآية نزلت في طلحة والزبير لما حاربوا أمير المؤمنين (ع) وظلموه -على حد قولهم-( [٦٢٣] ).
أما أهل السنة فقد رجحوا في تفسيرها أنها تحذير من الله لعباده المؤمنين بألا يقُروا المنكر بين أظهرهم حتى لا يعمهم الله بالعذاب فيصيب الظالم وغيره( [٦٢٤] ).
وقيل: إنها تنطبق على علي وعثمان وطلحة والزبير رضي الله عنهم( [٦٢٥] )؛ فإن عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم طلبوا قتلة عثمان الذين كانوا تحيزوا إلى علي، وهم يعلمون أن براءة علي من دم عثمان كبراءتهم وأعظم، لكن القتلة كانوا قد أووا إليه، فطلبوا قتل القتلة، ولكن كانوا عاجزين عن ذلك هم وعلي؛ لأن القوم كانت لهم قبائل يذبون عنهم، والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء، فصار الأكابر رضي الله عنهم عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها، وهذا شأن الفتن كما قال تعالى: (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )) [الأنفال:٢٥] وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله،( [٦٢٦] ). فإن الظالم يظلم فيبتلى الناس بفتنة تصيب من لم يظلم فيعجز عن ردها حينئذ. فامتنع على كلا التفسيرين ما ذهب إليه الشيعة الإثنا عشرية من استدلالهم بهذه الآية على ارتداد الصحابة.
أما اتسدلالهم بحديث: «من ظلم علياً مقعدي هذا..» فباطل؛ إذ أن هذا الحديث لا أصل له ولا وجود له في كتب السنة، وهو يتعارض مع أصول الدين التي قررها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواتر نقلها عنه.
[١٠] - قوله تعالى: (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ )) [النحل:٨٨] .
قال القمي في تفسيرها: (كفروا بعد النبي صلى الله عليهوآله وصدوا عن أمير المؤمنين) ( [٦٢٧] ).
المناقشة:
أبان الله سبحانه في هذه الآية عن حال المشركين يوم القيامة وما ينتظرهم من العذاب الأليم نتيجة صدهم عن سبيل الله بإعراضهم عن دينه، وصدهم غيرهم عن اتباعه.
والآية عامة في المشركين بإجماع مفسري أهل السنة( [٦٢٨] ). وتبعهم الطبرسي الشيعي على ذلك( [٦٢٩] ).
[١١] - قوله تعالى: (( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ )) [سبأ:٢٠] . تعتبر هذه الآية من أشهر الأدلة القرآنية عند الشيعة الإثني عشرية على ارتداد الصحابة، وقد افتروا قصة في محاولة منهم لدعم رأيهم تبدأ فصولها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاتمتها بعد وفاته.
فقد روى سليم بن قيس الهلالي عن علي رضي الله عنه أنه سأل سلمان الفارسي: (هل تدري من أول من بايع أبا بكر على منبر رسول الله؟، ثم أخبره بأن الذي بايع أبا بكر أولاً هو إبليس، ثم روى له قصة حصلت يوم غدير خم حين نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إماماً من بعده بأمر الله، وأخبر أصحابه بأن علياً أولى بهم من أنفسهم، فحزن إبليس وخشي أن يتم الأمر لعلي، لكن الصحابة بامتناعهم عن مبايعة علي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمبايعتهم غيره بدلاً منه قد أزالوا هذا الحزن عنه، فخرج إلى أبالسته قائلاً لهم: (كيف رأيتموني صنعت بهم حين تركوا ما أمرهم الله به من طاعته وما أمرهم به رسوله؟. قال علي: وذلك قوله تعالى: (( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ )) [سبأ:٢٠)] ( [٦٣٠] ) .
وقد أسند الكليني هذه القصة إلى أبي جعفر، وفيها زيادة وهي قول أبي جعفر: (وكان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، والظن من إبليس، وذلك حين قالوا لرسول الله: إنه ينطق عن الهوى، فظن لهم إبليس ظناً، فصدقوا له) ( [٦٣١] ).
وأسند القمي هذه القصة إلى جعفر الصادق مع اختلاف في بعض الألفاظ( [٦٣٢] ).
المناقشة:
هذه الآية والتي قبلها إخبار من الله تعالى عن مملكة سبأ التي كانت قائمة باليمن يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرت بأنعم الله، فأبدلها الله بجنتيها جنتين ذواتي أكلخمط. وقد كان إبليس ظن فيهم ظناً غير يقين أنهم يتبعونه ويطيعونه في معصية الله فصدق الله ظنه عليهم بإغوائهم.
وقيل: ظن ببني آدم جميعاً حينما رأى ما ركب فيهم من الشهوة والغضب فصدق على كفرة بني آدم ظنه الذي ظن حين قال كما حكى الله عنه: (( ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ )) [الأعراف:١٧] . ظناً منه أنه يفعل ذلك لا علماً. وعلى هذا التفسير المتقدم جمهور مفسري أهل السنة( [٦٣٣] ).
[١٢] - قوله تعالى: (( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ )) [محمد:١] .
قال القمي في سبب نزول هذه الآية: (نزلت في الذين ارتدوا بعد رسول الله وغصبوا أهل بيته حقهم، وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام، وعن ولاية الأئمة عليهم السلام) ( [٦٣٤] ).
ثم أسند إلى أبي جعفر الباقر قصة خروج علي رضي الله عنه بعد بيعة أبي بكر رضي الله عنه إلى المسجد وقراءته لهذه الآية وقوله لابن عباس: (أتشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله أنه استخلف فلاناً؟ قال: ما سمعت رسول الله أوصى إلا إليك. قال: فهلا بايعتني؟ قال: اجتمع الناس عليه فكنت منهم، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كما اجتمع أهل العجل على العجل ها هنا فتنتم..) ( [٦٣٥] ).
المناقشة:
هذه الآية إخبار من الله عن الكفار الذين كفروا به وعبدوا معه غيره، وصدوا الناس عن دين الإسلام فأحبط ما كان لهم من أعمال يرون أنها قربة وأنها تنفعهم كالعتق والصدقة وقرى الضيف، وبهذا قال مفسروا أهل السنة( [٦٣٦] ).
[١٣] - قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ )) [البينة:٦] .
قال القمي في تفسير هذه الآية: (أنزل عليهم القرآن فارتدوا وكفروا وعصوا أمير المؤمنين، أولئك هم شر البرية أي: الخليقة) ( [٦٣٧] ).
ويلاحظ أن هذه الآية في الكفار من أهل الكتاب والمشركين، وصرفها عنهم إلى صحابة رسول الله تعسّفاً في كتاب الله تعالى.
وهناك آيات أخرى لم يصرحوا فيها بذكر الصحابة وكَنَّوْا عنهم بأعداء آل محمد( [٦٣٨] )؛ فإذا قرأت في تفاسير القوم: وجدتهم عند تفسيرهم لآية فيها كلمة (ظلموا) يؤولونها:ظلموا آل محمد حقهم، أو غصبوهم حقهم( [٦٣٩] ). وكذلك تراهم يعمدون إلى آيات يخبر الله فيها عن حال الكفار يوم القيامة وأنهم في النار خالدون، ويقولون: المراد بهم من ظلم آل محمد حقهم( [٦٤٠] ).حتى لو كانت الآية في بني إسرائيل مثلاً أو في النصارى أو في غيرهم، قالوا: ظاهرها يتعرض لشأن بني إسرائيل- مثلاً-، أما باطنها فهو متعلق بأعداء آل محمد( [٦٤١] ).
وكل مكان فيه ذكر للآيات أو التكذيب بها قالوا: المراد بالآيات الأئمة في بطن القرآن -كما نسبوا ذلك إلى أبي جعفر الباقر -( [٦٤٢] ).
وهم في تفاسيرهم لهذه الآيات وغيرها ينحون منحى التفسير الباطني.
المبحث الثاني: ذكر بعض الأدلة التي استدلوا بها من السنة على ارتداد الصحابة:
إن أهل العلم بالحديث هم أعرف الناس بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما قاله الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم، فإليهم المرجع في هذا الباب لأن موازين نقدهم دقيقة وقواعدهم ثابتة لا تتأثر بهوى أو محاباة، وهم لا يأخذون الحديث حتى ينظروا إلى سمت الراوي وعبادته ودينه، ومنهجهم في هذا مشهور ومعروف.
أما منهج الشيعة فيختلف تمام الاختلاف عن منهج أهل الحديث، فنجدهم يعتمدون في رواياتهم على من لعنهم الأئمة المعصومون -عندهم- ويصححون أحاديث رجال ثبتت زندقتهم، أو صدر منهم ما يوجب الطعن في دينهم، وإذا حاججهم المناظر وقال: هذا من الملعونين على لسان الصادق أو الباقر أو غيرهما من الأئمة، أو قال لهم: هذا مطعون في دينه، أو قال ما يوجب زندقته.
قالوا: هذا حسن المعتقد عندنا، أو قالوا: إنما لعنه الإمام الفلاني تقية، حتى لو ثبت أن هذا الشخص مطعون في دينه لديهم فإنهم يصححون حديثه، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً: فأبو بصير ليث بن البختري مثلاُ كان جعفر الصادق الإمام السادس -عندهم- يتضجر منه ويتبرم، وذكروا أنه مطعون عليه، ومع ذلك فقد صحح الشيعة حديثه واعتبروا الطعن في دينه لا يوجب الطعن( [٦٤٣] ). وكذلك نصر بن الصباح رغمتصريحهم بأنه من الغلاة( [٦٤٤] )، إلا أن بعضهم قد حسن حديثه( [٦٤٥] ). والأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
وقد استدل الشيعة بطائفة من الأحاديث على ارتداد الصحابة منها ما أسندوه إلى أئمتهم، ومنها ما هو في صحاح أهل السنة لكن معناه لا يساعدهم على إثبات ما ذهبوا إليه، ومن تلك:
[١] - أحاديث الحوض: تعتبر هذه الأحاديث أقوى دليل عند الإثني عشرية على ارتداد الصحابة؛ فإنهم أجمعوا( [٦٤٦] ) أن هذه الأحاديث نص في ارتداد الصحابة، وتعجبوا من جهالة أهل السنة كيف يروون هذه الأحاديث في صحاحهم وفي كتبهم المعتبرة، ثم يحكمون بعد ذلك بأن الصحابة كلهم عدول،وأنهم بقوا على الإيمان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستشهدوا بأحاديث رويت في الصحيحين منها حديث ابن عباس المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: «وإن ناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي، أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: (( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ )) [المائدة:١١٧] -إلى قوله- (( الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) [المائدة:١١٨] »( [٦٤٧] ).
ومنها حديث سهل بن سعد مرفوعاً، وفيه: «ليرد عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني»( [٦٤٨] ). وحديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً، وفيه «إنهم مني..»( [٦٤٩] )....إلخ.
ومما استشهدوا به في هذا المعنى ورووه عن أهل البيت: ما أسنده الصدوق إلى علي مرفوعاً: «يا علي! أنت صاحب الحوض لا يملكه غيرك( [٦٥٠] )، وسيأتيك قوم فيستسقونك، فتقول: لا ولا مثلذرة، فينصرفون مسودة وجوههم»( [٦٥١] ).
ونحوه عن ابن عباس مرفوعاً، وفيه: «وخليفتي على الحوض يومئذٍ خليفتي في الدنيا. فقيل: ومن ذاك يا رسول الله؟! قال: إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب»( [٦٥٢] ).
فعلي يذود عن الحوض أعداءه الذين غصبوه حقه على حد زعمهم -ولم يحفظوا رسول الله في أهل بيته، بل ظلموهم وفتنوا أمته، ويذود معه رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك حين يعلم أنهم قد رجعوا على أدبارهم القهقرى بسبب ذلك( [٦٥٣] ).
مناقشة هذا الدليل:
قد اختلف العلماء في المقصود بـ(الذين يذادون عن الحوض من أمة محمد صلى الله عليه وسلم) على ثلاثة أقوال:
[١] - قيل: هم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ممن أسلموا في حياته ولم يخالط الإيمان قلوبهم؛ فقد كان أكثر الذين أسلموا بعد فتح مكة إنما يسلمون عن طريق وفودهم دون أن يفهموا الإسلام على حقيقته كبني حنيفة، وبني أسد، وتميم، وغيرهم.
قال محمد بن يوسف الفربري( [٦٥٤] )- أحد رواة الصحيح- (ذُكر عن أبي عبد الله - يعني البخاري - عن قبيصة( [٦٥٥] ) قال: هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر، فقاتلهم أبو بكر رضي الله عنه)( [٦٥٦] ).
وقال السفاريني: (لا ريب أن كثيراً من الأعراب ومن بني حنيفة ومن بن تميم ممن كان قد أسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتد لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فقاتلهم الصديق الأعظم، وأمر خالد بن الوليد فأنكأ فيهم، فمنهم من قتل، ومنهم من حرق، ومنهم من رجع إلى الإسلام، فالحديث- يقصد حديث الحوض- من أعلام النبوة، وبالله التوفيق) .( [٦٥٧] ).
وقال ابن حجر: (وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنهم ارتدوا»( [٦٥٨] )، يوافق تفسير قبيصة في المقصود بهم( [٦٥٩] ).
وقد علق ابن حجر على قول قيبصة المتقدم بقوله: (أي أنه حمل قوله: (من أصحابي) باعتبار ما كان قبل الردة لا أنهمماتوا على ذلك، ولا يشك أن من ارتد سلب اسم الصحبة؛ لأنها نسبة شريفة إسلامية فلا يستحقها من ارتد بعد أن اتصف بها).( [٦٦٠] ).
ونقل الآبي عن القاضي عياض: أن قوله صلى الله عليه وسلم: «فأقول كما قال العبد الصالح...» يشهد لصحة قول من حمل الحديث على المرتدين.( [٦٦١] ).
وقل القاضي عياض أيضاً فيما نقله عنه النووي عند تعليقه على رواية «أصحابي، أصحابي»: (هذا دليل لصحة تأويل من تأول أنهم أهل الردة، ولهذا قال فيهم: «سحقاً، سحقاً» ولا يقول ذلك في مذنبي الأمة، بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم) ( [٦٦٢] ).
[٢] - وقيل: إن المراد بهم: المنافقون؛ لأنهم يحشرون مع المؤمنين يوم القيامة وعليهم سيما الغرة والتحجيل لتسترهم بالإيمان في دار الدنيا، ولأثر وضوئهم مع المؤمنين، فيناديهم الرسول صلى الله عليه وسلم للسيما التي عليهم ويظنهم مؤمنين حقاً، فيقال: ليس هؤلاء ممن وعدت بهم، إن هؤلاء بدلوا بعدك؛ أي لم يموتوا على ما ظهر من إسلامهم( [٦٦٣] ).
فالمنافقون الذين كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يظهرون الإسلام، ولم يكن يعلمهم كلهم بدليلقوله تعالى: (( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ )) [التوبة:١٠١] .
وقد قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقوله: (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ) لا ينافي قوله تعالى: (( وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )) [محمد:٣٠] . لأن هذا من باب التوسم فيهم بصفات يعرفون بها لا أنه يعرف جميع من عنده من أهل النفاق والريب على التعيين( [٦٦٤] ).
[
٣]- وقيل: إن المراد بهم أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد، وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الإسلام( [٦٦٥] ).
قال أبو عمر بن عبد البر فيما نقله عنه النووي: (كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض من الخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق، المعلنون بالكبائر، قال: وكل هؤلاء يخاف عليهم أن كونوا ممن عنوا بهذا الخبر، والله أعلم) ( [٦٦٦] ).
ويصح أن يكون المراد بهم كل من ذكرنا إلا الفريق الثالث فلا يجزم لهم بأنهم يذادون لأن حكمهم كحكم أصحاب الكبائر الذين ماتوا على التوحيد، ولا يقطع لهم بالنار لجواز أن يغفر الله لهم فلا يدخلوها.
ويتضح مما سبق أن المذادين عن الحوض هم القبائل المرتدة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو المنافقون -كما مر- وليسوا صحابة رسول الله كما زعمت الشيعة الإثنا عشرية، فأحاديث الحوض رواها الصحابة أنفسهم؛ أكثر من خمسين صحابياً، فكيف يعقل أن يرووا من الأحاديث ما يدل على كفرهم وردتهم مع اعتقاد الإثني عشرية -إلا من شذ منهم- أن الصحابة حذفوا الآيات التي تحدثت عن مثالبهم، فلم لم يكتموا هذا الحديث مع عظم ضرره إن كان يعنيهم؟ فدل على أنه ليس المراد بهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال الخطابي فيما نقله عنه ابن حجر: (ولم يرتد من الصحابة أحد، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة لهم الدين( [٦٦٧] )، وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، ثم قال: ويدل قوله: «أصيحابي»( [٦٦٨] ).- بالتصغير - على قلة عددهم)( [٦٦٩] ).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «أصيحابي» -بالتصغير- مذكور في العديد من مصنفات الشيعة( [٦٧٠] )، وهي تدل على قلة عدد من ارتد، لا كما تقول الشيعة عن الصحابة: إنهم ارتدواجميعاً إلا نفراً يسيراً.
وقد رد ابن قتيبة استدلالهم بهذه الأحاديث فقال: (إنهم لو تدبروا الحديث وفهموا ألفاظه لاستدلوا على أنه لم يرد بذلك إلا القليل، يدلك على ذلك قوله: «ليردنّ علي الحوض أقوام» ولو كان أرادهم جميعاً إلا من ذكروا لقال: (لتردُنّ علي الحوض ثم لتختلجن دوني) ألا ترى أن القائل إذا قال: أتاني اليوم أقوام من بني تميم، وأقوام من أهل الكوفة، فإنما يريد قليلاً من كثير، ولو أراد أنهم أتوه إلا نفراً يسيراً، قال: أتاني بنو تميم، وأتاني أهل الكوفة، ولم يجز أن يقول: قوم؛ لأن القوم هم الذين تخلفوا، ويدلك أيضاً قوله: «يا رب! أصيحابي» -بالتصغير-، وإنما يريد بذلك تقليل العدد. إلى أن يقول: وقد ارتد بعده أقوام منهم عيينة بن حصن ارتد ولحق بطليحة بن خويلد حين تنبأ...إلى أن قال: (ولعيينة بن حصن أشباه ارتدوا حين ارتدت العرب، فمنهم من رجع وحسن إسلامه، ومنهم من ثبت على النفاق) ( [٦٧١] ).
وقال في موضع آخر: (حدثني زيد بن أخزم الطائي قال: أنا أبو داود، قال: نا قرة بن خالد عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: كم كانوا في بيعة الرضوان؟ قال: خمس عشرة مائة. قال: قلت: فإن جابر بن عبد الله قال: كانوا أربع عشرة مائة. قال: أوهم رحمه الله، هو الذي حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة) . فكيف يجوز أن يرضى الله عز وجل عن أقوام ويحمدهم ويضرب لهم مثلاً في التوراة والإنجيل وهو يعلم أنهم يرتدون على أعقابهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يقولوا: إنه لم يعلم، وهذا هوشر الكافرين)( [٦٧٢] ).
قال الله مخبراً عن رضاه عن الذين بايعوا بيعة الرضوان: (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ )) [الفتح:١٨] .
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحدٌ. الذين بايعوا تحتها»( [٦٧٣] ).
قال ابن تيمية رحمه الله: (وقد علم بالاضطرار أنه كان في هؤلاء السابقين الأولين: أبو بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم بيده عن عثمان لأنه كان غائباً قد أرسله إلى أهل مكة ليبلغهم رسالته، وبسببه بايع النبي صلى الله علية وسلم الناس لما بلغه أنهم قتلوه) ( [٦٧٤] ).
وروى الشيعة عن أبي جعفر الباقر أن عدد الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة كان ألفاً ومائتين -وفي رواية - ألفاً وثلاثمائة( [٦٧٥] ).
ولكن رغم تسليم الإثني عشرية لهذه النصوص فإنهم يرون أن الرضا الذي وقع في بيعة الرضوان، والمغفرة العامة لأهل بدر كلها مشروطة بسلامة العاقبة وعدم النكث( [٦٧٦] ).
وترد عليهم المناظرة التي جرت بين إمامهم الخامس أبي جعفر الباقر وأحد الخوارج؛ فإن الباقر احتج على الخارجي بأحاديث في فضائل علي، والخارجي ردها بقوله: (أحدث الكفر بعدها. فقال له أبو جعفر: ثكلتك أمك! أخبرني عن الله أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟ قال: لئن قلت: لا كفرت. قال فقال: قد علم. قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته، أو على أن يعمل بمعصيته؟ فقال: على أن يعمل بطاعته. فقال له أبو جعفر: فقم مخصوماً) ( [٦٧٧] ).
وكذلك الصحابة رضي الله عنهم قد أخبر الله بأنه رضي عنهم وأمر بالاستغفار لهم، والرضا من الله صفة أزلية لا أول لها وهو سبحانه لا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضا، ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبداً، وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل، ولا يجوز أن يتناقض أبداً، ومن دفع خبر الله برأيه ونظره كان ملحداً( [٦٧٨] ).
وقد نهج بعض الشيعة منهجاً آخر في دفع نصوص الرضا عن الصحابة بقولهم: (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ )) [الفتح:١٨] ، ولم يقل عن المبايعين؛ قال محمد مهدي الخالصي -ويعد عندهم من المجتهدين-: لو أنه قال: لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة، أو عن الذين بايعوك، لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع، ولكن لما قال: (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ )) فلا دلالة فيها إلا على الرضا عمن محض الإيمان.( [٦٧٩] )
وقال المامقاني: (إن الآية إنما نطقت برضاه عن المؤمنين المبايعين تحت الشجرة، ولم يدل على رضاه عن كل مبايع تحتها وإن كان منافقاً، ولو قال: لقد رضي الله عن المبايعين تحت الشجرة لدل على رضاه عن آحادهم، ولم يقل ذلك بل علق الرضا على الإيمان والبيعة جميعاً( [٦٨٠] ) ويرد عليهم بقوله تعالى: (إِذْ يُبَايِعُونَكَ) فإن "إذ" ظرف، وسواء كانت ظرفاً محضاً، أو كانت ظرفاً فيها معنى التعليل؛ فإنها تدل على تعلق الرضا بالمبايعين، فعلم أن جميع المبايعين من المرضي عنهم.
ويرد عليهم أيضاً بما ذكره هاشم البحراني -وهو من علمائهم- عن جابر بن عبد الله الأنصاري -وهو يعد عندهم من شيعة علي - قال: «كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فقال لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنتم اليوم خيار أهل الأرض) ، فبايعنا تحت الشجرة على الموت، فما نكث أصلاً أحدٌ إلا ابن قيس وكان منافقاً»( [٦٨١] ).
وابن قيس هذا هو: الجد بن قيس تخلف عن بيعة الرضوان تحت الشجرة واستتر بجمل أحمر، وجاء في الحديث: «كلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر»( [٦٨٢] )،( [٦٨٣] ).
[٢] ومن الأحاديث التي استدلوا بها على ارتداد الصحابة قوله صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟!»( [٦٨٤] ).
ولم يعتمد الشيعة على هذا اللفظ في استدلالهم، وإنما كان عمدتهم لفظاً آخر ذكروه في كتبهم، هو «سيأتي أمتي مثل ما أتى على بني إسرائيل مثلاً بمثل..»( [٦٨٥] ).
وقد استدلوا بهذا اللفظ على كفر الصحابة وارتدادهم بعد وفاة نبيهم معللين ذلك بكفر الأمم السابقة وارتدادها بعد أنبيائها، زاعمين أن حال هذه الأمة في الارتداد أشد من أحوال الأمم السابقة؛ فقد استدل الحر العاملي بهذا الحديث على: (أن كل ما وقع في الأمم السابقة يقع في هذه الأمة مثله، وما هو أعظم منه وأفضل، أو أزيد) ( [٦٨٦] )، وقال: (ووجهه واضح فإن نبينا أفضل الأنبياء، وأمته أشرف الأمم) ( [٦٨٧] ).
وممن استدل به من الشيعة على ارتداد الصحابة الطوسي( [٦٨٨] )، والكاشاني( [٦٨٩] )، والتستري( [٦٩٠] )، والشيرازي( [٦٩١] )، والنوري الطبرسي( [٦٩٢] )، وغيرهم. وكلهم عللوا ارتداد هذه الأمة بعد نبيها بارتداد الأمم التي قبلها بعد أنبيائهم.
ولم يقتصر الشيعة في هذا الباب على الاستدلال، بل أكدوا وقوع الارتداد، معللين هلاك هذه الأمة بعد نبيها بركوبها طريق من خلا من الأمم الماضية، والقرون السالفة.
وقد استدلوا على ارتداد الصحابة بما نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لعلي: «يا علي! إن أصحاب موسى اتخذوا بعده عجلاً وخالفوا خليفته، وسيتخذ أمتي عجلاً ثم عجلاً ثم عجلاً( [٦٩٣] )، ويخالفونك وأنت خليفتي، هؤلاء يضاهئون أولئك في اتخاذهم العجل، ألا فمن وافقك وأطاعك فهو معي في الرفيق الأعلى، ومن اتخذ العجل بعدي وخالفك ولن يتوب فأولئك مع الذين اتخذوا العجل بزمان موسى ولم يتوبوا، فهم في نار جهنم خالدين مخلّدين»( [٦٩٤] ).
ونسبوا إلى علي بن أبي طالب قوله: (إنما هلكت هذه الأمة وارتدت على أعقابها بعد نبيها بركوبها طريق من خلا من الأمم الماضية) ( [٦٩٥] ). ونسبوا نحواً من هذا القول إلى سلمان الفارسي( [٦٩٦] ).
وأبي جعفر الباقر( [٦٩٧] )، والحسن العسكري( [٦٩٨] ).
والصحابة في نظر الشيعة أشبه شيء ببني إسرائيل الذين اتخذوا العجل، وبغيرهم من الأمم الذين خالفوا أنبياءهم، ولم يوفوا لأوصيائهم؛ فقد جاءت الروايات الكثيرة عندهم تصرح أن المجتمعين على بيعة أبي بكر كانوا بمنزلة عبدة العجل، وأن أبا بكر بمنزلة العجل( [٦٩٩] ).
المناقشة:
إن اللفظ الذي استدلوا به: «سيأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل» لم يرد في أي كتاب من كتب الحديث. وقد رجح الألوسي عدم صحته معللا ذلك بأنه [كان في بني إسرائيل مالم يذكر أحد أنه يكون مثله في هذه الأمة، كنتق الجبل عليهم حين امتنعوا عن أخذ ما آتاهم الله تعالى من الكتاب، والبقاء في التيه أربعين سنة حين قالوا لموسى: (( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ )) [المائدة:٢٤] ، ونزول المن والسلوى عليهم فيه، إلى غير ذلك.( [٧٠٠] ).
أما اللفظ الآخر الصحيح «لتتبعن سنن من كان قبلكم» فهو إعلام منه صلى الله عليه وسلم بأن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء، كما وقع للأمم قبلهم( [٧٠١] )، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن آخر الزمان شر، وأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق»( [٧٠٢] ).
وبيّن أن قرنه خيرُ القرون فقال: «إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن»( [٧٠٣] ) وقد دل هذا الحديث على أن أفضل القرون: القرون الثلاثة الأولى القريبة العهد بالنبوة؛ حيث إنها أشد القرون تمسكاً بالسنن واجتناباً للبدع، ودل على أن الجهل سيتفشى في القرون التي بعدها بسبب بعد الناس عن آثار الرسالة.
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الناس في زمن قلة العلم وتفشي الجهل سيتخذون رؤساء جهالاً، فقال: «إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انتزاعاً، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهّال يستفتون فيفتون برأيهم فيُضلون ويَضلّون»( [٧٠٤] ) ولا يقاوم البدع إلا العلم والعلماءُ، فإذا فقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر، ولأهلها أن ينشطوا.فإذا ظهرت البدع واتبعها الناس تاركين السنن وراء ظهورهم إما إعراضاً عنها، أو جهلاً بها، كانوا بفعلهم هذا متبعين لسنن اليهود والنصارى؛ فاليهود علموا، ولكنهم تركوا العمل. والنصارى عملوا بلا علم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن كفر اليهود أصله من جهة عدم العمل بعلمهم، فهم يعلمون الحق ولا يتبعونه عملاً، أو لا قولاً ولا عملاً. وكفر النصارى من جهة عملهم بلا علم، فهم يجتهدون في أصناف العبادات بلا شريعة من الله، ويقولون على الله ما لا يعلمون؛ لهذا كان السلف؛ سفيان بن عيينة وغيره يقولون: إن من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود. ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى) ( [٧٠٥] ).
وقد تقدم أن قرب القرون الثلاثة من آثار الرسالة يجعلها أبعد من غيرها عن أتباع سنن اليهود والنصارى، وخيرها قرن الصحابة، وهو أبعد الجميع عن اتباع سنن أولئك. ولم يكن بين الصحابة مبتدع، ولا صاحب رأي، ولا قدري، ولا حروري، ولا معتزلي، ولا مرجئ، كما نقل ذلك الشيعة عن إمامهم السادس جعفر الصادق( [٧٠٦] ).
وكلّما ابتعد الناس عن آثار النبوة قل العلم، وتفشى الجهل -كما تقدم-، ولا يأتي زمان إلاّ والذي بعده شر منه( [٧٠٧] )، إلى أن يكثر الخبث ويكثر شرار الناس فيكون زمانهم أشد الأزمنة اتباعاً لسنن اليهود والنصارى، وإلىذلك الزمان أشار الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون شبراً بشبر، وذراعاً بذراع..»( [٧٠٨] ).
ولكن: ليس هذا اختياراً عن جميع الأمة، بل قد تواتر عنه( [٧٠٩] )، صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يزال ناس من أمتى ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» -وفي رواية- «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك»( [٧١٠] ).
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته لا تجتمع على ضلالة؛ فقال: «إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة»( [٧١١] ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فعلم بخبره الصدق أنه في أمته قوم مستمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام محضاً، وقوم منحرفون إلى شعبة من شعب اليهود، أو إلى شعبة من شعب النصارى، وإن كان الرجل لا يكفر بكل انحراف،بل وقد لا يفسق أيضاً، بل قد يكون الانحراف كفراً، وقد يكون فسقاً، وقد يكون معصية، وقد يكون خطأ) ( [٧١٢] ).
أما استدلال الشيعة باتخاذ قوم موسى للعجل على كفر الصحابة وارتدادهم نتيجة مبايعتهم لأبي بكر، وتشبيههم لأبي بكر بالعجل، ولمن اجتمع عليه بأصحاب العجل، فهو استدلال فاسد وتشبيه باطل، ومن أدل الدلائل على بطلانه أن قوم موسى اتخذوا العجل في حياة نبيهم موسى عليه السلام، أما الصحابة فقد اجتمعوا على مبايعة أبي بكر رضي الله عنه بالخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله أخبر أن أمته لا تجتمع على ضلالة. والحديث الذي نسبه الشيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب لا تصح نسبته إليه، ولا يوجد في أي كتاب من كتب أهل السنة، وقد نسب الشيعة إلى رسول الله ما يعارضه؛ حيث أخبر أنه تبعه في سنين عمره القليلة مالم يتبع نوحاً في طول عمره، وأن في الجنة عشرون ومائة صف، أمته منها ثمانون( [٧١٣] ).
وأما استدلالهم على ارتداد الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بارتداد أصحاب الأنبياء السابقين بعد أنبيائهم: فمردود رده الطبرسي الشيعي بقوله: (إن أصحاب الأنبياء لم يرتدوا عند موتهم أو قتلهم) ( [٧١٤] ).
[
٣] ومن أدلة الشيعة الإثني عشرية على ارتداد الصحابة: حديث الافتراق. قال صلى الله عليه وسلم: «تفترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة»( [٧١٥] ).
وقد قال الشيعة: إن فرق الأمة كلها كافرة خالدة في النار إلا فرقة واحدة هي الشيعة -يعنون أنفسهم-.
وقد استدلوا على ما ذهبوا إليه بأدلة نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ قال سليم بن قيس: (سمعت علياً (ع) يقول: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار، وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى. وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون فرقة في النار، وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت وصي عيسى. وتفرقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار. وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت وصي محمد صلى الله عليه وآله. وضرب بيده على صدره( [٧١٦] )، ثم قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلها تنتحلمودتي وحبّي( [٧١٧] )، واحد منها في الجنة، واثنتا عشرة منها في النار]( [٧١٨] ).
وقد أفادت هذه الرواية الشيعية أن الفرقة الناجية هي التي اتبعت علي بن أبي طالب - ولم يتبعه عند الشيعة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة من الصحابة.
وفي رواية أخرى ينسبها الشيعة إلى علي أنّه عين الفرقة بقوله: (أنا وشيعتي) ( [٧١٩] )، وفي رواية: (أنا وأصحابي) ( [٧٢٠] ).
وفي رواية ثالثة ينسبها الشيعة إلى علي يرفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد تحديد الفرقة الناجية بأنهم الذين تمسكوا بولاية أهل البيت واقتبسوا من علمهم( [٧٢١] ) قال الحلي: وقد عيّن رسول الله الفرقة الناجية والهالكة في حديث آخر صحيح متفق عليه، وهو في قوله: «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق»( [٧٢٢] )،( [٧٢٣] ).
وقد استدل يوسف البحراني بحديث: (مثل أهل بيتي) على أن الشيعة هم الفرقة الناجية، وقال: (لا معنى لذلك إلا الأخذبأقوالهم، والاقتداء بأفعالهم، والتدين بدينهم وشريعتهم، والاهتداء بسنتهم وطريقتهم) ( [٧٢٤] ).
والشيعة يستدلون بلفظ: (تفرقت) على وقوع الفرقة، وبنجاة الفرقة التي اتبعت وصي محمد على هلاك باقي الفرق وكفرها، مستدلين بقول علي: (لا يدخل النار إلا كافر إلا أن يشاء الله) ( [٧٢٥] ).
والصحابة في نظر الشيعة عدلوا عن اتباع علي، واتبعوا غيره، فكانوا من الفرق الهالكة الخالدة في النار( [٧٢٦] ).
المناقشة:
إن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن تفرق الأمم الأخرى، وعن تفرق هذه الأمة ذكر أن من هذه الفرق فرقة ناجية، وقد عيّنها لما سئل عنها بأنها من كان على مثل ما هو عليه وأصحابه( [٧٢٧] ). وفي رواية قال: «هي الجماعة»( [٧٢٨] )وقوله: «هي الجماعة» كقوله: «على ما أنا عليه وأصحابي» لأن الجماعة في وقت الإخبار كانوا على ذلك الوصف( [٧٢٩] ). فمن اتصف بأوصافه عليه الصلاة والسلام وأوصاف أصحابه كان من الفرقة الناجية. ومن سلك غير مسلكهم كان من الفرق الهالكة.
ولا ريب أن الذين صاروا من الفرق الهالكة هم الذين خاضوا كخوض الذين من قبلهم، وهم أهل البدع والأهواء، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم معقباً على حديث الإفتراق: «إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله»( [٧٣٠] ).
وقد تقدم في الدليل السابق أن الصحابة رضي الله عنهم من أبعد الناس عن ذلك، ولم يعرف عنهم تفرق ولا اتباع هوى ولا ابتداع أبداً.
أما الأدلة التي استند إليها الشيعة في اعتبار الصحابة من الفرق الهالكة، فغاية عمدتهم فيها كتاب سليم بن قيس وهو موضع شبهة واتهام عند الشيعة أنفسهم كما تقدم ذلك والمصادر الشيعية اللاحقة استقت منه تلك الأدلة التي لا تعرف عند أهل العلم، وليس لها من وجود إلا في كتب القوم، إضافةً لما فيها من تناقض كبير وقع في كلام علي رضي الله عنه؛ فتارةً ينسب الشيعة إليه أنه يتولى كل من انتحل مودته وكان من شيعته، كقوله: (إن الفرق كلها ضالّة إلا من اتبعني وكان من شيعتي) ( [٧٣١] )، وتارة أخرى ينسبون إليه أنهيتبرأ من الفرق التي تنتحل مودته وحبه، ويقول عنها: (إنها في النار) - كما تقدم-. وهذا التناقض في الأقوال لا يليق بصحابي جليل-فضلاً عن كونه معصوماً كما زعموا-؛ إذ أن عقيدة الولاء والبراء من أصول الدين، ولا اضطراب فيها.
أما قول الحلي: إن الفرقة الناجية هي من اتبع أهل البيت وأحبهم وعرف لهم حقهم، مستدلاً على ذلك بحديث: «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق».
فاستدلاله مردود عليه لأن هذا الحديث ضعيف لا يحتج بمثله( [٧٣٢] ).
وأما ما زعموه من كون الفرقة الإمامية هي الفرقة الناجية فقد أنكره علماء المسلمين قاطبة؛ قال ابن تيمية رحمه الله عنهم: فهم أبعد عن الحق، لا سيما وهم في أنفسهم أكثر اختلافاً من جميع فرق الأمة، حتى يقال: إنهم ثنتان وسبعون فرقة( [٧٣٣] ).( [٧٣٤] ).
وأخبر عنهم في موضع أخر بقوله: (فإنهم خارجون عن جماعة المسلمين، يكفّرون أو يفسّقون أئمة الجماعة كأبي بكر وعمر وعثمان -دع معاوية وملوك بني أمية وبني العباس-، وكذلك يكفرون أو يفسقون علماء الجماعة وعبادهم كمالك والثوري والأوزاعي والليث بن سعد وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وإبراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي وأمثال هؤلاء، وهم أبعد الناس عن معرفة سير الصحابة والاقتداء بهم، لا في العلم بالحديث والمنقولات، المعرفة بالرجال الضعفاء والثقات، وهم من أعظم الناس جهلاً بالحديث، وبغضاً له ومعاداة لأهله..) ( [٧٣٥] ).
أما الفرقة الناجية فهي التي تتأسى بما كان عليه سلف هذه الأمة رضوان الله عليهم، فتتّبِع ولا تبتدع، وتقف حيث وقف الصحابة والتابعون لهم بإحسان. ولا شك في أنها أهل السنة والجماعة فإنهم أقل الفرق اختلافاً في أصول دينهم، وقد نالوا شرف الوسطية بين الفرق كلها؛ فهم وسط في باب الأسماء والصفات بين المعطلة والممثلة. ووسط في باب القدر بين المكذبين به والمحتجين به. ووسط في باب الأحكام بين الوعيدية والمرجئة. ووسط في باب الصحابة بين الغلاة والجفاة؛ لا يكفرون أحداً منهم، ولا يغلون في أحد، بل ينزلونهم منزلتهم التي أنزلهم الله.
المبحث الثالث: أدلتهم من أقوال أئمتهم:
تنسب الشيعة الإثنا عشرية إلى بعض أئمتهم القول بارتداد الصحابة، وهذه الأخبار وإن كانت آحاداً إلا أنها تقترن عندهم بدلائل عقلية- على حد قول المفيد - من وجوب الإمامة وصفات الأئمة؛ كالعصمة والعلم وغير ذلك( [٧٣٦] ).
والأئمة -عندهم- لا ينطقون بالكلام جزافاً، بل كل واحد يأخذ علمه عن الآخر، والكل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل؛ فقد روى المفيد بسنده إلى جعفر الصادق قال: إن حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، وحديث رسول الله قول الله عز وجل).( [٧٣٧] ).
وفيما يلي طائفة من أقول أئمتهم المعصومين - عندهم- وذات المصدر الواحد -على حد قولهم-:
١) الأقوال المنسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
- أ- من الأقوال المنسوبة إلى علي رضي الله عنه في ارتداد الصحابة: ما رواه سليم بن قيس عن علي قال: (إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أربعة) ( [٧٣٨] ). -ب- وكذا قوله: (فلم يوضع رسول الله في حفرته حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف) ( [٧٣٩] ). ويعني بالناس: الصحابة رضي الله عنهم-.
- ج- ما رواه المفيد بسنده إلى علي أنه قال: (ارتاب كثير من الناس بعد وفاة رسول الله) ( [٧٤٠] ).
- د- ما ذكره علي البحراني عن علي رضي الله عنه أنه قال: (حتى إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجع قوم على الأعقاب وغالتهم السبل) ( [٧٤١] ).
- هـ- ما ذكره النوري الطبرسي عن علي أنه قال مخاطباً شيعته: (واعلموا رحمكم الله أنما هلكت هذه الأمة وارتدت على أعقابها بعد نبيها بركوبها طريق من خلا من الأمم الماضية والقرون السالفة الذين آثروا عبادة الأوثان على طاعة أولياء الله عز وجل، وتقديمهم من يجهل على من يعلم) ( [٧٤٢] ).
وقال في موضع آخر: (لقد كانت قصتي معهم مثل قصة هارون مع بني إسرائيل) ( [٧٤٣] ).
- و- قول علي لمولاه قنبر( [٧٤٤] ): (يا قنبر أبشر، وبشّر،واستبشر فوالله لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على أمته ساخط إلا الشيعة) ( [٧٤٥] ).
وسبب سخطه في نظر الشيعة: عدول الصحابة عن مبايعة وصيه علي، ومبايعتهم لأبي بكر، وهذا يعتبر كفراً عندهم.
٢) الأقوال المنسوبة إلى محمد بن علي بن الحسين أبي جعفر الباقر:
- أ- ما ذكره هاشم البحراني عنه من أنه قال: (أصحاب محمد كفروا بعد موته) ( [٧٤٦] ).
- ب- ما أسنده الكليني والكشي وغيرهما إلى أبي جعفر أنه قال: (كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة) ( [٧٤٧] ).
- ج- وما أسنده الكشي إليه أنه قال: (ارتد الناس إلا ثلاثة نفر - وسئل عن عمار فقال: قد كان حاص حيصة ثم رجع( [٧٤٨] )، ثم قال إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شيءفالمقداد)( [٧٤٩] ).
- د- ما أسنده العياشي إلى أبي جعفر قال: (إن رسول الله لما قبض صار الناس أهل جاهلية إلا أربعة: علي والمقداد وسلمان وأبو ذر) ( [٧٥٠] ).
- هـ- ما أسنده الكليني إلى عبد الرحيم القصير( [٧٥١] ).
قال: قلت لأبي جعفر (ع) : (إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا. فقال: يا عبد الرحيم! إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أهل جاهلية) ( [٧٥٢] ).
- و- وذكر الطبرسي قصة طويلة حكاها الباقر في خبر غدير خم، وفيها قول أبي جعفر: (إن النبي صلى الله عليه وآله حج بالناس وبلغ من حج معه من أهل المدينة والأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون، على عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً الذين أخذ عليهم بيعة هارون، فنكثوا واتبعوا العجلوالسامري، وكان رسول الله أخذ عليهم البيعة لعلي عليه السلام بالخلافة على عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً الذين نكثوا واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلاً بمثل) ( [٧٥٣] )
- ز- ما أسنده الكشي إلى حمران( [٧٥٤] ).قال: قلت لأبي جعفر "ع" : (ما أقلنا! لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها! قال: فقال: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ قال: فقلت: بلى. قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا -وأشار بيده- ثلاثة) ( [٧٥٥] ).
٣) الأقوال المنسوبة إلى جعفر بن محمد الصادق:
- أ- ما رواه الكليني بإسناده إلى الصادق أنه أوجب الجنة لرجل اعتقد أن الصحابة ارتدوا إلا نفرا يسيراً، ومات على ذلك؛ فقد روى الكليني بسنده إلى معاوية بن وهب( [٧٥٦] )،قال: (خرجنا إلى مكة ومعنا شيخ متأله متعبد لا يعرف هذا الأمر يُتمّ الصلاة في الطريق، ومعه ابن أخ له مسلم، فمرض الشيخ فقلت لابن أخيه: لو عرضت هذا الأمر على عمك لعل الله أن يخلّصه. فقال كلّهم: دعوا الشيخ حتى يموت على حاله فإنه حسن الهيئة. فلم يصبر ابن أخيه حتى قال له: يا عم! إن الناس ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا نفراً يسيراً، وكان لعلي بن أبي طالب عليه السلام من الطاعة ما كان لرسول الله، وكان بعد رسول الله الحق والطاعة له. قال: فتنفس الشيخ وشهق وقال: أنا على هذا، وخرجت نفسه. فدخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فعرض علي بن السري( [٧٥٧] ). هذا الكلام على أبي عبد الله عليه السلام، فقال: هو رجل من أهل الجنة. قال له علي بن السري: إنه لم يعرف هذا الأمر غير ساعته تلك! قال: فتريدون منه ماذا؟ قد دخل والله الجنة)( [٧٥٨] ).
- ب- ما أسنده الكليني والكشي إلى الصادق، وفيه قوله لعبد الملك بن أعين( [٧٥٩] ): (إي والله يا ابن أعين! هلك الناس أجمعون. قال ابن أعين: من في الشرق ومن في الغرب؟ فقال له الصادق: إنها فتحت على الضلال، إي والله!ولكن إلا ثلاثة) ( [٧٦٠] )
- ج- ما أسنده الكشي إلى عبد الله بن زرارة( [٧٦١] ).قال: (قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام: إقرأ منيّ على والدك السلام...- إلى أن قال: - إن الناس بعد نبي الله صلى الله عليه وآله ركب الله بهم سنة من كان قبلكم فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا، فما من شيء عليه الناس اليوم إلا وهو محرف عما نزل به الوحي من عند الله) ( [٧٦٢] ).
- د- ما أسنده العياشي والصدوق إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قال: (إن الكبائر سبع فينا أنزلت ومنا استحلت، فأولها الشرك بالله العظيم، وقتل النفس...- إلى أن قال: فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل، وقال رسول الله فينا ما قال، فكذبوا الله ورسوله، وأشركوا بالله...إلخ ) ) ( [٧٦٣] )
ويشير بهذا إلى أن الصحابة أشركوا بالله لما تركوا بيعة علي رضي الله عنه وبايعوا غيره، كما يدل على ذلك تأويلهم لقول الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) [النساء:٤٨] ، وقولهسبحانه: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )) [الكهف:١١٠] ؛ حيث إنهم نقلوا عن أئمتهم تفسير الإشراك بولاية علي)( [٧٦٤] ).
٣) قول موسى بن جعفر الكاظم:
أسند الكشي إلى أبي الحسن موسى بن جعفر أنه قال: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواريو( [٧٦٥] ) محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد، ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر)( [٧٦٦] ).
وهذا يدل بمفهومه على ارتداد الصحابة عدا هؤلاء الثلاثة؛ إذ يفهم منه أن باقي الصحابة قد نقضوا العهد ولم يمضوا عليه.
هذا بعض ما وقفت عليه من أقوال نسبوها إلى أئمتهم في ارتداد الصحابة رضي الله عنهم.. وهناك أقوال نسبوها لبعض الصحابة الذين يعدونهم من شيعة علي سأذكر بعضاً منها.
- ما روي عن بعض الصحابة في هذا المعنى:
[١] قول سلمان الفارسي:
روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه أن سلمان خطب الناسبعد بيعة أبي بكر، وأنكر عليهم الانحراف عن مبايعة علي، ومما قاله: (... فوالله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا، فما بال القوم؟ أحسداً وقد حسد قابيل هابيل، أو كفراً فقد ارتدت أمة موسى بن عمران، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل) ( [٧٦٧] )( [٧٦٨] ).
[٢] - قول حذيفة بن اليمان:
ذكر عنه أنه قال: (انقلب أصحاب رسول الله أجمعون) ( [٧٦٩] ).
[
٣] - قول عبد الله بن عباس:
روى سليم بن قيس عن عبد الله بن عباس أنه قال: (توفي رسول الله صلى الله عليه وآله يوم توفي فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف) ( [٧٧٠] ).
[٤] - قول أبي بن كعب:
ذكر عنه أنه قال: (ما زالت هذه الأمة مكبوبة على وجهها منذ يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله) ( [٧٧١] ).
[٥] - قول عبد الله بن جعفر بن أبي طالب( [٧٧٢] ):
ذكر عنه أنه قال: (إن الصحابة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله تفرقوا وتحاسدوا وخالفوا إمامهم، ورجعالآخرون على أدبارهم القهقرى) ( [٧٧٣] ).
مناقشة هذه الأقوال:
هذه الأقوال التي رواها الشيعة في كتبهم ونسبوها إلى أئمتهم، ونسبتها إليهم لا تثبت بأسانيد صحيحة ألبتة، بل هي أسانيد موضوعة وباطلة في الموازين النقدية؛ إذ أن هذه الأسانيد عمدتها رواتهم، وهم الذين زكوهم وأثنوا عليهم.
أضف إلى هذا: وجود التناقض الكبير بين هذه الأقوال وبين أقوال أخرى نسبوها إلى أئمتهم.
فقد ذكر الكثير من مصنفيهم أخبار تناقض هذه الأقوال منهم من أسندها ومنهم من لم يسندها... ومن ذلك:
- ما أسنده الثقفي إلى علي رضي الله عنه من القول بأنه بايع أبا بكر رضي الله عنه خشية أن يرتد الناس أو يرى في الإسلام هدماً أو ثلماً، فقال في إحدى خطبه يصف حاله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فما راعني إلا إنثيال الناس على أبي بكر وإجفالهم ليبايعوه فأمسكت يدي ورأيت أني أحق بمقام محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الناس ممن تولى الأمر من بعده، فلبثت بذاك ما شاء الله حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الإسلام تدعوا إلى محق دين الله وملة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً وهدماً يكون المصاب بهما عليَّ أعظم من فوت ولاية أموركم) ( [٧٧٤] ).
وقد عنى بالراجعة التي رجعت عن الإسلام من ارتد من قبائل العرب أمثال بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب وأشباههم.. وبذا قال عبد الزهراء الخطيب( [٧٧٥] )- الشيعي-.
وعنى بأهل الإسلام في قوله: (فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله..) : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويؤكد ذلك الرواية الأخرى عن أبي عبد الله الصادق، وفيها قوله: (لما ارتدت العرب مشى عثمان إلى علي عليه السلام فقال: يا ابن عم! إنه لا يخرج أحدٌ إلى قتال هؤلاء وأنت لم تبايع، ولم يزل به حتى مشى إلى أبي بكر فسُرّ المسلمون بذلك، وجَدّ الناس في قتالهم) ( [٧٧٦] ).
وقال علي في موضع آخر أسنده إليه كلّ من ابن رستم الطبري والمفيد وغيرهما بألفاظ متقاربة، وهذا لفظ ابن رستم: (أما حقي فقد تركته مخافة ارتداد الناس عن دينهم) ( [٧٧٧] ).
وقد ذكر هذا لفاطمة رضي الله عنها: حين لامته على قعوده وأطالت تعنيفه وهو ساكت حتى أذّن المؤذن، فلما بلغ إلى قوله: (أشهد أن محمداً رسول الله) قال لها: (أتحبين أن تزول هذه الدعوة من الدنيا؟ قالت: لا. قال: فهو ما أقول لك) ( [٧٧٨] ).
بل إن كثيراً من مصنفيهم أكّدوا في كتبهم: (أن المانع لعلي عن المطالبة بحقّه وقتال القوم: اتقاء الفتنة في زمان عدم استقرار الدين وخشية ارتداد القوم وزوال الإسلام) ( [٧٧٩] ).
وهذا مروي عن أبي جعفر الباقر وعن جعفر الصادق.( [٧٨٠] ).
وقد جزم المرتضى بهذا وأكّد أن الشيعة لا تقتصر في هذا الباب على التجويز، بل تروي روايات كثيرة أن النبي عهد إلى أمير المؤمنين (ع) بذلك وأخبره أن القوم يدفعونه عن الأمر ويغلبونه عليه، وأنه متى نازعهم فيه أدى ذلك إلى الردة.( [٧٨١] ).
فإذا كان الناس قد ارتدوا إلا ثلاثة كما هو الراجح عندهم فما معنى الخوف من ردة الناس إلى الكفر؟.
إن معنى كلام علي رضي الله عنه يدل دلالة واضحة على عدم ارتداد الصحابة، بخلاف الكلام المنقول عنه في ارتدادهم، وهذا تناقض صريح لا يليق بصحابي جليل فضلاً عن كونه معصوماً -حسب زعمهم-، ولابد أن يكون أحد القولين كذباً، وإن كان القولان كلاهما كذب عند أهل السنة، وليس الكذب من علي رضي الله عنه فإنه كان اتقى لله من أن يتعمد الكذب، وإنما هو من نقلة الأخبار الذين كذبوا ووضعوا الأحاديث التي توافقبدعهم الضالة على لسان أهل البيت.
وهؤلاء الرواة وإن كان قد نقل فيهم بعض علماء الشيعة توثيقاً، إلا أن المتتبع لكتب الرجال عندهم يجد أن كثيراً منهم قد ورد ذمهم ولعنهم من بعض الأئمة، وقد وقفت على عشرات الرواة-ممن يعدهم الشيعة من كبار رواتهم، ومن المكثرين عن الأئمة، وكلهم قد ورد فيهم تكذيب وذم من بعض أئمتهم، وهذا التناقض في الرواة موجود في كتب القوم أنفسهم، وسأكتفي بذكر بعضهم:
١- جابر بن يزيد الجعفي: يعد أحد كبار علماء الشيعة، كان يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتقصهم( [٧٨٢] )، أثنى عليه جمع من علماء الشيعة، وعدوه من المكثرين من الرواية عن أبي جعفر الباقر، وممن أثنى عليه: الحر العاملي حيث قال: (روى سبعين ألف حديث عن الباقر عليه السلام، وروى مائة وأربعين ألف حديث، والظاهر أنه ما روى أحد بطريق المشافهة عن الأئمة عليهم السلام أكثر مما روى جابر، فيكون عظيم المنزلة عندهم لقولهم عليهم السلام: (اعرفوا منازل الرجال منا على قدر روايتهم عنا) ( [٧٨٣] ).
ورغم هذه الكثرة الكاثرة من الروايات التي رواها عن الباقر، فإنه لم يلتق بالباقر إلا مرة واحدة، ولم يلتق بالصادق أبداً- على حد قول الصادق نفسه( [٧٨٤] ).، أضف إلى هذا أنه لعن على لسان الصادق نفسه( [٧٨٥] ).
٢- هشام بن الحكم: أول من عرف عنه في الإسلام أنه قال: إن الله جسم( [٧٨٦] )، وكان يزعم أن ربه طوله سبعة أشبار بشبر نفسه( [٧٨٧] ) - تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا-.
ورغم معتقده الفاسد هذا وغيره من معتقداته الفاسدة فقد أنزله الشيعة منزلة جيدة من أنفسهم، وعدوه رأسا من رؤوسهم يرجع إليه عند الاحتجاج إلى رأيه( [٧٨٨] )، ورواية من رواتهم يساهم معهم في نقل تراث آل البيت إلى الأجيال اللاحقة( [٧٨٩] ).
هذا مع أن موسى الكاظم دعا عليه. وتبرأ منه ومن عقيدته( [٧٩٠] ) وأنكر عليه جعفر الصادق معتقده هذا( [٧٩١] )، واعتبره أبو الحسن علي بن موسى الرضا من قول الشيطان، ونهى شيعته عنه وتبرأ منه( [٧٩٢] )
فلست أدري كيف استجاز الشيعة الرواية عن أمثال هؤلاء، وقد قال فيهم أئمتهم ما قالوا؟
٣- زرارة بن أعين:
وهو ممن أجمع علماء الجرح والتعديل عند الشيعة الإثني عشرية على توثيقه( [٧٩٣] ).
وبلغ عدد مروياته عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق وحدهما: ألفين وأربع وتسعين رواية( [٧٩٤] ). في الكتب الأربعة وحدها( [٧٩٥] ).
وقد أنزلوه هذه المنزلة بالرغم من استهزائه بأئمتهم، وبالرغم من ذم الأئمة له.. ومن عبارات الذم التي قالوها فيه: قول الصادق: (زرارة شر من اليهود والنصارى) ( [٧٩٦] ).وقوله: (لعن الله زرارة) ( [٧٩٧] )، وقوله عن الذي يرويه زرارة: (ليس من ديني ولا من دين آبائي) ( [٧٩٨] )وقوله عنه: (هذا زرارة بن أعين، هذا والله من الذين وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز وقال: (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً )) [الفرقان:٢٣] ( [٧٩٩] ) ، وقوله عنه: (لا يموت زرارة إلا تائها) ( [٨٠٠] ).
لذلك فإن زرارة كان لا يحب الصادق، وكان يستهزئ بهوبقوله( [٨٠١] )، وما ذلك إلا لأنه فضحه وأخرج مخازيه على حد قول بعض الشيعة( [٨٠٢] ).
فالعجب من إنزال هذا الشخص هذه المنزلة، وعده من المكثرين من الرواية- وخاصة في الكتب الأربعة عندهم مع كثرة ما ورد من ذم الصادق له.
وهناك كثير جداً من الرواة المذمومين الذين يعتبرون عمدة الروايات الشيعية، ولا يتسع المجال لذكرهم( [٨٠٣] ).
ولقد شكا الأئمة من كثرة الكذب عليهم، وعلى رأسهم الصادق الذي قال: (إنا أهل بيت صادقون لا نخلوا من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا - بكذبه علينا- عند الناس) ( [٨٠٤] ).
قال ابن بابويه القمي الملقب بـ(الصدوق) وهو من كبار علمائهم: (إن اختلاف الإمامية إنما هو من قبل كذابين دلسوا أنفسهم فيهم في الوقت بعد الوقت، والزمان بعد الزمان حتى عظم البلاء، وكان أسلافهم قوم يرجعون إلى ورع واجتهاد وسلامة ناحية، ولم يكونوا أصحاب نظر وتمييز، فكانوا إذا رأوا رجلاً مستوراً يروي خبراً أحسنوا به الظن وقبلوه، فلما كثر هذا وظهر شكوا إلى أئمتهم، فأمرهم الأئمة عليهم السلام أن يأخذوا بما يجمع عليه، فلم يفعلوا، وجروا على عادتهم، فكانت الخيانة من قبلهم لا من قبل أئمتهم، والإمام أيضاً لم يقف على كل هذه التخاليط التي رويت لأنه لا يعلم الغيب، وإنما هو عبد صالح يعلم الكتاب والسنة، ويعلم من أخبار شيعته ما ينهى إليه..) ( [٨٠٥] ).
فهذا القول من الصدوق يدلك على عدم اهتمام القوم بصحة الخبر أو ضعفه، وإنما يأخذون عن كل من هبّ ودبّ دون نظر إلى إسناد هذا الخبر؛ فهم قوم لا يهتمون بالإسناد الذي هو من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك أشبهوا اليهود والنصارى، قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: (الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء) ( [٨٠٦] ).
ولعدم اهتمام أولئك القوم بالإسناد تضاربت أقوال الأئمة المعصومين عندهم فأخذوا منها ما يوافق أهواءهم ونبذوا ما عداه وراء ظهورهم.
ولا ريب في كذب نقولاتهم عن أئمتهم دعوى ارتداد الصحابة لوجود ما يعارضها من أقوال أئمتهم أنفسهم، بل ولتضافر الروايات عنهم بالثناء على الصحابة ومدحهم.
ومن القواعد التي قعدها الحر العاملي وغيره من علماء الشيعة الإثني عشرية في علوم الحديث ولم يعملوا بها: وجوب عرض الحديثين المختلفين على القرآن وقبول ما وافقه خاصة( [٨٠٧] ).
وقال جعفر السبحاني -وهو من الشيعة المعاصرين-: لقد بين أئمة الشيعة المعصومون (ع) معياراً خاصاً لمعرفة الصحيح من الأحاديث وتمييزه عن غير الصحيح، وأمرونا بأن نميّز صحاح الأحاديث على ضوء هذه المعايير، وهذا المعيار هو: اعتماد ما يوافق الحديث للقرآن وطرح ما يخالفه.( [٨٠٨] ).
ولقد أسند الكليني إلى الصادق قوله: (كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لم يوافق كتاب الله فهو زخرف) ( [٨٠٩] )
وبعرضنا لهذه الأقوال المتضاربة على كتاب الله نطرح المكذوب منها، وهي دعواهم ارتداد الصحابة، وذلك لكونها تعارض النصوص القرآنية الكثيرة التي أثنى الله عز وجل من خلالها على الصحابة رضي الله عنهم، وبين فضلهم، وأخبر بأنه قد رضي عنهم، وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل؛ قال تعالى: (( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:٨-١٠] .
المبحث الرابع: استدلالهم العقلي بالنظر إلى أحوال الصحابة على ارتدادهم:
( [٨١٠] )
يستدل الشيعة الإثنا عشرية على ارتداد الصحابة بأدلة عقلية يرون أنها تسوغ الارتداد وتجيزه، ويرون أن أحوال الصحابة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته خير شاهد ودليل على إمكانية ردتهم، ومن هذه الأحوال:
١- ما ادعوه من نفاق الصحابة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تألّف الرسول لهم مستدلين بقوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ )) [التوبة:٧٣] ، حيث قالوا: إنها لم تنزل هكذا، وإنما نزلت: جاهد الكفار بالمنافقين؛ قال علي بن إبراهيم معقباً على هذه الدعوى: (لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يجاهد المنافقين بالسيف) ( [٨١١] ). وقال الطبرسي: (روي في قراءة أهل البيت عليهم السلام: (جاهد الكفار بالمنافقين) ، قالوا عليهم السلام: (لأن النبي لم يكن يقاتل المنافقين، وإنما كان يتألفهم، لأن المنافقين لا يظهرون الكفر، وعلمُ اللهتعالى بكفرهم لا يبيح قتلهم إذا كانوا يظهرون الإيمان) ( [٨١٢] )
ومثّل الكركي والكاشاني للمنافقين بـ(عمر بن الخطاب، وغيره) وقالا: (إنما يعلم حالهم بتتبع أقوالهم وأفعالهم) ( [٨١٣] ).
وقال التستري عن الصحابة: (إنهم لم يسلموا، بل استسلم الكثير رغبة في جاه رسول الله.... إنهم داموا مجبولين على توشح النفاق وترشح الشقاق) ( [٨١٤] ).
وقال القمي وغيره في معرض حديثهم عن الصحابة في غزوة الأحزاب: (ولم يبق أحد من أصحاب رسول الله إلا نافق إلا القليل) ( [٨١٥] ).
أما حسن الشيرازي -وهو من الشيعة المعاصرين- فقد أكد نفاق أكثر الصحابة، وتساءل عن سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين ليكونوا في صفوف المسلمين؟ ثم أجاب بقوله: (إنه لم يكن من صالح النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ فجر الإسلام أن يقبل المخلصين فقط ويرفض المنافقين، وإنما كان عليه أن يكدس جميع خامات الجاهلية ليسيّج بها الإسلام عن القوى الموضعية والعالمية التيتظاهرت ضده، فكان يهتف: «قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا»،... إلى أن يقول: ولم يكن للنبي أن يرفضهم، وإلا لبقي هو وعلي وسلمان وأبو ذر والعدد القليل من الصفوة المنتجبين.( [٨١٦] )، ثم يسترسل فيقول: (غير أنهم تكاثروا مع الأيام، وعلى إثر كثرتهم استطاع رؤوس النفاق أن يتسللوا إلى المراكز القيادية، فخبطوا في الإسلام خبطاً ذريعا كاد أن يفارق واقع، لولا أن تداركه بطله العظيم علي بن أبي طالب عليه السلام...) ( [٨١٧] ).
وقال المامقاني: (إن من المعلوم بالضرورة بنص الآيات الكريمة وجود الفسّاق والمنافقين في الصحابة، بل كثرتهم فيهم، وعروض الفسق، بل الارتداد لجمع منهم في حياته، ولآخرين بعد وفاته...) ( [٨١٨] ).
إلى آخر ما قالوه في ذلك.
المناقشة:
إن استدلالهم بقول الله تعالى: (( جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ )) على نفاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم زاعمين أن الآية إنما نزلت: (جاهد الكفار بالمنافقين) لا يسلّم لهم؛ لأن هذه القراءة ليست من القراءات المعروفة. قال الألوسي: (وروي، والعهدة على الرواي أن قراءة أهل البيت رضي الله تعالى عنهم (جاهد الكفار بالمنافقين) ، والظاهر إنها لم تثبت، ولم يروها إلا الشيعة، وهم بيت الكذب.( [٨١٩] ).
أما قول القمي وغيره: (إن النبي صلى الله عليه وآله لم يجاهد المنافقين بالسيف) ، فمردود بما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قوله: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف- وذكر منها- قتال المنافقين) ( [٨٢٠] ).
وجهاد المنافقين ليس قاصراً على الجهاد بالسيف، فالجهاد على مراتب، منها الجهاد باللسان؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: (فأمره الله بجهاد الكفار بالسيف، والمنافقين باللسان، وأذهب الرفق عنهم) ( [٨٢١] )-فدل على أن جهاد المنافقين يكون أيضاً بغير السيف- ونحو هذا الأثر مروي عن الحسن البصري والضحاك وغيرهما( [٨٢٢] ).
والله سبحانه وتعال وصف المنافقين بأوصاف منها: قيامهم إلى الصلاة وهم كسالى، ومنها مراءاة الناس، وقلة الذكر لله عز وجل، وغير ذلك؛ قال تعالى: (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً )) [النساء:١٤٢] ، وقد نقل الشيعة عن أئمتهم من صفة الصحابة رضي الله عنهم ما يناقض هذا الصفات، منها خطاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمن كان في جيشه يصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه قوله: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحداً يشبههم منكم؛ لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجّداً وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزىمن طول سجودهم،وإذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء للثواب) ( [٨٢٣] ).
ومنها ما أسنده الصدوق إلى جعفر الصادق قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أثنى عشر ألفاً؛ ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير) ( [٨٢٤] ).
وأما قول التستري: (إنهم لم يسلموا، بل استسلم الكثير منهم رغبة في جاه رسول الله) فينقضه حال رسول الله صلى الله عليه وأصحابه ومعيشتهم، حتى إن رسول الله كان يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال وما يوقد في بيته نار موقد، وكذلك أصحابه كانوا يشدون الصخر على بطونهم من شدة الجوع، ولم يكن لأحدهم من الثياب إلا ثوباً واحداً؛ قال علي بن الحسين رضي الله عنهما: (ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله ولا لأصحابه إلا ثوباً ثوباً) ( [٨٢٥] ).
٢- ما ادعوه من عدم خضوع الصحابة للنصوص المتعلقة بشؤون السياسة:
ويشيرون بذلك إلى سبب ارتداد الصحابة -عندهم-، وهو تركهم مبايعة علي رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث زعموا أن الرسول نص عليه وأمر الأمة بمبايعته؛ قال النوري الطبرسي: [والحاصل أن من وقف علىشطر قليل من حال القوم وكيفية تواطئهم على إطفاء الحق وسترهم ما هو أحق بالنشر مما ذكر، كيف يستغرب منهم ذلك وما ورد في ارتدادهم ورجوعهم إلى قواعد الجاهلية أكثر من أن تخفى] ( [٨٢٦] ) .
وقد نص الموسوي صراحة على عدم التزام الصحابة بالأوامر النبوية المتعلقة بالسياسة وشؤون الدولة والحكم، وزعم أنهم كانوا يفرقون بينها وبين التي تتعلق بأمور الدين وشؤون الحياة، فقال: (إنهم كانوا يفرقون بين النصوص الشرعية ويقسمونها إلى قسمين: قسم يتعلق بأمور الدين وشؤون الحياة، وهذه كانوا يتعبدون بها ويلتزمونها. وقسم يتعلق بالسياسة وشؤون الدولة والحكم، فلا يتعبدون بها ولا يلتزمونها، ولهذا لم يلتزموا بالنص الثابت على إمامة علي لأنها من هذا القبيل) ( [٨٢٧] ).
وزعم التستري أن امتناع الصحابة عن الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتهاونهم في أمره وإعراضهم عن مطالبه يجعل أمر ارتدادهم ممكناً( [٨٢٨] ).
والردّ على هذه التهم لا يحتاج إلى كبير عناء، وكثير كلام؛ لأنها تهم باطلة لا أصل لها عند أهل العلم، ولا مكان لها في كتاب معتبر عند العلماء، بل هي جملة اتهامات أطلقها الشيعة أملتها عليهم عقيدتهم في الصحابة الذين شهد لهم القرآن وشهدت لهم السنة بالإيمان والخيرية.
والصحابة الذين قتلوا آباءهم وأبناءهم المشركين في سبيل الدين، وامتثالاً لأمر الله وأمر رسوله لما أمرهم بعدم مودتهم، وما زادهم ذلك إلا إيماناً وتسليماً( [٨٢٩] )، يمتثلون أيضاً أوامر ربهم وأوامر رسولهم في كل حال. ولو نص الرسول صلى الله عليه وسلم على خلافة علي لبايعه الصحابة أول الناس، ولكن لم يثبت النص على إمامة علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبداً. فعلم أن الصحابة لم يتجاوزوا النصوص المتعلقة بأمور السياسة كما زعم ذلك الشيعة.
٣- ما ادعوه من أنّ فرار الصحابة من مغازي رسول الله يجعل أمر ارتدادهم ممكناً:
قالوا: إن الصحابة إلا القليل منهم خذلوا النبي في غزواته وتفرقوا عنه وأسلموه إلى القتل؛ قال ابن طاوس: (إن أكثر أصحاب نبيهم( [٨٣٠] ) خالفوه في حياته في حال الشدة وزمان الرخاء، أما الشدة فإنهم فارقوه في غزوات جماعةً، وخذلوه واختاروا أنفسهم عليه، فمنها غزاة حنين وأحد وخيبر وغيرهن، وقد تضمن كتابهم( [٨٣١] ): (( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ )) [التوبة:٢٥] ( [٨٣٢] ) .
أما الزنجاني فقد صرح: (أن الصحابة كلهم أسلموا رسول الله إلى القتل إلا نفراً يسيراً) ( [٨٣٣] ). وهذا الفرار يجعل أمر ارتدادهم ممكنا- على حد قول التستري( [٨٣٤] ).
المناقشة:
إن الفرار من المعركة لم يحدث من جميع الصحابة الذين يزعم الإثنا عشرية أنهم ارتدوا، وقد ثبت أن الذين لم يفروا ولزموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين كانوا قرابة المائة، وقيل: ثمانون، وكان على رأسهم أبو بكر وعمر وعلي والعباس وغيرهم( [٨٣٥] )، وكذلك الحال في غزوة أحد، وقد أقر الشيعة أنفسهم بذلك( [٨٣٦] ).
والله سبحانه حين عاتب بعض الصحابة على فرارهم ختم آيات العتاب التربوي على الفرار بذكر عفوه عنهم منّةً منه وفضلاً، وتجاوزاً عن ضعفهم البشري الذي لم تصاحبه نيّة سيئة ولا إصرار على الخطيئة قال تعالى في شأن من فر من معركة أحد: (( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ )) [آل عمران:١٥٥] ، وقال في حنين: (( ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [التوبة:٢٧] .
وليس بعد عفو الله ومغفرته ورحمته مكان للحديث عن الفرارالذي تابوا منه وندموا عليه فتاب الله عليهم، وعفو الله تعالى يمحو الذنوب مهما عظمت.
وإن من أبلغ الآيات التي نزلت محذرة المسلمين من التولي يوم الزحف قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) [الأنفال:١٥-١٦] ، قال جمهور أهل السنة إن هذا الوعيد خاص بيوم بدر، ولم يفر أحد من الصحابة يومئذ( [٨٣٧] )، ووافق الطبرسي الشيعي أهل السنة على هذا التفسير فقال: (وأكثر المفسرين على أن هذا الوعيد خاص بيوم بدر خاصة، ولم يكن لهم يومئذ أن ينحازوا إلى فئة لأنه لم يكن يومئذ في الأرض فئة للمسلمين، فأما بعد ذلك فإن المسلمين بعضهم فئة لبعض) ( [٨٣٨] ).
٤- ما ادعوه من أن سوء أدب الصحابة مع النبي، وعدم سماعهم لخطبته يوم الجمعة، وخروجهم للتجارة واللهو الباطل يجعل أمر ارتدادهم ممكناً( [٨٣٩] ).
قال ابن طاوس: وأما مخالفة أصحابه له في الرخاء والأمن: فقد تضمن كتابهم ذلك، فقال: (( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) [الجمعة:١١] فكان كما روي إذا سمعوا بوصول تجارة تركوا الصلاة معه، والحياء منه، ولم يلتفتوا إلى حرمة ربهم ولا حرمة نبيهم ولا صلاتهم معه، وباعوا ذلك كله بمشاهدة تجارة أو طمع في مكسب منها، فكيف يستبعد من هؤلاء أن يخالفوا بعد وفاته في طلب الملك والخلافة والجاه والمال، وقد انقطعت مشاهدته لهم وحياؤهم منه. إن استبعاد مخالفتهم له من عجائب الأمور وطرائف الدهور.( [٨٤٠] ).
المناقشة:
إن الخروج من المسجد، وعدم سماع الخطبة لم يحصل من جميع الصحابة الذين يزعم الإثنا عشرية أنهم ارتدوا؛ فقد ثبت أن أبا بكر وعمر وغيرهما بقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يفارقوه وقت الخطبة؛ ففي الصحيحين- واللفظ لمسلم- عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: «بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يوم الجمعة، إذ قدمت عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فيهم أبو بكر وعمر. قال: ونزلت هذه الآية: (( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا )) [الجمعة:١١] »( [٨٤١] )
وهذا الحديث من مناقب أبي بكر وعمر، وهو حجة على الشيعة. أما الصحابة الذين انفضوا فقد كان ذلك منهم عقب الصلاة؛ إذ كانت الخطبة وقتها بعد الصلاة كما رجح ذلك غير واحد منأهل العلم( [٨٤٢] ).
وروى أبو داود بسند رجاله ثقات إلى مقاتل بن حيان( [٨٤٣] ) أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم التي انفضوا عنها إنما كانت بعد صلاة الجمعة( [٨٤٤] )؛ قال النووي رحمه الله: (قال القاضي: وذكر أبو داود في مراسيله أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم هذه التي انفضوا عنها إنما كانت بعد صلاة الجمعة، وظنوا أنه لا شيء عليهم في الانفضاض عن الخطبة، وأنه قبل هذه القضية إنما كان يصلي قبل الخطبة، قال القاضي: هذا أشبه بحال الصحابة والمظنون بهم أنهم ما كانوا يدَعوْن الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنهم ظنوا جواز الانصراف بعد انقضاء الصلاة) ( [٨٤٥] ).
وهذا الانصراف لا يقدح في الصحابة رضي الله عنهم، فهم ليسوا معصومين عن ارتكاب الذنوب، وقد ندموا على ذلك وتابوا فتاب الله عليهم، وأخبر بتوبته عليهم ورضاه عنهم لما اتبعوا نبيهم في غزوة تبوك في قوله: (( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ )) [التوبة:١١٧] .
وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل.
المبحث الخامس: سبب ارتداد الصحابة في نظر الإثني عشرية:
تعتبر الولاية( [٨٤٦] ). عند الشيعة الإثني عشرية من أهم أصول الدين.
ولعظم شأنها عرضت على الخلائق وهم في الذر كما عرض التوحيد. وأخذ الميثاق عليهم بقبولها، فمنهم من أخذها، ومنهم من ردها؛ فقد روى عدد من علماء الشيعة في مصنفاتهم بأسانيدهم إلى أبي جعفر الباقر أنه قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين عليه السلام: أنت الذي احتج الله بك على الخلائق حين أقامهم أشباحاً عند ابتدائهم، ثم قال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. قال: ومحمد نبيكم؟ قالوا: بلى. قال: وعلي وليكم؟ قال: فأبى الخلق عن ولايتك والإقرار بفضلك إلا قليل منهم) ( [٨٤٧] ).، وفي رواية عن أبي عبد الله الصادق قال: (فقالوا: نعم! ربنا أقررنا) ( [٨٤٨] )،والولاية بعث لأجلها الأنبياء، ونزلت في الكتب( [٨٤٩] )، وكلف بها جميع الأمم؛ روى الصفار بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: «رأيت رسول الله وسمعته يقول: يا علي! ما بعث الله نبياً إلا ودعاه إلى ولايتك طائعاً أو كارها»( [٨٥٠] ).
بل إن سبب عقوبات الأنبياء في الدنيا -كالتقام الحوت ليونس عليه السلام- هو امتناعهم عن ولاية علي وذريته( [٨٥١] ). وما سمّي أولوا العزم من الرسل بهذا الاسم إلا لأنهم شهدوا وأقروا بالولاية ولم يجحدوها. أما آدم عليه السلام فإنه لم يجحد ولم يقر، فلم يكن له عزم على الإقرار، وهو قول الله تعالى: (( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً )) [طه:١١٥] ؛ فقد روى الصفار بسنده إلى أبي جعفر الباقر في تفسيره هذه الآية قال: (عهد إليه في محمد والأئمة من بعده فترك، ولم يكن له عزم فيهم أنهم هكذا...) ( [٨٥٢] ).
ويعتقد الإثنا عشرية أيضاً أن الله عز وجل عقد الولاية لعلي وذريته فوق العرش، وأشهد على ذلك ملائكته: (أن علياً خليفة الله، وحجة الله، وأنه إمام المسلمين) ( [٨٥٣] ).
فالولاية - في معتقدهم- فرضت في السماء، ففرحت واستبشرت بها ملائكة السماء( [٨٥٤] ).، ثم نزلت في كتاب مسجل من عند الله( [٨٥٥] ). على محمد صلى الله عليه وسلم لينفذها، وأشهد الله على نبيه ملائكته أنه يقوم بتنفيذها( [٨٥٦] ).
ونزلت في يوم عرفة، وهي آخر فريضة أنزلت -كما زعموا-، فقد روى الكليني بسنده إلى أبي عبد الله الصادق قال: «لمانزل رسول الله صلى الله عليه وآله عرفات يوم الجمعة أتاه جبرائيل عليه السلام فقال له: يا محمد! إن الله يقرئك السلام ويقول لك: قل لأمتك: اليوم أكملت لكم دينكم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا، ولست أنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج، وهي الخامسة، ولست أقبل هذه الأربعة إلا بها»( [٨٥٧] ). وروي عن الباقر نحوه( [٨٥٨] ).
ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزول الولاية، وقال: «الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي»( [٨٥٩] ).
لكنه خاف- على حد زعمهم- أن يبلغها إلى الصحابة وضاق بها ذرعاً، واشتد عليه أن يقوم بذلك كراهية فساد قلوبهم، وقد استعفى ثلاثاً من ربه فلم يعفه، وخاف أن يقتله الناس فبشّره الله بالعصمة منهم، وأنزل الله عليه: (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ )) [المائدة:٦٧] فذهب عنه خوفه( [٨٦٠] ).
فعند ذلك قام فيهم مقاماً نص على علي فيه نصاً جلياً بأنه الإمام والخليفة بعده بقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه»( [٨٦١] ) وقوله: «سلموا على علي بإمرة المؤمنين»( [٨٦٢] )، وأقوال أخرى ذكرها الشيعة في مصنفاتهم( [٨٦٣] )ويعتقد الشيعة أن الصحابة يوم الغدير سلموا على علي بن أبي طالب بإمرة المؤمنين.( [٨٦٤] ).
