Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

أبو حامد الغزالي اتهم عمر بن الخطاب بمخالفة إمامة علي بسبب الهوى وحب الرئاسة

أبو حامد الغزالي اتهم عمر بن الخطاب بمخالفة إمامة علي بسبب الهوى وحب الرئاسة

جاء في كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي 19 : 328 أن أبا حامد الغزالي – وهو من أشهر علماء أهل السنة – اتهم عمر بن الخطاب بمخالفة إمامة علي عليه السلام بسبب الهوى وحب الرئاسة، ونص ما في كتاب الذهبي: "ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب "رياض الأفهام" في مناقب أهل البيت قال: ذكر أبو حامد في كتابه "سر العالمين وكشف ما في الدارين" فقال في حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" : أن عمر قال لعلي : بخ بخ ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة . قال أبو حامد: وهذا تسليم ورضى، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى حبا للرياسة، وعقد البنود، وأمر الخلافة ونهيها، فحملهم على الخلاف، فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا قليلاً، فبئس ما يشترون... وسرد كثيراً من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية، وما أدري ما عذره في هذا؟ والظاهر أنه رجع عنه، وتبع الحق، فإن الرجل من بحور العلم، والله أعلم".

هذا إن لم يكن هذا وضع هذا و ما ذاك ببعيد، ففي هذا التأليف بلايا لا تطيب)). (سيرأعلام النبلاء، 19/ 328)

و هذا الرأي صحيح، و لا يعقل صدوره عن إمام وصف بمجدد الإسلام في المائة الخامسة، و ها كم دليل بطلان نسبته إليه، و كذب عزوه له، فقد صرح بنقيض ذلك في كتابه " إحياء علوم الدين " - و الكتاب بين يدي الآن، و أنا أنقل منه، قال: " و أن يعتقد فضل الصحابة - ي الله عنهم - و ترتيبهم، و أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، رضي الله عنهم، و أن يحسن الظن بجميع الصحابة، و يثني عليهم كما أثنى الله عز و جل و رسوله صلى الله عليه و سلم و عليهم أجمعين.


فكل ذلك مما وردت به الأخبار، و شهدت به الآثار، فمن اعتقد جميع ذلك، موقنا به، كان من أهل الحق و عصابة السنة، و فارق رهط الضلال و حزب البدعة، فنسأل الله كمال اليقين، و حسن الثبات في الدين لنا و لكافة المسلمين برحمته، إنه أرحم الراحمين، و صلى الله على سيدنا محمد و على كل عبد مصطفى ". انتهى كلام الإمام الغزالي هنا. (إحياء علوم الدين، الجزء الأول، صفحة 161، طبعة دار الشعب، القاهرة).

* فهل يستقيم كلامه الوضيء هذا مع ما نسب إليه من باطل مما نقله أبو المظفر آنفا؟ اللهم لا.

و قد أورد الإمام الغزالي كلامه المذكور في (كتاب قواعد العقائد) - في إحياء علوم الدين - قال: و فيه أربعة فصول، و جعل الفصل الأول (و الذي نقلنا منه ما تقدم): " في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة، التي هي أحد مباني الإسلام ". (1/ 154).

فهل يعقل عاقل لديه ذرة عقل أن من جعل عمر رضي الله عنه مقدما في الفضل و المرتبة علي علي كرم الله وجهه - و رضي الله عنهما و عن الصحابة أجمعين - أن يكون قد قال فيه أنه نهب الخلافة من سيدنا علي؟

فهذا و الله كلام مدسوس عليه، و منحول و متقول عليه، و دليل ذلك ما أوردناه من كلامه، بل من معتقده الذي هو معتقد كل مسلم صحيح الإيمان.

بل انظر ما قاله في (الركن الرابع في السمعيات و تصديقه صلى الله عليه و سلم فيما أخبر عنه) - قال: و مداره على عشرة أصول - قال في الأصل السابع:

" أن الإمام الحق - بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم - أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عنهم ". (الإحياء، 1/ 201). 

و قال في الأصل الثامن:

" أن فضل الصحابة رضي اتلله عنهم على حسب ترتيبهم في الخلافة " (1/ 202)

فهذا مثل لما افتروه من قول باطل تقولوه على الإمام الغزالي، و زيفه واضح، كما بيناه مما صرح هو بخلافه، و الحال كذلك في بقية ما أنكر عليه من أقوال ظاهرة البطلان مما سنبين حقيقتها بعد إن شاء الله تعالي 0

و لاندعي لأحد عصمة من اتلخطأ، و الأمر كما قال الإمام الذهبي: " الغزالي إمام كبير، و ما من شرط العالم أنه لا يخطئ ". (سير أعلام النبلاء، 19/ 339).