والشيعة يزعمون أن الله أنزل على الصحابة آيات طلب فيها منهم التمسك بولاية علي والدخول فيها والمحافظة عليها( [٨٦٥] )، وبين لهم أهميتها ومكانتها من الدين( [٨٦٦] )، وأنها مماسيسألون عنها يوم القيامة( [٨٦٧] )، وطلب منهم أن يوفوا بماأخذ عليهم من العهود والمواثيق من أجلها( [٨٦٨] ). بيد أن الصحابة أنكروا هذه الولاية بعد معرفتهم لها- على حد قولالشيعة الإثني عشرية( [٨٦٩] ) وظهر منهم ما كانوا يضمرون في أنفسهم من عداوة علي( [٨٧٠] ). وطلبوا من رسول الله أن يشرك معه غيره، أو يبدل به آخر، لكن الله حذر رسوله من ذلك( [٨٧١] ).
وبين له أن الإشراك في علي أمر لا يغفره الله أبداً( [٨٧٢] ).
والشيعة يرون كفر من حل عقدة الإمامة التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي -على حد قولهم-، وطبقاً لما استدلوا به من الروايات المنقولة عن أئمتهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر وأنذر من حلّها، إلا أنه رغم ذلك عُصِيَ أمره، فكفر من عصى أمره في ذلك.
قال الطوسي: (دفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر( [٨٧٣] )؛ لأن الجهل بهما على حد واحد، وقد روي عن النبي صلى اللهعليه وآله أنه قال: «من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» وميتة الجاهلية لا تكون إلا على كفر)( [٨٧٤] ).
وقد أجمع الشيعة على أن من ينكر هذه الدعامة يعتبر مرتداً( [٨٧٥] ).؛ فقد اعتبروها إحدى الدعائم التي بُني عليها الإسلام، بل وأفضلهن( [٨٧٦] )؛ فقد أسند الكليني وغيره إلى أبي جعفر الباقر قوله: (بني الإسلام على خمس: الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير) ( [٨٧٧] ).
وأسند عدد من مصنفي الشيعة إلى جعفر الصادق: (إن عيسى بن السري( [٨٧٨] )، قال: قلت لأبي عبد الله (ع) ( [٨٧٩] ): أخبرني عن دعائمالإسلام التي بني عليها، لا يسع أحداً من الناس التقصير في معرفة شيء منها، التي من قصر عن شيء منها فسر عليه دينه ولم يقبل منه علمه، ولم يضيق ما هو فيه بجهل شيء جهله؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان برسوله، والإقرار بما جاء من عند الله، والزكاة، والولاية التي أمر الله بها؛ ولاية محمد. قلت: هل في الولاية شيء دون شيء؟ قال: قول الله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )) [النساء:٥٩] ، فكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)( [٨٨٠] ).
وأسند الحميري إلى موسى الكاظم قوله: (ما وكّد الله على العباد في شيء مثل ما وكّد عليهم بالإقرار بالإمامة، وما جحد العباد شيئاً مثلما( [٨٨١] ) جحدوها)( [٨٨٢] ).
أما الحسن العسكري فقد أسند إليه الصدوق قوله: (إن الله تعالى بمنّه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض ولم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه إليكم لا إله إلا هو ليميز الخبيث من الطيب... ففرض عليكم الحج والعمرة،وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، والولاية، وجعل لكم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض، ومفتاحاً إلى سبيله، ولولا محمد والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضاً من الفرائض...) ( [٨٨٣] ).
والشيعة -كما مرّ- يرون أن الصحابة جحدوا ولاية علي بن أبي طالب( [٨٨٤] ). التي افترضها الله عليهم( [٨٨٥] ). والتي بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها( [٨٨٦] ) فكان ذلك هو سبب أرتدادهم وكفرهم -في نظر الشيعة -؛ فعن أبي هارون العبدي( [٨٨٧] )قال: كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره، حتى جلست إلى أبي سعيد فسمعته يقول: أُمِرَ الناس بخمس، فعملوا بأربعة وتركوا واحدة. فقال له رجل: يا أبا سعيد! وما هذه الأربعة التي عملوا بها؟ قال: الصلاة والزكاة والحج والصوم. فقال: وما الواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب. قال: وإنها لمفترضة معهن؟ قال: نعم. قال: قد كفر الناس؟ قال: إذا كفر الناس فما ذنبي؟( [٨٨٨] ).
وأسند الكليني والبرقي وغيرهما إلى أبي جعفر الباقر قوله: (فرض الله على العباد خمساً، أخذوا أربعاً وتركوا واحداً) ( [٨٨٩] ). إلى آخر ما أورده من النصوص الكثيرة التي استدلوا بها على كفر الصحابة بسبب تركهم ولاية علي.
وقد صرح مصنفوا الشيعة الإثني عشرية أن الصحابة رضي الله عنهم لم يجهلوا الوصية، بل جحدوها. ولم يكتفوا بذلك، بل تآمروا على سلب الخلافة من علي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا بين مانع ودافع -على حد قولهم( [٨٩٠] ) فقد قال ابن طاوس: (إن المسلمين الذين عدلوا عن آل البيت إلى تيم وعدي آل حرب وبني أمية كانوا إما قد ارتدوا عن الإسلام، أو شكّوا فيه، أو باعوا الآخرة بالدنيا ورغبوا في الجاه وحطام الدنيا الفانية كما جرت عادة كثير من أمم الأنبياء) ( [٨٩١] ).
وقال في موضع آخر: (ألا تعجب من قوم بعد الآيات الباهرات يخذلونه هذا الخذلان إلى هذه الغايات، وألا تعجب من أمة سيدنا محمد مع مولانا علي يحاربون مع الملوك قبله وبعده، ويقتلون أنفسهم بين أيديهم ويخذلونه مع اعتقادهم وإظهارهم لفرض طاعته وأنه صاحب الحق، وأن الذين ينازعونه على الباطل) ( [٨٩٢] ).
وقال الإربلي: (ولا أكاد أعذر أحداً ممن تخلف عن علي صلواتالله عليه، ولا أنسب ذلك منهم إلا إلى بَلَهٍ وقلة تمييز وعدم تعقل وغباوة عظيمة) ( [٨٩٣] ).
وعدَّ الكاشاني امتناع الصحابة عن مبايعة علي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم سبباً في ظلال الأمة كلها فقال: (وما جرى من الصحابة كان سبباً في ظلال الأمة) ( [٨٩٤] ).
واستبعد علي البحراني نسيان الصحابة لخبر الوصية أو جهلها، فقال: تجويز نسيان خبر الوصاية والخلافة على سائر الصحابة السامعين لهذا الحديث مع قرب العهد في غاية البعد( [٨٩٥] ). وبنحو قوله قال البياضي( [٨٩٦] ).
وأكّد الشيرازي أن الصحابة كانوا بين مانع من ولاية علي وادفع لها لكراهيتهم لها، فقال: (ولا ريب أن جمهور الصحابة كان بين مانع ودافع) ( [٨٩٧] ).
ويدعي الشيعة أن الذي دفع الصحابة إلى هذا: هو بغضهم وحسدهم وعداؤهم لعلي؛ فهم يرون أن نار حسد الصحابة لعلي كانت خامدة، ثم شبّت وارتفعت المجاملة لما كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم القناع بولاية علي في غدير خم، واستعر جمر الحقد بعد وفاته -على حد زعمهم( [٨٩٨] )-، وقد نقل الإربلي عن صاحب كتاب السقيفة قول فاطمة رضي الله عنها فيالصحابة: (وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله نكير سيفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله... إلى أن قالت -فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، ويحهم أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى، فما لكم كيف تحكمون) ( [٨٩٩] ).
وقال التستري حاكياً عن موقف الصحابة من علي: (فسموه بأمير المؤمنين فيما بينهم، مع ما في صدورهم من غل غلت به مراجل صدورهم، وحقد قد أخذ بمجامع قلوبهم، وحسد قد شربته مزارع أفئدتهم، وبغض قد تشبث بمراتع بواطنهم، وكانوا يتربصون الفرصة في ذلك) ( [٩٠٠] ). وقال في موضع آخر: (وقد مر أنهم كانوا منحرفين عن علي لما في صدورهم من ضغائن ثارات الجاهلية) ( [٩٠١] ).
أما المرتضى فيرى أن الذي منع الصحابة من مبايعة علي خوفهم من أن يستأثر أهل البيت بالخلافة دون غيرهم، فقال: (ويرون أن أهل البيت إن تولوا الخلافة من دون قريش والناس لم يخرج السلطان منهم إلى أحد أبداً، ومتى كان في غيرهم تداولوه بينهم) ( [٩٠٢] ).
ويعتقد الشيعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر علياً بأن الصحابة سيغدرون به بعد وفاته، وسيظهرون له الضغائن المخبّأة في صدورهم.. كنحو قوله له: «إن الأمةستغدر بك بعدي»( [٩٠٣] )، وقوله: «إذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالؤون عليك»( [٩٠٤] )، وقوله: «لست أخاف عليك أن تضل بعد الهدى، ولكن أخاف فسّاق قريش وعاديتهم»( [٩٠٥] ).
وقد اشتكى علي من ظلم الناس له -على حد زعم الشيعة -؛ فقد ذكر الشيرازي أن الأخبار قد تضافرت عنه في التظلم من قريش والعرب -ويعني بذلك الصحابة- من وجوه ليس إلى إنكارها سبيل على حد قوله( [٩٠٦] ). فمن ذلك قوله: (اللهم إني أستعديك على قريش، فإنهم أضمروا لرسول الله صلى الله عليه وآله ضروباً من الشر والغدر فعجزوا عنها، فحِلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي والدوائر علي) ( [٩٠٧] ).وقوله: (لم أزل مظلوماً منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله) ( [٩٠٨] )،وقوله: (قريش قطعت رحمي ودفعتني عن حقي) ( [٩٠٩] ).وغير ذلك. ومما تقدم يتضح رأي الشيعة الإثني عشرية في سبب كفر الصحابة وارتدادهم: وهو تركهم لولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد دلّلوا على أن سبب ارتدادهم هو تركهم الولاية بأدلة متفرقة، منها ما هو من القرآن الكريم، ومنها ما هو من السنة، ومنها ما هو من أقوال أئمتهم:
أدلتهم من القرآن الكريم:
إن الآيات التي استدل بها الشيعة على أن سبب كفر الصحابة هو تركهم ولاية علي كلها آيات نزلت في الكفار والمشركين، والشيعة قد استدلوا بها سالكين في التدليل مسلك التأويل الباطني كيما يوافق أهواءهم وعقديتهم في الطعن في الصحابة والنيل منهم. ومن هذه الأدلة:
١- قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )) [البقرة:١٦١] .
قال الحسن العسكري في تفسيرها: (إن الذين كفروا بالله في ردهم نبوة محمد وولاية علي بن أبي طالب (ع) وآلهما(ع)، وماتوا على كفرهم أولئك عليهم لعنة الله...إلخ)( [٩١٠] ).
٢- قوله تعالى: (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ )) [النساء:٤٤-٤٥] .
قال القمي: (يعني ظلوا في أمير المؤمنين-، ويريدون ان تضلوا السبيل- يعني: أخرجوا الناس من ولاية أمير المؤمنين، وهو الصراط المستقيم) .( [٩١١] ).
٣- قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ )) [يونس:٦٩-٩٧] .
قال القمي في تفسيرها: (عرضت عليهم الولاية وقد فرض الله عليهم الإيمان بها، فلم يؤمنوا، (( وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ )) قال: الذين جحدوا أمير المؤمنين عليه السلام).( [٩١٢] ).
٤- قوله تعالى: (( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً )) [الإسراء:٨٩] أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله في تفسيرها: (نزل جبرائيل بهذه الآيات هكذا: فأبى أكثر الناس بولاية( [٩١٣] ) علي إلا كفوراً)( [٩١٤] ).
٥- قوله تعالى: (( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ )) [الحج:١٩-٢١] .
أسند القمي إلى أبي جعفر الباقر قوله في تفسيرها: (كفروا بولاية علي عليه السلام) ( [٩١٥] ).
٦- قوله تعالى: (( وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ )) [الحج:٥٥] .
قال القمي: (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه: أي في شك من أمير المؤمنين (ع) ...- إلى أن قال: (( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا )) [الحج:٥٧] : ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام)( [٩١٦] ).
٧- قوله تعالى: (( ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ )) [محمد:٣] .
قال القمي: (الذين كفروا: وهم الذين اتبعوا أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام) ، ثم قال: (وحدثني أبي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (في سورة محمد آية فينا وآية في أعدائنا) ( [٩١٧] ).
٨- قوله تعالى: (( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ )) [الطور:٣٣] .
قال البحراني: (ثم عطف على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أم يقولون: يعني أصحاب رسول الله. تَقَوَّلهُ: يعني أمير المؤمنين. بل لا يؤمنون، إنه لم يتقوله ولم يقله برأيه) ( [٩١٨] ).
وهذه الآيات التي ذكروها واستدلوا بها على معتقدهم في الصحابة لا يسلم لهم الأستدلال بها؛ لأنها نزلت في المشركين وفي الكفار من أهل الكتاب، وعلى هذا إجماع مفسري أهل السنة، وتبعهم الطبرسي الشيعي على عادته تقية( [٩١٩] )، فقال في تفسير قوله تعالى: (( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ )) : (أي افتعل القرآن وتكذبه من تلقاء نفسه) ( [٩٢٠] ). وفي تفسير قوله تعالى: (( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً )) [الإسراء:٨٩] ، قال: (جحدوا للحق) ( [٩٢١] )، ولم يذكر ولاية علي رضي الله عنه بكثير ولا قليل. ومخالفته لجمهور الشيعة ومسايرته لأهل السنة وإن كانت تقية منه، إلا أنها تدل على مدى اضطراب أقوالهم في هذا الأصل الهام من أصول الدين- عندهم-.
والشيعة تعتبر ولاية علي أفضل الفرائض -كما تقدم-، ومع ذلك لم يرد في القرآن دليل صريح باتفاق السنة والشيعة يعتبر جاحد الولاية كافراً كما ورد في شأن الصلاة والزكاة اللتان هما أقل شأناً من الولاية -في نظر الشيعة - هذا مع اعتراف الطرفين بأن الله سبحانه وتعالى قد فصل كل شيء تفصيلاً، قال تعالى: (( وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً )) [الإسراء:١٢] . قال الطبرسي -وهو من علمائهم - في تفسير هذه الآية: (أي ميّزناه تمييزاً ظاهراً بيناً لا يلتبس، وبيّناه تبياناً شافياً لا يخفى) ( [٩٢٢] ).أما أدلتهم من السنة النبوية:
١- استدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»( [٩٢٣] )، قال الطوسي: (وميتة الجاهلية لا تكون إلا علىكفر) ، وعلل ذلك بقوله: (دفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر؛ لأن الجهل بهما على حد واحد) ( [٩٢٤] ).
وقد ورد شاهد لهذا الحديث في مسند الإمام أحمد عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفظه: «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية»( [٩٢٥] )، وعند الإمام مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يرفعه: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»( [٩٢٦] ).وليس في هذا الحديث ما يدل على أن علياً رضي الله عنه هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيه ما يدل على كفر الصحابة. وقوله صلى الله عليه وسلم: «من مات ميتة جاهلية». لا يدل على كفر من مات على هذه الحالة؛ قال ابن حجر رحمه الله: (المراد بالميْتة- بكسر الميم-: حالة الموت، كموت أهل الجاهلية على ضلال، وليس له إمام مطاع؛ لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك، وليس المراد أنه يموت كافراً، بل يموت عاصياً) ( [٩٢٧] ). وبنحو قوله قال النووي( [٩٢٨] ).
٢- أحاديث نسبها الشيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين فيها حكم من جحد حق علي رضي الله عنه: ومنها:
أ) ما أسنده فرات الكوفي إلى أبي ذر الغفاري يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها قوله في علي: «من ترك ولايته كان ضالا مضلا، ومن حجد حقه كان مشركاً. يا أبا ذر يؤتى بجاحد حق علي (ع) وولاية علي (ع) يوم القيامة أصم وأعمى وأبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيامة...»( [٩٢٩] ).
ب) ما أسنده الصدوق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه قوله لعلي رضي الله عنه: «لا أقر بي من جحدك، ولا آمن بالله من كفر بك»( [٩٣٠] ).
ج) ما رواه العسكري عن رسول الله من قوله: «من جحد ولاية علي لا يرى الجنة بعينه أبداً»( [٩٣١] ).
د) ما ذكره سليم بن قيس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «أنت السبب فيما بين الله وبين خلقه بعدي، فمن جحد ولايتك قطع السبب الذي فيما بينه وبين الله وكان ماضياً في الدركات، يا علي! ما عرف الله إلا بي ثم بك، من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته»( [٩٣٢] ).
هـ) ما أسنده الصدوق إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنكر إمامة علي عليه السلام بعدي كان كمن أنكر نبوتي في حياتي، ومن أنكر نبوتي كان كمن أنكر ربوبية الله عز وجل» -وفي رواية- «من جحد إمرته فقد جحد رسالتي»( [٩٣٣] ).
٣- أدلة نسبها الشيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تُبيّن حكم من شك في ولاية علي، أو أشرك فيها. منها:
أ) ما ذكره الكاشاني وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشك في علي عليه السلام كفر بالله»( [٩٣٤] ).
ب) ما ذكره البياضي وغيره عن أبي ذر يرفعه: «من ناصب علياً الخلافة بعدي فهو كافر، ومن شك فيه فهو كافر»( [٩٣٥] ).
وقال البياضي: (ولولا تواتر الوصية لعلي لم يستحقوا الكفر) ( [٩٣٦] ).
ج) ما أسنده الصدوق إلى ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه: «المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك»( [٩٣٧] ) -وفي رواية عن حذيفة بن أسيد الغفاري يرفعه-: «الكفر به كفر بالله، والشرك به شرك بالله، والشك به شك بالله، والإلحاد به إلحاد بالله، والإنكار له إنكار لله...»( [٩٣٨] ).
د) ما أسنده الخزاز إلى زيد بن ثابت يرفعه: «الشاك في علي هو الشاك في الإسلام»( [٩٣٩] ).
وكل هذه الأحاديث التي ذكروها من الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا توجد إلا في كتب الشيعة. والشيعة لا يأخذون الحديث إلا ممن كان شيعياً، ولا يقبلون من السنة إلا ما صح من طرق أهل البيت( [٩٤٠] )، فكيف سلموا لهذه الروايات التي أوردوها، وكلها لم تأتهم من طرق أهل البيت بل إن بعض الروايات التي أوردوها جاءت من طريق أعداء آل البيت- حسب معتقدهم-؛ فزيد بن ثابت مثلاً: يرى المفيد أنه ممن ظاهر على عداوة علي( [٩٤١] ). ويرى النوري الطبرسي أنه ممن علم انحرافهم عن الدين( [٩٤٢] )، فكيف يقبلون روايته،ويستدلون بها على أصل من أصول الدين.
وأما أدلتهم من أقوال أئمتهم: التي نسبوها إليهم:
فقد تقدم الكثير منها في المبحث الثالث، وخلال هذا المبحث، وأما التي لم يسبق ذكرها فمنها:
١- قول أبي جعفر الباقر فيما أسنده أليه البرقي والصدوق: (إن الله تبارك وتعالى جعل علياً عليه السلام علماً بينه وبين خلقه ليس بينهم وبينه علم غيره، فمن تبعه كان مؤمناً، ومن جحده كان كافراً، ومن شك فيه كان مشركاً) ( [٩٤٣] ).
٢- وكذلك قوله: (علي عليه السلام باب الهدى من خالفه كان كافراً، ومن أنكره دخل النار) ( [٩٤٤] ).
٣- قول أبي عبد الله الصادق الذي أسنده إليه البرقي والصدوق: (لو جحد أمير المؤمنين عليه السلام جميع من في الأرض لعذبهم الله جميعاً وأدخلهم النار) ( [٩٤٥] ).
وقد تقدم قولهم: إن النار لا يدخلها إلا كافر.
٤- وقول الصادق أيضاً الذي أسنده إليه العياشي وغيره: (علي عليه السلام باب هدى، ومن تقدمه كان كافراً، ومن تخلف عنه كان كافراً) ( [٩٤٦] ).
٥- وقوله أيضاً الذي أسنده إليه المفيد يخاطبعبد الرحمن بن كثير( [٩٤٧] ): (ويحك يا أبا سليمان! إن الله لا يغفر أن يشرك به، وإن الجاحد لولاية علي كعابد وثن) ( [٩٤٨] ).
٦- قول أبي الحسن الهادي بن محمد بن علي الذي أسنده إليه الصدوق: (ما أبالي محوت المحكم من كتاب الله، أو جحدت محمداً صلى الله عليه وآله النبوة، أو زعمت أن ليس في السماء إله، أو تقدمت على علي بن أبي طالب عليه السلام) ( [٩٤٩] ). أي أن هذه الأمور كلها سيان عنده، فحكم من تقدم على علي رضي الله عنه كحكم من أنكر أن الله في السماء، أو جحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أو محا المحكم من كتاب الله تعالى.
مناقشة هذه الدعوى:
إن المتتبع لآيات القرآن المبين لا يرى فيها ما تدعيه الشيعة للولاية من منزلة، فلو كانت الولاية أفضل دعائم الإسلام وكانت لعلي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لبيّنها الله ووضحها ودلّ عليها في كتابه الكريم، والله إنما احتج على العباد بما عرّفهم؛ اسند البرقي إلى الصادق قوله: (إنما احتج الله على العباد بما آتاهم وعرفهم) ( [٩٥٠] ).
وكذلك من تتبع السنة النبوية يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدعُ الناس إلى الإيمان بولاية علي كما كان يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق برسالته. وقد تركالناس على المحجّة، وبين لهم كل ما يهمهم من أمور دينهم. فَلِمَ لَمْ يوضح لهم مكانة الولاية ومنزلتها إذا كان شأنها كما تزعم الشيعة!.
ولكن مما يدلل على بطلان هذه الدعوى ما روي عن علي رضي الله عنه وعن بعض أولاده- الذين تعتقد الشيعة إمامتهم وعصمتهم- من أقوال وأفعال تخالف هذه الدعوى وتبطلها. وهذه الروايات ثابتة ومسندة في كتب الشيعة، ويفهم منها أن الولاية لا تدخل في أصل الإيمان.. ومن تلك الروايات:
١- ما أسنده الصدوق إلى علي رضي الله عنه يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة: حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله بعثني بالحق. وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت وحتى يؤمن بالقدر»( [٩٥١] ).
وظاهر هذه الرواية أن العبد يصير مؤمنا دون أن يعتقد ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
٢- ما أسنده البرقي إلى أبي عبد الله الصادق قال: «إن رجلاً من خثعم جاء إلى رسول الله فقال له: أخبرني ما أفضل الإسلام؟ فقال: الإيمان بالله: قال: ثم ماذا؟ قال: صلة الرحم. قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»( [٩٥٢] ).
فلم يذكر الولاية بالرغم من اعتقاد القوم أنها أفضل الإسلام.
٣- ما ذكره أبو الحسن العاملي من قول أبي الحسن العسكري لما قيل له: إن فلاناً يدعو الناس إليك. فقال:(ما دعا محمد إلا إلى الله وحده)( [٩٥٣] ).
وذكر القمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان يدعو قريشاً إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله( [٩٥٤] ). ولم يذكر أنه كان يدعوهم إلى ولاية علي.
٤- ما ذكره الإربلي من قول علي رضي الله عنه: (ندعوكم إلى الله ورسوله، وإلى جهاد عدوه، والشدة في أمره، وابتغاء رضوانه، وإلى إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، وتوفير الفيء لأهله) ( [٩٥٥] ).
فَلِمَ لَمْ يدعُ الناس إلى ولايته ما دامت أفضل دعائم الإسلام؟!
٥- ما أسنده البرقي إلى الصادق قال: (إن من قولنا أن الله يحتج على العباد بالذي آتاهم وعرفهم، ثم أرسل إليهم رسولاً، وأنزل عليه الكتاب، وأمر فيه ونهى، وأمر فيه بالصلاة والصوم.. إلخ) ( [٩٥٦] ). ولم يذكر الولاية مع عظم شأنها عندهم.
٦- ما أسنده الصدوق إلى علي بن أبي طالب أنه كان يقول: (إن أفضل ما توسل به المتوسلون: الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله... إلخ) ( [٩٥٧] ). ولم يذكر الولاية.
٧- ما ذكره الشعيري عن علي بن موسى الرضا أنه قال: (حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (ع) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان»، وجاء جبرائيل إلى النبي في صورة أعرابي، والنبي لا يعرفه، فقال: «يا محمد! ما الإيمان؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والبعث بعد الموت( [٩٥٨] ). قال: صدقت يا محمد! فما الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. قال: صدقت!»( [٩٥٩] ). فهذه أركان الإسلام والإيمان قد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقلها أئمتهم أباً عن جد، وذكروها في كتبهم، ولم يرد فيها ذكر للولاية مطلقاً. فهذه الروايات المنقولة عن أئمة أهل البيت تدل على أن دعوى الولاية غير صحيحة.
وأما بالنسبة للأحاديث التي اعتمد عليها الشيعة في إثباتهم للولاية، فهي على قسمين:
(١) - أحاديث ذكرت في صحاح أهل السنة، وهي لا تدل على مذهب الشيعة من قريب ولا بعيد؛ ولكنهم حملوها ما لا تتحمل-.
(٢) - أحاديث خاصة بهم: وكلها من قبيل الموضوع المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي مما لا يحتج به بإجماع علماء الأمة.
ومما يدل على عدم ثقة الشيعة بهذه الأحاديث الخاصة بهم، والتي أوردوها مورد الاستدلال بها على الولاية: عدول بعض مصنفيهم عن الاحتجاج بها، واعتبارهم الولاية من الأركان التي زيدت من قبلهم؛ قال محمد حسين كاشف الغطاء -وهو من كبار علمائهم المعاصرين-: (ولكن الشيعة الإمامية زادواركناً خامساً، وهو الاعتقاد بالإمامة) ( [٩٦٠] ).
فمفهوم كلامه أن هذا الركن المزاد لم يكن من أركان الإسلام أصلاً، وإنما زادته الشيعة تثبيتاً لمذهبهم.
وقد أكّد موسى الموسوي -وهو من مجتهديهم- هذه الحقيقة، وحدّد الوقت الذي زيدت فيه، فقال: (وبعد الإعلان الرسمي عن غيبة الإمام المهدي في عام ٣٢٩ هجري حدثت في التفكير الشيعي أمور غريبة ادّعوها بالصراع بين الشيعة والتشيع أو عهد الانحراف، وكانت أولى هذه الأمور في الانحراف الفكري ظهور الآراء القائلة بأن الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في علي، وبالنص الإلهي، وأن الصحابة ما عدا نفر قليل منهم خالفوا النص الإلهي بانتخابهم أبا بكر، كما ظهرت في الوقت نفسه آراء أخرى تقول: إن الإيمان بالإمامة مكمّل للإسلام، وحتى إن بعض علماء الشيعة أضافوا الإمامة والعدل إلى أصول الدين الثلاثة التي هي: التوحيد، والنبوة، والمعاد، وقال بعضهم بأنها من أصول المذهب، وليس من أصول الدين]( [٩٦١] ).
ويتبين لنا من كلامه أن عقائد المذهب وأصوله عندهم قائمة على الهوى، وليس على الوحي، وهذا يجعل مذهبهم مضطرباً وغير ثابت. بل ومتناقضاً حتى في المسألة الواحدة؛ وهذا ما حصل منهم في مسألة حكم منكر الإمامة؛ فجمهورهم حكموا بكفره كما تقدم الكلام على ذلك. بينما البعض منهم حكم بفسقه، ولا ريب أن حكمهم هذا على سبيل التقية لأدلة ستأتي. ولو كانت الولاية من أصول الدين لما صح منهم هذا التوسع.
قال الشيرازي -بعد ما أورد مقدمة طويلة بيّن فيها أقسامالمرتدين بحسب النظر إلى حال منكر الإمامة( [٩٦٢] )-: والمقصود بإيراد هذه المقدمة دفع ما توهمته العامة وتقرر في أوهامها من أن الشيعة يكفّرون جميع الصحابة أو أكثرهم، وليس كذلك، وكيف وهذا أفضل المحققين من الشيعة نصير الدين الطوسي يقول في كتابه المسمى بـ(التجريد)( [٩٦٣] ): (محاربوا علي كفرة، ومخالفوه فسقة. ومن المعلوم أن أكثر الصحابة لم يحاربوا علياً (ع) ، ولكنهم خالفوه بدفع النص)( [٩٦٤] ). ثم ذكر قول الحلي شارح التجريد، وفيه: (وأما مخالفوه في الإمامة فقد اختلف قول علمائنا، فمنهم من حكم بكفرهم؛ لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من الدين ضرورة، وهو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره. وذهب آخرون إلى أنهم فسقة...) ( [٩٦٥] ).ا هـ كلام الشيرازي.
وزاد الحلي: (ثم اختلف هؤلاء- يقصد من قال بأنهم فسقة- على أقوال ثلاثة:
(أحدها): أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة.
(الثاني): قال بعضهم: إنهم يخرجون من النار إلى الجنة.
(الثالث): ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا: أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود، ولا يدخلون الجنة لعدم الإيمان المقتضى لاستحقاق الثواب.( [٩٦٦] ).
وهذه الأقول - عدا الثاني منها- تدل على أنهم كفار، وليسوا فسقة؛ فعدم الإيمان، وعدم دخول الجنة، والخلود في النار لا يكون إلا للكافر. وقد تقدم أنهم نسبوا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه القول بكفر كل من يدخل النار؛فقال: (لا يدخل النار إلا كافر) ( [٩٦٧] ). وهؤلاء الذين ذكروهم كلهم قد دخلوا النار.
وأما قول محسن العاملي: (وأما الشيعة وإن أوجبوا إمامة الإئمة الاثني عشر( [٩٦٨] ).، لكن منكر الإمامة عندهم ليس بخارج عن الإسلام، تجري عليه جميع أحكامه)( [٩٦٩] ): فإن فيه مخالفة صريحة لأئمته الذين حكموا على الصحابة بالارتداد لجحدهم الولاية -كما مر آنفا-. وقد قسّم الصادق الكفر في كتاب الله إلى خمسة أقسام، واعتبر ترك ما أمر الله به كفراً)( [٩٧٠] ).
والولاية- في نظرهم- مما أوجبه الله تعالى - كما تقدم-.
وقد بين المجلسي -ويعد عند الشيعة مرجعاً لمن أتى بعده- هذا وأكّد أن من لم يسمع النص ولم يبغض أمير المؤمنين ولم يعاده كان باقياً على صورة الإسلام وظاهره أيضاً، وإن كان في كثير من الأحكام مشاركاً للكفار، أما من سمع النص ولم يبايع علياً فقد أنكر قول النبي وكفر ظاهراً أيضاً، ولم يبق له شيء من أحكام الإسلام، ووجب قتله.( [٩٧١] ).
ومعلوم أن الشيعة استبعدوا أن يكون أحد من الصحابة لم يبلغه النص -كما تقدم-، بل وجزموا أن البغض والحسد والمعاداة حال بينهم وبين مبايعة علي رضي الله عنه.( [٩٧٢] ).
فهذه الأقوال- أعني أقوال من قال بأن الصحابة كانوا فسقة- تتنافى مع أقوال علمائهم المعتمدين التي أشرت إلى بعضها في بداية هذا المبحث. وهي تحمل على التقية، لاسيما لمعارضتها لإجماع طائفة الشيعة الإمامية؛ فقد نقل يوسف البحراني إجماع الشيعة على أن (الإيمان إنما يصدق على معتقد الحق من الأصول الخمسة، ومنها إمامة الاثني عشر) ( [٩٧٣] ).
وإنما أوردت هذه الأقوال لبيان اظطراب معتقدهم في الولاية التي لو كانت مبنية على نصوص ثابتة عندهم لما وسع بعضهم أن ينقض ما قرره الآخرون، خاصة إذا كان أولئك الآخرين هم أئمتهم الذين يدور مذهب الشيعة على اعتقاد إمامتهم.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ما دامت دعوى الولاية مبتدعة ليس لها أساس ترتكز عليه لا من النقل، ولا من العقل، فمن هو أول من قال بولاية علي ووصايته؟
لقد جزم بعض مصنفي الشيعة أن أول من شهر القول بولاية علي وأنه الوصي: عبد الله بن سبأ اليهودي؛ فقد قال النوبختي: (وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم، ووالى علياً عليه السلام، وكان يقول وهو يهودي في يوشع بن نون: وصيّ بعد موسى، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه) ( [٩٧٤] ). وبمثل قوله قال الكشي( [٩٧٥] )، والمامقاني( [٩٧٦] ).
وزاد الكشي: (فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله في علي (ع) مثل ذلك -أي مثل يوشع بن نون -)( [٩٧٧] ). وقال: (فمن هنا قال من خالف الشيعة: أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية) ( [٩٧٨] ).
فعبد الله بن سبأ أراد أن يفعل في الإسلام ما فعله سلفه بولس في النصرانية، ولكنه خاب وخسر وفشلت مساعيه، ولم يتّبعه إلا تلك الشرذمة القليلة: حينما ادعى أن علياً هو الوصيّ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على أنه الإمام بعده.
ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينص على إمامة واحد بعينه( [٩٧٩] )، ولو نص على إمامة علي رضي الله عنه لبايعه الناس كلهم. فما كان للصحابة أن يعرضوا عن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهم الذين برهنوا خلال المدة التي قضاها رسول الله بينهم على صدق إيمانهم، وصحة إسلامهم بما قدموه من أرواح ودماء وأموال في سبيل نصر دين الله.
ومن المحال أن يتفقوا كلهم على إنكار مثل هذا النص مع توفر الدواعي إلى معرفته.
الاختلاف في عدد الذين لم يرتدوا من الصحابة:
ومما يدلل أيضاً على بطلان دعوى الولاية: تناقض أقوال أئمتهم في عدد الذين لم يرتدوا من الصحابة نتيجة إيمانهم بالولاية بين ثلاثة، وأربعة، وستة، وسبعة، وتسعة،وثلاثة عشر...إلخ.
وإن كانت أقوى الروايات وأرجحها عندهم تذكر أنهم على ثلاثة، وهم: أبو ذر، وسلمان، والمقداد( [٩٨٠] )، هذا إلى جانب وجود روايات أخرى تخالفها، منها:
١- روايات تصرح أن الصحابة ارتدوا إلا أربعة: (على اختلاف في الرابع) .
- فقد زادوا في إحدى الروايات على الثلاثة المذكورين آنفاً رابعاً وهو الزبير بن العوام رضي الله عنه( [٩٨١] ).
والزبير وإن لم يكن ارتد عندهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما أفادت هذه الرواية-، إلا أنهم صرحوا بارتداده بعد ذلك( [٩٨٢] )؛ كما في رواية سليم بن قيس، وفيها قول علي بخبر عن الزبير: (إنه يبايعني بعد قتل عثمان، وينكث بيعتي فيقتل مرتداً) ( [٩٨٣] ).
- وزادوا على الثلاثة رابعاً في رواية أخرى وهو حذيفة بن اليمان، وذلك فيما أسنده الكشي إلى جعفر الصادق قال: (لما مات النبيّ صلى الله عليه وسلم ارتد الصحابة كلّهم إلا أربعة: المقداد وحذيفة وسلمان وأبو ذر) ( [٩٨٤] ).
وحذيفة رضي الله عنه غير مجمع عليه من قبل الشيعة الإثني عشرية بل هو محل قبول ورد، بينما أكثر رواياتهم تصّرح أنه كان متردداً في أمره( [٩٨٥] ).
٢- رواية تدل على أن الصحابة ارتدوا إلا خمسة:
أسند الكليني إلى أبي عبد الله الصادق قصة بيعة أبي بكر، وفيها: (طلب علي النصرة من الصحابة، فلم يستجب له إلا خمسة) وفيها يقول: (فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلاً على الموت، فقال أمير المؤمنين: أغدوا بنا إلى أحجار الزيت، وحلق أمير المؤمنين فما وافى من القوم محلقاً إلا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وجاء سلمان آخر القوم) ( [٩٨٦] ).
ويفهم من هذه الرواية أن هؤلاء المذكورين استجابوا لعلي فلم يرتدوا.
بيد أن عمار بن ياسر رضي الله عنه محل قبول ورد عند الشيعة، وأكثر رواياتهم تذكر أنه عدل عن مبايعة علي، وبايع أبا بكر؛ فقد أسند الكشي إلى الباقر قوله: (ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد. قيل: فعمار؟ قال: كان حاص حيصة ثم رجع) ، وروي نحوه عن جعفر الصادق( [٩٨٧] ).
ومن المناسب هنا أن أذكر قول عمرو بن ثابت بن هرمز البكري العجلي الكوفي -وهو رافضي- حيث قال: (لما مات رسول الله كفر الناس إلا خمسة) ( [٩٨٨] )ولم يذكر من هؤلاء الخمسة.
٣- رواية تدل على أن الصحابة ارتدوا إلا ستة:
أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله: (إن رسول الله لما قبض لم يكن على أمر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر) ( [٩٨٩] ).
وهذه الرواية تدخل ضمن الرواية الأخرى: ارتدوا إلا ثلاثة؛ لأن تلك لم يرد فيها ذكر علي والحسن والحسين، وهم من أئمة الإثني عشرية.
٤- روايتان يفهم منهما أن الصحابة ارتدوا إلا سبعة:
(على اختلاف بينهما).
- رواية أسندها الحميري والمفيد إلى جعفر الصادق يخبر عن آبائه: (أنه لما نزلت هذه الآية: (( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )) [الشورى:٢٣] قام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أيها الناس! إن الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدوه؟... فقال أبو عبد الله - جعفر الصادق: فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر: سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد بن الأسود الكندي وجابر بن عبد الله الأنصاري ومولى لرسول الله صلى الله عليه وآله يقال له: الثبيت( [٩٩٠] ). وزيد بن أرقم( [٩٩١] )) .
- رواية أخرى ذكرها العسكري في تفسيره تصرح أن عدد الذين لم يرتدوا كان سبعة؛ فقد نقل العسكري قول أبي الحسن الرضا قال: (إنما شيعة علي: الحسن والحسين وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر، الذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره، ولم يرتكبوا شيئاً من زواجره) ( [٩٩٢] ).
٥- رواية يفهم منها أن عدد الذين لم يرتدوا كان تسعة:
فقد أسند الصدوق إلى أبي ذر الغفاري جندب بن جنادة رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام كلمات ثلاثة، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها؛ سمعته يقول: اللهم أعنه واستعن به، اللهم انصره وانتصر به، فإنه عبدك وأخو رسولك» ثم قال أبو ذر: «أشهد لعلي بالولاء والإخاء والوصية» قال كزبرة بن صالح: وكان يشهد له بمثل ذلك: سلمان الفارسي، والمقداد، وعمار، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين،وأبو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاشم بن عتبة بن المرقال، كلهم من أفاضل أصحاب رسول الله عليه وسلم( [٩٩٣] ).
وهذه الرواية وإن كانت لم تصرح بأن هؤلاء المذكورين لم يرتدوا، ولكنها أفادت بالمفهوم عدم ارتدادهم؛ وذلك لكون المذكورين قد شهدوا لعلي بالولاء والإخاء والوصية.
والرواية هذه تعد حجة على الشيعة لكونهم لم يستثنوا صراحة هؤلاء من عداد من ارتد من الصحابة.
٦- رواية تصرح أن الذين لم يرتدوا كانوا ثلاثة عشر:
وذلك ما أسنده الصدوق إلى أبي عبد الله الصادق قال: (الولاية للمؤمنين الذين لم يغيّروا ولم يبدّلوا بعد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم واجبة مثل: سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وحذيفة بن اليمان وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وأبي أيوب الأنصاري، وعبد الله بن الصامت، وعبادة بن الصامت، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدري) ( [٩٩٤] ).
وهذه الروايات كلها محل أخذ ورد عند الشيعة، وخاصة لتعارضها مع أرجح الروايات عندهم، والتي تنص على أن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة.( [٩٩٥] ).والروايات هذه التي تنص على ارتداد الصحابة إلا ثلاثة لا تثبت إذا ما تعرضت للنقد، خاصة والنقد هذا من كتبهم أنفسهم:
١- فمن الذين انتقدوا هذه الروايات: جعفر الصادق؛ الإمام السادس عندهم؛ فقد أسند الكشي إلى أبي بصير( [٩٩٦] ). قال قلت لأبي عبد الله (ع) : (ارتد الناس إلا ثلاثة: أبو ذر والمقداد وسلمان. فقال أبو عبد الله: فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري؟) ( [٩٩٧] ).
ويفهم من هذه الرواية أن جعفر الصادق لا يرى أن عدد الذين لم يرتدوا ثلاثة، بل هناك غيرهم ممن لم يرتد في نظره.
٢- إن سبب ارتداد الصحابة-كما يدعي أئمة الشيعة ومصنفوهم- هو جحد ولاية علي، وعدم مبايعته إماماًَ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو عرضنا هذا السبب على مصنفاتهم لوجدناه غير معتبر؛ إذ أن هناك الكثير من الصحابة لم يجحدوا علياً، بل اعتقدوا إمامته، ولم يكتفوا بهذا بل أنكروا على الصديق رضي الله عنه تقدمه على علي -كما يدّعون-، ومع ذلك فقد شملهم حكم الارتداد الذي أطلقه الشيعة على الصحابة عموماً- عدا الثلاثة الذين مرذكرهم-؛ قال البياضي: (ولا خفاء ولا تناكر بين الشيعة أن اثني عشر رجلاً أنكروا على أبي بكر مجلسه، وقد أسند الحسين بن جبر في كتابه إبطال الاختيار إلى أبان بن عثمان( [٩٩٨] ).قال قلت للصادق عليه السلام: (هل كان في أصحاب رسول الله من أنكر على أبي بكر جلوسه مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم. وعدّ منهم: خالد بن سعيد بن العاص، وسلمان، وأبا ذر، والمقداد، وعمار، وبريدة الأسلمي، وقيس بن سعد بن عبادة، وأبا الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وخزيمة بن ثابت ذا الشهادتين، وأبي بن كعب، وأبا أيوب الأنصاري) ( [٩٩٩] ).
وليس عدد من أنكروا على أبي بكر قاصراً عندهم على اثني عشر، بدليل قول الراوي: (وعدّ منهم) . وقد زيد على هؤلاء المذكورين: عبد الله بن مسعود في رواية( [١٠٠٠] )، وعثمان بن حنيف في أخرى( [١٠٠١] ).وكان عبادة بن الصامت وحذيفة بن اليمان والعباس وأولاده وأسامة بن زيد وغيرهم لا يريدون أن يبايعوا أبا بكر( [١٠٠٢] ).-كما زعم الشيعة -. وكان ممن عرض النصر على علي رضي الله عنه البراء بن عازب، وخالد وعمرو أبنا سعيد بن العاص( [١٠٠٣] )، وحذيفة بن اليمان، وعبادة بن الصامت، وخباب بن الأرت، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن الحارث، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وغيرهم، وكلهم طالبوا أن تكون الخلافة لعلي بن أبي طالب( [١٠٠٤] ). كما زعم الشيعة ذلك( [١٠٠٥] ).
وقد رووا أن كثيراً منهم كانوا غُيَّباً، فقدموا وقد تولى أبو بكر الصديق، فأنكروا عليه( [١٠٠٦] )، فكيف دخلوا في عداد المرتدين مع أنهم كانوا غُيَّباً؟!.
بل لقد جزم الشيعة في أكثر من رواية أن بريدة الأسلمي كان في الشام وقت البيعة؛ فقد أسند الثقفي( [١٠٠٧] )-فيما نقله عنه البياضي - إلى جعفر الصادق قوله: (إن بريدة قدم من الشام فرأى قد بويع لأبي بكر... إلخ) ( [١٠٠٨] )-وفيها قصةإنكاره عليه-. فكيف يقال عن بريدة وأشباهه ممن لم يكونوا في المدينة، أو ممن زعم الشيعة أنهم أنكروا على أبي بكر وانتصروا لعلي -كما يدعون- أنهم ارتدوا؟
وكيف لم يستثن الشيعة من المرتدين: (الأنصار) ؛ فإنهم حكوا عنهم أنهم لم يكونوا يرجحون أبا بكر على علي( [١٠٠٩] )، وأنهم أبوا أن يبايعوا أبا بكر، وقالوا: (لا نبايع إلا علي بن أبي طالب) ( [١٠١٠] ).
وكيف لم يستثن الشيعة من المرتدين بعض من يعتقدون أن الأرض ضاقت بهم، فبهم يرزق أهل الأرض، وبهم يمطرون، و... إلى آخر ما أوردوه من العقائد الشركية؛ فقد أسند فرات الكوفي والصدوق والمفيد والكشي إلى علي بن أبي طالب، قوله: (خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون: عبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وحذيفة، وأنا إمامهم السابع، قال الله: (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) [الضحى:١١] ، هؤلاء الذين صلوا على فاطمة الزهراء).( [١٠١١] ). وهذا التناقض يدل على أن أصول المذهب عند الشيعة قائمة على الهوى، وليس لها مستند من دليل شرعي صحيح. فينبغي عليهم نسف الروايات التي بين أيديهم، والعودة إلى مذهب أهل السنة والجماعة كي يتصحح موقفهم من الصحابة رضي الله عنهم، الذين أوصى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدد من أئمتهم. وممن أوصى بهم من أئمتهم: جعفر الصادق؛ حيث قال يخاطب أحد أصحابه: (واعلم أن الله عز وجل اختار لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم طائفة من أصحابه أكرمهم بأجل الكرامة، وحلاّهم بخلق التأييد والنصر والاستقامة لصحبته على المكروه والمحبوب، وأنطق لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم بفضائلهم ومناقبهم. فاعتقد محبتهم، واذكر فضلهم، واحذر مجالسة أهل البدع فإنها تنبت في القلب كفراً خُلُوَّاً وضلالاً مبيناً. وإن اشتبه عليك فضل بعضهم. فكِلْهُم إلى علاّم الغيوب، وقل: اللهم إني محب لمن أحببت أنت ورسولك، ومبغض لمن أبغضته أنت ورسولك. فإنه لم يكلف فوق ذلك) ( [١٠١٢] ).
المبحث السادس: هل شمل الارتداد جميع الصحابة؟ وهل رجع الصحابة الذين ارتدوا- في نظر الشيعة- إلى الإسلام أم لا؟:
ذكر التستري أن عدد الصحابة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش العسرة كان خمسة وعشرين ألف راكب على الخيل والبعير( [١٠١٣] ). وذكر غيره أن عدد الذين حجوا معه صلى الله عليه وسلم كان سبعين ألفاً( [١٠١٤] ).
وقد ذكر مصنفوا الشيعة في كتبهم، ونقلاً عن أئمتهم أن الصحابة ارتدوا جميعاً، وهلك الناس أجمعون من في المشرق ومن في المغرب إلا ثلاثة( [١٠١٥] ) -كما تقدم-. وأن هذا الارتداد وقع ممن كان داخل المدينة وممن كان خارجها كما ذكر ذلك ابن طاوس الشيعي( [١٠١٦] ).
ولا ريب أن أمثال هذه الأقوال تثير تساؤلات كثيرة، منها: ما هو موقف الشيعة من الصحابة الذين ماتوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. وما هو موقفهم من أهل البيت، وهل كان أحد منهم من جملة المرتدين؟ وهل رجع أحد من الصحابة الذين ارتدوا إلى الإسلام؟. وما هو موقف الشيعة من الصحابة الذين بايعوا علياً في أيام خلافته وشهدوا معهحروبه؟ إلى غير ذلك من التساؤلات.
ولبيان ذلك قسّمت هذا المبحث إلى مطالب:
المطلب الأول: موقف الشيعة من الصحابة الذين ماتوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ظاهر الروايات التي ساقها الشيعة في هذه المسألة تدل على أنهم كانوا لا يتولون كل الصحابة الذين ماتوا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكنهم كانوا يعتقدون أنه قد قتل ومات في حياته صلى الله عليه وسلم عدد كبير ممن كان على الحق. قال المرتضى: (قتل ومات في حياة الرسول قبل الهجرة وبعدها ممن كان على الحق عدد كبير، وجم غفير، يغيظ بعضهم الكفار فضلاً عن كلهم) ( [١٠١٧] ). وبنحو قوله قال الطوسي( [١٠١٨] ).
وقد ذكروا أسماء بعض هؤلاء الأصحاب مع نبذة من مآثرهم وفضائلهم، ومنهم:
١- حمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث بن المطلب: وعقيدة الشيعة في هؤلاء هي توليهم والترضي عنهم، والإكثار من ذكر فضائلهم.. ومما ذكروه من فضائلهم: قالوا: إن قول الله تعالى: (( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )) [الأحزاب:٢٣] . نزل فيهم، وفي علي بن أبي طالب وذلك فيما أسنده القمي والصدوق وغيرهما إلى أبي جعفر الباقر وإلى علي رضي الله عنه.( [١٠١٩] ).
- وقالوا: إن علياً وحمزة وجعفر صِدّيْقُون، وهم شهداء الرسل على أممهم( [١٠٢٠] )
- ونسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله اختارني، وعلياً، وجعفراً ابني أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، كنا وفوداً بالأبطح، وليس منا إلا مسجى بثوبه على وجهه؛ علي بن أبي طالب عن يميني، وجعفر عن يساري، وحمزة عند رجلي، فما نبهتني عن رقدتي غير خفيق أجنحة الملائكة، وبرد ذراعيْ علي بن أبي طالب في صدري، فانتبهت من رقدتي: وجبرائيل في ثلاثة أملاك، يقول له أحد الأملاك الثلاثة: يا جبرائيل! إلى أي هؤلاء أرسلت؟ فركضني برجله فقال: إلى هذا. قال: ومن هذا؟؛ يستفهم. فقال: هذا رسول الله سيد النبيين، وهذا علي بن أبي طالب سيد الوصيين، وهذا جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة، وهذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء عليهم الصلاة والسلام»( [١٠٢١] ).
- وأسند الحميري إلى علي بن أبي طالب قوله: (منا سبعة خلقهم الله عز وجل لم يخلق في الأرض مثلهم..-وعد منهم-: وسيد الشهداء حمزة عمه، ومن قد طاف مع الملائكة جعفر...) ( [١٠٢٢] ).
- ويعتقدون برجعة حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب حين يقوم القائم( [١٠٢٣] )، أي حين يخرج إمامهم الثاني عشر من سردابه.
- والشيعة يرون أن حمزة وجعفر بن أبي طالب كانا يعتقدان إمامة علي بن أبي طالب ووصايته، واستدلوا بما قاله علي بن أبي طالب يوم بايع لأبي بكر: (لو كان لي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله عمّي حمزة وأخي جعفر، لم أبايع كرهاً) ( [١٠٢٤] ). وعقّب الشيرازي على هذه الرواية ورواية أخرى شبيهة بها بقوله: (دل هذان الحديثان على أن حمزة وجعفر كانا يعتقدان أستحقاق علي (ع) للخلافة بعد رسول الله وأنه صاحبها دون غيره. وأنهما لو كانا حيّين يوم مات رسول الله صلى الله عليه وآله لم يطمع فيها غيره، ولم يصل إليها أحد سواه)( [١٠٢٥] )
واستدلوا على ذلك أيضاً بما (أسنده عيسى بن المستفاد( [١٠٢٦] ). في كتاب الوصية -فيما نقله عنه البياضي - إلى موسى الكاظم إلى جعفر الصادق عليهما السلام: «أنه لما كانت الليلة التي أصيب حمزة في صبيحتها قال له النبي صلى الله عليه وآله: يا عم! توشك أن تغيب غيبة بعيدة، فما تقول إذا وردت على ربك وسألك عن شرائع الإسلام وشرائط الإيمان؟ فبكى، وقال: أرشدني. فقال صلى الله عليه وآله: تشهد لله بالوحدانية، ولي بالرسالة، وتقر بالمعاد وما فيه، وأن علياً أمير المؤمنين والأئمة من ولده الحسن والحسين وفي ذريته، وتؤمن بسرهم وعلانيتهم، وتوالى من والاهم، وتعادي من عاداهم. فقال: نعم! آمنت بذلك كله ورضيت به»( [١٠٢٧] ).
٢- خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها:
صرحوا أنها كانت تتولى علياً وتتبرأ من أعدائه، وماتت على ذلك؛ فقد أسند ابن عبد القاهر -فيما نقله عنه البياضي - إلى الصادق عليه السلام: «أن علياً عليه السلام وخديجة لما دعاهما النبي صلى الله عليه وآله إلى الإسلام قال: جبرائيل عندي يقول لكما: إن للإسلام شروطاً: الإقرار بالتوحيد والرسالة والمعاد، والعمل بأصول الشريعة، وطاعة وليّ الأمر من بعده والأئمة واحداً بعد واحد، والبراءة من الشيطان ومن الأحزاب: تيم وعدي( [١٠٢٨] ). فرضيت خديجة بذلك.
فقال علي عليه السلام: وأنا على ذلك. فبايعهما النبي صلىالله عليه وآله، ثم أمرها أن تبايع علياً، وقال: هو مولاكِ ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي. فبايعت له عليه السلام».( [١٠٢٩] ).
٣- عثمان بن مظعون رضي الله عنه:
- ذكروا أن قول الله تعالى: (( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )) [البقرة:٤٦] . نزل فيه وفي علي وعمار( [١٠٣٠] ).
- وقد أسند الكليني والصدوق والطوسي إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قوله: «إن رسول الله صلى الله عليهوآله قبّل عثمان بن مظعون بعد موته»( [١٠٣١] ). وزاد الأشعث: «فلما دفنه رش على تراب القبر الماء رشاً، وبسط علىقبره ثوباً، وكان أول من بسط عليه ثوباً يومئذ، وسوّى عليه تراب القبر، ثم قال: عليَّ بحجر. فقيل: يا رسول الله وما تصنع به؟ قال: أعلم به حتى أدفن إليه قرابتي»( [١٠٣٢] ).
٤- سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه:
ذكر العسكري أنه: لما مات سعد بن معاذ بعد أن شُفيَ من بنى قريظة بأن قتلوا أجمعين، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «يرحمك الله يا سعد! فقد كنت شجي في حلوق الكافرين، ولو بقيت لكففت العجل( [١٠٣٣] ) الذي يراد نصبه في بيضة المسلمين كعجل قوم موسى. قالوا: يا رسول الله! صلى الله عليه وآله أوعجل يراد أن يتخذ في مدينتك هذه؟ قال: بلى والله يراد ولو كان سعد فيهم حياً لما استمر تدبيرهم، وسيمرون ببعض تدبيرهم ثم الله يبطله. قالوا: أخبرنا كيف يكون؟ قال: دعو ذلك لما يريد الله أن يدبره»( [١٠٣٤] ).
وأسند الصدوق والبرقي إلى أبي عبد الله الصادق قوله: «إن رسول الله مشى في جنازة سعد بغير رداء. فقيل له: يا رسول الله! تمشي بغير رداء؟ فقال: إني رأيت الملائكة تمشي بغير أردية فأحببت أن أتأسى بهم»( [١٠٣٥] ). وقد وافى للصلاة على سعد من الملائكة سبعون ألف ملك فيهم جبريل -كما ذكر ذلكأبو جعفر الباقر فيما أسنده إليه الصدوق -( [١٠٣٦] ).
٥- عبد الله بن رواحة، وزيد بن حارثة رضي الله عنهما:
وقد عدهما الآملي ممن لم ينقلب ولم يبدل من الصحابة( [١٠٣٧] )
المطلب الثاني: هل كان أحد من آل البيت من جملة المرتدين؟:
فرّق الشيعة الإثنا عشرية بين آل البيت وأهل البيت من حيث المعنى الاصطلاحي، وقد اختلفوا في المراد بهما اختلافاً كثيراً، وإن كان بعضهم يرجّح أن: المراد بآل البيت: آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس( [١٠٣٨] ).، مستدلين بكونهم لا تحل لهم الصدقة( [١٠٣٩] ). وبوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم؛ فقد ثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى (خُمَّاً) بين مكة والمدينة...-إلى أن قال- ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [وأهل بيتي -ثلاثاً-] . قيل لزيد: ومن أهل بيته يا زيد؟! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس»( [١٠٤٠] ).
والشيعة لم يعدوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم من آل البيت، وقد وجهوا العديد من المطاعن إليهن عموما،ولعائشة وحفصة خصوصاً( [١٠٤١] ).
أما بالنسبة لموقف الشيعة من آل البيت بالجملة بما فيهم أزواجه صلى الله عليه وسلم فهو مضطرب وغير مستقر، ويتسم بنوع من الغموض؛ فالروايات الكثيرة التي تحدثت عن ارتداد الناس وهلاكهم جميعاً لم تستثن أحداً من آل البيت - عدا علي والحسن والحسين في أحدى الروايات-؛ فقد أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض لم يكن على أمر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر) ( [١٠٤٢] ).
ولقارئ هذه الرواية أن يستفهم: أين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وأين بناتها؟ وأين العباس وأولاده؟ وأين أولاد جعفر بن أبي طالب؟ وأين غيرهم من آل البيت؟
هل ارتدوا جميعاً؟ هذا الذي لم أقف له على جواب في روايات الشيعة.
وفي رواية أخرى أسندها العياشي إلى أبي جعفر أكّد أبو جعفر أن علياً ليس معه مؤمن غير ثلاثة رهط( [١٠٤٣] ): هم سلمان وأبو ذر والمقداد. فأين الحسن والحسين رضي الله عنهما. هذا مع اعتقاد الشيعة الإثني عشرية أن فاطمة والحسنين، والعباس وأولاده، وعقيل، وغيرهم من بني هاشم كانوا يفضلون علياً رضي الله عنه، وكانوا يرون أنه أحق بالخلافة، ولم يرضوا بخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه( [١٠٤٤] ). ولكنهم سكتوا عن الإنكار والمطالبة بحق علي، كما حكى علي عنهم فيما أسنده إليه الصدوق: (وأبى عليَّ أهل بيتي إلا السكوت لما علموا من وغارة في صدور القوم، وبغضهم لله ورسوله وأهل بيته) ( [١٠٤٥] ). بل وبايعوا أبا بكر قبل أن يبايع علي كما حكى ذلك عنهم جماعة من مصنفي الشيعة، فلعل هذا السكوت وهذه المبايعة كانا السبب في عدم استثنائهم من الذين ارتدوا!!.
أما موقف الشيعة التفصيلي من ارتداد آل البيت: فالشيعة يرون أنه لم يبق من بنى هاشم بعد فاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا العباس بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب -بالإضافة لعلي وأبنائه- ويرون أن علياً ابتلي بهما -أي بالعباس وعقيل - وتذمر منهما، ووصفهما بالجلافة والحقارة؛ فقد أسند الكليني إلى سدير( [١٠٤٦] ).قال: (كنّا عند أبي جعفر (ع) فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم، واستذلالهم أمير المؤمنين (ع) . فقال رجل من القوم: أصلحك الله! فأينكان عِزُّ بني هاشم، وما كانوا فيه من العدد؟ فقال أبو جعفر: من كان بقي من بني هاشم؟ إنما كان جعفر وحمزة فمضيا، وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان( [١٠٤٧] ) حديثا عهد بالإسلام( [١٠٤٨] )؛ عباس وعقيل، وكانا من الطلقاء)( [١٠٤٩] ).
وقد علق المجلسي على هذه الرواية بقوله: إنه يثبت من أحاديثنا أن عباساً لم يكن من المؤمنين الكاملين، وأن عقيلاً كان مثله( [١٠٥٠] ).
هذا بالإضافة إلى كون العباس وعقيل لم يستثنيا من الذين ارتدوا في أي رواية من روايات الاستثناء التي ذكروها، بل لقد زعموا أن قول الله تعالى: (( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً )) [الإسراء:٧٢] نزل في العباس وابنه عبد الله، وأن قوله تعالى: (( وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ )) [هود:٣٤] . نزل في العباس رضي الله عنه؛ فقد أسند القمي والعياشي والمفيد إلى أبي جعفر الباقر قال: (جاء رجل إلى أبي؛ علي بن الحسين عليهما السلام فقال: إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آيةنزلت في القرآن في أي يوم نزلت، وفيمن نزلت. فقال أبي عليه السلام: سله فيمن نزلت: (( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً )) [الإسراء:٧٢] ، وفي من نزلت (( وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ )) [هود:٣٤] ... إلى أن قال - فانصرف الرجل إلى أبي، فقال أبي: فهل أجابك بالآيات؟ فقال: لا، قال أبي: لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير مدع ولا منتحل. أما قوله: (( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً )) ففيه نزلت وفي أبيه( [١٠٥١] )، وأما قوله: (( وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ )) ففي أبيه نزلت... إلخ.( [١٠٥٢] ).
ويظهر بوضوح من خلال هذه الروايات إهانتهم لعم رسول الله العباس، ولابن عمه عبد الله، وابن عمه عقيل؛ فقد اتهموا العباس وعقيل بن أبي طالب بخذلان علي وترك نصرته -والقعود عن نصرة علي نفاق عند الشيعة( [١٠٥٣] )- واتهموهما بضعف الإيمان واليقين، وادعوا أن هاتين الآيتين اللتين نزلتا في الكفار( [١٠٥٤] ). إنما نزلتا في العباس وابنه الحبر عبد الله.وقالوا في عبد الله بن عباس أنه كان يرى خلاف علي( [١٠٥٥] )، وأنه جحد ولايته( [١٠٥٦] ). وأنه سرق كل ما في بيت مال البصرة وهرب لما ولاه علي عليها، فدعا علي عليه أن يعمي الله بصره، فذهب بصره( [١٠٥٧] ).
والمتأمل للروايات التي أوردها الشيعة في كتبهم يجد أن العباس وابنه عبد الله لم يخذلا علياً رضي الله عنه كما ادّعوا، بل ذُكر في كتبهم أن العباس أنكر صرف الأمر عن بني هاشم. وقال لعلي: (أمدد يدك يا ابن أخي! أبايعك، فيقول الناس: عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله، فلا يختلف عليك اثنان) ( [١٠٥٨] ).ولم يكتف بهذه بل أنكر على أبي بكر وامتنع عن مبايعته، ودعا الناس إلى مبايعة علي، وقعد معه في بيته( [١٠٥٩] ) على حد زعمهم.
فكيف يوصف من كانت هذه حاله -عندهم - بالخذلان وضعف اليقين؟ ثم يعمدون إلى آيات نزلت في الكفار فيجعلونها مما نزل فيه؟! وفي الوقت نفسه يجعلون إيمان أبي طالب الذي لم يمت مؤمناً، بل مات على الشرك باتفاق أهل العلم( [١٠٦٠] ) ممااتفقت عليه الإمامية( [١٠٦١] )، واعتبرته من ضروريات المذهب( [١٠٦٢] )، بل ويؤلفون الكتب الطوال في إثبات إيمانه( [١٠٦٣] )، أو نبوته عند بعضهم( [١٠٦٤] ).
هذا بالرغم من نقل الشيعة في كتبهم لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه العباس، وذكر محبته لعقيل بن أبي طالب؛ (فقد أخرج أبو محمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي في كتابه إرشاد القلوب -فيما نقله عنه الشيرازي - أن النبي صلى الله عليه وآله قال في غير موطن وصية منه في العباس: «إن عمي العباس بقية الآباء والأجداد فاحفظوني فيه، كلٌّ في كنفي، وأنا في كنف عمي العباس، فمن آذاه فقد آذاني، ومن عاداه فقد عاداني، سلمه سلمي، وحربه حربي»( [١٠٦٥] ).
وأسند الصدوق إلى عبد الرحمن بن ساباط( [١٠٦٦] ) قال: كان النبي يقول لعقيل: «إني لأحبك يا عقيل حبين؛ حباً لك، وحباً لحب أبي طالب لك».( [١٠٦٧] )
المطلب الثالث: هل رجع أحدٌ من الصحابة الذين ارتدوا في نظر الشيعة إلى الإسلام؟:
زعم بعض مؤلفي الشيعة أن عدداً من الصحابة رجعوا إلى علي وقالوا بإمامته، وندموا على عدم نصره، وتابوا من موالاتهم لغيره؛ قال الحر العاملي: (روي أنه لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن من شيعة علي عليه السلام إلا أربعة مخلصون: سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار. ثم تبعهم جماعة قليلون؛ اثنا عشر. وكانوا يزيدون ويكثرون بالتدريج حتى بلغوا ألفاً وأكثر) ( [١٠٦٨] ).
وقال الشيرازي: (اعلم أن كثيراً من الصحابة رجع إلى أمير المؤمنين (ع) ، وظهر له الحق بعد أن عانده، وتزلزل بعضهم في خلافة أبي بكر، وبعضهم في خلافته (ع) ، وليس إلى استقصائهم جميعاً سبيل. وقد اتفقت نقلة الأخبار على أن أكثر الصحابة كانوا معه (ع) في حروبه)( [١٠٦٩] ).
وذكر سليم بن قيس أنه كان مع علي في حروبه نحواً من سبعين بدرياً، جلهم من الأنصار، وبقيتهم من المهاجرين، كلهم كانوا يشهدون لعلي أنه الخليفة بعد رسول الله بنص رسول الله صلى الله عليه وآله عليه( [١٠٧٠] ).
وقال التستري عن الأنصار: إنهم (فتنوا بحيلة الأغيار أولاً، ورجعوا إلى علي (ع) آخراً)( [١٠٧١] ).ولا ريب أن جلّ هذا الكلام غير مسلّم به عند أكثر مصنفي الشيعة إذا ما عرضناه على كتبهم. فمن هم الصحابة الذين تزلزلوا في خلافة أبي بكر ورجعوا إلى علي؟
روى العياشي والكشي -واللفظ له- بإسناديهما إلى أبي جعفر الباقر أنه قال: (ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد... -إلى أن قال- ثم أناب الناس بعد( [١٠٧٢] ).وكان أول من أناب: أبو ساسان الأنصاري( [١٠٧٣] )، وعمار، وأبو عمرة، وشتيرة( [١٠٧٤] )، وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين (ع) إلا هؤلاء السبعة)( [١٠٧٥] ).فهذه الرواية المعتبرة( [١٠٧٦] ). عند الشيعة تذكر الذين تزلزلوا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه. ومنهم أبو ساسان وشتيرة، وليسا من الصحابة باتفاق أهل السنة والشيعة، فيبقى عدد الذين تزلزلوا من الصحابة -على حد قولهم- اثنين.
وقد روى المفيد نحواً من هذه الرواية، إلا أنه يضع (حذيفة) بدلاً من (شتيرة) ( [١٠٧٧] ).
وذكر الفضل بن شاذان أن من السابقين الذين رجعوا إلى علي بن أبي طالب: خمسة عشر رجلاً، وقد سماهم بأسمائهم( [١٠٧٨] )، ولكن يرد على قوله هذا اعتراض، هو: كيف يقول بأن هؤلاء من السابقين الذين رجعوا إلى علي، وبعضهم-كما زعم بعض مصنفي الشيعة - قد كتم النص لما أنشدهم علي أن يشهدوا له بحقه بعدما بايع الناس أبا بكر رضي الله عنه، فدعا علي عليهم فاصابتهم دعوته( [١٠٧٩] ).؟ ثم ما مراده بقوله: (السابقين) ؟ ومتى كان رجوعهم إلى علي؟!.
إن كبار مصنفي الشيعة ينقلون عن أئمتهم أن علياً ناشد الصحابة في خلافة عثمان رضي الله عنه أن يشهدوا له بحقه،فلم يشهد له إلا ستة( [١٠٨٠] ). منهم الثلاثة الذين لم يرتدوا- وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وعمار بن ياسر رضي الله عنهم.
أما زيد بن أرقم فإن جمهور الشيعة يزعمون أنه كتم النص، فدعا عليه علي أن يُذْهِبَ الله بصره، فأصابه العمى( [١٠٨١] ).
وأما البراء بن عازب فقد دعا عليه علي بن أبي طالب لما كتم النص بأن يميته الله في الأرض التي هاجر منها. فبايع معاوية، وولاه معاوية اليمن، فمات بها، ومنها كان هاجر( [١٠٨٢] ) -على حد قول الشيعة -. ويزعم الشيعة أن علياً قال له: (إن ابني الحسين يقتل ولا تنصره) ، فكان كما قال( [١٠٨٣] ).
ولا شك أنه كان من الذين ارتدوا مرة ثانية -في نظر الشيعة - بعد مقتل الحسين لامتناعه عن نصرته؛ فقد روى الكشي والمفيد بسنديهما إلى أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: (ارتد الناس بعد الحسين إلا ثلاثة) ( [١٠٨٤] ).فأين كان هؤلاء الذين ذكرهم الفضل بن شاذان لما ناشد علي الناس أن يشهدوا له بحقه؟ ولِمَ لمْ يشهدوا لعلي بحقه بالرغم من سماعهم لمناشدته( [١٠٨٥] )؟
وأما قول الشيرازي: (وتزلزل بعضهم في خلافته (ع ) ) : فالنصوص التي أوردها مصنفوا الشيعة تبطله؛ فقد ذكروا أن علياً ناشد الصحابة في الرحبة( [١٠٨٦] ). وفي أيام خلافته أن يشهدوا له بما جاء في غدير خم من فضائله، فلم يشهد له إلا اثنا عشر رجلاً فقط( [١٠٨٧] ).
نصفهم ليسوا من الصحابة( [١٠٨٨] ).
بل لقد ذكر الكاشاني أسماء ثقات أصحاب علي وبطانته في خلافته، وليس فيهم واحد من الصحابة( [١٠٨٩] ). كما ذكروا ذلك.
وأما قول الشيرازي: (وقد اتفقت نقلة الأخبار على أن أكثر الصحابة كانوا معه (ع) في حروبه). وقول بعض مصنفي الشيعة:(كان معه في حروبه نحواً من سبعين بدرياً جلهم من الأنصار، وبقيتهم من المهاجرين)( [١٠٩٠] )، وقولهم: (شهد مع علي عليه السلام يوم الجمل ثمانون من أهل بدر( [١٠٩١] ) وألف وخمسائة من صحابة رسول الله)( [١٠٩٢] ). وغير ذلك من الأقوال التي تثير بمجموعها تساؤلاً وهو: هل وقوف بعض الصحابة إلى جانب علي في حروبه يدل على أنهم عادوا إلى اعتقاد إمامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وإمامة أولاده، والتي سبق الكلام على كفر منكرها عند الشعية؟
والجواب: إن الصحابة رضي الله عنهم وإن وقفوا إلى جانب علي في حروبه إلا أنهم لم يخرجوا من فريق أهل السنة والجماعة؛ لأنهم ومعهم علي رضي الله عنه لم ينحرفوا عن الأصول الثابته التي تعلموها من النبي صلى الله عليه وسلم، فليس فيهم شيعة بمعنى فئة أو طائفة مقابلة لأهل السنة، ورغم الخلاف الذي حصل بين بعضهم بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، ورغم الانقسام الذي حدث في صفوفهم إلا أن أصول الدين عندهم بقيت ثابتة لم تتزلزل.
والذين قاتلوا مع علي رضي الله عنه من الصحابة كانوا يقرون بإمامة من كان قبله ويتولونهم، ويعلمون أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أفضل منه، بل لقد تواتر عن علي رضي الله عنه من نحو ثمانين وجهاً أنه قال على منبرالكوفة: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر) ( [١٠٩٣] ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وبكل حال، فمن المعلوم للخاصة والعامة؛ أهل السنة وأهل البدعة أن القتال في زمن علي لم يكن لمعاوية ومن معه إلا لكونهم لم يبايعوا علياً، لم يكن لكونهم بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان) ( [١٠٩٤] ).
فلم تكن مبايعة الصحابة لعلي ووقوفهم معه في حروبه بسبب ظهور حقه لهم بعد ما عاندوه، إنما كان رضي الله عنه خليفة شرعياً بعد عثمان رضي الله عنه، وقد أسرع الناس إلى بيعته لما بويع، فبايعه المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان. وبهذا قال الشيعة أيضاً( [١٠٩٥] ).
وخلاصة الكلام أن الشيعة مضطربون في هذا الباب: فبينما ترى بعضهم يذكر رجوع بعض الصحابة إلى الإسلام، تجد غيرهم ينقضون هذا، ويجعلون من قال أولئك برجوعه في مصافّ أعداء آل البيت؛ فالتستري مثلاً قال عن المهاجرين: إنهم (كانوا مع معاوية في صفين ضد علي) ( [١٠٩٦] ). وقال في موضع آخر: (لم يكن مع علي في صفين من قريش إلا خمسة نفر) ( [١٠٩٧] ).، وقال في موضع ثالث: (قريش عادت علياً وخذلته ورجحت أبا بكر عليه) ( [١٠٩٨] ). إلى غير ذلك من الأقوال التي صدرت منه ومن غيره في بيان استمرار ارتداد الصحابة.
وهذا الاضطراب سببته التقية التي أفرط بعضهم في استخدامها على حساب هدم ما استندوا إليه من أدلة سواءأكانت نقلية أم عقلية، وإن كانت هي الحكم الفصل في بيان موقفهم الواضح. من ارتداد الصحابة.
وبالرجوع إلى هذه الأدلة يتبين أن ارتداد من ارتد من الصحابة- في نظر الشيعة - مستمر إلى أن يلقى الله عليه؛ فأكثر الآيات التي استدلوا بها على ارتداد الصحابة تتكلم عن عاقبة الكفار يوم القيامة، وكذلك الأحاديث، وأقوال أئمتهم. ولعل أقوى دليل استند إليه الشيعة -كما يزعمون-: هو حديث الحوض؛ فقد قرروا مجتمعين أنه عمدة في ارتداد الصحابة. وحديث الحوض فيه دلالة واضحة على عدم توبة ورجوع المرتدين المذكورين فيه لحكايته صلى الله عليه وسلم عما يقال له في ذلك اليوم عنهم: «إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم»( [١٠٩٩] )؛ أي أنهم يلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم لا يزالون مرتدين على أدبارهم القهقرى. وهذا أشهر دليل استدلوا به -في نظرهم-، ولم يرد عندهم من الأدلة ما يخصصه أو يقيده.
وإن كان أحد من الصحابة قد رجع إلى الإسلام في خلافة علي -كما ادعى بعض الشيعة -، فإن رجوعه لا يستمر، بل لا يلبث أن ينقلب مرة أخرى على عقبيه عندهم بسبب الرواية الأخرى التي أسندوها إلى إمامهم جعفر الصادق، والتي أفادت أن الناس كلهم ارتدوا بعد مقتل الحسين إلا ثلاثة( [١١٠٠] ) واستثنوا ثلاثة من أصحاب الحسين رضي الله عنه-.
موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة رضي الله عنهم [١] ١
إعداد الطالب: عبد القادر محمد عطاء صوفي. ١
كلمة شكر وتقدير: ٢
المقدمة: ٤
سبب اختياري لهذا الموضوع: ٦
منهجي في هذا البحث: ٧
خطة البحث: ٨
توثيق المصادر: ١٤
ذكر توثيق الشيعة وثنائهم على مصادرهم التي رجعت إليها، وإشادتهم بمصنفيها: ١٤
تمهيد: ٨٤
الفصل الأول: مكانة الصحابة رضي الله عنهم عند أهل السنة والجماعة: ٨٤
المبحث الأول: تعريف الصحابي: ٨٤
المطلب الأول: تعريف الصاحب لغة: ٨٤
المطلب الثاني: تعريف الصحابي اصطلاحاً: ٨٥
المبحث الثاني: بيان مذهب أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة، مع ذكر أدلتهم بإيجاز: ٨٧
المطلب الأول: تعريف العدالة: ٨٧
المطلب الثاني: معتقد أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة رضي الله تعالى عنهم: ٨٧
المطلب الثالث: أدلة أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة رضي الله عنهم: ٨٨
المسألة الأولى: أدلتهم من كتاب الله تعالى: ٨٨
المسألة الثانية: أدلتهم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ٩٠
المبحث الثالث: حكم سابّ الصحابة- عند أهل السنة والجماعة: ٩٢
الفصل الثاني: موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة بإيجاز: ١٠٠
المبحث الأول: التعريف المختار للشيعة، وبيان أشهر فرقها المعاصرة: ١٠٠
المطلب الأول: التعريف المختار للشيعة: ١٠٠
المطلب الثاني: ذكر أشهر فرق الشيعة المعاصرة: ١٠٢
المبحث الثاني: بيان موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة: ١٠٣
المطلب الأول: موقف فرقة الزيدية من الصحابة رضي الله عنهم:: ١٠٣
المطلب الثاني: معتقد الإسماعيلية في الصحابة: ١٠٧
المطلب الثالث: معتقد الشيعة الإثني عشرية في الصحابة: ١٠٩
الباب الأول: موقف الشيعة الإثنا عشرية من الصحابة عموماً: ١١٠
الفصل الأول: دعوا الشيعة الإثني عشرية ارتداد الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ١١١
المبحث الأول: أدلتهم من القرآن الكريم: ١١٢
المبحث الثاني: ذكر بعض الأدلة التي استدلوا بها من السنة على ارتداد الصحابة: ١٢٣
المبحث الثالث: أدلتهم من أقوال أئمتهم: ١٣٨
المبحث الرابع: استدلالهم العقلي بالنظر إلى أحوال الصحابة على ارتدادهم: ١٤٩
المبحث الخامس: سبب ارتداد الصحابة في نظر الإثني عشرية: ١٥٥
المبحث السادس: هل شمل الارتداد جميع الصحابة؟ وهل رجع الصحابة الذين ارتدوا- في نظر الشيعة- إلى الإسلام أم لا؟: ١٨٣
المطلب الأول: موقف الشيعة من الصحابة الذين ماتوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ١٨٤
المطلب الثاني: هل كان أحد من آل البيت من جملة المرتدين؟: ١٨٧
المطلب الثالث: هل رجع أحدٌ من الصحابة الذين ارتدوا في نظر الشيعة إلى الإسلام؟: ١٩١
( [١] ) رسالة مقدمة لنيل الشهادة العالمية الماجستير - إشراف فضيلة الدكتور: سعدي الهاشمي (١٤١٠ هـ) .
( [٢] ) أخرجه أبو داود في سننه ٥/١٥٧، ك الأدب، باب شكر المعروف، والترمذي في جامعه ٤/٣٣٩، ك البر، باب ما جاء في الشكر، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في مسنده ٢/٢٩٥، ٣٠٢، ٣٨٨، ٤٩٢، وصحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة ١/١٥٨، رقم ٤١٧.
( [٣] ) صحيح مسلم ٢/٥٩٢، ك الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، ومسند أحمد ٣/٣٧١.
( [٤] ) الزيادة أخرجها البيهقي في السنن الكبرى ٣/٢١٤.
( [٥] ) مقالات الفرق لسعد القمي ص ٢١، وفرق الشيعة للنوبختي ص ٤٤، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص ١٠٨-١٠٩، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/١٨٤.
( [٦] ) المراد بها: سبّ الصحابة رضي الله عنهم وشتمهم، والتبرؤ منهم.
([
٧]) ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن "الرد على أهل البدع مجاهد" ، ونقل قول الإمام يحيى بن يحيى: "الذب عن السنة أفضل من الجهاد" . (مجموع الفتاوى ٤/١٣) .
( [٨] ) باستثناء الباب الثامن المتعلق بموقفهم من بعض الصحابة، فقد اقتصرت فيه على نماذج خشية الإطالة.
( [٩] ) وقد رجعت في ذلك إلى نيّف وثلاثمائة كتاب من كتبهم المعتبرة لديهم.
( [١٠] ) وهي الخطة التي اتبعها قبلي: الأخ الأستاذ جلال الدين محمد صالح.
( [١١] ) الفهرست للنجاشي ص: ٣٠٠-٣٠١.
( [١٢] ) الفهرست للنجاشي ص:٣٠٠-٣٠١.
( [١٣] ) الفهرست للطوسي ص: ١٧١ - ١٧٢، رجال العلامة الحلي ص ١٧٥، وبحار الأنوار للمجلسي ١/٣٦.
( [١٤] ) الفهرت للطوسي س: ١٧١-١٧٢، رجال العلامة الحلي ص١٧٥، وبحار الأنوار للمجلسي ١/٢٣.
( [١٥] ) الفهرست للطوسي ص ١٧١ - ١٧٢، رجال العلامة الحلي ص ١٧٥، وبحار الأنوار للمجلسي ١/٣٦.
( [١٦] ) معجم رجال الحديث لخوئي ١٩/ ١٤٣-١٤٤.
( [١٧] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ٥/١٤١، ١٥/ ٥٢- ٥٣.
( [١٨] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ٤/ ٢٨٥.
( [١٩] ) تفسير الحسن العسكري ص٣. وانظر بحار الأنوار للمجلسي ١/٥٢.
( [٢٠] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ٤/٢٨٥.
( [٢١] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص ٥٣٧- ٢١٧.
( [٢٢] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص ٥٣٧- ٥٣٨، ٥٤٢.
( [٢٣] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٥٣٨-٥٤٢.
( [٢٤] ) الفهرست للنجاشي ص٢١٦-٢١٧.
( [٢٥] ) الفهرست للطوسي ص١٢٤-١٢٥.
( [٢٦] ) رجال الحلي ص١٣٢-١٣٣.
( [٢٧] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١٣/٢٨٩-٢٩٣.
( [٢٨] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١٣/٢٨٩-٢٩٣.
( [٢٩] ) الذريعة لآغا بزرك ٢/٤٩٠-٤٩١.
( [٣٠] ) الفهرست للنجاشي ص٥٥، والفهرست للطوسي ص٤٨. وانظر: الفهرست لابن النديم ص ٣٠٩، ورجال الحلي ص١٤، ومعالم العلماء لابن شهر آشوب ص ٩-١٠، ومعجم رجال الحديث للخوئي ٢/٢٦٠-٢٦٦.
( [٣١] ) من لا يحضره الفقيه ١/٣-٤. وانظر مقدمة كتاب المحاسن لجلال الدين الأرموي ص(يا).
([
٣٢]) مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٢٤. وانظر مقدمة كتاب المحاسن للأرموي ص (د) .
( [٣٣] ) الفهرست للنجاشي ص١٢-١٤، والفهرست للطوسي ص٣١-٣٢/ ورجال الحلي ص٥.
( [٣٤] ) مستدرك وسائل الشيعة للنوري الطبرسي ٣/٥٤٩-٥٥٠. وانظر أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٢٠٩.
( [٣٥] ) روضات الجنات للخوانساري ص٤. وانظر: الذريعة ١٦/١.
( [٣٦] ) في الكنى والألقاب ٣/٢٤٦.
( [٣٧] ) في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣/٢٩٦-٢٩٧.
( [٣٨] ) رجال الطوسي ص٤٣٦، والذريعة ٣/١٢٤-١٢٥.
( [٣٩] ) الفهرست للنجاشي ص٢٥١. وانظر: الفهرست للطوسي ص١٤٣-١٤٤، ومنهج المقال للإستراباذي ق ٢٨١/أ، والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٣٧٩.
( [٤٠] ) الذريعة لآغا بزرك ٣/١٢٤-١٢٥. وانظر بحار الأنوار ١/٢٧.
( [٤١] ) الذريعة لآغا بزرك ٣/١٢٤-١٢٥. وانظر بحار الأنوار ١/٢٧.
( [٤٢] ) الفهرست لابن النديم ص١١٦.
( [٤٣] ) الذريعة ١/٣٣٨.
( [٤٤] ) الذريعة ٤/٢٩٨-٢٩٩، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٣/٢٥٢-٢٥٣، أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٨/٣٩٦.
( [٤٥] ) روضات الجنات للخوانساري ٥/٣٥٣-٣٥٤.
( [٤٦] ) أنظر مصادر الحاشيتين (٤) و(٥) من الصفحة السابقة، وانظر أيضا: سفينة البحار لعباس القمي ٢/٣٥٢، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/٣.
( [٤٧] ) الذريعة ٤/٣٠٢.
( [٤٨] ) الفهرست للنجاشي ١٨٣. وانظر رجال الحلي ص١٠، ومنهج المقال للإستراباذي ق ٢٠٢/أ. ومعجم رجال الحديث للخوئي ١١/١٩٣.
( [٤٩] ) تنقيح المقال للمامقاني ٢/٢٦٠.
( [٥٠] ) الفهرست للطوسي ص١١٩. وانظر الدريعة ٤/٣٠٢.
( [٥١] ) مقدمة تفسير القمي للموسوي ص١٤.
( [٥٢] ) رجال الطوسي ص٣٩٦، ٤١٩، ٤٣٢.
( [٥٣] ) رجال الطوسي ص٣٩٦، ٤١٩، ٤٣٢.
( [٥٤] ) نفس المصدر السابق. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٠/١٤٠-١٤١.
( [٥٥] ) الفهرست للنجاشي ص١٥٢. وانظر رجال الحلي ص١٠٦، ومنهج المقال للإستراباذي ق١٨٢/أ، والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/١٧٧.
( [٥٦] ) رجال الطوسي ص٤٣٢.
( [٥٧] ) الفهرست للطوسي ص١٠٢.
([
٥٨]) الذريعة لآغا بزرك ١٧/٦٧-٦٨.
( [٥٩] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/١١٦، وحاشية لؤلؤة البحرين لمحمد صادق بحر العلوم ص٣٨٩.
( [٦٠] ) وأقوالهم في إطرائه والثناء عليه كثيرة جدا، ولا يتسع المجال لذكرها. (راجع: الفهرست للنجاشي ص٢٦٦-٢٦٧، والفهرست للطوسي ١٣٥-١٣٦، والرجال له ص ٤٦٥-٤٦٦، ورجال الحلي ص ١٤٥، وكشف المحجة لابن طاوس ص ٢٥٨، وفرج المهموم له ص١٩٠، ومنهج المقال للإستراباذي ق٣١٦/ أ-ب، والكنى والألقاب لعباس القمي٣/٩٩، وروضات الجنات للخوانساري ٦/١١١، ولؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٣٨٦-٣٨٧، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٨/٥٠-٥٤) .
( [٦١] ) الوافي للكاشاني ١/٦، والكنى والألقاب لعباس القمي ٣/٩٨، ومستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٥٣٢.
( [٦٢] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/١١٦، ومقدمة الكافي لحسين علي محفوظ الكاظمي ص٢٥، ط إيران، ١٣٨١هـ، وحاشية محمد صادق بحر العلوم على لؤلؤة البحرين ص ٣٨٩.
( [٦٣] ) الذريعة ١٧/٢٤٥.
( [٦٤] ) مقدمة الكافي لحسين علي ص ٢٥-٢٦، ط إيران، ١٣٨١هـ. وانظر: حاشية محمد صادق بحر العلوم على لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٣٨٩.
( [٦٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ٣/٢٣٣، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٤/٢٢١.
( [٦٦] ) الفهرست للنجاشي ص٢٧١، ورجال الحلي ص١٦٢. وانظر مصادر الحاشية رقم(٣).
( [٦٧] ) أمل الآمل للحر العاملي ٣/٢٣٣. وانظر الذريعة ١٦/٧٩.
( [٦٨] ) الفهرست للنجاشي ص٢٤٧. وانظر رجال الحلي ص١٤٥. والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٤٤٩-٤٥٠، معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/٢٢٤.
( [٦٩] ) فوائد الوحيد البهباني ص٢٦-٣٢.
( [٧٠] ) الفهرست للطوسي ١٣٦. وانظر: رجال الحلي ص١٤٥.
( [٧١] ) رجال الطوسي ص٤٩٧. وانظر روضات الجنات للخوانساري ٦/١٢٠.
( [٧٢] ) انظر مصادر الحواشي الخمس السابقة.
( [٧٣] ) مقدمة كتاب تفسير العياشي لمحمد حسين طباطبائي ص (ج) . وانظر: الذريعة لآغا بزرك ٤/٢٩٥.
( [٧٤] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/١١٩.
([
٧٥]) الفهرست للنجاشي ص٢٦٦. وانظر رجال الحلي ص١٦١، ومعجم رجال الحديث ١٧/١٤٧.
( [٧٦] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٩/١٩٩.
( [٧٧] ) راجع تحرير هذه المسألة في الذريعة ٨/٢٤١-٢٤٧، ٢١/٩.
( [٧٨] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/١٤٨.
( [٧٩] ) قال آغا بزرك: "(رياض العلماء وحياض الفضلاء): لخريت هذه الصناعة، بل وحيد عصره في الاطلاع الميرزا عبد الله، الملقب من سلطان الروم بالإفندي بن المولى الميرزا عيسى بن محمد صالح الجيراني التبريدي الأصفهاني، تلميذ العلامة المجلسي.." . (الذريعة ١١/٣٣١) .
( [٨٠] ) مقدمة إثبات الوصية ص٢.
( [٨١] ) قال آغا بزرك: "(السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي) للشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلي... توفي ٥٩٨هـ" . (الذريعة ١٢/١٥٥) .
( [٨٢] ) مقدمة إثبات الوصية ص٣.
( [٨٣] ) قال آغا بزرك: (منتهى المقال في أحوال الرجال) ، المعروف برجال أبي علي.. وهو للشيخ أبي علي محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار بن سعد الدين الحائري.. والمتوفى في ربيع الأول سنة خمسة عشر، أو ستة عشر بعد المائتين والألف في النجف، ودفن في الصحن الشريف.. (الذريعة ٢٣/١٣) .
( [٨٤] ) مقدمة إثبات الوصية ص٣.
( [٨٥] ) خاتمة مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٣١٠.
( [٨٦] ) الفهرست للنجاشي ص١٧٨-١٧٩، ورجال الحلي ص١٠٠، وأمل الآمل للحر العاملي ٢/١٨٠-١٨١، ومنهج المقال للإسترابادي ق ٢١٨/ أ-ب، وبحار الأنوار للمجلسي ١/٣٦، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١١/ ٣٦٧-٣٦٨، والذريعة لآغا بزرك ١/١١٠، ٤/٤٣٩-٤٤٠.
( [٨٧] ) الفهرست للنجاشي ص٢٦٨.وانظر رجال الحلي ص١٦١.
( [٨٨] ) الذريعة ٢/١٠٩-١١١.
( [٨٩] ) يريد بالثلاثة: الخلفاء الراشدين المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. وقد ملأ المؤلف كتبه بالمطاعن الكثيرة الموجهة إليهم، وختمه بتوجيه مطاعن إلى بقية العشرة المبشرين بالجنة- عدا علي - رضي الله عن الصحابة أجمعين.
( [٩٠] ) الفهرست للطوسي ص٩١.
([
٩١]) مقدمة كتاب الإستغاثة ص(ب). والذريعة ٢/٢٨.
( [٩٢] ) مقدمة كتاب الاستغاثة ص(ب). والذريعة ٢/٢٨.
( [٩٣] ) مقدمة كتاب الإستغاثة ص(١).
( [٩٤] ) روضات الجنات الخوانساري ٥/٢٢٠٠.
( [٩٥] ) أمل الآمل للعاملي٢/١٨١. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١١/٣٦٧-٣٦٨.
( [٩٦] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين١/١٧٥، والذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢/٢٤٩، ٢١/٣٧٦-٣٧٧.
( [٩٧] ) الفهرست للنجاشي ص٤٦. وانظر رجال الحلي ص١٤٧، ومعجم رجال الحديث ٥/١٤٢-١٤٣.
( [٩٨] ) الفهرست للطوسي ص٤٦، ورجال الطوسي ص٤٦٢. وانظر: أمل الآمل للحر العاملي ٢/٧٨-٧٩، ومعجم رجال الحديث ٥/١٤٣.
( [٩٩] ) الذريعة لآغا بزرك ١٦/١٧٩.
( [١٠٠] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي٥/٣٢٠-٣٢١.
( [١٠١] ) الفهرست للنجاشي ص١٢٦. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٨/٧٤.
( [١٠٢] ) رجال الحلي ص٣٩.
( [١٠٣] ) تنقيح المقال للمامقاني ٢/١٧.
( [١٠٤] ) الفهرست للنجاشي ص١٢٦، والفهرست للطوسي ص٧٦، ومعالم العلماء لابن شهر آشوب ص٤٧، والذريعة لآغا بزرك ٢١/٣٩٤.
( [١٠٥] ) الذريعة ٣/٤٠٠.
( [١٠٦] ) أمل الآمل للعاملي ٢/٧٤، وانظر روضات الجنات للخوانساري.
( [١٠٧] ) أمل الآمل للعاملي ٢/٧٤، وانظر روضات الجنات للخوانساري.
( [١٠٨] ) نقله عنه آغا بزرك في الذريعة٣/٤٠٠.
( [١٠٩] ) ذكر الوحيد البهبهاني أن كلمة "وجه" : من الألفاظ التي تدل على توثيق الرجل وتعديله. (الفوائد ص٣٢) .
( [١١٠] ) الفهرست للنجاشي ص١٨٨-١٨٩.وانظر: رجال الحلي ص١٤٧، وجامع الرواة للأردبيلي ١/١٥٤، وأمل الآمل للعاملي٢/٢٨٣، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٦/٣١٦-٣١٩.
( [١١١] ) الفهرست للطوسي ص١٧٥-١٧٦.وانظر: الفهرست لابن النديم ص٢٧٧، ورجال الطوسي ص٤٩٥، والإقبال لابن طاوس ص ٤٦٥، وسفينة البحار لعباس القمي ٢/٢٢، وخاتمة مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٥٢٤، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٦/٣١٩-٣٢١، وأعيان الشيعة لمحسن العاملي ١/١٠٤.
( [١١٢] ) نقله عنه الخوانساري في روضات الجنات٢/١٣٢.
([
١١٣]) قال آغا بزرك: (الفوائد الرجالية: للسيد البحر العلوم؛ محمد مهدي بن السيد مرتضى الطباطبائي البروجردي.-وكتابه- كتاب رجال في غاية الجودة، وحسن الترتيب..) (الذريعة١٦/٣٣٩) .
( [١١٤] ) نقلها محمد صادق بحر العلوم في مقدمته على علل الشرائع ص١١.
( [١١٥] ) الذريعة لآغا بزرك١٨/٨٦-٨٨.
( [١١٦] ) الفهرست للنجاشي ص٣١٠-٣١١. وانظر: أمل الآمل للعاملي ٢/٢٦٢، والذريعة لآغا بزرك ٢٤/٤١٢-٤١٣.
( [١١٧] ) نقد الرجال للتفرشي ص٣٠٣. وانظر: أمل الآمل ٢/٢٦٣.
( [١١٨] ) الفهرست للنجاشي ص٢٨٣-٢٨٧.
( [١١٩] ) الفهرست للطوسي ص١٥٧-١٥٨.
( [١٢٠] ) رجال الطوسي ص٥١٤.
( [١٢١] ) الفهرست لابن النديم ص ٢٦٦، ٢٧٩، ٢٩٣.
( [١٢٢] ) رجال الحلي ص١٤٥.
( [١٢٣] ) معالم العلماء لابن شهر آشوب ص١٠١.
( [١٢٤] ) منهج المقال للإستراباذي ق٣٥٦/ أ- ٣٥٧/أ.
( [١٢٥] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/١٥٣.
( [١٢٦] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٠٤.
( [١٢٧] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٣٥٦.
( [١٢٨] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/٢٠٢-٢١٠.
( [١٢٩] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٩/٤٢٠.
( [١٣٠] ) الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية ص١١١-١١٤.
( [١٣١] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٦/٨٢-٨٣.
( [١٣٢] ) الذريعة لآغا بزرك ١٥/٣٨٣.
( [١٣٣] ) الفهرست للنجاشي ص٦٢.
( [١٣٤] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٢/٣١٦. وانظر تنقيح المقال للمامقاني ٣/٧٣-٧٤، وأعيان الشيعة للعاملي٢/٣٢٧.
( [١٣٥] ) الفهرست للنجاشي ص١٩٢-١٩٣.
( [١٣٦] ) الفهرست للطوسي ص٩٨-١٠٠.وانظر رجال الحلي ص٩٥، وروضات الجنات للخوانساري ٤/٢٩٥، والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٣٩-٤٠، والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للشيرازي ص٤٥٨-٤٦٦.
( [١٣٧] ) الفهرست للطوسي ص٩٨-١٠٠.وانظر رجال الحلي ص٩٥، وروضات الجنات للخوانساري ٤/٢٩٥، والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٣٩-٤٠، والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للشيرازي ص٤٥٨-٤٦٦.
( [١٣٨] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص٣٢٠.
( [١٣٩] ) الذريعة ١٣/٨.
([
١٤٠]) الذريعة لآغا بزرك ٢/٣١٢.
( [١٤١] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٢٨٧.
( [١٤٢] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي٩/٤٠٠-٤٠١.وانظر: الذريعة لآغا بزرك١٨/١٦١.
( [١٤٣] ) الذريعة لآغا بزرك ١٠/١٥٤-١٥٥، و١٦/٣٧٦.
( [١٤٤] ) نفس المصدر ٨/٢٤١.
( [١٤٥] ) الشيعة في الميزان لمغنية ص٢٧١.
( [١٤٦] ) الفهرست للنجاشي ص٢٨٧- ٢٨٨. وانظر خاتمة مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٥٠٥، وتنقيح المقال للمامقاني٣/١٠٥، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٥/٢٤٣.
( [١٤٧] ) رجال الحلي ص ٢٤٨.
( [١٤٨] ) الفهرست للطوسي ص١٥٩.
( [١٤٩] ) روضات الجنات للخوانساري٦/٢١٦.
( [١٥٠] ) الكنى والألقاب لعباس القمي٢/٣٥٧.وانظر:مقدمة كتاب النهاية في مجرد الفقه والفتاوى لمهدي الطباطبائي ص (ح) .
( [١٥١] ) منهج المقال للإستراباذي ق٢٨١/أ-٢٨٢/ب.
( [١٥٢] ) مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٤٠.
( [١٥٣] ) معالم العلماء لابن شهر آشوب ص٢٥.
( [١٥٤] ) أمل الآمر للحر العاملي ٢/١٧. وانظر: الكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٤٠٤، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٥٥-١٥٦.
( [١٥٥] ) روضات الجنات للخوانساري ١/٦٥.وانظر: الذريعة لآغا بزرك ١/٢٨١، ومقدمة بحر العلوم على كتاب الاحتجاج ص٩.
( [١٥٦] ) معالم العلماء لابن شهر آشوب ص ١٣٥.
( [١٥٧] ) نقد الرجال للتفرشي ص٢٦٦.
( [١٥٨] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢١٦-٢١٧.
( [١٥٩] ) مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٣٦-١٣٧.
( [١٦٠] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص٣٤٦-٣٤٧.
( [١٦١] ) وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٣/٢٨٥، والذريعة لآغا بزرك ٢/٣٤١، ٢٠/٢٤.
( [١٦٢] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٣٠٠.وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/١٩٧. والذريعة ٥/٣٥.
( [١٦٣] ) الفهرست للرازي ص ٨٧-٨٨.
( [١٦٤] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ٣/٥٨.
( [١٦٥] ) معالم العلماء لابن شهر آشوب ص٥٥.
( [١٦٦] ) كشف المحجة في ثمرة المهجة ص٢٠.
( [١٦٧] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١٥٢-١٢٧.
([
١٦٨]) وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٩٣-٩٤، والذريعة لآغا بزرك الطهراني ٧/١٤٥-١٤٦.
( [١٦٩] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٢٨٥-٢٨٦.
( [١٧٠] ) معالم العلماء ص١١٩.
( [١٧١] ) نقد الرجال للتفرشي ص٣٢٣.
( [١٧٢] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/٢٩٠.
( [١٧٣] ) لؤلؤة البحرين ص٣٤٠-٣٤١.
( [١٧٤] ) انظر المجلسي في مقدمة بحار الأنوار ص١٤١.
( [١٧٥] ) وانظر أيضاً: معجم رجال الحديث للخوئي ١٦/٣٢٩-٣٣٠، والذريعة لآغا بزرك ٢١/٢٠١، ٢٢/٣١٨-٣١٩، وأعيان الشيعة لمحسن الأمين العاملي ٤٦/١٣٦.
( [١٧٦] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/١٩٤.
( [١٧٧] ) بحار الأنوار للمجلسي١/٣٥، ١٠٨/١٦٣-١٦٤.
( [١٧٨] ) في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء ٤/١٤٠.
( [١٧٩] ) نقله عنه أبو علي الحائري في كتابه منتهى المقال ص٢١٩.
( [١٨٠] ) انظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٢/٨٧، والذريعة لآغا بزرك ١٦/٣٩٥-٣٩٦، وأعيان الشيعة للعاملي ٤١/٣٤٣.
( [١٨١] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١٣٠، وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٩/٧، والذريعة لآغا بزرك ١٦/٢٥٠، وأعيان الشعية لمحسن العاملي ٧/٣٢٦.
( [١٨٢] ) نقد الرجال للتفرشي ص٢٤٤.
( [١٨٣] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٠٥-٢٠٦.
( [١٨٤] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص٢٣٩.وانظر أيضاً: مقدمة بحار الأنوار لعبد الرحيم الشيرازي ص١٧٧، ومنتهى المقال لعباس القمي ص٣٥٧، وخاتمة مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٤٦٧-٤٦٩، والذريعة لآغا بزرك ١٢/١٨٢.
( [١٨٥] ) الذريعة ١٨/٤٧-٤٨.
( [١٨٦] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٩٩.وانظر تاريخ الشيعة للمظفر ص ٧٨-٧٩.
( [١٨٧] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٩٩.وانظر: تاريخ الشيعة للمظفر ص ٧٨-٧٩.
( [١٨٨] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ٣/٢٠٨-٢١٠. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/١٩٤-١٩٥.
( [١٨٩] ) الذريعة ٣/٣٥٢.
( [١٩٠] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٣٢. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٩/٩٤.
( [١٩١] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ١/٤١٩.
([
١٩٢]) روضات الجنات للخوانساري ٧/٢١٨. وانظر: الذريعة لآنما برزك ١٤/١٤٩.
( [١٩٣] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١٩٥.وانظر: الكنى والألقاب لعباس القمي ٢/١٤-١٥، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٢/١٠٦، والذريعة لآغا بزرك ١٨/٤٧-٤٨.
( [١٩٤] ) مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٤٥.وانظر: روضات الجنات للخوانساري ٤/٣٤١.
( [١٩٥] ) روضات الجنات للخوانساري٤/٣٤٢.
( [١٩٦] ) الغدير للأميني ٥/٤٤٦.
( [١٩٧] ) رجال ابن داود الحلي ص١١٩.
( [١٩٨] ) نقد الرجال للتفرشي ص١٠٠.
( [١٩٩] ) منهج المقال للإسترابادي ق٢٥/أ-ب.
( [٢٠٠] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٨١-٨٢. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٥/١٥٧-١٦١.
( [٢٠١] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٢١٠، ٢١٢.
( [٢٠٢] ) الذريعة لآغا بزرك ٢/٢٩٨، ٤٤٥، ١٠/١١١، ١٨/٦٠، وانظر: رجال الحلي ص٤٥-٤٩-فقد ذكر المصنّف فيه ما ألّف من كتب-، ولؤلؤة البحرين ص٢١٤-٢١٦.
( [٢٠٣] ) نقد الرجال للتفرشي ص٩٢.
( [٢٠٤] ) أمل الآمل ٢/٧١. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ٥/٣١.
( [٢٠٥] ) الذريعة لآغا بزرك ١٠/٨٤-٨٥.
( [٢٠٦] ) الذريعة لآغا برزك ١٨/٨٢.
( [٢٠٧] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين٦/٢٧١.
( [٢٠٨] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٦٦. وانظر: الكنى والألقاب لعباس القمي ٢/١٤٨، والذريعة لآغا بزرك ٢٠/١٨٢-١٨٣، ومعجم رجال الحديث ٤/٣٥١، وأعيان الشيعة لمحسن الأمين ٥/١٠٦-١٠٧.
( [٢٠٩] ) بحار الأنوار للمجلسي ١/٣٣. وانظر مقدمة بحار الأنوار لعبد الرحيم الشيرازي ص١٩٤.
( [٢١٠] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٢٥. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٨/٣٢١-٣٢٢.
( [٢١١] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٧٢-١٧٣.
( [٢١٢] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٨/١٥٩، ٢٤/١٨.
( [٢١٣] ) نفس المصدر ١٦/٢٤٦.
( [٢١٤] ) أمل الآمل ٢/١٣٥.
( [٢١٥] ) تقدم قول الحر العاملي. وانظر أيضاً: رياض العلماء وحياض الفضلاء لعبد الله أفندي ص٥٨٦-٥٨٧، وروضات الجنات للخوانساري ٤/٣٥٣، والكنى والألقاب لعباس القمي٢/١٠١.
([
٢١٦]) بحار الأنوار للمجلسي ٢٥/٤٦.وانظر: مقدمة محمد الباقر البهبودي على الصراط المستقيم ص٩-١٠.
( [٢١٧] ) روضات الجنات للخوانساري ٤/٣٥٣-٣٥٤.
( [٢١٨] ) نقل ذلك محسن الأمين في أعيان الشيعة ٤٢/٣١-٣٢.
( [٢١٩] ) وانظر الذريعة لآغا بزرك ١٥/٣٦-٣٧.
( [٢٢٠] ) والشيعة قد اتفقوا على جلالته، ولم يخالف في ذلك منهم أحد، وقد أنزلوا كتابه منزلة عظيمة، حتى إن عبد الرحيم الشيرازي ذكر أنه من الكتب التي لم يشك أحد في صلاحها للاعتماد.(مقدمة بحار الأنوار للشيرازي ص١٩٤) والكتاب فيه حشد هائل من الروايات المكذوبة والأقوال الباطلة المنسوبة للأئمة من أهل البيت رضي الله عنهم زورا وبهتانا في حق خير القرون من العشرة المبشرين وإخوانهم الآخرين، وزوجات النبي الكريم أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين.
( [٢٢١] ) أمل الآمل للحر العاملي١/٢٨. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١/٢٦٠-٢٦١.
( [٢٢٢] ) تنقيح المقال للمامقاني١/٢٧. وانظر الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/١٤٣-١٤٤، ٢١/١١٦-١١٧.
( [٢٢٣] ) نقد الرجال للتفرشي ص٢٣٨.
( [٢٢٤] ) أمل الآمل للحر العاملي ١/١٢١. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٢/٧٣.
( [٢٢٥] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٥١.
( [٢٢٦] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٥٤.
( [٢٢٧] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٥٣.
( [٢٢٨] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٥٣.
( [٢٢٩] ) جامع الرواة للأردبيلي ١/٥٨٩. وانظر أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٨/٢٠٨-٢١٣.
( [٢٣٠] ) سيأتي بيان ذلك ص (٩٨٣) .
( [٢٣١] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٤/٢٥٠.
( [٢٣٢] ) سيأتي بيان ذلك ص (٩٨٣) .
( [٢٣٣] ) سيأتي بيان ذلك ص(٩٨٣).
( [٢٣٤] ) نقد الرجال للتفرشي ص١٤٥.
( [٢٣٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ١/٨٥-٨٦. وانظر: معجم رجال الحديث ٧/٣٧٢-٣٧٧.
( [٢٣٦] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ٢٨-٢٩.
( [٢٣٧] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١١/٢٩٠-٢٩٢.
( [٢٣٨] ) أمل الآمل للحر العاملي١/٧٤.وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٦/٩-١١.
([
٢٣٩]) لؤلؤة البحرين للبحراني ص٢٤-٢٥.
( [٢٤٠] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٥/١٠١.
( [٢٤١] ) أمل الآمل العاملي ٢/٣٣٦-٣٣٧.
( [٢٤٢] ) روضات الجنات للخوانساري٨/١٦٠.
( [٢٤٣] ) الكنى والألقاب لعباس القمي٣/٤٥.
( [٢٤٤] ) شهداء الفضيلة للأميني ص١٧١.
( [٢٤٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٤٩. وأنظر أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٩/١٨٩.
( [٢٤٦] ) لؤلؤة البحرين ص ١٣٢-١٣٤.
( [٢٤٧] ) انظر الذريعة لآغا بزرك ١٤/١٧٨، ٢٤/٣٨، وأعيان الشيعة لمحسن الأمين العاملي ٩/١٨٩.
( [٢٤٨] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٢٢. وانظر الذريعة لآغا بزرك ٢٤/٢٧٤-٢٧٥.
( [٢٤٩] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٣٠٥-٣٠٦.
( [٢٥٠] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/٧٩.
( [٢٥١] ) جامع الرواة للأردبيلي٢/٤٢.
( [٢٥٢] ) راجع: لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٢٢-١٣١.
( [٢٥٣] ) سلافة العصر لعلي صدر الدين ص٣٦٧.
( [٢٥٤] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ٢/١٥٨.
( [٢٥٥] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين العاملي٩/١٦٨.
( [٢٥٦] ) الشيعة في الميزان لمغنية ص ٣١٧-٣١٨.
( [٢٥٧] ) انظر مثلاً: أمل الآمل للحر العاملي ١/١٤١-١٥٤- فقد ترجم لنفسه، وذكر مصنفاته، وروضات الجنات للخوانساري ٧/٩٦-١٠٥، ومستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٣٩٠، وشهداء الفضيلة للأميني ص٢١٠، وأعيان الشيعة لمحسن العاملي ٩/١٦٧-١٦٨، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٥/٢٣٢-٢٤٢.
( [٢٥٨] ) نقد الرجال للتفرشي ص٣٢٤.
( [٢٥٩] ) سلافة العصر للشيرازي ص٤٩٩.
( [٢٦٠] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٨١.
( [٢٦١] ) انظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٦/٢٩٥، والذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٣/١٩٨-١٩٩.
( [٢٦٢] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٤١.
( [٢٦٣] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٦٣-٦٦.
( [٢٦٤] ) روضات الجنات للخوانساري٨/١٨١.
( [٢٦٥] ) أعيان الشيعة للعاملي ١٠/٢٤٩.
( [٢٦٦] ) انظر: الذريعة لآغا بزرك ٣/٩٣، ٢٠/٢٥٣، ومعجم رجال الحديث ١٩/٢٤٥.
( [٢٦٧] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٤٨-٢٤٩.
( [٢٦٨] ) الكنى والألقاب لعباس القمي٣/١٢١.
([
٢٦٩]) روضات الجنات للخوانساري ٢/٧٨.
( [٢٧٠] ) جامع الرواة للأردبيلي ٢/٧٨.
( [٢٧١] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٥٥.
( [٢٧٢] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين العاملي.
( [٢٧٣] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٢٤٨.
( [٢٧٤] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك٣/١٦.
( [٢٧٥] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا برزك ٢٠/٢٧٩.
( [٢٧٦] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا برزك ٢/٢٢٤-٢٢٥، ٤/٢٦، ٧/٤٠، ١٥/٣٧٠.
( [٢٧٧] ) تقدم أن ما ذكرته من ثناء الشيعة على المجلسي- مع كثرته- إنما هو غيض من فيض مما في كتب الشيعة من الثناء على هذا الرجل وعلى مصنفاته، وقد تعمدت أن أذكر أقوال عدد من علمائهم في هذا الرجل لأدلل من كتبهم على مكانة هذا الرجل- عندهم-الذي لم ير مثله في الشيعة المتأخرين في جرأته على التهجم على خير خلق الله بعد النبيين والمرسلين. ورغم ذلك فهو عند الشيعة: "خاتمة المجتهدين" و "إمام الأئمة في المتأخرين" ، و "شيخ الإسلام والمسلمين" ... إلخ.
( [٢٧٨] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٤/٣٦٥-٣٦٦.
( [٢٧٩] ).
( [٢٨٠] ).
( [٢٨١] ) أمل الآمل ٢/٣٣٦، وانظر: معجم رجال الحديث ١٩/١٧٢.
( [٢٨٢] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١١١.وانظر الذريعة ٢/٤٤٦.
( [٢٨٣] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ١٠/٢٢٦.
( [٢٨٤] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٤/٣٧٥-٣٧٦.
( [٢٨٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١٧٦. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٢/ ٢٠٥-٢٠٦.
( [٢٨٦] ) الذريعة لآغا بزرك ٨/٦٠.
( [٢٨٧] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص١٠٧.
( [٢٨٨] ) مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٣٨٥.وانظر الذريعة لآغا بزرك ٢٠/٢٦٤-٢٦٥.
( [٢٨٩] ) الذريعة لآغا بزرك ٢١/٣٥٥.
( [٢٩٠] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ١٠/٣١٧.وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ٢٠/١٦٣.
( [٢٩١] ) راجع: الذريعة لآغا بزرك ١/٤٣١، ٥/٢١٦، ٦/٢٨٩-٢٩٠، ٨/١٤٠، ١٨/٨١، ٣٧٩.
( [٢٩٢] ) مقدمة كتاب الأنوار الوضية ص(د).
( [٢٩٣] ) كتاب الأنوار الوضية ص (هـ) .
( [٢٩٤] ) كتاب الأنوار الوضية ص (و) .
([
٢٩٥]) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢٠/١٢٧.
( [٢٩٦] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٨/٨٢. وانظر: الذريعة لآغا بزرك ٧/٤١.
( [٢٩٧] ) مقدمة محمد صادق الصدر على كتاب حق اليقين ص (ط-ي) .
( [٢٩٨] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٥/٢٩٠.
( [٢٩٩] ) نفس المصدر ١١/٢٨٠.وانظر أعيان الشيعة للعاملي ٩/١٨٧.
( [٣٠٠] ) شهداء الفضيلة للأميني ص٣٤١.
( [٣٠١] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٢/٣٤٤.
( [٣٠٢] ) أعيان الشيعة للعاملي ٦/١٤٣. وانظر: الذريعة ١٦/٢٣١-٢٣٢.
( [٣٠٣] ) أعيان الشيعة للعاملي ٦/١٤٣. وانظر: الذريعة ١٦/٢٣١-٢٣٢.
( [٣٠٤] ) الشيعة والرجعة للطبسي النجفي ص٩٦.
( [٣٠٥] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ٢١/٧-٨.
هذه هي المنزلة التي انزلها الشيعة للنوري الطبرسي؛ فقد أوصلوه إلى رتبة المجلسي- شيخ الإسلام عندهم-، بل ورأوا أنه لو اجتمع له الذي اجتمع للمجلسي لبزه وسبقه.
ولا تخفى أسباب ذلك؛ فالنوري الطبرسي هو الذي جدد مذهبهم - كما صرحوا بذلك-، فقال علانية-دون تقية- بتحريف القرآن الكريم، بل وألّف في إثبات ذلك كتاباً. فشجّع الشيعة المعاصرين له على إظهار هذا المعتقد، فتشجع مولى الباقر بن إسماعيل الكجوري الطهراني فتبعه بكتاب آخر يؤيده به، أسماه: "هداية المرتاب في تحريف الكتاب" وهذان لم يأتيا بجديد، فهذه هي عقيدة الشيعة الإثني عشرية منذ نشأتها، ولكنهما أظهرا ما حظرت التقية من إظهاره(راجع الذريعة ٢٥/١٩١).
( [٣٠٦] ) نقباء البشر لآغا بزرك ٤/١٤٣٤. وانظر الذريعة ٢/٢٨٩.
( [٣٠٧] ) مقدمة إلزام الناصب ص١.
( [٣٠٨] ) نقباء البشر لآغا بزرك ٢/١٢٦٥.
( [٣٠٩] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٣٣٨.وانظر الذريعة ٢٠/٤٦.
( [٣١٠] ) مقدمة كتاب مجمع النورين ص١-٢.
( [٣١١] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ٣/١٣٣-١٣٤.
( [٣١٢] ) الذريعة لآغا بزرك ٤/٤٦٦.
( [٣١٣] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٧/٤٢٥.
( [٣١٤] ) راجع: الذريعة لآغا بزرك ٢١/٣٠١، ٢٣/٩، ٢٥/٢٠٥.
([
٣١٥]) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ٨/١١٢-١١٣.
( [٣١٦] ) الذريعة إلى تصانيف لآغا برزك الطهراني ١/٣٨.
( [٣١٧] ) الذريعة إلى تصانيف لآغا برزك الطهراني ١٨/٣٨٧.
( [٣١٨] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٤/٢٥٩، ١٦/٢٦.
( [٣١٩] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٤/٢٥٩.
( [٣٢٠] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٤/٢٧٢.
( [٣٢١] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/٤٥٧.
( [٣٢٢] ) الذريعة لآغا بزرك ١/٧٩.
( [٣٢٣] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٥/٢٣.
( [٣٢٤] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢/٢٤٨.وانظر: أعيان الشيعة لمحسن الأمين. ١٠/٣٣٣.
( [٣٢٥] ) مقدمة كاشف الغطاء على كتاب نقباء البشر ص (د) .
( [٣٢٦] ) راجع الذريعة ١٠/٢٦، ١٥/١٤٦، ٢٤/٢٧١-٢٧٢.
( [٣٢٧] ) الذريعة لآغا بزرك ٢/١٦٩.
( [٣٢٨] ) نقباء البشر في القرن الرابع عشر لآغا بزرك ٣/٧٨٩.
( [٣٢٩] ) الذريعة لآغا بزرك ١٨/١٣.
( [٣٣٠] ) مقدمة أحمد الفهري على شرح دعاء السحر ص٨.
( [٣٣١] ) يقصد الوحدة المطلقة، التي تعرف بوحدة الوجود، والتي أجمع علماء المسلمين قاطبة على كفر معتقدها.
( [٣٣٢] ) مقدمة الفهري على شرح دعاء السحر ص٦-٧.
( [٣٣٣] ) يقصد أبا بكر وعمر، وباقي الصحابة رضي الله عنهم.
( [٣٣٤] ) مقدمة الفهري على شرح دعاء السحر ص٩.
( [٣٣٥] ) يوجد هذا التعريف به على غلاف كل كتاب من كتبه.
( [٣٣٦] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١/١١.
( [٣٣٧] ) معجم رجال الحديث للخوئي ٢٢/١٧-٢١.
( [٣٣٨] ) الفهرست للنجاشي ص٨٩.وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ٤/١٠٦.
( [٣٣٩] ) الفهرس للطوسي ص٤٢. وانظر: معجم رجال الحديث ٤/١٠٧.
( [٣٤٠] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٥/٥٧، ١٧/٢٥٥.
( [٣٤١] ) رجال ابن داود ص٨٣.
( [٣٤٢] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٤٨.
( [٣٤٣] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٢٢٦-٢٣٥.
( [٣٤٤] ) نقد الرجال للتفرشي ص٢٩.
( [٣٤٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٣.
([
٣٤٦]) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص١٤٨-١٥١.
( [٣٤٧] ) انظر أيضاً الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٦/٣٨٦.
( [٣٤٨] ) الذريعة ٥/٥٤-٥٧.
( [٣٤٩] ) أورده الطهراني تحت اسم آخر هو: "الحديقة الناضرة والحدقة الناظرة" . (راجع: الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ٦/٣٨٩) .
( [٣٥٠] ) يعني: حسن بن سليمان الحلي صاحب كتاب "مختصر بصائر الدرجات" ، وقد تقدم التعريف به.
( [٣٥١] ) الذريعة لآغا بزرك ١٥/٢٨٩.
( [٣٥٢] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢/٢٨٧-٢٨٨.
( [٣٥٣] ) وهذا يدلك على اهتمام الشيعة المعاصرين بهذا الكتاب الذي حوى فيما حوى من الأدعية الدعاء المسمى بـ "صنمي قريش" .
( [٣٥٤] ).
( [٣٥٥] ) تنقيح المقال للمامقاني ٣/١٢٥.
( [٣٥٦] ) تنقيح المقال للمامقاني ١/٦١.
( [٣٥٧] ) تنقيح المقال للمامقاني ٣/١٢٨.
( [٣٥٨] ) مقدمة كتاب سليم بن قيس الهلالي ص٤.وانظر: مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٩٠.
( [٣٥٩] ).
( [٣٦٠] ) شرح عقائد الصدوق للمفيد ص٢٤٧.
( [٣٦١] ) بحار الأنوار للمجلسي ١/٣٢.وانظر مقدمة بحار الأنوار للشيرازي ص١٩٢.
( [٣٦٢] ) نفس المصدر...
( [٣٦٣] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ١٤/١٥٨-١٥٩.
( [٣٦٤] ) هو محمد بن أحمد بن علي، أبو طالب، الملقب بمؤيد الدين الأسدي البغدادي، المعروف ب "ابن العلقمي" . وزير المستعصم العباسي، وصاحب الجريمة النكراء في ممالأة "هولاكو" على غزو بغداد. ولي الوزارة لهولاكو بعد دخوله بغداد مدة قصيرة، ثم مات ودفن في مشهد موسى بن جعفر - الكاظمية - ببغداد. (راجع: البداية والنهاية لابن كثير ١٣/٢١٢-٢١٣، ومرآة الجنان لليافعي ٤/١٤٧، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ٧/٢٠، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي ٥/٢٧٢. وانظر: الأعلام للزركلي ٥/٣٢١) .
( [٣٦٥] ) روضات الجنات للخوانساري..
( [٣٦٦] ) روضات الجنات للخوانساري..
( [٣٦٧] ) نهج البلاغة وأسانيده لعبد الزهراء الخطيب ١/٢١٧.
( [٣٦٨] ) انظر أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٦٢.
([
٣٦٩]) روضات الجنات للخوانساري ٥/٢٠-٢١.
( [٣٧٠] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ١/١٨٥.
( [٣٧١] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١١٧-١١٨.
( [٣٧٢] ) الكنى والألقاب لعباس القمي٢/١٤٨.
( [٣٧٣] ) بحار الأنوار للمجلسي ١/١٠.وانظر الذريعة لآغا بزرك الطهراني ١٨/٣٦٢، ٢١/٣٤، ومقدمة بحار الأنوار للشيرازي ص١٥٢.
( [٣٧٤] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٥٨٩.
( [٣٧٥] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٥٩٠-٥٩١.
( [٣٧٦] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٥٩٢. وانظر: روضات الجنات للخوانساري ١/٨٨-٩٣.
( [٣٧٧] ) انظر: فهرست تصانيف العلامة الشيخ أحمد الأحسائي ص٥ نقلاً عن (حقيقة البابية والبهائية د.محسن عبد الحميد) .
( [٣٧٨] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٥/١٨٧.
( [٣٧٩] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٨/٣٠٥. وانظر: الأعلام للزركلي ١/١١٦.
( [٣٨٠] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٨/٣٠٥. وانظر: الأعلام للزركلي ١/١١٦.
( [٣٨١] ) الأعلام للزركلي ٦/٨٦-٨٧.
( [٣٨٢] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١٢٣.
( [٣٨٣] ) البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني ٢/٤٧، وبلوغ المرام في شرح مسك الختام فيمن تولى ملك اليمن من ملك أو إمام لحسين العرشي ص٦٥. وانظر: الأعلام للزركلي ٥/١٨٢-١٨٣.
( [٣٨٤] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢/٣.
( [٣٨٥] ) راجع: أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٤٥/٣٠٩، والذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ٥/١٣، وانظر: الأعلام للزركلي ٦/٢٦٩-٢٧٠، ومصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١٦١-١٦٢.
( [٣٨٦] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢٤/١٧٠.
( [٣٨٧] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢٥/٢٣٧.
( [٣٨٨] ) في الإرشاد ص٥٩١.
( [٣٨٩] ) في الغيبة ص٢١١.
( [٣٩٠] ) نقله عنه المامقاني في تنقيح المقال ٣/١٢٨.
( [٣٩١] ) في تنقيح المقال ٣/١٢٥، ١٢٨.
( [٣٩٢] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص١٧٣-١٧٤.
([
٣٩٣]) راجع كتاب الإسماعيلية تاريخ وعقائد للأستاذ إحسان إلهي ظهير ص٧١٩.
( [٣٩٤] ) مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٢١٣.وانظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/٢٥١.
( [٣٩٥] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص١٩٨-٢٠٢. وقد ذكر من مصنفاته خمسة وخمسين كتاباً في علوم متفرقة.
( [٣٩٦] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص١٩٨-٢٠٢. وقد ذكر من مصنفاته خمسة وخمسين كتاباً في علوم متفرقة.
( [٣٩٧] ) كشف أسرار الباطنية للحمادي اليماني ص٣٩-٤٠.
( [٣٩٨] ) عيون الأخبار وفنون الآثار: للداعي إدريس عماد الدين "السبع الخامس" ، ص٤٤، ط دار الأندلس، بيروت.(نقلا عن كتاب الإسماعيلية تاريخ وعقائد: للأستاذ إحسان إلهي ظهير).
( [٣٩٩] ) الإسماعيلية تاريخ وعقائد ص٧٠٨.
( [٤٠٠] ) عيون الأخبار للداعي إدريس ص٥٦. (نقلاً عن الإسماعيلية تاريخ وعقائد: للأستاذ إحسان إلهي ظهير) .
( [٤٠١] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص٢٢٧-٢٣٠.
( [٤٠٢] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص٢٢٧-٢٣٠.
( [٤٠٣] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص٢٣٦-٢٣٨.
( [٤٠٤] ) الأعلام للزركلي ٦/٢٧٦-٢٧٧. وذكر أنه استقى هذه المعلومة من كتاب أعلام الإسماعيلية ص٤٨٢.
( [٤٠٥] ) مقدمة مصطفى غالب على كتاب إثبات الإمامة ص ٢٢-٢٣.
( [٤٠٦] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١٠٥. وذكر أنه استقى هذه المعلومة من كتاب: أعلام الإسماعيلية ص٨٧.
( [٤٠٧] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١٠٥. وذكر أنه استقى المعلومة من كتاب: أعلام الإسماعيلية ص٨٧.
( [٤٠٨] ) مقدمة عارف تامر على كتاب تاج العقائد ص٨.
( [٤٠٩] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن ص١١٢. وذكر أنه استقى هذه المعلومة من كتاب أعلام الإسماعيلية ص٤٠٨، وغيره.
( [٤١٠] ) الأعلام للزركلي ٤/٣٣١. وذكر أنه استقى معلوماته من مقدمة ديوان المؤيد في الدين - الإسماعيلي- ص١١.
( [٤١١] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١١٣.
([
٤١٢]) مقدمة عارف تامر على كتاب "أربع رسائل إسماعيلية" ص٢٣.
( [٤١٣] ) ديوان المؤيد في الدين - المقدمة - ص١١.وانظر: الأعلام للزركي ٢/٢٢٤.
( [٤١٤] ) مقدمة عارف تامر على كتاب "أربع رسائل إسماعيلية" ص١٩.
( [٤١٥] ) مقدمة عارف تامر على كتاب أربع رسائل إسماعيلية ص١٩.
( [٤١٦] ) مقدمة عارف تامر على كتاب أربع رسائل إسماعيلية ص٢٢.
( [٤١٧] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ٢٠/٣١٦.
( [٤١٨] ) النصيرية: فرقة من غلاة الشيعة.قالوا بظهور الله -تعالى الله عن ذلك- بصورة علي والأئمة. ولهم عقائد أخرى باطنية كثيرة. (انظر: الملل والنحل للشهرستاني ١/١٦٨، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٦١) .
( [٤١٩] ) انظر: تاريخ العلويين لمحمد غالب الطويل- النصيري ص١٩٦-٢٠٠، ومقدمة الهداية الكبرى للخصيبي ص٥-٢٦.
( [٤٢٠] ) ذكر ذلك محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة ٥/٤٩٠-٤٩١.
( [٤٢١] ) في كتابه: عيون المعجزات ص١١٢.
( [٤٢٢] ) حيث نقل عنه في بحار الأنوار، ورمز له ب(هد). راجع: بحار الأنوار ١/٢٠.وانظر: أعيان الشيعة ٥/٤٩٠-٤٩١.
( [٤٢٣] ) الذي نقل عنه في كتابيْه البرهان وحلية الأبرار في أكثر من موضع. (راجع: البرهان للبحراني ٢/١٢٧-١٢٨، ٣/١٢٧-١٢٨، وحلية الأبرار له ٢/٦٥٢-٦٧٢) .
( [٤٢٤] ) في تنقيح المقال- في ترجمة ابن فضال -٢/٢٧٩.
( [٤٢٥] ) راجع: أعيان الشيعة لمحسن العاملي٥/٤٩٠-٤٩١.
( [٤٢٦] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/٢٦٨.
( [٤٢٧] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/٢٦٨.
( [٤٢٨] ) وهناك مصادر أخرى لمعاصرين، لم أجد أحداً ترجم لهم. ولكن -كما تقدم- شهرة مصنفيها في وقتنا الحاضر، ووفرة مصنفاتهم، وتكرار طبعها، وإقرارهم بما جاء فيها من معتقدات ينوب مناب التوثيق.
( [٤٢٩] ) الصحاح للجوهري ١/١٦١-١٦٢، والمحكم والمحيط الأعظم لابن سيده ٣/١١٩-١٢٠، ولسان العرب لابن منظور ١/٥١٩.
([
٤٣٠]) راجع تحرير هذه المسألة في المصادر التالية: المصباح المنير للفيومي ١/٣٥٧، ولسان العرب لابن منظور ١/٥١٩-٥٢١، وترتيب القاموس للزاوي ٢/٧٩٨.وانظر: صحابة رسول الله في الكتاب والسنة للأستاذ عيادة الكبيسي ص٣٦-٣٨.
( [٤٣١] ) الإصابة لابن حجر ١/٧١.وانظر: صحيح البخاري ٥/٦٢، والباعث الحثيث لابن كثير ص١٥١، وفواتح الرحموت للأنصاري ٢/١٥٨.
( [٤٣٢] ) مقدمة ابن الصلاح ص١٥٨، وروضة الناظر مع شرحها ١/٣٠١، وفواتح الرحموت للأنصاري ٢/١٥٨، والأجوبة العراقية للألوسي ص٩.
( [٤٣٣] ) قال أبو بكر الباقلاني: "يقال: صحبت فلاناً حولا، ودهراً، وسنة، وشهراً، ويوماً، وساعة. وذلك يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار" .(انظر: الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص٥١، وفتح المغيث للسخاوي ٤/٣١.
( [٤٣٤] ) انظر: جامع الأصول لابن الأثير ١/٣٤، والأحكام للآمدي ١/٢٧٦.
( [٤٣٥] ) صحابة رسول الله لعيادة الكبيسي ص٧٢-٧٣.
( [٤٣٦] ) الإصابة لابن حجر١/٤.
( [٤٣٧] ) انظر: لسان العرب ١١/٤٣١.
( [٤٣٨] ) انظر: المصباح المنير ٢/٤٥.
( [٤٣٩] ) قاله الحافظ بن حجر في نخبة الفكر.(راجع شرح نخبة الفكر للملا على القاري ص٥٢-٥٣.
( [٤٤٠] ) في الاستيعاب في معرفة الأصحاب ١/١٩.
( [٤٤١] ) نقله عنه السخاوي في فتح المغيث ٣/١٠٣.
( [٤٤٢] ) في المستصفى ١/١٥٥.
( [٤٤٣] ) في تقريب النووي ٢/٢١٤، وفي شرحه على صحيح مسلم ١٥/١٤٩.
( [٤٤٤] ) في مقدمته ص١٤٧.
( [٤٤٥] ) في الباعث الحثيث ص١٨١-١٨٢.
( [٤٤٦] ) في شرحه على ألفتيه ٣/١٣-١٤.
( [٤٤٧] ) في الإصابة في تمييز الصحابة ١/٩.
( [٤٤٨] ) في الأجوبة العراقية ص١٠.
( [٤٤٩] ) راجع للاستزادة: كتاب (صحابة رسول الله) : للأستاذ عيادة الكبيسي ص٢٧١-٢٧٤.
( [٤٥٠] ) الموافقات للشاطبي ٤/٤٨.
( [٤٥١] ) صحيح البخاري ٦/٤٨-٤٩، ك التفسير، باب قوله تعالى: (( وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً )) .
([
٤٥٢]) راجع: صحابة رسول الله لعيادة الكبيسي ص٢٧٨.
( [٤٥٣] ) شرح الكوكب المنير لابن النجار ٢/٤٧٥.
( [٤٥٤] ) صحيح البخاري ٥/٧٢، ك فضائل الصحابة، باب منه، وصحيح مسلم- واللفظ له- ٤/١٩٦٧-١٩٦٨، ك فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
( [٤٥٥] ) فتح المغيث للسخاوي ٣/١٠٢.
( [٤٥٦] ) صحيح البخاري ١/٦٢، ك العلم، باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب، وصحيح مسلم- واللفظ له- ٣/١٣٠٥-١٣٠٦، ك القسامة، باب تحريم الدماء والأعراض والأموال.
( [٤٥٧] ) صحيح ابن حبان ١/٩٠.
( [٤٥٨] ) صحيح البخاري- واللفظ له- ٥/٦٣، ك فضائل الصحابة، الباب الأول منه، وصحيح مسلم ٤/١٩٦٤، ك فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة، ثم الذين يلونهم.
( [٤٥٩] ) تقدم ذلك ص (١١٩) .
( [٤٦٠] ) الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص٤٨-٤٩.
( [٤٦١] ) تفسير ابن كثير ٤/٥٤٨.
( [٤٦٢] ) تفسير ابن كثير ٣/٥١٧-٥١٨.
( [٤٦٣] ) صحيح البخاري ٥/٧٢، ك فضائل الصحابة، باب منه، وصحيح مسلم- واللفظ له- ٤/١٩٦٧-١٩٦٨، ك فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
( [٤٦٤] ) وقد أفرد الحافظ ابن حجر لطرقه مصنفاً، أسماه: [جزء في تخريج طرق حديث (لا تسبوا أصحابي..) .
([٤٦٥] ) أخرجه الترمذي في جامعه ٥/٣٥٨، ك المناقب، باب من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- وقال: هذا حديث حسن غريب-، وأحمد في مسنده ٤/٨٧، ٨٨، ٥/٥٤-٥٥، وابن حبان في صحيحه (موارد الظمآن للهيثمي ص ٥٦٨-٥٦٩، ك المناقب، باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم) ، والمقدسي في النهي عن سب الأصحاب ق ٢/ب-٣/أ.
( [٤٦٦] ) أخرجه ابن ماجه في سننه ١/٥٧، المقدمة، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحمد في فضائل الصحابة ١/٥٧-٥٨، ٢/٩٠٧، وقال محققه: (إسناده صحيح) .
( [٤٦٧] ) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة ١/٥٩.
( [٤٦٨] ) أخرجه مسلم في صحيحه ٤/٢٣١٧، ك التفسير، وأحمد في فضائل الصحابة - بإسناد صحيح- ١/٥٧.
([
٤٦٩]) الأجوبة العراقية للألوسي ص٤٩.
( [٤٧٠] ) أصول السنة للحميدي ٢/٥٤٦، وتفسير ابن كثير ٤/٣٣٩، وتفسير القرطبي ١٦/٢٩٧.
( [٤٧١] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٧٢] ) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول ص ٥٧١، ٥٧٩.
( [٤٧٣] ) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول ص ٥٧١، ٥٧٩.
( [٤٧٤] ) نقله عنه الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية ص٩٧.
( [٤٧٥] ) أصول السرخسي ٢/١٣٤.
( [٤٧٦] ) العقيدة الطحاوية ص٥٢٨.
( [٤٧٧] ) أصول السنة للحميدي ٢/٥٤٦.
( [٤٧٨] ) تفسير القرطبي ١٦/٢٩٧.
( [٤٧٩] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨٠] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨١] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨٢] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨٣] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨٤] ) ذكر ذلك ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٧٠-٥٧١.
( [٤٨٥] ) ذكر ذلك ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٧٠-٥٧١.
( [٤٨٦] ) نقله عنه القرطبي في تفسيره ١٦/٢٩٧.
( [٤٨٧] ) أخرجه الترمذي في جامعه ٥/٣٥٨، ك المناقب، باب من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- وقال: هذا حديث حسن غريب-، وأحمد في مسنده ٤/٨٧، ٨٨، ٥/٥٤-٥٥، وابن حبان في صحيحه (موارد الظمآن للهيثمي ص ٥٦٨-٥٦٩، ك المناقب، باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم) ، والمقدسي في النهي عن سب الأصحاب ق ٢/ب-٣/أ.
( [٤٨٨] ) كتاب شرح السنة للبربهاري ص٥٤.
( [٤٨٩] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٤٠٣.
( [٤٩٠] ) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٨٠.
([
٤٩١]) أسنده إليه الخطيب البغدادي في [الكفاية] ص٩٧.
( [٤٩٢] ) تفسير القرطبي ١٦/٢٩٧.
( [٤٩٣] ) الأجوبة العراقية للألوسي ص٤٩.
( [٤٩٤] ) الدين الخالص لصديق حسن خان ٣/٣٨١-٣٨٢.
( [٤٩٥] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٤٩٦] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٤٩٧] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٤٩٨] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٤٩٩] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٥٠٠] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٥٠١] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص ٥٦٨-٥٦٩.
( [٥٠٢] ) الصارم المسلول ص٥٧٨.
( [٥٠٣] ) في كتابه الاختيار ٤/٢٣٨.
( [٥٠٤] ) في كتابه تنبيه الولاة والحكام ١/٣٦٦.
( [٥٠٥] ) ذكر ذلك ابن عابدين في كتابه: تنبيه الولاة والحكام ١/٣٦٧.
( [٥٠٦] ) ذكر ذلك ابن عابدين في كتابه: تنبيه الولاة والحكام ١/٣٦٧.
( [٥٠٧] ) ذكر ذلك ابن عابدين في كتابه: تنبيه الولاة والحكام ١/٣٦٧.
( [٥٠٨] ) في كتابه إرشاد الساري ٦/٩٤.
( [٥٠٩] ) في شرحه على صحيح مسلم ١٦/٩٣.
( [٥١٠] ) في كتابه نهاية المحتاج ٧/٤١٦.
( [٥١١] ) في الإنصاف ص٦٨.
( [٥١٢] ) في الصارم المسلول٥٧١.
( [٥١٣] ) راجع للاستزادة كتاب "صحابة رسول الله" للأستاذ عيادة الكبيسي ص٣٣٩-٣٤١.
( [٥١٤] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٥٧٨.
( [٥١٥] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص ٥٧٩.
( [٥١٦] ) صحيح البخاري ٥/٧٢، ك فضائل الصحابة، باب منه، وصحيح مسلم- واللفظ له- ٤/١٩٦٧-١٩٦٨، ك فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
( [٥١٧] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٥٦٨.
( [٥١٨] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص ٥٨٦.
( [٥١٩] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٥٨٦-٥٨٧.
( [٥٢٠] ) الشفا في حقوق المصطفى للقاضي عياض ٢/٢٨٦.
([
٥٢١]) المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي ص٥٣٦-٥٣٧.
( [٥٢٢] ) رسالة في الرد على الرافضة للتميمي ص٨.
( [٥٢٣] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٨٧.
( [٥٢٤] ) تذكرة الحفاظ للذهبي ٢/٧٧٥.
( [٥٢٥] ) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٦٥-٥٦٦.
( [٥٢٦] ) ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٦٦.
( [٥٢٧] ) بغية المرتاد لابن تيمية ص٣٤٣-٣٤٤.
( [٥٢٨] ) حاشية ابن عابدين ٢/٢٩٤.
( [٥٢٩] ) القاموس المحيط للفيروز آبادي ٣/٤٧. وانظر: لسان العرب لابن منظور ٨/١٨٨-١٨٩.
( [٥٣٠] ) الصحاح للجوهري ٣/١٢٤٠.
( [٥٣١] ) القاموس المحيط للفيروز آبادي ٣/٤٧.وانظر: لسان العرب لابن منظور ٨/١٨٨، وتاج العروس للزبيدي ٥/٤٠٥، ومقدمة ابن خلدون ص ٣٤٨.
( [٥٣٢] ) الملل والنحل للشهرستاني ص١٤٦.
( [٥٣٣] ) حاشية محمد محيي الدين عبد الحميد على كتاب مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ١/٦٥.
( [٥٣٤] ) هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، واسم أمه: أروى بنت كريز. (الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ٢/٤٦٢) .
( [٥٣٥] ) الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ٢/١١٣.
( [٥٣٦] ) مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين لأبي الحسن الأشعري ١/٦٥.
( [٥٣٧] ) مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٢٩، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٢٥، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٤.
( [٥٣٨] ) انظر: الفرق بن الفرق للبغدادي ص٦٢، والملل والنحل للشهرستاني ص ١٦٧-١٦٨، ١٩١-١٩٢، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٣٨، وانظر أيضاً: دراسات في الفرق والعقائد الإسلامية د.عرفان عبد الحميد ص ٦٦-٦٧، ودراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين د.أحمد جلي ص١٩٣.
( [٥٣٩] ) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/٩٠، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٦٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٦٩، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٣٩.
([
٥٤٠]) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/٩٠، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٦٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٦٩، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٣٩.
( [٥٤١] ) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/٩٠، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٦٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٦٩، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٣٩.
( [٥٤٢] ) نقله عنه الشوكاني في كتابه (إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي) ق١٠-١١.
( [٥٤٣] ) إرشاد الغبي ق ١٢-١٣.
( [٥٤٤] ) إرشاد الغبي ق٣.
( [٥٤٥] ) إرشاد الغبي للشوكاني ق٥-٩.
( [٥٤٦] ) نقله عنه الشوكاني في [إرشاد الغبي] ق٨-٩.
( [٥٤٧] ) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٢٩-١٣٢، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٢٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٤-١٥٥، وخبيئة الأكوان لصديق حسن خان ص٣٢.
( [٥٤٨] ) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٢٩-١٣٢، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٢٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٤-١٥٥، وخبيئة الأكوان لصديق حسن خان ص٣٢.
( [٥٤٩] ) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ٢/٩٣، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٣/٣٨٦-٣٨٧.
( [٥٥٠] ) تاج العروس للزبيدي ٢/٢١٨.وانظر من مصادر الإثني عشرية: فرق الشيعة للنوبختي ص٢١، والمقالات للقمي ص ١٨، ومروج الذهب للمسعودي ٣/٢٠٦-٢٠٩، وتاريخ الفرقة الزيدية بين القرن الثاني والثالث للدكتورة فضيلة عبد الأمير ص٢٩٢.
( [٥٥١] ) مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٤٠-١٤٢، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٣٠-٣٢، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٧-١٥٩، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٢٧-٢٨، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٦١. وانظر: الأديان والفرق لشيبة الحمد ص١٦٨-١٧٠، ودراسات في الفرق لعرفان عبد الحميد ص٦٦، ودراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين لجلي ص١٩١.
( [٥٥٢] ) مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٤٣، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٣٢-٣٣، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٩-١٦٠، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٦٢.
([
٥٥٣]) الهمداني، المتوفى سنة ١٦٧هـ. قال يحيى القطان: (كان الثوري سيء الرأي فيه) . وقال أحمد: (حسن ثقة، وأخوه ثقة) ، ونقل عن ابن معين قوله عنه: (ثقة مأمون، ومستقيم الحديث) ، وقد أخرج له مسلم في صحيحه (انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ١/٤٩٦-٤٩٩، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٢/٢٨٥-٢٨٩.
( [٥٥٤] ) مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٤٤-١٤٥، والفرق بين الفرق للبغدادي ٣٤-٣٥، والملل والنحل للشهرستاني ص١٦١-١٦٢، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٦٢.وانظر: الأديان والفرق لشيبة الحمد ص١٧٣، ودراسة عن الفرق لأحمد جلي ص١٩٢.
( [٥٥٥] ) انظر على سبيل المثال:
- كتاب (إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لأحمد بن الحسين الزيدي ص١٣٩، ١٤٠.
- كتاب (الأساس لعقائد الأكياس) للقاسم بن محمد بن علي الزيدي ص١٦٤، ١٧٤.
( [٥٥٦] ) وهو كتاب (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية) : لمحمد ابن عقيل العلوي الزيدي.
( [٥٥٧] ) راجع: أساس التأويل للقاضي النعمان ص٢٨، والمجالس والمسايرات له ص٢٣٥، وكتاب الكشف لجعفر بن منصور اليمن ص٧٨.
( [٥٥٨] ) كنز الولد للحامدي ص٩٩.
( [٥٥٩] ) الإمامة وقائم القيامة لمصطفى غالب ص٦٥.
( [٥٦٠] ) الإمامة في الإسلام لعارف تامر ص٤٩-٥٢، والإمامة وقائم القيامة لمصطفى غالب ص٥-٧، ٧٣.
( [٥٦١] ) الإمامة وقائم القيامة لمصطفى غالب ص٦٦.
( [٥٦٢] ) الأرجوزة المختارة للقاضي النعمان ص٩٩، والإمامة وقائم القيامة لمصطفى غالب ص٢٥٨.
( [٥٦٣] ) سرائر النطقاء لجعفر بن منصور اليمن ص٣٠، وتاج العقائد ومعدن الفوائد لعلي بن محمد الوليد ص٧٩.
( [٥٦٤] ) المجالس المؤيدية للمؤيد ٢/١٣٦.
( [٥٦٥] ) كتاب الأزهار لحسن بن نوح الهندي ص٢٢١.
( [٥٦٦] ) وهو كمعتقد الإثني عشرية، وسيأتي الكلام عنه مفصّلا.
( [٥٦٧] ) سرائر النطقاء لجعفر بن منصور اليمن ص٣٤-٣٥، ومزاج التسنيم لضياء الدين الإسماعيلي ص٣٣٥.
([
٥٦٨]) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص٨١-٨٢. وانظر: إثبات النبوءات للسجستاني ص١٥٩.
( [٥٦٩] ) كتاب الكشف لجعفر بن منصور اليمن ص١٢٥.
( [٥٧٠] ) كتاب الكشف لجعفر بن منصور اليمن ص٨.
( [٥٧١] ) بحار الأنوار للمجلسي ١/٣٨.
( [٥٧٢] ) على سبيل المثال: ما رواه الكشي بسنده إلى أبي جعفر الباقر، وهو قوله: (ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد) (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨، ١١) ، ونقله عنه الكاشاني في تفسير الصافي ١/١٤٨، وفي قرة العيون ص٤٢٦، وقال عن إسناده: معتبر. ونقله أيضاً عبد الله شبر في حق اليقين ١/٢١٨-٢١٩، وقال عن إسناده أيضاً: معتبر، وغيرهما.
( [٥٧٣] ) الجارودية أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر- تقدم التعريف بها.
( [٥٧٤] ) المسائل الجاروية للمفيد ص٨-٩.
( [٥٧٥] ) إحقاق الحق للتستري ص٣١٦.
( [٥٧٦] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص١٨٥.
( [٥٧٧] ) هو طاهر بن محمد الإسفرائيني الشافعي، إمام فقيه مفسر، مات بطوس سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. (طبقات الشافعية للسبكي ٣/١٧٥، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر ص٢٧٦) .
( [٥٧٨] ) التبصير في الدين للإسفرائيني ص٤١.
( [٥٧٩] ) الروضة من الكافي للكليني ص٣٨١، تفسير العياشي١/٢٠٠، وانظر: البرهان للبحراني ١/٣١٩-٣٢٠، وبحار الأنوار للمجلسي ٨/٦، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٥١-٥٢، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص١٠١-١٠٢.
( [٥٨٠] ) الكشكول لحيدر الآملي ص٣٠-٣١.
( [٥٨١] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٤/٤٤٨.
( [٥٨٢] ) وهذا التفسير مروي عن قتادة وعن الربيع؛ رواه عنهما الطبري بسنده (جامع البيان ٣/٢) .
( [٥٨٣] ) مجمع البيان للطبرسي ١/٣٥٩.
( [٥٨٤] ) راجع: الأنوار النعمانية للجزائري ٢/٣٥٨، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٣٣-٣٥.
( [٥٨٥] ) الاحتجاج للطبرسي ص٦٢. ونقله الكاشاني في تفسير الصافي ١/٣٠٤.
( [٥٨٦] ) الروضة من الكافي ص٢٥٨، ونقله الكاشاني في تفسير الصافي ١/٣٠٤.
([
٥٨٧]) إلزام الناصب للحائري ٢/٢٧٠، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢١٣.
( [٥٨٨] ) انظر: اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٢، ١٣ وتفسير العياشي ١/١٩٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٧٤٩، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٣٠٥.
( [٥٨٩] ) البرهان للبحراني ١/٣١٩.
( [٥٩٠] ) تفسير القمي ١/١١٩-١٢٠، والبرهان للبحراني ١/٣١٩.
( [٥٩١] ) انظر: جامع البيان للطبري ٣/١١٠-١١٤، وتفسير ابن كثير ١/٤٠٩، وروح المعاني للألوسي ٤/٧٣-٧٥.
( [٥٩٢] ) الروضة من الكافي للكليني ص٣٨١، والاحتجاج للطبرسي ص٧١.
( [٥٩٣] ) جامع البيان للطبري ٣/١١١، وروح المعاني للألوسي ٤/٧٥.
( [٥٩٤] ) الوافي للكاشاني ٢/١٨٠.
( [٥٩٥] ) تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٥٦.
( [٥٩٦] ) انظر: جامع البيان للطبري ٥/٩٢-٩٣،، وتفسير ابن كثير ١/٤٩٨-٤٩٩،، وفتح القدير للشوكاني ١/٤٦٧.
( [٥٩٧] ) تفسير القمي ١/١٥٧، ونقله عنه البحراني في البرهان ١/٤٢٥.
( [٥٩٨] ) راجع جامع البيان للطبري٦/٥-٦، وتفسير ابن كثير ١/٥٧٢، وفتح القدير للشوكاني ١/٥٣٢.
( [٥٩٩] ) تفسير القمي ١/١٧٠، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٤٨-٤٤٩، والبرهان للبحراني ١/٤٧٩.
( [٦٠٠] ) السيرة النبوية لابن هشام ٢/٥٩٩، والسيرة النبوية لابن كثير ٤/٩٥.
( [٦٠١] ) انظر: الشافي للمرتضى ص٢٠٨، وتلخيص الشافي للطوسي ص٣٩٧، والاقتصاد له ص٣٣٦، وكشف المحجة لابن طاوس ص٦٩، والصراط المستقيم للبياضي ١/٩٤، والأنوار النعمانية للجزائري ٤/١١٢، وعلم اليقين للكاشاني٢/٧٤١، ومنار الهدى لعلي البحراني ص٦٨٤-٦٨٥.
( [٦٠٢] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٦٦، والأمالي للصدوق ص٤٣٤.
( [٦٠٣] ) جامع البيان للطبري ٦/٢٨٢-٢٨٧، وتفسير ابن كثير ٢/٧٠.
( [٦٠٤] ) جامع البيان للطبري ٦/٢٨٢-٢٨٧، وتفسير ابن كثير ٢/٧٠.
( [٦٠٥] ) جامع البيان للطبري ٦/٢٨٢-٢٨٧، وتفسير ابن كثير ٢/٧٠.
( [٦٠٦] ) جامع البيان للطبري ٦/٢٨٢-٢٨٧، وتفسير ابن كثير ٢/٧٠.
( [٦٠٧] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٢٠٨.
([
٦٠٨]) منهاج الكرامة للحلي ص١٦١.
( [٦٠٩] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٧/٢١١-٢١٢. وبنحو قوله قال الألوسي في روح المعاني ٦/١٦٣.
( [٦١٠] ) تفسير القمي ١/١٧٥-١٧٦، وتفسير العياشي ١/٧٤.وانظر: البرهان للبحراني ١/٤٩١.
( [٦١١] ) وهي قوله تعال: (( لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلاً كلما جآءهم رسولٌ بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون )) .
( [٦١٢] ) جامع البيان للطبري ٦/٣١١-٣١٢، وتفسير ابن كثير ٢/٨٠، وفتح القدير للشوكاني ٢/٦٣، وغيرهم.
( [٦١٣] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٢٢٧.
( [٦١٤] ) تفسير القمي ١/٢٠٩-٢١٠. ونقله عنه هاشم البحراني في البرهان ١/٥٤٠.
( [٦١٥] ) جامع البيان للطبري ٧/٢٦٣-٢٦٥، وتفسير ابن كثير ٢/١٥٥، وفتح القدير للشوكاني ٢/١٣٨، وروح المعاني للألوسي ٧/٢١٥-٢١٦، ومحاسن التأويل للقاسمي ٦/٢٤٠٠-٢٤٠١.
( [٦١٦] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٣٣١.
( [٦١٧] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٣٨٨.
( [٦١٨] ) تفسير القمي ١/٢٢٢، وتفسير العياشي ١/٣٨٥، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٥٦٠، والبرهان للبحراني ١/٥٦٥، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٣٨٩، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٣٦٢-٣٦٣.
( [٦١٩] ) أمثال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي، وعبيد بن سليمان، وغيرهم.
( [٦٢٠] ) جامع البيان للطبري ٨/١٠٤-١٠٧، وتفسير ابن كثير ٢/١٩٦، وفتح القدير للشوكاني ٢/١٨٣، وروح المعاني للألوسي ٨/٦٨، ومحاسن التأويل للقاسمي ٦/٢٥٨٥-٢٥٨٧.
( [٦٢١] ) تفسير العياشي ٢/٣٥.وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٦٥٦، والبرهان للبحراني ٢/٧٢، ٤/٤٨٣.
( [٦٢٢] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٥٣٤-٥٣٥. وقد أورده أبو القاسم الحسكاني- الشيعي - في كتاب شواهد التنزيل وادعى إجماع المسلمين عليه، وأسنده ابن السراج- الشيعي- إلى ابن مسعود مرفوعاً. (راجع: الصراط المستقيم للبياضي ٢/٢٧، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٢-٦٢٣, والبرهان للبحراني ٢/٧٢.) .
([
٦٢٣]) تفسير القمي ١/٢٧١، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٦٥٦.
( [٦٢٤] ) تفسير ابن كثير ٢/٢٩٩، وفتح القدير للشوكاني ٢/٣٠٠، وروح المعاني للألوسي ٩/١٩٢-١٩٤، وتفسير القاسمي ٨/٢٩٧٦.
( [٦٢٥] ) جامع البيان للطبري ٩/٢١٨-٢١٩، وتفسير ابن كثير ٢/٢٩٩، وفتح القدير للشوكاني ٢/٣٠٠.
( [٦٢٦] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٤/٣٤٣.
( [٦٢٧] ) تفسير القمي ١/٣٨٨، ونقله عنه البحراني في البرهان ٢/٣٧٨.
( [٦٢٨] ) جامع البيان للطبري ١٤/١٦٠-١٦١، وتفسير ابن كثير ٢/٥٨١، وفتح القدير للشوكاني ٣/١٨٧.
( [٦٢٩] ) مجمع البيان للطبرسي ٣/٣٨٠.
( [٦٣٠] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٧٩-٨١، وانظر: الاحتجاج للطبرسي ص٨٠-٨١، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٧٧.
( [٦٣١] ) الروضة من الكافي للكليني ص٤١٩. وانظر: الوافي للكاشاني ٢/٤٥، وتفسير الصافي له ٢/٣٧٩، والبرهان للبحراني ٣/٣٤٩-٣٥٠، ومرآة العقول للمجلسي ٤/٤١٩.
( [٦٣٢] ) تفسير القمي ٢/٢٠١. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٣٨٠، والبرهان للبحراني ٣/٣٥٠.
( [٦٣٣] ) راجع: جامع البيان للطبري ٢٢/٨٧-٨٨، وتفسير ابن كثير ٣/٥٣٥، وفتح القدير للشوكاني ٤/٣١٩-٣٢٠، وغيرهم،.
( [٦٣٤] ) تفسير القمي ٢/٣٠٠-٣٠١، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٥٦١-٥٦٢، والبرهان للبحراني ٤/١٨٠، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٤٤-٤٥.
( [٦٣٥] ) تفسير القمي ٢/٣٠٠-٣٠١، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٥٦١-٥٦٢، والبرهان للبحراني ٤/١٨٠، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٤٤-٤٥.
( [٦٣٦] ) جامع البيان للطبري ٢٦/٣٨، وتفسير ابن كثير ٤/١٧٢، وفتح القدير للشوكاني ٥/٢٩.
( [٦٣٧] ) تفسير القمي ٢/٤٣٢، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٨٣٨، والبرهان للبحراني ٤/٤٩٢.
( [٦٣٨] ) انظر مثلاً: تفسير القمي ١/١٠٧، ١٤٢، ٢١١، ٢/٢٠٩، وتفسير الصافي للكاشاني ٢/٧٣٥.
([
٦٣٩]) انظر مثلاً: تفسير القمي ١/١٤٠، ٢/٣٠٢-٣٠٣، وتفسير العياشي ١/٤٥، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٩٦، والبرهان للبحراني ١/٣٥، ١٠٤، وبحار الأنوار للمجلسي ٧/١٣٦، وغيرهم.
( [٦٤٠] ) انظرمثلاً: تفسير العسكري ص٢٠٦-٢٠٧، وتفسير القمي ١/٤٨، ٨٥، ٢١١، ٢٢٤، وتفسير العياشي ١/٧٣، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٤١٤، والبرهان للبحراني ١/١٧٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٨/٢١٨.
( [٦٤١] ) قاله طيب الموسوي الجزائري؛ المعلق على تفسير القمي في التفسير ١/١٦٣، ح١.
( [٦٤٢] ) تفسير القمي ١/١٩٩.
( [٦٤٣] ) رجال الحلي ص١٣٧-١٣٨.
( [٦٤٤] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٢٢، ورجال النجاشي ص٣٠٢.
( [٦٤٥] ) تنقيح المقال للمامقاني ٣/٢٦٨.
( [٦٤٦] ) انظر على سبيل المثال: السقيفة لسليم بن قيس ص١٦٦، والإيضاح للفضل بن شاذان ص١٢٦، والغيبة للنعماني ص٣٠، والروضة من الكافي للكليني ص٣٥٦، والطرائف لابن طاوس ص٣٧٦، ٣٩١، ٣٩٣، والكشكول لحيدر الآملي ص١١٩، والصراط المستقيم للبياضي ٣/١٠٦، ونفحات اللاهوت للكركي ق ١٣/أ، ١٤/ أ،١٥/ب، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٤، والصافي له ٢/٨٥٧، وقرة العيون له ص٤٢٤، والبرهان للبحراني ٤/٥١٢- ٥١٣، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٥٦، وبحار الأنوار له٢٨/٢٦، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٩-٣٠، وإحقاق الحق للتستري ص٣، ٢٧١، وحق اليقين لشبر ١/٢١٧، والفصول المهمة للموسوي ص٢٠٠-٢٠٢، وعقائد الإمامية للزنجاني ٣/٦٧. وقال: وإنهم إلى النار.
( [٦٤٧] ) صحيح البخاري ٤/٢٧٧،ك الأنبياء، باب قول الله: (( واتخذ الله إبراهيم خليلا )) ، وصحيح مسلم ٤/٢١٩٤- ٢١٩٥، ك الجنة، باب فناء الدنيا، ح ٢٨٦٠.
( [٦٤٨] ) صحيح البخاري ٩/٨٣، ك الفتن باب (( واتقوا فتنة.. )) وصحيح مسلم ٤/١٧٩٣، ك الفضائل، باب الحوض، ح ٢٢٩٠.
( [٦٤٩] ) صحيح البخاري ٨/٢١٦،ك الرقاق، باب في الحوض، وصحيح مسلم ٤/١٧٩٣، ك الفضائل، باب الحوض، ح٢٢٩١.
([
٦٥٠]) علي مع القرآن للحكيمي ص١٤٣-١٤٤. وقوله: [لا يملكه غيرك] تتعارض مع اعترافهم في مواضع أخرى أن الحوض ملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
( [٦٥١] ) الخصال للصدوق ٢/٥٧٥.
( [٦٥٢] ) الأمالي للصدوق ص٢٩٨.
( [٦٥٣] ) راجع: الخصال للصدوق ٢/٧٥٧، والأمالي له ص٢٩٨، والأمالي للمفيد ص١٣٤-١٣٥، وكفاية الأثر للخزاز ص٧٣، والصراط المستقيم للبياضي ٢/٨١، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٠٧، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص١٥٨.
( [٦٥٤] ) راوي صحيح البخاري، إمام محدث ثقة عالم، مات سنة عشرين وثلاثمائة وقد أشرف على التسعين. (انظر: العبر للذهبي ٢/١٨٣، وسير أعلام النبلاء له ١٥/١٠) .
( [٦٥٥] ) ابن عقبة، أحد شيوخ البخاري، مات سنة خمس عشرة ومائتين. (تقريب التهذيب لابن حجر ص ٤٥٣) .
( [٦٥٦] ) فتح الباري لابن حجر ٦/٤٩٠. وقال: قد وصله الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة، ورجحه القاضي عياض والباجي. (راجع فتح الباري لابن حجر ١١/٣٨٥) .
( [٦٥٧] ) شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد للسفاريني ١/٥٤١.
( [٦٥٨] ) صحيح البخاري ٨/٢١٧، ك الرقائق، باب في الحوض.
( [٦٥٩] ) فتح الباري لابن حجر ١١/٤٧٤.
( [٦٦٠] ) فتح الباري لابن حجر ٦/٤٩٠.
( [٦٦١] ) إكمال إكمال المعلم للآبي ٧/٢٢٥.
( [٦٦٢] ) شرح صحيح مسلم للنووي ١٥/٦٤.
( [٦٦٣] ) راجع شرح مسلم للنووي ٣/١٣٦، وعمدة القاري للعيني ٢/٢١١، والمنتقى للباجي ١/٧٠، وهذا الكلام ملخص من كلام النووي وابن بطال والباجي بتصرف-.
( [٦٦٤] ) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٣٨٤.
( [٦٦٥] ) شرح صحيح مسلم للنووي ٣/١٣٧.
( [٦٦٦] ) شرح صحيح مسلم للنووي ٣/١٣٧.
( [٦٦٧] ) عند الكرماني: (ممن لا بصيرة له في الدين) : الكواكب الدراري للكرماني ١٧/١٠٦.
( [٦٦٨] ) كما ثبت في الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه. (صحيح البخاري ٨/٢١٦، ك الرقاق، باب في الحوض، وصحيح مسلم ٤/١٨٠٠، ك الفضائل، باب إثبات الحوض، ح ٢٣٠٤) .
( [٦٦٩] ) فتح الباري لابن حجر ١١/٣٢٤.
([
٦٧٠]) راجع: مجمع البيان للطبرسي ١/٤٨٥، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٢٨٨، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٥٦، وغيرهم.
( [٦٧١] ) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ١٥٨-١٥٩.
( [٦٧٢] ) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص١٥٨-١٥٩.
( [٦٧٣] ) رواه مسلم في صحيحه ٤/١٩٤٢، كتاب فضائل الصحابة.
( [٦٧٤] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٢/٢٧.
( [٦٧٥] ) راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٢/٢٢، والبرهان للبحراني ٤/١٩٦-١٩٧.
( [٦٧٦] ) راجع: المفصح في الإمامة للطوسي ص١٢٨-١٢٩، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠/٢٩، والبرهان للبحراني ٤/١٩٦، وإحقاق الحق للتستري ص٨، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٥.
( [٦٧٧] ) الروضة من الكافي للكليني ص٤٢١.
( [٦٧٨] ) راجع: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ٥/٢٠٨.
( [٦٧٩] ) إحياء الشريعة في مذهب الشيعة للخالصي ١/٦٣-٦٤.
( [٦٨٠] ) تنقيح المقال للمامقاني ١/٢١٦.
( [٦٨١] ) البرهان للبحراني ٤/١٩٧.
( [٦٨٢] ) رواه مسلم في صحيحه ٤/٢١٤٤-٢١٤٥، ك صفات المنافقين.
( [٦٨٣] ) الاستقامة لابن تيمية ٢/٢٨٧-٢٨٨.
( [٦٨٤] ) وهذا لفظ الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري. (صحيح البخاري ٤/٣٢٦، ك الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ٩/١٨٤،ك الاعتصام، باب قول النبي: لتتبعن سنن من قبلكم،،، وصحيح مسلم ٤/٢٠٥٤،ك العلم، باب إتباع سنن اليهود...) وفي الباب عن أبي هريرة، ولفظه: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر، وذراعاً بذراع. فقيل: يا رسول الله: كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك) (صحيح البخاري ٩/٨٤، ك الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سسن من كان قبلكم) .
( [٦٨٥] ) معاني الأخبار للصدوق ص٣٢٣.
( [٦٨٦] ) الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص٢٣٣.
( [٦٨٧] ) الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص٢٣٣.
( [٦٨٨] ) الاقتصاد للطوسي ص٣٣٨-٣٤٠.
( [٦٨٩] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧٣٨-٧٣٩، ٧٩١.
( [٦٩٠] ) إحقاق الحق للتستري ص٣١٦-٣١٧.
([
٦٩١]) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٤.
( [٦٩٢] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٣٥.
( [٦٩٣] ) يريدون بهم الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم.
( [٦٩٤] ) تفسير العسكري ص١٤٢.
( [٦٩٥] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٥٢.
( [٦٩٦] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٨، والاحتجاج للطبرسي ص١١١، وإلزام الناصب للحائري ٢/١٥٣-١٥٤.
( [٦٩٧] ) الاحتجاج للطبرسي ص٥٦، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٣٣، وتفسير الصافي له ١/٤٥٨.
( [٦٩٨] ) تفسير العسكري ص١٤٢.
( [٦٩٩] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٢، ١٢٧، وتلخيص الشافي للطوسي ص٤٣٣، والاحتجاج للطبرسي ص٥٦، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٣٣، وتفسير الصافي له ١/٤٥٨، والبرهان للبحراني ٣/٤٢، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٣٣، ٤٧،.
( [٧٠٠] ) روح المعاني للألوسي ٢٠/٢٧.
( [٧٠١] ) فتح الباري لابن حجر ١٣/٣٠١.
( [٧٠٢] ) صحيح مسلم ٣/١٥٢٤، ك الإمارة، باب (لا تزال طائفة..) .
( [٧٠٣] ) صحيح مسلم ٤/١٩٦٤، ك فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
( [٧٠٤] ) صحيح البخاري ٩/١٧٩، ك الاعتصام، باب ما يذكر من ذم الرأي.
( [٧٠٥] ) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ١/٦٧.
( [٧٠٦] ) الخصال للصدوق ٢/٦٣٩-٦٤٠.
( [٧٠٧] ) كما في حديث أنس بن مالك الذي أخرجه البخاري وغيره. (صحيح البخاري ٩/٨٨، ك الفتن باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه) .
( [٧٠٨] ) صحيح البخاري ٩/١٨٤، ك الاعتصام، باب لتتبعن سنن...
( [٧٠٩] ) نص على تواتره شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ١/٦٩، والكتّاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر ص٩٣، وذكر أنه رواه ستة عشر صحابياً.
([
٧١٠]) وكلتا الروايتين مخرجتان في الصحيحين عن معاوية، والمغيرة بن شعبة، وعند مسلم عن ثوبان، وعقبة بن عامر، وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن سمرة، وغيرهم بألفاظ مقاربة للفظ هاتين الروايتين. (انظر: صحيح البخاري ٥/٦٠، ك المناقب، باب رقم ٢٨، ٩/١٨١، ك الاعتصام، باب قول النبي: (لا تزال طائفة من أمتي..) -٩/٢٤٣-٢٤٤، ك التوحيد، باب قوله تعالى (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) ، وصحيح مسلم ٣/١٥٢٥-١٥٢٧،ك الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين) .
( [٧١١] ) والحديث عن ابن عمر. (جامع الترمذي ٤/٤٦٦، ك الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة) . وللحديث شواهد أخرى عن أبي ذر وغيره. (سنن الدارمي ١/٢٩، والمستدرك للحاكم ١/١١٥) .
( [٧١٢] ) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ١/٧٠.
( [٧١٣] ) الاحتجاج للطبرسي ص٤٩-٥٠.
( [٧١٤] ) مجمع البيان للطبرسي ١/٥١٤.
( [٧١٥] ) سنن أبي داود ٥/٤، ك السنة، باب شرح السنة، وجامع الترمذي، وقال: (حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح ٥/٢٥، ك الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وسنن ابن ماجة ٢/١٣٢١، ك الفتن، باب افتراق الأمم،، والمستدرك للحاكم ١/٦.
( [٧١٦] ) السقيفة لسليم بن قيس ص ٩٦، ٢١٤، وانظر: الأمالي للمفيد ص ٢١٢-٢١٣.والاحتجاج للطبرسي ص٢٦٣، والصراط المستقيم للبياضي ٢/٣٧، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٤-٦٢٥، وإحقاق الحق للتستري ص٧، والدرر النجفية ليوسف البحراني ص٨٠، ٨١.
( [٧١٧] ) وفي هذا إشارة إلى كفر الفرق الأخرى الشيعية عدا الإثني عشرية رواة هذا الخبر.
( [٧١٨] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٦، ٢١٤، وانظر: الروضة من الكافي للكليني ص٣٤٤، ومرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٤٤-٣٤٥، والدرر النجفية ليوسف البحراني ص٨٤.
( [٧١٩] ) كشف الغمة للإربلي ١/٣٢١-٣٢٢. والأنوار الوضية ص٣٧.
( [٧٢٠] ) نفحات اللاهوت للكركي ق٦٠.
( [٧٢١] ) كفاية الأثر للخزاز ص١٥٥.
([
٧٢٢]) سيأتي الكلام على هذا الحديث أثناء المناقشة.
( [٧٢٣] ) منهاج الكرامة للحلي ص٩٢.
( [٧٢٤] ) الدرر النجفية ليوسف البحراني ص٨٠.
( [٧٢٥] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٨.
( [٧٢٦] ) تفسير العسكري ص١٤٢، والدرر النجفية ص٨٣.
( [٧٢٧] ) أخرجها الترمذي في جامعه ٥/٢٦، ك الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، والحاكم في المستدرك ١/١٢٨-١٢٩. وقد جزم شيخ الإسلام ابن تيمية بصحتها في الفتاوى ٣/٣٤٥. وقد أسندها الصدوق- من علماء الشيعة ونقلها الكاشاني. (معاني الأخبار للصدوق ٣٢٣، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٥) .
( [٧٢٨] ) أخرجها أحمد في مسنده ٤/١٠٢، وابن ماجة في سننه ٢/١٣٢٢، والحاكم في المستدرك ١/١٢٨، وقال بصحتها الحاكم في المستدرك، وابن تيمية في الفتاوى ٣/٣٤٥، والذهبي في تلخيص المستدرك ١/١٢٨، والشاطبي في الاعتصام ٢/١٨٩، والألباني في السلسلة الصحيحة ١/٣٥٨-٣٦٧.
( [٧٢٩] ) الاعتصام للشاطبي ٢/٢٥٨-٢٥٩، ٢٨٧-٢٨٨.
( [٧٣٠] ) مسند أحمد ٤/١٠٢. وأخرجه أبو داود مختصراً في سننه ٥/٦، ك السنة، باب شرح السنة.
( [٧٣١] ) الأمالي للمفيد ص٢١٢-٢١٣.
( [٧٣٢] ) روي هذا الحديث بطرق عديدة كلها ضعيفة، لا يخلو طريق منها من قادح في سنده؛ إما لجهالة راو فأكثر، أو لضعفه. وقد استقصى هذه الطرق حمدي عبد المجيد السلفي أثناء تخريجه لأحاديث مسند الشهاب وحكم عليها بالضعف، انظر مسند الشهاب للقضاعي ٢/٢٧٣-٢٧٥، ح١٣٤٢-١٣٤٥.
( [٧٣٣] ) راجع كتاب فرق الشيعة للنوبختي.
( [٧٣٤] ) منهاج السنة النبوية ٣/٤٦٨.
( [٧٣٥] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٣/٤٥٨.
( [٧٣٦] ) الثقلان للمفيد ص١٤.
( [٧٣٧] ) الإرشاد للمفيد ص٢٥٧، والصراط المستقيم للبياضي ٣/٢٦١.
( [٧٣٨] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٢. وانظر: الأنوار النعمانية ١/٨١.
( [٧٣٩] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٩.
( [٧٤٠] ) الاختصاص للمفيد ص١٧١.
( [٧٤١] ) منار الهدى لعلي البحراني ص٤٨٤.
( [٧٤٢] ) فصل الخطاب للطبرسي ص٥٢-نقله عن تفسير النعماني-.
([
٧٤٣]) إلزام الناصب للحائري ٢/٢٦٩.
( [٧٤٤] ) قنبر مولى علي: قال عنه الذهبي: لم يثبت حديثه. وقد وثقه المامقاني- من علماء الشيعة-، وعده البرقي من خواص أصحاب أمير المؤمنين المقربين.
( [٧٤٥] ) أصول الكافي للكليني ٢/٢٤٤، وروضة الكافي له ص ٣٤١، والأمالي للصدوق، والاختصاص للمفيد ص٦، وانظر: البرهان للبحراني ١/٣١٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٢٢/٣٤٥، وحق اليقين لشبر ١/١٤٨.
( [٧٤٦] ) البرهان للبحراني ١/٣٢٠.
( [٧٤٧] ) الروضة للكليني ص ١١٥، وتفسير العياشي ١/١٩٩، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٦، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٤، والصافي له ١/٣٠٥، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٧٤٩.
( [٧٤٨] ) يقال حاص، وجاص، ومعناهما واحد، أي: عدل، وحاد، وراوغ، وتخلف. (الصحاح للجوهري ٣/١٠٣٥، ١٠٦٩-١٠٧٠) . والمراد تردده في مبايعة علي بالإمامة بعد وفاة رسول الله.
( [٧٤٩] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨، ١١، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٣، وقرة العيون له ص٤٢٦، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وحياة القلوب للمجلسي٢/٨٣٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٢٣، وحق اليقين لشبر ١/٢١٨.
( [٧٥٠] ) تفسير العياشي ١/١٩٩. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٠٥، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٧٤٩.
( [٧٥١] ) عده الكشي والبرقي من أصحاب جعفر الصادق. وقال عنه المامقاني: حسن. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٤٨، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/١٥٠، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٠/١٠.
( [٧٥٢] ) الروضة من الكافي للكليني ص٣٨٠. ونقله النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص٣٣٤.
( [٧٥٣] ) الاحتجاج للطبرسي ص٥٦. وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٦٣٣، وتفسير الصافي له ١/٤٥٨، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٤٥، وقال: رواه ابن طاوس في كشف اليقين عن أحمد بن محمد بن الطبري المعروف ب(الخليل).
([
٧٥٤]) هو حمران بن أعين- يعد من حواريي أبي جعفر الباقر- أثنى عليه الأئمة خيراً، وقال المامقاني: ثقة صحيح الحديث على الأظهر. (إختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٧٦-١٨١، وتنقيح المقال ١/٣٧١.
( [٧٥٥] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٧. وانظر: مقدمة البرهان للعاملي ص١٥٨.
( [٧٥٦] ) البجلي الكوفي، ذكره الكشي ولم يتعرض لحاله، ووثقه المامقاني. اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٢٥، وتنقيح المقال للمامقاني ٣/٢٢٦.
( [٧٥٧] ) الكرخي. أشار الكشي إلى أن بعض أصحاب الصادق حط من شأنه، ووثقه المامقاني. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٦٧، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/٢٩٠.
( [٧٥٨] ) الأصول من الكافي للكليني ٢/٣١٩-٣٢٠.
( [٧٥٩] ) الشيباني عده الكشي من أصحاب أبي جعفر، وقال: ترحم عليه ودعا له الصادق. وقال المامقاني: ثقة على الأقوى. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٦١، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/٢٢٨.
( [٧٦٠] ) روضة الكافي للكليني ص٣٦١، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٧. وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٤، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٦١.
( [٧٦١] ) ذكره الكشي ولم يتعرض لحاله. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٣٨-١٤٠) .
( [٧٦٢] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٣٨-١٤٠. ونقله النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص٧٢-٧٣، ٢٢٢-٢٢٣.
( [٧٦٣] ) تفسير العياشي ١/٢٣٧، وعلل الشرائع للصدوق ص٤٧٤-٤٧٥.
( [٧٦٤] ) تفسير فرات الكوفي ص٣٣-٣٤، وتفسير القمي ٢/٤٧، وتفسير العياشي ١/٢٤٥-٢٤٦، ٢/٣٥٣. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٦١، ٢/٣٦، والبرهان للبحراني ١/٣٧٥، ٢/٤٩٦- ٤٩٧، وبحار الأنوار للمجلسي ١٥/٥٤، ٩٥، ١٠٢.
( [٧٦٥] ) عند الكشي (حواري) .
( [٧٦٦] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٩.
( [٧٦٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٩.
( [٧٦٨] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٨. وانظر: الاحتجاج للطبرسي ص١١١، وإلزام الناصب للحائري ٢/١٥٣-١٥٤.
([
٧٦٩]) الأنوار النعمانية للجزائري ٤/٣٤٨، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٩٤.
( [٧٧٠] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٩، ونقله النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص٦-٧، ٥٩-٦٠.
( [٧٧١] ) الإيضاح للفضل بن شاذان ص١٨٨-١٨٩.
( [٧٧٢] ) صحابي مات سنة تسعين: (الإصابة لابن حجر ٢/٢٤٨-٢٤٩) .
( [٧٧٣] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٣٥-٢٣٦.
( [٧٧٤] ) الغارات للثقفي ص ٣٠٢. وانظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦/٩٤، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٧١٣، ومنار الهدى لعلي البحراني ص٦٨٤-٦٨٥.
( [٧٧٥] ) قاله أثناء تعليقه على الرواية السابقة التي أوردها البحراني في منار الهدى ص٦٨٥.
( [٧٧٦] ) الشافي للمرتضى ص٢٠٨، وتلخيص الشافي للطوسي ص٣٩٧.
( [٧٧٧] ) دلائل الإمامة لابن رستم ص٤٧، والأمالي للمفيد ص١٥٣-١٥٤. وانظر: الطرائف لابن طاوس ص٢٧٤-٢٧٥، والصراط المستقيم للبياضي ٣/١١٩.
( [٧٧٨] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٨.
( [٧٧٩] ) راجع مثلاً:الروضة للكافي ص٣٧٨، الشافي للمرتضى ٢٠٨، تلخيص الشافي للطوسي ص٣٩٧، والاقتصاد له ص٣٣٥، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٧/١٥٤، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٧٩-٣٨٠، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٨، ومنار الهدى لعلي البحراني ص٥٥١.
( [٧٨٠] ) أسنده أليهما الصدوق في علل الشرائع ص١٤٩-١٥٠. ونقله المجلسي في مرآة العقول- شرح الروضة-٤/٣٧٩-٣٨٠، والجزائري في الأنوار النعمانية ١/١٠٢-١٠٥.
( [٧٨١] ) الشافي للمرتضى ص٢٠٩.
( [٧٨٢] ) ميزان الاعتدال للذهبي ١/٣٨٣.
( [٧٨٣] ) خاتمة وسائل الشيعة للحر العاملي ص١٥١.
( [٧٨٤] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٩١.
( [٧٨٥] ) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص٦٠.
( [٧٨٦] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ١/٧٢-٧٣.
( [٧٨٧] ) لسان الميزان لابن حجر ٦/١٩٤. وانظر: الفرق بين الفرق للبغدادي ص٦٥-٦٨.
( [٧٨٨] ) انظر: إكمال الدين ص٣٤٨-٣٥٠، والأمالي ص٦٣٢-٦٣٣، وعلل الشرائع ص١٩٣-١٩٥- وكلهم للصدوق-.
( [٧٨٩] ) المراجعات للموسوي ص٣١٢-٣١٣.
([
٧٩٠]) أصول الكافي للكليني ١/١٠٦، والتوحيد للصدوق ص١٠٠.
( [٧٩١] ) أصول الكافي للكليني ١/١٠٤، والتوحيد للصدوق ص٩٨.
( [٧٩٢] ) أصول الكافي للكليني ١/١٠٥، والتوحيد ص٩٧، والأمالي ص٢٢٨، ٢٧٧- وكلاهما للصدوق.
( [٧٩٣] ) انظر: الفهرست للنجاشي ص١٢٥، والفهرست للطوسي ص١٤٢، وتنقيح المقال للمامقاني ١/٤٤٠، والمراجعات للموسوي ص٣١٠.
( [٧٩٤] ) قاله الخوئي في معجم رجال الحديث ٧/٢٤٩.
( [٧٩٥] ) وهي الكتب الأصول عند الشيعة؛ الكافي، الاستبصار، من لا يحضره الفقيه، تهذيب الأحكام.
( [٧٩٦] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٦٠، وتنقيح المقال للمامقاني ١/٤٤٣.
( [٧٩٧] ) اختيار معرفة الرجال ص١٤٧، ١٤٨، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٧٩٨] ) اختيار معرفة الرجال ص١٥٣، وتنقيح المقال ١/٤٤٤.
( [٧٩٩] ) اختيار معرفة الرجال ص١٥١، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٨٠٠] ) اختيار معرفة الرجال ص١٤٩، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٨٠١] ) اختيار معرفة الرجال ص١٤٤، ١٥٩، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٨٠٢] ) اختيار معرفة الرجال ص١٤٤، ١٥٩، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٨٠٣] ) راجع رجال الشيعة في الميزان للزرعي، ونقض ولاية الفقيه لمحمد مال الله،، وغيرهما.
( [٨٠٤] ) اختيار معرفة الرجال ص ١٠٨، وتنقيح المقال ٢/١٨٤، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١/٢٠٢، ١٤/٢٦٦.
( [٨٠٥] ) إكمال الدين للصدوق ص١٠٧.
( [٨٠٦] ) راجع منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٧/٣٧، ٣٦٠.
( [٨٠٧] ) الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص٢٠.
( [٨٠٨] ) معالم التوحيد لجعفر السبحاني ص١٠٦.
( [٨٠٩] ) الأصول من الكافي للكليني ونقله الحر العاملي في الإيقاظ من الهجعة ص٢٠.
([
٨١٠]) ذكرت هذا المطلب لأن العقل من مصادر التشريع الأربعة الأصول عند الشيعة الإثني عشرية الأصوليين منهم دون الإخباريين الذين يعتمدون على الأخبار المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة المعصومين- عندهم-. (راجع: مشارق الشموس الدرية لعدنان البحراني ص٢٩٠، والكشكول ليوسف البحراني ٢/٣٨٦-٣٨٩. وانظر: كتاب (العقل عند الشيعة الإمامية لرشدي عليان) .
( [٨١١] ) تفسير القمي ١/٣٠١، وانظر: البرهان للبحراني ٢/١٤٥.
( [٨١٢] ) مجمع البيان للطبرسي ٣/٥٠.وانظر: فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٢٦٨، وقال: [وكذا محمد بن الحسن الشيباني في كشف نهج البيان] .
( [٨١٣] ) نفحات اللاهوت للكركي ق٣١/ب، ٣٧/ب، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٧٠٨.
( [٨١٤] ) إحقاق الحق للتستري ص٣.
( [٨١٥] ) تفسير القمي ٢/١٨٦، والبرهان للبحراني ٣/٢٩٩، وتفسير الصافي للكاشاني ٢/٣٤٢، وقرة العيون له ص٤١٦-٤٢٠.
( [٨١٦] ) الشعائر الحسينية للشيرازي ص٨-٩.
( [٨١٧] ) الشعائر الحسينية للشيرازي ص١٠.
( [٨١٨] ) تنقيح المقال للمامقاني ١/٢١٣.
( [٨١٩] ) روح المعاني للألوسي ١٠/١٣٧-١٣٨. ولم أقف على هذه القراءة في أي كتاب من كتب القراءات، أو التفسير عند أهل السنة.
( [٨٢٠] ) تفسير ابن كثير ٢/٣٣٦-٣٣٧.
( [٨٢١] ) جامع البيان للطبري ١٠/١٨٣-١٨٤، وفتح القدير للشوكاني ٢/٣٨٢.
( [٨٢٢] ) جامع البيان للطبري ١٠/١٨٣-١٨٤، وفتح القدير للشوكاني ٢/٣٨٢.
( [٨٢٣] ) نهج البلاغة للشريف الرضي ص ١٤٣.
( [٨٢٤] ) الخصال للصدوق ٢/٦٣٩-٦٤٠.
( [٨٢٥] ) الأشعثيات للأشعث الكوفي ص ١٤.
( [٨٢٦] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٧٩، ٣٣٤، وبنحو قوله قال الطوسي في الاقتصاد ص ٣٣٤-٣٣٥.
( [٨٢٧] ) المراجعات للموسوي ص٢٧٩-٢٨٣. وانظر: الفصول المهمة له ص٩٦-٩٨، وسيرة الأئمة لهاشم الحسيني ١/٣٩٣.
( [٨٢٨] ) إحقاق الحق للتستري ص٢٧٦.
([
٨٢٩]) روى الشيعة عن علي بن أبي طالب أنه قال مخاطباً من كان معه في جيشه: (ولقد كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا وما يزيدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً، ومضياً على اللقم، وصبرا على مضض الألم، وجداً في جهاد العدو) . (نهج البلاغة للرضي ٩١-٩٢) .
( [٨٣٠] ) يقصد نبي أهل السنة، وكتاب أهل السنة.
( [٨٣١] ) يقصد نبي أهل السنة، وكتاب أهل السنة.
( [٨٣٢] ) الطرائف لابن طاوس ص٣٨٤. وانظر تفسير القمي ١/١١٣-١١٤، ٢/٣١٢.
( [٨٣٣] ) عقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني ٣/٦٨.
( [٨٣٤] ) إحقاق الحق للتستري ص ٢٧٢-٢٧٣.
( [٨٣٥] ) تفسير ابن كثير ٢/٣٤٤، وروح المعاني للألوسي ١٠/٧٤.
( [٨٣٦] ) كشف الغمة للإربلي ١/١٨٨، ١٨٩-١٩٠، وكتاب المهدي لصدر الدين الصدر ص ٩٠.
( [٨٣٧] ) جامع البيان للطبري ٩/٢٠٠-٢٠٣، وتفسير ابن كثير ٢/٢٩٣-٢٩٥، وفتح القدير للشوكاني ٢/٢٩٣-٢٩٦.
( [٨٣٨] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٥٣٠.
( [٨٣٩] ) راجع: إحقاق الحق للتستري ص٢٧٣، وانظر: تفسير القمي ٢/٣٥٥، والطرائف لابن طاوس ص٢٣٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٢٨/١٣٠، وما بعدها.
( [٨٤٠] ) الطرائف لابن طاوس ص ٣٨٤-٣٨٥.
( [٨٤١] ) صحيح البخاري ٦/٢٦٧، ك تفسير القرآن، باب (وإذا رأو تجارةً أو لهوا) ، وصحيح مسلم ٢/٥٩٠، ك الجمعة، باب في قوله تعالى: (وإذا رأوا تجارةً أو لهوا انفضوا إليها) .
( [٨٤٢] ) تفسير ابن كثير ٤/٣٦٧، وشرح النووي على مسلم ٦/١٥١-١٥٢، وفتح الباري لابن حجر ٢/٤٢٥، وروح المعاني للألوسي ٢٨/١٠٥.
( [٨٤٣] ) النبطي، صدوق، فاضل، من الطبقة السادسة. (تقريب التهذيب لابن حجر ص٥٤٤) ,.
( [٨٤٤] ) المراسيل لأبي داود ص ١٠٥، ح٦٢.
( [٨٤٥] ) شرح النووي على صحيح مسلم ٦/١٥١-١٥٢. وبمثل قول القاضي عياض قال ابن حجر في الفتح ٢/٤٢٤-٤٢٥.
([
٨٤٦]) عرفها أبو الحسن العاملي بانها: [الإقرار بنبوة محمد وإمامة الأئمة، والتزام حبهم وطاعتهم، وبغض أعدائهم ومخالفيهم] ، ووصفها محمد كاشف الغطاء (بأنها منصب إلهي يختاره الله بسابق علمه بعباده كما يختار النبي بأن يدل الأمة عليه ويأمرهم باتباعه..) ، (انظر: مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص١٩، وأصل الشيعة وأصولها لمحمد كاشف الغطاء ص٦٥-٦٦.
( [٨٤٧] ) وقد روي هذا المعنى عن كلا الإمامين بألفاظ مختلفة تؤول إلى معنى واحد. وممن رواه بالسند: البرقي في المحاسن ص ١٣٥، والقمي في التفسير١/١٠٦-١٠٧، ٢٤٦-٢٤٧، والعياشي في التفسير ١/٦٢، ١٨٠-١٨١، والصدوق في من لا يحضره الفقيه ٢/١٢٤-١٢٥، وفي التوحيد ص ٣١٩- ٣٢٠، وفي علل الشرائع ص ١١٨، ٤٣٠-٤٣١. وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ٢/٥٥، ومختصر بصائر الدرجات للحلي ص ١٥٤-١٥٥، ١٧١، ومشارق الأنوار للبرسي ص ١٧-١٨، وتفسير الصافي للكاشاني ١/١٤٤، ٢٧٤، ٦٢٥-٦٢٦، ٢/٣٠٠، وعلم اليقين له ٢/٦١٢، وتفسير البرهان للبحراني ١/١٥٧، ٢٩٤-٢٩٥، ٢/٤٧-٥١، ٣/٢٦٢، والفصول المهمة للحر العاملي ص١٥٧-١٥٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٢/٨٨.
( [٨٤٨] ) وقد روي هذا المعنى عن كلا الإمامين بألفاظ مختلفة تؤول إلى معنى واحد. وممن رواه بالسند: البرقي في المحاسن ص ١٣٥، والقمي في التفسير١/١٠٦-١٠٧، ٢٤٦-٢٤٧، والعياشي في التفسير ١/٦٢، ١٨٠-١٨١، والصدوق في من لا يحضره الفقيه ٢/١٢٤-١٢٥، وفي التوحيد ص ٣١٩- ٣٢٠، وفي علل الشرائع ص ١١٨، ٤٣٠-٤٣١. وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ٢/٥٥، ومختصر بصائر الدرجات للحلي ص ١٥٤-١٥٥، ١٧١، ومشارق الأنوار للبرسي ص ١٧-١٨، وتفسير الصافي للكاشاني ١/١٤٤، ٢٧٤، ٦٢٥-٦٢٦، ٢/٣٠٠، وعلم اليقين له ٢/٦١٢، وتفسير البرهان للبحراني ١/١٥٧، ٢٩٤-٢٩٥، ٢/٤٧-٥١، ٣/٢٦٢، والفضول المهمة للحر العاملي ص١٥٧-١٥٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٢/٨٨.
([
٨٤٩]) قال أبو الحسن الإمام العاشر عند الشيعة: (ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث الله نبياً إلا بنبوة محمد وولاية وصيه علي عليه السلام) . (بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص ٩٢-٩٣) .
( [٨٥٠] ) بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص٩٢، والاختصاص للمفيد ص ٣٤٣، وتفسير القمي ١/٥٦-٥٧، ١٠٦-١٠٧، ٢٤٦-٢٤٧، وتفسير العياشي ١/١٨٠-١٨١، وانظر: الطرائف لابن طاوس ص١٠١، وقرة العيون للكاشاني ص٤١٠، والبرهان للبحراني ٤/١٤٨، وإحقاق الحق للتستري ص١٥١، ومقدمة البرهان للعاملي ص٣١، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني ٣/١٠٨.
( [٨٥١] ) البرهان للبحراني ٣/٣٥١، ٤/٣٧.
( [٨٥٢] ) بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص٩٠، وانظر: الأصول من الكافي للكليني ١/٤١٦، وعلل الشرائع للصدوق ص١٢٢.
( [٨٥٣] ) الأمالي للصدوق ص١٣١-١٣٢.
( [٨٥٤] ) تفسير العياشي ١/١٦٠، والبرهان للبحراني ١/٢٦٨، ٤/٥١٢-٥١٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٣٩٧.
( [٨٥٥] ) ونزلت معها الملائكة- على حد زعمهم-، واستدلوا بقوله تعالى: (( ونزل الملائكة تنزيلا )) ، قالوا: أي بولاية علي بن أبي طالب. (البرهان للبحراني ٤/٣٨٠، ٤١٦) .
( [٨٥٦] ) البرهان للبحراني ٤/٥-٦.
( [٨٥٧] ) الأصول من الكافي للكليني ٢/٢٢٩-٢٣٠. وانظر: تفسير العياشي ١/٢٩٣، وإكمال الدين للصدوق ص٢٧١، والبرهان للبحراني ١/٤٣٤-٤٣٥، ٤٤٤، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٣٦.
( [٨٥٨] ) تفسير القمي ١/١٦٢، والأصول من الكافي للكليني ٢/٢٢٩-٢٣٠. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٥٨، والبرهان للبحراني ١/٤٤٤.
( [٨٥٩] ) الغيبة للنعماني ص١٤٥، ومعاني الأخبار للصدوق ص٦٧، والاحتجاج للطبرسي ص٧٧-٧٨، واليقين في إمرة أمير المؤمنين لابن طاوس ص ١١٣-١١٥، والطرائف له ص١٣٩، وكشف الغمة للإربلي ١/٣٢٣، وإحقاق الحق للتستري ص١٦٤، وحق اليقين لشبر ١/١٤٦، والغدير للأميني ١/٩-١١.
([
٨٦٠]) تفسير العياشي ٢/١٤١، وإكمال الدين للصدوق ص٢١١، وجامع الأخبار للشعيري ص١٠-١١، وانظر: سعد السعود لابن طاوس ص٧٠-٧١، والصراط المستقيم للبياضي ص١/٣١٥، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٧٨٠، والبرهان للبحراني ٢/٢١٠، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٣١٠، والغدير للأميني ١/١٣.
( [٨٦١] ) الحديث رغم صحته- راجع السلسلة الصحيحة للألباني ٤/٣٤٣-٣٤٤- إلا أنه لا يدل على خلافة علي بوجه من الوجوه، وهو لا يدل على أكثر من الدعوة إلى محبته علي وموالاته.
( [٨٦٢] ) لا يعرف هذا الحديث، وليس له وجود في أي كتاب من كتب أهل السنة.
( [٨٦٣] ) راجع: السقيفة لسليم بن قيس ص٥٧، ٨٢، ١٨٧، وتفسير العسكري ص٣٠٧، وتفسير فرات الكوفي ص ٣٦، ١٩٥، وتفسير القمي ١/١٧٤، والأمالي للصدوق ص ٢/ ٣٥٦، ومعاني الأخبار له ص ٦٥-٦٦، والخصال له ١/٦٥-٦٦، والإرشاد للمفيد ص ٤٢، ١٦٠-١٦٢، والشافي للمرتضى ص١٣١، والاحتجاج للطبرسي ص ٦٦، وجامع الأخبار للشعيري ص١١، والاقتصاد للطوسي ص٣٢٦-٣٥٢، والطرائف لابن طاوس ص ١٤٨-١٥١، وأنوار الملكوت للحلي ص ٢٢٠-٢٢٣، وكشف المراد له ص ٣٩٣، والصراط المستقيم للبياضي ١/٢٥٩، ٢/٢٦، ٥٢، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٤٥٨-٤٦٢، ٤٧٠- ٤٧١، وعلم اليقين له ٢/٦٤٨-٦٤٩، ومؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية ص٢١-٢٢، والبرهان للبحراني ١/٥٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٣٧/١٤٩، وإحقاق الحق للتستري ص١٤٠-١٤١، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٩٢- ٢٩٣، والغدير للأميني ١/١٨، ٢١٠-٢١٧، ٢٨٢.
([
٨٦٤]) ومن أراد الاطلاع على قصة الغدير وما جاء فيها فلينظر الكتب الشيعية التالية: السقيفة لسليم بن قيس ص ١٦٤، ١٨٧، ٢٢٨-٢٢٩، وتفسير العسكري ص ٣٠٧، والمحاسن للبرقي ص٣٣١، والإيضاح للمفضل بن شاذان ص٥٢، وتفسير العياشي ٢/٩٧-٩٩، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ١/٢٧٢، ٢/٥٤،والأمالي له ص١٢٥-١٢٦، والمفصح في الإمامة للمفيد ص ١٣٣-١٣٨، والإرشاد له ص ١٦٦، ورسالة في تحقيق لفظ المولى ص ٢١-٢٢، ٢٤-٢٧، والفصول المختارة له ص ٢٣٦، والاقتصاد للطوسي ص ٣٤٣-٣٥٢، وتلخيص الشافي له ص٣٥٦، وجامع الأخبار للشعيري ص١٠-١٢، والاحتجاج للطبرسي ص ٦٠-٦٢، وإعلام الورى للفضل الطبرسي ص ١٣٨-١٤٠، ومناقب آل أبي طالب للمازندارني ٣/٢٠-٤٤، وسعد السعود لابن طاوس ص ٦٩-٧١، وكشف الغمة للإربلي ١/٤٨-٥١، ٢٣٧-٢٣٨، وكشف المراد للحلي ص ٣٩٤، ٤١٩-٤٢٠، والكشكول للآملي ص١٨٠-١٨١، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٤٥٦-٤٧٢، وعلم اليقين له ٢/٦٣٤-٦٥٢، والبرهان للبحراني ١/١١، ٤٣٦-٤٤٧، ٤٨٥، ٤٨٨-٤٩١، ٥١٦، ٥٦٠-٥٦٢، ٢/١٤٥، ٣/٩-١٠، ٤/٣٨١-٣٨٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٢١٠، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص ٢٩٥-٢٩٧، ومفاتيح الجنان لعباس القمي ص٣٧٥، والشيعة في الميزان لمغنية ص ١٨-١٩، وتاريخ الشيعة للمظفر ص٢٠، وسيرة الأئمة للحسيني ١/٢٦٩-٢٧٣ وفي ظلال التشيع لمحمد الحسني له ٥٢-٥٣، وعلي مع القرآن للحكيمي ص١٥٠-١٥٢، ٢٨٧-٢٨٩، وعقائد الإمامية للزنجاني ١/٩٠، ٣/٩-١٠، وللشيعة طائفة من المصنفات الخاصة بغدير خم، منها كتاب (الغدير في الكتاب والسنة) للأميني.
( [٨٦٥] ) ومن هذه الآيات:
[١] - قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة:٢٠٨] ؛ فقد فسروها بأنها أمر بالدخول في ولاية علي. (تفسير العسكري ص٢٢٩) .
[
٢]- قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران:١٠٣] ، قالوا: أمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد ولا يتفرقوا.(تفسير القمي ١/١٠٨).
[٣] - قوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام:١٥٣] ، فقد فسروا الصراط المستقيم بأنه ولاية علي والأوصياء من ولده. (تفسير العياشي ١/٣٨٣-٣٨٤. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٥٥٧، والبرهان للبحراني ١/٥٦٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٧٠) .
[٤] - قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال:٢٤] . قالوا: نزلت في ولاية علي. (الروضة من الكافي للكليني ص٣٥٧، وتفسير القمي ١/٢٧١) .
( [٨٦٦] ) كما في تأويلهم للأيات التالية:
١- كونها نعمة أنعم الله بها عليهم: قال تعالى: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) [لقمان:٢٠] . روى القمي بسنده إلى أبي جعفر الباقر في تفسير هذه الآية قوله: (أما النعمة الظاهرة فهو النبي صلى الله عليه وآله، وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت) . (تفسير القمي ٢/١٦٥-١٦٦، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٣١٤، والبرهان للبحراني ٣/٢٧٦-٢٧٨) .
٢- كون معرفتها حسنة يعطى من جاء بها خيرٌ منها: قال الله تعالى: (( مَنْ جَاءَ بِالحسنةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ )) [النمل:٨٩] . روى القمي بسنده إلى أبي عبد الله الصادق (أنه فسر الحسنة بولاية علي، وفسر السيئة بعداوته) . (تفسير القمي ٢/١٣١، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٢٥٠، والبرهان للبحراني ٣/٢١٢-٢١٤) .
٣- كون معرفتها سبب لابيضاض الوجوه، وإنكارها سبب لاسودادها يوم القيامة: قال تعالى: (( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ )) [آل عمران:١٠٦] . فقد زعم حيدر الآملي أن هذا يكون بسبب موالاة علي أو معاداته. (الكشكول لحيدر الآملي ص١٨٢) .
٤- كون الكفر بها محبط للعمل: قال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [المائدة:٥] . فقد نسبوا إلى الباقر (أنه فسر الإيمان: بولاية علي بن أبي طالب) . (تفسير العياشي ١/٢٩٧. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٢٤، والبرهان للبحراني ١/٤٥٠) .
٥- كون الإشراك بها لا يغفره الله: قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) [النساء:٤٨] . وقال تعالى: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )) [الكهف:١١٠] . ففي تأويل الآية الأولى أسند فرات الكوفي والعياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله: (إن الله لا يغفر أن يشرك بولاية علي وطاعته) . (تفسير فرات الكوفي ص ٣٣-٣٤، وتفسير العياشي ١/٢٤٥-٢٤٦، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٦١، والبرهان للبحراني ١/٣٧٥) . وفي تأويل الآية الثانية أسند القمي والعياشي إلى جعفر الصادق قوله: (التسليم لعلي لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله) . (تفسير القمي ٢/٣٦، وتفسير العياشي ٢/٣٥٣. وانظر: تفسير الصافي ٢/٣٦، والبرهان للبحراني ٢/٤٩٦-٤٩٧، وبحار الأنوار للمجلسي ١٥/٥٤، ٥٤، ١٠٢) .
([
٨٦٧]) من عقائد الشيعة: أن جميع الخلائق يوقفون عند عقبة، ويُسألون عن ولاية علي وأولاده. فمن أتى بها نجا وجاز على الصراط. (عقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني ٢/٢٩٢-٢٩٣) واستدلوا على هذا المعتقد بأدلة منها قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ) [التكاثر:٨] ؛ حيث فسروا النعيم بأنه ولاية علي والأئمة من ولده. وقوله: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) [الصافات:٢٤] ؛ أي عن ولاية علي بن أبي طالب؛ فقد أسند الطوسي إلى أنس بن مالك يرفعه: (إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز إلا من كان معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب) وذكر الآية. وفي رواية: (أقف أنا وعلي على الصراط بيد كل واحد منا سيف فلا يمر أحد من خلق الله إلا سألناه عن ولاية علي بن أبي طالب، فمن معه شيء نجا، وإلا ضربنا عنقه وألقيناه في النار) . (الأمالي للطوسي ٢/٢٢٩،وانظر: مجمع البيان للطبرسي ٥/٥٣٥، والطرائف لابن طاوس ص ٧٤، ومنهاج الكرامة للحلي ص١٥٦، والصراط المستقيم للبياضي ١/٢٩٥، والبرهان للبحراني ١/٥٠١-٥٠٤، ٤/١٧، وبحار الأنوار للمجلسي ٣٦/٧٨، وإحقاق الحق للتستري ص١٥٠، وحق اليقين لشبر ٢/١٤٣) .
( [٨٦٨] ) كما في تأويلهم للآيات التالية:
[١] قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )) [المائدة:١] ؛ فقد أسند القمي إلى أبي جعفر الثاني في تفسير هذه الآية قوله: (إن رسول الله عقد عليهم لعلي بالخلافة في عشرة مواطن- وفي رواية: أربعة مواطن- ثم أنزل الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) . (تفسير القمي ١/١٥٩. وانظر: البرهان للبحراني ١/٤٣١، وإلزام الناصب للحائري ٢/٢٦٩، وحق اليقين لشبر ٢/٢٦) .
[
٢]- قوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) [النحل:٩١] ؛ أسند القمي إلى جعفر الصادق قوله: (لما نزلت الولاية، وكان من قول رسول الله بغدير خم: سلموا على علي بإمرة المؤمنين، فقالوا: أمن الله ورسوله؟ فقال لهم: نعم حقاً من الله ورسوله، فسلموا- وأنزل الله: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) . (تفسير القمي ١/٣٨٩. وانظر البرهان للبحراني ٢/٣٨٢) .
[٣] - قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ) [الرعد:٢٥] . قال القمي: يعني أمير المؤمنين (ع) ، وهو الذي أخذ الله عليهم في الذّر، وأخذ عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم. (تفسير القمي ١/٣٦٣. وانظر: البرهان للبحراني ٢/٢٨٨) .
( [٨٦٩] ) كما في تأويلهم لقوله تعالى: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) [الإسراء:٨٩] . وقالوا: إنها إنما نزلت: (فأبى أكثر الناس بولاية- وفي رواية: ولاية- علي إلا كفوراً) . ونسبوا هذا القول إلى أبي جعفر الباقر؛ أسنده إليه الكليني والعياشي. (تفسير العياشي ٢/٣١٧. وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ١/٢٩١، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٩٨٩، والبرهان للبحراني ٢/٤٤٥، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/١٠٢، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٢٩٢) . وكتأويلهم لقوله تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا) [النحل:٨٣] ؛ يعني ولاية علي. كما نسبوا ذلك إلى علي وجعفر الصادق. (تفسير الصافي للكاشاني ١/٩٣٥، والبرهان للبحراني ٢/٣٧٨) .
([
٨٧٠]) كما في تأويلهم لقوله تعالى: (بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ) [الأنعام:٢٨] . قال القمي: من عدواة أمير المؤمنين. (تفسير القمي ١/١٩٦، وانظر: البرهان للبحراني ١/٥٢٢) .
( [٨٧١] ) قال البياضي: وفي الحديث (أنه لما نص على علي بالإمامة في ابتداء الأمر جاءه قوم من قريش وقالوا: يا رسول الله! الناس قريبوا عهد بالإسلام ولا يرضوا أن تكون النبوة فيك والإمامة في علي ابن عمك؟ فقال صلى الله عليه وآله: ما فعلته برأيي فأتخيّر فيه، ولكن الله أمرني به وفرضه عليّ. قالوا: فاشرك معه رجلاً من قريش لئلا يخالف الناس عليك. فنزلت: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) .(الصراط المستقيم للبياضي ١/٣١٣). وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ) [يونس:١٥] . قال أبو جعفر الباقر في تفسيرها - فيما أسنده إليه العياشي-: (قالوا بدّل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه) . (تفسير العياشي ٢/١٢٠، وانظر: البرهان للبحراني ٢/١٨، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/١١١. وراجع: تفسير القمي ١/٣١٠، ٢/٢٤٨-٢٤٩، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٣/٣٨) .
( [٨٧٢] ) تقدم بيان معتقدهم في ذلك أثناء الكلام على مكانة الولاية من الدين- عند الشيعة-.
( [٨٧٣] ) أورد العسكري في تفسيره قولاً نسبه إلى رسول الله، وفيه: (... فكذلك فرض الله الإيمان بولاية علي بن أبي طالب (ع) كما فرض الإيمان بمحمد، فمن قال: آمنت بنبوة محمد وكفرت بولاية علي (ع) ، فما آمن بنبوة محمد صلى الله عليه وآله]. (تفسير العسكري ص١٤٠) .
( [٨٧٤] ) تلخيص الشافي للطوسي ص٤٦٠.
([
٨٧٥]) وقد علل التستري ذلك بقوله: [إن إنكار الإمامة كإنكار النبوة، وإنكار النبوة كإنكار الألوهية، فعلم أن معرفة الإمام والاعتراف بحقه شطر الإيمان، ولولا ذلك لم يحكم الله سبحانه على منكرها بالارتداد] . (إحقاق الحق للتستري ص١٥٧) .
( [٨٧٦] ) انظر: بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص٩٩، والأمالي للصدوق ص٦٣٩، والهداية له ق ١١٦/أ، والاختصاص للمفيد ص ٣٠٣، والمصباح للكفعمي ص ٧-٨، وإحقاق الحق للتستري ص١٤٢، وعقائد الإمامية للزنجاني ١/٢٧٧-٢٧٩.
( [٨٧٧] ) الأصول من الكافي للكليني ٢/١٧، والمحاسن للبرقي ص٢٨٦، والأمالي للمفيد ص٣٥٣، وتفسير العياشي ١/١٩١. وانظر: البرهان للبحراني ١/٣٠٣، ٣٤٥، وبحار الأنوار للمجلسي ١٥/١٩٤.
( [٨٧٨] ) أبو اليسع الكرخي. لم يتعرض الكشي لحاله. ووثقه المامقاني- من علماء الشيعة-. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٤٢٤-٤٢٦، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/٣٦٠) .
( [٨٧٩] ) يقصدون جعفر الصادق.
( [٨٨٠] ) ورد هذا المعنى عن جعفر الصادق بألفاظ كثيرة أسندها إليه عدد من مصنفي الشيعة، منهم فرات الكوفي في التفسير ص ٣٢-٣٣، والكليني في الروضة ص٣٦٩، والبرقي في المحاسن ص ٢٨٦-٢٩٠، والكشي في رجاله- اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٤٢٤- ٤٢٦، والصدوق في علل الشرائع ص٣٠٣، وفي الأمالي ص٢٦٨، والعياشي في التفسير ٢/١١٧، وانظر: البرهان للبحراني ٢/١٧٠، وبحار الأنوار للمجلسي ١٥/٢١٤.
( [٨٨١] ) في الأصل: (مما) . ولعل الصواب ما أثبت.
( [٨٨٢] ) قرب الإسناد للحميري ص١٢٣.
( [٨٨٣] ) علل الشرائع للصدوق ص٢٤٩.
( [٨٨٤] ) أسند البرقي إلى أبي عبد الله الصادق قوله: (جحد الناس - أي الصحابة- ولاية علي عليه السلام) . وروي نحوه عن أبي جعفر الباقر. (المحاسن للبرقي ص١٦٢، والبرهان للبحراني ١/٢٩٥) .
( [٨٨٥] ) المحاسن للبرقي ص١٤٤-١٤٥، والأمالي للصدوق ص ٣٢، ٣٥٣، ٤٩٤-٤٩٥، وعلل الشرائع له ص٢٥٢. وانظر: جامع الأخبار للشعيري ص١٢، والفصول المهمة للحر العاملي ص٩٩.
([
٨٨٦]) ذكر البياضي قول عقبة بن عامر الجهني: (بايعنا رسول الله على وحدانية الله، وأنه نبيه، وعلي وصيه، فأي الثلاثة تركنا كفرنا) (الصراط المستقيم للبياضي ٢/٥١) .
( [٨٨٧] ) عمارة بن جوين؛ أبو هارون العبدي. قال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديثه. وقال شعبة:كنت أتلقى الركبان أسأل عن أبي هارون العبدي، فقدم فرأيت عنده كتاباً فيه أشياء منكرة في علي رضي الله عنه- وذكر أن في كتابه تكفير عثمان-، وقد صرح بتكذيبه جمع من أئمة الجرح والتعديل. (ميزان الاعتدال للذهبي ٣/١٧٣-١٧٤، والتقريب لابن حجر ٤٠٨) .
( [٨٨٨] ) الأمالي للمفيد ص ١٣٩. وانظر: كشف الغمة للإربلي ١/٣١٩، والصراط المستقيم للبياضي ١/٣١٦، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٩٨، وعقائد الإمامية للزنجاني ١/٢٧٢، وتاريخ الشيعة للمظفر ١٩، والشيعة في الميزان لمغنية ٢٧.
( [٨٨٩] ) الأصول من الكافي للكليني ٢/٢٢٩، والمحاسن للبرقي ٢٨٦.
([
٨٩٠]) انظر المصادر الشيعية التالية: السقيفة لسليم بن قيس ص٢٨-٢٩، وتفسير العسكري ص١٤٢، وتفسير فرات الكوفي ص١١٦، وتفسير القمي ١/٨٥-٨٦، ١٦٣، ٢/٢٩٤، وتفسير العياشي ١/١٨٠، والغيبة النعماني ص٢٩، والخصال للصدوق ٢/٣٦٤-٣٧٢، والمسائل الجارودية للمفيد ص ٨-٩، والمفصح في الإمامة للمفيد ص١٢٦-١٢٨، والشافي للمرتضى ص١٠٢وتلخيص الشافي للطوسي ص٣٥٠، وسعد السعود لابن طاوس ص١٣٢-١٣٣، والطرائف له ص١٥٨، وكشف الغمة للإربلي ١/٢٦٣-٢٦٤، والكشكول للآملي ص١٢٩-١٣١، والصراط المستقيم للبياضي ١/٩١، ٣٠٠-٣٠١، وتفسير الصافي للكاشاني١/٢٧٤، ٥٠٠-٥٠٣، وعلم اليقين له ٢/٧١٢، وقرة العيون له ص٤١٩-٤٢٠، ٤٢٥-٤٣٠، والبرهان للبحراني ١/٩٠، ٢٩٥، ٥١٣-٥١٤، وبحار الأنوار للمجلسي ٣/٦٩، وإحقاق الحق للتستري ص١٣٣، ٢٧١، الأنوار النعمانية للجزائري ١/٨١، ومقدمة البرهان للعاملي ص٣٥، ٢٨٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٨، وحق اليقين لشبر ١/٢١٣، ٢١٨، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص ٤٧، ومنار الهدى لعلي البحراني ص٢٤٦، وعقائد الإمامية للزنجاني ٣/٦٩-٧١، وفي ظلال التشيع لمحمد علي الحسني ٥٤.
( [٨٩١] ) الطرائف لابن طاوس ص١٥٨.
( [٨٩٢] ) سعد السعود لابن طاوس ص١٣٢-١٣٣.
( [٨٩٣] ) كشف الغمة للإربلي ١/٢٦٣-٢٦٤.
( [٨٩٤] ) قرة العيون للكاشاني ص ٤٢٩-٤٣٠.
( [٨٩٥] ) منار الهدى لعلي البحراني ص ٢٤٦.
( [٨٩٦] ) الصراط المستقيم للبياضي ١/٩١، ٣٠٠-٣٠١.
( [٨٩٧] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٨.
( [٨٩٨] ) راجع: الكشكول للآملي ص٥٩، ٦٧، ٧١، ٧٣، ١٨١، وقرة العيون للكاشاني ص٤٢٥-٤٢٩، ومرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي ص٣٣٣، وحق اليقين لشبر ١/٢١٣.
( [٨٩٩] ) كشف الغمة للإربلي ١/٤٩٣-٤٩٤. ونقل الموسوي قريباً من هذا الكلام في الفصول المهمة ص ٩٦-٩٨.
( [٩٠٠] ) إحقاق الحق للتستري ص٢٧١.
( [٩٠١] ) إحقاق الحق للتستري ص ١٤٢.
( [٩٠٢] ) الشافي للمرتضى ص٢٦٠.
([
٩٠٣]) انظر: الإيضاح للفضل بن شاذان ص٢٠٣-٢٠٤، والجمل للمفيد ص٦١، ٩٢، والطرائف لابن طاوس ص٤٢٧، والملاحم له ص٨٦، وإحقاق الحق للتستري ص٢٨٠، والمراجعات للموسوي ص١٩٧.
( [٩٠٤] ) ورد هذا المعنى بألفاظ متعددة. (أنظر: السقيفة لسليم بن قيس ص٢٦-٢٧، ٧١-٧٣، ٩٣-٩٤، ١٢٧-١٢٨، ١٩٢-١٩٤، وكفاية الأثر للخزاز ص ١٠٢، ونفحات اللاهوت للكركي ق ٦٢/ب، والملاحم لابن طاوس ص٩١، ١٣٩، والصراط المستقيم للبياضي ٢/٨٧، ٩٣.
( [٩٠٥] ) بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص١٤١.
( [٩٠٦] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٤-٣٨.
( [٩٠٧] ) انظر: تلخيص الشافي للطوسي ص٣٩٢، والصراط المستقيم للبياضي ٣/٤٢-٤٣، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٦-٦٢٧، ٧١٦-٧١٧، ٧٣٥-٧٣٦، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٥.
( [٩٠٨] ) نهج البلاغة للرضي ص٥٣، والجمل للمفيد ص ٦١، ٩٢.
( [٩٠٩] ) انظر: الجمل للمفيد ص٦١، ٩٢، ونفحات اللاهوت للكركي ق ٧٩/ أ، وإحقاق الحق للتستري ص١٣٧، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني ٢/٢٦٧.
( [٩١٠] ) تفسير العسكري ص ٢٠٦-٢٠٧.
( [٩١١] ) تفسير القمي ١/١٣٩-١٤٠. وانظر البرهان للبحراني ١/٣٧٢.
( [٩١٢] ) تفسير القمي ١/٣١٧، وانظر البرهان للبحراني ٢/١٩٨.
( [٩١٣] ) وفي رواية: (ولاية) ، بدل (بولاية) .
( [٩١٤] ) تفسير العياشي ٢/٣١٧. وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ١/٢١٩، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٩٨٩، والبرهان للبحراني ٢/٤٤٥، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/١٠٢، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٢٩٢.
( [٩١٥] ) تفسيرالقمي ٢/٨٠-٨١. وانظر الصراط المستقيم للبياضي ١/٢٩٠، والبرهان للبحراني ٣/٨٠.
( [٩١٦] ) تفسير القمي ٢/٨٦. وانظر البرهان للبحراني ٣/١٠٢.
( [٩١٧] ) تفسير القمي ٢/٣٠١. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٥٦٢-٥٦٣، والبرهان للبحراني ٤/١٨١.
( [٩١٨] ) البرهان للبحراني ٤/٢٤٢.
( [٩١٩] ) راجع مثلاً: مجمع البيان ٣/٤٣٨، ٥/١٦٨، والبرهان للبحراني ١/٣٧٢، ٣/٨١.
( [٩٢٠] ) مجمع البيان للطبرسي ٥/١٦٨.
([
٩٢١]) مجمع البيان للطبرسي ٣/٤٣٨.
( [٩٢٢] ) مجمع البيان للطبرسي ٣/٤٠٢.
( [٩٢٣] ) تلخيص الشافي للطوسي ص٤٦٠، وقد أسند البرقي والنعماني في هذا المعنى روايات كثيرة بألفاظ متقاربة إلى أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق. (المحاسن للبرقي ص ١٥٣-١٥٦، والغيبة للنعماني ص٨٠-٨٥) .
( [٩٢٤] ) تلخيص الشافي للطوسي ص٤٦٠. وانظر تفسير العسكري ١٤٠.
( [٩٢٥] ) مسند أحمد ٤/٩٦. وانظر الفتح الرباني للساعاتي ٢٣/٥٢.
( [٩٢٦] ) صحيح مسلم ٣/١٤٧٨، ك الإمارة، باب وجوب ملازمة الجماعة.
( [٩٢٧] ) فتح الباري لابن حجر ١٣/٧.
( [٩٢٨] ) قال: أي على صفة موتهم من حيث هم فوضى لا إمام لهم. (شرح النووي على صحيح مسلم ١٢/٢٣٨) .
( [٩٢٩] ) تفسير فرات الكوفي ص١٣٣-١٣٤.
( [٩٣٠] ) الأمالي للصدوق ص٤٩٤.
( [٩٣١] ) تفسير العسكري ص١٠٤.
( [٩٣٢] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٤. وانظر: مشارق الأنوار للبرسي ص٤٧.
( [٩٣٣] ) الآمالي للصدوق ص١٣٢، ٦٥٦. وانظر تفسير العسكري ص ١٤٠.
( [٩٣٤] ) ورد هذا المعنى بألفاظ متقاربة. (أنظر: الأمالي للصدوق ص ٧٧، ٦٧٣، والطرائف لابن طاوس ص٢٣، والصراط المستقيم للبياضي ٢/٢٨، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٦٩، وقرة العيون له ص٤٢١، وبحار الأنوار للمجلسي ٣٨/١٥٥) .
( [٩٣٥] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٢٨، وقرة العيون للكاشاني ص٤٢١. وانظر: الأمالي للصدوق ص٦٧٣.
( [٩٣٦] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٢٨.
( [٩٣٧] ) الأمالي للصدوق ص١١.
( [٩٣٨] ) الأمالي للصدوق ص١٩٧، وجامع الأخبار للشعيري ص١٣.
( [٩٣٩] ) كفاية الأثر للخزاز ص٩٧.
( [٩٤٠] ) أصل الشيعة وأصولها لمحمد الحسين آل كاشف الغطاء.
( [٩٤١] ) الجمل للمفيد ص٤٨.
( [٩٤٢] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص١٢٩.
( [٩٤٣] ) المحاسن للبرقي ص٨٩، والأصول من الكافي للكليني ١/٤٣٧، وعقاب الأعمال للصدوق ص٤٦٧-٤٦٨.
( [٩٤٤] ) المحاسن للبرقي ص٨٩، والأصول من الكافي للكليني ١/٤٣٧، وعقاب الأعمال للصدوق ص٤٦٧-٤٦٨.
([
٩٤٥]) المحاسن للبرقي ص٨٩، وعقاب الأعمال للصدوق ص٤٦٨.
( [٩٤٦] ) تفسير العياشي ٢/١٠٨-١٠٩. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٧٢٧، والبرهان للبحراني ٢/١٥٩-١٦٠، وبحار الأنوار للمجلسي ٣/٢٨٦، ٧١٧.
( [٩٤٧] ) ذكره الكشي ولم يتعرض لحاله. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٤٢٥) .
( [٩٤٨] ) الاختصاص للمفيد ص٣٠٣. وانظر البرهان للبحراني ٢/٣٥٠.
( [٩٤٩] ) عقاب الأعمال للصدوق ص٤٨٢.
( [٩٥٠] ) المحاسن للبرقي ص٢٣٦.
( [٩٥١] ) الخصال للصدوق ١/٣٩١. وانظر: الفصول المهمة للحر العاملي ص١٢١.
( [٩٥٢] ) المحاسن للبرقي ص ٢٩١.
( [٩٥٣] ) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص٦٣.
( [٩٥٤] ) تفسير القمي ص ٢١٢. ط حجرية، طهران، ١٣١٥هـ.
( [٩٥٥] ) كشف الغمة للإربلي ١/٣٧٨.
( [٩٥٦] ) المحاسن للبرقي ص٢٣٦-٢٣٧، ٢٧١.
( [٩٥٧] ) علل الشرائع للصدوق ص٢٤٧.
( [٩٥٨] ) سقط الإيمان بالقدر، وتكرر ذكر الإيمان باليوم الآخر.
( [٩٥٩] ) جامع الأخبار للشعيري ص٣٦.
( [٩٦٠] ) أصل الشيعة وأصولها لمحمد حسين كاشف الغطاء ص٥٩-٦٠.
( [٩٦١] ) الشيعة والتصحيح لموسى الموسوي ص١٤-١٥.
( [٩٦٢] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٢-٣٤.
( [٩٦٣] ) تجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي، ومعه شرحه المسمى كشف المراد للحلي ص٤٢٣.
( [٩٦٤] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٢-٣٤.
( [٩٦٥] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٢-٣٤.
( [٩٦٦] ) كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد للحلي ص٤٢٣-٤٢٤.
( [٩٦٧] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٨.
( [٩٦٨] ) وهذا القول منه أيضاً يدل على أن قضية الإمامة من بنات أفكارهم.
( [٩٦٩] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ١/٩٢.
( [٩٧٠] ) البرهان للبحراني ١/٥٧، ٤/٣٢٤، والأنوار النعمانية للجزائري ٣/٧٠.
( [٩٧١] ) مرآة العقول -شرح الروضة - للمجلسي ٤/٣٨٠.
( [٩٧٢] ) تقدم ذلك ص (٢٣٨) .
( [٩٧٣] ) الدرر النجفية ليوسف البحراني ص٨٣.
( [٩٧٤] ) فرق الشيعة للنوبختي ص٤٤. وانظر: مقالات الفرق للقمي ص٢٢.
([
٩٧٥]) وزاد الكشي: (وكفّرهم) - أي كفّر المخالفين-. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٠٨) .
( [٩٧٦] ) تنقيح المقال للمامقاني ٢/١٨٤.
( [٩٧٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٠٨-١٠٩.
( [٩٧٨] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٠٨-١٠٩.
( [٩٧٩] ) سيأتي بيان ذلك أثناء الكلام على خلافة الصديق.
( [٩٨٠] ) وسأناقش هذه الروايات بعد سردها.
( [٩٨١] ) انظر: السقيفة لسليم بن قيس ص٩١-٩٢، والاحتجاج للطبرسي ص٨١-٨٢، ومرآة العقول- شرح الروضة- ٤/٣٥٠، والأنوار النعمانية للجزائري١/١٠٦-١٠٧.
( [٩٨٢] ) راجع موقف الشيعة من الزبير بن العوام ص (١١٨٤) .
( [٩٨٣] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٢.
( [٩٨٤] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٢-١٣.
( [٩٨٥] ) راجع مثلاً: السقيفة لسليم بن قيس ص١٦٨-١٦٩، والإيضاح للفضل بن شاذان ص٢٨.
( [٩٨٦] ) الروضة من الكافي للكليني ص٢٦٢، وانظر: مرآة العقول- شرح الروضة للمجلسي -٤/٢٦٢.
( [٩٨٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١١-١٣، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٣، وقرة العيون له ص٤٢٦، وحق اليقين لشبر ١/٢١٨-٢١٩، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٢٣.
( [٩٨٨] ) تهذيب التهذيب لابن حجر ٨/١٠.
( [٩٨٩] ) تفسير العياشي ١/٣٠٤. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٣٣، والبرهان للبحراني ١/٤٥٦، وبحار الأنوار للمجلسي ٥/٢٦٥، ٨/١٥١.
( [٩٩٠] ) لم أقف على مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له الثبيت. ولعل مرادهم ثابت؛ فإن ثابت أحد موالي رسول الله، وهو أحد ما قيل في اسم أبي رافع القبطي. (انظر: الاستيعاب لابن عبد البر ٤/٦٨، والإصابة لابن حجر ٤/٦٧، وكذا الفخر المتوالي فيمن انتسب إلى النبي من الخدم والموالي للسخاوي ص٣٧) .
( [٩٩١] ) قرب الإسناد للحميري ص٣٨، والاختصاص للمفيد ص٦٣.
( [٩٩٢] ) تفسير العسكري ص١٠٦.
( [٩٩٣] ) الأمالي للصدوق ص٥٣.
( [٩٩٤] ) الخصال للصدوق ٢/٦٠٧-٦٠٨.
([
٩٩٥]) انظر: الروضة من الكافي للكليني ص١١٥، ٣٦١، ٣٧٩، وتفسير العياشي ١/١٩٩، ٢/٥١، والاختصاص للمفيد ص٦، ١٠، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٦، ٧، ٩، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٣٠٥، وعلم اليقين له ٢/٧٤٤، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، ٢/٦٩، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٦١، وبحار الأنوار له ٦/٧٤٩، ومقدمة البرهان للعاملي ص١٥٨، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢١٣.
( [٩٩٦] ) ليث بن البختري المرادي. اختلف العلماء الجرح والتعديل-عند الشيعة- فيه بين ذام ومادح. (رجال الحلي ١٣٧-١٣٨) .
( [٩٩٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨. وانظر: الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٤١٥.
( [٩٩٨] ) الأحمر البجلي الكوفي. كان من الناووسية- الذين يقولون بأن جعفر الصادق حي لم يمت، وأنه هو المهدي المنتظر-، ورغم ذلك فقد أجمع الإثنا عشرية على تصحيح حديثه (فرق الشيعة للنوبختي ص٧٨-٧٩، والمقالات والفرق لسعد القمي ص ٧٩-٨٠، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٥٢، ٣٧٥، ورجال الحلي ص٢١-٢٢) .
( [٩٩٩] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٧٩-٨٠. وانظر: الإرشاد للمفيد ص٩، والاختصاص له ص٢-٤.
( [١٠٠٠] ) الخصال للصدوق ٢/٤٦١، ٤٦٤. وانظر: فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص١١٨.
( [١٠٠١] ) الاحتجاج للطبرسي ص٧٥.
( [١٠٠٢] ) السقيفة لسليم بن قيس ص ٧٤-٧٨. ونفحات اللاهوت للكركي ق٢٠/ب.
( [١٠٠٣] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧١٣.
( [١٠٠٤] ) في ظلال التشيع للحسني ص٥٦-٥٧.
( [١٠٠٥] ) سيأتي مزيد بيان لهذا الموقف أثناء الحديث عن موقفهم من خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
( [١٠٠٦] ) الاحتجاج للطبرسي ص٧٦.
( [١٠٠٧] ) لم أجد هذه الرواية في كتاب الغارات له. ربما كانت في كتاب آخر من كتبه.
( [١٠٠٨] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٥٤، ٣/١١١. وانظر: الشافي للمرتضى ص٢٠٣، والأنوار النعمانية للجزائري ٤/٣٣٢-٣٣٣.
( [١٠٠٩] ) إحقاق الحق للتستري ص١٣٧.
( [١٠١٠] ) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني ١/٢٨٨.
([
١٠١١]) تفسير فرات الكوفي ص٢١٥، والخصال للصدوق ٢/٣٦٠-٣٦١، والاختصاص للمفيد ص٥، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٧، وانظر: قرة العيون للكاشاني ص٤٢٦، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٣-٧٤٤، والدرجات الرفيعة للشيرازي ٢٨٥، ومعجم رجال الحديث للخوئي ٨/١٨٦-١٨٧.
( [١٠١٢] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٥.
( [١٠١٣] ) إحقاق الحق للتستري ص٢٥١.
( [١٠١٤] ) الاحتجاج للطبرسي ص٥٦، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٤٥٨، وعلم اليقين له ٢/٦٣٣، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٤٥.
( [١٠١٥] ) كما في قول الصادق لعبد الملك بن أعين: (إي والله يا ابن أعين! هلك الناس أجمعون) ، تقدم ص(١٩٩).
( [١٠١٦] ) كشف المحجة في ثمرة المهجة لابن طاوس ص ٦٩، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤١-٧٤٣.
( [١٠١٧] ) الشافي للمرتضى ص٢٢٨.
( [١٠١٨] ) تلخيص الشافي للطوسي ص٤٢٦.
( [١٠١٩] ) تفسير القمي ٢/١٨٨-١٨٩. وانظر: مجمع البيان للطبرسي ٤/٣٥٠، والصافي للكاشاني ٢/٣٤٥، والبرهان للبحراني ٣/٣٠١.
( [١٠٢٠] ) البرهان للبحراني ٤/٢٩٤، ٣٦٤.
( [١٠٢١] ) تفسير القمي ٢/٣٤٧-٣٤٨. وانظر البرهان للبحراني ٤/٢٧٤.
( [١٠٢٢] ) قرب الإسناد للحميري ص١٣-١٤.
( [١٠٢٣] ) إلزام الناصب للحائري ٢/٢٧٢.
( [١٠٢٤] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧١٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٦٥.
( [١٠٢٥] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٦٥.
( [١٠٢٦] ) أبو موسى البجلي الضرير. قال عنه الشيعة: روى عن أبي جعفر الثاني، ولم يكن بذاك، له كتاب الوصية. (الفهرست للنجاشي ص٢١١، والفهرست للطوسي ص١١٦) .
( [١٠٢٧] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٨٩.
( [١٠٢٨] ) يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
( [١٠٢٩] ) الصراط المستقيم ٢/٨٨.
( [١٠٣٠] ) البرهان للبحراني ١/٩٤.
( [١٠٣١] ) الأصول من الكافي للكليني ١/٤٥، والتهذيب للصدوق ١/١٢٢، والاستبصار للطوسي ١/١٠٠.
( [١٠٣٢] ) الأشعثيات للأشعث الكوفي ص٢٠٣.
( [١٠٣٣] ) يعنون الصديق رضي الله عنه.
( [١٠٣٤] ) تفسير العسكري (ص:١٧٠) .
([
١٠٣٥]) من لا يحضره الفقيه للصدوق ١/١١١، والمحاسن للبرقي ٣٠١.
( [١٠٣٦] ) التوحيد للصدوق ص٩٥.
( [١٠٣٧] ) الكشكول للآملي ص١٣٨.
( [١٠٣٨] ) انظر: الثقلان للمفيد ص١٠-١١، وكشف الغمة للإربلي ١/٤١-٤٧.
( [١٠٣٩] ) كشف الغمة للإربلي ١/٥٢٧.
( [١٠٤٠] ) صحيح مسلم ٤/١٨٧٣، فضائل الصحابة، باب من فضائل علي.
( [١٠٤١] ) راجع موقف الشيعة الإثني عشرية من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ص(١٢٣١).
( [١٠٤٢] ) تفسير العياشي ١/٣٠٤، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٣٣، والبرهان للبحراني ١/٤٥٦، وبحار الأنوار للمجلسي ٥/٢٦٥.
( [١٠٤٣] ) تفسير العياشي ٢/٥١، وانظر: البرهان للبحراني ٢/٦٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٨/١٥٢، ومرآة العقول- شرح الروضة -له ٤/٣٥٠، ٣٧٩.
( [١٠٤٤] ) انظر: الإرشاد للمفيد ص٩، ونفحات اللاهوت للكركي ق٢٠/ب، ٢١/ ب-٢٤/ب، ٧١/أ-٧٢/ ب، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٧١٧، وإحقاق الحق للتستري ص٢٢١.
( [١٠٤٥] ) الخصال للصدوق ٢/٤٦١-٤٦٢، وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ٢/٧٩-٨٠.
( [١٠٤٦] ) ابن حكيم الصيرفي، من تلاميذ أبي جعفر الباقر. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٢١٠) .
( [١٠٤٧] ) وفي رواية سليم بن قيس عن علي رضي الله عنه: (بقيت بين جلفين جافيين، ذليلين حقيرين: العباس وعقيل) .(السقيفة لسليم بن قيس ص١٢٨، ١٣٠-١٣١).
( [١٠٤٨] ) في رواية سليم بن قيس قريب العهد بكفر.
( [١٠٤٩] ) الروضة من الكافي ص٣٧٩، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧١٧-٧١٨، والبرهان للبحراني ٣/٤٢، وحياة القلوب للمجلسي ٢/٨٤٦، والأنوار النعمانية للجزائري ١/١٠٦، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص ٦٥.
( [١٠٥٠] ) حياة القلوب للمجلسي ٢/٨٦٦.
( [١٠٥١] ) أي في عبد الله بن عباس وأبيه العباس رضي الله عنهما.
([
١٠٥٢]) تفسير القمي ٢/٢٣-٢٤، وتفسير العياشي ٢/٣٠٥، والاختصاص للمفيد ص٧١-٧٢، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٥٣-٥٤. وانظر: البرهان للبحراني ٢/٤٣٢- ٤٣٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٧/١٧٣، وحياة القلوب له ٢/٨٦٥، وقال: سندها معتمد.
( [١٠٥٣] ) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص٢٦٨.
( [١٠٥٤] ) تفسير ابن كثير ٢/٤٤٣-٤٤٤، ٣/٥٢، وفتح القدير للشوكاني ٢/٤٩٥-٤٩٦، ٣/٢٤٦-٢٤٧. وانظر: مجمع البيان للطبرسي الشيعي ٣/١٥٧-١٥٨، ٤٣٠.
( [١٠٥٥] ) الشافي للمرتضىص٢٥٦.
( [١٠٥٦] ) البرهان للبحراني ٤/٤٨٢-٤٨٣.
( [١٠٥٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٥٣، ٦٠.
( [١٠٥٨] ) الجمل للمفيد ص٥٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٨٣، ٨٩.
( [١٠٥٩] ) انظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٦٩٨، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٨، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٨٣-٨٤.
( [١٠٦٠] ) صحيح البخاري ٢/١٩٩، ك الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله، ٥/١٤٤-١٤٥، ك المناقب، باب قصة أبي طالب، وصحيح مسلم١/٥٤-٥٥، ك الإيمان.
( [١٠٦١] ) أوائل المقالات للمفيد ص١٢-١٣.
( [١٠٦٢] ) أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي ص٤١٥.
( [١٠٦٣] ) من الكتب التي وقفت عليها في ذلك: كتاب (إيمان أبي طالب) للمفيد، وكتاب (شيخ الأبطح) لمحمد علي شرف الدين، وكتاب (أبو طالب مؤمن قريش) لعبد الله الخنيزي.
( [١٠٦٤] ) كالكتاب الذي أصدرته الحوزة العلمية بـ(قم-إيران)، والمسمى ب(نبوة أبي طالب عبد مناف عليه السلام)، من تأليف مزمل حسين الميثمي الغديري.
( [١٠٦٥] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٧٩-٨٠.
( [١٠٦٦] ) قال عنه ابن حجر: ثقة كثير الإرسال، مات سنة ثماني عشرة ومائة. (تقريب التهذيب ص٣٤٠) .
( [١٠٦٧] ) علل الشرائع للصدوق ١/١٣٣، وهو مرسل.
( [١٠٦٨] ) أمل الآمل في تراجم جبل عامل للحر العاملي ص٤٢٤.
( [١٠٦٩] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٩.
( [١٠٧٠] ) السقيفة لسليم بن قيس ص١٨٦. وانظر: البرهان للبحراني ١/٤٤٤.
( [١٠٧١] ) إحقاق الحق للتستري ص٨.
([
١٠٧٢]) عند العياشي: (ثم عرف أناس بعد يسير) .
( [١٠٧٣] ) ترجم له الخوئي فقال: أبو ساسان الأنصاري: ورد بهذا العنوان في عدة من روايات، وهو من السبعة الذين لم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هم. (معجم رجال الحديث للخوئي ٢١/١٦٣) . والخوئي هو زعيم الحوزة الدينية في النجف في الوقت الحاضر-.
( [١٠٧٤] ) شتير بن شكل، أو شتيرة. وذكره البرقي باسم: شبير بن شكل العبسي، من خواص أمير المؤمنين عليه السلام، من مضر. قال الخوئي في ترجمته: (تقدم في ترجمة سلمان الفارسي رواية الحارث بن المغيرة النضري، ورواية أبي بكر الحضرمي أنه رجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام ولحق به بعد الردة. فكان من السبعة الذين لم يعرف أمير المؤمنين غيرهم) . (معجم رجال الحديث للخوئي ٩/١٣) .
( [١٠٧٥] ) تفسير العياشي ١/١٩٩، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص١١-١٢. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٠٥، وعلم اليقين له ٢/٧٤٤، وقرة العيون له ص٤٢٦، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٧٤٩، وحق اليقين لشبر ١/٢١٨-٢١٩، ومعجم رجال الحديث للخوئي ٦/١٢٦.
( [١٠٧٦] ) وصف الكاشاني، وشبّر سند هذه الرواية بأنه معتبر، (راجع: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٤، وحق اليقين لشبر١/٢١٨-٢١٩) .
( [١٠٧٧] ) الاختصاص للمفيد ص٦.
( [١٠٧٨] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٨.
( [١٠٧٩] ) الارشاد للمفيد ص٣٤٠، والاحتجاج للطبرسي ص٧٤، والأمالي للطوسي ٢/٤٠، وكشف الغمة للإربلي ١/٢٨٣، وكشف المراد للحلي ص٤١٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ٤٥٠-٤٥١.
( [١٠٨٠] ) انظر مثلاً: إكمال الدين للصدوق ص٢٦٩، ٢٧١، والغدير للأميني ١/١٥٠-١٥٣.
( [١٠٨١] ) الإرشاد للمفيد ص٣٤٠، وانظر: الاحتجاج للطبرسي ص٧٤، والأمالي للطوسي ٢/٤٠، وكشف المراد للحلي ص٤١٧، وكشف الغمة للإربلي ١/٢٨٣، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص ٤٥٠-٤٥١.
( [١٠٨٢] ) الخصال للصدوق ١/٢١٩-٢٢٠. وانظر: أمالي الطوسي ٢/٤٠، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٤٥٢.
([
١٠٨٣]) إعلام الورى لفضل بن الحسن الطبرسي ص١٧٧، ومنهاج الكرامة للحلي ص١٨٧، وإحقاق الحق للتستري ص٢٠٥.
( [١٠٨٤] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨٢، والاختصاص للمفيد ص٦٤، ٢٠٥. وانظر: بحار الأنوار للمجلسي ١١/٤٢.
( [١٠٨٥] ) ذكر الصدوق أنهم كانوا في المجلس لما ناشدهم علي أن يشهدوا له بحقه، ومع ذلك فلم يشهد له أحد سوى المذكورين في الرواية. (إكمال الدين للصدوق ص٢٦٩) .
( [١٠٨٦] ) الرحبة: بضم أوله وسكون ثانيه: قرية على مرحلة من الكوفة على يسار طريق الحاج. وفي الكوفة عدة أمكنة تعرف بهذا الإسم. ورحبة جامع الكوفة: هي الأرض والفناء التي كانت تحيط به من بعض أطرافه حتى عرف الجامع بها، فقيل مسجد الرحبة. وقد ذكر اليعقوبي أن هذه الرحبة كانت تعرف بعلي رضي الله عنه، حيث ورد ذكرها في العديد من الأخبار. (مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٢/١٦٩، ومعجم البلدان لياقوت الحموي ٣/٣٣. وانظر: تاريخ مساجد الكوفة لمحمد سعيد الطريحي ١/١٢٤-١٢٥) .
( [١٠٨٧] ) الغدير للأميني ١/١٥٣-١٥٤. وانظر: الطرائف لابن طاوس ص ١٤٨، وبحار الأنوار للمجلسي ٣٧/١٨٦.
( [١٠٨٨] ) هذا في رواية الشيعة.
( [١٠٨٩] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧١٠.
( [١٠٩٠] ) السقيفة لسليم بن قيس ص١٨٦، والبرهان للبحراني ١/٤٤٤،وأصل الشيعة لكاشف الغطاء ص٤٥.
( [١٠٩١] ) عند سليم بن قيس: [سبعون، مائة رجل من أهل بدر، وأربعة آلاف من المهاجرين والأنصار] . (السقيفة ص٢١٠-٢١١) .
( [١٠٩٢] ) الجمل للمفيد ص٤٩-٥٠، والأمالي للطوسي ٢/٣٣٦.
( [١٠٩٣] ) مجموع الفتاوى لابن تيمية ١٣/٣٤، ومنهاج السنة النبوية له ٧/٥١١-٥١٢.
( [١٠٩٤] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٦/٣٣٩.
( [١٠٩٥] ) الإرشاد للمفيد ص٢٥١، والأمالي للطوسي ٢/٣٣٧.
( [١٠٩٦] ) إحقاق الحق للتستري ص١٣٦-١٣٧.
( [١٠٩٧] ) إحقاق الحق للتستري ص١٣٦-١٣٧.
( [١٠٩٨] ) إحقاق الحق للتستري ص١٣٦-١٣٧.
( [١٠٩٩] ) تقدم تخريج هذا الحديث ص (١٧١) .
([
١١٠٠]) الاختصاص للمفيد ص٦٤، ٢٠٥. وانظر: اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨٢، وبحار الأنوار للمجلسي ١١/٤٢
[١] - أحاديث الحوض: تعتبر هذه الأحاديث أقوى دليل عند الإثني عشرية على ارتداد الصحابة؛ فإنهم أجمعوا( [٦٤٦] ) أن هذه الأحاديث نص في ارتداد الصحابة، وتعجبوا من جهالة أهل السنة كيف يروون هذه الأحاديث في صحاحهم وفي كتبهم المعتبرة، ثم يحكمون بعد ذلك بأن الصحابة كلهم عدول،وأنهم بقوا على الإيمان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستشهدوا بأحاديث رويت في الصحيحين منها حديث ابن عباس المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: «وإن ناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي، أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: (( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ )) [المائدة:١١٧] -إلى قوله- (( الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) [المائدة:١١٨] »( [٦٤٧] ).
ومنها حديث سهل بن سعد مرفوعاً، وفيه: «ليرد عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني»( [٦٤٨] ). وحديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً، وفيه «إنهم مني..»( [٦٤٩] )....إلخ.
ومما استشهدوا به في هذا المعنى ورووه عن أهل البيت: ما أسنده الصدوق إلى علي مرفوعاً: «يا علي! أنت صاحب الحوض لا يملكه غيرك( [٦٥٠] )، وسيأتيك قوم فيستسقونك، فتقول: لا ولا مثلذرة، فينصرفون مسودة وجوههم»( [٦٥١] ).
ونحوه عن ابن عباس مرفوعاً، وفيه: «وخليفتي على الحوض يومئذٍ خليفتي في الدنيا. فقيل: ومن ذاك يا رسول الله؟! قال: إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب»( [٦٥٢] ).
فعلي يذود عن الحوض أعداءه الذين غصبوه حقه على حد زعمهم -ولم يحفظوا رسول الله في أهل بيته، بل ظلموهم وفتنوا أمته، ويذود معه رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك حين يعلم أنهم قد رجعوا على أدبارهم القهقرى بسبب ذلك( [٦٥٣] ).
مناقشة هذا الدليل:
قد اختلف العلماء في المقصود بـ(الذين يذادون عن الحوض من أمة محمد صلى الله عليه وسلم) على ثلاثة أقوال:
[١] - قيل: هم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ممن أسلموا في حياته ولم يخالط الإيمان قلوبهم؛ فقد كان أكثر الذين أسلموا بعد فتح مكة إنما يسلمون عن طريق وفودهم دون أن يفهموا الإسلام على حقيقته كبني حنيفة، وبني أسد، وتميم، وغيرهم.
قال محمد بن يوسف الفربري( [٦٥٤] )- أحد رواة الصحيح- (ذُكر عن أبي عبد الله - يعني البخاري - عن قبيصة( [٦٥٥] ) قال: هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر، فقاتلهم أبو بكر رضي الله عنه)( [٦٥٦] ).
وقال السفاريني: (لا ريب أن كثيراً من الأعراب ومن بني حنيفة ومن بن تميم ممن كان قد أسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتد لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فقاتلهم الصديق الأعظم، وأمر خالد بن الوليد فأنكأ فيهم، فمنهم من قتل، ومنهم من حرق، ومنهم من رجع إلى الإسلام، فالحديث- يقصد حديث الحوض- من أعلام النبوة، وبالله التوفيق) .( [٦٥٧] ).
وقال ابن حجر: (وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنهم ارتدوا»( [٦٥٨] )، يوافق تفسير قبيصة في المقصود بهم( [٦٥٩] ).
وقد علق ابن حجر على قول قيبصة المتقدم بقوله: (أي أنه حمل قوله: (من أصحابي) باعتبار ما كان قبل الردة لا أنهمماتوا على ذلك، ولا يشك أن من ارتد سلب اسم الصحبة؛ لأنها نسبة شريفة إسلامية فلا يستحقها من ارتد بعد أن اتصف بها).( [٦٦٠] ).
ونقل الآبي عن القاضي عياض: أن قوله صلى الله عليه وسلم: «فأقول كما قال العبد الصالح...» يشهد لصحة قول من حمل الحديث على المرتدين.( [٦٦١] ).
وقل القاضي عياض أيضاً فيما نقله عنه النووي عند تعليقه على رواية «أصحابي، أصحابي»: (هذا دليل لصحة تأويل من تأول أنهم أهل الردة، ولهذا قال فيهم: «سحقاً، سحقاً» ولا يقول ذلك في مذنبي الأمة، بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم) ( [٦٦٢] ).
[٢] - وقيل: إن المراد بهم: المنافقون؛ لأنهم يحشرون مع المؤمنين يوم القيامة وعليهم سيما الغرة والتحجيل لتسترهم بالإيمان في دار الدنيا، ولأثر وضوئهم مع المؤمنين، فيناديهم الرسول صلى الله عليه وسلم للسيما التي عليهم ويظنهم مؤمنين حقاً، فيقال: ليس هؤلاء ممن وعدت بهم، إن هؤلاء بدلوا بعدك؛ أي لم يموتوا على ما ظهر من إسلامهم( [٦٦٣] ).
فالمنافقون الذين كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يظهرون الإسلام، ولم يكن يعلمهم كلهم بدليلقوله تعالى: (( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ )) [التوبة:١٠١] .
وقد قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقوله: (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ) لا ينافي قوله تعالى: (( وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )) [محمد:٣٠] . لأن هذا من باب التوسم فيهم بصفات يعرفون بها لا أنه يعرف جميع من عنده من أهل النفاق والريب على التعيين( [٦٦٤] ).
[
٣]- وقيل: إن المراد بهم أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد، وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الإسلام( [٦٦٥] ).
قال أبو عمر بن عبد البر فيما نقله عنه النووي: (كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض من الخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق، المعلنون بالكبائر، قال: وكل هؤلاء يخاف عليهم أن كونوا ممن عنوا بهذا الخبر، والله أعلم) ( [٦٦٦] ).
ويصح أن يكون المراد بهم كل من ذكرنا إلا الفريق الثالث فلا يجزم لهم بأنهم يذادون لأن حكمهم كحكم أصحاب الكبائر الذين ماتوا على التوحيد، ولا يقطع لهم بالنار لجواز أن يغفر الله لهم فلا يدخلوها.
ويتضح مما سبق أن المذادين عن الحوض هم القبائل المرتدة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو المنافقون -كما مر- وليسوا صحابة رسول الله كما زعمت الشيعة الإثنا عشرية، فأحاديث الحوض رواها الصحابة أنفسهم؛ أكثر من خمسين صحابياً، فكيف يعقل أن يرووا من الأحاديث ما يدل على كفرهم وردتهم مع اعتقاد الإثني عشرية -إلا من شذ منهم- أن الصحابة حذفوا الآيات التي تحدثت عن مثالبهم، فلم لم يكتموا هذا الحديث مع عظم ضرره إن كان يعنيهم؟ فدل على أنه ليس المراد بهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال الخطابي فيما نقله عنه ابن حجر: (ولم يرتد من الصحابة أحد، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة لهم الدين( [٦٦٧] )، وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، ثم قال: ويدل قوله: «أصيحابي»( [٦٦٨] ).- بالتصغير - على قلة عددهم)( [٦٦٩] ).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «أصيحابي» -بالتصغير- مذكور في العديد من مصنفات الشيعة( [٦٧٠] )، وهي تدل على قلة عدد من ارتد، لا كما تقول الشيعة عن الصحابة: إنهم ارتدواجميعاً إلا نفراً يسيراً.
وقد رد ابن قتيبة استدلالهم بهذه الأحاديث فقال: (إنهم لو تدبروا الحديث وفهموا ألفاظه لاستدلوا على أنه لم يرد بذلك إلا القليل، يدلك على ذلك قوله: «ليردنّ علي الحوض أقوام» ولو كان أرادهم جميعاً إلا من ذكروا لقال: (لتردُنّ علي الحوض ثم لتختلجن دوني) ألا ترى أن القائل إذا قال: أتاني اليوم أقوام من بني تميم، وأقوام من أهل الكوفة، فإنما يريد قليلاً من كثير، ولو أراد أنهم أتوه إلا نفراً يسيراً، قال: أتاني بنو تميم، وأتاني أهل الكوفة، ولم يجز أن يقول: قوم؛ لأن القوم هم الذين تخلفوا، ويدلك أيضاً قوله: «يا رب! أصيحابي» -بالتصغير-، وإنما يريد بذلك تقليل العدد. إلى أن يقول: وقد ارتد بعده أقوام منهم عيينة بن حصن ارتد ولحق بطليحة بن خويلد حين تنبأ...إلى أن قال: (ولعيينة بن حصن أشباه ارتدوا حين ارتدت العرب، فمنهم من رجع وحسن إسلامه، ومنهم من ثبت على النفاق) ( [٦٧١] ).
وقال في موضع آخر: (حدثني زيد بن أخزم الطائي قال: أنا أبو داود، قال: نا قرة بن خالد عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: كم كانوا في بيعة الرضوان؟ قال: خمس عشرة مائة. قال: قلت: فإن جابر بن عبد الله قال: كانوا أربع عشرة مائة. قال: أوهم رحمه الله، هو الذي حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة) . فكيف يجوز أن يرضى الله عز وجل عن أقوام ويحمدهم ويضرب لهم مثلاً في التوراة والإنجيل وهو يعلم أنهم يرتدون على أعقابهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يقولوا: إنه لم يعلم، وهذا هوشر الكافرين)( [٦٧٢] ).
قال الله مخبراً عن رضاه عن الذين بايعوا بيعة الرضوان: (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ )) [الفتح:١٨] .
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحدٌ. الذين بايعوا تحتها»( [٦٧٣] ).
قال ابن تيمية رحمه الله: (وقد علم بالاضطرار أنه كان في هؤلاء السابقين الأولين: أبو بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم بيده عن عثمان لأنه كان غائباً قد أرسله إلى أهل مكة ليبلغهم رسالته، وبسببه بايع النبي صلى الله علية وسلم الناس لما بلغه أنهم قتلوه) ( [٦٧٤] ).
وروى الشيعة عن أبي جعفر الباقر أن عدد الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة كان ألفاً ومائتين -وفي رواية - ألفاً وثلاثمائة( [٦٧٥] ).
ولكن رغم تسليم الإثني عشرية لهذه النصوص فإنهم يرون أن الرضا الذي وقع في بيعة الرضوان، والمغفرة العامة لأهل بدر كلها مشروطة بسلامة العاقبة وعدم النكث( [٦٧٦] ).
وترد عليهم المناظرة التي جرت بين إمامهم الخامس أبي جعفر الباقر وأحد الخوارج؛ فإن الباقر احتج على الخارجي بأحاديث في فضائل علي، والخارجي ردها بقوله: (أحدث الكفر بعدها. فقال له أبو جعفر: ثكلتك أمك! أخبرني عن الله أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟ قال: لئن قلت: لا كفرت. قال فقال: قد علم. قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته، أو على أن يعمل بمعصيته؟ فقال: على أن يعمل بطاعته. فقال له أبو جعفر: فقم مخصوماً) ( [٦٧٧] ).
وكذلك الصحابة رضي الله عنهم قد أخبر الله بأنه رضي عنهم وأمر بالاستغفار لهم، والرضا من الله صفة أزلية لا أول لها وهو سبحانه لا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضا، ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبداً، وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل، ولا يجوز أن يتناقض أبداً، ومن دفع خبر الله برأيه ونظره كان ملحداً( [٦٧٨] ).
وقد نهج بعض الشيعة منهجاً آخر في دفع نصوص الرضا عن الصحابة بقولهم: (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ )) [الفتح:١٨] ، ولم يقل عن المبايعين؛ قال محمد مهدي الخالصي -ويعد عندهم من المجتهدين-: لو أنه قال: لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة، أو عن الذين بايعوك، لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع، ولكن لما قال: (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ )) فلا دلالة فيها إلا على الرضا عمن محض الإيمان.( [٦٧٩] )
وقال المامقاني: (إن الآية إنما نطقت برضاه عن المؤمنين المبايعين تحت الشجرة، ولم يدل على رضاه عن كل مبايع تحتها وإن كان منافقاً، ولو قال: لقد رضي الله عن المبايعين تحت الشجرة لدل على رضاه عن آحادهم، ولم يقل ذلك بل علق الرضا على الإيمان والبيعة جميعاً( [٦٨٠] ) ويرد عليهم بقوله تعالى: (إِذْ يُبَايِعُونَكَ) فإن "إذ" ظرف، وسواء كانت ظرفاً محضاً، أو كانت ظرفاً فيها معنى التعليل؛ فإنها تدل على تعلق الرضا بالمبايعين، فعلم أن جميع المبايعين من المرضي عنهم.
ويرد عليهم أيضاً بما ذكره هاشم البحراني -وهو من علمائهم- عن جابر بن عبد الله الأنصاري -وهو يعد عندهم من شيعة علي - قال: «كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فقال لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنتم اليوم خيار أهل الأرض) ، فبايعنا تحت الشجرة على الموت، فما نكث أصلاً أحدٌ إلا ابن قيس وكان منافقاً»( [٦٨١] ).
وابن قيس هذا هو: الجد بن قيس تخلف عن بيعة الرضوان تحت الشجرة واستتر بجمل أحمر، وجاء في الحديث: «كلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر»( [٦٨٢] )،( [٦٨٣] ).
[٢] ومن الأحاديث التي استدلوا بها على ارتداد الصحابة قوله صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟!»( [٦٨٤] ).
ولم يعتمد الشيعة على هذا اللفظ في استدلالهم، وإنما كان عمدتهم لفظاً آخر ذكروه في كتبهم، هو «سيأتي أمتي مثل ما أتى على بني إسرائيل مثلاً بمثل..»( [٦٨٥] ).
وقد استدلوا بهذا اللفظ على كفر الصحابة وارتدادهم بعد وفاة نبيهم معللين ذلك بكفر الأمم السابقة وارتدادها بعد أنبيائها، زاعمين أن حال هذه الأمة في الارتداد أشد من أحوال الأمم السابقة؛ فقد استدل الحر العاملي بهذا الحديث على: (أن كل ما وقع في الأمم السابقة يقع في هذه الأمة مثله، وما هو أعظم منه وأفضل، أو أزيد) ( [٦٨٦] )، وقال: (ووجهه واضح فإن نبينا أفضل الأنبياء، وأمته أشرف الأمم) ( [٦٨٧] ).
وممن استدل به من الشيعة على ارتداد الصحابة الطوسي( [٦٨٨] )، والكاشاني( [٦٨٩] )، والتستري( [٦٩٠] )، والشيرازي( [٦٩١] )، والنوري الطبرسي( [٦٩٢] )، وغيرهم. وكلهم عللوا ارتداد هذه الأمة بعد نبيها بارتداد الأمم التي قبلها بعد أنبيائهم.
ولم يقتصر الشيعة في هذا الباب على الاستدلال، بل أكدوا وقوع الارتداد، معللين هلاك هذه الأمة بعد نبيها بركوبها طريق من خلا من الأمم الماضية، والقرون السالفة.
وقد استدلوا على ارتداد الصحابة بما نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لعلي: «يا علي! إن أصحاب موسى اتخذوا بعده عجلاً وخالفوا خليفته، وسيتخذ أمتي عجلاً ثم عجلاً ثم عجلاً( [٦٩٣] )، ويخالفونك وأنت خليفتي، هؤلاء يضاهئون أولئك في اتخاذهم العجل، ألا فمن وافقك وأطاعك فهو معي في الرفيق الأعلى، ومن اتخذ العجل بعدي وخالفك ولن يتوب فأولئك مع الذين اتخذوا العجل بزمان موسى ولم يتوبوا، فهم في نار جهنم خالدين مخلّدين»( [٦٩٤] ).
ونسبوا إلى علي بن أبي طالب قوله: (إنما هلكت هذه الأمة وارتدت على أعقابها بعد نبيها بركوبها طريق من خلا من الأمم الماضية) ( [٦٩٥] ). ونسبوا نحواً من هذا القول إلى سلمان الفارسي( [٦٩٦] ).
وأبي جعفر الباقر( [٦٩٧] )، والحسن العسكري( [٦٩٨] ).
والصحابة في نظر الشيعة أشبه شيء ببني إسرائيل الذين اتخذوا العجل، وبغيرهم من الأمم الذين خالفوا أنبياءهم، ولم يوفوا لأوصيائهم؛ فقد جاءت الروايات الكثيرة عندهم تصرح أن المجتمعين على بيعة أبي بكر كانوا بمنزلة عبدة العجل، وأن أبا بكر بمنزلة العجل( [٦٩٩] ).
المناقشة:
إن اللفظ الذي استدلوا به: «سيأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل» لم يرد في أي كتاب من كتب الحديث. وقد رجح الألوسي عدم صحته معللا ذلك بأنه [كان في بني إسرائيل مالم يذكر أحد أنه يكون مثله في هذه الأمة، كنتق الجبل عليهم حين امتنعوا عن أخذ ما آتاهم الله تعالى من الكتاب، والبقاء في التيه أربعين سنة حين قالوا لموسى: (( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ )) [المائدة:٢٤] ، ونزول المن والسلوى عليهم فيه، إلى غير ذلك.( [٧٠٠] ).
أما اللفظ الآخر الصحيح «لتتبعن سنن من كان قبلكم» فهو إعلام منه صلى الله عليه وسلم بأن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء، كما وقع للأمم قبلهم( [٧٠١] )، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن آخر الزمان شر، وأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق»( [٧٠٢] ).
وبيّن أن قرنه خيرُ القرون فقال: «إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن»( [٧٠٣] ) وقد دل هذا الحديث على أن أفضل القرون: القرون الثلاثة الأولى القريبة العهد بالنبوة؛ حيث إنها أشد القرون تمسكاً بالسنن واجتناباً للبدع، ودل على أن الجهل سيتفشى في القرون التي بعدها بسبب بعد الناس عن آثار الرسالة.
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الناس في زمن قلة العلم وتفشي الجهل سيتخذون رؤساء جهالاً، فقال: «إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انتزاعاً، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهّال يستفتون فيفتون برأيهم فيُضلون ويَضلّون»( [٧٠٤] ) ولا يقاوم البدع إلا العلم والعلماءُ، فإذا فقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر، ولأهلها أن ينشطوا.فإذا ظهرت البدع واتبعها الناس تاركين السنن وراء ظهورهم إما إعراضاً عنها، أو جهلاً بها، كانوا بفعلهم هذا متبعين لسنن اليهود والنصارى؛ فاليهود علموا، ولكنهم تركوا العمل. والنصارى عملوا بلا علم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن كفر اليهود أصله من جهة عدم العمل بعلمهم، فهم يعلمون الحق ولا يتبعونه عملاً، أو لا قولاً ولا عملاً. وكفر النصارى من جهة عملهم بلا علم، فهم يجتهدون في أصناف العبادات بلا شريعة من الله، ويقولون على الله ما لا يعلمون؛ لهذا كان السلف؛ سفيان بن عيينة وغيره يقولون: إن من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود. ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى) ( [٧٠٥] ).
وقد تقدم أن قرب القرون الثلاثة من آثار الرسالة يجعلها أبعد من غيرها عن أتباع سنن اليهود والنصارى، وخيرها قرن الصحابة، وهو أبعد الجميع عن اتباع سنن أولئك. ولم يكن بين الصحابة مبتدع، ولا صاحب رأي، ولا قدري، ولا حروري، ولا معتزلي، ولا مرجئ، كما نقل ذلك الشيعة عن إمامهم السادس جعفر الصادق( [٧٠٦] ).
وكلّما ابتعد الناس عن آثار النبوة قل العلم، وتفشى الجهل -كما تقدم-، ولا يأتي زمان إلاّ والذي بعده شر منه( [٧٠٧] )، إلى أن يكثر الخبث ويكثر شرار الناس فيكون زمانهم أشد الأزمنة اتباعاً لسنن اليهود والنصارى، وإلىذلك الزمان أشار الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون شبراً بشبر، وذراعاً بذراع..»( [٧٠٨] ).
ولكن: ليس هذا اختياراً عن جميع الأمة، بل قد تواتر عنه( [٧٠٩] )، صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يزال ناس من أمتى ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» -وفي رواية- «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك»( [٧١٠] ).
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته لا تجتمع على ضلالة؛ فقال: «إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة»( [٧١١] ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فعلم بخبره الصدق أنه في أمته قوم مستمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام محضاً، وقوم منحرفون إلى شعبة من شعب اليهود، أو إلى شعبة من شعب النصارى، وإن كان الرجل لا يكفر بكل انحراف،بل وقد لا يفسق أيضاً، بل قد يكون الانحراف كفراً، وقد يكون فسقاً، وقد يكون معصية، وقد يكون خطأ) ( [٧١٢] ).
أما استدلال الشيعة باتخاذ قوم موسى للعجل على كفر الصحابة وارتدادهم نتيجة مبايعتهم لأبي بكر، وتشبيههم لأبي بكر بالعجل، ولمن اجتمع عليه بأصحاب العجل، فهو استدلال فاسد وتشبيه باطل، ومن أدل الدلائل على بطلانه أن قوم موسى اتخذوا العجل في حياة نبيهم موسى عليه السلام، أما الصحابة فقد اجتمعوا على مبايعة أبي بكر رضي الله عنه بالخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله أخبر أن أمته لا تجتمع على ضلالة. والحديث الذي نسبه الشيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب لا تصح نسبته إليه، ولا يوجد في أي كتاب من كتب أهل السنة، وقد نسب الشيعة إلى رسول الله ما يعارضه؛ حيث أخبر أنه تبعه في سنين عمره القليلة مالم يتبع نوحاً في طول عمره، وأن في الجنة عشرون ومائة صف، أمته منها ثمانون( [٧١٣] ).
وأما استدلالهم على ارتداد الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بارتداد أصحاب الأنبياء السابقين بعد أنبيائهم: فمردود رده الطبرسي الشيعي بقوله: (إن أصحاب الأنبياء لم يرتدوا عند موتهم أو قتلهم) ( [٧١٤] ).
[
٣] ومن أدلة الشيعة الإثني عشرية على ارتداد الصحابة: حديث الافتراق. قال صلى الله عليه وسلم: «تفترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة»( [٧١٥] ).
وقد قال الشيعة: إن فرق الأمة كلها كافرة خالدة في النار إلا فرقة واحدة هي الشيعة -يعنون أنفسهم-.
وقد استدلوا على ما ذهبوا إليه بأدلة نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ قال سليم بن قيس: (سمعت علياً (ع) يقول: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار، وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى. وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون فرقة في النار، وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت وصي عيسى. وتفرقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار. وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت وصي محمد صلى الله عليه وآله. وضرب بيده على صدره( [٧١٦] )، ثم قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلها تنتحلمودتي وحبّي( [٧١٧] )، واحد منها في الجنة، واثنتا عشرة منها في النار]( [٧١٨] ).
وقد أفادت هذه الرواية الشيعية أن الفرقة الناجية هي التي اتبعت علي بن أبي طالب - ولم يتبعه عند الشيعة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة من الصحابة.
وفي رواية أخرى ينسبها الشيعة إلى علي أنّه عين الفرقة بقوله: (أنا وشيعتي) ( [٧١٩] )، وفي رواية: (أنا وأصحابي) ( [٧٢٠] ).
وفي رواية ثالثة ينسبها الشيعة إلى علي يرفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد تحديد الفرقة الناجية بأنهم الذين تمسكوا بولاية أهل البيت واقتبسوا من علمهم( [٧٢١] ) قال الحلي: وقد عيّن رسول الله الفرقة الناجية والهالكة في حديث آخر صحيح متفق عليه، وهو في قوله: «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق»( [٧٢٢] )،( [٧٢٣] ).
وقد استدل يوسف البحراني بحديث: (مثل أهل بيتي) على أن الشيعة هم الفرقة الناجية، وقال: (لا معنى لذلك إلا الأخذبأقوالهم، والاقتداء بأفعالهم، والتدين بدينهم وشريعتهم، والاهتداء بسنتهم وطريقتهم) ( [٧٢٤] ).
والشيعة يستدلون بلفظ: (تفرقت) على وقوع الفرقة، وبنجاة الفرقة التي اتبعت وصي محمد على هلاك باقي الفرق وكفرها، مستدلين بقول علي: (لا يدخل النار إلا كافر إلا أن يشاء الله) ( [٧٢٥] ).
والصحابة في نظر الشيعة عدلوا عن اتباع علي، واتبعوا غيره، فكانوا من الفرق الهالكة الخالدة في النار( [٧٢٦] ).
المناقشة:
إن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن تفرق الأمم الأخرى، وعن تفرق هذه الأمة ذكر أن من هذه الفرق فرقة ناجية، وقد عيّنها لما سئل عنها بأنها من كان على مثل ما هو عليه وأصحابه( [٧٢٧] ). وفي رواية قال: «هي الجماعة»( [٧٢٨] )وقوله: «هي الجماعة» كقوله: «على ما أنا عليه وأصحابي» لأن الجماعة في وقت الإخبار كانوا على ذلك الوصف( [٧٢٩] ). فمن اتصف بأوصافه عليه الصلاة والسلام وأوصاف أصحابه كان من الفرقة الناجية. ومن سلك غير مسلكهم كان من الفرق الهالكة.
ولا ريب أن الذين صاروا من الفرق الهالكة هم الذين خاضوا كخوض الذين من قبلهم، وهم أهل البدع والأهواء، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم معقباً على حديث الإفتراق: «إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله»( [٧٣٠] ).
وقد تقدم في الدليل السابق أن الصحابة رضي الله عنهم من أبعد الناس عن ذلك، ولم يعرف عنهم تفرق ولا اتباع هوى ولا ابتداع أبداً.
أما الأدلة التي استند إليها الشيعة في اعتبار الصحابة من الفرق الهالكة، فغاية عمدتهم فيها كتاب سليم بن قيس وهو موضع شبهة واتهام عند الشيعة أنفسهم كما تقدم ذلك والمصادر الشيعية اللاحقة استقت منه تلك الأدلة التي لا تعرف عند أهل العلم، وليس لها من وجود إلا في كتب القوم، إضافةً لما فيها من تناقض كبير وقع في كلام علي رضي الله عنه؛ فتارةً ينسب الشيعة إليه أنه يتولى كل من انتحل مودته وكان من شيعته، كقوله: (إن الفرق كلها ضالّة إلا من اتبعني وكان من شيعتي) ( [٧٣١] )، وتارة أخرى ينسبون إليه أنهيتبرأ من الفرق التي تنتحل مودته وحبه، ويقول عنها: (إنها في النار) - كما تقدم-. وهذا التناقض في الأقوال لا يليق بصحابي جليل-فضلاً عن كونه معصوماً كما زعموا-؛ إذ أن عقيدة الولاء والبراء من أصول الدين، ولا اضطراب فيها.
أما قول الحلي: إن الفرقة الناجية هي من اتبع أهل البيت وأحبهم وعرف لهم حقهم، مستدلاً على ذلك بحديث: «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق».
فاستدلاله مردود عليه لأن هذا الحديث ضعيف لا يحتج بمثله( [٧٣٢] ).
وأما ما زعموه من كون الفرقة الإمامية هي الفرقة الناجية فقد أنكره علماء المسلمين قاطبة؛ قال ابن تيمية رحمه الله عنهم: فهم أبعد عن الحق، لا سيما وهم في أنفسهم أكثر اختلافاً من جميع فرق الأمة، حتى يقال: إنهم ثنتان وسبعون فرقة( [٧٣٣] ).( [٧٣٤] ).
وأخبر عنهم في موضع أخر بقوله: (فإنهم خارجون عن جماعة المسلمين، يكفّرون أو يفسّقون أئمة الجماعة كأبي بكر وعمر وعثمان -دع معاوية وملوك بني أمية وبني العباس-، وكذلك يكفرون أو يفسقون علماء الجماعة وعبادهم كمالك والثوري والأوزاعي والليث بن سعد وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وإبراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي وأمثال هؤلاء، وهم أبعد الناس عن معرفة سير الصحابة والاقتداء بهم، لا في العلم بالحديث والمنقولات، المعرفة بالرجال الضعفاء والثقات، وهم من أعظم الناس جهلاً بالحديث، وبغضاً له ومعاداة لأهله..) ( [٧٣٥] ).
أما الفرقة الناجية فهي التي تتأسى بما كان عليه سلف هذه الأمة رضوان الله عليهم، فتتّبِع ولا تبتدع، وتقف حيث وقف الصحابة والتابعون لهم بإحسان. ولا شك في أنها أهل السنة والجماعة فإنهم أقل الفرق اختلافاً في أصول دينهم، وقد نالوا شرف الوسطية بين الفرق كلها؛ فهم وسط في باب الأسماء والصفات بين المعطلة والممثلة. ووسط في باب القدر بين المكذبين به والمحتجين به. ووسط في باب الأحكام بين الوعيدية والمرجئة. ووسط في باب الصحابة بين الغلاة والجفاة؛ لا يكفرون أحداً منهم، ولا يغلون في أحد، بل ينزلونهم منزلتهم التي أنزلهم الله.
المبحث الثالث: أدلتهم من أقوال أئمتهم:
تنسب الشيعة الإثنا عشرية إلى بعض أئمتهم القول بارتداد الصحابة، وهذه الأخبار وإن كانت آحاداً إلا أنها تقترن عندهم بدلائل عقلية- على حد قول المفيد - من وجوب الإمامة وصفات الأئمة؛ كالعصمة والعلم وغير ذلك( [٧٣٦] ).
والأئمة -عندهم- لا ينطقون بالكلام جزافاً، بل كل واحد يأخذ علمه عن الآخر، والكل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل؛ فقد روى المفيد بسنده إلى جعفر الصادق قال: إن حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، وحديث رسول الله قول الله عز وجل).( [٧٣٧] ).
وفيما يلي طائفة من أقول أئمتهم المعصومين - عندهم- وذات المصدر الواحد -على حد قولهم-:
١) الأقوال المنسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
- أ- من الأقوال المنسوبة إلى علي رضي الله عنه في ارتداد الصحابة: ما رواه سليم بن قيس عن علي قال: (إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أربعة) ( [٧٣٨] ). -ب- وكذا قوله: (فلم يوضع رسول الله في حفرته حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف) ( [٧٣٩] ). ويعني بالناس: الصحابة رضي الله عنهم-.
- ج- ما رواه المفيد بسنده إلى علي أنه قال: (ارتاب كثير من الناس بعد وفاة رسول الله) ( [٧٤٠] ).
- د- ما ذكره علي البحراني عن علي رضي الله عنه أنه قال: (حتى إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجع قوم على الأعقاب وغالتهم السبل) ( [٧٤١] ).
- هـ- ما ذكره النوري الطبرسي عن علي أنه قال مخاطباً شيعته: (واعلموا رحمكم الله أنما هلكت هذه الأمة وارتدت على أعقابها بعد نبيها بركوبها طريق من خلا من الأمم الماضية والقرون السالفة الذين آثروا عبادة الأوثان على طاعة أولياء الله عز وجل، وتقديمهم من يجهل على من يعلم) ( [٧٤٢] ).
وقال في موضع آخر: (لقد كانت قصتي معهم مثل قصة هارون مع بني إسرائيل) ( [٧٤٣] ).
- و- قول علي لمولاه قنبر( [٧٤٤] ): (يا قنبر أبشر، وبشّر،واستبشر فوالله لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على أمته ساخط إلا الشيعة) ( [٧٤٥] ).
وسبب سخطه في نظر الشيعة: عدول الصحابة عن مبايعة وصيه علي، ومبايعتهم لأبي بكر، وهذا يعتبر كفراً عندهم.
٢) الأقوال المنسوبة إلى محمد بن علي بن الحسين أبي جعفر الباقر:
- أ- ما ذكره هاشم البحراني عنه من أنه قال: (أصحاب محمد كفروا بعد موته) ( [٧٤٦] ).
- ب- ما أسنده الكليني والكشي وغيرهما إلى أبي جعفر أنه قال: (كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة) ( [٧٤٧] ).
- ج- وما أسنده الكشي إليه أنه قال: (ارتد الناس إلا ثلاثة نفر - وسئل عن عمار فقال: قد كان حاص حيصة ثم رجع( [٧٤٨] )، ثم قال إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شيءفالمقداد)( [٧٤٩] ).
- د- ما أسنده العياشي إلى أبي جعفر قال: (إن رسول الله لما قبض صار الناس أهل جاهلية إلا أربعة: علي والمقداد وسلمان وأبو ذر) ( [٧٥٠] ).
- هـ- ما أسنده الكليني إلى عبد الرحيم القصير( [٧٥١] ).
قال: قلت لأبي جعفر (ع) : (إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا. فقال: يا عبد الرحيم! إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أهل جاهلية) ( [٧٥٢] ).
- و- وذكر الطبرسي قصة طويلة حكاها الباقر في خبر غدير خم، وفيها قول أبي جعفر: (إن النبي صلى الله عليه وآله حج بالناس وبلغ من حج معه من أهل المدينة والأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون، على عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً الذين أخذ عليهم بيعة هارون، فنكثوا واتبعوا العجلوالسامري، وكان رسول الله أخذ عليهم البيعة لعلي عليه السلام بالخلافة على عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً الذين نكثوا واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلاً بمثل) ( [٧٥٣] )
- ز- ما أسنده الكشي إلى حمران( [٧٥٤] ).قال: قلت لأبي جعفر "ع" : (ما أقلنا! لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها! قال: فقال: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ قال: فقلت: بلى. قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا -وأشار بيده- ثلاثة) ( [٧٥٥] ).
٣) الأقوال المنسوبة إلى جعفر بن محمد الصادق:
- أ- ما رواه الكليني بإسناده إلى الصادق أنه أوجب الجنة لرجل اعتقد أن الصحابة ارتدوا إلا نفرا يسيراً، ومات على ذلك؛ فقد روى الكليني بسنده إلى معاوية بن وهب( [٧٥٦] )،قال: (خرجنا إلى مكة ومعنا شيخ متأله متعبد لا يعرف هذا الأمر يُتمّ الصلاة في الطريق، ومعه ابن أخ له مسلم، فمرض الشيخ فقلت لابن أخيه: لو عرضت هذا الأمر على عمك لعل الله أن يخلّصه. فقال كلّهم: دعوا الشيخ حتى يموت على حاله فإنه حسن الهيئة. فلم يصبر ابن أخيه حتى قال له: يا عم! إن الناس ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا نفراً يسيراً، وكان لعلي بن أبي طالب عليه السلام من الطاعة ما كان لرسول الله، وكان بعد رسول الله الحق والطاعة له. قال: فتنفس الشيخ وشهق وقال: أنا على هذا، وخرجت نفسه. فدخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فعرض علي بن السري( [٧٥٧] ). هذا الكلام على أبي عبد الله عليه السلام، فقال: هو رجل من أهل الجنة. قال له علي بن السري: إنه لم يعرف هذا الأمر غير ساعته تلك! قال: فتريدون منه ماذا؟ قد دخل والله الجنة)( [٧٥٨] ).
- ب- ما أسنده الكليني والكشي إلى الصادق، وفيه قوله لعبد الملك بن أعين( [٧٥٩] ): (إي والله يا ابن أعين! هلك الناس أجمعون. قال ابن أعين: من في الشرق ومن في الغرب؟ فقال له الصادق: إنها فتحت على الضلال، إي والله!ولكن إلا ثلاثة) ( [٧٦٠] )
- ج- ما أسنده الكشي إلى عبد الله بن زرارة( [٧٦١] ).قال: (قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام: إقرأ منيّ على والدك السلام...- إلى أن قال: - إن الناس بعد نبي الله صلى الله عليه وآله ركب الله بهم سنة من كان قبلكم فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا، فما من شيء عليه الناس اليوم إلا وهو محرف عما نزل به الوحي من عند الله) ( [٧٦٢] ).
- د- ما أسنده العياشي والصدوق إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قال: (إن الكبائر سبع فينا أنزلت ومنا استحلت، فأولها الشرك بالله العظيم، وقتل النفس...- إلى أن قال: فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل، وقال رسول الله فينا ما قال، فكذبوا الله ورسوله، وأشركوا بالله...إلخ ) ) ( [٧٦٣] )
ويشير بهذا إلى أن الصحابة أشركوا بالله لما تركوا بيعة علي رضي الله عنه وبايعوا غيره، كما يدل على ذلك تأويلهم لقول الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) [النساء:٤٨] ، وقولهسبحانه: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )) [الكهف:١١٠] ؛ حيث إنهم نقلوا عن أئمتهم تفسير الإشراك بولاية علي)( [٧٦٤] ).
٣) قول موسى بن جعفر الكاظم:
أسند الكشي إلى أبي الحسن موسى بن جعفر أنه قال: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواريو( [٧٦٥] ) محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد، ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر)( [٧٦٦] ).
وهذا يدل بمفهومه على ارتداد الصحابة عدا هؤلاء الثلاثة؛ إذ يفهم منه أن باقي الصحابة قد نقضوا العهد ولم يمضوا عليه.
هذا بعض ما وقفت عليه من أقوال نسبوها إلى أئمتهم في ارتداد الصحابة رضي الله عنهم.. وهناك أقوال نسبوها لبعض الصحابة الذين يعدونهم من شيعة علي سأذكر بعضاً منها.
- ما روي عن بعض الصحابة في هذا المعنى:
[١] قول سلمان الفارسي:
روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه أن سلمان خطب الناسبعد بيعة أبي بكر، وأنكر عليهم الانحراف عن مبايعة علي، ومما قاله: (... فوالله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا، فما بال القوم؟ أحسداً وقد حسد قابيل هابيل، أو كفراً فقد ارتدت أمة موسى بن عمران، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل) ( [٧٦٧] )( [٧٦٨] ).
[٢] - قول حذيفة بن اليمان:
ذكر عنه أنه قال: (انقلب أصحاب رسول الله أجمعون) ( [٧٦٩] ).
[
٣] - قول عبد الله بن عباس:
روى سليم بن قيس عن عبد الله بن عباس أنه قال: (توفي رسول الله صلى الله عليه وآله يوم توفي فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف) ( [٧٧٠] ).
[٤] - قول أبي بن كعب:
ذكر عنه أنه قال: (ما زالت هذه الأمة مكبوبة على وجهها منذ يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله) ( [٧٧١] ).
[٥] - قول عبد الله بن جعفر بن أبي طالب( [٧٧٢] ):
ذكر عنه أنه قال: (إن الصحابة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله تفرقوا وتحاسدوا وخالفوا إمامهم، ورجعالآخرون على أدبارهم القهقرى) ( [٧٧٣] ).
مناقشة هذه الأقوال:
هذه الأقوال التي رواها الشيعة في كتبهم ونسبوها إلى أئمتهم، ونسبتها إليهم لا تثبت بأسانيد صحيحة ألبتة، بل هي أسانيد موضوعة وباطلة في الموازين النقدية؛ إذ أن هذه الأسانيد عمدتها رواتهم، وهم الذين زكوهم وأثنوا عليهم.
أضف إلى هذا: وجود التناقض الكبير بين هذه الأقوال وبين أقوال أخرى نسبوها إلى أئمتهم.
فقد ذكر الكثير من مصنفيهم أخبار تناقض هذه الأقوال منهم من أسندها ومنهم من لم يسندها... ومن ذلك:
- ما أسنده الثقفي إلى علي رضي الله عنه من القول بأنه بايع أبا بكر رضي الله عنه خشية أن يرتد الناس أو يرى في الإسلام هدماً أو ثلماً، فقال في إحدى خطبه يصف حاله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فما راعني إلا إنثيال الناس على أبي بكر وإجفالهم ليبايعوه فأمسكت يدي ورأيت أني أحق بمقام محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الناس ممن تولى الأمر من بعده، فلبثت بذاك ما شاء الله حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الإسلام تدعوا إلى محق دين الله وملة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً وهدماً يكون المصاب بهما عليَّ أعظم من فوت ولاية أموركم) ( [٧٧٤] ).
وقد عنى بالراجعة التي رجعت عن الإسلام من ارتد من قبائل العرب أمثال بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب وأشباههم.. وبذا قال عبد الزهراء الخطيب( [٧٧٥] )- الشيعي-.
وعنى بأهل الإسلام في قوله: (فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله..) : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويؤكد ذلك الرواية الأخرى عن أبي عبد الله الصادق، وفيها قوله: (لما ارتدت العرب مشى عثمان إلى علي عليه السلام فقال: يا ابن عم! إنه لا يخرج أحدٌ إلى قتال هؤلاء وأنت لم تبايع، ولم يزل به حتى مشى إلى أبي بكر فسُرّ المسلمون بذلك، وجَدّ الناس في قتالهم) ( [٧٧٦] ).
وقال علي في موضع آخر أسنده إليه كلّ من ابن رستم الطبري والمفيد وغيرهما بألفاظ متقاربة، وهذا لفظ ابن رستم: (أما حقي فقد تركته مخافة ارتداد الناس عن دينهم) ( [٧٧٧] ).
وقد ذكر هذا لفاطمة رضي الله عنها: حين لامته على قعوده وأطالت تعنيفه وهو ساكت حتى أذّن المؤذن، فلما بلغ إلى قوله: (أشهد أن محمداً رسول الله) قال لها: (أتحبين أن تزول هذه الدعوة من الدنيا؟ قالت: لا. قال: فهو ما أقول لك) ( [٧٧٨] ).
بل إن كثيراً من مصنفيهم أكّدوا في كتبهم: (أن المانع لعلي عن المطالبة بحقّه وقتال القوم: اتقاء الفتنة في زمان عدم استقرار الدين وخشية ارتداد القوم وزوال الإسلام) ( [٧٧٩] ).
وهذا مروي عن أبي جعفر الباقر وعن جعفر الصادق.( [٧٨٠] ).
وقد جزم المرتضى بهذا وأكّد أن الشيعة لا تقتصر في هذا الباب على التجويز، بل تروي روايات كثيرة أن النبي عهد إلى أمير المؤمنين (ع) بذلك وأخبره أن القوم يدفعونه عن الأمر ويغلبونه عليه، وأنه متى نازعهم فيه أدى ذلك إلى الردة.( [٧٨١] ).
فإذا كان الناس قد ارتدوا إلا ثلاثة كما هو الراجح عندهم فما معنى الخوف من ردة الناس إلى الكفر؟.
إن معنى كلام علي رضي الله عنه يدل دلالة واضحة على عدم ارتداد الصحابة، بخلاف الكلام المنقول عنه في ارتدادهم، وهذا تناقض صريح لا يليق بصحابي جليل فضلاً عن كونه معصوماً -حسب زعمهم-، ولابد أن يكون أحد القولين كذباً، وإن كان القولان كلاهما كذب عند أهل السنة، وليس الكذب من علي رضي الله عنه فإنه كان اتقى لله من أن يتعمد الكذب، وإنما هو من نقلة الأخبار الذين كذبوا ووضعوا الأحاديث التي توافقبدعهم الضالة على لسان أهل البيت.
وهؤلاء الرواة وإن كان قد نقل فيهم بعض علماء الشيعة توثيقاً، إلا أن المتتبع لكتب الرجال عندهم يجد أن كثيراً منهم قد ورد ذمهم ولعنهم من بعض الأئمة، وقد وقفت على عشرات الرواة-ممن يعدهم الشيعة من كبار رواتهم، ومن المكثرين عن الأئمة، وكلهم قد ورد فيهم تكذيب وذم من بعض أئمتهم، وهذا التناقض في الرواة موجود في كتب القوم أنفسهم، وسأكتفي بذكر بعضهم:
١- جابر بن يزيد الجعفي: يعد أحد كبار علماء الشيعة، كان يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتقصهم( [٧٨٢] )، أثنى عليه جمع من علماء الشيعة، وعدوه من المكثرين من الرواية عن أبي جعفر الباقر، وممن أثنى عليه: الحر العاملي حيث قال: (روى سبعين ألف حديث عن الباقر عليه السلام، وروى مائة وأربعين ألف حديث، والظاهر أنه ما روى أحد بطريق المشافهة عن الأئمة عليهم السلام أكثر مما روى جابر، فيكون عظيم المنزلة عندهم لقولهم عليهم السلام: (اعرفوا منازل الرجال منا على قدر روايتهم عنا) ( [٧٨٣] ).
ورغم هذه الكثرة الكاثرة من الروايات التي رواها عن الباقر، فإنه لم يلتق بالباقر إلا مرة واحدة، ولم يلتق بالصادق أبداً- على حد قول الصادق نفسه( [٧٨٤] ).، أضف إلى هذا أنه لعن على لسان الصادق نفسه( [٧٨٥] ).
٢- هشام بن الحكم: أول من عرف عنه في الإسلام أنه قال: إن الله جسم( [٧٨٦] )، وكان يزعم أن ربه طوله سبعة أشبار بشبر نفسه( [٧٨٧] ) - تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا-.
ورغم معتقده الفاسد هذا وغيره من معتقداته الفاسدة فقد أنزله الشيعة منزلة جيدة من أنفسهم، وعدوه رأسا من رؤوسهم يرجع إليه عند الاحتجاج إلى رأيه( [٧٨٨] )، ورواية من رواتهم يساهم معهم في نقل تراث آل البيت إلى الأجيال اللاحقة( [٧٨٩] ).
هذا مع أن موسى الكاظم دعا عليه. وتبرأ منه ومن عقيدته( [٧٩٠] ) وأنكر عليه جعفر الصادق معتقده هذا( [٧٩١] )، واعتبره أبو الحسن علي بن موسى الرضا من قول الشيطان، ونهى شيعته عنه وتبرأ منه( [٧٩٢] )
فلست أدري كيف استجاز الشيعة الرواية عن أمثال هؤلاء، وقد قال فيهم أئمتهم ما قالوا؟
٣- زرارة بن أعين:
وهو ممن أجمع علماء الجرح والتعديل عند الشيعة الإثني عشرية على توثيقه( [٧٩٣] ).
وبلغ عدد مروياته عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق وحدهما: ألفين وأربع وتسعين رواية( [٧٩٤] ). في الكتب الأربعة وحدها( [٧٩٥] ).
وقد أنزلوه هذه المنزلة بالرغم من استهزائه بأئمتهم، وبالرغم من ذم الأئمة له.. ومن عبارات الذم التي قالوها فيه: قول الصادق: (زرارة شر من اليهود والنصارى) ( [٧٩٦] ).وقوله: (لعن الله زرارة) ( [٧٩٧] )، وقوله عن الذي يرويه زرارة: (ليس من ديني ولا من دين آبائي) ( [٧٩٨] )وقوله عنه: (هذا زرارة بن أعين، هذا والله من الذين وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز وقال: (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً )) [الفرقان:٢٣] ( [٧٩٩] ) ، وقوله عنه: (لا يموت زرارة إلا تائها) ( [٨٠٠] ).
لذلك فإن زرارة كان لا يحب الصادق، وكان يستهزئ بهوبقوله( [٨٠١] )، وما ذلك إلا لأنه فضحه وأخرج مخازيه على حد قول بعض الشيعة( [٨٠٢] ).
فالعجب من إنزال هذا الشخص هذه المنزلة، وعده من المكثرين من الرواية- وخاصة في الكتب الأربعة عندهم مع كثرة ما ورد من ذم الصادق له.
وهناك كثير جداً من الرواة المذمومين الذين يعتبرون عمدة الروايات الشيعية، ولا يتسع المجال لذكرهم( [٨٠٣] ).
ولقد شكا الأئمة من كثرة الكذب عليهم، وعلى رأسهم الصادق الذي قال: (إنا أهل بيت صادقون لا نخلوا من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا - بكذبه علينا- عند الناس) ( [٨٠٤] ).
قال ابن بابويه القمي الملقب بـ(الصدوق) وهو من كبار علمائهم: (إن اختلاف الإمامية إنما هو من قبل كذابين دلسوا أنفسهم فيهم في الوقت بعد الوقت، والزمان بعد الزمان حتى عظم البلاء، وكان أسلافهم قوم يرجعون إلى ورع واجتهاد وسلامة ناحية، ولم يكونوا أصحاب نظر وتمييز، فكانوا إذا رأوا رجلاً مستوراً يروي خبراً أحسنوا به الظن وقبلوه، فلما كثر هذا وظهر شكوا إلى أئمتهم، فأمرهم الأئمة عليهم السلام أن يأخذوا بما يجمع عليه، فلم يفعلوا، وجروا على عادتهم، فكانت الخيانة من قبلهم لا من قبل أئمتهم، والإمام أيضاً لم يقف على كل هذه التخاليط التي رويت لأنه لا يعلم الغيب، وإنما هو عبد صالح يعلم الكتاب والسنة، ويعلم من أخبار شيعته ما ينهى إليه..) ( [٨٠٥] ).
فهذا القول من الصدوق يدلك على عدم اهتمام القوم بصحة الخبر أو ضعفه، وإنما يأخذون عن كل من هبّ ودبّ دون نظر إلى إسناد هذا الخبر؛ فهم قوم لا يهتمون بالإسناد الذي هو من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك أشبهوا اليهود والنصارى، قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: (الإسناد من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء) ( [٨٠٦] ).
ولعدم اهتمام أولئك القوم بالإسناد تضاربت أقوال الأئمة المعصومين عندهم فأخذوا منها ما يوافق أهواءهم ونبذوا ما عداه وراء ظهورهم.
ولا ريب في كذب نقولاتهم عن أئمتهم دعوى ارتداد الصحابة لوجود ما يعارضها من أقوال أئمتهم أنفسهم، بل ولتضافر الروايات عنهم بالثناء على الصحابة ومدحهم.
ومن القواعد التي قعدها الحر العاملي وغيره من علماء الشيعة الإثني عشرية في علوم الحديث ولم يعملوا بها: وجوب عرض الحديثين المختلفين على القرآن وقبول ما وافقه خاصة( [٨٠٧] ).
وقال جعفر السبحاني -وهو من الشيعة المعاصرين-: لقد بين أئمة الشيعة المعصومون (ع) معياراً خاصاً لمعرفة الصحيح من الأحاديث وتمييزه عن غير الصحيح، وأمرونا بأن نميّز صحاح الأحاديث على ضوء هذه المعايير، وهذا المعيار هو: اعتماد ما يوافق الحديث للقرآن وطرح ما يخالفه.( [٨٠٨] ).
ولقد أسند الكليني إلى الصادق قوله: (كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لم يوافق كتاب الله فهو زخرف) ( [٨٠٩] )
وبعرضنا لهذه الأقوال المتضاربة على كتاب الله نطرح المكذوب منها، وهي دعواهم ارتداد الصحابة، وذلك لكونها تعارض النصوص القرآنية الكثيرة التي أثنى الله عز وجل من خلالها على الصحابة رضي الله عنهم، وبين فضلهم، وأخبر بأنه قد رضي عنهم، وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل؛ قال تعالى: (( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:٨-١٠] .
المبحث الرابع: استدلالهم العقلي بالنظر إلى أحوال الصحابة على ارتدادهم:
( [٨١٠] )
يستدل الشيعة الإثنا عشرية على ارتداد الصحابة بأدلة عقلية يرون أنها تسوغ الارتداد وتجيزه، ويرون أن أحوال الصحابة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته خير شاهد ودليل على إمكانية ردتهم، ومن هذه الأحوال:
١- ما ادعوه من نفاق الصحابة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تألّف الرسول لهم مستدلين بقوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ )) [التوبة:٧٣] ، حيث قالوا: إنها لم تنزل هكذا، وإنما نزلت: جاهد الكفار بالمنافقين؛ قال علي بن إبراهيم معقباً على هذه الدعوى: (لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يجاهد المنافقين بالسيف) ( [٨١١] ). وقال الطبرسي: (روي في قراءة أهل البيت عليهم السلام: (جاهد الكفار بالمنافقين) ، قالوا عليهم السلام: (لأن النبي لم يكن يقاتل المنافقين، وإنما كان يتألفهم، لأن المنافقين لا يظهرون الكفر، وعلمُ اللهتعالى بكفرهم لا يبيح قتلهم إذا كانوا يظهرون الإيمان) ( [٨١٢] )
ومثّل الكركي والكاشاني للمنافقين بـ(عمر بن الخطاب، وغيره) وقالا: (إنما يعلم حالهم بتتبع أقوالهم وأفعالهم) ( [٨١٣] ).
وقال التستري عن الصحابة: (إنهم لم يسلموا، بل استسلم الكثير رغبة في جاه رسول الله.... إنهم داموا مجبولين على توشح النفاق وترشح الشقاق) ( [٨١٤] ).
وقال القمي وغيره في معرض حديثهم عن الصحابة في غزوة الأحزاب: (ولم يبق أحد من أصحاب رسول الله إلا نافق إلا القليل) ( [٨١٥] ).
أما حسن الشيرازي -وهو من الشيعة المعاصرين- فقد أكد نفاق أكثر الصحابة، وتساءل عن سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين ليكونوا في صفوف المسلمين؟ ثم أجاب بقوله: (إنه لم يكن من صالح النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ فجر الإسلام أن يقبل المخلصين فقط ويرفض المنافقين، وإنما كان عليه أن يكدس جميع خامات الجاهلية ليسيّج بها الإسلام عن القوى الموضعية والعالمية التيتظاهرت ضده، فكان يهتف: «قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا»،... إلى أن يقول: ولم يكن للنبي أن يرفضهم، وإلا لبقي هو وعلي وسلمان وأبو ذر والعدد القليل من الصفوة المنتجبين.( [٨١٦] )، ثم يسترسل فيقول: (غير أنهم تكاثروا مع الأيام، وعلى إثر كثرتهم استطاع رؤوس النفاق أن يتسللوا إلى المراكز القيادية، فخبطوا في الإسلام خبطاً ذريعا كاد أن يفارق واقع، لولا أن تداركه بطله العظيم علي بن أبي طالب عليه السلام...) ( [٨١٧] ).
وقال المامقاني: (إن من المعلوم بالضرورة بنص الآيات الكريمة وجود الفسّاق والمنافقين في الصحابة، بل كثرتهم فيهم، وعروض الفسق، بل الارتداد لجمع منهم في حياته، ولآخرين بعد وفاته...) ( [٨١٨] ).
إلى آخر ما قالوه في ذلك.
المناقشة:
إن استدلالهم بقول الله تعالى: (( جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ )) على نفاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم زاعمين أن الآية إنما نزلت: (جاهد الكفار بالمنافقين) لا يسلّم لهم؛ لأن هذه القراءة ليست من القراءات المعروفة. قال الألوسي: (وروي، والعهدة على الرواي أن قراءة أهل البيت رضي الله تعالى عنهم (جاهد الكفار بالمنافقين) ، والظاهر إنها لم تثبت، ولم يروها إلا الشيعة، وهم بيت الكذب.( [٨١٩] ).
أما قول القمي وغيره: (إن النبي صلى الله عليه وآله لم يجاهد المنافقين بالسيف) ، فمردود بما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قوله: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف- وذكر منها- قتال المنافقين) ( [٨٢٠] ).
وجهاد المنافقين ليس قاصراً على الجهاد بالسيف، فالجهاد على مراتب، منها الجهاد باللسان؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: (فأمره الله بجهاد الكفار بالسيف، والمنافقين باللسان، وأذهب الرفق عنهم) ( [٨٢١] )-فدل على أن جهاد المنافقين يكون أيضاً بغير السيف- ونحو هذا الأثر مروي عن الحسن البصري والضحاك وغيرهما( [٨٢٢] ).
والله سبحانه وتعال وصف المنافقين بأوصاف منها: قيامهم إلى الصلاة وهم كسالى، ومنها مراءاة الناس، وقلة الذكر لله عز وجل، وغير ذلك؛ قال تعالى: (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً )) [النساء:١٤٢] ، وقد نقل الشيعة عن أئمتهم من صفة الصحابة رضي الله عنهم ما يناقض هذا الصفات، منها خطاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمن كان في جيشه يصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه قوله: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحداً يشبههم منكم؛ لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجّداً وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزىمن طول سجودهم،وإذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء للثواب) ( [٨٢٣] ).
ومنها ما أسنده الصدوق إلى جعفر الصادق قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أثنى عشر ألفاً؛ ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير) ( [٨٢٤] ).
وأما قول التستري: (إنهم لم يسلموا، بل استسلم الكثير منهم رغبة في جاه رسول الله) فينقضه حال رسول الله صلى الله عليه وأصحابه ومعيشتهم، حتى إن رسول الله كان يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال وما يوقد في بيته نار موقد، وكذلك أصحابه كانوا يشدون الصخر على بطونهم من شدة الجوع، ولم يكن لأحدهم من الثياب إلا ثوباً واحداً؛ قال علي بن الحسين رضي الله عنهما: (ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله ولا لأصحابه إلا ثوباً ثوباً) ( [٨٢٥] ).
٢- ما ادعوه من عدم خضوع الصحابة للنصوص المتعلقة بشؤون السياسة:
ويشيرون بذلك إلى سبب ارتداد الصحابة -عندهم-، وهو تركهم مبايعة علي رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث زعموا أن الرسول نص عليه وأمر الأمة بمبايعته؛ قال النوري الطبرسي: [والحاصل أن من وقف علىشطر قليل من حال القوم وكيفية تواطئهم على إطفاء الحق وسترهم ما هو أحق بالنشر مما ذكر، كيف يستغرب منهم ذلك وما ورد في ارتدادهم ورجوعهم إلى قواعد الجاهلية أكثر من أن تخفى] ( [٨٢٦] ) .
وقد نص الموسوي صراحة على عدم التزام الصحابة بالأوامر النبوية المتعلقة بالسياسة وشؤون الدولة والحكم، وزعم أنهم كانوا يفرقون بينها وبين التي تتعلق بأمور الدين وشؤون الحياة، فقال: (إنهم كانوا يفرقون بين النصوص الشرعية ويقسمونها إلى قسمين: قسم يتعلق بأمور الدين وشؤون الحياة، وهذه كانوا يتعبدون بها ويلتزمونها. وقسم يتعلق بالسياسة وشؤون الدولة والحكم، فلا يتعبدون بها ولا يلتزمونها، ولهذا لم يلتزموا بالنص الثابت على إمامة علي لأنها من هذا القبيل) ( [٨٢٧] ).
وزعم التستري أن امتناع الصحابة عن الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتهاونهم في أمره وإعراضهم عن مطالبه يجعل أمر ارتدادهم ممكناً( [٨٢٨] ).
والردّ على هذه التهم لا يحتاج إلى كبير عناء، وكثير كلام؛ لأنها تهم باطلة لا أصل لها عند أهل العلم، ولا مكان لها في كتاب معتبر عند العلماء، بل هي جملة اتهامات أطلقها الشيعة أملتها عليهم عقيدتهم في الصحابة الذين شهد لهم القرآن وشهدت لهم السنة بالإيمان والخيرية.
والصحابة الذين قتلوا آباءهم وأبناءهم المشركين في سبيل الدين، وامتثالاً لأمر الله وأمر رسوله لما أمرهم بعدم مودتهم، وما زادهم ذلك إلا إيماناً وتسليماً( [٨٢٩] )، يمتثلون أيضاً أوامر ربهم وأوامر رسولهم في كل حال. ولو نص الرسول صلى الله عليه وسلم على خلافة علي لبايعه الصحابة أول الناس، ولكن لم يثبت النص على إمامة علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبداً. فعلم أن الصحابة لم يتجاوزوا النصوص المتعلقة بأمور السياسة كما زعم ذلك الشيعة.
٣- ما ادعوه من أنّ فرار الصحابة من مغازي رسول الله يجعل أمر ارتدادهم ممكناً:
قالوا: إن الصحابة إلا القليل منهم خذلوا النبي في غزواته وتفرقوا عنه وأسلموه إلى القتل؛ قال ابن طاوس: (إن أكثر أصحاب نبيهم( [٨٣٠] ) خالفوه في حياته في حال الشدة وزمان الرخاء، أما الشدة فإنهم فارقوه في غزوات جماعةً، وخذلوه واختاروا أنفسهم عليه، فمنها غزاة حنين وأحد وخيبر وغيرهن، وقد تضمن كتابهم( [٨٣١] ): (( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ )) [التوبة:٢٥] ( [٨٣٢] ) .
أما الزنجاني فقد صرح: (أن الصحابة كلهم أسلموا رسول الله إلى القتل إلا نفراً يسيراً) ( [٨٣٣] ). وهذا الفرار يجعل أمر ارتدادهم ممكنا- على حد قول التستري( [٨٣٤] ).
المناقشة:
إن الفرار من المعركة لم يحدث من جميع الصحابة الذين يزعم الإثنا عشرية أنهم ارتدوا، وقد ثبت أن الذين لم يفروا ولزموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين كانوا قرابة المائة، وقيل: ثمانون، وكان على رأسهم أبو بكر وعمر وعلي والعباس وغيرهم( [٨٣٥] )، وكذلك الحال في غزوة أحد، وقد أقر الشيعة أنفسهم بذلك( [٨٣٦] ).
والله سبحانه حين عاتب بعض الصحابة على فرارهم ختم آيات العتاب التربوي على الفرار بذكر عفوه عنهم منّةً منه وفضلاً، وتجاوزاً عن ضعفهم البشري الذي لم تصاحبه نيّة سيئة ولا إصرار على الخطيئة قال تعالى في شأن من فر من معركة أحد: (( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ )) [آل عمران:١٥٥] ، وقال في حنين: (( ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [التوبة:٢٧] .
وليس بعد عفو الله ومغفرته ورحمته مكان للحديث عن الفرارالذي تابوا منه وندموا عليه فتاب الله عليهم، وعفو الله تعالى يمحو الذنوب مهما عظمت.
وإن من أبلغ الآيات التي نزلت محذرة المسلمين من التولي يوم الزحف قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) [الأنفال:١٥-١٦] ، قال جمهور أهل السنة إن هذا الوعيد خاص بيوم بدر، ولم يفر أحد من الصحابة يومئذ( [٨٣٧] )، ووافق الطبرسي الشيعي أهل السنة على هذا التفسير فقال: (وأكثر المفسرين على أن هذا الوعيد خاص بيوم بدر خاصة، ولم يكن لهم يومئذ أن ينحازوا إلى فئة لأنه لم يكن يومئذ في الأرض فئة للمسلمين، فأما بعد ذلك فإن المسلمين بعضهم فئة لبعض) ( [٨٣٨] ).
٤- ما ادعوه من أن سوء أدب الصحابة مع النبي، وعدم سماعهم لخطبته يوم الجمعة، وخروجهم للتجارة واللهو الباطل يجعل أمر ارتدادهم ممكناً( [٨٣٩] ).
قال ابن طاوس: وأما مخالفة أصحابه له في الرخاء والأمن: فقد تضمن كتابهم ذلك، فقال: (( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) [الجمعة:١١] فكان كما روي إذا سمعوا بوصول تجارة تركوا الصلاة معه، والحياء منه، ولم يلتفتوا إلى حرمة ربهم ولا حرمة نبيهم ولا صلاتهم معه، وباعوا ذلك كله بمشاهدة تجارة أو طمع في مكسب منها، فكيف يستبعد من هؤلاء أن يخالفوا بعد وفاته في طلب الملك والخلافة والجاه والمال، وقد انقطعت مشاهدته لهم وحياؤهم منه. إن استبعاد مخالفتهم له من عجائب الأمور وطرائف الدهور.( [٨٤٠] ).
المناقشة:
إن الخروج من المسجد، وعدم سماع الخطبة لم يحصل من جميع الصحابة الذين يزعم الإثنا عشرية أنهم ارتدوا؛ فقد ثبت أن أبا بكر وعمر وغيرهما بقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يفارقوه وقت الخطبة؛ ففي الصحيحين- واللفظ لمسلم- عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: «بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يوم الجمعة، إذ قدمت عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فيهم أبو بكر وعمر. قال: ونزلت هذه الآية: (( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا )) [الجمعة:١١] »( [٨٤١] )
وهذا الحديث من مناقب أبي بكر وعمر، وهو حجة على الشيعة. أما الصحابة الذين انفضوا فقد كان ذلك منهم عقب الصلاة؛ إذ كانت الخطبة وقتها بعد الصلاة كما رجح ذلك غير واحد منأهل العلم( [٨٤٢] ).
وروى أبو داود بسند رجاله ثقات إلى مقاتل بن حيان( [٨٤٣] ) أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم التي انفضوا عنها إنما كانت بعد صلاة الجمعة( [٨٤٤] )؛ قال النووي رحمه الله: (قال القاضي: وذكر أبو داود في مراسيله أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم هذه التي انفضوا عنها إنما كانت بعد صلاة الجمعة، وظنوا أنه لا شيء عليهم في الانفضاض عن الخطبة، وأنه قبل هذه القضية إنما كان يصلي قبل الخطبة، قال القاضي: هذا أشبه بحال الصحابة والمظنون بهم أنهم ما كانوا يدَعوْن الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنهم ظنوا جواز الانصراف بعد انقضاء الصلاة) ( [٨٤٥] ).
وهذا الانصراف لا يقدح في الصحابة رضي الله عنهم، فهم ليسوا معصومين عن ارتكاب الذنوب، وقد ندموا على ذلك وتابوا فتاب الله عليهم، وأخبر بتوبته عليهم ورضاه عنهم لما اتبعوا نبيهم في غزوة تبوك في قوله: (( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ )) [التوبة:١١٧] .
وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل.
المبحث الخامس: سبب ارتداد الصحابة في نظر الإثني عشرية:
تعتبر الولاية( [٨٤٦] ). عند الشيعة الإثني عشرية من أهم أصول الدين.
ولعظم شأنها عرضت على الخلائق وهم في الذر كما عرض التوحيد. وأخذ الميثاق عليهم بقبولها، فمنهم من أخذها، ومنهم من ردها؛ فقد روى عدد من علماء الشيعة في مصنفاتهم بأسانيدهم إلى أبي جعفر الباقر أنه قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين عليه السلام: أنت الذي احتج الله بك على الخلائق حين أقامهم أشباحاً عند ابتدائهم، ثم قال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى. قال: ومحمد نبيكم؟ قالوا: بلى. قال: وعلي وليكم؟ قال: فأبى الخلق عن ولايتك والإقرار بفضلك إلا قليل منهم) ( [٨٤٧] ).، وفي رواية عن أبي عبد الله الصادق قال: (فقالوا: نعم! ربنا أقررنا) ( [٨٤٨] )،والولاية بعث لأجلها الأنبياء، ونزلت في الكتب( [٨٤٩] )، وكلف بها جميع الأمم؛ روى الصفار بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: «رأيت رسول الله وسمعته يقول: يا علي! ما بعث الله نبياً إلا ودعاه إلى ولايتك طائعاً أو كارها»( [٨٥٠] ).
بل إن سبب عقوبات الأنبياء في الدنيا -كالتقام الحوت ليونس عليه السلام- هو امتناعهم عن ولاية علي وذريته( [٨٥١] ). وما سمّي أولوا العزم من الرسل بهذا الاسم إلا لأنهم شهدوا وأقروا بالولاية ولم يجحدوها. أما آدم عليه السلام فإنه لم يجحد ولم يقر، فلم يكن له عزم على الإقرار، وهو قول الله تعالى: (( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً )) [طه:١١٥] ؛ فقد روى الصفار بسنده إلى أبي جعفر الباقر في تفسيره هذه الآية قال: (عهد إليه في محمد والأئمة من بعده فترك، ولم يكن له عزم فيهم أنهم هكذا...) ( [٨٥٢] ).
ويعتقد الإثنا عشرية أيضاً أن الله عز وجل عقد الولاية لعلي وذريته فوق العرش، وأشهد على ذلك ملائكته: (أن علياً خليفة الله، وحجة الله، وأنه إمام المسلمين) ( [٨٥٣] ).
فالولاية - في معتقدهم- فرضت في السماء، ففرحت واستبشرت بها ملائكة السماء( [٨٥٤] ).، ثم نزلت في كتاب مسجل من عند الله( [٨٥٥] ). على محمد صلى الله عليه وسلم لينفذها، وأشهد الله على نبيه ملائكته أنه يقوم بتنفيذها( [٨٥٦] ).
ونزلت في يوم عرفة، وهي آخر فريضة أنزلت -كما زعموا-، فقد روى الكليني بسنده إلى أبي عبد الله الصادق قال: «لمانزل رسول الله صلى الله عليه وآله عرفات يوم الجمعة أتاه جبرائيل عليه السلام فقال له: يا محمد! إن الله يقرئك السلام ويقول لك: قل لأمتك: اليوم أكملت لكم دينكم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا، ولست أنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج، وهي الخامسة، ولست أقبل هذه الأربعة إلا بها»( [٨٥٧] ). وروي عن الباقر نحوه( [٨٥٨] ).
ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزول الولاية، وقال: «الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي»( [٨٥٩] ).
لكنه خاف- على حد زعمهم- أن يبلغها إلى الصحابة وضاق بها ذرعاً، واشتد عليه أن يقوم بذلك كراهية فساد قلوبهم، وقد استعفى ثلاثاً من ربه فلم يعفه، وخاف أن يقتله الناس فبشّره الله بالعصمة منهم، وأنزل الله عليه: (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ )) [المائدة:٦٧] فذهب عنه خوفه( [٨٦٠] ).
فعند ذلك قام فيهم مقاماً نص على علي فيه نصاً جلياً بأنه الإمام والخليفة بعده بقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه»( [٨٦١] ) وقوله: «سلموا على علي بإمرة المؤمنين»( [٨٦٢] )، وأقوال أخرى ذكرها الشيعة في مصنفاتهم( [٨٦٣] )ويعتقد الشيعة أن الصحابة يوم الغدير سلموا على علي بن أبي طالب بإمرة المؤمنين.( [٨٦٤] ).
والشيعة يزعمون أن الله أنزل على الصحابة آيات طلب فيها منهم التمسك بولاية علي والدخول فيها والمحافظة عليها( [٨٦٥] )، وبين لهم أهميتها ومكانتها من الدين( [٨٦٦] )، وأنها مماسيسألون عنها يوم القيامة( [٨٦٧] )، وطلب منهم أن يوفوا بماأخذ عليهم من العهود والمواثيق من أجلها( [٨٦٨] ). بيد أن الصحابة أنكروا هذه الولاية بعد معرفتهم لها- على حد قولالشيعة الإثني عشرية( [٨٦٩] ) وظهر منهم ما كانوا يضمرون في أنفسهم من عداوة علي( [٨٧٠] ). وطلبوا من رسول الله أن يشرك معه غيره، أو يبدل به آخر، لكن الله حذر رسوله من ذلك( [٨٧١] ).
وبين له أن الإشراك في علي أمر لا يغفره الله أبداً( [٨٧٢] ).
والشيعة يرون كفر من حل عقدة الإمامة التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي -على حد قولهم-، وطبقاً لما استدلوا به من الروايات المنقولة عن أئمتهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر وأنذر من حلّها، إلا أنه رغم ذلك عُصِيَ أمره، فكفر من عصى أمره في ذلك.
قال الطوسي: (دفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر( [٨٧٣] )؛ لأن الجهل بهما على حد واحد، وقد روي عن النبي صلى اللهعليه وآله أنه قال: «من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» وميتة الجاهلية لا تكون إلا على كفر)( [٨٧٤] ).
وقد أجمع الشيعة على أن من ينكر هذه الدعامة يعتبر مرتداً( [٨٧٥] ).؛ فقد اعتبروها إحدى الدعائم التي بُني عليها الإسلام، بل وأفضلهن( [٨٧٦] )؛ فقد أسند الكليني وغيره إلى أبي جعفر الباقر قوله: (بني الإسلام على خمس: الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير) ( [٨٧٧] ).
وأسند عدد من مصنفي الشيعة إلى جعفر الصادق: (إن عيسى بن السري( [٨٧٨] )، قال: قلت لأبي عبد الله (ع) ( [٨٧٩] ): أخبرني عن دعائمالإسلام التي بني عليها، لا يسع أحداً من الناس التقصير في معرفة شيء منها، التي من قصر عن شيء منها فسر عليه دينه ولم يقبل منه علمه، ولم يضيق ما هو فيه بجهل شيء جهله؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان برسوله، والإقرار بما جاء من عند الله، والزكاة، والولاية التي أمر الله بها؛ ولاية محمد. قلت: هل في الولاية شيء دون شيء؟ قال: قول الله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )) [النساء:٥٩] ، فكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)( [٨٨٠] ).
وأسند الحميري إلى موسى الكاظم قوله: (ما وكّد الله على العباد في شيء مثل ما وكّد عليهم بالإقرار بالإمامة، وما جحد العباد شيئاً مثلما( [٨٨١] ) جحدوها)( [٨٨٢] ).
أما الحسن العسكري فقد أسند إليه الصدوق قوله: (إن الله تعالى بمنّه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض ولم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه إليكم لا إله إلا هو ليميز الخبيث من الطيب... ففرض عليكم الحج والعمرة،وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، والولاية، وجعل لكم باباً لتفتحوا به أبواب الفرائض، ومفتاحاً إلى سبيله، ولولا محمد والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضاً من الفرائض...) ( [٨٨٣] ).
والشيعة -كما مرّ- يرون أن الصحابة جحدوا ولاية علي بن أبي طالب( [٨٨٤] ). التي افترضها الله عليهم( [٨٨٥] ). والتي بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها( [٨٨٦] ) فكان ذلك هو سبب أرتدادهم وكفرهم -في نظر الشيعة -؛ فعن أبي هارون العبدي( [٨٨٧] )قال: كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره، حتى جلست إلى أبي سعيد فسمعته يقول: أُمِرَ الناس بخمس، فعملوا بأربعة وتركوا واحدة. فقال له رجل: يا أبا سعيد! وما هذه الأربعة التي عملوا بها؟ قال: الصلاة والزكاة والحج والصوم. فقال: وما الواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب. قال: وإنها لمفترضة معهن؟ قال: نعم. قال: قد كفر الناس؟ قال: إذا كفر الناس فما ذنبي؟( [٨٨٨] ).
وأسند الكليني والبرقي وغيرهما إلى أبي جعفر الباقر قوله: (فرض الله على العباد خمساً، أخذوا أربعاً وتركوا واحداً) ( [٨٨٩] ). إلى آخر ما أورده من النصوص الكثيرة التي استدلوا بها على كفر الصحابة بسبب تركهم ولاية علي.
وقد صرح مصنفوا الشيعة الإثني عشرية أن الصحابة رضي الله عنهم لم يجهلوا الوصية، بل جحدوها. ولم يكتفوا بذلك، بل تآمروا على سلب الخلافة من علي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا بين مانع ودافع -على حد قولهم( [٨٩٠] ) فقد قال ابن طاوس: (إن المسلمين الذين عدلوا عن آل البيت إلى تيم وعدي آل حرب وبني أمية كانوا إما قد ارتدوا عن الإسلام، أو شكّوا فيه، أو باعوا الآخرة بالدنيا ورغبوا في الجاه وحطام الدنيا الفانية كما جرت عادة كثير من أمم الأنبياء) ( [٨٩١] ).
وقال في موضع آخر: (ألا تعجب من قوم بعد الآيات الباهرات يخذلونه هذا الخذلان إلى هذه الغايات، وألا تعجب من أمة سيدنا محمد مع مولانا علي يحاربون مع الملوك قبله وبعده، ويقتلون أنفسهم بين أيديهم ويخذلونه مع اعتقادهم وإظهارهم لفرض طاعته وأنه صاحب الحق، وأن الذين ينازعونه على الباطل) ( [٨٩٢] ).
وقال الإربلي: (ولا أكاد أعذر أحداً ممن تخلف عن علي صلواتالله عليه، ولا أنسب ذلك منهم إلا إلى بَلَهٍ وقلة تمييز وعدم تعقل وغباوة عظيمة) ( [٨٩٣] ).
وعدَّ الكاشاني امتناع الصحابة عن مبايعة علي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم سبباً في ظلال الأمة كلها فقال: (وما جرى من الصحابة كان سبباً في ظلال الأمة) ( [٨٩٤] ).
واستبعد علي البحراني نسيان الصحابة لخبر الوصية أو جهلها، فقال: تجويز نسيان خبر الوصاية والخلافة على سائر الصحابة السامعين لهذا الحديث مع قرب العهد في غاية البعد( [٨٩٥] ). وبنحو قوله قال البياضي( [٨٩٦] ).
وأكّد الشيرازي أن الصحابة كانوا بين مانع من ولاية علي وادفع لها لكراهيتهم لها، فقال: (ولا ريب أن جمهور الصحابة كان بين مانع ودافع) ( [٨٩٧] ).
ويدعي الشيعة أن الذي دفع الصحابة إلى هذا: هو بغضهم وحسدهم وعداؤهم لعلي؛ فهم يرون أن نار حسد الصحابة لعلي كانت خامدة، ثم شبّت وارتفعت المجاملة لما كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم القناع بولاية علي في غدير خم، واستعر جمر الحقد بعد وفاته -على حد زعمهم( [٨٩٨] )-، وقد نقل الإربلي عن صاحب كتاب السقيفة قول فاطمة رضي الله عنها فيالصحابة: (وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله نكير سيفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله... إلى أن قالت -فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، ويحهم أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى، فما لكم كيف تحكمون) ( [٨٩٩] ).
وقال التستري حاكياً عن موقف الصحابة من علي: (فسموه بأمير المؤمنين فيما بينهم، مع ما في صدورهم من غل غلت به مراجل صدورهم، وحقد قد أخذ بمجامع قلوبهم، وحسد قد شربته مزارع أفئدتهم، وبغض قد تشبث بمراتع بواطنهم، وكانوا يتربصون الفرصة في ذلك) ( [٩٠٠] ). وقال في موضع آخر: (وقد مر أنهم كانوا منحرفين عن علي لما في صدورهم من ضغائن ثارات الجاهلية) ( [٩٠١] ).
أما المرتضى فيرى أن الذي منع الصحابة من مبايعة علي خوفهم من أن يستأثر أهل البيت بالخلافة دون غيرهم، فقال: (ويرون أن أهل البيت إن تولوا الخلافة من دون قريش والناس لم يخرج السلطان منهم إلى أحد أبداً، ومتى كان في غيرهم تداولوه بينهم) ( [٩٠٢] ).
ويعتقد الشيعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر علياً بأن الصحابة سيغدرون به بعد وفاته، وسيظهرون له الضغائن المخبّأة في صدورهم.. كنحو قوله له: «إن الأمةستغدر بك بعدي»( [٩٠٣] )، وقوله: «إذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالؤون عليك»( [٩٠٤] )، وقوله: «لست أخاف عليك أن تضل بعد الهدى، ولكن أخاف فسّاق قريش وعاديتهم»( [٩٠٥] ).
وقد اشتكى علي من ظلم الناس له -على حد زعم الشيعة -؛ فقد ذكر الشيرازي أن الأخبار قد تضافرت عنه في التظلم من قريش والعرب -ويعني بذلك الصحابة- من وجوه ليس إلى إنكارها سبيل على حد قوله( [٩٠٦] ). فمن ذلك قوله: (اللهم إني أستعديك على قريش، فإنهم أضمروا لرسول الله صلى الله عليه وآله ضروباً من الشر والغدر فعجزوا عنها، فحِلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي والدوائر علي) ( [٩٠٧] ).وقوله: (لم أزل مظلوماً منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله) ( [٩٠٨] )،وقوله: (قريش قطعت رحمي ودفعتني عن حقي) ( [٩٠٩] ).وغير ذلك. ومما تقدم يتضح رأي الشيعة الإثني عشرية في سبب كفر الصحابة وارتدادهم: وهو تركهم لولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد دلّلوا على أن سبب ارتدادهم هو تركهم الولاية بأدلة متفرقة، منها ما هو من القرآن الكريم، ومنها ما هو من السنة، ومنها ما هو من أقوال أئمتهم:
أدلتهم من القرآن الكريم:
إن الآيات التي استدل بها الشيعة على أن سبب كفر الصحابة هو تركهم ولاية علي كلها آيات نزلت في الكفار والمشركين، والشيعة قد استدلوا بها سالكين في التدليل مسلك التأويل الباطني كيما يوافق أهواءهم وعقديتهم في الطعن في الصحابة والنيل منهم. ومن هذه الأدلة:
١- قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )) [البقرة:١٦١] .
قال الحسن العسكري في تفسيرها: (إن الذين كفروا بالله في ردهم نبوة محمد وولاية علي بن أبي طالب (ع) وآلهما(ع)، وماتوا على كفرهم أولئك عليهم لعنة الله...إلخ)( [٩١٠] ).
٢- قوله تعالى: (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ )) [النساء:٤٤-٤٥] .
قال القمي: (يعني ظلوا في أمير المؤمنين-، ويريدون ان تضلوا السبيل- يعني: أخرجوا الناس من ولاية أمير المؤمنين، وهو الصراط المستقيم) .( [٩١١] ).
٣- قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ )) [يونس:٦٩-٩٧] .
قال القمي في تفسيرها: (عرضت عليهم الولاية وقد فرض الله عليهم الإيمان بها، فلم يؤمنوا، (( وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ )) قال: الذين جحدوا أمير المؤمنين عليه السلام).( [٩١٢] ).
٤- قوله تعالى: (( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً )) [الإسراء:٨٩] أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله في تفسيرها: (نزل جبرائيل بهذه الآيات هكذا: فأبى أكثر الناس بولاية( [٩١٣] ) علي إلا كفوراً)( [٩١٤] ).
٥- قوله تعالى: (( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ )) [الحج:١٩-٢١] .
أسند القمي إلى أبي جعفر الباقر قوله في تفسيرها: (كفروا بولاية علي عليه السلام) ( [٩١٥] ).
٦- قوله تعالى: (( وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ )) [الحج:٥٥] .
قال القمي: (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه: أي في شك من أمير المؤمنين (ع) ...- إلى أن قال: (( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا )) [الحج:٥٧] : ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام)( [٩١٦] ).
٧- قوله تعالى: (( ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ )) [محمد:٣] .
قال القمي: (الذين كفروا: وهم الذين اتبعوا أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام) ، ثم قال: (وحدثني أبي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (في سورة محمد آية فينا وآية في أعدائنا) ( [٩١٧] ).
٨- قوله تعالى: (( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ )) [الطور:٣٣] .
قال البحراني: (ثم عطف على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أم يقولون: يعني أصحاب رسول الله. تَقَوَّلهُ: يعني أمير المؤمنين. بل لا يؤمنون، إنه لم يتقوله ولم يقله برأيه) ( [٩١٨] ).
وهذه الآيات التي ذكروها واستدلوا بها على معتقدهم في الصحابة لا يسلم لهم الأستدلال بها؛ لأنها نزلت في المشركين وفي الكفار من أهل الكتاب، وعلى هذا إجماع مفسري أهل السنة، وتبعهم الطبرسي الشيعي على عادته تقية( [٩١٩] )، فقال في تفسير قوله تعالى: (( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ )) : (أي افتعل القرآن وتكذبه من تلقاء نفسه) ( [٩٢٠] ). وفي تفسير قوله تعالى: (( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً )) [الإسراء:٨٩] ، قال: (جحدوا للحق) ( [٩٢١] )، ولم يذكر ولاية علي رضي الله عنه بكثير ولا قليل. ومخالفته لجمهور الشيعة ومسايرته لأهل السنة وإن كانت تقية منه، إلا أنها تدل على مدى اضطراب أقوالهم في هذا الأصل الهام من أصول الدين- عندهم-.
والشيعة تعتبر ولاية علي أفضل الفرائض -كما تقدم-، ومع ذلك لم يرد في القرآن دليل صريح باتفاق السنة والشيعة يعتبر جاحد الولاية كافراً كما ورد في شأن الصلاة والزكاة اللتان هما أقل شأناً من الولاية -في نظر الشيعة - هذا مع اعتراف الطرفين بأن الله سبحانه وتعالى قد فصل كل شيء تفصيلاً، قال تعالى: (( وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً )) [الإسراء:١٢] . قال الطبرسي -وهو من علمائهم - في تفسير هذه الآية: (أي ميّزناه تمييزاً ظاهراً بيناً لا يلتبس، وبيّناه تبياناً شافياً لا يخفى) ( [٩٢٢] ).أما أدلتهم من السنة النبوية:
١- استدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»( [٩٢٣] )، قال الطوسي: (وميتة الجاهلية لا تكون إلا علىكفر) ، وعلل ذلك بقوله: (دفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر؛ لأن الجهل بهما على حد واحد) ( [٩٢٤] ).
وقد ورد شاهد لهذا الحديث في مسند الإمام أحمد عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفظه: «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية»( [٩٢٥] )، وعند الإمام مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يرفعه: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»( [٩٢٦] ).وليس في هذا الحديث ما يدل على أن علياً رضي الله عنه هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيه ما يدل على كفر الصحابة. وقوله صلى الله عليه وسلم: «من مات ميتة جاهلية». لا يدل على كفر من مات على هذه الحالة؛ قال ابن حجر رحمه الله: (المراد بالميْتة- بكسر الميم-: حالة الموت، كموت أهل الجاهلية على ضلال، وليس له إمام مطاع؛ لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك، وليس المراد أنه يموت كافراً، بل يموت عاصياً) ( [٩٢٧] ). وبنحو قوله قال النووي( [٩٢٨] ).
٢- أحاديث نسبها الشيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين فيها حكم من جحد حق علي رضي الله عنه: ومنها:
أ) ما أسنده فرات الكوفي إلى أبي ذر الغفاري يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها قوله في علي: «من ترك ولايته كان ضالا مضلا، ومن حجد حقه كان مشركاً. يا أبا ذر يؤتى بجاحد حق علي (ع) وولاية علي (ع) يوم القيامة أصم وأعمى وأبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيامة...»( [٩٢٩] ).
ب) ما أسنده الصدوق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه قوله لعلي رضي الله عنه: «لا أقر بي من جحدك، ولا آمن بالله من كفر بك»( [٩٣٠] ).
ج) ما رواه العسكري عن رسول الله من قوله: «من جحد ولاية علي لا يرى الجنة بعينه أبداً»( [٩٣١] ).
د) ما ذكره سليم بن قيس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «أنت السبب فيما بين الله وبين خلقه بعدي، فمن جحد ولايتك قطع السبب الذي فيما بينه وبين الله وكان ماضياً في الدركات، يا علي! ما عرف الله إلا بي ثم بك، من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته»( [٩٣٢] ).
هـ) ما أسنده الصدوق إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنكر إمامة علي عليه السلام بعدي كان كمن أنكر نبوتي في حياتي، ومن أنكر نبوتي كان كمن أنكر ربوبية الله عز وجل» -وفي رواية- «من جحد إمرته فقد جحد رسالتي»( [٩٣٣] ).
٣- أدلة نسبها الشيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تُبيّن حكم من شك في ولاية علي، أو أشرك فيها. منها:
أ) ما ذكره الكاشاني وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشك في علي عليه السلام كفر بالله»( [٩٣٤] ).
ب) ما ذكره البياضي وغيره عن أبي ذر يرفعه: «من ناصب علياً الخلافة بعدي فهو كافر، ومن شك فيه فهو كافر»( [٩٣٥] ).
وقال البياضي: (ولولا تواتر الوصية لعلي لم يستحقوا الكفر) ( [٩٣٦] ).
ج) ما أسنده الصدوق إلى ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه: «المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك»( [٩٣٧] ) -وفي رواية عن حذيفة بن أسيد الغفاري يرفعه-: «الكفر به كفر بالله، والشرك به شرك بالله، والشك به شك بالله، والإلحاد به إلحاد بالله، والإنكار له إنكار لله...»( [٩٣٨] ).
د) ما أسنده الخزاز إلى زيد بن ثابت يرفعه: «الشاك في علي هو الشاك في الإسلام»( [٩٣٩] ).
وكل هذه الأحاديث التي ذكروها من الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا توجد إلا في كتب الشيعة. والشيعة لا يأخذون الحديث إلا ممن كان شيعياً، ولا يقبلون من السنة إلا ما صح من طرق أهل البيت( [٩٤٠] )، فكيف سلموا لهذه الروايات التي أوردوها، وكلها لم تأتهم من طرق أهل البيت بل إن بعض الروايات التي أوردوها جاءت من طريق أعداء آل البيت- حسب معتقدهم-؛ فزيد بن ثابت مثلاً: يرى المفيد أنه ممن ظاهر على عداوة علي( [٩٤١] ). ويرى النوري الطبرسي أنه ممن علم انحرافهم عن الدين( [٩٤٢] )، فكيف يقبلون روايته،ويستدلون بها على أصل من أصول الدين.
وأما أدلتهم من أقوال أئمتهم: التي نسبوها إليهم:
فقد تقدم الكثير منها في المبحث الثالث، وخلال هذا المبحث، وأما التي لم يسبق ذكرها فمنها:
١- قول أبي جعفر الباقر فيما أسنده أليه البرقي والصدوق: (إن الله تبارك وتعالى جعل علياً عليه السلام علماً بينه وبين خلقه ليس بينهم وبينه علم غيره، فمن تبعه كان مؤمناً، ومن جحده كان كافراً، ومن شك فيه كان مشركاً) ( [٩٤٣] ).
٢- وكذلك قوله: (علي عليه السلام باب الهدى من خالفه كان كافراً، ومن أنكره دخل النار) ( [٩٤٤] ).
٣- قول أبي عبد الله الصادق الذي أسنده إليه البرقي والصدوق: (لو جحد أمير المؤمنين عليه السلام جميع من في الأرض لعذبهم الله جميعاً وأدخلهم النار) ( [٩٤٥] ).
وقد تقدم قولهم: إن النار لا يدخلها إلا كافر.
٤- وقول الصادق أيضاً الذي أسنده إليه العياشي وغيره: (علي عليه السلام باب هدى، ومن تقدمه كان كافراً، ومن تخلف عنه كان كافراً) ( [٩٤٦] ).
٥- وقوله أيضاً الذي أسنده إليه المفيد يخاطبعبد الرحمن بن كثير( [٩٤٧] ): (ويحك يا أبا سليمان! إن الله لا يغفر أن يشرك به، وإن الجاحد لولاية علي كعابد وثن) ( [٩٤٨] ).
٦- قول أبي الحسن الهادي بن محمد بن علي الذي أسنده إليه الصدوق: (ما أبالي محوت المحكم من كتاب الله، أو جحدت محمداً صلى الله عليه وآله النبوة، أو زعمت أن ليس في السماء إله، أو تقدمت على علي بن أبي طالب عليه السلام) ( [٩٤٩] ). أي أن هذه الأمور كلها سيان عنده، فحكم من تقدم على علي رضي الله عنه كحكم من أنكر أن الله في السماء، أو جحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أو محا المحكم من كتاب الله تعالى.
مناقشة هذه الدعوى:
إن المتتبع لآيات القرآن المبين لا يرى فيها ما تدعيه الشيعة للولاية من منزلة، فلو كانت الولاية أفضل دعائم الإسلام وكانت لعلي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لبيّنها الله ووضحها ودلّ عليها في كتابه الكريم، والله إنما احتج على العباد بما عرّفهم؛ اسند البرقي إلى الصادق قوله: (إنما احتج الله على العباد بما آتاهم وعرفهم) ( [٩٥٠] ).
وكذلك من تتبع السنة النبوية يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدعُ الناس إلى الإيمان بولاية علي كما كان يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق برسالته. وقد تركالناس على المحجّة، وبين لهم كل ما يهمهم من أمور دينهم. فَلِمَ لَمْ يوضح لهم مكانة الولاية ومنزلتها إذا كان شأنها كما تزعم الشيعة!.
ولكن مما يدلل على بطلان هذه الدعوى ما روي عن علي رضي الله عنه وعن بعض أولاده- الذين تعتقد الشيعة إمامتهم وعصمتهم- من أقوال وأفعال تخالف هذه الدعوى وتبطلها. وهذه الروايات ثابتة ومسندة في كتب الشيعة، ويفهم منها أن الولاية لا تدخل في أصل الإيمان.. ومن تلك الروايات:
١- ما أسنده الصدوق إلى علي رضي الله عنه يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة: حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله بعثني بالحق. وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت وحتى يؤمن بالقدر»( [٩٥١] ).
وظاهر هذه الرواية أن العبد يصير مؤمنا دون أن يعتقد ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
٢- ما أسنده البرقي إلى أبي عبد الله الصادق قال: «إن رجلاً من خثعم جاء إلى رسول الله فقال له: أخبرني ما أفضل الإسلام؟ فقال: الإيمان بالله: قال: ثم ماذا؟ قال: صلة الرحم. قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»( [٩٥٢] ).
فلم يذكر الولاية بالرغم من اعتقاد القوم أنها أفضل الإسلام.
٣- ما ذكره أبو الحسن العاملي من قول أبي الحسن العسكري لما قيل له: إن فلاناً يدعو الناس إليك. فقال:(ما دعا محمد إلا إلى الله وحده)( [٩٥٣] ).
وذكر القمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان يدعو قريشاً إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله( [٩٥٤] ). ولم يذكر أنه كان يدعوهم إلى ولاية علي.
٤- ما ذكره الإربلي من قول علي رضي الله عنه: (ندعوكم إلى الله ورسوله، وإلى جهاد عدوه، والشدة في أمره، وابتغاء رضوانه، وإلى إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، وتوفير الفيء لأهله) ( [٩٥٥] ).
فَلِمَ لَمْ يدعُ الناس إلى ولايته ما دامت أفضل دعائم الإسلام؟!
٥- ما أسنده البرقي إلى الصادق قال: (إن من قولنا أن الله يحتج على العباد بالذي آتاهم وعرفهم، ثم أرسل إليهم رسولاً، وأنزل عليه الكتاب، وأمر فيه ونهى، وأمر فيه بالصلاة والصوم.. إلخ) ( [٩٥٦] ). ولم يذكر الولاية مع عظم شأنها عندهم.
٦- ما أسنده الصدوق إلى علي بن أبي طالب أنه كان يقول: (إن أفضل ما توسل به المتوسلون: الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله... إلخ) ( [٩٥٧] ). ولم يذكر الولاية.
٧- ما ذكره الشعيري عن علي بن موسى الرضا أنه قال: (حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (ع) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان»، وجاء جبرائيل إلى النبي في صورة أعرابي، والنبي لا يعرفه، فقال: «يا محمد! ما الإيمان؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والبعث بعد الموت( [٩٥٨] ). قال: صدقت يا محمد! فما الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. قال: صدقت!»( [٩٥٩] ). فهذه أركان الإسلام والإيمان قد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقلها أئمتهم أباً عن جد، وذكروها في كتبهم، ولم يرد فيها ذكر للولاية مطلقاً. فهذه الروايات المنقولة عن أئمة أهل البيت تدل على أن دعوى الولاية غير صحيحة.
وأما بالنسبة للأحاديث التي اعتمد عليها الشيعة في إثباتهم للولاية، فهي على قسمين:
(١) - أحاديث ذكرت في صحاح أهل السنة، وهي لا تدل على مذهب الشيعة من قريب ولا بعيد؛ ولكنهم حملوها ما لا تتحمل-.
(٢) - أحاديث خاصة بهم: وكلها من قبيل الموضوع المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي مما لا يحتج به بإجماع علماء الأمة.
ومما يدل على عدم ثقة الشيعة بهذه الأحاديث الخاصة بهم، والتي أوردوها مورد الاستدلال بها على الولاية: عدول بعض مصنفيهم عن الاحتجاج بها، واعتبارهم الولاية من الأركان التي زيدت من قبلهم؛ قال محمد حسين كاشف الغطاء -وهو من كبار علمائهم المعاصرين-: (ولكن الشيعة الإمامية زادواركناً خامساً، وهو الاعتقاد بالإمامة) ( [٩٦٠] ).
فمفهوم كلامه أن هذا الركن المزاد لم يكن من أركان الإسلام أصلاً، وإنما زادته الشيعة تثبيتاً لمذهبهم.
وقد أكّد موسى الموسوي -وهو من مجتهديهم- هذه الحقيقة، وحدّد الوقت الذي زيدت فيه، فقال: (وبعد الإعلان الرسمي عن غيبة الإمام المهدي في عام ٣٢٩ هجري حدثت في التفكير الشيعي أمور غريبة ادّعوها بالصراع بين الشيعة والتشيع أو عهد الانحراف، وكانت أولى هذه الأمور في الانحراف الفكري ظهور الآراء القائلة بأن الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في علي، وبالنص الإلهي، وأن الصحابة ما عدا نفر قليل منهم خالفوا النص الإلهي بانتخابهم أبا بكر، كما ظهرت في الوقت نفسه آراء أخرى تقول: إن الإيمان بالإمامة مكمّل للإسلام، وحتى إن بعض علماء الشيعة أضافوا الإمامة والعدل إلى أصول الدين الثلاثة التي هي: التوحيد، والنبوة، والمعاد، وقال بعضهم بأنها من أصول المذهب، وليس من أصول الدين]( [٩٦١] ).
ويتبين لنا من كلامه أن عقائد المذهب وأصوله عندهم قائمة على الهوى، وليس على الوحي، وهذا يجعل مذهبهم مضطرباً وغير ثابت. بل ومتناقضاً حتى في المسألة الواحدة؛ وهذا ما حصل منهم في مسألة حكم منكر الإمامة؛ فجمهورهم حكموا بكفره كما تقدم الكلام على ذلك. بينما البعض منهم حكم بفسقه، ولا ريب أن حكمهم هذا على سبيل التقية لأدلة ستأتي. ولو كانت الولاية من أصول الدين لما صح منهم هذا التوسع.
قال الشيرازي -بعد ما أورد مقدمة طويلة بيّن فيها أقسامالمرتدين بحسب النظر إلى حال منكر الإمامة( [٩٦٢] )-: والمقصود بإيراد هذه المقدمة دفع ما توهمته العامة وتقرر في أوهامها من أن الشيعة يكفّرون جميع الصحابة أو أكثرهم، وليس كذلك، وكيف وهذا أفضل المحققين من الشيعة نصير الدين الطوسي يقول في كتابه المسمى بـ(التجريد)( [٩٦٣] ): (محاربوا علي كفرة، ومخالفوه فسقة. ومن المعلوم أن أكثر الصحابة لم يحاربوا علياً (ع) ، ولكنهم خالفوه بدفع النص)( [٩٦٤] ). ثم ذكر قول الحلي شارح التجريد، وفيه: (وأما مخالفوه في الإمامة فقد اختلف قول علمائنا، فمنهم من حكم بكفرهم؛ لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من الدين ضرورة، وهو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره. وذهب آخرون إلى أنهم فسقة...) ( [٩٦٥] ).ا هـ كلام الشيرازي.
وزاد الحلي: (ثم اختلف هؤلاء- يقصد من قال بأنهم فسقة- على أقوال ثلاثة:
(أحدها): أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة.
(الثاني): قال بعضهم: إنهم يخرجون من النار إلى الجنة.
(الثالث): ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا: أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود، ولا يدخلون الجنة لعدم الإيمان المقتضى لاستحقاق الثواب.( [٩٦٦] ).
وهذه الأقول - عدا الثاني منها- تدل على أنهم كفار، وليسوا فسقة؛ فعدم الإيمان، وعدم دخول الجنة، والخلود في النار لا يكون إلا للكافر. وقد تقدم أنهم نسبوا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه القول بكفر كل من يدخل النار؛فقال: (لا يدخل النار إلا كافر) ( [٩٦٧] ). وهؤلاء الذين ذكروهم كلهم قد دخلوا النار.
وأما قول محسن العاملي: (وأما الشيعة وإن أوجبوا إمامة الإئمة الاثني عشر( [٩٦٨] ).، لكن منكر الإمامة عندهم ليس بخارج عن الإسلام، تجري عليه جميع أحكامه)( [٩٦٩] ): فإن فيه مخالفة صريحة لأئمته الذين حكموا على الصحابة بالارتداد لجحدهم الولاية -كما مر آنفا-. وقد قسّم الصادق الكفر في كتاب الله إلى خمسة أقسام، واعتبر ترك ما أمر الله به كفراً)( [٩٧٠] ).
والولاية- في نظرهم- مما أوجبه الله تعالى - كما تقدم-.
وقد بين المجلسي -ويعد عند الشيعة مرجعاً لمن أتى بعده- هذا وأكّد أن من لم يسمع النص ولم يبغض أمير المؤمنين ولم يعاده كان باقياً على صورة الإسلام وظاهره أيضاً، وإن كان في كثير من الأحكام مشاركاً للكفار، أما من سمع النص ولم يبايع علياً فقد أنكر قول النبي وكفر ظاهراً أيضاً، ولم يبق له شيء من أحكام الإسلام، ووجب قتله.( [٩٧١] ).
ومعلوم أن الشيعة استبعدوا أن يكون أحد من الصحابة لم يبلغه النص -كما تقدم-، بل وجزموا أن البغض والحسد والمعاداة حال بينهم وبين مبايعة علي رضي الله عنه.( [٩٧٢] ).
فهذه الأقوال- أعني أقوال من قال بأن الصحابة كانوا فسقة- تتنافى مع أقوال علمائهم المعتمدين التي أشرت إلى بعضها في بداية هذا المبحث. وهي تحمل على التقية، لاسيما لمعارضتها لإجماع طائفة الشيعة الإمامية؛ فقد نقل يوسف البحراني إجماع الشيعة على أن (الإيمان إنما يصدق على معتقد الحق من الأصول الخمسة، ومنها إمامة الاثني عشر) ( [٩٧٣] ).
وإنما أوردت هذه الأقوال لبيان اظطراب معتقدهم في الولاية التي لو كانت مبنية على نصوص ثابتة عندهم لما وسع بعضهم أن ينقض ما قرره الآخرون، خاصة إذا كان أولئك الآخرين هم أئمتهم الذين يدور مذهب الشيعة على اعتقاد إمامتهم.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ما دامت دعوى الولاية مبتدعة ليس لها أساس ترتكز عليه لا من النقل، ولا من العقل، فمن هو أول من قال بولاية علي ووصايته؟
لقد جزم بعض مصنفي الشيعة أن أول من شهر القول بولاية علي وأنه الوصي: عبد الله بن سبأ اليهودي؛ فقد قال النوبختي: (وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم، ووالى علياً عليه السلام، وكان يقول وهو يهودي في يوشع بن نون: وصيّ بعد موسى، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه) ( [٩٧٤] ). وبمثل قوله قال الكشي( [٩٧٥] )، والمامقاني( [٩٧٦] ).
وزاد الكشي: (فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله في علي (ع) مثل ذلك -أي مثل يوشع بن نون -)( [٩٧٧] ). وقال: (فمن هنا قال من خالف الشيعة: أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية) ( [٩٧٨] ).
فعبد الله بن سبأ أراد أن يفعل في الإسلام ما فعله سلفه بولس في النصرانية، ولكنه خاب وخسر وفشلت مساعيه، ولم يتّبعه إلا تلك الشرذمة القليلة: حينما ادعى أن علياً هو الوصيّ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على أنه الإمام بعده.
ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينص على إمامة واحد بعينه( [٩٧٩] )، ولو نص على إمامة علي رضي الله عنه لبايعه الناس كلهم. فما كان للصحابة أن يعرضوا عن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهم الذين برهنوا خلال المدة التي قضاها رسول الله بينهم على صدق إيمانهم، وصحة إسلامهم بما قدموه من أرواح ودماء وأموال في سبيل نصر دين الله.
ومن المحال أن يتفقوا كلهم على إنكار مثل هذا النص مع توفر الدواعي إلى معرفته.
الاختلاف في عدد الذين لم يرتدوا من الصحابة:
ومما يدلل أيضاً على بطلان دعوى الولاية: تناقض أقوال أئمتهم في عدد الذين لم يرتدوا من الصحابة نتيجة إيمانهم بالولاية بين ثلاثة، وأربعة، وستة، وسبعة، وتسعة،وثلاثة عشر...إلخ.
وإن كانت أقوى الروايات وأرجحها عندهم تذكر أنهم على ثلاثة، وهم: أبو ذر، وسلمان، والمقداد( [٩٨٠] )، هذا إلى جانب وجود روايات أخرى تخالفها، منها:
١- روايات تصرح أن الصحابة ارتدوا إلا أربعة: (على اختلاف في الرابع) .
- فقد زادوا في إحدى الروايات على الثلاثة المذكورين آنفاً رابعاً وهو الزبير بن العوام رضي الله عنه( [٩٨١] ).
والزبير وإن لم يكن ارتد عندهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما أفادت هذه الرواية-، إلا أنهم صرحوا بارتداده بعد ذلك( [٩٨٢] )؛ كما في رواية سليم بن قيس، وفيها قول علي بخبر عن الزبير: (إنه يبايعني بعد قتل عثمان، وينكث بيعتي فيقتل مرتداً) ( [٩٨٣] ).
- وزادوا على الثلاثة رابعاً في رواية أخرى وهو حذيفة بن اليمان، وذلك فيما أسنده الكشي إلى جعفر الصادق قال: (لما مات النبيّ صلى الله عليه وسلم ارتد الصحابة كلّهم إلا أربعة: المقداد وحذيفة وسلمان وأبو ذر) ( [٩٨٤] ).
وحذيفة رضي الله عنه غير مجمع عليه من قبل الشيعة الإثني عشرية بل هو محل قبول ورد، بينما أكثر رواياتهم تصّرح أنه كان متردداً في أمره( [٩٨٥] ).
٢- رواية تدل على أن الصحابة ارتدوا إلا خمسة:
أسند الكليني إلى أبي عبد الله الصادق قصة بيعة أبي بكر، وفيها: (طلب علي النصرة من الصحابة، فلم يستجب له إلا خمسة) وفيها يقول: (فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلاً على الموت، فقال أمير المؤمنين: أغدوا بنا إلى أحجار الزيت، وحلق أمير المؤمنين فما وافى من القوم محلقاً إلا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وجاء سلمان آخر القوم) ( [٩٨٦] ).
ويفهم من هذه الرواية أن هؤلاء المذكورين استجابوا لعلي فلم يرتدوا.
بيد أن عمار بن ياسر رضي الله عنه محل قبول ورد عند الشيعة، وأكثر رواياتهم تذكر أنه عدل عن مبايعة علي، وبايع أبا بكر؛ فقد أسند الكشي إلى الباقر قوله: (ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد. قيل: فعمار؟ قال: كان حاص حيصة ثم رجع) ، وروي نحوه عن جعفر الصادق( [٩٨٧] ).
ومن المناسب هنا أن أذكر قول عمرو بن ثابت بن هرمز البكري العجلي الكوفي -وهو رافضي- حيث قال: (لما مات رسول الله كفر الناس إلا خمسة) ( [٩٨٨] )ولم يذكر من هؤلاء الخمسة.
٣- رواية تدل على أن الصحابة ارتدوا إلا ستة:
أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله: (إن رسول الله لما قبض لم يكن على أمر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر) ( [٩٨٩] ).
وهذه الرواية تدخل ضمن الرواية الأخرى: ارتدوا إلا ثلاثة؛ لأن تلك لم يرد فيها ذكر علي والحسن والحسين، وهم من أئمة الإثني عشرية.
٤- روايتان يفهم منهما أن الصحابة ارتدوا إلا سبعة:
(على اختلاف بينهما).
- رواية أسندها الحميري والمفيد إلى جعفر الصادق يخبر عن آبائه: (أنه لما نزلت هذه الآية: (( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )) [الشورى:٢٣] قام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أيها الناس! إن الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدوه؟... فقال أبو عبد الله - جعفر الصادق: فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر: سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد بن الأسود الكندي وجابر بن عبد الله الأنصاري ومولى لرسول الله صلى الله عليه وآله يقال له: الثبيت( [٩٩٠] ). وزيد بن أرقم( [٩٩١] )) .
- رواية أخرى ذكرها العسكري في تفسيره تصرح أن عدد الذين لم يرتدوا كان سبعة؛ فقد نقل العسكري قول أبي الحسن الرضا قال: (إنما شيعة علي: الحسن والحسين وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر، الذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره، ولم يرتكبوا شيئاً من زواجره) ( [٩٩٢] ).
٥- رواية يفهم منها أن عدد الذين لم يرتدوا كان تسعة:
فقد أسند الصدوق إلى أبي ذر الغفاري جندب بن جنادة رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام كلمات ثلاثة، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها؛ سمعته يقول: اللهم أعنه واستعن به، اللهم انصره وانتصر به، فإنه عبدك وأخو رسولك» ثم قال أبو ذر: «أشهد لعلي بالولاء والإخاء والوصية» قال كزبرة بن صالح: وكان يشهد له بمثل ذلك: سلمان الفارسي، والمقداد، وعمار، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين،وأبو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاشم بن عتبة بن المرقال، كلهم من أفاضل أصحاب رسول الله عليه وسلم( [٩٩٣] ).
وهذه الرواية وإن كانت لم تصرح بأن هؤلاء المذكورين لم يرتدوا، ولكنها أفادت بالمفهوم عدم ارتدادهم؛ وذلك لكون المذكورين قد شهدوا لعلي بالولاء والإخاء والوصية.
والرواية هذه تعد حجة على الشيعة لكونهم لم يستثنوا صراحة هؤلاء من عداد من ارتد من الصحابة.
٦- رواية تصرح أن الذين لم يرتدوا كانوا ثلاثة عشر:
وذلك ما أسنده الصدوق إلى أبي عبد الله الصادق قال: (الولاية للمؤمنين الذين لم يغيّروا ولم يبدّلوا بعد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم واجبة مثل: سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وحذيفة بن اليمان وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وأبي أيوب الأنصاري، وعبد الله بن الصامت، وعبادة بن الصامت، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدري) ( [٩٩٤] ).
وهذه الروايات كلها محل أخذ ورد عند الشيعة، وخاصة لتعارضها مع أرجح الروايات عندهم، والتي تنص على أن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة.( [٩٩٥] ).والروايات هذه التي تنص على ارتداد الصحابة إلا ثلاثة لا تثبت إذا ما تعرضت للنقد، خاصة والنقد هذا من كتبهم أنفسهم:
١- فمن الذين انتقدوا هذه الروايات: جعفر الصادق؛ الإمام السادس عندهم؛ فقد أسند الكشي إلى أبي بصير( [٩٩٦] ). قال قلت لأبي عبد الله (ع) : (ارتد الناس إلا ثلاثة: أبو ذر والمقداد وسلمان. فقال أبو عبد الله: فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري؟) ( [٩٩٧] ).
ويفهم من هذه الرواية أن جعفر الصادق لا يرى أن عدد الذين لم يرتدوا ثلاثة، بل هناك غيرهم ممن لم يرتد في نظره.
٢- إن سبب ارتداد الصحابة-كما يدعي أئمة الشيعة ومصنفوهم- هو جحد ولاية علي، وعدم مبايعته إماماًَ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو عرضنا هذا السبب على مصنفاتهم لوجدناه غير معتبر؛ إذ أن هناك الكثير من الصحابة لم يجحدوا علياً، بل اعتقدوا إمامته، ولم يكتفوا بهذا بل أنكروا على الصديق رضي الله عنه تقدمه على علي -كما يدّعون-، ومع ذلك فقد شملهم حكم الارتداد الذي أطلقه الشيعة على الصحابة عموماً- عدا الثلاثة الذين مرذكرهم-؛ قال البياضي: (ولا خفاء ولا تناكر بين الشيعة أن اثني عشر رجلاً أنكروا على أبي بكر مجلسه، وقد أسند الحسين بن جبر في كتابه إبطال الاختيار إلى أبان بن عثمان( [٩٩٨] ).قال قلت للصادق عليه السلام: (هل كان في أصحاب رسول الله من أنكر على أبي بكر جلوسه مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم. وعدّ منهم: خالد بن سعيد بن العاص، وسلمان، وأبا ذر، والمقداد، وعمار، وبريدة الأسلمي، وقيس بن سعد بن عبادة، وأبا الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وخزيمة بن ثابت ذا الشهادتين، وأبي بن كعب، وأبا أيوب الأنصاري) ( [٩٩٩] ).
وليس عدد من أنكروا على أبي بكر قاصراً عندهم على اثني عشر، بدليل قول الراوي: (وعدّ منهم) . وقد زيد على هؤلاء المذكورين: عبد الله بن مسعود في رواية( [١٠٠٠] )، وعثمان بن حنيف في أخرى( [١٠٠١] ).وكان عبادة بن الصامت وحذيفة بن اليمان والعباس وأولاده وأسامة بن زيد وغيرهم لا يريدون أن يبايعوا أبا بكر( [١٠٠٢] ).-كما زعم الشيعة -. وكان ممن عرض النصر على علي رضي الله عنه البراء بن عازب، وخالد وعمرو أبنا سعيد بن العاص( [١٠٠٣] )، وحذيفة بن اليمان، وعبادة بن الصامت، وخباب بن الأرت، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن الحارث، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وغيرهم، وكلهم طالبوا أن تكون الخلافة لعلي بن أبي طالب( [١٠٠٤] ). كما زعم الشيعة ذلك( [١٠٠٥] ).
وقد رووا أن كثيراً منهم كانوا غُيَّباً، فقدموا وقد تولى أبو بكر الصديق، فأنكروا عليه( [١٠٠٦] )، فكيف دخلوا في عداد المرتدين مع أنهم كانوا غُيَّباً؟!.
بل لقد جزم الشيعة في أكثر من رواية أن بريدة الأسلمي كان في الشام وقت البيعة؛ فقد أسند الثقفي( [١٠٠٧] )-فيما نقله عنه البياضي - إلى جعفر الصادق قوله: (إن بريدة قدم من الشام فرأى قد بويع لأبي بكر... إلخ) ( [١٠٠٨] )-وفيها قصةإنكاره عليه-. فكيف يقال عن بريدة وأشباهه ممن لم يكونوا في المدينة، أو ممن زعم الشيعة أنهم أنكروا على أبي بكر وانتصروا لعلي -كما يدعون- أنهم ارتدوا؟
وكيف لم يستثن الشيعة من المرتدين: (الأنصار) ؛ فإنهم حكوا عنهم أنهم لم يكونوا يرجحون أبا بكر على علي( [١٠٠٩] )، وأنهم أبوا أن يبايعوا أبا بكر، وقالوا: (لا نبايع إلا علي بن أبي طالب) ( [١٠١٠] ).
وكيف لم يستثن الشيعة من المرتدين بعض من يعتقدون أن الأرض ضاقت بهم، فبهم يرزق أهل الأرض، وبهم يمطرون، و... إلى آخر ما أوردوه من العقائد الشركية؛ فقد أسند فرات الكوفي والصدوق والمفيد والكشي إلى علي بن أبي طالب، قوله: (خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون: عبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وحذيفة، وأنا إمامهم السابع، قال الله: (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) [الضحى:١١] ، هؤلاء الذين صلوا على فاطمة الزهراء).( [١٠١١] ). وهذا التناقض يدل على أن أصول المذهب عند الشيعة قائمة على الهوى، وليس لها مستند من دليل شرعي صحيح. فينبغي عليهم نسف الروايات التي بين أيديهم، والعودة إلى مذهب أهل السنة والجماعة كي يتصحح موقفهم من الصحابة رضي الله عنهم، الذين أوصى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدد من أئمتهم. وممن أوصى بهم من أئمتهم: جعفر الصادق؛ حيث قال يخاطب أحد أصحابه: (واعلم أن الله عز وجل اختار لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم طائفة من أصحابه أكرمهم بأجل الكرامة، وحلاّهم بخلق التأييد والنصر والاستقامة لصحبته على المكروه والمحبوب، وأنطق لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم بفضائلهم ومناقبهم. فاعتقد محبتهم، واذكر فضلهم، واحذر مجالسة أهل البدع فإنها تنبت في القلب كفراً خُلُوَّاً وضلالاً مبيناً. وإن اشتبه عليك فضل بعضهم. فكِلْهُم إلى علاّم الغيوب، وقل: اللهم إني محب لمن أحببت أنت ورسولك، ومبغض لمن أبغضته أنت ورسولك. فإنه لم يكلف فوق ذلك) ( [١٠١٢] ).
المبحث السادس: هل شمل الارتداد جميع الصحابة؟ وهل رجع الصحابة الذين ارتدوا- في نظر الشيعة- إلى الإسلام أم لا؟:
ذكر التستري أن عدد الصحابة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش العسرة كان خمسة وعشرين ألف راكب على الخيل والبعير( [١٠١٣] ). وذكر غيره أن عدد الذين حجوا معه صلى الله عليه وسلم كان سبعين ألفاً( [١٠١٤] ).
وقد ذكر مصنفوا الشيعة في كتبهم، ونقلاً عن أئمتهم أن الصحابة ارتدوا جميعاً، وهلك الناس أجمعون من في المشرق ومن في المغرب إلا ثلاثة( [١٠١٥] ) -كما تقدم-. وأن هذا الارتداد وقع ممن كان داخل المدينة وممن كان خارجها كما ذكر ذلك ابن طاوس الشيعي( [١٠١٦] ).
ولا ريب أن أمثال هذه الأقوال تثير تساؤلات كثيرة، منها: ما هو موقف الشيعة من الصحابة الذين ماتوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. وما هو موقفهم من أهل البيت، وهل كان أحد منهم من جملة المرتدين؟ وهل رجع أحد من الصحابة الذين ارتدوا إلى الإسلام؟. وما هو موقف الشيعة من الصحابة الذين بايعوا علياً في أيام خلافته وشهدوا معهحروبه؟ إلى غير ذلك من التساؤلات.
ولبيان ذلك قسّمت هذا المبحث إلى مطالب:
المطلب الأول: موقف الشيعة من الصحابة الذين ماتوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ظاهر الروايات التي ساقها الشيعة في هذه المسألة تدل على أنهم كانوا لا يتولون كل الصحابة الذين ماتوا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكنهم كانوا يعتقدون أنه قد قتل ومات في حياته صلى الله عليه وسلم عدد كبير ممن كان على الحق. قال المرتضى: (قتل ومات في حياة الرسول قبل الهجرة وبعدها ممن كان على الحق عدد كبير، وجم غفير، يغيظ بعضهم الكفار فضلاً عن كلهم) ( [١٠١٧] ). وبنحو قوله قال الطوسي( [١٠١٨] ).
وقد ذكروا أسماء بعض هؤلاء الأصحاب مع نبذة من مآثرهم وفضائلهم، ومنهم:
١- حمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث بن المطلب: وعقيدة الشيعة في هؤلاء هي توليهم والترضي عنهم، والإكثار من ذكر فضائلهم.. ومما ذكروه من فضائلهم: قالوا: إن قول الله تعالى: (( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )) [الأحزاب:٢٣] . نزل فيهم، وفي علي بن أبي طالب وذلك فيما أسنده القمي والصدوق وغيرهما إلى أبي جعفر الباقر وإلى علي رضي الله عنه.( [١٠١٩] ).
- وقالوا: إن علياً وحمزة وجعفر صِدّيْقُون، وهم شهداء الرسل على أممهم( [١٠٢٠] )
- ونسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله اختارني، وعلياً، وجعفراً ابني أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، كنا وفوداً بالأبطح، وليس منا إلا مسجى بثوبه على وجهه؛ علي بن أبي طالب عن يميني، وجعفر عن يساري، وحمزة عند رجلي، فما نبهتني عن رقدتي غير خفيق أجنحة الملائكة، وبرد ذراعيْ علي بن أبي طالب في صدري، فانتبهت من رقدتي: وجبرائيل في ثلاثة أملاك، يقول له أحد الأملاك الثلاثة: يا جبرائيل! إلى أي هؤلاء أرسلت؟ فركضني برجله فقال: إلى هذا. قال: ومن هذا؟؛ يستفهم. فقال: هذا رسول الله سيد النبيين، وهذا علي بن أبي طالب سيد الوصيين، وهذا جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة، وهذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء عليهم الصلاة والسلام»( [١٠٢١] ).
- وأسند الحميري إلى علي بن أبي طالب قوله: (منا سبعة خلقهم الله عز وجل لم يخلق في الأرض مثلهم..-وعد منهم-: وسيد الشهداء حمزة عمه، ومن قد طاف مع الملائكة جعفر...) ( [١٠٢٢] ).
- ويعتقدون برجعة حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب حين يقوم القائم( [١٠٢٣] )، أي حين يخرج إمامهم الثاني عشر من سردابه.
- والشيعة يرون أن حمزة وجعفر بن أبي طالب كانا يعتقدان إمامة علي بن أبي طالب ووصايته، واستدلوا بما قاله علي بن أبي طالب يوم بايع لأبي بكر: (لو كان لي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله عمّي حمزة وأخي جعفر، لم أبايع كرهاً) ( [١٠٢٤] ). وعقّب الشيرازي على هذه الرواية ورواية أخرى شبيهة بها بقوله: (دل هذان الحديثان على أن حمزة وجعفر كانا يعتقدان أستحقاق علي (ع) للخلافة بعد رسول الله وأنه صاحبها دون غيره. وأنهما لو كانا حيّين يوم مات رسول الله صلى الله عليه وآله لم يطمع فيها غيره، ولم يصل إليها أحد سواه)( [١٠٢٥] )
واستدلوا على ذلك أيضاً بما (أسنده عيسى بن المستفاد( [١٠٢٦] ). في كتاب الوصية -فيما نقله عنه البياضي - إلى موسى الكاظم إلى جعفر الصادق عليهما السلام: «أنه لما كانت الليلة التي أصيب حمزة في صبيحتها قال له النبي صلى الله عليه وآله: يا عم! توشك أن تغيب غيبة بعيدة، فما تقول إذا وردت على ربك وسألك عن شرائع الإسلام وشرائط الإيمان؟ فبكى، وقال: أرشدني. فقال صلى الله عليه وآله: تشهد لله بالوحدانية، ولي بالرسالة، وتقر بالمعاد وما فيه، وأن علياً أمير المؤمنين والأئمة من ولده الحسن والحسين وفي ذريته، وتؤمن بسرهم وعلانيتهم، وتوالى من والاهم، وتعادي من عاداهم. فقال: نعم! آمنت بذلك كله ورضيت به»( [١٠٢٧] ).
٢- خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها:
صرحوا أنها كانت تتولى علياً وتتبرأ من أعدائه، وماتت على ذلك؛ فقد أسند ابن عبد القاهر -فيما نقله عنه البياضي - إلى الصادق عليه السلام: «أن علياً عليه السلام وخديجة لما دعاهما النبي صلى الله عليه وآله إلى الإسلام قال: جبرائيل عندي يقول لكما: إن للإسلام شروطاً: الإقرار بالتوحيد والرسالة والمعاد، والعمل بأصول الشريعة، وطاعة وليّ الأمر من بعده والأئمة واحداً بعد واحد، والبراءة من الشيطان ومن الأحزاب: تيم وعدي( [١٠٢٨] ). فرضيت خديجة بذلك.
فقال علي عليه السلام: وأنا على ذلك. فبايعهما النبي صلىالله عليه وآله، ثم أمرها أن تبايع علياً، وقال: هو مولاكِ ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي. فبايعت له عليه السلام».( [١٠٢٩] ).
٣- عثمان بن مظعون رضي الله عنه:
- ذكروا أن قول الله تعالى: (( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )) [البقرة:٤٦] . نزل فيه وفي علي وعمار( [١٠٣٠] ).
- وقد أسند الكليني والصدوق والطوسي إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قوله: «إن رسول الله صلى الله عليهوآله قبّل عثمان بن مظعون بعد موته»( [١٠٣١] ). وزاد الأشعث: «فلما دفنه رش على تراب القبر الماء رشاً، وبسط علىقبره ثوباً، وكان أول من بسط عليه ثوباً يومئذ، وسوّى عليه تراب القبر، ثم قال: عليَّ بحجر. فقيل: يا رسول الله وما تصنع به؟ قال: أعلم به حتى أدفن إليه قرابتي»( [١٠٣٢] ).
٤- سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه:
ذكر العسكري أنه: لما مات سعد بن معاذ بعد أن شُفيَ من بنى قريظة بأن قتلوا أجمعين، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «يرحمك الله يا سعد! فقد كنت شجي في حلوق الكافرين، ولو بقيت لكففت العجل( [١٠٣٣] ) الذي يراد نصبه في بيضة المسلمين كعجل قوم موسى. قالوا: يا رسول الله! صلى الله عليه وآله أوعجل يراد أن يتخذ في مدينتك هذه؟ قال: بلى والله يراد ولو كان سعد فيهم حياً لما استمر تدبيرهم، وسيمرون ببعض تدبيرهم ثم الله يبطله. قالوا: أخبرنا كيف يكون؟ قال: دعو ذلك لما يريد الله أن يدبره»( [١٠٣٤] ).
وأسند الصدوق والبرقي إلى أبي عبد الله الصادق قوله: «إن رسول الله مشى في جنازة سعد بغير رداء. فقيل له: يا رسول الله! تمشي بغير رداء؟ فقال: إني رأيت الملائكة تمشي بغير أردية فأحببت أن أتأسى بهم»( [١٠٣٥] ). وقد وافى للصلاة على سعد من الملائكة سبعون ألف ملك فيهم جبريل -كما ذكر ذلكأبو جعفر الباقر فيما أسنده إليه الصدوق -( [١٠٣٦] ).
٥- عبد الله بن رواحة، وزيد بن حارثة رضي الله عنهما:
وقد عدهما الآملي ممن لم ينقلب ولم يبدل من الصحابة( [١٠٣٧] )
المطلب الثاني: هل كان أحد من آل البيت من جملة المرتدين؟:
فرّق الشيعة الإثنا عشرية بين آل البيت وأهل البيت من حيث المعنى الاصطلاحي، وقد اختلفوا في المراد بهما اختلافاً كثيراً، وإن كان بعضهم يرجّح أن: المراد بآل البيت: آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس( [١٠٣٨] ).، مستدلين بكونهم لا تحل لهم الصدقة( [١٠٣٩] ). وبوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم؛ فقد ثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى (خُمَّاً) بين مكة والمدينة...-إلى أن قال- ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [وأهل بيتي -ثلاثاً-] . قيل لزيد: ومن أهل بيته يا زيد؟! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس»( [١٠٤٠] ).
والشيعة لم يعدوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم من آل البيت، وقد وجهوا العديد من المطاعن إليهن عموما،ولعائشة وحفصة خصوصاً( [١٠٤١] ).
أما بالنسبة لموقف الشيعة من آل البيت بالجملة بما فيهم أزواجه صلى الله عليه وسلم فهو مضطرب وغير مستقر، ويتسم بنوع من الغموض؛ فالروايات الكثيرة التي تحدثت عن ارتداد الناس وهلاكهم جميعاً لم تستثن أحداً من آل البيت - عدا علي والحسن والحسين في أحدى الروايات-؛ فقد أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض لم يكن على أمر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر) ( [١٠٤٢] ).
ولقارئ هذه الرواية أن يستفهم: أين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وأين بناتها؟ وأين العباس وأولاده؟ وأين أولاد جعفر بن أبي طالب؟ وأين غيرهم من آل البيت؟
هل ارتدوا جميعاً؟ هذا الذي لم أقف له على جواب في روايات الشيعة.
وفي رواية أخرى أسندها العياشي إلى أبي جعفر أكّد أبو جعفر أن علياً ليس معه مؤمن غير ثلاثة رهط( [١٠٤٣] ): هم سلمان وأبو ذر والمقداد. فأين الحسن والحسين رضي الله عنهما. هذا مع اعتقاد الشيعة الإثني عشرية أن فاطمة والحسنين، والعباس وأولاده، وعقيل، وغيرهم من بني هاشم كانوا يفضلون علياً رضي الله عنه، وكانوا يرون أنه أحق بالخلافة، ولم يرضوا بخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه( [١٠٤٤] ). ولكنهم سكتوا عن الإنكار والمطالبة بحق علي، كما حكى علي عنهم فيما أسنده إليه الصدوق: (وأبى عليَّ أهل بيتي إلا السكوت لما علموا من وغارة في صدور القوم، وبغضهم لله ورسوله وأهل بيته) ( [١٠٤٥] ). بل وبايعوا أبا بكر قبل أن يبايع علي كما حكى ذلك عنهم جماعة من مصنفي الشيعة، فلعل هذا السكوت وهذه المبايعة كانا السبب في عدم استثنائهم من الذين ارتدوا!!.
أما موقف الشيعة التفصيلي من ارتداد آل البيت: فالشيعة يرون أنه لم يبق من بنى هاشم بعد فاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا العباس بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب -بالإضافة لعلي وأبنائه- ويرون أن علياً ابتلي بهما -أي بالعباس وعقيل - وتذمر منهما، ووصفهما بالجلافة والحقارة؛ فقد أسند الكليني إلى سدير( [١٠٤٦] ).قال: (كنّا عند أبي جعفر (ع) فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم، واستذلالهم أمير المؤمنين (ع) . فقال رجل من القوم: أصلحك الله! فأينكان عِزُّ بني هاشم، وما كانوا فيه من العدد؟ فقال أبو جعفر: من كان بقي من بني هاشم؟ إنما كان جعفر وحمزة فمضيا، وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان( [١٠٤٧] ) حديثا عهد بالإسلام( [١٠٤٨] )؛ عباس وعقيل، وكانا من الطلقاء)( [١٠٤٩] ).
وقد علق المجلسي على هذه الرواية بقوله: إنه يثبت من أحاديثنا أن عباساً لم يكن من المؤمنين الكاملين، وأن عقيلاً كان مثله( [١٠٥٠] ).
هذا بالإضافة إلى كون العباس وعقيل لم يستثنيا من الذين ارتدوا في أي رواية من روايات الاستثناء التي ذكروها، بل لقد زعموا أن قول الله تعالى: (( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً )) [الإسراء:٧٢] نزل في العباس وابنه عبد الله، وأن قوله تعالى: (( وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ )) [هود:٣٤] . نزل في العباس رضي الله عنه؛ فقد أسند القمي والعياشي والمفيد إلى أبي جعفر الباقر قال: (جاء رجل إلى أبي؛ علي بن الحسين عليهما السلام فقال: إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آيةنزلت في القرآن في أي يوم نزلت، وفيمن نزلت. فقال أبي عليه السلام: سله فيمن نزلت: (( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً )) [الإسراء:٧٢] ، وفي من نزلت (( وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ )) [هود:٣٤] ... إلى أن قال - فانصرف الرجل إلى أبي، فقال أبي: فهل أجابك بالآيات؟ فقال: لا، قال أبي: لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير مدع ولا منتحل. أما قوله: (( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً )) ففيه نزلت وفي أبيه( [١٠٥١] )، وأما قوله: (( وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ )) ففي أبيه نزلت... إلخ.( [١٠٥٢] ).
ويظهر بوضوح من خلال هذه الروايات إهانتهم لعم رسول الله العباس، ولابن عمه عبد الله، وابن عمه عقيل؛ فقد اتهموا العباس وعقيل بن أبي طالب بخذلان علي وترك نصرته -والقعود عن نصرة علي نفاق عند الشيعة( [١٠٥٣] )- واتهموهما بضعف الإيمان واليقين، وادعوا أن هاتين الآيتين اللتين نزلتا في الكفار( [١٠٥٤] ). إنما نزلتا في العباس وابنه الحبر عبد الله.وقالوا في عبد الله بن عباس أنه كان يرى خلاف علي( [١٠٥٥] )، وأنه جحد ولايته( [١٠٥٦] ). وأنه سرق كل ما في بيت مال البصرة وهرب لما ولاه علي عليها، فدعا علي عليه أن يعمي الله بصره، فذهب بصره( [١٠٥٧] ).
والمتأمل للروايات التي أوردها الشيعة في كتبهم يجد أن العباس وابنه عبد الله لم يخذلا علياً رضي الله عنه كما ادّعوا، بل ذُكر في كتبهم أن العباس أنكر صرف الأمر عن بني هاشم. وقال لعلي: (أمدد يدك يا ابن أخي! أبايعك، فيقول الناس: عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله، فلا يختلف عليك اثنان) ( [١٠٥٨] ).ولم يكتف بهذه بل أنكر على أبي بكر وامتنع عن مبايعته، ودعا الناس إلى مبايعة علي، وقعد معه في بيته( [١٠٥٩] ) على حد زعمهم.
فكيف يوصف من كانت هذه حاله -عندهم - بالخذلان وضعف اليقين؟ ثم يعمدون إلى آيات نزلت في الكفار فيجعلونها مما نزل فيه؟! وفي الوقت نفسه يجعلون إيمان أبي طالب الذي لم يمت مؤمناً، بل مات على الشرك باتفاق أهل العلم( [١٠٦٠] ) ممااتفقت عليه الإمامية( [١٠٦١] )، واعتبرته من ضروريات المذهب( [١٠٦٢] )، بل ويؤلفون الكتب الطوال في إثبات إيمانه( [١٠٦٣] )، أو نبوته عند بعضهم( [١٠٦٤] ).
هذا بالرغم من نقل الشيعة في كتبهم لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه العباس، وذكر محبته لعقيل بن أبي طالب؛ (فقد أخرج أبو محمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي في كتابه إرشاد القلوب -فيما نقله عنه الشيرازي - أن النبي صلى الله عليه وآله قال في غير موطن وصية منه في العباس: «إن عمي العباس بقية الآباء والأجداد فاحفظوني فيه، كلٌّ في كنفي، وأنا في كنف عمي العباس، فمن آذاه فقد آذاني، ومن عاداه فقد عاداني، سلمه سلمي، وحربه حربي»( [١٠٦٥] ).
وأسند الصدوق إلى عبد الرحمن بن ساباط( [١٠٦٦] ) قال: كان النبي يقول لعقيل: «إني لأحبك يا عقيل حبين؛ حباً لك، وحباً لحب أبي طالب لك».( [١٠٦٧] )
المطلب الثالث: هل رجع أحدٌ من الصحابة الذين ارتدوا في نظر الشيعة إلى الإسلام؟:
زعم بعض مؤلفي الشيعة أن عدداً من الصحابة رجعوا إلى علي وقالوا بإمامته، وندموا على عدم نصره، وتابوا من موالاتهم لغيره؛ قال الحر العاملي: (روي أنه لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن من شيعة علي عليه السلام إلا أربعة مخلصون: سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار. ثم تبعهم جماعة قليلون؛ اثنا عشر. وكانوا يزيدون ويكثرون بالتدريج حتى بلغوا ألفاً وأكثر) ( [١٠٦٨] ).
وقال الشيرازي: (اعلم أن كثيراً من الصحابة رجع إلى أمير المؤمنين (ع) ، وظهر له الحق بعد أن عانده، وتزلزل بعضهم في خلافة أبي بكر، وبعضهم في خلافته (ع) ، وليس إلى استقصائهم جميعاً سبيل. وقد اتفقت نقلة الأخبار على أن أكثر الصحابة كانوا معه (ع) في حروبه)( [١٠٦٩] ).
وذكر سليم بن قيس أنه كان مع علي في حروبه نحواً من سبعين بدرياً، جلهم من الأنصار، وبقيتهم من المهاجرين، كلهم كانوا يشهدون لعلي أنه الخليفة بعد رسول الله بنص رسول الله صلى الله عليه وآله عليه( [١٠٧٠] ).
وقال التستري عن الأنصار: إنهم (فتنوا بحيلة الأغيار أولاً، ورجعوا إلى علي (ع) آخراً)( [١٠٧١] ).ولا ريب أن جلّ هذا الكلام غير مسلّم به عند أكثر مصنفي الشيعة إذا ما عرضناه على كتبهم. فمن هم الصحابة الذين تزلزلوا في خلافة أبي بكر ورجعوا إلى علي؟
روى العياشي والكشي -واللفظ له- بإسناديهما إلى أبي جعفر الباقر أنه قال: (ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد... -إلى أن قال- ثم أناب الناس بعد( [١٠٧٢] ).وكان أول من أناب: أبو ساسان الأنصاري( [١٠٧٣] )، وعمار، وأبو عمرة، وشتيرة( [١٠٧٤] )، وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين (ع) إلا هؤلاء السبعة)( [١٠٧٥] ).فهذه الرواية المعتبرة( [١٠٧٦] ). عند الشيعة تذكر الذين تزلزلوا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه. ومنهم أبو ساسان وشتيرة، وليسا من الصحابة باتفاق أهل السنة والشيعة، فيبقى عدد الذين تزلزلوا من الصحابة -على حد قولهم- اثنين.
وقد روى المفيد نحواً من هذه الرواية، إلا أنه يضع (حذيفة) بدلاً من (شتيرة) ( [١٠٧٧] ).
وذكر الفضل بن شاذان أن من السابقين الذين رجعوا إلى علي بن أبي طالب: خمسة عشر رجلاً، وقد سماهم بأسمائهم( [١٠٧٨] )، ولكن يرد على قوله هذا اعتراض، هو: كيف يقول بأن هؤلاء من السابقين الذين رجعوا إلى علي، وبعضهم-كما زعم بعض مصنفي الشيعة - قد كتم النص لما أنشدهم علي أن يشهدوا له بحقه بعدما بايع الناس أبا بكر رضي الله عنه، فدعا علي عليهم فاصابتهم دعوته( [١٠٧٩] ).؟ ثم ما مراده بقوله: (السابقين) ؟ ومتى كان رجوعهم إلى علي؟!.
إن كبار مصنفي الشيعة ينقلون عن أئمتهم أن علياً ناشد الصحابة في خلافة عثمان رضي الله عنه أن يشهدوا له بحقه،فلم يشهد له إلا ستة( [١٠٨٠] ). منهم الثلاثة الذين لم يرتدوا- وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وعمار بن ياسر رضي الله عنهم.
أما زيد بن أرقم فإن جمهور الشيعة يزعمون أنه كتم النص، فدعا عليه علي أن يُذْهِبَ الله بصره، فأصابه العمى( [١٠٨١] ).
وأما البراء بن عازب فقد دعا عليه علي بن أبي طالب لما كتم النص بأن يميته الله في الأرض التي هاجر منها. فبايع معاوية، وولاه معاوية اليمن، فمات بها، ومنها كان هاجر( [١٠٨٢] ) -على حد قول الشيعة -. ويزعم الشيعة أن علياً قال له: (إن ابني الحسين يقتل ولا تنصره) ، فكان كما قال( [١٠٨٣] ).
ولا شك أنه كان من الذين ارتدوا مرة ثانية -في نظر الشيعة - بعد مقتل الحسين لامتناعه عن نصرته؛ فقد روى الكشي والمفيد بسنديهما إلى أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: (ارتد الناس بعد الحسين إلا ثلاثة) ( [١٠٨٤] ).فأين كان هؤلاء الذين ذكرهم الفضل بن شاذان لما ناشد علي الناس أن يشهدوا له بحقه؟ ولِمَ لمْ يشهدوا لعلي بحقه بالرغم من سماعهم لمناشدته( [١٠٨٥] )؟
وأما قول الشيرازي: (وتزلزل بعضهم في خلافته (ع ) ) : فالنصوص التي أوردها مصنفوا الشيعة تبطله؛ فقد ذكروا أن علياً ناشد الصحابة في الرحبة( [١٠٨٦] ). وفي أيام خلافته أن يشهدوا له بما جاء في غدير خم من فضائله، فلم يشهد له إلا اثنا عشر رجلاً فقط( [١٠٨٧] ).
نصفهم ليسوا من الصحابة( [١٠٨٨] ).
بل لقد ذكر الكاشاني أسماء ثقات أصحاب علي وبطانته في خلافته، وليس فيهم واحد من الصحابة( [١٠٨٩] ). كما ذكروا ذلك.
وأما قول الشيرازي: (وقد اتفقت نقلة الأخبار على أن أكثر الصحابة كانوا معه (ع) في حروبه). وقول بعض مصنفي الشيعة:(كان معه في حروبه نحواً من سبعين بدرياً جلهم من الأنصار، وبقيتهم من المهاجرين)( [١٠٩٠] )، وقولهم: (شهد مع علي عليه السلام يوم الجمل ثمانون من أهل بدر( [١٠٩١] ) وألف وخمسائة من صحابة رسول الله)( [١٠٩٢] ). وغير ذلك من الأقوال التي تثير بمجموعها تساؤلاً وهو: هل وقوف بعض الصحابة إلى جانب علي في حروبه يدل على أنهم عادوا إلى اعتقاد إمامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وإمامة أولاده، والتي سبق الكلام على كفر منكرها عند الشعية؟
والجواب: إن الصحابة رضي الله عنهم وإن وقفوا إلى جانب علي في حروبه إلا أنهم لم يخرجوا من فريق أهل السنة والجماعة؛ لأنهم ومعهم علي رضي الله عنه لم ينحرفوا عن الأصول الثابته التي تعلموها من النبي صلى الله عليه وسلم، فليس فيهم شيعة بمعنى فئة أو طائفة مقابلة لأهل السنة، ورغم الخلاف الذي حصل بين بعضهم بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، ورغم الانقسام الذي حدث في صفوفهم إلا أن أصول الدين عندهم بقيت ثابتة لم تتزلزل.
والذين قاتلوا مع علي رضي الله عنه من الصحابة كانوا يقرون بإمامة من كان قبله ويتولونهم، ويعلمون أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أفضل منه، بل لقد تواتر عن علي رضي الله عنه من نحو ثمانين وجهاً أنه قال على منبرالكوفة: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر) ( [١٠٩٣] ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وبكل حال، فمن المعلوم للخاصة والعامة؛ أهل السنة وأهل البدعة أن القتال في زمن علي لم يكن لمعاوية ومن معه إلا لكونهم لم يبايعوا علياً، لم يكن لكونهم بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان) ( [١٠٩٤] ).
فلم تكن مبايعة الصحابة لعلي ووقوفهم معه في حروبه بسبب ظهور حقه لهم بعد ما عاندوه، إنما كان رضي الله عنه خليفة شرعياً بعد عثمان رضي الله عنه، وقد أسرع الناس إلى بيعته لما بويع، فبايعه المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان. وبهذا قال الشيعة أيضاً( [١٠٩٥] ).
وخلاصة الكلام أن الشيعة مضطربون في هذا الباب: فبينما ترى بعضهم يذكر رجوع بعض الصحابة إلى الإسلام، تجد غيرهم ينقضون هذا، ويجعلون من قال أولئك برجوعه في مصافّ أعداء آل البيت؛ فالتستري مثلاً قال عن المهاجرين: إنهم (كانوا مع معاوية في صفين ضد علي) ( [١٠٩٦] ). وقال في موضع آخر: (لم يكن مع علي في صفين من قريش إلا خمسة نفر) ( [١٠٩٧] ).، وقال في موضع ثالث: (قريش عادت علياً وخذلته ورجحت أبا بكر عليه) ( [١٠٩٨] ). إلى غير ذلك من الأقوال التي صدرت منه ومن غيره في بيان استمرار ارتداد الصحابة.
وهذا الاضطراب سببته التقية التي أفرط بعضهم في استخدامها على حساب هدم ما استندوا إليه من أدلة سواءأكانت نقلية أم عقلية، وإن كانت هي الحكم الفصل في بيان موقفهم الواضح. من ارتداد الصحابة.
وبالرجوع إلى هذه الأدلة يتبين أن ارتداد من ارتد من الصحابة- في نظر الشيعة - مستمر إلى أن يلقى الله عليه؛ فأكثر الآيات التي استدلوا بها على ارتداد الصحابة تتكلم عن عاقبة الكفار يوم القيامة، وكذلك الأحاديث، وأقوال أئمتهم. ولعل أقوى دليل استند إليه الشيعة -كما يزعمون-: هو حديث الحوض؛ فقد قرروا مجتمعين أنه عمدة في ارتداد الصحابة. وحديث الحوض فيه دلالة واضحة على عدم توبة ورجوع المرتدين المذكورين فيه لحكايته صلى الله عليه وسلم عما يقال له في ذلك اليوم عنهم: «إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم»( [١٠٩٩] )؛ أي أنهم يلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم لا يزالون مرتدين على أدبارهم القهقرى. وهذا أشهر دليل استدلوا به -في نظرهم-، ولم يرد عندهم من الأدلة ما يخصصه أو يقيده.
وإن كان أحد من الصحابة قد رجع إلى الإسلام في خلافة علي -كما ادعى بعض الشيعة -، فإن رجوعه لا يستمر، بل لا يلبث أن ينقلب مرة أخرى على عقبيه عندهم بسبب الرواية الأخرى التي أسندوها إلى إمامهم جعفر الصادق، والتي أفادت أن الناس كلهم ارتدوا بعد مقتل الحسين إلا ثلاثة( [١١٠٠] ) واستثنوا ثلاثة من أصحاب الحسين رضي الله عنه-.
موقف الشيعة الإثني عشرية من الصحابة رضي الله عنهم [١] ١
إعداد الطالب: عبد القادر محمد عطاء صوفي. ١
كلمة شكر وتقدير: ٢
المقدمة: ٤
سبب اختياري لهذا الموضوع: ٦
منهجي في هذا البحث: ٧
خطة البحث: ٨
توثيق المصادر: ١٤
ذكر توثيق الشيعة وثنائهم على مصادرهم التي رجعت إليها، وإشادتهم بمصنفيها: ١٤
تمهيد: ٨٤
الفصل الأول: مكانة الصحابة رضي الله عنهم عند أهل السنة والجماعة: ٨٤
المبحث الأول: تعريف الصحابي: ٨٤
المطلب الأول: تعريف الصاحب لغة: ٨٤
المطلب الثاني: تعريف الصحابي اصطلاحاً: ٨٥
المبحث الثاني: بيان مذهب أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة، مع ذكر أدلتهم بإيجاز: ٨٧
المطلب الأول: تعريف العدالة: ٨٧
المطلب الثاني: معتقد أهل السنة والجماعة في عدالة الصحابة رضي الله تعالى عنهم: ٨٧
المطلب الثالث: أدلة أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة رضي الله عنهم: ٨٨
المسألة الأولى: أدلتهم من كتاب الله تعالى: ٨٨
المسألة الثانية: أدلتهم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ٩٠
المبحث الثالث: حكم سابّ الصحابة- عند أهل السنة والجماعة: ٩٢
الفصل الثاني: موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة بإيجاز: ١٠٠
المبحث الأول: التعريف المختار للشيعة، وبيان أشهر فرقها المعاصرة: ١٠٠
المطلب الأول: التعريف المختار للشيعة: ١٠٠
المطلب الثاني: ذكر أشهر فرق الشيعة المعاصرة: ١٠٢
المبحث الثاني: بيان موقف أشهر فرق الشيعة من الصحابة: ١٠٣
المطلب الأول: موقف فرقة الزيدية من الصحابة رضي الله عنهم:: ١٠٣
المطلب الثاني: معتقد الإسماعيلية في الصحابة: ١٠٧
المطلب الثالث: معتقد الشيعة الإثني عشرية في الصحابة: ١٠٩
الباب الأول: موقف الشيعة الإثنا عشرية من الصحابة عموماً: ١١٠
الفصل الأول: دعوا الشيعة الإثني عشرية ارتداد الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ١١١
المبحث الأول: أدلتهم من القرآن الكريم: ١١٢
المبحث الثاني: ذكر بعض الأدلة التي استدلوا بها من السنة على ارتداد الصحابة: ١٢٣
المبحث الثالث: أدلتهم من أقوال أئمتهم: ١٣٨
المبحث الرابع: استدلالهم العقلي بالنظر إلى أحوال الصحابة على ارتدادهم: ١٤٩
المبحث الخامس: سبب ارتداد الصحابة في نظر الإثني عشرية: ١٥٥
المبحث السادس: هل شمل الارتداد جميع الصحابة؟ وهل رجع الصحابة الذين ارتدوا- في نظر الشيعة- إلى الإسلام أم لا؟: ١٨٣
المطلب الأول: موقف الشيعة من الصحابة الذين ماتوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ١٨٤
المطلب الثاني: هل كان أحد من آل البيت من جملة المرتدين؟: ١٨٧
المطلب الثالث: هل رجع أحدٌ من الصحابة الذين ارتدوا في نظر الشيعة إلى الإسلام؟: ١٩١
( [١] ) رسالة مقدمة لنيل الشهادة العالمية الماجستير - إشراف فضيلة الدكتور: سعدي الهاشمي (١٤١٠ هـ) .
( [٢] ) أخرجه أبو داود في سننه ٥/١٥٧، ك الأدب، باب شكر المعروف، والترمذي في جامعه ٤/٣٣٩، ك البر، باب ما جاء في الشكر، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في مسنده ٢/٢٩٥، ٣٠٢، ٣٨٨، ٤٩٢، وصحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة ١/١٥٨، رقم ٤١٧.
( [٣] ) صحيح مسلم ٢/٥٩٢، ك الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، ومسند أحمد ٣/٣٧١.
( [٤] ) الزيادة أخرجها البيهقي في السنن الكبرى ٣/٢١٤.
( [٥] ) مقالات الفرق لسعد القمي ص ٢١، وفرق الشيعة للنوبختي ص ٤٤، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص ١٠٨-١٠٩، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/١٨٤.
( [٦] ) المراد بها: سبّ الصحابة رضي الله عنهم وشتمهم، والتبرؤ منهم.
([
٧]) ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن "الرد على أهل البدع مجاهد" ، ونقل قول الإمام يحيى بن يحيى: "الذب عن السنة أفضل من الجهاد" . (مجموع الفتاوى ٤/١٣) .
( [٨] ) باستثناء الباب الثامن المتعلق بموقفهم من بعض الصحابة، فقد اقتصرت فيه على نماذج خشية الإطالة.
( [٩] ) وقد رجعت في ذلك إلى نيّف وثلاثمائة كتاب من كتبهم المعتبرة لديهم.
( [١٠] ) وهي الخطة التي اتبعها قبلي: الأخ الأستاذ جلال الدين محمد صالح.
( [١١] ) الفهرست للنجاشي ص: ٣٠٠-٣٠١.
( [١٢] ) الفهرست للنجاشي ص:٣٠٠-٣٠١.
( [١٣] ) الفهرست للطوسي ص: ١٧١ - ١٧٢، رجال العلامة الحلي ص ١٧٥، وبحار الأنوار للمجلسي ١/٣٦.
( [١٤] ) الفهرت للطوسي س: ١٧١-١٧٢، رجال العلامة الحلي ص١٧٥، وبحار الأنوار للمجلسي ١/٢٣.
( [١٥] ) الفهرست للطوسي ص ١٧١ - ١٧٢، رجال العلامة الحلي ص ١٧٥، وبحار الأنوار للمجلسي ١/٣٦.
( [١٦] ) معجم رجال الحديث لخوئي ١٩/ ١٤٣-١٤٤.
( [١٧] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ٥/١٤١، ١٥/ ٥٢- ٥٣.
( [١٨] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ٤/ ٢٨٥.
( [١٩] ) تفسير الحسن العسكري ص٣. وانظر بحار الأنوار للمجلسي ١/٥٢.
( [٢٠] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ٤/٢٨٥.
( [٢١] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص ٥٣٧- ٢١٧.
( [٢٢] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص ٥٣٧- ٥٣٨، ٥٤٢.
( [٢٣] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٥٣٨-٥٤٢.
( [٢٤] ) الفهرست للنجاشي ص٢١٦-٢١٧.
( [٢٥] ) الفهرست للطوسي ص١٢٤-١٢٥.
( [٢٦] ) رجال الحلي ص١٣٢-١٣٣.
( [٢٧] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١٣/٢٨٩-٢٩٣.
( [٢٨] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١٣/٢٨٩-٢٩٣.
( [٢٩] ) الذريعة لآغا بزرك ٢/٤٩٠-٤٩١.
( [٣٠] ) الفهرست للنجاشي ص٥٥، والفهرست للطوسي ص٤٨. وانظر: الفهرست لابن النديم ص ٣٠٩، ورجال الحلي ص١٤، ومعالم العلماء لابن شهر آشوب ص ٩-١٠، ومعجم رجال الحديث للخوئي ٢/٢٦٠-٢٦٦.
( [٣١] ) من لا يحضره الفقيه ١/٣-٤. وانظر مقدمة كتاب المحاسن لجلال الدين الأرموي ص(يا).
([
٣٢]) مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٢٤. وانظر مقدمة كتاب المحاسن للأرموي ص (د) .
( [٣٣] ) الفهرست للنجاشي ص١٢-١٤، والفهرست للطوسي ص٣١-٣٢/ ورجال الحلي ص٥.
( [٣٤] ) مستدرك وسائل الشيعة للنوري الطبرسي ٣/٥٤٩-٥٥٠. وانظر أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٢٠٩.
( [٣٥] ) روضات الجنات للخوانساري ص٤. وانظر: الذريعة ١٦/١.
( [٣٦] ) في الكنى والألقاب ٣/٢٤٦.
( [٣٧] ) في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣/٢٩٦-٢٩٧.
( [٣٨] ) رجال الطوسي ص٤٣٦، والذريعة ٣/١٢٤-١٢٥.
( [٣٩] ) الفهرست للنجاشي ص٢٥١. وانظر: الفهرست للطوسي ص١٤٣-١٤٤، ومنهج المقال للإستراباذي ق ٢٨١/أ، والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٣٧٩.
( [٤٠] ) الذريعة لآغا بزرك ٣/١٢٤-١٢٥. وانظر بحار الأنوار ١/٢٧.
( [٤١] ) الذريعة لآغا بزرك ٣/١٢٤-١٢٥. وانظر بحار الأنوار ١/٢٧.
( [٤٢] ) الفهرست لابن النديم ص١١٦.
( [٤٣] ) الذريعة ١/٣٣٨.
( [٤٤] ) الذريعة ٤/٢٩٨-٢٩٩، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٣/٢٥٢-٢٥٣، أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٨/٣٩٦.
( [٤٥] ) روضات الجنات للخوانساري ٥/٣٥٣-٣٥٤.
( [٤٦] ) أنظر مصادر الحاشيتين (٤) و(٥) من الصفحة السابقة، وانظر أيضا: سفينة البحار لعباس القمي ٢/٣٥٢، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/٣.
( [٤٧] ) الذريعة ٤/٣٠٢.
( [٤٨] ) الفهرست للنجاشي ١٨٣. وانظر رجال الحلي ص١٠، ومنهج المقال للإستراباذي ق ٢٠٢/أ. ومعجم رجال الحديث للخوئي ١١/١٩٣.
( [٤٩] ) تنقيح المقال للمامقاني ٢/٢٦٠.
( [٥٠] ) الفهرست للطوسي ص١١٩. وانظر الدريعة ٤/٣٠٢.
( [٥١] ) مقدمة تفسير القمي للموسوي ص١٤.
( [٥٢] ) رجال الطوسي ص٣٩٦، ٤١٩، ٤٣٢.
( [٥٣] ) رجال الطوسي ص٣٩٦، ٤١٩، ٤٣٢.
( [٥٤] ) نفس المصدر السابق. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٠/١٤٠-١٤١.
( [٥٥] ) الفهرست للنجاشي ص١٥٢. وانظر رجال الحلي ص١٠٦، ومنهج المقال للإستراباذي ق١٨٢/أ، والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/١٧٧.
( [٥٦] ) رجال الطوسي ص٤٣٢.
( [٥٧] ) الفهرست للطوسي ص١٠٢.
([
٥٨]) الذريعة لآغا بزرك ١٧/٦٧-٦٨.
( [٥٩] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/١١٦، وحاشية لؤلؤة البحرين لمحمد صادق بحر العلوم ص٣٨٩.
( [٦٠] ) وأقوالهم في إطرائه والثناء عليه كثيرة جدا، ولا يتسع المجال لذكرها. (راجع: الفهرست للنجاشي ص٢٦٦-٢٦٧، والفهرست للطوسي ١٣٥-١٣٦، والرجال له ص ٤٦٥-٤٦٦، ورجال الحلي ص ١٤٥، وكشف المحجة لابن طاوس ص ٢٥٨، وفرج المهموم له ص١٩٠، ومنهج المقال للإستراباذي ق٣١٦/ أ-ب، والكنى والألقاب لعباس القمي٣/٩٩، وروضات الجنات للخوانساري ٦/١١١، ولؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٣٨٦-٣٨٧، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٨/٥٠-٥٤) .
( [٦١] ) الوافي للكاشاني ١/٦، والكنى والألقاب لعباس القمي ٣/٩٨، ومستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٥٣٢.
( [٦٢] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/١١٦، ومقدمة الكافي لحسين علي محفوظ الكاظمي ص٢٥، ط إيران، ١٣٨١هـ، وحاشية محمد صادق بحر العلوم على لؤلؤة البحرين ص ٣٨٩.
( [٦٣] ) الذريعة ١٧/٢٤٥.
( [٦٤] ) مقدمة الكافي لحسين علي ص ٢٥-٢٦، ط إيران، ١٣٨١هـ. وانظر: حاشية محمد صادق بحر العلوم على لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٣٨٩.
( [٦٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ٣/٢٣٣، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٤/٢٢١.
( [٦٦] ) الفهرست للنجاشي ص٢٧١، ورجال الحلي ص١٦٢. وانظر مصادر الحاشية رقم(٣).
( [٦٧] ) أمل الآمل للحر العاملي ٣/٢٣٣. وانظر الذريعة ١٦/٧٩.
( [٦٨] ) الفهرست للنجاشي ص٢٤٧. وانظر رجال الحلي ص١٤٥. والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٤٤٩-٤٥٠، معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/٢٢٤.
( [٦٩] ) فوائد الوحيد البهباني ص٢٦-٣٢.
( [٧٠] ) الفهرست للطوسي ١٣٦. وانظر: رجال الحلي ص١٤٥.
( [٧١] ) رجال الطوسي ص٤٩٧. وانظر روضات الجنات للخوانساري ٦/١٢٠.
( [٧٢] ) انظر مصادر الحواشي الخمس السابقة.
( [٧٣] ) مقدمة كتاب تفسير العياشي لمحمد حسين طباطبائي ص (ج) . وانظر: الذريعة لآغا بزرك ٤/٢٩٥.
( [٧٤] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/١١٩.
([
٧٥]) الفهرست للنجاشي ص٢٦٦. وانظر رجال الحلي ص١٦١، ومعجم رجال الحديث ١٧/١٤٧.
( [٧٦] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٩/١٩٩.
( [٧٧] ) راجع تحرير هذه المسألة في الذريعة ٨/٢٤١-٢٤٧، ٢١/٩.
( [٧٨] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/١٤٨.
( [٧٩] ) قال آغا بزرك: "(رياض العلماء وحياض الفضلاء): لخريت هذه الصناعة، بل وحيد عصره في الاطلاع الميرزا عبد الله، الملقب من سلطان الروم بالإفندي بن المولى الميرزا عيسى بن محمد صالح الجيراني التبريدي الأصفهاني، تلميذ العلامة المجلسي.." . (الذريعة ١١/٣٣١) .
( [٨٠] ) مقدمة إثبات الوصية ص٢.
( [٨١] ) قال آغا بزرك: "(السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي) للشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلي... توفي ٥٩٨هـ" . (الذريعة ١٢/١٥٥) .
( [٨٢] ) مقدمة إثبات الوصية ص٣.
( [٨٣] ) قال آغا بزرك: (منتهى المقال في أحوال الرجال) ، المعروف برجال أبي علي.. وهو للشيخ أبي علي محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار بن سعد الدين الحائري.. والمتوفى في ربيع الأول سنة خمسة عشر، أو ستة عشر بعد المائتين والألف في النجف، ودفن في الصحن الشريف.. (الذريعة ٢٣/١٣) .
( [٨٤] ) مقدمة إثبات الوصية ص٣.
( [٨٥] ) خاتمة مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٣١٠.
( [٨٦] ) الفهرست للنجاشي ص١٧٨-١٧٩، ورجال الحلي ص١٠٠، وأمل الآمل للحر العاملي ٢/١٨٠-١٨١، ومنهج المقال للإسترابادي ق ٢١٨/ أ-ب، وبحار الأنوار للمجلسي ١/٣٦، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١١/ ٣٦٧-٣٦٨، والذريعة لآغا بزرك ١/١١٠، ٤/٤٣٩-٤٤٠.
( [٨٧] ) الفهرست للنجاشي ص٢٦٨.وانظر رجال الحلي ص١٦١.
( [٨٨] ) الذريعة ٢/١٠٩-١١١.
( [٨٩] ) يريد بالثلاثة: الخلفاء الراشدين المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. وقد ملأ المؤلف كتبه بالمطاعن الكثيرة الموجهة إليهم، وختمه بتوجيه مطاعن إلى بقية العشرة المبشرين بالجنة- عدا علي - رضي الله عن الصحابة أجمعين.
( [٩٠] ) الفهرست للطوسي ص٩١.
([
٩١]) مقدمة كتاب الإستغاثة ص(ب). والذريعة ٢/٢٨.
( [٩٢] ) مقدمة كتاب الاستغاثة ص(ب). والذريعة ٢/٢٨.
( [٩٣] ) مقدمة كتاب الإستغاثة ص(١).
( [٩٤] ) روضات الجنات الخوانساري ٥/٢٢٠٠.
( [٩٥] ) أمل الآمل للعاملي٢/١٨١. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١١/٣٦٧-٣٦٨.
( [٩٦] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين١/١٧٥، والذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢/٢٤٩، ٢١/٣٧٦-٣٧٧.
( [٩٧] ) الفهرست للنجاشي ص٤٦. وانظر رجال الحلي ص١٤٧، ومعجم رجال الحديث ٥/١٤٢-١٤٣.
( [٩٨] ) الفهرست للطوسي ص٤٦، ورجال الطوسي ص٤٦٢. وانظر: أمل الآمل للحر العاملي ٢/٧٨-٧٩، ومعجم رجال الحديث ٥/١٤٣.
( [٩٩] ) الذريعة لآغا بزرك ١٦/١٧٩.
( [١٠٠] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي٥/٣٢٠-٣٢١.
( [١٠١] ) الفهرست للنجاشي ص١٢٦. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٨/٧٤.
( [١٠٢] ) رجال الحلي ص٣٩.
( [١٠٣] ) تنقيح المقال للمامقاني ٢/١٧.
( [١٠٤] ) الفهرست للنجاشي ص١٢٦، والفهرست للطوسي ص٧٦، ومعالم العلماء لابن شهر آشوب ص٤٧، والذريعة لآغا بزرك ٢١/٣٩٤.
( [١٠٥] ) الذريعة ٣/٤٠٠.
( [١٠٦] ) أمل الآمل للعاملي ٢/٧٤، وانظر روضات الجنات للخوانساري.
( [١٠٧] ) أمل الآمل للعاملي ٢/٧٤، وانظر روضات الجنات للخوانساري.
( [١٠٨] ) نقله عنه آغا بزرك في الذريعة٣/٤٠٠.
( [١٠٩] ) ذكر الوحيد البهبهاني أن كلمة "وجه" : من الألفاظ التي تدل على توثيق الرجل وتعديله. (الفوائد ص٣٢) .
( [١١٠] ) الفهرست للنجاشي ص١٨٨-١٨٩.وانظر: رجال الحلي ص١٤٧، وجامع الرواة للأردبيلي ١/١٥٤، وأمل الآمل للعاملي٢/٢٨٣، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٦/٣١٦-٣١٩.
( [١١١] ) الفهرست للطوسي ص١٧٥-١٧٦.وانظر: الفهرست لابن النديم ص٢٧٧، ورجال الطوسي ص٤٩٥، والإقبال لابن طاوس ص ٤٦٥، وسفينة البحار لعباس القمي ٢/٢٢، وخاتمة مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٥٢٤، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٦/٣١٩-٣٢١، وأعيان الشيعة لمحسن العاملي ١/١٠٤.
( [١١٢] ) نقله عنه الخوانساري في روضات الجنات٢/١٣٢.
([
١١٣]) قال آغا بزرك: (الفوائد الرجالية: للسيد البحر العلوم؛ محمد مهدي بن السيد مرتضى الطباطبائي البروجردي.-وكتابه- كتاب رجال في غاية الجودة، وحسن الترتيب..) (الذريعة١٦/٣٣٩) .
( [١١٤] ) نقلها محمد صادق بحر العلوم في مقدمته على علل الشرائع ص١١.
( [١١٥] ) الذريعة لآغا بزرك١٨/٨٦-٨٨.
( [١١٦] ) الفهرست للنجاشي ص٣١٠-٣١١. وانظر: أمل الآمل للعاملي ٢/٢٦٢، والذريعة لآغا بزرك ٢٤/٤١٢-٤١٣.
( [١١٧] ) نقد الرجال للتفرشي ص٣٠٣. وانظر: أمل الآمل ٢/٢٦٣.
( [١١٨] ) الفهرست للنجاشي ص٢٨٣-٢٨٧.
( [١١٩] ) الفهرست للطوسي ص١٥٧-١٥٨.
( [١٢٠] ) رجال الطوسي ص٥١٤.
( [١٢١] ) الفهرست لابن النديم ص ٢٦٦، ٢٧٩، ٢٩٣.
( [١٢٢] ) رجال الحلي ص١٤٥.
( [١٢٣] ) معالم العلماء لابن شهر آشوب ص١٠١.
( [١٢٤] ) منهج المقال للإستراباذي ق٣٥٦/ أ- ٣٥٧/أ.
( [١٢٥] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/١٥٣.
( [١٢٦] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٠٤.
( [١٢٧] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٣٥٦.
( [١٢٨] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/٢٠٢-٢١٠.
( [١٢٩] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٩/٤٢٠.
( [١٣٠] ) الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية ص١١١-١١٤.
( [١٣١] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٦/٨٢-٨٣.
( [١٣٢] ) الذريعة لآغا بزرك ١٥/٣٨٣.
( [١٣٣] ) الفهرست للنجاشي ص٦٢.
( [١٣٤] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٢/٣١٦. وانظر تنقيح المقال للمامقاني ٣/٧٣-٧٤، وأعيان الشيعة للعاملي٢/٣٢٧.
( [١٣٥] ) الفهرست للنجاشي ص١٩٢-١٩٣.
( [١٣٦] ) الفهرست للطوسي ص٩٨-١٠٠.وانظر رجال الحلي ص٩٥، وروضات الجنات للخوانساري ٤/٢٩٥، والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٣٩-٤٠، والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للشيرازي ص٤٥٨-٤٦٦.
( [١٣٧] ) الفهرست للطوسي ص٩٨-١٠٠.وانظر رجال الحلي ص٩٥، وروضات الجنات للخوانساري ٤/٢٩٥، والكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٣٩-٤٠، والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للشيرازي ص٤٥٨-٤٦٦.
( [١٣٨] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص٣٢٠.
( [١٣٩] ) الذريعة ١٣/٨.
([
١٤٠]) الذريعة لآغا بزرك ٢/٣١٢.
( [١٤١] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٢٨٧.
( [١٤٢] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي٩/٤٠٠-٤٠١.وانظر: الذريعة لآغا بزرك١٨/١٦١.
( [١٤٣] ) الذريعة لآغا بزرك ١٠/١٥٤-١٥٥، و١٦/٣٧٦.
( [١٤٤] ) نفس المصدر ٨/٢٤١.
( [١٤٥] ) الشيعة في الميزان لمغنية ص٢٧١.
( [١٤٦] ) الفهرست للنجاشي ص٢٨٧- ٢٨٨. وانظر خاتمة مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٥٠٥، وتنقيح المقال للمامقاني٣/١٠٥، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٥/٢٤٣.
( [١٤٧] ) رجال الحلي ص ٢٤٨.
( [١٤٨] ) الفهرست للطوسي ص١٥٩.
( [١٤٩] ) روضات الجنات للخوانساري٦/٢١٦.
( [١٥٠] ) الكنى والألقاب لعباس القمي٢/٣٥٧.وانظر:مقدمة كتاب النهاية في مجرد الفقه والفتاوى لمهدي الطباطبائي ص (ح) .
( [١٥١] ) منهج المقال للإستراباذي ق٢٨١/أ-٢٨٢/ب.
( [١٥٢] ) مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٤٠.
( [١٥٣] ) معالم العلماء لابن شهر آشوب ص٢٥.
( [١٥٤] ) أمل الآمر للحر العاملي ٢/١٧. وانظر: الكنى والألقاب لعباس القمي ٢/٤٠٤، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٥٥-١٥٦.
( [١٥٥] ) روضات الجنات للخوانساري ١/٦٥.وانظر: الذريعة لآغا بزرك ١/٢٨١، ومقدمة بحر العلوم على كتاب الاحتجاج ص٩.
( [١٥٦] ) معالم العلماء لابن شهر آشوب ص ١٣٥.
( [١٥٧] ) نقد الرجال للتفرشي ص٢٦٦.
( [١٥٨] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢١٦-٢١٧.
( [١٥٩] ) مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٣٦-١٣٧.
( [١٦٠] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص٣٤٦-٣٤٧.
( [١٦١] ) وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٣/٢٨٥، والذريعة لآغا بزرك ٢/٣٤١، ٢٠/٢٤.
( [١٦٢] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٣٠٠.وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/١٩٧. والذريعة ٥/٣٥.
( [١٦٣] ) الفهرست للرازي ص ٨٧-٨٨.
( [١٦٤] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ٣/٥٨.
( [١٦٥] ) معالم العلماء لابن شهر آشوب ص٥٥.
( [١٦٦] ) كشف المحجة في ثمرة المهجة ص٢٠.
( [١٦٧] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١٥٢-١٢٧.
([
١٦٨]) وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٩٣-٩٤، والذريعة لآغا بزرك الطهراني ٧/١٤٥-١٤٦.
( [١٦٩] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٢٨٥-٢٨٦.
( [١٧٠] ) معالم العلماء ص١١٩.
( [١٧١] ) نقد الرجال للتفرشي ص٣٢٣.
( [١٧٢] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/٢٩٠.
( [١٧٣] ) لؤلؤة البحرين ص٣٤٠-٣٤١.
( [١٧٤] ) انظر المجلسي في مقدمة بحار الأنوار ص١٤١.
( [١٧٥] ) وانظر أيضاً: معجم رجال الحديث للخوئي ١٦/٣٢٩-٣٣٠، والذريعة لآغا بزرك ٢١/٢٠١، ٢٢/٣١٨-٣١٩، وأعيان الشيعة لمحسن الأمين العاملي ٤٦/١٣٦.
( [١٧٦] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/١٩٤.
( [١٧٧] ) بحار الأنوار للمجلسي١/٣٥، ١٠٨/١٦٣-١٦٤.
( [١٧٨] ) في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء ٤/١٤٠.
( [١٧٩] ) نقله عنه أبو علي الحائري في كتابه منتهى المقال ص٢١٩.
( [١٨٠] ) انظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٢/٨٧، والذريعة لآغا بزرك ١٦/٣٩٥-٣٩٦، وأعيان الشيعة للعاملي ٤١/٣٤٣.
( [١٨١] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١٣٠، وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٩/٧، والذريعة لآغا بزرك ١٦/٢٥٠، وأعيان الشعية لمحسن العاملي ٧/٣٢٦.
( [١٨٢] ) نقد الرجال للتفرشي ص٢٤٤.
( [١٨٣] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٠٥-٢٠٦.
( [١٨٤] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص٢٣٩.وانظر أيضاً: مقدمة بحار الأنوار لعبد الرحيم الشيرازي ص١٧٧، ومنتهى المقال لعباس القمي ص٣٥٧، وخاتمة مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٤٦٧-٤٦٩، والذريعة لآغا بزرك ١٢/١٨٢.
( [١٨٥] ) الذريعة ١٨/٤٧-٤٨.
( [١٨٦] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٩٩.وانظر تاريخ الشيعة للمظفر ص ٧٨-٧٩.
( [١٨٧] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٩٩.وانظر: تاريخ الشيعة للمظفر ص ٧٨-٧٩.
( [١٨٨] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ٣/٢٠٨-٢١٠. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٧/١٩٤-١٩٥.
( [١٨٩] ) الذريعة ٣/٣٥٢.
( [١٩٠] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٣٢. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٩/٩٤.
( [١٩١] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ١/٤١٩.
([
١٩٢]) روضات الجنات للخوانساري ٧/٢١٨. وانظر: الذريعة لآنما برزك ١٤/١٤٩.
( [١٩٣] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١٩٥.وانظر: الكنى والألقاب لعباس القمي ٢/١٤-١٥، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٢/١٠٦، والذريعة لآغا بزرك ١٨/٤٧-٤٨.
( [١٩٤] ) مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٤٥.وانظر: روضات الجنات للخوانساري ٤/٣٤١.
( [١٩٥] ) روضات الجنات للخوانساري٤/٣٤٢.
( [١٩٦] ) الغدير للأميني ٥/٤٤٦.
( [١٩٧] ) رجال ابن داود الحلي ص١١٩.
( [١٩٨] ) نقد الرجال للتفرشي ص١٠٠.
( [١٩٩] ) منهج المقال للإسترابادي ق٢٥/أ-ب.
( [٢٠٠] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٨١-٨٢. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٥/١٥٧-١٦١.
( [٢٠١] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٢١٠، ٢١٢.
( [٢٠٢] ) الذريعة لآغا بزرك ٢/٢٩٨، ٤٤٥، ١٠/١١١، ١٨/٦٠، وانظر: رجال الحلي ص٤٥-٤٩-فقد ذكر المصنّف فيه ما ألّف من كتب-، ولؤلؤة البحرين ص٢١٤-٢١٦.
( [٢٠٣] ) نقد الرجال للتفرشي ص٩٢.
( [٢٠٤] ) أمل الآمل ٢/٧١. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ٥/٣١.
( [٢٠٥] ) الذريعة لآغا بزرك ١٠/٨٤-٨٥.
( [٢٠٦] ) الذريعة لآغا برزك ١٨/٨٢.
( [٢٠٧] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين٦/٢٧١.
( [٢٠٨] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٦٦. وانظر: الكنى والألقاب لعباس القمي ٢/١٤٨، والذريعة لآغا بزرك ٢٠/١٨٢-١٨٣، ومعجم رجال الحديث ٤/٣٥١، وأعيان الشيعة لمحسن الأمين ٥/١٠٦-١٠٧.
( [٢٠٩] ) بحار الأنوار للمجلسي ١/٣٣. وانظر مقدمة بحار الأنوار لعبد الرحيم الشيرازي ص١٩٤.
( [٢١٠] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٢٥. وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٨/٣٢١-٣٢٢.
( [٢١١] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٧٢-١٧٣.
( [٢١٢] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٨/١٥٩، ٢٤/١٨.
( [٢١٣] ) نفس المصدر ١٦/٢٤٦.
( [٢١٤] ) أمل الآمل ٢/١٣٥.
( [٢١٥] ) تقدم قول الحر العاملي. وانظر أيضاً: رياض العلماء وحياض الفضلاء لعبد الله أفندي ص٥٨٦-٥٨٧، وروضات الجنات للخوانساري ٤/٣٥٣، والكنى والألقاب لعباس القمي٢/١٠١.
([
٢١٦]) بحار الأنوار للمجلسي ٢٥/٤٦.وانظر: مقدمة محمد الباقر البهبودي على الصراط المستقيم ص٩-١٠.
( [٢١٧] ) روضات الجنات للخوانساري ٤/٣٥٣-٣٥٤.
( [٢١٨] ) نقل ذلك محسن الأمين في أعيان الشيعة ٤٢/٣١-٣٢.
( [٢١٩] ) وانظر الذريعة لآغا بزرك ١٥/٣٦-٣٧.
( [٢٢٠] ) والشيعة قد اتفقوا على جلالته، ولم يخالف في ذلك منهم أحد، وقد أنزلوا كتابه منزلة عظيمة، حتى إن عبد الرحيم الشيرازي ذكر أنه من الكتب التي لم يشك أحد في صلاحها للاعتماد.(مقدمة بحار الأنوار للشيرازي ص١٩٤) والكتاب فيه حشد هائل من الروايات المكذوبة والأقوال الباطلة المنسوبة للأئمة من أهل البيت رضي الله عنهم زورا وبهتانا في حق خير القرون من العشرة المبشرين وإخوانهم الآخرين، وزوجات النبي الكريم أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين.
( [٢٢١] ) أمل الآمل للحر العاملي١/٢٨. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١/٢٦٠-٢٦١.
( [٢٢٢] ) تنقيح المقال للمامقاني١/٢٧. وانظر الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/١٤٣-١٤٤، ٢١/١١٦-١١٧.
( [٢٢٣] ) نقد الرجال للتفرشي ص٢٣٨.
( [٢٢٤] ) أمل الآمل للحر العاملي ١/١٢١. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٢/٧٣.
( [٢٢٥] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٥١.
( [٢٢٦] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٥٤.
( [٢٢٧] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٥٣.
( [٢٢٨] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٥٣.
( [٢٢٩] ) جامع الرواة للأردبيلي ١/٥٨٩. وانظر أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٨/٢٠٨-٢١٣.
( [٢٣٠] ) سيأتي بيان ذلك ص (٩٨٣) .
( [٢٣١] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٤/٢٥٠.
( [٢٣٢] ) سيأتي بيان ذلك ص (٩٨٣) .
( [٢٣٣] ) سيأتي بيان ذلك ص(٩٨٣).
( [٢٣٤] ) نقد الرجال للتفرشي ص١٤٥.
( [٢٣٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ١/٨٥-٨٦. وانظر: معجم رجال الحديث ٧/٣٧٢-٣٧٧.
( [٢٣٦] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ٢٨-٢٩.
( [٢٣٧] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١١/٢٩٠-٢٩٢.
( [٢٣٨] ) أمل الآمل للحر العاملي١/٧٤.وانظر: معجم رجال الحديث للخوئي ٦/٩-١١.
([
٢٣٩]) لؤلؤة البحرين للبحراني ص٢٤-٢٥.
( [٢٤٠] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٥/١٠١.
( [٢٤١] ) أمل الآمل العاملي ٢/٣٣٦-٣٣٧.
( [٢٤٢] ) روضات الجنات للخوانساري٨/١٦٠.
( [٢٤٣] ) الكنى والألقاب لعباس القمي٣/٤٥.
( [٢٤٤] ) شهداء الفضيلة للأميني ص١٧١.
( [٢٤٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٤٩. وأنظر أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٩/١٨٩.
( [٢٤٦] ) لؤلؤة البحرين ص ١٣٢-١٣٤.
( [٢٤٧] ) انظر الذريعة لآغا بزرك ١٤/١٧٨، ٢٤/٣٨، وأعيان الشيعة لمحسن الأمين العاملي ٩/١٨٩.
( [٢٤٨] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٢٢. وانظر الذريعة لآغا بزرك ٢٤/٢٧٤-٢٧٥.
( [٢٤٩] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٣٠٥-٣٠٦.
( [٢٥٠] ) روضات الجنات للخوانساري ٦/٧٩.
( [٢٥١] ) جامع الرواة للأردبيلي٢/٤٢.
( [٢٥٢] ) راجع: لؤلؤة البحرين للبحراني ص١٢٢-١٣١.
( [٢٥٣] ) سلافة العصر لعلي صدر الدين ص٣٦٧.
( [٢٥٤] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ٢/١٥٨.
( [٢٥٥] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين العاملي٩/١٦٨.
( [٢٥٦] ) الشيعة في الميزان لمغنية ص ٣١٧-٣١٨.
( [٢٥٧] ) انظر مثلاً: أمل الآمل للحر العاملي ١/١٤١-١٥٤- فقد ترجم لنفسه، وذكر مصنفاته، وروضات الجنات للخوانساري ٧/٩٦-١٠٥، ومستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٣٩٠، وشهداء الفضيلة للأميني ص٢١٠، وأعيان الشيعة لمحسن العاملي ٩/١٦٧-١٦٨، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٥/٢٣٢-٢٤٢.
( [٢٥٨] ) نقد الرجال للتفرشي ص٣٢٤.
( [٢٥٩] ) سلافة العصر للشيرازي ص٤٩٩.
( [٢٦٠] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٨١.
( [٢٦١] ) انظر: معجم رجال الحديث للخوئي ١٦/٢٩٥، والذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٣/١٩٨-١٩٩.
( [٢٦٢] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٣٤١.
( [٢٦٣] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٦٣-٦٦.
( [٢٦٤] ) روضات الجنات للخوانساري٨/١٨١.
( [٢٦٥] ) أعيان الشيعة للعاملي ١٠/٢٤٩.
( [٢٦٦] ) انظر: الذريعة لآغا بزرك ٣/٩٣، ٢٠/٢٥٣، ومعجم رجال الحديث ١٩/٢٤٥.
( [٢٦٧] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٤٨-٢٤٩.
( [٢٦٨] ) الكنى والألقاب لعباس القمي٣/١٢١.
([
٢٦٩]) روضات الجنات للخوانساري ٢/٧٨.
( [٢٧٠] ) جامع الرواة للأردبيلي ٢/٧٨.
( [٢٧١] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٥٥.
( [٢٧٢] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين العاملي.
( [٢٧٣] ) أمل الآمل للحر العاملي٢/٢٤٨.
( [٢٧٤] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك٣/١٦.
( [٢٧٥] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا برزك ٢٠/٢٧٩.
( [٢٧٦] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا برزك ٢/٢٢٤-٢٢٥، ٤/٢٦، ٧/٤٠، ١٥/٣٧٠.
( [٢٧٧] ) تقدم أن ما ذكرته من ثناء الشيعة على المجلسي- مع كثرته- إنما هو غيض من فيض مما في كتب الشيعة من الثناء على هذا الرجل وعلى مصنفاته، وقد تعمدت أن أذكر أقوال عدد من علمائهم في هذا الرجل لأدلل من كتبهم على مكانة هذا الرجل- عندهم-الذي لم ير مثله في الشيعة المتأخرين في جرأته على التهجم على خير خلق الله بعد النبيين والمرسلين. ورغم ذلك فهو عند الشيعة: "خاتمة المجتهدين" و "إمام الأئمة في المتأخرين" ، و "شيخ الإسلام والمسلمين" ... إلخ.
( [٢٧٨] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٤/٣٦٥-٣٦٦.
( [٢٧٩] ).
( [٢٨٠] ).
( [٢٨١] ) أمل الآمل ٢/٣٣٦، وانظر: معجم رجال الحديث ١٩/١٧٢.
( [٢٨٢] ) لؤلؤة البحرين للبحراني ص١١١.وانظر الذريعة ٢/٤٤٦.
( [٢٨٣] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ١٠/٢٢٦.
( [٢٨٤] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٤/٣٧٥-٣٧٦.
( [٢٨٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١٧٦. وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٢/ ٢٠٥-٢٠٦.
( [٢٨٦] ) الذريعة لآغا بزرك ٨/٦٠.
( [٢٨٧] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص١٠٧.
( [٢٨٨] ) مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٣٨٥.وانظر الذريعة لآغا بزرك ٢٠/٢٦٤-٢٦٥.
( [٢٨٩] ) الذريعة لآغا بزرك ٢١/٣٥٥.
( [٢٩٠] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ١٠/٣١٧.وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ٢٠/١٦٣.
( [٢٩١] ) راجع: الذريعة لآغا بزرك ١/٤٣١، ٥/٢١٦، ٦/٢٨٩-٢٩٠، ٨/١٤٠، ١٨/٨١، ٣٧٩.
( [٢٩٢] ) مقدمة كتاب الأنوار الوضية ص(د).
( [٢٩٣] ) كتاب الأنوار الوضية ص (هـ) .
( [٢٩٤] ) كتاب الأنوار الوضية ص (و) .
([
٢٩٥]) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢٠/١٢٧.
( [٢٩٦] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٨/٨٢. وانظر: الذريعة لآغا بزرك ٧/٤١.
( [٢٩٧] ) مقدمة محمد صادق الصدر على كتاب حق اليقين ص (ط-ي) .
( [٢٩٨] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٥/٢٩٠.
( [٢٩٩] ) نفس المصدر ١١/٢٨٠.وانظر أعيان الشيعة للعاملي ٩/١٨٧.
( [٣٠٠] ) شهداء الفضيلة للأميني ص٣٤١.
( [٣٠١] ) الذريعة لآغا بزرك ٢٢/٣٤٤.
( [٣٠٢] ) أعيان الشيعة للعاملي ٦/١٤٣. وانظر: الذريعة ١٦/٢٣١-٢٣٢.
( [٣٠٣] ) أعيان الشيعة للعاملي ٦/١٤٣. وانظر: الذريعة ١٦/٢٣١-٢٣٢.
( [٣٠٤] ) الشيعة والرجعة للطبسي النجفي ص٩٦.
( [٣٠٥] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ٢١/٧-٨.
هذه هي المنزلة التي انزلها الشيعة للنوري الطبرسي؛ فقد أوصلوه إلى رتبة المجلسي- شيخ الإسلام عندهم-، بل ورأوا أنه لو اجتمع له الذي اجتمع للمجلسي لبزه وسبقه.
ولا تخفى أسباب ذلك؛ فالنوري الطبرسي هو الذي جدد مذهبهم - كما صرحوا بذلك-، فقال علانية-دون تقية- بتحريف القرآن الكريم، بل وألّف في إثبات ذلك كتاباً. فشجّع الشيعة المعاصرين له على إظهار هذا المعتقد، فتشجع مولى الباقر بن إسماعيل الكجوري الطهراني فتبعه بكتاب آخر يؤيده به، أسماه: "هداية المرتاب في تحريف الكتاب" وهذان لم يأتيا بجديد، فهذه هي عقيدة الشيعة الإثني عشرية منذ نشأتها، ولكنهما أظهرا ما حظرت التقية من إظهاره(راجع الذريعة ٢٥/١٩١).
( [٣٠٦] ) نقباء البشر لآغا بزرك ٤/١٤٣٤. وانظر الذريعة ٢/٢٨٩.
( [٣٠٧] ) مقدمة إلزام الناصب ص١.
( [٣٠٨] ) نقباء البشر لآغا بزرك ٢/١٢٦٥.
( [٣٠٩] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٣٣٨.وانظر الذريعة ٢٠/٤٦.
( [٣١٠] ) مقدمة كتاب مجمع النورين ص١-٢.
( [٣١١] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ٣/١٣٣-١٣٤.
( [٣١٢] ) الذريعة لآغا بزرك ٤/٤٦٦.
( [٣١٣] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٧/٤٢٥.
( [٣١٤] ) راجع: الذريعة لآغا بزرك ٢١/٣٠١، ٢٣/٩، ٢٥/٢٠٥.
([
٣١٥]) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ٨/١١٢-١١٣.
( [٣١٦] ) الذريعة إلى تصانيف لآغا برزك الطهراني ١/٣٨.
( [٣١٧] ) الذريعة إلى تصانيف لآغا برزك الطهراني ١٨/٣٨٧.
( [٣١٨] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٤/٢٥٩، ١٦/٢٦.
( [٣١٩] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٤/٢٥٩.
( [٣٢٠] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٤/٢٧٢.
( [٣٢١] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/٤٥٧.
( [٣٢٢] ) الذريعة لآغا بزرك ١/٧٩.
( [٣٢٣] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ١٥/٢٣.
( [٣٢٤] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢/٢٤٨.وانظر: أعيان الشيعة لمحسن الأمين. ١٠/٣٣٣.
( [٣٢٥] ) مقدمة كاشف الغطاء على كتاب نقباء البشر ص (د) .
( [٣٢٦] ) راجع الذريعة ١٠/٢٦، ١٥/١٤٦، ٢٤/٢٧١-٢٧٢.
( [٣٢٧] ) الذريعة لآغا بزرك ٢/١٦٩.
( [٣٢٨] ) نقباء البشر في القرن الرابع عشر لآغا بزرك ٣/٧٨٩.
( [٣٢٩] ) الذريعة لآغا بزرك ١٨/١٣.
( [٣٣٠] ) مقدمة أحمد الفهري على شرح دعاء السحر ص٨.
( [٣٣١] ) يقصد الوحدة المطلقة، التي تعرف بوحدة الوجود، والتي أجمع علماء المسلمين قاطبة على كفر معتقدها.
( [٣٣٢] ) مقدمة الفهري على شرح دعاء السحر ص٦-٧.
( [٣٣٣] ) يقصد أبا بكر وعمر، وباقي الصحابة رضي الله عنهم.
( [٣٣٤] ) مقدمة الفهري على شرح دعاء السحر ص٩.
( [٣٣٥] ) يوجد هذا التعريف به على غلاف كل كتاب من كتبه.
( [٣٣٦] ) معجم رجال الحديث للخوئي ١/١١.
( [٣٣٧] ) معجم رجال الحديث للخوئي ٢٢/١٧-٢١.
( [٣٣٨] ) الفهرست للنجاشي ص٨٩.وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ٤/١٠٦.
( [٣٣٩] ) الفهرس للطوسي ص٤٢. وانظر: معجم رجال الحديث ٤/١٠٧.
( [٣٤٠] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٥/٥٧، ١٧/٢٥٥.
( [٣٤١] ) رجال ابن داود ص٨٣.
( [٣٤٢] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٤٨.
( [٣٤٣] ) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص٢٢٦-٢٣٥.
( [٣٤٤] ) نقد الرجال للتفرشي ص٢٩.
( [٣٤٥] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٣.
([
٣٤٦]) لؤلؤة البحرين ليوسف البحراني ص١٤٨-١٥١.
( [٣٤٧] ) انظر أيضاً الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٦/٣٨٦.
( [٣٤٨] ) الذريعة ٥/٥٤-٥٧.
( [٣٤٩] ) أورده الطهراني تحت اسم آخر هو: "الحديقة الناضرة والحدقة الناظرة" . (راجع: الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ٦/٣٨٩) .
( [٣٥٠] ) يعني: حسن بن سليمان الحلي صاحب كتاب "مختصر بصائر الدرجات" ، وقد تقدم التعريف به.
( [٣٥١] ) الذريعة لآغا بزرك ١٥/٢٨٩.
( [٣٥٢] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢/٢٨٧-٢٨٨.
( [٣٥٣] ) وهذا يدلك على اهتمام الشيعة المعاصرين بهذا الكتاب الذي حوى فيما حوى من الأدعية الدعاء المسمى بـ "صنمي قريش" .
( [٣٥٤] ).
( [٣٥٥] ) تنقيح المقال للمامقاني ٣/١٢٥.
( [٣٥٦] ) تنقيح المقال للمامقاني ١/٦١.
( [٣٥٧] ) تنقيح المقال للمامقاني ٣/١٢٨.
( [٣٥٨] ) مقدمة كتاب سليم بن قيس الهلالي ص٤.وانظر: مقدمة بحار الأنوار للمجلسي ص١٩٠.
( [٣٥٩] ).
( [٣٦٠] ) شرح عقائد الصدوق للمفيد ص٢٤٧.
( [٣٦١] ) بحار الأنوار للمجلسي ١/٣٢.وانظر مقدمة بحار الأنوار للشيرازي ص١٩٢.
( [٣٦٢] ) نفس المصدر...
( [٣٦٣] ) الذريعة لآغا بزرك الطهراني ١٤/١٥٨-١٥٩.
( [٣٦٤] ) هو محمد بن أحمد بن علي، أبو طالب، الملقب بمؤيد الدين الأسدي البغدادي، المعروف ب "ابن العلقمي" . وزير المستعصم العباسي، وصاحب الجريمة النكراء في ممالأة "هولاكو" على غزو بغداد. ولي الوزارة لهولاكو بعد دخوله بغداد مدة قصيرة، ثم مات ودفن في مشهد موسى بن جعفر - الكاظمية - ببغداد. (راجع: البداية والنهاية لابن كثير ١٣/٢١٢-٢١٣، ومرآة الجنان لليافعي ٤/١٤٧، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي ٧/٢٠، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي ٥/٢٧٢. وانظر: الأعلام للزركلي ٥/٣٢١) .
( [٣٦٥] ) روضات الجنات للخوانساري..
( [٣٦٦] ) روضات الجنات للخوانساري..
( [٣٦٧] ) نهج البلاغة وأسانيده لعبد الزهراء الخطيب ١/٢١٧.
( [٣٦٨] ) انظر أمل الآمل للحر العاملي ٢/٢٦٢.
([
٣٦٩]) روضات الجنات للخوانساري ٥/٢٠-٢١.
( [٣٧٠] ) الكنى والألقاب لعباس القمي ١/١٨٥.
( [٣٧١] ) أمل الآمل للحر العاملي ٢/١١٧-١١٨.
( [٣٧٢] ) الكنى والألقاب لعباس القمي٢/١٤٨.
( [٣٧٣] ) بحار الأنوار للمجلسي ١/١٠.وانظر الذريعة لآغا بزرك الطهراني ١٨/٣٦٢، ٢١/٣٤، ومقدمة بحار الأنوار للشيرازي ص١٥٢.
( [٣٧٤] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٥٨٩.
( [٣٧٥] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٥٩٠-٥٩١.
( [٣٧٦] ) أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٢/٥٩٢. وانظر: روضات الجنات للخوانساري ١/٨٨-٩٣.
( [٣٧٧] ) انظر: فهرست تصانيف العلامة الشيخ أحمد الأحسائي ص٥ نقلاً عن (حقيقة البابية والبهائية د.محسن عبد الحميد) .
( [٣٧٨] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٥/١٨٧.
( [٣٧٩] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٨/٣٠٥. وانظر: الأعلام للزركلي ١/١١٦.
( [٣٨٠] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٨/٣٠٥. وانظر: الأعلام للزركلي ١/١١٦.
( [٣٨١] ) الأعلام للزركلي ٦/٨٦-٨٧.
( [٣٨٢] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١٢٣.
( [٣٨٣] ) البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني ٢/٤٧، وبلوغ المرام في شرح مسك الختام فيمن تولى ملك اليمن من ملك أو إمام لحسين العرشي ص٦٥. وانظر: الأعلام للزركلي ٥/١٨٢-١٨٣.
( [٣٨٤] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢/٣.
( [٣٨٥] ) راجع: أعيان الشيعة لمحسن العاملي ٤٥/٣٠٩، والذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ٥/١٣، وانظر: الأعلام للزركلي ٦/٢٦٩-٢٧٠، ومصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١٦١-١٦٢.
( [٣٨٦] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢٤/١٧٠.
( [٣٨٧] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٢٥/٢٣٧.
( [٣٨٨] ) في الإرشاد ص٥٩١.
( [٣٨٩] ) في الغيبة ص٢١١.
( [٣٩٠] ) نقله عنه المامقاني في تنقيح المقال ٣/١٢٨.
( [٣٩١] ) في تنقيح المقال ٣/١٢٥، ١٢٨.
( [٣٩٢] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص١٧٣-١٧٤.
([
٣٩٣]) راجع كتاب الإسماعيلية تاريخ وعقائد للأستاذ إحسان إلهي ظهير ص٧١٩.
( [٣٩٤] ) مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ٣/٢١٣.وانظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/٢٥١.
( [٣٩٥] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص١٩٨-٢٠٢. وقد ذكر من مصنفاته خمسة وخمسين كتاباً في علوم متفرقة.
( [٣٩٦] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص١٩٨-٢٠٢. وقد ذكر من مصنفاته خمسة وخمسين كتاباً في علوم متفرقة.
( [٣٩٧] ) كشف أسرار الباطنية للحمادي اليماني ص٣٩-٤٠.
( [٣٩٨] ) عيون الأخبار وفنون الآثار: للداعي إدريس عماد الدين "السبع الخامس" ، ص٤٤، ط دار الأندلس، بيروت.(نقلا عن كتاب الإسماعيلية تاريخ وعقائد: للأستاذ إحسان إلهي ظهير).
( [٣٩٩] ) الإسماعيلية تاريخ وعقائد ص٧٠٨.
( [٤٠٠] ) عيون الأخبار للداعي إدريس ص٥٦. (نقلاً عن الإسماعيلية تاريخ وعقائد: للأستاذ إحسان إلهي ظهير) .
( [٤٠١] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص٢٢٧-٢٣٠.
( [٤٠٢] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص٢٢٧-٢٣٠.
( [٤٠٣] ) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص٢٣٦-٢٣٨.
( [٤٠٤] ) الأعلام للزركلي ٦/٢٧٦-٢٧٧. وذكر أنه استقى هذه المعلومة من كتاب أعلام الإسماعيلية ص٤٨٢.
( [٤٠٥] ) مقدمة مصطفى غالب على كتاب إثبات الإمامة ص ٢٢-٢٣.
( [٤٠٦] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١٠٥. وذكر أنه استقى هذه المعلومة من كتاب: أعلام الإسماعيلية ص٨٧.
( [٤٠٧] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١٠٥. وذكر أنه استقى المعلومة من كتاب: أعلام الإسماعيلية ص٨٧.
( [٤٠٨] ) مقدمة عارف تامر على كتاب تاج العقائد ص٨.
( [٤٠٩] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن ص١١٢. وذكر أنه استقى هذه المعلومة من كتاب أعلام الإسماعيلية ص٤٠٨، وغيره.
( [٤١٠] ) الأعلام للزركلي ٤/٣٣١. وذكر أنه استقى معلوماته من مقدمة ديوان المؤيد في الدين - الإسماعيلي- ص١١.
( [٤١١] ) مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي ص١١٣.
([
٤١٢]) مقدمة عارف تامر على كتاب "أربع رسائل إسماعيلية" ص٢٣.
( [٤١٣] ) ديوان المؤيد في الدين - المقدمة - ص١١.وانظر: الأعلام للزركي ٢/٢٢٤.
( [٤١٤] ) مقدمة عارف تامر على كتاب "أربع رسائل إسماعيلية" ص١٩.
( [٤١٥] ) مقدمة عارف تامر على كتاب أربع رسائل إسماعيلية ص١٩.
( [٤١٦] ) مقدمة عارف تامر على كتاب أربع رسائل إسماعيلية ص٢٢.
( [٤١٧] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ٢٠/٣١٦.
( [٤١٨] ) النصيرية: فرقة من غلاة الشيعة.قالوا بظهور الله -تعالى الله عن ذلك- بصورة علي والأئمة. ولهم عقائد أخرى باطنية كثيرة. (انظر: الملل والنحل للشهرستاني ١/١٦٨، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٦١) .
( [٤١٩] ) انظر: تاريخ العلويين لمحمد غالب الطويل- النصيري ص١٩٦-٢٠٠، ومقدمة الهداية الكبرى للخصيبي ص٥-٢٦.
( [٤٢٠] ) ذكر ذلك محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة ٥/٤٩٠-٤٩١.
( [٤٢١] ) في كتابه: عيون المعجزات ص١١٢.
( [٤٢٢] ) حيث نقل عنه في بحار الأنوار، ورمز له ب(هد). راجع: بحار الأنوار ١/٢٠.وانظر: أعيان الشيعة ٥/٤٩٠-٤٩١.
( [٤٢٣] ) الذي نقل عنه في كتابيْه البرهان وحلية الأبرار في أكثر من موضع. (راجع: البرهان للبحراني ٢/١٢٧-١٢٨، ٣/١٢٧-١٢٨، وحلية الأبرار له ٢/٦٥٢-٦٧٢) .
( [٤٢٤] ) في تنقيح المقال- في ترجمة ابن فضال -٢/٢٧٩.
( [٤٢٥] ) راجع: أعيان الشيعة لمحسن العاملي٥/٤٩٠-٤٩١.
( [٤٢٦] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/٢٦٨.
( [٤٢٧] ) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك ٣/٢٦٨.
( [٤٢٨] ) وهناك مصادر أخرى لمعاصرين، لم أجد أحداً ترجم لهم. ولكن -كما تقدم- شهرة مصنفيها في وقتنا الحاضر، ووفرة مصنفاتهم، وتكرار طبعها، وإقرارهم بما جاء فيها من معتقدات ينوب مناب التوثيق.
( [٤٢٩] ) الصحاح للجوهري ١/١٦١-١٦٢، والمحكم والمحيط الأعظم لابن سيده ٣/١١٩-١٢٠، ولسان العرب لابن منظور ١/٥١٩.
([
٤٣٠]) راجع تحرير هذه المسألة في المصادر التالية: المصباح المنير للفيومي ١/٣٥٧، ولسان العرب لابن منظور ١/٥١٩-٥٢١، وترتيب القاموس للزاوي ٢/٧٩٨.وانظر: صحابة رسول الله في الكتاب والسنة للأستاذ عيادة الكبيسي ص٣٦-٣٨.
( [٤٣١] ) الإصابة لابن حجر ١/٧١.وانظر: صحيح البخاري ٥/٦٢، والباعث الحثيث لابن كثير ص١٥١، وفواتح الرحموت للأنصاري ٢/١٥٨.
( [٤٣٢] ) مقدمة ابن الصلاح ص١٥٨، وروضة الناظر مع شرحها ١/٣٠١، وفواتح الرحموت للأنصاري ٢/١٥٨، والأجوبة العراقية للألوسي ص٩.
( [٤٣٣] ) قال أبو بكر الباقلاني: "يقال: صحبت فلاناً حولا، ودهراً، وسنة، وشهراً، ويوماً، وساعة. وذلك يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار" .(انظر: الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص٥١، وفتح المغيث للسخاوي ٤/٣١.
( [٤٣٤] ) انظر: جامع الأصول لابن الأثير ١/٣٤، والأحكام للآمدي ١/٢٧٦.
( [٤٣٥] ) صحابة رسول الله لعيادة الكبيسي ص٧٢-٧٣.
( [٤٣٦] ) الإصابة لابن حجر١/٤.
( [٤٣٧] ) انظر: لسان العرب ١١/٤٣١.
( [٤٣٨] ) انظر: المصباح المنير ٢/٤٥.
( [٤٣٩] ) قاله الحافظ بن حجر في نخبة الفكر.(راجع شرح نخبة الفكر للملا على القاري ص٥٢-٥٣.
( [٤٤٠] ) في الاستيعاب في معرفة الأصحاب ١/١٩.
( [٤٤١] ) نقله عنه السخاوي في فتح المغيث ٣/١٠٣.
( [٤٤٢] ) في المستصفى ١/١٥٥.
( [٤٤٣] ) في تقريب النووي ٢/٢١٤، وفي شرحه على صحيح مسلم ١٥/١٤٩.
( [٤٤٤] ) في مقدمته ص١٤٧.
( [٤٤٥] ) في الباعث الحثيث ص١٨١-١٨٢.
( [٤٤٦] ) في شرحه على ألفتيه ٣/١٣-١٤.
( [٤٤٧] ) في الإصابة في تمييز الصحابة ١/٩.
( [٤٤٨] ) في الأجوبة العراقية ص١٠.
( [٤٤٩] ) راجع للاستزادة: كتاب (صحابة رسول الله) : للأستاذ عيادة الكبيسي ص٢٧١-٢٧٤.
( [٤٥٠] ) الموافقات للشاطبي ٤/٤٨.
( [٤٥١] ) صحيح البخاري ٦/٤٨-٤٩، ك التفسير، باب قوله تعالى: (( وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً )) .
([
٤٥٢]) راجع: صحابة رسول الله لعيادة الكبيسي ص٢٧٨.
( [٤٥٣] ) شرح الكوكب المنير لابن النجار ٢/٤٧٥.
( [٤٥٤] ) صحيح البخاري ٥/٧٢، ك فضائل الصحابة، باب منه، وصحيح مسلم- واللفظ له- ٤/١٩٦٧-١٩٦٨، ك فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
( [٤٥٥] ) فتح المغيث للسخاوي ٣/١٠٢.
( [٤٥٦] ) صحيح البخاري ١/٦٢، ك العلم، باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب، وصحيح مسلم- واللفظ له- ٣/١٣٠٥-١٣٠٦، ك القسامة، باب تحريم الدماء والأعراض والأموال.
( [٤٥٧] ) صحيح ابن حبان ١/٩٠.
( [٤٥٨] ) صحيح البخاري- واللفظ له- ٥/٦٣، ك فضائل الصحابة، الباب الأول منه، وصحيح مسلم ٤/١٩٦٤، ك فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة، ثم الذين يلونهم.
( [٤٥٩] ) تقدم ذلك ص (١١٩) .
( [٤٦٠] ) الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص٤٨-٤٩.
( [٤٦١] ) تفسير ابن كثير ٤/٥٤٨.
( [٤٦٢] ) تفسير ابن كثير ٣/٥١٧-٥١٨.
( [٤٦٣] ) صحيح البخاري ٥/٧٢، ك فضائل الصحابة، باب منه، وصحيح مسلم- واللفظ له- ٤/١٩٦٧-١٩٦٨، ك فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
( [٤٦٤] ) وقد أفرد الحافظ ابن حجر لطرقه مصنفاً، أسماه: [جزء في تخريج طرق حديث (لا تسبوا أصحابي..) .
([٤٦٥] ) أخرجه الترمذي في جامعه ٥/٣٥٨، ك المناقب، باب من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- وقال: هذا حديث حسن غريب-، وأحمد في مسنده ٤/٨٧، ٨٨، ٥/٥٤-٥٥، وابن حبان في صحيحه (موارد الظمآن للهيثمي ص ٥٦٨-٥٦٩، ك المناقب، باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم) ، والمقدسي في النهي عن سب الأصحاب ق ٢/ب-٣/أ.
( [٤٦٦] ) أخرجه ابن ماجه في سننه ١/٥٧، المقدمة، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحمد في فضائل الصحابة ١/٥٧-٥٨، ٢/٩٠٧، وقال محققه: (إسناده صحيح) .
( [٤٦٧] ) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة ١/٥٩.
( [٤٦٨] ) أخرجه مسلم في صحيحه ٤/٢٣١٧، ك التفسير، وأحمد في فضائل الصحابة - بإسناد صحيح- ١/٥٧.
([
٤٦٩]) الأجوبة العراقية للألوسي ص٤٩.
( [٤٧٠] ) أصول السنة للحميدي ٢/٥٤٦، وتفسير ابن كثير ٤/٣٣٩، وتفسير القرطبي ١٦/٢٩٧.
( [٤٧١] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٧٢] ) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول ص ٥٧١، ٥٧٩.
( [٤٧٣] ) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول ص ٥٧١، ٥٧٩.
( [٤٧٤] ) نقله عنه الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية ص٩٧.
( [٤٧٥] ) أصول السرخسي ٢/١٣٤.
( [٤٧٦] ) العقيدة الطحاوية ص٥٢٨.
( [٤٧٧] ) أصول السنة للحميدي ٢/٥٤٦.
( [٤٧٨] ) تفسير القرطبي ١٦/٢٩٧.
( [٤٧٩] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨٠] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨١] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨٢] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨٣] ) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص٥٧٠.
( [٤٨٤] ) ذكر ذلك ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٧٠-٥٧١.
( [٤٨٥] ) ذكر ذلك ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٧٠-٥٧١.
( [٤٨٦] ) نقله عنه القرطبي في تفسيره ١٦/٢٩٧.
( [٤٨٧] ) أخرجه الترمذي في جامعه ٥/٣٥٨، ك المناقب، باب من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- وقال: هذا حديث حسن غريب-، وأحمد في مسنده ٤/٨٧، ٨٨، ٥/٥٤-٥٥، وابن حبان في صحيحه (موارد الظمآن للهيثمي ص ٥٦٨-٥٦٩، ك المناقب، باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم) ، والمقدسي في النهي عن سب الأصحاب ق ٢/ب-٣/أ.
( [٤٨٨] ) كتاب شرح السنة للبربهاري ص٥٤.
( [٤٨٩] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٤٠٣.
( [٤٩٠] ) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٨٠.
([
٤٩١]) أسنده إليه الخطيب البغدادي في [الكفاية] ص٩٧.
( [٤٩٢] ) تفسير القرطبي ١٦/٢٩٧.
( [٤٩٣] ) الأجوبة العراقية للألوسي ص٤٩.
( [٤٩٤] ) الدين الخالص لصديق حسن خان ٣/٣٨١-٣٨٢.
( [٤٩٥] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٤٩٦] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٤٩٧] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٤٩٨] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٤٩٩] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٥٠٠] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص٥٦٨-٥٦٩.
( [٥٠١] ) ذكر قوله في ذلك شيخ الإسلام في الصارم المسلول ص ٥٦٨-٥٦٩.
( [٥٠٢] ) الصارم المسلول ص٥٧٨.
( [٥٠٣] ) في كتابه الاختيار ٤/٢٣٨.
( [٥٠٤] ) في كتابه تنبيه الولاة والحكام ١/٣٦٦.
( [٥٠٥] ) ذكر ذلك ابن عابدين في كتابه: تنبيه الولاة والحكام ١/٣٦٧.
( [٥٠٦] ) ذكر ذلك ابن عابدين في كتابه: تنبيه الولاة والحكام ١/٣٦٧.
( [٥٠٧] ) ذكر ذلك ابن عابدين في كتابه: تنبيه الولاة والحكام ١/٣٦٧.
( [٥٠٨] ) في كتابه إرشاد الساري ٦/٩٤.
( [٥٠٩] ) في شرحه على صحيح مسلم ١٦/٩٣.
( [٥١٠] ) في كتابه نهاية المحتاج ٧/٤١٦.
( [٥١١] ) في الإنصاف ص٦٨.
( [٥١٢] ) في الصارم المسلول٥٧١.
( [٥١٣] ) راجع للاستزادة كتاب "صحابة رسول الله" للأستاذ عيادة الكبيسي ص٣٣٩-٣٤١.
( [٥١٤] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٥٧٨.
( [٥١٥] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص ٥٧٩.
( [٥١٦] ) صحيح البخاري ٥/٧٢، ك فضائل الصحابة، باب منه، وصحيح مسلم- واللفظ له- ٤/١٩٦٧-١٩٦٨، ك فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم.
( [٥١٧] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٥٦٨.
( [٥١٨] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص ٥٨٦.
( [٥١٩] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٥٨٦-٥٨٧.
( [٥٢٠] ) الشفا في حقوق المصطفى للقاضي عياض ٢/٢٨٦.
([
٥٢١]) المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي ص٥٣٦-٥٣٧.
( [٥٢٢] ) رسالة في الرد على الرافضة للتميمي ص٨.
( [٥٢٣] ) الصارم المسلول لابن تيمية ص٨٧.
( [٥٢٤] ) تذكرة الحفاظ للذهبي ٢/٧٧٥.
( [٥٢٥] ) نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٦٥-٥٦٦.
( [٥٢٦] ) ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول ص٥٦٦.
( [٥٢٧] ) بغية المرتاد لابن تيمية ص٣٤٣-٣٤٤.
( [٥٢٨] ) حاشية ابن عابدين ٢/٢٩٤.
( [٥٢٩] ) القاموس المحيط للفيروز آبادي ٣/٤٧. وانظر: لسان العرب لابن منظور ٨/١٨٨-١٨٩.
( [٥٣٠] ) الصحاح للجوهري ٣/١٢٤٠.
( [٥٣١] ) القاموس المحيط للفيروز آبادي ٣/٤٧.وانظر: لسان العرب لابن منظور ٨/١٨٨، وتاج العروس للزبيدي ٥/٤٠٥، ومقدمة ابن خلدون ص ٣٤٨.
( [٥٣٢] ) الملل والنحل للشهرستاني ص١٤٦.
( [٥٣٣] ) حاشية محمد محيي الدين عبد الحميد على كتاب مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ١/٦٥.
( [٥٣٤] ) هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، واسم أمه: أروى بنت كريز. (الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ٢/٤٦٢) .
( [٥٣٥] ) الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ٢/١١٣.
( [٥٣٦] ) مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين لأبي الحسن الأشعري ١/٦٥.
( [٥٣٧] ) مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٢٩، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٢٥، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٤.
( [٥٣٨] ) انظر: الفرق بن الفرق للبغدادي ص٦٢، والملل والنحل للشهرستاني ص ١٦٧-١٦٨، ١٩١-١٩٢، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٣٨، وانظر أيضاً: دراسات في الفرق والعقائد الإسلامية د.عرفان عبد الحميد ص ٦٦-٦٧، ودراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين د.أحمد جلي ص١٩٣.
( [٥٣٩] ) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/٩٠، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٦٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٦٩، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٣٩.
([
٥٤٠]) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/٩٠، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٦٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٦٩، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٣٩.
( [٥٤١] ) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/٩٠، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٦٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٦٩، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٣٩.
( [٥٤٢] ) نقله عنه الشوكاني في كتابه (إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي) ق١٠-١١.
( [٥٤٣] ) إرشاد الغبي ق ١٢-١٣.
( [٥٤٤] ) إرشاد الغبي ق٣.
( [٥٤٥] ) إرشاد الغبي للشوكاني ق٥-٩.
( [٥٤٦] ) نقله عنه الشوكاني في [إرشاد الغبي] ق٨-٩.
( [٥٤٧] ) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٢٩-١٣٢، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٢٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٤-١٥٥، وخبيئة الأكوان لصديق حسن خان ص٣٢.
( [٥٤٨] ) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٢٩-١٣٢، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٢٤، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٤-١٥٥، وخبيئة الأكوان لصديق حسن خان ص٣٢.
( [٥٤٩] ) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ٢/٩٣، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٣/٣٨٦-٣٨٧.
( [٥٥٠] ) تاج العروس للزبيدي ٢/٢١٨.وانظر من مصادر الإثني عشرية: فرق الشيعة للنوبختي ص٢١، والمقالات للقمي ص ١٨، ومروج الذهب للمسعودي ٣/٢٠٦-٢٠٩، وتاريخ الفرقة الزيدية بين القرن الثاني والثالث للدكتورة فضيلة عبد الأمير ص٢٩٢.
( [٥٥١] ) مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٤٠-١٤٢، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٣٠-٣٢، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٧-١٥٩، والتبصير في الدين للإسفرائيني ص٢٧-٢٨، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٦١. وانظر: الأديان والفرق لشيبة الحمد ص١٦٨-١٧٠، ودراسات في الفرق لعرفان عبد الحميد ص٦٦، ودراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين لجلي ص١٩١.
( [٥٥٢] ) مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٤٣، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٣٢-٣٣، والملل والنحل للشهرستاني ص١٥٩-١٦٠، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٦٢.
([
٥٥٣]) الهمداني، المتوفى سنة ١٦٧هـ. قال يحيى القطان: (كان الثوري سيء الرأي فيه) . وقال أحمد: (حسن ثقة، وأخوه ثقة) ، ونقل عن ابن معين قوله عنه: (ثقة مأمون، ومستقيم الحديث) ، وقد أخرج له مسلم في صحيحه (انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ١/٤٩٦-٤٩٩، وتهذيب التهذيب لابن حجر ٢/٢٨٥-٢٨٩.
( [٥٥٤] ) مقالات الإسلاميين للأشعري ١/١٤٤-١٤٥، والفرق بين الفرق للبغدادي ٣٤-٣٥، والملل والنحل للشهرستاني ص١٦١-١٦٢، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٦٢.وانظر: الأديان والفرق لشيبة الحمد ص١٧٣، ودراسة عن الفرق لأحمد جلي ص١٩٢.
( [٥٥٥] ) انظر على سبيل المثال:
- كتاب (إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لأحمد بن الحسين الزيدي ص١٣٩، ١٤٠.
- كتاب (الأساس لعقائد الأكياس) للقاسم بن محمد بن علي الزيدي ص١٦٤، ١٧٤.
( [٥٥٦] ) وهو كتاب (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية) : لمحمد ابن عقيل العلوي الزيدي.
( [٥٥٧] ) راجع: أساس التأويل للقاضي النعمان ص٢٨، والمجالس والمسايرات له ص٢٣٥، وكتاب الكشف لجعفر بن منصور اليمن ص٧٨.
( [٥٥٨] ) كنز الولد للحامدي ص٩٩.
( [٥٥٩] ) الإمامة وقائم القيامة لمصطفى غالب ص٦٥.
( [٥٦٠] ) الإمامة في الإسلام لعارف تامر ص٤٩-٥٢، والإمامة وقائم القيامة لمصطفى غالب ص٥-٧، ٧٣.
( [٥٦١] ) الإمامة وقائم القيامة لمصطفى غالب ص٦٦.
( [٥٦٢] ) الأرجوزة المختارة للقاضي النعمان ص٩٩، والإمامة وقائم القيامة لمصطفى غالب ص٢٥٨.
( [٥٦٣] ) سرائر النطقاء لجعفر بن منصور اليمن ص٣٠، وتاج العقائد ومعدن الفوائد لعلي بن محمد الوليد ص٧٩.
( [٥٦٤] ) المجالس المؤيدية للمؤيد ٢/١٣٦.
( [٥٦٥] ) كتاب الأزهار لحسن بن نوح الهندي ص٢٢١.
( [٥٦٦] ) وهو كمعتقد الإثني عشرية، وسيأتي الكلام عنه مفصّلا.
( [٥٦٧] ) سرائر النطقاء لجعفر بن منصور اليمن ص٣٤-٣٥، ومزاج التسنيم لضياء الدين الإسماعيلي ص٣٣٥.
([
٥٦٨]) تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص٨١-٨٢. وانظر: إثبات النبوءات للسجستاني ص١٥٩.
( [٥٦٩] ) كتاب الكشف لجعفر بن منصور اليمن ص١٢٥.
( [٥٧٠] ) كتاب الكشف لجعفر بن منصور اليمن ص٨.
( [٥٧١] ) بحار الأنوار للمجلسي ١/٣٨.
( [٥٧٢] ) على سبيل المثال: ما رواه الكشي بسنده إلى أبي جعفر الباقر، وهو قوله: (ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد) (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨، ١١) ، ونقله عنه الكاشاني في تفسير الصافي ١/١٤٨، وفي قرة العيون ص٤٢٦، وقال عن إسناده: معتبر. ونقله أيضاً عبد الله شبر في حق اليقين ١/٢١٨-٢١٩، وقال عن إسناده أيضاً: معتبر، وغيرهما.
( [٥٧٣] ) الجارودية أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر- تقدم التعريف بها.
( [٥٧٤] ) المسائل الجاروية للمفيد ص٨-٩.
( [٥٧٥] ) إحقاق الحق للتستري ص٣١٦.
( [٥٧٦] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص١٨٥.
( [٥٧٧] ) هو طاهر بن محمد الإسفرائيني الشافعي، إمام فقيه مفسر، مات بطوس سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. (طبقات الشافعية للسبكي ٣/١٧٥، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر ص٢٧٦) .
( [٥٧٨] ) التبصير في الدين للإسفرائيني ص٤١.
( [٥٧٩] ) الروضة من الكافي للكليني ص٣٨١، تفسير العياشي١/٢٠٠، وانظر: البرهان للبحراني ١/٣١٩-٣٢٠، وبحار الأنوار للمجلسي ٨/٦، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٥١-٥٢، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص١٠١-١٠٢.
( [٥٨٠] ) الكشكول لحيدر الآملي ص٣٠-٣١.
( [٥٨١] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٤/٤٤٨.
( [٥٨٢] ) وهذا التفسير مروي عن قتادة وعن الربيع؛ رواه عنهما الطبري بسنده (جامع البيان ٣/٢) .
( [٥٨٣] ) مجمع البيان للطبرسي ١/٣٥٩.
( [٥٨٤] ) راجع: الأنوار النعمانية للجزائري ٢/٣٥٨، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٣٣-٣٥.
( [٥٨٥] ) الاحتجاج للطبرسي ص٦٢. ونقله الكاشاني في تفسير الصافي ١/٣٠٤.
( [٥٨٦] ) الروضة من الكافي ص٢٥٨، ونقله الكاشاني في تفسير الصافي ١/٣٠٤.
([
٥٨٧]) إلزام الناصب للحائري ٢/٢٧٠، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢١٣.
( [٥٨٨] ) انظر: اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٢، ١٣ وتفسير العياشي ١/١٩٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٧٤٩، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٣٠٥.
( [٥٨٩] ) البرهان للبحراني ١/٣١٩.
( [٥٩٠] ) تفسير القمي ١/١١٩-١٢٠، والبرهان للبحراني ١/٣١٩.
( [٥٩١] ) انظر: جامع البيان للطبري ٣/١١٠-١١٤، وتفسير ابن كثير ١/٤٠٩، وروح المعاني للألوسي ٤/٧٣-٧٥.
( [٥٩٢] ) الروضة من الكافي للكليني ص٣٨١، والاحتجاج للطبرسي ص٧١.
( [٥٩٣] ) جامع البيان للطبري ٣/١١١، وروح المعاني للألوسي ٤/٧٥.
( [٥٩٤] ) الوافي للكاشاني ٢/١٨٠.
( [٥٩٥] ) تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٥٦.
( [٥٩٦] ) انظر: جامع البيان للطبري ٥/٩٢-٩٣،، وتفسير ابن كثير ١/٤٩٨-٤٩٩،، وفتح القدير للشوكاني ١/٤٦٧.
( [٥٩٧] ) تفسير القمي ١/١٥٧، ونقله عنه البحراني في البرهان ١/٤٢٥.
( [٥٩٨] ) راجع جامع البيان للطبري٦/٥-٦، وتفسير ابن كثير ١/٥٧٢، وفتح القدير للشوكاني ١/٥٣٢.
( [٥٩٩] ) تفسير القمي ١/١٧٠، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٤٨-٤٤٩، والبرهان للبحراني ١/٤٧٩.
( [٦٠٠] ) السيرة النبوية لابن هشام ٢/٥٩٩، والسيرة النبوية لابن كثير ٤/٩٥.
( [٦٠١] ) انظر: الشافي للمرتضى ص٢٠٨، وتلخيص الشافي للطوسي ص٣٩٧، والاقتصاد له ص٣٣٦، وكشف المحجة لابن طاوس ص٦٩، والصراط المستقيم للبياضي ١/٩٤، والأنوار النعمانية للجزائري ٤/١١٢، وعلم اليقين للكاشاني٢/٧٤١، ومنار الهدى لعلي البحراني ص٦٨٤-٦٨٥.
( [٦٠٢] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٦٦، والأمالي للصدوق ص٤٣٤.
( [٦٠٣] ) جامع البيان للطبري ٦/٢٨٢-٢٨٧، وتفسير ابن كثير ٢/٧٠.
( [٦٠٤] ) جامع البيان للطبري ٦/٢٨٢-٢٨٧، وتفسير ابن كثير ٢/٧٠.
( [٦٠٥] ) جامع البيان للطبري ٦/٢٨٢-٢٨٧، وتفسير ابن كثير ٢/٧٠.
( [٦٠٦] ) جامع البيان للطبري ٦/٢٨٢-٢٨٧، وتفسير ابن كثير ٢/٧٠.
( [٦٠٧] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٢٠٨.
([
٦٠٨]) منهاج الكرامة للحلي ص١٦١.
( [٦٠٩] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٧/٢١١-٢١٢. وبنحو قوله قال الألوسي في روح المعاني ٦/١٦٣.
( [٦١٠] ) تفسير القمي ١/١٧٥-١٧٦، وتفسير العياشي ١/٧٤.وانظر: البرهان للبحراني ١/٤٩١.
( [٦١١] ) وهي قوله تعال: (( لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلاً كلما جآءهم رسولٌ بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون )) .
( [٦١٢] ) جامع البيان للطبري ٦/٣١١-٣١٢، وتفسير ابن كثير ٢/٨٠، وفتح القدير للشوكاني ٢/٦٣، وغيرهم.
( [٦١٣] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٢٢٧.
( [٦١٤] ) تفسير القمي ١/٢٠٩-٢١٠. ونقله عنه هاشم البحراني في البرهان ١/٥٤٠.
( [٦١٥] ) جامع البيان للطبري ٧/٢٦٣-٢٦٥، وتفسير ابن كثير ٢/١٥٥، وفتح القدير للشوكاني ٢/١٣٨، وروح المعاني للألوسي ٧/٢١٥-٢١٦، ومحاسن التأويل للقاسمي ٦/٢٤٠٠-٢٤٠١.
( [٦١٦] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٣٣١.
( [٦١٧] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٣٨٨.
( [٦١٨] ) تفسير القمي ١/٢٢٢، وتفسير العياشي ١/٣٨٥، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٥٦٠، والبرهان للبحراني ١/٥٦٥، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٣٨٩، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٣٦٢-٣٦٣.
( [٦١٩] ) أمثال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي، وعبيد بن سليمان، وغيرهم.
( [٦٢٠] ) جامع البيان للطبري ٨/١٠٤-١٠٧، وتفسير ابن كثير ٢/١٩٦، وفتح القدير للشوكاني ٢/١٨٣، وروح المعاني للألوسي ٨/٦٨، ومحاسن التأويل للقاسمي ٦/٢٥٨٥-٢٥٨٧.
( [٦٢١] ) تفسير العياشي ٢/٣٥.وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٦٥٦، والبرهان للبحراني ٢/٧٢، ٤/٤٨٣.
( [٦٢٢] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٥٣٤-٥٣٥. وقد أورده أبو القاسم الحسكاني- الشيعي - في كتاب شواهد التنزيل وادعى إجماع المسلمين عليه، وأسنده ابن السراج- الشيعي- إلى ابن مسعود مرفوعاً. (راجع: الصراط المستقيم للبياضي ٢/٢٧، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٢-٦٢٣, والبرهان للبحراني ٢/٧٢.) .
([
٦٢٣]) تفسير القمي ١/٢٧١، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٦٥٦.
( [٦٢٤] ) تفسير ابن كثير ٢/٢٩٩، وفتح القدير للشوكاني ٢/٣٠٠، وروح المعاني للألوسي ٩/١٩٢-١٩٤، وتفسير القاسمي ٨/٢٩٧٦.
( [٦٢٥] ) جامع البيان للطبري ٩/٢١٨-٢١٩، وتفسير ابن كثير ٢/٢٩٩، وفتح القدير للشوكاني ٢/٣٠٠.
( [٦٢٦] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٤/٣٤٣.
( [٦٢٧] ) تفسير القمي ١/٣٨٨، ونقله عنه البحراني في البرهان ٢/٣٧٨.
( [٦٢٨] ) جامع البيان للطبري ١٤/١٦٠-١٦١، وتفسير ابن كثير ٢/٥٨١، وفتح القدير للشوكاني ٣/١٨٧.
( [٦٢٩] ) مجمع البيان للطبرسي ٣/٣٨٠.
( [٦٣٠] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٧٩-٨١، وانظر: الاحتجاج للطبرسي ص٨٠-٨١، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٧٧.
( [٦٣١] ) الروضة من الكافي للكليني ص٤١٩. وانظر: الوافي للكاشاني ٢/٤٥، وتفسير الصافي له ٢/٣٧٩، والبرهان للبحراني ٣/٣٤٩-٣٥٠، ومرآة العقول للمجلسي ٤/٤١٩.
( [٦٣٢] ) تفسير القمي ٢/٢٠١. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٣٨٠، والبرهان للبحراني ٣/٣٥٠.
( [٦٣٣] ) راجع: جامع البيان للطبري ٢٢/٨٧-٨٨، وتفسير ابن كثير ٣/٥٣٥، وفتح القدير للشوكاني ٤/٣١٩-٣٢٠، وغيرهم،.
( [٦٣٤] ) تفسير القمي ٢/٣٠٠-٣٠١، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٥٦١-٥٦٢، والبرهان للبحراني ٤/١٨٠، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٤٤-٤٥.
( [٦٣٥] ) تفسير القمي ٢/٣٠٠-٣٠١، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٥٦١-٥٦٢، والبرهان للبحراني ٤/١٨٠، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٤٤-٤٥.
( [٦٣٦] ) جامع البيان للطبري ٢٦/٣٨، وتفسير ابن كثير ٤/١٧٢، وفتح القدير للشوكاني ٥/٢٩.
( [٦٣٧] ) تفسير القمي ٢/٤٣٢، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٨٣٨، والبرهان للبحراني ٤/٤٩٢.
( [٦٣٨] ) انظر مثلاً: تفسير القمي ١/١٠٧، ١٤٢، ٢١١، ٢/٢٠٩، وتفسير الصافي للكاشاني ٢/٧٣٥.
([
٦٣٩]) انظر مثلاً: تفسير القمي ١/١٤٠، ٢/٣٠٢-٣٠٣، وتفسير العياشي ١/٤٥، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٩٦، والبرهان للبحراني ١/٣٥، ١٠٤، وبحار الأنوار للمجلسي ٧/١٣٦، وغيرهم.
( [٦٤٠] ) انظرمثلاً: تفسير العسكري ص٢٠٦-٢٠٧، وتفسير القمي ١/٤٨، ٨٥، ٢١١، ٢٢٤، وتفسير العياشي ١/٧٣، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٤١٤، والبرهان للبحراني ١/١٧٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٨/٢١٨.
( [٦٤١] ) قاله طيب الموسوي الجزائري؛ المعلق على تفسير القمي في التفسير ١/١٦٣، ح١.
( [٦٤٢] ) تفسير القمي ١/١٩٩.
( [٦٤٣] ) رجال الحلي ص١٣٧-١٣٨.
( [٦٤٤] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٢٢، ورجال النجاشي ص٣٠٢.
( [٦٤٥] ) تنقيح المقال للمامقاني ٣/٢٦٨.
( [٦٤٦] ) انظر على سبيل المثال: السقيفة لسليم بن قيس ص١٦٦، والإيضاح للفضل بن شاذان ص١٢٦، والغيبة للنعماني ص٣٠، والروضة من الكافي للكليني ص٣٥٦، والطرائف لابن طاوس ص٣٧٦، ٣٩١، ٣٩٣، والكشكول لحيدر الآملي ص١١٩، والصراط المستقيم للبياضي ٣/١٠٦، ونفحات اللاهوت للكركي ق ١٣/أ، ١٤/ أ،١٥/ب، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٤، والصافي له ٢/٨٥٧، وقرة العيون له ص٤٢٤، والبرهان للبحراني ٤/٥١٢- ٥١٣، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٥٦، وبحار الأنوار له٢٨/٢٦، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٩-٣٠، وإحقاق الحق للتستري ص٣، ٢٧١، وحق اليقين لشبر ١/٢١٧، والفصول المهمة للموسوي ص٢٠٠-٢٠٢، وعقائد الإمامية للزنجاني ٣/٦٧. وقال: وإنهم إلى النار.
( [٦٤٧] ) صحيح البخاري ٤/٢٧٧،ك الأنبياء، باب قول الله: (( واتخذ الله إبراهيم خليلا )) ، وصحيح مسلم ٤/٢١٩٤- ٢١٩٥، ك الجنة، باب فناء الدنيا، ح ٢٨٦٠.
( [٦٤٨] ) صحيح البخاري ٩/٨٣، ك الفتن باب (( واتقوا فتنة.. )) وصحيح مسلم ٤/١٧٩٣، ك الفضائل، باب الحوض، ح ٢٢٩٠.
( [٦٤٩] ) صحيح البخاري ٨/٢١٦،ك الرقاق، باب في الحوض، وصحيح مسلم ٤/١٧٩٣، ك الفضائل، باب الحوض، ح٢٢٩١.
([
٦٥٠]) علي مع القرآن للحكيمي ص١٤٣-١٤٤. وقوله: [لا يملكه غيرك] تتعارض مع اعترافهم في مواضع أخرى أن الحوض ملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
( [٦٥١] ) الخصال للصدوق ٢/٥٧٥.
( [٦٥٢] ) الأمالي للصدوق ص٢٩٨.
( [٦٥٣] ) راجع: الخصال للصدوق ٢/٧٥٧، والأمالي له ص٢٩٨، والأمالي للمفيد ص١٣٤-١٣٥، وكفاية الأثر للخزاز ص٧٣، والصراط المستقيم للبياضي ٢/٨١، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٠٧، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص١٥٨.
( [٦٥٤] ) راوي صحيح البخاري، إمام محدث ثقة عالم، مات سنة عشرين وثلاثمائة وقد أشرف على التسعين. (انظر: العبر للذهبي ٢/١٨٣، وسير أعلام النبلاء له ١٥/١٠) .
( [٦٥٥] ) ابن عقبة، أحد شيوخ البخاري، مات سنة خمس عشرة ومائتين. (تقريب التهذيب لابن حجر ص ٤٥٣) .
( [٦٥٦] ) فتح الباري لابن حجر ٦/٤٩٠. وقال: قد وصله الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة، ورجحه القاضي عياض والباجي. (راجع فتح الباري لابن حجر ١١/٣٨٥) .
( [٦٥٧] ) شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد للسفاريني ١/٥٤١.
( [٦٥٨] ) صحيح البخاري ٨/٢١٧، ك الرقائق، باب في الحوض.
( [٦٥٩] ) فتح الباري لابن حجر ١١/٤٧٤.
( [٦٦٠] ) فتح الباري لابن حجر ٦/٤٩٠.
( [٦٦١] ) إكمال إكمال المعلم للآبي ٧/٢٢٥.
( [٦٦٢] ) شرح صحيح مسلم للنووي ١٥/٦٤.
( [٦٦٣] ) راجع شرح مسلم للنووي ٣/١٣٦، وعمدة القاري للعيني ٢/٢١١، والمنتقى للباجي ١/٧٠، وهذا الكلام ملخص من كلام النووي وابن بطال والباجي بتصرف-.
( [٦٦٤] ) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٣٨٤.
( [٦٦٥] ) شرح صحيح مسلم للنووي ٣/١٣٧.
( [٦٦٦] ) شرح صحيح مسلم للنووي ٣/١٣٧.
( [٦٦٧] ) عند الكرماني: (ممن لا بصيرة له في الدين) : الكواكب الدراري للكرماني ١٧/١٠٦.
( [٦٦٨] ) كما ثبت في الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه. (صحيح البخاري ٨/٢١٦، ك الرقاق، باب في الحوض، وصحيح مسلم ٤/١٨٠٠، ك الفضائل، باب إثبات الحوض، ح ٢٣٠٤) .
( [٦٦٩] ) فتح الباري لابن حجر ١١/٣٢٤.
([
٦٧٠]) راجع: مجمع البيان للطبرسي ١/٤٨٥، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٢٨٨، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٥٦، وغيرهم.
( [٦٧١] ) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ١٥٨-١٥٩.
( [٦٧٢] ) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص١٥٨-١٥٩.
( [٦٧٣] ) رواه مسلم في صحيحه ٤/١٩٤٢، كتاب فضائل الصحابة.
( [٦٧٤] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٢/٢٧.
( [٦٧٥] ) راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٢/٢٢، والبرهان للبحراني ٤/١٩٦-١٩٧.
( [٦٧٦] ) راجع: المفصح في الإمامة للطوسي ص١٢٨-١٢٩، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠/٢٩، والبرهان للبحراني ٤/١٩٦، وإحقاق الحق للتستري ص٨، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٥.
( [٦٧٧] ) الروضة من الكافي للكليني ص٤٢١.
( [٦٧٨] ) راجع: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ٥/٢٠٨.
( [٦٧٩] ) إحياء الشريعة في مذهب الشيعة للخالصي ١/٦٣-٦٤.
( [٦٨٠] ) تنقيح المقال للمامقاني ١/٢١٦.
( [٦٨١] ) البرهان للبحراني ٤/١٩٧.
( [٦٨٢] ) رواه مسلم في صحيحه ٤/٢١٤٤-٢١٤٥، ك صفات المنافقين.
( [٦٨٣] ) الاستقامة لابن تيمية ٢/٢٨٧-٢٨٨.
( [٦٨٤] ) وهذا لفظ الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري. (صحيح البخاري ٤/٣٢٦، ك الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ٩/١٨٤،ك الاعتصام، باب قول النبي: لتتبعن سنن من قبلكم،،، وصحيح مسلم ٤/٢٠٥٤،ك العلم، باب إتباع سنن اليهود...) وفي الباب عن أبي هريرة، ولفظه: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر، وذراعاً بذراع. فقيل: يا رسول الله: كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك) (صحيح البخاري ٩/٨٤، ك الاعتصام، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سسن من كان قبلكم) .
( [٦٨٥] ) معاني الأخبار للصدوق ص٣٢٣.
( [٦٨٦] ) الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص٢٣٣.
( [٦٨٧] ) الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص٢٣٣.
( [٦٨٨] ) الاقتصاد للطوسي ص٣٣٨-٣٤٠.
( [٦٨٩] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧٣٨-٧٣٩، ٧٩١.
( [٦٩٠] ) إحقاق الحق للتستري ص٣١٦-٣١٧.
([
٦٩١]) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٤.
( [٦٩٢] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٣٥.
( [٦٩٣] ) يريدون بهم الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم.
( [٦٩٤] ) تفسير العسكري ص١٤٢.
( [٦٩٥] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٥٢.
( [٦٩٦] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٨، والاحتجاج للطبرسي ص١١١، وإلزام الناصب للحائري ٢/١٥٣-١٥٤.
( [٦٩٧] ) الاحتجاج للطبرسي ص٥٦، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٣٣، وتفسير الصافي له ١/٤٥٨.
( [٦٩٨] ) تفسير العسكري ص١٤٢.
( [٦٩٩] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٢، ١٢٧، وتلخيص الشافي للطوسي ص٤٣٣، والاحتجاج للطبرسي ص٥٦، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٣٣، وتفسير الصافي له ١/٤٥٨، والبرهان للبحراني ٣/٤٢، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٣٣، ٤٧،.
( [٧٠٠] ) روح المعاني للألوسي ٢٠/٢٧.
( [٧٠١] ) فتح الباري لابن حجر ١٣/٣٠١.
( [٧٠٢] ) صحيح مسلم ٣/١٥٢٤، ك الإمارة، باب (لا تزال طائفة..) .
( [٧٠٣] ) صحيح مسلم ٤/١٩٦٤، ك فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
( [٧٠٤] ) صحيح البخاري ٩/١٧٩، ك الاعتصام، باب ما يذكر من ذم الرأي.
( [٧٠٥] ) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ١/٦٧.
( [٧٠٦] ) الخصال للصدوق ٢/٦٣٩-٦٤٠.
( [٧٠٧] ) كما في حديث أنس بن مالك الذي أخرجه البخاري وغيره. (صحيح البخاري ٩/٨٨، ك الفتن باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه) .
( [٧٠٨] ) صحيح البخاري ٩/١٨٤، ك الاعتصام، باب لتتبعن سنن...
( [٧٠٩] ) نص على تواتره شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ١/٦٩، والكتّاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر ص٩٣، وذكر أنه رواه ستة عشر صحابياً.
([
٧١٠]) وكلتا الروايتين مخرجتان في الصحيحين عن معاوية، والمغيرة بن شعبة، وعند مسلم عن ثوبان، وعقبة بن عامر، وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن سمرة، وغيرهم بألفاظ مقاربة للفظ هاتين الروايتين. (انظر: صحيح البخاري ٥/٦٠، ك المناقب، باب رقم ٢٨، ٩/١٨١، ك الاعتصام، باب قول النبي: (لا تزال طائفة من أمتي..) -٩/٢٤٣-٢٤٤، ك التوحيد، باب قوله تعالى (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) ، وصحيح مسلم ٣/١٥٢٥-١٥٢٧،ك الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين) .
( [٧١١] ) والحديث عن ابن عمر. (جامع الترمذي ٤/٤٦٦، ك الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة) . وللحديث شواهد أخرى عن أبي ذر وغيره. (سنن الدارمي ١/٢٩، والمستدرك للحاكم ١/١١٥) .
( [٧١٢] ) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ١/٧٠.
( [٧١٣] ) الاحتجاج للطبرسي ص٤٩-٥٠.
( [٧١٤] ) مجمع البيان للطبرسي ١/٥١٤.
( [٧١٥] ) سنن أبي داود ٥/٤، ك السنة، باب شرح السنة، وجامع الترمذي، وقال: (حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح ٥/٢٥، ك الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وسنن ابن ماجة ٢/١٣٢١، ك الفتن، باب افتراق الأمم،، والمستدرك للحاكم ١/٦.
( [٧١٦] ) السقيفة لسليم بن قيس ص ٩٦، ٢١٤، وانظر: الأمالي للمفيد ص ٢١٢-٢١٣.والاحتجاج للطبرسي ص٢٦٣، والصراط المستقيم للبياضي ٢/٣٧، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٤-٦٢٥، وإحقاق الحق للتستري ص٧، والدرر النجفية ليوسف البحراني ص٨٠، ٨١.
( [٧١٧] ) وفي هذا إشارة إلى كفر الفرق الأخرى الشيعية عدا الإثني عشرية رواة هذا الخبر.
( [٧١٨] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٦، ٢١٤، وانظر: الروضة من الكافي للكليني ص٣٤٤، ومرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٤٤-٣٤٥، والدرر النجفية ليوسف البحراني ص٨٤.
( [٧١٩] ) كشف الغمة للإربلي ١/٣٢١-٣٢٢. والأنوار الوضية ص٣٧.
( [٧٢٠] ) نفحات اللاهوت للكركي ق٦٠.
( [٧٢١] ) كفاية الأثر للخزاز ص١٥٥.
([
٧٢٢]) سيأتي الكلام على هذا الحديث أثناء المناقشة.
( [٧٢٣] ) منهاج الكرامة للحلي ص٩٢.
( [٧٢٤] ) الدرر النجفية ليوسف البحراني ص٨٠.
( [٧٢٥] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٨.
( [٧٢٦] ) تفسير العسكري ص١٤٢، والدرر النجفية ص٨٣.
( [٧٢٧] ) أخرجها الترمذي في جامعه ٥/٢٦، ك الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، والحاكم في المستدرك ١/١٢٨-١٢٩. وقد جزم شيخ الإسلام ابن تيمية بصحتها في الفتاوى ٣/٣٤٥. وقد أسندها الصدوق- من علماء الشيعة ونقلها الكاشاني. (معاني الأخبار للصدوق ٣٢٣، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٥) .
( [٧٢٨] ) أخرجها أحمد في مسنده ٤/١٠٢، وابن ماجة في سننه ٢/١٣٢٢، والحاكم في المستدرك ١/١٢٨، وقال بصحتها الحاكم في المستدرك، وابن تيمية في الفتاوى ٣/٣٤٥، والذهبي في تلخيص المستدرك ١/١٢٨، والشاطبي في الاعتصام ٢/١٨٩، والألباني في السلسلة الصحيحة ١/٣٥٨-٣٦٧.
( [٧٢٩] ) الاعتصام للشاطبي ٢/٢٥٨-٢٥٩، ٢٨٧-٢٨٨.
( [٧٣٠] ) مسند أحمد ٤/١٠٢. وأخرجه أبو داود مختصراً في سننه ٥/٦، ك السنة، باب شرح السنة.
( [٧٣١] ) الأمالي للمفيد ص٢١٢-٢١٣.
( [٧٣٢] ) روي هذا الحديث بطرق عديدة كلها ضعيفة، لا يخلو طريق منها من قادح في سنده؛ إما لجهالة راو فأكثر، أو لضعفه. وقد استقصى هذه الطرق حمدي عبد المجيد السلفي أثناء تخريجه لأحاديث مسند الشهاب وحكم عليها بالضعف، انظر مسند الشهاب للقضاعي ٢/٢٧٣-٢٧٥، ح١٣٤٢-١٣٤٥.
( [٧٣٣] ) راجع كتاب فرق الشيعة للنوبختي.
( [٧٣٤] ) منهاج السنة النبوية ٣/٤٦٨.
( [٧٣٥] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٣/٤٥٨.
( [٧٣٦] ) الثقلان للمفيد ص١٤.
( [٧٣٧] ) الإرشاد للمفيد ص٢٥٧، والصراط المستقيم للبياضي ٣/٢٦١.
( [٧٣٨] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٢. وانظر: الأنوار النعمانية ١/٨١.
( [٧٣٩] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٩.
( [٧٤٠] ) الاختصاص للمفيد ص١٧١.
( [٧٤١] ) منار الهدى لعلي البحراني ص٤٨٤.
( [٧٤٢] ) فصل الخطاب للطبرسي ص٥٢-نقله عن تفسير النعماني-.
([
٧٤٣]) إلزام الناصب للحائري ٢/٢٦٩.
( [٧٤٤] ) قنبر مولى علي: قال عنه الذهبي: لم يثبت حديثه. وقد وثقه المامقاني- من علماء الشيعة-، وعده البرقي من خواص أصحاب أمير المؤمنين المقربين.
( [٧٤٥] ) أصول الكافي للكليني ٢/٢٤٤، وروضة الكافي له ص ٣٤١، والأمالي للصدوق، والاختصاص للمفيد ص٦، وانظر: البرهان للبحراني ١/٣١٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٢٢/٣٤٥، وحق اليقين لشبر ١/١٤٨.
( [٧٤٦] ) البرهان للبحراني ١/٣٢٠.
( [٧٤٧] ) الروضة للكليني ص ١١٥، وتفسير العياشي ١/١٩٩، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٦، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٤، والصافي له ١/٣٠٥، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٧٤٩.
( [٧٤٨] ) يقال حاص، وجاص، ومعناهما واحد، أي: عدل، وحاد، وراوغ، وتخلف. (الصحاح للجوهري ٣/١٠٣٥، ١٠٦٩-١٠٧٠) . والمراد تردده في مبايعة علي بالإمامة بعد وفاة رسول الله.
( [٧٤٩] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨، ١١، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٣، وقرة العيون له ص٤٢٦، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وحياة القلوب للمجلسي٢/٨٣٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٢٣، وحق اليقين لشبر ١/٢١٨.
( [٧٥٠] ) تفسير العياشي ١/١٩٩. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٠٥، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٧٤٩.
( [٧٥١] ) عده الكشي والبرقي من أصحاب جعفر الصادق. وقال عنه المامقاني: حسن. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٤٨، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/١٥٠، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١٠/١٠.
( [٧٥٢] ) الروضة من الكافي للكليني ص٣٨٠. ونقله النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص٣٣٤.
( [٧٥٣] ) الاحتجاج للطبرسي ص٥٦. وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٦٣٣، وتفسير الصافي له ١/٤٥٨، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٤٥، وقال: رواه ابن طاوس في كشف اليقين عن أحمد بن محمد بن الطبري المعروف ب(الخليل).
([
٧٥٤]) هو حمران بن أعين- يعد من حواريي أبي جعفر الباقر- أثنى عليه الأئمة خيراً، وقال المامقاني: ثقة صحيح الحديث على الأظهر. (إختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٧٦-١٨١، وتنقيح المقال ١/٣٧١.
( [٧٥٥] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٧. وانظر: مقدمة البرهان للعاملي ص١٥٨.
( [٧٥٦] ) البجلي الكوفي، ذكره الكشي ولم يتعرض لحاله، ووثقه المامقاني. اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٢٥، وتنقيح المقال للمامقاني ٣/٢٢٦.
( [٧٥٧] ) الكرخي. أشار الكشي إلى أن بعض أصحاب الصادق حط من شأنه، ووثقه المامقاني. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٦٧، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/٢٩٠.
( [٧٥٨] ) الأصول من الكافي للكليني ٢/٣١٩-٣٢٠.
( [٧٥٩] ) الشيباني عده الكشي من أصحاب أبي جعفر، وقال: ترحم عليه ودعا له الصادق. وقال المامقاني: ثقة على الأقوى. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٦١، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/٢٢٨.
( [٧٦٠] ) روضة الكافي للكليني ص٣٦١، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٧. وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٤، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٦١.
( [٧٦١] ) ذكره الكشي ولم يتعرض لحاله. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٣٨-١٤٠) .
( [٧٦٢] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٣٨-١٤٠. ونقله النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص٧٢-٧٣، ٢٢٢-٢٢٣.
( [٧٦٣] ) تفسير العياشي ١/٢٣٧، وعلل الشرائع للصدوق ص٤٧٤-٤٧٥.
( [٧٦٤] ) تفسير فرات الكوفي ص٣٣-٣٤، وتفسير القمي ٢/٤٧، وتفسير العياشي ١/٢٤٥-٢٤٦، ٢/٣٥٣. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٦١، ٢/٣٦، والبرهان للبحراني ١/٣٧٥، ٢/٤٩٦- ٤٩٧، وبحار الأنوار للمجلسي ١٥/٥٤، ٩٥، ١٠٢.
( [٧٦٥] ) عند الكشي (حواري) .
( [٧٦٦] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٩.
( [٧٦٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٩.
( [٧٦٨] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٨. وانظر: الاحتجاج للطبرسي ص١١١، وإلزام الناصب للحائري ٢/١٥٣-١٥٤.
([
٧٦٩]) الأنوار النعمانية للجزائري ٤/٣٤٨، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٩٤.
( [٧٧٠] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٩، ونقله النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص٦-٧، ٥٩-٦٠.
( [٧٧١] ) الإيضاح للفضل بن شاذان ص١٨٨-١٨٩.
( [٧٧٢] ) صحابي مات سنة تسعين: (الإصابة لابن حجر ٢/٢٤٨-٢٤٩) .
( [٧٧٣] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٣٥-٢٣٦.
( [٧٧٤] ) الغارات للثقفي ص ٣٠٢. وانظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦/٩٤، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٧١٣، ومنار الهدى لعلي البحراني ص٦٨٤-٦٨٥.
( [٧٧٥] ) قاله أثناء تعليقه على الرواية السابقة التي أوردها البحراني في منار الهدى ص٦٨٥.
( [٧٧٦] ) الشافي للمرتضى ص٢٠٨، وتلخيص الشافي للطوسي ص٣٩٧.
( [٧٧٧] ) دلائل الإمامة لابن رستم ص٤٧، والأمالي للمفيد ص١٥٣-١٥٤. وانظر: الطرائف لابن طاوس ص٢٧٤-٢٧٥، والصراط المستقيم للبياضي ٣/١١٩.
( [٧٧٨] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٨.
( [٧٧٩] ) راجع مثلاً:الروضة للكافي ص٣٧٨، الشافي للمرتضى ٢٠٨، تلخيص الشافي للطوسي ص٣٩٧، والاقتصاد له ص٣٣٥، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٧/١٥٤، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٧٩-٣٨٠، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٨، ومنار الهدى لعلي البحراني ص٥٥١.
( [٧٨٠] ) أسنده أليهما الصدوق في علل الشرائع ص١٤٩-١٥٠. ونقله المجلسي في مرآة العقول- شرح الروضة-٤/٣٧٩-٣٨٠، والجزائري في الأنوار النعمانية ١/١٠٢-١٠٥.
( [٧٨١] ) الشافي للمرتضى ص٢٠٩.
( [٧٨٢] ) ميزان الاعتدال للذهبي ١/٣٨٣.
( [٧٨٣] ) خاتمة وسائل الشيعة للحر العاملي ص١٥١.
( [٧٨٤] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٩١.
( [٧٨٥] ) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص٦٠.
( [٧٨٦] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ١/٧٢-٧٣.
( [٧٨٧] ) لسان الميزان لابن حجر ٦/١٩٤. وانظر: الفرق بين الفرق للبغدادي ص٦٥-٦٨.
( [٧٨٨] ) انظر: إكمال الدين ص٣٤٨-٣٥٠، والأمالي ص٦٣٢-٦٣٣، وعلل الشرائع ص١٩٣-١٩٥- وكلهم للصدوق-.
( [٧٨٩] ) المراجعات للموسوي ص٣١٢-٣١٣.
([
٧٩٠]) أصول الكافي للكليني ١/١٠٦، والتوحيد للصدوق ص١٠٠.
( [٧٩١] ) أصول الكافي للكليني ١/١٠٤، والتوحيد للصدوق ص٩٨.
( [٧٩٢] ) أصول الكافي للكليني ١/١٠٥، والتوحيد ص٩٧، والأمالي ص٢٢٨، ٢٧٧- وكلاهما للصدوق.
( [٧٩٣] ) انظر: الفهرست للنجاشي ص١٢٥، والفهرست للطوسي ص١٤٢، وتنقيح المقال للمامقاني ١/٤٤٠، والمراجعات للموسوي ص٣١٠.
( [٧٩٤] ) قاله الخوئي في معجم رجال الحديث ٧/٢٤٩.
( [٧٩٥] ) وهي الكتب الأصول عند الشيعة؛ الكافي، الاستبصار، من لا يحضره الفقيه، تهذيب الأحكام.
( [٧٩٦] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٦٠، وتنقيح المقال للمامقاني ١/٤٤٣.
( [٧٩٧] ) اختيار معرفة الرجال ص١٤٧، ١٤٨، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٧٩٨] ) اختيار معرفة الرجال ص١٥٣، وتنقيح المقال ١/٤٤٤.
( [٧٩٩] ) اختيار معرفة الرجال ص١٥١، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٨٠٠] ) اختيار معرفة الرجال ص١٤٩، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٨٠١] ) اختيار معرفة الرجال ص١٤٤، ١٥٩، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٨٠٢] ) اختيار معرفة الرجال ص١٤٤، ١٥٩، وتنقيح المقال ١/٤٤٣.
( [٨٠٣] ) راجع رجال الشيعة في الميزان للزرعي، ونقض ولاية الفقيه لمحمد مال الله،، وغيرهما.
( [٨٠٤] ) اختيار معرفة الرجال ص ١٠٨، وتنقيح المقال ٢/١٨٤، ومعجم رجال الحديث للخوئي ١/٢٠٢، ١٤/٢٦٦.
( [٨٠٥] ) إكمال الدين للصدوق ص١٠٧.
( [٨٠٦] ) راجع منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٧/٣٧، ٣٦٠.
( [٨٠٧] ) الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص٢٠.
( [٨٠٨] ) معالم التوحيد لجعفر السبحاني ص١٠٦.
( [٨٠٩] ) الأصول من الكافي للكليني ونقله الحر العاملي في الإيقاظ من الهجعة ص٢٠.
([
٨١٠]) ذكرت هذا المطلب لأن العقل من مصادر التشريع الأربعة الأصول عند الشيعة الإثني عشرية الأصوليين منهم دون الإخباريين الذين يعتمدون على الأخبار المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة المعصومين- عندهم-. (راجع: مشارق الشموس الدرية لعدنان البحراني ص٢٩٠، والكشكول ليوسف البحراني ٢/٣٨٦-٣٨٩. وانظر: كتاب (العقل عند الشيعة الإمامية لرشدي عليان) .
( [٨١١] ) تفسير القمي ١/٣٠١، وانظر: البرهان للبحراني ٢/١٤٥.
( [٨١٢] ) مجمع البيان للطبرسي ٣/٥٠.وانظر: فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٢٦٨، وقال: [وكذا محمد بن الحسن الشيباني في كشف نهج البيان] .
( [٨١٣] ) نفحات اللاهوت للكركي ق٣١/ب، ٣٧/ب، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٧٠٨.
( [٨١٤] ) إحقاق الحق للتستري ص٣.
( [٨١٥] ) تفسير القمي ٢/١٨٦، والبرهان للبحراني ٣/٢٩٩، وتفسير الصافي للكاشاني ٢/٣٤٢، وقرة العيون له ص٤١٦-٤٢٠.
( [٨١٦] ) الشعائر الحسينية للشيرازي ص٨-٩.
( [٨١٧] ) الشعائر الحسينية للشيرازي ص١٠.
( [٨١٨] ) تنقيح المقال للمامقاني ١/٢١٣.
( [٨١٩] ) روح المعاني للألوسي ١٠/١٣٧-١٣٨. ولم أقف على هذه القراءة في أي كتاب من كتب القراءات، أو التفسير عند أهل السنة.
( [٨٢٠] ) تفسير ابن كثير ٢/٣٣٦-٣٣٧.
( [٨٢١] ) جامع البيان للطبري ١٠/١٨٣-١٨٤، وفتح القدير للشوكاني ٢/٣٨٢.
( [٨٢٢] ) جامع البيان للطبري ١٠/١٨٣-١٨٤، وفتح القدير للشوكاني ٢/٣٨٢.
( [٨٢٣] ) نهج البلاغة للشريف الرضي ص ١٤٣.
( [٨٢٤] ) الخصال للصدوق ٢/٦٣٩-٦٤٠.
( [٨٢٥] ) الأشعثيات للأشعث الكوفي ص ١٤.
( [٨٢٦] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٧٩، ٣٣٤، وبنحو قوله قال الطوسي في الاقتصاد ص ٣٣٤-٣٣٥.
( [٨٢٧] ) المراجعات للموسوي ص٢٧٩-٢٨٣. وانظر: الفصول المهمة له ص٩٦-٩٨، وسيرة الأئمة لهاشم الحسيني ١/٣٩٣.
( [٨٢٨] ) إحقاق الحق للتستري ص٢٧٦.
([
٨٢٩]) روى الشيعة عن علي بن أبي طالب أنه قال مخاطباً من كان معه في جيشه: (ولقد كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا وما يزيدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً، ومضياً على اللقم، وصبرا على مضض الألم، وجداً في جهاد العدو) . (نهج البلاغة للرضي ٩١-٩٢) .
( [٨٣٠] ) يقصد نبي أهل السنة، وكتاب أهل السنة.
( [٨٣١] ) يقصد نبي أهل السنة، وكتاب أهل السنة.
( [٨٣٢] ) الطرائف لابن طاوس ص٣٨٤. وانظر تفسير القمي ١/١١٣-١١٤، ٢/٣١٢.
( [٨٣٣] ) عقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني ٣/٦٨.
( [٨٣٤] ) إحقاق الحق للتستري ص ٢٧٢-٢٧٣.
( [٨٣٥] ) تفسير ابن كثير ٢/٣٤٤، وروح المعاني للألوسي ١٠/٧٤.
( [٨٣٦] ) كشف الغمة للإربلي ١/١٨٨، ١٨٩-١٩٠، وكتاب المهدي لصدر الدين الصدر ص ٩٠.
( [٨٣٧] ) جامع البيان للطبري ٩/٢٠٠-٢٠٣، وتفسير ابن كثير ٢/٢٩٣-٢٩٥، وفتح القدير للشوكاني ٢/٢٩٣-٢٩٦.
( [٨٣٨] ) مجمع البيان للطبرسي ٢/٥٣٠.
( [٨٣٩] ) راجع: إحقاق الحق للتستري ص٢٧٣، وانظر: تفسير القمي ٢/٣٥٥، والطرائف لابن طاوس ص٢٣٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٢٨/١٣٠، وما بعدها.
( [٨٤٠] ) الطرائف لابن طاوس ص ٣٨٤-٣٨٥.
( [٨٤١] ) صحيح البخاري ٦/٢٦٧، ك تفسير القرآن، باب (وإذا رأو تجارةً أو لهوا) ، وصحيح مسلم ٢/٥٩٠، ك الجمعة، باب في قوله تعالى: (وإذا رأوا تجارةً أو لهوا انفضوا إليها) .
( [٨٤٢] ) تفسير ابن كثير ٤/٣٦٧، وشرح النووي على مسلم ٦/١٥١-١٥٢، وفتح الباري لابن حجر ٢/٤٢٥، وروح المعاني للألوسي ٢٨/١٠٥.
( [٨٤٣] ) النبطي، صدوق، فاضل، من الطبقة السادسة. (تقريب التهذيب لابن حجر ص٥٤٤) ,.
( [٨٤٤] ) المراسيل لأبي داود ص ١٠٥، ح٦٢.
( [٨٤٥] ) شرح النووي على صحيح مسلم ٦/١٥١-١٥٢. وبمثل قول القاضي عياض قال ابن حجر في الفتح ٢/٤٢٤-٤٢٥.
([
٨٤٦]) عرفها أبو الحسن العاملي بانها: [الإقرار بنبوة محمد وإمامة الأئمة، والتزام حبهم وطاعتهم، وبغض أعدائهم ومخالفيهم] ، ووصفها محمد كاشف الغطاء (بأنها منصب إلهي يختاره الله بسابق علمه بعباده كما يختار النبي بأن يدل الأمة عليه ويأمرهم باتباعه..) ، (انظر: مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص١٩، وأصل الشيعة وأصولها لمحمد كاشف الغطاء ص٦٥-٦٦.
( [٨٤٧] ) وقد روي هذا المعنى عن كلا الإمامين بألفاظ مختلفة تؤول إلى معنى واحد. وممن رواه بالسند: البرقي في المحاسن ص ١٣٥، والقمي في التفسير١/١٠٦-١٠٧، ٢٤٦-٢٤٧، والعياشي في التفسير ١/٦٢، ١٨٠-١٨١، والصدوق في من لا يحضره الفقيه ٢/١٢٤-١٢٥، وفي التوحيد ص ٣١٩- ٣٢٠، وفي علل الشرائع ص ١١٨، ٤٣٠-٤٣١. وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ٢/٥٥، ومختصر بصائر الدرجات للحلي ص ١٥٤-١٥٥، ١٧١، ومشارق الأنوار للبرسي ص ١٧-١٨، وتفسير الصافي للكاشاني ١/١٤٤، ٢٧٤، ٦٢٥-٦٢٦، ٢/٣٠٠، وعلم اليقين له ٢/٦١٢، وتفسير البرهان للبحراني ١/١٥٧، ٢٩٤-٢٩٥، ٢/٤٧-٥١، ٣/٢٦٢، والفصول المهمة للحر العاملي ص١٥٧-١٥٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٢/٨٨.
( [٨٤٨] ) وقد روي هذا المعنى عن كلا الإمامين بألفاظ مختلفة تؤول إلى معنى واحد. وممن رواه بالسند: البرقي في المحاسن ص ١٣٥، والقمي في التفسير١/١٠٦-١٠٧، ٢٤٦-٢٤٧، والعياشي في التفسير ١/٦٢، ١٨٠-١٨١، والصدوق في من لا يحضره الفقيه ٢/١٢٤-١٢٥، وفي التوحيد ص ٣١٩- ٣٢٠، وفي علل الشرائع ص ١١٨، ٤٣٠-٤٣١. وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ٢/٥٥، ومختصر بصائر الدرجات للحلي ص ١٥٤-١٥٥، ١٧١، ومشارق الأنوار للبرسي ص ١٧-١٨، وتفسير الصافي للكاشاني ١/١٤٤، ٢٧٤، ٦٢٥-٦٢٦، ٢/٣٠٠، وعلم اليقين له ٢/٦١٢، وتفسير البرهان للبحراني ١/١٥٧، ٢٩٤-٢٩٥، ٢/٤٧-٥١، ٣/٢٦٢، والفضول المهمة للحر العاملي ص١٥٧-١٥٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٢/٨٨.
([
٨٤٩]) قال أبو الحسن الإمام العاشر عند الشيعة: (ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث الله نبياً إلا بنبوة محمد وولاية وصيه علي عليه السلام) . (بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص ٩٢-٩٣) .
( [٨٥٠] ) بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص٩٢، والاختصاص للمفيد ص ٣٤٣، وتفسير القمي ١/٥٦-٥٧، ١٠٦-١٠٧، ٢٤٦-٢٤٧، وتفسير العياشي ١/١٨٠-١٨١، وانظر: الطرائف لابن طاوس ص١٠١، وقرة العيون للكاشاني ص٤١٠، والبرهان للبحراني ٤/١٤٨، وإحقاق الحق للتستري ص١٥١، ومقدمة البرهان للعاملي ص٣١، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني ٣/١٠٨.
( [٨٥١] ) البرهان للبحراني ٣/٣٥١، ٤/٣٧.
( [٨٥٢] ) بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص٩٠، وانظر: الأصول من الكافي للكليني ١/٤١٦، وعلل الشرائع للصدوق ص١٢٢.
( [٨٥٣] ) الأمالي للصدوق ص١٣١-١٣٢.
( [٨٥٤] ) تفسير العياشي ١/١٦٠، والبرهان للبحراني ١/٢٦٨، ٤/٥١٢-٥١٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٣٩٧.
( [٨٥٥] ) ونزلت معها الملائكة- على حد زعمهم-، واستدلوا بقوله تعالى: (( ونزل الملائكة تنزيلا )) ، قالوا: أي بولاية علي بن أبي طالب. (البرهان للبحراني ٤/٣٨٠، ٤١٦) .
( [٨٥٦] ) البرهان للبحراني ٤/٥-٦.
( [٨٥٧] ) الأصول من الكافي للكليني ٢/٢٢٩-٢٣٠. وانظر: تفسير العياشي ١/٢٩٣، وإكمال الدين للصدوق ص٢٧١، والبرهان للبحراني ١/٤٣٤-٤٣٥، ٤٤٤، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٣٦.
( [٨٥٨] ) تفسير القمي ١/١٦٢، والأصول من الكافي للكليني ٢/٢٢٩-٢٣٠. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٥٨، والبرهان للبحراني ١/٤٤٤.
( [٨٥٩] ) الغيبة للنعماني ص١٤٥، ومعاني الأخبار للصدوق ص٦٧، والاحتجاج للطبرسي ص٧٧-٧٨، واليقين في إمرة أمير المؤمنين لابن طاوس ص ١١٣-١١٥، والطرائف له ص١٣٩، وكشف الغمة للإربلي ١/٣٢٣، وإحقاق الحق للتستري ص١٦٤، وحق اليقين لشبر ١/١٤٦، والغدير للأميني ١/٩-١١.
([
٨٦٠]) تفسير العياشي ٢/١٤١، وإكمال الدين للصدوق ص٢١١، وجامع الأخبار للشعيري ص١٠-١١، وانظر: سعد السعود لابن طاوس ص٧٠-٧١، والصراط المستقيم للبياضي ص١/٣١٥، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٧٨٠، والبرهان للبحراني ٢/٢١٠، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٣١٠، والغدير للأميني ١/١٣.
( [٨٦١] ) الحديث رغم صحته- راجع السلسلة الصحيحة للألباني ٤/٣٤٣-٣٤٤- إلا أنه لا يدل على خلافة علي بوجه من الوجوه، وهو لا يدل على أكثر من الدعوة إلى محبته علي وموالاته.
( [٨٦٢] ) لا يعرف هذا الحديث، وليس له وجود في أي كتاب من كتب أهل السنة.
( [٨٦٣] ) راجع: السقيفة لسليم بن قيس ص٥٧، ٨٢، ١٨٧، وتفسير العسكري ص٣٠٧، وتفسير فرات الكوفي ص ٣٦، ١٩٥، وتفسير القمي ١/١٧٤، والأمالي للصدوق ص ٢/ ٣٥٦، ومعاني الأخبار له ص ٦٥-٦٦، والخصال له ١/٦٥-٦٦، والإرشاد للمفيد ص ٤٢، ١٦٠-١٦٢، والشافي للمرتضى ص١٣١، والاحتجاج للطبرسي ص ٦٦، وجامع الأخبار للشعيري ص١١، والاقتصاد للطوسي ص٣٢٦-٣٥٢، والطرائف لابن طاوس ص ١٤٨-١٥١، وأنوار الملكوت للحلي ص ٢٢٠-٢٢٣، وكشف المراد له ص ٣٩٣، والصراط المستقيم للبياضي ١/٢٥٩، ٢/٢٦، ٥٢، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٤٥٨-٤٦٢، ٤٧٠- ٤٧١، وعلم اليقين له ٢/٦٤٨-٦٤٩، ومؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية ص٢١-٢٢، والبرهان للبحراني ١/٥٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٣٧/١٤٩، وإحقاق الحق للتستري ص١٤٠-١٤١، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٩٢- ٢٩٣، والغدير للأميني ١/١٨، ٢١٠-٢١٧، ٢٨٢.
([
٨٦٤]) ومن أراد الاطلاع على قصة الغدير وما جاء فيها فلينظر الكتب الشيعية التالية: السقيفة لسليم بن قيس ص ١٦٤، ١٨٧، ٢٢٨-٢٢٩، وتفسير العسكري ص ٣٠٧، والمحاسن للبرقي ص٣٣١، والإيضاح للمفضل بن شاذان ص٥٢، وتفسير العياشي ٢/٩٧-٩٩، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ١/٢٧٢، ٢/٥٤،والأمالي له ص١٢٥-١٢٦، والمفصح في الإمامة للمفيد ص ١٣٣-١٣٨، والإرشاد له ص ١٦٦، ورسالة في تحقيق لفظ المولى ص ٢١-٢٢، ٢٤-٢٧، والفصول المختارة له ص ٢٣٦، والاقتصاد للطوسي ص ٣٤٣-٣٥٢، وتلخيص الشافي له ص٣٥٦، وجامع الأخبار للشعيري ص١٠-١٢، والاحتجاج للطبرسي ص ٦٠-٦٢، وإعلام الورى للفضل الطبرسي ص ١٣٨-١٤٠، ومناقب آل أبي طالب للمازندارني ٣/٢٠-٤٤، وسعد السعود لابن طاوس ص ٦٩-٧١، وكشف الغمة للإربلي ١/٤٨-٥١، ٢٣٧-٢٣٨، وكشف المراد للحلي ص ٣٩٤، ٤١٩-٤٢٠، والكشكول للآملي ص١٨٠-١٨١، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٤٥٦-٤٧٢، وعلم اليقين له ٢/٦٣٤-٦٥٢، والبرهان للبحراني ١/١١، ٤٣٦-٤٤٧، ٤٨٥، ٤٨٨-٤٩١، ٥١٦، ٥٦٠-٥٦٢، ٢/١٤٥، ٣/٩-١٠، ٤/٣٨١-٣٨٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٢١٠، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص ٢٩٥-٢٩٧، ومفاتيح الجنان لعباس القمي ص٣٧٥، والشيعة في الميزان لمغنية ص ١٨-١٩، وتاريخ الشيعة للمظفر ص٢٠، وسيرة الأئمة للحسيني ١/٢٦٩-٢٧٣ وفي ظلال التشيع لمحمد الحسني له ٥٢-٥٣، وعلي مع القرآن للحكيمي ص١٥٠-١٥٢، ٢٨٧-٢٨٩، وعقائد الإمامية للزنجاني ١/٩٠، ٣/٩-١٠، وللشيعة طائفة من المصنفات الخاصة بغدير خم، منها كتاب (الغدير في الكتاب والسنة) للأميني.
( [٨٦٥] ) ومن هذه الآيات:
[١] - قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة:٢٠٨] ؛ فقد فسروها بأنها أمر بالدخول في ولاية علي. (تفسير العسكري ص٢٢٩) .
[
٢]- قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران:١٠٣] ، قالوا: أمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد ولا يتفرقوا.(تفسير القمي ١/١٠٨).
[٣] - قوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام:١٥٣] ، فقد فسروا الصراط المستقيم بأنه ولاية علي والأوصياء من ولده. (تفسير العياشي ١/٣٨٣-٣٨٤. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٥٥٧، والبرهان للبحراني ١/٥٦٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/٧٠) .
[٤] - قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال:٢٤] . قالوا: نزلت في ولاية علي. (الروضة من الكافي للكليني ص٣٥٧، وتفسير القمي ١/٢٧١) .
( [٨٦٦] ) كما في تأويلهم للأيات التالية:
١- كونها نعمة أنعم الله بها عليهم: قال تعالى: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) [لقمان:٢٠] . روى القمي بسنده إلى أبي جعفر الباقر في تفسير هذه الآية قوله: (أما النعمة الظاهرة فهو النبي صلى الله عليه وآله، وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت) . (تفسير القمي ٢/١٦٥-١٦٦، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٣١٤، والبرهان للبحراني ٣/٢٧٦-٢٧٨) .
٢- كون معرفتها حسنة يعطى من جاء بها خيرٌ منها: قال الله تعالى: (( مَنْ جَاءَ بِالحسنةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ )) [النمل:٨٩] . روى القمي بسنده إلى أبي عبد الله الصادق (أنه فسر الحسنة بولاية علي، وفسر السيئة بعداوته) . (تفسير القمي ٢/١٣١، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٢٥٠، والبرهان للبحراني ٣/٢١٢-٢١٤) .
٣- كون معرفتها سبب لابيضاض الوجوه، وإنكارها سبب لاسودادها يوم القيامة: قال تعالى: (( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ )) [آل عمران:١٠٦] . فقد زعم حيدر الآملي أن هذا يكون بسبب موالاة علي أو معاداته. (الكشكول لحيدر الآملي ص١٨٢) .
٤- كون الكفر بها محبط للعمل: قال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [المائدة:٥] . فقد نسبوا إلى الباقر (أنه فسر الإيمان: بولاية علي بن أبي طالب) . (تفسير العياشي ١/٢٩٧. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٢٤، والبرهان للبحراني ١/٤٥٠) .
٥- كون الإشراك بها لا يغفره الله: قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) [النساء:٤٨] . وقال تعالى: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )) [الكهف:١١٠] . ففي تأويل الآية الأولى أسند فرات الكوفي والعياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله: (إن الله لا يغفر أن يشرك بولاية علي وطاعته) . (تفسير فرات الكوفي ص ٣٣-٣٤، وتفسير العياشي ١/٢٤٥-٢٤٦، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٦١، والبرهان للبحراني ١/٣٧٥) . وفي تأويل الآية الثانية أسند القمي والعياشي إلى جعفر الصادق قوله: (التسليم لعلي لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله) . (تفسير القمي ٢/٣٦، وتفسير العياشي ٢/٣٥٣. وانظر: تفسير الصافي ٢/٣٦، والبرهان للبحراني ٢/٤٩٦-٤٩٧، وبحار الأنوار للمجلسي ١٥/٥٤، ٥٤، ١٠٢) .
([
٨٦٧]) من عقائد الشيعة: أن جميع الخلائق يوقفون عند عقبة، ويُسألون عن ولاية علي وأولاده. فمن أتى بها نجا وجاز على الصراط. (عقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني ٢/٢٩٢-٢٩٣) واستدلوا على هذا المعتقد بأدلة منها قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ) [التكاثر:٨] ؛ حيث فسروا النعيم بأنه ولاية علي والأئمة من ولده. وقوله: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) [الصافات:٢٤] ؛ أي عن ولاية علي بن أبي طالب؛ فقد أسند الطوسي إلى أنس بن مالك يرفعه: (إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز إلا من كان معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب) وذكر الآية. وفي رواية: (أقف أنا وعلي على الصراط بيد كل واحد منا سيف فلا يمر أحد من خلق الله إلا سألناه عن ولاية علي بن أبي طالب، فمن معه شيء نجا، وإلا ضربنا عنقه وألقيناه في النار) . (الأمالي للطوسي ٢/٢٢٩،وانظر: مجمع البيان للطبرسي ٥/٥٣٥، والطرائف لابن طاوس ص ٧٤، ومنهاج الكرامة للحلي ص١٥٦، والصراط المستقيم للبياضي ١/٢٩٥، والبرهان للبحراني ١/٥٠١-٥٠٤، ٤/١٧، وبحار الأنوار للمجلسي ٣٦/٧٨، وإحقاق الحق للتستري ص١٥٠، وحق اليقين لشبر ٢/١٤٣) .
( [٨٦٨] ) كما في تأويلهم للآيات التالية:
[١] قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )) [المائدة:١] ؛ فقد أسند القمي إلى أبي جعفر الثاني في تفسير هذه الآية قوله: (إن رسول الله عقد عليهم لعلي بالخلافة في عشرة مواطن- وفي رواية: أربعة مواطن- ثم أنزل الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) . (تفسير القمي ١/١٥٩. وانظر: البرهان للبحراني ١/٤٣١، وإلزام الناصب للحائري ٢/٢٦٩، وحق اليقين لشبر ٢/٢٦) .
[
٢]- قوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) [النحل:٩١] ؛ أسند القمي إلى جعفر الصادق قوله: (لما نزلت الولاية، وكان من قول رسول الله بغدير خم: سلموا على علي بإمرة المؤمنين، فقالوا: أمن الله ورسوله؟ فقال لهم: نعم حقاً من الله ورسوله، فسلموا- وأنزل الله: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) . (تفسير القمي ١/٣٨٩. وانظر البرهان للبحراني ٢/٣٨٢) .
[٣] - قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ) [الرعد:٢٥] . قال القمي: يعني أمير المؤمنين (ع) ، وهو الذي أخذ الله عليهم في الذّر، وأخذ عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم. (تفسير القمي ١/٣٦٣. وانظر: البرهان للبحراني ٢/٢٨٨) .
( [٨٦٩] ) كما في تأويلهم لقوله تعالى: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) [الإسراء:٨٩] . وقالوا: إنها إنما نزلت: (فأبى أكثر الناس بولاية- وفي رواية: ولاية- علي إلا كفوراً) . ونسبوا هذا القول إلى أبي جعفر الباقر؛ أسنده إليه الكليني والعياشي. (تفسير العياشي ٢/٣١٧. وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ١/٢٩١، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٩٨٩، والبرهان للبحراني ٢/٤٤٥، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/١٠٢، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٢٩٢) . وكتأويلهم لقوله تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا) [النحل:٨٣] ؛ يعني ولاية علي. كما نسبوا ذلك إلى علي وجعفر الصادق. (تفسير الصافي للكاشاني ١/٩٣٥، والبرهان للبحراني ٢/٣٧٨) .
([
٨٧٠]) كما في تأويلهم لقوله تعالى: (بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ) [الأنعام:٢٨] . قال القمي: من عدواة أمير المؤمنين. (تفسير القمي ١/١٩٦، وانظر: البرهان للبحراني ١/٥٢٢) .
( [٨٧١] ) قال البياضي: وفي الحديث (أنه لما نص على علي بالإمامة في ابتداء الأمر جاءه قوم من قريش وقالوا: يا رسول الله! الناس قريبوا عهد بالإسلام ولا يرضوا أن تكون النبوة فيك والإمامة في علي ابن عمك؟ فقال صلى الله عليه وآله: ما فعلته برأيي فأتخيّر فيه، ولكن الله أمرني به وفرضه عليّ. قالوا: فاشرك معه رجلاً من قريش لئلا يخالف الناس عليك. فنزلت: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) .(الصراط المستقيم للبياضي ١/٣١٣). وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ) [يونس:١٥] . قال أبو جعفر الباقر في تفسيرها - فيما أسنده إليه العياشي-: (قالوا بدّل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه) . (تفسير العياشي ٢/١٢٠، وانظر: البرهان للبحراني ٢/١٨، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/١١١. وراجع: تفسير القمي ١/٣١٠، ٢/٢٤٨-٢٤٩، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٣/٣٨) .
( [٨٧٢] ) تقدم بيان معتقدهم في ذلك أثناء الكلام على مكانة الولاية من الدين- عند الشيعة-.
( [٨٧٣] ) أورد العسكري في تفسيره قولاً نسبه إلى رسول الله، وفيه: (... فكذلك فرض الله الإيمان بولاية علي بن أبي طالب (ع) كما فرض الإيمان بمحمد، فمن قال: آمنت بنبوة محمد وكفرت بولاية علي (ع) ، فما آمن بنبوة محمد صلى الله عليه وآله]. (تفسير العسكري ص١٤٠) .
( [٨٧٤] ) تلخيص الشافي للطوسي ص٤٦٠.
([
٨٧٥]) وقد علل التستري ذلك بقوله: [إن إنكار الإمامة كإنكار النبوة، وإنكار النبوة كإنكار الألوهية، فعلم أن معرفة الإمام والاعتراف بحقه شطر الإيمان، ولولا ذلك لم يحكم الله سبحانه على منكرها بالارتداد] . (إحقاق الحق للتستري ص١٥٧) .
( [٨٧٦] ) انظر: بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص٩٩، والأمالي للصدوق ص٦٣٩، والهداية له ق ١١٦/أ، والاختصاص للمفيد ص ٣٠٣، والمصباح للكفعمي ص ٧-٨، وإحقاق الحق للتستري ص١٤٢، وعقائد الإمامية للزنجاني ١/٢٧٧-٢٧٩.
( [٨٧٧] ) الأصول من الكافي للكليني ٢/١٧، والمحاسن للبرقي ص٢٨٦، والأمالي للمفيد ص٣٥٣، وتفسير العياشي ١/١٩١. وانظر: البرهان للبحراني ١/٣٠٣، ٣٤٥، وبحار الأنوار للمجلسي ١٥/١٩٤.
( [٨٧٨] ) أبو اليسع الكرخي. لم يتعرض الكشي لحاله. ووثقه المامقاني- من علماء الشيعة-. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٤٢٤-٤٢٦، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/٣٦٠) .
( [٨٧٩] ) يقصدون جعفر الصادق.
( [٨٨٠] ) ورد هذا المعنى عن جعفر الصادق بألفاظ كثيرة أسندها إليه عدد من مصنفي الشيعة، منهم فرات الكوفي في التفسير ص ٣٢-٣٣، والكليني في الروضة ص٣٦٩، والبرقي في المحاسن ص ٢٨٦-٢٩٠، والكشي في رجاله- اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٤٢٤- ٤٢٦، والصدوق في علل الشرائع ص٣٠٣، وفي الأمالي ص٢٦٨، والعياشي في التفسير ٢/١١٧، وانظر: البرهان للبحراني ٢/١٧٠، وبحار الأنوار للمجلسي ١٥/٢١٤.
( [٨٨١] ) في الأصل: (مما) . ولعل الصواب ما أثبت.
( [٨٨٢] ) قرب الإسناد للحميري ص١٢٣.
( [٨٨٣] ) علل الشرائع للصدوق ص٢٤٩.
( [٨٨٤] ) أسند البرقي إلى أبي عبد الله الصادق قوله: (جحد الناس - أي الصحابة- ولاية علي عليه السلام) . وروي نحوه عن أبي جعفر الباقر. (المحاسن للبرقي ص١٦٢، والبرهان للبحراني ١/٢٩٥) .
( [٨٨٥] ) المحاسن للبرقي ص١٤٤-١٤٥، والأمالي للصدوق ص ٣٢، ٣٥٣، ٤٩٤-٤٩٥، وعلل الشرائع له ص٢٥٢. وانظر: جامع الأخبار للشعيري ص١٢، والفصول المهمة للحر العاملي ص٩٩.
([
٨٨٦]) ذكر البياضي قول عقبة بن عامر الجهني: (بايعنا رسول الله على وحدانية الله، وأنه نبيه، وعلي وصيه، فأي الثلاثة تركنا كفرنا) (الصراط المستقيم للبياضي ٢/٥١) .
( [٨٨٧] ) عمارة بن جوين؛ أبو هارون العبدي. قال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديثه. وقال شعبة:كنت أتلقى الركبان أسأل عن أبي هارون العبدي، فقدم فرأيت عنده كتاباً فيه أشياء منكرة في علي رضي الله عنه- وذكر أن في كتابه تكفير عثمان-، وقد صرح بتكذيبه جمع من أئمة الجرح والتعديل. (ميزان الاعتدال للذهبي ٣/١٧٣-١٧٤، والتقريب لابن حجر ٤٠٨) .
( [٨٨٨] ) الأمالي للمفيد ص ١٣٩. وانظر: كشف الغمة للإربلي ١/٣١٩، والصراط المستقيم للبياضي ١/٣١٦، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٩٨، وعقائد الإمامية للزنجاني ١/٢٧٢، وتاريخ الشيعة للمظفر ١٩، والشيعة في الميزان لمغنية ٢٧.
( [٨٨٩] ) الأصول من الكافي للكليني ٢/٢٢٩، والمحاسن للبرقي ٢٨٦.
([
٨٩٠]) انظر المصادر الشيعية التالية: السقيفة لسليم بن قيس ص٢٨-٢٩، وتفسير العسكري ص١٤٢، وتفسير فرات الكوفي ص١١٦، وتفسير القمي ١/٨٥-٨٦، ١٦٣، ٢/٢٩٤، وتفسير العياشي ١/١٨٠، والغيبة النعماني ص٢٩، والخصال للصدوق ٢/٣٦٤-٣٧٢، والمسائل الجارودية للمفيد ص ٨-٩، والمفصح في الإمامة للمفيد ص١٢٦-١٢٨، والشافي للمرتضى ص١٠٢وتلخيص الشافي للطوسي ص٣٥٠، وسعد السعود لابن طاوس ص١٣٢-١٣٣، والطرائف له ص١٥٨، وكشف الغمة للإربلي ١/٢٦٣-٢٦٤، والكشكول للآملي ص١٢٩-١٣١، والصراط المستقيم للبياضي ١/٩١، ٣٠٠-٣٠١، وتفسير الصافي للكاشاني١/٢٧٤، ٥٠٠-٥٠٣، وعلم اليقين له ٢/٧١٢، وقرة العيون له ص٤١٩-٤٢٠، ٤٢٥-٤٣٠، والبرهان للبحراني ١/٩٠، ٢٩٥، ٥١٣-٥١٤، وبحار الأنوار للمجلسي ٣/٦٩، وإحقاق الحق للتستري ص١٣٣، ٢٧١، الأنوار النعمانية للجزائري ١/٨١، ومقدمة البرهان للعاملي ص٣٥، ٢٨٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٨، وحق اليقين لشبر ١/٢١٣، ٢١٨، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص ٤٧، ومنار الهدى لعلي البحراني ص٢٤٦، وعقائد الإمامية للزنجاني ٣/٦٩-٧١، وفي ظلال التشيع لمحمد علي الحسني ٥٤.
( [٨٩١] ) الطرائف لابن طاوس ص١٥٨.
( [٨٩٢] ) سعد السعود لابن طاوس ص١٣٢-١٣٣.
( [٨٩٣] ) كشف الغمة للإربلي ١/٢٦٣-٢٦٤.
( [٨٩٤] ) قرة العيون للكاشاني ص ٤٢٩-٤٣٠.
( [٨٩٥] ) منار الهدى لعلي البحراني ص ٢٤٦.
( [٨٩٦] ) الصراط المستقيم للبياضي ١/٩١، ٣٠٠-٣٠١.
( [٨٩٧] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٨.
( [٨٩٨] ) راجع: الكشكول للآملي ص٥٩، ٦٧، ٧١، ٧٣، ١٨١، وقرة العيون للكاشاني ص٤٢٥-٤٢٩، ومرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي ص٣٣٣، وحق اليقين لشبر ١/٢١٣.
( [٨٩٩] ) كشف الغمة للإربلي ١/٤٩٣-٤٩٤. ونقل الموسوي قريباً من هذا الكلام في الفصول المهمة ص ٩٦-٩٨.
( [٩٠٠] ) إحقاق الحق للتستري ص٢٧١.
( [٩٠١] ) إحقاق الحق للتستري ص ١٤٢.
( [٩٠٢] ) الشافي للمرتضى ص٢٦٠.
([
٩٠٣]) انظر: الإيضاح للفضل بن شاذان ص٢٠٣-٢٠٤، والجمل للمفيد ص٦١، ٩٢، والطرائف لابن طاوس ص٤٢٧، والملاحم له ص٨٦، وإحقاق الحق للتستري ص٢٨٠، والمراجعات للموسوي ص١٩٧.
( [٩٠٤] ) ورد هذا المعنى بألفاظ متعددة. (أنظر: السقيفة لسليم بن قيس ص٢٦-٢٧، ٧١-٧٣، ٩٣-٩٤، ١٢٧-١٢٨، ١٩٢-١٩٤، وكفاية الأثر للخزاز ص ١٠٢، ونفحات اللاهوت للكركي ق ٦٢/ب، والملاحم لابن طاوس ص٩١، ١٣٩، والصراط المستقيم للبياضي ٢/٨٧، ٩٣.
( [٩٠٥] ) بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص١٤١.
( [٩٠٦] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٤-٣٨.
( [٩٠٧] ) انظر: تلخيص الشافي للطوسي ص٣٩٢، والصراط المستقيم للبياضي ٣/٤٢-٤٣، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٢٦-٦٢٧، ٧١٦-٧١٧، ٧٣٥-٧٣٦، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٥.
( [٩٠٨] ) نهج البلاغة للرضي ص٥٣، والجمل للمفيد ص ٦١، ٩٢.
( [٩٠٩] ) انظر: الجمل للمفيد ص٦١، ٩٢، ونفحات اللاهوت للكركي ق ٧٩/ أ، وإحقاق الحق للتستري ص١٣٧، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني ٢/٢٦٧.
( [٩١٠] ) تفسير العسكري ص ٢٠٦-٢٠٧.
( [٩١١] ) تفسير القمي ١/١٣٩-١٤٠. وانظر البرهان للبحراني ١/٣٧٢.
( [٩١٢] ) تفسير القمي ١/٣١٧، وانظر البرهان للبحراني ٢/١٩٨.
( [٩١٣] ) وفي رواية: (ولاية) ، بدل (بولاية) .
( [٩١٤] ) تفسير العياشي ٢/٣١٧. وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ١/٢١٩، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٩٨٩، والبرهان للبحراني ٢/٤٤٥، وبحار الأنوار للمجلسي ٩/١٠٢، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٢٩٢.
( [٩١٥] ) تفسيرالقمي ٢/٨٠-٨١. وانظر الصراط المستقيم للبياضي ١/٢٩٠، والبرهان للبحراني ٣/٨٠.
( [٩١٦] ) تفسير القمي ٢/٨٦. وانظر البرهان للبحراني ٣/١٠٢.
( [٩١٧] ) تفسير القمي ٢/٣٠١. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ٢/٥٦٢-٥٦٣، والبرهان للبحراني ٤/١٨١.
( [٩١٨] ) البرهان للبحراني ٤/٢٤٢.
( [٩١٩] ) راجع مثلاً: مجمع البيان ٣/٤٣٨، ٥/١٦٨، والبرهان للبحراني ١/٣٧٢، ٣/٨١.
( [٩٢٠] ) مجمع البيان للطبرسي ٥/١٦٨.
([
٩٢١]) مجمع البيان للطبرسي ٣/٤٣٨.
( [٩٢٢] ) مجمع البيان للطبرسي ٣/٤٠٢.
( [٩٢٣] ) تلخيص الشافي للطوسي ص٤٦٠، وقد أسند البرقي والنعماني في هذا المعنى روايات كثيرة بألفاظ متقاربة إلى أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق. (المحاسن للبرقي ص ١٥٣-١٥٦، والغيبة للنعماني ص٨٠-٨٥) .
( [٩٢٤] ) تلخيص الشافي للطوسي ص٤٦٠. وانظر تفسير العسكري ١٤٠.
( [٩٢٥] ) مسند أحمد ٤/٩٦. وانظر الفتح الرباني للساعاتي ٢٣/٥٢.
( [٩٢٦] ) صحيح مسلم ٣/١٤٧٨، ك الإمارة، باب وجوب ملازمة الجماعة.
( [٩٢٧] ) فتح الباري لابن حجر ١٣/٧.
( [٩٢٨] ) قال: أي على صفة موتهم من حيث هم فوضى لا إمام لهم. (شرح النووي على صحيح مسلم ١٢/٢٣٨) .
( [٩٢٩] ) تفسير فرات الكوفي ص١٣٣-١٣٤.
( [٩٣٠] ) الأمالي للصدوق ص٤٩٤.
( [٩٣١] ) تفسير العسكري ص١٠٤.
( [٩٣٢] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٢٤٤. وانظر: مشارق الأنوار للبرسي ص٤٧.
( [٩٣٣] ) الآمالي للصدوق ص١٣٢، ٦٥٦. وانظر تفسير العسكري ص ١٤٠.
( [٩٣٤] ) ورد هذا المعنى بألفاظ متقاربة. (أنظر: الأمالي للصدوق ص ٧٧، ٦٧٣، والطرائف لابن طاوس ص٢٣، والصراط المستقيم للبياضي ٢/٢٨، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٦٦٩، وقرة العيون له ص٤٢١، وبحار الأنوار للمجلسي ٣٨/١٥٥) .
( [٩٣٥] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٢٨، وقرة العيون للكاشاني ص٤٢١. وانظر: الأمالي للصدوق ص٦٧٣.
( [٩٣٦] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٢٨.
( [٩٣٧] ) الأمالي للصدوق ص١١.
( [٩٣٨] ) الأمالي للصدوق ص١٩٧، وجامع الأخبار للشعيري ص١٣.
( [٩٣٩] ) كفاية الأثر للخزاز ص٩٧.
( [٩٤٠] ) أصل الشيعة وأصولها لمحمد الحسين آل كاشف الغطاء.
( [٩٤١] ) الجمل للمفيد ص٤٨.
( [٩٤٢] ) فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص١٢٩.
( [٩٤٣] ) المحاسن للبرقي ص٨٩، والأصول من الكافي للكليني ١/٤٣٧، وعقاب الأعمال للصدوق ص٤٦٧-٤٦٨.
( [٩٤٤] ) المحاسن للبرقي ص٨٩، والأصول من الكافي للكليني ١/٤٣٧، وعقاب الأعمال للصدوق ص٤٦٧-٤٦٨.
([
٩٤٥]) المحاسن للبرقي ص٨٩، وعقاب الأعمال للصدوق ص٤٦٨.
( [٩٤٦] ) تفسير العياشي ٢/١٠٨-١٠٩. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٧٢٧، والبرهان للبحراني ٢/١٥٩-١٦٠، وبحار الأنوار للمجلسي ٣/٢٨٦، ٧١٧.
( [٩٤٧] ) ذكره الكشي ولم يتعرض لحاله. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٤٢٥) .
( [٩٤٨] ) الاختصاص للمفيد ص٣٠٣. وانظر البرهان للبحراني ٢/٣٥٠.
( [٩٤٩] ) عقاب الأعمال للصدوق ص٤٨٢.
( [٩٥٠] ) المحاسن للبرقي ص٢٣٦.
( [٩٥١] ) الخصال للصدوق ١/٣٩١. وانظر: الفصول المهمة للحر العاملي ص١٢١.
( [٩٥٢] ) المحاسن للبرقي ص ٢٩١.
( [٩٥٣] ) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص٦٣.
( [٩٥٤] ) تفسير القمي ص ٢١٢. ط حجرية، طهران، ١٣١٥هـ.
( [٩٥٥] ) كشف الغمة للإربلي ١/٣٧٨.
( [٩٥٦] ) المحاسن للبرقي ص٢٣٦-٢٣٧، ٢٧١.
( [٩٥٧] ) علل الشرائع للصدوق ص٢٤٧.
( [٩٥٨] ) سقط الإيمان بالقدر، وتكرر ذكر الإيمان باليوم الآخر.
( [٩٥٩] ) جامع الأخبار للشعيري ص٣٦.
( [٩٦٠] ) أصل الشيعة وأصولها لمحمد حسين كاشف الغطاء ص٥٩-٦٠.
( [٩٦١] ) الشيعة والتصحيح لموسى الموسوي ص١٤-١٥.
( [٩٦٢] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٢-٣٤.
( [٩٦٣] ) تجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي، ومعه شرحه المسمى كشف المراد للحلي ص٤٢٣.
( [٩٦٤] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٢-٣٤.
( [٩٦٥] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٢-٣٤.
( [٩٦٦] ) كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد للحلي ص٤٢٣-٤٢٤.
( [٩٦٧] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٨.
( [٩٦٨] ) وهذا القول منه أيضاً يدل على أن قضية الإمامة من بنات أفكارهم.
( [٩٦٩] ) أعيان الشيعة لمحسن العاملي ١/٩٢.
( [٩٧٠] ) البرهان للبحراني ١/٥٧، ٤/٣٢٤، والأنوار النعمانية للجزائري ٣/٧٠.
( [٩٧١] ) مرآة العقول -شرح الروضة - للمجلسي ٤/٣٨٠.
( [٩٧٢] ) تقدم ذلك ص (٢٣٨) .
( [٩٧٣] ) الدرر النجفية ليوسف البحراني ص٨٣.
( [٩٧٤] ) فرق الشيعة للنوبختي ص٤٤. وانظر: مقالات الفرق للقمي ص٢٢.
([
٩٧٥]) وزاد الكشي: (وكفّرهم) - أي كفّر المخالفين-. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٠٨) .
( [٩٧٦] ) تنقيح المقال للمامقاني ٢/١٨٤.
( [٩٧٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٠٨-١٠٩.
( [٩٧٨] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٠٨-١٠٩.
( [٩٧٩] ) سيأتي بيان ذلك أثناء الكلام على خلافة الصديق.
( [٩٨٠] ) وسأناقش هذه الروايات بعد سردها.
( [٩٨١] ) انظر: السقيفة لسليم بن قيس ص٩١-٩٢، والاحتجاج للطبرسي ص٨١-٨٢، ومرآة العقول- شرح الروضة- ٤/٣٥٠، والأنوار النعمانية للجزائري١/١٠٦-١٠٧.
( [٩٨٢] ) راجع موقف الشيعة من الزبير بن العوام ص (١١٨٤) .
( [٩٨٣] ) السقيفة لسليم بن قيس ص٩٢.
( [٩٨٤] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١٢-١٣.
( [٩٨٥] ) راجع مثلاً: السقيفة لسليم بن قيس ص١٦٨-١٦٩، والإيضاح للفضل بن شاذان ص٢٨.
( [٩٨٦] ) الروضة من الكافي للكليني ص٢٦٢، وانظر: مرآة العقول- شرح الروضة للمجلسي -٤/٢٦٢.
( [٩٨٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص١١-١٣، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٣، وقرة العيون له ص٤٢٦، وحق اليقين لشبر ١/٢١٨-٢١٩، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢٢٣.
( [٩٨٨] ) تهذيب التهذيب لابن حجر ٨/١٠.
( [٩٨٩] ) تفسير العياشي ١/٣٠٤. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٣٣، والبرهان للبحراني ١/٤٥٦، وبحار الأنوار للمجلسي ٥/٢٦٥، ٨/١٥١.
( [٩٩٠] ) لم أقف على مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له الثبيت. ولعل مرادهم ثابت؛ فإن ثابت أحد موالي رسول الله، وهو أحد ما قيل في اسم أبي رافع القبطي. (انظر: الاستيعاب لابن عبد البر ٤/٦٨، والإصابة لابن حجر ٤/٦٧، وكذا الفخر المتوالي فيمن انتسب إلى النبي من الخدم والموالي للسخاوي ص٣٧) .
( [٩٩١] ) قرب الإسناد للحميري ص٣٨، والاختصاص للمفيد ص٦٣.
( [٩٩٢] ) تفسير العسكري ص١٠٦.
( [٩٩٣] ) الأمالي للصدوق ص٥٣.
( [٩٩٤] ) الخصال للصدوق ٢/٦٠٧-٦٠٨.
([
٩٩٥]) انظر: الروضة من الكافي للكليني ص١١٥، ٣٦١، ٣٧٩، وتفسير العياشي ١/١٩٩، ٢/٥١، والاختصاص للمفيد ص٦، ١٠، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٦، ٧، ٩، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٣٠٥، وعلم اليقين له ٢/٧٤٤، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، ٢/٦٩، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي ٤/٣٦١، وبحار الأنوار له ٦/٧٤٩، ومقدمة البرهان للعاملي ص١٥٨، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٢١٣.
( [٩٩٦] ) ليث بن البختري المرادي. اختلف العلماء الجرح والتعديل-عند الشيعة- فيه بين ذام ومادح. (رجال الحلي ١٣٧-١٣٨) .
( [٩٩٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨. وانظر: الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٤١٥.
( [٩٩٨] ) الأحمر البجلي الكوفي. كان من الناووسية- الذين يقولون بأن جعفر الصادق حي لم يمت، وأنه هو المهدي المنتظر-، ورغم ذلك فقد أجمع الإثنا عشرية على تصحيح حديثه (فرق الشيعة للنوبختي ص٧٨-٧٩، والمقالات والفرق لسعد القمي ص ٧٩-٨٠، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٥٢، ٣٧٥، ورجال الحلي ص٢١-٢٢) .
( [٩٩٩] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٧٩-٨٠. وانظر: الإرشاد للمفيد ص٩، والاختصاص له ص٢-٤.
( [١٠٠٠] ) الخصال للصدوق ٢/٤٦١، ٤٦٤. وانظر: فصل الخطاب للنوري الطبرسي ص١١٨.
( [١٠٠١] ) الاحتجاج للطبرسي ص٧٥.
( [١٠٠٢] ) السقيفة لسليم بن قيس ص ٧٤-٧٨. ونفحات اللاهوت للكركي ق٢٠/ب.
( [١٠٠٣] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧١٣.
( [١٠٠٤] ) في ظلال التشيع للحسني ص٥٦-٥٧.
( [١٠٠٥] ) سيأتي مزيد بيان لهذا الموقف أثناء الحديث عن موقفهم من خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
( [١٠٠٦] ) الاحتجاج للطبرسي ص٧٦.
( [١٠٠٧] ) لم أجد هذه الرواية في كتاب الغارات له. ربما كانت في كتاب آخر من كتبه.
( [١٠٠٨] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٥٤، ٣/١١١. وانظر: الشافي للمرتضى ص٢٠٣، والأنوار النعمانية للجزائري ٤/٣٣٢-٣٣٣.
( [١٠٠٩] ) إحقاق الحق للتستري ص١٣٧.
( [١٠١٠] ) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني ١/٢٨٨.
([
١٠١١]) تفسير فرات الكوفي ص٢١٥، والخصال للصدوق ٢/٣٦٠-٣٦١، والاختصاص للمفيد ص٥، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٧، وانظر: قرة العيون للكاشاني ص٤٢٦، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٣-٧٤٤، والدرجات الرفيعة للشيرازي ٢٨٥، ومعجم رجال الحديث للخوئي ٨/١٨٦-١٨٧.
( [١٠١٢] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٥.
( [١٠١٣] ) إحقاق الحق للتستري ص٢٥١.
( [١٠١٤] ) الاحتجاج للطبرسي ص٥٦، وتفسير الصافي للكاشاني ١/٤٥٨، وعلم اليقين له ٢/٦٣٣، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٤٥.
( [١٠١٥] ) كما في قول الصادق لعبد الملك بن أعين: (إي والله يا ابن أعين! هلك الناس أجمعون) ، تقدم ص(١٩٩).
( [١٠١٦] ) كشف المحجة في ثمرة المهجة لابن طاوس ص ٦٩، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤١-٧٤٣.
( [١٠١٧] ) الشافي للمرتضى ص٢٢٨.
( [١٠١٨] ) تلخيص الشافي للطوسي ص٤٢٦.
( [١٠١٩] ) تفسير القمي ٢/١٨٨-١٨٩. وانظر: مجمع البيان للطبرسي ٤/٣٥٠، والصافي للكاشاني ٢/٣٤٥، والبرهان للبحراني ٣/٣٠١.
( [١٠٢٠] ) البرهان للبحراني ٤/٢٩٤، ٣٦٤.
( [١٠٢١] ) تفسير القمي ٢/٣٤٧-٣٤٨. وانظر البرهان للبحراني ٤/٢٧٤.
( [١٠٢٢] ) قرب الإسناد للحميري ص١٣-١٤.
( [١٠٢٣] ) إلزام الناصب للحائري ٢/٢٧٢.
( [١٠٢٤] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧١٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٦٥.
( [١٠٢٥] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٦٥.
( [١٠٢٦] ) أبو موسى البجلي الضرير. قال عنه الشيعة: روى عن أبي جعفر الثاني، ولم يكن بذاك، له كتاب الوصية. (الفهرست للنجاشي ص٢١١، والفهرست للطوسي ص١١٦) .
( [١٠٢٧] ) الصراط المستقيم للبياضي ٢/٨٩.
( [١٠٢٨] ) يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
( [١٠٢٩] ) الصراط المستقيم ٢/٨٨.
( [١٠٣٠] ) البرهان للبحراني ١/٩٤.
( [١٠٣١] ) الأصول من الكافي للكليني ١/٤٥، والتهذيب للصدوق ١/١٢٢، والاستبصار للطوسي ١/١٠٠.
( [١٠٣٢] ) الأشعثيات للأشعث الكوفي ص٢٠٣.
( [١٠٣٣] ) يعنون الصديق رضي الله عنه.
( [١٠٣٤] ) تفسير العسكري (ص:١٧٠) .
([
١٠٣٥]) من لا يحضره الفقيه للصدوق ١/١١١، والمحاسن للبرقي ٣٠١.
( [١٠٣٦] ) التوحيد للصدوق ص٩٥.
( [١٠٣٧] ) الكشكول للآملي ص١٣٨.
( [١٠٣٨] ) انظر: الثقلان للمفيد ص١٠-١١، وكشف الغمة للإربلي ١/٤١-٤٧.
( [١٠٣٩] ) كشف الغمة للإربلي ١/٥٢٧.
( [١٠٤٠] ) صحيح مسلم ٤/١٨٧٣، فضائل الصحابة، باب من فضائل علي.
( [١٠٤١] ) راجع موقف الشيعة الإثني عشرية من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ص(١٢٣١).
( [١٠٤٢] ) تفسير العياشي ١/٣٠٤، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٤٣٣، والبرهان للبحراني ١/٤٥٦، وبحار الأنوار للمجلسي ٥/٢٦٥.
( [١٠٤٣] ) تفسير العياشي ٢/٥١، وانظر: البرهان للبحراني ٢/٦٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٨/١٥٢، ومرآة العقول- شرح الروضة -له ٤/٣٥٠، ٣٧٩.
( [١٠٤٤] ) انظر: الإرشاد للمفيد ص٩، ونفحات اللاهوت للكركي ق٢٠/ب، ٢١/ ب-٢٤/ب، ٧١/أ-٧٢/ ب، وعلم اليقين للكاشاني ٢/٧١٧، وإحقاق الحق للتستري ص٢٢١.
( [١٠٤٥] ) الخصال للصدوق ٢/٤٦١-٤٦٢، وانظر: الصراط المستقيم للبياضي ٢/٧٩-٨٠.
( [١٠٤٦] ) ابن حكيم الصيرفي، من تلاميذ أبي جعفر الباقر. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٢١٠) .
( [١٠٤٧] ) وفي رواية سليم بن قيس عن علي رضي الله عنه: (بقيت بين جلفين جافيين، ذليلين حقيرين: العباس وعقيل) .(السقيفة لسليم بن قيس ص١٢٨، ١٣٠-١٣١).
( [١٠٤٨] ) في رواية سليم بن قيس قريب العهد بكفر.
( [١٠٤٩] ) الروضة من الكافي ص٣٧٩، وانظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٧١٧-٧١٨، والبرهان للبحراني ٣/٤٢، وحياة القلوب للمجلسي ٢/٨٤٦، والأنوار النعمانية للجزائري ١/١٠٦، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص ٦٥.
( [١٠٥٠] ) حياة القلوب للمجلسي ٢/٨٦٦.
( [١٠٥١] ) أي في عبد الله بن عباس وأبيه العباس رضي الله عنهما.
([
١٠٥٢]) تفسير القمي ٢/٢٣-٢٤، وتفسير العياشي ٢/٣٠٥، والاختصاص للمفيد ص٧١-٧٢، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص٥٣-٥٤. وانظر: البرهان للبحراني ٢/٤٣٢- ٤٣٣، وبحار الأنوار للمجلسي ٧/١٧٣، وحياة القلوب له ٢/٨٦٥، وقال: سندها معتمد.
( [١٠٥٣] ) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي ص٢٦٨.
( [١٠٥٤] ) تفسير ابن كثير ٢/٤٤٣-٤٤٤، ٣/٥٢، وفتح القدير للشوكاني ٢/٤٩٥-٤٩٦، ٣/٢٤٦-٢٤٧. وانظر: مجمع البيان للطبرسي الشيعي ٣/١٥٧-١٥٨، ٤٣٠.
( [١٠٥٥] ) الشافي للمرتضىص٢٥٦.
( [١٠٥٦] ) البرهان للبحراني ٤/٤٨٢-٤٨٣.
( [١٠٥٧] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٥٣، ٦٠.
( [١٠٥٨] ) الجمل للمفيد ص٥٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٨٣، ٨٩.
( [١٠٥٩] ) انظر: علم اليقين للكاشاني ٢/٦٩٨، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص٨، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٨٣-٨٤.
( [١٠٦٠] ) صحيح البخاري ٢/١٩٩، ك الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله، ٥/١٤٤-١٤٥، ك المناقب، باب قصة أبي طالب، وصحيح مسلم١/٥٤-٥٥، ك الإيمان.
( [١٠٦١] ) أوائل المقالات للمفيد ص١٢-١٣.
( [١٠٦٢] ) أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي ص٤١٥.
( [١٠٦٣] ) من الكتب التي وقفت عليها في ذلك: كتاب (إيمان أبي طالب) للمفيد، وكتاب (شيخ الأبطح) لمحمد علي شرف الدين، وكتاب (أبو طالب مؤمن قريش) لعبد الله الخنيزي.
( [١٠٦٤] ) كالكتاب الذي أصدرته الحوزة العلمية بـ(قم-إيران)، والمسمى ب(نبوة أبي طالب عبد مناف عليه السلام)، من تأليف مزمل حسين الميثمي الغديري.
( [١٠٦٥] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٧٩-٨٠.
( [١٠٦٦] ) قال عنه ابن حجر: ثقة كثير الإرسال، مات سنة ثماني عشرة ومائة. (تقريب التهذيب ص٣٤٠) .
( [١٠٦٧] ) علل الشرائع للصدوق ١/١٣٣، وهو مرسل.
( [١٠٦٨] ) أمل الآمل في تراجم جبل عامل للحر العاملي ص٤٢٤.
( [١٠٦٩] ) الدرجات الرفيعة للشيرازي ص٣٩.
( [١٠٧٠] ) السقيفة لسليم بن قيس ص١٨٦. وانظر: البرهان للبحراني ١/٤٤٤.
( [١٠٧١] ) إحقاق الحق للتستري ص٨.
([
١٠٧٢]) عند العياشي: (ثم عرف أناس بعد يسير) .
( [١٠٧٣] ) ترجم له الخوئي فقال: أبو ساسان الأنصاري: ورد بهذا العنوان في عدة من روايات، وهو من السبعة الذين لم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هم. (معجم رجال الحديث للخوئي ٢١/١٦٣) . والخوئي هو زعيم الحوزة الدينية في النجف في الوقت الحاضر-.
( [١٠٧٤] ) شتير بن شكل، أو شتيرة. وذكره البرقي باسم: شبير بن شكل العبسي، من خواص أمير المؤمنين عليه السلام، من مضر. قال الخوئي في ترجمته: (تقدم في ترجمة سلمان الفارسي رواية الحارث بن المغيرة النضري، ورواية أبي بكر الحضرمي أنه رجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام ولحق به بعد الردة. فكان من السبعة الذين لم يعرف أمير المؤمنين غيرهم) . (معجم رجال الحديث للخوئي ٩/١٣) .
( [١٠٧٥] ) تفسير العياشي ١/١٩٩، واختيار معرفة الرجال للطوسي ص١١-١٢. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني ١/٣٠٥، وعلم اليقين له ٢/٧٤٤، وقرة العيون له ص٤٢٦، والبرهان للبحراني ١/٣١٩، وبحار الأنوار للمجلسي ٦/٧٤٩، وحق اليقين لشبر ١/٢١٨-٢١٩، ومعجم رجال الحديث للخوئي ٦/١٢٦.
( [١٠٧٦] ) وصف الكاشاني، وشبّر سند هذه الرواية بأنه معتبر، (راجع: علم اليقين للكاشاني ٢/٧٤٤، وحق اليقين لشبر١/٢١٨-٢١٩) .
( [١٠٧٧] ) الاختصاص للمفيد ص٦.
( [١٠٧٨] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٣٨.
( [١٠٧٩] ) الارشاد للمفيد ص٣٤٠، والاحتجاج للطبرسي ص٧٤، والأمالي للطوسي ٢/٤٠، وكشف الغمة للإربلي ١/٢٨٣، وكشف المراد للحلي ص٤١٧، والدرجات الرفيعة للشيرازي ٤٥٠-٤٥١.
( [١٠٨٠] ) انظر مثلاً: إكمال الدين للصدوق ص٢٦٩، ٢٧١، والغدير للأميني ١/١٥٠-١٥٣.
( [١٠٨١] ) الإرشاد للمفيد ص٣٤٠، وانظر: الاحتجاج للطبرسي ص٧٤، والأمالي للطوسي ٢/٤٠، وكشف المراد للحلي ص٤١٧، وكشف الغمة للإربلي ١/٢٨٣، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص ٤٥٠-٤٥١.
( [١٠٨٢] ) الخصال للصدوق ١/٢١٩-٢٢٠. وانظر: أمالي الطوسي ٢/٤٠، والدرجات الرفيعة للشيرازي ص٤٥٢.
([
١٠٨٣]) إعلام الورى لفضل بن الحسن الطبرسي ص١٧٧، ومنهاج الكرامة للحلي ص١٨٧، وإحقاق الحق للتستري ص٢٠٥.
( [١٠٨٤] ) اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨٢، والاختصاص للمفيد ص٦٤، ٢٠٥. وانظر: بحار الأنوار للمجلسي ١١/٤٢.
( [١٠٨٥] ) ذكر الصدوق أنهم كانوا في المجلس لما ناشدهم علي أن يشهدوا له بحقه، ومع ذلك فلم يشهد له أحد سوى المذكورين في الرواية. (إكمال الدين للصدوق ص٢٦٩) .
( [١٠٨٦] ) الرحبة: بضم أوله وسكون ثانيه: قرية على مرحلة من الكوفة على يسار طريق الحاج. وفي الكوفة عدة أمكنة تعرف بهذا الإسم. ورحبة جامع الكوفة: هي الأرض والفناء التي كانت تحيط به من بعض أطرافه حتى عرف الجامع بها، فقيل مسجد الرحبة. وقد ذكر اليعقوبي أن هذه الرحبة كانت تعرف بعلي رضي الله عنه، حيث ورد ذكرها في العديد من الأخبار. (مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٢/١٦٩، ومعجم البلدان لياقوت الحموي ٣/٣٣. وانظر: تاريخ مساجد الكوفة لمحمد سعيد الطريحي ١/١٢٤-١٢٥) .
( [١٠٨٧] ) الغدير للأميني ١/١٥٣-١٥٤. وانظر: الطرائف لابن طاوس ص ١٤٨، وبحار الأنوار للمجلسي ٣٧/١٨٦.
( [١٠٨٨] ) هذا في رواية الشيعة.
( [١٠٨٩] ) علم اليقين للكاشاني ٢/٧١٠.
( [١٠٩٠] ) السقيفة لسليم بن قيس ص١٨٦، والبرهان للبحراني ١/٤٤٤،وأصل الشيعة لكاشف الغطاء ص٤٥.
( [١٠٩١] ) عند سليم بن قيس: [سبعون، مائة رجل من أهل بدر، وأربعة آلاف من المهاجرين والأنصار] . (السقيفة ص٢١٠-٢١١) .
( [١٠٩٢] ) الجمل للمفيد ص٤٩-٥٠، والأمالي للطوسي ٢/٣٣٦.
( [١٠٩٣] ) مجموع الفتاوى لابن تيمية ١٣/٣٤، ومنهاج السنة النبوية له ٧/٥١١-٥١٢.
( [١٠٩٤] ) منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٦/٣٣٩.
( [١٠٩٥] ) الإرشاد للمفيد ص٢٥١، والأمالي للطوسي ٢/٣٣٧.
( [١٠٩٦] ) إحقاق الحق للتستري ص١٣٦-١٣٧.
( [١٠٩٧] ) إحقاق الحق للتستري ص١٣٦-١٣٧.
( [١٠٩٨] ) إحقاق الحق للتستري ص١٣٦-١٣٧.
( [١٠٩٩] ) تقدم تخريج هذا الحديث ص (١٧١) .
([
١١٠٠]) الاختصاص للمفيد ص٦٤، ٢٠٥. وانظر: اختيار معرفة الرجال للطوسي ص٨٢، وبحار الأنوار للمجلسي ١١/٤٢